نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم بإنكشاف السر بعد 100 سنة من الغموض)!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 01:17 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-26-2018, 02:51 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم بإنكشاف السر بعد 100 سنة من الغموض)!

    نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم بإنكشاف السر بعد 100 سنة من الغموض)!

    هنا آتي بنماذج وفق طلب بعض المتابعين لخلاصات بحث الحقيبة، منشورة أيضاً في بوست بالجوار.

    سؤال إستباقي: ما الفائدة العملية من البحث في شيء مضى؟.

    أولا هو لم يمض!.

    لكن هناك ما هو أهم.. أن حياتنا العامة من المفترض أن تقوم على العلم والعلمي، على جميع الأصعدة الممكنة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية. لدينا زعم أن أزمة البلاد المزمنة ذات علاقة عضوية بجهلنا بأنفسنا والبيئة الطبيعية المحيطة بنا وإتكائنا على التفسيرات السحرية "غير العلمية" للواقع الذي نعيشه وهي علة قديمة تجد جذورها في مجتمعنا التاريخي العشائري/الصوفي/الغيبي/السلفي، هكذا معا.

    الحضارة كما تحدثنا التجارب البشرية لا تكون بلا علم والعلم لا يكون بلا بحث والبحث لا يكون بلا جهد وتضحية وشرط صحته/فاعليته حرية الفكر والضمير المفضيان إلى الحياد العلمي.

    كيف يقود الجهل بالذات إلى عدم الإستقرار والحرب والفوضى؟. لأن الناس في الحيز الجغرافي لا يعرفون عملياً وعلى وجه الدقة مصالحهم المشتركة ولا تحدياتهم المشتركة ولا مصيرهم المشترك وماذا يجمعهم وماذا يفرقهم عملياً.. وبالتالي لا يستطيعون تكوين تجربة جماعية تراكمية للعيش السلمي المشترك.. وهذا بالضبط ما يحدث الآن في السودان.
    وأرى علينا الآن بشكل عاجل أن نعمل في جانبين 1- تخفيف حدة الأزمة الشاملة في الوقت الراهن عبر تحسين الأجهزة السياسية والإدارية وتقليل حدة المظالم الإجتماعية 2- العمل في الجانب الإستراتيجي وهو العلم بالذات الجماعية لشعبنا والإلمام بتفاصيل البيئة الطبيعية المحيطة بنا من أرض وسماء ومناخ وغابة وصحراء إلخ.. (لدينا مبادرة بهذا الخصوص هي "السودان200").

    هذه محاولة مختصرة للدفاع عن معنى مثل هذه البحوث العملية ولا أتحدث هنا عن جودتها من عدمها بل عن المبدأ.

    وقد قام البحث في الاساس للنظر في الجانب الوظيفي للنوع الشعري/الغنائي والظروف السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي نشأت في كفنها أشعار الحقيبة.. ولم يكن من شأن بحثنا النظر في الجوانب الجمالية والإبداعية للنوع الشعري/الغنائي ذاك شأن آخر.

    ونذهب من هنا إلى النماذج المعنية فقط هناك ملاحظات إستباقية:
    الهدف الأول من هذه النماذج هو التأشير إلى وحدة النمط (الحقيبة والزجل).. هذه النماذج عشوائية وليست مرتبة بشكلها النهائي بعد لكنها قادرة على إعطاء الفكرة لمن شاء وهذا طبعاً من وجهة نظري.
    الحقيبة فن زجلي سوداني أصيل مع العلم أن الزجل أصلاً هو فن المجاراة (لن تسطيع لطفاً فهم مقصدي بالكامل ما لم تتطلع على خلاصات البحث المعني منشورة بالجوار). وأن التشابهات حد التطابق في بعض القصائد لا تعد سرقات أدبية وإنما هي من خصائص الزجل لأن بقية القصيدة شيء مبتدع جديد فقط على نسق قديم وذلك قد يتفوق على هذا والعكس يصح، مثال:



    ولك ألفاظ صارت مواليا .. بالزجل والنشيد
    إبراهيم الغباري 1280م زجل/العهد المملوكي
    وأنشي شعري وزجلي وموالي في سناك قليل ياجميل
    إبراهيم العبادي 1930م "حقيبة" العهد الإنجليزي/التركي

    التاريخ أمام مقاطع الحقيبة تقديري يشير دائما إلى زمن كتابة القصيدة.
    ---
    وقد شدت تسجع كالخطيب بمنبر الغصن الرشيق القوام .. لما انثنى يهفو بقد رطيب
    إبن زمرك الأندلسي 1150م
    الخطيبة وردفك منبرا الشعور البسطــــــــل عنبــــــــــرا
    أبو صلاح/ حقيبة 1930م
    ---

    حبّي عني حجبوه اهلو
    واسرفوا في جمع حفاظو
    والرقيب قد غيبو عني
    حتي عني قيد الفاظو
    صفي الدين الحلي/زجل 1339م
    جارو اهلك وجورم أمـر
    في ديارم حجبـو القمـر
    عبد الله الأمي/سيد عبد العزيز/حقيبة 1930م
    ---

    لو ترى حمرة خدودو ... وعذاره ذا المنمنم
    والشقيق حمرا في صفرا ... كنو رايات شاه أرمن
    زجل أندلسي 1200م (الوافي بالوفيات للصفدي ص500)
    صَبّـغْ الخـدين حُمرة
    بعد ساعة تشوف صفرة
    والّــ نُمّــت نهـار
    خليل فرح "حقيبة" 1930م
    ---

    وابتسم لي عن نقا ثغرو
    ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
    زجل.. صفي الدين الحلي 1339م

    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    سيد عبد العزيز / حقيبة 1930

    ملاحظة عابرة: المجاراة كفن معروف له قواعده ليس بالضرورة أن تلتزم بالقافية وأحياناً أيضاً ليس الوزن العروضي.


    وهنا المزيد من النماذج التي تشير إلى وحدة النمط مع تحليلها ومقارنها ببعضها البعض (من حلقات على الفيسبوك جاءت على هامش البحث، هناك بعص التكرار لأن تلك السلسلة كانت عفوية ومباشرة على الفيسبوك):

    حلقة 12 مقارنة.. إبراهيم العبادي وإبن حجة الحموي.. "قالي وقلت لو"! .. الزجل والحقيبة (نظرة في وحدة النمط)

    هنا قصيدة للحموي يجاري فيها إبن مقاتل وتحتها مباشرة قصيدة العبادي "برضى ليك المولى الموالى" وثم مقارنة بينهما زيادة على نماذج اخرى من الحقيبة والزجل تشترك في الجمل و الكلمات المفتاحية والصور والأخيلة والاوزان.

    يا مليح الشباب يا حلو الشمايل ... إن عينيك تعمل في قلبي عمايل
    قالوا عينيك نرجس وصدغيك خمايل... صبتها أسياف معقربات الحمايل
    لا تخوض يا حبيبي في نـهـر سـايل
    في مديح ثغرو لي عقـود جـوهـرية
    وفي ريقو ألفاظي جت سكرية وحن أسبغ لي ظل شعرو عليه صار مقيلي وكيف لمدحو نقايل
    وقد أظهر فخري عـلـى كـل قـايل في الأصايل
    عاتبت بدري رثـى لـي وحلف لي أنو ما يقطع وصالي
    والتفت نحوي قلت لو يا غزالي طيبة أصلك دلت عليها الخصايل
    وأنت غرة بدر تشرق لنا في الأصـايل
    وحن أخصب بالحسن روضة خـدودو
    ورياض وصلي أمحلوا من صدودو
    قلت خاف الإله يا ناقض عهودو
    تدرو آش قالي لما أراد أن يماحل آش تقول في روض الوصال قلت ماحل.. (إبن حموي)
    ---
    هنا مقطع من قصيدة العبادي المعنية:
    برضي أغوص في بحوري وأوالي ليك أخرج درري الغوالي
    وأنشي شعري وزجلي وموالي في سناك قليل ياجميل
    قالي هاك أقوالاً مصيبة كل نفس توجد نصيبة
    والمصيبة المولى اليصيبة بالقدر كم عز الذليل
    كم ربوعاً أجدب خصيبة ومافي فجراً ماعقبة ليل
    وأري الهلال في ظلال تلك الخميلة يلوح .. (العبادي/حقيبة)
    --
    وأنت غرة بدر تشرق لنا في الأصـايل وحن أخصب بالحسن روضة خـدودو ورياض وصلي أمحلوا من صدودو .. قلت خاف الإله يا ناقض عهودو تدرو آش قالي لما أراد أن يماحل آش تقول في روض الوصال قلت ماحل (الحموي).

    كم ربوعاً أجدب خصيبة ومافي فجراً ماعقبة ليل (العبادي)

    قالي هاك أقوالاً مصيبة كل نفس توجد نصيبة (العبادي)
    قالي لما أراد أن يماحل آش تقول في روض الوصال قلت ماحل (إبن حجة الحموي) "قالي"
    أرض آمالي في امحال ومن الهم بقيت في أوحال "العبادي" (بيت من عازة الفرق بي طال) تتجلى عنده مرجعية اللغة والصور مكملة لقصيدة برضى ليك المولى الموال مع إبن حجة الحموي.. لاحظ ايضاً الصورة المتشابهة لإستخدام الكلمة "إمحال وماحل وامحلو".

    قالوا عينيك نرجس وصدغيك خمايل (إبن حموي)
    وأري الهلال في ظلال تلك الخميلة يلوح (العبادي)
    والصورة في الحالين أن شعر المعشوقة كثيف ويشبه الخميلة يغطي أذنيها ووجنتيها ويفيض (الخميلة هي الغابة كثيفة الاشجار)

    في مديح ثغرو لي عقـود جـوهـرية وفي ريقو ألفاظي جت سكرية (إبن حجة)
    برضي أغوص في بحوري وأوالي ليك أخرج درري الغوالي
    وأنشي شعري وزجلي وموالي في سناك قليل ياجميل (العبادي).. هناك شعر للمحبوب في الحالين مشبه بالحجارة الكريمة.
    ليك أخرج درري الغوالي "العبادي" .. لي عقود جوهرية "إبن حجة الحموي"

    انظر ايضاً نماذج إضافية لكلمة "قال" ومشتقاتها ومرجعيتها في كل مرة من المرات.. ودائماً في حوار ذاتي مع معشوقة متخيلة وبالرغم من أنها أنثى لكن دائماً تأتي بصيغة المذكر (قالي وقلت له) وليس قالت لي وقلت لها في الحقيبة والزجل.
    أنظر مثلاً:
    قال ليّا طوف بي كلِّ حيّ
    كيف تبقى عاشق وإنت حيّ؟

    لو يا نسيم مريت عِشَيّ
    قبّل فويطرات الرشيّ
    قول ليهو قط ما بيّا شيّّ
    إلا الغرام شاويني شيّ ...
    قال لي ده لا اتباع لا شِرَيّ
    أحسبلو فوق نجم التريّ
    لسّع رُخُص ناعم طِريّ
    خمر الدلال باقيلو ريّ
    أبو صلاح (حقيبة)
    ---
    قلت لو قد ذبت في عشقك ... وضنيت قلي الخبر عندي
    قلت لو دمعي قد اتلون ... ويجري اليوم على خدي
    دار إلى إنسان مقلتي قلو ... أنت ما عندك نظر بعدي
    الحموي (زجل العهد المملوكي)
    ---
    ناديت لمن شرقني حين غربني ... بدمعي قبلني وارحم ترحم
    وقول نعم وانعم على مشتاقك ... قالي: ميل إلى خدي لأنو أنعم
    قالي نهار صف وجنتي والعارض ... وارعى النظر ناديت يا غصني الناضر
    (زجل العهد المملوكي)
    ---
    شُفت بدره المتجلي سافر
    صك غاضب لقى دمعي دافر
    قالوا جملة وعقد الأظافر
    قال لي طبع الريم أصلو نافر
    قت لو عل تريم النوافر
    وعل «راء» الريم تبقى «لام»
    ود الرضي (حقيبة) .... (عل «راء» الريم تبقى «لام» هذه من طرائق صفي الدين الحلي في التلاعب باللغة)
    ---
    وأنت غرة بدر تشرق لنا في الأصـايل
    وحن أخصب بالحسن روضة خـدودو
    ورياض وصلي أمحلوا من صدودو
    قلت خاف الإله يا ناقض عهودو
    تدرو آش قالي لما أراد أن يماحل
    آش تقول في روض الوصال قلت ماحل.. (إبن حجة الحموي/زجل)

    تلك الكلمات (الصور) جاءت مع النمط الكلي الذي تمت مجاراته. راجع الحلقات الماضية من 1 إلى 11 لتفهم الصورة الكلية كما المقالات الشارحة لمعنى واسباب وجذور شعر الحقيبة والمحيط السياسي والإجتماعي الذي نشأت في كنفه أغنيات الحقيبة 1920-1945.
    والملاحظ المتأني ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان ك(الدوبيت، الحماسة، المناحة، الحومبي، المديح كما اسلفنا) إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف اصلا في السودان انذاك. من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل. ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت.. إنه شعر غنائي.. مفترض شعبي.. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.
    لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل القوما في مصر العهد المملوكي و"الصنعة" في الجزائر قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق. كلها إفتراضات قابلة للنظر، وها نحن نفعل!.
    هناك عشرات بل مئات الأمثلة التي تنفي الصدفة.

    راجع ايضا لطفاً مرة ثانية نماذج الحقيبة التي جئنا بها المرات الفاءتة فيما يختص بجمل وكلمات مفتاحية كثيرة تناسلت لتعبر عن أحوال مختلفة من المفترض شعورية بحتة وخاصة ربما تقتضي تنويع التعابير بإختلاف أذواق الأفراد وهوياتهم ونفسياتهم ومزاجاتهم الشخصية، لكن بعد التعبير دوماً شبه مطابق وفي بيئة مناخية شديدة الإختلاف إذ شبه صحراوية وسكانها تغلب على طبعهم الحياة البدوية ولا يعرفون الكثير عن البساتين والدوح الطبيعية المزهرة والرياض والخمايل الوردية التي تجري من تحتها الجداول!. مما قد يؤشر إلى حالة مجارة مستمرة التناسخ في النمط الواحد أي حالة ابداعية تكرر ذاتها.. زي غنا البنات لكن بوعي موضوعي أي حيازة المستلف كالارض "الميري" وهو ما فعله المصريون في العهد المملوكي مثلما فعله أهل العراق والشوام وأهل الحجاز ومن قبلهم المغاربة واخيراً السودانيون حسب هذه الرؤية في شعر ما عرف بالحقيبة!.
    ملاحظة أخيرة فنية: المادة كالعادة ليست منقحة لغويا في شكلها النهائي.

    يتواصل.. تلك كانت حلقة "12" من سلسلة نظرة تطبيقية على هامش البحث في كيفية نشأة حقيبة الفن والتفتيش عن جذورها المحتملة.

    حلقة 11 نماذج مقارنة.. حقيبة الفن/الزجل الأندلسي/المغربي/المملوكي.. في سبيل النظر في وحدة النمط: نظرة شاملة (الفردوس المفقود: الرياض/الخميلة والزهور وجداول المياه والتين والرمان والراح والحسان ودعة العيش)

    الزجل؟.. تم تعريفه تفصيلياً في أوقات سابقة.. كل شعر لا يجري على أوزان/بحور العرب المعروفة وينحو إلى العامية/الدارجة يمكن وصفه بكلمة "زجل" بما في ذلك الأنماط الحديثة في السعودية "محمد عبده مثال" ومصر (عبد الحليم حافظ/رميت الورد طيفت الشمع يا حبيبي/مثال) وكذا الاغنيات اللبنانية والسورية والعراقية والكويتية والإمارتية والمغربيةإلخ وبالطبع الغناء السوداني الحديث كله زجل وفق ذلك المعنى وهو صحيح من الناحية الأكاديمية، مثال: أغاني الكاشف ووردي وابو داوود وشرحبيل ومصطفى سيد احمد ووعاشة الفلاتية ومنى الخير وإنصاف مدني ورماز ميرغني. لكن أغاني الحقيبة ليست زجل سوداني بل زجل أندلسي بكل ما به من صفات: الصور الشعرية والأخيلة والأوزان والكلمات/الجمل المفتاحية واللغة الهجين "دارجة/فصحى" كما نزعة الحنين إلى فردوس مفقود. والغرض الغزل أو الطبيعة أو المديح/المدح في الاساس. كل تلك الصفات أراها منجزة في "خمايل" الحقيبة.

    الفردوس المفقود في أغنية الحقيبة ( وصف الطبيعة والمرأة والحنين إلى فردوس ضائع)

    هذه المرة أيضاً نظرة داخلية في نمط الحقيبة في ذاته وليست مقارنة مباشرة بالزجل (تلك ملاحظة إستباقية)
    هذه الحلقة سنستدل على وحدة النمط المحتملة بعبارات "الرياض/الخمايل/بلابل الدوح". وحدة النمط في:

    1. الجمل والكلمات المشتركة/المطابقة 2. الصور الشعرية (كالوصف والتجسيم) مثل عبارة: الصدير الطامح والحشا المبروم 3. الأخيلة الشعرية ك:عزة في هواك نحن الجبال/مثال توضيحي 4. الأوزان والقوافي والجرس الموسيقي ولزوم ما لا يلزم كالسجع 5. اللغة (فصحى/دارجة/هجين) ونظرة في اللحن من قبيل تحريك الساكن وتسكين المتحرك 6. الأغراض (الغزل مثال) 7- الصنعة إذ أن الزجل هو فن المجاراة 8. نزعة الحنين إلى فردوس ضايع/مفقود.

    نشرح بشكل عاجل ماذا نعني بفردوس مفقود: الإندلسيون ظلو ينتجون أزجالهم بعد خروجهم من الأندلس لعشرات السنين. وفيها حنين عظيم "هيام في إهاب اللوعة" إلى فردوسهم المفقود ذي الرياض الغنا والخمايل والخمر والحسان والخلاعة وهي كلمة في الزجل الأندلسي كثيرا ما رددها إبن قزمان وغيره بمعنى اللهو واللعب ويعنون بها السهرات والإحتفالات الحرة في خمايل وبيوت وأزقة وقصور الأندلس.. تلك الحياة اللذيذة البهية كالأحلام فجأة حرمو منها وهامو في فجاج الشرق القاسية بالمقارنة والجافة وبالذات في زمان الحكم المملوكي والمغرب العربي. وقد تاثرت آداب وفنون تلك المجتمعات بروح ذلك الحنين "الصورة التعويضية".
    وذلك ما أظنه حدث في نسخة الزجل السودانية "الحقيبة" إذ نزعة الحنين إلى فردوس مفقود واضحة في حسباني.. وسنأتي على ذلك بالتفصيل في المستقبل. وهي ذاتها النقطة التي تجعل من المعشوقات موضع وصف شعر وغنا أهل الحقيبة الأوائل نساء ليس بالضرورة حقيقيات ولا من هنا ... بل خياليات لا صلة لهن بالواقع المعاش إلا استثناء.. كما أيضا الخمايل والتضاريس والطبيعة وأنواع الفواكه والبساتين والطير والخمر "الراح" التي يتعاطاها العاشقين في الخمايل "البساتين المزهرة". إنه الفردوس المفقود !.
    إنه النسق الكلي ربما تمت مجاراته على جميع الأصعدة: اللغة والصور والأخيلة والتفعيلة واللغة الهجين التي لا تلتزم قواعد الشعر العربي والعمل أحيانا بلزوم ما لا يلزم وكما أسلفنا النزعة إلى الهيام في فردوس مفقود/غائب "!".

    وهذا وإن حدث في كثير من المرات قد لا ينتقص بالضرورة من إبداع المبدع. لكن المجاراة تتطلب الإفصاح وإلا هناك علة التضليل ولو غير مباشر ولا عقوبة كما أن النقل الحرفي يتطلب بالضرورة الإشارة إليه من باب الحقوق الأدبية والأخلاقية وإلا هناك علة قد تكون الإنتحال.. ما حدث.. وهذا كلام عام يصب في إفتراضي الاساسي هنا وهو "وحدة النمط" أي أنني أتحقق من أن الحقيبة مرجعيتها من حيث النوع الشعري "نمط زجلي أندلسي مثله والصنعة والحوزي والقوما في الجزائر ومصر والشام.. بالذات مصر العهد المملوكي.
    أدناه نماذج جديدة، هذه المرة ليس للنظر التفصيلي في الصور الشعرية والأخيلة بين النوعين، لا، ليس هدف هذه المقارنة هذه المرة" بل الهدف الأول هو النظر بتمعن في تناسل الكلمات المفتاحية في بنية النمطين بين شعراء المرحلة الواحدة. مجاراة ومجارات المجاراة وهلمجرا فهي صنعة. الزجل مصنوع في الأصل لهدف الغنا وليس لمتعة القراءة كهدف أول كشعر المجذوب مثلا أو شعر البارودي.

    نبدأ بعدة نماذج زجلية (وفق المصطلح) ومن بعدها مباشرة نماذج للحقيبة تتناسل فيها عبارات لوصف طبيعة باهرة.. شديدة الإبهار ووصف نساء لسن من هنا، إنه الفردوس المفقود:

    الرياض/الخمايل/بلابل الدوح. جاءت كعبارات مفتاحية وتكررت كثيراً في الزجل دون غيره من الانماط كما تناسلت في الحقيبة السودانية بصورة شملت جميع شعراء الحقيبة وربما على وجه الإطلاق دائماً لأحدهم قصيدة تحوي الرياض/الخمايل/بلابل الدوح أو إشتقاق منها والروض على سبيل المثال هو البستان المزهر كثيف الأشجار وبه جداول مياه وأزهار منوعة. ولو أن في الشعر العربي الفصيح والشعبي هناك دائماً وصف للطبيعة وهناك حنين للوطن وللماضي. لكن ليست بالكم والكثافة التي حفل بها الزجل والحقيبة معا، وفي نفس الوقت مع تطابق الجمل والكلمات المفتاحية تشترك الحقيبة مع الزجل في الصفات والمعايير التي تجعلها مطابقة للزجل (بمعناه الإصطلاحي) كما أسلفنا.

    نبدأ بالزجل الأندلسي يتصدره أبن قزمان.. غير أننا قبله سنأتي بنماذج من شعر الحنين غير الزجلي (الحنين إلى فردوسهم المفقود) لكن في لغة عربية فصيحة ووفق بحور الشعر العربي (انظر الإختلاف، ذلك هدف هذه النماذج الفصيحة غير الزجلية) يأتي بعدها الزجل الأندلسي ثم الحقيبة.. لاحظ كيف تناسلت الحقيبة ذات الرؤى الشعرية بلغتها ومناخها الذي كان في الأندلس (شيء شبيه به إلى حد كبير) ولكن في زمان مختلف وطبيعة ومناخ مختلفيين (سافنا فقيرة/صحراء وشبه صحراء).. لا توجد رياض وخمايل في العادة:

    هنا إبن زمرك الأندلسي في شعر فصيح ليس بزجل لكن شعر حنين إلى الفردوس المفقود:
    بــــاالله يــــا قامَــــةَ القَضِــــيِبِ
    مَــنْ مَلَــكَ الحُسْــنَ فــي القُلــوبِ
    عَجْبـــتُ مـــنْ قلبـــي المُعَنَّـــى
    لـــو كـــانَ للصَّـــبِ مـــا تمنـــى
    وبُلبُـــــلُ الـــــدّوْحِ إن تَغَنَّـــــى
    غرناطــــةُ منــــزلُ الحبيــــبِ
    تُبْهِــــرُ بــــالمنظر العَجيــــب
    عَروسَــــةٌ تاجُهــــا السَّــــبيكَة
    من بحر مخلع البسيط

    وايضاً ابن زمرك
    لـــولا تـــألقُ بـــارقِ التَّـــذكارِ
    أمـــذكري غرْناطـــةً حلـــتْ بهـــا
    كيْــفَ الــتخلصُ للحــديثِ ودونَهــا
    مــا صَــابَ واكــفُ دَمْعــي المــدْرارِ
    أيـــدي السَـــحابِ أزِرَّة النُـــوّارِِ
    عُــرْضَ الفــلاةِ وطــافح زحَــارِ
    الكامل
    ---
    دمشْـــقُ جنَّـــةُ الـــدُّنيا حقيقـــاً
    بهـــا قـــوْمٌ لهُـــمْ عـــددٌ ومجـــدٌ
    ولكــنْ لــيس تصْــلحُ للغريــبِ
    وصُــحْبتهُمُ تــؤولُ إلــى حُــرُوبِ
    ابوبكر بن محمد

    أعنْـــــدكُمْ أننـــــي بفـــــاسٍ
    أذكـــرُ أهلـــي بهـــا وناســـي
    االلهُ حَسْـــــبي كـــــمْ أقاســـــي
    مطارحــــاً ســــاجعَ الحَمــــام
    والـــدَّمْعُ قـــدْ لـــجَّ فـــي انْســـجام
    يـــا ســـاكني جنَّـــةَ العريـــفِ
    كـــم ثـــمَّ مـــنْ منظـــرٍ شـــريف
    وَرُبَّ طـــــودٍٍ بـــــه منيـــــفِ
    أكابــــدُُ الشــــوْقَ والحنــــينْ
    واليــومُ فــي الطــولِ كالســنينْ
    مــنْ وحْشــةِ الصَــحبِ والبنــينْ
    شـــوْقاً إلـــى الإلْـــفِ والحمـــيمْ
    قـــد وَهـــى عِقـــدُهُ النظـــيمْ
    أسْــــكنْتُمُ جِنَّــــةَ الخلــــودْ
    قـــدْ حُـــفَّ بـــاليُمْنِ والسُّـــعُودْ
    أَدواحُــــهُ الخضــــرِ كــــالبنودْ
    من مخلع البسيط

    يــا أهــلَ أنــدلسٍ! اللهِ دَرُّكُــمُ
    مــاءٌ وظِــلٌ وأنهــارٌ وأشــجارُ
    ما جَنّةُ الخُلـدِ إلاّ فـي ديـاركُمُ
    ولو تخيـرتُ هـذا كنـتُ أختـارُ
    لا تختَشوا بعدَ ذا أن تدخلوا سَقَراً
    فليسَ تُـدخَلُ بعـدَ الجَنّـةِ، النّـارُ
    ابن خفاجة (شعر فصيح)

    أدناه أخيرأً نماذج من الزجل الاندلسي/ المملوكي (لاحظ وحدة نمطها المحتملة مع نماذج الحقيبة التي تليها):

    في رياض صفوف من الأزهار ... قابلتها صفوف
    واعجب من النهر إذا صفق ... لو من الموج كفوف
    الغباري (زجل اندلسي)
    -
    فوق هضاب الوادى الوثيرة ..الزهور منظومة ونثيره
    والجداول فى حال مسيره ..فى جبينه التل لازى مسيره
    والغداير حول الهلال
    العبادي (حقيبة)
    ---
    والثمار تنشر حليه .. بثياب بحل زبرجد
    والرياض تلبس غلالا .. من نبات فحل زمرد
    والبهار مع البنفسج .. يا جمال أبيض وأزرق
    ابن قزمان
    -
    تتـنـفــس نـــاس
    وريـــاض وبحــار
    **
    زعفران وعبيـــر
    إنتَ نـار فـى بهــار
    **
    صبح البُستـان شايل
    شجـر الرمـان مايل
    السُــلافْ فى الدِنـــان
    والكنـــار فى حنـــان
    خليل فرح
    ---
    ثلاث أشيا في البساتين ... لم تجد في كل موضع
    النسيم والخضرة والطير ... شمّ واتنزه واسمع
    قم تري النسيم يولول ... والطيور عله تغرد
    والثمار تنثر جواهر ... في بساط من الزمرد
    مدغليس
    -
    يا الطبيعه الواديك ساكن
    ما في مثلك قط في الأماكن
    شوف صباح الوادي وجماله
    وشوف خضاره وصيده ورماله
    شوف يمينه وعاين شماله
    شوف نسيم الليل صاحي ماله
    شوف فريع الشاو مين أماله
    خليل فرح
    -
    شوف محاسن حسن الطبيعة ..تلقى هيبة وروعة وجلال
    صاحى شاهد هاهى الطبيعة ..زاهية زاهرة فى زهور ربيعة
    شوف نواحى الوادى الخديره .. والحمائم يشجيك هديره
    العبادي

    فاح اليسمين الزيـــــــــن سلطان النـــــــــــــــوار
    لما غرد المقنيـــــــــــــن عن تلك الخضــــــــــار
    هيا نتدرجو لثنيـــــــــــن مابين الأشجــــــــــــــار
    نتمشاو يــا إنســـــــــــان ســـــــــــاعى فالبطاح
    ما غنة على الأغصــــان طيور الفصــــــــــــاح
    أنضر نعمـــــــــــة القدرا في الروض العجيــــب
    لابـــــــــــس حلة خضرا والغصن الــرطيــــــب
    قصدي نقيــــــــــم صهرا أنا والحبيــــــــــــــــب
    أملا يا نديم في الحـــــــان كـــــــــاسي بلا مزاح
    ما غنة على الأغصــــــان طيــــــــــور الفصــاح
    حوزي
    -
    يا مداعب الغصن الرطيب
    في بنانك ازدهت الزهور
    زادت جمال ونضار وطيب
    **
    تعجبني والشئ العجيب
    أنا وأنت في الروض يا حبيب
    راق النسيم وحلى للمرور
    سيد عبدالعزيز
    ---
    غرناطة فتنة للبشر
    آخر النهار، وزهرها بيدي
    قرّب وصّل وعدّي
    والحمْرَا واجب تنذكّر
    مع الدّشر، مغانيهـا تبدي
    زينـــت بخلـدي
    وأطراف الثمار
    قــد زخرفــت بالجلنــار
    صفر وآخر دِيدِي
    خلفـــونــــي وعــــدّي
    البنفسج حين شدا
    ما أعـــزّ علـــي كبــدي
    ما أنا وحدي
    الفقيه عمر - الزجال الاندلسي
    -
    أزغد وناديني وأقصد رياض شمبات
    سير بيّ وديني
    في غناك أبدينى اندب هناك حظي
    سعدى المعادينى
    في جوفي كاوينى حب وعفاف أم در
    من قبل تكويني
    بطري البساتين وأطرى الشذا الفواح
    والمسك والتين
    الامي
    -
    في بلادنا مناظر الطبيعة
    حافيها السحر الحلال
    في الشرق المينا العظيمة
    بيها الثغر باسم الدلال
    والغرب حرست مداخله
    الهيبة حصون التلال
    وجنوبها ينافس الشمال
    حيوية وعظمة وجلال
    في بلادنا القرى والمدائن
    أثر النعمة عليها باين
    وتاني محل العين تعاين
    تشوف بهجة وروح وإعتدال
    في منظر جذاب ودادي
    أحي السودان وأرضه
    سيد عبدالعزيز
    ---
    العـود قـد ترنن * على حسنك الأوتار
    يا ما أحـلاه بغنه * فـي دك الأشعـار
    العود و الرباب خلفوني في رياض ما بين البساتين
    رصد ثم الحسين سحروني * بكرا على صفرة الريحان
    يا أهل الهـوى اعذروني * خالفونـي صيـاح المقنين
    فـي كـل حضـرة * اللقــاح مع الزهـر
    والسـاقي ينـاول * بكؤوس من الأجمـار
    والساقي يناول ويملا * والأطيار عملت مشاور
    والقطعان بالخمر تجلا * الكؤوس نحوا الأساور
    الشمع يوقد فوق طاولا*والحضرة بأصناف النواور
    والماء في الجــداول * يعـــلا وينهمــر
    والســاقي يناول * بكؤوس من الأجمـــار
    قد رش الندى على وبلا * والنزهات النواور والغراس
    أخذت من المليح فرد قبلا * بين زهر ألخيلي و اليـاس
    حوزي
    --
    يا نديم عقب أوصفا
    وأقطف أزهارها صفصفا
    غصن بان إذا مشى
    واذا مال واختشى
    فضح الغصن والرشا
    لك يا غصن مافشى
    لك يا ريم ما تشا
    لك فى داخل الحشا
    روضة طيبة وشى
    الحسان تمشى قادمة
    يضوى العتمة كالدما
    يا عيومى تهدما من
    صياح أزرفا دما
    كوكب السعد إنتمى
    لك يا صاحب النما
    فسلام عليك ما
    لبس الروض نمنما
    العيون ناعسة صاحية
    والخدود يقطرن حيا
    خليل فرح

    متفرقات - زجل اندلسي / مملوكي :

    دعى إلى الروض ماس بأهيف قدو ... فغنت الأطيار فرح بالخاطر
    راد الغصن يحكي هيف خطراتو ... قام ناظرو في اللين ودا شي ظاهر
    واعوجاج قدو يقول القايل ... إني على غير العدالة ساير
    حكم نسيم الروض بقطع أكمامو ... والزهر من فوقو عليه ابتسم
    ابن حجة الحموي
    -
    يا مليح الشباب يا حلو الشمايل ... إن عينيك تعمل في قلبي عمايل
    فيها فترة تخطر لمن بها يجهل
    إنها سهلة والمنون منها أسهل
    ورباب الفضل والتشابيه يا شهل
    قالوا عينيك نرجس وصدغيك خمايل ... صبتها أسياف معقربات الحمايل
    من ذا يحمل حور العوينات بتاعك
    الحاج علي بن مقاتل
    -
    طيبة أصلك دلت عليها الخصايل ... وأنت غرة بدر تشرق لنا في الأصايل
    وحن أخصب بالحسن روضة خدودو
    ورياض وصلي أمحلوا من صدودو
    قلت خاف الإله يا ناقض عهودو
    تدرو آش قلي لما أراد أن يماحل ... آش تقول في روض الوصال قلت ماحل
    ابن حجة الحموي
    -
    خلع الربيع على غصون البان
    حللاً فواضلها على الكثبان
    ونمت فروع الدوح حتى صافحت
    كفل الكثيب ذوائب الأغصان
    وتتوجت هام الغصون وضرجت
    خد الرياض شقائق النعمان
    والظل يسرق في الخمائل خطوه
    والغصن يخطر خطرة النشوان
    والشمس تنظر من خلال فروعها
    نحو الحدائق نظرة الغيران
    فاصرف همومك بالربيع وفصله
    إن الربيع هو الشباب الثاني
    صفي الدين الحلي 1277 - 1339
    -
    حوراء يرتاع الغزال إذا رنت ... بجفون خشف في الخمايل رافع
    تتلو الكتاب بغنة وفصاحة ... فيميل نحو الذكر قلب السامع
    بسامة عن لؤلؤ متناسق ... في ثغرها في نظمه متتابع
    أنفاسها كالراح فض ختامها ... من بعد ما ختمت بمسك رائع
    شماء دون تفاوت عربية ... ببسالة وشجاعة ومنازع
    غيداء كالغصن الرطيب إذا ... مشت ناءت بردف للتعجل مانع
    تخطو على رجلي حمامة أيكة ... مخضوبة تسبى فؤاد السامع
    ووصفن لي من حسنها وجمالها ... ما البعض منه يقيم عذر الخالع
    القاضي أبو عبد الله بن عبد الملك
    (اندلسي) زجل بغرض النسيب / الغزل
    ---
    متفرقات - حقيبة / زجل سوداني:

    يا زهرة الروض الظليل
    جانى طيبك مع النسيم العليل
    زاد وجدى نوم عينى اصبح قليل
    يا زهرة طيبك جانى ليل
    اقلق راحتى وحار بى الدليل
    امتى اراك مع الخليل
    واجلس امامكم خاضع ذليل
    دايما انوح واقول حليل
    صفى القلب القدره جليل
    كيف لا اسهر واكون عليل
    انا فى الثرى وهو فى الاكليل
    يا الليك عفافك دايما زميل
    يا المن طيبك طيب زهر الخميل
    لو مر نسيمك على الف ميل
    يخلى العالم طربا ثميل
    يا اهيف يا ذا الطرف الكحيل
    يا الصدرك عالى وخصرك نحيل
    مناى فى الدنيا قبل الرحيل
    ارى شخصك لكن مستحيل
    يا زهرة روضك يبعد عن الـ
    عاشق ومحال للقاك ينيل
    بستانك نضير ساقيه نيل
    عمر البنا
    -
    يا نسيم الروض زورني
    في الماسيه وجيب ليه الطيب
    من جنائن اسيا وانعش روحي
    من الم البين يا نسيم نفحاتك
    باديه غمرت ارجاء الحضر
    والباديه اظنك مريت في
    ساعه هاديه وعانقت غصين
    الزهره الناديه جاتني النسمات
    بطيبك ساديه وجدت عيني
    دموعن جاريه قالت يا عشوق
    محبوبتك داريه بحالك وليك
    طاريه شكرا يا نسيم اخبارك
    وافيه لكن رياك بشفاي ماكافيه
    ما اظني اطيب واشوف العافيه
    غير ما انظر الجميله وصافيه
    عمر البنا
    -
    قضينا ليلة ساهرة ..
    تضمنت محاسن ..
    من كل روضة عينة ..
    ومن كل عينة زهرة ..
    قضينا ليلة ساهرة ..
    تتوجت قياصر ..
    تلالات كواكب ..
    من اطيب المناظر ..
    وكل مرة آهة ..
    من الزهور طرائف ..
    بيها المكان تجلى ..
    والجو نسيمو رائق ..
    والغيم نشر وظل ..
    عتيق
    -
    يا غصن الرياض المايد
    يا الناحِلني هجرك وانت ناضر وزايد
    جافينى ليك أنا رايد
    بطران
    -
    يالشودن روض الجنان
    بي هواك إزداد الجنان
    ياأم نغيماً صافي الشنان
    احمد عبدالرحيم العمري

    دعى إلى الروض ماس بأهيف قدو ... فغنت الأطيار فرح بالخاطر
    راد الغصن يحكي هيف خطراتو ... قام ناظرو في اللين ودا شي ظاهر
    واعوجاج قدو يقول القايل ... إني على غير العدالة ساير
    حكم نسيم الروض بقطع أكمامو ... والزهر من فوقو عليه ابتسم
    ابن حجة الحموي
    -
    يا مليح الشباب يا حلو الشمايل ... إن عينيك تعمل في قلبي عمايل
    فيها فترة تخطر لمن بها يجهل
    إنها سهلة والمنون منها أسهل
    ورباب الفضل والتشابيه يا شهل
    قالوا عينيك نرجس وصدغيك خمايل ... صبتها أسياف معقربات الحمايل
    من ذا يحمل حور العوينات بتاعك
    الحاج علي بن مقاتل
    -
    طيبة أصلك دلت عليها الخصايل ... وأنت غرة بدر تشرق لنا في الأصايل
    وحن أخصب بالحسن روضة خدودو
    ورياض وصلي أمحلوا من صدودو
    قلت خاف الإله يا ناقض عهودو
    تدرو آش قلي لما أراد أن يماحل ... آش تقول في روض الوصال قلت ماحل
    ابن حجة الحموي
    -
    خلع الربيع على غصون البان
    حللاً فواضلها على الكثبان
    ونمت فروع الدوح حتى صافحت
    كفل الكثيب ذوائب الأغصان
    وتتوجت هام الغصون وضرجت
    خد الرياض شقائق النعمان
    والظل يسرق في الخمائل خطوه
    والغصن يخطر خطرة النشوان
    والشمس تنظر من خلال فروعها
    نحو الحدائق نظرة الغيران
    فاصرف همومك بالربيع وفصله
    إن الربيع هو الشباب الثاني
    صفي الدين الحلي 1277 - 1339
    -
    حوراء يرتاع الغزال إذا رنت ... بجفون خشف في الخمايل رافع
    تتلو الكتاب بغنة وفصاحة ... فيميل نحو الذكر قلب السامع
    بسامة عن لؤلؤ متناسق ... في ثغرها في نظمه متتابع
    أنفاسها كالراح فض ختامها ... من بعد ما ختمت بمسك رائع
    شماء دون تفاوت عربية ... ببسالة وشجاعة ومنازع
    غيداء كالغصن الرطيب إذا ... مشت ناءت بردف للتعجل مانع
    تخطو على رجلي حمامة أيكة ... مخضوبة تسبى فؤاد السامع
    ووصفن لي من حسنها وجمالها ... ما البعض منه يقيم عذر الخالع
    القاضي أبو عبد الله بن عبد الملك
    (اندلسي) زجل بغرض النسيب / الغزل
    ---
    متفرقات - حقيبة / زجل سوداني:
    يا زهرة الروض الظليل
    جانى طيبك مع النسيم العليل
    زاد وجدى نوم عينى اصبح قليل
    يا زهرة طيبك جانى ليل
    اقلق راحتى وحار بى الدليل
    امتى اراك مع الخليل
    واجلس امامكم خاضع ذليل
    دايما انوح واقول حليل
    صفى القلب القدره جليل
    كيف لا اسهر واكون عليل
    انا فى الثرى وهو فى الاكليل
    يا الليك عفافك دايما زميل
    يا المن طيبك طيب زهر الخميل
    لو مر نسيمك على الف ميل
    يخلى العالم طربا ثميل
    يا اهيف يا ذا الطرف الكحيل
    يا الصدرك عالى وخصرك نحيل
    مناى فى الدنيا قبل الرحيل
    ارى شخصك لكن مستحيل
    يا زهرة روضك يبعد عن الـ
    عاشق ومحال للقاك ينيل
    بستانك نضير ساقيه نيل
    عمر البنا
    -
    يا نسيم الروض زورني
    في الماسيه وجيب ليه الطيب
    من جنائن اسيا وانعش روحي
    من الم البين يا نسيم نفحاتك
    باديه غمرت ارجاء الحضر
    والباديه اظنك مريت في
    ساعه هاديه وعانقت غصين
    الزهره الناديه جاتني النسمات
    بطيبك ساديه وجدت عيني
    دموعن جاريه قالت يا عشوق
    محبوبتك داريه بحالك وليك
    طاريه شكرا يا نسيم اخبارك
    وافيه لكن رياك بشفاي ماكافيه
    ما اظني اطيب واشوف العافيه
    غير ما انظر الجميله وصافيه
    عمر البنا
    -
    قضينا ليلة ساهرة ..
    تضمنت محاسن ..
    من كل روضة عينة ..
    ومن كل عينة زهرة ..
    قضينا ليلة ساهرة ..
    تتوجت قياصر ..
    تلالات كواكب ..
    من اطيب المناظر ..
    وكل مرة آهة ..
    من الزهور طرائف ..
    بيها المكان تجلى ..
    والجو نسيمو رائق ..
    والغيم نشر وظل ..
    عتيق
    -
    يا غصن الرياض المايد
    يا الناحِلني هجرك وانت ناضر وزايد
    جافينى ليك أنا رايد
    بطران
    -
    يالشودن روض الجنان
    بي هواك إزداد الجنان
    ياأم نغيماً صافي الشنان
    احمد عبدالرحيم العمري

    تلك الكلمات (الصور) جاءت مع النمط الكلي الذي تمت مجاراته. راجع الحلقات الماضية من 1 إلى 10 لتفهم الصورة الكلية كما المقالات الشارحة لمعنى واسباب وجذور شعر الحقيبة والمحيط السياسي والإجتماعي الذي نشأت في كنفه أغنيات الحقيبة 1920-1945.

    والملاحظ المتأني ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان ك(الدوبيت، الحماسة، المناحة، الحومبي، المديح كما اسلفنا) إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف اصلا في السودان انذاك. من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل. ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت.. إنه شعر غنائي.. مفترض شعبي.. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.

    لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل القوما في مصر العهد المملوكي و"الصنعة" في الجزائر قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق. كلها إفتراضات قابلة للنظر، وها نحن نفعل!.


    ولكي تستطيع إستيعاب الصورة الكلية عليك قراءة النماذج المقارنة السابقة من الحلقة الأولى إلى العاشرة والمقالات الأخرى في الهاشتاق أدناه. . مجرد نصيحة!.

    راجع ايضا لطفاً مرة ثانية نماذج الحقيبة التي جئنا بها المرات الفاءتة فيما يختص بجمل وكلمات مفتاحية كثيرة تناسلت لتعبر عن أحوال مختلفة من المفترض شعورية بحتة وخاصة ربما تقتضي تنويع التعابير بإختلاف أذواق الأفراد وهوياتهم ونفسياتهم ومزاجاتهم الشخصية، لكن بعد التعبير دوماً شبه مطابق وفي بيئة مناخية شديدة الإختلاف إذ شبه صحراوية وسكانها تغلب على طبعهم الحياة البدوية ولا يعرفون الكثير عن البساتين والدوح الطبيعية المزهرة والرياض والخمايل الوردية التي تجري من تحتها الجداول!. مما قد يؤشر إلى حالة مجارة مستمرة التناسخ في النمط الواحد أي حالة ابداعية تكرر ذاتها.. زي غنا البنات لكن بوعي موضوعي أي حيازة المستلف كالارض "الميري" وهو ما فعله المصريون في العهد المملوكي مثلما فعله أهل العراق والشوام وأهل الحجاز ومن قبلهم المغاربة واخيراً السودانيون حسب هذه الرؤية في شعر ما عرف بالحقيبة!.

    ملاحظة أخيرة فنية: المادة كالعادة ليست منقحة لغويا في شكلها النهائي.

    يتواصل.. تلك كانت حلقة "11" من سلسلة نظرة تطبيقية على هامش البحث في كيفية نشأة حقيبة الفن والتفتيش عن جذورها المحتملة.
    #بحثفيحقيبةالفنالسودانية


    حلقة 9 نماذج مقارنة.. حقيبة الفن/الزجل الأندلسي/المملوكي/المغربي/الشامي.. في سبيل النظر في وحدة النمط: (جسمي المنحول).

    هذه المرة نظرة داخلية في نمط الحقيبة في ذاته وليست مقارنة مباشرة بالزجل (تلك ملاحظة إستباقية)

    هذه الحلقة سنستدل على وحدة النمط المحتملة بعبارة "جسمي المنحول " . جسمي: المنحول/نحل/إنتحل/نحيل. جاءت كعبارة مفتاحية وتكررت كثيراً في الزجل دون غيره من الانماط كما تناسلت في الحقيبة السودانية بصورة شملت جميع شعراء الحقيبة وربما على وجه الإطلاق دائماً لأحدهم قصيدة تحوي جسمي المنحول ومشتقات الفعل "نحل" بمعنى ضعف وضمر. ولو أن في الشعر العربي الفصيح والشعبي هناك دائماً وصف للجسم بالنحول من العذابات المعنوية أو المادية أو الأمراض. لكن ليست بالكم والكثافة التي حفل بها الزجل والحقيبة معا، وفي نفس الوقت مع تطابق الجمل والكلمات المفتاحية تشترك الحقيبة مع الزجل في الصفات والمعايير التي تجعلها مطابقة للزجل (بمعناه الإصطلاحي) في:

    1. الجمل والكلمات المشتركة/المطابقة 2. الصور الشعرية (كالوصف والتجسيم) مثل عبارة: الصدير الطامح والحشا المبروم 3. الأخيلة الشعرية ك:عزة في هواك نحن الجبال/مثال توضيحي 4. الأوزان والقوافي والجرس الموسيقي ولزوم ما لا يلزم كالسجع 5. اللغة (فصحى/دارجة/هجين) ونظرة في اللحن من قبيل تحريك الساكن وتسكين المتحرك 6. الأغراض (الغزل مثال) 7- الصنعة إذ أن الزجل هو فن المجاراة 8. نزعة الحنين إلى فردوس ضايع/مفقود.

    نشرح بشكل عاجل ماذا نعني بفردوس مفقود: الإندلسيون ظلو ينتجون أزجالهم بعد خروجهم من الأندلس لعشرات السنين. وفيها حنين عظيم "هيام في إهاب اللوعة" إلى فردوسهم المفقود ذي الرياض الغنا والخمايل والخمر والحسان والخلاعة وهي كلمة في الزجل الأندلسي كثيرا ما رددها إبن قزمان وغيره بمعنى اللهو واللعب ويعنون بها السهرات والإحتفالات الحرة في خمايل وبيوت وأزقة وقصور الأندلس.. تلك الحياة اللذيذة البهية كالأحلام فجأة حرمو منها وهامو في فجاج الشرق القاسية بالمقارنة والجافة وبالذات في زمان الحكم المملوكي والمغرب العربي. وقد تاثرت آداب وفنون تلك المجتمعات بروح ذلك الحنين "الصورة التعويضية".

    وذلك ما أظنه حدث في نسخة الزجل السودانية "الحقيبة" إذ نزعة الحنين إلى فردوس مفقود واضحة في حسباني.. وسنأتي على ذلك بالتفصيل في المستقبل. وهي ذاتها النقطة التي تجعل من المعشوقات موضع وصف شعر وغنا أهل الحقيبة الأوائل نساء ليس بالضرورة حقيقيات ولا من هنا ... بل خياليات لا صلة لهن بالواقع المعاش إلا استثناء.. كما أيضا الخمايل والتضاريس والطبيعة وأنواع الفواكه والبساتين والطير والخمر "الراح" التي يتعاطاها العاشقين في الخمايل "البساتين المزهرة". إنه الفردوس المفقود !.

    إنه النسق الكلي ربما تمت مجاراته على جميع الأصعدة: اللغة والصور والأخيلة والتفعيلة واللغة الهجين التي لا تلتزم قواعد الشعر العربي والعمل أحيانا بلزوم ما لا يلزم وكما أسلفنا النزعة إلى الهيام في فردوس مفقود/غائب "!".

    وهذا وإن حدث في كثير من المرات قد لا ينتقص بالضرورة من إبداع المبدع. لكن المجاراة تتطلب الإفصاح وإلا هناك علة التضليل ولو غير مباشر ولا عقوبة كما أن النقل الحرفي يتطلب بالضرورة الإشارة إليه من باب الحقوق الأدبية والأخلاقية وإلا هناك علة قد تكون الإنتحال.. ما حدث.. وهذا كلام عام يصب في إفتراضي الاساسي هنا وهو "وحدة النمط" أي أنني أتحقق من أن الحقيبة مرجعيتها من حيث النوع الشعري "نمط زجلي أندلسي مثله والصنعة والحوزي والقوما في الجزائر ومصر والشام.. بالذات مصر العهد المملوكي.

    أدناه نماذج جديدة، هذه المرة ليس للنظر التفصيلي في الصور الشعرية والأخيلة بين النوعين، لا، ليس هدف هذه المقارنة هذه المرة" بل الهدف الأول هو النظر بتمعن في تناسل الكلمات المفتاحية في بنية النمطين بين شعراء المرحلة الواحدة. مجاراة ومجارات المجاراة وهلمجرا فهي صنعة. الزجل مصنوع في الأصل لهدف الغنا وليس لمتعة القراءة كهدف أول كشعر المجذوب مثلا أو شعر البارودي.

    نبدأ بعدة نماذج زجلية (وفق المصطلح) ومن بعدها مباشرة نماذج للحقيبة تتناسل فيها عبارة "الجسم المنحول":

    هو ملكني فالهوى سلطـــــــــــــــان وأنحل جسمي وكنـــــــــــــــاني
    قلة لـو يا من ملكت عقلـــــــــــــــي ترتضى بعـــــــــدي و تهجرني
    قـــــــــــــــال لي أصل السبب قلـي يا عشيق من أيـن تــــــــعرفني
    قلت لـو أش دلك علــــــــــــى قتلي أش هو عيبي بـــــــــاش تقتلني
    قلت لـو يا ســـــــــــــــاحر الأذهان
    بحت أسراري وفؤادي وكنــــــاني
    هـو ملكني فالهواء سلطـــــــــــــان وأنحل جسمي وكنـــــــــــــاني
    قد قلت يا مليــــــــــــح أقصر صدك وأعطف عاليا منيش إلا عبدك
    خلفت جسمي ضريــــــــــــر هـالك و أشهرت عني الجفا أوصدك.
    حوزي - زجل
    ----
    حضرني لما دا يغيب عني ... في غيابو يا ماذا تحفظ فصول
    حتى أنو يصير قريب مني ... ولو أني نكون في ميدان نجول

    يا نسيم السحر على حبي.... ... أقري مني طيب السلام كلو
    لله ووصيه بالعاشق المسبى ... قلبي ذاك الذي إلف طلو
    وإن تيسر لك أن ترى قلبي ... وسال عن جسمي الضعيف قلو
    انتحل من بعدك إلى أن قاظ ... واغتسل مما بعينو فاض
    ابن مقاتل – زجل العهد مملوكي
    ---
    حن نيران هواه أشعـلـت ومنشي البشر مـن تـراب
    ما خلا في جسمـي رمـق وراح جا التعب والعـذاب
    وجاه دمعي سـايل نـهـر رآني عذولـي مـصـاب
    تقي الدين الحموي 1433 م - زجل مملوكي
    ---
    ألا يا نسمة الريح ... قفي أبديك تبريحي
    قفي أخبرك عن جسمي ... وإن شئت أقل روحي
    زجل مملوكي

    ----
    والنسيم ذري الأنفاس ... قد نحل جسمو وَقدر
    اندلسي.. الحسن بن أبي نصر

    ---
    الحقيبة:
    دوام آيات محاسنك تالي....زيد في هجري لا ترتالى
    مقسم عن هواك ما تالي.... طرفك بالهلاك أفتى لي
    (حبك كاتمه زاد انحالى....من فرطه الدموع فاضحالى)
    الشاقنى ومغير حالي....حسنك واللهيج الحالي
    هاك شكواي لو تصغالى....العدو حن لي رقالى
    سهران والدموع راشقالى....وحياة حبي ليك يا غالى
    احمد حسين العمرابي
    ---
    جسمي المنحول
    جسمي المنحول براه جفاك يامليح الزى
    محمد بشير عتيق
    ---
    نسمة السحار ليلى طال هبي
    أنا مساهر.. ونومي متخبي
    انتحل جسمي والمحال طبي
    مصدره الزهرة الفي نواحي سهيل
    انشغال فكري.. وانفقاد لبي
    وشحوب لوني.. كل من حبي
    صدري مزماري والدموع شربي
    انطرب كل ما ذكره يخطر بي
    بطران
    ---
    هجد الانام وأنا وحدي مساهر
    والنحول علي جسمي ياحبايب ظاهر
    أسبابي الحب الطاهر
    أسباب سقامي وبكاء طرفي الساهر
    لأذاي بعادك مضي سيفه وشاهر
    مره أندب حظي ومره أهتف أظاهر
    أشكو دهري وأناجي النجم الزاهر
    إنت عادل وظالم إنت ناهي وآمر
    يتمني البدر ليك يبقي مسامر
    عمر البنا
    ---
    ونحن كالزهور فوق التلال
    نتشابي للنجوم وأنا ضافر الهلال
    (عزة جسمي صار زي الخلال)
    وحظي في الركاب صابه الكلال
    خليل فرح (هذا المقطع مختلف إلى حد كبير في الغرض والصورة.. سنأتي إلى تفصيله في المستقبل).
    ---
    ابكي حبيبي بعدك ..... ايامى الخوالي
    انشد فيك صفاهن...وانشدفيك موالى
    لولا مسيل دموعي.....بلانى وروالى
    حرقت جسمي نارك ...وحرق الكان حوالي
    صده سبب نحولي.....وبعده سبب ملالى
    حبه ملك فؤادي.....وأتمازج خلالي
    أما سبب شقاي ....ودائي واعتدالي
    نور محيه الهلالي....ونور خده البلالى
    بعدت عنى دارك....ومنع الحظ رحالي
    حبك زاد نحولى ...وشوقك زاد محالى

    عبيد عبدالرحمن
    ---

    النحول علي جسمي يا حبيبي بيان
    و إنت جسمك نامي و بالنعيم طربان
    عمر البنا
    ---
    قول أنت سلينى خلى اليزول منى
    آلمي الموالينى الشوق مالينى والبين برى جسمي
    وبي نوايبو باليني
    الامي
    ---
    صبري ضاع وياجافي وخصمي صار ممحول
    العلي ما بزول والأنين يابدري والحنين مابزول
    الجسيم مهزول
    الشوق مالينى والبين برى جسمي
    وبي نوايبو باليني
    الامي
    ---
    صبري ضاع وياجافي وخصمي صار ممحول
    العلي ما بزول والأنين يابدري والحنين مابزول
    الجسيم مهزول
    منيتي وآمالي ونومي فيه النول
    عبيد عبدالرحمن

    ملاحظات ختامية: في الحالين نري تناسل لجملة مفتاحية واحدة عند جميع الشعراء في عهد الحقيبة أو الغالبية الساحقة وقد جئنا بعشرات الأمثلة في السابق مثل: الغزال النافر ورشا كحيل والهوى سباني والخد الزهري والروض في الخمايل وأنا وانت في الروض يا حبيب وانت يا إنسان وبلبالي وحمام الدوح و حمام الأيك والمزيد. تتكرر عند الجميع!. وفي النمطين الزجل والحقيبة وعند كل الشعراء في النمطين بلا إستثناءات تذكر!.

    والملاحظ المتأني ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان ك(الدوبيت، الحماسة، المناحة، الحومبي، المديح كما اسلفنا) إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف اصلا في السودان انذاك. من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل. ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.

    لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل القوما في مصر العهد المملوكي و"الصنعة" في الجزائر قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق. كلها إفتراضات قابلة للنظر، وها نحن نفعل!.

    هناك عشرات بل مئات الأمثلة التي تنفي الصدفة.

    ولكي تستطيع إستيعاب الصورة الكلية عليك قراءة النماذج المقارنة السابقة من الحلقة الأولى إلى الثامنة والمقالات الأخرى في الهاشتاق أدناه. . مجرد نصيحة!.

    راجع لطفاً مرة ثانية نماذج الحقيبة أعلاه فيما يختص هذه المرة بجملة واحدة جسمي المنحول أو نحيل ومشتقاتها وانظر كيف تناسلت العبارة لتعبر عن أحوال مختلفة من المفترض شعورية بحتة وخاصة ربما تقتضي تنويع التعابير بإختلاف أذواق الأفراد وهوياتهم ونفسياتهم ومزاجاتهم الشخصية، لكن بعد التعبير دوماً شبه مطابق!. مما قد يؤشر إلى حالة مجارة مستمرة التناسخ في النمط الواحد أي حالة ابداعية تكرر ذاتها.. زي غنا البنات لكن بوعي موضوعي أي حيازة المستلف كالارض "الميري"!.

    ملاحظة أخيرة فنية: المادة كالعادة ليست منقحة لغويا في شكلها النهائي.
    يتواصل.. تلك كانت حلقة "9" من سلسلة نظرة تطبيقية على هامش البحث في كيفية نشأة حقيبة الفن والتفتيش عن جذورها المحتملة.
    #بحثفيحقيبةالفنالسودانية.

    حلقة 8 نماذج مقارنة.. حقيبة الفن/الزجل الأندلسي/المملوكي/المغربي.. في سبيل النظر في وحدة النمط: نظرة شاملة.. (الغزال النافر).

    في هذه الحلقة سنستدل على وحدة النمط المحتملة بعبارة "الغزال النافر". الغزال النافر عبارة مفتاحية تكررت كثيراً في الزجل دون غيره من الانماط كما تناسلت في الحقيبة السودانية بصورة شملت جميع شعراء الحقيبة وربما على وجه الإطلاق دائماً لأحدهم قصيدة تحوي "الغزال النافر" بطريقة لافتة للنظر.

    ولو أن في الشعر العربي الفصيح والشعبي هناك دائماً ظباء وغزلان ورشا وريم لكن ليست بالكم والكثافة التي حفل بها الزجل والحقيبة معا، وفي نفس الوقت مع تطابق الجمل والكلمات المفتاحية تشترك الحقيبة مع الزجل في الصفات والمعايير التي تجعلها مطابقة بالكامل للزجل (بمعناه الإصطلاحي) في:
    1. الجمل والكلمات المشتركة/المطابقة 2. الصور الشعرية (كالوصف والتجسيم) مثل عبارة: الصدير الطامح والحشا المبروم 3. الأخيلة الشعرية ك:عزة في هواك نحن الجبال/مثال توضيحي 4. الأوزان والقوافي والجرس الموسيقي ولزوم ما لا يلزم كالسجع 5. اللغة (فصحى/دارجة/هجين) ونظرة في اللحن من قبيل تحريك الساكن وتسكين المتحرك 6. الأغراض (الغزل مثال) 7- الصنعة إذ أن الزجل هو فن المجاراة 8. نزعة الحنين إلى فردوس ضايع/مفقود.

    انظر هذا المقطع الفخيم من الحقيبة:
    فيك الكمال محصور اكظمت كل حسود و حسنك مقامه يسود
    على كل جيل فى عصور
    وطرفك لحاظه تريع اسدا شجاع و هصور
    ليك نفرة الغزلان مع جبرة الفرسان فى هيبة المنصور
    اهيف رشيق متبور تتهادى تية و دلال مابين غرف وظلال
    نعمة و ترف و حبور
    عتيق.. 1930م

    وهنا مثال مقابل لمثال عتيق من إبن قزمان الأندلسي
    قلبي يحب تيّاه
    ليس يعشق إلا إياه
    فازمن وقف وحياه
    يرصد علي مُحياه
    بدر السّما لو يطبع
    من رام وصالو يعطب
    صغيَر يحيّر في أمرو
    غزال قهر بِسُمرو
    ليث الهوي ونمرو
    فاعجب لصغر عمرو
    ريم ابن عشر واربع
    اردي الاسود وأرعب
    من في الجمال فريدو
    للصب من وريدو
    يذبح ولو يزيدو
    ابن قزمان 1100م
    في الحالين عند عتيق وابن قزمان هناك غزال منعم مدلل وإن الغزال النافر بديع وجميل (من في الجمال فريدو) فريد عصره في الجمال عند إبن قزمان وعند عتيق (فيك الكمال محصور .. على كل جيل فى عصور ). وذلك الغزال النافر الجميل الرقيق يستطيع أن يفعل أشياء في غاية الخطورة (غزال قهر بِسُمرو
    ليث الهوي ونمرو
    فاعجب لصغر عمرو
    ريم ابن عشر واربع
    اردي الاسود وأرعب) إبن قزمان.. و: وطرفك لحاظه تريع اسدا شجاع و هصور.. ليك نفرة الغزلان مع جبرة الفرسان فى هيبة المنصور (في كل الأحوال هناك أسد) الغزال عند عتيق لم يشبه هيبة الملك نمر أو شيخ الشكرية الشهير ولا واحد من فرسان السودان الآخرين الشهيرين بل "المنصور" الخيلفة العباسي وهذا ما ردده إبن قزمان كثيراً في مواقع اخرى سنأتي عليها في حلقة كاملة في المستقبل كون شجاعة المنصور "حصرياً" وعظمة قصوره تكررت أكثر من مرة في شعر الحقيبة وكذلك فعل ابن قزمان قبل ألف عام.

    لنأخد عدة نماذج جديدة مشابهة ولا أظنها تحتاج كثير شرح أو تعليق عطفاً على الصورة المشتركة التي قلنا بها أعلاه.

    قـد قلت أه يا غزالي رف لحالي

    زجل/صنعة (رف في الأصل "أرأف" وإحدى مرادفاتها: أعطف لحالي أو علي) تتكر عند سيد عبد العزيز.

    اعطف على يا ريم يا نــــــا فر الغزلان
    سيد عبد العزير "حقيبة"
    ---
    أتقي منه على حكم الغرامْ أسداً ورداً وأهواه رشا .. والساحرُ الكحيلْ جسمي به نحيلْ
    ابن سهل الإسرائيلي الاندلسي

    أش قال ذا الرشا المحان ياللان تطمع في أمـر زورني يا خي
    أش قال ذا رشا المحبوب ياللان بعد الوصــــال
    أنضر إلـى المتعب ياللان بدر الكمــــــال
    زجل/صنعة

    يا رشا يا كحيل غيثني الهوى سباني
    يا الأمرضني وما طباني
    في خديدك يلوح نـور ربـان…

    حلقة 7 نماذج مقارنة.. حقيبة الفن/الزجل الأندلسي.. في سبيل النظر في وحدة النمط: نظرة شاملة

    هذه المرة سنطلع على عدد من أعمال شعراء الحقيبة ونخضعها لمقارنات وفق المعايير المعمول بها. ونلقى عليها الضوء ونقارنها ايضا بما قبلها من اشعار وأغاني محلية/شعبية كالدوبيت والحماسة والمناحة والسباتة والحومبي والمديح وما يوازيها وما بعدها.. ومع المحيط الكلي/العربي في الماضي والحاضر.. ومن حيث المعايير التالية:
    1. الجمل والكلمات المشتركة/المطابقة 2. الصور الشعرية (كالوصف والتجسيم) مثل عبارة: الصدير الطامح والحشا المبروم 3. الأخيلة الشعرية ك:عزة في هواك نحن الجبال/مثال توضيحي 4. الأوزان والقوافي والجرس الموسيقي 5. اللغة (فصحى/دارجة/هجين) ونظرة في اللحن من قبيل تحريك الساكن وتسكين المتحرك 6. الأغراض (الغزل مثال) 7. نزعة الحنين إلى فردوس ضايع/مفقود "!"

    الملاحم الشعرية السابقة للحقيبة تشكل ذاكرة أرث الشعوب السودانية الحرة/المستقلة لذا فهي مشحونة بالفخر والإعتداد بالذات من قبيل (ماهو الفانوس ماهو الغليد البوص، إن وردن بجيك في أول الواردات مرناً مو نشيط إن قبلن شاردات.. وبتريد اللطام وأسد الكداد الزام .. وشيخي الكان داكا .. ونحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا فوق رقاب الناس مجرب سيفنا .. وأب كريك في اللج سدر حبس الفجج .. وشدو له وركب فوق مهرك الجماح، ضرغام الرجال/الأسود، الخ.

    فهي مختلفة جذرياً عن نمط الحقيبة الذي موضوعه الاول الغزل وبعض الأناشيد الوطنية والمدائح وهذا ايضاً موجود في الزجل الأندلسي بل إبن خلدون قال أن القطب الأكبر إبن عربي تأثر بشكل كبير بزجل إبن قزمان وهذا أمر خارج مجال بحثنا. فاشعار الحماسة والمناحة أس الشعر القديم في السودان مختلفة في الكلمات المفتاحية والصور والأخيلة الشعرية والتفعيلة والأغراض كما أنها ملتصقة بالواقع وتصف مكوناته وناسه وارضه وسمائه ولا تبحث عن فردوس مفقود (غير واقعي) كما الحقيبة.

    بحسب المعايير التي نعمل بها فإننا ايضا لم نجد مشتركات واضحة للاشعار الشعبية الاخرى الموازية للحقيبة أو/و الأقدم منها، مثال "يا عديلا يا بيضا الليله، الملايكة سيري معا ، شويم بعديلة الله". و:
    هجينك الخرّش ... الزي فتيل الرش
    كان حس بى عطش ... نموصَ لي القريب فى الطش
    مرضانه لى أسبوع ... من سرجك المجدوع
    سامعالى لى موضوع ... تاري الهجين مبيوع
    و:
    ياالزراعنك فى الصريف
    بسقيك بلا خريف
    كما الصبر تكليف
    من بيتكم ما بقيف
    حلاوة القرطاس
    الفى الخشيم تتماص
    لو ما كلام الناس
    برحل معاك خماس

    بنشلع ونبني
    ما تقولوا عاجبني
    همك ضاربنى
    وتفسيرك غالبني

    اللورى جاء منقل
    شاحن قزاز الخل
    اموت ويدفنونى
    قدام شركة شل.. (تلك مجرد امثلة).

    إنها أنماط شعرية مفارقة من حيث الكلمات المفتاحية إلا ما ندر ومفارقة في الصور والأخيلة الشعرية ولا تلتزم نمط زجل الحقيبة الهجين من حيث اللغة كما أنها واقعية وليست مهمومة بفردوس مفقود كما الكثير من أشعار الحقيبة.

    ولم اجد في المديح السوداني ولا غيره من المدائح ما يطابق الزجل الأندلسي ونسخته الشرقية بالذات المملوكية "1250-1500" غير الحقيبة..

    وقد قارنت عشرات النماذج العشوائية مع الحقيبة وهذا نموذج للمديح المسجع الذي جرسه الموسيقي قد يتشابه مع نمط الحقيبة كما انه ملحون مثل الحقيبة لكن سرعان ما نجد أن الكلمات المفتاحية والصور والأخيلة الشعرية مختلفة جذرياً، وهذه إحدى أمثلته: "نسيم الحب في الاسحار صب
    وذكرنى ساداتي الاحباء
    كرام القوم فى ام ضبان سكونهم
    عليهم ربنا الرحمات صب"
    وهذا ما سيتم تبيانه لاحقاً.

    ايضاً ذهبنا كما يجب إلى مقارنات مع الشعر العربي الفصيح عبر عهوده المختلفة فلم نجد ما يطابق الحقيبة نصاً ولو كانت مواضيع الشعر واحدة، فأن هناك محددات يتم من خلالها تحديد نوعيته كما يتم إمتحان أصالته من عدمها. وليس في الأشعار والأغاني العربية الحالية من المحيط إلى الخليج ما يشابه الحقيبة السودانية بالقدر الذي تشاركه الزجل الأندلسي ومن حيث المعايير التالية:

    1. الجمل والكلمات المشتركة/المطابقة 2. الصور الشعرية (كالوصف والتجسيم) مثل عبارة: الصدير الطامح والحشا المبروم 3. الأخيلة الشعرية ك:عزة في هواك نحن الجبال/مثال توضيحي 4. الأوزان والقوافي والجرس الموسيقي ولزوم ما لا يلزم كالسجع 5. اللغة (فصحى/دارجة/هجين) ونظرة في اللحن من قبيل تحريك الساكن وتسكين المتحرك 6. الأغراض (الغزل مثال) 7- الصنعة إذ أن الزجل هو فن المجاراة 8. نزعة الحنين إلى فردوس ضايع/مفقود.
    والآن نذهب إلى لب المقارنة بين الحقيبة والزجل الأندلسي وبعض أنماطه الشرقية الصافية من قبيل المملوكي والحوزي/الصنعة.

    نبدأ بهذا المقطع من الحقيبة:
    جارو اهلك وجورم أمـر
    بالبعـاد والأمـر الأمـر
    في ديارم حجبـو القمـر
    الامي/حقيبة 1930م

    الملاحظة الظاهرة لأول وهلة أن اللغة هجين دارجة فصحى اي ملحونة "غير معربة" ولا تتبع قواعد الشعر العربي المعروفة فهي زجل. والصورة الشعرية أن المحبوب حجبه أهله أي أنه احتجب بفعل فاعل يتضمر رضاه وشوقه للقاء.. لكن الأهل في ديارهم حجبو القمر أي المحبوب المشبه بالقمر دلالة على الجمال.

    طبعاً ربما كان هناك صور شعرية كثيرة مشتركة وهل غادر الشعراء من متردم أو كما قال عنترة بن شداد. لكن القصة ليست الكلمات والمعاني فحسب "راجع معايير النظر في إعمال هذه المقارنة".

    خذ مثلاً، هذا المقطع المشابه من حيث العموم في الصورة الشعرية:

    البين يؤلمني والشوق يجرحني والدار نازحة والشمل منشعب
    كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ
    مجنون ليلى (شعر عربي فصيح ليس بزجل)

    و مفارق لمقطع الأمي في إلتزامه بعايير الشعر العربي من حيث الوزن والعروض والإعراب كما أن الكلمات المفتاحية لا تتطابق من حيث التصريف.

    وهذا شعر شعبي حديث "غنا بنات"
    العسل عايزة منو بقة بس أهلو حبسوه مني (إنصاف مدني/قابل للمراجعة)

    ربما هي نفس الصورة الشعرية التي جاء بها الأمي وقال بها ايضاً مجنون ليلي من قبل لكن مرة ثانية الكلمات المفتاحية مختلفة والأوزان والإلتصاق بالواقع من حيث اللغة المستخدمة والأهداف الشعرية فهي شبه تقريرية.

    لكن للضرورة سنأتي مرة ثانية بمقطع الامي لنقارنه مع الزجل، هذا المقطع لصفي الدين أقرب إلى شعر الأمي من غيره، إذ أن المعايير شبه متطابقة:

    حبّي عني حجبوه اهلو
    واسرفوا في جمع حفاظو
    والرقيب قد غيبو عني
    حتي عني قيد الفاظو
    صفي الدين الحلي/زجل 1339م

    جارو اهلك وجورم أمـر
    بالبعـاد والأمـر الأمـر
    في ديارم حجبـو القمـر
    الامي/حقيبة 1930م

    تقريباً كل شيء متطابق.. المعنى والهدف والصورة الشعرية والأخيلة والأوزان والسجع والكلمات المفتاحية (أهلو/أهلك وحجبوه/حجبو).

    كما أن اللغة هجين في الحالين دارجة فصحى اي ملحونة "غير معربة" ولا تتبع قواعد الشعر العربي المعروفة فهي زجل. مع العلم أن الفرق الزمني بين صفي الدين والأمي حوالي 600 سنة.

    مثال ثاني "بدور القلعة وجوهرا" ابو صلاح حقيبة 1930م:

    الخطيبة وردفك منبرا الشعور البسطــــــــل عنبــــــــــرا

    وهذا إبن زمرك الأندلسي 1150م:

    وقد شدت تسجع كالخطيب..
    بمنبر الغصن الرشيق القوام .. لما انثنى يهفو بقد رطيب

    تشبيه في الحالين للأدراف بالمنبر وقد كان المنبر في الماضي الأول جذع نخل كبير كما تقول الآثار .

    تقريباً كل شيء متطابق.. المعنى والهدف والصورة الشعرية والأخيلة والأوزان والسجع والكلمات المفتاحية (الخطيب/الخطيبة ومنبرا/منبر).

    كما أن اللغة هجين في الحالين دارجة فصحى اي ملحونة "غير معربة" ولا تتبع قواعد الشعر العربي المعروفة فهي زجل. مع العلم أن الفرق الزمني بين إبن زمرك وابو صلاح حوالي 900 سنة.

    ومثال ثالث: خليل فرح، حقيبة 1930م

    صَبّـغْ الخـدين حُمرة
    بعد ساعة تشوف صفرة
    الاصفـرار ده كتيـر
    أخجلـوك يـا أميـر
    والّــ نُمّــت نهـار
    خليل فرح "حقيبة" 1930م

    لو ترى حمرة خدودو ... وعذاره ذا المنمنم
    والشقيق حمرا في صفرا ... كنو رايات شاه أرمن
    زجل اندلسي 1150م

    تقريباً كل شيء متطابق.. المعنى والهدف والصورة الشعرية والأخيلة والأوزان والسجع والكلمات المفتاحية (خدود صفرة وحمرة ) والأكثر دهشة من ذلك تصريف الفعل "نمنم" في الحالين. إذ يقول خليل " أخجلـوك يـا أميـر
    والّــ نُمّــت نهـار" ويقول الشاعر الأول الأندلسي " وعذاره ذا المنمنم".

    كما أن اللغة هجين في الحالين "دارجة/فصحى" اي ملحونة "غير معربة" ولا تتبع قواعد الشعر العربي المعروفة فهي زجل. مع العلم أن الفرق الزمني بين الشاعر الأول والثاني 900 سنة.

    مثال رابع: سيد عبد العزيز وصفي الدين الحلي

    ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
    وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
    وابتسم لي عن نقا ثغرو .
    زجل.. صفي الدين الحلي 1339م
    ---

    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    وحاله حال الواقف في الحساب مأسور
    (سيد عبد العزيز 1900-1976)

    ماذا يجري هنا!. انظر المقطع التالي مرة تانية من قصيدة سيد عبد العزيز وتحته مقطع صفي الدين الحلي وتأمل لتكتشف من تلقاء نفسك أن الصورة الشعرية متطابقة تماما كما الكلمات.. فقط مع تحويرات شكلانية هدفها الابهار:
    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    وحاله حال الواقف في الحساب مأسور .. (سيد عبد العزيز 1976)

    ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
    وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
    وابتسم لي عن نقا ثغرو .. (صفي الدين الحلي 1339م)
    ---
    وابتسم لي عن نقا ثغرو (صفي الدين الحلي)
    والبروق تتلامع من بسوم ونحور (سيد عبد العزيز)
    في الحالين الصورة الشعرية بريق ونور ونقاء ابتسامة من الكائن موضع الغزل. والكلمة المفتاحية (ابتسم عندي صفي الدين وبسوم عند عبد العزيز)
    ---
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور (صفي الدين الحلي)
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور (سيد عبد العزبز)

    الصورة الشعرية أن هناك نظر/جفن في الحالين ناعس/محتشم/كسير لكنه يستطيع أن يكسر القلوب برغم وهنه البائن ومما يجعل الناس تتعجب من هذا الكاسر المكسور.
    وهنا واضح بجلاء أن الصور والأخيلة الشعرية في قصيدة سيد عبد العزيز مستلفة من عمل صفي الدين الحلي كما هو أيضا واضح من الكلمات المفتاحية والتفعيلة والوزن الشعري كله متطابق بما في ذلك القافية.

    مثال خامس.. وهناك عشرات بل مئات الأمثلة التي تنفي الصدفة!.. هنا سيد عبد العزيز.. وابن قزمان الأندلسي رمز الزجل الاندلسي الاول وقلده الكثير من الشعراء في بلدان وازمان مختلفة بما فيهم المتصوف الشهير محي الدبن بن عربي كما ذكر بن خلدون..كتبت القصيدة في حدود 1100م" يليها قصيدة سيد عبد العزيز كتبت في 1930م "التواريخ تقديرية".

    أملا يانديم في الحـــــــان كـاسي بلا مـــــــــــزاح
    ما غنت على الأغصـــان طيور الفصــــــــــــاح

    فاح اليسمين الزيـــــــــن سلطان النـــــــــــــــوار
    لما غرد المغنيـــــــــــــن عن تلك الخضــــــــــار
    هيا نتدرجو الاثنيـــــــــــن مابين الاشجــــــــــــــار

    نتمشى يــا إنســـــــــــان ســـــــــــاعة في البطاح
    ما غنت على الأغصــــان طيور الفصــــــــــــاح

    أنضر نعمـــــــــــة القدرا في الروض العجيــــب
    لابـــــــــــس حلة خضرا والغصن الــرطيــــــب
    قصدي نقيــــــــــم صهرا أنا والحبيــــــــــــــــب

    أملا يا نديم في الحـــــــان كـــــــــاسي بلا مزاح
    ما غنت على الأغصــــــان طيــــــــــور الفصــاح

    )زجل).

    وهنا قصيدة "يا مداعب الغصن الرطيب" لسيد عبدالعزيز.

    يا مداعب الغصن الرطيب
    في بنانك إزدهت الزهور
    زادت جمال ونضار وطيب

    * * *
    يالمنظرك للعين يطيب
    تبدل الظلمات بنور
    وتبدل الأحزان سرور
    إن شافك المرضان يطيب

    * * *
    تعجبني والشيء العجيب
    هادئ واليف ماك النفور
    بى عفتك صنت السفور
    والحسن والأصل النجيب

    * * *
    أنا وأنت في الروض يا حبيب
    راق النسيم وحلى للمرور
    بقى أحلى من ساعة السرور
    وأدق من فهم اللبيب

    * * *
    والروضة في موقع خصيب
    حضنوها وإتلافوا النهور
    ترى فيها أنواع الزهور
    من كل لون أخدت نصيب

    * * *
    يانع ثمارها ونص وطيب
    أشبه بربات الخدور
    الإنبرجن في يوم حبور
    زادن جمال ونضار وطيب

    * * *
    في الروض غنى العندليب
    ورددوا غناه الطيور
    ترتيل أناشيد الحبور
    وفتيانها يوم عيد الصليب

    * * *
    دنت الثريا بقت قريب
    بين السلوك في تاني دور
    في ثانية كم سطعت بدور
    وأهلة كان نوعن غريب

    * * *
    شيء ينعش الروح في الأديب
    ويحيي روح ميت الشعور
    للقاك تنشرح الصدور
    ويفرح القلب الكئيب

    ماذا يجري هنا، أن هناك قصيدتين كتبتا في زمنين مختلفين (الاولى قبل 1117 سنة والثانية قبل 80 سنة تقريبا وفي مكانيين مختلفين في الجغرافيا والبيئة) لكن نجد الصور الحسية الوصفية شبه متطابقة كما الأخيلة الشعرية المعنوية ذاك أن: أن هناك حديقة/روض/روضة خضراء يانعة وأن هناك طيور تغني في الحالين وأن الحديقة مزهرة وأن لا شيء يعكر الجو، من ملامح وصف الطبيعة في الحالين إذ لا يوجد رقيب ولا واشي في الحالين عكس الصورة في حتات تانية في الحالتين الأندلسية والحقبنجية السودانية وبالتالي هذه المرة: هيا نتدرج الإثنيـــــــــــن مابين الأشجــــــــــــــار
    نتمشى يــا إنســـــــــــان ســـــــــــاعة "في الروض الأندلسي".

    أنا وأنت في الروض يا حبيب.. راق النسيم وحلى للمرور "يعني هيا نتدرج ونتمشى ساعة في الروض السوداني". وكلمة ساعة واردة في الحالين مع إختلاف وظيفتها في الاولى الأندلسية ساعة زمن بمعنى بعض الوقت "اللذيذ" وفي الثانية السودانية الساعة تعني توقيت مناسب للتمشي والتجوال اللذيذ والمتعة مع الحبيب في الروض الخصيب.

    وكما نرى أن الصور الشعرية والأخيلة شبه متطابقة مع إختلافات فقط في إستخدام اللغة. فإننا نجد أيضاً الجرس الموسيقي شبه متطابق مع قافية في بعض الأحيان متطابقة. زيادة على ذلك هناك عدد من الجمل الكاملة او/و الكلمات المفتاحية مكررة/متطابقة في العملين:

    قصدي نقيــــــــــم سهرا أنا والحبيــــــــــــــــب (إبن قزمان)
    أنا وأنت في الروض يا حبيب (سيد عبد العزيز)
    ---
    أنضر نعمـــــــــــة القدرا في الروض العجيــــب (ابن قزمان)
    والروضة في موقع خصيب (سيد عبد العزيز)
    ----
    لابـــــــــــس حلة خضرا والغصن الــرطيــــــب (إبن قزمان)
    يا مداعب الغصن الرطيب (سيد عبد العزيز).

    وأهم شيء والذي ربما حير الملاحظ المتأمل أن المناسبتين حدثتا في يوم مناسبة مسيحية وهي يوم عيد الصليب وان الطيور بتغني منشرحة في هذا اليوم الاندلسي الصليبي العجيب الذي تكرر في الخرطوم:

    ما غنت على الأغصــــان طيور الفصــــــــــــاح (الفصح هو عيد الصليب) ابن قزمان

    في الروض غنى العندليب
    ورددوا غناه الطيور
    ترتيل أناشيد الحبور
    وفتيانها يوم عيد الصليب (سيد عبد العزيز)

    كما أن الصورة الكلية في الحالين واضح من السياق انها متخيلة وليست حقيقية وهذه ملاحظة هامة جدا وكأنها الحنين لفردوس غائب/مفقود!.

    فالملاحظ المطلع ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان ك(الدوبيت، الحماسة، المناحة، الحومبي، المديح كما اسلفنا) إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف اصلا في السودان انذاك. من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني، الخد الزهري وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل. ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.

    لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل القوما في مصر العهد المملوكي و"الصنعة" في الجزائر قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق. كلها إفتراضات قابلة للنظر، وها نحن نفعل!.

    هناك عشرات بل مئات الأمثلة التي تنفي الصدفة.. أعني هناك أدلة مادية للقول بمرجعية الحقيبة في نمط الزجل الأندلسي كنوع شعري.. وإن صح هذا فإننا أمام عهد جديد في النظر للحقيبة كفن من فنون السودان والإمتاع بها هذه المرة عن وعي وإدراك ودراية بخلفياتها التاريخية والفنية وبنيتها الداخلية ووظيفتها الإجتماعية.. ونواصل.

    محمد جمال الدين

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-26-2018, 03:46 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-26-2018, 05:01 PM)





















                  

08-26-2018, 07:57 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    الزجل؟.. تم تعريفه تفصيلياً في أوقات سابقة.. كل شعر لا يجري على أوزان/بحور العرب المعروفة وينحو إلى العامية/الدارجة يمكن وصفه بكلمة "زجل" بما في ذلك الأنماط الحديثة في السعودية "محمد عبده مثال" ومصر (عبد الحليم حافظ/رميت الورد طيفت الشمع يا حبيبي/مثال) وكذا الاغنيات اللبنانية والسورية والعراقية والكويتية والإمارتية والمغربيةإلخ وبالطبع الغناء السوداني الحديث كله زجل وفق ذلك المعنى وهو صحيح من الناحية الأكاديمية، مثال: أغاني الكاشف ووردي وابو داوود وشرحبيل ومصطفى سيد احمد ووعاشة الفلاتية ومنى الخير وإنصاف مدني ورماز ميرغني. لكن أغاني الحقيبة ليست زجل سوداني بل زجل أندلسي بكل ما به من صفات: الصور الشعرية والأخيلة والأوزان والكلمات/الجمل المفتاحية واللغة الهجين "دارجة/فصحى" كما نزعة الحنين إلى فردوس مفقود. والغرض الغزل أو الطبيعة أو المديح/المدح في الاساس. كل تلك الصفات أراها منجزة في "خمايل" الحقيبة.
                  

08-26-2018, 08:44 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    تلك هي القضية. ذلك هو الأمر!
                  

08-27-2018, 00:33 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    الله! يا سلام والله!
    رائع وبديع يا جمال..
    علوم وطرب..

    ولكن حيث إن الهنا هو حيثيات المطروح هناك
    فيا ريت، أو ضروري، تنسخو في البوست الكبير
    فتتيسر القراءة وتقوى الحيثية وتسهل المتابعة..

    "يا غصن الرياض المايد
    يا الناحِلني هجرك وانت ناضر وزايد
    جافينى (هاجرني) ليه وأنا (ليك) رايد"
    لمصطفى بطران هي أم على أحمداني "المسّاح"؟ أظنها للمساح!

    وكأني أرى فيها تمام اندغام (الزجل الأندلسي) واستيطانه كليا في الذائقة والوجدان.
    ورغما عن (قصر الرشيد الشايد) واستمرار حالة الحنين إلى الماضي ومجده "التليد والتالد".
    فهي أيضا خطوة في الإنتقال نحو سودنة الأخيلة وتحديث النمط كما حدث في شعر وشكل الأغنية
    الذي تلى فيما بعد، بقيادة الفنان الكاشف وأمثال أبو داؤود ورمضان زايد (هما فيمن غنّاها)
    والشعراء المساح، عبدالرحمن الريّح وم. ب. عتيق وهم قبلا فمن أهل العلاقة الأصيلة مع وبالحقيبة..
    هذا أيضا مما يشي بأن الحقيبة (كأغنية) لم تختفي بسكتة قلبية فجائية وبسقوط مدوّي الفجائية بل في همسة وبتأوه راضٍ بأقدار التطور الحتمي
    وإذ هي تندغم هونا في السيرورة الشعرية التي تلت..


    "يا غصن الرياض المايد
    يا الناحِلني هجرك، وانت ناضر وزايد
    هاجرني ليه وأنا ليك رايد؟

    يا غصن الرياض المايد
    ما أظن عن غرامك، لو أموت ما حايد
    جافينى ليه وأنا ليك رايد؟

    سهران ليلي طال، والعين صِحَت ما هجايد
    تعبان قصدي ليمك، وإنت ناضر وزايد
    فى الجيل يا الجمالك سائد
    عينيك ليك جنود وانت ليهن قائد
    شوفتك زى هلال العيد وفيك أعايد
    يا الهاجر جفيتني، بنظرة لي ماك عايد
    أنا وحبك ترعرعنا ونشأنا ندايد
    من زمنن قِبيل، أيامو قُلال وعدايد
    ما خلِص القديم، وتبين مصايبو جدايد
    حِن يا حبيب، كفاي مُر العذاب وشدايد
    يا خُلاصة الحواري، الـمن جِنان وخوالد
    حُسنك ليك يدوم، لا أم تلِد لا والد
    راسخ في ظلال مجدو التليد التالد
    يا الـلابس العفاف حلية وعقود وقلايد​
    فى ليالى هواك، عانيت صنوف واحايد
    مشكلة بين هواى وجفاك، وانت محايد
    بس ما ذنبى غير صغت النشيد ونشايد
    فى مدحك بنيت قصر الرشيد الشايد"

    هذا في الأغراض تشبيب وغزل وطرب
    بس ناقصانا السقيا!!
    رغم ظلالها الإبن خلدونية، هاك من (ملحون) خمريات زجل المغاربة بروح أندلسية لا مرية فيها (الساقي)



                  

08-27-2018, 07:21 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    كالعادة هاشم مداخلة فخمة ومتعوب فيها مش أي كلام.. شكرا صديقنا العزيز. . شي اخر هناك خلط عند الكثيرين بين الزجل والموشحات. . نرجع للحتة دي لقدام كونها متعلقة بالأمر.
                  

08-28-2018, 07:10 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: الزجل والموشحات
    جلالدونااااا، أين أنت؟؟
    لقد اتحفنا جلال بموشح من "زمان الوصل بالأندلسي" بصوت فيروز الفردوسي البخلي الزول ينسى نفسو فقمنا نسينا وعده:
    {"جاييكم بى ابواب الشعر السبعة و وين موقع الحقيبة منهن"}!!
    جلال يا حبيبنا؛ أبواب الشعر السبعة عرفناهن: فصيحهن المُعرَب: الشعر والدوبيت (الفارسي المعرَّب) وفن الموشح... وعاميهن الملحون: الزجل والمواليا والقوما والكان كان..
    وعيييك الزجل أشكال وألوان والمواليا دي براها موّال.. وعلاقتهن اللتنين ديل بالموشحات، سواء في البنية أو اللغة، علاقة حميمة جدا ومتطورة على الدوام..
    أما موقع الحقيبة منهن فهو دا الباقي لي سهر والحامينا النوم،، فبالله لو عندك فيها خبرن قاطع، فانجز وعدك وريّحنا.
    لكن تعرف؛ بعد ما اتحفتنا بنص علي ود حليب، "حصان العونى المشبح" قام زاد وجدي وشكِّي في إنو شعرنا الشعبي دا لا يشكو قصرا ولا نقصا في تعدد مبانيه وفي تفاوت أوزانه التقليدية، عن غيره من زجليات العاميات العربية الأخرى.. الليلة لقيت لي واحدن جزائري، عدد من أنواع شعر العامية الملحون "الزجل" في الجزائر فحسبهن تسعة وعشرين نوعا باسمائها دا فوق راس دا..
    على اختلاف في البنى والأغراض والموسقة.. باقي لي صفي الدين الحلي والأبشيهي، خلاص زمن موّالن وزجلن فات وغناين مات.

    ====

    م. جمال يا باحثنا المقلقل نوم مدارسنا،
    قلت لي متعوب فيها؟
    تعب ممتع ياخي، من حقيبة لي موشح لي ملحون لي موّال لي ونسة، في نعمة بفضل الله وفضلك.
    ثم هل جزاء المعروف إلا المعروف..
    لكن بالله ما تهمل وصيتي، قراء هناك سيحتاجون للحيثيات من الهنا.. وتلاتة بوستات حتتعب المتابع للموضوع..

    ======

    بمناسبة الفردوس المفقود، وبفضل من هذا الموشح للسان الدين الخطيب (جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلس)، فالأندلس كان وسيظل مجازا أيقونيا وغاية في الفعالية التعبيرية عن هذا الفقد الحضاري النفسي لكل المجال الحضاري الثقافي العربي.. ولكن فذلك صحيح فقط من حيث ارتباط الأندلس بتاريخ أثيل وبمجد طارف أكبر منها ويشملها وكله مضاع.. وربما ايضا من ارتباطها بحنين يخص ويرتبط كل امرأة إلى فنتازيا ولادة بنت المستكفي، وكل رجل أديب إلى بكائية ابن زيدون لفراق حبيبته.. كل هذا يجوز في فردوس "الأندلس" المفقود، ولكن، لا .. ليس عن ارتباطه بالزجل.. الزجل شكل ونوع شعري لم يندرج في كلاسيكيات المجد بعده، وربما لولا دارسين كصفي الدين الحلي لما عرف زجالو العهد اسما لفنهم هذا.. بالضبط كما الآن حيث للزجل اسما في كل مكان وبكل شكل ولكل غرض ولا أحد يذكر اسم الزجل بخير ولا شر، لولا مهابشات محمد جمال بالطبع..
    وعليه، بمناسبة الموشح إيّاه وما تلاه من كلام، أظن وبعض الظن كويس، أن "فردوس" الحقيبة المفقود إنما هو نفسه فردوس محمد عمر البنا والعباسي والتليب من شعراء الفصحى السودانية قبيل ولحين الحقيبة.. ومن قبلهم، فهو ذاته فردوس الحلِّي وابن حجة والمعمار الشعراء والزجالون من أبناء "عصر الإنحطاط الأدبي" المملوكي، والذين كانوا قد استعادوا فن الزجل هونا من عامية الأندلس والمغرب إلى تفصيح مشرقي وأحيانا بتزويق وتوشيح مغاربي زاده حلاوة وطلاوة، وبالتالي فقد اثبتوا تقعيده فنا شعريا شعبيا مشرقيا صالحا للعامة والعوام.. وكلهم، زجالون على فصحاء، وسواء في العهد المملوكي أم في السيرورة الشعرية السودانية لما بعد التركية الأولى، وعبر هذا الشعر المقلِّد لما قبله والمتكلِّف في بديعه ومحسناته اللفظية والمعنوية، فإنما كانوا، بصفتهم طليعة ثقافية، يحاولون جهدهم الفني للإنتقال، عبورا نفسيا وروحيا، إلى حيث فردوسهم المفقود في المجد التليد التالد لتاريخ الدولة العربية الأموية والعباسية التي دانت لها الدنيا ما قبل هولاكو وعصر المماليك وعصر الطوائف وجائحة كرري، طيران شعري بأجنحة الفن إلى عصر ما قبل الهزائم.. كل هذا ممكن، ولكن، لا .. فردسة الأندلس ليس عن ارتباط بالزجل، رغم أصله الأندلسي.. بل بكل ماضي أمة الأمجاد والماضي التليد..
                  

08-28-2018, 09:14 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    تحياتي الباحث الجميل محمد جمال
    أتابع كل تخطه أيها الرائع ..
    بالنسبة للزجل الاندلسي والحقيبة
    هل شعراء الحقيبة لدينا كان لهم معرفة بالزجل الاندلسي ؟
    لأنني ارى أن هناك توافق غريب .. وكيف جاء هذا التوافق ؟

    شكراً كثير الاديب محمد جمال
    كنت أتمنى من كل قلبي أن تكون ضيفاً في حلقات تلفزيونية
    لطرح هذا البحث .. من المؤكد سوف يكون له صدى واسع ومجال خصب للمزيد من البحث
    لأن القراءة الورقية لم تعد منتشرة .. والموضوع في غاية الاهمية والاثارة ..

    تحياتي .. واصل ..


                  

08-28-2018, 11:17 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    أهلا عبد الوهاب وشكرا على التشجيع الكبير.. لا مانع طبعا ان وجدنا القناة التلفزيونية المناسبة.

    أما بالنسبة لقولك
    Quote: بالنسبة للزجل الاندلسي والحقيبة
    هل شعراء الحقيبة لدينا كان لهم معرفة بالزجل الاندلسي ؟
    لأنني ارى أن هناك توافق غريب .. وكيف جاء هذا التوافق ؟


    حسب ملاحظتي أن السر عند أربعة فقط.. والبقية يجارون بعد دخولهم دورات تدريبية منظمة والمرور عبر امتحان وصفه ود الرضي بالعسير إذ هو نفسه تعرض لذلك الامتحان (هناك وثيقة تقول بذلك ).
                  

08-28-2018, 11:04 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    طبعا هناك وثيقة!
    ---
    تأكيد متأكد. . ايوة
                  

08-28-2018, 11:59 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3452

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    حبيبنا عبد الوهاب،
    خليني أشرح ليك نظرية محمد جمال:
    الشعراء أو عملاء النظام الجديد
    العبادي
    أبو صلاح
    سيد عبد العزيز
    ود الرضي
    ليسوا شعراء ظهروا طبيعيا
    تمت صناعتهم وتدريبهم بواسطة صلاح قوش النظام عمر طوسون لصناعة جو جديد يثبت النظام الجديد عبر صناعة أغنية وفق الزجل الأندلسي
    بمعنى انو القصائد الأولى من الشياطين الأربعة هي قصائد مصنوعة داخل أروقة النظام الجديد
    ولا تخرج إلا النور إلا بعد إجازتها من طوسون وفريقه

    زيهم وزي قيقم وترباس مع الانقاذ
                  

08-29-2018, 02:49 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: أبوبكر عباس)

    كتب أبوبكر:"الشعراء أو عملاء النظام الجديد ليسوا شعراء ظهروا طبيعيا.. تمت صناعتهم وتدريبهم بواسطة صلاح قوش النظام عمر طوسون
    لصناعة جو جديد يثبت النظام الجديد عبر صناعة أغنية وفق الزجل الأندلسي.. بمعنى انو القصائد الأولى من الشياطين الأربعة هي قصائد
    مصنوعة داخل أروقة النظام الجديد.. ولا تخرج إلا النور إلا بعد إجازتها من طوسون وفريقه"

    ======
    للحق يا مستنير، فإن ما قلته ـ بعد اثبات أن الحقيبة زجل ـ هو مؤدى مبحث محمد جمال في البوست الأصـــــــ خلاصـــات ــــــــــــلي،
    حتى ولو لم يقلها صراحة، فقد تكاثرت الإشارات!!
    لكنو كمان فقد أتى لفرضيته بقرائن كافية لإثارة الشبهات، ثم نسجها بحذاقة كحيثيات،
    وكما سيخدم فرضيته بالاصطناع "الاستعماري"..

    ومنطقيا فالاصطناع كــ (اصطنتعه لنفسي) حاصل حاصل..
    ولكن ما لا أتفاق حوله بعد، فهو الاصطناع الاستعماري أو (اصطنعته بعيني)..

    ثم ماذا؟
    أيواا... دحض الشبهات، فأيضا سيحتاج لتمحيص وحيثيات..
    والإختلاف كله حيجي حول أسباب وظروف ودوافع مثل هذا التحول الشعري الغنائي!
    وربما حول بعض تفاصيل أدنى أهمية..


    و ثانيا:
    لا ذكر فيه لعمر طوسون ولا إدوارد عطية ولا غيرم،
    ما تجيب كلامك دا بي هناك، دا لإثبات أن شعر الحقيبة زجل على الطراز الأصلي الأندلسي/المملوكي،
    وأعتقد أن قضية النمط الزجلي، وهي إحدى قضيتي المبحث، فقد كسبها م. جمال بما وفر من أدلة قوية.. ولا أظن سيغلبه كزيادة خير مثلا؛
    أن يوفر وثيقة ود الرضي التي تثبت أن جماعو الحقيبة قد تدارسو واتفقوا على هذا النوع من الشعر، بل هو لا يحتاج!!
    أنت وأنا أو غيرنا يمكننا أيضا أن نستنج أن ثمة اتفاقا وتخطيطا واصرارا على تجاوز دوباي ومربوعات الطنابرة نحو هذا الشعر والفن!!
    أحدهم، من بتوع المدارس مثلا، ربما خليل فرح أو العبادي أو البنا، قد اكتشف جماليات الزجل الأندلسى ومناسبته للسودنة
    والأهم، لاستعادة امجاد (أمة أصلها العرب).. الباقين قالوا فبها..
    موضوعيا طبعا، فالظرف الأدبي والاجتماعي العام هو الذي أملى هذا الأمر على هذا الأحدهم..

    قضية الزجل والحقيبة دي محسومة، باقيها فني وتفاصيل عن الأوزان والبنيان والعلاقات مع ما سبق من فنون سودانية.

    عليكم النبي تعالو نتناقش في محل القضية الباقية، بي هناك ،، تعبتووووونا بالمساسكات..!!
                  

08-29-2018, 03:30 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    روعة هاشم.. ايوة نمشي هناك.. لكن دا برضو ما بنخليه :)

    Quote: وأعتقد أن قضية النمط الزجلي، وهي إحدى قضيتي المبحث، فقد كسبها م. جمال بما وفر من أدلة قوية.. ولا أظن سيغلبه كزيادة خير مثلا؛
    أن يوفر وثيقة ود الرضي التي تثبت أن جماعو الحقيبة قد تدارسو واتفقوا على هذا النوع من الشعر، بل هو لا يحتاج!!
    أنت وأنا أو غيرنا يمكننا أيضا أن نستنج أن ثمة اتفاقا وتخطيطا واصرارا على تجاوز دوباي ومربوعات الطنابرة نحو هذا الشعر والفن!


    شكرا هاشم.. انا واثق من الوثيقة .. بس محتاجة شوية تفتيش.. وعلي اجيبها
                  

08-29-2018, 04:27 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    بعض الوثائق المعنية موجودة في هذا البوست كصورة. . ما عرفت بعد كيف أضعها هنا مباشرة.. ممكن نحتاج مساعدة في الحتة دي!
    https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10213884808978102andid=1344875921https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10213884808978102andid=1344875921
                  

08-30-2018, 11:40 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    انا بشتغل هنا .. هاشم الحسن اتولى البوست الآخر الأساسي بحيث لم يترك لي شيء لاقوله :) .. هاشم منتج ومبدع.. على أي حال هذا مكمل لذاك بجانب بوست بنونة ومنصور خالد.
    ح أجيب هنا نماذج زيادة.
                  

08-31-2018, 01:57 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    حلقة (... ) نماذج مقارنة.. حقيبة الفن.. في سبيل النظر في وحدة النمط: هاروت وسحر بابل

    هاروت وسحر بابل "كلمات" مفتاحية رددها عدد من شعراء الحقيبة. وهي كلمات غير مستخدمة في الواقع اليومي وربما في كل العالم المتكلم بالعربية ليس السودان فحسب.. فقط يرد ذكرها من حين الى اخر في بعض الاشعار القديمة والحديثة المتأثرة بالقديم الذي يمثل ثقافتها المحلية "الشعبية" في يوم من الايام كالعراق والأندلس. وهاروت هنا هو أحد الملكين الذين نزلا بابل القديمة "هاروت وماروت" ملكا السحر والغواية.. وهي إسطورة بابلية/اشورية في الاصل إنتقلت إلى العرب وكل بلدان العالم لاحقا، غير أن بريقها خفت بنهاية القرون الوسطى.
    ما الشيء الذي دعى شعراء الحقيبة ليتركو الواقع ويأتو بكلمات لا تشبه مخيلة شعبهم ولا تراثه الذي ربما لامس وجدانه أفضل!. أنا على ثقة أن عامة الشعب حين كتب شعراء الحقيبة اشعارهم وغنو غناويهم (بداية ب 1918) لا احد يهتم أو سمع بهاروت وماروت إلا العلماء/المتصوفة والفقهاء أولي التعليم الرفيع بمقاييس ذلك الزمان.

    لكن لا بد أن يكون للصورة الشعرية مصدرها أي كان.. مستوردة مع النمط الكلي.!.
    انظر النماذج المقارنة التالية من الزجل الأندلسي والحقيبة السودانية . يبدو أن في كل الاحوال هناك صور/أخيلة واحدة مطابقة: سحر هاروت/سحر بابل يفعل فعله بذات الطريقة ولذات الاهداف في كل المرات.
    الصور الشعرية والأخيلة واحد والكلمات المفتاحية واحد والأوزان الشعرية واحد والغرض واحد: الغزل. إنه إذن ربما كان نمطاً شعرياً واحداً فقط ذا إسمه زجل وذا حقيبة.. هذه هي النماذج المعنية. الزجل وخلفه الحقيبة على التوالي:

    الصباح قد غار لحسنك وغضب –مسكين وعبس
    والقمر بهت في حسنك واختفت من نورك الشمس
    وراى هاروت لعينك وهرب في الحين وفرنل
    ابن قزمان 1115م (فرنل افرنجية بمعنى هرب فزعا ونطط)

    وحواجب قسي على جفن نابل ... سهمها أنفذ في القلب من سحر بابل

    ابن مقاتل (1300 م)

    حيرتى كل نبيل عيناك سحرهن
    يسحر سحر بابيل
    سيد عبد العزيز (1900 -1976) حقيبة/السودان (زجل سوداني!)

    ---
    وقَّلْ مَهِيرَاً حَرَنْ فى مِعْصَمُه العَاجْ حَرَنْ
    نَاعْس العِيُونْ يَسْحَرنْ هَارُوتَ والبَحَّرَنْ
    لَيهُ الأرْدَافْ حَدَّرَنْ ألْحَاظُه كَمْ وَدَّرَنْ
    ود الرضي (حقيبة)
    ---
    ليل الدر حليل حورن - سحر هاروت سكن حورن فؤادي الضلّ مسحورن
    العبادي (حقيبة)

    ----
    هاروت سحره مأخوذ من سحر عينانك
    ظلموك لو يقولوا الدر شبيه أسنانك
    المساح (حقيبة)

    ----
    حيرتى كل نبيل عيناك سحرهن
    يسحر سحر بابيل
    سيد عبد العزيز

    لنتأمل لطفاً من جديد ما قلناه سلفا:
    كما نرى هنا: هاروت وسحر بابل "كلمات" مفتاحية رددها عدد من شعراء الحقيبة. وهي كلمات غير مستخدمة في الواقع اليومي وربما في كل العالم المتكلم بالعربية ليس السودان فقط يرد ذكرها في بعض الاشعار القديمة والحديثة المتأثرة بالقديم الذي يمثل ثقافتها المحلية "الشعبية" في يوم من الايام كالعراق والأندلس. وهاروت هنا هو أحد الملكين الذين نزلا بابل القديمة "هاروت وماروت" ملكا السحر والغواية.. وهي إسطورة بابلية/اشورية في الاصل إنتقلت إلى العرب وكل بلدان العالم لاحقا، غير أن بريقها خفت بنهاية القرون الوسطى.
    ما الشيء الذي دعى شعراء الحقيبة ليتركو الواقع ويأتو بكلمات لا تشبه مخيلة شعبهم ولا تراثه الذي ربما لامس وجدانه أفضل!. أنا على ثقة أن عامة الشعب حين كتب شعراء الحقيبة اشعارهم وغنو غناويهم (بداية ب 1918) لا احد يهتم أو سمع بهاروت وماروت إلا العلماء/المتصوفة والفقهاء أولي التعليم الرفيع بمقاييس ذلك الزمان.

    لكن لا بد أن يكون للصورة الشعرية مصدرها أي كان.. مستوردة مع النمط الكلي.!.

    يبدو أن في كل الاحوال هناك صور/أخيلة واحدة مطابقة: سحر هاروت/سحر بابل يفعل فعله بذات الطريقة ولذات الاهداف في كل المرات!.
    الصور الشعرية والأخيلة واحد والكلمات المفتاحية واحد والأوزان الشعرية واحد والغرض واحد: الغزل. إنه إذن ربما كان نمطاً شعري واحدا!. كله واحد مع إختلاف الزمان والمكان!.

    فالملاحظ المطلع ربما شهد أن أشعار الحقيبة في المجمل مسجعة، حادة الجرس الموسيقي وهي خليط بين الدارجة والفصحى ولا تلتزم بقواعد الشعر العربي الكلاسيكية/المعروفة ولا تشبه الإنماط الشعرية السابقة عليها في السودان (الدوبيت، الحماسة، المناحة، المديح مثال) إذ أن الصور الشعرية والاخيلة والكلمات المفتاحية غير موجودة في المخيلة الشعرية القديمة وغير موجودة في المدائح ولا القرآن والمسايد والخلاوي وغير موجودة في اللغة اليومية ومنها ما هو غير معروف اصلا في السودان انذاك. من قبيل: يا رشا يا كحيل، حمام الايك، الهوى سباني وعشرات التعابير الأخرى المستورة من التاريخ السحيق لتأخذ مكانها في نسق شعري محلي عظم اللغة والالحان ولا يجري على أوزان العرب المعترف بها كأصل. ثم أن المخاطب في الأصل والموجه له الخطاب هو إنسان السودان في بداية القرن العشرين أي حوالي مئة عام مضت. أليس أمرأ يدعو للحيرة!.

    لكن ربما تزول الحيرة عندما نعرف أنه شي مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي. ونعني هنا الانواع الزجلية التي أخذت مباشرة من الزجل الأندلسي مثل القوما في مصر العهد المملوكي قبل أن تحدث مؤثرات جديدة في اللهجات المحلية في المغرب ومصر بفعل الإستعمار والتداخلات الثقافية الحديثة مع الغرب والشرق. كلها إفتراضات قابلة للنظر، وها نحن نفعل!.

    #
                  

08-31-2018, 11:45 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: بحيث لم يترك لي شيء لاقوله

    ههههها، القول كلو قولك يا محمد جمال الدين،
    أقوالنا تلك مجرد أقوال في سياق التاريخ الموازي، ضرورية ولكنها أقوال موازية ياخي.
    ثم ياخي ما نعمل اتفاق: (طالما برضو عندنا اتفاق كبير جدا حول زجلية الحقيبة:))
    فأنا أجي أزوركم هنا واتفق معاك وأجيب ليك زيادة شواهد كمان (عندي محاولة!)🧐
    طبعا انتا بعدما جننت هاروت وماروت من بابل لي أمدرمان هههههها ما محتاج للشواهد أصلا، لكن
    المهم أنا أزورك في بوستك دا وانتا تجي تغالطني بي هناك، حول الاصطناع الاستعماري للحقيبة:)
    خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!،

    اليوم لأول مرة قرأت في بوستك عن الطبقات... وللحق فقد أعجبني ما فيه، جدا!!
    وتذكرت، "ليس بالإمكان أحسن مما كان وإلا لكان.. منطق!!"
    ======

    الطرب ما كعب والفيديو بالأغنية دي (الأغنيتين دبل) عندي فيهو مأرب، لو حيينا.. أسمحوا لنا..


                  

08-31-2018, 12:23 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    هههههههههههه دا خليه ليك
    خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!

    أنا بثبت الزجل وابعدني من قصة الإنجليز هنا هههههههههه .. هنا خلينا نستمتع بالغنا.. بجيك هناك للإنجليز ووحدة وادي النيل.. انت هنا جيب لينا الغنا السمح والكلام السمح .. وانا بجيب نماذج جديدة.. كمان انت داير تنمذج معاي هنا تمام بس الموشحات الجبتها هناك ما عندها علاقة عضوية بالزجل في تقديري وهو فن العامة والشارع في زمانه الأول والموشحات فن الترف والطبقات المترفة كل الوقت وحتى في هذا الزمان تغنى الموشحات في فنادق خمسة نجوم بينما الزجل زي الزنق والراب ملك الشعب. وهذا أوضح في أصله. . فالزجل في الأصل من فنون الهامش بلغة هذا الزمان والطبقات المسحوقة بلغة الماركسية وهو فن الاعاجم المستعربين بلغة ابن خلدون.




                  

08-31-2018, 12:45 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    حلقة (...) عملي/تطبيقي.. حقيبة الفن.. في سبيل النظر في وحدة النمط: حمام الأيك

    حمام الأيك "كلمة" رائعة رددها كثير من شعراء الحقيبة. وهي ربما كانت كلمة معجمية لا توجد في الواقع اليومي وربما في كل العالم المتكلم بالعربية ليس السودان فحسب ولسيت مستخدمة في الأدب القائم. وموجودة فقط في الكتب القديمة وتعني حمام الغابات الكثيفة. ما الشيء الذي دعى شعراء الحقيبة ليتركو الواقع ويأتو بكلمات قاموسية منقرضة!. كما ان للحمام في السودان مواطن ليس من أشهرها الأشجار "في الواقع" بل الأبراج والشوارع العامة، فالسودان ليس الأندلس كلها خضرا وغابات حتى على حافة المنزل "الكتب التاريخية تقول بذلك واسبانيا حتى الآن كذلك". وهذا ليس معهودا في السودان ولا كل الشرق.. إذن لا بد أن يكون للصورة الشعرية مصدرها أي كان!.

    انظر النماذج المقارنة التالية من الزجل الأندلسي والحقيبة السودانية . يبدو أن في كل الاحوال هناك صور/أخيلة واحدة مطابقة: حمام يصيح/ينوح/يغني/يسجع إما إشارة إلى دنو اللقاء أو إثارة اللواعج والشجون/الذكرى.. وأين؟. دائما في غابة كثيفة الأشجار مزهرة/رياض.

    الصور الشعرية والأخيلة واحد والكلمات المفتاحية واحد والأوزان الشعرية واحد والغرض واحد: الغزل. إنه إذن ربما كان نمطاً شعرياً واحداً فقط ذا إسمه زجل وذا حقيبة.. هذه هي النماذج المعنية. الزجل وخلفه الحقيبة على التوالي:

    ما ناح حمام الأيك في الأغصان إلا وتـــزايدت بكـــم أشجانـــي
    الشاغوري 615 هـ
    حـمام الايـك والـقمري * يـصيح ينبيك عن امري
    ابو صلاح
    ---
    سجعت وقد غنى الحمام فرجـــــــــــــــعا
    وما كنت لولا أن يغني لأسجــــــــــــــــعا

    ابن خفاجة
    ياحمـــام الايك سجعــه وأســـألن الله رجعــــــــا
    النسيم سارقنى هجعه زال لى عله وزادنى وجعا.
    ود الرضي
    ---

    وحمام الأيك تشـــدو حولنا
    والمثاني في ذراها تصخب
    أي عيـــــش قد قطعناه بها
    ذكره من كل نعمى أطيـــب

    ابن خفاجة الاندلسي

    حمام الأيك حن مره تعال أسمعنى نبراتك.
    الامي
    ---
    ألا يا حمامــــــــــــات الأراكة والبان
    ترَفّقْنَ لا تُضْعِفْنَ بالشــــجوِ أشجاني
    محي الدين بن عربي ... ملاحظة: لم يقل حمام الأيك هنا بالرغم من أنني صادفت مرة ابن عربي يقول حمام الايك وقد قال ابن خلدون ان القطب المتصوف الأعظم قد تأثر بازجال ابن قزمان الأندلسي ونسج المديح النبوي على منوالها من حيث اللحن والعجمة احيانا.
    ---
    سجعت وقد غنى الحمام فرجـعا
    وما كنـت لولا أن تغنى لأسجعـا
    و أندب عهداً بالمشقر سالفــا

    إبن خفاجة 450 هـ (الأندلس)

    حمام الأيك
    يا حمام الأيـك سجعـة أسـألـن الله رجـعا
    النسيم عاودنـي هجعـة زال لي علة وزادني وجعا
    إشتهيت من بعدو ضجعة يـا نسيـم بالله رجعـا
    ود الرضي (حقيبة).

    لنتأمل لطفاً من جديد ما قلناه سلفا:
    كما نرى حمام الأيك "كلمة" رائعة رددها كثير من شعراء الحقيبة (ما اوردناه هنا مجرد مثال لا الحصر) وهي كلمة معجمية لا توجد في الواقع اليومي وربما في كل العالم المتكلم بالعربية ليس السودان فحسب ولسيت مستخدمة في الأدب القائم. وموجودة فقط في الكتب القديمة وتعني حمام الغابات الكثيفة.
    اذن ما الشيء الذي دعى شعراء الحقيبة ليتركو الواقع ويأتو بكلمات قاموسية منقرضة!. كما ان للحمام في السودان مواطن ليس من أشهرها الأشجار "في الواقع" بل الأبراج والشوارع العامة، فالسودان ليس الأندلس كلها خضرا وغابات حتى على حافة المنزل "الكتب التاريخية تقول بذلك واسبانيا حتى الآن كذلك". وهذا ليس معهودا في السودان ولا كل الشرق.. إذن لا بد أن يكون للصورة الشعرية مصدرها، أي كان!.

    هناك صور/أخيلة واحدة مطابقة: حمام في ايكة "غابة مزهرة كثيفة" يصيح/ينوح/يغني/يسجع إما إشارة إلى دنو اللقاء أو إثارة اللواعج والشجون/الذكرى ../الذكرى.. وأين؟. دائما في غابة كثيفة الأشجار مزهرة/رياض .. الصور الشعرية والأخيلة واحد والكلمات المفتاحية واحد والأوزان الشعرية واحد والغرض واحد: الغزل. إنه إذن ربما كان نمطاً شعري واحدا!. كله واحد مع إختلاف الزمان والمكان!.

    ونواصل سرد النماذج لاثبات الفرضية وأيضا للمتعة كونها فيها صور شعرية بديعة زجل الحقيبة وزجل الأندلس على حد سواء!
                  

08-31-2018, 01:29 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    الحقيبة حلقة (....) سيد عبد العزيز وصفي الدين الحلي:

    ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور

    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور

    وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور

    وابتسم لي عن نقا ثغرو .

    زجل.. صفي الدين الحلي 1339م
    ---


    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    وحاله حال الواقف في الحساب مأسور

    (سيد عبد العزيز 1900-1976) حقيبة

    ماذا يجري هنا!. انظر المقطع التالي مرة تانية من قصيدة سيد عبد العزيز وتحته مقطع صفي الدين الحلي وتأمل لتكتشف من تلقاء نفسك أن الصورة الشعرية متطابقة تماما كما الكلمات المفتاحية:

    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    وحاله حال الواقف في الحساب مأسور .. سيد عبد العزيز

    ذا الغزال النافر الأنسي ...... للغزالة قد أعار النور

    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور

    وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور

    وابتسم لي عن نقا ثغرو ....... صفي الدين الحلي
    ------

    وابتسم لي عن نقا ثغرو (صفي الدين الحلي)
    والبروق تتلامع من بسوم ونحور (سيد عبد العزيز)

    في الحالين الصورة الشعرية بريق ونور ونقاء ابتسامة من الكائن موضع الغزل. والكلمة المفتاحية (ابتسم عندي صفي الدين وبسوم عند عبد العزيز)
    ---
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور (صفي الدين الحلي)

    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور (سيد عبد العزبز)

    الصورة الشعرية أن هناك نظر/جفن في الحالين ناعس/محتشم/كسير لكنه يستطيع أن يكسر القلوب برغم وهنه البائن ومما يجعل الناس تتعجب من هذا الكاسر المكسور.

    وهنا واضح بجلاء أن الصور والأخيلة الشعرية في هذا المقطع من قصيدة سيد عبد العزيز جارية على نسق مقطع صفي الدين الحلي كما هو أيضا واضح من الكلمات المفتاحية والتفعيلة والوزن الشعري كله متطابق بما في ذلك القافية.

    وسنواصل في سرد المزيد من النماذج لتأكيد مرجعية نمط الحقيبة في الزجل الأندلسي وعندها نستطيع أن نجد "معايير القصيدة" وبالتالي الوعي بها علميا.
                  

08-31-2018, 01:43 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    بثبت الزجل وابعدني من قصة الإنجليز هنا هههههههههه .. هنا خلينا نستمتع بالغنا.
    الغنا السمح والكلام السمح .. وانا بجيب نماذج جديدة.. كمان انت داير تنمذج معاي هنا تمام.
    بجيك هناك للإنجليز ووحدة وادي النيل..


    تمام اتفقنا.. وهكذا النية أصلا.. الإنجليز طايرين!!
    ...
    ..
    .
    بس الموشحات الجبتها هناك ما عندها علاقة عضوية بالزجل في تقديري

    كلامك دا صاح وما صاح.. !!

    لكن أولا: هو محض موشح واحد ومجاراته المحدثة، نقلتو عن موشح جلال عن فيروز، الفي بوست منصور،
    وثنيا؛
    بعض كلامك صاح ... ما عندها علاقة وعشان كدا بالتحديد جبتها، كيف؟
    وبالتأكيد ما جبتو للحديث عن كونه زجلا، إذ هو من المعلوم بالضرورة اللغوية أنه ليس زجلا.. ولكن؛
    لأنو؛ كأيقونة مجازية أصيلة، يصلح كشاهد في معرض الحديث عن كناية "زمان الوصل بالأندلس" أو (الفردوس الأندلسي المفقود)،
    ولإثبات إنها كناية عن شيء جغرافي تاريخي حضاري أكبر من الأندلس كلها بزجلها وموشحها..
    وأيضا لإثبات أن تلك الكناية هي التي لا تمت للزجل بصلة.!!

    وبعض كلامك ما صاح... لأنو؛ العلاقة العضوية "البنائية والشكلية والتبادلية" بين الموشح وأصول الزجل المغاربية بأندلسها، ثابتة..
    في الحقيقة؛ لولا العامية لكان أول الزجل هو أخر الموشح..
    -------
    طالما جبت سيرة "حمام الأيك"، كدي النجرب النماذج التالية دي، ممكن تنفع للنمذجة معاك. هههههها!!
                  

08-31-2018, 02:14 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    اتفاق هاشم.. وفي رجاك للاستماع الى شدو حمام الائك.
                  

08-31-2018, 02:23 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    شعر الحقيبة والزجل الأندلسي ( مقارنة جديدة )

    حلقة "..." عملي/تطبيقي.. سيد عبد العزيز وابن قزمان الأندلسي

    اليوم ايضا مقارنة تفصيلية بين الحقيبة والزجل الأندلسي (يا مداعب الغصن الرطيب) للشاعر السوداني سيد عبد العزيز أحد أهم شعراء الحقيبة.

    المقارنة تعمل في أربع محاور منفصلة وهي: 1- الصور الحسية "الوصفية" 2- الأخيلة الشعرية (التصورات المجردة) 3- الكلمات المفتاحية أو الكلمات المطابقة/المكررة 4- النمط الشعري "النوع" ونتعرف عليه عبر الوزن (الجرس الموسيقي والتفعيلة والقافية) والإعراب (فصحى أم ملحون/عامية/هجين) والأغراض (المديح/المدح/الذم/الطبيعة/الغزل إلخ)

    فإذا تطابقت معظم هذه الصفات على العمل المقارن نقول برمجعية القصيدة المحددة لنوع الزجل وهو نمط شعري صنعه الأندلسيون أيام مجدهم كما برعو فيه بعد إنهيار الأندلس في زجل الحنين إلى فردوسهم المفقود (الطبيعة الخلابة والخمر والحسان والغواني ودعة العيش) وقد أنتقل الزجل إلى الشرق فقلده المغاربة والعراقيون واللبنانيون والمصريون في ازمان سابقة وأخيرآ السودانيون فيما يسمى بأغاني الحقيبة "حسب تقديري الذاتي، الذي أسعى للتحقق منه".. و سلسلة هذه المقالات تأتي على هامش البحث وليست بالضرورة هي البحث ذاته.

    ووفق تلك المقاييس فأنني وجدت قصيدة سيد عبد العزيز "يا مداعب الغصن الرطيب" مرجعيتها في الزجل الأندلسي فهي إذن زجل سوداني ان لم تظهر فرضية جديدة مختلفة.. وسنواصل في المستقبل المجيء بالمزيد من الأمثلة المشابهة ونقوم بتحليلها لنرى طبيعتها الشعرية ومرجعيتها وفق أهداف البحث الذي اشتغل عليه هذه الايام.

    هنا قصيدة من الزجل الأندلسي "منسوبة لإبن قزمان الأندلسي رمز الزجل الاندلسي الاول وقلده الكثير من الشعراء في بلدان وازمان مختلفة بما فيهم المتصوف الشهير محي الدين بن عربي كما ذكر ذلك بن خلدون..كتبت القصيدة في حدود 1100م" يليها قصيدة سيد عبد العزيز كتبت في 1930م "التواريخ تقديرية".

    ملاحظة استباقية هامة جدا: لدي تصور مبدئي أن القصيدة الثانية (سيد عبد العزيز) مجاراة في المعني والصور الشعرية للأولى (الزجلية) دون الالتزام بالضرب والقافية مع تكرار بعض الكلمات المفتاحية. وهذه القصيدة من أشهر الأشعار الزجلية في المغرب العربي ولكنها ربما كلماتها غير مستساغة في مخيلتنا السودانية وهذا إن حدث لا يهم فقط تأملوا معي المعاني كيف انتقلت إلى قصيدة سيد عبد العزيز المبهرة السجع وبها الكثير من "لزوم ما لا يلزم" بقصد المتعة والإبهار.. سنقوم بتحليل القصيدتين في الختام.


    أملا يانديم في الحـــــــان كـاسي بلا مـــــــــــزاح
    ما غنت على الأغصـــان طيور الفصــــــــــــاح

    فاح اليسمين الزيـــــــــن سلطان النـــــــــــــــوار
    لما غرد المغنيـــــــــــــن عن تلك الخضــــــــــار
    هيا نتدرجو الاثنيـــــــــــن مابين الاشجــــــــــــــار

    نتمشى يــا إنســـــــــــان ســـــــــــاعة في البطاح
    ما غنت على الأغصــــان طيور الفصــــــــــــاح

    أنضر نعمـــــــــــة القدرا في الروض العجيــــب
    لابـــــــــــس حلة خضرا والغصن الــرطيــــــب
    قصدي نقيــــــــــم صهرا أنا والحبيــــــــــــــــب

    أملا يا نديم في الحـــــــان كـــــــــاسي بلا مزاح
    ما غنت على الأغصــــــان طيــــــــــور الفصــاح

    (زجل/حوزي/صنعة).

    وهنا قصيدة "يا مداعب الغصن الرطيب" لسيد عبدالعزيز (حقيبة).

    يا مداعب الغصن الرطيب
    في بنانك إزدهت الزهور
    زادت جمال ونضار وطيب

    * * *
    يالمنظرك للعين يطيب
    تبدل الظلمات بنور
    وتبدل الأحزان سرور
    إن شافك المرضان يطيب

    * * *
    تعجبني والشيء العجيب
    هادئ واليف ماك النفور
    بى عفتك صنت السفور
    والحسن والأصل النجيب

    * * *
    أنا وأنت في الروض يا حبيب
    راق النسيم وحلى للمرور
    بقى أحلى من ساعة السرور
    وأدق من فهم اللبيب

    * * *
    والروضة في موقع خصيب
    حضنوها وإتلافوا النهور
    ترى فيها أنواع الزهور
    من كل لون أخدت نصيب

    * * *
    يانع ثمارها ونص وطيب
    أشبه بربات الخدور
    الإنبرجن في يوم حبور
    زادن جمال ونضار وطيب

    * * *
    في الروض غنى العندليب
    ورددوا غناه الطيور
    ترتيل أناشيد الحبور
    وفتيانها يوم عيد الصليب

    * * *
    دنت الثريا بقت قريب
    بين السلوك في تاني دور
    في ثانية كم سطعت بدور
    وأهلة كان نوعن غريب

    * * *
    شيء ينعش الروح في الأديب
    ويحيي روح ميت الشعور
    للقاك تنشرح الصدور
    ويفرح القلب الكئيب

    ماذا يجري هنا، أن هناك قصيدتين كتبتا في زمنين مختلفين (الاولى قبل 900 سنة والثانية قبل 90 سنة تقريبا وفي مكانيين مختلفين في الجغرافيا والبيئة) لكن نجد الصور الحسية الوصفية شبه متطابقة كما الأخيلة الشعرية المعنوية ذاك أن: أن هناك حديقة/روض/روضة خضراء يانعة وأن هناك طيور تغني في الحالين وأن الحديقة مزهرة وأن لا شيء يعكر الجو، من ملامح وصف الطبيعة في الحالين إذ لا يوجد رقيب ولا واشي في الحالين عكس الصورة في حتات تانية في الحالتين الأندلسية والحقبنجية السودانية وبالتالي هذه المرة: هيا نتدرج الإثنيـــــــــــن مابين الأشجــــــــــــــار
    نتمشى يــا إنســـــــــــان ســـــــــــاعة "في الروض الأندلسي".

    أنا وأنت في الروض يا حبيب.. راق النسيم وحلى للمرور "يعني هيا نتدرج ونتمشى ساعة في الروض السوداني". وكلمة ساعة واردة في الحالين مع إختلاف وظيفتها في الاولى الأندلسية ساعة زمن بمعنى بعض الوقت "اللذيذ" وفي الثانية السودانية الساعة تعني توقيت مناسب للتمشي والتجوال اللذيذ والمتعة مع الحبيب في الروض الخصيب.

    وكما نرى أن الصور الشعرية والأخيلة شبه متطابقة مع إختلافات فقط في إستخدام اللغة. فإننا نجد أيضاً الجرس الموسيقي شبه متطابق مع قافية في بعض الأحيان متطابقة. زيادة على ذلك هناك عدد من الجمل الكاملة او/و الكلمات المفتاحية مكررة/متطابقة في العملين:

    قصدي نقيــــــــــم سهرا أنا والحبيــــــــــــــــب (إبن قزمان)
    أنا وأنت في الروض يا حبيب (سيد عبد العزيز)
    ---
    أنضر نعمـــــــــــة القدرا في الروض العجيــــب (ابن قزمان)
    والروضة في موقع خصيب (سيد عبد العزيز)
    ----
    لابـــــــــــس حلة خضرا والغصن الــرطيــــــب (إبن قزمان)
    يا مداعب الغصن الرطيب (سيد عبد العزيز).

    وأهم شيء والذي ربما حير الملاحظ المتأمل أن المناسبتين حدثتا في يوم مناسبة مسيحية وهي يوم عيد الصليب وان الطيور بتغني منشرحة في هذا اليوم الاندلسي الصليبي العجيب الذي تكرر في الخرطوم:

    ما غنت على الأغصــــان طيور الفصــــــــــــاح (الفصح هو عيد الصليب) ابن قزمان

    في الروض غنى العندليب
    ورددوا غناه الطيور
    ترتيل أناشيد الحبور
    وفتيانها يوم عيد الصليب (سيد عبد العزيز)


    كما أن الصورة الكلية في الحالين واضح من السياق انها متخيلة وليست حقيقية وهذه ملاحظة هامة جدا وكأنها الحنين لفردوس غائب/مفقود!.

    ذلك كله حدث في قصيدة واحدة لسيد عبد العزيز هي: يا مداعب الغصن الرطيب.

    فإن تطابقت الكلمات المفتاحية والصور الشعرية والأخيلة والأوزان والنوع الشعري "غزل في معية الطبيعة" إضافة إلى أن القصيدة في الحالين هجين بين الدارجة والفصحى وملحونة غير معربة وأنها موزونة في الحالين على نمط شعري خارج عن البحور العربية المعروفة.. فإذن نحن في الحالين أمام زجل.. زجل سوداني متأثر بالأندلسي.

    وهذه القصيدة الأندلسية لم يتأثر بها سيد عبد العزيز وحده بل رصدت نفس الشيء للعبادي وأبو صلاح وربما المزيد.. على رغم ما يبدو بها من بساطة تعبيرية لغوية لكنها مشحونة بالصور والمعاني وذلك أيضا من خصائص الزجل الأندلسي.

    وذاك مجرد مثال واحد من مئات النماذج التي اشتغل عليها هذه الايام في بحثي عن حقيبة الفن السودانية.
    في المستقبل سنأتي بالمزيد من النماذج.. وعند إكتمال البحث ربما تتضح الصورة اكثر جلاءاً ودقة حيال فرضيات البحث.

    -----
    ماذا عنى سيد عبد العزيز بعبارة (وفتيانها يوم عيد الصليب)؟!.. (تأمل المقارنة المرفقة) ما السبب الذي دعاه لوضع هذه العبارة التي تبدو غريبة في السياق أو شاذة؟. لنتأمل بروية المقارنة بين القصيدتين في النقطة دي.

    عيد الصليب اشارة لعيد القيامة "الفصح أو الفصاح واصله من اللغة العبرية في كلمة "بيساح" وهو أيضا عيد يهودي" وعند المسيحيين هو عيد القيامة .. وفي تصور محدد عند بعض الفرق المسيحية أن الطيور بتنوح على عند مشارف صباح ذلك اليوم (تعال عند تلك اللحظة نقوم نتمشى في الروض الخصيب). . وهذا ما عناه الشاعر الأندلسي بعبارة (طيور الفصاح) اي الفصح "عيد القيامة".. ماذا يعني سيد عبد العزيز بعبارة (وفتيانها يوم عيد الصليب)؟!. هناك جدل حول العبارة وهذه محاولة لإيجاد تفسير جديد للعبارة الجدلية عبر الادلة المحددة التي نقول بها هنا كما زعمنا بمرجعية نوع الحقيبة الشعري كله في الزجل.

    ---
    التعديل: أخطاء فنية ونسخ ولصق ضروري لوضوح الصورة المأمولة

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-31-2018, 02:28 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-31-2018, 02:28 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-31-2018, 02:29 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-31-2018, 02:57 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-31-2018, 03:04 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 08-31-2018, 04:41 PM)

                  

09-07-2018, 02:23 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    نكرر الأسئلة من جديد للأهمية. . على امل تبيان الصورة الكلية:متى بدأت مرحلة شعر الحقيبة.. كم استمرت.. كيف انتهت ولماذا.. ثم من هم شعراء الحقيبة ولماذا لا يوجد أي شخص خارج الدائرة المعلومة نظم على نهج الحقيبة تلك الأيام أو بعدها؟.وأسئلة أخرى: هل توجد مقالة أو رسالة أو كتاب أو مذكرات خلفها شعراء الحقيبة ولو كانت رسائل للأصدقاء أو خطابات غرامية في الفترة من 1921-1950؟. وهو الزمن الذي عاشته نمطية الحقيبة.هل كان يحق لأي سوداني النظم على نهج الحقيبة؟. هناك شعراء ذلك الزمان في كل مدن وقرى السودان يصنعون أنماط شعرية عمرها مئات السنين مثل الدوبيت والمسدار والمناحة والحماسة وما يزال الكثير من الناس يفعلون ويعرفون بالسليقة فن شعرهم.. لكن لا يوجد أي شاعر وعلى وجه الإطلاق (غير ال 16 المعلومين وهم زملاء واصحاب وجيل واحد) في موقعهم المحدد.. لا احد غيرهم نظم على نهج الحقيبة ولا توجد حتى مجرد محاولة.. لأنه غير ممكن!. كمان لا توجد امرأة واحدة في حين كانت بنونة سنة 1818 وجاءت بعدها رقية وكانت قبلهما شغبة وبت مسيمس والمزيد!.. لماذا هذا الشعر (الحقيبة ) ذكوري بحت؟. الأجابة على تلك الأسئلة ستكشف لنا الكثير مما خفي علينا حول الحقيبة!.. ح نقيف في الحتة دي بهدوء لقدام.. هناك بعض الإجابات الهامة اوجدها البحث وأخرى في انتظار الكشف حتى يكتمل علمنا بالشيء. وطبعا هذه الأسئلة للعلم بالشي أي ليست تقيمية.. وإن حدث تقييم مرة فهو ليس القاعدة فقط ربما تمليه ضرورة البيان.. انظر محتوى المقاطع في الصور دي علها تفتح علينا باب للأسئلة الجديدة في سبيل اصاءة "الشي الجديد"!* أيام البحث في الحقيبة (أبريل/سبتمبر 2017) حصلنا على مئات الوثائق شارك في جمعها عدد كبير من المتعاونين (البحث كان تفاعلي عبر الفيسبوك) .. الحقوق الأدبية ستكون محفوظة.

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-24-2018, 09:24 PM)

                  

08-31-2018, 02:25 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    بعد دا المايك مع حمام الائك. . قصدي هاشم :)
                  

08-31-2018, 02:47 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    سلام تاني يا محمد:
    من حسن الحظ إنني سالفا قد وضعت فيديو الملحون المغربي (الساقي) هنا، ولا أذكر الآن أين من (بوستات الحقيبة)
    قد وضعت أغنية (شويخ من أرض مكناس) قصيدة أبي الحسن الشوشتري، فأسضيفه هنا كمثال على بنية الزجل الأندلسي!
    هذان مثالان من الزجل الأندلسي المغاربي الباكر أو المتأخر والذي استعار بنية الموشحات ومعمارها الشعري،
    من مطالع وأدوار وأقفال وخرجات، كما استعار تنويعاته الوزنية التي بين هذه الأجزاء المختلفة للقصيدة..

    هذا الأمر، لاحظته أيضا في شعر الحقيبة؛ استعارت من الزجل ما استعاره هذا من الموشح!
    وبالطبع، في ظروف "مدرسة الكادر الحقيبية"، فلا يمكن استبعاد معرفتهم، أو بعضهم على الأقل كالخليل الغردوني،
    بالموشحات، كما عرفوا الزجليات.. بل تلك أولى بالمعرفة وأدنى تناولا في المصادر والمدارس..
    ولكن الزجل هو ما كان ما سيناسب الشعرية السوربية وللغناء من كل بد..

    ====
    وحتى لا يشك أحد مرة أخرى أو يتحسس من حكاية (زجل) دي:
    قالوا: ’’يذكر لنا صفي الدين الحلي في كتابه العاطل الحالي رأيه في مكانة (الزجل) بالنسبة الى الفنون المستحدثة الأخرى ونستطيع تلخيص أهميته بالنقاط الآتية :-

    1. الزجل من أكثر الفنون المستحدثة أوزانا.
    2. الزجل من أرجح الفنون المستحدثة ميزانا.
    3. الزجل من ارفع الفنون المستحدثة رتبة.
    4. الزجل من اشرف الفنون المستحدثة نسبة.
    5. اوزانه لم تزل متجددة .
    6. قوافيه متعددة.
    7. ان مخترعوه من اهل المغرب ثم تداوله الناس بعدهم.

    باختصار الزجل ما عيب الزجل حبابو؟ هسّع عليك الرسول، الحقيبة دي ما فن رفيع ومن أشرف الفنون السودانية؟؟؟

    ======

    في تلخيص (مخل) ولكنه ضروري لعقد المقارنات القادمة؛
    من معطيات شكل ومبنى الموشح أن في بدايته بيت أو أبيات افتتاحية تسمى (بالمطلع).. ثم تأتي الأبيات أو المصاريع الأهم (من ثلاثة إلى ثمانية)، وهي أبيات ما يعرف (بالبيت أو بالدور) التي تنتهي بيت يسمى (القفل) يخالف (الدور) في الوزن والقافية وقد يطابق (المطلع) وقد يختلف عنه.. ثم كل (دور) وله (قفل).. هكذا تتدور البنية وتتكرر الأدوار متشابهة الوزن ومختلفة القافية، إلى أن ينتهي الموشح بما يسمى (بالخرجة) وهكذا حالته كما اقتبستها أزجال العهد الباكر الأندلسي المغاربي سواء في المبنى أو المسميات، وثم عاد فحاكاها الموشح بلحن أو بعامية دخلت في (الخرجة) … هذا ضروري لمتابعة التالي، اجتهدت فيه بزاد قليل من المعرفة فيه، ويمكن أن يحصل خطأ في تفاصيله مع أن القصد خير والله!!

    شويخ من أرض مكناس/ زجل أندلسي صوفي لأبي الحسن الشوستري

    شويخ من ارض مكناس لأبي الحسن الشستري
    مطلع:
    "شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني
    أش عليا من الناس وأش على الناس مني"

    دور من ثلاثة أبيات وقفل من بيتين:
    "أش عليا يا صاحب من جميع الخلايق
    إفعل الخير تنجو واتبع أهل الحقائق
    لا تقل يا بني كلمه إلا أن كنت صادق
    خذ كلامي في قرطاس واكتبوا حرز عني
    أش عليا من الناس وأش على الناس مني"

    دور وقفل:
    "ثم قول مبين ولا يحتاج عبارة
    أش على حد من حد إفهموا ذي الإشاره
    وانظروا كبر سني والعصا والغراره
    هكذا عشت في فاس وكذاك هون هوني
    اش عليا من الناس وأش على الناس مني"

    دور وقفل:
    "وما أحسن كلاموا إذ يخطر في الأسواق
    وترى أهل الحوانت تلتفت لو بالأعناق
    بغرارة في عنقوا وعكيكز وأقراق
    شويخ مبني على أساس كما انشأ الله مبني
    أش عليا من الناس وأش على الناس مني"

    دور وقفل:
    "لو ترى ذا الشويخ ما أرقوا بمعنى
    التفت لي وقال لي أش نراك تتبعنا
    أنا ننصب لي زنبيل يرحموا من رحمنا
    وأقاموا بين اجناس ويقول دعني دعني
    اش عليا من الناس وأش على الناس مني"

    دور وقفل:
    "من عمل يا بني طيب ما يصيب إلا طيب
    لعيوبوا سينظر وفعالوا يعيب
    والمقارب بحالي يبقى برا مسيب
    من معوا طيبة انفاس يدري عذر المغني
    أش عليا من الناس وأش على الناس مني"

    دور وقفل:
    "وكذاك إشتغالوا بالصلاة على محمد
    والرضا عن وزيروا أبي بكر الممجد
    وعمر قائل الحق وشهيد كل مشهد
    وعلي مفتي الأرجاس إذا يضرب ما يثنى
    أش عليا من الناس واش على الناس مني"

    دور وقفل:
    "يا إلهي رجوتك جد عليا يتوبه
    بالنبي قد سألتك والكرام الأحبه
    الرجيم قد شغلني وأنا معوا في نشبه
    قد ملا قلبي وسواس مماه يبغاه مني
    أش عليا من الناس وأش على الناس مني"

    مخرج/خرجة
    "تم وصف الشويخ في معاني نظامي
    وإني خواص ونقري لأهل فني سلامي
    وإذا جوزوني نقل أول كلامي
    شويخ من أرض مكناس وسط الأسواق يغني
    أش عليا من الناس وأش على الناس مني"
                  

08-31-2018, 03:06 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    وكمدخل؛ للمقارنة مع طريقة الأستاذ الأكبر خليل فرح بدري:-

    قالوا: ’’للشاعر حسام الدين الحاجري الاربلي (ت632هـ) مواليا قاله في محبوب راه في منامة وقد عاد الية بعد قطيعة وجفوة.‘‘!!
    المواليا؛
    يامن ملكني وعن طرف الوفا عُرِّج ***اطلق رقادي وجفني بالسهر زُوِّج
    ومن لحسنك بتاج الحسن قد تُوِّج ***عيد الوصال فبحر الشوق قد مُوِّج

    بالله جرب قارن دوبيت الزول الفوق دا بزجل السوربية التالي؛ من الزعيم رقم صفر؛ الطليعي الثائر خليل أفندي فرح بدري:-

    ميل وعرض كتِّـر أمراضي/ بى هـواكم والهـوان راضـي
    جن ليلي وهاجت أعـراضي/ سَحَّ دمعى وطـاشت أغـراضي
    هذا بعض البي عدا أمراضي/ وإنت دارى وغاضى ماك راضي
    لسّه تـايه في الدلال ماضي/ هل تنـاسيت عهدنـا المــاضي

    جناس/ لزوم ما لا يلزم/ موسقة وجرس رنان/ونفس طريقة ذاك العصر ونفس المعاني القصدها الزول الحاجري الأربلي أعلاه.. كلها حب وصدود وهجران وشوق ومرير الشكوى ثم (ميل/عرّج ــ أطلق رقادي/كتر أمراضي ــ حسنك والحسن/الدلال ــ عهدنا الماضي/عيد الوصال)!!
    مافي كلام المرحوم خليل كان مطّلعا على مصادر مثل تلك المواليا بل وانبرى يعارضها في السوربية بعد قرون وقرون (لاحظ لكيف تتحكم اللهجات في النظم وموسيقاه ولكيف أن لهجة ’جدودنا زمان‘ من ’عهد الإنحطاط‘ لا تبعد كثيرا عما نسورب في السوربية المدينية منذ ما قبل الحقيبة.. ولكن الخليل فأيضا هو فنان قاطع وأستاذ الأساتيذ، بالله شوف كيف جوّد معانى التحنيس وكب الحنك!! ولكن، من مثل هذا الدرس والتدريس، ففعلا ولازم واضح جدا إنو الناس ديل كان عندهم مآرب ما بعد طربية.. مآرب سلوانية نهضوية تحتاج للبحبتة التاريخية.. والله أعلم..
    ======

    شيخنا إبراهيم العبادي، أستاذ آخر في الأساتيذ، كتب (شموس عفة) الجابا محمد جمال فوق هنا ضمن أخريات للبرهنة على مدى أشغال المجاراة الحقيبية، وللمقارنة مع (هاروت ابن قزمان)،، جننتا الجن والسحرة يا محمد!!
    فها هي ذي القصيدة كاملة.. غرضي من ذلك أن تلاحظو للمكتوب بالأحمر، الباقي مربعات مواليا/دوبيت مموسقة حتى الثمالة طبعا.

    ﺷﻤﻮﺱ ﻋﻔﺔ ﻭﺑﺪﻭﺭ ﺩﻭﺭﻥ ... ﺑﻬﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺯﻫﻲ ﺧﺪﻭﺭﻥ...
    ﺣﻠﻴﻠﻦ ﻻﻣﺘين ﺍﺯﻭﺭﻥ!؟

    ﺣﻠﻴﻞ ﺍﻟﺪﺭ ﺣﻠﻴﻞ ﺣﻮﺭﻥ ... ﺳﺤﺮ ﻫﺎﺭﻭﺕ ﺳﻜﻦ ﺣﻮﺭﻥ...
    ﻓﺆﺍﺩﻱ ﺍﻟﻀﻞّ ﻣﺴﺤﻮﺭﻥ ... ﻻﺑﺴﺎﺕ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻲ ﻧﺤﻮﺭﻥ...

    ﻃﺮﻳﺖ ﺑﺎﻧﺎﺕ ﺗﻤﻴﺲ ﺭﺍﺣﻠﺔ... ﺗﻤﻴﻞ ﺑﻲ ﺭﺩﻭﻑ ﻭﺍﺣﻠﺔ...
    ﺻﺪﻭﺭ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻭﺧﺼﻮﺭ ﻧﺎﺣﻠﺔ... ﺧﺪﻭﺩ ﺯﺍﻫﻴﺔ ﻭ ﻋﻴﻮﻥ ﻛﺎﺣﻠﺔ...

    ﻭﺑﻴﻨﻦ ﺗﻤﺸﻲ ﻣﺘﻬﺎﺩﻳﺔ... ﺯﻫﻴﺮﺓ ﻏﺼﻨﻨﺎ ﺍﻟﻨﺎﺩﻳﺔ...
    ﺗﻀﻠﻢ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺑﺎﺩﻳﺔ ... ﺳﺎﻳﺪﺓ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﻭﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ...

    ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻘﺪﺍﺭﺍ ﻭﻫﻲ ﺻﻐﻴﺮﺓ ... ﺣﺪﺍﻫﺎ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﻣﺎﺕ ﻏﻴﺮة…
    ﺍﺭﻳﺞ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻴﻦ ﻏﻴﺮو… ﺣﺼﻮﻥ ﺍﻓﻜﺎﺭﻱ ﻣﺎ ﺗﻐﻴِّﺮا…

    ﺣﺸﻤﺘﻮ ﻭﺧﻠﻘﻮ ﻭﺍﺧﻼﻗﻮ... ﻣﺤﺎﻝ ﻓﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻋﻠﻲ ﺍﻃﻼﻗﻮ...
    ﻛﺘﻴﺮ ﺗﻘﻠﻴﺪﻭ ﻣﺎﻻﻗﻮ ... ﻣﻌﺎﻃﻔﻮ ﻭﺭﺩﻓﻮ ﺍﺗﻼﻗﻮ...

    ﺣﻨﺎﻧﻚ ﻳﺎ ﺑﻬﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ... ﻓﻴﻚ ﺁﻣﺎﻟﻲ ﻣﺤﺼﻮﺭﺓ...
    ﻟﻴﻚ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻲ ﻣﻘﺼﻮﺭﺓ ... ﻣﺤﺎﻝ ﻏﻴﺮﻙ ﻳﻄﻮﻑ ﺳﻮﺭﺍ...

    ﻣﻮﻓﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﺩﺏ ﻗﺴﻤﻮ... يضوﻱ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﻓﺮ ﺑﺴﻤﻮ...
    ﻧﺴﻴﻢ ﻟﻮ ﺍﻭﻣﺎ ﺑﻴﻘﺴﻤﻮ... ﻳﺄﺛﺮ ﻣﺮﻭ ﻓﻲ ﺟﺴﻤﻮ...

    ﺑﻌﺪ ﻟﻄﻔﻚ ﺑﻌﺪ ﻇﺮﻓﻚ ... بعد فتكات سيوف ﻃﺮﻓﻚ...
    ﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺰﺍﻛﻲ ﺯﻱ ﻋﺮﻓﻚ ... ﻳﻘﺒﻞ ﺭﺍﺣﺘﻲ ﻛﻔﻚ…

    القصيدة مربعات دوبيت أو مواليا وتتغير قافيتها لكل دور كما هو شرط الموشحات ومعهود الزجل للأدوار..
    لكن لاحظ المطلع، مطلع القصيدة، مثلث ما مربع!! من ثلاث شطرات فقط وما بمربع كامل..
    ثم لاحظ لآخر القصيدة، هي على نهج أدوار/أبيات القصيدة، ولكنها من قافية مختلفة.. لازم طبعا ما هي كانت مفروض تكون (خرجة) والشاهد على ذلك الافتراض هو في التزامها بشرط السلاسة واللغة السهلة اليومية لحد السماجة، دي خرجة القصيدة اشترطوا لغتها كدا،، وأما (القفلة) في اللحن الحقيبي الدائري، فمرة أخرى ستكون هي مطلع النص.. الناس ديل مش درسوا وبس، بل سودنوا بنية الزجل كما ورثها هو من الموشح..
    =====
    قالوا نمط المواليا من فن الزجل بدأ برثاء البرامكة كالتالي أدناه، بعد كل مقطع/دور يندبن صارخات (يا مواليا) هكذا..

    يا دار، اين ملوك الأرض أين الفرس *** أين الذين حموها بالقنا والترس
    قالت: نراهم رمم تحت الأراضي الدرس *** سكوت بعد الفصاحة ألسنهم خرس!
    يا مواليـــــــــــا
    أما أخر مقطع فقيل: انتهى مخمسا بهذه الشطرة: (وغراب البين أتى ورفرف حواليّا)
    وهذا سيجعله يشبه أشعار الزهيري والأبوذية العراقية التي لا تزال رائجة والآن..

    وقديما قيل؛ أن في فن الزجل المسمى المواليا/الموال أو الدوبيت في سوربية السودان، قد انقسم لأقسام بحسب الغرض منها.. أحدها ’’الجزل‘‘ للمديح والفخر وكأنه مثل غزل ونسيب وتشبيب شعر حقيبتنا هذا الراهن الجزل والمفصّح جدا.. ومنها قسم يسمى (بالصنائع المشكلة)، يعني شعر مصطنع عمدا بأحابيل فنية وبتاع حركات وغلوتيات وأفانين تحتانية؛ أو من نوع المقطع بتاع الاختبار داك العملوهو لود الرضي قبل مدرسة كادر الحقيبة (أنظر أدناه)؛ ولقد ذكروا لهذه الصنائع المشكلة مثلا كالتالي؛

    تقولُ بَسَّك منِّي *ياشقيق البدْرْ *** لقولِ ضدَّك عنِّي* بالخنا والغدْرْ
    وكانَ ظنَّك أنِّي *يا جليل القدْرْ *** يكونُ ذلك فنِّي* عند ضيق الصدْرْ
    (هلا لاحظت للشبه بين ’’يا شقيق البدر‘‘ و بين حقتنا ’’يا أخا البدر يا مكمل‘‘)؟.. لاحظت.. طيب نواصل..

    بالله عليك لاحظ واتذكر مكان النجمات* التي قبل المقطع الصوتي الأخير لكل بيت..!!
    البيتان طبعا وعلى حالتهما الماثله أعلاه هذه، موزونان خليليا. ولكن؛ الجماعة الأقدمون، والمَثَل المضروب هو مَثَلهم، فقد قالوا عن مثلهم هذا: ’’حيث يخرج من أوائل شطورها (يعني من الأشطر الأولى للبيتين) بيتا قريض من بحر المجتثّ ، وهما:
    {تقولُ بسَّكَ منِّي *** لقولِ ضدَّك عنِّي
    وكانَ ظنَّك أنِّي *** يكونُ ذلك فنِّي }
    بالسوداني وبالسوربية؛ الكلام دا معناهو تقطع المقاطع الصوتية الأخيرة من كل شطرة (من محل علّمتها بالنجمة والأحمر) وترميها.. برضو حيفضل ليك بيتين موزونين على تفاعيل بحر خليلي تاني وهم تامين ولامّين.. أو ممكن تعمل منها التالي مثلا، حتى لو ما موزون عندو معنى!!

    {ياشقيق البدْرْ ** يا جليل القدْرْ
    بالخنا والغدْرْ **عندِ ضيق الصدْرْ}
    الحركات والألاعيب الفنية دي اتعلموها الزجالين الأوائل من أهل الموشح، وأهل الموشح أندلسيين زي ما قال محمد جمال.. إذن العلاقات ثبتت شرعا!!

    الفكرة شنو؟ أمرق التوشيح، يتبقا ليك التالي..
    {تقولُ بسَّكَ منِّي *** لقولِ ضدَّك عنِّي
    وكانَ ظنَّك أنِّي *** يكونُ ذلك فنِّي}
    وهذان بيتان من القريض من بحر المجتثّ.. قالوا كدا!!

    قارن هذا الفن الزجلي الموّالي المملوكي محاكي الأندلسي، بنص ود الرضي العجيب حقا (تيه يِتّاكا) والذي كتب وقال عنه أكثر من زول أن بناءه الشعري فريد جدا..
    أي نعم فريد جدا، لكن دايرلو مدرسة كادر بي كراسها، وإلا لو كان من راسو فوا ضيعة شعرنا المافي زولن درسوا!!
    هذا النص (تيه ويتاكا) يمارس نفس لعبة (الصنائع المشكل) كما مثالها أعلاه ولكن يتفوق كما لو أن تلميذا يريد أن يثبت شيئا لأستاذة مدرسة الحقيبة!!

    تيه يتّاكا .. مُراض وصِحاح مقلو الفتاكا .. ظِبَّي الرام
    خريف وشتاكا .. ميس يا بان المصري اتاكا .. ها النسام

    بنرجع ليها…. ولمدرسة الكادر الحقيبي وامتحانهم لود الرضي:)!!
                  

08-31-2018, 03:15 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    وطبعا أغنية ’(تيه ويتاكا/لود الرضي) هذه، فهي معارضة أو مجاراة لأغنية (وصف الختيلة/أبوصلاح) في البناء وفي اللحن، أيهما سبقت الأخرى؟ ماندري والله، ولكن زي ما شفنا في نموذج مرفق فوق، ممكن النصين يتغنوا سوا سوا..
    (وصـف الخنتيله.. جمال تاجوج المافى مثيله .. كفاك يا زميل)
    لاحظ للقافية المختلفة في المقطع الأخير من البيت الأول (يا زميل) .. البيت دا هو ما يسمى بالمطلع وفي الحقيبة يستخدم كالقفل أو القفلة المتكررة في الأغنية بعد كل دور (تجاوزا؛ مجموعة مقاطع).. لاحظ تاني؛ المطلع والقفل دي من مصطلحات الموشح والزجل الأندلسي خلي بالك.. ومن مصطلح أغنية الحقيبة كمان، ما ممكن ياخي؟ يا زول إنت الله ما ليك ول شنو؟ الناس ديل بعرفو الموشحات وغيرا كمان)..

    وصـف الخنتيله/ جمال تاجوج/المافى مثيلا / هاك يا زميل**
    (بيت مفرد من أربعة مقاطع صوتية، وزنه وقافيته تختلف عن أدوار القصيدة وربما يتفق في الوزن مع القفلة في البيت الأخير)!!

    رويحـتى قـتـيـلة* قليبى يشابى /حسب ترتيلا
    صدير هزاز وضميرا فتيله☞ وليها عيون أرْيَل فى نتيله

    وضيـبا زميـلا* تقودو يتَّاكى /والقامه يمـــيلا
    جبينا يلوح انوارو جمـيله☞ يفوق القمره بعد تكميـلا

    خـدوده أســيـله* /سناها يفوق /غيماتا عسيله
    كتيفه نزل طاوع توسيله☞ من الارداف ما لاقى وسيله

    خـديره كحيله* /ضهيرا رنع /غــالباه الحيله☞
    ضميرا أهيف صفحاتو نحيله☞ صدير يرجح وارداف رِحِّيله

    عقولنا هزيله* /قلوبنا عليك /كِتر زِلزيلا
    شوفة عارضك نعمه جزيله☞ ترد الروح والغمه تزيلا

    خدرتك اصيله* /على النرجس/يعظم تفصيله
    عيونى نجوم الليل تحصيلا☞ مقاطع النوم ارجوك توصيلا

    الروبه ظليله* /طايله معتمه /لاخمه دليله
    لولا قمر محيِّك ها الليله☞ لكنا نتوه فى ظلمة ليلا

    ليها نفيله* /تعوم واكتافها /يلازموا كِفيلا
    وليها طباع الصيد جفيله☞ /عليها القافية وجب تقفيلا/ كفاك يا زميل ((خرجة أو مخرج وغالبا فوزنه مثل وزن بيت المطلع))!!

    هل عرف شعراء الحقيبة بالموشح والزجل؟ هاك الشواهد من الأغنية دي دي يا زميل…
    هذا الشعر ليس من نوع مربعات الدوبيت، متفق عليه.. ليس مما تعودناه في أشكال الشعر السوربي.. هنا يوجد ما يسمى بالمطلع، المرة دي من بيت واحد.. وتستخدمه ألحان الحقيبة المدورة (كقفل) بعد كل مقطع.. والمقطع هنا، ففي مقابل (الدور) في مصطلح الزجل و(البيت الموشحي) في مصلح الموشح.. وما بين الأقواس فوق فهي مصلحات الموشح والزجل الأولاني..
    كل مقطع هنا في هذه القصيدة يتكون من بيتين بمصطلح الشعر المعتاد.. وطبعا القصيدة لا تلتزم بقواعد الموشح ولكنها أقرب لقواعد زجلية قديمة تفاعلت وأخذت من الموشح، وتتقاطع معها في الكثير..
    أولا؛ هنا كل مقطع من بيتين شعريين فهما غير متطابقين وزنيا، أولهما أقصر من الثاني وبوزن مختلف يشبه وزن البيت الأول من المقطع التالي، وكذا البيت الثاني في كل مقطع فهو يشبه الثاني في المقطع التالي وهكذا.. كل هذا واضح سماعيا ساي من الإيقاع والموسقة وحتى بدون تقطيع عروضي.. دي ما حصلت إلا مع الموشح والزجليات الأندلسية والمغاربية..
    ثانيا؛ بيت المطلع ذو القافية المختلفة، فيه أربع مقاطع صوتية،////، وأما البيت الأول من كل مقطع ففيه ثلاثة مقاطع رغما عن قصره كتابة عن البيت الثاني في كل مقطع، فهذه الأخيرة يتكون كل منها من مقطعين صوتيين فقط مؤشر لها بالأصبع هكذا☞.. عمّكم دا ما مبدع شديد بالله؟
    ونواصل الإشارات؛
    كل بيت فيهو قافيتين وبلزوم كما لا يلزم، موسيقا أكتر من كدا تاني وين.. أثر نفسي تطريبي مباشر ما بجلّي!!
    ثم، لو متابعني، لاحظ لقافية المقطع الصوتي الأول (قبل النجمة*) من كل بيت أول في المقطع أو الدور الزجلي، نفس القافية الخالق الناطق.؛ الخنتيله/قـتـيـلة/زميـلا/أســيـله/هزيلة/نفيلة/ إلخ..إلخ..
    وثم لاحظ كيف سيختلف مكان القافية في البيت الثاني (محل علامة الإشارة بالأصبع) من كل مقطع.. أي في المنتصف بالضبط.. البيت الثاني على طوله ينقسم لمقطعين صوتيين فقط أو لشطرين، ولكل بيت بنفس القافية؛ فتيله/جمـيله/توسيله/جزيله/جِفِّيله/ إلخ إلخ.. هي قافية بس؟ في كل بيت شعري مرتين، بل ولزوم ما لا يلزم كمان، وجناسات عددا!!
    ولا يمكن ألا تلاحظ للمحسنات البديعية اللفطية، الجناس بعضو تام وأغلبو ناقص، ما يديك الدرب، طرب صاح!!
    دا كلو من تقليد صفي الدين الحلي وجماعتو من شعراء وزجالي عهد سطوة المحسنات البديعية المملوكي وقد قيل أن ذلك كذلك تعويضا عن جدب حضاري وفكري وأدبي ونفسي زي الجدب الأصاب السودانيين بعد كرري، راجع هذا في بوست الحقيبة الأصلي!!

    ثم قال: القافية وجب تقفيلا!!
    تقول لي عمّك أبو صلاح ما بعرف الموشح والزجل الأندلسي المملوكي وصفي الدين الحلِّي!! ياخي (تقفيلا) دي من مصلحات الكار التوشيحي والزجلي الأساسية وساس في بنيانه، وعمّك أبو صلاح كان شاربها شراب وكمان أصر يشير ليها قبل ما قفل الدور كلو!!
    بالله ما اتذكرت (تم دورو واتدور/عبّا نورو شال /فات الحلة نور /زي بدر التمام) ودا زاتو (مطلع لقصيدة خليل فرح) التي باقي أبياتها من ثلاثة مقاطع فقط الأول منهن ينتهي بنفس القافية لكل القصيدة.. دي مدرسة كادر كاربة بالجد!!
    تم دورو واتدور**عبّا نورو شال**فات الحلة نور**زي بدر التمام (أربعة مقاطع صوتية وقافية مختلفة “مطلع”)!!
    مثال من أبيات القصيدة:-
    واحدين قالوا نوّر**واحدين قالوا دوب**مروي ما بتنور
    مين يقوم يتهّور**يبرى القيف هناك**تحتو الدابي كور
    الحسود يضور**نارو ماكلا لسانو**كلو زور ومزور

    لاحظ القافية موحدة لكل المقاطع الأولى وهي ذاتهاا لكل الأبيات… في ظنى أن الغردوني المتعلم مولانا خليل أفندي فرح هو الكان أفندي وأبو الفصل كمان!!

    نرجع لأبو صلاح؛
    ثم، لا حولا، لقد جمع تاجوج على الخنتيلا والخدرة على النرجس، نرجس أم در دا ما شفناهو!! لقد سودن الأندلس أو أدلس السوربية؟؟ وإنه على الدرس والشعر لقدير!!
    وربما لا تزال أسرار توشيحية/زجلية تحتاج لمن يقص أثرها في القصيدة وفي الحقبية وأن يفؤزوا لنا هذه الأوزان التي استخدموها .. مثلا؛
    وهذا الوصف؛ الخنتيلة؛ هل هو من الفصحى كما زعم بعضهم وأشك، أم هو تصحيف ولعب بصوت الكونتيسة الأعجمي، أم هو تأنيث ملوكي لاسم الملك الأسباني من ملوك ما قبيل الفتح الأندلسي، وكانوا اسمه معربا كـ (خنتلة*)، أم هو لقب ’’جمالى أكثر من كونه طبقى أو سياسى أو اخلاقى‘‘ كما قال صديقنا المهم **تبارك شيخ الدين؟ الله أعلم ولكن اسم الملك الاسباني فيه قرينة أندلسية ستنفع لأطروحة محمد جمال الدين الراهنة..

    * اسم الملك كما ورد في كتاب (الكامل في التاريخ) لابن الأثير.. وارد قوقول بالطبع..
    **الجملة لتبارك شيخ الدين وردت في ذات بوست عن نص ثري جدا للكاتبة "الخنتيلة" الزميلة داليا حافظ، كان قد كتبه تبارك في سنة٢٠١٠ عييييك زمن!!..
    وما رأيته سوى اليوم وأنا أفتش وراء الخنتيلة.. وليكن هذا بمثابة التحية للعزيزين داليا وتبارك، فقد سعدت بقراءة البوست كما بنصها الفيه؟؟
                  

08-31-2018, 04:04 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    ودا كلو هين يا زولي العزيز؛ لو قارنته بالتالي من ابداعات شيخ الفَنين (طنبرة وحقيبة) المكنى بأبي الطيب محمد ود الرضي:-
    ومن البداية: لقد وضعت الفواصل بين أجزاء الأبيات، بالنقطتين ، لأنها مهمة جدا، السر كلو فيها..
    هذه هي المقاطع الصوتية في الأبيات وبالتالي فستحسم من وضع الأوزان التي للقصيدة، التي لا نعرفها.. تمام؟
    الزول دا ما خلا فيها فنا ما جازفو، ولو مغالطني يا سيدي القارئ فأقراها، لو ما لقيت نفسك طربان وبترقص، طوالي غني: يا فلق الصباج هل هذا نداك أم ندى الأزهار، حتنبسط؟

    يمكنك الأن أن تمسح المقطع الأخير في كل بيت، أمسحو تماما.. وخلي القافية (اكا) بالكاف!!
    حتطلع بقصيدة جديدة.. أنسى البيت الأخير حيخرب الوزنة لأنو أصلا معمول عشان يخربا، بي فكرة (الخرجة) الزجلية..

    قصيدة:- تيه يتاكا.. لمحمد ود الرضي

    تيه يتّاكا .. مُراض وصِحاح مقلو الفتاكا .. ظِبَّي الرام
    خريف وشتاكا .. ميس يا بان المصري اتاكا .. ها النسام
    البَي افتاكا .. جابْلِى روايحك لي هتّاكا .. عود يا منام
    ما بيغباكا .. شغفي عليك ومتى اصباكا .. تذيدنى هيام
    وترينى صِباكا .. ونبدي عتاب وحنان نتباكا .. علي الايام
    لعلي اراكا .. ضحا تتجلى بي طيب واراكا.. ولو في منام
    ويكون سُمراكا .. جواري تلات وبعض امراكا.. وبعدو تنام
    الشادي شداكا.. موج اترتَل تِل نهداكا .. وقودو لجام
    وتِلَّها يداكا .. ورِّي الفن فرِّج نُدداكا .. وعوم يا حمام
    كفى كفاكا .. بعاد حلماتك من كتفاكا .. در ومدام
    الراح فى فاكا .. شعرك عاتم وبدر صفاكا.. وحسنك تام
    ويفوح رياكا .. ينعشلى يجيب خُمراً جالياكا.. ها النسام
    ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺣﻴﺎكا .. ﻋﻴﻮﻧك تخشى ﺟﻤﺎﻝ ﻣﺤﻴﺎكا.. ﺗﺧذْل ﺍﻟﺴﺎﻡ
    حور مٌرضاكا .. خدك نادي ينوربو فضاكا .. في انقسام
    على بعضاكا .. ترادِف ميس عانق أعضاكا .. فوق أردام
    ﺍﻟﺘﺠﻰ ﻃﺎﻟﺒﺎكا .. ﺍﻭﻟﻰ ﺑﻴﻬﺎ ﺍﻧﺎ ﻭﺑﻐﻀﺎكا .. ها الآﻻﻡ
    كفاي نسياكا .. انتا حبيبي وحبي كساكا.. تقولي كلام
    زور مرضاكا .. خدك نادي يذوبو فضاكا .. جيداً جام
    عساي وعساكا .. تشوفني واشوفك أشوف ناعساكا.. علي اوشام
    ما اسماكا .. سماء المجد علوت سِماكا.. عبير الشام
    وفاح نسماكا .. من تَنا جيدك وحامي حماكا.. حمي الاسلام
    تيه وأقضي قضاكا .. هلاكي رضاك ورضاي بي رضاكا .. وهذا تمام

    المرة دي الفردوس المفقود طلع في الشام وما ضي الإسلام، لكن دا موضوع البوست التاني..:)
    ومثل هذا الشعر العجيب كثير من شعر الشاعر المطبوع والمصطنع له فنونا تعلمها، محمد ود الرضي وتلميذ مدرسة كادر الحقيبة النابغة الأنجب..

    ++++

    جاء في مقدمات ديوان ود الرضي بقلم ابنه الشيخ الطيب محمد ود الرضي، والسفير د. هاشم عبد الرازق الشيخ صالح** واللواء عمر الحاج موسى؛ ’’أنه قد نظم على نهج الدوبيت ردحا من الزمن، ثم كان يا ما كان ’’أن الطنابرة كانوا يتغنون بالبيت الواحد أو البيتين مع التكرار، معتمدين على الإيقاع الصاخب والمثلثات والعصي مع الصفقة بالإضافة إلى الأصوات القوية الصادرة من الحناجر بنغمات متواترة ومتناغمة على أربعة أنماط - الخفيف – المتوسط – المشيقح – والتقيل وكل له وزنه الخاص به وإيقاعاته.‘‘ وأن محمدا ود الرضي قد ’’بدأ معهم بمثل هذا القول من الإيقاع المتوسط.‘‘.. شوف ليك جنس فن يا الطنابرة، وبمصلحاته كمان!!

    وهاك أمثلة لغناء الطنابرة ومن الرميات التي لود الرضي..

    الليل ياليل الليل ياليل الليل ياليله
    جات تمشي الرتوع الليله درب أثنين
    كالضابط المركب تاج ودبورتين
    النقرابي كتل الفيل درب يومين

    الكتوف واقعة
    والعيون يا ناس مويتن ناقعة
    الوجن قادحات في الظلام فاقعة
    راجى شباله وراضى بى صاقعة

    قالت وداع لي قلوبنا صاح .. اتبكمو الناس الفصاح
    الجن صحا وجنو النصاح.. الجاهلة مي جاهلة نصاح

    جات من تقوم ترعى الضنى.. الربرباي يا حسبنا
    تــنت الكتيف في الانبنا.. الجاهلة يحفظا ربنا

    قلت ليه رف قال لي بعيد لو كان قريب يوم الوعيد
    قلت ليه درني اكون سعيد .. قال لي ولا في كل عيد
    يا جميل حي .. الليلة هوي ليلنا

    الجميل واصل ....... درة الاصل
    الله لا ادراك..........بالعلى حاصل
    العذاب أنواع.......جملة غير فاصل
    فرحت الشمات......بالإلي واصل

    **********
    وثم قيل، وهو لا يزال عاكفا على فن الطنابره، فقد كان ينظم القصائد الطوال كقصيدة (جاري) وقصيدة (بت وهب) و(كالفاني) وغيرهن، فأشتهر، وكان عصر غناء الحقيبة قد بدأ، فغنى له عبدالله الماحي من شعره الذي بعده يراوح في أسلوب الطنابرة، على أسلوب الحقيبة المستحدث الجديد.. كمثل أشعاره هذه:
    مثل:
    يا مَوْلاَىَ زَوْجَه هِىَ الشِّلًوخَه تَلاَتَه
    والاثْنَينْ نَبَكِّرْ بَى بِنَيَّه حَلاَتَه
    بَالطَّرَبْ الشَّدِيدْ إتْرَامَحن خالاته
    يَات مِنْ شَالَه أوْضَحْ فَمُّو فِي وِجَينَاتَه

    ومثل:
    حِلَيلْ آمْنَه يَا حِلَيلْ آمْنَه نَارْ آمْنَه فِى القِلُوْب كَامْنَه
    زَىْ آمْنَه حَسَنَت أيَّامْنَا نِجدْ بَرَّه فِى بِلاَد شَامْنَا
    بَدُورْ آمْنَه تَبْقَى مُتْطَامْنَه وتَكُونْ آمْنَه فِي الخِدُورْ آمْنَه

    وديل بعيدات بعد شديد من فنون تيه ويتاكا، ولّ شنو؟؟
    ***********

    الآن، بالله قارن كل ما سبق بما سيأتي.. عشان تآمن .. بمدرسة كادر الحقيبة!!

    فقد كان يوم أجزم أنه بعد مخالطته لأهل الحقيبة، يوم لود الرضي فات فيهو للكبار والقدرو..
    يوم طنبر طنبرة ’’حامدية‘‘ سارت بذكرها الركبان:-

    ’’فاح لي كَبَرِْيْتا….. كبدي كالبنزين
    قادحه كبريتا
    اصلو هالكانى
    منو ما بِريتا
    يا جَرِح غَوِّر ….. ان شاالله ما شفيتا
    +++
    الطابق البوخه..... نام من الدُوخه
    قام ندَّا يهتّف
    ايدو عاقباهو
    جدلة مملوخه
    لي معالق الجوف….. موسو مجلوخه‘‘

    حرّم السودان كلو زغرت بي فرد حس بهجة وطرب واشواق واشتهاءات.. تقولي كرري وما كرري.. أنسى الهموم والحروب فها ليالي الخير جادن من المحبوب..
    وهي لو تتأملون، زجل سوداني حتى المشاش، وعلى طريقة الطنابرة بإشارة للتواصل الفني، ولكنه ما كان ليكون كذلك لولا مدرسة كادر الحقيبة!! ففيه من فنون التوشيح ما يشير مباشرة إلى اتصال معرفته بهذا الفن وبالزجل القديم الذي اختط خطته البنائية من مطلع ثم البيت أو الدور/ثم القفلة.. غابت الخرجة ربما لقصر المقطع أو لطبيعة الغرض ولكنها بدت لي وكأنها تجريب سوداني في التوشيح.. الله يرضى على ود الرضي..

    قامت الشواهد إذن!
    ثم هاهنا سيثبت أيضا؛ أنه قد دخل مدرسة الحقيبة؛ قيل: إنه ’’لما نزل أمدرمان فقد تعرف أول ما تعرف من الشعراء بالشاعر احمد حسين العمرابي فنمت بينهما صداقة متينة ساقته إلى مجالس الشعراء فتعرف على العبادى الذي اوصله بدوره الي بقية الشعراء البارزين أمثال الخليل وأبو صلاح والمطبعجي وأخذ يؤم مجالسهم ومنتدياتهم الشعرية التي كانت تقام بالمقاهي وبعض منازل التجار المشهورين بالخرطوم وأم درمان.. وكان كل شاعر يرغب في الانضمام إلي سلك الشعراء عليه بالخضوع لامتحان يضعه له أحدهم فتعين علي ود الرضي ذلك فنظموا له مربعا في حرف (الزاى) مع تكرار الحرف داخل المربع إمعانا في التعجيز، وقيل أن ناظمه الشاعر عكير الدامر وقيل العبادي ونحن نرجح العبادي لما عرف به هذا الشاعر من سلاطة في اللسان وقوة في السبك.‘‘ (وأؤكد أنا أنه ليس بعكير لأنه لم يذكر في أهل الحقيبة) والمربع يقول:

    عكت جات تميل من الأرض خزازه
    زينت الخلقة داب ماحسبن بزازه
    دارت ليها داروه الفي الرزم عام زازه
    شفنا الدقة والزرزور فصل حزازه

    فلم يتردد ود الرضي بل من توِّه أخذ القلم من توِّه:-

    غاده غزير زراقه زاولنا جيدا قزازه
    صارت تعترينا جنان وصرنا جزازه
    صرنا كزى زوال والقلب ذاب واتزازه
    زارت الزام زبرجده من فميله عزازه

    ولعل هذه هي قصة محمد جمال الدين التي وعد بتوثيقها، جئنا له بما ورد في مقدمات ديوان ود الرضي.. طبعا إلا لو سيعتبرها في الأوهام الخالدة، مخيّر الله!!!


    =====
    نرجع لأشغال الزجل السرية؛ من شعر ود الرضي:-

    من قصيدة (دمت أوالى)
    (الدور من ثمانية مصاريع (فقرات) وقفل* مختلف لكل دور) أشبه ببنية بعض الموشح وكذا الزجل القديم!!

    دُمْتَ أَوَالِى ذِكْرَ التَّوَى لِى *** وأَنْتَعِشْ مَرَّاتْ العَلِيلْ
    لَو هَوَاكْ يَا أَهْيفْ هَوَى لِى*** لاَ سَمَاءً سَهْل النَّوَالِ
    مَالِى والشَّمَّاتْ الخَوَالِى *** بَعْصَى فِى مَرْضَاكْ كُلَّ وَالِى
    مَا عَلَىْ فِى الجَّفَا والأَوَى لِى *** مُلْتَهِبْ مُلْتَاحْ وإنْتَ وَالِى
    لَى زِلاَلِى وظِلِّى الظَّلِيلْ *

    وْ يَكُونْ فِى حُبَّكْ زَوَالِى *** فَالعَزِيزْ لَى عِزَّكْ ذَلِيلْ
    لَيْتَ هَذَا البَينْ إِنْطَوَى لِى *** فِى لَيَالِى البُعْد الطِّوَالِ
    كَانْ تَطِيبْ أَيَّامِى التَّوَالِى *** كَانْ لِوَاءَ السَّعَدْ إِلْتَوَى لِى
    والزَّمَانْ بَالخَيرْ كَانْ نَوَى لِى *** كُنْتُ أَلْثُمْ كَفْ الرَّوَى لِى
    خَلْفَ بَدْرَكْ لَيْلاً سَدِيلْ *
    ++++

    من (أحرموني ولا تحرموني)
    (الدور من ستة مصاريع (فقرات) وقفلة* مختلفة لكل (دور) وهكذا فهي أيضا شبيهة ببنية بعض الموشح والزجل القديم!!

    أحرِمُونى ولا تحرمُونِى سُنَّة الاسْلاَمْ السَّلاَم (مطلع وخرجة)

    عَطْفَكُمْ يَا مَنْ ألَّمُونِى كالأشعَّة الأسهُم رَمُونِى
    الشَّجُونْ باللَّيلْ نَادَمُونِى الأنَينْ والنُّوحْ علَّمُونِى
    لَوْ مُعَنْعَنْ قُولْ كلَّمُونى حُبَّى طَاهِرْ لِمَ تَظلِمُونِى
    بَرْضى قَابل الظُّلُم إحْتِرامْ *

    قلْبي رَاحلْ أنا كَيفْ سكُونِى صَبرى مَاحلْ يَا كَايْنَه كُونِى
    كُفُّوا صَبْراً يَا مَنْ بكُونِى مَهْمَاَ كُنْتُمْ لَنْ تَدركونى
    مَانِى ضَاجِرْ لاَ أشْكُو كَوْنِى سُنَّة العُشَّاقْ أتْرَُكُونِى
    كُلَّ عَاشِق هَدَفْ السَّهَامْ *
    ++++++

    والأبيات التالية من قصيدة ليالي الخير

    ليالي الخير جادن................من المحبوب
    نسائم الليل عادن................من المحبوب
    هذا (المطلع) الذي سيشتغل كقفل وخرجة في اللحن الحقيبي، أما المحبوب فكلمة توشيح وتزيق مضافة ولتغير الوزن كذلك..
    هذا لا يكون إلا بخيرة مستفادة من فن التوشيح المنسرب في الأزجال القديمة..

    ليالي الخير جادن................من المحبوب
    نسائم الليل عادن................من المحبوب
    شفت في الأحلام ظبى يتهادن..... برخيم نغمات خلي تنادن
    عبرات الشوق بى ازدادن...... تلكم أحلام ليت تمادن
    شفت الحسن الحافل رافل .....في ثياب العز والعز كافل
    رانع واحل تايه غافل........لادن هادل ضامر كافل
    هادئ ساكن آمن قادل ........بهجة هيبة حاكم عادل
    لافح فره وطارح سادل......ليل عسعس كاسى الهادل
    بوبح جيده وأبصر واقل ......ظن مراقب صدق العاقل
    قلب المخضوب فوق الفاقل........تل اليمنى ومشى متاقل
    ======

    ود الرضي قال:-
    رانع واحل تايه غافل ** لادن هادل ضامر كافل
    هادئ ساكن آمن قادل ** بهجة هيبة حاكم عادل
    لافح فره وطارح سادل ** ليل عسعس كاسى الهادل

    وقال أبو نواس:-
    سلاف دنّ كشمس دجن كدمع جفن كحمر عدن
    طبيخ شمس كلون ورس بييت فرس جليف سجن

    وأحد الزجال القدماء قالك:-
    أيْ قلبُ إن غدروا فاغدرْ وإن خانوا ** فخنْ وإن هم قَسُوا فاقسُ وإن لانوا
    فلنْ وإن قربوا فاقربْ وإن بانوا ** فبنْ وكن أنتَ معْهم مثلما كانوا

    لو أن هؤلاء يتنافسون على هذه الطريقة في اصطناع المعنى من الألفاظ هكذا.. من في رأيكم سيفوز؟؟

    روى هاشم عبدالرازق عن صاحب المرشد عبدالله الطيب المجذوب، عليهم رحمة الله وغفرانه:- "إن شيخنا محمد ود الرضي قد اتي بما يعادل التفعيلات الاثنتا عشر ومفاعيلها في بيت شعر واحد لو ادركه الخليل لشهق اعجابا. وما كنت احسب استاذنا عبد الله الطيب أنذاك من المعجبين بود الرضي وازدادت دهشتى حين سمعته يردد بيت تلك المفاعيل حين ردد: رائع واحل تايه غافل .. لادن هادل ضامر كافل ..

    http://www.sudanforum.net/showthread.php؟t=87591http://www.sudanforum.net/showthread.php؟t=87591


    تاني شنو؟
    مَتَى مَزَارِى أوْفِى نَذَارِى وأقصد ذَاك الجبل المُنيفْ ؟؟؟

    وأصلها:
    مَتَى مَزَارِى أوْفِى نَذَارِى وأجْفُو هَذَا البَلَدْ المُصِيفْ؟؟


    محمد جمال، العفو لله..
    لكن حمام الأيك وود الرضي بذكرونا بـي "ينوحن لي حماماتن" وأشياء أخر.

    المهم، شواهدني ديل لو نفعن معاك فبها وإن لم ينفعن قولي بلقالن صرفة :))

                  

08-31-2018, 04:42 PM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3452

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    هسّ قصيدة ابن قزمان هي نفسها قصيدة يا مداعب القصة الرطيب لسيد عبد العزيز؟!
    ما الله من خلق الدنيا الناس قاعدة تغني للطيور، الروض والوجه الحسن!!
    غايتو يا هاشم، آتا وصاحبك رشيتونا رش شديد،
    لكن في الخاطر شيء بقول لي في حاجة ما مظبوطة

    وا حاتماه
                  

08-31-2018, 07:03 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: أبوبكر عباس)

    استاذ ابو بكر.. تحية وسلام

    لدينا عدة محددات لنستدل على وحدة النمط المحتملة، في:

    1. الجمل والكلمات المشتركة/المطابقة 2. الصور الشعرية (كالوصف والتجسيم) مثل عبارة: الصدير الطامح والحشا المبروم 3. الأخيلة الشعرية ك:عزة في هواك نحن الجبال/مثال توضيحي 4. الأوزان والقوافي والجرس الموسيقي ولزوم ما لا يلزم كالسجع 5. اللغة (فصحى/دارجة/هجين) ونظرة في اللحن من قبيل تحريك الساكن وتسكين المتحرك 6. الأغراض (الغزل مثال) 7- الصنعة إذ أن الزجل هو فن المجاراة 8. نزعة الحنين إلى فردوس ضايع/مفقود.

    وإن لم تروقك مقارنة الغصن الرطيب فعندك في هذا البوست مئات النماذج الاخري مثال:.
    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    وحاله حال الواقف في الحساب مأسور .. (سيد عبد العزيز 1976)

    ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
    وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
    وابتسم لي عن نقا ثغرو .. (صفي الدين الحلي 1339م)



    وقلنا قصيدة الغصن الرطيب كانت مجاراة للمعاني والصور والأخيلة الشعرية (راجع الكلام اعلاه) وهذا مباح ومعروف في فن الزجل .. ولازم ننتبه أن قصيدة ابن قزمان عمرها حوالي 950 سنة ومكتوبة بدارجة ذلك العصر ولكن صورها الشعرية باهرة وقد قلدها آلاف بل ملايين الناس عبر كل هذا الزمان.


    وأما قولك:
    Quote: لكن في الخاطر شيء بقول لي في حاجة ما مظبوطة
    واحتماه


    نحن بنسامحاك لأنك زول كبير وفاهم وبنخاف من زعلك وكمان زمنا شوية وقدر الزمن الفي بنحاول نستثمره في الحتات المخططة سلفا، بقدر الامكان.
                  

09-01-2018, 08:58 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: أبوبكر عباس)

    Quote: آتا وصاحبك رشيتونا رش شديد،لكن في الخاطر شيء بقول لي في حاجة ما مظبوطة

    الما مظبوط شنو يا مستنير؟ شعراء أغنية أعجبهم نوع شعري طالما قد أثبت صلاحيته للغناء فسودنوه، دي واحدة..
    والتانية؛ إنهم افترضوا أصوله أصولا حضارية لهم أو اشتهوها، حاكوا لغتها وأجوائها وكانت يا عرب ..

    يا أبكر انتو مبسوطين تتمايدو مع البديع الهواهو سباكم، ومع الفل والنرجس وايقاعات الجناس!!
    يعني لو الجماعة ما جابوها من الكراس، وين كانوا حيلقوا متل هادي الأجواء السلطانية بين سواكن وكاس؟
    أو بطول هذا البلد الحار جاف صيفا وشتاء؟
    بينما هم يغنوا للربيع في روض الزهور ولربيع دنيانا ولغزال الروض ياغزيِّل؟

    تقليد تقاليد الأدب العربي القديم، ومنه الزجل، ما عيب..
    العيب في تجاهل الواضح من التأثير والتأثر ولدواعيه المنطقية!
    بل في وقته، فمثله مثل الفصيح، ربما كان هذا الزجل المقلد/الجديد مصدرا للفخر ومأوى نفسي من الهزيمة.. ☝︎☚☚☚
    محمد سعيد العباسي، مقلد لمحمود سامي البارودي المقلد لأبي تمام..
    وتوفيق أحمد البكري يهتف بالقريض ويقول: "ومعبد فينا يقول" معقول معبد كان معاهم!!
    معبد دا مش في كتاب الأغاني بتاع الأصفهاني؟!!
    وخليل فرح بي هناك يغني لفوز في مشارع خولة والرباب، وعمك الشيخ الطيب السراج
    يكتب شعرا للمراجيح الجحاجيح الوحاويح … وهكذا استعادات وعبرات وتعزيات..!!
    وطبعا، هذا التقليد الأدبي الفي الحقيبة، ما بنقدِّر لي زولن ما عندو في الشعر حديدة.. إلا زولن قدير وشاعر بالسليقة..
    والمدارس الأدبية حيث يتم التوافق والتدريب على انتاج شكل بعينه من الأدب، هي أمر عادي جدا، ومعتاد؛
    جماعة الكتيبة/الآفروعربية/جماعة الفجر/جماعة أبروف/آبولو/الديوان/تولوس الأدبية/إلخ إلخ..
    ولتقي الدين الحموي، كتاب لتعليم الزجل (بلوغ الأمل في فن الزجل)، ألا تظن أن نسخة منه
    قد تم تداولها في أم درمان فتأثر بعلومها الشعراء وقطعوا على المنوال؟
    ولا تنسى ما كان سائدا في المجاراة والتنافس بين الشعراء لتجويد المفارقة والإحسان..
    أنظر لشعر ود الرضي وكيف اختلف شعره بين البواكير والنضج،
    اين كان سينضج خارجا عن المدرسة والتنافس؟

    والأهم، انطلاقا من الحقيبة ومن تقليدها للتقليد، تأسست الزجلية المدينية الحديثة كلها..
    ++++++
    ++++++

    وعندي أسئلة لمحمد، وأهل الشعر ولغيرهم أرجو أن يثرى البوست بإجاباتهم عنها!!

    على المستوى البنائي، بكم تقدر نسبة شعر الحقيبة الذي تظنه من النمط الزجلي المملوكي الأندلسي؟
    وكم نسبة ما فارق ذلك النمط في شرط الطريقة والبنية؟
    هل التقليد اللغوي وفي الأخيلة والصورة والتصورات، كاف لتصنيف القصيدة زجلا مملوكيا أندلسيا أم لابد من تأثر بنيتها ببنى ذلك؟
    لأي مدى تمت سودنة بنية هذا النمط، بالإضافة طبعا لسودنة لغته، خلال اندراجه في الحداثة الأدبية؟
    على مستوى الأوزان الشعرية، وهي رهن اللهجة وطريقتها العامية، هل هناك أي إشارة لتطور وزني في شعر الحقيبة انطلاقا من بنية الدوباي التقليدية؟

    التعديل؛ لأضافة مستنير:)

    (عدل بواسطة هاشم الحسن on 09-01-2018, 09:10 AM)

                  

09-01-2018, 10:57 AM

أبوبكر عباس
<aأبوبكر عباس
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 3452

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    يا محمد جمال،
    داير أسألك سؤال:
    ناس صحيفة التحرير قالوا على لسانك:
    إذا كانت الكلمات المفتاحية والأخيلة والصور البلاغية لأغنية الحقيبة مأخوذة من الزجل الأندلسي؛ لما نحتفي بها كل هذا الاحتفاء؟

    شنو تقصد بالكلام دا إذا كان قلتو؟
                  

09-01-2018, 11:44 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: أبوبكر عباس)

    أيوة أبو بكر .. البحث بدأ بست فرضيات تم امتحانها .. سنة 2017 الكلام دا.. والبحث انتهى في سبتمبر 2017 بالخلاصات التي امامنا الآن.
    وعندما نشرت الفرضيات في مايو 2017 أحدثت صدمة للكثيرين (أصحاب العقول المطمئنة) وتعرض البحث في البداية لهجوم حاد ومحالات تعطيل .. وقد كتبت أنها عدة مقالات أشرح فيها أهمية البحث ومبرراته.. وعندما خرجت النتيجة بتلك الحيثيات رجع الكثيرين من خانة الهجوم الأعمى من باب الغرام إلى خانة التأمل وإعادة النظر العقلانية والغرام هو ذاته الغرام.. الحقيبة إبداع باهر لكن لا شي فوق العلم.. المداخلة المقبلة سأضع مقاطع من الردود الشارحة للبحث وأهميته لحظة البداية منتصف 2017.







                  

09-01-2018, 11:46 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: أبوبكر عباس)

    البحث متواصل حول تقصي تاريخ وجذور وأحوال روائع حقيبة الفن السودانية!. ونحن ما نزال في مرحلة جمع المعلومات "في مرحلة متقدمة" على أمل إمتحان الفرضيات الستة التي قلنا بها في المسودات الأولية، تجدونها في الكتابات والنقاشات السابقة لمن فاتتهم المتابعة آنذاك.

    أنا هنا لأطلب معلومات جديدة ولأشكر جميع الذين إستجابو في المرة الأولى للاتماس بالمساعدة في جمع المعلومات وفق الطلب أو بادرو بأنفسهم. وأخص بالشكر الجزيل الصديقة يسرا أحمد بن إدريس والصديق معتصم بيضاب والصديق مجدي الحسن والصديقة نازك نازيكا ود. بهاء الهادي أحمد كما ولدنا: كمال الزين.. وآخرين ربما فاتني ذكر اسمائمهم، لكم مني جميعاً كل الود والإمتنان.

    كما اشكر كل الذين تفاعلو حتى الآن مع الموضوع ولو على طريقتهم الخاصة وبهم من قدم مساهمات مهمة في شكل معلومات أو إشارات قد تساهم في إضاءة طريق بحثنا المضني حول ظاهرة الحقيبة.

    وبعض الناس أصابها الغضب أو الحساسية أوعدم الإرتياح من فكرة البحث من حيث المبدأ، كونهم يظنون أن الحقيبة حاجة مقدسة "خط أحمر" لا تقبل البت أو المس أو البحث، ورغم تقديري لمشاعرهم المكلل جلها بالنبل والصدق والعفوية إلا أنه "طبعاً" كله تصور خاطئ، لأنه ضد حرية التعبير وضد حرية الضمير وضد حرية البحث العلمي. كما أن الوعي بالذات كما العلم المجرد بالأشياء يتطلب أن لا نركن للمسلمات فنكون على عماء. الحضارة في العموم لا تصنع إلا بالكشف والنور وفتح العقول بلا حدود أو قيود، وتلك حقيقة أصبحت من بدهيات التاريخ.

    وقد تحسس البعض بشكل مفرط من إحدى الفرضيات الستة وهي فرضية أن توجد سرقات أدبية في مستوى الكلمات/النمط الشعري/ الأوزان/الأخيلة والصور الشعرية. تلك فرضية واحدة من ستة فرضيات أخرى!. والبحث مفتوح على كل الإحتمالات.. (إفتراض شين، لكن ليه ممنوع!)

    والآن لدينا المزيد من المهام ذلك أننا سننظر في إحتمالية وجود مرجعية للحقيبة بالمديح والقراءات الدينية والخلاوي وثقافة المسيد كما بالدوبيت والأنماط الشعرية السابقة للحقيبة ومن أهمها أغاني/أشعار الحماسة والمناحة.

    وسننظر أيضاً في المحيط الأقليمي مصر والشام والجزيرة العربية في تلك الحقبة الزمنية وما قبلها بقليل لنرى كيف الحال عند الآخرين.. هل عندهم أيضاً أزجال مثلنا أم شيء آخر.. (الزجل في معناه الإصطلاحي يعني الغناء ونظم الأشعار باللغات الدارجة/العامية او المختلطة والتي لا تلتزم بالضرورة الفصحى او الأوزان الشعرية المعروفة لدى العرب في عهدهم الذهبي وهذا بالضبط حال حقيبة الفن السودانية).

    عندها فقط ربما نكون على بينة من أمر مزاعمنا أو فرضياتنا التي يقول بعضها بمرجعية لنمط حقيبة الفن السودانية بالأزجال الأندلسية التي سبقتها بأكثر من ألف عام.

    وليس ذلك فحسب، سنحاول أن ننظر أيضاً إلى مرحلة الحقيبة الزمنية والظروف والأوضاع السياسية والإجتماعية التي عاشتها. كما مرحلة المهدية السابقة للتو لمرحلة العهد الإنجليزي الذي نشأت في كنفه أغاني الحقيبة وهي مرحلة إستقرار سياسي وإقتصادي ودعة في العيش بالمقارنة بالعهد المهدوي الذي شهد حروب أهلية ضارية توجت بمجاعة سنة ستة الشهيرة التي أكل أيامها البعض بقايا الموتي من الناس و الحيوانات النافقة وأكلو الجلود كما يقول بعض المؤرخين (لسنا هنا بصدد الجدل في هذه النقطة الجدلية فقط أن العهد الإنجليزي أفضل بدرجات عظمى في دعة العيش)!.

    وأن هناك شبه إجماع أن العهود الوطنية التي تلت الحكم الإنجليزي الوادع من حيث المعيشة والإستقرار كانت أسوأ فأسوأ، فتضعضع الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي رويدأً رويداً حتى بلغ الحضيض في العهد الحالي الذي تسنمه اليمين المتطرف بما في ذلك إنحدار الإبداع الآن إلى أقصى مداه بجميع أشكاله مقارنة بالماضي الذاتي وفنون وإبداعات وإنجازات العالم الراهن من حولنا.

    واننا نأمل من خلال التحليل الموضوعي والعلمي لكل المادة الخام التي لدينا والأخرى التي ما نزال نبحث عنها أن نخلص إلى نتيجة فحواها: أصالة حقيبة الفن من عدمها ونتقصى جذورها في الحالين بشكل أكثر دقة وفائدة و "متعة"!.

    فحقيبة الفن ظلت طوال قرن من الزمان سائدة ومسيطرة على الساحة الفنية/الغنائية على الأقل في الوسط النيلي.. كيف ولماذا حدث هذا؟!. سننظر في هذه الفرضية أيضاً "السطوة" لأن من المحتمل أن وراءها فاعل/مخيال آيديولوجي!.

    أين فنون وإيقاعات وإبداعات بقية أجزاء السودان الكبير وهي كثيرة ومنوعة بل أين بقية فنون الوسط النيلي ذاته ما دون الحقيبة؟. أعني هل سطوة الحقيبة حدثت وتحدث بفعل فاعل واعي بذاته وبفعله أم هي مسألة تلقائية وحاجة إبداعية فرضت نفسها بنفسها؟!. لماذا وكيف حدث هذا إذن؟!. تلك أسئلة مطروحة للعموم!.

    وكل ذلك قيد البحث العلمي المحايد والمتجرد.. ولو أن الفرضيات تبدت غليظة وحادة في نظر البعض، هذا لا يهم أمام الحقائق عندما تتكشف، أي كانت!. (يونيو 2017 )
                  

09-01-2018, 11:55 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    عندها فقط ربما نكون على بينة من أمر مزاعمنا أو فرضياتنا التي يقول بعضها بمرجعية لنمط حقيبة الفن السودانية بالأزجال الأندلسية التي سبقتها بأكثر من ألف عام.

    وليس ذلك فحسب، سنحاول أن ننظر أيضاً إلى مرحلة الحقيبة الزمنية والظروف والأوضاع السياسية والإجتماعية التي عاشتها. كما مرحلة المهدية السابقة للتو لمرحلة العهد الإنجليزي الذي نشأت في كنفه أغاني الحقيبة وهي مرحلة إستقرار سياسي وإقتصادي ودعة في العيش بالمقارنة بالعهد المهدوي الذي شهد حروب أهلية ضارية توجت بمجاعة سنة ستة الشهيرة التي أكل أيامها البعض بقايا الموتي من الناس و الحيوانات النافقة وأكلو الجلود كما يقول بعض المؤرخين (لسنا هنا بصدد الجدل في هذه النقطة الجدلية فقط أن العهد الإنجليزي أفضل بدرجات عظمى في دعة العيش)!.

    وأن هناك شبه إجماع أن العهود الوطنية التي تلت الحكم الإنجليزي الوادع من حيث المعيشة والإستقرار كانت أسوأ فأسوأ، فتضعضع الإستقرار السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي رويدأً رويداً حتى بلغ الحضيض في العهد الحالي الذي تسنمه اليمين المتطرف بما في ذلك إنحدار الإبداع الآن إلى أقصى مداه بجميع أشكاله مقارنة بالماضي الذاتي وفنون وإبداعات وإنجازات العالم الراهن من حولنا.

    واننا نأمل من خلال التحليل الموضوعي والعلمي لكل المادة الخام التي لدينا والأخرى التي ما نزال نبحث عنها أن نخلص إلى نتيجة فحواها: أصالة حقيبة الفن من عدمها ونتقصى جذورها في الحالين بشكل أكثر دقة وفائدة و "متعة"!.

    فحقيبة الفن ظلت طوال قرن من الزمان سائدة ومسيطرة على الساحة الفنية/الغنائية على الأقل في الوسط النيلي.. كيف ولماذا حدث هذا؟!. سننظر في هذه الفرضية أيضاً "السطوة" لأن من المحتمل أن وراءها فاعل/مخيال آيديولوجي!.

    أين فنون وإيقاعات وإبداعات بقية أجزاء السودان الكبير وهي كثيرة ومنوعة بل أين بقية فنون الوسط النيلي ذاته ما دون الحقيبة؟. أعني هل سطوة الحقيبة حدثت وتحدث بفعل فاعل واعي بذاته وبفعله أم هي مسألة تلقائية وحاجة إبداعية فرضت نفسها بنفسها؟!. لماذا وكيف حدث هذا إذن؟!. تلك أسئلة مطروحة للعموم!.

    وكل ذلك قيد البحث العلمي المحايد والمتجرد.. ولو أن الفرضيات تبدت غليظة وحادة في نظر البعض، هذا لا يهم أمام الحقائق عندما تتكشف، أي كانت!.

    أنشد صبركم والمساعدة في المطالب الواردة بعاليه في جمع المادة الجديدة المطلوبة والتي حددناها في متشابهات/مرجعيات/تقاطعات واضحة مع الحقيبة بأنماط شعرية/غنائية سابقة عليها مثل: الحماسة والمناحة والدوبيت والمديح من حيث الأهداف التي نشأ على أساسها الخيال الشعري/الغنائي والصور والأخيلة والكلمات المفتاحية والأوزان الشعرية.

    ذلك هو هدف هذا المنشور ولا غيره (لطفاً ركزو معي في هذه النقطة بعد قراءة الموضوع والإلمام الكامل به).

    ملاحظات هامة في الختام:
    جاء في أول مقال حين إفتتاح الموضوع المثير للجدل أن البحث في الحقيبة لم يكن معنياً في حد ذاته بل هو جزءً من بحث أشمل حول "زمان وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي". ووجدنا بغتة متشابهات لافتة للنظر من العامية الأندلسية مع العامية السودانية عبر القراءة في الأزجال الأندلسية وهي مكتوبة في الأساس بالعامية الأندلسية القديمة (ولذلك علاقة عضوية بمحاولة الاجابة على سؤال زمن ومرجعية وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي) في الضد من أطراف السودان الجغرافي الحالي. إذ أن معظم شعوب السودان الكبير في الشرق وأقصى الشمال والغرب وجبال النوبة والجنوب يحتفظون بلغة من لغاتهم الأم ما عدا الوسط النيلي (لماذا؟).

    ذلك هو سؤالنا الأساس الذي تفرع عنه سؤال حقيبة الفن. وجدنا حتى الآن 67 مثال أندلسي مشابه للحقيبة ولو غيرمطابق، الشبهة قائمة كما المفاجآت الأكثر دهشةً تستطيع أن تعلن عن حضورها، كأن يكون هو ذاته المخيال الذي تشكل من جديد، أو تجدد في لحظة زمكانية مختلفة، كل الإحتمالات واردة بغير قرار مسبق، لا ينبغي، راجع لطفاً المقالات السابقة.

    وهو بدوره بحث يشكل جزءً صغيرأً من عمل أكبر أشتغل عليه منذ خمس سنوات عن "سكان السودان عبر القرون". هناك 13 حلقة أولية مسجلة بالفعل تجدونها على بروفايلي في الفيسبوك وفي برنامج "ساوندكلاودس" حول سكان السودان في الماضي والحاضر ومرجعياتهم الإسنولوجية المحتملة، فقط أفعل جهدي!.

    كما أننا قلنا أن البحث تفاعلي، هذا هام!. وأنني ناشدت منذ البدء الأصدقاء والمهتمين المساعدة في جمع المادة التي يتطلبها البحث وبعضها صعب لقلة المراجع. وقد إستجاب الكثيرون للطلب لحسن الحظ. والآن أمامنا كم عظيم من المواد الخام و المراجع لتمحيصها وتحليلها على أمل الخروج بخلاصة علمية محددة.
    وهنا نحن نطلب المزيد وكم أنا سعيد بكم وبما حدث وكلي ثقة في الإستجابة للطلب الجديدة وآمل في نقاش مثمر وساخن كما حدث في المرة الأولى.. وحتى الانفعالات العظيمة والشتيمة المجانية التي تعرضت لها من البعض اعتبرها حميدة ومفيدة للبحث وأيضا ربما كانت مفيدة للعقلاء من: دواعش الحقيبة (وصف اقوله من باب الدعابة للمدافعين عن الحقيبة في مستوى المقدس بوعي منهم أو بلا وعي الأمر سيان).

    أكرر أن هذا البحث تفاعلي وفي العلن ومفتوح للجميع..ولم نصل لخلاصة محددة بعد، وكل الإحتمالات واردة.. وعندما تتحدد النتيجة وفق الأدلة أي كانت سننشرها مجدداً لمزيد من التداول.

    وقول رأيي الخاص من حين الى اخر لن يؤثر في نتيجة البحث لانها ستعتمد على حقائق وليس مشاعر أو نزوات كما هو منطق البحث العلمي، بل رأيي الخاص والواضح ساهم في الكشف عن معلومات كثيرة كانت خافية أو غير متحدث عنها في اليومي أو على الأقل غير منتبه لها، أو هو زعمي.

    إنني هنا هذه اللحظة لأطلب من الأصدقاء والمهتمين البحث معي في أي متشابهات/مرجعيات واضحة من أشعار/أغاني سابقة أو موازية لفترة الحقيبة.. أي حاجة ممكنة تشبه أو تماثل أو تطابق أغاني الحقيبة من 1- الحماسة 2- المناحة 3- الدوبيت 4- المديح و5- أي نمط آخر محتمل. (يمكن إرسال المادة المطلوبة في العام أو الخاص وهذا أيضاً رقم خاص بالواتصاب 0031684688891 للإرسال.. بريد إلإكتروني: [email protected]).

    وليس الكلمات التعبيرية فحسب بل أبحث أيضاً عن متشابهات أو إلتقاءات/تقاطعات محتملة في الصور والأخيلة الشعرية وبالطبع الكلمات المفتاحية والأوزان الشعرية والأهداف الجوهرية.. وذلك للأهداف الواردة بعاليه.

    * بوساتاتي ومقالاتي غير البحث .. أحيانا احملها آرائي الذاتية والبحث من المفترض محايد وفق حيثياته.

    تحياتي وأنبل معاني الإحترام

    محمد جمال الدين.. يونيو 2017
                  

09-02-2018, 05:36 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    تحياتي يا محمد وأبوبكر،

    ١) كتب الباحث محمد جمال الدين:
    (الحقيبة إبداع باهر)..

    ٢) "وأشار الباحث جمال الدين إلى أن "هناك أبياتاً شعرية كثيرة وربما قصائد كاملة متطابقة في الكلمات والمعاني والأوزان، والعجيب أن الأخيلة هي ذاتها لا شيء جديد.. وهذا أخطر شيء.. أهم شيء .. الأخيلة أي الصور الشعرية هي ذاتها. إذن ما الجديد!.. ماهي دواعي فخرنا بالحقيبة إن ثبتت كل أو بعض هذه المزاعم؟" صحيفة التحرير..

    ما في رقم ١
    لا يتفق مع بل وينقض
    الذي في رقم ٢

    فضلا راجع هنا..
    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الRe: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال

    ==========

    أتفهم أن هذا البحث عن الحقيبة هو جزء من مشروع أكبر، وحسب قولك التالي:
    {"أن البحث في الحقيبة لم يكن معنياً في حد ذاته بل هو جزءً من بحث أشمل حول "زمان وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي". ووجدنا بغتة متشابهات لافتة للنظر من العامية الأندلسية مع العامية السودانية عبر القراءة في الأزجال الأندلسية وهي مكتوبة في الأساس بالعامية الأندلسية القديمة (ولذلك علاقة عضوية بمحاولة الاجابة على سؤال زمن ومرجعية وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي"..}
    ولكن هذا القول يثير القلق بخصوص انحيازات مسبقة في أحكامك عن (الحقيبة) بناء على نتائج مبحث آخر لم تثبت فرضياته بعد.. وكأنك في قولك (الزجل أصله في الأندلس) إنما تعني ذلك حرفيا وليس فقط المعنى المتوقع من التقليد الأدبي والشعري والدرس والتأثر.. وكنت قد لمحت مبحثك الذي فيه أن الأندلس مصدر من مصادر العربية السودانية مع أن الواحد ممكن أن يلاحظ أن العاميات الجزائرية والمغربية الأقرب للأندلس ليست بالضرورة قريبة للسوربية السودانية بل هي أبعد من عاميات العراق والشام البعيدة وبالتأكيد المصرية القريبة..

    وطبعا فالعاميات كلها متصلة بالفصحى ولا محيص عن الشبه بينها، ولهذا قلنا أن عامية عصر المماليك في مصر قريبة من عامية السودان المعاصرة، رغم أن المتوقع هو أن خصائها الاشتقاقية والتصريفية والنحوية والتصويتية قد اختلفت على مر الدهور.. ولكن، لو أن العامية الأندلسية قد ساحت إلى السودان منذ سقوط الأندلس مثلا، ثم تركت أثرا كبيرا وصل إلى الشعر لظهرت فيما قبله ولاستمرت حتى الحقيبة، ولكان منطقيا أن تتشابه عاميتنا مع المغربية والتونسية بعد استبعاد الإثر الفرنسي!! هل فعلا يمكن البرهنة على مثل هذه الفرضية؟

    هل لهذه الفرضية أثر في اصرارك على الحاق قض الحقيبة وقضيضها بالزجلية الأندلسية، رغم أن الواضح جدا من أمثلة الزجل المغاربي وهو الوريث الشرعي للطريقة الأندلسية، الواضح جدا أنه مختلف من حيث اللغة ومن حيث التزامه بالبنية التقليدية للزجل الأندلسي.. لقد أتيت هنا بمثال من أمثلة الزجل المغربي نموذج الساقي بأعلاه وبنموذج قديم للشستري، صحيح أن القديم أقرب لعاميتنا الراهنة الحديثة ومفهوم لنا ولكنه تصريفا واشتقاقا فليس من معتادنا، ولكنهما الأثنين قديم وجدبد في غاية الألتزام بخطة وبنية الزجل الأندلسية الأصلية بينما رأينا زجل الحقيبة يحاكي ويتصرف في تلك الخطة بطريقته السودانية، وأن لغته، تصريفا واشتقاقا، تراوح بين طرائق السوربية والفصحى ولا تحيد..

    لو كان الأمر كذلك أو كما قد يوحي قولك عن تشابه العاميتان السودانية والأندلسية بإصرارك على إلحاق كل الحقيبة بالأندلس؛ فما كان للحقيبة إذن أن تنشأ من فراغ كما يوحي مبحثك هذا عنها، بل الأقرب للمنطقية هو أن تنشأ من إرث مباشر لعامية الأندلس المفترضة، وعن متصل شعري لها في السوربية، وهذا بالضبط ما تنسفه افتراضات أخرى للمبحث بأن الحقيبة نشأت من لا شيء شعري وفني..

    اللهم إني ابرأ اليك من اتهام الحقيبة وشعرائها بالسرقة ومن الاصطناع الاستعماري ومن طي الأرض والزمان طيا من إشبيلية إلى حي الركابية، وآخر دعواي، مستفيدا ومتعلما من الاختلاف والاتفاق، ومن توثيقك المتين لعلاقات الحقيبة (اللغوية والمخيالية) بالزجل (الماضوي) على اختلافنا حول اسبابه وكيفياته.. ومما لاحظته أنا، بفضل من تحفيز المبحث، من تغييرات فنية قد لحقت ببنية بعض من أنضج نماذج قصيدة الحقيبة مستفيدة من معيار قديم لبنية الزجل الذي كان قد استفاده من بنية الموشح؛ أقول:-

    الحقيبة زجل سوداني مديني متعلم ومثقف نشأ طبيعيا من تربة وجذر الشعرية الوسطسودانية.. ولكن، في شرطه التاريخي ذاك الذي أصاب كل طلائع الحقبة من مثقفين وشعراء ومضى بكل الجيل متماهيا مع الماضي الأدبي كله، فقد اتصلت شعرية الحقيبة بذلك الأصل الأدبي ومع أخيلته ولغته في سيرورة كلية من الاستعادة الاستشفائية بالرجعى لأمجاد الماضي الحضارية ومن ضمنها تقاليده الأدبية بما فيها التقليد الزجلي في أفضل صوره النموذحية المملوكية الأندلسية كما وثقتها الكتب بعامية قريبة من العامية السوربية.. وبذلك؛ فقد جددوا من روح شعر العامية، ومن بنياته وفي لغة وموسقة القصيدة المغناة، مع الاحتفاظ بالأوزان التقليدية أو تعديلها سودانيا، وبالمحافظة على والخصيصة اللغوية السوربية، وكل هذا فقد ناسب واقعا مدينيا ناشئا وناسب نزوعاته التاريخية ولبي حاجته الوجدانية والنفسية..
    ++++++
    فضلا راجع فبديو لــ(السر قدور عن العبادي ومحمد ود الفكي ورواب الغناء المحدث، مثل "الله الله يا ناس الله"!!
    ولأن هذا ارث متصل في المنطقة، فهل كان محمد ود الفكي يغني شعرا قريبا من هذا؟
    بنية من فتوار،


    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الRe: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
                  

09-02-2018, 05:43 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    هاشم في ثورته الشعرية.. يومك سعيد

    الكلام دا كان قبل البحث.. رقم 2 فرضية من فرضيات البحث والأولى نتيجة مضادة للفرضية .. هذا طبيعي في البحوث والدراسات.. ورقم 2 كانت تصريح صحفي لا علاقة له بنتيجة البحث

    Quote: ١) كتب الباحث محمد جمال الدين:
    (الحقيبة إبداع باهر)..

    ٢) "وأشار الباحث جمال الدين إلى أن "هناك أبياتاً شعرية كثيرة وربما قصائد كاملة متطابقة في الكلمات والمعاني والأوزان، والعجيب أن الأخيلة هي ذاتها لا شيء جديد.. وهذا أخطر شيء.. أهم شيء .. الأخيلة أي الصور الشعرية هي ذاتها. إذن ما الجديد!.. ماهي دواعي فخرنا بالحقيبة إن ثبتت كل أو بعض هذه المزاعم؟" صحيفة التحرير..

    ما في رقم ١
    لا يتفق مع بل وينقض
    الذي في رقم ٢


    جاييك برواقة شديدة
                  

09-02-2018, 06:20 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    بحث الحقيبة كان تفاعلي ومتابع من مئات الناس يوميا لمدة ستة أشهر (ابريل/سبتمبر 2017 ) وشارك به في التحليل وجمع المعلومات 37 شخص ولذا كلامنا هنا ممكن يحدث فيه خلط بين الفرضيات والتصريحات والنتيجة.

    وطبعا نتيجة البحث نفسها قابلة للنظر والقبول والرفض والتطوير والتكميل والا لما عرضناها للنقاش
                  

09-02-2018, 06:20 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    بحث الحقيبة كان تفاعلي ومتابع من مئات الناس يوميا لمدة ستة أشهر (ابريل/سبتمبر 2017 ) وشارك به في التحليل وجمع المعلومات 37 شخص ولذا كلامنا هنا ممكن يحدث فيه خلط بين الفرضيات والتصريحات والنتيجة.

    وطبعا نتيجة البحث نفسها قابلة للنظر والقبول والرفض والتطوير والتكميل والا لما عرضناها للنقاش
                  

09-03-2018, 02:14 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: الكلام دا كان قبل البحث.. رقم 2 فرضية من فرضيات البحث والأولى نتيجة مضادة للفرضية ..
    هذا طبيعي في البحوث والدراسات.. ورقم 2 كانت تصريح صحفي لا علاقة له بنتيجة البحث


    ويومك الأسعد يا محمد يا جمال الدين؛
    ورغم "الثورة" ــ بفضل التباسات من مقولاتك بالطبع هههاها ــ فلا تزال كاتبي المفضل لهذا الشهر هههههها.. بجرأة أبحاثك ومقولاتك وبجديتها وكأكثر من حفّز قرون استشعاري واستفز حواسي المعرفية ورغبتي في الأخذ والرد مؤخرا.. لا أخفيك يا عزيزي ولا من يقرأ، وربما تعلم؛ في تفاعلي مع أشغالك فإنني أقاربها من موقع الإحترام والتقدير الشديد، لنواياها ولمعارفها ولقدر الجهد المبذول فيها، وهكذا فبقدر ما اتعلم بقدر ما تثور الأسئلة حسنة النوايا من كل بد.. وهكذا الحال، فكلما رأيت موضع التباس وددت أن ينجلي، أو موضع خلاف فأحببت أن يؤول إلى خير ينضاف إلى قيمة البحث والمشروع..

    ولكن يبدو أننا ومن كل بد سنحتاج معك للصبر الشديد وكأنك الخدر :)، ونحتاج للتدرب على طريقتك في عرض مباحثك منجمة ومفرقة، أو كلما تساءلنا عن شيء أتيتنا باضبارة من أضابيرك الجاهزة سلفا ثم نضيع بين التواريخ والمقدمات والخلاصات.. أنا نفسي أقول الصبر الصبر يا هاشم.. ومن يطيق الصبر يا موسى؟ وكيف الصبر وأنت تعرضها للنقاش في منبر عام وفيها الصاح وفيها الخطأ (من موقعي ومنظوري) ولا بيدنا سوى عرض الرأي المؤيد لهذه والمعترض على تلك.. هذا أو أن السكوت قد ينحسب كالرضا على كل شيء.. بعضها قضايا كبيرة ولكن غالبها تفاصيل صغيرة ضمن تفصيلة أكبر متضمنة في إطار مشروعك الطموح جدا.. وحتى الاختلافات الحزئية ضمن الاتفاقات الكلية، فمستفزة جدا للتفكير أو حتى للعاطفة ولا يمكن تفاديها..

    المهم يا زول، ما بين تعريف الزجل والنظر في تقاليد التقليد ومسوغاته، وما بين كتاب العبادي عن تعليم كتابة الأغاني و(مدرسة كادر الحقيبة) التي تصاعدت بالفن إلى ذرى عالية من الإبداع، لم تتبق لي سوى ملاحظات على المحور الثاني من مبحثك عن الحقيبة، أو ((الخلفيات السياسية والاجتماعية التي نشأ في زمانها فن الحقيبة))، وهي من متعلقات البوست الأصل خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الحقيبة أصلها زجل أندلسي)!
    وسأبسطها هناك كملاحظات وليس كمغالطات:) (بقدر ما أقدر) وبرجاء أن تحظى، وما سبقها من حيثيات، بالنظر والعناية إن لم تستطع الإجتياز لتؤثر على نتائج البحث أو على هذا المحور منها..

    أما فيما يتعلق بالعلاقات الزجلية، مناط اهتمام هذا البوست، فلا جديد عندي؛ شواهدك أقنعتني بجوهر طرحك، أن كثيرا من أشعار الحقيبة، (ولكن ليس كلها)، قد تأثرت وقلدت الزجل الأندلسي المملوكي.. اختلفت معك في بعض تفاصيل عن مدى وكيفية هذا التقليد وعلى ملابساته، فاثبت مواضع الخلاف.. ونفيت عنها تهمة "السرقة" أو احتمال الإنتقال مباشرة من الأندلس، أو إمكانية الاصطناع السلطوي من حيثما أصابتها.. و قد أثبت رأيي الأخير حولها والذي أرجو أنه، بتفاصيله المبثوثة بين البوستات، قد يسهم في بلورة نتائج البحث على أصوب ما يمكن من صوابها..

    وملخصه كما يلي:-
    {{الحقيبة زجل سوداني مديني متعلم ومثقف نشأ طبيعيا من تربة وجذر الشعرية الوسطسودانية.. ولكن، في شرطه التاريخي ذاك الذي أصاب كل طلائع الحقبة من مثقفين وشعراء ومضى بكل الجيل متماهيا مع الماضي الأدبي كله، فقد اتصلت شعرية الحقيبة بذلك الأصل الأدبي، ومع أخيلته ولغته، في سيرورة كلية من الاستعادة الاستشفائية بالرجعى لأمجاد الماضي الحضارية، ومن ضمنها تقاليده الأدبية بما فيها التقليد الزجلي في أفضل صوره النموذحية المملوكية الأندلسية كما وثقتها الكتب بعامية قريبة من العامية السوربية.. وبذلك؛ فقد جددوا من روح شعر العامية، ومن بنياته وفي لغة وموسقة القصيدة المغناة، مع الاحتفاظ بالأوزان التقليدية أو تعديلها سودانيا، وبالمحافظة على والخصيصة اللغوية السوربية، وكل هذا فقد ناسب واقعا مدينيا ناشئا وناسب نزوعاته التاريخية ولبي حاجته الوجدانية والنفسية..}}..

    ======


    وأضيف مرة أخرى:- لولا مرحلة الحقيبة وتجديديها الباهر عبر التقليد، لما كانت الشعرية العامية المدينية/السودانية الراهنة، والغنائية منها بالذات، كما هي عليه الآن..

    ======

    ومشكورا.. فلتكن بخير..
    ساتابع هنا واستفيد.. وسأبسط بقية ملاحظاتي هناك..
                  

09-03-2018, 04:09 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    هاشم أحيانا اشعرني انا اكتب ما كتبت انت .. جل المرات.. برغم اختلاف وجهات النظر أحيانا. . ساقراك من جديد في كل البوستات

    التعديل نقل الكلام عن ابن حجة في المداخلة المقبلة

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-03-2018, 04:35 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-03-2018, 04:36 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-03-2018, 04:37 PM)

                  

09-03-2018, 04:43 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    ابن حجة الحموي خاض صراعا قويا مع الزجالين المصريين واتهمهم بسرقات واسعة للزجل الاندلسي والشامي.

    كتب ابن حجة الحموي كتابه عام 1420 بلوغ الأمل في فن الزجل جمع فيه ما قيل في فن الزجل، ونشأته، وأول من كتب فيه ونسج فيه على منوال صفي الدين الحلي في كتابه (العاطل الحالي والمرخص الغالي) واقتفى آثاره، وربما نقل عنه الكثير في فن الزجل.
    وقد خاض ابن حجة صراعا قويا مع الزجالين المصريين واتهمهم بسرقات واسعة للزجل الاندلسي والشامي.. وردوا عليه بذات الطريقة وكتبوا فيه كتاب خاص أسموه: الحجة في سرقات ابن حجة.. في حدود العام 1425.

    والزجل تحديدا قابل للانتحال كون كثير منه مثل غنا البنات في السودان فن شعبي أحيانا لا يعرف مؤلفه من كثرة الإضافات للقصيدة الواحدة حتى تتناسل في عدد غير محدود من النسخ.

    ولاحظت أن المعركة مع ابن حجة (شامي عاش بمصر) كانت حضارية في معظمها وكانت ذات فائدة كبيرة للمشهد الثقافي انذاك وربما لازمان كثيرة لاحقة وحتى الآن.

    الحقيبة زجل بديع متطور وربما هو أجمل ما كتب في تاريخ الزجل على مر العصور غير أن الآخرين لا يعرفون اصلا ان بالسودان زجل وزجل من هذا النوع الفخيم الباهر حد الدهشة مما حجم انتشاره ابعد من السودان.
                  

09-04-2018, 11:50 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: سؤال إستباقي: ما الفائدة العملية من البحث في شيء مضى؟.

    أولا هو لم يمض!.

    لكن هناك ما هو أهم.. أن حياتنا العامة من المفترض أن تقوم على العلم والعلمي، على جميع الأصعدة الممكنة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية. لدينا زعم أن أزمة البلاد المزمنة ذات علاقة عضوية بجهلنا بأنفسنا والبيئة الطبيعية المحيطة بنا وإتكائنا على التفسيرات السحرية "غير العلمية" للواقع الذي نعيشه وهي علة قديمة تجد جذورها في مجتمعنا التاريخي العشائري/الصوفي/الغيبي/السلفي، هكذا معا.

    الحضارة كما تحدثنا التجارب البشرية لا تكون بلا علم والعلم لا يكون بلا بحث والبحث لا يكون بلا جهد وتضحية وشرط صحته/فاعليته حرية الفكر والضمير المفضيان إلى الحياد العلمي.

    كيف يقود الجهل بالذات إلى عدم الإستقرار والحرب والفوضى؟. لأن الناس في الحيز الجغرافي لا يعرفون عملياً وعلى وجه الدقة مصالحهم المشتركة ولا تحدياتهم المشتركة ولا مصيرهم المشترك وماذا يجمعهم وماذا يفرقهم عملياً.. وبالتالي لا يستطيعون تكوين تجربة جماعية تراكمية للعيش السلمي المشترك.. وهذا بالضبط ما يحدث الآن في السودان.
    وأرى علينا الآن بشكل عاجل أن نعمل في جانبين 1- تخفيف حدة الأزمة الشاملة في الوقت الراهن عبر تحسين الأجهزة السياسية والإدارية وتقليل حدة المظالم الإجتماعية 2- العمل في الجانب الإستراتيجي وهو العلم بالذات الجماعية لشعبنا والإلمام بتفاصيل البيئة الطبيعية المحيطة بنا من أرض وسماء ومناخ وغابة وصحراء إلخ.. (لدينا مبادرة بهذا الخصوص هي "السودان200").

    هذه محاولة مختصرة للدفاع عن معنى مثل هذه البحوث العملية ولا أتحدث هنا عن جودتها من عدمها بل عن المبدأ.


    اعرف ان مثل هذا الخطاب بسيط عند البعض!
                  

09-05-2018, 02:01 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: هذه محاولة مختصرة للدفاع عن معنى مثل هذه البحوث العملية ولا أتحدث هنا عن جودتها من عدمها بل عن المبدأ.
    عداك العيب يا محمد،
    لا يفترض أن تكون هناك أي شكوك في حق وحرية البحث والرأي، ولا أي تشكيك في نوايا وأغراض الباحث.. أي اتفاق او اختلاف مع النتائج فهو ينطلق من منصتي الحق والثقة.
    وهو كما قلت..
    {"الحضارة كما تحدثنا التجارب البشرية لا تكون بلا علم والعلم لا يكون بلا بحث والبحث لا يكون بلا جهد وتضحية وشرط صحته/فاعليته حرية الفكر والضمير المفضيان إلى الحياد العلمي."}

    سوى أنه ليس ثمة مفر من بعض الالتباسات، لا سيما وأن مشروعكم ضخم وواسع مترامي الأطراف جدا ومتعدد المباحث.. وفي المطروح منه هنا فقد تتداخل المقدمات مع الخلاصات مع الافتراضات الأولية مع النتائج النهائية..
    غايتو هذا هو سعينا معكم اقرارا بأهمية الاجتراح وبشجاعته.. وطبعا؛ ليس للإنسان إلا ما سعى..

    وصادقا في كل مرة، ليس عن مجاملة أو شكليات، لا أمل من تكرار شكرك..
    ===========

    من جهة أخرى، وقد ظننتني قلت ما عندي هنا، الله يجازي محنّكــ..:)

    كنت أنت قد كتبت:
    {"الشاعر عبيد عبد الرحمن قال فيما معناه أنه هو الذي أنهى نمط الحقيبة عمداً (لم يقل لماذا) فقط قال "عملت لإبراهيم الكاشف شعر آخر مختلف" وعند الكاشف إنتهى عملياً عهد نظم وغناء الحقيبة ولو ظل يردد الناس صداه حتى الآن بحكم العادة"}..
    وهل يحتاج أن يقول لماذا؟ فلأن عبيد عبدالرحمن كما سيد عبدالعزيز هما من شعراء الكاشف ــ الذي كان قبلا يغنى من ألحان الحقيبة التقليدية ــ فلهذا قلنا أن النقلة (الطبيعية) التي حدثت فانما حدثت تدريجيا من ذات الوسط وبذات الأشخاص، ولو إنها حدثت بسرعة مواكبة لسرعة التغيرات فقد حدثت النقلة الحقيبية بسرعة منفعلة بالحراك الاجتماعي العام.. هؤلاء ليسوا شعراء شعبيين يصدرون عمّا كان عليهم آبائهم ولا ينفعلون بما يتجدد من معارف وأحوال، بل هم مثقفون طليعيون بكل ما تعنيه الكلمة!! بل ومنذ اجترج لهم العبادي وخليل فرح هذا الطريق للتطور فهم عليه سائرون عبر التقليد وقدما نحو التأصيل.. إن ذلك الانتقال من نمط شعري مقلد إلى أخر في تمام سودنته هو ما انطبعت به تدريجيا كل الشعرية الغنائية لما بعد الحقيبة وفي تلازم مع التطور اللحنى والموسقة الأحدث.. وقلنا أنه لولا الحقيبة لما كانت الشعرية العامية اللاحقة..
    نعم، لقد كان بمقدور الأساتذة شعراء الحقيبة سيد وعبيد وعتيق والريح أن "يعملوا" شعرا مختلفا، استفادوا لأشكاله كما استفادوا لما سبق، عن معرفة وبتجريب في الأنماط الزجلية السابقة كما اتفقنا، ولكن من مصادرها في الإرث الشعري العامي السوداني ومن كتب التراث الأدبي التي توفرت لهم فيما توفر مع المدرسة والأجواء الأدبية العامة، وهي المصادر التي كما حوت على الزجل القديم وأسس بنيانه وفنونه، فقد احتوت على فنون التشطير والتخميس وغيرها، وبالذات على التوشيح الذي هو العلامة الشعرية الفارقة بحق في كل سيرورة الشعرية العربية، وقد أثر كل ذلك أثرا مباشرا في فنون الزجل الأولى منذ أصلها الأندلسي، بل وتبادلا التأثير، أو كما حاولت شرحه في مداخلة سابقة...

    باعتبار السابق (أرجو ألا يكون مخلا)، فهذه تاليا قصيدة للشاعر سيد عبد العزيز، كتبت ١٩٤٣ وغناها الكاشف، يا ليت تنظر (والقراء) في هيكلها البنائي (الجديد بالنسبة للشعرية العامية السودانية/ والقديم، كما أرى، في اتصاله بهيكلية الموشح والزجل الأول).. لو ننظر فيها فلربما ستلوح لنا فنون (الموشحات) والتوشيح كما لاحت لي؛ مطلع، قفلات، أدوار بقوافٍ مختلفات بل تتغير القوافي في ضمن الدور الواحد، خرجة، ثم تبديل الأوزان بين المطلع والأقفال والأدوار.. وتفاصيل أخرى..

    إذن، ها شاعر الحقيبة نفسه، بينما عصر الحقيبة (لم ينتهي تماما بعد) ها هو الآن يكتب زجلا مفارقا للحقيبة الأولى (وهو عندي ليس بالأول لجهة سودنة اللغة، فففي ظني أن محمدا ود الرضي، على تقليده الباهر، هو المبتدر الأول لسودنة لغة الحقيبة وخيالها!!).. المهم، ها هو ثمة شعر معاصر ومتمدين ومسودن في لفظه وتعبيره وفي خياله ولكنه ما ترك شاردة أو واردة لبنية التوشيح/الزجل القديمة ولم يستوفها.. ولمثل هذا قلنا إن هناك متصل شعري منذ ما قبل الحقيبة ثم سارعت بتطويره المرحلة (الحقيبية/الوطنية/المدينية).. وإن عتبة التقليد في الحقيبة هي ذاتها المدخل لحداثة الشعرية العامية اللاحقة كلها.. وإن الحقيبة لم تأت من فراغ ولم تندثر في الهباء، بل هي متصلة بأصول شعرية ذات إرث من الأوزان والتنغيم الخاص بها، ثم هي استفادت من تقليدها للأصول الأدبية العربية في ملابسات شرحناها، وكله قبل أن تندغم في الضرورات التحديثية بهدي من ذلك التقليد.. سيرورة من التطورات الجدلية الموضوعية وليست المفتعلة، وما كان سينبغي لها...

    ها هي ذي قصيدة سيد عبد العزيز التي غناهها الكاشف في ١٩٤٣؛
    باسم الحب أقدم ليك حياتي حياتي ومعاها العطف الجزيل

    عليك يا حب تحياتي
    عليك أوقفت غاياتي
    لحبي أضحي بحياتي
    أحب الحب وايامو
    وذكرياتو وأحلامو
    حياة الحب أسميها السعادة بكل معانيها
    أقيم ليلاي أغنيها روح يا ليل تعال يا ليل

    أحب في كل أوقاتي
    ألاقي حبيبي يوماتي
    أقول ليه ويقول ليّا
    أقول ليه تعال ليّا
    نجلس جلسة غزلية
    العهود بيناتنا مرعية
    وأمتع فيكا عينيّا
    أشوفك أنسى ألامي وأقول حققت أحلامي
    فيك أمعنت نظراتي علي تميل وعليك أميل

    وجدتك كل مسراتي
    أفراحي وملذاتي
    أحبك أنسى فيك ذاتي
    حبيبي أراعي تقديسك
    ويرتاح قلبي لحديثك
    والله يا السامي الجليل حديثك يشفي الغليل
    الحب الصادق قليل البشبه حبي النبيل
    بدون جميل أهوى الجميل



    نشوفك بي هناك..ههههها..
                  

09-05-2018, 10:40 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    Quote: ها هي ذي قصيدة سيد عبد العزيز التي غناهها الكاشف في ١٩٤٣؛
    باسم الحب أقدم ليك حياتي حياتي ومعاها العطف الجزيل

    عليك يا حب تحياتي
    عليك أوقفت غاياتي
    لحبي أضحي بحياتي
    أحب الحب وايامو
    وذكرياتو وأحلامو
    حياة الحب أسميها السعادة بكل معانيها
    أقيم ليلاي أغنيها روح يا ليل تعال يا ليل

    أحب في كل أوقاتي
    ألاقي حبيبي يوماتي
    أقول ليه ويقول ليّا
    أقول ليه تعال ليّا
    نجلس جلسة غزلية
    العهود بيناتنا مرعية
    وأمتع فيكا عينيّا
    أشوفك أنسى ألامي وأقول حققت أحلامي
    فيك أمعنت نظراتي علي تميل وعليك أميل

    وجدتك كل مسراتي
    أفراحي وملذاتي
    أحبك أنسى فيك ذاتي
    حبيبي أراعي تقديسك
    ويرتاح قلبي لحديثك
    والله يا السامي الجليل حديثك يشفي الغليل
    الحب الصادق قليل البشبه حبي النبيل
    بدون جميل أهوى الجميل

    ---
    نشوفك بي هناك..ههههها..


    جميل لزوم ما لا يلزم في القصيدة الجميلة البديعة. . وممكن فعلا أقرب للموشحات في البنية الشكلية مع أنها ليست في الحقيقة كذلك .. أيضا ليست زجل اندلسي كما هو مقرر في فهمنا هنا أي لا يمكن تصنيفها كحقيبة. . اظنه واضح جدا التراسل المختلف للغة والبنية الداخلية والرموز والكلمات المفتاحية. . أو هو تقديري الذاتي.

    صباحك نور هاشم ونواصل ونقدر ونفهم احوالك


                  

09-06-2018, 05:10 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    كتب أحد الأفاضل عن الأستاذ الشاعر عابر الأنماط؛ سيد عبدالعزيز:-{{"وكان يستقبل دراجته ليتعلم اللغة الانجليزية فى المساء. وكان يغشى مجالس العلم واللغة العربية فى حلقات المعهد العلمي. وكان كثير الإطلاع وحاد الذكاء. فجاء شعره لوحات بارعة من الإتقان اللفظى والمعنوى وتتجلى فيها ثقافته وإطلاعه على التراث"}} من صفحة روائع الشعر السوداني بالفيسبوك.
    =========
    سلامات محمد؛
    في مداخلة قصيرة جدا، مررّت إلينا مقولتين في غاية الأهمية والاستشكالية..
    ليت لي كهذه المقدرات البلاغية، أو الجرأة على تجاوز الحيثيات التي سأضطر إليها، فلا أرهق نفسي ولا أرهقك والقراء معي!!
    ===

    *المقولة الأولى:-
    تقول عن قصيدة سيد عبدالعزيز
    Quote: أيضا ليست زجل اندلسي كما هو مقرر في فهمنا هنا أي لا يمكن تصنيفها كحقيبة

    المعنى؛ وكأنك تقول: الحقيبة = زجل أندلسي!!
    دا مقرر عندك براك يا محمد أخوي.. نحن هنا لا تزال نستخدم علامات (أصغر من ⋜و⋝ أكبر من) وحساباتنا معقدة شوية… ههههههههها!!
    أنت منذ البداية تقول عن شعر الحقيبة:
    Quote: أنه شيء مشابه/مطابق للزجل الاندلسي كما أنماطه الصافية (القديمة) في المغرب العربي والشام ومصر في العهد المملوكي.

    يعني في خيار بين المشابهة والتطابق!! أو؛ أن مقولتك هذه تفيد بشدة التشابه ولكنها ليست على يقين من التطابق!! وإّذن فأمر المطابقة بين الحقيبة والزجل الأندلسي (الحقيبة هي الزجل الأندلسي والزجل الأندلسي هو الحقيبة) لم يحسم بالنسبة لي، وعليه فليس مقررا عندنا!!
    أو، وهو ما حصل، أن القول هكذا بالتطابق، هو مقولتك (مقولة البحث) النهائية التي ألبست علينا بآخرة، وايضا فهذا ليس من المتفق عليه...
    وكما سبق القول، عندي لا يجوز الكلام عن تطابق ما لم تتطابق العاميات والأوزان في النطمين (وهذا زجل، فهيهات) وأقل التطابق لا يكون إلا عن تطابق تام في الخصائص اللغوية للعاميات المعنية.. وفي ظل غياب التحليل العروضي، أغامر بالزعم المنطقي؛ أن الأوزان في الحقيبة إما معيارية أو مسودنة على التنغيم السوداني، بعلة وزحاف وجوازات وكسر وغيرها. وأن عامية الأندلس ليست هي عامية السودان العربية (السوربية) ولا خصائصهما نفس الخصائص..
    ما أقوله هو؛ أن في الحقيبة استعادة وتقليد لتقاليد الزجل الأندلسي المملوكي وللغته وإنه في مرجعيتها اللغوية والفنية.. هذا متفق عليه بالشواهد وبإجماع، وهو مستفاد من بحثك هذا الرائد. وما كان له ليكون لولا فضله.. المهم؛ الإقرار بالفضل لا يعني الموافقة على كل النتائج، وخاصة التي تقول بالمطابقة..!!
    ++++

    **المقولة الثانية:-
    وتقول عن قصيدة سيد عبد العزيز
    Quote: فعلا أقرب للموشحات في البنية الشكلية مع أنها ليست في الحقيقة كذلك
    وكأنني قد قلت أنها موشح!! لم أقل بذلك! بل كتبت بأعلاه أن شاعر القصيدة: “ما ترك شاردة أو واردة لبنية التوشيح/الزجل القديمة ولم يستوفها” فهذا انما جاء من باب اسيتفاء المعنى بالمبالغة، وإلا، فهي أصلا قصيدة عامية ولا يجوز أن تتطابق والموشح الفصيح إلا كما شابهت بنية الزجل الأندلسي نفسها لبنية الموشحات. البنية ولا شيء أكثر..
    وهذه فرصة للاستطراد بحيثيات..
    نعم، المهم في هذه القصيدة هو هذه "البنية الشكلية" ذاتها، وهو من المتفق على إنه لا يتأتى عن صدفة أو منقطعا عن الموروث الأدبي. كما اتفقنا على أن هذا الموروث لابد وأن قد تم تحصيله بالمعرفة والدرس وبالتدريب والتطبيق.. وزدتُ بأنها حلقة في متسلسل فني متصل ومتصاعد من أصول سودانية وعبر سلالم التقليد المتعمد إلى ذرى التجويد الفني كامل السودنة..
    وصحيح أنه لا يمكن فنيا، تصنيف هذه "الأغنية" كحقيبة، ولكن ليس لأنها (ليست زجلا أندلسيا) كما تقول أنت. فالحقيبة كلها ليست "زجلا أندلسيا" إلا مجازا عن شدة التقليد. ((هي زجل سوداني استعاد تقاليد الزجل الأندلسي المفصّح والمملوكي المعدّل، سواء في اللغة أو الصورة أو المثال، بل وكثيرا ما استعار تقاليده الأولى في البنية والهيكل. وذلك لأسباب تتعلق بتوفر هذا النمط وأمثلته، للدرس وللمجاراة، من المصادر الأدبية لعصر الحقيبة. وأيضا سهلته مقاربة عامية العصر المملوكي للعامية الوسطسودانية. وكل هذا حدث في ضمن استعادات ماضوية فرضت نفسها على النفسية والساحة الأدبية السودانية)).. ونعم إنها، أي قصيدة (باسم الحب)، ليست من نمط الحقيبة، لأن الحقيبة مركب (شعري لحني) زجلها يتصل اتصالا حميما بالتقليد في لغته وصوره وأخيلته، وبنيته السائدة فغالبا أقرب للشكل التقليدي (العمودي لو جاز لي). أما هذه القصيدة فقد فارقت التقليد الحقيبي الغالب، بعمق سودنتها في اللغة والصورة والخيال، وبما فيها من تنويع بنائي اقرب لتقاليد الأصل في الموشح. هذه هي مفارقتها لنمط شعر الحقيبة. ولم أقل أن ذلك بسبب من كونها موشحا(فهي ليست) أو لكونها ليست زجلا (فهي زجل)!!
    الشاهد في أمر هذه الأغنية أعلاه؛ أن شاعرا من شعراء الحقيبة، في خضم عصر الحقيبة نفسها، وانطلاقا من تجربته الحقيبية، وتساوقا مع الإمكانات اللحنية والموسيقية المحدثة والجديدة، قد كتب مثل هذه الأغنية انطلاقا من تقاليد التوشيح الأصل، والتي طبعت بطابعها المعدل بنية الزجل الأندلسي والمملوكي.. وهذا الشاهد مما سيزيل الغرابة، التي افترضها البحث، سواء عن فجائية انقطاع الحقيبة أو عن مقولة عبيد عبد الرحمن التي مفادها أنه قد {"عمل للكاشف شعرا مختلفا"} وهي المقولة التي ستضفي عليها جملتك هذه:
    Quote: (عبيد عبد الرحمن قال فيما معناه إنه هو الذي أنهى نمط الحقيبة عمداً (لم يقل لماذا) فقط قال "عملت لإبراهيم الكاشف شعر آخر مختلف")
    ستضفي عليها مزيدا من الغموض الذي يبدو لي متعمدا.. التعمد يبدو لي بقرينة كلمتيك: (عمدا، لماذا)!!

    عصر الحقيبة انتهى بتصاعد الموسقة الجديدة، وبنضوج الشعر عبر التقليد، ترافقا مع تصاعد السودنة والنهضة الأدبية.. هذا بالضبط وتماما كما حدث لآداب الفصحى.. قصيدة سيد عبدالعزيز مثال شاخص على ذلك، كما أن مقولة عبيد عبد الرحمن هاته، لا يجب أن تقرأ إلا كتأكيد لسبقه التجديدي في مقارنة لنفسه بالعبادي مثلا كأول من (عمل لسرور شعرا مختلفا).. وعلى أية حال فهي ليست تقوم مقام الشهادة على الإصطناع، بل على السبق إلى التطوير.

                  

09-06-2018, 01:44 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    دي نقطة مهمة جدا

    Quote: عصر الحقيبة انتهى بتصاعد الموسقة الجديدة، وبنضوج الشعر عبر التقليد، ترافقا مع تصاعد السودنة والنهضة الأدبية.. هذا بالضبط وتماما كما حدث لآداب الفصحى.. قصيدة سيد عبدالعزيز مثال شاخص على ذلك، كما أن مقولة عبيد عبد الرحمن هاته، لا يجب أن تقرأ إلا كتأكيد لسبقه التجديدي في مقارنة لنفسه بالعبادي مثلا كأول من (عمل لسرور شعرا مختلفا).. وعلى أية حال فهي ليست تقوم مقام الشهادة على الإصطناع، بل على السبق إلى التطوير.


    متى بدأت مرحلة شعر الحقيبة.. كم استمرت.. كيف انتهت ولماذا.. ثم من هم شعراء الحقيبة ولماذا لا يوجد أي شخص خارج الدائرة المعلومة نظم على نهج الحقيبة تلك الأيام أو بعدها؟.

    وأسئلة أخرى: هل توجد مقالة أو رسالة أو كتاب أو مذكرات خلفها شعراء الحقيبة ولو كانت رسائل للأصدقاء أو خطابات غرامية في الفترة من 1921-1950؟. وهو الزمن الذي عاشته نمطية الحقيبة.

    هل كان يحق لأي سوداني النظم على نهج الحقيبة؟. هناك شعراء ذلك الزمان في كل مدن وقرى السودان يصنعون أنماط شعرية عمرها مئات السنين مثل الدوبيت والمسدار والمناحة والحماسة وما يزال الكثير من الناس يفعلون ويعرفون بالسليقة فن شعرهم.. لكن لا يوجد أي شاعر وعلى وجه الإطلاق (غير ال 16 المعلومين وهم زملاء واصحاب وجيل واحد) في موقعهم المحدد.. لا احد غيرهم نظم على نهج الحقيبة ولا توجد حتى مجرد محاولة.. لأنه غير ممكن!. كمان لا توجد امرأة واحدة في حين كانت بنونة سنة 1818 وجاءت بعدها رقية وكانت قبلهما شغبة وبت مسيمس والمزيد!.. لماذا هذا الشعر (الحقيبة ) ذكوري بحت؟.

    الأجابة على تلك الأسئلة ستكشف لنا الكثير مما خفي علينا حول الحقيبة!.. ح نقيف في الحتة دي بهدوء.. هناك بعض الإجابات الهامة اوجدها البحث وأخرى في انتظار الكشف حتى يكتمل علمنا بالشيء.

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-06-2018, 01:50 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-06-2018, 10:46 PM)

                  

09-06-2018, 03:00 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    ما دام هنا برانا نعمل "بريك" صغير هاشم ونواصل بعدها محاولة الإجابة على الاسئلة الاخيرة.

    Quote: نكات وطرائف على هامش البحث في الحقيبة (حلقة 1)

    واحد قال لي مشكلة البحث إنك مشعبو بديت بشعر الحقيبة وفي النص شعراء الحقيبة نفسهم بقيت تبحث فيهم. قلت ليه دا شيء طبيعي هسا لو جيت ماري بواحد من المطارات الدولية وشايل ليك شنطة "حقيبة" مش بفتشو الشنطة وبفتشوك انت ذاتك "أنا بعمل نفس الشي" ولو لقوك شايل ممنوعات بتحفظو عليها وعليك حتى تكتمل التحريات.. قال لي "ايوة". ايوة دا المنطق.. ولو في غلط في الإجراءات ممكن تشتكي لإدارة المطار أو الجمارك أو تشتكي في المحكمة.. ويدوك تعويض بعد الإعتذار الرسمي. لكن إجراءات المطار "البحث/التفتيش" لا بد أن تتواصل لسلامة الوطن والمواطنين.
    ---
    واحد كتب مداخلة في إحدى بوستات الحقيبة قال "الكلام دا قديم ما جديد/إفتراضات البحث" وقال عنده الدليل.. جاب رابط مقالة طويلة عن الموضوع لقاها في موقع الراكوبة.. وبكل طمأنينة خت الرابط في البوست العام وقعد يتكشم ويستهزأ بشهية دون أن ينتبه للإسم المذيله به المقالات.. إسمي.
    ---
    كم واحد من مغرمي الحقيبة طلبو سيرتي الذاتية.. طبعاً مفترض الأكاديمية والمؤهلات العلمية.. طلع ما كدا.. أتضح في النهاية دايرين يعرفو الجيهة والقبيلة.. اللعنة!.
    ---
    عدد من مغرمي fans الحقيبة وبعض الناس العاملين بيها بيزنس قررو يقاطعوني وما يدو أي معلومات اثناء تداخلهم في الموضوع على بروفايلي عشان قالو بستفيد من المعلومات في تعضيد إطروحة البحث الذي يتمنون فشله بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.. المعلومات هي المناسبات التي كتبت فيها تلك القصائد واسماء الأحياء والشوارع.. زي كدا.. في الحقيقة أنا محتاج أتعلم وكل معلومة مفيدة.. ولا أدعي العلم أكثر من اي زول.. اشعر بجهلي في كثير من مناحي الحياة.. بس للأمانة مثل تلك المعلومات غير مهمة للبحث وهي متوفرة في قوقل كان في ضرورة. التحية لجميع الأصدقاء ضد ومع مبدأ البحث.. الناس أحرار.. هذا هو فهمي.
    ---
    واحد قال لي أنا من "حلال الجعليين" من ما بدأ الموضوع دا أنا ساكت عشان ما يقولو المسألة قبلية.. قلت ليه وانت رأيك شنو في البحث.. قال لي والله ما قريتو لسا لكن نحن معاك على كل حال.. قلت ليه والله فعلاً اذا جيتنا بالطريقة دي بتكون دي قبلية.. وقبيلة أم درمان تاني بتقوم علينا!.
    ---
    الشنب.. أجمل واروع حاجة عاجباني في العكة القايمة على جانب موضوع الحقيبة دا.. قصة الشنب.. ناوي أكتب عنها مقال كامل.. أتمناه دسم.. تكررت عشرات المرات.. عبارات يا أب شنب.. حالق شنبو.. ما عندو شنب.. هلا هلا أب شنب.. تهكم.. روعة.. والله في البداية ما فهمتها لغاية واحد من الأمدرمانيين الأصيلين وناشط مهم وهو ( ع. ا. البنا) إستحقرني بلا شنب وقال الزول دا حاسد شنبة الناس ديل" قصدو مغني وشعراء الحقيبة" حسادة بس. دا تفسيره السحري لكل القصة دي!.

    و هو كدا فاهم انو حسم الموضوع وجاب الديب من ديلو وحسم بحث علمي مزعوم وانتصر لقبيلته الامدرمانية/الحقبنجية أو حسب تصوره.. هذا الشاب مجرد مثال.. ولا أعرفه قبلها ولا يعرفني.. وله كل الود والاحترام ما خلا ذلك والقصة عندي بسيطة.

    المهم: يعني بإختصار بعض الامدرمانيين معترضين على زول حالق شنبو يتكلم في "حقيبتهم" أو يعمل فيها بحث.. بالله شوف التمدن دا!. 100 سنة حقيبة وعيش إسمي في العاصمة لكن المخيال بدوي!.

    معناه الحقيبة لا رسالة لها في التربية أو التهذيب أو الثقافة أو التمدن.. أهم شيء التمدن/الحداثة!. الحقيبة لو يعلمون اصلا اتعملت عشان المدنية والتمدن الحقيبة بس فشلت والدليل ناسا ديل بعد مية سنة من نشأتها ومية سنة من بدلة خليل فرح المزكشة الملونة!.

    بهذا الفهم أن الباحث "الجد" لازم يكون مربي شنب مدنكل وفي ضراعو سكين وشايل عكاز مضبب بالضبط وكأنه قروي شهم من البطانة أو راعي أغنام فارس اصيل من الفيافي (القرويين والرعاة ممكن يكونو متمدنين أكثر من اهل المدن طبعا، لان الوعي المدني غير أصيل في السودان).

    راجع لطفاً البحث الآخر الذي نشتغل عليه عن نفسيات الزول السوداني، هناك روابط للدراسة وفيديوهات/تسجيلات صوتية عملتها على أثر الدراسة في سايكلوجية الزول السوداني، تجدونها في النت وفي حائطي على الفيسبوك.
    هذا ليس بغريب بالنسبة لي لأن أمدرمان لا تزال قرية فقط كبيرة أو هي أكبر قرية في السودان وهي في الحقيقة ممكن تأخد جايزة أكبر قرية في العالم (هذه حقيقة عندها أدلتها العلمية) أنا هنا لا أمزح!.

    وما الفخر الأم درماني إلا إستعاضة موازية للفخر القبلي (لدي عدة مساهمات من سنوات في هذا المبحث) أسميتها: الفخر الأمدرماني المزمن.

    ذلك طبعا من مخلفات مخيال القرية والقبيلة إذ لا فردانية بل أهل أم درمان جماعة متفردة صلدة تتميز بالعزة والشرف والكرم والضكرنة والأشنبة وأي باحث عندهم بشنبو وإلا يبقى خايب وممنوع من البحث. وهو إذن إهانة لتاريخ ولتراث القبيلة الامدرمانية الجريحة التي تبحث عن شرفها بين القبائل.. يا لعار المدنية والتمدن!. . ناهيك عن الحضارة! .

    الخيارات الفردية في لبسك وجسمك ممنوعة أما الرأي المختلف عن شياخة القبيلة طبعاً مكن ينفيك من القبيلة ويؤدي بك إلى الجحيم.. لا بد أن تكون نسخة مطابقة لمخيال الجماعة.. هذا بالزبط هو وعي القبيلة. إنها أم درمان.. القبيلة.. أم درمان قبيلة. قبيلة جميلة.. لكنها ليست بلا علل زي كل القبائل.
    ---
    عشرة من اصحابي عايزين يألفو كتب عن الحقيبة.. منهم المحامي الشهير حاتم الياس.. بس نفس كلامي.. أو نقد لكلامي.. تمام.. أربعة دور نشر عربية (غير سودانية) أتصلت بي لنشر البحث عندهم.. وواحدة بس سودانية.. (المعلومات في بوست سابق). كله تمام!.. شكراً للجميع ومحبة أكيدة.

    كم جريدة سودانية وتلفزيون "واحد" طلبو مني أن ينقلو موضوع البحث عندهم وعندما قلت لهم ليس مجانا.. زاغو.. لو قالو مفلسين كان أديتو ليهم ساي مع أن جرايدهم شكلها كضومة كبار وحناجرها صغيرة.
    بس في جريدة واحدة أتصرفت وسرقت كلامي بتصرف وهسا وعدت القرا كل إسبوع ملف ثقافي كامل حول الموضوع (الجريدة إسمها: الدار).

    آخر طرفة أن صديق عزيز بلا كثير تفكير طلب مني أن يتبنى حزبه السياسي العريق بحثي عن الحقيبة. دي أكتر حاجة حيرتني!.

    بالله هسا دا حال ناس يعملو ليهم بحث في حقيبتهم :).

    الليلة قلت نتونس شوية .. الدنيا نهاية إسبوع.. وكل يوم وانتم طيبين.. ومحبة أكيدة وود وأحترام وسماح وتسامح متبادل

    محمد جمال الدين .. ملاحظة الكلام دا السنة الفاتت يونيو 2017.. حاجة انتهت بس تبقت المعاني والبحث انتهى بس تبقت نتيجته.
    شطبت أسماء الأصدقاء المذكورين في الكلام لأنه ليسو أعضاء هنا حد علمي ما عدا المحامي حاتم الياس
                  

09-06-2018, 10:42 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    نرجع للأسئلة ونجي بالوثائق الممكنة في شكل صور من كتابي مبارك المغربي والطيب ود الرضي

    وهذه الأسئلة للتامل ثم نطلع على الوثائق التي قد تبرز النظام الصارم الذي كان متبعاً تلك الأيام
    Quote: متى بدأت مرحلة شعر الحقيبة.. كم استمرت.. كيف انتهت ولماذا.. ثم من هم شعراء الحقيبة ولماذا لا يوجد أي شخص خارج الدائرة المعلومة نظم على نهج الحقيبة تلك الأيام أو بعدها؟.

    وأسئلة أخرى: هل توجد مقالة أو رسالة أو كتاب أو مذكرات خلفها شعراء الحقيبة ولو كانت رسائل للأصدقاء أو خطابات غرامية في الفترة من 1921-1950؟. وهو الزمن الذي عاشته نمطية الحقيبة.
    هل كان يحق لأي سوداني النظم على نهج الحقيبة؟. هناك شعراء ذلك الزمان في كل مدن وقرى السودان يصنعون أنماط شعرية عمرها مئات السنين مثل الدوبيت والمسدار والمناحة والحماسة وما يزال الكثير من الناس يفعلون ويعرفون بالسليقة فن شعرهم.. لكن لا يوجد أي شاعر وعلى وجه الإطلاق (غير ال 16 المعلومين وهم زملاء واصحاب وجيل واحد) في موقعهم المحدد.. لا احد غيرهم نظم على نهج الحقيبة ولا توجد حتى مجرد محاولة.. لأنه غير ممكن!. كمان لا توجد امرأة واحدة في حين كانت بنونة سنة 1818 وجاءت بعدها رقية وكانت قبلهما شغبة وبت مسيمس والمزيد!.. لماذا هذا الشعر (الحقيبة ) ذكوري بحت؟.

    الأجابة على تلك الأسئلة ستكشف لنا الكثير مما خفي علينا حول الحقيبة!.. ح نقيف في الحتة دي بهدوء.. هناك بعض الإجابات الهامة اوجدها البحث وأخرى في انتظار الكشف حتى يكتمل علمنا بالشيء.


    https://up.top4top.net/

    https://up.top4top.net/

    https://up.top4top.net/

    https://up.top4top.net/

    https://up.top4top.net/


    https://up.top4top.net/


    https://up.top4top.net/

    https://up.top4top.net/

    https://up.top4top.net/

    * أيام البحث في الحقيبة (أبريل/سبتمبر 2017) حصلت على مئات الوثائق شارك في جمعها عدد كبير من المتعاونين (البحث كان تفاعلي عبر الفيسبوك) .. الحقوق الأدبية ستكون محفوظة.


                  

09-07-2018, 00:14 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: أن البحث في الحقيبة لم يكن معنياً في حد ذاته بل هو جزءً من بحث أشمل حول زمان وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي". ووجدنا بغتة متشابهات لافتة للنظر من العامية الأندلسية مع العامية السودانية عبر القراءة في الأزجال الأندلسية وهي مكتوبة في الأساس بالعامية الأندلسية القديمة (ولذلك علاقة عضوية بمحاولة الاجابة على سؤال زمن ومرجعية وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي.

    عزيزي الباحث محمد ورفقه الميمونة ..
    ربما أخذ بحثك عن الأزجال الأندلسية و سيادة العربية في الوسط النيلي بعدا سوسيولوجيا لو تضمن برنامج البحث هجرة الشناقيط إلى السودان وأثرهم الثقافي ..
    قال الكاتب حسن نجيلة عن كثافة القادمين منهم أنذاك بأنها كانت تعادل ما يقدر بعدد واحد أو أثنين يوميا .
    وفي مقال بصحيفة الانتباهة للصحفي الصادق الرزيقي كتب التالي:
    Quote: ولم تكن موريتانيا وليدة صدفة تاريخية مثل بلدان كثيرة في العالم، كانت حقيقة موجودة من سحيق التاريخ والزمن، منذ العهد الروماني حيث كانت تُنسب للقيصرية ويلحق اسمها بطنجة في المغرب وكانت تسمى موريتانيا الطنجية نسبة للمنطقة الشهيرة في المملكة المغربية، فقد كانت ومنذ الفتح الإسلامي لشمال إفريقيا والأندلس ثم بعد قيام دولتي المرابطين والموحدين، أرض هجرة للعرب والقبائل الصحراوية والأمازيغيين
    ظلت العلاقة بين بلاد السودان وبلاد البيضان أي موريتانيا، علاقة ضاربة بجذورها في عمق التاريخ، حيث تتوحد الوشائج الناتجة من الدين واللغة والثقافة والمذهب المالكي والطرق الصوفية، وحدثت هجرات قديمة من موريتانيا إلى السودان في الحقب السابقة وكان طريق الحج أحد أهم روافد هذه الهجرات، واستوطن عدد كبير من الشناقيط السودان وكان لهم دور بارز في تاريخه الحديث ومنهم دعاة ورجال دين وعُمار مساجد كما هو الحال في مدن غربي السودان ووسطه ومنهم رجال سياسة وعلم وأدب مثل محمد صالح الشنقيطي، ومدينة الثورة بأم درمان تحتضن أهم شوارعها باسم الشنقطي وهو أشهر من نار على رأس جبل..
    وتتلاقى العادات والثقافات والتقاليد بين البلدين والشعبين في مجالات شتى، وتتشابه الظروف والأمزجة وربما عبقريات الأمكنة مثلما تتشابه المشارب والمنابت الحضارية والثقافية التي تتشكل منها سمات البلدين.. ومشتركاتهما الشاخصة التي لا تخفى على ذي عين وبصيرة.
                  

09-07-2018, 07:44 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد على طه الملك)

    أهلا بيك مولانا محمد طه الملك
    نعم بحث الحقيبة لم يكن مخطط أو معني لذاته كانت محض صدفة إذ كنت وما زلت منذ عدة سنوات اشتغل على بحث في ديموغرافية السودان أي السكان عبر القرون.. وضمنه برزت قضية اللغة/اللغات ماهيتها والتحولات التي جرت بها وأسباب ذاك ومن هنا وبمحض الصدفة قفزت الحقيبة كجزئية صغيرة لكنها مهمة لتشكيل اللوحة المعرفية الكلية للسودان الحديث.


    Quote: أن البحث في الحقيبة لم يكن معنياً في حد ذاته بل هو جزءً من بحث أشمل حول زمان وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي". ووجدنا بغتة متشابهات لافتة للنظر من العامية الأندلسية مع العامية السودانية عبر القراءة في الأزجال الأندلسية وهي مكتوبة في الأساس بالعامية الأندلسية القديمة (ولذلك علاقة عضوية بمحاولة الاجابة على سؤال زمن ومرجعية وكيفية سيادة اللغة العربية في الوسط النيلي.


    العامية السودانية عندها مصادر عديدة من أهمها ما تبدى حتى الآن من مرجعية في المغرب العربي والاندلس المندثرة.. هذا تم شرحه في مكانه.. وطبعا مع تناغم مع اللغات الأصيلة كالنوبية والبجاوية غير أن مرجعية كم الكلمات ذات المرجعية المغاربية ليست في الزجل وحده وإنما في إنماط أخرى عديدة من المناشط اللغوية المدونة والمروية. وأظن اختيار النسخة الزجلية السودانية جاء على خلفية الدراسة التي قامت بها السلطات البريطانية 1905-1910 في العامية السودانية لأسباب عملية هي فهم مخيال الإنسان السودان بغرض تسهيل أمور الدولة والمجتمع (سلاسة السلطة ) وضمت لجنة العامية مصريين وشوام متميزين في زمانهم اضافة للقيادة الانجليزية برئاسة جيمس كري وزير المعارف ومؤسس ومدير كلية غردون التذكارية يساعده عمر طوسون باشا حفيد محمد على باشا الكبير.

    ودا كلام سريع بس حبيت أحييك مولانا واسالمك ونعود للحتة دي لقدام ان لزم و صباحك نور
                  

09-07-2018, 01:45 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    تحياتي محمد؛
    Quote: وأظن اختيار النسخة الزجلية السودانية جاء على خلفية الدراسة التي قامت بها السلطات البريطانية 1905-1910 في العامية السودانية لأسباب عملية هي فهم مخيال الإنسان السودان بغرض تسهيل أمور الدولة والمجتمع (سلاسة السلطة ) وضمت لجنة العامية مصريين وشوام متميزين في زمانهم اضافة للقيادة الانجليزية برئاسة جيمس كري وزير المعارف ومؤسس ومدير كلية غردون التذكارية يساعده عمر طوسون باشا حفيد محمد على باشا الكبير.

    لو وفرت لنا وثيقة بهذه الدراسة ننظر ما فيها ونقرأ ما جاء في توصياتها، فقد ينجلي بها الكثير من دوافع وغوامض الإشارات في مبحثك، وليس فقط حول اختيارهم لهذه (النسخة الزجلية السودانية!!)!

    Quote: وجدنا بغتة متشابهات لافتة للنظر من العامية الأندلسية مع العامية السودانية... ... العامية السودانية عندها مصادر عديدة من أهمها ما تبدى حتى الآن من مرجعية في المغرب العربي والاندلس المندثرة ... الكلمات ذات المرجعية المغاربية ليست في الزجل وحده وإنما في إنماط أخرى عديدة من المناشط اللغوية المدونة والمروية.
    هذه أيضا ستحتاج إلى شواهد بألفاظ تأتي من "خارج" المشترك ذي الأصل الفصيح لأن هذا متداول في كل النطاق اللغوي العربي.. وربما أيضا إلى شواهد من تصحيف مشترك أو شواهد صرفية وأسلوبية وغيرها..

                  

09-08-2018, 02:12 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    مساء الخيرات على الناس الأُبهّات،

    قرأت فتفاءلت وقلت؛ إن محمد جمال ممن يراجع ويتراجع.. وهذا جميل يا زميل؟

    لاحظت لمراجعتك عدد الشعراء بقائمتك الأولية لشعراء الحقيبة، فبعدما كان العدد الأولي ١٤ شاعرا فقط، فقد أصبح ١٦ ههنا بأعلاه؛
    Quote: (غير ال 16 المعلومين وهم زملاء واصحاب وجيل واحد)
    أعرف أنك قبلا قد أضفت “محمد عبدالله الأمي” بعد مراجعات الزملاء، فأصبح عددهم ١٥، والآن بما أصبحوا ١٦ فأرجح أنك قد اضفت {أحمد عبدالرحيم العمري "العمرابي" ١٩٠٢-١٩٤١}.. هما الأثنان فممن لم تشملهم قائمتك الأولى. وهذا الأخير بالذات لا أعرف أصلا كيف سقط من تلك القائمة الأولى وهو من الأبكار المؤسسين للحقيبة. وأيضا فهو أحد (فرسان كلية غردون الأربعة) ومذكور في تسجيلات (المشكوك فيه وطنيا بحسبك) السيد ديمتري البازار التلفزيونية..

    وطالما باب المراجعات مفتوح أو موارب، فمما أرجو مراجعته في بوست الملخصات الأصلي، أن أشياء مثل عمالة ديمتري، شخصية سرور المتنمرة، علاقة فلان وعلان بسلاطين ومدير البوليس الانجليزي، المدرسة الامريكية والإرسالية وكلية غردون، بث (عازة في هواك من لندن سنة ١٩٥٢) استخدام والتشديد على كلمات كـ"أسرار ومفاتيح السر" لشعر وغناء الحقيبة، إلخ إلخ.. ليس من باب نفيها وتفنيدها، فهي إشارات قد تصح على مستوى الأشخاص وقد تساعد في النظر لعموم الجو السياسي والتعليمي بالعهد، ولكنها لن تصلح لتفسير كيفية انبثاق الحقيبة كفن شعري وغنائي ولا لشرح كيفية انوجادها في الوجدان واندغامها في الصيرورة الزجلية السوربية.. هذا مما يشغلني لأختتم هذا (السفاري) في البوست الأصل.


    ثم تقول يا محمد:-
    Quote: لا احد غيرهم (اي الستة عشر شاعرا) نظم على نهج الحقيبة ولا توجد حتى مجرد محاولة.. لأنه غير ممكن!. كمان لا توجد امرأة واحدة .. .. .. لماذا هذا الشعر (الحقيبة ) ذكوري بحت؟. الأجابة على تلك الأسئلة ستكشف لنا الكثير مما خفي علينا حول الحقيبة!.. ح نقيف في الحتة دي بهدوء.. هناك بعض الإجابات الهامة اوجدها البحث وأخرى في انتظار الكشف حتى يكتمل علمنا بالشيء.
    تستغرب أنه لا توجد حتى مجرد محاولة وتزيل الغرابة بقولك: لأنه غير ممكن!! بدوري أتساءل على تساؤلك: ألأ نؤمن بالتطور أم ماذا؟ من ذا الذي سيحاول تقليد نمط شعري وتنغيمي يغادره أهله، كما رأينا، إلى أنماط موسيقية جديدة هي بالتآذر مع الإذاعة واضطراد الحالة المدينية، قد اصبحت وهي تفرض نفسها بقوة متزايدة وعبر جيل أكثر تجديدا نوعيا وكميا ومن إذاعة متطورة يوميا؟ أفهم منطلقك في طرح وبث السؤال لترسيخ فكرة الغموض حول نشأة الحقيبة، وأنها كانت نشأة عن لاشيء شعري سوداني! ولكن، ربما لو كنت توفرت على إجابة هذه الأسئلة التالية نفسها فسنجد معك السر! السؤالين؛ لماذا هذا الشعر ذكوري بحت؟ ولماذا لا توجد أي امرأة بين الشعراء؟ (بين شعراء ما بعد المهدية مباشرة في مدينة المهدية ذاتها!!) فها هما سؤالان ولا محالة سيفتحان المبحث على تبدلات الحالة الاجتماعية/الثقافية التي انبثقت ونمت فيها أغنية الحقيبة قبلما اندغمت في سيرورة التجديد..
    وكما سبق وأكثرت في قولي؛ إن غياب هذا النظر التحليلي لحراكات المجتمع بآنها، وتجليات ذلكم الأدبية والفنية، هو السبب في عتمة حيثيات الكثير من نتائج هذا المبحث، وبالتالي في إثارة الخلاف حولها..


                  

09-08-2018, 02:45 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    تلك قضايا المداخلتين أعلاه، خير وبركة،
    ولكنني مهتم أكثر، بل وتمنيت لو تراجع لي حكاية التشابه/التطابق دي..
    أعني ما تقوله من تشابه/تطابق بين الزجلين السوداني والأندلسي كما في زعم ومراوحات كثير من مراحل هذا المبحث.
    لماذا لا يكتفي المبحث المحمد جمالي باكتشافه لتقليد الحقيبة للزجل الأندلسي المملوكي، بل يطمح إلى التأكيد على أن الزجل الحقيبي هو عينه الزجل الأندسي وبالذات. طبق الأصل؟؟
    هل لهذا علاقة بأطروحتك عن مصادر العربية السودانية التي تضمنت المصدر الأندلسي في هذه المصادر؟
    ثم ما علاقة الأصل الأندلسي للحقيبة بتوصيات لجنة جيمس كري وشوامه ومصرييه المتعلقة بترقية الفن السوداني؟ ننتطر هذع الوثيقة!!
    وكيف تنزلت هذه التوصيات الاستعمارية إلى خليل فرح والعبادي والعمري؟
    البوستات عامرة بالإشارات التي تفرض مثل هذه التساؤلات.
    خذ مثالا على أقوالك؛
    Quote: العامية السودانية عندها مصادر عديدة من أهمها ما تبدى حتى الآن من مرجعية في المغرب العربي والاندلس المندثرة.. وطبعا مع تناغم مع اللغات الأصيلة كالنوبية والبجاوية. غير أن مرجعية كم الكلمات ذات المرجعية المغاربية ليست في الزجل وحده وإنما في إنماط أخرى عديدة من المناشط اللغوية المدونة والمروية.
    ومما يتعلق بالمقتبس أعلاه، فأيضا هذا التالي:
    Quote: وأظن اختيار النسخة الزجلية السودانية جاء على خلفية الدراسة التي قامت بها السلطات البريطانية 1905-1910 في العامية السودانية لأسباب عملية هي فهم مخيال الإنسان السودان بغرض تسهيل أمور الدولة والمجتمع (سلاسة السلطة ) وضمت لجنة العامية مصريين وشوام متميزين في زمانهم اضافة للقيادة الانجليزية برئاسة جيمس كري وزير المعارف ومؤسس ومدير كلية غردون التذكارية يساعده عمر طوسون باشا حفيد محمد على باشا الكبير.

    هل تريد أن تربط بين شعر الحقيبة والمصدر الأندلسي لعربية السودان (السوربية)؟ أعرف عن افتراضك الأندلس مصدرا للغة العربية السودانية! ولا أمانع أن أعدد معك منذ الحقبة السنارية؛ الشيخ التلمساني والحسن ود حسونة وبالذات الشريف حمد أبودنانة الحجازي أنى سائحا من الحجاز عبر المغرب، وثم الشناقيط ومغاربة جيش محمد علي وغيرهم! هل هذا هو الأمر أم أن وراء الهجرات المغاربية ما ورائها من شعر لم نر له أثرا فيما قبل الحقيبة؟
    أسأل لأنني ارى تعسفا ملحا!! لقد أثرت لك بأعلاه شكوكي في أي وجود أكيد لأي أثر لغوي متصل يتوفر على زخم مباشر لـ(عامية المغرب الأندلسية المندثرة) على العامية الوسطسودانية ليؤهلها بذلك فتكون ميسرا ومسهلا لبعث الحقيبة وكأنما تناولوها من رفوف الذاكرة اللغوية والشعرية بعد طويل نسيان.. أنت نفسك تقول أنه لم يوجد في شعر السودان قبلا ما يشبه الحقيبة (أي لا يوجد ما يشبه “زجل الأندلس” بحسب ايحاءات في كثير أقوالك)! فكيف إذن لعامية ما أن تمازج أو تؤثر على عامية أخرى ولا تترك أثرا في شعرها؟؟

    وقبلا، فحتى الآن، لم تقدم لنا حيثيات كافية بين يدي هذه الفرضية الأندلسية المصدرية تكفي لتقنعني بأطروحتك حولها، والتي لا أراها الآن، أي الأطروحة، إلا كمحاولة منك لتفسير ما تراه أنت غامضا من أمر الحقيبة.. أما بالنسبة لي فلا أرى من هذا الغموض الذي نحيطها به، إلا ما ندّ منها عن التوثيق.. لا أزال أفسر الحقيبة وزجلها تفسيرا وسطسودانيا اجتماعيا وثقافيا يتواشج حميما بالسياسي الذي اكتنف تحولاتها ويكشف الكثير عن حقيقة انوجادها..

    وأما علاقتها بالأدب الأندلسي عندي، فلا تتعدى الأثر الناتج عن التقليد لما في “المصادر الأدبية العربية”، وهو أثر متعلق بكلية سيرورة التقليد في الأدب السوداني بوقتها كما جرى في موازاة التبدلات الاجتماعية.. حتى عامية الزجل "المفصّح" أندلسيا ومملوكيا والمدون في المصادر الأدبية، والتي كانت عامية مفصّحة وتشابه العامية السودانية المدينية بعصر الحقيبة، فهي دالة على الاجتماعي والثقافي والسياسي كما شرحه محمد المكي ابراهيم وأوردناه، بأكثر مما هي دالة على هجرة اللهجات المغاربية الأندلسية.. الأثر اللغوي الأندلسي من الكتب، هو الأقرب احتمالا أو تأثيرا على شعر الحقيبة من الأثر البشري المباشر..
    كل التوثيقات للأغراب المغاربيين الوافدين على أيام المملكة السنارية، لا تكاد تحصي من المغاربة غير معدودين متباعدين، يمكنك حتى أن تضيف لهم الرحالة اليهودي ديفيد روبيني قيل أنه أندلسي أصلا، والذي لم يطل به المقام في الأرجاء السودانية. ثم من؟ الفقيه حمد أبو دنانة، ساح في المغرب وتزوج ولكن المصادر تقول أن أصله حجازي! هل تسرب الأثر اللغوي عبر بناته السبع وأحفاده من آل الشربف البيتي؟ هل انسرب إلى الحقيبة عبر شعرائها العمرابيين من حفدة حامد أب عصا حفيد حمد ابودنانة، فتاثرت بهما الحقيبة أكثر مما تأثرت بجدهما أشعار المنطقة كلها فيما قبل الحقيبة؟؟ هل هذه منطلقات كافية لتقعيد الأثر الأندلسي المغاربي على عامية السودان الأوسط؟
    أسئلة لا تنتهي، ولكن، ما توفرت الحيثيات والشواهد، فلا مانع!!
    +++
    وإذن، فما سألتك أعلاه هو عما تقول به من هذه المشابهة/المطابقة.. وهما عندي ليستا بنفس الشيء ولا واحدهما هو الآخر إلا تعسفا يميل لتأكيد افتراضات بحثية لعينها قبل أن تتأكد هي نفسها..
    نعم زجل الحقيبة مختلف عما عداه سودانيا، ونعم يقلد الزجل الأندلسي المملوكي، وأحيانا يقلد حتى أجوائه وجغرافيته، ولكن، هل هو فعلا يطابقه؟ لو نقول نعم، فكيف؟ اللغة المشتركة بينهما كلها من الفصيح والملحون عنه المفصّح، العامي خاضع لتصويت وتصريف مختلفان بمحض اختلاف الواقع اللغوي الذي أنتج العاميتين، والأوزان لا تشبه الأوزان، أين المطابقة؟
    وكما أشرت لكم أعلاه، حتى التشابهات من العامية الأندلسية مع العامية السودانية. فهذه أيضا ستحتاج إلى شواهد قوية، بألفاظ تأتي من "خارج" المشترك ذي الأصل الفصيح، لأن هذا الفصيح متداول في كل النطاق اللغوي العربي.. وربما أيضا ستحتاج إلى شواهد من تصحيف مشترك لو وجد، ولشواهد صرفية وأسلوبية وغيرها..
                  

09-12-2018, 06:28 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)



    دا كلام أدناه من البوست الأساسي.. عشان هاشم ما يفهم اديناه إجازة هههههههههههه بس في هدنة :)

    هاشم نعود من جديد. . طابت ايامك وكل المشاركين والعابرين من هنا.. انا اعتبر مداخلاتك هنا افكار وإضافات وضوء ونقد وتطوير وتكميل وعصف ذهني ليس من خطتي أن اساجلها.. ما عدا الأسئلة المباشرة. ايرادي لمقولة صلاح أن ليس هناك حقيبة مادية توضع بها الاسطوانات ومن هنا جاء الاسم هذا من الاوهام السائدة إذ تلك هي الرواية الأساسية السائدة منذ البدء. ومن هنا أود أن أؤشر الى أن الكثير من القصص التي تروى ونسمعها كل يوم لم تحدث كما حدثونا وإنما فيها الكثير من نسج الخيال والقصة كلها عندها علاقة منذ البدء بالغموض الذي يضرب الحقيبة كنمط شعري وغنائي وملابسات تخلقه وانتهاء عهده بشكل مفاجئ ..هذا لم يحدث مع أي نمط شعري آخر في السودان المعاصر غير الحقيبة. نمط نشأ ومات في خلال ربع قرن فقط 25 سنة. . 1921-1950 في هذه الحدود. وحاولت تبيان لماذا يتم ترديده حتى تاريخ اليوم في النص الأساسي بداية هذا الخيط.اعتذار فني وادبي: معذرة لتشتت حوارنا بين البوستات الكتيرة اعرف هذه العلة .. وأقدر زمنك هاشم ولذا ربما أفكر في المستقبل في لملمة مشاركاتك القيمة عندي جدا في بوست خاص وأناقشها دفعة واحدة.. وهذا الاعتذار يشمل طبعا مولانا طه الملك وهو أول من نبهني إلى علة كثرة البوستات ولكنها قسمة ونصيب :).في المداخلة المقبلة ح اجي بمقطع عملته في الرد على مداخلة منصور المفتاح في بوست منصور خالد بالجوار كونه متعلق بنقاشنا هنا والتحية للمنصورين


                  

09-12-2018, 06:30 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    هناك نقطة هامة جدا لصاحبنا منصور المفتاح نحتاج أن نقاربها بروية، وهي كالتالي:
    Quote: لا بل فى الأدب المقارن فى شعر الهمباته وصعاليك العرب ما يزهلك ذات المواضيع وذات المعانى وذات القيم وذات الاهداف حذو الحافر بالحافر
    فى شرعية قود الأيانق وذلك مبذول ومعروف لكل من درس تلك المقارنات ففى الأدب العربى يقول شاعر
    العيس فى البيدا يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول

    ويقول ناظم الدوبيت:
    الناس فى العروض ما تقيسا بى تيبانا
    ما يهمك لباسم والعروض عريانه
    هم حراس رزق زى التكنو أمانه
    زى إبل الخلا الشايله السقا وعطشانه

    صحيح جدا كلام المفتاح هنا .. طبعا واضح في المقطعين أعلاه ان هناك مخيال شعري واحد من حيث المعنى والصورة الشعرية لكن النمط ليس واحد.. ولا توجد كلمات مفتاحية مشتركة.. إذ شاعر الدوبيت لم يستعر أي من الألفاظ من شاكلة العيس والبيدا والظما وانما قال ابل والخلا والعطش وهي كلمات من صميم عامية المنطقة. إذ اللغة ليست واحدة ولا البحر الشعري ولا التفعيلة ولا القافية.. انها أنماط شعرية مختلفة فقط تشترك في بعض الصور والأخيلة الشعرية أي المعاني المجردة.. هذا مفهوم طبعا.. قل هناك تناص. لكن انظر هنا زجل وحقيبة:

    ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
    وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
    وابتسم لي عن نقا ثغرو .
    زجل.. صفي الدين الحلي 1339م
    ---

    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    وحاله حال الواقف في الحساب مأسور
    (سيد عبد العزيز 1900-1976)

    ماذا يجري هنا!. انظر المقطع التالي مرة تانية من قصيدة سيد عبد العزيز وتحته مقطع صفي الدين الحلي وتأمل لتكتشف من تلقاء نفسك أن الصورة الشعرية متطابقة تماما كما الكلمات.. فقط مع تحويرات شكلانية هدفها الابهار:
    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    وحاله حال الواقف في الحساب مأسور .. (سيد عبد العزيز 1976)

    الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
    وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
    وابتسم لي عن نقا ثغرو .. (صفي الدين الحلي 1339م)
    ---
    وابتسم لي عن نقا ثغرو (صفي الدين الحلي)
    والبروق تتلامع من بسوم ونحور (سيد عبد العزيز)
    في الحالين الصورة الشعرية بريق ونور ونقاء ابتسامة من الكائن موضع الغزل. والكلمة المفتاحية (ابتسم عندي صفي الدين وبسوم عند عبد العزيز)
    ---
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور (صفي الدين الحلي)
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور (سيد عبد العزبز)

    الصورة الشعرية أن هناك نظر/جفن في الحالين ناعس/محتشم/كسير لكنه يستطيع أن يكسر القلوب برغم وهنه البائن ومما يجعل الناس تتعجب من هذا الكاسر المكسور.
    وهنا واضح بجلاء أن الصور والأخيلة الشعرية في قصيدة سيد عبد العزيز مستلفة من عمل صفي الدين الحلي كما هو أيضا واضح من الكلمات المفتاحية والتفعيلة والوزن الشعري كله متطابق بما في ذلك القافية.
    هذا المقطع انطبقت عليه جميع مواصفات الزجل التي أعملناها وهي:
    1. الجمل والكلمات المشتركة/المطابقة 2. الصور الشعرية (كالوصف والتجسيم) مثل عبارة: الصدير الطامح والحشا المبروم 3. الأخيلة الشعرية ك:عزة في هواك نحن الجبال/مثال توضيحي 4. الأوزان والقوافي والجرس الموسيقي ولزوم ما لا يلزم كالسجع 5. اللغة (فصحى/دارجة/هجين) ونظرة في اللحن من قبيل تحريك الساكن وتسكين المتحرك 6. الأغراض (الغزل مثال) 7- الصنعة إذ أن الزجل هو فن المجاراة 8. نزعة الحنين إلى فردوس ضايع/مفقود.

    ولذا يمكن تصنيف مقطع سيد عبد العزيز كابداع اصيل في نمطية الزجل وهو فن المجاراة أو هي إحدى اهم خصائصه.
                  

09-13-2018, 01:34 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    تحياتي محمد جمال الدين، وتشكراتي.
    Quote: انا اعتبر مداخلاتك هنا افكار وإضافات وضوء ونقد وتطوير وتكميل وعصف ذهني ليس من خطتي أن اساجلها.. ما عدا الأسئلة المباشرة.
    يا أخي أشكر لك هذا المعروف الكبير والفضل منك سابق.
    أنا أيضا أعتقد أن هذه هي الخطة والطريقة المثلى الآن؛ ألا يكون سجال سوى موضوعيا بين الأفكار. ليس بالأسئلة والردود، بل بالحضور الموازي. أفكارك موجودة وأفكار الآخرين موجودة وسيستفيد الكل من هكذا الجوار.. لست هنا لأغالطك عن حمية شخصية، بل في الحقيقة أنا في غاية الإعجاب بتفاكيرك وأقاربها من موقع الاحترام والتقدير الكبيرين، وسواء نتفق أو نختلف فلا ضير بل وتتطور بذلك أفكاري وأرجو أن يكون كذلك هو الأمر والحال في تفاكيرك.
    وبالرغم من الاختلافات الصغيرة والكبيرة فإنني أصلا أقر لك بالفضل كله في إثارة هذه القضايا وفي الطرق على مفاصل سكونها وبنفض الغبار عن أحداث وأفكار منها لم تكن معروفة أو مشهورة.. نختلف على تفسيرها وعلى ارتباطها بالصورة الأشمل ولكن فضل توفيرها للنظر راجع لهذا الجهد الذي تبذله بالخصوص.. عليه، فلنعتبر كتابتي معك هنا مجرد عصف ذهني موازي ربما يكون خطؤه أكثر من صوابه، ولكن أنا جد مستمتع به وأرجو الأ يضار به أي أخر، والأهم إنه ما كان سيكون لولا مبادرتك الفكرية، ودائما، فمن موقف التقدير..
    بل وقد فكرت أيضا؛ ما أن ينتهي محمد جمال إلى خلاصاته، فقد يلزمني أن أبسط قراءتي، هذه المطولة، في وعلى اطروحته، في بوست خاص يقر لك بالمبادرة ويحرر الاتفاق من الاختلاف، الله يسهل عليك وعلينا:)..
    المهم، قراءتي لم تنته بعد، لا يزال لي نقد على النقد، وخاصة في المحور الثاني (الظرف السياسي الاجتماعي الثقافي) وهو من قضايا البوست الأصل.. عليه، يحب أن أقول: لا يوجد أي داعي للاعتذار أو كما تقول. في قولك هنا:
    Quote: اعتذار فني وادبي: معذرة لتشتت حوارنا بين البوستات الكتيرة اعرف هذه العلة .. وأقدر زمنك هاشم ولذا ربما أفكر في المستقبل في لملمة مشاركاتك القيمة عندي جدا في بوست خاص وأناقشها دفعة واحدة.. وهذا الاعتذار يشمل طبعا مولانا طه الملك وهو أول من نبهني إلى علة كثرة البوستات ولكنها قسمة ونصيب :)
    وبخصوص تخصيصك لبوست منفصل للرد علي، من حقك طبعا، ولكن رجاء بالله عليك لا تفعل الآن، فلعلك لا تعرف أيام سعدي المنبري من أيام بؤسي في واقع الحياة، ولتدع عنك هم (تعبير) مشاركاتي لوقته المناسب. وهذا طبعا إذا لم تسبب ضيقا أو ازعاجا أو إنك أو غيرك قد تراها انحرافا عن الموضوع والموضوعية، عندها فالأحسن أن نكتفي باعتبارها مجرد قراءة أخرى موازية كما قلنا، باتفاقها واختلافها، ولتتفرغ أنت للملمة أطراف وأبحاث مشروعك الفكري، وفي التعليق على بوستاتك التي، وبصراحة، فإن مجرد عددها وحجم قضاياها، يجعلني، كما الملك وأخرين، نخشى عليك من الرهق والإرهاق جراء متابعتها ناهيك عن كتابتها، بأكثر مما نخاف على أنفسنا..
    في مداخلاتي القادمة بي هناك، لو حيينا، ستلاحظ اشارتي لكيفية تأثير هذا التعدد في البوستات، على مقولاتك نفسها حيث أن فرضيات مبحث قد تؤثر على نتائج مبحث آخر، وأيضا ستلاحظ أنني أعتبرته، مع التكرار، كاحدى استرتيجياتك في الاقناع مستفادة من خبرتك الروائية. ثم أضف عل ذلك تأثير هذا التعدد على مقدرتنا على المتابعة الكلية والمفاكرة بما يفيد الفكرة.
    +++++

    Quote: والقصة كلها عندها علاقة منذ البدء بالغموض الذي يضرب الحقيبة كنمط شعري وغنائي وملابسات تخلقه وانتهاء عهده بشكل مفاجئ .. هذا لم يحدث مع أي نمط شعري آخر في السودان المعاصر غير الحقيبة. نمط نشأ ومات في خلال ربع قرن فقط 25 سنة. . 1921-1950 في هذه الحدود. وحاولت تبيان لماذا يتم ترديده حتى تاريخ اليوم في النص الأساسي بداية هذا الخيط
    ولأنني لن أكف عن (مغالطتك) هههها بأخوي وأخوك، فسأود أن أضع (قراءة موازية) لما في المقتبس الأخير:
    *ولكن بعد أن نشكر لك أنك قد اتربطت، لأول مرة وبطريقة رائعة وكما لم يفعل أي من قبلك، بين هذا التقليد* الشديد وبين الزجل الأندلسي المملوكي بأكثر من ارتباطه بأي نمط شعري أخر، وهذا لوحده كشف كبير سيفتح الأبواب نحو كشوفات أخرى كما قلنا من قبل ولا نزال..
    لكن فقط، وآه من لكن هذه، لو إنك تقتنع بأقل القليل من الآتي:
    أن الحقيبة تتكون من مكونين هما؛
    ١) الشعر
    ٢) اللحن/الغناء/ الموسقة..
    يعني؛ شعر عامي مرتبط بالغناء، كمّل معنى (الزجل) واستوفى الاصطلاح. ثم..

    ١) بأن هذا الشعر هو شعر عامي سوداني لم ينشأ عن فراغ شعري تام ولم يصطنع عن مؤامرة. وكذا بأنه لم ينتهي فجأة، بل إنه وفي ظروف طبيعية جدا فقد تخلص من التقليد شيئا فشيئا وثم اتصل، بنفس هؤلاء الشعراء. وبأنه، لا يزال متصلا في الشعرية الغنائية الراهنة التي حصل فيها ما حصل لكل الشعرية الفصيحة من تغيير وتطور. وبأنه شعر بأصول لغوية وتنغيمية في العامية الوسطسودانية تطور شكلا وموضوعا في ظروف موضوعية بواسطة جماعة طليعية من الشعراء القاصدين والمتعمدين لهذا التقليد لنمط أدبي/زجلي مفصّح تاريخي بعينه وقد سودنوه مدينيا كضرورة فنية وحضارية ومدينية. وبأنه قد أستفيد له كل ما استفيد من هذا التقليد التشابه، عن المصادر الأدبية العربية في سياق عام من تفشي التقليد* الذي فرضته ملابسات تاريخية وحضارية معقدة وليس قرارات فردية أو سلطوية.. هذه الفكرة الأخيرة كثيرا ما حاولنا مقاربتها ومقاربة مبحثك عبرها كما في كثير من الشرح أعلاه..

    ٢) وبأن تلك الموسقة الحقيبية (لحنا وطريقة أداء واضافات آلية مطردة وغيره) التي كانت محدثة بوقتها، ومترافقة منذ ميلادهما، بهذا الشعر المديني الجديد، في نفس الملابسات التاريخية الحضارية. فهي أيضا، على تقليدها**، فليست بدون إرث وأصل استفادته كما استفادت من اتصالها المديني والحضاري بأشكال غنائية أخرى**.. وبأنها، هذه الطريقة اللحنية الحقيبية، ثم قد تماهت طبيعيا في التسارع الموسيقي واللحني المتزامن معها منذ الثلاثينات وفي طليعته بعض شعراء ومغنيي الحقيبة ذاتهم.. هذا التسارع (التطويري) المفهوم في سياقاته التاريخية والحضارية، نتفق على نتائجه النهائبة أو نتفق، فهو هو، انطلاقا من الحقيبة، الذي انتهى إلى ما يعرف الآن بالأغنية الحديثة. وقبلا فقد كانت الحقيبة هي هذه الأغنية الحديثة قبل أن تصبح (حقيبة) ذكريات فنية!!

    عليه، فلو، لو إنها تنفع هذه اللو، كما اقتنعنا معك بمشابهات الحقيبة (وليس التطابق!) والزجل الأندلسي المملوكي اللفظية والبلاغية وفي التصوير والمخيال وتمثل البيئة وبل حتى وصلنا به إلى مستوى الهيكلة والبنية. فلو إنك تقتنع بمفهومنا في التقليد الأدبي الذي عمّ الساحة السودانية بوقتها، وبأسبابه الموضوعية وكيفيته المرصودة، لزال كثير من الغموض (الموضوعي) حول ما تقول به من غرابة وفجائية نشوء واختفاء الحقيبة، وكذا قد يزول الغموض الذي تبثه مقولاتك الراهنة عن الاصطناع بأكثر مما تزيل بعض الغموض الأول.. تصدّق!!
    =====
    * في مقدمته لديوان خليل فرح، كتب علي المك عن دلائل التقليد وعن حتمية الاطلاع والدرس والمعرفة المسبقة بمجمل التراث الأدبي العربي، والأهم عن التشابهات بين شعر الخليل وكل شعراء الحقيبة، وبين الأدب والطبيعة الأندلسية.. بشكل عام ولم يتطرق لسيرة الزجل!
    * في مقدمته لديوان محمد بشير عتيق، نقل علي المك عن المبارك إبراهيم، ملاحظته عن الحضور الأندلسي في شعر عتيق عن الطبيعة. وكذا فهي ملاحظة عمومية ولم يتطرقا لسيرة الزجل!
    **محمد المكي ابراهيم، قال عن الحقيبة وعن مفارقتها لطريقة الغناء الجماعي الكانت غالبة على أشكال الغناء قبلا، قال إنها عن تقليد في ملابساته الموضوعية طبعا، لطريقة الغناء الفردي في مصر وعموم العربي؛ وهذا من بعض سيرة التقليد الذي لا يخفى، مع إنه أغفل طريقة محمد ود الفكي وغالب غناء الدلوكة كنمط فردي أيضا.. ومثل هذا فهو مما حاولت بل أسهبتُ في شرحه وشرح سياقاته وملابساته، بين البوستين..

                  

09-13-2018, 09:08 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    ما كنت أظنني سأعود هنا، ظننتني قلت كل ما لدي، ولكن قد بدا لي أن هناك مثال جيد في طيه فرصة لمزيد تشريح للعلاقة بين (التشابة والتطابق). هذا المثال قد توفر بين ثنايا رد محمد جمال على منصور المفتاح في بوست (منصور حالد والحقيبة).. ولأن المداخلات المفتاحية دائما ما ترتبط بالبوستات الجمالية.. فمع قليل من التنقيح وجدت أن هذه المداخلة أكثر تعلقا بهذا البوست..
    =====
    كان استاذنا المفتاح قد كتب عن شعر العاميات السودانية:-
    {"ونحن فى السودان مدارس فى طرائق الشعر فشعر شمال كردفان ليس كشعر البطانا وشعر الجعليين والجموعيه ليس كشعر الشوايقه رغم تشابه البيئه والمفرده، وشعر الهدايين فى جنوب كردفان ودارفور يختلف عن كل ما سبق وتلك هى القبائل التى أتت من المغرب العربى ومن المفترض أن يبين ذلك الزجل فيها ولا أظن ذلك"}..
    أرجو أن هذه الإفادة المفتاحية المقارنة، ستلقي بضوء على ما سيلي.. فهي إشارة مهمة جدا جدا بخصوص تعدد الأنماط الزجلية حتى بين العاميات المتقاربة، وكذا إلى أكثر من محور فيما سيلي من كلام عن التشابهات والتطابقات بين عموم الأنماط الشعرية..

    ثم أن المفتاح كان قد عقد مقارنة بين بيت شعر فصيح قديم مشهور لا يعرف قائله على التعيين (أهو لبيد أم طرفة أم ابن عنين الأنصاري أم النابلسي؟)،
    وبين مربع من الدوبيت العامي، فعلق على ذلك محمد جمال، كما في الاقتباس:
    Quote: "العيس فى البيدا يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول"

    ويقول ناظم الدوبيت:
    الناس فى العروض ما تقيسا بى تيبانا
    ما يهمك لباسم والعروض عريانه
    هم حراس رزق زى التكنو أمانه
    زى إبل الخلا الشايله السقا وعطشانه

    صحيح جدا كلام المفتاح هنا .. طبعا واضح في المقطعين أعلاه ان هناك مخيال شعري واحد من حيث المعنى والصورة الشعرية لكن النمط ليس واحد.. ولا توجد كلمات مفتاحية مشتركة.. إذ شاعر الدوبيت لم يستعر أي من الألفاظ من شاكلة العيس والبيدا والظما وانما قال ابل والخلا والعطش وهي كلمات من صميم عامية المنطقة. إذ اللغة ليست واحدة ولا البحر الشعري ولا التفعيلة ولا القافية.. انها أنماط شعرية مختلفة فقط تشترك في بعض الصور والأخيلة الشعرية أي المعاني المجردة.. هذا مفهوم طبعا.. قل هناك تناص. لكن انظر هنا زجل وحقيبة:

    ذا الغزال النافر الأنسي ... للغزالة قد أعار النور
    كسر قلبي كسير جفنو... فاعجبوا للكاسر المكسور
    وبخمر الدن قد عربد ... وادعى أني أنا المخمور
    وابتسم لي عن نقا ثغرو .
    زجل.. صفي الدين الحلي 1339م
    ---
    والبروق تتلامع من بسوم ونحور
    النظر مكسور دون توقل تارك
    كم قلب مكسور في حسابه كسور
    وحاله حال الواقف في الحساب مأسور
    (سيد عبد العزيز 1900-1976)
    عن مقطع الدوبيت العامي وبيت الشعر العربي الفصيح؛ قال م. جمال: "طبعا واضح في المقطعين أعلاه ان هناك مخيال شعري واحد من حيث المعنى والصورة الشعرية." م. جمال:
    وهكذا إذن يا محمد، فكما لاحظ المنصور وكثر قبله وبعده، ستجد (في الحقيبة) أن هذا المخيال الشعري الواحد، سيشمل أشعار الموشحات والمعتمد وابن زيدون والحلي وابن سناء الملك وابن المعتز وعمر بن ابي ربيعة والمتنبيء وامرء القيس ولغة القرأن والحديث والسيرة وغيرها. وإنه لم يقتصر على زجل العصر المملوكي الأندلسي الذي هو أيضا في تناص دائم مع كل الإرث الأدبي السابق.
    ولهذا قلنا أن التقليد في شعر الحقيبة قد وقع في ضمن استعادة حضارية كاملة، قامت بها أداب الفصحى كما احتاجتها العامية المدينية المتعلمة. وإن أصلح ما كان سيصلح في هذا التراث الأدبي للغناء سودانيا، فهو هذا النمط من الزجل المسودن الذي تتوفر الأمثلة الوافرة عن أنماطه الأولى والمثالية الصالحة بأكثر من سبب لغوي وحضاري، لتكون مصدرا لهذا التقليد..

    وقال م. جمال عن مثال منصور مقارنا بين شعر فصيح وآخر عامي: "لكن النمط ليس واحد".. م. جمال:
    نعم ليس واحدا، ولكن، اعتمادا على اي تعريف للنمط؟، فهو ليس بنمط واحد كذلك مع أي زجل أخر.. النمط اللغوي للدوبيت، على وحدة خصائص العامية، ليس هو نمط شعر الحقيبة التي قوامها الأساس هو العامية، وبالتالي فهذه الأخيرة، حتى مع التشابه في لغتها مع لغة زجل صفي الدين الحلي، فسيختلف نمطها عن نمط زجله بالأوزان والموسقة.. وهذا الاختلاف فتماما كما تختلف أنماط الزجل المغربي عن أصلها الأندلسي وعن الزجل الجزائري عن التونسي عن المصري عن الشامي عن غيرهم. بل فهو مثله كمثل كيف تختلف الأنماط المحلية في كل بلد بأوزانها وأغراضها وغيره [راجع إفادة المفتاح أعلى المداخلة].. كلها زجل وكل الزجل انطلق من وشابه الأصل ثم خالفه في هذا التفصيل أو ذلك بنا فيها الاسم..
    خصائص كل عامية هي المحدد الأول للأوزان (البحر والتفعيلات) والتنغيم (التفعيلات والقوافي) وبالتالي فهي المحدد لأكبر الاختلافات والتشابهات في هذه الدائرة اللانهائية من أنماط الزجل ولن ولا يكفي معها القول بأن نمطا ما يطابق نمطا آخر بقرينة التشابه في الألفاظ والمخيال واستعارة الصورة والبيئة.. بينما سيكفي جدا ومنطقي تماما أن نجد ونقول أن زجلا ما قد قلد نسخة أخرى لهذه الدرجة أو تلك.. لقد توفرت لشعراء الحقيبة معرفة أدبية واسعة منها هذه الأمثلة الزجلية الصالحة للتقليد موثقة في المصادر المكتوبة القابلة للدرس بواسطة هؤلاء الشعراء في سياقات الوقت.. لكن وأيضا، فالمهم هو، على شدة التقليد وفرط التشابهات اللغوية، فإن النمط لن يكون نمطا واحدا مع أي زجل آخر حتى لو استعار لغته ومخياله وكلماته المفتاحية كما قلت أنت عن مثال منصور المفتاح.. بل حتى لو استعار بنيته وهيكله كما فعلت كثير من أشعار الحقيبة التي جارت البنية الأصلية والتقليدية للزجل الأندلسي والموشح..
    هذا وإلا لقلنا عن الشعر الفصيح لمحمد سعيد العباسي مثلا أنه يطابق شعر العصر العباسي بقرينة اللغة والمخيال والكلمات المفتاحية وكل الذي تجعله سببا للتطابق بين الزجلين الحقيبي والأندلسي المملوكي.. الذي جعل شعر العباسي شديد الشبه بشعر العصور المتقدمة، هو التقليد الأدبي نفسه الذي جعل كثيرا من أشعار شعراء الحقيبة تتشابه مع الزجل المملوكي والأندلسي.. بل إن أوزان شعر العباسي تتطابق مع أوزان شعر ابن المعتز وابي تمام، هل هذا سيجعل شعره مطابقا لشعر العصر العباسي أم مقلدا مشابها؟؟

    *أنا لا أزال أجاري استخدامك لكلمة نمط في حدود مقاربته للزجل الأندلسي المملوكي كنمط واحد، مع أن نمط زجل المواليا المملوكي ليس هو تماما نمط ابن قزمان الذي ليس هو تماما نمط الزجل المغربي الراهن على كون الأخير هو الوليد الشرعي لذاك الأول.. وأحس بل أعرف بأن هناك حاجة منهجية ملحة لتعريف وضبط الاصطلاحات (نمط/النمط) و(تشابه/تطابق) و(تقليد/أصالة)!!

    *كما أشكرك يا محمد، على التنبيه الملح، ضمنا وتصريحا، إلى أننا لا نزال نحتاج لدرس عروضي في شعر الحقيبة ولغيره من أشعار السوربية..
                  

09-14-2018, 06:42 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    أفهم ظروفك الآنية هاشم .. انا ح اوصل هنا وهناك كلما القى الوقت .. البوست الخاص بيك نخليه لغاية ما ألقى الإشارة منك.. ما قصرت ومبدع وصبور
                  

09-16-2018, 01:24 PM

محمد عثمان

تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 6534

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    بوست رهيب...
                  

09-18-2018, 10:04 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد عثمان)

    انت الارهب على قول الجماعة المزاحين :).. سلامات محمد عثمان

    ---

    نواصل التفاكر هنا وهناك وفق الأهداف المعلنة
                  

09-21-2018, 01:57 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    هنا مقطع في الإعجاب بالشاعر العبادي كتبته بعد نهاية لحث الحقيبة مباشرة.. ومرفق معه فيديو لقاء تلفزيوني مع العبادي يعدد فيه بعض أنماط الشعر الشعبي السوداني ويجاري أشعار من سبقوه لكنومجاراته لا تشبه الزجل (الحقيبة ) الاستماع الى هذا الفيديو ربما عدل رأس البعض منا الذي يظن أن الحقيبة امتداد لما قبلها.. هذا غير صحيح. . وهناك أسئلة أخرى عديدة يثيرها كلام العبادي سآتي عليها لاحقا من شاكلة: لماذا لم يغني المغنون مجاراة العبادي للشعر الشعبي السوداني وكان التركيز فقط على نمط الحقيبة؟.

    Quote: إبراهيم العبادي.. مبدع فذ!
    إبراهيم العبادي.. الشاعر السوداني الشهير (1894-1986) ربما إن أردت أن تتعرف على إنسان ذكي وسريع البديهة بدرجة خارقة هذه فرصة لتعرف بنفسك!.. إنه إبراهيم العبادي.. طبعاً تلك قناعتي الخاصة ولو أنها ليست خاصة جداً فقد لقبه الناس في زمانه بأمير الشعراء وبالشاعر الداهية.. أي أنه معلوم بمساهماته العديدة في مجال الإبداع الأدبي والفني في السودان.. لكن أنا هنا لا افعل شيء غير شيء صغير يخصني مباشرة بحكم البحث/التفتيش الذي بادرت بإجرائه في أغنيات الحقيبة في الشهور الماضية.. أنني أقر أن العبادي أذكي وأفطن من عرفت من الأحياء والأموات كلهم .. هو أعتقادي طبعا!

    يتحدث ويكتب وينشد كما يشاء.. باهر العبارة/سريع البديهة/متعدد المواهب/منظم/مرتب/أنيق.. هو عندي أذكي من عرفت من المبدعين الأحياء والأموات.. كنت اقرأ له بعض الاشعار كلما حانت المناسبة أو أسمع أشعاره مغناة أو اشاهد أو أسمع مسرحية طه وود كين والمك.. مبدع طبعاً بشهادة النقاد عبر كل التاريخ.

    ولكن العبادي من وجهة نظري ليس كدا بس.. دا ذكي فوق العادة، مرتب، أنيق العبارة، يعرف متى يصمت ومتى يتحدث ولا يقاطع ولا يهرجل.. وليس كدا بس بل هو يفكر ويخطط وينفذ ويعرف حساب الدوبيا ولا أحد يعرف كيف تعلم العبادي ذلك (المرجع كتاب رواد شعر الأغنية السودانية لمبارك المغربي).. وكتب كتاب أستاذ الأغاني سنة 1923.

    العبادي يعرف ويحفظ أشعار ناس السافل والصعيد والبطانة والغرب والشرق.. ويكتب مثلها وأفضل.. وليس ذلك فحسب بل يعرف مرجعيات تلك الأشعار وأغراضها وأهدافها ووظائفها الإجتماعية.. ويعرف مناسباتها وأوقاتها ويعرف تاريخ أهلها وأحوالهم.. وبعد دا كله فهو مؤسس فن الحقيبة (كثير من وجهات النظر تقول بذلك، وأنا على قناعة مناسبة بذلك) لكنه لا يتحدث عن الحقيبة إلا إذا سألوه ويفعل بإقتضاب وإيجاز وغيره يكثرون الكلام بلا دراية.. الحقيبة فترة صغيرة في بحر إبداع العبادي.. 1920-1945..
    إنه يعلم كل شيء وعنده كل الأسرار.. وإلا من يكون!.إن أردنا أن نتعرف على خلفية أشعار الصعيد والسافل علينا أن نستمع إلى العبادي.. هناك تسجيلات كثيرة له في مكتبة الإذاعة والتلفزيون.. بعضها موجود في النت لكنه ضئيل.. أتمنى أن نبحث وننشر كلما قال العبادي وأن نحول هذه المادة الدسمة من مسموعة إلى مقروءة ولنتأملها ونتعلم منها ما امكن.. والمتعة غاية في حد ذاتها ولكن أيضاً في ظني صراع الحاضر عنده علاقة مباشرة بمخرجات الماضي!..

    تلك الروايات والذكريات والأشعار ربما جاءت كخلفية لآيدولوجيات وصراعات ونزاعات الحاضر!. العبادي مؤسسة للإبداع في حياته وغيابه وما يزال لأننا لم نستنفد بعد خياله.. أنا اليومين دي كل يوم بسمع ليه تسجيل على أثر موضوع البحث في الحقيبة.. هو أكبر من الحقيبة على عظمتها!..
    إنه أعظم كمبدع (نحن هنا لسنا في مجال غير الإبداع)!. أرفق هنا واحد من التسجيلات المعنية للعبادي لمن لم يطلع عليها من قبل.. اسمع واسمع له المزيد وربما تعلم أظنك أن بعض قولي حق!..

    تحيات وطابت أيامكم أصدقاء
    https://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMk


    دا فيديو العبادي.. المجاراة توجد في نهاية المقطع.. نسمع وبعد داك ساعود للمزيد من التعليق.. هذه التسجيلات في غاية الأهمية لكشف المزيد من أسرار الحقيبة.. لو في زول عنده التسجيل كامل بكون تمام جدا
    https://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMkhttps://youtu.be/j9-o_UIyWMk-

    * مرات الفيديوهات ما بتزبط معاي. . بس هاشم ما بقصر :) لغاية ماةالواحد يتعلم من الأيام على قول ود الأمين :) !

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-21-2018, 02:02 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 09-21-2018, 02:05 PM)

                  

09-22-2018, 04:47 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    لماذا لم يغني المغنون مجاراة العبادي وعمر البنا وآخرين للشعر الشعبي الذي جاروه؟. لم يحدث!.

    هذا سؤال مهم.. والعبادي لم يقل أن شعر الحقيبة مجاراة للشعر الشعبي السوداني.. وإلا لن يكون منطقياً.. وهو طبعاً يعلم.

    معلومة: آخر مقدم لحقيبة الفن أحمد سليمان لا يعرف يعنو شنو "زجل" وعميد كلية الآداب يوسف الحبر نور الدايم لا يعرف ما هو الزجل (دا في زمن العولمة هسا القرن الواحد وعشرين).. العبادي ذكر في شعره وفي لقاءات تلفزيونية عديدة كلمة زجل وموشحات ويعنيهما بمعناهما الإصطلاحي الأندلسي.. راجع مثلاُ الفيديو الذي جئنا به حين الإشادة بعبقرية العبادي.. المداخلة السابقة.
    هذا هام، وجب أن نضعه في الإعتبار!.




                  

09-22-2018, 04:50 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)


    تلاتة توضيحات منتقاة للنقاط الهاشمية "سيدنا هاشم الحسن": (محول من بوست الآيدولوجيات كونه متعلق بحوارنا هنا).

    1- الثورات الريفية و2- جرثومة وحدة وادي النيل و 3- الحقيبة ماذا إذا قلنا أنها جزء من المشروع الإنجليزي الثقافي!

    1- المقاومة الريفية للعهد الإنجليزي أعتبرتها نزعة للتحرر الجذري "الشامل" كونها غير متحالفة مع إحدى أطراف الإستعمار وبغض النظر عن شعورها الوطني وحتى لو كانت قبائل وطرق صوفية.. المهم هنا أنها نزعات للتحرر الكلي من شقي الإستعمار. وأؤمن بأن تيارات التحرر الكلي تم سحقها مادياً وقد قابلها الإنجليز بعنف شديد ونشهد ذلك في الإعدامات التي طالت قيادات تلك الحركات.. وما تلاها لم ينبني عليها من حركات إستقلالية وإتحادية (تم شرحه مقدمة هذا البوست) وطبعاً للواقع شروطه الموضوعية وليس في الإمكان أحسن مما كان!.

    2- الحركة الإتحادية حركة أصيلة وشعبية في نسختها الصحيحة لكنها كما قلنا موبوءة بجرثومة خطيرة وهي التاج المصري (الإستعمار التركي التاريخي لمصر والسودان) ويقولون وحدة تحت التاج .
    هذه الجرثومة هي التي تسببت في وفاة آيديولوجيا وحدة وادي النيل وتحولها في عهد جمال عبد الناصر إلى الوحدة العربية.

    لاحظ الإرتباك الذي حدث لثورة "إنقلاب" على عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ.. تحدثنا الوثائق أن الجنود المصريين مع الثورة وقيادة الجيش مع التاج ولذا خذلت الثوار السودانيين والتزمت الحياد حتى جاءت الأوامر من الملك بإخلاء الجيش المصري الذي تحسر عليه ود الرضي في قصيدة حميمة "يا حليل الجيش الرحل لو قريب اصبح في زحل" من الذاكرة. كل ذلك صب في المستقبل تشويشاً لأحلام وحدة وادي النيل وبرغمه فاز التيار الوحدوي في أول إنخابات ديمقراطية في البلاد ونعلم بقية القصة.

    تلك الجرثومة ما زالت تؤجج المشاعر السالبة وهنا نتذكر حديث الإعلامي المصري أنور عكاشة بتبعية السودان لمصر (دا معناها مع الإستعمار التركي لمصر الذي اطاحت به الثورة المصرية عام 1952).. النداء الإختياري بالإتحاد من طرفين شيء ندي محبب ومطلوب وبما يحقق مصلحة الشعبين بالتساوي لكن التبعية شيء قسري.. تلك هي الجرثومة!.

    3- عندما نقول بمرجعية الحقيبة في الزجل هذا لا يمنع أصالتها.. وعندما نقول أنها من المشاريع الإنجليزية الثقافية هذا لا يعني أنها حاجة لا وطنية بمعنى دخيلة لأن ثقافتنا كلنا تأثرت بالمدنية الغربية خلال العهد الإنجليزي ومعظم الناس ربما الجميع بلا إستثناء تعاون وعمل مع الإنجليز في مراحل مختلفة والكثيرين أيدوا الإنجليز ضد المهدية أيام الغزو "الفتح" الإنجليزي/التركي للأسباب المعلومة. ثم أخيراً أهدى إبن المهدي سيفه إلى ملك الإمبراطورية العظمى ليعنى ذلك كل معاني الخضوع والإستسلام للملك وللمملكة العظمى.. وهذا الإستسلام ليس مادي فقط بل أيضاً معنوي وثقافي.. وإذا كان الإنجليز 700 فرد فقط فقد هذا لا يهم "الكم" فهم رسموا النظام السياسي والإقتصادي والإجتماعي والثقافي (ما هو مشروعهم الثقافي!).

    الحقيبة إبداع سوداني أصيل إنبنى على شروط اللحظة التاريخية.. ونحن فقط نحاول أن نستكمشف كيف سارت الخطط الإنجيلزية أو كيف سارت الأمور إنسجاماً معها وهل الثقافة كانت مختلفة عن المشاريع المادية (هنا نراجع بوست الحقيبة الأساسي).

    الحقيبة أصبحت جزءا من مخيالنا العام.. مثل أنماط كثيرة في حياتنا تأثرت بالمدنية الغربية في سلوكنا ومظهرنا الخارجي وإرتباطنا بالعالم الخارجي "مثال".

    الإحتلال ليس مادي فقط. هم عملوا الخدمة المدنية والقانون والقضاء والكلية الحربية ورسمو النظام الأكاديمي بدقة بداية بكلية غردون حتى توج ببخت الرضاء. وعملو السكة حديد حتى واو ونيالا وبورتسودان وحلفا، ومشروع الجزيرة وخزان سنار وجبل أولياء وعملو الترماي وعملوا اشياء أخرى كتيرة لينتعش الإقتصاد عشان تحقيق فائض لمصلحة المملكة العظمى وعندهم تجارب عظيمة مع شعوب أخرى من قبلنا مثل الهند.. ديل مش ناس ساهلين.. مش قاعدين ليك بدون برنامج ثقافي.. كله كان مرسوم بدقة ماذا يقرأ الشعب وماذا يشاهد وماذل يسمع كله مرتب.. راجع مذكرات البازار (مثال).

    ليس قصدي الدخول هنا في سجال مع رؤى هاشم الكثيرة، تلك المنسجمة والأخرى الموازية.. بل دي فقط ملاحظات بعد القراءة الأولى وربما أخرج بشيء جديد من القراية الثانية.. طاب يومكم و صاحبنا الهميم هاشم
                  

09-24-2018, 09:25 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    هنا من جديد.. كان هناك خطأ فني.
                  

09-25-2018, 01:20 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    أشياء تعلمتها من البحث في حقيبة الفن .. (عشرة ملاحظات)!

    هناك أشياء مهمة تعلمتها من البحث في حقيبة الفن أهمها أن قيم ومفاهيم الماضي تعيش بيننا وربما تظل إلى أمد بعيد تتحكم في حياتنا.. ربما الأفضل لنا أن نتعرف عليها!.. (10 ملاحظات)

    1- شعراء الحقيبة 14 شاعراً فقط من كل أنحاء السودان وبإضافة عبد الله الأمي (لم يرد إسمه في قوائم الإجتماعات ولا في قصيدة عبد الله الريح وكذلك عمر البنا) يصبحون 15 شاعراً كلهم أصدقاء بلا إستثناء ومعظمهم ولدو وعاشو في مكان واحد وأعمارهم متقاربة ويجتمعون في منازل بعضهم البعض بشكل شبه يومي ومن الفنانين سرور فقط الذي يحضر الإجتماعات التي تتم فيها مناقشة القصائد وإجازتها. وأن هؤلاء ال15 شاعراً أنتجو فن الحقيبة في الفترة من 1920إلى 1945 ثم توقفو جميعاً عن أنتاج نفس النمط وفي وقت واحد بل كثير منهم توقف عن نظم الشعر وعلى وجه الإطلاق وقد عاش بعضهم حتى نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ومن إستمر منهم في الكتابة لبعض الوقت مثل عبيد عبد الرحمن وعبد الرحمن الريح كتب نوع شعري مختلف عن نمط الحقيبة (التي زعمنا أن نوعها الشعري: زجل) وأن هؤلاء الشعراء لم يكن بينهم صحفي أو قاص أو روائي وليس منهم من كتب مذكراته بشكل إحترافي بينما في ذات الزمان فعل كثير من الشعراء في الأقليم من حولنا أي أنهم بجانب الشعر كانوا يكتبون النثر.. لم يفعل شعراء الحقيبة ولا واحد منهم حسب علمي كتب مقالات أو مذكرات ما عدا العبادي كتب مسرحية شعرية وألف كتاب عملي وغير معروف للكثير من الناس إسمه أستاذ الأغاني في بداية العشرينيات ولا توجد منه الآن نسخة متاحة للعموم.. إذ أن شعر الحقيبة معظمه مجاراة نظمية مبدعة لشعر الأقدمين ولشعراء الحقيبة بعضهم البعض.. ولا شيء غير ذلك أو أبعد منه!.. تلك نقطة للتأمل (راجع خلاصات البحث).

    2- الحقيبة هي النسخة الوحيدة من الشعر/الغناء المعترف بها رسمياً خلال ال 100 سنة الماضية إذ بدأت الحقيبة في حدود العام 1920 وفي العام 1934 تم تقليد سرور وسام الإبداع وتسميته رسمياً بواسطة الدولة مجدد وعميد الفن السوداني.. وقد قلده الوسام الأمير طوسون باشا (أمير العلماء والزعيم الروحي لوحدة وادي النيل) في حضور وفد ثقافي حكومي بعضه قادم خصيصاً من القاهرة. وفي مارس 2017 أي بداية هذا العام كرمت الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام ذاكرة رموز الحقيبة.. وهذا خبر رسمي:
    (دشنت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم ومؤسسة أروقة للثقافة والعلوم يوم (الأربعاء) مهرجان روائع الحقيبة، وهو بمثابة حفظ لهذا الأثر التليد، حيث أشار السمؤال خلف إلى أن المهرجان يستمر لمدة (14) يوماً وتم تخصيص ليلة لكل شاعر من فحول شعراء الحقيبة ليتم عرض إنتاجه. وأردف بأن المهرجان تعقبه ليال ثقافية تخصص لكل شاعر مع طباعة ديوان يحمل جميع أشعاره، بجانب طباعة مجلد لكل الشعراء يحمل اسم (روائع الحقيبة) عقب المهرجان، خلف الله قال إن المهرجان يأتي في إطار رد الدين للرعيل الأول من أرباب الغناء السوداني، منوها إلى هذا المهرجان سيشهد التغني بـ (144) عملاً مستمداً من الحقيبة على مدار أسبوعين بمشاركة (420) عازفاً و(120) كورالاً، وكان الانطلاق بأم درمان بوتقة الغناء وأم شعراء الحقيبة، برعاية مجدي عبد العزيز معتمد أمدرمان، الذي قال إن أم درمان منذ تكوينها تعد بوتقة تضم كل سحنات السودان وفنها انعكاس طبيعي لما تزخر به، فهي مدينة صاحبة بصمة متفردة حتى في غنائها الذي تميز واكتسب لونية تضاهي تاريخها الكبير). من صفحة وزارة الثقافة والإعلام، مارس 2017 (14 شاعراً؟ يقول الخبر).

    وفي كل المرات وجدت حقيبة الفن رسمياً طريقها سهلاً إلى الإنتشار.. في الضد من فنون السودان الأخرى التي لم يعترف بها أي نظام إستعماري ولا وطني إذ لم نسمع تكريم رسمي معتبر لشعراء التراث أو الدوبيت أو الحماسة أو المناحة ولا غنا البنات (أجمل غنا إجتماعي وظيفي في السودان) دا مش يكرموه دا أتصور الوزارات بتكون خجلانة منه!.. إنه من التبعية وغربة الذات.. تلك ألباب فنون الشعر الشعبي والغنا في السودان في ذاكرته المستقلة.

    الإحتفاء بالحقيبة وحدها ودون غيرها من الجهات الرسمية في الماضي والحاضر من الصراع بين الريف والمدينة والإستقلالية والتبعية.. كل هذا جزاً من الفضاء السياسي والآيديولوجي الموسوم بالتبعية والغربة عن الذات سواءاً في عام 1934 وعام 2017 أو الإحتفاءات الكثيرة بينهما. إذ لم يتم ولا مرة واحدة عقد محفل رسمي ترعاه وزارة رسمية لا في زمان الإنجليز ولا في الأزمنة التي تلته يخص الفنون السودانية الأصيلة (أقترح ان تعمل الوزارات الثقافية المقبلة إحتفاليات رسمية لغنا الحماسة والمناحة والحوبي والدوبيت والبنات والنوبة وترانيم النوبة والجبال والفور والأنقسنا إلخ). كل شيء مربوط بالفضاء الإجتماعي في أوقاته المختلفة.. والحقيبة هبطت من سماء التفاعلات القسرية والإرادية لكنها في كل الأحوال توطدت في المخيال المدني الحديث وأصبحت جزءاً منه.

    3- قال دميتري البازار أننا أردنا أن نرقي الفن الغنائي و"نشيل من خشم الناس كلمة صياع صعاليك دي" التي يطلقها الناس على المغنين ولكن بعد 80 عاماً من خطة البازار ما زال عند الكثيرين أن الفنانين صيع وأن المجال الفني "الغنائي" عند أهله سلوكيات مضادة للسائد في المجتمع!.

    لذا الناس تستمتع بفن الفنان/المطرب ولكن لا تحترم شخصه "حقاً" وفي الأعماق برغم الغرام الظاهر بفنه.. هذا يحدث حتى تاريخ هذه اللحظة (الواقع يحدثنا بذلك)!. وعندما مات سرور بأسمرا 1946 في ظروف غامضة أو غير واضحة بالكامل ظل البعض يكتب يردد أن سرور تفرغ في حياته الأخيرة للصلاة وتلاوة القرآن وترك الغنا.. ولم يقم أحد بمحاولة جدية لنقل رفاة عميد الفن السوداني إلى مسقط رأسه حتى تاريخ اليوم برغم الإعجاب المعلن بفن سرور وأغنياته التي يرددها الآلاف والبعض يعتاش عليها من ريع الحفلات في المناسبات المختلفة ومنهم فنانين أصبحو كبار وهناك عشرات الروابط التي تجمع مغرمي فن الحقيبة. لم يحدث ولا حتى تبرير مقنع وحاسم غير مبرر عقدي ولكن رفاة عبد القادر الجزائري نقلت من سوريا إلى الجزائر بعد عشرات السنين من وفاته!.

    4- مديرية الخرطوم رفضت في البدء السماح بأول حفلة جماهيرية عامة في تاريخ السودان لأنه السودانيين ما بلغو المستوى دا (كلام دميتري البازار) إلا بعد توسط مستر بيني مدير الخرطوم سنة 1930 وقد تحقق قول مسئول المديرية إذ في النهاية حصلت شكلة وتفرتقت الحفلة.. هذا السلوك الذي حدث سنة 1930 يحدث حتى تاريخ اليوم.. ليس في كل المناسبات لكن هناك قابلية مستمرة لعدم مواصلة الحفل بسبب الشغب المحتمل.

    5- روت الناس قصص كثيرة عن العنف الذي مارسه الفنان محمد أحمد سرور ضد زملاء المهنة وضد الآخرين
    بطريقة لافتة للنظر (هدد وأشهر مسدسه في رؤوس الناس مرات عديدة وتم إدانته مرة بواسطة المحكمة وسجنه بسبب العنف الذي يمارسه . وحدث أن ضرب ومنع عبد الغفار الطنباري بالقوة من الغناء وإلى الأبد وضرب كم زول روسية من ضمنهم الفنان الشهيركرومة وقال ليه أنت ما ود عرب.. كما أن كرومة تعرض للإغتيال بسكين أحدهم لكنه لم يمت "المرجع في حتة كرومة دي تحديداً شوقي بدري" والروايات غيره كثيرة وموثقة.. والفنان زنقار مات مقتولاً بسكين غادرة وهو صاحب أغنية "سوداني الجوة وجداني بريدو".. ولاحظت أن معظم التحرشات كانت تتم طعناً بالسكين وآخرها ما حدث للفنان خوجلي عثمان وأن معظم الجرائم ظلت غامضة وحتى موت سرور في أسمرا حفه كثير من الغموض وتضارب الأنباء.. وقصص العنف والتصفيات والتهديد والتحرشات لا حصر لها.. هذا العنف صاحب المجال الفني كل الوقت فكثير من الفنانين تعرضو للعنف من الناس ومن بعضهم البعض وعلى مر التاريخ.. وبجانب الإغتيالات الحرفية فالإغتيالات المعنوية لا حصر لها. والسبب في كل مرة أن المجال الفني لا ينفصل عن السياسي لما للغناء من دور إجتماعي يرفع ويحط من قدر الشخصيات والطبقات الحاكمة في مجتمع بسيط لا عهد له بالقانون ولا الدولة الوطنية ويقوم على بنيات القبيلة والعشيرة والطوائف الغيبية!.

    6- لاحظت أن الحقيبة حافلة بالمنلوج الذاتي (إستخدام مكثف لجملة "قال لي وقلت له" مذكرة، لم ترد ولا مرة واحدة مؤنثة في مكان التأنيث وهو الأغلبية) بينما لم يحدث ولا مرة واحدة في الشعر العربي الكلاسيكي إستخدام ضمير المذكر بدلاً من المؤنث.. وهنا مثال لما أقول: (سَألْتُها الوصل قالتْ :لا تَغُرَّ بِنا من رام مِنا وِصالاً مَاتَ بِالكمدِ
    فقلتُ : استغفرُ الرحمنَ مِنْ زَلَلٍ إن المحبَّ قليل الصبر والجلدِ
    قد خَلفتني طرِيحاً وهي قائلةٌ تَأملوا كيف فِعْلُ الظبيِ بالأسدِ
    قالتْ:لطيف خيالٍ زارني ومضى بالله صِفهُ ولا تنقص ولا تَزِدِ
    مجرد مثال للشعر العربي الفصيح).

    وحال كل الزجل منذ عهد إبن قزمان لا يلتزم الإعراب والقواعد والأوزان الشعرية التي عهدها العرب وليس الحقيبة فقط والسبب لم يقل به الكثيرين ومعظمهم يركنون إلى الجانب الإجتماعي "اي أن المجتمع محافظ ولهذا للتعمية فهم يموهون صيغة المؤنث بالمذكر" هذا لا ينطبق على الأندلس ولا على العهد المملوكي في مصر والشام وإنما الحقيقة أن الزجل في الأساس إختراع وصنعة الأعاجم سواءاً في الشرق أو المغرب العربي "الأمازيغ/البربر" والأعاجم في الغالب يخلطون بين صيغ المذكر والمؤنث..
    ففي قصيدة ود الرضي (أحرموني ولا تحرموني) كمثال واحد من عشرات الامثلة ترددت كلمة "قال" وتصريفاتها 10 مرات) .. وفي مطلع قصيدة لإبن حموي (زجل العهد المملوكي" وردت ست مرات:

    أحرموني ولا تحرموني (الأبيات المعنية مجتزأة)

    لو معنعن قول كلموني حبي طاهر لم تظلموني
    لا اقول مستنكف دهوني
    يقول القايل دروني او يحدث عني المنام
    قال لي قربك عين المحال
    قال لي جملة وعقد الاظافر
    قال لي طبع الريم اصلو نافر
    قلت عل تريم النوافر وعل راء الريم تبقى لام
    قلت ليت الايام يندن تبقى لانت وسحابا دندن
    قال لي كيف تستوجب لي حمدا (حمدن)

    ذلك ود الرضي حقيبة وهنا إنموذج لإبن حجة الحموي/زجل

    قول نعم وانعم على مشتاقك
    قال: ميل إلى خدي لأنو أنعم
    قلت لو قد ذبت في عشقك ... وضنيت
    قال لي الخبر عندي
    قلت لو دمعي قد اتلون ... ويجري اليوم على خدي
    دار إلى إنسان مقلتي قلو ... أنت ما عندك نظر بعدي
    قلت خاف الإله يا ناقض عهودو
    تدرو آش قالي لما أراد أن يماحل
    آش تقول في روض الوصال قلت ماحل.

    (إبن حجة الحموي 1433م) من كتاب بلوغ الأمل في فن الزجل)

    قال هنا مثل كلمة said الإنجليزية تستخدم للمذكر والمؤنث على حد سواء.
    و قد تجد النوبي الأصيل في شمال السودان وحتى تاريخ اليوم من المحتمل أن يقول لك (البت قال ماش بحر) أي: قالت البنت انها ذاهبة إلى النيل.. وان كانت الحقيبة من صناعة المدينة والوسط النيلي في السودان فإن الوسط النيلي نفسه ليس بعربي فصيح وإنما حاله ذات حال العهد المملوكي من حيث العجمة والتنوع اللغوي. وذلك على الأقل واحد من أهم الأسباب إضافة إلى خفة نغم "قال" في الصيغة الشعرية مقابل قالت "أثقل".. والزجل في الأساس يعتمد على الجرس الموسيقي والسجع والنغم.

    7- ألقاب الفنانين الحالية من شاكلة سلطان الطرب وملك الغنا والحوت والأميرة فلانة وإلخ أصلها مصري جلبه معه البازار سنة 1926 حيث لقب كل من ذهب معه إلى القاهرة لتسجيل أسطوانة بلقب جميل فكان مثلاً لقب إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان (أسمته أم كلثوم او هكذا حدثونا) وكرومة كروان السودان وكلهم عندهم ألقاب وسرور مجدد وعميد الفن السوداني. (ولا عيب في ذلك نحن هنا لا نقيم ولا ننتقص أو نعطى درجات عليا أو دنيا فقط نسعى إلى إضاءة المسافات). وكذا عبد الحليم حافظ العندليب الأسمر وأم كلثوم كوكب الشرق.

    8- وكما هو حال الزجل في كل مكان وزمان نجد في زجل الحقيبة مجاراة لافتة للنظر إذ هناك جمل وكلمات مفتاحية كثيرة تناسلت لتعبر عن أحوال مختلفة من المفترض شعورية بحتة وخاصة ربما تقتضي تنويع التعابير بإختلاف أذواق الأفراد وهوياتهم ونفسياتهم ومزاجاتهم الشخصية، لكن بعد التعبير دوماً شبه مطابق وفي بيئة مناخية شديدة الإختلاف إذ شبه صحراوية وسكانها تغلب على طبعهم الحياة البدوية ولا يعرفون الكثير عن البساتين والدوح الطبيعية المزهرة والرياض والخمايل الوردية التي تجري من تحتها الجداول!.
    مما قد يؤشر إلى حالة مجارة مستمرة التناسخ في النمط الواحد أي حالة ابداعية تكرر ذاتها.. مثل غنا البنات لكن بوعي موضوعي أي حيازة المستلف كالأرض "الميري" وهو ما فعله المصريون في العهد المملوكي مثلما فعله أهل العراق والشوام وأهل الحجاز ومن قبلهم المغاربة واخيراً السودانيون حسب هذه الرؤية في شعر ما عرف بالحقيبة فالسودانيون ليس إستثناءاً.
    وعلى أي حال فإن نظم الزجل بمعناه الإصطلاحي في السودان لم يعش كثيراً وحفه الغموض وتلك العلة هي التي حجمت الزجل السوداني من الإنتشار أبعد من السودان بالرغم من جودته وإبهاره وإحكام نظمه بدرجة ربما تفوقت على جميع أنواع الزجل الأخرى المحتفى بها في التاريخ.. لكن لا أحد يعلم أن بالسودان زجل كون أصحاب الإختراع لم يقولوا به ولم يفعل أحد قبل اليوم (الواقع المشهود يقول بذلك)!.

    ففي السودان سادت أنماط شعرية وغنائية "شعبية" أخرى كالدوبيت والحماسة والمناحة والحوبي وغناء البنات وأنماط أخرى عديدة. إذ لم يعهد السودانيون الزجل كنمط شعري إلا في زمان "الحقيبة" لذا ظلت الحقيبة محيرة للناس معظم الوقت!.. يحتفون بها بشكل شبه هستيري أو يهجونها بذات الهستيريا بلا سبيل إلى كشف بنياتها التقنية أو تفاعيلها وأوزانها الشعرية.. لم يحدث لأن ببساطة لا أحد كشف لنا عن مرجعيتها كنوع شعري.. الآن لدينا زعم محقق عبر الأدلة الممكنة بمرجعية الحقيبة كنوع شعري في "الزجل الأندلسي/وزجل العهد المملوكي"!.
    لكل تلك الأسباب وأخرى ظلت الحقيبة يحفها الغموض كون مرجعية نمطها من حيث بنية القصيدة التقنية وتفعيلتها غير محققة كما غير معهودة في الشعر السوداني السابق عليها واللاحق أيضاً لم يلتزم نمطها.. فعاش النمط ربع قرن فقط (1920-1945) بغير وعي وافي به ومرجعياته.

    9- الهدف من الجهد الذي بذل في الحقيبة من حيث النشأة والإختراع هو:
    خلق فن جديد محايد تجاه السياسة بقدر الإمكان ويواكب المرحلة التي همها الإستقرار السياسي والإقتصادي بما يحقق فائض أرباح لمصلحة الإمبراطورية العظمى (هذا من ناحية الإنجليز) ومن الناحية الباشوية (المصرية) دمج السودان في مصر بشكل تام سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً ثم ثقافيا (الحقيبة ليست وحدها بل كل الفضاء الثقافي ومنه مجالات الكلمة المقروءة والمسموعة مسير بدقة شديدة في ذلك الإتجاه).
    يصحب ذلك إزاحة تلقائية للفنون السودانية السائدة التي نشأت في أزمنة إستقلال مختلفة وفيها حماس شديد وإعتداد بالذات وفيها دعم للثورات والتمردات وتحوي كلماتها الكثير من أدوات الحرب (شدو لو وركب فوق مهرك الجماح ضرغام الرجال) .. (ود المك عريس خيلاً بجن عركوس، أحي على سيفو البحد الروس) .. (بتريد اللطام أسد الكداد الزام) .. (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا.. في لقا في عدم دايماً مخضر صيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) وغير ذلك الآلاف من النماذج الساخنة. . وحتى أغاني العديل والزين أغاني عزة وإستقلالية وإعتداد بالنفس، مثال (عريسنا ورد البحر وقطع جرايد النخل، يا عديلة يا بيضة ويا ملايكة سيري معا).
    كان دور الغناء والروايات الشعبية مهماً جداً في نقل جينات المجتمع وشفراته الثقافية والعقدية وقيمه ومثله إلى الأجيال المقبلة لأن في ذلك الأوان لا توجد بعد في السودان وسائل البث والتثاقف الحالية من شاكلة الإذاعة والتلفزيون والصحف وطبعا لا توجد إنترنت .. والكتب كانت منعدمة أو نادرة والمدرسة هي الخلوة.
    لذا كانت الأشعار والأغاني والمدائح والحكايات الشعبية عندها أدوار حاسمة وخطيرة جداً في المجتمع ليس مثل الآن للترفيه فقط. لذا فقد أهتم الإنجليز بالأداب الشعبية عبر صناعة بدائل لها لها كما بالخلاوي التي أنتجت الدروايش الذين قطعو للتو رأس غردون باشا عبر السعي إلى إستبدالها بالتعليم الحديث وبشكل عاجل.. وكذا فعلو بالمشهد الثقافي كله فنتج عن ذلك فضاء المجال المدني الثقافي الذي يجلل المشهد الواقعي حتى الآن ويجد ذلك تجليه العملي في إنفصام المثقف عن مجتمعه تلك الظاهرة التي نشهدها في حياتنا اليومية الراهنة.
    والرقصات المصاحبة لتلك الفنون الشعبية الأصيلة أهمها العرضة والصقرية ويستخدم فيهما السيوف والعصي والكرابيج إضافة إلى البطان.. كانت أمدرمان والخرطوم وكل الارياف القريبة والبعيدة تضج لياليها بالعجاج الذي يضمخ السماء من رقصات شباب متحمسين يعرضون ويلعبون الصقرية ويتباطنون فوق أرضهم المستقلة بسيوفهم وعصيهم البلدية وأشعارهم الشعبية التي تشبه أرضهم ومخيلتهم الإجتماعية .. حتى باغتهم الإنجليز في كرري وأصبحت الخرطوم على حين غرة مدينة بريطانية بين مقرن النيلين (سياسة ومعمار وإدارة وثقافة) وعندها شارع في قلب لندن بإسمها كونها إحدى أملاك التاج البريطاني ولو خلف البحار وسيف المهدي أيضاً ذهب إلى هناك لكنه عاد.. وما يزال شارع الخرطوم بذات الإسم حتى تاريخ اليوم بلندن.
    وليس الغناء فحسب بل أدخل الإنجليز أيضاً نوع من الرقص جديد تعويض للرقصات الممنوعة علناً أو ضمناً أو قل على أقل تقدير غير المحبذة مثال العرضة والصقرية. هذا الرقص نفعله حتى الآن وهو جاء مع الحقيبة جنباً إلى جنب .. الرقيص الذي نفعله اليوم بتلقائية في المناسبات العامة والخاصة أصله إنجليزي وإسمه العلمي Cumbia.

    10- أخيراً هدف مثل هذا الحوار (التحليل/الدراسة/التوثيق/النقد) أو سمه ما تشاء هو محاولة قراءة للحراك الإجتماعي في السودان بمعناه الشامل في سبيل فهم عناصر ومكونات الواقع أي هو شيء عملي وآني ولا أسعى من حيث الجوهر إلى قراءة أكاديمية أو علمية تتحرى الفني والجمالي وحدهما.. هذا ليس هدف جوهري.

    وعلى ذكر هذه المناسبة فإن شعر الحقيبة ليس محقق بعد من حيث النوع والبنى التقنية للقصيدة ولم تتعمل دراسة واحدة حد علمي في هذا المجال ومعظم الكتب والكتابات مجرد أرشفة لحكايات وذكريات وأعمال وطرائف رواد الحقيبة.. وهذا شيء في تقديري سيء جداً.. وربما اشبه بالعار!. الشعوب الحولنا أطرت لبنيات شعرها منذ مئات السنين فصفي الدين الحلي الف كتابه العاطل الحالى و المرخص الغالى (نمط الحقيبة) في حدود العام 1300م والخليل أخترع بحور الشعر العربي قبل ذلك بكثير. وسبب أن اللغة العربية حديثة في السودان ليس عذراً كافياً عندي ولكن لا بد أن تكون هناك أسباب ما "لا أدري على وجه الدقة" ولكن نحن حتى الآن امامنا مهمة ان نقرا البنيات التقنية لشعر الحقيبة وتفعيلتها واوزانها ووضعها في مكانها الصحيح من حيث النمط بجانب الأنواع الشعرية الأخرى في السودان وهي معروفة سواءاً كانت بالعربية أو اللغات المحلية. تلك هي المهمة المفتوحة أمام من يرغب في أداء عمل عام ربما هم الجميع على الأقل من باب المعرفة بالشىء.. (هل يفعل أحدنا)!

    تلك كانت ملاحظاتي العشرة وهي مجرد إضافات مني على خلاصات البحث في حقيبة الفن (والخلاصات المعنية منشورة على بروفايلي لمن قد يهتم).

    لذا أعتقد أن توثيق وتحقيق إرث شعوب السودان من الأهمية بمكان ربما يعادل الطعام والدواء والكساء!.. لهذا أتمنى من البعض الاطلاع على مشروع السودان200 أي توثيق السودان في 200 سنة (هناك مقترح مفصل للمشروع وجدول زمني).

                  

09-25-2018, 02:22 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)



    الهدف من الجهد الذي بذل في الحقيبة من حيث النشأة والإختراع هو:
    خلق فن جديد محايد تجاه السياسة بقدر الإمكان ويواكب المرحلة التي همها الإستقرار السياسي والإقتصادي بما يحقق فائض أرباح لمصلحة الإمبراطورية العظمى (هذا من ناحية الإنجليز) ومن الناحية الباشوية (المصرية) دمج السودان في مصر بشكل تام سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً ثم ثقافيا (الحقيبة ليست وحدها بل كل الفضاء الثقافي ومنه مجالات الكلمة المقروءة والمسموعة مسير بدقة شديدة في ذلك الإتجاه).

    يصحب ذلك إزاحة تلقائية للفنون السودانية السائدة التي نشأت في أزمنة إستقلال مختلفة وفيها حماس شديد وإعتداد بالذات وفيها دعم للثورات والتمردات وتحوي كلماتها الكثير من أدوات الحرب (شدو لو وركب فوق مهرك الجماح ضرغام الرجال) .. (ود المك عريس خيلاً بجن عركوس، أحي على سيفو البحد الروس) .. (بتريد اللطام أسد الكداد الزام) .. (نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا.. في لقا في عدم دايماً مخضر صيفنا.. ونحن الفوق رقاب الناس مجرب سيفنا) وغير ذلك الآلاف من النماذج الساخنة. . وحتى أغاني العديل والزين أغاني عزة وإستقلالية وإعتداد بالنفس، مثال (عريسنا ورد البحر وقطع جرايد النخل، يا عديلة يا بيضة ويا ملايكة سيري معا).

    هنا أقول بظني في الهدف من الجهد الذي بذل في حقيبة الفن لتكون وتسيطر على المشهد الغنائي الرسمي في السودان والأمر أيضا ذو علاقة بوحدة وادي النيل كما أن كل التسجيلات تمت في في القاهرة وهناك أم كلثوم مختبئة في الخلفية وهي التي اسمت إبراهيم عبد الجليل عصفور السودان (راجع مذكرات البازار وهو الشخص الذي رعى شعراء وفناني الحقيبة ووثق لها ).


    كان دور الغناء والروايات الشعبية مهماً جداً في نقل جينات المجتمع وشفراته الثقافية والعقدية وقيمه ومثله إلى الأجيال المقبلة لأن في ذلك الأوان لا توجد بعد في السودان وسائل البث والتثاقف الحالية من شاكلة الإذاعة والتلفزيون والصحف وطبعا لا توجد إنترنت .. والكتب كانت منعدمة أو نادرة والمدرسة هي الخلوة.

    لذا كانت الأشعار والأغاني والمدائح والحكايات الشعبية عندها أدوار حاسمة وخطيرة جداً في المجتمع ليس مثل الآن للترفيه فقط. لذا فقد أهتم الإنجليز بالأداب الشعبية عبر صناعة بدائل لها لها كما بالخلاوي التي أنتجت الدروايش الذين قطعو للتو رأس غردون باشا عبر السعي إلى إستبدالها بالتعليم الحديث وبشكل عاجل.. وكذا فعلو بالمشهد الثقافي كله فنتج عن ذلك فضاء المجال المدني الثقافي الذي يجلل المشهد الواقعي حتى الآن ويجد ذلك تجليه العملي في إنفصام المثقف عن مجتمعه تلك الظاهرة التي نشهدها في حياتنا اليومية الراهنة.

    والرقصات المصاحبة لتلك الفنون الشعبية الأصيلة أهمها العرضة والصقرية ويستخدم فيهما السيوف والعصي والكرابيج إضافة إلى البطان.. كانت أمدرمان والخرطوم وكل الارياف القريبة والبعيدة تضج لياليها بالعجاج الذي يضمخ السماء من رقصات شباب متحمسين يعرضون ويلعبون الصقرية ويتباطنون فوق أرضهم المستقلة بسيوفهم وعصيهم البلدية وأشعارهم الشعبية التي تشبه أرضهم ومخيلتهم الإجتماعية .. حتى باغتهم الإنجليز في كرري وأصبحت الخرطوم على حين غرة مدينة بريطانية بين مقرن النيلين (سياسة ومعمار وإدارة وثقافة) وعندها شارع في قلب لندن بإسمها كونها إحدى أملاك التاج البريطاني ولو خلف البحار وسيف المهدي أيضاً ذهب إلى هناك لكنه عاد.. وما يزال شارع الخرطوم بذات الإسم حتى تاريخ اليوم بلندن.

    وليس الغناء فحسب بل أدخل الإنجليز أيضاً نوع من الرقص جديد تعويض للرقصات الممنوعة علناً أو ضمناً أو قل على أقل تقدير غير المحبذة مثال العرضة والصقرية. هذا الرقص نفعله حتى الآن وهو جاء مع الحقيبة جنباً إلى جنب .. الرقيص الذي نفعله اليوم بتلقائية في المناسبات العامة والخاصة أصله إنجليزي وإسمه العلمي Cumbia.
                  

09-26-2018, 10:06 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)


    الكلام. . دا للتسلية بداية أيام البحث في الحقيبة، مايو 2017:


    إعتقالات وإستدعاءات جديدة من قاضي محكمة "حقيبة الفن" السودانية

    المحكمة تستدعي البطل على عبد اللطيف وتسأله هل هو وطني أم وحدوي، ولماذا لم ينادي بسودان مستقل في حل عن الآخرين من بلدان وادي النيل مثلما فعل ود حبوبة وآخرين من قبله بعضهم تعرض للإعدام. وسبب استدعاء البطل على عبد اللطيف ربما جاء بناءا على ملاحظة هامة قال بها القاضي أن كل أو معظم شعراء/رواد االفن الجديد المسمى لاحقا "حقيبة الفن" مع خط وحدة وادي النيل وكانت اجتماعاتهم التي عملو فيها على تشكيل لجان/جمعيات سرية لمناهضة الإستعمار الإنجليزي تتم بالتنسيق مع الجانب المصري وذات الإجتماعات يتم فيها مناقشة صناعة الفن الجديد (الشي الجديد) هكذا أسماه سرور والعبادي ودميتري البازار وآخرين في زمانهم!. ( كلمة "عزة" كانت ايضا الرمز السري لمصر الحرة في خاطر التيار المصري التحرري).

    وفي ذات الصدد المحكمة تستجوب السيدين "عبد الرحمن المهدي وعلى الميرغني" حول رؤيتهما لمعنى "الوطن" ومفهومهما للإستقلال الوطني وموقفهما من وحدة وادي النيل.

    وقد قدمت أيضاً مذكرة إستدعاء للسيد "جيمس كري" وزير المعارف ومدير كلية غردون التذكارية وستوجه له أسئلة مختلفة لكنها تصب في الكشف عن ملابسات القضية الغامضة: (من وراء فكرة دراسة الدارجة/العامية السودانية التي تشكلت لها لجنة سنة 1905؟. من وراء فكرة تسليح بعض عشائر الرزيقات عام 1915 لمهاجمة جيوش على دينار 1916 وإغتياله بطريقة خاصة وغامضة في نفس العام بعد مقتل 1000 من جنوده في معركة برنجية؟، كانت تلك أول إنطلاقة الجنجويد التي مازالت عرفاً متبع بوعي أو بلا وعي حتى رست على حميدتي وآخرين هذه الايام!.
    ثم لماذا وضع السيد جيمس كري قانوناً "سرياً" يمنع قبول الطلاب المنحدرين من أعراق عربية في الكلية الحربية وركز على قبول طلاب من قبائل ذات اصول أفريقية هادفا إلى تحجيم تأثير الحركات التحررية المصرية؟).

    هذا وقد أمر القاضي بإعتقالات جديدة من شعراء/رواد الفن الجديد المسمى لاحقاً "حقيبة الفن" شملت محمد بشير عتيق والامي وابو صلاح وآخرين بلغ عددهم سبعة.. وهناك مجموعة رهن الحبس على ذمة التحقيق منذ فترة وأبرزهم: خليل فرح ومصطفى بطران ودميتري البازار وإبراهيم العبادي وسرور.

    وقد تم إطلاق سراح كرومة دون إبداء أسباب! .

    ابراهيم العبادي في الحبس الانفرادي بسبب كتابه "أستاذ الاغاني" وزياراته المتكررة للقاهرة.. ويبدو أن القاضي يوليه عناية خاصة ولهذا أمر بحراسته بشكل خاص لما يمثله من اهمية كمتهم رئيسي في قضية "حقيبة الفن" ! .
    ديمتري البازار يتم استجوابه بدقة حول الاسطوانات التي وصلته من مصر عام 1917 وسفر ه إلى القاهرة مع خليل وسرور.
    وخليل فرح يتعرض لمسائلة ساخنة حول عزة في هواك (ماذا يعني ب"عزة في هواك" هل السودان وحده أم مصر والسودان معا "كيف؟" بما انه رجل وحدوي ومن أوائل المؤمنين بوحدة وادي النيل.. هل الملامح السودانية في القصيدة الفخيمة خاصة بالسودان وحده أم بإلاضافة لأم در تشمل بشكل غير معلن القاهرة ايضا؟ وما هو السودان وتاريخه وحدوده عند خليل فرح؟ هل مثلا يشمل أيضا المناطق التي ما زالت مخصصة لاصطياد الرقيق زمان كتابة القصيدة الفخيمة وتلك المناطق تقدر بأكثر من نصف مساحة السودان الحالي؟. !. خليل فرح أكمل العمل بينما هو يقيم بمصر قبل رحيله بقليل. . وعزة أيضا الرمز السري لمصر قبل أن يكتب خليل قصيدته).!

    جلسات المحكمة مفتوحة للجمهور.. لكن القاضي قرر منذ بداية انطلاقة المحكمة انه سيطرد من القاعة أي شخص ينفعل إنفعالات مجانية أو يعمل فيها حامي حمى التراث أو حارس أبطال التاريخ!.. كلنا نعلم أن المحاكمة حساسة وغير مسبوقة لكنها مهمة لجلاء القضية الخطيرة!.. عايزين صبر واي زول عنده شهادة مهمة فليقلها أو عنده شخص يشعر بأنه متهم نحن على إستعداد لإعتقاله في الحال. إنتهي التقرير.

    ----
    التصوير الكوميدي/تراجيدي دا عشان الناس تقدر تتابع معاي وتفيد بالاراء والمراجع في قضية معقدة وربما كانت مملة في صورتها البحثية العلمية التي أشتغل عليها حتى الآن ولم تعلن خلاصة البحث بعد.. لسا محتاجين زمن.. وقد تلقيت في الأيام الاخيرة فيضا من المراجع الحساسة كنت لا أحلم بها من أشخاص كثيرين شكرا لهم .. شكرا لكم أجمعين اصدقاء. .. فالأمر ربما يهمنا كلنا! .. كمان تعرضت لكمية من النبذ والشتائم والكلام الفارغ من ناس صادقين في العواطف الجياشة وآخرين مغرضين بس أفهم انه قدر كل من يحاول أن يكشف شيئا من عورات التاريخ المسلم بها في مقام العزة بالنفس والمجد العظيم ولو كانت زائفة !.. ماذا لو اكتشفنا أن معظم هذه الهيلمانة والأسماء الرنانة كانت صناعة استعمارية.. نتيجة شد وجذب بين الإنجليز والاتراك المتمصرنين وان التراث الحقيقي لأمتنا والأبطال الحقيقيين في تاريخنا مغيبين بفعل فاعل. علينا أن نفكر بجدية وبطريقة واضحة مع الذات والآخرين بلا وجل أو خوف أو زيف.. وجب مواجهة ذاتنا وجها لوجه بكل عوراتها التي ربما كانت شنيعة .. الأمم العظيمة لا تصنع على ارضية من الخديعة!
    بحث_في_حقيبة_الفن_السودانية

    محمد جمال الدين
                  

09-30-2018, 00:32 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    هنا من جديد
                  

10-03-2018, 11:27 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    النماذج تقرأ مع البوست الأساس
                  

10-08-2018, 11:19 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    وهذا البوست يقرأ مع بوست خلاصة بحث الحقيبة كما بوستي البازار والآيدولوجيات لأنها مكملة لبعضها البعض في حسباني لذا فانني احرص على رفعهم معا كلما أمكن.
                  

10-09-2018, 09:13 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    منقول من بوست الخلاصات:
    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الRe: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
    كتـــب العزيز جلالدونا، ثم غاب، عساه بخير..
    Quote: كدى نقرا المقال ده مع بعض و نجى نتكلم
    المقال عن الموشح كأدب سابق للزجل و اتمنى ان يكون اضافة موجبة للنقاش حول اصل الحقيبة
    _______
    الموشح فن شعري مستحدث، يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في امور عدة، وذلك بالتزامه بقواعد معينة في التقنية،
    وبخروجه غالبا على الاعاريض الخليليلة، وباستعماله اللغة الدارجة أو العجمية في خرجته، ثم باتصاله القوي بالغناء.
    ومن الملفت ان المصادر التي تناولت تاريخ الادب العربي لم تقدم تعريفا شاملا للموشح، واكتفت بالإشارة اليه إشارة عابرة،
    حتى ان البعض منها تحاشى تناوله معتذرا عن ذلك بأسباب مختلفة.
    فابن بسام الشنتريني، لا يذكر عن هذا الفن خلا عبارات متناثرة، أوردها في كتابه "الذخيرة في محاسن اهل الجزيرة،
    واشار إلى انه لن يتعرض للموشحات لان اوزانها خارجة عن غرض الديوان، لا اكثرها على غير اعاريض اشعار العرب.
    اما ابن سناء الملك فيقول: "الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص". موشح أو موشحة أو توشيح،
    وتجمع على موشحات أو تواشيح من وشح بمعنى زين أو حسن أو رصع.
    تعريف الموشح الموشح فن شعري مستحدث يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في امور
    عدة وذلك للاتزامه بقواعد معينة في التقنية وبخروجه غالبا على الاعاريض الخليلية وباستعمال اللغة الدارجة أو العجمية في خرجته.
    و الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص
    بعض شعراء الموشحات أبو حسن علي الضرير المعروف بالحصري وله قصائد عديدة من بينها (يا ليل الصب) وقد كان من شعراء
    المعتمد بن عباد ومات في طنجة
    مخترع الموشحات
    وقد كان مخترع الموشحات في الأندلس شاعرا من شعراء فترة الأمير عبد الله اسمه مقدم بن معافى القبرى.
    وقد جاء في بعض نسخ كتاب الذخيرة لابن بسام أن مخترع الموشحات اسمه محمد بن محمود. والمرجح أن مخترع هذا النوع الشعري
    هو مقدم بن معافر، وعلى ذلك أكثر الباحثين. على أن بسام لم يجزم حين ذكر هذا الأخير،
    وإنما قال: ((و أول من صنع هذه الموشحات بأفقنا واخترع طريقتها - فيما يلقى- محمد بن محمود القبرى الضرير)).
    ولعل كون الشاعرين من قبرة جعل ابن بسام يضع اسما محل اسم، فكأنه قد بلغه أن الشاعر القبرى فلانا قد اخترع الموشحات،
    فذكر محمد بن محمود ونسى اسم مقدم. وقد وردت هذه الموشحة منسوبة إلى هذا الأندلسي في كثير من المصادر الموثوق بها
    مثل جيش التوشيح لابن الخطيب.
    و قد قال نقر من الكتاب ان مخترع الموشحات هو باسل الفوزان.
    أساس الموشحات
    حين يعود كاتب القصة إلى نفسه ليستمد من مخزون تجارية لا يستمد من هذا الرصيد كل ما يَعِنُّ له،
    بل ينتقي منه ويختار ما هو لازمٌ لنسيج قصته. فالمواقف والأحداث التي تطالعنا في إحدى قصصه ليست
    بالضرورة سلسلةً متصلةَ الحلقات من المواقف والأحداث التي وقعت في الحياة على هذا النسق،
    بل كثيراً ما تكون أشتاتاً من المواقف والأحداث التي مر بها أو عرفها، حتى إذا جاءت عملية الإبداع الفني للقصة
    راح يختار من هذه الأشتات ما يراه لازماً لتكوين نسقٍ خاصٍ منها، له هدفه المحدَّد، وله مغزاه. وقد تكون الواقعة تاريخيةً
    ويجد نفسه مضطراً إلى الارتباط بها أو بمجملها،
    ومع ذلك لا يفتأ يستمد من رصيده الخاص من الخبرات ما يكون ملائماً لصياغة هذه الواقعة صياغةً جديدة،
    تجعل لها مغزى خاصاً.
    تطور الموشحات
    وقد كانت فترة نشأة الموشحات، كفترة نشأة أي فن، من حيث مشاهدتها لأولى المحاولات التي غالبا ما يعفى عليها الزمن.
    ومن هنا ولبعد الزمن بتلك الفترة، لم تبق لنا من هذه الموشحات الأولى التي نظمها مقدم وأمثاله أي نماذج.
    ولكننا نستطيع أن نتصورها موشحات بسيطة التركيب قليلة التعقيد، تتخذ مجالها من الموضوعات الغنائية كالخمر والطبيعة والغزل،
    وتكتب كلها باللغة العربية، ما عدا الخرجة، التي تكتب باللغة الأندلسية الشعبية.
    كما كانت ترضى بقالبها ولغتها وأغراضها حاجة الأندلسيين حينئذ، وتعكس اختلاط عنصريهما وامتزاج لغتيهما،
    وشيوع الغناء والموسيقى بينهم. وقد تطورت الموشحات تطورا بعد فترة من نشأتها تطورات عديدة، وكان من أهمها تطور أصابها في القرن الخامس الهجري،
    أيام ملوك الطوائف. ثم تطور آخر بعد ذلك بقليل فرع عنها ما يسمى بالزجل،
    حتى أصبح هذا الاتجاه الشعبي ممثلا في لونين: لون الموشحات، وقد صارت تكتب جميعا باللغة الفصحى، ولون الأزجال وقد صارت تكتب جميعا باللغة العامية.
    وانتقل هذان اللونان من الأندلس إلى المشرق، فكثر فيه الوشاحون والزجالون. وعرفهما كذلك الأدب الأوروبي، فتأثر بهما شعراء جنوب فرنسا المسمون (التروبادور)،
    كما تأثر بهما كثيرون من الشعراء الأسبان الغنائيين. وانتقل التأثير إلى الشعر الإيطالي ممثلا في عدة أنواع، مثل النوع الديني المسمى(لاودس) والنوع الغنائي المسمى (بالآتا).

    خصائص الموشحات
    بالإضافة إلى الجمع بين الفصحى والعامية تميزت الموشحات بتحرير الوزن والقافية وتوشيح، أى ترصيع، أبياتها بفنون صناعة النظم المختلفة
    من تقابل وتناظر واستعراض أوزان وقوافى جديدة تكسر ملل القصائد،
    وتبع ذلك أن تلحينها جاء أيضا مغايرا لتلحين القصيدة، فاللحن ينطوى على تغيرات الهدف منها الإكثار من التشكيل والتلوين،
    ويمكن تلحين الموشح على أى وزن موسيقى لكن عرفت لها موازين خاصة غير معتادة في القصائد وأشكال الغناء الأخرى.
    أغراض شعر الموشحات
    الغزل هو الشائع بين أغراض شعر الموشح، لكن هناك أغراض أخرى تعرض لها من بينها الوصف والمدح والذكريات.
    تكوين الموشح
    يضم الموشح عادة ثلاثة أقسام، دورين وخانة كل منها بلحن مختلف والختام بالخانة الأخيرة
    غالباً ما يكون قمة اللحن من حيث الاتساع والتنويع مثلما في موشح لما بدا يتثنى وموشح ملا الكاسات،
    وقد لا تختلف الخانة الأخيرة ويظل اللحن نفسه في جميع مقاطعه كما في موشح يا شادى الألحان،
    وقد تتعدد أجزاء الموشح لتضم أكثر من مقطع لكل منها شكل وترتيب وتتخذ تسميات مثل المذهب، الغصن، البيت، البدن، القفل، الخرجة.
    فن الموشحات الأندلسية... معلومات مختارة :
    الموشح ضرب من ضروب الشعر استحدثه المتأخرون بدافع الخروج على نظام القصيدة والثورة على النهج القديم للقصيدة وانسجاما مع روح
    الطبيعة الجديدة في بلاد الأندلس واندماجا في تنوع التلحين والغناء
    وطريقة نظم الموشح أن تكون ذات اعاريض شتى يجمعها بيت واحد.
    أما من ناحية الموضوع والأغراض فالموشح يتضمن عدة مواضيع ويتنوع في الأغراض لكن الغالب عليه الغزل والمدح ووصف الطبيعة
    اخترع فن التوشيح الأندلسي مقدم بن معافي القبري وقلده في ذلك ابن عبد ربه الأندلسي صاحب كتاب ((العقد الفريد))
    لكنهما لم يبرعا في هذا الفن كما برع المتأخرىن عنهم وأول من برع في الموشحات عبادة القزاز جاء من بعده فلاح الوشاح ((في زمن ملوك الطوائف))
    وفي عهد الملثمين برع الأعمى التطيلي ،ويحيى بن بقي، وأبو بكر بن باجة وفي عهد الموحدين برز محمد بن أبي الفضل بن شرف وأبو الحكم أحمد بن هر دوس
    وابن مؤهل وأبو إسحاق الزويلي أما المع الأسماء في سماء التوشيح أبو بكر بن زهر وأبو الحسن سهل بن مالك الغرناطي ثم جاء من بعدهم ابن حزمون المرسى
    وأبو الحسن بن فضل الاشبيلي ورئاسة فن التوشيح فهي لأبي عبد الله ابن الخطيب صاحب الموشحة الشهيرة ((جادك الغيث)) توفى أبو عبد الله سنة 1374 م،
    شاعر الأندلس والمغرب تولى الوزارة بغرناطة وعرف بذي الوزارتين ((الأدب والسيف)) وتعتبر موشحة ابن الخطيب من أشهر الموشحات
    وأغناها بالفكرة والصورة والإحساس والتلوين الكلامي
    الاعتيادية،
    ويتكون أغلب الموشح من القفل والبيت، فمنه ما جاء على أوزان العرب كالمخمسات، فيؤتى بخمسة أقسام من وزن وقافية، ثم بخمسة أخرى من وزن وقافية أخرى،
    كقول ابن زهر في بحر الرمل: أيها الساقي إليك المشتكى قد دعونا وإن لم تسمعِ
    ومن الموشح ما يدعى باسم المسمطات، كأن يبدأ ببيت مصرع ثم يأتي بأربعة أقسام أو أقل كقول القائل:
    غزالٌ هاج بي شجناً فبت مكابداً قرنا
    عميد القلب مرتهنا بذكر الهوى والطّربِ
    وهناك أيضا المزدوجات من ذوات القافية المزدوجة في كل بيت، كقول أبي العتاهية:
    حسبك ما تبتغيه القوت ما أكثر القوت لمن يموت
    إن الشباب حجة التصابي روائح الجنة في الشباب
    ومنها ما لا وزن فيها، فكل موشحة مكونة من عناصرها الأساسية المعهودة، كمطلع الموشح
    وهو البيت الأول لها، وقد يكون من قسمين أو أكثر وهو القفل الأول.
    ويليه باقي الأقفال المتفقة مع بعضها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها، ثم الغصن وهو كل قسم من
    أقسام المطلع والأقفال إذ تتساوى الأقفال مع المطلع في عدد الأغصان وترتيب قوافيها،
    أما الدّور وهو البيت، فقد يكون بسيطاً مؤلفاً من أجزاء مفردة، كما في الموشحة:
    عَبِثَ الشوق بقلب
    فاشتكى ألم الوجد فلبت أدمُعي
    أيها الناس فؤادي شَغِف
    وهو في بَغيِ الهوى لا يُنصِف
    كم أداريه ودمعي يكُف
    أيها الشادق من علمك
    بسهام اللحظ قتل السبع
    وقد يكون مركباً مؤلفاً من فقرتين أو أكثر، كما في هذه الأبيات لابن سناء الملك:
    كذا يقتاد سَنَا الكوكب الوقّاد
    إلى الجلاس مشعشعة الأكواس
    أقم عذري فقد آن أن أعكف
    على خمر يطوف بها أوطف
    كما تدري هشيم الحشا مُخطَف
    وآخر قفل في الموشحة يدعى الخرجة، فقد تكون عامية أو معربة أو أعجمية،
    وهكذا فإننا لا نجد في معاني الموشحات جِدّةً وعمقاً، فتبدو الموشحة كغادةٍ بالغت في الزينة واستعمال المساحيق فخسرت الكثير
    من جمالها ولكنها على الرغم من ذلك قد استطاعت أن تحافظ على رشاقتها ومشيتها المرقصة،
    ولَمّا كانت الموشحات قد اخترعت في سبيل الغناء كان من الطبيعي أن تنظم في الأغراض التي تناسب هذا الفن كالغزل ووصف الطبيعة،
    إلا أنها رغم ذلك خاضت ما تبقى من أنواع الشعر كالمدح والرثاء والهجو والمجون والزهد،
    ونظرا لطبيعة الأندلس المذهلة الأخاذة، كان كثير من الشعراء ينجحون في وصف الطبيعة، ووقع اختياري على موشح محمد بن عيسى اللخمي، المشهور بابن لبانة يقول :
    في نرجس الأحداق، وسوسن الأجياد، نبت الهوى مغروس، بين القنا المياد
    وفي نقا الكافور، والمَندلِ الرطب،والهودج المزرور،بالوشى والعَصبِ
    قُضبٌ من البِلّور، حُمين بالقُضبِ، نادى بها المهجور،من شدة الحُبِّ
    أذابت الأشواق، رُوحي على أجساد، أعارها الطاووس، من ريشه أَبراد
    ونظرة خاطفة على موشحة لسان الدين بن الخطيب في الغزل وذكر الطبيعة ومدح السلطان الغني بالله:
    في ليالٍ كتمت سر الهوى
    بالدجى لولا شموس الغرر
    مال نجم الكأس فيها وهوى
    مستقيم السير سعدَ الأثرِ
    باعتبار الموشحات فتحا جديدا في الأدب العربي فهي تغيير عن نمطٍ واحدٍ من أنماط الشعر، ولا يجب أن نطلب منها أن تكون غذاء الذهن والفكر،
    بل يكفينا ما تخلقه في نفوسنا من لذةٍ محببة، وهذا مقطع لابن زمرك في ذكر الصبوح ومدح سلطانه ابن الأحمر:
    مولاي يا نكتة الزمان دار بما ترتضي الفلك جلَّلتَ باليُمن والأمان
    كلّ مليكٍ وما مَلَك لم يدرِ وصفي ولا عيان أملِكٌ أنت أم مَلَك

    نبذة تاريخية عن الموشحات. الموشحات الأندلسية
    أجمع مؤرخو الشعر العربي على أن فن الموشحات فن أندلسي خالص، عرف به أبناء الأندلس
    ومنهم انتقل متأخراً إلى المشرق، وهو من أروع ما خلف الأندلسيون من تراث أدبي. تعريف الموشحات : ذكر ابن سناء الملك في كتابه [ دار الطراز ]
    معرفاً الموشح فقال : ((الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص. وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات ويقال له التام،
    وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات ويقال له الأقرع. فالتام ما ابتديء فيه بالأقفال، والأقرع ما ابتديء فيه بالأبيات)).
    سبب التسمية : وقد سمي هذا الفن بالموشح لما فيه من ترصيع وتزيين وتناظر وصنعة فكأنهم شبهوه بوشاح المرأة المرصع باللؤلؤ والجوهر.
    بناء الموشح : تختلف الموشحات عن القصائد العربية من حيث البناء ويتألف الموشح من أجزاء مختلفة يكوّن مجموعها بناء الموشح الكامل،
    وقد اصطلح النقاد على تسمية هذه الأجزاء بمصطلحات، وهذه الأجزاء هي : 1- المطلع 2- القفل 3- الدور 4- السمط 5- الغصن 6- البيت 7- الخرجة
    ومن أراد التوسع في معرفة تلك الأجزاء فعليه بمطالعة نماذج من الموشحات ليتكون له كأمثلة تطبيقية،
    على نحو موشحة(لسان الدين بن الخطيب) التي يقول في مطلعها : جادك الغيث إذا الغيث همى يــازمــان الـوصل بالأندلـس
    لــم يـكـن وصلك إلا حـلـمــا في الكرى أوخلسة المختلس

    فعلقت عليه بنا سيلي:
                  

10-09-2018, 09:17 PM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)

    Re: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (الRe: خلاصات البحث حول حقيبة الفن السودانية (ال
    ====
    سلام يا جلالدونا،
    ياخي طمِّنا عليك، ظهورك بقا نادر ياخي، وعموما، فشكرا على المقال الشارح للموشح وبنيته..
    ثم مالك ياخي كلما تظهر تبدأ بكلام الموشحات هذا ثم ما تتمو؟
    وأيضا؛ فكأنها اتلخبتت عليك البوستات برضو..
    هذا المقال عن الموشحات يا ريت تنقلو في بوست النماذج..
    (بوست عن النماذج للمقارنة بين الزجلين الأندلسي والحقيبي)
    http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1535291516.html
    حيث ستجدنا وقد قاربنا التشابهات والعلاقات وغيرها من المواضيع شاملا اشارتك القديمة للموشحات...
    لو نقلته فرجاء أن تنقل معاك هذه المداخلة مني، إلى هناك أيضا.
    وكنت هناك قد أشرت للعلاقة بين فن الموشحات وبين الزجل الأندلسي بالذات وثم بالحقيبة..
    الأمر يتجاوز تقليد الألفاظ والصور والأخيلة (كلها من علامات الاستعادة الحضارية وليس تقليدا محصورا في الأدب الأندلسي)،
    إلى نوع من استعارة عارفة ومتعمدة للهيكل التركيبي والبنية الفنية للموشح والزجلية المعيارية الأولى (أندلسية مملوكية)!

    كثيرون كعلي المك والمبارك ابراهيم وغيرهم، قد أشاروا قبلا إلى متشابهات في الحقيبة واستعارات لغوية من الموشحات
    كما من غيرها من الآداب العربية القديمة..
    وكما ربط محمد جمال بين الحقيبة والزجل الأندلسي المملوكي،
    (لا أوافقه في التمادي إلى حد (المطابقة) بينهما، ولا في تفسيره لكيفية حدوث ما أسميه بالتقليد)،
    فلقد لاحظتُ (بدون تفاصيل) لاستفادة الحقيبية من (البنية) الشعرية التوشيحية، سواء التي انسربت إلى أصل الزجل،
    من طلعات وأدوار وقفلات وخرجات، أو التي استفيدت مباشرة من الموشحات من تصريع وتسميط وغيره..
    هذا الأثر التوشيحي موجود منذ الرواد كخليل فرح وحتى عند ود الرضي بأكثر مما هو عند العبادي وأبو صلاح مثلا،
    ولكنه سيلاحظ بشكل أكبر في بعض أشعار متوسطي ومتأخري الحقيبة (سيد عبدالعزيز، عبيد عبدالرحمن وعبد الرحمن الريح)
    حيث واكب هذا الانتقال التوشيحي انتقالات فالموسقة الجديدة ومتطورا بشعرية الحقيبة نحو الشعرية الغنائية المحدثة.
    طبعا حبيبنا محمد جمال لا يريد أن يلتفت إلى كل هذا لأن كهذا التفاعل الشعري العام بواسطة شعراء
    عباقرة مع عموم تراث الشعرية العربية وبما يتناسب مع ظاهرة التقليد الأدبي ومتطلبات المرحلة الشعرية،
    سيخلخل من أسس نظرياته حول:
    ١) (التطابق التام) لزجل الحقيبة مع الزجل الأندلسي!!
    ٢) وإنها اختيار/ اصطناع الأجانب للسودانيين!!
    ٣) أو إنها من الأثر المغاربي الاندلسي المباشر على السودانيين!!
    =================

    وبذكر نظريات جمال المغاربية، ربما سيسرك هذا يا محمد، كما سرّني ولكن طبعا بطريقتي:
    فبمناسبة الصدور المبارك للطبعة الأولى من (مخطوطة كاتب الشونة أحمد بن الحاج أبوعلي) بتحقيق بروفسير يوسف فضل حسن،
    فقد كتب الباحث والكاتب الرائع د. خالد محمد فرح (عاشق الشناقيط مغاربي الهوى أيضا) مقالا رائعا في الاحتفال بها (سودانيايل ٨ امتوبر ٢٠١٨)

    Quote: : ولو كان بيتر هولت ذا بصر بالشعر العربي أيضاً ، لأدرك التشابه الكبير ، بل التناص البين بين قصيدة أبي البقاء الرَّندِي ( 601هـ/1204م – 684هـ/1285م ) في رثاء الأندلس ، والتي مطلعها:
    لكلِّ شئٍ إذا ما تمَّ نُقصانُ فلا يُغرُّ بطيبِ العيشِ إنسانُ
    هيّ الأمورُ كما شاهدتَّها دولٌ من سرَّهُ زمنٌ ساءتهُ أزمانُ
    وقصيدة الشاعر السناري المجهول الذي رثا مدينة سنار القديمة ، وعهدها الزاهر ، بقصيدة طويلة من نفس بحر البسيط ، وبنفس الحالة الشعورية التي نُظمت فيها قصيدة أبي البقاء ، وهي تلك القصيدة التي مطلعها:
    أرَى لدهريَ إقبالاً وإدبارا فكلُّ حينٍ يُرِي للمرءِ أخبارا
    يوماً يُرِيهِ من الأفراحِ أكملَها يوماً يُريهِ من الأحزانِ أكدارا
    وكلُّ شئٍ إذا ما تمَّ غايتَهُ أبصرتَ نقصاً بهِ في الحالِ إجهارا
    فلا يُغرُّ يصفوِ العيْشِ مُرتشداً لأنَّ إحسانَهُ ما زالَ غرَّارا
    ( انظر النص الكامل لهذه القصيدة بالصفحات 214 – 219 من الكتاب )
    وكما ترى ، فإنَّ حذو الكلام واحدٌ ، وقد نظر فيها الشاعر السوداني إلى قصيدة الشاعر الأندلسي نظراً شديدا بكل تأكيد.
    وذلك من شأنه أن يسوقنا بدوره إلى خاطرة ذات دلالة و مضمون تاريخي صميم ، يتمثل في الصلة الواشجة بين الأندلس وسنار، وهي صلة طالما أشار إليها نفر من الباحثين المعاصرين، الذين كان في مقدمتهم الدكتور عبد العزيز أمين عبد المجيد ، والذي نحسب أنه أول من أشار في كتابه " التربية في السودان " الصادر عن دار " المطبعة الأميرية " بالقاهرة في سنة 1949م ، إلى أنَّ سنار هي وريثة الأندلس ، وأن الأقدار الإلهية قد شاءت أن تعوض العالم الإسلامي عن فقده الأندلس في خواتيم القرن الخامس عشر ، بقيام سلطنة سنار الإسلامية في مطلع القرن السادس عشر ، أي بعد مرور أقل من عقدين من الزمان.


    وربما، طالما السيرة سيرة تقليد، فسيجدر الذكر أن الرُندي (الأندلسي) قد نظر في وقلّد نونية أبي الفتح البستي (الأفغاني) التي قال فيها:
    http://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx؟id=91613http://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx؟id=91613http://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx؟id=91613http://www.poetsgate.com/ViewPoem.aspx؟id=91613
    زيادة المرء في دنياه نقصان وربحه غير محض الخير خسران
    وكل وجدان حظ لا ثبات له فان معناه في التحقيق فقدان

    وهو أيضا الذي يقول:
    أنا العبد ترفعني نسبتي إلى عبد شمس قريع الزمان
    وعمي شمس العلا هاشم وخالي من رهط عبد المنان

    وأنظر، بل تأمل، في دوران الزمان بالإنسان ما بين بست وبخارستان، ثم أندلس ملقا ورندة، وحتى سنّارنا الزرقاء و(أم قنافذ وجــرذان*)!!
    ثم أعد النظر في هذا وفي قضايا التقليد الأدبي وفي الاستعادات الحضارية كتعبير عن الاصطراعات والتفاعلات الاجتماعية النفسية..
    وهذه هي قضايا خلافنا مع كثير من خلاصات مجمد جمال.. مبثوثة بطول هذا البوست وعرضه.

    * أم القوارض (قنافذ وأرانب وجــرذان) وغضا أو (طندب).. فحسب أخر مباحث م. جمال بتخريج وجيه جداK عضده محمد عبد الله الحسين، هي أم درمان..


                  

10-14-2018, 03:19 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: هاشم الحسن)
                  

10-16-2018, 08:52 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    ديمتري لم يقل ما قال في مذكرات كتابية وجدت مهملة بعد مماته في احدى إدراج مكتبه بل قال ما قال في الضوء وفي التلفاز الرسمي للدولة وفي حضور أقرانه الأكبر عمرا والأصغر منه عمرا.. راجع الفديوهات المرفقة.. كلام البازار لا يمكن التشكيك فيه بالمزاج.. هذه ملاحظة عامة
                  

10-21-2018, 04:48 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    مالت فروع الدوحة تصطنت الزجل
    أبو صلاح
    وأنشي شعري وزجلي وموالي في سناك قليل ياجميل
    إبراهيم العبادي


    وردت كلمة زجل عدة مرات في شعر الحقيبة .. تم رصدها أيام البحث.. سآتي بها لاحقا لمزيد من التامل.



                  

10-22-2018, 01:40 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    رصدت حوالي سبع حالات مناسبات تقول "الشيء الجديد" من رواد الحقيبة لكن دون أن بقول لنا أحدهم ما هو هذا الشي الجديد ومن أين جاء؟

    أما لماذا اختفى هذا الشي الجديد من الساحة كلونية شعرية فهذا من المفترض شغلنا نحن ديل!.
    والإجابة ببساطة عدم الإعلان عن مرجعية اصوله اللونية (النمطية الشعرية) هو السبب الأساسي في التوقف المفاجيء لشعر ما سمي بالحقيبة إذ انبتت جذوره!.






                  

10-22-2018, 03:59 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10817

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    ولماذا لا أري مساهمة لأحمد طراوة في هذه البوست؟؟؟
    لماذا لا تدعوه للمساهمة يا راعي البوست
    فهم من أهل الدربة والرأي في هذا الشأن
                  

10-22-2018, 06:37 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: Nasr)

    أهلا نصر
    Quote: ولماذا لا أري مساهمة لأحمد طراوة في هذه البوست؟؟؟
    لماذا لا تدعوه للمساهمة يا راعي البوست
    فهم من أهل الدربة والرأي في هذا الشأن


    لكنك بهذا تحملنا والرجل ما لا يحتمل.. كونه لم يأتي إلى هنا دا قد يكون خياره الحر.. وإن لم ير أو يسمع بمثل هذا البوست واشباهه ففي دعوته من طرفنا تجني على حريته وحشره في موضوع من المحتمل قد لا يروقه أو لا يراه يستحق. أظنه محتمل!.

    بعد، أتمنى أن أسمع رأيك وانت رجل شاعر وافهم انك تفهم في الموضوع أو أي مداخلة منك في الموضوع أو بالعدم بعض مساهمات قديمة أو جديدة لدكتور طراوة ان شئت إثراء الحوار.
                  

10-22-2018, 06:51 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)
                  

10-25-2018, 06:21 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    قصيدة أبو صلاح الفخيمة أدناه إنموذج بديع للزجل السوداني "الحقيبة".. ولحسن الصدف أن كلمة (زجل ) وردت في القصيدة بمعناها الاصطلاحي تماما (إنشاد وغناء ): مالت فروع الدوحة
    تصطنت الزجل.

    شوف يانسيم محبوبي
    اين اليوم نزل
    اين احتجب بي حسنو
    عن طرفي اعتزل
    شوف يانسيم زهر الرياض
    ليك مبتذل
    والنـزهة ليـك لاشك
    مسطرة في الازل
    مابين اكمام البساتين
    لم تزل
    تلـتف بيـن اوراقـا
    تلتمـس الغـزل
    الطير ترنم بالشعر
    غني ارتجل
    فوق منبر الغصن
    الطري السامي الاجلّ
    مالت فروع الدوحة
    تصطنت الزجل
    ام مـن رنين الـورقة
    صـداها الخجل
    لف يانسيم داخل
    الربوع رايق وسل
    جـاذب فؤادي الليهو
    دون امـر ارتسل
    قول ليهو عاشقك
    للامر طاع وامتثل
    جيب رد خطابو
    الاحلي من صافي العسل
    ضامر مهفهفة قامتو
    والجيد اعتدل
    طـال الشـعر لـي
    محبك الدرع انسدل
    عام صدرو بي ثمارو
    الكتف لادن هدل
    ايـدينواليـن مـن
    قـواطـين الجـدل
    في المشية شابه
    مشية الخيل في الوحل
    فـاق الظبي في
    الضمرة والجيد والكَحل
    شوف يانسيم من هجرو
    كيف جسمي انتحل
    مـع انـو سـاكن قلبي
    في اقرب محل
    مابين اماني الزورة
    في رُبّ ولعل
    بين نار هواك الشابة
    في جسمي اشتعل
    يالعابدة تيهك والدلال
    الدون زعل
    انـا راضـي بي حكم
    الغرام مهما فعل



                  

10-25-2018, 06:55 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    ثلاث مدارس شعرية لفن الحقيبة "الزجل السوداني": فرضية قيد البحث!

    لاحظت خلال البحث أن هناك ثلاث مدارس شعرية مختلفة في الأسلوب ولكنها متبعة ذات اللونية "الزجل":

    1- مدر مدرسة الشاعر العبادي والشاعر أبو صلاح أصيل فيها. وهي المدرسة الأم الطاغية ويتبعها معظم شعراء الحقيبة وفنانيها.. تاثرت بازجال صفي الدين الحلي وتقي الدين الحموي وإبراهيم الغباري وهؤلاء كثيرهم تاثر بالحاج بن مقاتل وجميعهم عاش في الفترة بين 1250و 1500م أي زمن العهد المملوكي في مصر والشام وجميعهم أخذوا من الأزجال الأندلسية الصافية قبل أن تتأثر الشعوب اكثر بالأستعمار التركي ثم الجديد الغربي وحدوث تحولات اجتماعية كبيرة أدت بدورها إلى تغيير ما صغير او كبير في اللجهات العربية العامية.

    2- مدرسة الشاعر والملحن خليل فرح .. لم اصل بالدقة الكافية بعد إلى تحديد مرجعاتها الاسلوبية كما المدرسة الأولى ولكن على وجه العموم اجدها متأثرة بالزجل الشامي القديم.

    3- مدرسة الشاعر سيد عبد العزيز وهي خليط بين المدرسة الأولى وشي جديد مختلف الاسلوبية وهو الزجل/الحوزي المغاربي (الجزائر والمغرب).

    خلال سرد النماذج المقارنة حاولت أن أبين هذه النقطة المعقدة (المدارس الاسلوبية ) والتي تحتاج المزيد من الدراسات المتأنية.. ولذا برغم التقدم الذي أحرزه البحث حيالها إلا أنني ما زلت اعتبرها فرضية قيد التحقق.
                  

10-26-2018, 06:33 AM

جلالدونا
<aجلالدونا
تاريخ التسجيل: 04-26-2014
مجموع المشاركات: 9387

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    اهم فكرتين يعتمد عليهما الاستاذ محمد جمال الدين فى بحثه عن الحقيبة هما
    ربط الحقيبة بالرجل و ليس الموشح
    الصورة الشعرية بين الزجل و الحقيبة و لغة التصوير كمشتركات فى بناء القصيدة
    هذا اذا اتفق معى الاخ محمد على مبدأ الفكرتين ديل
    طيب نبدأ من الصورة الشعرية و دى حتما مبنية على بيئه الشاعر التى ارتسمت فى مخياله
    كعنصر اساس فى تركيب صورته الشعرية فأجمل اشعار المتنئ قال فيها
    لخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي
    وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
    صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً
    حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ
    ثم نجدها فى حالة على بن الجهم الذى قال

    انت كالكلب في حفظك للود و كالتيس في قراع الخطوبِ
    انت كالدلو، لا عدمناك دلواً من كبار الدلا، كبيرَ الذنوبِ
    و عندما انتقل الى بيئة اخرى جاد علينا ب
    عيون المها بين الرصافة و الجسر جلبن الهوى من حيثُ ادري ولا ادري

    اعدن لي الشوق القديم و لم اكن سلوت ولكن زدتُ جمراً على جمرِ
    سلمن، و اسلمن القلوب، كأنما تشك بأطراف المُـثـقـفـةِ السمرِ
    خليلي، ما احلى الهوى، و أمـرَّهُ و أعرفني بالحلوا منه و بالمُر
    بما بيننا من حُرمةٍ هل علمتما ارق من الشكوى، و اقسى من الهجرِ
    و أفضح من عين المُحب لسِـرهِ ولاسيما إن اطلقت عبرةً تجري
    من ده عاوز اقول شنو
    خروج الشعر العربى من بيئته الصحراةية الى بيئات اخرى تختلف على ما نشأ عليه
    اولاد ابوابا اخرى من الشعر كانت اصلا كامنة فى رحم هذا الشعر بصورة ملتزمة بالوزن و القافية
    و مع اختلاطه بها جاد علينا اهل الفرس بالدوبيت
    و اهل بغداد بالموال
    و اهل الاندلس بالموشح
    و اخريات حتى صارت ابواب تضاف الى ابواب الشعر الجاهلى
    كالفخر , التشبيب, المدح , الهجاء والغزل
    بل و ضارت ابواب الشعر الجاهلى باب واحد تحت مسمّى الشعر الفصيح
    و ما انبثق عنها ابواب توازيه وقد تبزه مع انها من رحمه
    فى المدح نمسك بس
    طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
    ودب الشكر علينا ما دعا لله داع
    كإهزوجة مدح مجهولة المؤلف و قارنها بقول حسان بن ثابت
    فى مدح رسول الله ببيت شعر قيل انه ابلغ بيت شعر قيل فى المدح
    و اذا المطى بنا بلغن محمدا ... فظهورهن على الرجال حرام
    و شوف الاقرب للوجدان ياتو رغم بلاغة الصورة و التشبيه
    فى قول تابت الملتزم بقواعد الشعر
    و بساطة اللغة المعتادة فى طلعة البدر
    الزجل كان فى شعر الخنساء قبل بلوغ الاندلس
    و التوشيح كان فى تعلق قلبى
    و الموال كان فى قوله
    قل للمليحة فى الخمار الاسود


    و قد ترنم بها على ما اظن استاذنا الكابلى
    و من المواويل
    يا نسيم الصبا النجدى
    ________
    يانسيم الصبا النجدي أريجك لمدى الأزمان

    يداعب خصلك الأوزان وطيب أنفاسك الوردي

    يريدني سباك لي عهدي القبيل ضمخني بالإحساس

    و كان لي كل حين إنسان تزيد أفضالو من سعدي

    بدورك لو تقيف عندي عشان أوصيك بتحنان

    وصاية تشيلا في الأجفان لناس عندهم كبدي

    مكانم مني في بعدي وديارم في عيوني رهان

    و لون يختال على الألوان و حسنو بالجمال يعدي

    تشيل عيني و تسيب سهدي و معاك غناية الرحمان

    ترافقك في الدجى العتمان تحرسك و لي خطاك تهدي

    و تنزل بوفى الوعد على الحي الحكى و نعسان

    قبال ما ينبّه الآذان لدرب الرحمه و الرشد

    و تملا بطيبك الهندى صدور ناسا ظراف و حنان

    تهاتي النجد على الشأن و حاتك مثال على للحيا بيجدي

    و تابع عيني بتودي على الحي الحلى النعاس

    تقودك فوق على الأغصان لي نبعا حاشا مو غسنان

    و حاتك فاق على الشه



    شوف جنس الخلط ده ما بين
    يا نسيم الهوى النجدى
    و بين
    و لون يختال على الألوان و حسنو بالجمال يعدي
    ما علينا
    الموال عندنا ياهو الرمية
    من اجمل غنا المواويل
    الرمية دى مثال قديم من جهة اهلى الشايقية
    و مع انها مظبوطة على ايقاع الفردة
    لكن بتحسو مع انو ما بتسمعو

    و نمش على المديح و حاج الماحى السبق الحقيبة
                  

10-27-2018, 07:20 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: جلالدونا)

    أهلا بيك جلدونا من جديد وشكرا للمادة الممتعة.. الحقيبة زجل من حيث اللونية الشعرية وليست موشح.. لا أتحدث فقط عن الصور الشعرية بل كلما يتعلق باللونية الشعرية. . واللحن والسلم الموسيقي شي والنص الشعري شي آخر في حالة الحقيبة.. هي زجل على لونية الزجل الاندلسي وهي بعد إبداع سوداني أصيل وبديع لم أقل غير ذلك.
                  

10-27-2018, 07:31 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    كل جهدي هنا أن أبين حقيقة واحدة وكلما دونها ثانوي ان: الحقيبة من نمطية الزجل من حيث الجنس الشعري "الزجل بمعناه الاصطلاحي".. ودي ملاحظة عامة.
                  

10-28-2018, 08:51 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    Quote: لو قبلنا بأن أبوصلاح والعبادي من مدرسة واحدة رغما عن تنافسهما على الساحة.. فإذن ما اختلافها مع المدارس الأخرى إلا لو يكون في النمط.. أو البنية، أو اللغة ومدى تقليدهما؟ هل لا تزال تقول أن النمط عند الـ ١٦ شاعر حقيبة هو هو نمط الزجل الأندلسي لا غير؟ هل مدرستهما فعلا تختلف لأنها تأثرت بما (وثقه وكتبه) الحلي والحموي والغباري وابن مقاتل بينما الآخرون لم يتأثروا بذلك؟ هؤلاء السادة (المملوكيون)، قد كتبوا عن الزجل الأندلسي وشرحوا هيكله البنائي المستمد من الموشح مثلا، ولكنهم أيضا كتبوا عن أنماط الزجل التي تطورت مشرقيا (الكان كان والقوما والمواليا وتفريعاتها)، تفريعاتها لا تعد ولا تحصى، ومن تفريعاتها الدوباي/الدوبيت السوداني/ والموال المصري والزهيري العراقي وما لا حصر له.. فيما وراء اللغة والتعبيرات والأخيلة، ألا يمكن ملاحظة العلاقات البنائية الوزنية المباشرة بين أشعار صالح والعبادي وبين الموال/الدوبيت، أي كذلك مع الفنون الزجلية المشرقية؟



    هم في الحقيقة 14 وباضافة عبد الله الامي يصبحو 15 .. انا بال 16 أعنى أحيانا سرور فهو لا يقل شاعرية زجلية بالإضافة الى مقدرته الفائقة على اللحن والأداء.. لكن الان اعتبرهم 15 لأن دي نقطة جدلية بجدارة. النمط عندي زجل لا موشح ولا غيره .. الحتة دي استهلكت معظم زمن البحث.. الحقيبة زجل كامل الشروط لا علاقة له بالموشح.. قلنا بمميزات الزجل واختلافه عن الإنماط الأخرى من قبل والفرصة متاحة لنتشاور من جديد أن لزم.

    الاختلاف عند شعراء ومدارس زجل الحقيبة فقط في الاسلوبية لا غير.

    النسخ الأولى التي تمت مجاراتها وسودنتها انتهت الى المدارس الثلاتة التي اعلن عن انتهاء عهدها آخر شعراء الحقيبة عبيد عبد الرحمن وقد قالها في لقاء تلفزيوني موجود رابطه في هذا البوست: (عملت للكاشف شي جديد غير الحقيبة ) يعني غير الزجل المملوكي.. أو هو بالضبط ما حدث عمليا وأنتهى نظم الحقيبة فعليا وظل يردد الناس القديم حتى الآن دون نظم جديد.

    ---
    *رد على مداخلة لهاشم الحسن في بوست الخلاصات.. وهاشم عودنا دايما عنده رأي واضح ونحن بنحاول نقابله الود بالود ولو المهمة صعبة! .
                  

10-28-2018, 08:55 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    هنا ملاحظة هامة ومعلومات تفصيلية عن مشروع السودان200:

    في سوح مشروع السودان200 سنعمل أبحاث ودراسات في كل المجالات الممكنة ويستطيع المهتمين منا أيضا مراجعة بحث الحقيبة بطريقة أكثر توسع وعلمية.. كل شي قابل للفحص من جديد ولا شي نهائي.. دا أظنه منطقي!.


    لمن لم يسمع بعد أو غير مطلع على ماذا نعني بالضبط بالسودان200 اجي ببوست من الفيسبوك متعلق مباشرة بالأمر:

    عندي طلبين لأعضاء صفحتي الاكارم ... الأول الصفحة وصلت الحد المسموح به للعضوية .. وانا قلت منذ فترة للمتابعين معاي أن معظم همي وشغلي وانشغالي سيكون بمشروع السودان200 معظم الوقت ولمدة التلاتة سنة المقبلة.. فاذا في أي زول الفكرة ما عاجباه وهذا ممكن طبعا ونحترمه فأتمنى يسحب عضويته بنفسه ويذهب الى فضاءات اخرى ربما تروقه افضل، نحن ظروفنا صعبة شوية.. ونكون له من الشاكرين وبكدا مافي زول خسران حاجة.

    الحاجة التانية .. اكرر نداء السودان200 وبس.

    السودان200.. نداء لتضافر الجهود المخلصة:

    فبحلول العام 2021 أي بعد ثلاث سنوات فقط من الآن سيبلغ عمر السودان الحديث 200 سنة. وهذا هو الوقت المقرر لإنجاز المشروع.. 1821-2021.

    وهذه مبادئنا:
    مبادئنا في السودان200: الاحترام المشترك، لا تمييز على اي اساس كان، لا عنصرية او جهوية، لا إقصاء لا احتكار.. مشروعنا مدني شعبي لا سياسي لا أيديولوجي غير حزبي غير حكومي.. نعمل بجد وصبر ومثابرة في روح الفريق.. وبكل الممكن من الصراحة والشفافية.. ولا تكليف فوق طاقة إي منا، ولا مهمة من المفترض تتعارض مع عمل او حياة العاملين الخاصة .. أنت تعمل بقدر ما تستطيع افضل ما يكون وبقدر إيمانك كفرد حر وصاحب حلم مشترك.. والأهم المقدرة على المبادرة والصبر والمثابرة.. وعدم الانتظار تحديدا عدم انتظار الجماعة او الاخرين انت تعمل ولو جميع الناس تراجعت .. انت تعمل كفرد حر وظف نفسه بنفسه في خدمة هدف نبيل.. هذا المشروع عاطفة ووجدان مثلما هو عقل وخطة مرسومة.. تلك هي المبادىء!.

    السودان200 .. نداء عام:

    في خلال تلات سنوات من الان اي في سنة 2021 سيصبح عمر السودان المعاصر 200 سنة.. نحن نعمل تضامنيا إلى إنجاز المشروع في هذا المدى الزمني لنقدمه هدية للسودان في عيد ميلاده ال200 وهدية لشعبنا وللأجيال المقبلة.

    السودان200 هو مشروع الوعي العلمي بالذات الجماعية لشعبنا والبيئة المحيطة الخاصة بنا. نتعرف علينا ونعرف العالم بنا.. نسجل و ننقل مساهمة حضارية تضاف للتجربة البشرية.

    كلنا نستطيع أن نعمل في المشروع.. جميع الأيادي الخيرة والعقول المخلصة عندها فرصة مؤكدة للتعاون والعمل.

    السودان200 حركة أمل وعمل ومحفل
    للتلاقي الموجب، خطة عمل مصممة لتناسب جميع المستويات الأكاديمية الممكنة ومرسومة ضد الخسارة وضد الفرز وضد الإقصاء وضد الإحتكار.

    السودان200 سيمفونية للأمل في مستقبل وطني وإجتماعي أفضل سيمفونية نستطيع ان نعزفها معاً محتفلين بشعورنا المشترك وحلمنا المشترك وعملنا المشترك.

    السودان200 مشروع سوداني وطني، مدني، طوعي غير رسمي/غير حكومي غير حزبي غير سياسي غير آيديولوجي يتأسس وينفذ تضامنياً عبر جهود ذاتية سودانية مخلصة.

    وهذا نداء عام لتضافر الجهود المخلصة!.

    وهنا رابطان للسودان200 يحويان معظم المادة المكتوبة والمسموعة عن المشروع.. الأول خطة المشروع والاهداف والمحاور والجدول الزمني والثاني مسوغات ومبررات المشروع وتحدياته وإمكانية تجاوزها.. هذا مهم!.
    وتوجد دوما وسائل للتواصل بهدف المساهمة الموجبة في المشروع سواءا في المناشط الجارية أو الأجهزة الإدارية والتنسيقية "الآن في طور التأسيس" أو حتى بهدف النصح والإرشاد أو/و مجرد الدعم المعنوي:

    للتواصل معنا بهذا الخصوص "العملي":

    السودان200 .. لجنة المبادرة
    تلفون: +31685369261
    واتساب: +31684688891
    إميل: [email protected]

    هنا إستمارة عضوية السودان200 .. "العضوية لا تتضمن اي إلتزامات تنظيمية أو مالية فقط إنتماء للفكرة وفق المبادئ المعلنة":
    https://docs.google.com/forms/d/1Fg79yXjFREGDkeDtD-LDc6OyK04zK3NxYTLhDReHNRk/viewform؟edit_requested=true

    1- مشروع السودان200 وجدول الأعمال مع نظرة تقييمية شاملة حول المشروع كتابة وتسجيلات صوتية!
    http://sudaneseonline.com/board/499/msg/الخطوات-العملية-لمشروع-السودان200-ونظرة-شاملة-كتابة-وتس...%21-1518540761.html

    2- مشروع السودان 200: ترف فكري أم ضرورة؟ كيف إذن نصنع الخبز والحرية!
    http://sudaneseonline.com/board/499/msg/1533485590.html
                  

11-07-2018, 01:31 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    لماذا خان الإنجليز أدب وفن كبوشية!

    توصلت إلى إشارات غاية في الاهمية في تقديري ذلك أن الإنجليز في حل عن الباشوات الأتراك "حكام مصر" ركنو في البدء إلى تصعيد الفن الشعري والغنائي لمنطقة كبوشية قبل الحقيبة بقليل. وشجعو أيقونة الفن الكبوشي في زمانه محمد ود الفكي وبرز عدد من فناني وطنابرة كبوشية من اشهرهم عبد الغفار وغيره الكثير وهناك طبعا المطرب الشهير عبد الله الماحي ابن كبوشية.. (يبدو لي جلياً ان الإنجليز أيام الإحتلال كانوا على وعي كبير بمرجعيات المخيال الأنثروبولوجي لإنسان السودان، ربما أفضل مما نفعل نحن حتى هذه الحظة)!.

    لكن ماذا حدث بعد لحظة لأعلام كبوشية؟:
    محمد ود الفكي رجع إلى كبوشية وهو في قمة صيته وشهرته ووصل مستوى أكبر من محمد وردي في قمة مجده وبلا منافس آخر "مثال للبيان".. وبعد ورد في الحكايات المعلنة أن والده منعه الغناء "هذا يبدو غير منطقي لان الأولى أن يمنعه قبل أن يصبح فنان السودان الاول بلا منازع في زمانه وقبل أن يصبح أستاذ سرور ومحط إعجاب العبادي وجموع العارفين في زمانه. أليس منطقيا!.

    وعبد الغفار رفض النمط الجديد "الحقيبة" علناً وقاوم ثم رحل إلى مدني. في الحقيقة تم نفيه وضربه هناك ومنعه من الغناء وهو في منفاه "توجد شهادات ووثائق على ذلك" وليس هو وحده بل كل من رفض من اهل كبوشية تم التضييق عليه ومطاردته.

    وما حدث لعبد الله الماحي شيء مختلف إذ أختار النمط الجديد "الحقيبة" وتم الرضى عنه ولو موقتا لكن دون تصعيد مبالغ فيه كما تم لسرور برغم أن هو أول من سجل رسيمياً أغنية حقيبة في مصر عام 1926 كما تحدثنا الوثائق المتاحة.

    لماذا إذن حدث ذلك؟.. لما لم يواصل الإنجليز دعم أدب كبوشية ذلك الزمان حتى النهاية؟!.

    أعتقد أنهم توصلوا إلى نتيجة مفادها أن: النسخة الكبوشية من الفن شديدة الإعتداد بالذات وتذكر الناس بأمجاد وبطولات الماضي والعزة والكرامة والإستقلالية الذاتية.. وقد أختيرت في البدء كبوشية لسببين أساسيين أهمهما الثاني:

    1- منطقة مليئة بالتنوع الفني والفلكلوري والكفاءات البشرية التي تسطيع أداء المهام الإبداعية
    2- كبوشية تقع في حزام الجعليين العشائري والفكلوري والثقافي.. والمنطقة كانت في معظمها معادية للمهدية وآيدولوجيتها وهي كانت اي المهدية العدو الأقرب للإنجليز قبل أن يتصالحوا مع الزعامات القلبية والصوفية ويؤسسو نظام الإدارة الأهلية.

    لذا كان أدب كبوشية مناسبا دون غيرة من الفنون مثال ما لدى الشكرية والبطاحين ولهم أدب شعري وغنائي كثيف في التاريخ وحتى الآن "مثال".

    لقد تم إيقاف أدب كبوشية الغنائي بطريقة مفاجئة وعنيفة بما يشبه لغة الصالح العام هذه الأيام ومن ضمنه معاكسة ومطاردة المتمسكين بفن كبوشية والرافضين لنمطية الزجل المملوكية التي كانت البديل وهي بالفعل نسخة لطيفة مجنحة "رومانسية" لا علاقة لها بالواقع العملي ولكنها مسلية وخيالية وبديعة النظم وذات وقع وايقاع جديدين "الحقيبة".. وظل أدب كبوشية الغنائي يلمع حتى الآن برغم التضييق الرسمي الذي تعرض له.
    وذلك فيما يتعلق بأدب كبوشية واما فنون وأداب السودان الأخرى فلا ذكر لها أيام العهد الإنجليزي.. لا مجال لها في الإعلام الرسمي.

    لا ننسى أن للأنجليز برنامج سياسي وإقتصادي واضح ومحدد ومن أجله تم إحتلال البلاد.. طبعاً دا أظنه واضح.. لكن ذلك البرنامج وحتماً لا بد أن يتبعه برنامج ثقافي ومدني بدأ مباشرة بتأسيس كلية غردون ومعهد ام درمان العلمي العلمي ثم بخت الرضاء وبين هذا وذاك تم إنتقاء عناصر الأدب والثقافة العامة عبر إدخال إصدارات محددة إلى السودان دون غيرها كما أن أي مادة إعلامية خارجة من السودان لا بد أن تتماشى مع الخط العام للدولة المحتلة.. توجد أدلة مادية على ذلك وشهادات شهود عيان وشهود نافذين ومنفذين.

    وأزعم أن الصراع بين كبوشية "الطنابرة" وسرور والعبادي هو في الأصل صراع بين رؤيتين "حكومية" لما يجب أن يكون عليه الفن الغنائي في السودان وهو أمر ذا شأن عظيم في زمانه كون الغناء هو الوسيلة الإعلامية الوحيدة الفاعلة شعبياً في غياب صحف "نادرة" وإذاعة وتلفاز وطبعاً أنترنت مافيش. وأنتصر الخط الثاني وفاز الزجل "الحقيبة" إبداع سوداني من نوع جديد لا سابقة له. وهنا لا تقييم ولا رفض أو قبول.. إنه ما حدث في التاريخ وليس في الإمكان أحسن مما كان.. فقط نحن نود أن نفهم كيف جرت الأمور.

    تلك فرضية جديدة لا علاقة لها مباشرة بنتائج بحث الحقيبة الذي أنتهى بنهاية فحص فرضياته المعلنة.. لكن هذه فرضية قائمة بذاتها ونستطيع محاولة إثباتها أو نفيها وفيها إضاءات كثيرة لتاريخنا القريب وفيها فهم للحاضر ومن هنا نستطيع أن نخطط المستقبل (إنها مجرد مثال صغير لعدد كبيرة من الأشياء التي وجب أن ننظرها من جديد لنتحقق منها علمياً وعملياً)!.

    هذا طبعاً للمطلعين على تفاصيل الحكاية.. وشكراً لتعاونكم وصبركم معي.. وطابت أيامكم
                  

11-11-2018, 11:04 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    ذكريات إبرهيم العبادي ومجاراة الشعر الشعبي السوداني.. لاحظ المجاراة للشعر السابق والسائد في السودان مختلفة عن مجاراة الزجل.. هذا هام للمتابعين معنى الحكاية الشيقة!
                  

11-11-2018, 11:22 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    لقاء صريح ونادر بين الشاعر ابراهيم العبادى و الاديب الطيب صالح.. وتعليقي عليه!

    من ضمن ما جاء في اللقاء انشاد العبادي قصيدة فى اول مؤتمر للخريجين .. و قصة ارتجاله لقصيدة القفة 1926 .. وعلاقته بالشاعر توفيق صالح جبريل ومانظمه فى حفل زواج اخيه ابراهيم صالح جبريل 1919 وحديث عن مهرجان العرس.. ومانظمه فى موقف اضراب الطنابره وموقف سرور في حفلة التاجر بشير 1919 (لأول مرة نعرف تاريخ هذا الحفل بالضبط).. وما ما ارتجله فى سكرتيره احد الوزراء .. وهناك حديث عن قصيدة دفاع عن امرأة جميلة "خادمة" عند أحد الأثرياء.. والعبادي ينطلق من مخيال زمانه وليس هذا الزمان طبعا الذي نرفض فيه جميعنا التمييز على اي اساس كان أو هو الصحيح الذي لا يصح شي غيره.

    ملاحظات:
    هذا اللقاء مع العبادي اهمه الحديث في الفترة من 1914 إلى 1919 ولو نلاحظ أن كل الشعر الذي انشده العبادي لا توجد من بينه أي اغنية حقيبة ولا يسير على نمط الزجل اذ أنه شعر يأتي في لغة سودانية عامية بسيطة وواضحة : "عامية الوسط النيلي" لا يشبه نمط الحقيبة وصنعته وسجعه والذي جاء بعده مباشره وكان رائده العبادي نفسه.

    ويبدو أن كل تلك القصائد تم غناها بواسطة سرور وربما اخرين لكن لم تسجل لاحقا في اسطوانات كما حدث لغناء الحقيبة "الزجل".. ويبدو أن نشأة العلاقة بين سرور والعبادي مختلفة عن الروايات السائدة.. وحاجة أخيرة مهمة بل الأهم: هل اضرب الطنابرة عن الغناء للأبد بارادتهم؟ كيف يكون ذلك؟ وهل هو اضراب ام امتناع/ايقاف؟ مع العلم أن غنا الطنبور هو من أشهر أنواع الغناء في ذلك الزمان والأكثر سيادة ولا يغنيه أو يتخصص فيه المشتغلين مع سرور وحدهم بل الآلاف.
    لكن في الحقيقة هناك عوامل سياسية واجتماعية جديدة "العهد الانجليزي/التركي" الذي تلى انهيار المهدية أدت تلك العوامل إلى منع غناء الطنبور في العاصمة لأسباب سياسية واجتماعية وبكل السبل الممكنة ومن ضمنها العنف الجسدي.. لدينا امثلة على ذلك قلنا بها في خلاصات بحث الحقيبة.
    ---
    وصلني هذا التسجيل النادر اليوم 11 نوفمبر 2018 عبر إحدى قروبات السودان200 وأحببت التعليق عليه لما فيه من مادة تاريخية قيمة.. وأتمنى من جميع الاعضاء والمهتمين إرسال ما لديهم من وثائق تاريخية مقروءة أو مسموعة أو مصورة عبر وسائط المشروع كلما كان ممكنا.

    https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10217572569329806andid=1344875921https://m.facebook.com/story.php؟story_fbid=10217572569329806andid=1344875921

                  

12-09-2018, 01:55 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5219

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نماذج مقارنة بين الحقيبة والزجل (هناك زعم (Re: محمد جمال الدين)

    لازم نتحقق من كل الادعاءات بتاعة الحقيبة.. ونتمنى أن نسمع من أصحاب القصص الأسطورية الخرافية ونذكر منهم حسب ما أورد صاحبنا المبدع هاشم الحسن.. قال بأحمد القرشي وطراوة ومعاوية يس واخرين.. أين هم؟!.
    ونتمنى أن نسمع منهم ما يفيد.. ولهم ود وسلام:
    قصص الحقيبة العجيبة هل هي حقيقة أم وهم؟!.

    ما علاقة ذلك بالصراع الاجتماعي والسياسي في بحر الزمان؟!.. هل هو غنا ورقيص بس؟!.




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de