ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 02:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-18-2017, 10:45 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة

    09:45 AM November, 18 2017

    سودانيز اون لاين
    فرح الطاهر ابو روضة-...................
    مكتبتى
    رابط مختصر


    ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة
    لم يكن مدهشا  أن يتصاعد سعر الدولار أمام الجنيه الكيزاني  المترنح ليتجاوز  ال 28 جنيه بالكمال  وإلتمام بل وتسارع  الارتفاع  على مدى ساعات اليوم
    وان يسبق هذا الانهيار الكارثي عدة تصريحات من قادة السلطة في حقيقتها  تصريحات مرتبكة وفيها من الالتباس والعجز وعدم الحياء  وعدم الرغبة في مواجهة الواقع المذري الذي وصلت اليه الأوضاع الاقتصادية  وبالتالي المواطن الأمر الذي  يجعلنا نتاكد من مدى استهانة  هؤلاء النفر بما يتهدد الدولة السودانية بفعل سياسات  قادت الوطن للجحيم  والإصرار على
    عدم المبالاة هذا يقودنا لاثبات صحة الرأي القائل بأن قادة الإنقاذ  لا كبير انتباه لهم بما يعانيه المواطن السوداني من فقر وعوز
    بكري حسن صالح  فتح الله عليه ببعض اقوال مشروخة (فشلنا في إنتاج سباسات  اقتصادية تسهم في استقرار سعر الصرف ولابد لنا من البحث عن سباسات اقتصادية بديلة )بعد ثمانية وعشرين عام من الفساد والأخفاق المتواصل يقترح سعادته البحث عن سياسات اقتصادية بديلة ؟؟
    وزير المالية وأمام الكاميرات يتحدث باسلوب متهكم في رد على بعض الصحافيين (جنكم  دولار ) الوزير نفسه لديه تصريحات بعدد من الصحف تفيد ( لا اتجاه لتعويم  الجنيه السوداني ) إجابة السيد الوزير تحاول ان توحي للمواطن بأن الجنيه السوداني لم يتم تحريره بعد وان الدولة لا زالت تدعم السلع الأساسية ولن تنطلي على احد مثل هذه  الدغمسة  والالتفاف على الحقائق الجميع يعلمها جيدا والكل يعلم تماما  بأن الإنقاذ تخلت عن أبسط  التزاماتها تجاه المواطن السوداني وفي الحقيقة أصبحت السلطة  هم إضافي علي المواطن  فالمواطن يقع عليه هم سداد الصرف  على السلطة التنفيذية والتشريعة  وأجهزة الدولة الأمنية بموجب جبايات  واتوات لا حصر لها تفرضها الإنقاذ وتنفذ بطرق ووسائل صارمة حتى على المرضى داخل المستشفيات  فضلا عن مواجهة ارتفاع جنون السوق
    ولن نجتر هنا ونعيد التكرار عن ضياع أموال الذهب ولا عن فساد السلطة الحاكمة أو أموال الأراضي السودانية التي بيعت للمستثمر  الأجنبي لن نكتب عن شماعة العقوبات الأمريكية التي كشفت  المستور حقيقة عن أكاذيب رجالات سلطة الإنقاذ ولا عن الصرف الغير راشد للمؤسسات العسكرية والأمنية فكل ذلك يدخل في إطار البقاء والتمكين لهذه السلطة سنطرح سؤال ملح يفرض نفسه في  هذه الظروف التي تمر بها البلاد ماذا نحن فاعلون ؟؟
    و ليس لدى السلطة من إجراءات غير أنها تعتزم بيع بعض المرافق الحكومية لمواجهة الآنفاق على موظفيها على نحو ما هو مشاهد من محاولات لبيع محلية مدينة كوستي وغيرها وغير انها اتجهت  للقبض على بعض تجار العملة من غير المنسوبين  للمؤتمر الوطني والشعبي  وفيما يبدو بأنها ستخدمونهم  كبش فداء للقول بأننا من فساد سوق العملة السوداء براءة وفي أفضل الحالات سيخرج  قادة هذه السلطة في الأيام القادمة بفرية  اعتدنا  على سماعها ( تعويم الجنيه السوداني )
    فعلي كل مواطن واجب مقدس اليوم قبل الغد لإنقاذ الوطن من قبضة هذه السلطة الكريهة تشكيل  لجان المقاومة عبر الأحياء والمدن والقرى مسؤلية كل موطن حر شريف مدرك لمعنى أن يستمر الوطن محتل في قصبة عصابات جماعات الجبهة الإسلامية
    على كافة قطاعات المجتمع السوداني مسؤلية تاريخية تتطلب منهم الوقوف صفا واحدا
    على القوى السياسية السلمية والمسلحة واجب الارتقاء الي حجم ما يهدد الوطن وانسانه وعليهم خلق مركز موحد للمعارضة في هذا التوقيت  وأمر مهم وحيوي نزول قادة الأحزاب الشوارع لتتقدم صفوف الجماهير
    فالسلطة شبعت  موتا ومدارة الجيفة  لا يحتاج  لكبير عناء اذا ما عزمنا على صبح خلاص اكيد
    التغيير وضرورة إسقاط هذا النظام هو الحل الذي يقود الوطن الي الاتجاه الصحيح
    يا جماهير شعبنا السوداني
    الشارع هو الحل
    حقك تحرسو  ولا بجيك 
    وحقك
     تلاوي تقلعو




















                  

11-18-2017, 11:01 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)


    التحية لك ابا المحجوب ..


    لاهمية الكلام في الفترة الحرجة .
    على القوى السياسية السلمية والمسلحة واجب الارتقاء
    الي حجم ما يهدد الوطن وانسانه وعليهم خلق مركز موحد ....
    للمعارضة في هذا التوقيت وأمر مهم وحيوي نزول قادة الأحزاب
    الشوارع لتتقدم صفوف الجماهير فالسلطة شبعت موتا ومدارة
    الجيفة لا يحتاج لكبير عناء اذا ما عزمنا على صبح خلاص اكيد
    التغيير وضرورة إسقاط هذا النظام هو الحل الذي يقود الوطن الي
    الاتجاه الصحيح .

    يا جماهير شعبنا السوداني الشارع هو الحل
    حقك تحرسو ولا بجيك وحقك تلاوي تقلعو

    يطول الزمن او يقصر لاحل غير هذا .
                  

11-19-2017, 11:07 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: مني عمسيب)


    الشارع هو الحل
                  

11-19-2017, 04:19 PM

صديق مهدى على
<aصديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10233

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    ابو روضة سلام ليك ولبت عمسيب المرة الحاضرة دوما فى كل البروستات
    حيث قلبها على الوطن والظروف التى يمر بها . لكن للاسف كانكم تؤذنون
    فى مالطا
                  

11-19-2017, 07:37 PM

عبدالمنعم الطيب حسن
<aعبدالمنعم الطيب حسن
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 4487

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: صديق مهدى على)

    والشوارع دوما - يا ابوروضة -
    لاتخون.....


    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    وموعدنا الشارع اذن؛
    او ليس الشارع بفسيح؟
                  

11-20-2017, 09:03 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: عبدالمنعم الطيب حسن)

    عبدالمنعم الراكز
    مشتاقون

                  

11-21-2017, 06:51 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)


    #الحمله_الاعلاميه_لاسقاط_النظام
    #الشعب_يقود_التغيير
    #الشارع_هو_الحل

    #كوز إعلامي يتصالح مع نفسه ويكشف حقيقة الكيزان

    بعد عشرات السنيين كتب الكادر الاخوانى
    عمار محمد ادم أعنف نقد لمشروع الاخوان المسلمين...



    كل الاناشيد، كل الكتب، كل المحاضرات، تتحدث عن المسلمين فى العالم. سيد قطب يقول عقيدة المسلم جنسيته. وكتابات ابو الاعلى المودودى او ابو الحسن الندوى كذلك. لاقيمة للرموز الوطنية فى فكرهم او حتى للتاكا او الاماتونج اوجبل مرة او المهدية الا سنار باعتبارها كانت دولة اسلامية..
    اثرت الجبهة الوطنية التى عارضت مايو فى بعضهم وتوزع الباقين بين مجموعات ذات ثقافة عروبية يمثلها على عثمان. واخرى غربية يمثلها الترابى. وامريكية يمثلها عدد من المبعوثين مثل سيد الخطيب والكرنكى واكثر من مئة وخمسين من الكوادر المهمة. واخرى كانت مصرية الاشواق. وكنا انا واخرين نمثل المجموعة الايرانية..
    وحينما حكموا كان المحك الابرز ازمة الوطنية عند الاسلاميين وهذا هو ماتوصلت اليه بحمد الله نتيجة تفكير اكثر من عقد من الزمان وكنت اسال لماذا حدث هذا وهو ماعبر عنه الطيب صالح من اين اتى هؤلاء؟

    اذن فان اصل الفكرة لا يعترف بالحدود الجغرافية. ومن هنا فان فصل الجنوب يعتبر استراتيجية للاسلاميين حتى لا يشكل عقبة امام قيام دولة اسلامية فى الشمال. واحتلال حلايب لا يعنى لهم شئ لذلك لا بد ان يفكر الناس فى الكيفية التى يفكر بها الاسلاميين اذن فنحن امام خلل اساسى فى طريقة التفكير ومن ثم التحليل والوصول الى نتائج .

    لم يدر بخلد الاسلاميين ابدا ان يصلوا الى السلطة بمثل هذه السهولة لذلك فان الطريقة التى وصلوا بها الى السلطة جعلتهم فى وضع اشبه بالاستهتار فى تعاملهم معها بل وفكروا فى التوسع الاستراتيجى الذى اصبح من بعد وبالا عليهم. اذن فان طريقة الوصول الى السلطة هى التى حددت كيفية الاستمرار فيها. ودون اى مقدمات وجدوا انفسهم يقررون فى اكبر الامور واخطرها ولا احد يعترض عليهم، لذلك استسهلوا الامور واصبحوا فى وضع اشبه بالاستباحة للبلاد. و يبدو ان الاخرين قد الجمتهم المفاجأة كذلك فوقفوا مشدوهين لا يحركون ساكنا بتجاه ما يحدث ومما زاد الامر سوء خروج المعارضة والتى أصبحت تلعب خارج الحلبة واصبح السودان منتهك باشخاص ما كان الواحد منهم يحلم بدخول ذلك المبنى ناهيك ان يكون مديرا عليه وبجرة قلم يتخذ القرارات فى الامور العظام ولديه مكتب فخم وسكرتيرة وحرس وسيارة وسائق والاموال تجرى بين يديه ولاتسأل ماذا كان هذا الشخص قبل ذلك.

    ذلك الشخص ليس مهووسا دينيا كما يعتقد البعض ولكنه محروما اجتماعيا وبعضهم قد يكون منبوذا اجتماعيا ويجعل من التنظيم هوية له ومصدر رزق وانتمائه للتنظيم يمنحه شرعية اجتماعية ما كان يحلم بها تجعله فى مستوى اجتماعى غير حقيقى ويترتب على ذلك تبعات اخرى وقد ينبت عن اصله وينقطع عن اهله ويعيش حالة من الانفصام ما بين واقعه وحقيقته ويظهر هذا الانفصام فى محكات المال والسلطة والزواج.

    غالبا ما يتم تجنيد الاخ المسلم فى فترة مبكرة من العمر ويوضع فى قالب تنظيمى يشكل شخصيته ويحجبه عن اى مؤثرات اخرى فيتحقق العقل الجمعى او قل سلوك القطيع فيكون رد فعلهم تجاه الاشياء واحد يضحكهم امر واحد ويحزنهم كذلك امر واحد يعطون شرعية داخلية لفعل ما بغض النظر عن المقاييس العامة الاخرى يعظمون الزنا مثلا وشرب الخمر واليسر ولكنهم فى قضايا المال الامر مختلف وحتى فى التعامل مع الاجنبى مثل ذلك المهم ان يكون ضد اعدائهم التقليديين حتى وان كان ضد الوطن!!

    يتخيرون فى التجنيد المتفوقين اكاديميا او الملتزمين سلوكيا من الاشخاص المهذبين مثل اولئك الذين يمنحون جائزة الطالب المثالى ويتجنبون الشفوت والتفاتيح والراسطات واغلبهم لا علاقة لهم بكرة القدم وعالمها او السينما والمسرح وعامة الفنون ولربما يكون لهم موقف دينى من التشكيل والغناء وما الى ذلك وتحول ذلك بمرور الايام الى موقف نفسى حتى من بعد ان جاءت فتاوى تبيح ذلك ولكن لايمكن ان يقف اخ مسلم ليغنى فى المسرح ولكنه قد يفتتح الحفل بايات من الذكر الحكيم.

    لذلك حينما جاءوا الى السلطة كانوا اشخاصا منغلقين على انفسهم لا يعرفون الناس ولايعرفهم الناس ولايدركون جوانب الحياة المختلفة وقد واجهوا عزلة اجتماعية كاملة جعلتهم يزدادون انغلاقا على انفسهم وحاولوا ان يدخلوا الحياة كلها فى التنظيم ويحولون مؤسسات الدولة الى مكاتب تنظيمية حتى يستطيعون ان يتعاملوا معها فهم لا يعرفون غير طريقة واحدة فى التعامل مع الاشياء وقد يريحون انفسهم بعض الشىْ بذلك ولكنهم اذوا الناس ايذاء شديدا واتعبوهم تعبا لا حد له( وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)

    الاسلامى يعتقد انه وكيل الله فى الارض هو لايقول ذلك ولكنه فى قرارة نفسه مقتنع به وينظر الى الاخرين انهم على ضلال حتى وان بدا فى تعامله معهم على غير ذلك لذلك فانه يظهر ما لايبطن ويحس باستعلاء زائف يعطيه الاحساس انه متميز لذلك تبدوا الابتسامات الصفراء المتكلفه وطريقة السلام المصطنعة والتكلف فى كل شى ويبدوا الاسلاميين لبعضهم البعض فى احسن صورة ولا يظهرون عيوبهم ونقاط ضعفهم لبعضهم البعض ويتحدثون بشكل يزينون لبعضهم ما يفعلون ويتجنبون ويحذرون نقاط الخلاف ويستخدمون العبارات الدينية اثناء الحديث.

    بعد المصالحة الوطنية تم سحب الاسلاميين من الحياة العامة وحشروا فى المؤسسات الاسلامية كانوا معلمين وعمال وموظفين ومهندسين فظهر بنك فيصل اولا ثم المركز الاسلامى الافريقى ومنظمة الدعوة الاسلامية وتوابعها دانفوديو والوكالة الاسلامية الافريقية للاغاثة ولجنة مسلمى افريقيا والامومة والطفولة ثم مدارس المجلس الافريقى ثم جاء بنك التضامن والشمال والشركات التابعة لبنك فيصل العقارية والشركة الاسلامية للاستثمار والوصيد ثم شركة التنمية الاسلامية ولجنة مسلمى افربقبا الكويتية وهلم جرا كل ذلك قبل الدولة فاصبح الاخ المسلم يعمل فى مؤسسة اسلامية وبيته بقرض منها وسيارته وحتى زوجته من الاخوات المسلمات وابنائه فى المدارس الاسلامية لذلك فلابد ان يكون اخا مسلما كل الحياة وكنت قد نسيت ان اذكر شركات التامين الاسلامية وبنك البركة وكل الافرع فى الولايات ودول الجوار.وهكذا تمت تعبئة الاسلاميين فى تلك المؤسسات دون ان توضع لهم مواد حافظة فتخمروا وتخمرت الحياة بهم من بعد. هنا لابد ان اذكر ان الاسلاميين فى الجيش لهم خصوصيتهم .

    سيكلوجية الاخ المسلم ليس فيها الاحساس بالاخرين اصلا الا ان يكون منهم ولا احد منهم مطلقا يفكر فى الناس وليست لديهم رؤية فكرية تجاه ذلك فهم منغمسون فى ذواتهم ومنشغلون بمجتمعاتهم المغلقة ويجدون مبررا لذلك ان تمكين الدين هو الاصل ويركزون على مظاهر التدين كالصلوات الجماعية فى الوزارات او صيام الخميس والاثنين او التلاوة الجماعية او الزواج الجماعى ولكن كيف تدار امور البلاد والعباد ومصالح الناس وحقوقهم فان ذلك لا يدخل فى دائلرة اهتمامهم مطلقا ويهتمون كذلك جدا بمظاهر السلطة والمواسم والبرتكول والحشم والسيارات وعربات النجدة معتقدين ان ذلك ضرورة لتحقيق هيبة السلطة والتى ان لم تتحق بذلك فلابد ان تتحقق بالقوة والترهيب والترغيب لذلك فانهم لا يتورعون اصلا فى المال العام يبذلونه فى الداخل والخارج يسدون به نقصا فى الاحترام والتقدير والمحبة لايجدونه .

    مفهوم السلطة بمعناها الحقيقى لم يتوفر لدى نفسية الاخ المسلم فهو يمارس السلطة وكانها امر تنظيمى ويعتقد ان الذى يحكم هو التنظيم والتنظيم وجود هلامى غير محدد يتحثون عنه بقدسية واحترام فيقولون التنظيم قرر كذا وكذا واذا سالتهم من اوما هو التنظيم لا يكلفون انفسهم مجرد عناء التفكير لذلك فان الجميع يعتبرون انفسهم خدام للتنظيم والذى كان سابقا مؤسسة تتكون من مجلس شورى منتخب من المؤتمر العام وقد انتخب قيادة تنفيذية الا ان هذا الوجود تم حله فى اجتماع شهير فى منزل عبد الله سليمان العوض حينما دعا الترابى مجلس اشورى الذى يتكون من تسعين شخصا كلهم من العاصمة لدواعى التامين والسرية اجتمعوا حتى وقت متاخر من الليل واقنعهم الترابى وجماعته بحل التنظيم لخصوصية المرحلة الجديدة من بعد الانقلاب العسكرى وذلك لتكوين تنظيم جديد واسع يضم الذين جاءت بهم الانقاذ وقام مجلس الشورى بالفعل بحل التنظيم واعطى الترابى تفويضا لانشاء التنظيم وقد وزعت لهم المصاحف وانصرفوا واستمر الترابى بذاك التفويض ما شاء الله له ان يستمر الا ان ان اعضاء مجلس الشورى المنحل لما طال بهم الانتظار ولم يتم تكوين التنظيم الجديد اجتمعوا مرة اخرى الا ان الترابى رفض المجىْ اليهم الا بعد الحاح وجاءهم ليقول لهم باى صفة تجتمعون فقد قمتم بحل التنظيم واعطيتمونى تفويض لم تحددوا مداه وقد اقبلوا على بعضهم يتسالون اذا كنا قد حللنا التنظيم فهل من حقنا اعادته واخرون يقولون انه ليس من حقنا فى مجلس الشورى حل انفسنا وانما ذلك من صلاحيات المؤتمر العام الذى اتى بنا وتركهم الترابى فى هذا الجدال البيزنطى وانصرف ليعلن بعد مدة عن قيام الحركة الاسلامية السودانية والتى كان دكتور مصطفى ادريس وغازى صلاح الدين بعض من وضعوها واصبح احمد عبد الحليم سفير السودان فى مصر رئيسا لمجلس الشورى العام والفريق عباس مدنى رئيس مجلس شورى العاصمة!!!!!!!!

    وهكذا ظل الاسلاميون يعكفون على صنم لهم اسمه التنظيم ياتمرون باوامره وينتهون بنواهيه يقدمون ارواحهم فداء له وهم لايدركون ماذا يدور فى الدهاليز ويصمت الذين يعرفون خوفا من الفتنة ويظل الولاء للتنظيم على حساب الولاء للاسرة والمجتمع فكل العمر للتنظيم اعتقادا منهم انه يقودهم الى الجنة حتى الذين يعملون فى الادوار القذرة مثل التجسس وغيره يعتقدون انهم يتقربون بذلك الى الله تعالى ولديهم من النصوص ما يبررون به ذلك لاوهنالك ثقافة الفتوى التى تصدر من اشخاص معينين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا!!وبالتعود والتراكم اصبح هنالك وضع ثابت (system)تتحرك فيه الاشياء بالية كاملة لا يتاثر بمن بقى او ذهب حتى ان كان الامين العام والذين يحاولون العمل خارجه يلوصون ويعرضون خارج الدارة.

    هذا الوجود الذى اسمه التنظيم الذى لا يعرف له راس من قعر لم يستطيع المؤتمر الوطنى ان يلغيه ولا الحركة الاسلامية السودانية التى اسسها الترابى ولاحتى الاخيرة التى اسسها على عثمان ولا المؤتمر الشعبى هذا الوجود احاضر الغائب لا يجد غالب الاسلاميين معنى لوجودهم دونه فهو كل حياتهم يتمسكون به والا فاين يذهبون بعد هذا العمر الطويل فيه وكثيرا ما ينفجر بعضهم باكيا حينما يواجهون بالحقيقة ولجا كثير منهم للتصوف فهو احيانا يعتبر منقذا فى مثل هذه الظروف الا انهم لا يتدرجون التدرج الطبيعى فى طريق التصوف وانما يريدون ان يكونوا فى التصوف على طريقة التنظيم!! فكانت قناة ساهور الفضائية واذاعة الكوثر وهيئة ازكاء نار المجاذيب واتجهوا الى التصوف يفسدونه كما قد افسدوا الحياة العامة.

    انا لا اتمد نظرية المؤامرة لانها ليست علمية لانها تقوم على تهيوءات وخيالات ولا تستند على معلومات ومعايشة يومية وانا لم انقطع عن الاسلاميين اجتماعيا حتى هذه اللحظة وهم يبوحون لى بما فى صدورهم وعلى اعلى مستوياتهم وكثيرون يتعاطفون معى ولا يستطيعون ان يبوحوا بما بحت به على طريقة الحلاج والجنيد حينما صرخ الجنيد حينما قتل الحلاج ولما سال قل انه يعتقد كما الحلاج الا انه باح وكتمت !! اما الذين ظلوا يجرحوننى دائما فلا املك قدرا من التسامح يجعلنى قادرا للرد عليهم.

    الصدمة القاسية والكبيرة التى تلقتها قاعدة فى الانقسام المزعوم لم يراعى مشاعر القواعد التى وصفها يوسف عبد الفتاح انها اصبحت مثل قطيع الغنم بالليل الذى هبت عليه الاعاصير وضربته المطرة فاصبح يجرى فى كل الاتجاهات ولايعرف له هدف اما القيادة فقد كانت تلاحقها دائما عقدة الاخوان المسلمين مع عبد الناصر او الشيوعيين مع النميرى فحبكت تلكم الحبكة فى ذلك الوقت الحرج لانقاذ ما يمكن انقاذه وفى ظنهم انهم يفعلون ما فعله الخضر بالسفينة وقد يحتاج الزملاء الى بعض الثقافة الاسلامية ليفهموا ما ارمى اليه!!الا ان الحبكة لم تكن فى مذكرة العشرة ولكن كانت فى اربعة رمضان!!! وكان ةهذا مانشرته هنا باسم اللعبة القردية.

    يظل الاسلامى يبحث عن الشيوعى دائما حتى ان لم يجده فلابد ان يتهم احد بالشيوعية او العلملنية لا ن الحركة الاسلامية اصلا رد فعل وكل ادبياتها ليس ضد عدو محلى ولكنه عالمى حتى الشيوعيين السودانيين يواجهون بالمواقف العالمية الاسلاميون عالميون يحبون الامور العالمية لذلك لم تكن لهم رؤية سياسية محلية اورؤية لمشكلة الجنوب او قضايا الهوية او الموقف من الحركة العمالية الا بالقدر الذى ينافسون به الشيوعيين فهم يستلمون النقابة العمالية ليس من اجل قضايا العمال ولكن حتى لا يسطر عليها الشيوعيين ومثلا جمعية الموسيقى فى المدارس حتى لا يستغلها الشيوعيين وةبذلك فهم حركة سلبية وظلت تمارس هذا الدور وهى فى الحكم مما انعكس سلبا على الحركة السياسية وهم يقومون بتقطيع اوصالها والحركة النقابية واتحادات الطلاب حتى سيطرتهم على اتحادات الكرة!!

    #منقول
                  

11-21-2017, 06:51 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)


    #الحمله_الاعلاميه_لاسقاط_النظام
    #الشعب_يقود_التغيير
    #الشارع_هو_الحل

    #كوز إعلامي يتصالح مع نفسه ويكشف حقيقة الكيزان

    بعد عشرات السنيين كتب الكادر الاخوانى
    عمار محمد ادم أعنف نقد لمشروع الاخوان المسلمين...



    كل الاناشيد، كل الكتب، كل المحاضرات، تتحدث عن المسلمين فى العالم. سيد قطب يقول عقيدة المسلم جنسيته. وكتابات ابو الاعلى المودودى او ابو الحسن الندوى كذلك. لاقيمة للرموز الوطنية فى فكرهم او حتى للتاكا او الاماتونج اوجبل مرة او المهدية الا سنار باعتبارها كانت دولة اسلامية..
    اثرت الجبهة الوطنية التى عارضت مايو فى بعضهم وتوزع الباقين بين مجموعات ذات ثقافة عروبية يمثلها على عثمان. واخرى غربية يمثلها الترابى. وامريكية يمثلها عدد من المبعوثين مثل سيد الخطيب والكرنكى واكثر من مئة وخمسين من الكوادر المهمة. واخرى كانت مصرية الاشواق. وكنا انا واخرين نمثل المجموعة الايرانية..
    وحينما حكموا كان المحك الابرز ازمة الوطنية عند الاسلاميين وهذا هو ماتوصلت اليه بحمد الله نتيجة تفكير اكثر من عقد من الزمان وكنت اسال لماذا حدث هذا وهو ماعبر عنه الطيب صالح من اين اتى هؤلاء؟

    اذن فان اصل الفكرة لا يعترف بالحدود الجغرافية. ومن هنا فان فصل الجنوب يعتبر استراتيجية للاسلاميين حتى لا يشكل عقبة امام قيام دولة اسلامية فى الشمال. واحتلال حلايب لا يعنى لهم شئ لذلك لا بد ان يفكر الناس فى الكيفية التى يفكر بها الاسلاميين اذن فنحن امام خلل اساسى فى طريقة التفكير ومن ثم التحليل والوصول الى نتائج .

    لم يدر بخلد الاسلاميين ابدا ان يصلوا الى السلطة بمثل هذه السهولة لذلك فان الطريقة التى وصلوا بها الى السلطة جعلتهم فى وضع اشبه بالاستهتار فى تعاملهم معها بل وفكروا فى التوسع الاستراتيجى الذى اصبح من بعد وبالا عليهم. اذن فان طريقة الوصول الى السلطة هى التى حددت كيفية الاستمرار فيها. ودون اى مقدمات وجدوا انفسهم يقررون فى اكبر الامور واخطرها ولا احد يعترض عليهم، لذلك استسهلوا الامور واصبحوا فى وضع اشبه بالاستباحة للبلاد. و يبدو ان الاخرين قد الجمتهم المفاجأة كذلك فوقفوا مشدوهين لا يحركون ساكنا بتجاه ما يحدث ومما زاد الامر سوء خروج المعارضة والتى أصبحت تلعب خارج الحلبة واصبح السودان منتهك باشخاص ما كان الواحد منهم يحلم بدخول ذلك المبنى ناهيك ان يكون مديرا عليه وبجرة قلم يتخذ القرارات فى الامور العظام ولديه مكتب فخم وسكرتيرة وحرس وسيارة وسائق والاموال تجرى بين يديه ولاتسأل ماذا كان هذا الشخص قبل ذلك.

    ذلك الشخص ليس مهووسا دينيا كما يعتقد البعض ولكنه محروما اجتماعيا وبعضهم قد يكون منبوذا اجتماعيا ويجعل من التنظيم هوية له ومصدر رزق وانتمائه للتنظيم يمنحه شرعية اجتماعية ما كان يحلم بها تجعله فى مستوى اجتماعى غير حقيقى ويترتب على ذلك تبعات اخرى وقد ينبت عن اصله وينقطع عن اهله ويعيش حالة من الانفصام ما بين واقعه وحقيقته ويظهر هذا الانفصام فى محكات المال والسلطة والزواج.

    غالبا ما يتم تجنيد الاخ المسلم فى فترة مبكرة من العمر ويوضع فى قالب تنظيمى يشكل شخصيته ويحجبه عن اى مؤثرات اخرى فيتحقق العقل الجمعى او قل سلوك القطيع فيكون رد فعلهم تجاه الاشياء واحد يضحكهم امر واحد ويحزنهم كذلك امر واحد يعطون شرعية داخلية لفعل ما بغض النظر عن المقاييس العامة الاخرى يعظمون الزنا مثلا وشرب الخمر واليسر ولكنهم فى قضايا المال الامر مختلف وحتى فى التعامل مع الاجنبى مثل ذلك المهم ان يكون ضد اعدائهم التقليديين حتى وان كان ضد الوطن!!

    يتخيرون فى التجنيد المتفوقين اكاديميا او الملتزمين سلوكيا من الاشخاص المهذبين مثل اولئك الذين يمنحون جائزة الطالب المثالى ويتجنبون الشفوت والتفاتيح والراسطات واغلبهم لا علاقة لهم بكرة القدم وعالمها او السينما والمسرح وعامة الفنون ولربما يكون لهم موقف دينى من التشكيل والغناء وما الى ذلك وتحول ذلك بمرور الايام الى موقف نفسى حتى من بعد ان جاءت فتاوى تبيح ذلك ولكن لايمكن ان يقف اخ مسلم ليغنى فى المسرح ولكنه قد يفتتح الحفل بايات من الذكر الحكيم.

    لذلك حينما جاءوا الى السلطة كانوا اشخاصا منغلقين على انفسهم لا يعرفون الناس ولايعرفهم الناس ولايدركون جوانب الحياة المختلفة وقد واجهوا عزلة اجتماعية كاملة جعلتهم يزدادون انغلاقا على انفسهم وحاولوا ان يدخلوا الحياة كلها فى التنظيم ويحولون مؤسسات الدولة الى مكاتب تنظيمية حتى يستطيعون ان يتعاملوا معها فهم لا يعرفون غير طريقة واحدة فى التعامل مع الاشياء وقد يريحون انفسهم بعض الشىْ بذلك ولكنهم اذوا الناس ايذاء شديدا واتعبوهم تعبا لا حد له( وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا)

    الاسلامى يعتقد انه وكيل الله فى الارض هو لايقول ذلك ولكنه فى قرارة نفسه مقتنع به وينظر الى الاخرين انهم على ضلال حتى وان بدا فى تعامله معهم على غير ذلك لذلك فانه يظهر ما لايبطن ويحس باستعلاء زائف يعطيه الاحساس انه متميز لذلك تبدوا الابتسامات الصفراء المتكلفه وطريقة السلام المصطنعة والتكلف فى كل شى ويبدوا الاسلاميين لبعضهم البعض فى احسن صورة ولا يظهرون عيوبهم ونقاط ضعفهم لبعضهم البعض ويتحدثون بشكل يزينون لبعضهم ما يفعلون ويتجنبون ويحذرون نقاط الخلاف ويستخدمون العبارات الدينية اثناء الحديث.

    بعد المصالحة الوطنية تم سحب الاسلاميين من الحياة العامة وحشروا فى المؤسسات الاسلامية كانوا معلمين وعمال وموظفين ومهندسين فظهر بنك فيصل اولا ثم المركز الاسلامى الافريقى ومنظمة الدعوة الاسلامية وتوابعها دانفوديو والوكالة الاسلامية الافريقية للاغاثة ولجنة مسلمى افريقيا والامومة والطفولة ثم مدارس المجلس الافريقى ثم جاء بنك التضامن والشمال والشركات التابعة لبنك فيصل العقارية والشركة الاسلامية للاستثمار والوصيد ثم شركة التنمية الاسلامية ولجنة مسلمى افربقبا الكويتية وهلم جرا كل ذلك قبل الدولة فاصبح الاخ المسلم يعمل فى مؤسسة اسلامية وبيته بقرض منها وسيارته وحتى زوجته من الاخوات المسلمات وابنائه فى المدارس الاسلامية لذلك فلابد ان يكون اخا مسلما كل الحياة وكنت قد نسيت ان اذكر شركات التامين الاسلامية وبنك البركة وكل الافرع فى الولايات ودول الجوار.وهكذا تمت تعبئة الاسلاميين فى تلك المؤسسات دون ان توضع لهم مواد حافظة فتخمروا وتخمرت الحياة بهم من بعد. هنا لابد ان اذكر ان الاسلاميين فى الجيش لهم خصوصيتهم .

    سيكلوجية الاخ المسلم ليس فيها الاحساس بالاخرين اصلا الا ان يكون منهم ولا احد منهم مطلقا يفكر فى الناس وليست لديهم رؤية فكرية تجاه ذلك فهم منغمسون فى ذواتهم ومنشغلون بمجتمعاتهم المغلقة ويجدون مبررا لذلك ان تمكين الدين هو الاصل ويركزون على مظاهر التدين كالصلوات الجماعية فى الوزارات او صيام الخميس والاثنين او التلاوة الجماعية او الزواج الجماعى ولكن كيف تدار امور البلاد والعباد ومصالح الناس وحقوقهم فان ذلك لا يدخل فى دائلرة اهتمامهم مطلقا ويهتمون كذلك جدا بمظاهر السلطة والمواسم والبرتكول والحشم والسيارات وعربات النجدة معتقدين ان ذلك ضرورة لتحقيق هيبة السلطة والتى ان لم تتحق بذلك فلابد ان تتحقق بالقوة والترهيب والترغيب لذلك فانهم لا يتورعون اصلا فى المال العام يبذلونه فى الداخل والخارج يسدون به نقصا فى الاحترام والتقدير والمحبة لايجدونه .

    مفهوم السلطة بمعناها الحقيقى لم يتوفر لدى نفسية الاخ المسلم فهو يمارس السلطة وكانها امر تنظيمى ويعتقد ان الذى يحكم هو التنظيم والتنظيم وجود هلامى غير محدد يتحثون عنه بقدسية واحترام فيقولون التنظيم قرر كذا وكذا واذا سالتهم من اوما هو التنظيم لا يكلفون انفسهم مجرد عناء التفكير لذلك فان الجميع يعتبرون انفسهم خدام للتنظيم والذى كان سابقا مؤسسة تتكون من مجلس شورى منتخب من المؤتمر العام وقد انتخب قيادة تنفيذية الا ان هذا الوجود تم حله فى اجتماع شهير فى منزل عبد الله سليمان العوض حينما دعا الترابى مجلس اشورى الذى يتكون من تسعين شخصا كلهم من العاصمة لدواعى التامين والسرية اجتمعوا حتى وقت متاخر من الليل واقنعهم الترابى وجماعته بحل التنظيم لخصوصية المرحلة الجديدة من بعد الانقلاب العسكرى وذلك لتكوين تنظيم جديد واسع يضم الذين جاءت بهم الانقاذ وقام مجلس الشورى بالفعل بحل التنظيم واعطى الترابى تفويضا لانشاء التنظيم وقد وزعت لهم المصاحف وانصرفوا واستمر الترابى بذاك التفويض ما شاء الله له ان يستمر الا ان ان اعضاء مجلس الشورى المنحل لما طال بهم الانتظار ولم يتم تكوين التنظيم الجديد اجتمعوا مرة اخرى الا ان الترابى رفض المجىْ اليهم الا بعد الحاح وجاءهم ليقول لهم باى صفة تجتمعون فقد قمتم بحل التنظيم واعطيتمونى تفويض لم تحددوا مداه وقد اقبلوا على بعضهم يتسالون اذا كنا قد حللنا التنظيم فهل من حقنا اعادته واخرون يقولون انه ليس من حقنا فى مجلس الشورى حل انفسنا وانما ذلك من صلاحيات المؤتمر العام الذى اتى بنا وتركهم الترابى فى هذا الجدال البيزنطى وانصرف ليعلن بعد مدة عن قيام الحركة الاسلامية السودانية والتى كان دكتور مصطفى ادريس وغازى صلاح الدين بعض من وضعوها واصبح احمد عبد الحليم سفير السودان فى مصر رئيسا لمجلس الشورى العام والفريق عباس مدنى رئيس مجلس شورى العاصمة!!!!!!!!

    وهكذا ظل الاسلاميون يعكفون على صنم لهم اسمه التنظيم ياتمرون باوامره وينتهون بنواهيه يقدمون ارواحهم فداء له وهم لايدركون ماذا يدور فى الدهاليز ويصمت الذين يعرفون خوفا من الفتنة ويظل الولاء للتنظيم على حساب الولاء للاسرة والمجتمع فكل العمر للتنظيم اعتقادا منهم انه يقودهم الى الجنة حتى الذين يعملون فى الادوار القذرة مثل التجسس وغيره يعتقدون انهم يتقربون بذلك الى الله تعالى ولديهم من النصوص ما يبررون به ذلك لاوهنالك ثقافة الفتوى التى تصدر من اشخاص معينين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا!!وبالتعود والتراكم اصبح هنالك وضع ثابت (system)تتحرك فيه الاشياء بالية كاملة لا يتاثر بمن بقى او ذهب حتى ان كان الامين العام والذين يحاولون العمل خارجه يلوصون ويعرضون خارج الدارة.

    هذا الوجود الذى اسمه التنظيم الذى لا يعرف له راس من قعر لم يستطيع المؤتمر الوطنى ان يلغيه ولا الحركة الاسلامية السودانية التى اسسها الترابى ولاحتى الاخيرة التى اسسها على عثمان ولا المؤتمر الشعبى هذا الوجود احاضر الغائب لا يجد غالب الاسلاميين معنى لوجودهم دونه فهو كل حياتهم يتمسكون به والا فاين يذهبون بعد هذا العمر الطويل فيه وكثيرا ما ينفجر بعضهم باكيا حينما يواجهون بالحقيقة ولجا كثير منهم للتصوف فهو احيانا يعتبر منقذا فى مثل هذه الظروف الا انهم لا يتدرجون التدرج الطبيعى فى طريق التصوف وانما يريدون ان يكونوا فى التصوف على طريقة التنظيم!! فكانت قناة ساهور الفضائية واذاعة الكوثر وهيئة ازكاء نار المجاذيب واتجهوا الى التصوف يفسدونه كما قد افسدوا الحياة العامة.

    انا لا اتمد نظرية المؤامرة لانها ليست علمية لانها تقوم على تهيوءات وخيالات ولا تستند على معلومات ومعايشة يومية وانا لم انقطع عن الاسلاميين اجتماعيا حتى هذه اللحظة وهم يبوحون لى بما فى صدورهم وعلى اعلى مستوياتهم وكثيرون يتعاطفون معى ولا يستطيعون ان يبوحوا بما بحت به على طريقة الحلاج والجنيد حينما صرخ الجنيد حينما قتل الحلاج ولما سال قل انه يعتقد كما الحلاج الا انه باح وكتمت !! اما الذين ظلوا يجرحوننى دائما فلا املك قدرا من التسامح يجعلنى قادرا للرد عليهم.

    الصدمة القاسية والكبيرة التى تلقتها قاعدة فى الانقسام المزعوم لم يراعى مشاعر القواعد التى وصفها يوسف عبد الفتاح انها اصبحت مثل قطيع الغنم بالليل الذى هبت عليه الاعاصير وضربته المطرة فاصبح يجرى فى كل الاتجاهات ولايعرف له هدف اما القيادة فقد كانت تلاحقها دائما عقدة الاخوان المسلمين مع عبد الناصر او الشيوعيين مع النميرى فحبكت تلكم الحبكة فى ذلك الوقت الحرج لانقاذ ما يمكن انقاذه وفى ظنهم انهم يفعلون ما فعله الخضر بالسفينة وقد يحتاج الزملاء الى بعض الثقافة الاسلامية ليفهموا ما ارمى اليه!!الا ان الحبكة لم تكن فى مذكرة العشرة ولكن كانت فى اربعة رمضان!!! وكان ةهذا مانشرته هنا باسم اللعبة القردية.

    يظل الاسلامى يبحث عن الشيوعى دائما حتى ان لم يجده فلابد ان يتهم احد بالشيوعية او العلملنية لا ن الحركة الاسلامية اصلا رد فعل وكل ادبياتها ليس ضد عدو محلى ولكنه عالمى حتى الشيوعيين السودانيين يواجهون بالمواقف العالمية الاسلاميون عالميون يحبون الامور العالمية لذلك لم تكن لهم رؤية سياسية محلية اورؤية لمشكلة الجنوب او قضايا الهوية او الموقف من الحركة العمالية الا بالقدر الذى ينافسون به الشيوعيين فهم يستلمون النقابة العمالية ليس من اجل قضايا العمال ولكن حتى لا يسطر عليها الشيوعيين ومثلا جمعية الموسيقى فى المدارس حتى لا يستغلها الشيوعيين وةبذلك فهم حركة سلبية وظلت تمارس هذا الدور وهى فى الحكم مما انعكس سلبا على الحركة السياسية وهم يقومون بتقطيع اوصالها والحركة النقابية واتحادات الطلاب حتى سيطرتهم على اتحادات الكرة!!

    #منقول
                  

11-21-2017, 07:24 AM

وائل حمزه الزبير
<aوائل حمزه الزبير
تاريخ التسجيل: 07-04-2014
مجموع المشاركات: 1769

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    قلت أنت : ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة

    ونقول ليس بينكم وبين الشارع شيء .. الطريق أمامكم والشعب هو الفاصل وهو الرهان .. هل سيكون الشعب السوداني مع هذه النداءات ؟؟

    ولا تنسى الاعتصام رحمه الله .
                  

11-23-2017, 10:16 PM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: وائل حمزه الزبير)


    *جذور ازمة الدولار (3)*
    *عن "الطفيليه" او لماذا يعادي راسمالي الاسلاميين الانتاج؟*
    *عصام جبرالله*

    تتبعنا في الجزء السابق تاريخ نشوء و صعود شريحة الراسماليه في تنظيم الاسلاميين و وضحت كتابة د. التجاني عبدالقادر قوة و نفوذ هذه الشريحه داخل التنظيم.
    يمكن ملاحظة الخصائص التاليه عن هذه الشريحه الاجتماعيه و نشوءها و صعودها ، لاحظ اننا لا زلنا نتحدث عن حقبة ما قبل الانقاذ:
    - انها خلقت خلقا من قبل التنظيم، اي انهم ليسو مثل بقية من خاصو في النشاط الاقتصادي و نجحو بسبب قدراتهم الشخصيه و افكارهم الناجحه او مهاراتهم ايآ كانت او حتي بسبب ميراث اسري. نحن امام مجموعة بشر سبب تملكها لثروات هو فقط انتماءها لهذا التنظيم الذي اختارهم لهذه المهمه.
    - بسبب السند التنظيمي عبر المؤسسات البنكيه ملكت هذه الشريحه ميزة تفوق هائله علي منافسيها في السوق و هو ان التسهيلات و الموارد الماليه المنوفره لها ليست رهينه بالاشتراطات البنكيه العاديه الدقيقه التي تنطبق علي الآخرين بل بالولاء للتنظيم الذي يتدخل لازالة العوائق (راجع مقال د. التجاني عبدالقادر).
    - سمه هامه لهذه الشريحه انها تكونت و نشأت و من ثم تطورت و قويت في حضن مؤسسات مصرفيه مكرسه لخدمتها و رعاية مسيرتها، اي انها لم تكن تحمل هم توفير الموارد (راس مال عملها) و لحد كبير لا تحمل هم المخاطر فالمؤسسه المصرفيه نفسها شبه خاضعه لارادة التنظيم و في اسوأ الفروض تمكن مضايرة الامور ان ساءت (نخليها مستوره .. زيتنا في بيتنا).
    - االسمه الهامه و الحاسمه و التي ستحدد طبيعة هذه الشريحه (اي ما سمي بالطفيليه) رغم ان نشأتها تمت في حضن مؤسسات ماليه و بنكيه فهي نفسها لم يكن نشاطها الاقتصادي الرئيسي هو النشاط المالي البنكي، البنوك بالنسبه لها ظلت القناه او الوسيله التي توفر الموارد الماليه و شبكة الحمايه، في ذات الوقت هي لم تتجه للقطاعات الانتاجيه الرئيسيه المعروفه في السودان كالصناعه او الزراعه و العقارات بل اتجهت للانشطه الاقتصاديه قصيرة دورة راس المال ، عالية الارباح و سريعة دورة راس المال. كالتصدير و الاستيراد او المضاربات في السلع و البضائع خاصه الاحتياجات الاساسيه (كانت هناك ندره نسبيه لان القيود علي الاستيراد كانت قائمه للتحكم فيه و ضمن اشياء اخرس في سعر العمله الوطنيه) او في6 العقارات او العمله او المتاجره بالمنتجات البنكيه نفسها (مضاربات و مرابحات) او تجارة البترول و الوقود و السلاح (داخل و خارج السودان). حتي نفهم الفرق الهام: دورة راس المال في الصناعه او الزراعه مثلا (اي العائد الربحي مما تم استثماره في عملية الانتاج) طويله و بطيئه و المخاطره فيها ليست بسيطه خاصه في الثطاع الزراعي التقليدي المطري، دع عنك الاستثمار الضخم في تاسيس المصانع و استيراد السلع الرسماليه (ماكينات مثلا) و اعباء التوظيف و العماله الكبيره و استيراد مدخلات الانتاج الخ. و يمكن لكب منكم استعراض معظم الاسماء المعروفه لرأسمالية الاسلاميين من منهم كان منخرطا في عمل صناعي او زراعي او انتاجي ايا كان شكله.
    للتوضيح: لا تعتبر مثل هذه الانشطه في حد ذاتها ضاره (طفيليه) فهي موجوده في اي اقتصاد متطور نسبيا و ضروريه لهذا الاقتصاد ، تركيزنا هنا علي فئه مجموعه محدده ذات توجه سياسي و سند مصرفي مالي انخرط اغلبها في هذه المجالات.
    اذا نحن امام هذه الحاله: شريحه مجتمعيه متشابهة الانتماء الايديولوجي تم اختيارها و خلقها بارادة التنظيم و عبر مواصفاته و شروطه (لا عبر اليات السوق و منافسته و قدرات من دخلوه كافراد) مع توفير ميزات تنافسيه ماليه عاليه و سند بنكي مفتوح و شروط سياسيه داعمه (التحالف مع مايو) و الاهم ان هذه الشريحه المدلله اقتصاديا انخرطت (و عرفت و راكمت ارباحها) فقط في الانشطه الاقتصاديه سريعة المردود عالية الارباح و عديمة او منخفضة المخاطر و الاعباء و التكاليف التشغيليه و ليس الانشطه الانتاجيه بطيئة المردود متوسطة او منخفضة الارباح وذات مخاطر و اعباء متوسطه او عاليه.
    كل هذا قبل الانقاذ.
    هكذا خلق الترابي و تياره البراقماتي الغول الذي سيبتلع التنظيم و يحول الحركه الاسلاميه و عضويتها لوقود لمسيرة قاطرته المتوحشه الجامحه و ليقسم و يدمر السودان و يغرقه في الحروب الدينيه و العنصريه و يعمق حفرة التخلف و الجهل و الفقر.
    قبل المواصله في محاولات فهم جذور ما حدث تجول بالخاطر اسئله مثل: هل كان الترابي و قيادات تياره غير قادرين علي رؤية فرانكشتاين الذي خلقوه و مدي قوته و نفوذه و تأثيره علي "المشروع السياسي و الفكري" للحركه (غض النظر عن راينا في المشروع)؟
    تقديري الشخصي انه لم يكن ممكنا لهم رؤية هذا لاسباب عديده، علي راسها براقماتية الترابي و تياره التي كانت تري ان كل الوسائل مباحه في سبيل الوصول للغايات خاصه لو كانت بمثل هذا السمو و القداسه التي صورو بها مشروعهم، ثانيا: لاسباب ايديولوجيه واضحه ينكر و يرفض فكر الترابي و تياره (و عموم ايديولجيا تيارات الاسلام السياسي ) مناهج النظر و التحليل الاجتماعي و الطبقي و التاثيرات التي تحدثها التحولات الطبقيه، فالترابي في اخر خليه من عقله لم يخطر بباله ان التوجه الذي اختاره و خاضه للنهايه يعني نقل الانحياز الطبقي للتنظيم من تنظيم طبقه متوسطه لتنظيم يشكل راس الرمح للراسماليه المتوحشه، فالترابي و امثاله يرون ان الرابط الاساسي بين عضوية التنظيم هو رابط الدين و رابط الاخوه في الله (كما تلقنها ايديولوجيا التنظيم) و ان هذه الرابطه ستنتصر علي اي روابط و نعرات اخري، الواقع الماثل الان هزم و هدم هذه الاوهام و كشف ان دوافع المصالح الطبقيه و روابط العرق و القبيله قادره علي هزيمة اوهام الايديولوجيا.
    نواصل
                  

11-26-2017, 09:08 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)


    دولة ما قبل الانهيار تتوسل  الحماية
    التصريحات الهذيلة  التي أدلى بها عمر حسن احمد البشير بروسيا مثيرة للتأمل والانتباه ودليل تخبط وعشوائية وفشل سياسات خارجية اعتمدت على مكاسب لحظية بعيد عن خطط مستقبلية  لعلاقات راسخة تراعي مستقبل السودان ومصلحته  مقام اول
     واذا ما تاملنا  الأوضاع الداخلية للسودان التي سبقت هذه الزيارة نجدها على حافة الانهيار وبكافة
    ولايات  السودان المختلفة نجد كمية من التخبط والعشوائية  والقرارات المرتجلة  التي لازمت  أداء الإنقاذ في الفترة  الماضية
    ولاية الجزيرة
    إعلان فصل عدد من منسوبي المؤتمر الوطني
     إعلان حل المجلس التشريعي
     إعلان حالة الطواري بالولاية
    زيارة أولى وثانية  لرئيس الجمهورية لمدينة ود مدني
     ذخم  إعلامي للمؤتمر الوطني
    مباركة للمنقذ ضارب الفساد بيد من حديد  ائلا  ومباركة لديكتاتوريته 
    نفس المشاهد والأحداث تتكرر بمدينة كوستي قاسم مشترك بين هذه وتلك العشوائية وانعدام الحيلة والتخبط
    هذه المدينة التي
    إعلان بيع المحلية تارة وبترير آخرق  سداد التزامات المحافظة  تجاه موظفي الدولة
    ثم من بعد إصدار قرار يعلن تبعيئة  شمال كوستي لمحلية  قلي وبترير أصبح سخرية لمواطني مدينة كوستي  ((قلي محلية فقيرة تحتاج لموارد ولا سبيل لإنقاذها بغير هذا الدمج الارعن الذي لا يفرق بين المدن والقرى والأرياف  ))
    السؤال هنا
    اذا كانت كوستي  تعاني من فقر  في سداد رواتب موظفي المحافظة  لدرجة استدعت محاولات لبيع المحلية فكيف بإمكان شمال مدينة كوستي أن يكون عون وسند لقلي  وما تتبعها  من قرى  ؟؟
    و دار فور ليست بأفضل حال  إعلنت الإنقاذ حملة  لجمع السلاح
     تشرذم للقبائل المنضوية تحت لواء المؤتمر الوطني بقيادة موسى هلال معارك طاحنة بشريات واحتفالات من قبل الدعم السريع بالقبض  على سافنا  ساعد الجنجويدي  موسى هلال الأيمن رفض وتحديات لقرارات السلطة وإحتقان  يتفجر  يوما بعد يوم بما يعني مزيد من الموت والحروب 
      تقهقر  للجنيه  السوداني امام العملات الاحنبية ارتفاع للأسعار
    أعلنت الانقاذ عن حملات لردع تجار العملة مصادرات  واعتقالات  تتم لكباش  فداء لتجار االعملة لحقيقيين أخبار عن إستدعاء  لوزير المالية أمام البرلمان
    في هذه الظروف الداخلية المعقدة اتت زيارة روسيا بعد أن فشلت  مساعي التقرب والتمسح  بالولايات المتحدة الأمريكيةكانت الإنقاذ تمنى نفسها وتبشر  المواطن بانتهاء الأزمة بالفرج القادم من الإدارة الأمريكية وكما توقع الكثيرين كل ما قدمته الإنقاذ لم يشفع لها لدى الإدارة الأمريكية ولم يزيل لدى الإدارة الامريكيةة حقيقة أن الإنقاذ تتبع لتنظيم  الإخوان المسلمين وهي سلطة داعمة  أساس للتطرف والهوس الديني ورئيسها  مطلوب لدى محكمة الجنايات  وبعكس ما توقعت الإنقاذ كان رفع الحظر وبالا  وكارثة على اقتصادها المتهالك  أصلا وبالمقابل لم تكن هناك مساعدات ومعونات  بحجم ما توقعت الإنقاذ
     فمن يعتقد بأن البشير قصد من خلال تصريحاته تلك وطلبه للحماية من سياسات الإدارة الأمريكية بأن هذا الطلب الوضيع  الذي ينقص سيادة الوطن وهيبته مجرد رد اعتبار لما ظلت تعامله به الإدارة الأمريكية بوصفه مطلوبا لدى محكمة الجنايات فقد أخطأ التقدير فالبشير كثيرا ما ذهب في زيارات رسمية ولم يتم استقباله بالشكل اللائق وكثيرا ما شاهدنا كيف يتم استقباله بوفد مكون من وزير أو وكيل وزارة ومن دول أقل من الولايات المتحدة الأمريكية  ولم تصدر منه أي ردة فعل بل يكرر الزيارة تلي الأخرى لتلك الدولة ويتم استقباله بنفس الوفد إذن لا مجال لحشر  غضبة للبشير  أو رد اعتبار لهيبة  مفقودة اصلا
    هذه التصريحات قصد منها ابتزاز الإدارة الأمريكية ومن يدورون  في فلكها بغرض تقديم الدعم والسند والمساهمة في إنقاذ الدولة الإنقاذية  المنهارة خاصة والتقارب  مع أمريكيا  أفقد السلطة أهم ما كانت تتمشدق  به للمواطن البسيط الحظر والعداء لأمريكا وحماية العقيدة والمقابل  لم يكن مرضيا  والآن الإنقاذ على حافة السقوط وهي على استعداد للعب على كل الأوراق لإنقاذ الأوضاع الداخلية التي تزداد تعقيدا يوما بعد يوم 
    ولكن هل تستطيع روسيا إنقاذ دولة على حافة  الانهيار
    هذا هو السؤال ؟؟؟؟؟
    كان من باب أولى أن يجيب عليه البشير ومستشاريه  قبل هذا الأنبطاح  المخجل
    أبو روضة
                  

11-26-2017, 10:34 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)


    التحية لكم وللوطن والشعب الكبير ..

    التغيير علي الابواب .


                  

11-26-2017, 10:45 AM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: مني عمسيب)

    فرح الطاهر ابوروضة نصيحة لك من زول نصيحة


    اسمع كلامي ده السعودية السياسة فيها ممنوعة وانت
    تقيم فيها وتعلم ان الامير محمد بن سلمان ولي العهد
    وزير الدفاع يقود حملة لعودة الشرعية في اليمن تحت
    اسم التحالف الاسلامي والسودان دولة مشاركة فيها
    ودعوتك لاسقاط النظام تعتبر ضد امن الدولة السعودي
    ودونك ترحيل زملاء هنا الي السودان وسجن بعضهم
    اسحب البوست ده وشوف رزقك وين ده بوديك محلات
    يعحز التضامن معاك ان يفك اسرك
                  

11-26-2017, 10:58 AM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: محمد المسلمي)

    اسحب البوست ده سرعة الزول القاعد يكتب باسمك ده بضيعك


    اسمع كلامي ده انت لاتجيد تكتب كلمة صحيحة ولا اسمك خلي مقال
                  

11-26-2017, 11:01 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: محمد المسلمي)


    هههههه
    ما بحلك
    قلنا ليك اركز بهناك
    بطل جقلبة
                  

11-26-2017, 11:05 AM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    يازول اسحب ساهي ولي العهد ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان
    مارحم ابناء عمومته واهله الاقربين عايز يرحمك انت وهنا في بلده
    تمارس في السياسة ضد مصلحة المملكة العربية السعودية وتدعوا
    الي اسقاط وظام جيشه ضمن منظومة عاصفة الحزم


    -----
    اسمع كلامي واسحب وابلع البوست ده ناشف حيث لاينفع الندم
    وامنع من يكتب باسمك المقالات فانت لاتستطيع كتابة اسمك صحيح
                  

11-26-2017, 11:55 AM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    Quote: راكوبة قامت السلطات السعودية أمس الثلاثاء بأعتقال الناشط الصحفي علاء الدين الدفينة، بعد تفتيش شقته بمكة. وبعدها تم اقتياده إلى جهة غير معلومة. علاء الدين دفع الله الأمين، تخرج في جامعة السودان، كلية الاعلام والعلاقات العامة، اغترب في المملكة السعودية لإحدى عشر عاماً، انقطعت لعام واحد هو 2010، لا ينتمي في الوقت الراهن - حسب تصريح أدلى به أحد أقاربه للراكوبة - إلى أي تنظيم سياسي.
    للذكري فقط اسمع كلامي ده ورجع عدتك من الذي يكتب مقالات باسمك وينشرها هنا كلامي بتشوفه مو عاجبك لكن في مصلحتك السعودية دي بتغطس حجرك
                  

11-26-2017, 12:50 PM

مرتضي عبد الجليل
<aمرتضي عبد الجليل
تاريخ التسجيل: 10-04-2010
مجموع المشاركات: 3097

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: محمد المسلمي)

    شئ عجيب وغريب يا مستسلمى
    ات محمد بن سلمان دا مش الزول الحلق للسلفية بموس ميتة قبل كم يوم وختاكم فى علبكم !؟ولا زول تانى !
    دا شنو التهديد الرخيص دا ؟
    ات مفتكر كل الناس ذيك لازم تكون طوالى ماسك فى ضنب زول !
    اختشى يا ممول بيوت الاشباح ..حاول الايام دى تواسى سيدك الذليل بتاع "احمونى من الامريكان"
    __________________
    _التحية ليك فرح ابوروضة ، النظام منهار من الداخل وعلينا رص الصفوف لاقتلاعه و تشييعه لمسواه الطبيعى ،مذبلة التاريخ حيث ينتمى .
    تحية ليك و الكنداكة بت عمسيب ...


                  

11-26-2017, 02:12 PM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: مرتضي عبد الجليل)

    الجويهل مرمغي او اي ان كان اسمه امشي شوف قصة لوسي وتعال العب هنا
    يا فرج اسمع كلام ببكيك عينة الجويهل ببغاء ده او اي ان كان اسمه بوديك سجن
    الحائر وبقعد يتفرج هنا اسحب البوست ده سرعة شديدة واختفي من هنا عشان
    كلامك ده يمس امن دولة حليفة ومشاركة بجيش في عاصفة الحزم
                  

11-26-2017, 03:31 PM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    وامر ملكية بإنشاء "رئاسة أمن الدولة".. وتغييرات كبيرة بقيادات أمنية

    الخميس - 26 شوّال 1438 - 20 يوليو 2017 - 09:23 مساءً
                  

11-26-2017, 03:34 PM

وائل حمزه الزبير
<aوائل حمزه الزبير
تاريخ التسجيل: 07-04-2014
مجموع المشاركات: 1769

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: محمد المسلمي)


    الاخ مسلمي والله انت زول وفي .. ولا تنسى أن تؤكد على فرح بأن السعودية أيضاً أنشأت الآن (الهيئة الوطنية للأمن السيبراني).
                  

11-27-2017, 02:39 PM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: وائل حمزه الزبير)




                  

11-28-2017, 07:49 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)


    مرور عام على ذكرى العصيان المدني
    التحية لشعبنا الهمام
                  

11-28-2017, 08:34 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: فرح الطاهر ابو روضة)

    Quote: ... ان الامير محمد بن سلمان ولي العهد
    وزير الدفاع يقود حملة لعودة الشرعية في اليمن تحت
    اسم التحالف الاسلامي والسودان دولة مشاركة فيها
    ودعوتك لاسقاط النظام تعتبر ضد امن الدولة السعودي...
    لاشرعية تعود لليمن في ظل نظام الجبهه الاسلامية.
    بل العكس لو سقط ستنعم اليمن والسعودية
    بالامن والاستقرار.
    حرام والله الناس تهدد غيرها بقطع لقمة عيشهم
    لمجرد تعبير عن رايها، انتو فاكرين ولي العهد دا
    ممكن يتغشي بهذه البساطة!!

    بالله، "من اين اتي هؤلاء"
    بختك، يا الطيب صالح رحلت وسبتهالهم!
                  

11-28-2017, 11:23 AM

محمد المسلمي
<aمحمد المسلمي
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 11831

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: Mohamed Adam)

    محمد ادم

    الزول ده انا اديته نصيحة ابتغي وراءها الاجر من الله


    خائف عليه من الاعتقال والسجون .. انت قاعد مرتاح


    لكن مشكلتك انت مع خالق السموات والارض فهو كفيلك
                  

11-28-2017, 11:43 AM

ود الباوقة

تاريخ التسجيل: 09-21-2005
مجموع المشاركات: 47163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: محمد المسلمي)

    شيخي المسلمي

    دعه يأكل من خشاش الارض

    مودتي
                  

11-28-2017, 11:58 AM

مني عمسيب
<aمني عمسيب
تاريخ التسجيل: 08-22-2012
مجموع المشاركات: 15691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: ود الباوقة)


    التغيير علي الابواب ..

    ولا نامت اعين الامنجية والخونة والارهابيين والمرتزقة
    والمهرجين !

    هذه هي نهاية الدقون النتنة المرتجفة .


                  

12-01-2017, 08:43 AM

فرح الطاهر ابو روضة
<aفرح الطاهر ابو روضة
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 11112

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ليس بين الإنقاذ والسقوط مسافة (Re: مني عمسيب)


    الرزيقات: من التوريط إلى التشريد
    (محنة شعب أم انتحار قبيلة)!
    دكتور الوليد آدم مادبو

    لا يصبح هذا الشعب المنكوب إلا على مشهد لقتلى أو تسريح الأسرى، وكلهم من جهة جغرافية محددة كادت العصابة الحاكمة أن تتهم إله الكون "بالانحياز الغبي" إذا استخدمنا عبارة ######## Cheney الذي قال بكل صفاقة هو ينوي غزو العراق إثر حوادث سبتمبر 2001، أن الإله قد أخطأ خطأً جسيماً (سبحانه وتعالي عمَّا يقولون علواً كبيرا)، إذ وضع الموارد في موطن لا يحسن أهله إدارة أنفسهم أو ضبط سلوكهم، حال التعامل مع الآخرين. وهو إنمّا يقصد المستثمرين دون أن يمتلك الجرأة لوصفهم بالمستعمرين أو المستوطنين. وقد كانت تلك من اللحظات النادرة التي أشاحت فيها الإمبريالية عن وجهها، ولم تعد مذ ذاك الوقت الي مثل هذه الحماقات التي تشيح فيها الجهة المهيمنة (Hegemon) عن وجهها فتفقد فاعليتها، إذ تستدرج الشعوب بوعي أو دون وعي لمقاومتها.

    إن من يقرأ (الإله والذهب) للكاتب ولتر رسل ميد (Mead, 2007)، يعلم أنه، متما رفعت راية دينية إيديولوجية فهناك مصلحة دنيوية تتمثل محضاً في وجود كنز أو كنوز من الذهب. وإذ إن الدعاوي الدينية قد تبخرت متأثرة بنشوى الطمع، فقد استخدمت مؤخراً حجة مكافحة تهريب البشر كغطاء يمكن أن يتم من خلاله تجريد المواطنين في دارفور من سلاح يمكن ان يستخدمونه للمطالبة بحقوقهم حال إقدام المستوطنين الجدد وأعوانهم للتنقيب عن الذهب في جبل عامر ومناطق كثيرة أخرى.

    أود ان أذكر القارئ أنّ شخصية إنقاذيه نافذة، مغرمة بالتجارة ومجيدة لها، سجلت شركة قبل عام أو عامين للتنقيب عن الذهب، مما أثار حفيظة المواطنين وجعل قائد عسكري قَبَلي يعلن رفضه، ويتوعد كل من تُسَوِّل له نفسه التقدم نحو جبل عامر. لم تجاريه السلطة السياسية أو الإعلامية حينها، ولم تساءله السلطات المحلية وهي تعلم أنّ لكل مواطن حق الاستثمار في اي موطن في السودان اذا ما أستوفي الشروط والتزم بالنظم الإدارية، أمّا اذا كان المنطق قبلي، فالأرض أرض الفور بالمعني السيادي وحاكورة الدارفوريين بالمعني الانتفاعي. لكنّها، أي هذه الجهة، بذلت له حبل المهلة، ريثما تتوفر الفرصة للتخلص منه ومن غيره، لأنها لا تملك منطق إداري ولا تعترف بإرث قبلي، إنمّا تعتمد منهج استيطاني تسنده بالقوة التي تفتقر إلي وازع أخلاقي، ديني أو وطني. إّذن، لا بد من تقصي العلاقة بين سوتشي ومستريحة (ففيها تفاصيل غير مريحة)، وعدم الاكتفاء فقط برواية أرسين لوبين البوليسية.

    دأبت السلطة المركزية علي تمرير أجندتها الاستيطانية عبر قنواتها الرسمية وغير الرسمية، فكان أن سمحت لبعض إعلاميها ببث برنامج ركز علي الجزئيات التفصيلية لحادث الاقتحام لقرية مستريحة، كي تخفي طبيعة الصراع الاستثماري والذي تقف من ورائه شخصيات إنقاذيه نافذة وعائلات خرطومية نابهة. وإذ حاولت هذه النخبة التائهة أن تسترسل مُعَوِّلة علي طبيعة المكون القبلي، ومُعْلِية من شأن التداعيات الخشم-بيتية ، فقد صدَّها المتحدث الذي رفض أيضاً أن يعترف بطبيعة الصراع السياسي، لكنه أقر بعظم المسؤولية الأمنية الملقاة علي عاتقه أو عاتق قوات الدعم السريع.

    رغم إقراره بأن ثمة مؤامرة سياسية تحاك ضد السودان متهماً فيها مصر، إلا إنّ الاستاذ/إسحاق أحمد فضل الله عجز أنّ يحدد لنا الجهة التي كانت مصر، تاريخياً وتقليدياً، تعمل عبرها وتحقق أطماعها ومخططاتها من خلالها. كان عبد المحمود نور الدائم الكرنكي أكثر شجاعة وذكاءً إذ القي نظرة فاحصة للتاريخ، لكنها ناقصة، في مقالة بعنوان "القائد الزاكي طمل والشيخ موسى هلال" (سودان نيوز 28 نوفمبر 2017). يقول الكرنكي: "جمع السلاح من حركات التمرد ومن القبائل متزامناً، ضرورة وطنية كبرى. ويجب أن يكون تنفيذه بحنكةٍ وجدولٍ زمني. ليس من مصلحة السودان اليوم أو أمس أو غداً الصدام الدَّامي. ليس من مصلحة السودان إعادة إنتاج تجربة «نزيف القيادات» التي تسبق عادة سقوط الدُّول. كما ليس من مصلحة السودان أن تنهمر القبائل المسلحة من دارفور وكردفان إلى الخرطوم . «نعم» لانهمار الجيوش القبلية بقيادة الإمام المهدي لتحرير الخرطوم وقتل «غردون». لكن «لا» وألف «لا» للانهمار القبائل المسلحة من دارفور وكردفان لتقاتل الجيش الوطني حامي الذمار حامي الحمى وحارس الوطن والشعب وصمام الأمان الوطني. ليس من مصلحة السودان أن يتقاتل السودانيون تجري من تحتهم أنهار الدماء. من مصلحة السودان أن يتكامل دور الجيش والقبائل. وليس العكس."

    إنّ العبارة الأخيرة هي عبارة خطيرة، وهي محطة فاصلة اذا أردنا أن نخرج من حالة الاستقطاب الماثلة. لكن للإسلاميين مصلحة في المناجزة بين الجيش والدعم السريع، خاصة بعد أن عادوا للقصر ورأوا أنّهم باتوا يمثلون النقطة الثالثة في مثلث الحكم. علماً بأن مشروعهم قد أثبت فشله من الناحية المفاهيمية وعجزه من الناحية التطبيقية، فمحاولة الرئيس البشير مغازلتهم هي محاولة للامساك بدبر ميت. كل ما يحتاجه هو الأن، أن يقوي موقف الجيش بتوفيق أوضاع الدعم السريع بحيث لا يكون هناك خلاف مستقبلي بينهما، وأن يحدد وقت لاستقالته بعد أن يكون قد أخذ ضماناً له ولأسرته بعدم المسألة. أي حركة غير هذه هي عبارة عن "فنجطة" لا تجدي في الوقت الضائع، الأدهى أنها تضع هذا البلد العتيق في مهب الرياح.

    لأول مرة أجد نفسي براغمتياً وقد رأيت مأساة مسجد الروضة في سينا وتذكرت العشرية السوداء في الجزائر. وتذكرت مقدرة الإسلاميين للاستثمار في الموت. إنّ صاحب المصلحة الوحيد في إعطاء عمليات سفك الدماء في بلادنا طابعا قبلياً وطائفياً –يقنن له بعض المتعاطفين والمتحمسين بوعي وبدون وعي– هو كيان "المستعمر" الذي ظل منذ عام 1913 يعمل عبر شبكة معقدة من العملاء القبليين، ضباط الجيش والأمن المفسدين، الممولين والرأسماليين المركزيين، السياسيين المنحلين والطائفيين المتواطئين، الي أخره. إنّ الغرض من ترويع الأهالي في سيناء، مثلاً، هو إخلاء المنطقة كي تكون موطناً بديلاً لأهل غزة، أمّا إطالة أمد الحرب الأهلية في الجزائر فكان الغرض منه استنزافها كي تفي بشروط خمسة وضعتها جلياً المخابرات المركزية الأمريكية كان من ضمنها إيداع أموال البترول في أمريكا، وأموال الغاز في فرنسا، ووقف دعم المقاومة الفلسطينية (العربي الجديد، خرافة في سيناء بقلم حلمي الأسمر، ص:14، 30 نوفمبر 2017).

    إنّ الغرض من كل الترتيبات التي اتخذت مؤخراً في دارفور هو إخلاء الأرض كي يتمكن المستثمر من التحرك فيها بيسر وجمع سلاح الأهالي حتي لا تتكرر مأساة شفرون ويصاب لا سمح الله أحد الروس العاملين في المناجم وحقول البترول بعيار قد ينطلق من بندقية أحد "المتفلتين." وهل هناك تفلت أسوأ من الاستجابة لدعاوي الإنقاذين الفاجرة والكاذبة والطامعة؟ إن النخب الإنقاذية لا ترى شعباً يمكن ترويضه بإعطائه الحد الأدنى، أو منحه حد الكفاف، لكنها ترى أرضاً يجب ان تستباح، فالكرتة فقط (كرتة الذهب) إن أدخرت يمكن أن توفر للشعب رعاية صحية أولية، تعليم ابتدائي، وتخلق بعض الفرص للشباب للاسترزاق، حتماً ليس للاستثمار لكنهم يريدون أن يتعاملوا مع ذهب دارفور، مثلما تعاملوا مع بترول الجنوب أو بترول كردفان. إذ لم يدخروا جهداً في توفير كل فرص الاستثمار لأبناء التنظيم، ولم يتركوا فرص الخدمات ولا حتى المأكولات لأبناء تلك المناطق فأصبح جلهم ما بين غفير وسائق. أما الراعي فقد دمرت بيئته بعد أن ازيح الغطاء النباتي من أرضه، وصعب عليه التنقل بعد أن فقد الأمن من جراء التقسيمات الإدارية المُغْرِضة التي تعمَّدت تدمير التكامل الأيكولوجي بين أبناء القبلية الواحدة وأبناء الشعب الواحد.

    إن ذات العصابة المتكونة من أقطاب الدولة العميقة وأبدال الجبهة الإسلامية القومية والمُقَدَمِية الأمنجية، والتي أرادت بيع مشروع الجزيرة إلى صينيين، هي التي تريد الآن الاستثمار في جبل عامر والحقل (9) للبترول. وهم إذ واجهوا مقاومة في المرة الأولى، فقد عاودا الكرة متحججين بضرورة ضبط المتفلتين ومقاومة "اللصوص" و "النهابين". مرة واحدة اللصوص والنهابين!

    من المعلوم بأن هناك تعاون وثيق جاري منذ فترة بين العسكريين السودانيين والعسكريين الروس لتقوية الدفاعات الجوية بعد أن تعرض السودان لاختراقات متعددة، كما أن ملف التعاون الاقتصادي قد عهد به إلي نائب الرئيس الثاني السيد/ حسبو محمد عبد الرحمن وقد ظل الأخير متابعاً له بهمة، خاصة بعد زيارته لموسكو في عام 2015. السؤال: لماذا لم يعهد لرئيس هيئة الاركان سعادة الفريق/عماد عدوي ونائب الرئيس الثاني مواصلة الجهود؟ ولماذا يصطحب رئيس الدولة معه في مهمة من المفترض أن تكون عسكرية أمنية، أناس غير مختصين وغير معنين بهذه الملفات؟ لماذا الزيارة المفاجأة وكيف تم إقحام أبو الجاز؟ صحيح إنه شخصية لها "قدرة تنظيمية" وقد عُرِف عنها "الدقة الإدارية"، لكن للأخير "حمل ثقيل"؛ يكفه الملف الصيني والملفات الأمنية والسياسية الأخرى. لكن يبدو أنّ للرئيس ثقة في أبو الجاز لا تتوفر في غيره، حاجة أشبه بمقولة "الشريف مبسوط مني"! هل كان عوض الجاز منشغلاً بترتيب الأوضاع مع شركات التنقيب الروسية، حالما ينتهي الرئيس من هضربته؟ أطَمَعٌ حتى أخر لحظة، وخوفٌ في منصة تستوجب الكبرياء والشمم؟ يا إلاهي، اي بلية هذه التي نحن فيها؟

    إنها الإنقاذ، التي تحس بقرب زوالها، فتستخدم القوة المُفْرطة، وللمرة الألف، في مواجهة مواطنين عزل، كان يمكن مشاورتهم في أمر الاستثمار في منطقتهم. لماذا لا توضع الأمور فوق الطاولة؟ إن من يعي مأساة الوضع الإقليمي والعالمي، يجب أن يكون واقعيا، ويدرك أن السياسيين في قبضة الاستخبارات (أو المخابرات)، والأخيرة في قبضة الدولة العميقة. والناظر إلى مجريات الأمور، والمتبع لأخبار "الإرهاب" يعلم أن هناك جهة تصمم وتنفذ كل تلك الحيثيات بدقة متناهية وعزيمة غير متوانيه.

    لم نكد نسمع بأخبار الشاب المغربي الذي فجّر مقهاً في فرنسا، حتى كانت هناك مسودة معدة من مئات الصفحات، مرفقة معها ميزانيات تقدر ب 4 مليار دولار ، قدمت للبرلمان، الذي أجازها في أقل من ثلاث ساعات، ذهبت جلها للدولة العميقة متمثلة في تجار الأسلحة وصانعي أحدثة التجسس الحديثة. هنالك تنسيق إقليمي ودولي بين المفسدين في العالم كله، الذين أصبحوا نافذين ومتحكمين، بيد أن مكرهم لا يفوق مكر الله الذي لا يفلته ظالم ولا يضره ناقم. كان يمكن للإنقاذين أن يصلوا إلى صيغة مرضية في جميع الاستثمارات تهيئ لهم الاستحواذ على الثروة جلها (وقد فعلوا) وإيلاء بعضها للمواطنين، الذي لا يريد أغلبهم أن يغتني، لكنه يود أن يعتني، بنفسه وزوجه وولده. إنّ جل من صنعوا مثل هذه الثروات الطائلة صنعوها في ظروف مماثلة، لكنهم عرفوا كيف ينسحبوا ومتي؟ هناك أسُر دعمت الحرب العالمية الثانية وهي اليوم أكثر نفوذا في أمريكا والعالم، لكنها حافظت علي مكتسباتها بالانسحاب في اللحظة المناسبة. أما إنهم لو انتظروا لكان مصيرهم الي زوال وثروتهم الي بدار.

    امسى الشعب حزيناً ليلة اقتحام مستريحة، ليس تعاطفاً مع القبيلة الباسلة أو انحيازاً لقيادتها العسكرية الناشزة، لكنه أحس بالمحنة (محنته هو شخصياً)، إذ رأي الدولة تستخدم السلاح، مرة تلو الأخرى، دون أي غطاء فكري أو أخلاقي. ما هو الهدف الاستراتيجي الأعلى لمثل هذه الهجمات على الفرقان؟ محاربة الإتجار بالبشر أو تهريبيهم. لا يمكن أن يكون هذا هدف استراتيجي أعلى، هذا مشروع يرجى من خلاله تحقيق الأمن الاجتماعي والسلام الشعبي كنتيجة وسيطة، تتبع لهدف استراتيجي أعلى هو تشييد وطن في سلم مع ذاته والأخرين. إن نجاح المشروع أو فشله مرهون بتحقق أقيسة علمية وعملية تتمثل في توفر فرص العمل، تسجيل الأراضي، رصد عدد البلاغات، إلى أخره.

    تخطئ المفوضية الأوروبية، بل تُجْرِم، إذ ترصد مبالغ طائلة لإجراء بوليسي، يفتقر إلى المؤسسية وتنئ بنفسها عن معالجة الإشكالات البنيوية. ولنسأل أنفسا لماذا هجر المواطن الطورية وقنع بالبندقية، بل من وفر له البندقية؟ الم يطبق النظام موجهات منظمة التجارة العالمية بحذافيرها، إذ طلبت فتح استيراد الزيوت، فكان أن ضربت محصول الفول السوداني وحرمت منتجيه من النقد الأجنبي؟ الم يشترط البنك الدولي للحصول علي القروض سياسة الاصلاح الهيكلي التي حرمت المواطنين من الخدمات الاجتماعية، فأفتقد المواطن منعته التي كان يستغلها لاكتساب قوته؟ الم يحدث هذا كله تحت نظر الإمبريالية الإسلامية، التي أوكل الترابي أمر تدبير اقتصادها لتاجر عملة ومضارب أسمه حمدي؟ ومن عجب أن الأخير يستشار في شأن حياتي معاشي لمواطنين أصيلين في بلد يذخر بعلماء أجلاء في الاقتصاد، هو يتكلم دونما حرج، ويتبجح منتقداً سياسات الإنقاذ. كثر خير الإنقاذ التي أعطته منبراً يتكلم منه، وقد كان مجرد محاسب درجة ثالثة، بالتحديد حتة مرابي يعمل في شركة مغمورة بلندن، التي جاءها فقير معدم وصار يملك فيها مصارفا وعقارات.

    دعنا ندلف الي موضوع جمع السلاح والتعرض بالنقد الي أساليب الأوروبيين الذين لا يريدون حتي اليوم الاعتراف بحجم التفاوت المريع في الدخل بين دول الشمال (شمال القطب) ودول الجنوب (جنوب القطب)، والذي له صلة بالإجراءات المجحفة في شأن الصادرات (صادرات دول العالم الثالث)، شروط التمويل، الي أخره من العوامل المتسببة في خلق إشكالات بنيوية كان من نتيجتها الفقر، والجهل والعطالة لشريحة الشباب التي تمثل 60% من مواطني العالم. نحن لا نملك أن نفاوض أو نتكلم عن ضرورة وضع شروط أفضل للانتماء للقرية العالمية لأن قيادتنا تمثل غيابا تاماً عن الساحة الدولية. ها هم القادة يتواجدون هذا الأسبوع في أبيدجان لحضور القمة الإفريقية الأوروبية التي تعقد جلستها يوم الخميس (الموافق 30 نوفمبر 2107)، وقادتنا لا يكادون يطفئون حريقاً حتي يعلنون عن أخر. بهكذا أسلوب تضيع علي السودان كل يوم وكل ساعة، بل كل دقيقة وكل ثانية، فرص للتنمية، الاستثمار، والاندماج في المنظومة الإقليمية والدولية.

    وإذ إن الدولة لا تستطيع معالجة الاشكالات البنيوية والمؤسسية، فكان من باب أولي لها أن تركز علي الجانب السلوكي الذي يستلزم التعويل علي المجتمع. باستهدافها رجالات الإدارة الأهلية، ناشطي المجمع المدني، الشباب، الطلاب، إلى آخره، تحرم نفسها من ترياق أساسي كان يمكن أن يوظف لغرس ثقافة السلام وغسل أدران الحرب المعنوية. لأن نزع فتيل العداوة بين مكونات المجتمع أمر ضروري لاستتباب الأمن، وتوفر السلام الذي لا يمكن أن يستدام إلا إذا احس المواطن بأن للدولة هدف تنموي ومشروعية أخلاقية للبناء.

    إن تناقض المواقف وتعارض الحجج يطعن في شرعية الدولة، ويجعل المواطن يتوجس من التعامل معها. حينها تصبح "الهانم" من غير حقيقة اجتماعية وتفقد فاعليتها، فتضطر لاستخدام القوة ومزيد منها حتى تكتمل الدورة ويصحب المُسْتَهْدِف مُسْتَهْدَفاً. هذه هي دينامية الإفلاس ومنطق القوة الهابط. وإذا شئت فأقرأ "الدم والغضب: التاريخ الثقافي للإهاب للكاتب (Burleigh, 2008).

    حزنت إذ رأيت القوم صرعى، بكيت إذ رأيت الأطفال بلا مأوى، تضرعت إلى المولى إذ رأيت المحارم ثكلى. لم أحسب أنني أعيش حتى أرى زماناً يقتتل فيه ربعي، وأنا أعلم حَمِيتَّهم وحِنِّيَتهن، بل حصافتهم وتريثهم في أحلك الظروف. من أمثالهم، "أخوك لو قتلك بجرك للضل"، والشدرة بتنتكي في أختها و"الرجال بجو عشية." كان الرزيقات إذا غضبوا تكوا السلاح، وتقاتلوا بالعصى، وهم اليوم يرمي بعضهم بالذخيرة، بل ويصوبونها لدى الشيبة المسلم، وحامل القرآن والإمام المقسط، فإنا لله وإنا إليه راجعون. إنها الفتنة التي تنبأ بها المعصوم.

    لو أنّها معركة وطنية لما استكثرت فيها الموتى، ولقلت ما قاله صديقي وعمي الفارس عمدة المحاميد كبور شقرة يوم أن أبلغ باستشهاد ثلاثة من بنيه في دوسة (قتال) مع جنقي (دينكا)، "الرزيقيات بِلْدَنهم عشية." كانت القبيلة تأتي بالمئة الفارس، والمئة والخمسين، والمائتين وخمسين، فأتى الأمير مادبو قدير بعشرة الأف، كانوا على قلب رجل واحد، يرمون الشمَّات بغبار خيلهم، يغيظون عدوهم، ويرجون ثواب ربهم. فكان أن استقبله المهدي العظيم، قائدهم بقوله، يا صباح الخير، يا ناس القبيل. افتدى الرزيقات هذا البلد بالدم والمال بكل نفيس وما زالوا. لكنهم اليوم اصبحوا اليوم ضحية لمؤامرات الأمنجية وأطماع الأرزقية؟

    تقول الرواية أن موترجية استهدفوا القائد العميد/عبدالرحيم جمعة وهو يخاطب شيخ موسى هلال. بإمرة من ولمصلحة من تٌصَوَّب طلقة قاتلة لشخص مفاوض؟ تريد أجهزة الأمن أن تُغَبِّن قائد قوات الدعم السريع، تعيقه وتضعفه في آن واحد. هكذا يعملون وذاك هو دأبهم. ومن يتلقون الأخبار لا يتريثون، ولا يلبثوا يتبادلونها عبر المنشورات والرسائل الصوتية، بل ويبذل بعضهم الوعد والوعيد. وهم بذلك إنما يخدمون غرض الأجهزة الأمنية التي تريدها حرب عدمية. أتمني ألا تتخذ دارفور مرة ثانية حديقة خلفية لتصفية خلافات الإنقاذيين، لا سيما الإسلاميين منهم، الذين لا يواجهون مأزقاً حتي يتخذون القتال مهرباً.

    إنني أهيب بالرزيقات خاصة، وبأبناء الشعب السوداني عاما تفويت الفرصة على العصابة وأفرادها. يجب أن لا نعطيهم أي مبرر لاستخدام العنف، إنما مواجهتهم بالقوة، فالأولى محض إفلاس والثانية بسالة فكرية وروحية. وإذ يتداعى الفريقان للمواجهة، فإنهم ينسون أنّ القاتل والمقتول من الرزيقات؛ القاتل والمقتول من دارفور كما صدع بها الناظر سعيد مادبو (رحمه الله) في وجه المستوطنين الجدد الذين سعوا لدق اسفين بين الزرقة والعرب، بل القاتل والمقتول من السودانيين الذين يجب أن لا تضيع أرواحهم سدى. فهذه المعارك معارك غير وطنية. هي تصفية لحسابات شخصية على أسوأ الأمور، ومحافظة على نفوذ سلطوي وذاتي على أحسنها. سيبحث الأمنجية عن معركة وإذا لم يجدوا فسيحرقون طرمبة بنزين في الخرطوم، كما فعلوا في سبتمبر الأسود عند مقتل قرنق، ويتهمون بها منى أو عبد الواحد أو يغتالون شخص ويتهمون به الحلو أو غير من رجال الهامش. كلما ضبطنا أعصابنا وتحلينا بالصبر والحكمة، كلما ضيق بهم الخناق. أود أن أطمن الشعب السوداني إلى أن محنته كادت أن تزول بيد أن محنة الإنقاذيين والإسلاميين، المجرمين منهم، قد أوشكت على الابتداء. لا نملك أن نفعل شيء غير التفرج، والتحصين بقول موسى وهارون (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين).

    إن لم يكن فعل الإسلاميين هذا كفر، فلا ادر ما أكفر؟ مررنا كشعب، وقبائل، وأفراد بلحظات كانت فيها خيبات عظمي، جرائم واغتيالات، بل انكسارات، ، لكننا كنا نلتف في لحظة ما حول قيادة روحية/ فكرية تضئ لنا معالم الطريق وتخرجنا من الظلمات إلى النور. فالمهدية رغم بؤسها وإفكها لم تستمر فترة كافية، تُمَكِّنها من ضرب المكون الوجداني للشعب، والخليفة رغم عسفه وظلمه، فقد وقف هو وقومه وقفات ماثلة وماتوا ميتة باسلة، أورثتنا هزيمة ميدانية ولم تورثنا هزيمة معنوية. أمّا اليوم فالكينونة في اضمحلال والكيان لا سمح الله إلى زوال.

    أذكر أنني قبل أربعة عقود زرت شيخاً (بمعني رجل مسن) من شيوخ الرزيقات اسمه قبة ولد التلب. وهو كبقية أهل السودان كان رجل بسيط، أخرج له العيال عنقريب من الكوزي (القطية) فجلسنا في فناء ليس له سور. دار بيننا حوار طويل قال لي في آخره. "يا وليدي، أهلك قالوا في أخر الزمن، الدار بِخَرْبوها اثنين: عب خايس أو غريب كايس الدار ." خربوها الأثنين؟ وهلبت يجوها الأحرار المستنيرين فتعمر بخبرتهم ودربتهم وتزدهر بحكمتهم ورحمتهم.

    كيف لا تخرب الدار، ونحن نفقد في كل يوم رجال نحتاجهم للمرابطة على الثغور ونُهَجِّر عقول نحتاجها للتعمق في جليل الأمور. لو أن لي شجعان مثل السافنا لوضعتهم على الجبهات، ولو أن لي مفكرا مثل حيدر إبراهيم لوضعته في أعلى المقامات. ما لكم كيف تحكمون؟ الفارس لا يهان، فهو إن اختلف معك يرفع عنك. وهذه حكمة أهلنا الموروثة: إنَّك إن أهنت الفرسان لم تجد بداً من التعامل مع الخصيان. أنظر حولك. هل تجد من رجل أو امرأة الآن له أو لها قيمة في الفضاء العمومي، ذاك الذي عج بالارزقية والمتملقين والمخنسين والعاجزين، الأدهى المتربصين؟ هذه هي نتيجة الاستبداد.

    إن للحكومة دور في توريط قبيلة الرزيقات من خلال الاستدراج لبعضهم وتكوين مليشيا منهم ومن غيرهم من أهالي دارفور، خاصة الابّالة. لقد استعانت ببعض كوادرهم في حربها ضد الزرقة، وهي إذ أحست بالحرج فقد الحقت بهم صفة الرسمية إلحاقاً، بمعنى أنّها أدرجت تلك القوات تحت طائلة القوات النظامية، بيد أنّ الإجراء يظل ناقصاً لم يتكمل، لأن قوات الدعم السريع حاليا تابعة للرئيس مباشرة، وغير تابعة للقوات المسلحة أو جهاز الأمن. ممّا يعني أنها ستواجه ذات الحرج القانوني، حال موت الرئيس أو تنحيه، مما يعني الرجوع إلى مربع واحد، الذي لم تعترف فيه مؤسسة المركز يوماً بتضحية الهامش أو تقيم وزنا لاستشهاده. لا يمكن أن نتكلم عن الخلاف بين حرس الحدود وقوات الدعم السريع، دون أن يشير ذلك حساسية خشم بيتية، لكنها حساسية سرعان ما يزول آمرها ويبطل ضررها عندما يعرف سببها. هذه كلها قوات حكومية وللدولة الحق في إعادة ترتيبها وبالكيفية التي تراها. والدولة إذ اختارت يوما ترفيع شخص، غير مراعية الأهلية، إنما فقط الاستلطاف الشخصي، فهي تملك أن تزيح ذات الشخص وتضع مكانه آخر وليس في ذلك مزية، فالرافعة غير أخلاقية ولا تستوجب وجود دعامة فكرية أو صرامة مهنية.

    هذا من باب انشغالي بالشأن القبلي. أمر الشأن القومي فسيلتزم عدم الاكتراث بهذه التفاصيل أو صدع الرأس بسيناريو التغيير، إنّما الاعتكاف على تصميم منصة للسياسات يمكن أن ترفد قيادة السودان القادمة بدائل واستراتيجيات تنموية ناجعة.

    إن دحض المؤامرات والأطماع الخارجية، لا يكون إلا بالتعويل، بل مزيد من التعويل، على الجبهة الداخلية. فتصدع الجبهة الداخلية له أسبابه معلومة ويمكن معالجتها إذ لن يجدى مطلقاً تعطيل البناء الوطني بحجة صد المتربصين والطامعين، فهؤلاء لن يجدوا فرصة أفضل من التفاوض مع قيادة أسيرة، مرتهنة، والأخطر خائفة. إذا علمنا بأن دولاً مثل روسيا والصين، والتي يعتبرها القادة الأفارق والعرب، دولاً عظمي وينبهرون ببهرجها، هي دول أشبه بدول العالم الثالث منها إلى العالم الأول كما بَيَّن جورج فريدمان في كتابه "المائة العام القادمة"(Friedman, 2010). روسيا دولة تفتقر إلى المؤسسية والشفافية، وليس لها مصدر ثراء غير الطاقة، إذ لم تستطع حتى الآن تنويع مصادر دخلها، ولم يسعفها حتى الآن غير وراثتها لترسانة نووية والاعتماد على أمجاد ماضوية -- تلك التي أفلت مع انهيار الاتحاد السوفيتي.

    أمّا الصين فدولة فاسدة تستحوذ على اقتصاداتها عشرة أو خمسة عشر أسرة، تعاني من تصدع اجتماعي نتيجة التفاوت الاقتصادي المريع. وإذ لا يملك أن يشتري منتجاتها غير 300 مليون من عدد مليار وثلاثمائة مليون من مواطنيها، فهي مضطرة الي خلق طبقة وسطي قد تسبب لها أرقاً بسبب توجهها غير الديمقراطي. هذا من الناحية الرأسية أما من الناحية الأفقية فهي دول تتركز الثروة فيها على الساحل على حساب المناطق الداخلية، وتنتظر سهولها وأنهارها كارثة بيئية وإنسانية. يراهن جورن فريدما على تفوق أمريكا، المكسيك، تركيا واليابان ( أو ألمانيا)، لا أذكر جيداً.

    لا يمكن لدولة تحترم نفسها وشعبها أن تتخذ مواقفاً سياسية كهذه دون الاسترشاد بسياسات ودون الاعتماد على أسس ومنهجية علمية. حتى يحدث ذلك لا بد من تغيير العقلية الأمنية ولابد من الاعتماد على مراكز أبحاث غير حزبية (أو دينية). زرت واشنطن مؤخراً، فوجدت نخبة من الشباب السودانيين يُحَضِّرون في كافة أقسام العلوم السياسية، وجلهم غير مسيس وغير مؤدلج، والأعظم أنهم يريدون خدمة بلدهم. لماذا لا تستعين بهم الدولة؟ لماذا لا تسهل السفارات للقاءات نوعية بين الخبراء الذين يقيمون في كآفة البقاع؟ فمتخذو القرار يحتاجون مستقبلاً التبصر بقضايا مثل التكامل الايكولوجي، الأمن الاستراتيجي، الاستراتيجية التنموية، المقدرة المؤسسية، التنوع الاقتصادي، التكامل البيئي، إلى أخره فالحكم لم يعد تحكماً إنما إحكام لدورة اتخاذ القرار التي تستلزم الاسترشاد بأسس منطقية وعلمية.

    ختاماً، لا نحتاج في هذه اللحظات إلى اجترار المرارات وتصفية الحسابات، قدر ما نحتاج إلى وقفات تستوجب التأمل في المألات الأتية:

    ضغطت المعارضة الفاشلة على الحكومة الحانقة، قبل عقدين؛ فتنازلت الأخيرة عن جنوب السودان. سعى الترابي لإفشاء حنقه من العسكريين فأحرقوا دارفور؛ سعى على عثمان توريط البشير في ملف الجنائية، فأوزع الأخير لقوش بتسليمهم ملف الإسلاميين، من كان منهم منافقا ومن كان مجاهداً أو مستضعفا حقاً؛ ناورت المعارضة بملف حقوق الإنسان (إنسان الوسط)، فطالت محنة الفور والمساليت، إذ ما زالوا قابعين في معسكرات ونال غيرهم حق اللجوء السياسي؛ ارتمت المعارضة في أحضان النظام المصري فطمع الأخير في مياه السودان وأرضه.

    إذن هناك معارضة من أجل المعارضة، وسياسة من أجل البقاء في الحكم. وفي كل وقت هناك ردود أفعال، وأقوال لا يحكمها ضابط أخلاقي أو ديني أو وطني. لن نتخلص من هذا الليغ السياسي الفاشل بين عشية وضحاها، ولا يمكن اقتلاع هذه الدولة بسهولة، فتكوينها قد اتخذ عقوداً إذ لم نقل قرون وتحالفاتها قد أبرمت بدهاء وحيل تجاوزت حدود الدولة الجغرافية ومنطق التاريخ. وهم لن يرعوا إن نحن دفعناهم نحو الحائط على تدمير ما بقى من البلاد. عليه فلابد من التفكير في توفير معادلة تهيئ لهم ملاذا وتجعل للشعب خلاصاً. أرجوكم، هذا البلد غني وعضمو قوي، وما سرقوه لا يمكن استعادته، فكل ما يلزمنا فعله إيقاف النزيف والتحضير لفترة انتقالية مُطَوَّله لا تستبعد منها جهة، إنما يكون فيها التدقيق على أهلية من تنتدبه تلك الجهة.

    لبناء الوطن الجميل الذي يسع الجميع نحتاج إلى قضايا أساسية، منها ما يلي: رؤية أخلاقية (وطن في سلام مع ذاته والأخرين)، استراتيجية تنموية (يكون فيها التعويل على التنمية الريفية الشاملة)، ومقدرة مؤسسية (يكون فيها استقطاب لكافة الكفاءات الوطنية). نحتاج إلى جهاز إداري صغير جدا وفاعل، نحتاج إلى دستور علماني يأخذ مسافة متساوية من الكل، نحتاج إلى سياسة خارجية تكون أولى أولياتها تنموية (بمعنى أخر مصلحية)، نحتاج إلى رجل (أو امرأة) مُشَرِّف يتولي تمثيلنا في المنتديات الإقليمية والدولية. وهذا سيكون سهلا، إذا ما تخلصنا من الأوهام الأيديولوجية. لا نحتاج أن نستجدى شخص، كل ما نحتاجه تقنين سبل الشفافية والمحاسبة، الأهم الاتساق مع ذاتنا الحضارية، التي تستلزم إعطاء الأولية لشخصيتنا الزنجية والأفريقية النوبية والإسلامية الصوفية، والتعاطف مع كافة قضايا الإنسانية، دونما اندفاع أو حماس يجعلنا كاثوليك أكثر من الملك.

    إن موقعنا الجغرافي وعمقنا التاريخي سيهدينا إلى نوع الخطة الاستراتيجية والتنموية التي يمكن تصميمها. الموضوع لا يحتاج الي عبقرية، فقط يحتاج الي فراسة روحية. إن مدرس الجغرافيا في الأولية قد أخبرنا عن درب الأربعين، وببصرنا بأهمية التعرف على رحلة الحجيج. هل نحتاج بعد ذلك إلى ضجيج؟ لن يسعني تقديم دروس خصوصية في كل مقالة مفاهيمية للمبتدئين، كل ما أود فعله هو إقناع "الديك" بأنه طائر جميل وأن الحبة قد ادخرت له أكلاً ولم تفتعل له قنصاً. وإذ قد فشل الكتاب والمفكرين في هذه المهمة، أي إقناع "الديك" بضرورة الذهاب إلى بيته والاستمتاع مع أسرته بمزرعته، فقد أضاع من عمرنا الكثير وازهق من أرواحنا ما هو غير قليل، فلعل الفقراء (بتاعين السفلى)، والذين اتخذوهم الوزراء مستشارين وخبراء يمكنهم أن يسقوه محاية تكون له دواية وللشعب وقاية. لن يعد هناك مجالاً للمناورة، فأرجو أن لا تعدموا البصارة!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de