الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 04:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-24-2018, 04:33 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان



    الأمر الذي يكسر الدش في يد دعاة الزنوجة، أن الفولا والهوسا لا يدعون إنتماء إلي حظيرة الزنوجة .. وهذا سبب الخوف الذي ترتعد منه الفرائص. وكما أنهم يلتزمون نهج إسلامي صارم في حياتهم .. ويقدسون لغاتهم مثل الفولفندي.


    وفوق ذلك أنا أحبهم، وإن لم أكن بقاري لكنت فلاتي.

    بريمة

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 09-24-2018, 04:35 AM)





















                  

09-24-2018, 04:52 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    Quote: الأمر الذي يكسر الدش في يد دعاة الزنوجة، أن الفولا والهوسا لا يدعون إنتماء إلي حظيرة الزنوجة



    قرقرقرقرقر!

    وهذا هو الدليل انهم ذنوجة!!

    فما الجديد هنا؟

    نعم الذنجي كما حالك جاكي من اصلو، وهذا ابلغ دليل انو ذنجي!!!

    بالعدم لاقاك الماني جاكي من اصلو؟

    الانسان الحر وعيا ما بجك من اصلو!

    المستعبد كما امثالنا من ذنوجة الاعراب، هو البدعي هوية مستعبديه، لانو يري ذاته بعيون السيد!

    معروف ماهي نظرة السيد لي كوم مستعبديه!!

    ارجع لي كلام مالكوم اكس!!

    نعم الهاوس نقا، من شدة مالاصق في كراع سيدو، لو سيدو قال انا عيان، هو طوالي بقول احنا عينانين!!!

    عييييييك!!
                  

09-24-2018, 05:06 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    قابلت رجل في أمريكا .. في محلات تسمي Safeway وهى محلات مشهورة بالمواد الغذائية .. ويقع الموقع قرب موقع عملي في الأعوام الماضية .. وما أحبه في تلك المحلات هى وجود حساء (شربتي) Chicken Nodle Soup وال Brocoli Cheese Soup
    فالأولي من طعام أهل الكتاب الحلال .. والثانية وجبة نباتات مخلوطة بمنتجات الألبان .. والأخيرة تذكربي بوجبة "التيروبيتا" اليونانية .. التى تعمل من السبانخ والجبن ..


    المهم، الرجل يعمل في خدمات الشوربات تلك .. وأنا أتردد علي شراء منتوجه .. فكنت أقل له "براظر" .. بأعتباره زنجي من الزنوج الأمريكان .. لكن الرجل لم يبادلني بكلمة "براظر" التى يشترك فيها سود القارة ..
    ذات يوم سألني الرجل، هل تعرف عن الفولان؟ .. قلت له نعم .. هم جزء من الشعب السوداني .. قال الرجل لقد أستولينا علي المال والسياسة في عدة دول في غرب أفريقيا .. وبدأ يعدد حتى ظننت أنه لم يترك دولة ..

    قلت له ماذا عن هجرات الفولان والهوسا إلي السودان؟ قال لي حسب ما أقرأ، أن تمتدد الفولان والهوسا في السودان قديم جداً .. وسبب ذلك الهجرات بسبب الدعوة والحج .. والقول للرجل، أضاف أخيراً تمت الهجرات الأخيرة من أجل المال ..
    سألته هل أنت جادي، السودان فيهو مال للفولان والهوسا؟ .. قال لي السودان غني جداً .. والناس الذين ذهبوا هناك كونوا ثروة؟؟

    قلت له، هل تعرف إنني سوداني .. قال لا أدري ..؟ قلت له أتنكر عليّ سودانيتي .. !! .. قال لا .. لكني لا أعرفك أنت إن كنت سودانياً او غير سوداني .. قال أنا لدي أقارب في السودان في مناطق تسمي "سينار" .. قلت له "سنار" .. قل أسم من هذا القبيل .. ثم أضاف نتزاوج معهم .. ومازالون يتحدثون لغتنا ..

    قلت له كيف ينظر أهلكم في سنار لوجودهم في السودان، قال يتعبرون أنفسهم أمتداد لنا في نيجريا وغرب أفريقيا .. وقال ضممنا خرطة السودان قبل أكثر من 50 مضت إلي دولة الفولان الكبري؟؟ .. قلت له ح تجوا وتحتلوا السودان؟؟ قال لي لا لا .. نحن نسكن في الدول وفي نهاية المضاف يؤول الأمر لنا بصورة طبيعية .. مثلا في نيجريا نحو نيجيرون، في الكميرون نحن كمرونيون .. في السودان نحن سودانيون .. لكن لدينا "دكتوريين" .. نظام موحد .. وفي العاجل القريب سوف يصير الأمر لدينا في السودان وفي غانا ودول أخر .. وسوف نوحد كل حزام أفريقيا جنوب الصحراء ..


    يمكن أكون أدخلت وجهة نظري في الموضوع .. لكن هذا فحوي الحوار .. وكان يقول لي، إذا لم تعادون الفولان سوف تتطور بلدكم، نحن ناس عمل ودين وأسرة ولا نعادي أحد.


    بريمة

                  

09-24-2018, 05:18 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    Quote: قرقرقرقرقر!

    وهذا هو الدليل انهم ذنوجة!!

    فما الجديد هنا؟

    نعم الذنجي كما حالك جاكي من اصلو، وهذا ابلغ دليل انو ذنجي!!!

    بالعدم لاقاك الماني جاكي من اصلو؟

    الانسان الحر وعيا ما بجك من اصلو!

    المستعبد كما امثالنا من ذنوجة الاعراب، هو البدعي هوية مستعبديه، لانو يري ذاته بعيون السيد!

    معروف ماهي نظرة السيد لي كوم مستعبديه!!

    ارجع لي كلام مالكوم اكس!!

    نعم الهاوس نقا، من شدة مالاصق في كراع سيدو، لو سيدو قال انا عيان، هو طوالي بقول احنا عينانين!!!

    عييييييك!!
    تصدق، هذه فوبيا أخري تضاف إلي فوبيا العروبة بالنسبة لك .. أنت مسكون بالخوف من الأخر المختلف .. وهكذا الكوكلان عادل أمين .. وأظن كل شمال السودان له رهاب من الفولان والهوسا ..
    يا أخي أنا قاعد أكتب في كتاب عن "الأرواح الشريرة في تراث البقارة" ... لقيت في الشمال والوسط، حكاوي البنية، بنات أوي، وبعاعيت "كترة بيّن" .. كلها تنسب إلي غرب السودان .. ومشيت أتابع الأثر، لما وصلت تمبتكو .. كل زول يجعل من الناس الذين يقعون إلي الغرب منه أضحكوة .. هذا الخوف المسكون فيكم يا الشماليين هو سبب هجراتكم إلي بلدان العرب .. ويأتي الفولان والهوسا لسد الفراغ ..


    ما لم تتصالحوا مع الفولان والهوسا .. ح يتم طردكم من السودان .. فمن الأفضل التصالح من الشعوب السودانية الحديثة ومنهم الفولان والهوسا ..


    بريمة

    بريمة
                  

09-24-2018, 05:30 AM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    Quote: أنت مسكون بالخوف من الأخر المختلف


    يابريمة،

    ومن هو هذا الاخر المختلف يابريمة؟

    كلنا سودانيين وليس هناك اخر مختلف يابريمة!!

    كونك تتوهم العروبة فهذا لايجعل منك اخر او مختلف يابريمة!!

    اها شفتا الفرق مابين طريقة تفكيرك كمتوهم عروبة وطريقتنا ككوشيين يابريمة؟

    لافرق بين فولان ولا دناقلة ولاهوسا يابريمة!!

    كلهم سودانيين يابريمة اي ذنوج اي افارقة من حيث الثقافة يا بريمة!

    اطلع من خبوب هكذا وعي قبلي يابريمة، جهوي الولع بلدنا يابريمة!!

    نعم كلنا في عيون العرب حاجة واحدة!!!
                  

09-24-2018, 05:37 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Bashasha)


    Quote: يابريمة،

    ومن هو هذا الاخر المختلف يابريمة؟

    كلنا سودانيين وليس هناك اخر مختلف يابريمة!!

    كونك تتوهم العروبة فهذا لايجعل منك اخر او مختلف يابريمة!!

    اها شفتا الفرق مابين طريقة تفكيرك كمتوهم عروبة وطريقتنا ككوشيين يابريمة؟

    لافرق بين فولان ولا دناقلة ولاهوسا يابريمة!!

    كلهم سودانيين يابريمة اي ذنوج اي افارقة من حيث الثقافة يا بريمة!

    اطلع من خبوب هكذا وعي قبلي يابريمة، جهوي الولع بلدنا يابريمة!!

    نعم كلنا في عيون العرب حاجة واحدة!!!
    وجهة نظرك ليس سليمة .. من ناحية أنثروبولجي بحت .. لقد كانت الأنسانية يوماً ما محصورة في أبونا أدم وأمنا حواء .. ثم تفرق نسلهم إلي شعوب وقبائل .. فالأختلافات سنة .. محاولة إرجاع الفروع ودمجها في الأصل أثبتت صعوبتها بالذات في السودان، فخير لنا الأعتراف بتنوعنا .. والقبول به .. والتصالح معه .. وأنت غير قادر إلي مثل ذلك لأن مسالة الحظوة التأريخية ح تفك ..

    بريمة
                  

09-24-2018, 05:43 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    أنت مرعوب من العقال الابسه أنا .. لكن تنظر إلي نفسك بفخر حينما تكون لابس .. البدلة والكرفته .. وأنت لا تعلم أن أصل البدلة الكرفته فرنسي .. لكن تنكر عليّ لبس العقال !! .. وحتى إن لم أكن عربي، بمثل أنت لبست لبس فرنسي، ما الذي يمنعني من لبس العقال أو "التيربان" بتاع الهنود السيخ .. ما كله لبس ولا شنو؟ .. والغرض منه ستر العورة ..

    أها الفولاني جوكم بلبس جديد .. وعايزين نشوفوه في الموضات وصوالين عرض الأزياء السودانية .. مش سوق تجاري؟؟


    بريمة
                  

09-24-2018, 05:53 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    حزنت جداً حينما أطلعت علي كيس لشاب من أبناء الفولان، يقيم أهله في السودان، كابر عن كابر .. وحكي لي بالتفصيل عن الأقصاء في الوظائف والترقيات .. والمنح والسفريات الخارجية والنثريات التى تصرف .. وقال لي وأنا لا أعرف غير السودان اماً وأباً .. وبالأمس القريب تتحدث مقالات الأخ النور ثاني قدس .. عن أن أمر الأقصاء وصل إلي شيوخ الدين من الفولان والهوسا .. حظوتهم قليلة مقارنة مع الشيوخ أحفاد العباس ..

    لا أستبعد أن يحكمنا فولاني أو هوساوي، كما فعل أسماعيل الأزهري من قبل .. التأريخ سوف يعيد نفسه.

    وأتمني أن يستشعر الفولان والهوسا أهمية دورهم في السودان ... وأن السودان بلدهم ولهم الحق المطلق مثل أي سوداني أخر بالتطلع المشروع إلي الرئاسة وتحسين أوضاعهم المعيشية والأجتماعية .. لا خوف ولا حكر.

    بريمة
                  

09-24-2018, 05:56 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    نحن أبناء القبائل العربية في غرب السودان، نرحب بأخوتنا من قبائل الفولان والهوسا .. ولنا شراكة طويلة في العيش المشترك .. والتزاوج .. وتبادل المنافع .. ونثمن دورهم في الحياة السودانية وفي أعلي مستوياتها .. ولا تعارض بيننا ومشروع الفولان والهوسا السوداني القومي.


    بريمة
                  

09-24-2018, 08:43 AM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    ول ابا بريمة سلامات طبعاً الفولان والهوسا ليس بينهم اي روابط دم او لغة بس ارتبط الهوساوي عند اهل السودان وخاصة الشمالي انه فولاني
    والقصة دي ماجاءت ساهي فقد علمت من احد أعيان الفلاتة ان الهوساعندما هاجروا الي السودان بعد الاستقلال لم بتم منحهم الجنسية السودانية
    فتدخل ناظر عموم الفلاتة عند المركز ان يتم منحهم الجنسية فاشترطوا عليه ان تكون التذكية منه لقبيلة الهوسا ومن تلك اللحظة اصبح ارتباط الهوسا بفولان السودان
                  

09-24-2018, 09:12 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: محمد المسلمي)

    سلام بريمة انتو عرب السودان بتلبسوا الغطرة والعقال والبشت ديل ما بتعيقكم في الرعي وخاصة انتو الما آبالة
                  

09-24-2018, 09:29 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: muntasir)

    وبالمناسبة دي سؤال انت أولاد أعمك ديل في شرق المتوسط و مدن الملح ما عندهم سعاية البقر دي وقريب يشوفوها عيب انتو جيتو السودان بي مرحاتكم ولا لفحتوها مننا نحن الفولاني والدينكا ديل
                  

09-24-2018, 12:34 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: muntasir)


    Quote: ول ابا بريمة سلامات طبعاً الفولان والهوسا ليس بينهم اي روابط دم او لغة بس ارتبط الهوساوي عند اهل السودان وخاصة الشمالي انه فولاني
    والقصة دي ماجاءت ساهي فقد علمت من احد أعيان الفلاتة ان الهوساعندما هاجروا الي السودان بعد الاستقلال لم بتم منحهم الجنسية السودانية
    فتدخل ناظر عموم الفلاتة عند المركز ان يتم منحهم الجنسية فاشترطوا عليه ان تكون التذكية منه لقبيلة الهوسا ومن تلك اللحظة اصبح ارتباط الهوسا بفولان السودان

    تحية ول أبا محمد المسلمي،
    الفولان والهوسا .. كتب عنهم بروفسير الأمين أبو منقة .. كتابات كثيرة وثرة .. سوف أبحث عنها .. وإن وجدت شيئ عن هجرات الهوسا سوف أرفقه لكي تعم الفائدة ..

    لو لديك وثائق عن هجرات الهوسا أرفقنا لينا ..

    بريمة
                  

09-24-2018, 12:43 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    منتصر،
    Quote: وبالمناسبة دي سؤال انت أولاد أعمك ديل في شرق المتوسط و مدن الملح ما عندهم سعاية البقر دي وقريب يشوفوها عيب انتو جيتو السودان بي مرحاتكم ولا لفحتوها مننا نحن الفولاني والدينكا ديل

    حكاية نحن لفحنا البقرة من الفولان والدينكا .. أكذوبة قديمة .. بقرنا يختلف عن أبقار الفولان والدنيكا .. الدينكا يبرون المجوك .. والفولان يربون الكوري بنوعيه .. الأبيض والأحمر ..

    نحن نربي الأبقار البلدية .. تعرف علمياً بالزيبو .. وهى تختلف في سلالاتها عن أبقار الدينكا والفولان .. والمعروف أجدادنا هاجروا رعاة أبل ونسبة لظروف المناخ غيروا من الأبل إلي الأبقار .. لكن السلالات التى أنتخبوها وربوها .. ليس هى للدنيكا أو الفولان .. سلالات مولدة .. ولها مواصفات جودة تلائم البئات البقارية .. ودا كلام كتير ممكن أجي أكتب ليك فيه بوست كامل ..


    من ناحية الأزياء .. نحن نملك قرارنا .. نلبس زي ما نريد .. الكيزان يلبسوكم زي ما يريدوا في المدن .. وكسر رقبة .. غير كده بدقوكم .. نحن أحرار كما هواء الله الطلق .. يحكمنا فقط الدين .. وحسب قراءتنا له علي الطريقة التيجانية ..


    بريمة
                  

09-24-2018, 02:46 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)



    Quote: لقد كانت الأنسانية يوماً ما محصورة في أبونا أدم وأمنا حواء .. ثم تفرق نسلهم إلي شعوب وقبائل ..


    قرقرقرقر!

    يا سبحانه!

    يعني مصر انك مختلف، بمعني ماك ذنجي كما بقية اهلك في السودان وافريقيا!

    طيب يابريمة، ماهي دي ذات طريقة تفكير امثال بشاشا في الشمال الجاكين من الزيك تحديدا في الهامش!!

    عرفتا سر النار المولعة في بلدنا يابريمة؟

    هل صدفة انك كجنجويدي اداتي كجلابي في الهامش؟

    نعم انا انتبهت للنقطة دي في طريقة تفكيرك يا حمرتي او وظفتها لي مصلحتي كجلابي للابقاء علي امتيازات الحظوة بالميلاد بفضل خدمات امثالك من رعاياي في ال"ح"امش!!

    نرجع لي موضوعونا:

    اها حوا دي اومش ادم بالمناسبة كاننت "غرابية"!

    نعم كانت "فلاتية" او مش عربية!

    نعم ادم هذا، هولنا عاش عالة علي نوع النساء، عكس ادم العرب، وليد "عامن اول"!

    نعم العربي ذكوري ولهذا قدم ادم او ااخر حواء وجعلها مخلوقة من ضلعه هو كتابع وبعض ما ملك ايمانه!!

    اها الشعوب الاخري دي اللي خرجت للوجود من رحم حوا "الغرابية" كونها مختلفة عن الاصل، فهذا لايعني ان الاصل زاتو متعدد او متنوع كما تدعي شغل تمهيد للمخارجة!

    الاخرين الخرجو للوجود من رحم امنا احنا، يظلو هم اخرين اذا لابد وليس نحن!

    نعم يظلون هم شعوب وقبائل وليس نحن!

    بعدين ماكنا عندنا قبايل من اساسو كذنوج!!

    معليش، انا عارف مفردة "ذنجي" دي بترعبك قدر شنو ولكن اسلوب الصعق يتطلب كده!!

    اذن باختصار هم، اي اطفالنا اللي اضحو شعوب وقبائل وليس نحن!

    احنا يانا احنا منذ بدا الخليقة والي ان يرث امون الارض، عرق ذنجي واحد، ثقافة واحدة!

    نعم عشنا بطول وعرض مئات الالوف من السنين في قارات العالم اجمع، وحدنا لاشريك لنا!

    شئ مذهل انك تعيد انتاج ذات ذهنية امثالي، الهمشت امثالك وابادتم بالملايين!

    السؤال هل ده صدفة ام ياهو ذات ايدز وهم العروبة؟
                  

09-24-2018, 03:09 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Bashasha)


    Quote: نحن أبناء القبائل العربية في غرب السودان،



    قرقرقرقرقر!

    لو نوعك ده، عربي، ليه دويلة الاعراب المملوكة حصريا لامثال بشاشا ليه بتستهدف امثالك في الهامش رغم انهم عرب افتراضا؟

    ليه؟

    كيف الدولة العربية تستهدف عرب؟

    واضح انك في عيونا ماعربي وانما "غرابي"!!

    اذا ده حال امثالك داخل السودان فكيف حال امثالك بكون في عيون الاعراب جد جد؟

    واضح الموضوع ده لاعلاقة له بالعرب والعروبة اطلاقا!

    نعم هو موضوع كراهية ذات ذنجية من امثالي لامثالك ومن امثالك في الهامش لامثالك!

    نعم العرب والعربي، ولانهم اسيادنا اي مستعبدينا منذ عصر الخلافة "الراشدة" فهو بمثل في وعينا المسترق، كسيد، نموذج الانسان الحر، اي الما فرخ كما "الذنوج"!!

    نعم العربي بمثل "السيد" في وعينا، والذنجي بمثل "العبد"!!

    لهذا لما تقول عرب البقارة، انتا عايز تقول احنا ما "فروخ" كما "الجانقي" اي الذنوج اي "العبيد"!

    ده، هو سر درعك لي عقال مستعبديك الاعراب هنا، والمستعبد البتشبه بي زي سيدو، ماظلم!!!

    نعم "هاوس نقا"!!
                  

09-24-2018, 03:39 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Bashasha)


    Quote: بقرنا يختلف عن أبقار الفولان والدنيكا



    قرقرقرقرقر!

    نعم تاملو طريقة تفكيركم ياجلابة معكوسة في مراة بريمة!

    بريمة كايس يكون مختلف عن الحولو في كل شئ، عشان يتخارج!!!

    وبذات القدر امثال بشاشا "اولاد العرب" اي الاحرار في الشمال بكوسو يختلفو عن نموذج بريمة "الفرخ" في وعيهم، باي طريقة، شغل مخارجة او جك!!!

    كان امون في عونك ياسودان!!

    الكل جاري من الكل، او كايس يبقي عربي اي "حر"!!
                  

09-24-2018, 03:51 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Bashasha)

    بريمة أتتخذنا هزواً
                  

09-24-2018, 03:56 PM

ابراهيم عبد الوهاب
<aابراهيم عبد الوهاب
تاريخ التسجيل: 08-20-2015
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: muntasir)
                  

09-24-2018, 04:00 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: ابراهيم عبد الوهاب)

    لا لا بس تشابه البقر علي
                  

09-24-2018, 04:00 PM

ابراهيم عبد الوهاب
<aابراهيم عبد الوهاب
تاريخ التسجيل: 08-20-2015
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: muntasir)

    هههههههههه
    انا زاتي والله لدرجة اني عدلت المشاركة
                  

09-24-2018, 04:03 PM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7547

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: ابراهيم عبد الوهاب)

    😂
                  

09-24-2018, 10:35 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: muntasir)


    Quote: بريمة أتتخذنا هزواً
    لا والله يا منتصر، وأعوذ بالله أن أكن من الجاهلين ..
    البادية، تختلف أختلاف كبير جداً عن المدنية .. والسبب أن الناس في المدينة يحتكمون لسلطة وقانون .. ولديهم ما يؤمن حياتهم ووجودهم مثل الشرطة والأمن .. والجيش ..
    وفي مثل هذه الحالة لابد لأنسان المدينة أن يتنازل عن جزء من حريته لصالح مصالحه في الحماية والأمن وتوفير خدمات الصحة والماء والكهرباء .. نحن علاقتنا بالدولة إلا السكر والشاي ويأتوا لأخذ ضرائب بهائمنا جراء توفير خدمات السكر والشاي .. غير كده ما عندنا علاقة بالدولة، نتحرك كما نشاء، ننزل أينما نشاء .. ببساطة نحن حرين في كل شيئ .. أما أنتم إذا أخللتم بالنظم التى أرتضيتموها تعاقبوا علي الأخلال .. سواء بالدق أو السجن ..


    باديتنا حمتنا من المستعمر .. لما كان السودان تحت نير الأستعمار ..


    نعود لموضوعنا بخصوص الفولان .. والهوسا .. ولله يا أخونا لو فعلاً تعرفتم علي هؤلاء القوم .. والله تجدونهم أحلي من الشهد .. وأرق من النسيم وبالذات حواء الفولانية أو الهوساوية .. هذه شعوب ذات خصال حميدة ..

    بريمة
                  

09-25-2018, 05:06 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10912

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    عزيزنا بريمة
    شكرا على هذه المعلومات القيّمة التي تريد أن تتحفنا بها.‏
    شكرا على هذه النظرة الإنسانية الواسعة و المتفهمة لعلاقات ‏الشعوب( و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا) ...............
    ....و هو منتهى الحكمة ‏من تعدد و اختلاف الشعوب و اختلاف السنتهم و الوانهم..‏

    ثم يجيء بعد ذلك اختلاف ثقافاتهم و عاداتهم و بيئاتهم بعد أن ‏يتمازجوا من خلال الهجرة و السياحة في الأرض(سيحوا في ‏الأرض)...‏
    العزيز بريمة
    فعلا هناك فجوة معرفية عن الفولاني/الهوسا/الفلاتة نتج عنها كثير ‏من التصورات غير الإيجابية التي لا تخدم الاندماج بشكل عام.‏
    في انتظار المزيد من المعلومات و تجاوز التشويش الذي لا يخدم ‏الهدف من نشر البوست و لا قضية المعرفة عموما.‏
    بالمناسبة نأمل كذلك من يتحدث لنا عن الوجود المغربي في ‏السودان فهو كذلك متغلغل في النسيج السوداني نسلا و إرثا و ثقافة.‏
    ‏...واصل نحن متابعين.‏



                  

09-25-2018, 05:27 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: محمد عبد الله الحسين)

    ول أبا دكتور محمد عبد الله،
    سلام ..
    Quote: الفولانيون وقدماء المصريون_٠٠١

    الصــلة بين الفــولانيين وبين قدمــاء المصــريين وقدمــاء بلاد النــــوبة

    د. الأمــين أبومـــنقة أ.د. سليــمان يحـــيى

    نهدف في هذا المقال إلى القول بأن هنالك صلة ما (ليست بالضرورية رحمية) تربط بين الفولانيين وبين كل من قدماء المصريين وقدماء بلاد النوبة، وأوردنا عدداً من الأدلة التاريخية والآثارية والثقافية والدينية التي تعضد هذا القول، منطلقين من حقيقة تم إثباتها مؤخراً، مفادها أن الموطن الأول للفولانيين في إفريقيا يقع إلى الغرب من مصر (منطقة تسيلي نجير في الجزائر). وقد حاولنا ربط هذه الحقيقة بالبعض من النظريات التي تنسب الفولانيين إلى الهكسوس وقدماء المصريين، والقول بوجود شعب في مصر الفرعونية يربي الأبقار ويقدسها. وحاولنا كذلك استجلاء مظاهر الشبه (مدعومة بالصور) بين قدماء المصريين والفولانيين (الامبررو) فيما يتصل ببعض المعتقدات الروحية وافتتان الرجال بالزينة عند كليهما.
    بالنسبة لقدماء بلاد النوبة، فقد عني المقال بالمجموعة (ج) على وجه التحديد، والتي ظهرت فجأة تحمل ثقافة جديدة تتمحور حول البقرة، ويعتقد أنها قادمة من جهة الغرب. وقد أوردنا بعضاً من مظاهر الصلة بين الفولانيين وقدماء النوبة (استخدام السهام/النشاب، وتقديس الكبش مثلاً)، ودعونا المؤرخين إلى أخذ الفولانيين في الاعتبار عند البحث عن أصل المجموعة (ج) النوبية.
    ABSTRACT

    We intend in this article to argue that there is a kind or relation (not necessarily of blood) between each of the Ancient Egyptians and the Ancient Nubians. We provided a number of historical, archeological, cultural and religious evidences that support this argument. We departed from the recently proved fact that the first home of the Fulani in Africa lies to the west of Egypt (Tassili N’Ajjer in Algeria). We thus tried to link this fact with some of the theories that relate the Fulani to the Heksos and Ancient Egyptians, as well as the assumption that speaks of the existence in Pharaonic Egypt of a people which reared and venerated cattle. We then tried to discern the resemblance (illustrated by pictures) between the Ancient Egyptians and the Fulani with regard to some spiritual beliefs and men’s infatuation by ornaments among both peoples.
    Regarding the Ancient Nubians, the article concerned itself with the C-Group in particular, which appeared suddenly introducing a new culture rotating around ‘cattle’, believed to have migrated from the west. We provided some common cultural elements which reflect the relationship between the Fulani and the Ancient Nubians (e.g. use of bows and arrows, and veneration of the ram) calling upon the historians to have the Fulani also in mind while seeking the origin of the Nubian C-Group.

    مقدمة
    لم تتعدد النظريات وتختلف حول أصل شعب من الشعوب – حسب علمنا - مثل تعددها واختلافها حول أصل الفولانيين. ولكن ما إن ينظر الباحث إلى هذه النظريات بشيء من التعمُّق حتى يتضح له أن الاختلاف في جلِّها اختلاف ظاهري فقط، وليس جوهرياً، إذ إن ما يربط بعضها ببعض تاريخياً أقوى مما يفرق بينها. فالنظريات التي تنسبهم إلى القوقاز والهكسوس وقدماء المصريين والليبيين والروم وبني إسرائيل والعرب مثلاً كلها في نهاية المطاف تنتهي بهم إلى المساحة الممتدة من صحراء سيناء عبر الصحراء الليبية إلى قلب بلاد المغرب. والبعض من العناصر البشرية المذكورة أعلاه، والتي أصلها من خارج القارة الإفريقية، قد أثبت التاريخ وجودها في يوم من الأيام في هذه الرقعة الجغرافية. هذا، بينما كشفت الحفريات الأثرية في منطقة تسيلي ناجير (Tassili N’Ajjer) في الجزائر عن رسومات ونقوش في الكهوف لشعب يرجَّح أنهم الفولانيون، كما سنرى لاحقاً.
    وكذلك اختلف المؤرخون حول أصل المجموعة (ج) (C-Group) النوبية التي ظهرت فجأة في بلاد النوبة بملامح إثنية غير زنجية حاملة نمطاً اقتصادياً اجتماعياً جديداً يتمحور حول تربية الأبقار، رجَّح بعض المؤرخين أنها مهاجرة من جهة الصحراء الليبية.

    لقد وجدنا من خلال الدراسات المتوافرة حول الفولانيين، ومن خلال ملاحظتنا لهيئآتهم الإيكنوقرافية ونمط معيشتهم وثقافتهم المادية ومعتقداتهم الروحية (خارج إطار الإسلام)، وجدنا – كما وجد غيرنا من قبل – تشابهاً ملاحظاً بينهم وبين قدماء المصريين وقدماء بلاد النوبة، الأمر الذي دعانا إلى محاولة البحث والتوسُّع في هذا الموضوع وإلقاء مزيد من الضوء عليه، معتمدين في ذلك على أدلة تاريخية وشواهد أثرية ولغوية وثقافية. وتجدر الإشارة إلى أننا لا نسعى في هذا المقال إلى إثبات أن هؤلاء هم أولئك بقدر سعينا إلى إثبات وجود قدر مقنع من الصلة بينهم ترجع إلى عهود غابرة في التاريخ.

    1- الفلاتة الفولانيون: الأصل والموطن
    يُعرف الفلاتة الفولانيون بمختلف المسميات، منها : فولاني (Fulani)، وفولا Fula(h))، و بيول (Peul)، وفلاتة (Fallata/Fellata). غير أن للمسمى الأخير، أي "فلاتة" مدلولاً شمولياً خاطئاً في مفهوم السودانيين بصورة خاصة، حيث يعني عندهم كل المجموعات المهاجرة من غرب إفريقيا بمختلف قبائلها وخلفياتها الإثنية، بما في ذلك الفولانيون أنفسهم. فالشعب المعني في هذا المقال هم مجموعات الفلاتة الفولانيين بشقيهم البدو (رعاة الأبقار) والمستقرون الذين ارتبط تاريخهم بحركات الجهاد ونشر الإسلام والعلم وتأسيس الممالك والإمبراطوريات الإسلامية في غرب إفريقيا، والذين إليهم ينتمي المجاهد الشيخ عثمان بن فودي. وهم المتحدثون باللغة الفولانية، ويسمونها "فلفلدي".

    تتدرج ملامح الفولانيين الفيزيولوجية من السحنة النحاسية والشعر الطويل الناعم، وتقاطيع الوجه الدقيقة (كما هو الحال عند بعض المجموعات البدوية وشبه البدوية كالأمبرورو والودابي والويلا والدقرا) إلى السحنة الداكنه والشعر المجعَّد والأنف الأفطس (كما عند بعض البولار والبيول في السنغال ومالي وغينيا). من المؤكد أن للاختلاط والتصاهر والتمازج مع المجموعات الإفريقية الأخرى دوراً في هذا التباين. وكذلك تختلف أنماط حياتهم ومعيشتهم ومن ثم بعض الجوانب من ثقافاتهم، إذ منهم من يمارس حياة موغلة في البداوة مكرَّسة لتربية الأبقار (والضأن) وخدمتها، ومنهم مجموعات أصبحت تمتهن الزراعة وما عاد لها شأن بتربية الحيوان، ومنهم من يجمع بين الاثنين، وهناك بعض منهم لا شأن له بهذا أو ذاك، بل اقتفى خطى أجداده مؤسسى الممالك فكرَّس حياته للعلم والسياسة.

    وفي ما يتصل باللغة والثقافة، فكل المجموعات البدوية الرعوية ما زالت محتفظة بلغتها العرقية (الفلفلدي) وبالثقافة الفولانية الأصلية (Pulaaku). أما المستقرون فيتفاوتون في هذا الأمر تبعاً لأوضاعهم الاجتماعية في مختلف أماكن وجودهم. فمنهم المحافظون على لغتهم وثقافتهم الأم، ولكن هناك مجموعات ذابت لغةً وثقافةً في مجتمعات الأغلبية التي يعيشون وسطها، حيث هناك من ذاب في مجتمعات الماندينقو في غينيا، والبمبرا والصنغي في مالي، والهوسا في نيجيريا، والمجتمعات العربية في السودان.

    كما ذكرنا في المقدمة، لقد اختلف الباحثون أيما اختلاف حول أصل الفولانيين، حتى خلص عالم الأنثربولوجيا، س.ك. ميك C.K. Meek إلى القول بأن في أصلهم لغزاً ((Puzzle (كبيراً) . لقد تناقش العلماء حول هذا الأمر لقرابة القرن من الزمان دون الوصول إلى إجماع حوله، وما كان لنا أن نتطرق إليه في هذا المقال لولا أن ظهرت دراسات جديدة في بعض مجالات العلوم الإنسانية (تاريخ مصر الفرعونية وبلاد النوبة، حفريات أثرية، دراسات إثنولوجية، دراسات في الفنون الإفريقية، إلخ) ألقت نتائجها أضواء جديدة عليه، سيتم الاستشهاد بها في مواضع مختلفة من هذا المقال.
    هناك ما لا يقل عن خمس عشرة نظرية حول أصل الفولانيين. منها إنهم من: الماليزيين، الهنود، الأثيوبيين، الباسك (فرنسا)، القوقاز، الهكسوس، الفينيقيين، اليهود السوريين، قدماء المصريين، الفلاحين المصريين (Fulah)، الحاميين، الليبيين، والعرب. والغريب في الأمر أن كل من أتى بإحدى هذه النظريات ساق معها الأدلة التي تعضدها، إما من ناحية التكوين الجسماني أو الثقافة. والقاسم المشترك بين معظم هذه النظريات، هو أنهم شعب قادم من خارج القارة الإفريقية. مهما يكن من أمر، فإننا لا نستبعد انتماءهم إلى أحد هذه الشعوب مع تأثرهم بالشعوب الأخرى (ربما لكثرة تجوالهم في العالم القديم). على أية حال، سيقتصر عرضنا ومناقشتنا هنا على النظريات ذات الصلة المباشرة بأطروحة هذا المقال.

    من الذين صنَّف الفولانيين ولغتهم في السلالة الحامية، عالم اللغة الألماني كارل ماينهوف معتمداً في ذلك على سحنتهم (غير الداكنة) وتكوينهم الجسماني (الجسم النحيل) ونمط معيشتهم (الرعي) . غير أنه ، حتى إن صدقت أدلته فيهم من حيث السلالة، من المؤكد أنه كان خاطئاً في تصنيفه لغة الفلفلدي لغة حامية.
    أما س.ك. ميك فقد أشار إلى الشبه الكبير بين الفولانيين وقدماء المصريين، دون التطرق إلى مسألة الأصل أو الانتماء، حيث يقول:
    إن الشبه في التكوين الجسماني بين العنصر النقي من الفولانيين وبين قدماء المصريين لملفت للنظر. فنجد في كليهما نفس شكل الجمجمة، والوجه المخروطي، وشكل الذقن، وغياب الشوارب، والشعر الزنجي المجعَّد. وقد أخذوا من الفراعنة طريقة تصفيف الشعر وعادة الختان.
    ولا يذهب شونتر (Chantre) وبروكا (Broca) بعيداً عن ملاحظة ميك، حيث ينسبانهم إلى الفلاحين المصريين في وادي النيل.

    وهناك من نسب الفولانيين إلى الفينيقيين، ربما – حسب تفسير ميك – لأنهم حمر البشرة، والإغريق يسمون الفينيقيين بـ"الشعب الأحمر" (في رواية أخرى "ذوي الأشرعة الحمراء")، وأنهم ، أي الفولانيين، يلبسون القبعة الفينيقية ويصفِّفون شعرهم على شكل الخوذة الفينيقية (انظر الصورة رقم (1) ورقم(2) في ملحق الصور عند نهاية المقال).

    بيد أن دولافوس يصفهم بأنهم شعب خليط من نسل يهودي-سوري استقر منذ زمن سحيق في سيرينايكا (ليبيا)، ومن هناك شقوا طريقهم إلى وادي النيجر الأعلى وأصبحوا الحكام البيض لمملكة غانا من القرن الرابع إلى الثامن أو التاسع الميلاديين . وهنا نجد دولافوس قد اتفق إلى حد كبير مع هيرودوتس الذي يصف شعباً كان يعيش في هذه المنطقة تتطابق معظم صفاتهم مع صفات الفولانيين، حيث كتب قائلاً:
    المنطقة من مصر حتى بحيرة ترويتونيس (Troitonis) في ليبيا تسكنها قبائل متجولة، شرابهم اللبن، وأكلهم لحوم الحيوانات. لا نجد أحداً منهم قد ذاق لحم البقر، بل يبتعدون عنه مثلهم في ذلك مثل المصريين. ولا أحد منهم يربي الخنزير. وحتى في سيريني (أو كوريني) (Cyrene) (سرينايكا؟) تعتقد المرأة أنه من الخطأ أكل لحم البقرة، وذلك تقديراً لإيزيس المعبودة المصرية، والتي يعبدونها عن طريق الصوم وإقامة الاحتفالات لها.

    أما علماء القرن التاسع عشر من الفولانيين الذين اهتموا بنسب قبيلتهم، وهم قلة، فقد جمعوا بين نظريات الأصل العربي اليهودي والرومي. ومن هؤلاء الشيخ عبدالله بن فودي في كتابه المعنون "كتاب النسب"، سوى أنه استخدم عبارة "بني إسرائيل" بدلاً عن اليهود، حيث يقول:
    واعلم أن قبيلتنا التي تسمى توربِّ (Torobbe) (أحد كبرى بطون الفولان) الذين جاءوا من فوتَ (Futa)، فيما نسمع، هم إخوان جميع الفولانيين... كان عقبة بن عامر المجاهد الذي فتح بلاد الغرب زمن عمرو بن العاص في مصر ووصل إليهم، وهم من قبائل الروم. فأسلم ملكهم من غير قتال وتزوج عقبة ابنة ملكهم اسمها بجُّ منغَ (Bajjo Mango)، فولد الفولانيين جميعاً. هذا ما تواتر عندنا وأخذناه من الثقاة الذين يخرجون من بلاد فوت... وقد علمت أن الروم هو عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام.
    وفي إحدى قصائده يلخِّص الشيخ عبدالله هذا النسب في الأبيات التالية:
    فلنا لإسماعيل نسبة عقبة ولنا لإســرائيل أصل جار
    أعمامنا عربُ كما أخوالنا أبناء إســـرائيل أصل جار
    من طور سينا أصلنا وجهادنا أفضـى لفوت بنا يثار الدار
    ثم الحوادث سيَّرت أجدادنا لبلاد حوس موالدي ووجارى
    إن كل ما عرضناه أعلاه لا يوصلنا إلى أصل الفولانيين بصورة قاطعة، كما أن هذا ليس مبتغانا الأساس في هذا المقال. فغرضنا في كل هذا، بيان وجود قدر ما ونوع ما من الصلة أو العلاقة بين الفولانيين ومجموعة الشعوب التي ورد ذكرها في ما تقدم (قدماء المصريين، هكسوس، فينيقيين، روم، ليبيين، بني إسرائي، وعرب). لعل أهم ما نخرج به مما تقدم من عرض ، نتيجتان: 1) هناك ما يربط بين الفولانيين من جهة، وبعض الشعوب البيضاء (أو الحمراء) القادمة من خارج القارة الإفريقية من جهة أخرى. 2) هناك شواهد تشير إلى وجود الفولانيين في الرقعة الممتدة من صحراء سيناء إلى بلاد المغرب قبل ظهورهم في إفريقيا جنوب الصحراء. والنتيجة الثانية ذات أهمية قصوى لما سيأتي لاحقاً من نقاش.

    تجمع أغلب المراجع المهتمة بالدراسات الفولانية بأن أول موطن عُرف للفولانيين في إفريقيا هو فوتا تورو في شمال السنغال وجنوب موريتانيا، مع موطن ثانوي في فوتا جالو في غينيا. ولكن – كما ذكرنا في المقدمة – ظهرت كتابات متأخرة نسبياً تشير إلى وجودهم شمال الصحراء آلاف السنين قبل ظهورهم جنوبها. فقد كشفت الحفريات في تسيلي ناجير في الجزائر عن رسومات على الصخور لأعداد كبيرة من الأبقار، مما دعى مارغريت ترويل إلى الإشارة إلى هذه الحقبة بـ" الحقبة البقرية" (Cattle Period). وتصوِّر الرسومات في تلك الحفريات أناساً يقودون الأبقار ومجموعة من الأشخاص يلبسون الحلي، "وهؤلاء غالباً هم الذين يطلق عليهم الفولانيين" (انظر الصورة رقم (3):
    ويؤكد العالم السنغالي أحمد همبتي با أن الرموز التجريدية في رسومات تسيلي هي نفس الرموز التي كان يستخدمها الفولانيون في طقوس العبور في مناطق السنغال وغامبيا في زمنه، حيث إنه نفسه قد مر بها. وتتفق هذه الرموز، حسب أحمد همبتي با، في أشكال الملابس (المزركشة والمزدانة) وأشكال قرون الأبقار، ويعبَّر عن الميدان الذي تقام فيه طقوس العبور بقرص الشمس محاطة بدائرة من رؤوس الأبقار ترمز للمراحل المختلفة للقمر. ويضيف بأن "البقرة الخنثمشكل" (Hermaphroditic cow) التي تظهر في رسومات تلك الحفريات ترد أيضاً في الأساطير التي تروى أثناء طقوس العبور. ويلاحظ أديببيقبا أن جدائل الشعر المتدلية على ظهر المرأة في رسومات تسيلي مطابقة تماماً للتي عند المرأة الفولانية اليوم. إن ما أورده أحمد همبتي با أعلاه يدعونا إلى الإشارة إلى أن طقوس العبور التي مر بها ما زالت تمارس إلى يومنا هذا عند الفولانيين الامبرورو بجنوب النيل الأزرق، وأن شكل ملابس طقوس العبور التي وجدها برين في رسومات تسيلي يتفق – من حيث الزركشة والزينة - مع شكل الملابس التي يلبسها الفولانيون الامبرورو بجنوب النيل الأزرق اليوم في مناسباتهم المختلفة (انظر الصورة رقم (4و5). وانطلاقاً من إفادة ديلانقي بأن أماكن رسومات تسيلي تقع مباشرة إلى شمال المنطقة التي يمكن أن نجد فيها الخصائص الأصيلة للفولانيين، يرجِّح أديبيقبا أن تكون تسيلي ناجير هي الموطن الأصل للفولانيين (في إفريقيا).

    وهناك مجال آخر من الدراسات يربط الفولانيين أيضاً بشمال إفريقيا، وهي دراسات الثقافة المادية. لعل أهم جانب يشتهر فيه الفولانيون في هذا المجال، ذلك المتعلق بالنقش على القرع (جمع قرعة Wild Gourd). فقد ذكرت ديلانقي (Delange) أن هناك أثراً كبيراً للطوارق في فن الفولانيين فيما يتصل بهذا النقش. فكلتا المجموعتين (الفولانيون والطوارق) تستخدم الخطوط بصورة أساسية في النقوش، الطوارق على المجوهرات والفولانيون على القرع. وأشكال الخطوط عند كليهما متشابهة بصورة ملاحظة. وكذلك لاحظت أن كلاً من البربر والفولانيين يستخدمون المصنوعات الفخارية لأغراض وظيفية وأغراض جمالية (كحاويات، وأدوات منزلية، وأحواض غسيل، وأدوات زينة حائطية، وتستبعد ديلانقي أن يكون عامل التجارة وراء هذا التشابه، بل بالأحرى الاتصال المباشر والتعايش معاً، لا سيما – في قولها – أن بساقري (Passagre) وعلماء آخرين يرون أن الفولانيين من أصل بربري من شمال إفريقيا.
    كذلك تؤيد دراسة أديبيقبا ملاحظة ديلانقي، حيث يؤكد أديبيقبا أن النقش الذي يستخدمه الفولانيون في تزيين قرعهم يشبه ذلك الذي تزين به قبيلة الكبيلي البربرية في الجزائر أوانيها الفخارية.

    إذن يُستخلص مما تقدم أن هناك من الأدلة المادية ما يؤكد وجود الفولانيين في بلاد المغرب والصحراء الكبرى قبل ظهورهم جنوب الصحراء. وحتى ما أورده الشيخ عبدالله بن فودي من الزيجة التي تمت بين عقبة بن عامر وابنة ملك الروم كان مسرحها هذه المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن اسم ابنة ملك الروم - أي بجُّ منغُ ( ربما منغَ Manga) - يعني في اللغة الفولانية، "الكبيرة" أي الفريدة عظيمة الشأن، مما يوحي بأن الفولانيين كانوا موجودين في هذه المنطقة قبل وصول عقبة بن عامر إليها. وكذلك بقية النظريات التي تتحدث عن الأصل الليبي والمصري القديم والهكسوس والفينيقي كلها تشير إلى الوجود المبكر للفولانيين في المساحة الجغرافية الواقعة بين مصر عبر سرينايكا (ليبيا) إلى بلاد المغرب والصحراء الكبرى.

    2- "البقرة" و"الشمس" و"النار" في اللغة الفولانية – مدخل آخر للنقاش

    بما أن أطروحة هذا المقال تستند على معطيات تاريخية وثقافية، مادية وغير مادية، وأن اللغة مرآة للثقافة، فسوف نحاول في هذا الجزء من المقال استجلاء بعض المعطيات اللغوية التي تعضد أطروحتنا، لا سيما وأن مفاهيم الفولانيين للكائنات حولهم وكذا فلسفتهم في الحياة نجدها مجسَّدة في لغتهم، ليس فقط في ألفاظها، كما هو الحال في اللغات الأخرى، بل في أبنيتها الصرفية والنحوية. ولكن قبل أن ندخل في الموضوع ينبغي الإشارة مرة أخرى إلى الإشكال القائم حول العلاقة بين الفولانيين كمجموعة إثنية من ناحية، واللغة الفولانية التي يتحدثونها اليوم من ناحية أخرى. فقد رأينا في ما تقدم أن شعب الفولاني قادم من خارج القارة الإفريقية، وهذا أمر يكاد يحظى باتفاق العلماء. غير أن اللغة التي يتحدثونها هي لغة مجموعات إسمية (Noun Class Language)، ولها صلة رحم باللغات السنغالية واللغات البانتوية. فبهذا المعنى، إنها لغة إفريقية صرفة لم يجد علماء اللغة أمثلة لفصيلتها اللغوية خارج القارة الإفريقية. على أية حال، حتى إذا صدق الرأي القائل إنه ربما يكون الفولانيون قد تخلوا عن لغتهم الأصلية وتبنوا هذه اللغة الإفريقية لغةً لهم، فإن إفريقيتها تنحصر في ألفاظها وتراكيبها، بينما ترجع المفاهيم التي تقوم عليها إلى ثقافة الفولانيين ونظرتهم للحياة.

    إن أهم ما يميز اللغة الفولانية - وكذلك بقية لغات الفصيلة التي تنتمي إليها – هو أن أسماء كل الكائنات تتوزع في نظام مجموعات، تنضوي كل مجموعة تحت حقل دلالي معين وينتظمها (أي المجموعة) نمط صرفي خاص بها من حيث الإفراد والجمع. فمثلاً كل الأسماء التي تشير إلى مجموعة الآدميين (الإنسان) نجد المفرد منها ينتهي باللاحق (suffix) o-، والجمع باللاحق e– كما في كلمة gorko "رجل" وجمعها worb’e "رجال"، وكلمة laamiid’o "ملك" وجمعها laamiid’e "ملوك". ونجد أسماء السوائل كلها تنتهي باللاحق am-، كما في كلمة ndiam "ماء" و kosam "لبن"، وهكذا في بقية المجموعات. وتحتوي اللغة الفولانية (لهجة الوسط – نيجيريا) على خمس وعشرين مجموعة من هذا النوع، كل منها يضم عدداً من الأسماء (nouns) يتراوح بين حوالي عشرين وثمانين اسماً تقريباً، باستثناء مجموعتين، هما: مجموعة (nge-class) nge التي تضم ثلاثة أسماء فقط، ومجموعة (kol-class) وقوامها اسم واحد فقط. وهاتان هما المجموعتان موضوع اهتمامنا في هذا المقال.

    إن الملفت للنظر في مجموعة nge ليس فقط اقتصارها على ثلاثة أسماء، بل إن هذه الأسماء، على عكس ما هو الحال في المجموعات الأخرى كالآدميين والسوائل، يصعب من الوهلة الأولى التعرف على أي رابط دلالي بينها يبرر تصنيفها في مجموعة واحدة. والأسماء الثلاثة هي: "البقرة" nagge ، و"الشمس" naange و"النار" yiite.

    إذا تذكرنا أن كل الفولانيين في الأساس كانوا رعاة أبقار قبل أن يهجر بعضهم حياة البداوة، نجد أن البقرة تمثل كل شيء في حياتهم، بل (في مفهوم المجموعات البدوية منهم) هي أسباب وجودهم raison d'etre، حيث يعتقدون أنهم خلقوا لخدمتها: يتعاملون معها بنوع من القدسية، فيقسمون بحوافرها ويتواصلون معها، إذ إن أبقار الامبرورو لا ترعى إلا إذا وقف الراعي في هيئة معينة وأعطاها الضوء الأخضر للانطلاق في الرعي.

    تشير الأساطير المتواترة حول أصل البقرة – على الأقل في حزام السافنا في غرب ووسط إفريقيا – إلى أن الفولانيين هم أول من امتلك البقرة، ومنهم أخذتها وأخذت ثقافتها بقية الشعوب التي امتلكتها فيما بعد. فتقول الأسطورة السائدة عند عرب الشوا حول بحيرة تشاد:
    في الزمان الغابر كان البقر يعيش في الماء، ولم يتم ترويضه بواسطة الإنسان بعد. فرأى عالم فولاني هذه الحيوانات وأعجب بها، فقام عن طريق السحر والأعشاب (العروق) بإخراجها من الماء. وكان الناس في البداية يخافون من هذه الحيوانات الضخمة ويفرون منها، ولكن سرعان ما ألفوها، وتعلموا كيف يوقدون النار حول الزرائب التي تتجمع فيها فتحس بالراحة.

    وهناك أسطورة أخرى تقول أن أحد أسلاف الفولانيين سمع صوتاً يناديه يخرج من البحر. فذهب وجلس بشاطيء البحر (النهر؟) وأوقد ناراً، وعند شروق الشمس خرجت البقرة من البحر، وكان قرص الشمس بين قرنيها. فجاءت ورقدت بجوار النار وأخذت تتكاثر.
    إلى جانب فكرة كون الفولانيين هم أول من امتلك البقرة في مناطق غرب ووسط إفريقيا، فإن الأسطورتين أعلاهما تحتويان على كلمات مفتاحية قد تفسر لنا كنه مجموعة nge (nge class) التي نحن بصدد الحديث حولها، وهذه الكلمات (والتي تحتها خط) هي: "البقرة" و"الشمس" و"النار". فهذه الكلمات هي المكونة لمجموعة nge، وما ورد في الأسطورتين يعطينا تفسيراً مقنعاً لتصنيفها في مجموعة واحدة رغم عدم تجانسها دلالياً. إذن فإن "البقرة" و"الشمس" و"النار" تشكل مجموعة متجانسة دلالياً (مجموعة nge)، وهي مجموعة العناصر الحيوية في الوجود عند الفولانيين، بما في ذلك المعتقد. وتجدر الإشارة إلى أنه إلى يومنا هذا يمارس الفولانيون الرعاة عادة إيقاد النار في المساء حول زرائب الأبقار لتستريح، وتسمى هذه النار تحديداً في اللغة الفولانية d’uud’al "تكاثر" اعتقاداً منهم بأنها تعين على توالد الأبقار (تبعاً لما ورد في الأسطورة الأولى) وتجلب لها النماء.
    أما "قرص الشمس بين قرني البقرة"، فيذكر بآلهة قدماء المصريين (انظر الصورة رقم (6))، وما زال الفلانيون الرعاة يرمزون له في احتفالاتهم بطقوس العبور، كما رأينا في إفادة روبرت برين التي ورد ذكرها فيما تقدم. وسوف نعود إلى هذا الموضوع عند حديثنا عن صلة الفولانيين بقدماء المصريين.
    أما مجموعة kol(kol-class)، فقوامها – كما أسلفنا – اسم واحد فقط، وهو nyalahol "العجل". وهذه المجموعة أيضاً ذات مغزى كبير في نظرة الفولانيين للحياة. فالعجل هو ابن البقرة ورمز لاستمراريتها، يعظمونه ويقسمون أيضاً بحوافره. لذلك لم يجدوا له كائناً آخر يدانيه في المقام فيشاركه هذه المجموعة، أي مجموعة kol. كما هو الحال بالنسبة لـ"قرص الشمس بين قرني البقرة"، فإن للعجل أيضاً مكانة خاصة من بين معبودات قدماء المصريين، كما سنرى لاحقاً.
    نخلص مما تقدم إلى أن البقرة تمثل عصب الحياة وأسباب الوجود عند الفولانيين وأهم عنصر في ثقافتهم. فقد أورد تيلر Taylor 82 اسماً للأبقار في اللغة الفولانية، حسب ألوانها، وطباعها، وأعمارها، وأشكال قرونها، الكسول منها والنشط، التي تسير في مقدمة القطيع منها والتي تسير خلفه، الضعيف منها والوديع، الولود منها وغير الولود، وحسب كمية لبنها، وحسب عدد البطون التي خلفتها، وما إذا كان صغيرها قد نفق أم على قيد الحياة، إلخ. كل هذا يؤيد الاعتقاد السائد لدى بعض شعوب غرب ووسط إفريقيا بأن الفولانيين هم أول من امتلك البقرة. وقد أثبت براوكيمبر (Braukämper) أن ثقافة البقارة (Baggarization) قد تطورت على أيدي الفولانيين، وأن من يُعرف اليوم بـ "البقارة" في دارفور، عند تحولهم من "أبالة" (رعاة الإبل) لظروف مناخية، امتلكوا فصيلة البقر التي كان، وما زال، يرعاها الفولانيون، كما أخذوا ثقافتها منهم. وكذلك رأينا العنصر الرابط بين "البقرة" و"الشمس" و"النار"، والذي يبرر تصنيفها في مجموعة إسمية واحدة في اللغة الفولانية، باعتبارها العناصر الحيوية في وجود الفولانيين. وكذلك رأينا أن للعجل مكانة أخص في مفهومهم للأسباب التي سقناها أعلاه، وأن "العجل" و"قرص الشمس بين قرني البقرة" يعودان بنا إلى معتقدات ومعبودات قدماء المصريين، مما سيساعد على مناقشة موضوع الجزء التالي من هذا المقال.




    الناس مؤتمنة علي أنسابها .. بروف الأمين أبو منقة .. أظنه الأن بجامعة أفريقيا ..


    بريمة
                  

09-25-2018, 05:53 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    ***

    بريمة
                  

09-25-2018, 05:54 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    ***

    بريمة
                  

09-25-2018, 05:56 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)



    Quote: الصلة بين الفولاني وقدماء النوبة والمصريين.الصــلة بين الفــولانيين وبين قدمــاء المصــريين وقدمــاء بلاد النــــوبة
    By ‎الطيب احمد محي الدين‎ on Tuesday, October 28, 2014 at 11:38 AM

    الصــلةبين الفــولانيين وبين قدمــاء
    المصــريينوقدمــاء بلاد النــــوبة

    أ.د. الأمــين أبومـــنقة
    أ.د. سليــمان يحـــيى
    مستخلص
    نهدف في هذاالمقال إلى القول بأن هنالك صلة ما (ليست بالضرورية رحمية) تربط بين الفولانيينوبين كل من قدماء المصريين وقدماء بلاد النوبة، وأوردنا عدداً من الأدلة التاريخيةوالآثارية والثقافية والدينية التي تعضد هذا القول، منطلقين من حقيقة تم إثباتهامؤخراً، مفادها أن الموطن الأول للفولانيين في إفريقيا يقع إلى الغرب من مصر(منطقة تسيلي نجير في الجزائر). وقد حاولنا ربط هذه الحقيقة بالبعض من النظرياتالتي تنسب الفولانيين إلى الهكسوس وقدماء المصريين، والقول بوجود شعب في مصرالفرعونية يربي الأبقار ويقدسها. وحاولنا كذلك استجلاء مظاهر الشبه (مدعومةبالصور) بين قدماء المصريين والفولانيين (الامبررو) فيما يتصل ببعض المعتقداتالروحية وافتتان الرجال بالزينة عند كليهما.
    بالنسبةلقدماء بلاد النوبة، فقد عني المقال بالمجموعة (ج) على وجه التحديد، والتي ظهرتفجأة تحمل ثقافة جديدة تتمحور حول البقرة، ويعتقد أنها قادمة من جهة الغرب. وقدأوردنا بعضاً من مظاهر الصلة بين الفولانيين وقدماء النوبة (استخدامالسهام/النشاب، وتقديس الكبش مثلاً)، ودعونا المؤرخين إلى أخذ الفولانيين فيالاعتبار عند البحث عن أصل المجموعة (ج) النوبية.

    ABSTRACT
    Weintend in this article to argue that there is a kind or relation (notnecessarily of blood) between each of the Ancient Egyptians and the AncientNubians. We provided a number of historical, archeological, cultural andreligious evidences that support this argument. We departed from the recentlyproved fact that the first home of the Fulani in Africa lies to the west of Egypt (Tassili N’Ajjer in Algeria). Wethus tried to link this fact with some of the theories that relate the Fulanito the Heksos and Ancient Egyptians, as well as the assumption that speaks ofthe existence in Pharaonic Egyptof a people which reared and venerated cattle. We then tried to discern theresemblance (illustrated by pictures) between the Ancient Egyptians and theFulani with regard to some spiritual beliefs and men’s infatuation by ornamentsamong both peoples.
    Regardingthe Ancient Nubians, the article concerned itself with the C-Group inparticular, which appeared suddenly introducing a new culture rotating around‘cattle’, believed to have migrated from the west. We provided some commoncultural elements which reflect the relationship between the Fulani and theAncient Nubians (e.g. use of bows and arrows, and veneration of the ram)calling upon the historians to have the Fulani also in mind while seeking theorigin of the Nubian C-Group.

    مقدمة
    لم تتعدد النظريات وتختلف حول أصل شعبمن الشعوب – حسب علمنا - مثل تعددها واختلافها حول أصل الفولانيين. ولكن ما إنينظر الباحث إلى هذه النظريات بشيء من التعمُّق حتى يتضح له أن الاختلاف في جلِّهااختلاف ظاهري فقط، وليس جوهرياً، إذ إن ما يربط بعضها ببعض تاريخياً أقوى مما يفرقبينها. فالنظريات التي تنسبهم إلى القوقاز والهكسوس وقدماء المصريين والليبيينوالروم وبني إسرائيل والعرب مثلاً كلها في نهاية المطاف تنتهي بهم إلى المساحةالممتدة من صحراء سيناء عبر الصحراء الليبية إلى قلب بلاد المغرب. والبعض من العناصرالبشرية المذكورة أعلاه، والتي أصلها من خارج القارة الإفريقية، قد أثبت التاريخوجودها في يوم من الأيام في هذه الرقعة الجغرافية. هذا، بينما كشفت الحفريات الأثريةفي منطقة تسيلي ناجير (Tassili N’Ajjer) في الجزائر عن رسومات ونقوش في الكهوف لشعب يرجَّح أنهم الفولانيون،كما سنرى لاحقاً.
    وكذلك اختلف المؤرخون حول أصلالمجموعة (ج) (C-Group) النوبية التي ظهرت فجأة في بلاد النوبة بملامحإثنية غير زنجية حاملة نمطاً اقتصادياً اجتماعياً جديداً يتمحور حول تربيةالأبقار، رجَّح بعض المؤرخين أنها مهاجرة من جهة الصحراء الليبية.
    لقد وجدنا من خلال الدراسات المتوافرةحول الفولانيين، ومن خلال ملاحظتنا لهيئآتهم الإيكنوقرافية ونمط معيشتهم وثقافتهمالمادية ومعتقداتهم الروحية (خارج إطار الإسلام)، وجدنا – كما وجد غيرنا من قبل –تشابهاً ملاحظاً بينهم وبين قدماء المصريين وقدماء بلاد النوبة، الأمر الذي دعاناإلى محاولة البحث والتوسُّع في هذا الموضوع وإلقاء مزيد من الضوء عليه، معتمدين فيذلك على أدلة تاريخية وشواهد أثرية ولغوية وثقافية. وتجدر الإشارة إلىأننا لا نسعى في هذا المقال إلى إثبات أن هؤلاء هم أولئك بقدر سعينا إلى إثباتوجود قدر مقنع من الصلة بينهم ترجع إلى عهود غابرة في التاريخ.

    1- الفلاتة الفولانيون: الأصل والموطن
    يُعرف الفلاتة الفولانيون بمختلفالمسميات، منها : فولاني (Fulani)، وفولا Fula(h))، و بيول (Peul)، وفلاتة (Fallata/Fellata). غير أن للمسمى الأخير، أي "فلاتة"مدلولاً شمولياً خاطئاً في مفهوم السودانيين بصورة خاصة، حيث يعني عندهم كلالمجموعات المهاجرة من غرب إفريقيا بمختلف قبائلها وخلفياتها الإثنية، بما في ذلكالفولانيون أنفسهم. فالشعب المعني في هذا المقال هم مجموعات الفلاتة الفولانيينبشقيهم البدو (رعاة الأبقار) والمستقرون الذين ارتبط تاريخهم بحركات الجهاد ونشرالإسلام والعلم وتأسيس الممالك والإمبراطوريات الإسلامية في غرب إفريقيا، والذينإليهم ينتمي المجاهد الشيخ عثمان بن فودي. وهم المتحدثون باللغة الفولانية،ويسمونها "فلفلدي".
    تتدرج ملامح الفولانيين الفيزيولوجيةمن السحنة النحاسية والشعر الطويل الناعم، وتقاطيع الوجه الدقيقة (كما هو الحالعند بعض المجموعات البدوية وشبه البدوية كالأمبرورو والودابي والويلا والدقرا) إلىالسحنة الداكنه والشعر المجعَّد والأنف الأفطس (كما عند بعض البولار والبيول فيالسنغال ومالي وغينيا). من المؤكد أن للاختلاط والتصاهر والتمازج مع المجموعاتالإفريقية الأخرى دوراً في هذا التباين. وكذلك تختلف أنماط حياتهم ومعيشتهم ومن ثمبعض الجوانب من ثقافاتهم، إذ منهم منيمارس حياة موغلة في البداوة مكرَّسةلتربية الأبقار (والضأن) وخدمتها، ومنهم مجموعات أصبحت تمتهن الزراعة وما عاد لهاشأن بتربية الحيوان، ومنهم من يجمع بين الاثنين، وهناك بعض منهم لا شأن له بهذا أوذاك، بل اقتفى خطى أجداده مؤسسى الممالك فكرَّس حياته للعلم والسياسة.
    وفي ما يتصل باللغة والثقافة، فكل المجموعاتالبدوية الرعوية ما زالت محتفظة بلغتها العرقية (الفلفلدي) وبالثقافة الفولانيةالأصلية (Pulaaku).أما المستقرون فيتفاوتون في هذا الأمر تبعاً لأوضاعهم الاجتماعية في مختلف أماكنوجودهم. فمنهم المحافظون على لغتهم وثقافتهم الأم، ولكن هناك مجموعات ذابت لغةًوثقافةً في مجتمعات الأغلبية التي يعيشون وسطها، حيث هناك من ذاب في مجتمعاتالماندينقو في غينيا، والبمبرا والصنغي في مالي، والهوسا في نيجيريا، والمجتمعاتالعربية في السودان.
    كما ذكرنا في المقدمة، لقد اختلف الباحثون أيمااختلاف حول أصل الفولانيين، حتى خلص عالم الأنثربولوجيا، س.ك. ميك C.K.Meek إلى القول بأن في أصلهملغزاً ((Puzzle (كبيراً)[ii].لقد تناقش العلماء حول هذا الأمر لقرابة القرن من الزمان دون الوصول إلى إجماعحوله، وما كان لنا أن نتطرق إليه في هذا المقال لولا أن ظهرت دراسات جديدة في بعضمجالات العلوم الإنسانية (تاريخ مصر الفرعونية وبلاد النوبة، حفريات أثرية، دراساتإثنولوجية، دراسات في الفنون الإفريقية، إلخ) ألقت نتائجها أضواء جديدة عليه، سيتمالاستشهاد بها في مواضع مختلفة من هذا المقال.
    هناك ما لا يقل عن خمس عشرة نظرية حول أصلالفولانيين. منها إنهم من: الماليزيين، الهنود، الأثيوبيين، الباسك (فرنسا)،القوقاز، الهكسوس، الفينيقيين، اليهود السوريين، قدماء المصريين، الفلاحينالمصريين (Fulah)،الحاميين، الليبيين، والعرب. والغريب في الأمر أن كل من أتى بإحدى هذه النظرياتساق معها الأدلة التي تعضدها، إما من ناحية التكوين الجسماني أو الثقافة. والقاسمالمشترك بين معظم هذه النظريات، هو أنهم شعب قادم من خارج القارة الإفريقية. مهمايكن من أمر، فإننا لا نستبعد انتماءهم إلى أحد هذه الشعوب مع تأثرهم بالشعوبالأخرى (ربما لكثرة تجوالهم في العالم القديم). على أية حال، سيقتصر عرضناومناقشتنا هنا على النظريات ذات الصلة المباشرة بأطروحة هذا المقال.
    من الذين صنَّف الفولانيين ولغتهم في السلالةالحامية، عالم اللغة الألماني كارل ماينهوف معتمداً في ذلك على سحنتهم (غيرالداكنة) وتكوينهم الجسماني (الجسم النحيل) ونمط معيشتهم (الرعي)
      .غير أنه ، حتى إن صدقت أدلته فيهم من حيث السلالة، من المؤكد أنه كان خاطئاً فيتصنيفه لغة الفلفلدي لغة حامية.[iv]
      أما س.ك. ميك فقد أشار إلى الشبه الكبير بينالفولانيين وقدماء المصريين، دون التطرق إلى مسألة الأصل أو الانتماء، حيث يقول:
      إنالشبه في التكوين الجسماني بين العنصر النقي من الفولانيين وبين قدماء المصريينلملفت للنظر. فنجد في كليهما نفس شكل الجمجمة، والوجه المخروطي، وشكل الذقن، وغيابالشوارب، والشعر الزنجي المجعَّد. وقد أخذوا من الفراعنة طريقة تصفيف الشعر وعادةالختان.[v]
      ولا يذهب شونتر (Chantre) وبروكا (Broca) بعيداً عن ملاحظة ميك، حيث ينسبانهم إلى الفلاحين المصريين فيوادي النيل.[vi]
      وهناك من نسب الفولانيين إلى الفينيقيين، ربما –حسب تفسير ميك – لأنهم حمر البشرة، والإغريق يسمون الفينيقيين بـ"الشعبالأحمر" (في رواية أخرى "ذوي الأشرعة الحمراء")، وأنهم ، أيالفولانيين، يلبسون القبعة الفينيقية ويصفِّفون شعرهم على شكل الخوذة الفينيقية[vii](انظر الصورة رقم (1) ورقم(2) في ملحق الصور عند نهاية المقال).
      بيد أن دولافوس يصفهم بأنهم شعب خليط من نسليهودي-سوري[viii]استقر منذ زمن سحيق في سيرينايكا (ليبيا)، ومن هناك شقوا طريقهم إلى وادي النيجرالأعلى وأصبحوا الحكام البيض لمملكة غانا من القرن الرابع إلى الثامن أو التاسعالميلاديين[ix].وهنا نجد دولافوس قد اتفق إلى حد كبير مع هيرودوتس الذي يصف شعباً كان يعيش في هذهالمنطقة تتطابق معظم صفاتهم مع صفات الفولانيين، حيث كتب قائلاً:
      المنطقةمن مصر حتى بحيرة ترويتونيس (Troitonis) في ليبيا تسكنهاقبائل متجولة، شرابهم اللبن، وأكلهم لحوم الحيوانات. لا نجد أحداً منهم قد ذاق لحمالبقر، بل يبتعدون عنه مثلهم في ذلك مثل المصريين. ولا أحد منهم يربي الخنزير.وحتى في سيريني (أو كوريني) (Cyrene) (سرينايكا؟)تعتقد المرأة أنه من الخطأ أكل لحم البقرة، وذلك تقديراً لإيزيس المعبودة المصرية،والتي يعبدونها عن طريق الصوم وإقامة الاحتفالات لها.[x]
      أما علماء القرن التاسع عشر من الفولانيين الذيناهتموا بنسب قبيلتهم، وهم قلة، فقد جمعوا بين نظريات الأصل العربي اليهوديوالرومي. ومن هؤلاء الشيخ عبدالله بن فودي في كتابه المعنون "كتابالنسب"، سوى أنه استخدم عبارة "بني إسرائيل" بدلاً عن اليهود، حيثيقول:
      واعلم أن قبيلتنا التي تسمى توربِّ (Torobbe) (أحد كبرى بطون الفولان) الذين جاءوا من فوتَ (Futa)، فيما نسمع، هم إخوان جميع الفولانيين... كان عقبة بن عامر[xi]المجاهد الذي فتح بلاد الغرب زمن عمرو بن العاص في مصر ووصل إليهم، وهم من قبائلالروم. فأسلم ملكهم من غير قتال وتزوج عقبة ابنة ملكهم اسمها بجُّ منغَ (BajjoMango)، فولد الفولانيينجميعاً. هذا ما تواتر عندنا وأخذناه من الثقاة الذين يخرجون من بلاد فوت... وقدعلمت أن الروم هو عيص بن إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام.
      وفيإحدى قصائده يلخِّص الشيخ عبدالله هذا النسب في الأبيات التالية:
      فلنا لإسماعيل نسبة عقبة ولنا لإســرائيل أصل جار
      أعمامنا عربُ كماأخوالنا أبناء إســـرائيل أصل جار
      من طور سينا أصلناوجهادنا أفضـى لفوت بنا يثار الدار
      ثم الحوادث سيَّرتأجدادنا لبلاد حوس موالدي ووجارى[xii]
      إن كل ما عرضناه أعلاه لا يوصلنا إلى أصلالفولانيين بصورة قاطعة، كما أن هذا ليس مبتغانا الأساس في هذا المقال. فغرضنا فيكل هذا، بيان وجود قدر ما ونوع ما من الصلة أو العلاقة بين الفولانيين ومجموعةالشعوب التي ورد ذكرها في ما تقدم (قدماء المصريين، هكسوس، فينيقيين، روم، ليبيين،بني إسرائي، وعرب). لعل أهم ما نخرج به مما تقدم من عرض ، نتيجتان: 1) هناك مايربط بين الفولانيين من جهة، وبعض الشعوب البيضاء (أو الحمراء) القادمة من خارج القارة الإفريقية من جهة أخرى. 2) هناك شواهدتشير إلى وجود الفولانيين في الرقعة الممتدة من صحراء سيناء إلى بلاد المغرب قبلظهورهم في إفريقيا جنوب الصحراء. والنتيجة الثانية ذات أهمية قصوى لما سيأتيلاحقاً من نقاش.
      تجمع أغلب المراجع المهتمة بالدراسات الفولانيةبأن أول موطن عُرف للفولانيين في إفريقيا هو فوتا تورو في شمال السنغال وجنوبموريتانيا، مع موطن ثانوي في فوتا جالو في غينيا. ولكن – كما ذكرنا في المقدمة –ظهرت كتابات متأخرة نسبياً تشير إلى وجودهم شمال الصحراء آلاف السنين قبل ظهورهمجنوبها. فقد كشفت الحفريات في تسيلي ناجير في الجزائر عن رسومات على الصخور لأعدادكبيرة من الأبقار، مما دعى مارغريت ترويل إلى الإشارة إلى هذه الحقبة بـ"الحقبة البقرية" (Cattle Period).[xiii]وتصوِّر الرسومات في تلك الحفريات أناساً يقودون الأبقار ومجموعة من الأشخاصيلبسون الحلي، "وهؤلاء غالباً هم الذين يطلق عليهم الفولانيين"[xiv](انظر الصورة رقم (3):
      ويؤكد العالم السنغالي أحمد همبتي با أن الرموزالتجريدية في رسومات تسيلي هي نفس الرموز التي كان يستخدمها الفولانيون في طقوسالعبور في مناطق السنغال وغامبيا في زمنه، حيث إنه نفسه قد مر بها.[xv]وتتفق هذه الرموز، حسب أحمد همبتي با، في أشكال الملابس (المزركشة والمزدانة)وأشكال قرون الأبقار، ويعبَّر عن الميدان الذي تقام فيه طقوس العبور بقرص الشمسمحاطة بدائرة من رؤوس الأبقار ترمز للمراحل المختلفة للقمر. ويضيف بأن"البقرة الخنثمشكل" (Hermaphroditic cow) التي تظهر في رسومات تلك الحفريات ترد أيضاً في الأساطير التيتروى أثناء طقوس العبور.[xvi]ويلاحظ أديببيقبا أن جدائل الشعر المتدلية على ظهر المرأة في رسومات تسيلي مطابقةتماماً للتي عند المرأة الفولانية اليوم.[xvii]إن ما أورده أحمد همبتي با أعلاه يدعونا إلى الإشارة إلى أن طقوس العبور التي مربها ما زالت تمارس إلى يومنا هذا عند الفولانيين الامبرورو بجنوب النيل الأزرق،وأن شكل ملابس طقوس العبور التي وجدها برين في رسومات تسيلي يتفق – من حيث الزركشةوالزينة - مع شكل الملابس التي يلبسها الفولانيون الامبرورو بجنوب النيل الأزرقاليوم في مناسباتهم المختلفة (انظر الصورة رقم (4و5). وانطلاقاً من إفادة ديلانقيبأن أماكن رسومات تسيلي تقع مباشرة إلى شمال المنطقة التي يمكن أن نجد فيهاالخصائص الأصيلة للفولانيين،[xviii]يرجِّح أديبيقبا أن تكون تسيلي ناجير هي الموطن الأصل للفولانيين (في إفريقيا).[xix]
      وهناك مجال آخر من الدراسات يربط الفولانيينأيضاً بشمال إفريقيا، وهي دراسات الثقافة المادية. لعل أهم جانب يشتهر فيهالفولانيون في هذا المجال، ذلك المتعلق بالنقش على القرع (جمع قرعة WildGourd). فقد ذكرت ديلانقي (Delange) أن هناك أثراً كبيراً للطوارق في فن الفولانيين فيما يتصل بهذاالنقش. فكلتا المجموعتين (الفولانيون والطوارق) تستخدم الخطوط بصورة أساسية في النقوش، الطوارق على المجوهراتوالفولانيون على القرع. وأشكال الخطوط عند كليهما متشابهة بصورة ملاحظة. وكذلكلاحظت أن كلاً من البربر والفولانيين يستخدمون المصنوعات الفخارية لأغراض وظيفيةوأغراض جمالية (كحاويات، وأدوات منزلية، وأحواض غسيل، وأدوات زينة حائطية،[xx]وتستبعدديلانقي أن يكون عامل التجارة وراء هذا التشابه، بل بالأحرى الاتصال المباشروالتعايش معاً، لا سيما – في قولها – أن بساقري (Passagre) وعلماء آخرين يرون أن الفولانيين من أصل بربري من شمال إفريقيا.[xxi]
      كذلك تؤيد دراسة أديبيقبا ملاحظة ديلانقي، حيثيؤكد أديبيقبا أن النقش الذي يستخدمه الفولانيون في تزيين قرعهم يشبه ذلك الذيتزين به قبيلة الكبيلي البربرية في الجزائر أوانيها الفخارية.[xxii]
      إذن يُستخلص مما تقدم أن هناك من الأدلة الماديةما يؤكد وجود الفولانيين في بلاد المغرب والصحراء الكبرى قبل ظهورهم جنوب الصحراء.وحتى ما أورده الشيخ عبدالله بن فودي من الزيجة التي تمت بين عقبة بن عامر وابنةملك الروم كان مسرحها هذه المنطقة. وتجدر الإشارة إلى أن اسم ابنة ملك الروم - أيبجُّ منغُ ( ربما منغَ Manga)- يعني في اللغة الفولانية، "الكبيرة" أي الفريدة عظيمة الشأن،[xxiii]مما يوحي بأن الفولانيين كانوا موجودين في هذه المنطقة قبل وصول عقبة بن عامرإليها.[xxiv]وكذلك بقية النظريات التي تتحدث عن الأصل الليبي والمصري القديم والهكسوسوالفينيقي كلها تشير إلى الوجود المبكر للفولانيين في المساحة الجغرافية الواقعةبين مصر عبر سرينايكا (ليبيا) إلى بلاد المغرب والصحراء الكبرى.

      2-"البقرة" و"الشمس" و"النار" في اللغة الفولانية –مدخل آخر للنقاش
      بما أن أطروحة هذا المقال تستند على معطياتتاريخية وثقافية، مادية وغير مادية، وأن اللغة مرآة للثقافة، فسوف نحاول في هذاالجزء من المقال استجلاء بعض المعطيات اللغوية التي تعضد أطروحتنا، لا سيما وأنمفاهيم الفولانيين للكائنات حولهم وكذا فلسفتهم في الحياة نجدها مجسَّدة في لغتهم،ليس فقط في ألفاظها، كما هو الحال في اللغات الأخرى، بل في أبنيتها الصرفيةوالنحوية. ولكن قبل أن ندخل في الموضوع ينبغي الإشارة مرة أخرى إلى الإشكال القائمحول العلاقة بين الفولانيين كمجموعة إثنية من ناحية، واللغة الفولانية التييتحدثونها اليوم من ناحية أخرى. فقد رأينا في ما تقدم أن شعب الفولاني قادم منخارج القارة الإفريقية، وهذا أمر يكاد يحظىباتفاق العلماء. غير أن اللغة التي يتحدثونها هي لغة مجموعات إسمية (NounClass Language)، ولها صلة رحمباللغات السنغالية واللغات البانتوية. فبهذا المعنى، إنها لغة إفريقية صرفة لم يجدعلماء اللغة أمثلة لفصيلتها اللغوية خارج القارة الإفريقية. على أية حال، حتى إذاصدق الرأي القائل إنه ربما يكون الفولانيون قد تخلوا عن لغتهم الأصلية وتبنوا هذهاللغة الإفريقية لغةً لهم،[xxv]فإن إفريقيتها تنحصر في ألفاظها وتراكيبها، بينما ترجع المفاهيم التي تقوم عليهاإلى ثقافة الفولانيين ونظرتهم للحياة.
      إن أهم ما يميز اللغة الفولانية - وكذلك بقيةلغات الفصيلة التي تنتمي إليها – هو أن أسماء كل الكائنات تتوزع في نظام مجموعات،تنضوي كل مجموعة تحت حقل دلالي معين وينتظمها (أي المجموعة) نمط صرفي خاص بها منحيث الإفراد والجمع. فمثلاً كل الأسماء التي تشير إلى مجموعة الآدميين (الإنسان)نجد المفرد منها ينتهي باللاحق (suffix) o-،والجمع باللاحق e– كما في كلمة gorko "رجل" وجمعها worb’e "رجال"، وكلمة laamiid’o "ملك" وجمعها laamiid’e "ملوك". ونجد أسماء السوائل كلها تنتهي باللاحق am-، كما في كلمة ndiam "ماء" و kosam "لبن"، وهكذا في بقية المجموعات.[xxvi]وتحتوي اللغة الفولانية (لهجة الوسط – نيجيريا) على خمس وعشرين مجموعة من هذاالنوع، كل منها يضم عدداً من الأسماء (nouns)يتراوح بين حوالي عشرين وثمانين اسماً تقريباً، باستثناء مجموعتين، هما: مجموعة (nge-class) ngeالتي تضم ثلاثة أسماء فقط، ومجموعة (kol-class)وقوامها اسم واحد فقط. وهاتان هما المجموعتان موضوع اهتمامنا في هذا المقال.
      إن الملفت للنظر في مجموعة nge ليس فقط اقتصارها على ثلاثة أسماء، بل إن هذه الأسماء، على عكس ماهو الحال في المجموعات الأخرى كالآدميين والسوائل، يصعب من الوهلة الأولى التعرفعلى أي رابط دلالي بينها يبرر تصنيفها في مجموعة واحدة. والأسماء الثلاثة هي:"البقرة" nagge، و"الشمس" naange و"النار" yiite.
      إذا تذكرنا أن كل الفولانيين في الأساس كانوارعاة أبقار قبل أن يهجر بعضهم حياة البداوة، نجد أن البقرة تمثل كل شيء في حياتهم،بل (في مفهوم المجموعات البدوية منهم) هي أسباب وجودهم raison d'etre، حيث يعتقدون أنهم خلقوا لخدمتها: يتعاملون معها بنوع من القدسية،فيقسمون بحوافرها ويتواصلون معها، إذ إن أبقار الامبرورو لا ترعى إلا إذا وقفالراعي في هيئة معينة وأعطاها الضوء الأخضر للانطلاق في الرعي.
      تشير الأساطير المتواترة حول أصل البقرة – علىالأقل في حزام السافنا في غرب ووسط إفريقيا – إلى أن الفولانيين هم أول من امتلكالبقرة، ومنهم أخذتها وأخذت ثقافتها بقية الشعوب التي امتلكتها فيما بعد.[xxvii]فتقول الأسطورة السائدة عند عرب الشوا حول بحيرة تشاد:
      في الزمان الغابر كان البقر يعيش فيالماء، ولم يتم ترويضه بواسطة الإنسان بعد. فرأى عالم فولاني هذه الحيوانات وأعجببها، فقام عن طريق السحر والأعشاب (العروق) بإخراجها من الماء. وكان الناس فيالبداية يخافون من هذه الحيوانات الضخمة ويفرون منها، ولكن سرعان ما ألفوها،وتعلموا كيف يوقدون النار حول الزرائب التي تتجمع فيها فتحس بالراحة.[xxviii]
      وهناك أسطورة أخرى تقول أن أحد أسلاف الفولانيينسمع صوتاً يناديه يخرج من البحر. فذهب وجلس بشاطيء البحر (النهر؟) وأوقد ناراً،وعند شروق الشمس خرجت البقرة من البحر، وكان قرص الشمس بينقرنيها. فجاءت ورقدت بجوار النار وأخذت تتكاثر.[xxix]
      إلى جانب فكرة كون الفولانيين هم أول من امتلكالبقرة في مناطق غرب ووسط إفريقيا،[xxx]فإن الأسطورتين أعلاهما تحتويان على كلمات مفتاحية قد تفسر لنا كنه مجموعة nge (nge class)التي نحن بصدد الحديث حولها، وهذه الكلمات (والتي تحتها خط) هي:"البقرة" و"الشمس" و"النار". فهذه الكلمات هيالمكونة لمجموعة nge،وما ورد في الأسطورتين يعطينا تفسيراً مقنعاً لتصنيفها في مجموعة واحدة رغم عدمتجانسها دلالياً. إذن فإن "البقرة" و"الشمس"و"النار" تشكل مجموعة متجانسة دلالياً (مجموعة nge)، وهي مجموعة العناصر الحيوية في الوجود عند الفولانيين، بما فيذلك المعتقد. وتجدر الإشارة إلى أنه إلى يومنا هذا يمارس الفولانيون الرعاة عادةإيقاد النار في المساء حول زرائب الأبقار لتستريح، وتسمى هذه النار تحديداً فياللغة الفولانية d’uud’al"تكاثر" اعتقاداً منهم بأنها تعين على توالد الأبقار (تبعاً لما ورد فيالأسطورة الأولى) وتجلب لها النماء.
      أما "قرص الشمس بين قرني البقرة"،فيذكر بآلهة قدماء المصريين (انظر الصورة رقم (6))، وما زال الفلانيون الرعاةيرمزون له في احتفالاتهم بطقوس العبور، كما رأينا في إفادة روبرت برين التي وردذكرها فيما تقدم. وسوف نعود إلى هذا الموضوع عند حديثنا عن صلة الفولانيين بقدماءالمصريين.
      أما مجموعة kol(kol-class)،فقوامها – كما أسلفنا – اسم واحد فقط، وهو nyalahol "العجل". وهذه المجموعة أيضاً ذات مغزى كبير في نظرةالفولانيين للحياة. فالعجل هو ابن البقرة ورمز لاستمراريتها، يعظمونه ويقسمونأيضاً بحوافره. لذلك لم يجدوا له كائناً آخر يدانيه في المقام فيشاركه هذهالمجموعة، أي مجموعة kol.كما هو الحال بالنسبة لـ"قرص الشمس بين قرني البقرة"، فإن للعجل أيضاًمكانة خاصة من بين معبودات قدماء المصريين، كما سنرى لاحقاً.
      نخلص مما تقدم إلى أن البقرة تمثل عصب الحياةوأسباب الوجود عند الفولانيين وأهم عنصر في ثقافتهم. فقد أورد تيلر Taylor 82 اسماً للأبقار في اللغة الفولانية، حسب ألوانها، وطباعها،وأعمارها، وأشكال قرونها، الكسول منها والنشط، التي تسير في مقدمة القطيع منهاوالتي تسير خلفه، الضعيف منها والوديع، الولود منها وغير الولود، وحسب كمية لبنها،وحسب عدد البطون التي خلفتها، وما إذا كان صغيرها قد نفق أم على قيد الحياة، إلخ.[xxxi]كل هذا يؤيد الاعتقاد السائد لدى بعض شعوب غرب ووسط إفريقيا بأن الفولانيين هم أولمن امتلك البقرة. وقد أثبت براوكيمبر (Braukämper) أن ثقافة البقارة (Baggarization) قد تطورت على أيدي الفولانيين، وأن من يُعرف اليوم بـ"البقارة" في دارفور، عند تحولهم من "أبالة" (رعاة الإبل)لظروف مناخية، امتلكوا فصيلة البقر التي كان، وما زال، يرعاها الفولانيون، كماأخذوا ثقافتها منهم.[xxxii]وكذلك رأينا العنصر الرابط بين "البقرة" و"الشمس"و"النار"، والذي يبرر تصنيفها في مجموعة إسمية واحدة في اللغةالفولانية، باعتبارها العناصر الحيوية في وجود الفولانيين. وكذلك رأينا أن للعجل مكانةأخص في مفهومهم للأسباب التي سقناها أعلاه، وأن "العجل" و"قرصالشمس بين قرني البقرة" يعودان بنا إلى معتقدات ومعبودات قدماء المصريين، مماسيساعد على مناقشة موضوع الجزء التالي من هذا المقال.
      3-الفولانيون وقدماء المصريين:
      لقد رأينا في الجزء الأول من المقال عند حديثناعن الفولانيين من حيث الأصل والموطن، كثيراً من الشواهد التي تشير إلى وجودهمالمبكر في مصر القديمة، فقد نسبهم ميك مباشرة إلى قدماء المصريين، كما ذكر الشيخعبدالله بن فودي أنهم انتقلوا من طور سيناء عبر شمال إفريقيا إلى إفريقيا جنوبالصحراء. وحتى نسبتهم إلى الهكسوس والقوقاز وغيرهم ينتهي بهم إلى مصر – كما أسلفنا- حيث ذكر سيريل ألدريد (Cyril Aldred) أن الملوك الهكسوس قدموا إلى مصر بعد أن غزوها، ووصفهم بأنهمأناس ساميون، وكان سلاحهم النشاب.[xxxiii]وسوف نعود إلى موضوع السهام في الجزء الأخير من المقال عند حديثنا عن صلةالفولانيين بقدماء بلاد النوبة.
      وكذلك أشار ميك – كما رأينا فيما تقدم – إلى أنالشبه بين الفولانيين وقدماء المصريين لملفت للنظر. كما رأينا أن المجموعة التيذكر هيرودوتس أنها تسكن بين مصر وليبيا تنطبق عليها كثير من صفات الفولانيين،وتعتقد المرأة عند هذه المجموعة أنه "من الخطأ أكل لحم البقرة، وذلك تقديراًلإيزيس المعبودة المصرية، والتي يعبدونها عن طريق الصوم وإقامة الاحتفالاتلها".[xxxiv]
      غير أن أكثر مجالات الشبه بين الفولانيين وقدماءالمصريين يتمثل في "المعتقد". فقدماء المصريين يعتقدون أن في كل إنسانروحاً لا تفني بموته يسمونها "با"، وأن لكل فرد كائناً مستقلاً، كماأوضح أحمد عزت، يعرف باسم "كا"، ويعيش معه. وقد تخيلوا الروح"با" على هيئة طائر برأس بشري يربض عند قبر الميت حتى يبقى حياً. أما"كا" فهو الشخصية البشرية للإنسان بعد موته. فتلتحم الروح (با) مع جسدالميت (كا) ويحققان الحياة الأبدية.[xxxv]ونشير هنا مستصحبين الاعتقاد أعلاه، إلى أن الفلاتة الفولانيين في جنوب دارفورينقسمون إلى فرعين رئيسيين، هما: الإبا (Iba) المتحدثين بلغة الفلفلدي بمختلف مجموعاتهم، والإيكا ((Ika،وهم الذين تخلوا عن لغتهم العرقية وتحولوا إلى العربية. ولا نعرف إن كان هذاالتقسيم موجوداً وسط الفولانيين في الأماكن الأخرى، غير أنه بالإمكان تلمُّس شواهدلوجوده في يوم من الأيام متمثلة في الألقاب التي تذيِّل أسماء الأعلام عندالفولانيين في أقاليم فوتا تورو (موريتانيا، السنغال، غامبيا) وفوتا جالو (غينيا)وماسينا (مالي)، وأهم هذه الألقاب، "با" (Ba) و"كا" (Ka) (أو "كان" (Kane) في فوتا تورو على وجه الخصوص). وممن يحملون هذه الألقاب منالمشاهير، أحمد همبتي با الذي ورد ذكره فيما تقدم، وشيرنو كا،[xxxvi]والشيخ حميدو كان.[xxxvii]
      وفي هذا المجال (أي مجال المعتقد) أيضاً يوردحضرة أحمد أفندي نجيب قائمة بآلهة ومعبودات قدماء المصريين، ويذكر أن أولها،"بتَّاح" وله من الحيوانات المقدسة، العجل أبيس.[xxxviii]وقد رأينا فيما تقدم أن للعجل مكانة خاصة عند الفولانيين، بحيث إنه قد انفرد لوحدهبمجموعة اسمية كاملة، وهي مجموعة kol (kol-class) في اللغة الفولانية، ولا شيء غيره تمتع بهذه الخاصية في النظام الصرفي الدلاليلهذه اللغة.
      وثاني هذه المعبودات، "رع" (إلهالشمس)، وكان له جسم إنسان برأس كبش.[xxxix]و"كبش الأمبرورو" ذو القرنين الكبيرين الملتويين مشهور عند المجتمعاتالرعوية في دارفور بما فيه من أسرار، كما سنرى لاحقاً. وبالنسبة لكبش قدماءالمصريين، يقال إن المعبودة هاتور هي الكافلة بتربيته السفلية، وكانوا يصورونهاعلى هيئة بقرة أو امرأة لها رأس بقرة، وكثيراً ما يرسمون هالة في شكل"قرص الشمس" فوق أو بين قرني البقرة. وقد رأينا فيما تقدم كيف أن"البقرة" و"الشمس" (إضافة إلى "النار") تضمهامجموعة اسمية واحدة (مجموعة(nge في النظام الصرفي الدلالي للغة الفولانية، رغمعدم وجود ما يربط بينهما دلالياً سوى "المعتقد". وصورة الإلهة إيزيسوعلى رأسها قرص الشمس داخل قرني بقرة (انظر الصورة رقم (4)) تذكِّر بما رواه روبرتبرين حول تزيين الفولانيين ميدان طقوس العبور برؤوس الأبقار وقرص الشمس داخل قرنيالبقرة.
      ومجال آخر للمقارنة بين قدماء المصريينوالفولانيين، المظهر الخارجي وأدوات الزينة. فكثير من الصور المنقوشة على الجدرانوالصخور تشير إلى أن قدماء المصريين مهتمون بتزيين أنفسهم ومولعين بالملابسالمزركشة والمطرَّزة،[xl]ويضعون أحياناً غطاءً على الرأس في شكل قطعة قماش مزركشة تتدلى فوق الكتفين. وحولولع قدماء المصريين بالتطريز والزركشة أورد حضرة أحمد أفندي نجيب ما يلي:
      ذكر هيرودوث أن أماسيس ملك مصر (من ملوك العائلةالسادسة والعشرين) أهدى إلى بلاد لقدمونيا (مملكة قديمة ببلاد اليونان) زينة للصدروقماشها من أغرب ما يرى، عليه نقوش كثيرة متنوعة بخيط الذهب وهدابها من القطنوأغرب ما بها أن جميع فتلاتها دقيقة مع أنها مركبة من 360 شعرة قطن يمكن الإنسانأن يتحقق منها.[xli]
      وكذلك نجد أن الزي التقليدي لرعاة الفولان يتميزبالألوان الصارخة والزركشة والتطريز، ويكثر رجالهم من استخدام الكحل لإبرازالعينين والمرايا الصغيرة المستديرة، أي ما يعرف بـ"عين الجمل". وتغطينساؤهم رؤوسهن بقطعة من القماش تتدلى فوق الكتفين (انظر الصورتين رقم (7) و(8)).
      تجدر الإشارة إلى أن قدماء المصريين، ومنذ عهدالمملكة المصرية القديمة، قد اهتموا باستخدام الكحل وجمال العينين. فقد كان الرجالمنهم يستخدمون الكحل تماماً كما تفعل نساؤهم، ولعل أصدق مثال لذلك تمبالي رعوزوجته نفرت.[xlii]
      غير أن أكثر الأمور استحقاقاً للنظر والتأمل فيهذا السياق، الوجود المكثف للماشية في مصر الفرعونية خلال الحقبة الممتدة من 1600إلى 1000 قبل الميلاد. هذا علماً بأن التاريخ لم يشر إلى أن مجتمعات تلك الحقبةكانت رعوية في المقام الأول. فعند حديثه عن اقتصاد الأسرة المالكة كتب ج. فركوترما يلي:
      وتوجد إلى جانب المزارع العائلية، مزارع أخرىأهم منها، هي المزارع الدينية والملكية، وكانت المزارع الدينية - وخاصة ابتداءً منالأسرة المالكة الثامنة عشرة (بعد 1580 ق.م) - غنية جداً. ومن ذلك أن مزارع الإلهآمون تضم 81322 رجلاً، و 362ر421 رأساً من البقر، و43 بستاناً، و2393 كلم2من الحقول، و83 مركباً، و56 قرية. وكانت تلك الممتلكات موجودة بصعيد مصر، بمصرالسفلى وبسوريا وفلسطين والنوبة...[xliii]
      ويشير فركوتر هنا إلى التحول الإنتاجي الحرفي الذي اعترىالمجتمع، إذ تحول من مجتمع صيدي إلى زراعي رعوي، حيث يقول: "نلاحظ في الواديالأعلى انتقال مجموعات بشرية من صيادي الأسماك والحيوانات والمتعاطين قليلاًلتربية الحيوان، إلى نظام يجمع بين تربية الماشية وفلاحة الأرض. فهؤلاء كانواأشباه الرُّحَّل..."[xliv]وكثير من الصور المنقوشة على الجدران لتلك الحقبة تجسِّد حركة دؤوبة (تكرار المنظرفي نفس اللوحة) لمظاهر الحياة اليومية، متمثلة في أبقار ذات قرون كبيرة (أشبهبأبقار الكوري التي يتميز بها الفولانيون) تجر المحاريث قارن شكل قرون الأبقار فيالصورتين رقم (9و10).
      فمن خلال ما تجسِّده اللوحة أعلاه (أبقار تجرالمحاريث)، والعدد المهول من البساتين والحقول التي تمتلكها الأسرة المالكةالثامنة عشرة، يتأكد لنا أن النشاط الاقتصادي الأساسي لمجتمع ذلك العصر هوالزراعة، وهذا هو نمط المعيشة الذي كان يغلب على مصر الفرعونية. ولكن امتلاكالأسرة الثامنة عشر لذلك الكم الكبير من الأبقار (362ر421 رأساً) يصعب استيعابهخارج إطار المجتمعات الرعوية. هذا، وقد أشار فركوتر إلى أن "هؤلاء كانواأشباه الرُّحَّل"، ولكن كيف لمجتمع واحد يمارس الزراعة بذلك القدر ويكون فينفس الوقت شبه متنقِّل؟ وفي محاولته لتفسير جمع ذلك المجتمع بين الزراعة والرعيتحدث عن "انتقال"، ولكن لم يشرح لنا كيف تم هذا "الانتقال"،كما لم يوضح من أين أتى البقر، وهذه نقطة جوهرية في أطروحتنا. فمثلاً عندما اضطرتبعض المجموعات العربية في دارفور إلى الانتقال لظروف مناخية، من رعي الإبل (أبالة)إلى تربية الماشية (بقارة) اقتضى ذلك وجود الماشية، والتي جاء بها الفلاتةالفولانيون إلى مناطقهم،[xlv]وإلا كيف يتأتى لهم هذا الانتقال؟ غير أن الصورة في مصر القديمة تختلف قليلاً عماحدث في دارفور. فالمجموعة الرعوية المشار إليها في دارفور كانت في الأساس رعوية،وكل ما هناك أنها استبدلت حيواناً بحيوان آخر، فبقيت كما هي رعوية. أما في مصرالفرعونية فقد كان المجتمع زراعياً وصيدياً، ثم ظهرت فيه الماشية، ومن ثم النشاطالرعوي شبه المتنقِّل (إلى جانب الزراعة). فهذا يقودنا إلى الاعتقاد بأن المجتمعالذي تحدث عنه فركوتر قد نتج عن اتصال، ربما اندماج، مجتمعين بنمطين للمعيشةمختلفين. وبما أن المجتمع الزراعي الصيدي هو الأساس لمصر الفرعونية في مختلفحقبها، فيصبح المجتمع الرعوي هو الدخيل، وربما هو نفسه الذي وصفه هيرودوتس بقوله:"من مصر حتى بحيرة ترينوتس في ليبيا تسكنها قبائل متجولة، شرابهم اللبن،وأكلهم لحوم الحيوانات. لا أحد منهم ذاق لحم البقر..."[xlvi]وصفات هذه القبائل – كما بيَّنا من قبل – تنطبق إلى حد كبير على الفولانيين كماعهدناهم دوماً. هذا، ولا سيما قد رأينا أنعدداً من النظريات تشير إلى صلتهم بهذه المنطقة وشعوبها (مصر، ليبيا، شمالإفريقيا، بلاد البربر).
      4-الفولانيون والأسرة (ج) النوبية:
      عرفت المنطقة الممتدة من الحدود الجنوبية لمصرالسفلى جنوباً إلى مشارف الخرطوم – عرفت في المصادر التاريخية بـ"بلادالنوبة" (Nubia)،وتعتبر أكثر مناطق إفريقيا حظاً من اهتمام المؤرخين وعلماء الآثار، ذلك لصلتهابالحضارة المصرية القديمة. وعند حديثنا عن هذه المنطقة تحت مسمى "بلادالنوبة" نواجه إشكالية منهجية يصعب لنا في هذا المقال تعديها. فقد أثبتت الدراساتالتاريخية والحفريات الأثرية أن تاريخ الحضارات التي سادت في هذه المنطقة، فيمختلف صورها، موغلة في القدم وذات صلة وثيقة بالحضارات الفرعونية. ولكن المعروف هوأن الممالك النوبية (نوباطيا والمقرة وعلوة) قامت على أنقاض مملكة نبتة/مروي(850ق.م – 350م)، وأن هناك من أرَّخ لوصول المجموعات النوبية (بالمعنى الإثنيلـ"النوبة") بحوالي 350 ق.م.[xlvii]فالإشكال المنهجي المعني هو متى بدأ الدور النوبي في هذه المنطقة هناك من يعتقد أن كلمة "نوبة" جاءت مناللفظة المصرية "نبو" (nbw) بمعنى الذهب افتراضاً أنها تشير إلى العبيد الذين يعملون فيمناجم الذهب إلى الجنوب من مصر، أو "نبت" (nbt) بمعنى "ذوي الشعر المصفوف" إشارة إلى نفس الجماعة. إلاأن هذا التفسير لم يحظ بالقبول لدى بعض أساتذة تاريخ السودان، وذلك لعدم وقوفهمعلى هذا اللفظ في التاريخ المصري القديم، ومن هؤلاء سامية بشير في قولها:
      أما ما ذكره بدج أن اسم نوبيين مشتق من كلمةمصرية (نبو) بمعنى جامعي الذهب يريد بذلك إرجاعه للعصر الفرعوني – فهو رأي ضعيف،لأنه لو كان الأمر كذلك لوجدنا إشارة إلى بلاد النوبة (تانبو) في اللغة المصرية،ولكن هذا اللفظ غير موجود في المعروف من الكتابات المصرية.[xlviii]
      عليه يبدو أن العناصر البشرية التي كانت تعمِّرهذه المنطقة قبل قيام مملكة مروي لم يتم تحديدها بعد بالدقة الكافية، بالأخص منالناحية الإثنية. وقد اختار آدمز أسهل الطرق لتخطي هذا الإشكال، وذلك بتناولهلتاريخ هذه المنطقة تحت مسمى "بلاد النوبة" (Nubia) عبر العصور دون التوقف كثيراً عند "النوبة" كمجموعةإثنية ظهرت في زمن ما في تاريخ المنطقة. ونحن أيضاً نتبع نهج آدمز عندما نتحدث فيهذا المقال عن "النوبة"، و"بلاد النوبة"، و"قدماء بلادالنوبة".
      من المعلوم أن منطقة بلاد النوبة بموقعهاالمرموق في تاريخ الحضارة البشرية وارتباطها الوثيق بالحضارات الفرعونية، تمثلبؤرة لالتقاء جماعات إثنية متعددة جاءت من كل حدب وصوب. ونذكر منها: القبط، وشعوبما وراء البحر الأبيض المتوسط، والشعوب البربرية، والمجموعات الكوشية، والنوبةالأصليين، ثم العرب. وقد اتصل كل هؤلاء بالمجموعات المحلية التي كانت قائمة منذالعهود الفرعونية، وتمازجوا كلهم وانصهروا في بعضهم البعض عبر العصور فجاءتالخلاصة – لظروف تاريخية – نوبية بالمعنى الإثني واللغوي، ومنها تطور المجتمعالنوبي الشمالي المعاصر المتميز.
      وما يهم أطروحة هذا المقال في كل هذا الأمر، ماأورده المؤرخ البيزنطي بروكوبيوس (Procopius)من إشارات لوجود النوبة – كمجموعة إثنية – في القرن الخامس الميلادي في مناطقالواحات الليبية (وبلاد البربر).[xlix]فقد رُوي أنهم كانوا يجوبون حول واحة الخارجة ويشكِّلون مصدر إزعاج للرومانيين،فعرض عليهم الرومانيون مكاناً على النيل للاستقرار فيه[l].فربما من هنا جاءت تسميتهم بـ"البرابرة". ولم تحدد الرواية المدى الزمنيللاتصال بين النوبة الشماليين من جانب، والرومان والبربر من جانب آخر، ولكن عندمايصل هذا الاتصال حد استخدام كلمة "البرابرة"
    1. للتعريف بهؤلاء النوبة، فهذا ينطوي أيضاً على درجة مقدرة من التأثير والتأثر،[lii]وربما على درجة من التمازج العرقي.
      نلاحظ في الفقرة أعلاه ورود بعض العبارات ذات المغزىالمهم بالنسبة لأطروحتنا في هذا المقال، مثل "الواحات الليبية"،و"بلاد البربر"، و"البرابرة" و"الرومانيين". وقدسبق أن وردت إشارات ذات صلة بكل هذه العبارات في مواضع كثيرة في هذا المقال مقرونةمع النظريات التي سيقت في أصل الفولانيين وموطنهم الأقدم في إفريقيا، من ذلك:المجموعات التي وصفها هيرودوتس ومطابقة كثير من صفاتها مع صفات الفولانيين،وملاحظة كل من ديلانقي وأديبيقبا حول الشبه الكبير بين فن الفولانيين في النقش علىقرعهم من جهة، وفن البربر (الطوارق والكبيلي) في النقش على مجوهراتهم وأوانيهمالفخارية. وأهم من كل ذلك رسومات الأبقار ذوات القرون الكبيرة التي تسيطر علىحفريات تسيلي في الجزائر (الحقبة البقرية CattlePeriod – بعبارة ترويل)وترجيح لهوتي وغيره ارتباطها بالفولانيين. هذا هو مدخلنا في بحثنا عن العلاقة بينالفولانيين والمجموعة (ج) النوبية (C-Group).
      تنتشر مواقع المجموعة (ج) في النوبة السفلى بينالشلالين الأول والثاني، ويؤرخ لها بالفترة الزمنية الواقعة بين نهايات الأسرةالسادسة المصرية وبداية الأسرة الثامنة عشرة (2200-1450 ق.م).[liii]وقد حظيت هذه المجموعة باهتمام العديد من المؤرخين، وأثارت – وما زالت تثير-الكثير من الأسئلة حول الأصل الذي انحدرت منه، ولم تجد هذه الأسئلة حتى الآنالإجابة الشافية. فقد ظهرت هذه المجموعة فجأة في بلاد النوبة كمجموعة تميز عنالمجموعتين السابقتين (أ) و(ب)، في نشاطها الاقتصادي الرئيس وفي مناطق سكناهاوأشكال منازلها. فالمجموعتان (أ) و (ب) زراعيتان في المقام الأول، ويسكن شعباهمابالقرب من النيل أو على امتداد شاربه. أما المجموعة الجديدة (ج) فيبني شعبهامنازلهم بعيداً عن النيل،[liv]وتتخذ بيوتهم الشكل الدائري مع فتحة في المنزل تتجه نحو منتصف الدائرة. كما توجدوسط الساحة أمام المنزل دائرة هي عبارة عن حظيرة الماشية.[lv]وقد لاحظ آدمز أنهم يربون الماشية (الأبقار) بغرض التباهي الاجتماعي، وليس فقطللعيش عليها. كما وجدت أعمال خزفية وفخارية عبارة عن نماذج مصقولة من الطين لأبقاروضأن وأغنام في مدافنهم وأماكن سكناهم، إضافة إلى رسومات لها على الحجارة. تجدرالملاحظة إلى أن بعض اللوحات التي خلَّفتها هذه المجموعة تشبه إلى حد كبير اللوحاتالمكتشفة في تسيلي من حيث الأعداد الكبيرة من الأبقار التي تحملها اللوحة الواحدةومن حيث حجم وشكل قرون هذه الأبقار. وكذلك وُجد إناء فخاري لهذه المجموعة عليهنقوش عبارة عن لوحة تطغى عليها صور الأبقار، يقف وسطها رجل يحمل عصا يضعها علىكتفيه ويمسك على طرفيها بيديه، وامرأة تضع إحدى ذراعيها على خصرها، والجزء الأعلىمن جسدها عارٍ[lvi](انظر الصورة رقم (11) أدناه وقارن مع الصورتين رقم (12) و(13)):
      ونشير هنا إلى أن العصا من أهم مستلزمات رعاةالفولان. فبالإضافة إلى استخدامها في السيطرة على مواشيهم وفي رقصاتهم الشعبية،إنها أيضاً الأداة الرئيسية في طقوس العبور عندهم، وسوف يرد مزيد من الحديث حولهالاحقاً. وهيئة الرجل والعصا على كتفيه فيالصورة المعنية، هي إحدى الهيئات التي يتخذها الفولاني البدوي سائراً خلف ماشيتهإلى المرعى أو أثناء رعيها. والأمر نفسه ينطبق على صورة المرأة في تلك اللوحة، حيثنلاحظ أن نساء بعض بطون الأمبرورو، بالأخص الودابي الذين لم يتأثروا كثيراًبالإسلام، يتركن الجزء الأعلى من أجسادهن عارياً. وحتى النسوة من البطون الأخرىالتي تأثرت بالإسلام وبقدر من المدنية، في لبسهن التقليدي يتركن جزءاً قليلاً منأعلى الجسد عارياً (انظر الصورتين رقم (12) و(13). وحول الشعر المتدلي على الكتفينيذكر أديبيقبا في معرض حديثه عن نقوش تسيلي قائلاً: "... وحتى جدائل الشعر المتدلية على ظهر المرأة فيالرسومات هي صورة طبق الأصل للمرأة الفولانية اليوم".[lvii]
      على أية حال، وكما ذكرنا آنفاً، لم يتفقالمؤرخون بعد حول هوية المجموعة (ج). وانطلاقاً مما أفاد به آدمز نفسه من أن هذهالمنطقة قد اعتراها الجدب والتصحر قبل ظهور المجموعة (ج)[lviii]،نستبعد تماماً تحرك هذه المجموعة من جهة الجنوب من المنطقةالنيلية الغنية آنذاك (وما زالت غنية) إلى تلك المنطقة الصحراوية المجدبة،[lix]إذ لا يقبل المنطق ولم يسجل التاريخ تحرك مجموعات رعوية من مناطق رطبة غنية بالكلأويتوفر فيها الماء وتتعدد مصادره، إلى مناطق أقل غنىً بالكلأ ولا يتوفر سوى مصدرواحد للماء، أي النيل. غير أن الجدب الذي يتحدث عنه آدمز قد يكون نسبياً بمنظورتلك الحقبة (قبل أكثر من 1000عام). ولكن السؤال: أليس من الممكن أن تتحرك مجموعاترعوية من منطقة مجدبة ليس بها مصادر ماء سوى الواحات، إلى منطقة أقل جدباً ويجريفيها النيل؟ سنعود إلى هذا السؤال لاحقاً.
      يشير آدمز إلى اتفاق معظم الباحثين مع رايزنر[lx]في اعتباره أن المجموعة (ج) نوبية بما لا يدع مجالاً للشك، غير أن هناك أيضاً منهممن شك في كونها أصلية ببلاد النوبة. ويستند هؤلاء على اختلاف هذه المجموعة عنسابقتيها فيما يتصل بأنواع الخزف وأنماط القبور. وفوق ذلك كله ركزوا على إدخال هذهالمجموعة للاقتصاد الرعوي الذي يعكس نمطاً جديداً في الإنتاج الحرفي. إضافة إلىوجود دليل يوضح أن رفات هياكلهم العظمية تدل على وجود عنصر قوقازي فيهم.[lxi]بالتالي، فإن تميُّز هذه المجموعة بهذه التركيبة الإثنية الثقافية يقود بالطبع إلىتصنيفها بأنها تنتمي إلى شعب مهاجر جديد. وبما أن الملامح الثقافية لهؤلاءالمهاجرين ليست مصرية، وأن خصائصهم الجينية ليست إفريقية، فقد استبعد قدومهم منالشمال، كما سبق أن استبعدنا قدومهم من الجنوب. إذن فإما أن يكونوا قد قدموا منجهة الشرق أو من جهة الغرب. فبالنسبة للشرق، لم يتحدث التاريخ عن سيادة ثقافة"البقرة" في بلاد البجا في يوم من الأيام. عليه، لم يتبق سوى جهة الغرب.فقد حاول العديد من الباحثين تتبع أصل هذه المجموعة في ليبيا، حيث هناك دليل لوجودالماشية في تلك المنطقة وما والاها غرباً في فترة تاريخية مبكرة،[lxii]نسبت إلى الحاميين القوقازيين، وهم دخلاء. ويوضح صاحبا كتاب "بهجةالمعرفة"[lxiii]أنه إليهم تعود اللوحة التي وجدت في منطقة تسيلي، والتي تعود إلى حوالي عام 3500ق.م، حيث ترى فيها أبقار ذوات قرون طويلة ترعى ويحاول عدد من الرجال حصرها فيمكانها. وعن لوحة أخرى يقول:
      إن أبقار الجرفيين التي ذكر هيرودتس أنه كانت لها قرون طويلة منحنية إلىالأمام، مما يجعلها تسير إلى الخلف أثناء الرعي، يبدو أنه وصف مبالغ فيه عندمقارنتها بما تبرزه رسوم الكهوف القديمة في جنوب ليبيا، وذلك كما يظهر في لوحة كهفجبارين في تسيلي في الصحراء.[lxiv]
      لقد ثبت لنا الآن من خلال المعطيات التاريخيةوالآثارية، الوجود المبكر في سرينايكا (ليبيا) وما والاها غرباً، لشعب قوقازيالملامح ارتبطت حياته وثقافته بالأبقار. كما رأينا أن صفات هذا الشعب تنطبق بصورةملاحظة مع صفات الفولانيين حسب ما وردت في مختلف الدراسات حولهم، وحسب ما نراهم فيواقع الحال، علماً بأن هناك من المؤرخين من رجَّح أن يكون ذلك الشعب نفسه همالفولانيون، مثل لهوتي، ومنهم من حاول تأكيد ذلك، مثل أديبيقبا. فلنعُد عند هذاالمنعرج إلى السؤال الذي سبق أن طرحناه فيما يتصل بالجهة التي قدمت منها المجموعة(ج) النوبية، وهو: أليس من الممكن أن تتحرك مجموعات رعوية (الفولانيون؟) من منطقةمجدبة ليس بها مصادر ماء سوى الواحات (الصحراء الليبية/بلاد البربر) إلى منطقة أقلجدباً ويجري فيها النيل (بلاد النوبة)؟ لا نعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تحتاجإلى أية درجة من التفكير والاجتهاد، لا سيما إذا انتبهنا إلى أن مسار التصحردائماً من الشمال إلى الجنوب، مما يعني أن مناطق الصحراء الكبرى قد اعتراها التصحرقبل بلاد النوبة.
      لسنا وراء كل ما تقدم بصدد الجزم بأنالمجموعة (ج) النوبية هم الفولانيون، ولكنا ندعو المؤرخين في بحثهم عن أصل هذهالمجموعة أن يضعوا الفولانيين أيضاً في أذهانهم. فحياة الفولانيين البدو عبرتاريخهم المديد عبارة عن سلسلة من الحل والترحال، واليوم يجوبون بمواشيهم فيمساحات واسعة من حزام السافنا من السنغال حتى المرتفعات الأثيوبية،[lxv]وقبلسنوات قليلة ظهروا فجأة في قمبيلا الأثيوبية، كما ظهروا قبل عامين فجأة في كنشاسا.[lxvi]إذن فلا عجب إن كانوا قد ظهروا في يوم من الأيام فجأة في بلاد النوبة أيضاً.
      قبل أن ندلف إلى الجزء التالي من المقال ينبغيالتوقف عند ما أورده آدمز من شك حول امتلاك المجموعة (ج) الفعلي لذلك الكم الكبيرمن الأبقار. فقد بنى آدمز شكه على قلة عظام الأبقار التي وجدت في الحفريات بمنطقةبطن الحجر، والتي يرجع تاريخها إلى حوالي 1600 ق.م ، حيث لم تتعد 6%، بينما بلغتعظام الضأن والماعز 40%، وعظام الغزلان 45%.[lxvii]لذلك عبَّر صراحة عن اختلافه مع كل من إمرى وآركل حول امتلاك هذه المجموعة أعداداًضخمة من القطعان، داعياً إلى إعادة قراءة عبارة Theywere cattle owners on a large scale (وهم ملاك ماشية على نطاق واسع) لتقرأ They aspiredto be cattle owners on a large scale (وقد تطلعوا إلى أن يكونوا ملاك ماشية على نطاق واسع).[lxviii]ففي رأيه أن هذه المجموعة في الواقع لم تمتلك الماشية، وأن تكرار صورة البقرة فياللوحات الأثرية لهذه الحقبة لا تمثل الواقع، بل هي عبارة عن تطلعات. لسنا مؤرخين،ولكننا نجد مثل هذا الرأي غاية في الخطورة واتجاهاً يمكن أن يفضي إلى نسف كل ماتوصل إليه علماء الآثار من حقائق، إذ بنفس هذا المنطق يمكننا أن نشك في اللوحاتالتي تجسِّد انتصارات الملوك على أعدائهم وصور الأسرى مكبَّلين في السلاسل،باعتبارها أيضاً محض تطلعات. من ناحية أخرى، يقول آدمز: "ربما تكون المجموعة(ج) النوبية أولى الشعوب الإفريقية التي تطورت فيها عقدة الأنشطة الاجتماعية والطقوسيةالمرتبطة بالماشية".[lxix]ولكن السؤال: هل يمكن لمثل هذه العقدة أن تنبع من فراغ؟ بما أن آدمز لم يدَّعِ أنهذه المجموعة هي أولى الشعوب الإفريقية امتلاكاً للماشية، فتطوُّر هذهالعقدة في هذه المجموعة يفترض اتصالها وتعايشها مع شعب كان يمتلك الماشية ويمارس الأنشطةالمرتبطة بها فأعجبوا بها وأخذوها منهم. لذلك فإننا نرى أن ما خلص إليه آدمز فيهذا الصدد لا يعدو كونه اجتهاداً غير موَفَّق. فالأقرب إلى الحقيقة يتمثل في هجرةشعب جديد إلى بلاد النوبة يحمل نمطاً اقتصادياً واجتماعياً جديداً يتمحور حولالبقرة واختلط مع أهل الديار الأصليين (أي النوبة) وأثر فيهم وتأثر بهم.
      كذلك لم يوَفَّق آدمز في اعتراضه على وصف إمرىللمجموعة (ج) بأنها "عنصر بشري مستقر مسالم يمتلك الأبقار (non-aggressive race of cattle owners). فيعترض آدمز على هذا القول بأنه لا يوجد اليوم في القارة الإفريقيةعنصر بشري يمتلك الأبقار ويكون مسالماً في نفس الوقت، حيث إن الرعاة في حالة غاراتمستمرة على بعضهم البعض على مستوى القرى أو القبائل. إن ما ذكره آدمز لا يصدق علىالفولانيين البدو (الأمبرورو) على وجه الخصوص، إذ لم يعرف عنهم عادة الاعتداء علىمواشي الغير.
      سنسعى في الجزء التالي من المقال إلى إبراز بعضمن العناصر الثقافية والعقائدية المميزة لقدماء النوبة، والتي اندثرت عندهم بينما ما زالت متأصلة في ثقافةالفولانيين وواقعاً معاشاً عندهم.
      من هذه العناصر، المهارة العالية في استخدامالسهام (النشاب) التي اشتهر بها كل من النوبة والفولانيين الرعاة وشبه المستقرينفي الماضي والحاضر. لا نعرف على وجه الدقة متى وكيف دخل القوس والسهم إلى بلادالنوبة، غير أن ألدريد Aldredقد ذكر، كما أسلفنا، أن الهكسوس قد احتلوا مصر حوالي عام 1680 ق.م وأدخلوا معهمأسلحة جديدة، منها القوس وملحقاته (السهام).[lxx]فمن المحتمل أن يكون قدماء النوبة قد اكتسبوا هذا السلاح من خلال اتصالهمبالحضارات المصرية المتعاقبة. على أية حال، فإن التاريخ يتحدث عن براعة النوبة فياستخدام هذا السلاح، حيث استخدموه بمهارة فائقة في حروبهم ضد الجيوش العربية حتىنعتهم العرب بـ"رماة الحدق"[lxxi].وقد كان الملوك الكوشيون يطلقون على بلادهم اسم "تاسيتي"، أي بلادالسهام.[lxxii]
      من ناحية أخرى، فإن النشاب كان، وما زال إلىيومنا هذا، السلاح الذي يتميز به الفولانيون عن سائر الشعوب الإفريقية، ولهم فيهأسرار وأسحار، وهو السلاح الأساس الذي استخدموه في كل الحروب الجهادية التي خاضوهافي غرب إفريقيا، لا سيما حركة الجهاد التي قادها الشيخ عثمان بن فودي في شمالنيجيريا الحالية وانتهت بتأسيس الخلافة الصكتية (1903-1804). ففي قصيدة له يتوعدالشيخ محمد بلو بن عثمان بن فودي، العدو بأبيات يقول فيها:

      ومغزاتي مبات إلى مكدَّ فأوقع في بلادهم الخــرابا
      بجيش يملأ الآفاقطراً ويكسوالسهل والحزن النشابا[lxxiii]
      وكثيراًما يرد القوس والسهم في أدب الفولانيين الشفاهي. ففي ملحمة "باجنكرو[lxxiv]مثلاًيبيد البطل بمفرده جيشاً من العدو قوامه ألف محارب بسهمين خرافيين. وفي موضع آخرمن الملحمة يذكر الراوي أن عشراً من الرجال الأشداء ليعجزون عن حمل جعبة سهامالبطل. فهذا السلاح ما زال مستخدماً عند الفولانيين الأمبرورو للدفاع عن أنفسهمومواشيهم، وأحياناً يفضلونه على السلاح الناري، لأنه لا يحدث صوتاً ينبِّه العدو.وصفة "رماة الحدق" التي اتصف بها النوبة في الماضي تذكِّر بما يعرف عندالفولانيين الرعاة بـ"أركبي"، وهو نوع من السحر يستخدمونه عند إطلاقهمالسهم فيصيب الهدف أينما كان. وأحياناً يطلقون السهم إلى أعلى على سبيل الترفيه،وبعد أن يصل مداه يعود ويستقر في كنانته (جعبته). وتجدر الإشارة إلى أنه حتى أولئكالفولانيين الذين هجروا حياة البداوة ومهنة الرعي واستقروا في المناطق شبهالحضرية، ما زالوا يحتفظون بهذا النوع من السلاح كشيء من التراث. فقلَّ أن تدخلبيتاً في مايرنو مثلاً دون أن تجد فيه قوساً وكنانة لأب أو جد للأسرة (انظر الصورةرقم (10)). وإلى اليوم يمكن رؤية بعض الناس في مايرنو وفي العديد من قرىالفولانيين الأخرى على النيل الأزرق مدجَّجين بهذا السلاح عند خروجهم لصلاةالعيدين[lxxv](انظر الصورة رقم (11)). أما في الجانب الآخر، فإنه من الأمور المحيِّرة ألا نجداليوم أيَّ أثر للقوس والسهم في تراث النوبة المادي وغير المادي، وهما بهذا القدرمن الأهمية في تاريخ بلاد النوبة.
      ومن مظاهر الشبه بين النوبة والفولانيين الرعاة،الوظيفة الطقوسية والروحية للعصا عند كلا الشعبين. فمما يثير الانتباه في هذاالصدد، الشبه الكبير بين عصا كهنة المعابد في بلاد النوبة ذات الرأس المدبب وعصاالفولانيين المعروفين في دارفور بـ"فلاتة أم سوري". وهؤلاء يتحصلون علىهذه العصا من شجر معيَّن يسمى "البشم"، ويتم إعدادها بطول وشكل معيَّنينعبر سلسلة من التحضيرات والعمليات، حيث يقومون بتعرية ساق الشجرة من لحائهاويشذبون عروقها حتى يكون مكان منبتها مكوراً، ويعتبر رأساً للعصا تماماً كما فيعصا كهنة معابد النوبة. ثم يقومون بغسلها ببول البقر ومسحها بالزبدة أو دفنها فيمربط العجول أو زرائب الضأن حتى يحمر لونها وتزداد قوة. ونسبة لإجادتهم استخدامهالمختلف المآرب، فقد أصبحت سمة ملازمة لهم يعرَّفون بها (فلاتة أم سوري).[lxxvi]لا نعرف إن كان لهذا النوع من العصي وظيفة روحية طقوسية في يوم من الأيام. أمااليوم فإن استخدامها يقتصر على الوظائف العملية.
      وهناك أيضاً شكلان آخران من أشكال العصي عندالفولانيين لوحظ وجود أشباه لهما في لوحات قدماء المصريين (وربما قدماء النوبةأيضاً). أحد هذين الشكلين رأسه أشبه بوجه الإنسان أو رأس الحية، والشكل الآخر رأسهفي شكل الحرف اللاتيني V(شِعْبَة، بالعامية السودانية). وكلا هذين النوعين من العصي موجود بكثرة في مايرنو(انظر الصورة رقم (12))، ولا يستخدمان لأغراض عملية، بل يحملهما كبار السن منالرجال عند ذهابهم لأداء صلاة الجمعة، مما يوحي بارتباطهما بالشعائر الدينية فييوم من الأيام. وفي كثير من الأحيان يتوكأ إمام المسجد على أحد هذين النوعين منالعصي أثناء إلقائه خطبة الجمعة أو خطبة العيد.[lxxvii]
      غيرأن الأجدر بالإشارة، أن العصا ذات الرأس في شكل V تمثل العنصر الرمزي الرئيس في طقوس العبور[lxxviii]عند الفولانيين الأمبرورو في جنوب النيل الأزرق (وربما في أماكن أخرى في إفريقيا)،حيث يظل رئيس مجموعة الشباب المعنيين بالأمر حاملاً لها في كل مراحل الطقوس إلى أنيسلمها أخيراً لرئيس مجموعة الجيل التالي، وهي بذلك أشبه بشعلة الألعاب الأولمبية.
      إن المعتقد في الكبش ورمزيته يمثلان عنصراًمشتركاً آخر عند كل من قدماء بلاد النوبة والفولانيين الرعاة. فقديماً كان يرمزالمرويون للإله آمون بكبش ذي قرنين كبيرين، كما أوضح عمر حاج الزاكي في قوله:"نذكر حرص الفنان المروي على إبراز قرون الكباش عندما يريد الرمز للإله آمونبإحدى هيئتيه الأولى أو الثانية".[lxxix]هذابالإضافة إلى تزيينهم لمداخل المعابد الآمونية بتماثيل لكباش جاثية: أربعة تماثيلأمام معبد تهارقو الجديد في الكوة، وثلاثة في البركل، وأخرى في النقعة.[lxxx]ونحسب أن هناك أوجه شبه بين الكبش النوبي (نسبة لبلاد النوبة) وكبش الفولانيينالأمبرورو المعروف بقرنيه الكبيرين الملتويين (انظر الصورة رقم (13)، وهو كبش يقودالقطيع ويتبع صاحبه أينما ذهب. ويعتقد الناس – بالأخص في غرب السودان – أن هذاالكبش محاط بكثير من الأسرار، لذلك فإنهم لا يميلون إلى شرائه.
      الخاتمة:
      يبدو أن ما نراه اليوم في حياة الفولانيين الرعاة من تنقل داخل القارةالإفريقية وظهورهم المفاجئ في مختلف أقاليمها، كان ديدنهم في العالم القديم منذآلاف السنين قبل ظهورهم في إفريقيا. وهناك من يرجع تعدد النظريات واختلافها حولأصلهم، إلى هذا الاحتمال. وقد سمعنا عن أحد الباحثين يعكف الآن على دراستهمانطلاقاً من هذا الافتراض.[lxxxi]ولكننا قد تناولناهم في هذا المقال من فترة ظهورهم في إفريقيا وحاولنا جمع الشواهدالتي تشير إلى وجودهم في المساحة الممتدة من صحراء سيناء إلى بلاد المغرب (قبل أنيشقوا طريقهم جنوباً إلى داخل القارة). وهذا بالطبع يقود إلى الاعتقاد باتصالهمبقدماء المصريين وتأثرهم بهم في المظهر وفي بعض المعتقدات التي وجدنا آثارهامنعكسة في الواقع المعاش لبعض مجموعاتهم ومجسَّدة كمفاهيم في لغتهم الفولانية.
      وكذلك رأينا كيف أن الفولانيين منذ أن عُرفوا، حياتهم مقرونةبـ"البقرة" وثقافتها، مما جعل بعض الباحثين، استناداً على ذلك وعلى أدلةأخرى، يرجِّحون أنهم (أي الفولانيين) هم العنصر الفاعل الأساس في "الحقبةالبقرية" المعبَّر عنها في الرسومات والنقوش في كهوف تسيلي ناجير في الجزائر.وإذا ربطنا هذه المعلومة بالنظريات والدراسات التي أشارت إلى اتصال الفولانيينبالشعوب الليبية والبربرية، فإننا نكون قد توصلنا إلى وجود شعب متنقِّل كان يعيشإلى الغرب من بلاد النوبة، حياته وثقافته مقترنتان بالأبقار، وهم الفولانيون. لذلكدعونا المؤرخين إلى التفكير في هؤلاء الفولانيين عند بحثهم عن أصل المجموعة (ج)النوبية، والتي كانت تتميز عن المجموعتين (أ) و(ب) بنمط اقتصادي اجتماعي جديديتمحور حول الأبقار. وقد أوردنا بعضاً من الشواهد التي تدعم أطروحتنا هذه،والمتمثلة في مكانة القوس والسهم (رماة الحدق)، والعصا (عصا الكهنة)، والكبش فيتاريخ بلاد النوبة من جهة، ومكانة ثلاثتها في حياة الفولانيين (الرعاة) وثقافتهمومعتقداتهم في الوقت الحاضر من جهة أخرى.
      وفيالختام، لا ندَّعي أننا بهذا المقال قد تمكَّنا من الوصول إلى نتائج قاطعة حول صلةالفولانيين بالمجموعة (ج) النوبية، غير أننا قد فتحنا من خلاله باباً نأمل أن يلجمنه باحثون من مختلف التخصصات (تاريخ، آثار، لغات، وأنثربولوجيا) عسى أن يفضيتكامل جهودهم في هذا الموضوع إلى حقائق حول هذه الصلة التي ما كانت في يوم منالأيام في الحسبان.


      الهوامش والإحالات

      -تصنَّفلغة الفلفلدي في فرع اللغات غرب الأطلسية المنتمية لقسم لغات النيجر كنغو في أسرةاللغات النيجر كردفانية، ولها صلة رحم مع لغتي الولوف والسرير السنغاليتين، وكذامجموعة اللغات البانتوية المنتشرة بكثافة في شرق إفريقيا وجنوباً حتى رأس الرجاءالصالح (كالسواحيلية والكنغولية ولغة الزولو.. إلخ). انظر:
      J. Greenberg (1966), Languages of Africa. The Hague: Mouton.
      [ii] - C.K. Meek (1925), The Northern Tribes of Nigeria. New York: Negro Univ. Press, p. 94.
        - C. Meinhof (1912), DieSprache der Hamiten. Hamburg.
        [iv] - - في حالةالفولانيين ينبغي التمييز بين "الشعب" و"اللغة"، حيث إنه منالمتوقع أن يكون الفولانيون قد تخلوا عن لغتهم الأصلية واكتسبوا اللغة التييتحدثونها اليوم من خلال اندماجهم مع إحدى المجموعات الإثنية السنغالية. هذا واحدمن الاحتمالات التي قال بها العالم اللغوي ر.ج. آرمسترونج. انظر:
        R.G. Armstrong (1976), "Development of FulaniStudies: A linguist's view", in Struktur und Wandel afrikanischerSprachen, ed. by H. Jungraithmayr. Berlin,pp. 13-14.
        [v] - C.K. Meek, op.cit., p. 94.. غير أن الدكتور علي أحمد قسم السيد، أستاذ التاريخ القديم بجامعةالخرطوم، يتحفظ على ما أورده ميك في قوله بأن شعر الفراعنة "زنجيمجعَّد"، ويشير إلى أن مومياء الفرعون دعمسيس الثاني الكاشفة الرأس يبدوعليها شعر الفرعون ناعماً.
        [vi] - أورده ميك، نفس المرجع، ص 94. يمكن ملاحظة أن أحد المسمياتالمطلقة عليهم، أي فولا Fula، ويكتب أيضاً Fulah .
        [vii] - C.K. Meek, op.cit. p. 95.
        [viii] - هناك من يجد في مكانة العصا في ثقافاتهم (عصا سيدنا موسى)واستخدامهم لخاتم سليمان في طلاسمهم السحرية، مؤشرين معضدين لهذه الصلة.

        [ix] - M. Delafosse (1912), Haut Sénégal-Niger, le pays, lespeoples, les langues, l'histoire, les civilization. Paris.
        [x] - (مأخوذ من ميك Meek، مرجع سابق، ص 86) Herodotus, Book iv, sec.186.
        [xi] - في بعض المصادر "عقبة بن نافع"و"عقبة بن ياسر".
        [xii]- عبدالله بن فودي ( بت)، كتاب النسب، طبعة محلية.
        [xiii]-M.Trowel (1968), Classical African Sculpture. London: Feber, p. 55.
        [xiv]-H.Lohte (1970), "Les peuplement du Saharaneolitique d'aprés l'interpretation des gravures et des peinturesrepestres", Journal de la societe des Africanistes, II, pp. 91-102.
        [xv] - Robert Brain (1980), Art and Society in Africa. London and New York: Longman, p. 65.
        [xvi] - Ibid., idem.. "طقوس العبور" (بالإنجليزية (Rite of passage مصطلح في علم الأنثربولوجيا الاجتماعية، وهوعبارة عن احتفال طقسي يقام (مرة واحدة) لأبناء الجيل الواحد إيذاناً بانتقالهم منمرحلة عمرية معينة إلى مرحلة عمرية أخرى.
        [xvii]- C.O. Adepegba (1995), AComparative Study of the Fulani and the Moroccan Decorative Arts: Another Lookat the Historical Study of African Material Culture. Rabat: Institut des Etudes Africaines, p. 20.
        [xviii] - Jacquline Delange (1974), The Artand Peoples of Africa. New York:E.P. Dutton, p. 17.
        [xix]-C.O.Adebegba, op.cit., p. 20.
        [xx]-Ibid., p. 7.
        [xxi]- S. Passagre (1895), Adamawa.Berlin:Reimer Verlag, cited in Adepegba, op.cit., p. 19.
        [xxii]-C.O.Adepegba, op.cit., p. 7.
        [xxiii]-قارنمع اسم أحد كاتبي المقال، أي الأمين أبومنقة Abu-Manga، والاسم الأخير يتكون من كلمتين:Abu (وأصلها قبل التعريب Abba) بمعنى "الأب"، وManga بمعنى "الكبير"، والكلمتان معاً تعنيان في اللغةالفولانية "عظيم الشأن". وقد جرى عند الفولانيين أن يطلق الأب على ابنهلقب Manga أوAbba Mangaعلى سبيل التفاؤل بأن يصبح الابن عظيم الشأن عندما يكبر. ونعرف عدداً من الأسرالفولانية في دارفور وكردفان والنيل الأزرق يحمل أحد أفراد كل منها هذا اللقب،مثال لذلك المرحوم شيخ منقة (الرسم الصحيح، منقا Manga)شيخ سجادة الطريقة التجانية بالفاشر حتى وفاته في منتصف تسعينات القرن الماضي.ويمجده اتباعه بالقول "شيخ منقا الذي من الذهب أنقى". وأسرة منقا فيأبوجبيهة أيضاً من الأسر الشهيرة.

        [xxiv]-Cf.A. Abu-Manga (1986), Fulfulde in the Sudan: Process of Adaptation toArabic. Berlin:Reimer Verlage, p. 2.
        فيالواقع، وكما تشير بداية رواية الشيخ عبدالله، أن التصاهر الذي تم بين عقبة بنعامر وملك الروم قد نتج عنه بطن محدد واحد من بطون الفولانيين، وهو بطن التورب Torobbe. ومن المحتمل أن يكونهؤلاء "الروم" هم الفولانيون أنفسهم، علماً بأننا قد رأينا أن إحدىالنظريات تنسبهم إلى الروم.
        [xxv]-SeeFootnote No. 4.
        [xxvi]-هذاالنظام الصرفي يقابله نظام التذكير والتأنيث (والمحايد) في اللغات التي تعملبالنظام الأخير كالعربية والفرنسية والألمانية.
        [xxvii] - انظر :Ulrich Braukämper (1993), "Noteson the origin of Baggara Arab culture with special reference to theShuwa", Sprache und Geschichte in Afrika 14, pp. 13-46.
        [xxviii]-Ibid.,pp. 25-26.
        [xxix]-روايةشائعة وسط مجموعات كبيرة من الفولانيين الرعاة.
        [xxx] - أورد ماكمايكل أن الحوازمة في كردفان يذكرون أن أسلافهم قدحصلوا على أول بقرة وأول ثور من حاج فولاني، انظر:
        H.A. Mac Michael (1912), TheTribes of Northern and Central Kordofan (Cambridge Archaeological and Ethnological Series); Cambridge:Cambridge- University Press, p. 274.
        [xxxi]-F.W. Taylor (1932), Fulani-English Dictionary. Oxford: At ClarendonPress, pp. 240-42. تجدر الإشارة إلى أن بعض القبائل النيلية لها أيضاً أسماء كثيرةللأبقار وفقاً لعدد من المعايير المذكورة أعلاه، غير أنها لا تصل إلى عدد أسماء الأبقار عند الفولانيين.

        [xxxii]-U.Braukämper, op.cit., pp. 33-37.
        [xxxiii]- Cyril Aldred (1920), New KingdomArt in Ancient Egypt During the Eighteenth Dynasty – 1590 to 1315 B.C.London: Alec Tirarti Ltd., p. 35.
        [xxxiv]-Herodotus,op.cit, sec. 186.
        [xxxv]- أحمد عزت مصطفى (ب ت)، قصة الفن التشكيلي،الجزء الأول، الطبعة الثانية. القاهرة: دار المعارف بمصر، ص 24.
        [xxxvi]-أحدعلماء التربية الإسلامية في السنغال.
        [xxxvii]- روائي سنغالي، له عدة روايات باللغةالفرنسية.
        [xxxviii]- حضرة أحمد أفندي نجيب(1991)، صفحات من تاريخ مصر الفرعونية: الأثر الجليل لقدماء وادي النيل،القاهرة، مكتبة متبولي، ص 325.
        [xxxix]-نفسالمرجع، ص 235.
        [xl] - لقد لوحظ أن الزخاف بالنسبة لقميص توت عنخآمون تتركز حول فتحة الرقبة على شكل مفتاع الحياة، وفي القمصان القبطية القديمةتزركش فتحة العنق والأكمام. انظر: ثريا نصر (1998)، تاريخ أزياء الشعوب،القاهرة: عالم الكتب، ص 45.
        [xli] - حضرة أحمد أفندي نجيب، مرجع سابق، ص 193-194.
        [xlii] - Jean-PierreCorteggiani (1979), L’Egypte des Pharaons. Paris: Aimery Somogy, pp. 48-49.
        [xliii]- ج. فركوتر (1980)،"اختراع المعادن وانتشارها وتطور النظم الاجتماعية إلى القرن الخامس قبلالميلاد"، في تاريخ إفريقيا العام (المجلد الأول): المنهجية وعصر ما قبلالتاريخ في إفريقيا، إشراف ج. كي-زيربو. باريس: جين أفريك/اليونسكو (اللجنةالعلمية الدولية لتحرير تاريخ إفريقيا)، ص 735.
        [xliv]-نفسالمرجع، ص 734.
        [xlv]-U.Braukämper, op.cit., pp. 33-37.
        [xlvi]- cf. Footnote No. 10.
        [xlvii]-P.L.Shinne (1978). "The ancient languages of Northern Sudan", in R. Thelwell (ed.), Aspects of Languages inSudan (Occasional Papers in Linguistics and Language Learning). The New Univ. of Ulster, pp. 92-93.
        [xlviii]- سامية بشير دفع الله (1990). "التعريفبتاريخ السودان"، مجلة الدراسات السودانية، المجلد العاشر، العددالأول، ص 62.
        [xlix]- Procopius(1914), History of the Wars, vol. 1. London, pp. 184-189.
        [l] - E. Zylarz(1928), "Zur Stellung des Darfur-Nubischen", Wiener Zeitschriftfür die Kunde des Morgenlandes 35:57-66.
      1. - لقد وقفنا على استخدام مصطلح "برابرة" (للإشارةإلى النوبيين المحس) في إحدى الدراسات اللغوية التي ترجع إلى بداية القرن التاسععشر، حيث تم نشر المادة اللغوية التي جمعها أولريش سيتسين (Ulrich Seetzen) في اللهجة المحسية في الفترة من 1807 – 1809،تم نشرها في عام 1816 تحت اسم "اللهجة البربرية" (Berberisch). انظر: R.C. Stevenson (2006), “The significance of Sudan in linguistic research: Past, present andfuture”, in Sudanin Africa, ed. by Y.F. Hasan (3rdedition). Khartoum: Khartoum Univ.Press, p. 13.
        [lii]-لاحظأن الكلمة النوبية (المحسية) للماء، أي aman، مأخوذة من اللغة البربرية، وربما هناك كلمات أخرى مقترضة منالبربرية لم يتم اكتشافها بعد.
        [liii] - انظر سامية بشير دفع الله، مرجع سابق، ص 54.
        [liv]-Cf.W. S. Adams (1977): Nubia;Corridor to Africa. London, pp. 147-150.
        [lv]-هذاالشكل من البيوت مطابق تماماً لما رآه الأمين أبومنقة وكاثرين ميلر في قرية عجبسيدو على نهر عطبرة شرق القضارف أثناء العمل الميداني الذي قاما به عام 1996،وينحدر سكان هذه القرية من الفلاتة الفولانيين الملِّي Malle) - نسبة لإمبراطورية مالي القديمة)، وهم رعاة أبقار في المقامالأول.
        [lvi]-انظرالصورة في W.S. Adams, op.cit., p.153
        [lvii]-C.O.Adepegba, op.cit., p. 20.
        [lviii] Ibid.,p. 154. -
        [lix]-Ibid., p. 154.
        [lx]- Ibid., p. 142
        [lxi] - Ibid., idem.
        [lxii]- Ibid., idem.; Herodotus, op.cit.;Lohte, op.cit.; Trowel, op.cit.
        [lxiii] - شاكر مصطفى والصادق الهيوم (مراجعة وإشراف) (1976)، بهجةالمعرفة، مسيرة الحضارة، المجلد الأول، القاهرة: الشركة العامة للنشر والتوزيعوالإعلان، ص ص 63-65.
        [lxiv]- نفس المرجع ، ص ص63-64.
        [lxv]-قبلعدة سنوات، وبمبادرة من بعض المثقفين في بلاد غرب إفريقيا الناطقة بالفرنسية،تكوَّن تنظيم ليرعى حقوقهم وفق صيغ قانونية تنظم تحركهم عبر الدول التي تمر بهامساراتهم، أطلقوا على هذا التنظيم (باللغة الفرنسية) Bergers sansFrontiers أي "رعاة بلاحدود" على وزن "أطباء بلا حدود".
        [lxvi]- إفادة شفاهية من عثمان الفكي موسى، وزير مفوضبوزارة الخارجية، وكان شاهداً على ظهورهم في كنشاسا، حيث كان يعمل في سفارةالسودان بكنشاسا في ذلك الوقت.
        [lxvii]- W. Adams,op.cit., p. 154.
        [lxviii]-Ibid.,idem.
        [lxix]-Ibid.,idem.
        [lxx]-CyrilAldred (1920), New Kingdom Art in Ancient Egypt During the EighteenthDynasty 1590-1315 B.C. London: Alec Tirarti Ltd., p. 35. نذكِّر القارئ بأن إحدىالنظريات حول أصل الفولانيين تنسبهم إلى الهكسوس.
        [lxxi] - حول تسمية النوبة بـ"رماة الحدق"يروي البلاذري في كتابه فتوح البلدان "أنهم (النوبة) رشقوهم (العرب)بالنبل حتى جرح عامتهم، فانصرفوا بجراحات كثيرة وحدق مفقوءة، فسموا رماةالحدق". انظر: مصطفى محمد مسعد (1972) (تحقيق)، المكتبة السودانية العربية،مطبوعات جامعة القاهرة بالخرطوم، ص 25. على أية حال، إن استخدام النوبة للنبل فيهذه المعركة لا ينفي استخدامهم فيها للسهم أيضاً، إذ إن القوس والسهم سلاح عرفوابه منذ زمن طويل قبل وصول العرب إلى بلادهم.
        [lxxii]- أسامة عبد الرحمن النور (2001)، "كوش –النوبة: إشكالية التسمية"، أركامني (مجلة الآثار والأنثروبولوجياالسودانية)، العدد الأول، شبكة المعلومات الإكترونية، ص 1.
        htt:/http://http://www.arkamani.org/vol_1/archaeology-vol-1/cuch_or-nubia.htmwww.arkamani.org/vol_1/archaeology-vol-1/cuch_or-nubia.htm
        [lxxiii]- محمد بلو بن فودي،ديوان إفادة الطالبين، طبعة محلية.
        [lxxiv]- A. Abu-Manga (1985), Baajankaro:A Fulani Epic from Sudan, (African Marburgensia, special issue No. 9). Marburg.
        [lxxv]-كانأجدادهم يفعلون ذلك زمن الحروب الجهادية في غرب إفريقيا تحسباً لمباغتة العدو لهمأثناء صلاة العيد. لقد بدأ هذا المظهر يختفي يوماً بعد يوم.
        [lxxvi]-كلمة"سوري" محرفة من "سورو sauru، وتعني في اللغة الفولانية "عصا" بصورة عامة. فطرأعليها ما يعرف بـ" التضييق الدلالي" في دارفور فأصبحت تعني ذلك النوعالمعيَّن من العصا.
        [lxxvii] - تجدر الإشارة إلى أن النوعين الأخيرين منالعصي (من اليمين إلى اليسار في الصورة أعلاه) قد لوحظ وجودهما أيضاً في بعض منالمجتمعات السودانية غير الفولانية.
        [lxxviii] - "طقوس العبور" (بالإنجليزية ritesof passage وبالفرنسية ritesde passage) مصطلح في علم الأنثروبولوجيايستخدم للإشارة إلى الاحتفالات التي تقام لأبناء الجيل الواحد إيذاناً بانتقالهممن مرحلة الطفولة إلى مرحلة الصبا أو من مرحلة الصبا إلى مرحلة الرجولة. وتمارسهذه الطقوس في كثير من المجتمعات الإفريقية، بما فيها بعض مجتمعات جنوب السودان.
        [lxxix]-عمرحاج الزاكي (1983)، الإله آمون في مملكة مروي 750 ق.م – 350م. الخرطوم:مطبوعات كلية الدراسات العليا، جامعة الخرطوم، ص 56.
        [lxxx]-نفسالمرجع، ص ص 36-37.
        [lxxxi] - إنه شاب سوداني من الجبلين يدعى الحارث،التقاه الأمين أبومنقة في لندن في ديسمبر 1999 وبحوزته خرائط قديمة ترجع إلى القرنالتاسع عشر عليها أسماء أماكن في الجزيرة العربية وآسيا الصغرى ومصر، ذات مدلول فياللغة الفولانية. ويعتقد الحارث أن الفولانيين كانوا موجودين في هذه الأماكن فيالماضي البعيد.













        ملحق الصور

        الصورة رقم (1): شاب من رعاةالفولان (الويلا) بجنوب النيل الأزرق. الدمازين 2008.الصورة رقم (2): من حفرياتتسيلي ناجير. المصدر: M. Trowel (1968), p. 57
        الصورة رقم (3): شبابالامبرورو في إحدى مناسناتهم بجنوب النيل الأزرق. المصدر: جريدة "آخرلحظة"، العدد 812، بتاريخ 5/11/2008.الصورة رقم (4): الإلهة إزيس.






        الصورة رقم (5): قتاتان منالفولاني الويلا – ملابس مزركشة وغطاء الرأس يتدلى فوق الكتفين. الدمازين 2007
        الصورة رقم (6): شاب منالفولاني الويلا – التطريز حول فتحة العنق (قارن مع الهامش رقم (40) – الدمازين2007.








        الصورة رقم(7): نقوش على إناء فخاري للمجموعة (ج). المصدر: W. Adams (1977), p. 153.الصورة رقم (8): الجزءالأعلى من الجسد عار (جنوب النيل الأزرق). المصدر: منظمة سودانا للثقافة والفنون.الصورةرقم (9): الجزء الأعلى من الجسد عار (جنوب النيل الأزرق). المصدر: المصدر: منظمةسودانا للثقافة والفنون.








        الصورة رقم(10): مِلك أسرة الزعيم "بوجي"، مايرنو، ديسمبر 2008.
        الصورة رقم(11):أحد المصلين في عيد الأضحى، والقوس في يده وجعبة السهام على كتفه، مايرنوصورة رقم(12): نماذج من العصي تُحمل لصلاة الجمعة والعيدين في مايرنو، ديسمبر 2008.الصورة رقم(13): كبش الامبرورو. جنوب دارفور، ديسمبر 2008.

    بريمة
                  

09-25-2018, 06:06 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    Quote: تعتبر اللغة الفولانية من أكثر اللغات الأفريقية انتشارا، قد بدأت كتابتها منذ عدة قرون, وازدادت أهمية كتابتها في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث اهتمت بها المؤسسات التعلمية والأكادمية الأفريقية والأجنبية.فاكتسبت رصيدا أكاديميا في شتى المجالات اللغوية والثقافية والدينية والأدبية وغيرها. فهي لغة تخاطب بين أبناء الأمة الفولانية وكذلك القبائل المجاورة والمتزاوجة معهم في كثير من الدول الأفريقية. وكانت اللغة الفولانية قبل الاستعمار لغة إدارة في بعض الممالك مثل الدولة الإمامية في غرب أفريقيا في القرن السابع عشر الميلادي وغيرها. وساعد انتشار اللغة الفلانية دور الزعماء الدينيين الفولانيين في نشر الإسلام من غرب أفريقيا إلى شرقها أمثال الشيخ عمر الفوتى تال, والشيخ عثمان بن فوديو وغيرهما, ثم أبناءهم وأحفادهم فيما بعد.


    بريمة
                  

09-25-2018, 06:09 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    مناطق تواجد الفولان في أفريقيا:

    Quote: مناطق الوجود المميزة
    غينيا ,
    نيجيريا ,
    الكاميرون ,
    السنغال ,
    مالي ,
    سيراليون ,
    جمهورية أفريقيا الوسطى ,
    بوركينا فاسو ,
    بنين ,
    النيجر ,
    غامبيا ,
    غينيا بيساو ,
    تشاد ,
    موريتانيا ,
    السودان ,
    مصر ,
    غانا ,
    توغو ,
    ساحل العاج.
                  

09-25-2018, 06:08 AM

محمد بدرالدين
<aمحمد بدرالدين
تاريخ التسجيل: 01-15-2018
مجموع المشاركات: 2185

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    التحايا و التقدير
    متابع معكم بجدية
    و احسب ان كثيرين مثلى كذلك
    ..
    و المعلومات التى ترد هنا سناخذها بجدية
    وانها صحيحة و ربما تكون مرجعا و توثيقا
    ..
    و انتم ادرى باشكاليات الهوية السودانية
    ..
    تقديرى و امتنانى لكم
    مودتى و محبتى
    ..
                  

09-25-2018, 06:26 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: محمد بدرالدين)


    ول ابا بدران،

    مرحب .. وهاك من طرف قوقل .. خمس سكان السودان يتحدث لغة الهوسا .. 8 مليون نسمة ..
    Quote: تعتبر قبائل الهوسا من القبائل الكبيرة في السودان، وقد انتشرت في جميع المدن والقري السودانية بفضل انفتاحها ومصاهرتها للقبائل السودانية المختلفة

    و تعتبر لغة الهوسا من اكبر لغات افريقيا عدد المتحدثين بها لا يقل من 250 مليون شخص في القارة السمراء بالاصافة الى 8 مليون في سودانا الحبيب و هذه اللغة تكتب بالحروف اللاتينية و العربية وتبث اخبارها عبر الإذاعات العالمية المتعددة وإذاعة الوحدة الوطنية بأم درمان. الهوساوي السوداني إنسان جاد وعملي ويتفاعل مع الحراك الاقتصادي لاسيما في التنمية الزراعية وقد عرف الهوسا بحبهم وتمرسهم على الزراعة في كل حقول المشاريع الزراعية الرائدة التي نشأت في السودان- وقد عرف الهوسا بالجد وقوة التحمل والصبر في العمل الزراعي أو الصناعي أو المهني أو التجاري. و الانسان الهوساي " يميزهم الصلاة والصوم ومعظم الهوسا يتبعون الطريقة التجانية

    يتواجد الهوسا على ضفاف نهر عطبرة والرهد وينتشرون في القلابات وريفي كسلا وغرب القاش وفي أروماتي وفي ود الحليو وفي سنار ومايرنو وفي الدمازين والروصيرص وأرياف الجزيرة "مشروع الجزيرة" ودلتا طوكر والقضارف ومشروع المتمة. وقد انتشرت الهوسا في الولايات الجنوبية المختلفة وأعالي النيل في ملكال وفي بحر الغزال وقد استفاد على بلدو مدير المديرية الاستوائية "من الفريني خاصة الهوسا" في نشر الدين الإسلامي وسط الجنوبيين وتم إنشاء "82"خلوة منها عشرون خلوة للسلاطين في ياي والبقية في جوبا وتوريت ويامبيو وإنزارا ومريدي ومسجد في كبويتا.
    ورغم أن مرسوم المناطق المقفولة عام 1920م، الذي هدف إلى عزل جنوب السودان غير المسلم عن شماله المسلم يقضي من ضمن سبل إنفاذه لترحيل الهوسا والفلاتا والتجار العرب في الجنوب والخوف من وجود الهوسا في راجا وواو وبالرغم من ذلك فإن وجودهم لازال ملموساً ومؤثراً. وتقول بعض الوثائق من دار مساليت "لقد لعب العمدة حامد محمد عثمان الهوساوي دورا عظيماً وخالداً في تاريخ سلطنة المساليت في الجنينة". ويقول المساليت هذا الرجل وقف معنا في حريتا ضد الفرنسييين في دوريني وكرندنق ودرجيل "السلطان عبد الرحمن بحر أبكر إسماعيل".
    وفي المهدية برز أمراء الهوسا منهم الفكي مندي أبو دقن الهوساوي والقائد أبو التيمان الذي قاد حلف المسراب بالعباسية تقلي في جبال النوبة وهو الحلف الذي قدم الدفعة القوية لانتصارات المهدي.
    *الهوسا في الخرطوم

    بدأت نجميات الهوسا في مناطق عديدة في الخرطوم بدأت تجمعها في منطقة المقرن ثم إلى جوار مسجد الخرطوم الكبير ثم إلى جنوب كبري المسلمية في أواخر الستينات ثم إلى ديم سلك وديم الزبير وفي عام 1943م، رحل المواطنون بعد التوزيع إلى حي الزهور "الزهور فتحت- بالخرطوم وظلوا قرابة العشرين عاماً ، و ايضا كانوا من اغلب سكان عيشش فلاتة منذو زمن بعيد تقرر ترحيل ذلك المخيم الذي عرف بـ"عشش فلاتة" إلى الجنوب الشرقي من ميدان السباق بواسطة مكتب الأراضي التابع لمديرية الخرطوم، لقد هدمت "880"عشة في المنطقة وأقيمت أخرى جديدة وتم ترحيل "160"عائلة من قبيلة الهوسا ضمن القبائل الأخرى التي رحلت، وفي مطلع التسعينات تم ترحيل تلك المنطقة إلى جنوب الصحافة "الإنقاذ" وأصبحت الإنقاذ من الأحياء الممتازة في الخرطوم الآن من ناحية التخطيط والخدمات ويسكن غالبية الهوسا هناك والإنقاذ مربع "2"وقد ضم نظامهم الأهلي أكثر من ثلاثين عمدة وشيخاً بمحلية حي النصر شأنها شأن المحليات الأخرى.
    وايضاً هناك وجود للهوسا في محليات أم بدة وأم درمان وكرري والفتيحاب والريف الجنوبي وأصبح فريق الهوسا في أم درمان هو حي العباسية شرق الآن تحت زعامة الأستاذ إبراهيم هارون محمد قوبراوي وقدح الدم والشيخ إبراهيم ناصر "مرفعين الفقراء".

    تراث الهوسا زاخر بالفنون المختلفة.. وهم مميزون بالفن والغناء والموسيقي من خلال فرق الفنون الشعبية والكيتا وبعض الجماعات الغنائية والرقصات الشعبية المصاحبة لها والغناء عند الهوسا متميز من حيث اهتمامه بالقيم النبيلة ونشر الفضيلة والخير والأمن والسلاح وبروز دور المعاني تأصيلاً في التوحيد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا نجد أغنية من أغاني الهوسا إلا ويذكر فيه اسم المولي عز وجل واسم النبي صلى الله عليه وسلم، وتشجع أغاني الهوسا إلى العلم والإنتاج وغرس بذور المحبة والمودة وذم الكسل ولعب الميسر وشرب الخمر والتمجيد "إيكي" ومن أشهر أغاني الهوسا التي تدعو إلي العمل أغنية:"تاريلو تاريا ريا تاريلو ماتاتا كدنق كسلا سنغاري دكاكا مجي قرية كدنق قربا سنغاري دا دامنا مجي حلفا وسوكي يعني أن قروش كسلا لو انتهت وأصبح لا يوجد عمل بها نذهب إلى خشم القربة أو حلفا أو السوكي.

    ومن أشهر فنون الهوسا آلة الكيتا بالرغم من أنهم نقلوها عن البرنو بالاضافة إلى آلات موسيقية أخرى منها آلة القورمي الوترية ثم آلة القراية ثم مجموعة كلنقو الايقاعية وآلة كاكي ثم آلة بمبرو وإيقاع الطبل والدف ويسمي "تمبري". ومن أشهر فناني الهوسا المعلم والمربي موسى أحمد يحيي والد الفنانة عائشة الفلاتية- والفنانة عائشة الفلاتية وشقيقتها عازفة العود جداونة موسى. ومن أشهر الأغنيات للهوسا أغنية سماري وتعني الشباب وجمعية سماري للآداب والفنون "معناها جمعية الشباب".

    داكي سماري؛ بين الشباب وأغنية سماري غنتها عائشة الفلاتية عند الاحتفال بعيد استقلال دولة نيجيريا وغنت عائشة الفلاتية أيضاً أغنية "الله بادتق حليبا" وغنى إبراهيم حسين أيضاً أغنية سماري- وغنت سمية حسن أيضاً بلهجة الهوسا. ونذكر بعض فناني الهوسا أمثال الفنان إسماعيل محمد- الفنان داؤود خليل- الفنان الأمين


    بريمة
                  

09-25-2018, 06:31 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    وسوف نأتي إلي البرقو (أهل شيخ النحلان .. جد دكتور حسن الترابي) ثم البرنو .. وكل هذه القائل تعود أصولها إلي غرب أفريقيا ..

    بريمة
                  

09-25-2018, 06:40 AM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 4740

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    بريمة شالوم

    الهدف من البوست ما واضح
    مرة تشكر الهوسا والفولاني ومرة تدي إحساس انك خايف من الهوسا والفولاني يحتلوا السودان للكثرة والخطة المرسومة زي ما قال ليك الراجل القال من سنار.
    حتى قصة الرجل دا انا شايفك ناجرها من راسك ساي عشان تدعم بيها الهوس العنصري الفي دواخلك ..
    الهوسا والفولاني السودان والدول الذكرتها دي حقتهم ولهم حق التمدد لانهم افارقة وليس دخلاء على القارة .

    يا اخي ما بتقدر تخبي عنصريتك كلو كلو حتى بقرهم ما بشبهو بقركم😂😂
    اجيب ليك من جوة نفس فهمك دا يا الجهني بقولوه الاعراب لي الزيك العامل فيها عربي .
    نكتة
    (خليجي ولدو قال ليه يوبا انت يوم القيامة بجيبو لينا الحور العين وفين بروحن حريمنا ...بدوهن السودان يا حمود 😂)
    انتهى يا بتاع الكرتة


                  

09-25-2018, 07:27 AM

هاشم احمد ادم
<aهاشم احمد ادم
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: علي دفع الله)

    سلام بريمة
    اديتك نصيحة اخو. ابعد من social engineering دا
    لكن شكلوا عاجبك 👍🏿👍🏿😁😁 شكلك عايز 2 Biafran


    المهم فى نقاط يجب ذكرها وقد لا تفوت عليك
    اولا ذكرت :

    Quote: * باديتنا حمتنا من المستعمر .. لما كان السودان تحت نير الأستعمار .


    كدا أسهب فيها شوية

    ثانيا :
    المقال الذى نقلته إعلاه لأستاذى د ابو منقة (
    وهو استاذى درست على يده لغة الهوسا ) و ود سليمان . يجب قرأته بتحفظ ، حيث انه اختزل
    الكثير ، كمل تلبس بلبوس الورقة العلمية لإغفال
    حقائق تاريخية واجتماعية وثقافية .
    يعنى باختصار ليس ذو غرض علمى يعنى
    بلغة اهلنا الامركان

    ‏take with a pinch of salt

    المهم الكلام كتير .

    تعرف اكثر حاجة عاجبنى عند اهلى الهوسا
    انهم شغالين بصُومُوا لِرُؤْيَتِهِ ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ
                  

09-25-2018, 08:02 AM

حسن ادم محمد العالم

تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 2555

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: علي دفع الله)

    الحبيب بريمة تحياتي
    يااريت تفرد مساحه او بوست كلا علي حده عن اهلنا الفولاني والهوسا والبرقو حتي يستطيع
    الفرد ان يفرق بين هذه القبائل وازالة الخلط ان كل القادمين من افريقيا يمثلون كتله واحدة
    وكما ذكر لك حبيبنا المسلمي
    انه لاتوجد علاقة بين الهوسا والفولاني
    فالهوسا لهم لغتهم الخاصة بهم ولهم موطن معروف وهم قبائل مستقره تعمل بالتجارة اَي متمدنة
    اما الفولاني يمكن اعتبارهم شعب وهم بدو منتشرون في ربوع القارة
    السمراء من طنجا شمالا الي أقاصي الغرب. والشرق والجنوب
    يمكن اخونا محمد حامد يلقي مزيد من الضوء حول هذا الموضوع
                  

09-25-2018, 08:06 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: حسن ادم محمد العالم)

    الاجرب المدعو بشاشا .. لا يفرق بين حرفى .. "ز" و "ذ" .. يا للجهل ..


    Quote: قرقرقرقرقر!

    وهذا هو الدليل انهم ذنوجة!!

    فما الجديد هنا؟

    نعم الذنجي كما حالك جاكي من اصلو، وهذا ابلغ دليل انو ذنجي!!!

    بالعدم لاقاك الماني جاكي من اصلو؟

    الانسان الحر وعيا ما بجك من اصلو!

    المستعبد كما امثالنا من ذنوجة الاعراب، هو البدعي هوية مستعبديه، لانو يري ذاته بعيون السيد!

    معروف ماهي نظرة السيد لي كوم مستعبديه!!

    ارجع لي كلام مالكوم اكس!!

    نعم الهاوس نقا، من شدة مالاصق في كراع سيدو، لو سيدو قال انا عيان، هو طوالي بقول احنا عينانين!!!
                  

09-25-2018, 08:12 AM

الطيب رحمه قريمان
<aالطيب رحمه قريمان
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 12377

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: الطيب رحمه قريمان)

    تحياتى الحبيب ول ابا بريمة ..

    "وفوق ذلك أنا أحبهم، وإن لم أكن بقاري لكنت فلاتي." ..

    او كما قال .. بريمة آدم بلل ..
                  

09-25-2018, 12:44 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: علي دفع الله)

    البطحاني القح، قريب أستاذي دكتور نافع علي نافع،
    ول أبا علي،

    Quote:

    بريمة شالوم

    الهدف من البوست ما واضح

    شالوم .. الغرض من البوست واضح وضوح الشمس .. تغييب أي شعب سوداني لا يخدم أي غرض .. ثم ثانياً أن الأرقام التى أضعها مثلاً تعداد الهوسا وهم أقل بكثير من الفولان .. يصيب دعاة العنصرية بالغثيان .. وينزل علي الطيبيب من أبناء شعبنا، مثلي، برداً وسلاما .. أن التعدد الاثني الثر الذي يذخر به السودان سوف يساعد في أخراج السودان من ورطته .. وأري حان الوقت أن يظهر أبناء الفولان والهوسا في مراكز القيادة .. وأن يتقدموا الصفوف ويقولوا بالفم الميلان نحن أبناء هذا الشعب .. ويهمنا أمر هذا الشعب .. ويختاروا ملامح السودان التى تدعم خطهم ..

    وبعدين .. كدي أقرأ كلامك في الأقتباس التالي وراجع الأقتباس الذي يليه
    Quote: ولهم حق التمدد لانهم افارقة وليس دخلاء على القارة .

    Quote: مقدمة
    لم تتعدد النظريات وتختلف حول أصل شعب من الشعوب – حسب علمنا - مثل تعددها واختلافها حول أصل الفولانيين. ولكن ما إن ينظر الباحث إلى هذه النظريات بشيء من التعمُّق حتى يتضح له أن الاختلاف في جلِّها اختلاف ظاهري فقط، وليس جوهرياً، إذ إن ما يربط بعضها ببعض تاريخياً أقوى مما يفرق بينها. فالنظريات التي تنسبهم إلى القوقاز والهكسوس وقدماء المصريين والليبيين والروم وبني إسرائيل والعرب مثلاً كلها في نهاية المطاف تنتهي بهم إلى المساحة الممتدة من صحراء سيناء عبر الصحراء الليبية إلى قلب بلاد المغرب. والبعض من العناصر البشرية المذكورة أعلاه، والتي أصلها من خارج القارة الإفريقية، قد أثبت التاريخ وجودها في يوم من الأيام في هذه الرقعة الجغرافية. هذا، بينما كشفت الحفريات الأثرية في منطقة تسيلي ناجير (Tassili N’Ajjer) في الجزائر عن رسومات ونقوش في الكهوف لشعب يرجَّح أنهم الفولانيون، كما سنرى لاحقاً.
    وكذلك اختلف المؤرخون حول أصل المجموعة (ج) (C-Group) النوبية التي ظهرت فجأة في بلاد النوبة بملامح إثنية غير زنجية حاملة نمطاً اقتصادياً اجتماعياً جديداً يتمحور حول تربية الأبقار، رجَّح بعض المؤرخين أنها مهاجرة من جهة الصحراء الليبية.


    وبعدين، يا البطحاني، أنت راكوبة مشلعة ساكت ..
    Quote: يا اخي ما بتقدر تخبي عنصريتك كلو كلو حتى بقرهم ما بشبهو بقركم

    الفولان في الخلا هم أصدقائنا .. سريع بنكون حلف معهم في أي مشكلة .. يصطفونا خلفنا أو نحن نصطف خلهم .. والسبب معروف نحن الأثنين رعاة بقر .. ومعرفتي بأبقارهم وأختلافها عن أبقارنا تعود لهم .. بقرهم يسمونه "الكوري" .. وبقرنا يسمونه "القودالي" .. تورنا لو عشر بقرتهم يوم داك نحن الرواعية نندق دق العيش من قبلهم .. والعجل المولود أول ما يكبر يودوه السوق خوفاً أن يلقح أبقارهم .. مسألة السلالات عندهم وتوارثها صارم جداً .. وبنفس القدر السلالات البيضاء .. الفوتا .. لا يحبزون حتي الكوري الأحمر يلقح بائمهم .. وهكذا بصورة طبيعية نحن الرعاة متعودين علي عزل السلالات .. نسبة لعدم تطابق الطقس والمراعي التى ترعاها كل فصيلة .. فنحن نفضل البيئات الجافة .. السافا الفقيرة والأقليم شبه الصحراوي .. أما هم فيضلون السافنا الغنية والمناطق شبه الأستوائية .. أي تغيير في نسل الأبقار يؤدي إلي تغيير في نمط حياتنا بأكمله ..

    وبعدين، بناتهم رغم جمالهن .. ما عندنا فيهن أي نصيب .. والله شخص واحد مثل أحمد ول حاج محمد صاحب والدي .. لو نثر كنانته والله الفريق كله يضاري .. نخافوا من بناتهم خوف عدييل .. ولكن والله العسل المصطفي لما تلقي الواحدة في المدينة وأدخلوها المدرسة .. يا لطيف للجمال والرقة.


    فهمت يا بطة ..

    بريمة
                  

09-25-2018, 10:15 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    ول أبا هاشم أحمد أدم،
    سلامات ..
    Quote: سلام بريمة
    اديتك نصيحة اخو. ابعد من social engineering دا
    لكن شكلوا عاجبك 👍🏿👍🏿😁😁 شكلك عايز 2 Biafran
    لا بيافرا 1 ولا بيافرا 2 .. نحن عايزين نتفادي أي شيئ يقود لحروب جديدة .. عايزين الناس كلها تكون سواسية .. عايزين نشوف أندية، وجمعيات وتجمعات شبابية وفرق فنون شعبية لأبناء كل قبائلنا السودانية .. الفلاتة، الهوسا، الزغاوة، البقارة، التاما، الأدروب، المساليت، وبقية كل القبائل .. شمل الكل في بوتقة السودان هو الحل .. والأن في هذه المرحلة القبائل المغيبة عايزة دعم ومساندة حتى تتساوي الكتوف علي جادة الوطن .. مرحلة المساواة لابد منها .. ولكي نصلوا ليها لازم كل زول يقدم نفسه لأي موقع .. وفي أي بقعة من السودان .. والمنافسة تكون بالمقدرات التى أولاها الله للفرد .. لا أنت جدك العباس ولا داك جده كوكو ..

    بريمة
                  

09-25-2018, 10:50 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    ول أبا حسن،
    سلامات ..
    Quote: الحبيب بريمة تحياتي
    يااريت تفرد مساحه او بوست كلا علي حده عن اهلنا الفولاني والهوسا والبرقو حتي يستطيع
    الفرد ان يفرق بين هذه القبائل وازالة الخلط ان كل القادمين من افريقيا يمثلون كتله واحدة
    وكما ذكر لك حبيبنا المسلمي
    انه لاتوجد علاقة بين الهوسا والفولاني
    فالهوسا لهم لغتهم الخاصة بهم ولهم موطن معروف وهم قبائل مستقره تعمل بالتجارة اَي متمدنة
    اما الفولاني يمكن اعتبارهم شعب وهم بدو منتشرون في ربوع القارة
    السمراء من طنجا شمالا الي أقاصي الغرب. والشرق والجنوب
    يمكن اخونا محمد حامد يلقي مزيد من الضوء حول هذا الموضوع
    نعم الفولان والهوسا شعبين مختلفين .. ولكن لسبب ما تم ربطهم مع بعضهم البعض في السودان .. راجع رأي ول أبا محمد المسلمي إلي أعلي ..
    وسوف نأتي للهوسا .. لكن لا أري ضير في أخذ المجموعتين مع بعضهم .. والسبب أنهم الأثنين تعود جذورهما إلي غرب أفريقيا .. وفي وجهة نظري نواصل أيضاً مع قبائل البرقو والبرنو .. أعني كل المجموعات السودانية التى هاجرت إلي السودان من غرب أفريقيا .. لنروا دورهم الأقتصادي والديني .. وما نصحبو إليه هنا أن نري لهم دور ثقافي وأجتماعي وشعبي علي أمتداد السودان .. فأنا هنا أستخدم دورهم الأقتصادي والديني لدفع الدور الأجتماعي والثقافي للواجهة ..

    بريمة
                  

09-27-2018, 07:10 AM

هاشم احمد ادم
<aهاشم احمد ادم
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 260

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    سلام بريمة

    Quote: ‎أستاذي دكتور نافع علي نافع


    طيب ما تقول من زمان كدا ، يعنى شغل
    ‏engineering دا ما من شغلك فى الكمبيوتر .
    لكن ما فى مشكلة (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
    وفى دى بالغت عديل

    Quote: والمنافسة تكون بالمقدرات التى أولاها الله للفرد


    نعم ا أخرجتها من سياقها لكن دا الفكرة
    القتلت ملايين على يد هتلر .
    وشتت بنى اسرائيل . 😳😳😳
    نكته لعدم الخروج من البوست :
    ادروب سألوا عن موقفة من الهوسا كان ردة
    ( جابوا رمضان والكدنكة ) .😅😅

    --------

                  

09-27-2018, 12:29 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: هاشم احمد ادم)


    ول أبا هشام أحمد،
    سلام .. سبحان الله .. من حسنات الأقدار في كثير من المرات .. تجعلك تمر بتجربة نقيضين لا يتقاربان .. أنا تتلمذت علي يد الأستاذ يوسف كوة مكي .. وأستاذي يوسف رجل ثوري ثائر بأفريقيته .. قصائد تتردد في أسماعنا ليل نهار ... أفريقيتي مكتوبة في جبيني .. ثم مباشرة لأصبح تلميذاً لأستاذ دكتور نافع علي نافع .. الرجل الأمني الأول في تنظيم الأخوان المسلمين .. دكتور نافع قليل الكلام .. ومختصر جداً في مادته التى يدرسها .. ويكره الحشو وكثرة التكرار .. وأبوي .. فإن شرّق أحدهم غرّب الأخر في ذات الموضوع .. ومن كل منهما أخذت أشياء وتركت أخري.


    بخصوص الأدروب، أنا أقول الهوسا جونا بالكيتا .. والقدقدو .. وزول ما بعرف الكيتا سودانيته ناقصة.


    بريمة
                  

10-05-2018, 01:38 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    اليوم الكوكلان كلكس عادل أمين عبنه ما تشوف إلا النور ..

    ماجستير عن التأريخ الأجتماعي الفولاني في جنوب النيل الأزرق .. يكشف أن عدد الفولان في عام 1988م كان حوالي 9 مليون نسمة ..

    https://religiondocbox.com/86825996-Islam/Qrz--b----r.html

    عادل .. شيل الوصلة الفوق ,, أعمل كوبي أند بيست .. وأقرأ ..


    بريمة


                  

10-05-2018, 05:44 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    ((وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً))

    ((وإذا أردنا أن نهلك قريةً، أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً))

    "ولقد كان في قصصهم عبرة"

    فهل جاءكم نبأ من أهل أندلس؟


    الاستاذ / بريمة

    السلام عليكم،

    وقد أصبت في اختيار موضوع الساحة الذي يتجاهله ويتغافل عنه الكثيرون من الذين يسمون أنفسهم (سودانيين)! فهم في شغل فاكهون عن التطرق للقضايا المصيرية!!

    إن السودان مستودع ضخم للفولاني (بنو حام) كما هو للعرب (بنو سام).

    والصراع الدائر على أرضه منذ القديم هو بين هاتين الكتلتين، على السيطرة على السلطة والثروة وتاريخ السودان المدون والمنطوق شاهد على هذا الصراع الدائر إلى اليوم.

    أما من الذي سينتصر في هذا الصراع، فهذا يمكن التعرف عليه من خلال المؤشرات التي تخبرنا أن كتلة (بنو حام) عامةً والفولاني خاصة في تقدم نحو إحراز الهدف، خاصة بعد أن ثبت فشل العرب لحكم السودان - أو على الأقل الحكم باسم قبائلهم - طوال أكثر من 60 سنةً لم يصل خلال السودان إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى مجالات الحياة.

    وها أنت قد أوردت ما يشير إلى هذا بشكل واضح، وإحراز هذا الهدف اعتقد - بل وأجزم - أنه مسألة وقت، فعرب السودان في ظلم وفساد وسفك لدماء الأبرياء المسلمين - وطرب وغناء وشعر ولعب ولهو وفراغ -- وغطرسة واستكبار واستحقار لغيرهم من بني البشر في السودان.

    Quote: نحن نسكن في الدول وفي نهاية المضاف يؤول الأمر لنا بصورة طبيعية .. مثلا في نيجريا نحو نيجيرون، في الكميرون نحن كمرونيون .. في السودان نحن سودانيون .. لكن لدينا "دكتوريين" .. نظام موحد .. وفي العاجل القريب سوف يصير الأمر لدينا في السودان وفي غانا ودول أخر .. وسوف نوحد كل حزام أفريقيا جنوب الصحراء ..
                  

10-05-2018, 06:41 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: سيف الدين بابكر)

    تسلم أخي سيف
    لكم إفتقدنا قلمك الثائر هذا.

    التحية موصولة لول أبا بريمة مفترع البوست.

    Quote: والصراع الدائر على أرضه منذ القديم هو بين هاتين الكتلتين، على السيطرة على السلطة والثروة وتاريخ السودان المدون والمنطوق شاهد على هذا الصراع الدائر إلى اليوم.

    أما من الذي سينتصر في هذا الصراع، فهذا يمكن التعرف عليه من خلال المؤشرات التي تخبرنا أن كتلة (بنو حام) عامةً والفولاني خاصة في تقدم نحو إحراز الهدف، خاصة بعد أن ثبت فشل العرب لحكم السودان - أو على الأقل الحكم باسم قبائلهم - طوال أكثر من 60 سنةً لم يصل خلال السودان إلى مصاف الدول المتقدمة في شتى مجالات الحياة.

    وها أنت قد أوردت ما يشير إلى هذا بشكل واضح، وإحراز هذا الهدف اعتقد - بل وأجزم - أنه مسألة وقت، فعرب السودان في ظلم وفساد وسفك لدماء الأبرياء المسلمين - وطرب وغناء وشعر ولعب ولهو وفراغ -- وغطرسة واستكبار واستحقار لغيرهم من بني البشر في السودان.
                  

10-05-2018, 08:24 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    Quote: وقال ضممنا خرطة السودان
    قبل أكثر من 50 مضت إلي دولة الفولان الكبري؟؟

    إذا افترضت 10% فقط لصدق المقولة ..
    يا ترى الكيزان كانوا واعين للحتة دي وهم ينشؤون أكبر مركز هندسي في قلب العاصمة باسم دان فوديو؟
    وقد لعب هذا المركز دور جوهري في تمكينهم وسيطرتهم على الأسواق..
    ويقال أنه المركز الذي سجل فيه البشير بيان انقلابه .
                  

10-05-2018, 08:39 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: محمد على طه الملك)

    Quote: إن السودان مستودع ضخم للفولاني (بنو حام) كما هو للعرب (بنو سام).
    والصراع الدائر على أرضه منذ القديم هو بين هاتين الكتلتين، على السيطرة على السلطة والثروة وتاريخ السودان المدون والمنطوق شاهد على هذا الصراع الدائر إلى اليوم.
    أما من الذي سينتصر في هذا الصراع، فهذا يمكن التعرف عليه من خلال المؤشرات التي تخبرنا أن كتلة (بنو حام) عامةً والفولاني خاصة في تقدم نحو إحراز الهدف، خاصة بعد أن ثبت فشل العرب لحكم السودان

    ههههه طيب يا شيخ سيف مش أنت صاحب نتيجة الفحص الجيني القدمو سمعة وطلع صاحبه 51% شرق أدنى ولّ أنا غلطان؟
                  

10-06-2018, 00:43 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: محمد على طه الملك)


    يا سلام .. البوست إزدان بوجود ول أبا سيف ول أبا سماعين ومولانا الملك .. ومتابعة دكتور محمد عبد الله الحسين .. وقد رأيتم مباشرة إتفاق سيف وإسماعيل .. فقد أكدوا صحة ما أقول وأن مستقبل الصراع لصالح الفولان والهوسا .. ومولانا المك شكك في نوايا الكيزان الذين يدفعون نحو هذا التمكين ..

    وأنا لا أدخل في وسط هذه الأراء المتضاربة .. والناس ديل فرسان رأي .. لكن أضيف شيئ أخر هو أختلاف منهج الفولان والهوسا من ناحية التمكين عن المنهج العربي .. رغم أنهم جميعاً يشتركون في قاعدة صلبة وموحدة وهى الدين وثقافته .. (لم أقل اللغة العربية) ..

    وجاييكم بالأجابة من مرفقات بتنا صاحبة الماجستير ..

    بريمة
                  

10-06-2018, 01:09 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    منهج الفولان والهوسا في التمكين .. أنظر إلي رأي علماء ومشايخ منطقة السريو في جنوب النيل الأزرق
    Quote: طبعاً الجماعة اللي أسسوا (قرية) السريو دي لأنو علماء والعلم مع الأمور السياسية ما بتم وهم عشان كده ما كان يشغلوا أنفسهم بالسياسة


    ثم أنظر لرأي الكاتبة عن الرعاة الفولان:

    Quote: أن أهتمامهم الوحيد بالأبقار ولا يأبهون كثيراً بالسياسية
    ويعتبر الفولان والهوسا أن الفلاح في الصلاح .. تكون إنسان صالح في نفسك، تكون صالح للأخرين .. وبالتالي الزراعة والرعي والدين .. تقودهم للصلاح لأنفسهم ولغيرهم. وهذا لعمري منهج قوي لتغيير حياة الناس نحو الأفضل من خلال رسالة الدين .. ومن خلال العمل الجاد لتوفير المأكل والمشرب .. وهناك دراسة موثقة تقول أن مجموعات غرب أفريقيا من الفولان والهوسا والبرنو هم أكثر من أهتم بالبساتين وزراعة الخضر والفاكهة في السودان ..

    وما ح أكتب كلمة عن العرب في السودان .. دا موضوع أمتحان مكشوف ..

    بريمة
                  

10-06-2018, 01:23 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    Quote: والصراع الدائر على أرضه منذ القديم هو بين هاتين الكتلتين، على السيطرة على السلطة والثروة وتاريخ السودان المدون والمنطوق شاهد على هذا الصراع الدائر إلى اليوم.

    هذه الفقرة أختلف فيها أختلاف كبير جداً مع الأخ الأستاذ سيف، الذي يري حتمية صراع الثقافات بين العرب والفولان والهوسا .. وهذا غير صحيح .. لأن مسألة التنافس من أجل البقاء غير واردة .. بسبب أنهم يكملون بعضهم البعض .. في حين العرب ساسة وتجار، نجد في المقابل الفولان رجال دين ومزراعون .. وبالتالي تكامل المصالح يخلق تواءم ويقلل من التصادم حول المصالح التى تقود إلي مسألة البقاء .. مثلاً صراع البقاء واضح ما بين البقارة والدنيكا في منطقة أبيي .. فنحن المجموعتين نتصارع حول موارد الرعي والزراعة في المنطقة .. إما أن يرعوا هم أو نرعي نحن .. لكن نحن الأثنين لا يمكن أن نرعي ذات البقعة .. لأن الدنيكا هم من يقومون بحرق الأعشاب الجافة بعد نهاية فصل الخريف ثم تنبت نباتات الحريق ونأتي نحن البقارة من ديار المخارف ونرعي النباتات الغضة التى تسبب في أنباتها الدنيكا .. مثل هذا الصراع ينعدم مع الفوان المستقرين والعرب .. في حين ذات الصراع بين العرب الرحل والدنيكا يحصل مع الفولان الرحل .. ودا سبب طرد الحكومات المتعاقبة للفولان الرحل ..

    بريمة
                  

10-06-2018, 12:00 PM

سيف الدين بابكر
<aسيف الدين بابكر
تاريخ التسجيل: 01-14-2016
مجموع المشاركات: 3325

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    الاساتذة منكم أتعلم:

    الاخوة بريمة - إسماعيل - الملك

    ومرحباً بكل من ينشر علماً مفيداً


    لقد تناولتم أمراً في غاية الأهمية لسودانيي اليوم الغائبين الوعي عما يدور بينهم وحولهم.

    من خلال هذا الاقتباس من مقال سابق في نفس الموقع، يمكننا أن نتعرف على أن هناك طرفاً هو بالمرصاد لكل من الفولاني والعرب.. ويريد أن يقضي على المجموعتين في السودان طالما أنهما - ورغم اختلاف الأنساب - يمثلان الإسلام في نهاية المطاف.

    Quote: ((يقع أغلب المحللين السياسيين و العامة في ثلاث أخطاء فادحة عند تناولهم تاريخ و حاضر السودان.

    أول هذه الأخطاء الاعتقاد بأن العديد من القوميات السودانية و قبائلها قد أصبحت عربية أو قد تصبح عربية في المستقبل.

    و الخطأ الثاني هو افتراض وجود أعداد كبيرة من العرب عرقيا في السودان سواء بشكل خالص أو مخلط مع القوميات السودانية القديمة كلاهما يدعي نسب ببطون في الجزيرة العربية أو الأشراف.

    أما الخطأ الثالث الأفدح فهو القول بأن الصراع في السودان هو بين العرب في مواجهة القوميات السودانية القديمة و قبائلها بينما الحقيقة هي أن الصراع هو بين قبائل الفولاني بمسمياتها و أشكالها المختلفة متحالفة مع مجموعات سودانية صرفة مكونة ممن تورطوا في تاريخ الرق القديم في السودان و تدعي أنها عربية في مثلث حمدي (المنطقة الواقعة بين دنقلة و القضارف و سنار والأبيض) في مواجهة القوميات السودانية القديمة و قبائها ممن تضرروا من الرق.)) Quote



    فأصحاب هذا التوجه في تصوري يمكن أن أسميه التيار العنجي ((العنج)) حكام السودان قديماً قبل دخول العرب والفولاني إلى السودان. فهم يرون في الفولاني والعرب في السودان تحالفاً (إسلامياً) إن استقر قد يؤدي إلى استمرار السودان كدولة مسلمة لعقود قادمة، وهم يحاولون تفكيك هذا التحالف الذي قد يكون حقيقي أو توهماً من أصحاب هذا التوجه، يحاولون تفكيكه والإطاحة بكلا المشروعين (العروبي) و (الفولاني) باعتبار أن هذين المشروعين يمثلان (الإسلام) في نهاية المطاف، ومن ثم العودة بالسودان إلى (الكوشية) بكل صنميتها ووثنيتها وعبادتها للذات وللغير - جماداً كان أو حيوان، وبالعدم العودة بالسودان إلى (المسيحية) عهد المقرة وعلوة.

    فهناك من يربط بين البجاة أو الحبشة والعنج (مملكة علوة) وأنهم هم أنفسهم العنج أصحاب هذه المملكة المسيحية التي كانت تتمدد يوماً حتى وسط السودان الحالي.

    وبهذا يدخل طرف ثالث في صراع السلطة والثروة في السودان بين الفولاني والعرب، يدخل طرف ثالث وهو العنج أو البجاة أو الحبشة إن ثبت هذا، أي وجود العنج بيننا إلى اليوم، وأن (العنج) لا يزالون يعيشون في السودان بين مجموعاته السكانية المتنوعة، ومن المحتمل جداً أن يكون لهم دوراً ما كطرف ثالث في الصراع الدائر بين (المسلمين في السودان) وهم الفولاني والعرب!!

    فهل يتطابق التصور مع الواقع؟

    لنسمع رأي العلماء والخبراء في المجال.

    (عدل بواسطة سيف الدين بابكر on 10-06-2018, 01:44 PM)

                  

10-06-2018, 01:37 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: سيف الدين بابكر)

    الأخ سيف
    سلامات
    Quote: الحقيقة هي أن الصراع هو بين قبائل الفولاني بمسمياتها و أشكالها المختلفة متحالفة مع مجموعات سودانية صرفة مكونة ممن تورطوا في تاريخ الرق القديم في السودان و تدعي أنها عربية في مثلث حمدي (المنطقة الواقعة بين دنقلة و القضارف و سنار والأبيض) في مواجهة القوميات السودانية القديمة و قبائها ممن تضرروا من الرق.

    فأصحاب هذا التوجه في تصوري يمكن أن أسميه التيار العنجي ((العنج)) حكام السودان قديماً قبل دخول العرب والفولاني إلى السودان. فهم يرون في الفولاني والعرب في السودان تحالفاً (إسلامياً) إن استقر قد يؤدي إلى استمرار السودان كدولة مسلمة لعقود قادمة، وهم يحاولون تفكيك هذا التحالف الذي قد يكون حقيقي أو توهماً من أصحاب هذا التوجه، يحاولون تفكيكه والإطاحة بكلا المشروعين (العروبي) و (الفولاني) باعتبار أن هذين المشروعين يمثلان (الإسلام) في نهاية المطاف، ومن ثم العودة بالسودان إلى (الكوشية) بكل صنميتها ووثنيتها وعبادتها للذات وللغير - جماداً كان أو حيوان، وبالعدم العودة بالسودان إلى (المسيحية) عهد المقرة وعلوة.
    هاتان الفقرتان فيهما قدر كبير من الموضوعية .. لو نظرت لتراث الحركة الأسلامية وأدبياتها في السودان .. تجدها تركّز بشكل كبير علي الدولة السنارية .. ويقولون أن الأنسان السوداني اليوم هو نتاج أو تشكل لحركة الوعي الديني في عهد مملكة سنار .. ومملكة سنار في قرب نهاية عهدها وقبل تفككها جذبت أعداد هائلة من القبائل الفولانية والهوسا .. قبائل غرب أفريقيا .. بسبب التدين وتدريس علوم الدين .. لأن الممالك الأسلامية في غرب أفريقيا أقدم بكثير من ممكلة سنار .. وبالتالي جاء شيوخ الدين بقصد الدعوة والحج والهجرة إلي الله .. هذا جانب .. الجانب الأخر في عهد الدولة السنارية نشأت طبقة الجلابة المعروفة اليوم .. والتى أدت إلي تحالف رأس المال مع السلطة .. ولو رجعت لتحليلي السابق تجد نفس ذلك المنطق سائد الفولان رجال دين في حين أحفاد العباس وما ولاهم هم الساسة ومالكي رأس المال والتجارة والأقتصاد .. وهذا يعنى الدولية السنارية خلقت تواءم ما بين دعاة العروبة والدين وما الفولان دعاة الدين .. وما دام ذلك التحالف قادر علي الصمود من عهد الدولة السنارية .. يعنى حوالي 4 قرون متواصلة .. لا أري تراجع فيه بسبب أستمرار المصالح وعدم التصادم من أجل البقاء .. وحتى لو علا الشق الفولاني يصبح هم بدورهم يحتاجون لدعاة العروبة والدين لأستتباب أمرهم ..

    سوف نأتي لشعوب العنج .. أو السودان القديم ..

    بريمة
                  

10-06-2018, 02:03 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    نواصل يا سيف،

    نأتي للجانب الأخر، وهو ما أسميته أنت بدولة العنج .. أصحاب السودان الحضاري القديم .. مثل النوبا والبجا ومجموعات كردفانية ودارفورية أخري .. كل هذا المجموعات تبنت الأسلام أصالة عن نفسها .. ولم يتم أقحام الدين عليها عنوة .. وهذا يعود لأن النوبا .. وهم الحضارة الغالبة كانوا أصحاب ديانات .. كانوا يدينون بالفرعونية .. ثم نزلت الديانة اليهودية وتبنوها .. ثم جاءت المسيحية فتبنوها .. ثم جاءهم الأسلام فأسلموا .. وبالتالي فإن الشعوب السودانية القديمة هى أكثر شعوب السودان مرونة ثقافية (أنظر الفرعونية لها ثقافتها .. اليهودية لها ثقافتها .. المسيحية لها ثقافتها .. الأسلام له ثقافته) .. في مقابل ذلك أنظر إلي العرب، كانوا وثنيون في عهد الجاهلية ثم مسلمون حينما نزل عليهم الأسلام .. وبالتالي شعوب السودان القديم لا خوف عليها من ناحية صراعها من أجل البقاء .. وشعوب السودان القديم مثل النوبا والبجا والفور هى القاعدة الصلبة التى بني علي أكتافهم العرب صرح السودان الحاضر الذي يحمل صفات العروبة والدين واللغة العربية والنزعة الشعوبية في التوجة نحو العرب وليس أفريقيا .. هذا الوئام قائم إلي اليوم ..

    لكني أقول أن الوجود الفولاني في السودان وتوسعة .. يضر بمصالح شعوب السودان القديم من ناحية المصالح الأقتصادية بسبب فلاحة الأرض وإمتلاكها (دارفور مثال صارخ لهذه الحالة) .. رغم أني أرجع وأقول أن الشعب النوبي فيه دماء فولانية كثيرة .. ويحمل ثقافة فولانية منذ زمن طويل .. وهذا يرجع إلي أن سحرة سيدنا موسي كانوا فولان .. أحضرهم من تمبكتو حاضرة مملكة صنغهاي .. ليقارع بهم سيدنا موسي .. وحينما أمنوا لسيدنا موسي هددهم فرعون بتقطيع أيديهم وأرجلهم من خلاف وصلبهم في جزوع النخل .. هرب الفولان وخلصوا نجياً .. فخبأهم النوبيون في جزيرة ناوا التى صارت فيما بعد قاعدة عسكرية صلبة يتم فيها صناعة القوس (النشاب) الفولاني والتدريب علي الرماية .. والفولان هم من قاموا بضرب حدق عيون الجيش الأسلامي الفاتح .. وتسمية النوبا برماة الحدق مصدرها هما الفولان الذي رموا المسلمين بالقوس الفولاني .. (والقوس الفولاني اليوم هو ذات القوس في معركة دنقلا الشهيرة)، أضف أن السناهير في دنقلا هم ايضاً فولان .. ورغم كل هذا تجد الشعب النوبي لم يستطع تقبل الشعوب الفولانية كما تقبل غيرهم من الشعوب الأوروبية أو العربية .. ولو أستطعنا نحن القبائل العربية كسر هاجس التوجس النوبي والبجاوي تجاه الفولان يكون نقلنا السودان إلي الهوية السودانية .. وليس العربية ..

    هناك جانب أخر .. أين دعاة الزنوجة من كل هذا المعمعة ..

    بريمة

    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 10-06-2018, 02:12 PM)
    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 10-06-2018, 02:14 PM)
    (عدل بواسطة Biraima M Adam on 10-06-2018, 02:41 PM)

                  

10-06-2018, 02:36 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    تساءلنا في الفقرة الماضية عن أين دعاة الزنوجة .. أمثال عادل أمين وبشاشا .. وأشباههم .. هؤلاء يصيبهم الرعب عديل من ذكر الفولان والهوسا والبرنو ..

    دعونا نقف علي مثال واحد .. أو مثالين لشرح هذه الحالة ..
    نأخذ المثال الأول حالة جنوب كردفان .. وجود الفلاته والبرقو والبرنو قديم جداً في الولاية .. وهم أصحاب مزارع وبساتين .. حولوا جنوب كردفان إلي حدائق غنّاء من أشجار الفواكه المختلفة والحمضيات ومزارع الخضروات .. وأثروا حياة الناس في التعليم الدينى وحسن المواطنة civility .. يتعاملون مع الأخر بأحترام جم وتقدير كبير .. في المقابل يعتبرهم أبناء النوبة في الحركة الشعبية .. أن وجودهم في الولاية يعتبر أجتياح وعزو سكاني غير مرغوب فيه تماماً .. وكل من يقرأ أدبيات الحركة الشعبية جناح أبناء النوبة يجد أختصار BBF .. هذا الأختصار أؤكد لكم لم تسمعوا به في جنوب كردفان إلا من هو لصيق بالولاية .. هذا الأختصار من أدبيات تنظيم الكمولو السري في جنوب كردفان .. (وهذا الأسم - الكمولو - يعني تنظيم الشبيبة .. أنشاه مثقفي النوبة في الجامعات والثانويات ليقوموا بواستطة لحماية مصالح النوبة ضد حكومة نميري وضد الوجود العربي والفولاني في الولاية) .. فتسمية ال BBF وكثيرا ما يطلق عليها BNF تعني قبائل البرقو والبرنو والفولاني ..ورغم العداء السافر ضدهم من قبل الحركة الشعبية - أبناء النوبة .. ألتزمت القبائل الفولانية الصمت .. بل صمت أهل القبور تجاه العمل السياسي والأنحياز لطرف ضد الأخر في الصراع في الولاية .. ولو نظرنا إلي مجمل السودان تجد القليل جداً من أبناء الفولاني تبنوا الأنتماء إلي مشروع الزنوجة السوداني مثل دكتور أبوبكر القاضي .. رغم أني أقول أن أبو بكر تنبي مشروع الهامش الذي يلتقي في المصالح مع الزنوجة ..

    ولو نظرنا للقبائل العربية في جنوب كردفان .. نحن ننظر إلي الحياد الفولاني بأنه حياد أيجابي جداً .. فكل من لم يتبن المشروع المعادي لوجودنا فهو بصورة أو أخري صديقنا وإن أختلفنا في بعض الوجوه ..


    بريمة
                  

10-06-2018, 03:06 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    موسسة هوسا الســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــودانية الدوليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة .. تقدم موسيقي الكيتا الهوساوية السودانية ..



    لأنظروا لأبطال كمال الأجسام من أبناء الهوسا .. معقولة السودان لم يشارك بهم في المحافل الدولية .. أم لأنهم هوسا . ساكت.

    بريمة
                  

10-06-2018, 03:12 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)


    مسيقي الكيتا الهوســــــــــــــــــــــاوية ..



    بريمة
                  

10-06-2018, 03:19 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    موسيقي الكيـــــــــــــــــتا .. classic




    بريمة
                  

10-06-2018, 03:24 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    والله ما يوصفوا به عسل عديل .. ولا نامت عين الكوكلان عادل أمين ..



    من حقنا أن نستمتع بهذا الفن السوداني الرائع .. والتنغيم العالي .. والأداء المتفرد ..

    بريمة
                  

10-06-2018, 03:30 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    أداء موسيقي درامي .. هائل .. لأبناء وبنات الهوسا ..




    8 مليون سوداني أو أكثر تعود جذورهم إلي قبيلة الهوسا ..

    بريمة
                  

10-06-2018, 03:47 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    التراث الشعبي الهوساوي في السودان ..



    هل سمتعم "لا إله إلا الله .. يا محمد يا رسول الله ..".

    بريمة
                  

10-06-2018, 03:56 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)





    بريمة
                  

10-07-2018, 09:19 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: Biraima M Adam)

    الباشمهندس بريمة بلل
    لك التحية و السلام
    انت بحق رجل مجتهد وباحث حقيقي في التراث السوداني ,,

    اقترح ان تحول عنوان وموضوع البوست لمشروع كتاب ,,,
                  

10-07-2018, 08:08 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 27529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الوجود الفلاتي .. والهوساوي .. في السودان (Re: اسماعيل عبد الله محمد)


    شكراً يا ول أبا أسماعيل ..

    أيد علي أيد تجدع بعيد .. أراكم نجمع المادة عن الفولان والهوسا في السودان عشان تكون متوفرة.

    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de