كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
شكرا يا حسين على الرد والكلام اللطيف أنت تقصد موتها المعنوي اذن ولو أن امثالها لا يموتون بل ينزوون بعيدا عن الاضواء ليمارسوا ادوارا لا تقل خطورة عن ادوارهم التي كانوا يؤدونها وهم تحت الاضواء. لا شك أن السودان جزء من مشروع الشرق الاوسط الكبير او الجديد كما في توصيف الست كوندوليزا وربما ما حدث في نيفاشا وما ترتب عليه وما سيحدث في دارفور اذا مضت في طرييق الانفصال، من ضمن استحقاقات ذلك المشروع الذي لا نعلم عنه الكثير. اعتقد أن نظريتها حول الفوضى الخلاقة هي الاجدر بالاهتمام رغم عدم وقوفي على direct quote ينسب هذه العبارة لها. سؤالي هنا: هل يجب علينا مقاومة مشروع الشرق الاوسط الكبير "او العظيم؟" هذا لمجرد انه من صنع دوائر الNeocon رغم أنه في جوهره يسعى لنشر الديمقراطية في المنطقة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(3) هناك رغبة أمريكية عارمة للتضييق على الصين - التى امتدت يدها إلى الموارد المذكورة بعاليه وكشفها - وحملها على الخروج من أفريقيا عموماً ومن السودان على وجه الخصوص؛ لكى لا تصبح الوريث الوحيد لاستكشافات أمريكية سابقة فى مجال البترول؛ كتلك التى لشركة شيفرون التى ابتدرت التنقيب عن البترول فى السودان فى سبعينات القرن الفائت قبل أىِّ شركة أُخرى.
كما أنَّ هناك غضباً وغيرةً غربيتين كبيرتين من الصين التى بدأت منذ عقود فى معافرة الحديقة الخلفية المرصودة لترقيع النظام الرأسمالى لاحِقاً فى هذه الألفية. بل هناك الدراسة تلو الدراسة فى العديد من الجامعات البريطانية (وغيرها) التى تحصى على الصين كلَّ حركاتها وسكناتها ومكتسباتِها فى أفريقيا لحين إيجاد الفرصة القاتلة التى يتم الإنقضاض عليها.
وعليه لم يألُ الغربُ جُهداً فى افتعال الحروب فى المناطق التى تستثمر فيها الصين (حروب دارفور، جبال النوبة، وجنوب النيل الأزرق)، الأمر الذى اضطرَّ الصين فى أحيان كثيرةٍ لتسلِّح الجيش السودانى والمليشيات التى تعمل تحت إمرته لحماية استثماراتها فى السودان. بل فى بعض الأحايين تدخلت الصين عنوةً لحماية هذه الإستثمارات.
وبالتالى هذا الواقع من الحروب المُفتَعلة/الذكية رفع من كُلفة استخراج البترول فى السودان بالنسبة للشركات الصينية التى بدأتْ تزهد فى الإستمرار فى المزيد من الاستثمارات فى السودان؛ بشقيه الجنوبى والشمالى خاصةً مع تدهور أسعارِهِ، وبدأت فى التحوُّل للإستثمار فى الجارة الإثيوبية بشكل أوسع ممَّا كان فى السودان.
وعلى إثر ذلك قد رأينا كيف بالأمس القريب قد زارت مدينة جوبا أكثر من 102 شركة غربية للإستثمار فى البترول وغيره من الموارد الطبيعية هناك، كما أنَّ ذات الشركات الآن تتعطَّش لتزور الخرطوم هى الأخرى فى القريب العاجل بعد أن رُفعت العقوبات التى فُرضتْ على الحكومة ليقوم الشعب بتغيير النظام ولكنَّه لم يفعل بسبب هروب الإنتلجنسيا من السودان وتركه فريسة لتنظيم الأخوان المسلمين السودانى والعالمى. فإلى متى، إذاً، تنتظر أمريكا وينتظر الغربُ الشعبَ السودانىَّ ليقوم بواجبه تجاه التغيير والصين تعبث بالحديقة الخلفية المُدَّخرة لفك عثرات النظام الرأسمالى عند منتصف هذه الألفية.
يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(4) يُقسَّم العالم منذ فترة ليست بالقصيرة فى إطار ما نزعم أنَّه سايكِس بيكو (2). وهذا التقسيم يتم؛ لا على أساس إعطاء بعض الأقليات حقوقاً مهضومة كما يبدو للعيان؛ بل بناءاً على حجم الموارد الموجودة فى باطن الأرض ولا يعلم أهلُها عنها شيئاً. وعليه فُصِل الجنوب تأسيساً على وجود هذه الموارد، وستتبعه مناطق أُخرى عديدة من السودان للأسف الشديد فى القريب العاجل (جبال النوبة مثالاً).
وقد مَهَّدَ/يُمهِّد النظام الرأسمالى لسايكس بيكو (2) بقتل كلَّ الأفكار ذات البعد القومى والأممى وقتل رموزها؛ كما تمثل ذلك فى القضاء على فكرة السودان الجديد باغتيال زعيمها السيد د. جون قرنق وانفصال الجنوب، والإنقضاض على ما تبقى منها بانشقاق السيد عبد العزيز الحلو من الحركة الشعبية قطاع الشمال، وتلميحاته بالإعلان عن إنفصال جبال النوبة، وبالتالى بداية العد التنازلى لأدوار السيدين عرمان وعقار بالنسبة للغرب خاصةً أمريكا، إلخ.
وعليه قد يقتضى الأمر فى الوقت الراهن معالجة هذه الإنفصالات من الداخل، وبالتالى لابد من الإستفادة من الإنبطاح الأخوانوى المصاحب لرفع العقوبات لجعل ذلك ممكناً، ولكونهم مجرَّبين فى تقطيع أوصالِ أوطانهم وبيعها، مقابل لُعاعة البقاء فى السلطة لأطول فترة ممكنة، أو ربما مقابل الإستغناء عن السلطة شريطة عفو المحكمة الجنائية عن رمز السلطة - البشير.
يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(5) يضغط اللَّوبى الصهيونى والحكومة الإسرائيلية على الإدارة الأمريكية لمكافئة حكومة الأخوانويين فى السودان على المبادرة بوقف مد حماس بالأسلحة والمال، وعلى كونها الدولة الوحيدة فى الآونة الأخيرة التى نادت علناً بالتطبيع مع إسرائيل. بل هناك براهين قوية تؤكد على زيارة سرية لنتنياهو للسودان فى سبتمبر 2016 كما لمح بذلك وزير خارجية إسرائيل دورى غولد، وأنَّ التطبيع بين البلدين يسير على نحوٍ متقدم للغاية، وإن كان فى الخفاء (http://www.saadahnews.com/؟p=35006http://www.saadahnews.com/؟p=35006.
ولعلَّه لا يخفى على أحد رغبة أسرائيل فى تعضيد الأمن الداخلى لمواطنيها، وفى الأطماع القديمة لاسرائيل فى السيطرة على مياه النيل (فى إطار ما يُعرف بحرب المياه) والتى بدأت إسرائيل فى الزحف نحوهما فى إطار إتفاقية كامب ديفيد مع مصر فى السابق، وفى الراهن فى إطار تحالفات بينها وبين بعض الدول الخليجية والسودان؛ التى مازالت تتأرجح بين السرِّ والعلن.
يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(6) ترغب أمريكا فى القضاء على أوكار الإرهاب من منابِعِهِ (وواحدٌ من منابِعِهِ السودان) كشرط من مُقتضيات رفع العقوبات عن السودان. وذلك بالسماح للـ CIA بمطاردة الإرهابيين فى عقرِ دارهم وأوكارِهم، وكذلك بحمل الحكومة على ترك تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابى وبتحوُّلِها إلى حكومة أمنية وعسكرية الطابع ومتناغمة مع الخليج نوعاً ما، خاصةً أنَّ العسكر موصِّلون جيِّدون لسياسات أمريكا إلى شعوبهم - قسراً وقهراً - إذا ما قُورِنوا بالحكومات المدنية.
يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(7) من الواضح إنَّ حكومة الإنقاذ قد فعلت فوق ما يطمع النظام الرأسمالى ومؤسسات تمويله الدولية فيما يتعلق بالتحرير الإقتصادى، ومؤخراً بالمصادقة سراً على إتفاقية منظمة التجارة الدولية؛ وبالتالى قابلية مقايضة ديون السودان بأراضى سودانية فى أطار إتفاقيات غير شفَّافة (الصين تود أن تُقايض ديونها بأراضى مشروع الجزيرة والرهد؛ بما فوق الأرض وما تحت الأرض). وإلاَّ لما أقدمت الإدارة الأمريكية على رفع العقوبات، ولما تكالبت الشركات الأمريكية والغربية على قصعة السودان.
أقول ما أقول بالرغم من التمويه المتكرر من قِبَل تنفيذيىِّ الإنقاذ بأنَّ السودان على وشك أن يوقع على إتفاقية التجارة الدولية (آخرهم وزير التعاون الدولى). والشاهد أنَّ الحكومة قد وقعت (وانتهت) الإتفاقية من وراء ظهر الشعب وتتكتَّم على ذلك مخافة إستثارة حفيظته.
فالتوقيع على إتفاقية التجارة الدولية من شأنه أن يؤدى إلى تسطيح العالم (Flattening of the World) أمام حركة رأس المال فيما يتعلق بالضرائب الحكومية الرسمية والرسوم الجمركية، والأتاوات والزكوات غير القانونية، وتحويل الأرباح إلى الخارج. وكما قلنا من قبل، وفى إطار إمكانية مقايضة الدين بالأرض، سنكون فى القريب العاجل أمام عالمٍ مملوكٍ بالكامل لرجال الأعمال فى إطار النيوليبرالية السائدة الآن.
يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(8) من صالح الإدارة الأمريكية أن يكون التنسيق الأمنى الكامل بينها وبين حكومة الإنقاذ مستمراً (لِإنجاز شرقها الأوسط الجديد، لإنجاز مسألة التطبيع مع إسرائيل، لإنجاز سايكِس بيكو (2) وتقسيم السودان وفق وجود الموارد الطبيعية، ولمكافحة الإرهاب) وذلك لقلة كُلفته. حيث أنَّ مطالب الإنقاذ من الإدارة الأمريكية مقابل ذلك جَدُّ تافهة من وجهة النظر الأمريكية، وهى لا تتعدى غض الطرف عمَّا تفعل الإنقاذ بشعبها، وفى تنفيذ بعض الأعمال الإستخباراتية لتصفية خصوم الإنقاذ (كإغتيال العقيد د. جون قرنق، إغتيال د. خليل إبراهيم، ومؤخراً جادات، وجارى تصفية هلال، وعزل عرمان وعقار وتقوية شوكة الحلو)، وفى فضح بعض الإجرآءات الأمنية الإقليمية ضد نظام البشير، وفى سفر الوفود تلو الوفود إلى الولايات المتحدة.
يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(9) لقد بدأ السودان يُشكِّل فى - الآونة الأخيرة - محطَّاً لاهتمام العالم؛ كونه صاحب أقدم جينات بشرية موجودة على الأرض، ولكونه صاحب أقدم حضارات وثقافات وكنوز العالم. وهذا الواقع جعل الدول المتقدمة (خاصة أمريكا) تُهرع إلى السودان للمزيد من البحوث الكشفية فى مجال المعادن والآثار والمشروعات الجينوغرافية (genographic projects) (بروفسير منتصر الطيب، التغيير يوليو 2017). يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(1) كما كتبنا مراراً وتكراراً، فإنَّه بحسابات محافِظة نجد أكثر من 50% من حجم النقود المتداولة فى السودان هى خارج النظام المصرفى (https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-179863.htm)،https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-179863.htm)، بل إنَّ النسبة فى رواية مدير عام البنك الفرنسى تصل أكثر من 85% (http://www.alnilin.com/12758127.htmhttp://www.alnilin.com/12758127.htm. ويتعزَّز هذا القول بما أورده أستاذنا الجليل د. النور حمد فى احد مقالاته بأنَّ مجموع الحسابات الجارية فى السودان لا يتجاوز المليون حساب (د. النور حمد، الراكوبة، 2014). وذلك يعنى أنَّ كليبتوقراط الإسلام السياسى وحكومتهم ومن لفَّ لفَّهم (من الرأسماليين اللاأخوانويين الذين كُشِفتْ حساباتهم بعد تغيرَىْ عملة بالسودان ومُنعوا من التصرف فيها لبعض الوقت؛ الأمر الذى اضطرهم لأخذِ أموالهم خارج النظام المصرفى، وربما خارج السودان) إكتنازيون بامتياز، لِجهة أنَّ هذه المكتنزات هى عبارة عن أموال مسروقة من موارد الشعب المالية (ويُستثنى من ذلك بطبيعة الحال سائر شعب السودان لعدم قدرته على الإدخار بسبب الإفقار المتعمَّد من قِبَل السلطة).
وعليه فإنَّ رفع العقوبات يُمثل للذين يملكون أموالاً طائلة خارج النظام المصرفى سانحة لا تُعوَّض لإخراج تلك الأموال ودولرتها وحفظها فيما يُعتقد أنَّه أماكن آمنة كالدول الغربية والأخرى الغنية. وحتى بالنسبة للمشتبه بهم من غاسلى الأموال ومهربى الذهب والمتاجرين بالبشر والمخدرات، فإنَّ رفع العقوبات يشكِّل فرصة ذهبية لهم لإرسال أموالهم إلى أمريكا ولغسلها وتحليلها دون تحلُّل.
وربما أنَّ هناك ثمة فئة ثالثة من هؤلاء تتشكَّك فى نوايا الغرب من رفع العقوبات ورفع سعر الفائدة المتعمَّد هذه الأيام فى أمريكا وبريطانيا، وتعلم أنَّ الغرب يعيش على مسروقات حكام العالم الثالث وزبانيتهم. وبالتالى رفع العقوبات على أقل تقدير يؤهل هذه الفئة أنْ تُحرك رساميلها من غير خدمات مصرفية عالية وتأمين باهظ فى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ويظل بقاء هذه الرساميل فى البلدان المُضيفة رهيناً هو الآخر بمعدلات سعر الفائدة فى الدول المتقدمة، والعائد على المعاملات فى هذه الدول المضيفة. وفى نهاية المطاف أمريكا قادرة على اجتذابها وإبقائها تحت السيطرة.
(2) هناك فائدة إرتدادية بالنسبة لرفع العقوبات. ونجدها تتمثل فى أن تصغى الأجهزة الأمنية لإقتصاديىِّ الإنقاذ الذين ظلوا يرددون - عكس ما ترى هذه الأجهزة الأمنية – أنَّ رفع العقوبات لن يحل المشكل السودانى. غير أنَّ الأمنييِّن من خبراء الكذب والإشاعة مازالوا يُصرون على معالجة الأمر فى دائرة الحدس السلبى التى حدثناكم عنها بعاليه.
والآن ها هى العقوبات قد رُفِعت، ولكن مازال الإقتصاد والجنيه السودانى فى حالة تدهور على مدار الساعة. ويحدث ذلك ببساطة لأنَّ الإنقاذييِّن (الأمنيين والمدنيين) عاكفون الآن على تهريب أموالهم خارج البلد مع سانحة رفع العقوبات. ولأنَّهم يُدركون تمام الإدراك أنَّهم هم أُسُّ المشكل الإقتصادى فى السودان، فستجدهم فى بحث دائم عن شماعة/كذبة/ملهاة يصرفون بها أنظار النَّاس عن أسِّ المشكل الإقتصادى هذا.
لذلك نصحهم حكيمُهُمُ اليافع ألاَّ يعتمدوا على شماعة واحدة. أما السيد بكرى حسن صالح فقد اعتلى سحابة دخانه ليبحث عن حل المشكل الإقتصادى - الذى حدثته عنه د. بدرية سليمان ساعة لحظةٍ يتيمةٍ خاطفةٍ من صحوةِ ضميرها - فى إطار "نظرية بديلة"؛ شخارِم – بخارِم، أىُّ نظريةٍ هذه يا تُرى!
الكلُّ إذاً فى المطبخ الآن يبحث؛ ليس فقط عن كذبةٍ واحدةٍ وسيمة، بل ربما عن مثنى وثلاثٍ ورُباع من الكذبات. والإقتصادى الشاطر ليس هو الذى يدرس متغيرات الطلب الكلى ليبتدع لنا حلولاً لمشاكل الإقتصاد، بل هو الذى يتنبأ بالشماعات التى سيلجأ إليها العقل الريعى لكيبتوقراط الإسلام السياسى لتعزيز بقائه الإستراتيجى فى السلطة. فما هى شماعاتكم للسنوات الثلاث القادمة؟ (ما رأيكم فى شماعة وجود السودان ضمن قائمة الإرهاب، عدم إعفاء الديون، تمترس جنودنا على البوابة الشرقية لتحرير حلايب، إنفصال جبال النوبة، والسيد د. حسن أحمد طه لم/ولن يُخيِّب ظنَّكم مُطلقاً).
يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(ج) فائدة/عدم فائدة رفع العقوبات بالنسبة للدولة والشعب
من فوائد رفع العقوبات بالنسبة للدولة والشعب هو الحصول على مدخلات الإنتاج الزراعى والحيوانى، والصناعى، والنقل، وغيرها من مدخلات إنتاج القطاعات الأخرى بدون خدمات بنكية عالية، وبدون تامين باهظ ومُكْلِف، ومن غير وسطاء وفاسدين بين الدولة والعالم الخارجى؛ الأمر الذى من شأنه أن يُخفض من تكاليف الإنتاج نسبياً. غير أنَّ الدولة والشعب لن يستفيدا كثيراً من رفع العقوبات وذلك للأسباب الآتية:
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(1) سيطرة العقل الطفيلى الخراجى الريعى (ويُقرأ الرعوى بمعايير أستاذنا د. النور حمد) على كليبتوقراط الإسلام السياسى يجعل من غير الممكن أنْ يُحوِّل رفع العقوبات بين يومٍ وليلة هذه الفئات إلى رأسمالية خلاَّقة تبنى وتستثمر (ولا تهدم وتسرق)، وتعيد استثمار أرباحها فى القطاعات المنتجة بالقدر الذى يقوِّى من عُرى الترابط الأمامى والخلفى للإقتصاد القومى، ويحل مشكلة البطالة وصولاً للتشغيل الكامل، ويضع الأقتصاد الوطنى على مدارج الإنطلاق.
وبالتالى نجد هذه العقلية قد رفضت مثلاً استزراع أراضى الولاية الشمالية بالقمح لأنَّها لا تفضل الإنفاق الإستثمارى فى الزراعة كقطاع منتج، وفضلت بدلاً عن ذلك تاجير الأراضى الحكومية وبيعها فى بعض الأحيان للغرباء أمثال عبد الرحمن الراجحى وغيره مُقابل ريع ضئيل لا يُسمن ولا يُغنى من جوع، وتركت أهل الأرض جوعى مغبونين.
ولكون أنَّ هذه الفئات كليبتوقراطية (لصَّة، تستخدم أجهزة الدولة ومؤسساتها لتسرق البلد)، فهى تفضل الاستثمار خارج السودان (أثيوبيا، ماليزيا، الأمارات العربية المتحدة، قطر، كينيا، موريتانيا، موزنبيق، وأمريكا اللاتينية) وبالتالى لا خير فيها لشعب السودان، ولا يُرجى منها عائداً لخزانة الدولة.
(2) فى الغالب أنَّ الحكومة ستُبقى على ذات نمط الأسعار العالية لسلعها التافهة التى وجدنا أنَّ جُلَّها منتهىَ الصلاحية بحسب ما قمنا به من استقصاء بايوسياسى (ونستثنى من ذلك كلَّ ما ينتج مستر أُسامة داوود عبد اللطيف من سلع وخدمات؛ فهى بحق تحمل كل المواصفات العالمية للجودة)، والتى تباع فى نفس الوقت بأسعار قريبة من أسعار الإتحاد الأوروبى؛ لطالما تعود عليها الشعب الذى لا ترقُب فيه الحكومة إلاَّ ولا ذمِّة. ولعمرى الحكومة تفعل ذلك لجهة أن يتبعها الشعب (جوِّع شعبك يتبعك)، ولجهة أنْ تجنى أرباحٍاً طائلةً من وراء ظهره رغم الإنخفاض النسبى المتوقع لمدخلات الإنتاج.
وقد سبق أنْ أضافت حكومة الإنقاذ 16 دولار على سعر برميل البترول ليدفعها المواطن حينما انخفض سعر برميل البترول فى الأسواق العالمية دون الـ 50 دولار (محمد زايد عوض، الراكوبة). وها هو وزير المالية الحالى يلوِّح بذلك حينما قال: "من غير المتوقع أن يكون هناك أثر مباشر لرفع العقوبات فى المدى القصير". إذاً، فالنيَّة مُبيَّتة لاستمرار الغلاء الفاحش وضنك العيش حتى بعد رفع العقوبات، ووجود سانحة لانخفاض نسبى لتكاليف الإنتاج.
ويظل السؤال قائماً: هل لهؤلاء أىُّ صلة بأجدادنا من أمثال خاليوت بن بعانخى الذى قال قبل 4 (وفى رواية) 7 ألف سنة قبل الميلاد: "قلبى ينفطر لمعاناة الفقراء"، تُرى من هى حواء الميتاكوندرية التى أنجبت هؤلاء القوم؟
(3) لما كان رفع العقوبات – كما جاء بعاليه – سانحة للهروب الحلال لكثيرٍ من الرساميل الحرام، فمن المتوقع أن يزداد الطلب على الدولار بشكل غير مسبوق، وبالتالى قد يحدث تلاشى (Offset) للأثر المتوقع والفائدة المرجوة من رفع العقوبات بسبب تدهور قيمة الجنيه السودانى مقابل الدولار؛ ذلك الدولار الذى تنتظر أمريكا عودته إلى حضنها بفارغ الصبر.
(4) فرض العقوبات كان بمثابة دعم للشعب السودانى ودولته ليخرج على نظام الإنقاذ الإرهابى الجائر، غير أنَّ الشعب لم يفعل. وذلك لعمرى بسبب أن الإنقاذ ما انفكَّت تخدعه فى دينه ودنياه وما انفكَّ الشعب ينخدع لها، خاصةً مع هروب الإنتلجنسيا السودانية للخارج. وهو أمرٌ حيَّر أمريكا والغرب الأوروبى، فقرَّر الجميع تحويل الدعم من الشعب والدولة إلى الحكومة والقائمين على أمرها من كليبتوقراط الإسلام السياسى (ولو مؤقتاً)، لا سيما أجهزتها الأمنية التى تعاونت بلا حدود مع أمريكا لتجفيف الإرهاب.
وربما عفت أمريكا عن البشير إذا بسط يدَه للتعاون مع أمريكا مرة أخرى للقضاء على تنظيم الأخوان المسلمين الإرهابى، وغضَّ طرفه عن الإنفصالات المزمع القيام بها فى إطار خطة سايكِس بيكو (2)؛ لا سيما الإنفصال الوشيك لجبال النوبة.
(5) لن يجعل رفع العقوبات الميزان التجارى بين السودان وأمريكا لصالح الدولة والشعب بأىِّ حال من الأحوال؛ وهو أمرٌ لم يكن كذلك منذ منتصف سبعينات القرن الفائت. وذلك لأنَّ السودان يعتمد فى صادراته على قطاعات تقليدية تعجز عن توفير الخام من صادراتها الزراعية والحيوانية وغيرها طول العام، أو فى وقت تزايد الطلب العالمى عليها؛ مما اضطر كثيراً من البلدان إلى اللجوءِ إلى البدائل.
كما أنَّ استمرار الفساد والكسب السهل صرف الحكومة كليةً عن الاستثمار المنتج المتمثل فى تحويل هذه المواد الخام إلى منتجات وسيطة وإضفاء قيمة مضافة عليها لتساعد فى سد عجز الميزان التجارى بين دولة السودان والعالم الخارجى لا سيما أمريكا. وبالتالى سيظل الميزان التجارى فى حالة اختلال دائم لأنَّ ما تصدره الدولة لا يغطى وارداتها المتزايدة على الدوام؛ الأمر الذى يزيد من الطلب على الدولار باستمرار، ويرفع من المستوى العام للأسعار، ويزيد من حجم الإستدانة من القطاع المصرفى وطباعة العملة من غير ما يُقابلها من إحتياطى نقدى أو ذهب، وبالتالى يزيد من معدلات التضخم وتذبذبها، وتتدهور معيشة المواطن إلى مستوى سوء التغذية والمرض والموت جوعاً.
(6) إنَّ رفع العقوبات سيزيلُ جل الإجرآءات والتعقيدات المانعة لدخول الرساميل الأجنبية إلى السودان (وخروج الرساميل السودانية للخارج)، وستكثر الوفودُ الإستطلاعية فى الأسابيع التى تلى رفع العقوبات للبحث عن فرص استثمارية محتملة فى القطاعات المختلفة. ولكن حينما تجد هذه الوفود أنَّ بيئة الإستثمار فى السودان فى غاية السوء: مطار قبيح، عاصمة متَّسخة، تدهور البنية التحية، الإنكشاف الإقتصادى بسبب تآكل الإحتياطى النقدى، تجذر الفساد حتى لكأنَّه أحد عناصر العملية الإنتاجية، إرتفاع وتذبذب معدلات التضخم، ضعف بنية المواطن السودانى الصحية، ورداءة التعليم والتدريب، فإنَّها لا مُحالة ستقفلُ راجعة. وفى ذلك بالطبع تفويت لفرص استثمارية كثيرة محتملة؛ كان من الممكن أنْ تساهم فى سد عجز ميزاننا التجارى وتقليل البطالة. وها هو السيد بكرى يوسف الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل يُقر بصعوبة إنسياب الأموال الأمريكية إلى السودان تأكيداً لما ذكرناه بعاليه (https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-290284.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-290284.htm. والشاهد أنَّها لن تأتِ، فالعقوبات رُفِعت لاجتذاب أموال كليبتوقراط الإسلام السياسى إلى أمريكا لا لتخرج الأموال من أمريكا لتذهب إلى السودان على الأقل فى الوقت الراهن؛ فلِتعوا الدرس يا قوم.
وفى ظل هكذا واقع فإنَّ رفع العقوبات لا يفيدُ المواطن السودانى ودولته فى شئ، بل تنتفع منه أمريكا المتعطشة للدولارات المكتنَزَة فى دول العالم الثلث، وكليبتوقراط الإسلامى السياسى المتعطش لتهريب أمواله إلى هناك.
يُتبع ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أمريكا، كليبتوقراط الاسلام السياسى، ورفع (Re: حسين أحمد حسين)
|
(د) المحصلة
إنَّ رفع العقوبات يُمثل دعماً حقيقياً للإقتصاد الأمريكى، ويقطع عشم الشعب السودانى ودولته كلياً فى إمكانية الإستيلاء على العملات الصعبة الموجودة فى مطامير الأخوانويين حين يحين التغيير. فالغرب يعتمد على مسروقات حكام العالم الثالث وزبانيتهم كما ذكرنا فى مقال سابق (https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-207285.htmhttps://www.alrakoba.net/news-action-show-id-207285.htm. فما يزيد على 700 مليار دولار سينتفع بها أطفال سوسيرا وأمريكا وبريطانيا وغيرها؛ أما كان المسروقون أولى بالمعروف يا فخامة الرئيس خَجْ/ عمر حسن أحمد البشير؟
هَبْ أنَّك صرفتَ فى كلِّ يومٍ خمسة ألف دولار، فهل تستطيع أن تستهلك أنتَ وزوجتاك فيما تبقى لكما من عمر الـ 9 مليار التى فضحتها ويكيليكس، دعك عمَّا سواها؟ وعلى فكرة أنت وزوجتاك تحتاجون إلى 4931.5 سنة لتستهلك هذا المبلغ إذا صرفتم 5000 دولار فى اليوم. إذاً، فماذا أبقيتم لأُمتكم يا أخزاكم الله؟
لا أُبالغ إذا قلتُ لكم من وجهة نظر المعاينات الإستقصائية المباشرة التى قمتُ بها لمجاميع الأغذية المحورة وراثياً، وتلك المحورة أخلاقياً – التالفة، المُمرضة، المُسرطِنة، المنتهية الصلاحية، المُعاد استخدامها المجلوبة بواسطة كليبتوقراط الإسلام السياسى ليطعمها الشعب السودانى، أنَّ ثلاَّجات أهلنا الفقراء فى السودان هى فى الواقع عبارة عن حاويات أنيقة للقمامة موجودة بالمطابخ بدلاً عن وجودها أمام البيوت لأخذها بواسطة العربات المخصصة لذلك. ... فالكلُّ إذاً، يأكل من المذابل.
ولا أعجب أن يخرج علينا وزير الصحة ليقول: 1.5 مليون شخص يُعانون من ضعف السمع (إنّهَ الجوع)، 5 مليون مصاب بمرض السكرى، 7000 شخص سنوياً يصلون المستشفيات للعلاج من السرطان، وضعف ذلك تحت العلاج المستمر، 1.38 مليون إمرأة مصابة بسرطان الثدى، وأعداد مهولة من مرضى الفشل الكلوى وأمراض القلب، و30% من سكان عاصمة مامون حميدة وحدها مصابون بالبلهارسيا، دعك عن باقى السودان.
ولكن لنحمد اللهَ ونشكره يا سادتى، فإنَّ الذى يجرى بواسطة هؤلاء القوم على أرضِ الواقعِ وتتكتم عليه الحكومة، وبقاءَ النَّاس أحياءاً بالرغم من كلِّ ذلك، لا يمكن استيعابه إلاَّ فى ظل العناية الإلهية المطلقة.
____
| |
|
|
|
|
|
|
|