لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور أم الأنانية،أم لتأكيد الذات أم للانتقام،أم حصد الإعجاب؟؟ إلخ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 07-02-2025, 07:47 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2018, 08:24 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور أم الأنانية،أم لتأكيد الذات أم للانتقام،أم حصد الإعجاب؟؟ إلخ

    08:24 AM November, 02 2018 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصرلماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم هي عقدة؟ أم رغبة في حصد الإعجاب؟؟أم ه, كل ذلك؟أم هو بعض من هذا؟أم هو لا هذا و لا ذاك؟هل نستطيع من خلال الكتابة أن نتعرف على دوافع الشخص للكتابة؟سؤال خارج المقرر: هل من خلال مداخلات الأعضاء يمكن أن نتعرف على سيكولوجية الكاتب/الناشر/المتداخل و حتى المتابع من وراء ستار؟هل نحن من خلال متابعاتنا في المنبر نقوم بقراءة تحليلية صامتة للأشخاص من خلال تتبعهم و متابعتهم و رصد ما يكتبون و يعلقون؟كل هذه الأسئلة خارج موضوعنا...

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 11-02-2018, 08:36 AM)
    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 11-02-2018, 10:30 PM)





















                  

11-02-2018, 08:40 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ما أود التنويه له بشكل واضح هنا: هو أنه لا علاقة بهذا الموضوع أو التساؤلات بموضوع محدد منشور هنا أو بشخص محدد أو غير ذلك...
    و لكن ...
    قد يكون مفيد للجميع أن نتوقف لحظة لنسائل أنفسنا بصدق و نكاشفها بدوافعنا للكتابة..

    قد تكون الدوافع تختلف لدى الشخص الواحد باختلاف الظرفية الزمانية( استعارة من مناقشات الفلسفة و الفلاسفة)...
    لكن يكمن جورج اورويل كل هذه التساؤلات... بل خلف الدافع من كتابة هذا الموضوع.
    فالتحية له لحذقه و عمق نظرته..
    و لكم جميعا..
    و لنا عودة..؟
                  

11-02-2018, 09:10 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)


    ألربما أيضا الإحساس بضرورة المشاركة الوجدانية أو المعرفية مع الآخرين؟
    ألربما أنه ناك رسالة ما تود توصيلها؟
    أم هي تشفي أو محاولات للانتصار للنفس؟
    أم ؟أم؟ أم
    كثيرة هي مسارب النفس البشرية و خفاياها و كثيرة هي أقنعة التخفي الذاتي و الخداع للنفس...

    أكرر الشكر لجورج اورويل..

    مواصلة..بعد الصلاة حسب توقيت موقعنا...
    دعواتكم...
    هل سأدعو لكم؟
    بالتأكيد لو تذكرت...
                  

11-02-2018, 09:14 AM

جمال ود القوز
<aجمال ود القوز
تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 5925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)

    محمد عبد الله سلامات ..
    دوافع الناس للكتابة تختلف من شخص لآخر ..
    هناك من يكتب لقتل الفراغ ..
    وهناك من يكتب بصورة تعكس الحالة النفسية والمزاجية الهو فيها ..
    وما بالضرورة تتطابق وطريقة تفكيره على الدوام ..
    كذا الانتقال من افكار الكاتب المكتوبة لتكوين صورة ذهنية عنه ,,
    حيشوبها الكثير من الضبابية ومابتقدر تصل عبرها ..
    لتكوين صورة مطابقة لشخصه أو سيكلوجيته على الواقع ..

                  

11-02-2018, 11:28 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: جمال ود القوز)

    ود القوز أولا جمعتك مباركة...
    و أتفق معك في بعض دوافع الشخص للكتابة..لأنه أظنها كثيرة بعضها ظاهر و بعضها مسستر.
    Quote: هناك من يكتب لقتل الفراغ ..
    وهناك من يكتب بصورة تعكس الحالة النفسية والمزاجية الهو فيها ..
    وما بالضرورة تتطابق وطريقة تفكيره على الدوام ..
    كذا الانتقال من افكار الكاتب المكتوبة لتكوين صورة ذهنية عنه ,,
    حيشوبها الكثير من الضبابية ومابتقدر تصل عبرها ..
    لتكوين صورة مطابقة لشخصه أو سيكلوجيته على الواقع ..
    ..
    شكرا يا الحبيب.
                  

11-02-2018, 08:57 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)

    كما المحت من بين ثنايا هذا الموضوع بذكر جورج اورويل ...فهو الدافع لي لكتابة هذا الموضوع.أولا لأول مرة أرعف أن جورج اورويل صحفي و كنت اعتبره روائي فقط..
    نسيت أن أقول أنه كاتب لقصتين نالتا شهرة عالمية و هما مزرعة الحيوان/ Animal Farmو رواية (1984).

    حيث وجدتله مقالة تحليلية عميقة حول دوافع البشر للكتابة..

    بالطبع سأقوم بتنزيلها هنا..
                  

11-02-2018, 08:59 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)

    من موقع(ساقية):

    جورج أورويل ودوافعه للكتابة

    فاطمة باسلامة | في الكتابة


    جورج أورويل

    جورج أورويل (1903-1950) هو صحافي وروائي بريطاني. كتب أورويل في النقد الأدبي والشعر الخيالي والصحافة الجدلية. اشتهر بروايتيه (1984) و (مزرعة الحيوان)، والتين تم بيع نسخهم معا أكثر من أي كتاب آخر لأي من كتاب القرن الواحد والعشرون. يقول جورج أورويل في مقالة له عن دوافعه للكتابة، وعن السؤال “لماذا أكتب ؟” فيقول:

    أعتقد أن هناك أربعة دوافع للكتابة على الأقل عند كل كاتب، وتكون بنسبة متفاوتة من وقت لآخر حسب جو العالم الذي يعيش فيه، وتلك الدوافع هي:

    ١) حب الذات الصرف: الرغبة في أن تكون ذكياً، أن يتم الحديث عنك، أن تُذكر بعد الموت، أن تنتقم من الكبار الذين وبخوك في طفولتك.. إلخ،، من الهراء التظاهر بأن هذا ليس بدافع، بل دافع قوي. الكتَّاب يتحلون بهذه الصفة إلى جانب العلماء والفنانيين و السياسيين والمحاميين والجنود ورجال الأعمال الناجحين، باختصار لدى كل النخب الإنسانية. الغالبية العظمى من البشر هم أنانيون تماماً، بعد سن الثلاثين يتخلون تقريباً عن وعيهم بفرديتهم بالكامل، ويعيشون بشكل رئيس من أجل الاخرين، أو يسحقون ببساطة تحت وطء العمل الكادح، لكن هناك أيضاً أقلية من الأشخاص الموهبين والجامحين المصممين على عيش حياتهم حتى النهاية، أو الكتاب الذين ينتمون إلى هذه الطبقة، ينبغي على القول أن الكتاب الجادين هم في المجمل أكثر اختيالاً وأنانية من الصحفيين، لكن أقل اهتماماً بالمال.

    ٢) الحماس الجمالي: إدراك الجمال في العالم الخارجي، أو من ناحية أخرى في الكلمات وترتيبها الصحيح. البهجة من أثر صوت واحد على الاخر. في تماسك النثر الجيد أو إيقاع قصة جيد. الرغبة في مشاركة تجربة يشعر المرء أنها قيمة ويتعين عدم تقويتها. الدافع الجمالي واهن جداً عند الكثير من الكتَّاب، لكن حتى مؤلف الكتيبات أو الكتب المدرسية ستكون لديه كلمات ومصطلحات مدللة تروق له دون أسباب نفعية، أو قد يهتم بقوة بأسلوب الطباعة، واتساع الهامش.. إلخ، فوق مستوى دليل القطارات، لايوجد كتاب يخلو من الاعتبارات الجمالية.

    ٣) الحافز التاريخي: الرغبة برؤية الأشياء كما هي، لاكتشاف حقائق صحيحة، وحفظها من أجل استخدام الأجيال القادمة.

    ٤) الهدف السياسي: باستخدام كلمة (سياسي) بأشمل معنى ممكن، الرغبة في دفع العالم في اتجاه معين؛ لتغيير أفكار الآخرين حول نوع المجتمع الذي ينبغي عليهم السعي نحوه. مرة أخرى، لايوجد كتاب يخلو من التحيز السياسي، “الرأي القائل أن الفن ينبغى ألا يربطه شيء بالسياسة هو بحد ذاته موقف سياسي”.
                  

11-02-2018, 09:00 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و في العربي الجديد وجدت ما يلي:

    جورج أورويل: أربعة دوافع للكتابة
    جورج أورويل: أربعة دوافع للكتابة
    نصوص
    ترجمة: أنس سمحان
    6 مارس 2017
    (1903 - 1950)
    مشاركة هذا المقال

    عرفتُ بأني أريد أن أصبح كاتبًا في سنٍ مبكرة جدًا. ربّما من عمر الخامسة أو السادسة. وفي الفترة بين عمر السابعة عشرة والرابعة والعشرين، حاولت أن أترك الإيمان بهذه الفكرة وأن أترك الكتابة، وفعلت ذلك بإيماني بأني أفعل ما هو ضد طبيعتي الحقيقية، وبأني سأستقر لاحقًا وأتراجع وأبدأ كتابة الكتب.

    كنت الابن المتوسط لعائلتي من بين ثلاثة أطفال؛ ولكن كانت هناك فجوة عمرية بين أخويّ الأكبر مني والأصغر مني تقدّر بخمس سنين. وبالكاد أتذكّر رؤيتي لوجهِ والدي قبل عمر الثامنة. كل هذه الأشياء ساهمت في جعلي أنمو وحيدًا.

    مع مرور الوقت، جعلت سلوكياتي، غير المقبولة، مني طفلًا مغمورًا وغير ملاحظٍ في المدرسة. تطورت لدي مع مرور الوقت العادة التي يمتلكها أي طفل وحيد، ألا وهي عادة اختلاق القصص وإجراء المحادثات مع الأصدقاء المُتخيّلين. أعتقد بأنه ومنذ البداية كانت طموحاتي الأدبية مضطربة وممتلئة بالشعور بالوحدة والعزلة وتقليل القيمة. علمت أيضًا أن لدي ملكة الكلمات والقوة الكافية لمواجهة الحقائق غير السارة، وشعرت بأن هذين الشيئين قد أعطياني القدرة على خلق عالمٍ خاصٍ بي. عالم أستطيع أن أنتقم فيه لنفسي على إخفاقاتي وفشلي في الحياة اليومية العادية.

    برغم كل هذا، فإن مجموعة النصوص التي كتبتها في سنوات طفولتي وصباي لم تتجاوز ست صفحات. كتبت أول قصيدة في حياتي عندما كان عمري أربع أو خمس سنوات؛ ولا يمكنني أن أتذكر أي شيء عن القصيدة الآن، إلا أنها كانت تتحدث عن نمرٍ لديه أسنان تشبه الكراسي. على الرغم من أنها كانت فكرة جيدة، إلا أنني أتصور أني قد سرقت الفكرة من قصيدة ويليام بليك "Tiger Tiger".
    "
    كنت أكتب بين الحين والآخر بعض القصائد السيئة وغير المكتملة عن الطبيعة
    "

    وعندما كان عمري 11 سنة، اندلعت الحرب العالمية الأولى (1914-1918) فكتبت قصيدة وطنية وانتشرت في صحيفة محلية، وبعدها بعامين نشرت قصيدة أخرى بمناسبة وفاة كيتشنر. وعندما كبرتُ قليلًا، كنت أكتب بين الحين والآخر بعض القصائد السيئة وغير المكتملة عن الطبيعة على الأسلوب الجورجيّ. كما كانت لي أيضًا بعض المحاولات الفاشلة في كتابة القصة القصيرة.

    مع ذلك، انخرطت في تلك الفترة العمرية في النشاطات الأدبية إلى حد ما. مثلًا كنت أكتب بعض القصائد على الطلب والتي كنت أكتبها بسرعة وبسهولة من دون أن أشعر بأي متعة في كتابتها. وبعيدًا عن الواجبات المنزلية، كنت أكتب بعض القصائد الموسمية شبه الهزلية والتي تَبيّن أنه يمكنني كتابتها بسرعة فائقة.

    ففي عمر الرابعة عشرة، كتبتُ مسرحية مقفّاة في ظرف أسبوع واحد كتقليد لمسرحية أريستوفانيس، وشاركت في تحرير مجلة المدرسة والتي يمكن أن تعثر على نسخٍ منها سواء على شكل مخطوطة أو مطبوعة. كانت مثل هذه المجلات أكثر الأشياء الهزلية المثيرة للشفقة، ولم أقضِ في العمل عليها وقتًا كثيرًا. ولكن الاستمرار في هذا العمل لمدة خمس عشرة سنة أعطاني خبرة أدبية من نوع خاص، والتي كانت تكمّل قصة مستمرة داخلي... تكمّل نوعًا من المذكرات الموجودة فقط في عقلي.

    كطفل صغير كنت أتخيل أنني مثلًا، روبن هود، وكنت أصور نفسي على أني بطل مغامرات مثيرة، وأعتقد أن هذه عادة مشتركة عند الأطفال والمراهقين؛ ولكن سرعان ما توقفت القصة داخلي عن كونها نرجسية بطريقة صعبة، وصارت تتحول أكثر فأكثر لقصة وصفية عن الأشياء التي أقوم بها وأفعلها.

    لم يعد هناك مساحة لخيال بريء. صارت القصة تصف الحياة بواقعية. في تلك الأوقات، كان يمر في عقلي أشياء مثل هذه: "قام بدفعِ الباب ثم دلف ليرى خيط أشعة شمس أصفر يتسربل من بين الستائر ويقع على الطاولة التي عليها علبة كبريت نصف مفتوحة بجانب المحبرة. يتوجه نحو النافذة ويده اليمنى في جيبهِ. في الشارع، كان هناك قط بلون درع السلحفاة يطارد بعض الأوراق الميتة وإلخ".

    واستمرت هذه العادة الوصفية حتى وصلت عمر الخامسة والعشرين، أي خلال السنوات التي قاطعت فيها الأدب. وعلى الرغم من أني بحثت وبحثت عن الكلمات المناسبة، إلا أنه بدا أني أقوم بهذا الجهد في الوصف غصبًا عن إرادتي، كما لو أنه إجبار من شيء خارجي. أظن أن "القصة" في داخلي تعكس أنماطَ وأساليب مُختَلَف الكتاب الذين أعجبت بهم في حياتي؛ ولكن بشيء مُختلِف، وهو أنها كانت دائمًا تحوي ذلك الحس الوصفيّ الدقيق.

    عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، اكتشفت صُدفةً الشعور ببهجة الكلمات البسيطة مثل الأصوات والمعاني المرافقة للكلمات.

    "So hee with difficulty and labour hard
    Moved on: with difficulty and labour hee".

    "وهكذا رافق المشقة البالغة والصعاب في رحلتها
    ورافقته المشقة البالغة والصعاب".

    هذه الأسطر أعلاه من قصيدة "الفردوس المفقود" لـ جون ميلتون (والتي لا تبدو مدهشة الآن) اقشعرّ بدني عندما قرأتها أول مرة، خصوصًا في تهجئة hee التي هي نفسها بمعنى he؛ حيث أضافت متعة ولذة من نوع آخر إلى الكلمة.

    وفي ما يتعلق بالحاجة إلى الوصف في داخلي، وبعدما عرفت كل شيء عنه، عرفت بشكل واضح أي نوع من الكتب أريد أن أكتب ويمكنني أن أقول إني كنت راغبًا في كتابة الكتب في ذلك الوقت. أريد أن أكتب روايات طبيعية بنهايات "غير سعيدة".
    "
    تلك الرغبة التي تأكلنا من داخلنا وتدعونا لمشاركة خبراتنا... تلك الرغبة التي لا يجدر بأي أحد تجاهلها
    "

    أريد أن أكتب رواياتٍ مليئة بالتفاصيل الدقيقة والتشبيهات الآسرة والفقرات الغنية بالمحسنات البديعية والتي سأستخدم الكلمات فيها كلًا منها بشكلٍ منفصل لتوصل كل كلمة الصوت الخاص بها، وفي الواقع، لقد كانت روايتي الأولى "أيام بورمية"، والتي نشرتها عندما كان عمري ثلاثين سنة، خير مثالٍ على هذا النوع من الكتب.
    أنا أعطي كل هذه المعلومات "التي تبدو غير مهمة" لأني لا أعتقد بأن هناك أحدًا يستطيع تقييم دوافع الكتابة عند كاتبٍ ما، من دون أن يعرف عن مراحل ترعرعهِ الأدبي. فالمواضيع التي يكتب فيها الكتّاب تتأثر حسب العصر الذي يعيشون فيهِ، وخصوصًا في عصرٍ مضطرب وثوري مثل العصر الذي نعيشه الآن، والتي لا يمكن للكتّاب أن يتملصوا منها، فقد تأثروا واكتسبوا موقفًا عاطفيًا من الأحداث التي لا يمكن لهم أبدًا أن يكونوا على حيادٍ حيالها، حتى لو لم يبدؤوا الكتابة بعد!

    صحيحٌ أنّ على الكاتب أن يضبط مزاجه وأن يتجنب التعلّق في مرحلة غير ناضجة في مسيرتهِ إذا كان مزاجه منحرفاً بعض الشيء، ولكنه لو تملّص من هذا المزاج ومن تجاربهِ الأولى، فسيكون قد قتل دافعه الأهم للكتابة. ولو وضعنا "كسب لقمة العيش" على جنبٍ، فأنا أعتقد بأن هناك أربعة دوافع عظيمة للكتابة على أي مستوى من مستوياتها. وتوجد هذه الدوافع الأربعة بنسب متفاوتة في داخل كل كاتب، وستختلف نسب هذه الدوافع عند الكاتب من وقتٍ لآخر متأثرة بالظروف والبيئة التي يعيش فيها. أما عن الدوافع، فهي:


    الأنانية المطلقة
    أن ترغب في أن تبدو ذكيًا وأن يتحدث الناس عنك وأن يتذكروك بعد موتك ولتنتقم لنفسك من الكبار الذين تجاهلوك وتجاهلوا وجودك في طفولتك. ومن الهراء التظاهر بأن هذا ليس دافعًا، لأنه من أقوى الدوافع الموجودة. ويتشارك الكتّاب هذا الدافع مع الفنّانين والسياسيين والمحامين والجنود ورجال الأعمال الناجحين. أما بقية البشر (وهم السواد الأعظم) فليسوا أنانيين كثيرًا، وغالبًا بعد أن يتجاوزوا عمر الثلاثين يتخلون عن فردانيتهم كليًا ويعيشون بصورة رئيسية لأجل الآخرين، أو يعدموا شخصيتهم وأنفسهم أثناء كدحهم في الحياة. ولكن تبقى دائمًا تلك الفئة القليلة من "الموهوبين" والتي تسعى بعناد لتعيش حياتها كاملة ولا أن تتوقف عند سن معينة، ويندرج الكتّاب تحت هذه الفئة. واسمحوا لي أن أقول إن الكتّاب الحقيقيين أكثر غرورًا وأنانية من الصحافيين وإن كانوا أقل اهتمامًا بالمال.


    الحماس الجمالي
    يمكننا إدراك الجمال في العالم الخارجي، أو من ناحية أخرى، في الكلمات وفي طريقة صفها مع بعضها البعض. المتعة التي نجدها من أثر صوتٍ واحدٍ على صوت آخر أو في متانة الكتابة الجيدة أو إيقاع قصة جيدة. تلك الرغبة التي تأكلنا من داخلنا وتدعونا لمشاركة خبراتنا... تلك الرغبة التي لا يجدر بأي أحد تجاهلها! ولكن يبقى أن هذا الدافع ضعيف جدًا عند الكثير من الكتّاب، وعلى الرغم من هذا، إلّا أن حتى كتّاب الكتيبات أو الكتب المدرسية يكون لديهم بعض الكلمات المفضلة (Pet Words) والتي يقيمون معها علاقة والتي تدفعهم لاستخدامها لأسباب غير نفعية أو أن يكون لديهم شيء خاص حيال أسلوب الطباعة (مثل الطباعة بهوامش عريضة)، وغيره. وأكاد أجزم بأنه لا يوجد أي كتابٍ يخلو من قيمة أو اعتبار جماليّ، إلا كتاب "دليل سكة الحديد".


    الدافع التاريخي
    الرغبة في رؤية الأشياء كما هي. والرغبة في معرفة الوقائع الحقيقية وتسجيلها للأجيال القادمة.


    الدافع السياسي
    وأنا هنا أستخدم كلمة "السياسي" بأوسع معنى لها. وهنا نجد الرغبة لدفع العالم إلى اتجاه معيّن والرغبة في تغيير أفكار الناس حول نوع المجتمع الذي نسعى للعيش فيه. ومرة أخرى، أجزم بأنه لا يوجد أي كتابٍ يخلو من أي انحياز سياسي. والرأي الذي يدعو للفصل بين الفن والسياسة هو بحد ذاتهِ موقف سياسي.

    يمكننا أن نلاحظ أنه كيف لهذه الدوافع الأربعة أن تبقى في حالة حربٍ مستمرة في ما بينها، وكيف لها أن تختلف من شخصٍ إلى آخر ومن وقتٍ إلى آخر. وطبيعيًا (والطبيعي هنا هو حالتك التي صرتَ راشدًا عليها)، فأنا شخصٌ تكون الدوافع الثلاثة الأولى لديه أقوى على حساب الرابعة.

    ولنفترض بأني عشتُ في عصرٍ مسالم وعادي بدون حروب، حينها، لكنت قد كتبت روايات مبهرجة أو روايات وصفية خالصة ولربما حينها لم أكن لأعلم عن ولاءاتي السياسية. ولكن وبطبيعة الحال والعصر الذي أعيش والذي اضطرني لأكتب رغمًا عني منطلقًا من دوافعي الثلاثة الأولى.
    "
    لنفترض بأني عشتُ في عصرٍ بدون حروب، لكنت كتبت روايات مبهرجة أو روايات وصفية خالصة
    "

    في بداية حياتي المهنية، اضطررت لقضاء خمس سنواتٍ في وظيفة لا تناسبني (الشرطة الإمبراطورية الهندية في بورما)، وبعد ذلك عايشتُ الفقر ومررت بمرحلة صرت فيها أنا والإخفاق أصدقاء؛ وهو أمرٌ عمل على تأجيج نار الحقد في داخلي تجاه السلطة، وجعلني لأول مرة واعيًا ومدركًا تمامًا لوجود طبقة العمّال، وأيضًا ساعدني عملي في بورما على فهم طبيعة الإمبريالية. ولكن وفي نفس الوقت، لم تكن التجارب السابقة كافية لتحدد توجهاتي السياسية بدقة. بعدها، جاء هتلر والحرب الإسبانية وغيرها من المصائب العظمى التي حلّت بالقارة الأوروبية. وحتى حلول عام 1935 لم أكن قد قطعت قرارًا حازمًا حيال توجهّي.

    عملت الحرب الإسبانية وبعض الأحداث الأخرى التي جرت بين العامين 1936-37 على مساعدتي في أن أجعل لنفسي موطئ قدم؛ فكل سطرٍ كتبتهُ ضمن عملٍ أدبي جديٍ لي بعد عام 1936، كان بشكلٍ مباشر أو غير مباشرٍ ضد الأنظمة الشمولية ومؤيدًا وداعمًا للاشتراكية الديموقراطية حسبما أفهمها.

    وسيبدو من السخف في فترة مثل الفترة التي عشناها أن يتجنب شخص ما الكتابة عن مواضيع كهذه؛ فكلنا نكتب عنها بشكلٍ أو بآخر. الأمر فعليًا يتعلق، بالجانب الذي سيميل الشخص إليهِ، والمنهج أو الطريق الذي سيحدده لنفسه؛ وكلما كان الشخص واعيًا بانحيازه السياسي، زادت فرصته في أن يكتب سياسيًا من دون أن يكون هذا على حساب سلامة الدوافع الجمالية والفكرية.

    كل ما أردته خلال السنوات العشر الماضية، هو تحويل الكتابة السياسية إلى فن. ونقطة البداية لدي عند الكتابة هي ذاك الشعور بالتشظي والشعور بالظلم من حولي. وعندما أجلس للكتابة، فلا أقول لنفسي: "سأقوم بإنتاج عملٍ فني"؛ وإنما أكتب، لأن هناك كذبة يجب أن يتم كشفها أو حقيقة عليّ أن أقوم بلفت الانتباه إليها، وكل ما أريده في تلك اللحظات هو أن أكون مسموعًا. وطبعًا لم أكن لأكتب كتابًا أو مقالة طويلة في مجلة لو لم يكن في الأمر أي تجربة جمالية.

    ولأي شخصٍ مهتمٍ بأعمالي، فسيلاحظ بأنها، وإن كانت بروباغاندا محضة، ستحتوي على عناصر سيعتبرها أي سياسي حقيقي أشياء غير مهمة؛ وهذا لأني غير قادرٍ ولا أريد التخلي عن نظرتي تجاه العالم والتي اكتسبتها في مرحلة الطفولة. وطالما أنا على قيد الحياة، سأواصل الكتابة وسأستمر في حب الأرض والاحتفاء بالجمادات وقصاصات الأوراق غير المفيدة. ولا فائدة تعود علي من محاولتي لكبح وقمع هذا الجانب من ذاتي. المطلوب مني ومن أي كاتبٍ هو أن أخلط بين الأشياء التي أحبها والتي لا أحبها بالأحداث العامة وغير الفردية التي يرغمنا عليها هذا العصر أو أي عصر.

    الكتابة ليست بالأمر الهين، فبمجرد أن تقرر الكتابة، تبدأ المشاكل البنائية واللغوية في الظهور. وتظهر بشكل خاص وبطريقة جديدة مسألة الصدق والأمانة. ولأعطيكم مثلًا واحدًا على أبسط أنواع المشاكل التي تظهر هو ما حصل مع كتابي عن الحرب الإسبانية، كتاب "الحنين إلى كتالونيا". وهو طبعًا كتاب سياسي، ولكنه بصورة رئيسية مكتوب بحيادية معينة مع التزام معيّن بالشكل. وحاولت جادًا قدر استطاعتي أن أبيّن الحقيقة الكاملة من دون أن أنتهك غرائزي الأدبية.

    ولكن ومن بين الأمور الكثيرة التي احتواها الكتاب، كان هناك فصل كامل مملوء بالاقتباسات الصحافية تدافع عن التروتسكيين الذين اتهموا بالتآمر مع فرانكو. قد يقول قائل "لماذا وضعت مثل هذه الأشياء في كتابك؟ لقد حوّلت ما يمكن أن يكون كتابًا جيدًا إلى صحافة"، وهو أمرٌ فيهِ من الصحة ما فيهِ، ولكن لم يكن بوسعي أن أفعل خلاف ذلك. فلقد عرفتُ أمرًا، لم يسمح لأغلب سكان إنكلترا أن يعرفوه، بأن هناك رجالًا أبرياء، يتم اتهامهم زورًا بأشياء لم يفعلوها. ولو لم أكن غاضبًا بشأن هذا الأمر، فلربما لم يكن يجدر بي أن أبدأ الكتابة من الأساس.

    وتبقى هناك مسألة واحدة تظهر بشكلٍ أو بآخر، ألا وهي مسألة اللغة. فهذه المسألة معقدة وإذا أردنا نقاشها هنا، فستستغرق منّا الكثير. ما سأقولها عنها باختصار، هو أني وفي السنوات الأخيرة خصوصاً حاولت أن أكتب بلغة أقل "جاذبية" وأن أكون "حرفيًّا" أكثر. لم أكتب أي رواية منذ سبع سنوات، ولكني آمل أن أكتب واحدةً قريبًا.

    مرورًا بالصفحات التي كتبتها في هذا المقال، يبدو منها أن كل دوافعي للكتابة متأثرة بالروح الجماهيرية والعامة، ولا أريد أن أترك هذا الانطباع كما هو. جميع الكتّاب مغرورون وأنانيون وكسولون ويكمن نوع من الغموض دائمًا عند الحديث عن دوافعهم. وتأليف كتابٍ لهو صراع رهيب ومرهق ومثل نوبة طويلة من بعض الأمراض المؤلمة.

    لا يجدر بأي أحد أن يبدأ كتابة كتابٍ إن لم يكن مدفوعًا بقوة جارفة داخله لا يمكنه مقاومتها أو فهمها. وهذه القوة الجارفة تشبه تمامًا غريزة الطفل الرضيع للبكاء ليحصل على الاهتمام الذي يريد. ولا يمكن للمرء أن يكتب شيئًا يستحق القراءة إلا إن حاول طمس شخصيته في مرحلة من المراحل، فالكتابة الجيدة تشبه زجاج النافذة إلى داخل الكاتب. صحيح بأني لا أستطيع الجزم حول أي دافعٍ بداخلي هو الأقوى، ولكني أعرف حقّ المعرفة أي دافعٍ عليّ أن أتبع. ولو عدنا وتصفحنا أعمالي التي لم تتحدث عن السياسة، لوجدناها صفحات ميتة ومليئة بالكلمات المبهرجة وبالمحسنات البديعية والهراء عديم المعنى.

    جورج أورويل
    1946

                  

11-02-2018, 09:07 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)


    ١١ نصيحة من إليف شافاق في الكتابة
    ✍ فادي أحمد | في الكتابة
    متى ينبغي على الأطفال دراسة الفلسفة؟ غولدشتاين تجيب
    نظرة د. مصطفى حجازي للإنسان المهدور
    إلِيف شافاق، من مواليد 1971. هي روائية تركية تكتب باللغتين التركية والإنجليزية، وقد ترجمت أعمالها إلى ما يزيد على ثلاثين لغة. اشتهرت بتأليفها رواية (قواعد العشق الأربعون) سنة 2010.
    في مقالة لها، نُشرت في صحيفة (تيليغراف) البريطانية، كتبك (إليف) ١١ نصيحة ذهبية في الكتابة، نترجمها إليكم بشكل حصري.

    الكتابة هي تكريسٌ للعزلة، اختيارٌ للانطواء على الانبساط، أن تفضّل الخلوة لساعات وأيام وشهور وربما سنوات على المرح والحياة الاجتماعيّة؛ الكتّاب ربّما يحبّون الثرثرة والقيل والقال -كونها تشكل مادةً خامًا لهم للكتابة- لكنّ فعل الكتابة والاتصال مع الذات يحتاج لعزلة خالصة.
    الطريقة الوحيدة لتعلّم الكتابة هي أن تكتب، الموهبة مغرية كما يبدو؛ لكنها لا تشكل سوى %12 من العملية الإبداعية، الاجتهاد والجدّ حصتهما 80% والباقي للحظ أو للقدر، تلك الأشياء الصغيرة التي لا نقوم بها بأنفسنا.
    اقرأ كثيراً، ونوّع قراءاتك، لكن لا تُلزم نفسك بالقراءة لنفس الكتّاب، وسّع أفق قراءتك. كن جموحاً ولا منطقياً؛ فالخيال لا يمكن أن يقتصر على ما هو متوقع .
    اكتب الكتاب الذي تحب أن تقرأ. إذا كنت مستمتعاً بما تكتب –و لا يعني ذلك أنك لن تعاني أثناء كتابته- فالناس سوف تشعر بنفس مشاعرك التي كتبتَ بها. إذا لم يوجد شغفٌ بين الكاتب وقصته، فالغالب لن يوجد شغف بين القارئ و القصة فـ“العلاقة تبادلية”.
    لا تخشَ من الكآبة، هي جزء لا يتجزأ من رحلة الكتابة، لكن حذارِ أن تحيطها بهالة من الرومانسية، تعامل معها كروحٍ طليقة؛ كصديق لا يعوّل عليه يأتي ويذهب متى يشاء .
    لا تكنْ رحيماً مع نفسك، قطِّع نصوصك، مزّقها، أعد كتابتها من جديد، استبعد صفحات كاملة مما كتبت، الكتابة السيئة كالعلاقة السيئة، لا تتمسك بها لمجرد أنك ألفتها.. إن كانت كذلك فاتركها!
    على أيّ حال؛ لا تكنْ قاسياً مع شخصيات كتبك، لا تتعالى عليهم، مهمتك ككاتب ليس الحكم عليها، بل فهمها ومساعدة الآخرين على ذلك، تذكر: أن تحيا شخصياتك تلك هي كلمة السر.
    مهما كان ما تفعله؛ لا تتحدث عن الرواية أو الكتاب الذي تعمل عليه الآن، خصوصًا مع وكيل أعمالك أو الناشر، إذا اضطرتُ للحديث مع أي أحد عمّا تكتبه؛ فقلْ كلمات مقتضبة ومثيرة للاهتمام دون شرح.
    أثناء الكتابة .. انسَ القرّاء .. انسَ النقاد .. انسَ الجميع، في الواقع عليك أن تنسى أنّ هناك عالماً في الخارج أيضاً .
    لا يوجد ما يسمى “حبسة الكاتب“، لكن لو نضب إلهامك، سافر إلى مدينة مكتظة؛ إسطنبول مثلاً، اقضِ يومين في فوضاها، مراقباً، ومصغياً، ومطعماً النوارس. شاعراً انقباضك وانبساطك في آن معاً، ستتدفق مشاعرك حتماً ويلتهب إبداعك من جديد.
    النصيحة الأهم .. تجاهل كل قواعدي السابقة، لا تلتفت لها، لا يوجد قوالب جاهزة للكتابة وهذا هو جمالها، وهذه هي الحرية التي يجب ألا نسمح لأحد بأن ينتزعها منّا.

                  

11-02-2018, 09:16 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)


    أظنني أو أحسب أنني-على حد قول الاخوان أنني كتّرت الاستشهادات و الاقتباسات..و لكن لابد من أختمها ..
    و الأفضل أن اختمها بنصائح أو أقصد تعبيرات لها معاني من شخص مثل ميشيل فوكو..و فوكو هو من هو ( رغم مثليته البايخة)...و لكنه اضاف في المعرفة الكثير (بحفرياته) التي أثرت ما بعد الحداثة مفهوما و كتابات و ابعاد.
    يقول فوكو كما جاء في (الساقية)..الكثير .فإلى المقابلة:

    اعترافات ميشل فوكو في الكتابة
    ✍ هاجر العبيد |

    نسان

    ميشال فوكو (1926 – 1984) فيلسوف فرنسي، يعتبر من أهم فلاسفة النصف الأخير من القرن العشرين، تأثر بالبنيويين ودرس وحلل تاريخ الجنون في كتابه (تاريخ الجنون)، وعالج مواضيع مثل الإجرام والعقوبات والممارسات الاجتماعية في السجون في كتابه (المراقبة و المعافبة). ابتكر مصطلح “أركيولوجية المعرفة”. أرّخ للجنس أيضاً من “حب الغلمان عند اليونان” وصولاً إلى معالجاته الجدلية المعاصرة كما في (تاريخ الجنسانية).

    في كتاب (حوارات و نصوص) قدّم ميشال فوكو اعترافات ثمينة عن تكوينه الفكري وأهدافه ومسيرته، وذلك عبر الحوار الذي أجراه معه روجيه بول دروا الباحث المعروف في أنماط تفكير البوذية والبرابرة.

    و اقتبست من الحوار الأوّل ما يختص باعترافاته حول الكتابة :
    – لماذا تقول أنك لست كاتباً ؟

    الأمر بسيط. أعتقد بضرورة امتلاك وعي حِرفيّ في هذا الميدان. و بقدر ما يجب صنع القبقاب يجب كذلك صنع الكتاب.
    و ينطبق هذا الأمر كذلك على أي كتلة من الجمل المطبوعة سواءً في جريدة أو مجلة و لاتعدو الكتابة أن تكون كذلك.
    يجب أن تصلح الكتابة للكتاب. و ليس الكتاب هو الي يكون في خدمة هذا الكيان المهم و المقدّس جداً الآن و الذي ستصنعه الكتابة.

    قلت لي إني غالباً مّا أستعمل الالتواءات الأسلوبية التي يبدو أنها تبرهن على أني أحبّذ الأسلوب الجميل. ألا فقد صدقت، هناك دائماً نوع من أنواع المتعة التي قد تكون شبقية بشكل متدنَّ، في العثور على جملة جميلة، عندما يضجر المرء ذات صباح من كتابة أشياء عادية. و يتهيّج المرء بعض الشيء عندما يستغرق بالأحلام و فجأة يجد الجملة التي ينتظرها. فيحس بالسعادة و يعطي ذلك دفعاً للذهاب إلى ماهو أبعد. يوجد شيء من هذا كله بطبيعة الحال.

    لكن هناك أمر آخر – إذا أردنا أن يصبح الكتاب أداة يمكن أن يفيد منها الآخرون – وهو ضرورة أن يوفر المتعة للقراء الذين يطالعونه. يبدو لي أن هذا الأمر يمثّل واجباً أولياً بالنسبة لمن يقدم هذه البضاعة أو هذا الشيء الحرفيّ: يجب أن يوفّر هذا الشيء المتعة!

    – هناك متعتان إذاً : متعة الكاتب و متعة القارئ ..

    بكل تأكيد. كم من اكتشافات و مهارات أسلوبية توفر المتعة لمن يكتب و لمن يقرأ! إنني أحبذ جداً هذا الأمر. لا أجد أي مبرّر لإقصاء هذه المتعة كما أنني لا أجد مبرّراً لفرض الضجر على أناس أتمنى أن يُقدموا على قراءة كتابي. يتعلق الأمر بالتوصل إلى شيء يكون في منتهى الشفاقية على مستوى مايُقال مع وجود نوع من السطح البرّاق في الوقت نفسه. يجعلنا نجد متعة في مداعبة النص واستخدامه و تأمّله و إعادة تناوله. هذا هو مغزى الكتاب بالنسبة لي.
    و لكن مرة أخرى لبس ذلك بالكتابة. أنا لا أحب الكتابة. أن يكون المرء كاتباً أمر يثير السخرية حقاً في نظري.
    لو كان لي أن أعرّف نفسي و أن أقدمها بصورة مدّعية، و لو كان لي أن أصف تلك الصورة التي تصاحب كل شخص منا و التي تضحك باستهزاء ثم تقودك في نفس الوقت، فإنني سأقول بأنني حرفيّ و سأكرر القول بأنني صانع أسهم نارية. و أعتبر كتبي بمثابة ألغام و كتل من المتفجرات .. ذلك ما أتمنى لها أن تكون.
    على هذه الكتب في اعتقادي أن تخلّف أثراً مّا، و لذلك لا بد من أن يبذل المرء مافي وسعه. لكن على الكِتاب أن يختفي عن طريق تأثيره نفسه و داخل تأثيره، لاتعدو الكتابة أن تكون وسيلة و ليست الهدف. كما أن ” الأثر المكتوب ” ليس الهدف في حد ذاته! بحيث أن تعديل أي كتاب من كتبي قصد إدماجه في وحدة الأثر حتى يشبهني أو يشبه الكتب التي ستأتي فيما بعد، لا يحمل أي دلالة بالنسبة لي.

    – أليست الكتابة بالنسبة إليك ضرورة رغم كل شيء؟

    كلا، ليست ضرورة على الإطلاق. و لم أعتبر أبداً أن الكتابة شرف أو عمل خارق. أقول عادةً: متى سيأتي اليوم الذي أنقطع فيه عن الكتابة! لا لأنني أحلم بالذهاب إلى الصحراء أو إلى مجرد الشاطئ بل لأنني أحلم بالقيام بشيء آخر باستثناء الكتابة.
    كما أنني أقول ذلك بمعنى أكثر دقة ألا وهو : متى أشرع في الكتابة دون أن يحيل فعل الكتابة إلى ” الكتابة ” ؟ دون الجوء إلى هذا النوع من الاحتفالية التي تتطلب جهداً كبيراً .
    الأشياء التي أنشرها، هي أشياء مكتوبة بالمعنى السلبي للكلمة: لها رائحة الكتابة. و عندما أشرع في العمل يكون الأمر متعلقاً بالكتابة ليفرض ضمنياً طقوسا كاملة و صعوبة معينة. أدخل في نفق، لا أريد رؤية أحد بينما أرغب على العكس في أن تكون كتابتي سهلة من أول مرة، و لكنني لا أصل أبداً إلى هذا المبتغى. و من الضروري التصريح بالأمر، لأننا لا نحتاج إلى إقامة خطابات طويلة ضد ” الكتابة ” إذا لم نعرف أنني أواجه أشد العذاب بسبب عدم ” الكتابة ” عندما أشرع في الكتابة. أريد أن أتخلص من هذا النشاط المنغلق الاحتفالي، المنطوي على نفسه و المتمثل بالنسبة إلي في وضع كلمات الورق.

    – لكنك تجد في هذا العمل عمل الورق و الحبر متعة حقيقية ” ؟

    المتعة التي أجدها تعارض في الحقيقة المفهوم الذي أريده عن الكتابة. فأنا أريدها أمراً عابراً يخرج هكذا تلقائياً يُكتب في زاوية طاولة، يقدم للآخرين يُتداول، قد يكون منشوراً أو مُلصقاً أو مقتطفاً من فيلم أو خطاباً عاماً أو أي شيء آخر ..
    و أقول مرةً أخرى إنني لا أتوصل إلى الكتابة على هذا النحو، أجد في هذا الأمر بالطبع مايوفر لي المتعة. و أكتشف بعض الأشياء الصغرى لكن هذه المتعة لا تسعدني.
    إنني أحس إزاء الكتابة بحالة من القلق، لأنني أحلم بنوع آخر من المتعة يختلف اختلافاً كلياً عن نوع المتعة المألوفة التي يحس بها كل الناس الذين يكتبون. ننزوي أمام ورق أبيض، الذهن خالٍ من الأفكار ثم تصبح جملة من الأشياء حاضرة شيئاً فشيئاً، بعد ساعتين أو يومين أو أسبوعين، داخل عملية الكتابة نفسها.
    النص موجود و نعرف عنه أكثر بكثير من ذي قبل. كان الذهن خالياً ثم أصبح ملآنا، ذلك أن الكتابة ليست إفراغاً بل هي ملء. و بفراغها الخاص بها نصنع الوفرة ( الزخم ). الكل يعلم ذلك. هذا الأمر لا يسليني!

    – فبماذا تحلم إذن؟ بأي نوع من الكتابة ؟

    – بكتابة غير متصلة، لا تتبيّن أنها كتابة، تسخدم الورق الأبيض أو الآلة أو مقبض القلم أو ملامس الآلة، وهكذا وسط جملة من الأشياء الأخرى قد تكون الفرشاة أو الكاميرا. ويبث كل ذلك – وهو ينتقل من هذا إلى ذاك – نوعاً من العصبية و التشوش.

    و هل لديك رغبة في التجربة.؟

    نعم، لكن ينقضي ذلك النوع ممّا لا أعرف كيف أسميه من العصبية إلى الموهبة.
    وفي النهاية أعود دائماً إلى الكتابة، فأحلم بنصوص موجزة. لكن ذلك دائماً يفضي إلى كتب ضخمة!
    و رغم كل شيء فإني أحلم دائماً أن أكتب كتاباً خاصاً بحيث لا يكون لسؤال مثل: ” من أين تنبع هذه الأشياء ” ؟ من معنى.
    أحلم بفكر أداتي حقاً. لا يهم أن نعرف منبعه، فهو يأتي هكذا . الأساس هو أن نجد بين أيدينا أداة سيُتاح لنا بواسطتها تناول طب الأمراض النفسية أو مسألة السجون.

                  

11-03-2018, 07:08 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)

    فوق مرة واحدة..مش للأهمية و لكن لاتاحة الفرصة ل....
                  

11-04-2018, 05:51 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11588

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)

    طبعا ليست ابتدار كتابة الموضوع فقط بل حتى الردود نفسها لها دوافعها...

    و لكن...( و على طريقة فيصل القاسم في برنامجه المشهور)...

    هل يمكن التعرف على سيكولوجية الشخص من خلال الكتابة؟

    هل الأشخاص يتخفّون خلف سطورهم؟

    و هل إذا كان الأمر كذلك ينجحون في إخفاء أنفسهم؟

    هل فعلا الكلمات المكتوبة -كما الكلمات المنطوقة تفضح صاحبها و إن حاول أن يتجمّل؟
                  

11-04-2018, 06:39 AM

هاشم احمد ادم
<aهاشم احمد ادم
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لماذ نكتب؟؟؟ أهو حب الظهور و الأنانية أم ه (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سلام أستاذ محمد عبدالله

    سؤالك عن عن هل النص يعبر عن الشخص ؟
    ان النص بعد ان يكتب يحمل حياة تنعزل
    عن كاتبة ، بل يصبح ملك للقارئ .
    وفى هذة العصر الذى تعددت
    وتداخلت فية أشكال النصوص ،
    والوسائط من
    الصعب قراءة كاتب النص ،
    وحتى اذ توفرت معلومات كافية
    عن خلفية الكاتب .

    مثالا قرأت كتابات ما سموا بشعراء المهجر
    فى المدارس وفى الكبر ، ولكن بعد ان
    عشت فى المهاجر تغيرت مفاهيمى
    لكتابتهم .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de