العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. حلقة "2"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-29-2017, 08:26 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. حلقة "2"

    أسباب وتجليات النزعات العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. حلقة "2

    عملت في الحلقة الفائتة على محاولة تتبع المراحل التاريخية التي وصلت باللون الأسود إلى ما هو عليه الآن من تمييز مجمل "أزمة".

    وقلنا أن البداية الرمزية كانت في النزاع اليهودي الفرعوني (الفراعنة السود) واضطهادهم وإستعبادهم لليهود من ناحية كما أن الصراع اليهودي اليهودي عبر التاريخ كان بين رمزية اللونين الأسود والأبيض حيث كان اليهود منقسمون داخلياً إلى ألوان بحسب العشائر الأثني عشر (منها لون البشرة الأسود/الفلاشا) التي كثيراً ما كانت في صراع على السلطة المادية والرمزية تلك الأحداث التي فصلها الكتاب المقدس الأول بصورة مكثفة. غير أن اليهود لم تحن لهم أي لحظة تاريخية إستطاعوا عندها ممارسة أي سلطة مادية أو روحية على أمة ذات لون أسود إذ كانت مصر والسودان في كل المراحل التاريخية أقوى وأعظم أثراً حضارياً من أي سلطة تاريخية لليهود ما عدا اللحظة الراهنة "1948- الآن".

    العرب والمسلمين وصراعهم مع المسيحيين النوبة.. في عهد ما قبل الإسلام بقليل كان الأحباش "النصارى السود" يسيطرون على جنوب الجزيرة العربية وينشرون النصرانية في الجزيرة العربية ويبنون دور العبادة الكنسية فيها عبر القوة العسكرية.. وحدثنا التاريخ كما جاء في القرآن أن الأحباش كانو يخططون إلى هدم وتدمير رمزية الكعبة بشكل نهاني.. وكانو أقوى من كل العرب بدرجة لم يجد معها غير تدخل القوة الإلهية في صورة طير أبابيل كما جاء في القرآن.. وتبع ذلك الصراع بروبقاندا حرب لكنها بروبقاندا رمزية لم تكن قادرة على التحول إلى شكل عملي إلا في مراحل لاحقة مع النوبة في شمال السودان حيث دارت حروب وحدثت منازعات وصراعات إستمرت أكثر من ألف سنة "741م إلى 1821م" تاريخ أول محاولة فاشلة إلى تاريخ نجاح أول غزوة قادمة من ناحية الشمال "1821".. وهي حملة محمد على باشا وعندها بدأت فعلياً أزمة اللون الأسود تتشكل داخل السودان نفسه وبصورة عملية وواقعية وليست رمزية فحسب.. تلك الحالة لم تحدث في تاريخ السودان ولا مرة واحدة من قبل.. إذ سنار آخر الممالك السودانية القديمة تبنت الإسلام وأحتفطت كسابق الحالة بالسلطة العليا للرجل الأسود "الفونجي" والدنيا للألوان الأفتح أي عكس ما حدث بعد العام 1821.

    إنتماء السودان إلى الدين الإسلامي والنسق الحضاري العربي "رسمياً" أثناء مملكة سنار "1503م" كان خياراً سليماً أقتضته ظروف اللحظة التاريخية المواتية.. لقد حدث بالفعل وانتهى وليس في الإمكان أحسن مما كان.. إنه خيار الناس آنها "الغالبية" والدليل إستقرار النسق أكثر من ثلاثة قرون ولم ينهار من داخله.

    إذ ذلك الخيار أتاح للشعوب السودانية حرية أكبر في صناعة مصيرها الذاتي من الناحية السياسية والإقتصادية ولم يكن في الأفق نسق حضاري جاهز ومناسب غيره يمكن تبنيه تلك اللحظة التاريخية.. فبقية أفريقيا جنوب الصحراء كانت تعاني بأكثر مما تعاني الآن من التخلف الحضاري.. ولم يكن في الإمكان صناعة نسق حضاري محلي/ذاتي "مكلف ويحتاج إلى وقت أكبر" فكان تبني النسق الحضاري الإسلامي/العربي هو المتاح ولو بعد موت جذوته الحضارية.. فالسودانيون تبنوا النسق الحضاري العربي رسمياً بعد إنهيار بغداد ب 245 سنة على وجه التحديد، وكانوا قبله كل الوقت في خصومة حضارية مع النسق العربي/الإسلامي كما بينا في الحلقة السابقة.

    النسق السابق لسنار "النوبي المسيحي" كان جل الوقت تابعاً للكنيسة القبطية المصرية. ولغة الدولة والدين هي القبطية وتتحدثها صفوة صغيرة لكنها مسيطرة بالكامل على الشعوب القاطنة الرقعة الجغرافية حتى حان وقت تلاشيء النظام القبطي وإستبداله بالإسلام كدين والعربية كلغة بواسطة السكان الأصيلين وبعضهم تبنى العرق العربي "ليسو بعرب" وهؤلاء هم من صعدو في سلم الحضارة على حساب الصفوات "المخلوعة" بلغة هذه الأيام.

    وذلك حدث من قبل في الشام والعراق فالسودان ليس بإستثناء إذ تبنى الأشوريون والبابليون والفينيقيون العرق العربي والإسلام وتبنى البرر في المغرب والليبيون في ليبيا أيضاً العرق العربي بجانب الإسلام.. كما فعل من قبلهم سكان مصر من الأقباط "سكان مصر الأصيلين" العروبة والإسلام ولم يلتزم منهم العرق والدين القبطيين إلا أقلية تبلغ الآن 9 ميلون من عدد سكان مصر البالغ مئة مليون. كما أن النوبة في صعيد مصر "الفراعنة" أتخذو الإسلام ديناً وتمسكو بعرقهم النوبي ولغتهم الأصل ما تزال حية. وهذا بالضبط ما فعله نوبيو السودان وعدد آخر من أعراق السودان الأصيلة إضافة للنوبة إذ تبنو الإسلام كعقيدة وآيديولوجيا ولكنهم تمسكو بلغاتهم وأعراقهم الأصيلة مثل البجا والفور والمساليت والبرتي والميدوب والفونج.

    إذ أن تبني الإسلام والعروبة في السودان كان خياراً داخلياً محضاً ولم يفرض عبر أي نوع من قوة عسكرية خارجية كما جرى في بلدان أخرى في الأقليم والعالم وهنا يكمن فرق كبير تجاه الخيارات المتاحة.

    بل كان خياراً مستقلاً قصد به التحرر من ربقة الإضطهاد القبطي والصفوات التي تحكم بإسمه في وسط وشمال السودان بالذات في المدة الأخيرة من حكمهم في علوة والمقرة ونوباطيا. فالنظام القبطي أستمر في السودان لمدة ألف عام.. كل ذلك الوقت كانت النظم السياسية تابعة للنسق العقائدي القبطي "الممالك المسيحية السودانية كانت جل الوقت تابعة لمركزية حضارية خارجية". إذ آخر حضارة سودانية أصيلة من حيث النسق الحضاري الكلي كانت مروي "أركماني والإله أبادماك" انتهت رسمياً عام 350م. ورثتها الممالك المسيحية القبطية محل حديثنا هنا والتي حكمت السودان "رسميا" حتى العام 1503م تاريخ صعود سنار في مشهد حضاري مختلف جذريا "قلنا بأهم مبررات تخلقه أعلاه".

    فترة النسق المسيحي في السودان سبقت وتزامنت مع إنبعاث ونشأة الحضارة العربية الإسلامية وسطوتها ثم إنزواء نسختها المزدهرة.. بداية بالبعثة المحمدية 610م ونهاية بإنهيار بغداد على يد التتار عام 1258م إذ عاشت الحضارة العربية الإسلامية مزدهرة مدة 650 سنة (610م-1258م).

    كل ذلك الزمان كان السودان نوبياً مسيحياً من الناحية الرسمية "قبطي". ولم يتخد السودانيون الدين الإسلامي كدين رسمي إلا بعد إنهيار بغداد بحوالي 250 سنة إي في العام 1503م .. عدم وجود مركزية حضارية "منظمة" أتاح لسودان العهد السناري حرية أكبر لخلق نظام سياسي وإداري خاص به كان ناجحاً ومستقراً وغير مهدد بالإنهيار الداخلي وصمد أكثر من ثلاثة قرون ولم ينتهي إلا بغزو خارجي عام 1821م.

    كانت بنية الدولة في سنار شبه كونفدرالية تقوم على أس العرق "العشيرة/القبيلة" في الحيز الجغرافي والإداري لكل وحدة عشائرية. ولم يكن لون البشرة مذموماً في سنار والأدلة التاريخية تحدثنا عن أن أهل البشرة السوداء هم الأعلى سلطة وسلطان.. إذ أن ذم اللون الأسود في التراث العربي لم يصل إلى السودان إلا مع محمد على باشا الذي جاء عام 1821م في حملة عسكرية هدفها الحصول على المال والرجال.. والمال هو الذهب والرجال هم البشر السود من غير المسلمين في الأساس وتصادف أن يكون هؤلاء القوم في جنوب السودان وغربه الأقصى وجبال النوبة وجبال الأنقسنا.. عند هذه اللحظة بدأت عملياً أزمة اللون الأسود في السودان، عملياً وليس رمزيا!. إذ أن التمايز بين الأحرار والعبيد كان يتم في منطقة البلغان وإيران وآسيا الوسطى على أسس ليس من بينها اللون فإن في السودان قصة مختلفة إذ أصبح اللون الأسود مرتبط بالرق وتجارة الرقيق.. ولا يشفع للرقيق إن كان لون بشرته أفتح من سيده فإن اللون في هذه الحالة صفة تلحق بحالة الإستعباد.

    وإن كان تاريخ الرق في السودان أبعد من تاريخ حملة محمد على باشا فإنه لم يرتبط باللون الأشد سواداً إلا بعده، كون جل قيادات الممالك السودانية السابقة للحملة من السود "الأشد سوادا"" من السكان الأصيلين "الفونج والفور والشلك وبالطبع نوبا الشمال والجبال" وكان السود ليس أحراراً فحسب بل هم أهل السيادة والقيادة والكلمة العليا والأمراء والملوك.

    بقدوم محمد على باشاً بدأت دورة جديدة في التاريخ شهدت نشاطاً للرق وتجارته لم يسبق لها مثيل في تاريخ السودان القديم ولا الوسيط.. إذ أن السودان لم يشهد في تاريخه تجييش الرقيق بصورة نظامية قبل محمد على باشا وأهم تجلياته الداخلية نجدها في جيش الزبير باشا في بحر الغزال ودارفور. إذ صناعة جيش من الرقيق ليس محدوداً مثل العمالة والخدمات المنزلية يحتاج أعداد كبيرة من البشر مما جعل تجارة الرقيق أكثر ربحاً وإنتشارا.

    النصف الأول من عهد محمد على باشا "1821-1885" شهد حملات كبيرة ومنظمة لأصطياد الرقيق في جنوب السودان وجبال النوبة والإنقسنا نتج عنها ترحيل عشرات الآلاف من البشر إلى وسط وشمال السودان للزراعة والعمالة المنزلية وإلى مصر حيث يكونون إضافة لجيش الخديوي حاكم مصر والسودان والشام والحجاز.. كل تلك الأعداد التي قد تبلغ مئات الآلاف إن لم تكن عدة ملايين أصبحت بطول المدة جزءاً من النسيج السكاني الكلي "لا يرى بالعين المجردة" أي في حالة إندغام تامة وصلت مرحلة الأصالة.. وهي بالتالي تشكل قدراً حتمياً من ألوان وملامح سكان الوسط النيلي الأصيلين وهم (الجموعية والشلك والبجا والنوبة "الجموعية من أقدم سكان الوسط النيلي وهم في أصلهم أقوام الصحراء الغربية") مع خلطة من عشائر عربية وجماعات من المماليك "الشركس والألبان" والأقباط والبربر القادمين من المغرب العربي وآخيراً الفولاني والهوسا.. الوسط النيلي عزف سمفونية عظيمة في التلاقح والإختلاط لم تتسنى لغيره من أطراف السودان لهذا ظلت الأطراف أكثر براءة وأصالة ملامح فيزيائية ولغات.. والهجرات دائماً تأتي إلى السودان من الشمال والشرق والصحراء المغربية والأفريقية ولم يعرف السودان هجرات تذكر من العمق الأفريقي كون لا حاجة لسكانه بالهجرة لما عندهم من وفرة المياه والأرض الخصيبة.

    كما أن السودان الحضاري في جميع مراحله المعلومة منذ كوش وحتى تاريخه الحديث لم يكن له علاقات وتداخلات حيوية ولا معارك وحروبات جديرة بالذكر مع العمق الأفريقي نسبة للأحوال الطبيعية والمناخية. وكان جل فضاءاته ناحية الشمال أثراً وتأثرا.. ولم يكن كل الوقت للون البشرة صله رمزية او عملية بعلو أو إنحطاط المقام إلا في عهد محمد على باشا.. هنا تأزمت محنة اللون الأسود عملياً داخل السودان اذ انتقل عندها الإرث العربي في ذم اللون الأسود ليتبناه السودانيون العرب والمستعربون (راجع صراع العرب والنوبة في الحلقة الفائتة).. كون في تاريخ السودان الحديث بدءاً ب 1821 صعد لون البشرة الفاتحة كطابع رمزي للنظام السياسي والإقتصادية والاجتماعي.. وليس لسنار أي دور في ذلك بل على النقيض كانت سنار تحتفي بلونها الأزرق "الأسود" وكان حلفاءها الأفتح لوناً في إنسجام ورضى عن قسمتهم من السلطة والثروة.

    ماذا حدث في المراحل التاريخية اللاحقة لرمزية اللون الأسود بعد إنقضاء عهد محمد على باشا؟.

    ظل النظام السياسي والإجتماعي كما هو في العهود التالية "المهدية والإنجليزي وما بعد الإستقلال" إذ شرعت المهدية تجارة الرق والرقيق بذات المبررات التي عمل بها محمد على باشا.. وعندما جاء الإنجليز وحرموا تجارة الرق وبعد قليل حرروا الرقيق لم يكن القرار الإنجليزي نابعاً من حيثيات تطور إجتماعي حتمي.. اذ أن البنيات الإجتماعية والسياسية والمخيال الإجتماعي يقوم في مرحلة تاريخية متأخرة عن فكرة تحرير الرقيق أو تحريم تجارة الرق.. ففي أوروبا ظروف مختلفة تمثلت في نشوء الدولة الوطنية التي تعتمد على الضرائب الحديثة في تمويل ذاتها مما جعل من الفرد كوحدة إقتصادية قائمة بذاتها أمراً في صالح نظام الدولة.. ذلك عجل بإنهاء تجارة الرق وتحرير الرقيق إضافة إلى الوعي الإنساني الجديد الذي مهدت له العلوم الطبيعية والإجتماعية الحديثة.. في السودان كان الأمر مختلفا!.

    تم تحريم الرق في السودان بواسطة الإنجليز في النصف الأول من القرن العشرين ولقى القرار مقاومة قوية علنية وواضحة من رموز سياسية رأت القرار مسبباً لخسائر فادحة للقطاع الإقتصادي التقليدي في البلاد وتلك طبعاً حقيقة إذ عشرات الآلاف من الناس فقدت العمالة "السخرة" والبعض فقد سبل رزقه في تجارة الرقيق كما أن قرار تحرير الرقيق كان عند البعض مهدداً للنسق الإجتماعي السائد "المطمئن" وربما فتح الآفاق على نتائج سلبية خطيرة لا يمكن تداركها سلفاً أو حسابها مسبقاً.

    لكن ثبت اخيراً أن التحرير لم يكن بذاك السوء الذي ظنه الناس في بداية الأمر.. إذ كانت حجج الناس قوية بدرجة جعلت أهم رموز المجتمع والسياسة في السودان يقفون ضد القرار الإنجليزي لكن بلا جدوى كبيرة.. لقد حدث التحرير في النهاية ولو بشكل تدريجي وأكتمل في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي.

    وأدى تحرير الرقيق إلى فورة إقتصادية كبيرة لصالح الدولة والمجتمع. إذ انخرط الأحرار الجدد بهمة عظيمة في شتى مناشط اقتصاد الدولة وبالذات في قطاعات الزراعة والصناعة والثروة الحيوانية والخدمات بأنواعها بما فيها المشروبات الكحولية وبيع الهوى "الحكومة تتلقى ضرائب من تلك المناشط تذهب إلى خزينة الدولة".

    وذلك هو السر الأول لمبدأ التحرير في أصله الغربي "الإقتصاد في ظل الدولة الوطنية" وهو أيضاً سبب تجريم الرق في السودان وتحرير الرقيق إضافة إلى المرجعيات الأخلاقية التي مهدت لها العلوم الحديثة والرقي الحضاري في الغرب "الغرب وحده".

    إذ على سبيل المثال وصل سعر الجنيه السوداني ثلاث إلى سبع جنيه إسترليني بعد قرار تحرير الرقيق بعد عدة سنوات فقط!.
    وعلى أي حال فإن قرار تحرير العبيد وتجريم الرق كان قراراً غربياً محضاً ومن طرف واحد عارضته كل دول وحكومات وزعامات ورجالات وقيادات الشرق وبشكل مطلق وبلا إستثتاء حتى إنصاعو له بعد أكثر من قرن من الزمان وهم مكرهين. وظلت العبودية وتجارة الرق تمارس في الخفاء في عدة مجتمعات شرقية وحتى الستينيات من القرن الماضي ومنها السعودية وليبيا وموريتانيا والسودان.

    وإذ أنتهى الرق وتجارته عملياً.. ظل الضحايا بلا ذكر.. بل يطاردهم ونسلهم العار الذي لا ذنب لهم به.. وظلت وصمة اللون الأسود تلاحق أصحابه في السودان ذماً للدم وللعرق في نزعة عنصرية شديدة الأصالة ولا تفارق خواطر القوم الأكثر مدنية وتحضراً ناهيك عن البدو والأميين. والألوان درجات بين الأبيض والأسود.. والأبيض مشكور والأسود مذموم.. غير أن كل الدرجات اللونية يمكن معالجتها بالرضى عنها والتغني بها ما عدا الأسود، لم يحن وقته بعد!.

    ماذا الآن؟.

    في الحلقة القادمة سنتحدث عن الهنا والآن ونحاول أن نقف على أسئلة عملية وأكثر تفصيلية من قبيل: من يمارس العنصرية، وضد من؟ لماذا وكيف؟ ما هي الميكانيزمات والآليات التصنيفية وكيف تشتغل؟ من هم الضحايا على وجه الدقة ولماذا هم صامتون "هل!"؟.. طبيعة القوانين المضادة للعنصرية ومدى فاعليتها والإتفاقات الدولية والأقليمية ومدى الإلتزام بها؟. وآخيراً هل تكون العنصرية سبباً في الشقاق والحرب وتقسيم وترسيم الحدود أم أن للصراع في السودان أسباب أخرى مختلفة وتستغل الهويات العرقية والتاريخية في التعبئة الميدانية من أجل المكاسب السياسية المحضة والآنية من جميع الأطراف الممكنة ومن الدولة ذاتها كون القبيلة في السودان "وشائج الدم" أقوى واقدم من الدولة؟.. هل العنصرية والتمييز العنصري واللوني حالة واحدة وجامدة بين عرب وأفارقة أم توجد النزعات العنصرية داخل العرق الواحد ولا يهم من يكون (حرب الدينكا والنوير مثال وحروب دافور بين القبائل ذات الأصول العربية مثال آخر مضاد)؟. كيف نخلق عقول معافاة من الميول العنصرية ونصنع مجتمع ودولة بلا هوية لونية ولا عرقية؟.. كل ذلك والمزيد سنحاول بحثه في الحلقات المقبلة.

    محمد جمال الدين

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 10-29-2017, 08:53 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 10-29-2017, 09:46 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 10-29-2017, 10:32 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 10-29-2017, 11:35 PM)





















                  

10-29-2017, 09:14 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: محمد جمال الدين)



    وقلنا أن البداية الرمزية كانت في النزاع اليهودي الفرعوني (الفراعنة السود)


    ياساتر من الدعاتر!

    اخونا محمد جمال، من اين لك هذا؟

    فراعنة سود؟

    فراعنة يهود؟

    اليهود الماسود ديل ظهرو في التاريخ متين؟

    اذا قصدك فترات الاضمحلال وانهيار السلطة المركزية في اسوان اللي فيها الاجانب كالهكسوس والوافدين في الدلتا حكمو مناطقم بي صورة مستقلة فهذا مفهوم، ولكن ماحصل واحد ماسوداني حكم من اسوان كمت كلها.

    سوداني تشمل اهلنا نوبة اسوان عشان ما تطش في حتة صغيرة.

    معليش البتردد فيهو ده للاسف تراش مركزية اوربية ادعت اصل اري ابيض للحضارة، او لما حوصرو وانهمزو ابتدو يتكلمو الان اي بعضا منهم عن فراعنة سود واخرين بيض وماشابه!

    واضح انك مامنتبه لي تكتيكات الحرب الكونية علي ارثنا الكوشي!

    هؤلاء اجانب تحولو الي محتلين تم اجلاؤم من كمت اكثر من مرة انطلاقا من السودان الحالي وبمشاركة افراد سودانيين من السودان الحالي تطوعو للدفاع عن اهلهم هناك ولا علاقة لايا من البتسميهم يهود ديل بي حضارة كوش اي كمت، من قريب او من بعيد، اكرر اللهم الا كغزاة اجانب!

    خليك من الزمن داك، اذا الي هذا التاريخ السوداني بتزوج بت خالتو اي قريبتو بالدم، كقاعدة، فكيف واحد يهودي علي قولك ابيض او ماسوداني حيجي خاشي في الاسرة الحاكمة ليكون "فرعون"؟

    بالذات الواحد في الزمن داك كان بتزوج اختو!

    اها اليهودي حيخش بي وين في الاسرة الحاكمة؟

    خليك من يهودي ولاغيرو، الي هذا التاريخ لو اتزوجتا سودانية من ذات الحي ولكن من خارج الاسرة فهذه كان مشكلة لحدي 89م!

    ماعارف الحال الان ولكن تاريخيا حتي زمنا كان ده هو الحال.
                  

10-29-2017, 09:24 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: Bashasha)



    واضطهادهم وإستعبادهم لليهود ياساتر!

    ياعزيزي

    اذا غرضك الهكسوس وهم ساميين نعم، فهؤلاء اتو ديارنا كغزاة، وهم من بداو اساءة معاملة اهل الارض بما فيه استرقاق اهلنا في كمت الدنيا.

    اما ترهات استعبادم بواسطة اهلنا فهذه ترهات امثال مناحيم بيغن القال الكلام ده للسادات، وهذا جزء من مسرحية تقديم اليهود كجنس خارق، اي شعب الله المختار.

    اذن بنتكلم عن اجواء معارك تحرير خاضها اجدادنا لتحرير ديارم واهلهم من الهكسوس، ولم يكن هناك استعباد لليهود لانهم فقط يهود وهذا اسقاط ليس الا!

    كلامك غريب عن فراعنة سود وكانو كانو هناك فراعنة ماسود!

    معليش انتا بتشيل او تغرف من خطاب دعاوي المعسكر الهكسوسي، وليس الا!
                  

10-29-2017, 09:36 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: Bashasha)



    كان الأحباش "النصارى السود" يسيطرون على جنوب الجزيرة العربية وينشرون النصرانية في الجزيرة العربية ويبنون دور العبادة الكنسية

    حولا ولاقوة!

    ياعزيزي

    برضك بتسمع في ترهات خطاب الطرف العروبي الاخر في الصراع المرير الطويل السابق للمسيحية مابينا ككوشين واللاجئين العرب الي يمن اليوم وسعودية اليوم!

    نعم بذات الطريقة العرب جونا كلاجئيين ومهاجرين في يمن اليوم اي "جنات عدن" اللي بنوها امثلل لقمان صالح شداد من الكوشيين والكلام ده قبل ما اول عربي يتولد كبشر ويمشي علي قدمين!!

    اها لما كترو كنوع من العرفان لي كرمنا الكوشي العرب تمردو او قلبو علينا لينتهي الصراع بطردنا من هناك!

    اذن البتتكلم عنو ده عن صراع مسيحة واسلام وماشابه تم في عصر لاحق حديث نسبيا!

    ما تنسي سكان اسيا كلها تقريبا من البحر الاحمر وحتي الهند غالبيتم الساحقة كانو اجدادنا والكلام ده قريب نسبيا في عصر قدما الاغريق شهود العيان مما يؤكد كيف ده كان صراع بين اهلنا ووافدين اجانب اي عرب اليوم!

    للاسف بتشيل او تغرف من ترهات خطاب الطرف الاخر في كل كلامك!

                  

10-29-2017, 09:43 PM

Bashasha
<aBashasha
تاريخ التسجيل: 10-08-2003
مجموع المشاركات: 25803

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: Bashasha)



    تم تحريم الرق في السودان بواسطة الإنجليز في النصف الأول

    عيييييييييييييييييييييك!

    انتا بتخمش او تجيب خطاب الطرف الاخر بي ضبانتو!

    يعني البيض هم الحررو اهلنا من العبودية؟

    اها من دون خلق الله في البيض الانجليز كانو هم رسل تحررنا؟

    اذا الانتاج الزراعي اضحي صناعي باستخدام الالة وبالتالي بالحساب الراسمالي اضحي لامعني لاستخدام امثالنا كالات انتاج، فهل هذا يعني تحريم للرق بواسطة الانجليز ام ماعاد الرق كوسيلة انتاج نافع مقارنة بالالة؟
                  

10-29-2017, 10:19 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: Bashasha)

    سلامات بشاشا وسعادة بطلتك واعرف أننا دخلنا المرة دي في الدومين بتاعك :).. بس هنا وجهة نظر عملية وليست تاريخية او نظرية محضة او ذلك الجدل الهويوي الذي لا ينقضي ولا نتيجة عملية ترجى منه.. نحن هنا نتحدث عن مشكلة وفي سبيل بحث عن حلول ممكنة.. من قبيل الإجابة على الأسئلة التالية:
    ماذا الآن؟.

    في الحلقة القادمة سنتحدث عن الهنا والآن ونحاول أن نقف على أسئلة عملية وأكثر تفصيلية من قبيل: من يمارس العنصرية، وضد من؟ لماذا وكيف؟ ما هي الميكانيزمات والآليات التصنيفية وكيف تشتغل؟ من هم الضحايا على وجه الدقة ولماذا هم صامتون "هل!"؟.. طبيعة القوانين المضادة للعنصرية ومدى فاعليتها والإتفاقات الدولية والأقليمية ومدى الإلتزام بها؟. وآخيراً هل تكون العنصرية سبباً في الشقاق والحرب وتقسيم وترسيم الحدود أم أن للصراع في السودان أسباب أخرى مختلفة وتستغل الهويات العرقية والتاريخية في التعبئة الميدانية من أجل المكاسب السياسية المحضة والآنية من جميع الأطراف الممكنة ومن الدولة ذاتها كون القبيلة في السودان "وشائج الدم" أقوى واقدم من الدولة؟.. هل العنصرية والتمييز العنصري واللوني حالة واحدة وجامدة بين عرب وأفارقة أم توجد النزعات العنصرية داخل العرق الواحد ولا يهم من يكون (حرب الدينكا والنوير مثال وحروب دافور بين القبائل ذات الأصول العربية مثال آخر مضاد)؟. كيف نخلق عقول معافاة من الميول العنصرية ونصنع مجتمع ودولة بلا هوية لونية ولا عرقية؟.






                  

10-30-2017, 08:47 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: محمد جمال الدين)

    أي أن الهدف عملي
                  

11-02-2017, 01:15 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: محمد جمال الدين)

    ونواصل كلما امكن
                  

11-02-2017, 01:12 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: محمد جمال الدين)

    هل في فترة المهدية كحكم وطني أدان أحد السودانيين من كان، تجارة الرق ونادى بتحرير الرقيق؟.

    هل في العهد الإنجليزي بدءا من العام 1900 وإلى العام 1924 أدان أحد من السودانيين من كان تجارة الرق ونادى بتحرير الرقيق؟.

    في العام 1924 أصدر الإنجليز مرسوما يقضي بتحريم وتجريم تجارة الرق في السودان وهي قد منعت في بريطانيا منذ العام 1807 والتجارة في الرق عقوبتها الاعدام في بريطانيا .. هل كتب أحد مثقفينا آنذاك وهم كثر يقف مع القانون ويدين تجارة وتجار الرق ونادى بتحرير الرقيق (استمرت تجارة الرق في السودان برغم منعها قانونيا حتى العام 1950 وربما بعده). أقول هل كتب اعترض أدان أي سوداني طليعي الرق وتجارته في السودان او اي حتة في العالم ونادى بتحرير الرقيق من منطلق اخلاقي وانساني سواءا كان ذلك الشخص شاعرا او مغنيا او مدرسا أو صحفيا أو برلمانيا أو رجل دين أو شيخ قبيلة أو رجل شارع ساي؟.

    فقط أن تكون المادة مكتوبة/موثقة.. أرجو البحث والتحري معي عن الامر إن أمكن يا اصدقاء.. وللأمر علاقة بالأبحاث التي اعمل عليها عن سكان السودان عبر القرون.. أي هدف عملي!
                  

11-02-2017, 01:14 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5378

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العنصرية في السودان وأزمة اللون الأسود.. ح (Re: محمد جمال الدين)

    هل في فترة المهدية كحكم وطني أدان أحد السودانيين من كان، تجارة الرق ونادى بتحرير الرقيق؟.

    هل في العهد الإنجليزي بدءا من العام 1900 وإلى العام 1924 أدان أحد من السودانيين من كان تجارة الرق ونادى بتحرير الرقيق؟.

    في العام 1924 أصدر الإنجليز مرسوما يقضي بتحريم وتجريم تجارة الرق في السودان وهي قد منعت في بريطانيا منذ العام 1807 والتجارة في الرق عقوبتها الاعدام في بريطانيا .. هل كتب أحد مثقفينا آنذاك وهم كثر يقف مع القانون ويدين تجارة وتجار الرق ونادى بتحرير الرقيق (استمرت تجارة الرق في السودان برغم منعها قانونيا حتى العام 1950 وربما بعده). أقول هل كتب اعترض أدان أي سوداني طليعي الرق وتجارته في السودان او اي حتة في العالم ونادى بتحرير الرقيق من منطلق اخلاقي وانساني سواءا كان ذلك الشخص شاعرا او مغنيا او مدرسا أو صحفيا أو برلمانيا أو رجل دين أو شيخ قبيلة أو رجل شارع ساي؟.

    فقط أن تكون المادة مكتوبة/موثقة.. أرجو البحث والتحري معي عن الامر إن أمكن يا اصدقاء.. وللأمر علاقة بالأبحاث التي اعمل عليها عن سكان السودان عبر القرون.. أي هدف عملي!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de