05:48 AM October, 23 2017 سودانيز اون لاين محمد عبد الله الحسين- مكتبتى رابط مختصر: يوميات ما قبل العودة إلى الوطن: ذكريات مغترب قسراً كلما أعود من السودان تلازمني تلك الاحاسيس و المشاعر....... ...و أشعر بذلك الحزن الغريب و بإحساس بالضياع............. .إحساس الطائر الذي تم وضعه في روضةٍ وريفةٍ بعيدةعن موطنه الأصلي..فلا يستطيب له المقام. كلما أعود للغربة من جديد ..و بمجرد عودتي ........أبدأ أحسب الساعات لعودٍ جديد...
الله يسامح ذلك الشخص المخضرم( ليس صغير السن و صاحب تجربة و منصب) و الذي عندما عرف أنني مسافر للسودان بينما نحن جلوس بين أصدقاء و زملاء عمل من جنسيات عربية مختلفة..قال ما قال في سبهللية و سذاجة حسدته عليها.. الله يسامحه و يغفر لي كذلك إذ خفّضت منزلته و مقامه سراً في داخلي في تلك اللحظات ... عندما قال لي: - ماشي السودان؟ المودِّيك شنو؟ لا أنسى ملامح وجهه و هو يوجّه لي سؤاله في جدية أستاذ يسأل تلميذه... و وقفت في بلاهة لا أدري بماذا أرد: فاحترت في الرد عليه ...و صمتُ صمت القبور...و ساكنيها. و بدلا مني يتناول القفاز أحد الجالسين( يمني الجنسية) ليقول له: - كيف لا يسافر؟ إنه الوطن..و هل هناك أعز من الوطن؟ هذا الغريب فهم فحوى جملته و لم يفهم هو ماذا يقول في حضرة الغرباء. أحيانا نحن نستحق جائزة السبهللية بجدارة.. ليس هذا موضوعنا... موضوعنا هو التحدث عن ذكريات الإعداد للسفر... موضوعنا ..بكائية متجددة...نوستالجيا لم تزول برغم السنين.... home sickness
10-23-2017, 06:58 AM
ياسر السر ياسر السر
تاريخ التسجيل: 08-06-2010
مجموع المشاركات: 3204
وكان تعب منك جناح في السرعة زيييد في بلادنا ترتاح لضل الدليب اريح سكن ....
ومشيناها خطا كتبت علينا ومن كتبت عليه خطا مشاها ...
نحن نقاسمك نفس المشاعر ونفس الجراحات اخي محمد عبد الله الحسين ويعاودنا الحنين للوطن ولكل زول في الحي بين اللحظة واللحظة وتناجينا الذكريات فننوم على امل العودة ونصحو عليه ايضا ونسال الله ان يرد غربتنا جميعا لوطن اصبحنا فيه كالغرباء وتبدل الحال وتبدل الناس ,,,,, وا ااا شوقا علي بلدي شوق زولا ولوف بكاي .... واصل في نكأ هذا الجرح اخي محمد فمازال الجرح غائرا ...
تحياتي : ياسر العيلفون .....
10-23-2017, 07:33 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
الأخ الرقيق ياسر تحياتي (وكان تعب منك جناح في السرعة زيييد في بلادنا ترتاح لضل الدليب اريح سكن .... ) فعلا كلمات معبِّرة و شكرا على التجاوب و التفاهم المتبادل.. لك مودتي
10-23-2017, 07:58 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
الله يسامح ذلك الشخص المخضرم( ليس صغير السن و صاحب تجربة و منصب).... و هو الذي عندما عرف أنني مسافر للسودان بينما نحن جلوس بين أصدقاء و زملاء عمل من جنسيات عربية مختلفة.. قال لي: - ما قال في سبهللية و سذاجة حسدته عليها.. الله يسامحه و يغفر لي كذلك إذ خفّضت منزلته و مقامه سراً في داخلي في تلك اللحظات ... عندما قال لي: - ماشي السودان؟ المودِّيك شنو؟ لا أنسى ملامح وجهه و هو يوجّه لي سؤاله في جدية أستاذ يسأل تلميذه... و وقفت في بلاهة لا أدري بماذا أرد: و احترت في الرد عليه ...و صمتُّ صمت القبور...و ساكنيها. و لكن فجأة بدلا مني يتناول القفاز أحد الجالسين( يمني الجنسية) ليقول له: - كيف لا يسافر؟ إنه الوطن..و هل هناك أعز من الوطن؟ هذا الغريب فهم فحوى جملته ... و لم يفهمها هو ...بل لم يعرف ماذا يقول في حضرة الغرباء. أحيانا نحن نستحق جائزة السبهللية بجدارة..
ليس هذا موضوعنا... موضوعنا هو التحدث عن ذكريات الإعداد للسفر...
10-23-2017, 08:01 AM
حسن محمد عمر حسن محمد عمر
تاريخ التسجيل: 04-01-2016
مجموع المشاركات: 170
الأستاذ الكريم / محمد عبدالله تحية طيبة أنا لحدى اللحظة مامصدق أنى سافرت إلى السودان الشهر الفات لأنى سافرت يوم 6 سبتمبر ورجعت يوم 11 أكتوبر 2017 بعد غربة 20 سنة قعدت شهر واحد وإتجهجهت شديد قضيتها كلها( فاتحات ) ياخى تلاقى واحد من أصدقائك يكون أبوهو مات قبل 15 سنة دا تعزى كيف ؟ أجمل حاجة زميلى سافر السودان بعد غيبة طويلة وفى أول جمعة قضاها فى قريته وبعد الصلاة مباشرة مسك المايكرفون وسلم على جميع المصلين وقال ليهم ( ياأخوانا أترحم على كل أمواتنا وأمواتكم وأهنىء كل المتزوجين وجزاكم الله خيراً وريح نفسوا من المشاوير وقضى إجازتوا مرتاح السودان جميل ومحتاج لإجازة سنوية الواحد لازم يجدد معنويات فى الغربة الأليمة دى ولك تحياتى
10-23-2017, 08:45 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
يزداد القلب وجيبا و تزداد الروح توقا للعودة للوطن في تناسي مقصود لكل المنغّصات المعروفة و التي ستقابل كل عائد للوطن... ......متناسيا قصور الخدمات ابتداء من الاستقبال الكالح في المطار ...وغلظة و برودة و جفاء رجال الجوازات...... ...و حتى المراقبة الثعلبية و نظرات الشك و الترصد ( من الجماعة الطيبن)....... و سلحفائية سير العفش... ..........و عشوائية التقاط العفش من السير....... و فوضى العمال و الحمالين الذين يلتفون حولنا نحن المسافرين التفاف الذئاب حول فريستها التي تأكد وقوعها في الشرك ( أنا هنا اسامحهم من كل قلبي و أعذرهم.... فليس الخطأ خطأهم بالطبع...فهم الكادحون ملح الأرض....و لكننا نحن ليس الصيد الثمين فقط.... أنسى في عنفوان التوق و الحنين و في غمرة الشوق و النوستالجيا كل ذلك ...و أنسى كذلك صفوف و زحمة تأشيرة الخروج عند العودة... المنغصّات كثيرة ....و لكن سبحان الله ........... فإن لحظة لقاء الأحبة و احتضان الصدور الدافئة.... و رؤية الأعين الدامعة بصدق .... تُنْسي كل منغصات السفر.. و بل و تجعلك تفكّر بتكرار التجربة ثانية ...... .... و بمجرد أن تتوارى الطائرة عن أرض الوطن و تبتعد عن مجاله الجوي...تفكّر من جديد ( مثل سيزيف)بتجرّع المعاناة من جديد ...بل و مرات و مرات..
10-23-2017, 09:21 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
الأخ حسن كيف يا حبيب ضريبة العودة للوطن و لقاء الأعزاء هي ما ذكرت: بعدين بعد عشرين كويس إنه لقيت في ناس لسه أحياء.. (.... بعد غربة 20 سنة قعدت شهر واحد وإتجهجهت شديد قضيتها كلها( فاتحات ) .. أما صاحبك فهو راجل عملي جدا...و خَارَج نفسه.. (... وقال ليهم ( ياأخوانا أترحم على كل أمواتنا وأمواتكم وأهنىء كل المتزوجين وجزاكم الله خيراً وريح نفسوا من المشاوير وقضى إجازتوا مرتاح ...) لكن هل كل الناس بيقبلوا تصرفه ده؟ بعدين العزاء و المواساة كلها رحمة و بركة و أجر...و بيدخل السرور على الناس... بالرغم من أنها بتكون على حساب الزمن و الراحة...و لكنها الحياة.
أخيراً لك المودة كلها
10-23-2017, 09:58 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
تعليق الأخ حسن الأخير جعلني أقفز للتعليق على العزاءات و (الفاتحات):
أعود من السفر و أنا أحصي من مات من الأحبة..و من تبقى منهم.. و أسائل نفسي في سري :من يا ترى سينتظرني المرة القادمة و من سيكون هذا آخر لقائي به؟ و من ثم أسأل عن فلان و فلان في خوف ألا يكون قد اصابه مكروه..
نعم إنها الحياة و الموت و الفقد و الفراق و التواري خلف الزمن... نعم إنها الحياة بسنواتها القليلة و ساعاتها و لحظاتها المارة مر السحاب ... و تبقى فقط الذكريات و الذكرى الأليمة و الدموع و الدعوات الصادقة لهم.. ساواصل حديثي عن الإعداد للسفر
10-23-2017, 10:10 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
تبقى شهر على سفري للوطن كما أخطط و كما أتوقع...- - يا رب تسهّل لي هذه الإجازة..و تجعلها خير و بركة - يا رب تسهل لي الإجراءات - يا رب تسير الأمور كما نتمنى. ثلاثون يوما و اليد على القلب ....خوفاً ألا يحدث ما يعرقل الإجراءات... ثلاثون يوما و أنا في صحوي و منامي و يقظتي في دعاء عريض و رجاء من المولى الكريم...و الذي لم يخذلني يوماً.. - و لكن رغم ذلك سأكتم ما في القلب.. - لن أخبر أحدا بخبر عودتي...و لا حتى والدتي أو شقيقتي العزيزة أو أشقائي الأحباء.. - لن أخبرهم بتوقيت عودتي بالرغم أني أتألم لعدم تمكني من التصريح و البوح لهم بتاريخ عودتي.. - لن أبوح لهم مع أنهم سيفرحون بذلك و سيدفيء ذلك قلبي... - و لكني أخاف من العواقب....أخاف أن تنطفيء شمعتي التي اداريها.. .و في أذني لا زال يرن مثل المصريين العامي: ( داري على شمعتك تقيد)..فأدارِي. .- كلما أخبر شخص بخبر قبل وقوعه يحدث ما يعيقه و يعرقله.... ....لذا قال الحبيب( استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان) .......مالي أكتّمُ حباً قد بر جسدي...( الشطر الأول بيت المتنبي) مالي أُكَتِّمُ حباً قد برا جسدي و تدّعي حب سيف الدولة الأممُ
الحبيب محمد عبدالله الحسين شكرا لامتاعنا بخواطرك الجميلة وحقيقة الغربة مهما طالت فلا بيت للإنسان الا وطنه وليس للمرء قيمة الا وسط اهله لانهم فقط من يعرفون قيمته ووحدهم من يحبونه بصدق .. ويظل حلم العودة للوطن يراود الكثيرين وان صار واجبا على الكثيرين مؤخرا لاسباب شتى .. ونسأل الله لك التيسير في الأمور كلها وان يمتعك بلقيا من تحب كما اسأله تعالى ان يصلح حال البلد حتى تعود الطيور المهاجرة لى اعشاشها الوادعة
10-23-2017, 12:55 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
الأخ عبدالله حسين شكرا على شعوركم الطيب (..وحقيقة الغربة مهما طالت فلا بيت للإنسان الا وطنه وليس للمرء قيمة الا وسط اهله لانهم فقط من يعرفون قيمته ووحدهم من يحبونه بصدق ) فعلا ...ما ذكرته حقيقة.. أكرر شكري و مودتي يا صديق ---------------------------------- في الحقيقة الإحساس بالخوف من الغربة و كراهتها ب>ا معي منذ سنوات الدراسة في مصر.. المفارقة أنني أحب السفر...و لكن السفر المؤقت...و لا احب الإقامة الدائمة... أعرف أنه إحساس متخلف و ضد العولمة و ما بعد الحداثة التي جعلت الحدود بين الدول تنكمش و المسافات تتضاءل في بُعدها...و الاتصالات ردمت الفجوة بين المشاعر... و لكن لازالنا نفتقد دفء الأحضان و نظر مشاهدة العيون بالرغم من أن( الخطاب نص المشاهدة).. و لكن نريدها مشاهدة كاملة بنظر 6 على 6 برغم اختراع الإيمو و الاين و الواتس اب...
10-24-2017, 07:14 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
مرت الثلاثين يوماً و هي مترعة بالأمل و الرجاء و الفرحة الداخلية التي تعتمل في الدواخل و مشبعة بالخوف و الهواجس. فترة تزخر بالترتيبات المعلنة و المخفية بالتفكير و التردد.... بالنسبة لرتيبات السفر نفسها هناك بعضا منها تفعله بمزاج و بمتعة طقوسية رائقة لا تود أن تشوبها شائبة..كأنها طقوس مقدسة. من بين هذه الطقوس المقدسة شراء الهدايا للأحبة و الأعزاء من الأهل و الأصدقاء و الجيران.. و عند عملية الاستعداد للشراء و عملية الشراء نفسها تمر ملامح كل واحد منهم و أنت تذهب لشراء الهدايا و تقوم بعملية الاختيار. و تكون حينها واضعا نصب عينيك مزاج و تفضيلات الشخص المتلقي للهدية بل و حتى استجاباته المتخيلة حين استلامه للهدية و تتخيل من ثم ردة فعله الشاكرة الممتنة . و تشعر أن ما بينكم أكبر من الهدية من ثم بمغزى و ثمرة اغترابك. ليرتفع حينئذ منسوب رضاءك الداخلي و روحك المعنوية التي أخذ منها الاغتراب و البعد الكثير. و تبدأ عملية (الانترفيو) المتخيلة بينك و بين كل شخص من الأشخاص الموجودين ضمن لائحة مستحقي الهدايا: فلان الأسري و الاقتصادي يؤهلانه لأن يأخذ (جلابية) و فلانة لبما تتوقع مني خلاف المساعدة المالية أن أعطيها ثوب خاصة أن ابنها توفي و لا عائل لها..و هذا الشاب ابن الجيران الظريف يهوى القندفة و الأناقة ل،فالقميص المخطط سيفرحه. خاصة أنه مكسور الجناح و الخاطر فلا زالت وظيفته لا تفي بمتطلبات اسرته..و هذه الفتاة أظنها ستسر بحقيبة اليد التي حرصت أن تكون متماشية مع مزاجها...و هذه هدية (سرية) لفلانة التي كانت قد كسرت ضلعة يوما ما حين كانت المشاعر دفّاقة و الآمال الطموحة تبلغ عنان السماء.. و لكن القسمة و النصيب كانت حائل بين التقاء القلبين.... ..... فلا بأس من أحي ذكرى تلكم الأيام العطرة التي لم تنمحي من الذاكرة و لأعطي القلب خفقة خارج الزمن ..زز تحية خاصة و وقفة لذكرى تلكم الأيام العطرة التي لن تعود....و كذلك و لاستمتع بنظرات ممتنة و تحية حيية و هادئة و متفهمة للمعاني و الإشارات الخفية و المضمرة.
10-25-2017, 09:10 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
و يستمر مسلسل شراء الهدايا للأحباب: هدية خاصة لذلك الشيخ العزيز صاحب الوالد رحمه الله ...ألم يطلب مني شبشب للذهاب به للجامع؟ ها قد أحضرته له..و سانتظرمنه الدعوات الصادقات. و كذلك أم الصبي تلك الجارة المسكينة بالطبع ستنتظر مني حفنة البن الذي أحضره لها كل (لأنه أصلي كما تقول...مش من قطر؟) و لن أنسى أن أشتري (تي شيرت) خفيف لإبنها الصبي. أما الأصدقاء و الزملاء فأعرف مزاجهم و ذوقهم.. فالقمصان التي اخترتها بمزاج ستعجبهم ... و هناك منهم من سأنفحه من المال بما يُحيّ من جديد (ماضي الذكريات) معهم و يحفظ الود الذي كان. و حينما أصل و تنتهي مراسم الاستقبال بين الأحضان الدافئة و الدموع الصادقة و الأنفاس المتهدجة و نرتاح قليلا ...حين يكون السهر قد أخذ منا كل مأخذ. حينها ستكون الحقائب الممتلئة قابعة في المدخل الخارجي لعدة ساعات إلى أن يصبح الصباح.... ... و عندها تكون حقائب اليد و الطرحات و الأثواب و الجلاليب و ترامس الشاي قد بدأت تتسلسل واحدة تلو الأخرى و و تكون كذلك رائحة الملابس المنشاة الجديدة و معجون الأسنان و صابون ف و لوكس و زجاجات العطر و رائحة لبن (انكور ) و البن شاي الليبتون قد فاحت في الأرجاء مختلطة في المنزل.... مع دعاء الوالدة العالي و هي ترفع يديها في الفضاء سابحة و حامدة و شاكرة و تختلط كذلك بالأدعية الصامتة من الإخوة و الاحباب... إنها لحظات السعادة الحقيقة و لحظات البهجة الصادقة التي لا تضاهيها سعادة و لا بهجة . .....إنها لحظات التقاء الماضي بالحاضر ..و القريب بالبعيد و الأحبة بالحبيب العائد .. ...هي..لحظات تلتقي فيها ارواحنا نقية و طاهرة ..لحظات نحس فيها بالامتنان للخالق و بالحب لبعضنا البعض... و ماذا تسوى الدنيا في النهاية غير لحظات سعادة ندخلها على الآخرين؟ و ماذا تسوى الدنيا في النهاية غيرذكرى عطرة نتركها وراءنا حين نرحل؟
10-25-2017, 10:04 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
تمر الأيام الثلاثون و كأنها ثلاثون شهر أو تزيد و أنت تحسب الأيام و الساعات كأنها الدهور...ليأتي اليوم الأخير. الذي تنسى فيه كل عذابات التسوق و نَصَبْ الجري وراء التخفيضات العروض التي تقدمها المحلات و شراء ما يلزم و ما لا يلزم.. أيام مزدحمة بحمى الشراء تنسى فيه آلاف الريالات التي سقطت من الجيوب المثقوبة...ز ..... و الميزانية العاجزة التي لا تضارعها في عجزها إلا ميزانية حكومة السودان.. أيام تنسى فيها ما سينتظرك من حساب و دَيْن ...دَينُ سوف يبقى منتظرا السداد لحين العودة الميمونة... تنسى كل ذلك و كأنك ستسافر عشرات السنين.. و في تلك اللحظات تلكم الأيام تنسى كل ما يذكرك بالآلة الحاسبة و بالحسابات و الميزانية ..... ....بل تنسى لغة الحساب و الأرقام و تتعامل فقط بلغة العواطف و المشاعر و المعنويات .. بالطبع يجافيني النوم في تلكم الأيام الأخيرة. و لكن لن تجافيني المعنويات العالية و لا الأحلام السعيدة و لن تغيب عن خاطري و عيوني و مخيلتي ملامح الأحباء و هم لعودك في انتظار... ها قد أزف اليوم الموعود و شد الرحال إلى أرض الميعاد و الأمل المعقود( و شاهد و مشهود)...
10-26-2017, 05:39 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
بعد أن تم الحجز على الرحلة المعنية.....تبدأ آخر مراحل المراجعات: ...التأكد من تأشيرة الخروج( الخروجية)...تغيير العملة الخليجية إلى دولارات...... ... التأكد من دفع إيجار الشقة.....فاتورة الكهرباء...فاتورة التلفون...إلخ.. ............و التأكد من أن كل الأشياء المطلوبة من الأسرة في السودان قد تم شراؤها... دوامة من زحمة المشغوليات و الانشغال و الجري و المشاوير...و تعب الجسم و الذهن... .....و لكن الغريبة لا تحس بذلك لأن الهدف النهائي يلوح لي في نهاية الطريق... ..... و تبرق في ذهني و خاطري و كياني صورة الأحباء و الوطن عشرات المرات في اليوم الواحد و كأنه يذكرني بل و يلكزني لكي اواصل المشوار..... و كما قال الأخ الظريف ياسر الشريف في مداخلة اعلاه...( ...اكان تعب منك جناح في السرعة زيد...)... و هكذا تمر الأيام و الساعات إلى أن يأتي ذلك اليوم الأغر...يوم السفر...يوم العودة للوطن... ...ذلك اليوم الذي أشعر فيه و أتوهّم بافتكاكي ( و لو مؤقتاً) من إسار الغربة.. أركب السيارة في الطريق إلى المطار و أنا أتحسس في وسواس قهري متعلقاتي للتأكد منها : جواز السفر...الدولارات....التذكرة....الشنطة الصغيرة...و تلكم العلبة الصغيرة التي تضم خاتم الذهب (للشقيقة العزيزة).... أتحكر في مقعد السيارة الخلفي ..أجلس و كأني (عريس)ذاهب (للكوشة) أو لاصطحاب عروسته من الكوافير أو التصوير .. و أنا في الطريق إلى تمر بي السيارة في شوارع البلدة... أنظر إلي الشوارع و المباني و كل مظاهر الحياة في المدينة ... أنظر إليها و كأنها لا تعنيني ... أنظر إليها بلا رغبة في قول وداعاً أو إلى اللقاء .... أمرُّ بشوارع المدينة بلا احساس بالانتماء... كأني أتمنى أن لا تراها أو أن أعود إليها مرة أخرى... أتنهد و أنا أحس بخليط من القلق و الارتياح..و انتبه فجأة و أنا أمام زحمة الواصلين للمطار...
10-26-2017, 06:46 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
أنزل الآن من السيارة و أنا أكتسي جدية المسافرين ...كما آراها في الآخرين... أنزل العفش و أتأكد من عدد الحقائب العزيزة ...و أدخل إلى باحة المطار و من خلفي و أمامي ارتال عجلات حمل العفش... تنسيني لحظات الإجراءات الاحساس بالشوق للوطن و تزيح في غلظة عن خاطري...لذة السفر...و متعة الاحساس به أنزل العفش و أنا مندمج الآن في الإجراءات و غارق فيها حتى أذنيَّ..الآن القلق حول إنهاء الإجراءات هو سيد الموقف... أدخل إلى باحة المطار و أنا بين الرغبة في الاستمتاع بلحظات السفر و التجول و أنا خالي الذهن... كم أود أن أتجول و أنا خالي الذهن بين السوق الحر( الذي غالبا لا أشتري منه شيئاً) و لكن... .... التجوال فيه يحسسني بأني (مسافر عالمي) ضمن كوكبة المسافرين من الاجانب الذين أدمنوا السفر و يستمتعون به ... يستمتعون به و يملكون ما يكفي من عملات صعبة ينفقونها دون خوف أو كدر... ينفقونها برضى و سرور على سياحتهم المفتوحة و تجوالاتهم المتكررة في العواصم العالمية و مواقعها السياحية.
10-26-2017, 07:47 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
الآن أقف أمام كاونتر الخطوط.. أنظر في قلق إلى أعين موظف الطيران التائهة بين الكمبيوتر و وجوه المسافرين و العفش.. أنظر إليه و أنا أسأل الله في سري أن يكون هذا الموظف الجاد بارد النظرات حانيا و عطوفاً.. و لكن خبرتي الطويلة في السفر و الوقوف أمام كاونترات الخطوط كافية. كافية لأن أدرك أن الموظفين الاسيويين مهنيين و ملكيين أكثر الملك ذاتِهِ و لا يجاملون ( خوفا على الوظيفة على ما اعتقد...و هم معذورون في ذلك).. تتجول عيوني بين اصابع الموظف و هي تطبع بطاقة الصعود و بين نظراته الجامدة الخالية من أي إحساس... ...نظراته الباردة الجافة و هي تستطلع ميزان العفش ليرميني بالجرم المبين (زيادة الوزن) ..و أنا أنتظر مثل مُتّهم ... مثل مُتهم مصيره معلق بين الحكم بالبراءة و السجن... و أخيرا تصدر مني تنهيدة عميقة....تنهيدة تنزاح معها كل أحاسيس القلق . و ذلك حينما أرى الموظف يأخذ الختم ليضعه بكل غلظة على بطاقة الصعود... أخيرا ... إفراااااج.. أحمل بطاقة الصعود و الحقيبة الشخصية الصغيرة و تنظر بانتصار طفولي نحو باقي المنتظرين في الصف.. و اكاد أحس بأن الواقفين في الصف ينظرون إلي و هم يغبطونني على إنهاء إجراءاتي هكذا ..دون عقوبات ( غرامات)..
11-14-2017, 06:13 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
مقعدي المفضل أين هو؟ دخلت الطائرة مرورا بمقاعد الدرجة الأولى( دائما مرور بها إلا مرة واحدة)... الآن أقترب من مقاعد الدرجة السياحية ( لماذا لا يسمونها الدرجة الثانية طالما في الدرجة الأولى...؟ آه لربما منعاً لإحساسنا بالدونية..و خاصة نحن ركاب الدرجة السياحية أكبر عددا) ما مهم ...حتى لو كان في الرابعة لحجزنا فيها... كنت قد عملت حجز مبكّر لمقعد أمامي قرب النافذة.. لا أدري لماذا أفعل ذلك دائما؟ هل هي فوبيا الاماكن المغلقة؟ أم هي محاولة لجلب لملامسة الإحساس بالأمان و لو كان كاذباً؟ يا الهي مقعدي يجلس فيه شخص آخر... منتهى..... ... لا داعي للعجلة لربما هو مخطئ في اختيار المقعد.. افتح الخزانة العليا و اضع الحقيبة ..و أنا أنظر إليه ..علّه يتحرك.. أو على الأقل يشعر بالذنب...و لكن لا شيء من هذا أو ذاك.. أسأله عن رقم مقعده...و لكنه هو نفس الرقم..إذن... و لكن الحرف ليس هو...أشير له لمقعده المفترض..يعتذر و ينتقل لمقعد مجاور... أجلس في مقعدي أخرج المجلة و الكتابين و أضعهمم أمامي.. أربط الحزام بسرعة كأنني سأقود الطائرة انا ..مجرد إحساس داخلي يضغط عليّ برفق.
11-14-2017, 09:20 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
خطوات المضيفات السريعة و نظراتهم المستعجلة و هن يتابعن دخول الركاب يقطع محاولتي بالانشغال بتصفح المجلة.. فأضعها جانبا و اتابع الركاب الزاحفين في الممر... كان المقعد الذي بجانب فاضيا و لكن فجأة وجدت حقيبة و كاميرا توضعان في المقعد المجاور.. ثم وجه إمرأة في حوالي الأربعين يبتسم في وجهي.. - لو سمحت فاسرعتُ بأخذ المجلة التي كنت قد وضعتها دون أشعر في المقعد المجاور: - آسف - لا..ما في مشكلة.. ثم اضافت مع تنهيدة عميقة: - لا حولاا ..السفر زي ما قالوا أهلنا قطعة من جهنم.. - فعلا.. قلتها ..ثم اردفتُ أنا بابتسامة ودودة للجار بالجنب الذي وصل حديثا. عشرة دقائق ثقيلة مرت بطيئة..و لكن خفف من وطأتها المرأة الثرثارة التي جلست بقربي..و التي يبدو أنها وجدت في شخصي ما كانت تبحث عنه... حيث خدمتها الظروف بوجود شخص بقربها يهبها في كرم آذانه و انتباهه في أدب جم... ليسمع قصتها من البداية.. عائدة هي للوطن بعد غياب امتد لتسعة أعوام..تركت اولادها في بريطانيا لترى والدتها المريضة. تشعر بالندم في داخلها هي بلا شك ..و لكنها لم تقل ذلك صراحة ..و إنما قالت أن ما منعها من العودة طوال تلك السنوات هي وجودها مع ابنائها الذين كانوا في حاجة إليها... خاصة بعد انفصالها عن والدهم.. كان صوتها يطرق أذني بين الفينة و الفينة كأنه وقع أقدام على طُرقة طويلة و أزيز محرك الطائرة و احاديث المسافرين يمنع عني سماع بعض كلامها فاتجاوب معها مرة فمرة بما يشي بمتابعتها.
11-14-2017, 09:28 AM
دفع الله ود الأصيل دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 14327
بما أنك هبشت في جواي( جُرحَ دنياي الذي لا يندمل) ، فإني استميحك عذراً أستاذي ود الحسين للإطالة بعصفي الذهني المُمِل تاليه، حيث إنَّ [][] ضل الدليب أرريح سكن[][] و قد حملتُ روحي في فؤادٍ نازفٍ ما زالَ نصفُه مشلولاً) {... شايل رفاة قلبي الحرق يامـــــــا كنـــــــــا!!}،و لا يزال نقبنا على شونة (فولة مأكولة)) . قَدَرُنا أن نَظلَّ رُكُوْباً عَلَى صَهْوَةِ طَوطَحانيةٍ صَهْبَاءَ، بيْنَ غُرْبةٍ و وَطَنٍ: تَمَامَاً، كعَبْدٍ فيْهِ شُرَكاءُ مُتشَاكِسُونَ، و ليسَ سَلَماً لرَجُلٍ ؛أو كبالعٍ شفْرَة مُوسٍ على حدَّيْنِ +++(((+++)))+++ بل،إن قدرنا و مصيرنا قد صار مع مرافئ الغربات أشبه بحالة طفل قرويِّ بريء في زفة صباح عيد عاصف، و قد أطلق ساقيه مع الريح يطارد (ورقة حلاوة ريا أو گريگاب) مأكولة. و هو يعلم يقينا أنه حتى و لو قدر له و لحق بها ، فسوف لن يجدها شيئا، بل، إنها خالية الوفاض (گسراب بقبعة يحسبه الظمآن ماءا). أو لنقل: (گشأن باسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه و ما هو ببالغه). و لكن يكفيه فقط أن يمني النفس منها بشمة نكهة خليط زبد و عسل لم تعانق أنفه منذ عهود ؛ ذلك فضلاً عن أمل استمتاعه بمنظر نقوش زاهية توجد على وريقات الحلوى. نقول قولنا هذا؛ علمأً بأن: {ضل الدليب أررريح سكن}
+++(((+++)))+++ يا ريح أنت ابن السبيل؛ فما عرفت ما السگن و لا شيء يعدل زعفران تراب الوطن£ إلامَ نظل نوهم أنفسنا بأن سنين الغربة مجرد خطىً ضائعةٍ عبر صالات للانتظار في محطات للترانزيت؟! و لا بد سنضع عصا ترحالنا ذات يومٍٍ لنقفل عائدين، حتى و لو بخفي حُنَيْنٍ ، إلى مراتع الصباو (براطع) الشباب يوماً ما، لنتمتع بحياة و لا ألف ليلة و ليلة(كما نتوهمها، على الأقل).
# فييا له من شعورٍ وطنيِّ دافء. أم أنه يا ترى ضحك على الدقون. فكم منا قضى نحبه طافشاً.و كم منا ينتظر شر مصير يُنْتَظَر، ألا و هي العودة، و العودة حينذاك ربما تكونأدهى و أمر!!
# تباً و عجباً لأمر أولئك الذين آثروا أن يعيشوا غربتهم عيشة البؤساء، مع وقف التتفيذ. و يؤجلون إلى مستقبلٍ غامضٍ غائبٍ قد يأتي إلا متلكئا جداً ، بعد ذهاب زهرة الحياة الدنيا ، بل الأرجح في أغلب الأحوال ألا يأتي بتاتاً!!
# كم يذكــّرني ذلك بسذاجتنا و نحن صبية. كنا حين نسمع أغنية كُنَّا نهواها، لدرجة كُنَّا نغلق عليها مؤشر المذياع عليها ، ثم نركض لكي نتداعى إليها كما تتداعى الأكلةُ إلى قصعتها، لحين اجتماع شملنا لتكتمل اللمة لمتعة الطرب الرصين.و لكن هيهات؛ فإذا بنشرة أخبار الثامنة مساء ؛ تذيع الوفيات.
@ إن حال الكثيربن منا أشبه بحال ذلك المخلوقالخرافي الذي وضعوا له علىعرنين أنفه شيئاً من دسم زبد و عسل. فتصور أن نكهة الدسم يأتيه بها مهب الريح من مصدر سحيق.فراح بهرع لبلوغه.حيث لم يجده شيئا ، سوى سراب بقيعةإذ يحسبه الظمآن ماءاً . و لم يكن يدرك المسكينُ أنها منبعثة من أرنبة أنفه.يياخ ديل لدرجة بقينا الواحد فينالو أكان جاتو نوبة ضحك هستيريٍّ ساي، بدل يفرها لآخر ضرس . يقول ليك لازم يمسكا يَدْخُرا يفضلكابتا طول السنين ؛ متل عطشة شحيح في سوق تشاشة. قال إيه؟!:عشان يكملا بعدينمع لمة الأهل و الحبان ، فوق عنقريب هباب ،و تحت همبريب ضل نيمة مرشوشة و كدي طيب و مالو ؛فغايتو ، إن شاء الله كولنا كدا دايمن تامين و لامين!! مع عيد اللحمة و الشربوت الجاي علينا.
حاشية وتخريمة: مُعْطَرب: دي من قاموس أخونا شيخ الملحوتية و زعيم المغتربين بأرض الله الواسعة و / بشير ودَّ التُهامي. يعني( مُغْتَرب) . و لعه لم ينطقها هكذا عن (لَجَنةٍ ) في لسانه العربي المبين ؛ و إنما قصدها لتكون، على حد قوله : تعبيراً بليغًاً و صادقاً عن حالة الاحتراق الداخليو (العطرابة) العايشين فيها معاشر السادة/ المغتربون. و هم ركوبٌ على متن مرجيحة (طوطحانية) ما بين غُربةٍ و شجنٍمنذ قديم و أنا، جلسنا ذات غربةٍ نتجاذب طرفي حديثٍ شائق و حزينٍ عن فراق رمال حلتنا و حنين عودتنا لوطن القماري..و نحن في غمرة ضجيج الموانئ و نقاط العبور التي نجتازها أنا و أنت و الدنيا أماني سندسية.
@> فحقيقة الغربةً أخطبوط بثماني أذرع ووجوه عديدة. و لكن صدقوني جاهدت نفسي كثيراً كي أراها بوجه مريح و لم أُفْلِحْ بعد في رؤيتها بسوى أقبح وجه. لكنها على أية حالٍ شرٌ لا بد منه و محورٌ دوارٌ) على ظهر الرمال المتحركة. بمعني: قابل لأن تتفرع به الخطوط و تتعمق المسابير شيئاً فشيئاً باتجاه صميم القضية، فتأخذنا في طريقها ربما إلى ووايا أحرج، لنضع مشارطنا على جراح و مواضع أخرى للأذي أشد إيلاماً.
11-14-2017, 10:25 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
الأخ أصالة تحياتي و مساء الورد ياخي ده شنو الإبداع ده..ياخي انت مسّخت كتابتي ذاتا.. تسلم يا مبدع و تحية لموهبة تحملل كل هذه الامكانيات:… الجمع بين البلاغة الغوية و الفكاهة و اللمحة الساخرة في آن واحد.. و كذلك الاستشهاد بالنكتة و المأثور من الاحاديث و الأمثال العامية و الفصحى.. تحياتي لك و ألف شكر على تشنيفك لعيوننا قبل الآذان..
11-15-2017, 08:30 AM
دفع الله ود الأصيل دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 14327
# لا والله يا أستاذ ، عمر العين ما تعلاش على الحاجب و لو لا أنك هبشت فيني عصباً سابعاً متوهجاً شديد الرهافة لما تطاولت عليك بأن أنبس ببنت شفةٍ ؛ و لما زرعتُ فاصلةً واحدةً بعد نقاط عبورك السالكة إلى قلوب الحاضرين. و سأكون ممتنَّاً لأريحية قبولك ضمي ضيفاً على بوستك و ترابالاً معاوناً،أنت (البَنَّاي و أنا (البناول الطين). و إذا قبلتَعرضي، إذاً، دعني أبثُّ إليك مني و للوطنفي شخصكم الكريم بعضلواعج الشوق مشحونةً بآهات (همــــسٌ حزيــــــنٌ)حيثُ إنَّ :(النسيان فن تصالح تامٍّ مع الذات، مع كاملالاحترام لشروط فقهالأمر الواقع). على الأقل، هكذا تعلمنا منطق دايناميكا طبيعة الاشياء* *****(((((+++)))))******* # فهكذا نحن ، نظل نغدو و نراوحُ مكاننا ســـراً، كظلٍ أعوجَ و قد فارق عودَه ، فما يلبث أن يعود كهبوب ريحٍ يغشى جلاميد (صُمِّ الحجارة). فما من شعورٍ أفتك بقلب كلِّ غريبٍ عائدٍ لتوه إلى حطام كوخٍ كان يضم ذات يومٍ ، حفنةً من يباب عمره. و بينا رُحتُ أنا أزرع فناء الدار جيئةً و ذهاباً ، إذا بلواعج الحنين تلفني من كل حدَبٍ و صوبٍ . تغرورق عيناي بدموع فرحةٍ منقوصةٍ لم و سوف لن تتم أبداً, فلاحياة هنا لمن أناجي. جئت أسترق النظر من ثقوب أبواب الذكريات . أتسلل كما اللصوص من نافذةٍ مشرعةٍ لصفير هوج الرياح، كما النواح . فلا أجد سوى بقايا أطيافٍ باردةٍ، تماماً كصقيع إحساسي المتجمد.و هنا إذا ببضع حُصيَّاتٍ وجدها ملقاةٍ فوق كثيب رملٍ مهيلٍ. لقد هممت بالتقاطهن لأرجم بهن مارداً وقف يذكرني بأن عقارب ساعتيسوف لن تعودالقهقرى.و أن أقسى وطأة إحساسٍ على قلب عاشقٍ لوطنه ،هوأن يأتيه عائداً ليتحسسه، فلم يجد منه شيئاً ، كسرابٍ بقيعةٍ يحسبهالظمآن ماءً، أو كباسط كفيه إلى فقاقيع رغوة صابونٍ ، ليظل يلاحقها ليبلغ بها فاه و ما هو ببالغه. ******(((((+++)))))******* و هذه دياري الحزينة التي كنت أرتادها في أيام مراتع الصبا و براطع الشباب ،إذا بها غدت مدن أشباحٍ موحشةٍ خاويةٍ على عريوشها ، تجوبها أسرابٌ من دواب الأرض تأكل منسأةعشقٍ في رفاة إنسانٍ كان يعيش هنا ؛ ثم صار أثراً بعد عينٍ و حذفت أقراص ذاكرته مرةً و إلى الأبد من كل الملفات ، لعطلٍ بذهني كان بليـغاً. و في سويعاتي السوداوية تلك، رحت أطرق الأبواببإلحاحٍ شديد، رُغم زهديفي أن يلقي أحد بالا لوجودي فيفتح لي مصراع نافذة . فلـربما تملكنـي شعـورٌ لاإراديٌّ باللاجدوى من من مجيئي عائداً أصلاً! ثم وقعت عيني على فحمةٍ ملقاة، خطفتها و رحت أرسم بها خطوطاً كفافية على جدارهذا الزمان هنا، تشي بأن كلَّ ما جنيته من عناء عودتي هو أني: حضرت إلى هنا، ربما متأخراً جداً، فلمأظفر بلقيا كائنٍ مَنْ كانَ مِنْ أهلي و ناسي. لذا، أيقنت بأن نعمة الصبر و السلوانبحد ذاتها فن راق تقتضي إجادته تصالحاً تامَّاً مع الذات، مع تَمَرُّسٍ يَوْمَيِّ على احترامٍ شروط الأمر الواقع. **********and)))***********..
الأخ ود الأصيل تحياتي من يستطيع أن يصوّر لحظات الشوق و الحنين كما فعلت: (و هذه دياري الحزينة التي كنت أرتادها في أيام مراتع الصبا و براطع الشباب ،إذا بها غدت مدن أشباحٍ موحشةٍ خاويةٍ على عريوشها ، تجوبها أسرابٌ من دواب الأرض تأكل منسأةعشقٍ في رفاة إنسانٍ كان يعيش هنا ؛ ثم صار أثراً بعد عينٍ و حذفت أقراص ذاكرته مرةً و إلى الأبد من كل الملفات ، لعطلٍ بذهني كان بليـغاً.) لك التحية أخي العزيز على المشاركة الوجدانية
11-16-2017, 12:32 PM
دفع الله ود الأصيل دفع الله ود الأصيل
تاريخ التسجيل: 08-15-2017
مجموع المشاركات: 14327
مشاركة وجدانية دي يا أستاذ و لا قلبناها ليك مناحة عدييييل كدي. و تَرعنا ليك صفحتك بالدموع خلف الرموش مكبوتة بي حسرة و ضياع و رعشة القلب الرههيف مخبوزة بي نظرة ضيـــاععع جباو القدر في سكتك عمومن ذنبك على حنبك و على نفسها و أهلهلا جنبْ براقش. يعني. # لعمري يا ود الحسين لو ينفع نناديك حاف كدا،،، أنت الذي حللت بكلا بطين و أذين قلبي أهلاً و نزلت ساحتي سهلاً لتجالسني القرفصاء و نبوح. هذا بخلاف صديقي اللدود المشاگس/ Abdelazim ، حين زجرني و قال لي: مافي أصلن، سبب يخليك تحـزن ياخ. أعمنو يعني إيدو في الموية و عايش في الطراوة.
® و لگنني قلت له: عارف حركاتك جيداً يا عظمة، أنك ربما أعمق مني حزناً و لكنك تريد فقط استفزازي لأفضفض لك و أبوح بالمزيد. و لم لا ؟! فما أشبه حالي بحالك و ما أشبه ليلة كلينا ببارحة الشاعر / نائل الحريري ، حين ينعي نفسه مسبقاً و يرثيها قائلاً: :*****(((((+)))))***** إذاً ، تعالوا ، دثروني .. زملونيإنَّ إنَّ في صوتي حريقاً يأكل الأخضر و اليابسَ حزناً فتعالوا أشعلوه! إن نصف الموت أن تحيا طريـــــداً و نصف العقل أن نهوى الجنونْ .. زّملوني.. غلّقوا الأبوابَ و الأستارَ.. و أجفانَ العيونْ.. بعدَ حينٍ سوفَ ألقي عامداً كلَّ ثيابي و سأشدو راقصاً حتَّى أقعْ . و ستمحو الشمس مني كبريائي ..و عذابي و سأبقى بعضَ روحٍ ...نصفَ قلبٍ و أشلاء... *****(((((+)))))***** زّملوني ملءَ كفَّين.. ثم صلِّوا كي أموتْ ..إنَّهمْ ...قد غلّقوا كلَّ الحَكاياو البيوتْ أوصدوا بالشَّمعةِ الحمراءِ بابَ فمي .. و غاريِ غطَّاهُ الحمامْ.. و على البابِ ..تجلَّى فوقَ عرشي العنكبوتْ... زّمليوـني...لم يعد في العمر ما أبكي عليهْ ليلةٌ أخرى ...و سوف يلقي قاتلي عنّي يدَيهْ زّمليـوني..إنّ روحي ضدًّ قلبي ثائرةْ وجراحي غائراتٌ في حنايا الخاصرةْ طعنوني...زرعوا في الظهر سكيناً وفي القلب الظلامْ .. تركوني نازفاَ في اللّيل موسيقى و حزناًَ لا ينامْ *****(((((+)))))***** تركوني تحتَ قاعِ البئرِ أبكي سلبوني صدرَ أمِّي و قميصي خبَّؤوهْ.. ألصقوا بالذئبِ و الموتِ الجريمهْ.. أحضَروا الذئبَ أمامي ...مزَّقوهْ أشلاءً ثمَّ باسمِ الرَّبِّ.. ثُم قاموا جعلوا الذئبَ وليمةْ.. آهِ يا كلَّ المواويلِ القديمةْ.. ألفُ آهٍ ...كلَّما مزَّقتُ من عريي ثيابي.. ألفُ آهٍ...كلَّما فصَّلتُ أحلامي على ذاكَ الجسدْ أ لفُ آهٍ! حينما ترفض مني كلُّ أوطانيَ أوراقَ انتسابي ألفُ آهٍ ...كلَّما أدركتُ أنِّي لا أحدْ.. ألفُ آهٍ .. وأنا في عتمتي خلفَ الزوايا و أنا المسؤولُ عن كلِّ الخطايا وأنا طعمُ المرارةْ.. وأنا الأبكمُ ..إمَّا صِحتُ قاموا رجموني بالحجارة و أنا عشرونَ نصفاً، ميِّتٌ يبكي وحيٌّ لا يُفيقْ و أنا (روما) و(روما) ضمَّها عشرونَ نيروناً وأطفاها الحريقْ .. و يندلق الرحيق
11-16-2017, 10:28 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
بعد سياحة و مناحة مع صديقنا و حبيبنا ود الأصيل الذي لا يمكن مجاراته بل متابعته فقط اواصل ما انقطع من تسلسل رحلة العودة للوطن.. بعد البسلمة و الاستعاذة و قراءة دعاء السفر و الاستعاذات التي جادت بها الذاكرة المرتجفة الموسوسة القلقة لمجابهة كل انواع الفوبيات و الرُهابات جاد بها علم النفس، بعد كل ذلك أجد النفس الخوّافة بدأت تهدأ و يخفت وجيبها شيئا فشيئاً..و ابتسامة ودودة تشع من بين الأسنان الؤلؤية و العيون المبتسمة فيتسع بياضها في كونتراست فتي مع سوادها…: - ارجو ربط الحزام من فضلك - ..بسيطة يا بنت بلقيس و سليلة سليمان لو امرتيني بالهبوط دون مظلة لفعلت.. الآن ميكرفون الطائرة الاثيوبية يعلن عن الاستعداد للانطلاق.. مشاعر مختلطة تتفاعل داخل النفس..احاول تبديد رواسب القلق الطبيعي و الخوف من التواجد لساعات في كبسولة مغلقة تشق عنان الفضاء في رحلة لا يعلم منتهاها إلا الله..أنظر للمقاعد من حولي و من خلفي لكي اعاين مشاعار و احاسيس الركاب .. تطمئن نفسي قليلا و أنا ارحرى الارتياح في وجه فتاة شابة و هي تعدل من جلستها و هييئتها.. و ذاك الراكب المنتشي في ونسة خفيضة بجانب المرأة الأنيقة التي لفتت انتباه الكل بأناقتها و ملاحتها في صالة المغادرة.. لابد مما لا منه بد ..لابد من المسير و من السفر و امتطاء المجهول للقاء الوطن و الأحبة. قليلا قليلا مع أزيز الطائرة و همس الركاب و مرور حفيدات بلقيس تهدأ النفس و ننشغل بتقديم الوجبات و المشروبات. و ربط الأحزمة لمطبات محتملة و إزعاج متوقع إلى أن نصل إلى أرض الخضرة و الجمال.. الآن تهبط الطائرة بسلام في مطار رغم بساطته إلا أنه يفي بالغرض و تحيطه الخضرة و رائحة الخصب. سنهبط في هذا المطار لمدة ساعة و نصف لنغيّر الطائرة باتجاه الخرطوم..
11-17-2017, 07:50 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
لم تزل الزيارة الأخيرة تحمل ارتداداها الحزينة في نفسي.. ليس بسبب ما تركته في النفس من لقاءات حميمة و مشاعر تدفقت على الكتف احضانا و في العيون حبا و دموعا و لكن ماوقر في القلب منها حسرة و ندما و لوعة لفراق و فقد أحبةٍ لم اعدّ له العدّة.. و كيف أنسى تلك المرأة الوقور زوجة أحد الاعمام التي زرتها و أنا على عجل…كنت أقف أمامها متعجّلا و مختصرا اللقاء في تحية و وداع في نفس الوقت و ذلك لقصر وقتيززكما سوّل لي الشيطان .. فقد كان الشيطان يتربصني و يتعجلني لاختصر دقائق المقابلة لبضع دقائق وقوفا بها صحبي … و لم يمهلني لأتملّى من وجهها الصبوح و دعواتها الصادقة و هي تنظر للأمام ..تنظر للمجهول و تقول في عبارات غريبة ..كلها عن الحياة و الأحباب و الدنيا الزائلة … عبارات لم أدرِ كنهها إلا بعد سماعي لنبأ وفاتها..عبارات كانت كأنها رثاء لروحها المفارقة. آه ..ما أضيق أفقنا نحن البشر … آه …ما أقصر لحظات الحياة… و ما اغبانا نحن البشر كيف نفارق من نحب و الحياة قصيرة و الموت كالحبل المرخي معقود في أعناق كل منا و لا ندري هل نلتقي بهم مرة أخرى ؟ ..الا لعنة الله عليها غربة …و لعنة الله عليها ألف حينما تكون غربة قسرية… و لنتهيأ لنواصل ما انقطع عن رحلة العودة للوطن
11-18-2017, 05:11 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11872
الرذاذ الطازج ينثال على الزجاج و أنا محبوس في الكبسولة المغلقة المكتظة بالأنفس و الأنفاس و المشاعر و المخاوف و الترقب و الأمل .... كل هذه النفوس تتوق للوصول كلها تحلم باللقاء كلها تنتظر أن تهبط بسلام ..كها تحلم بمصافحة حنون و بأحضان دافئة تتساقط ما بين مساماتها الدموع و الأنفاس و الأشواق الحارة. ربطنا الأحزمة من جديد انصياعا لإشارات مضيئة في الشاشات المعلقة و لرموز حمراء اللون محذّرة...ننصاع رغبة في الإسراع بالانطلاق و الطيران... . و تتحرك الطائرة ببطء منزلقة على الاسفلت المبلل ..و تنكمش المشاعر و الرغبات و المهج بشكل تلقائي متهيأة للصعود في الفضاء مستسلمين للقضاء و المجهول. تتحرك الطائرة دقائق ثم تتوقف...لعل هناك طائرة تود الهبوط...ليست الشوارع وحدها التي صارت مختنقة بل كذلك الفضاء .. تطول الدقائق لتصل إلى الرقم ثلاثين و نحن نطالع من خلف الزجاج الذي لا يبين... - .ما الذي يحدث؟ و لكن ليس من مجيب المضيفات يسرعن للمقصورة الأمامية في عجلة.. - هل هناك عطل؟ تنحني فوقي المضيفة لتجيب على سؤالي القلق في صبر تعوّدت عليه: - بس دقائق و تطير الطائرة و تمر الدقائق... و يطول انتظار و يزيد القلق و تتسع مساحة الاحتمالات... و فجأة يأتي صوت المايكرفون الداخلي: -هناك عطل فني بسيط سنحاول اصلاحه خلال مدة قصير - هكذا إذن إنها كلمات لا تغني و لا تشبع من جوع ..كلمات تأخذ أكثر مما تعطي.. ليس لدينا إلا التشبّث بالمقاعد و بالأمل و بالصبر و بالتفاؤل المستحيل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة