أنتشرت فى الايام الماضية عبر وسائل التواصل الاجتماعى رسالة تحوى الزيادات الهائلة فى اسعار قائمة بأهم السلع الاساسية التى يحتاجها الانسان فى حياته اليومية بصورة لم يكن احد يتخيلها خلال اقل من عام اذ بلغت نسبة الزيادة فى بعضها الى فوق ال300 % مما يعتبر ليس فقط ارهاقا وعناء يقابل الناس وانما ايضا اجبار للناس على التخلى عن العديد من الاساسيات اضافة الى هم كبير بات يعيش فيه ارباب الاسر ومن يتولون اعالتها حتى يستطيعوا توفير القليل من الضروريات ، ونحن نقرا هذه الرسالة نتساءل هل يعلم البشير بهذا الامر والتصاعد الكبير جدا والغير مسبوق اصلا فى الاسعار حتى فى كثير من بلدان تعانى من الارتفاع الحاد فى التضخم وما يعانيه اهلها فى توفير مستلزماتهم ، نتساءل هل يعلم البشير ومن يتولون دفة الاقتصاد فى البلد بهذا الوضع ؟ الله اعلم ولا أظنهم يعلمون ولكن ان كانوا يعلمون فانهم بلا شك منعدمو الاحساس ولايمتلكون اى ذرة منه اذ كيف يتصورون ان الناس تعجز عن توفير الاساسيات لاطفالها وسياساتهم الخاطئة هى سبب تدهور الحالة فى البلد ووصولها الى هذا الدرك السحيق ومع ذلك يواصلون الجلوس على كراسى الحكم ولا يرحلون ويريحوا الناس ويرتاحوا؟ اليست هذه هى الانانية المفرطة والابتعاد التام عن الاحساس بالمسؤولية وعدم الشعور بآلام الناس .
وشبيه لهذه الرسالة التى تداولها النشطاء عبر الواتساب التى تناولت نسبة الزيادات الكبيرة جدا فى اسعار السلع شبيه بها ما ورد فى جزء من خطبة عيد الاضحى المبارك التى تليت باسم رئيس الوزراء المنتخب والرجل الذى اطاح بحكومته الشرعية الانقلاب العسكرى المشؤوم فى الثلاثين من يونيو عام 1989 الذى نصبه الكيزان حاكما علي السودان ومازال يحكم البلد ويفكر فى الاستمرار ، خطبة العيد تناولت العديد من المواضيع لكننا سنكتفى بايراد جزء صغير جدا منها وهو المتعلق بالمقارنة بين فترة حكمه والاوضاع الان ، وكيف ان نسبة الزيادات فى الاسعار بلغت حدا يحتاج الانسان الى تدقيق وانتباه حتى يستوعب هذه الارقام الفلكية ودعونا نقرا معا جزء مما ورد فى هذه الخطبة مما يتعلق بهذا الموضوع وسنتفاجا اكثر من مفاجأتنا من نسبة الزيادات التى اوردتها رسالة الواتساب المنشورة مؤخرا.
قال السيد الصادق المهدى :
(زعم البشير أنه لولا انقلابه على الديمقراطية في 1989 لبلغ سعر الدولار 20 جنيهاً سودانياً، ولكن السياسات الخاطئة التي اتبعها جعلت سعر الدولار الآن ما بين 40 إلى 50 ألف جنيه سوداني للدولار الواحد)
وهذا الكلام صحيح تماما ولا يمكن لاحد ان ينكره فماذا يا ترى تقول الدولة ومناصروها عن هذا الجنون الذى ليس فقط لاتستطيع الناس تصديقه وانما حتى مراكز البحوث قد تعجز عن استيعابه ؟ انها ليست كتلك الزيادة التى بلغت فوق ال 300 % ولم يستطع الناس تصديقها وانما هى اكثر من ستة أضعاف هذه الزيادة اذ ان الدولار كان دون العشرين جنيها لكن دعونا نعتبره يومها كان بهذا السعر فما النسبة بينه وبين سعر اليوم اذا اعتبرناه اربعين الف جنيه؟ نقسم ال 40000 على 20 والنتيجة المفزعة هى 2000 اى ان الزيادة فى سعر الدولار بين ذلك اليوم واليوم بلغت 2000% ان مبلغ اربعة الف التى تساوى اليوم دولارا واحدا كانت تساوى ذلك اليوم 200 دولار فهل هناك دولة فى العالم تدهورت عملتها الوطنية الى هذا الحد؟ الله اعلم
وقال السيد الصادق المهدى :
(ادعى أنه جاء لرفع المعاناة عن الشعب، لكن السياسات التي اتبعها جعلت أسعار كافة السلع بما فيها الأساسية باهظة التكاليف بصورة لا تطاق. وفي مقارنة عابرة بين أسعار المواد الأساسية عام 1989 وأسعارها الْيَوْمَ في 2018 نجد أن سعر رطل السكر اليوم يشتري 50 جوال سكر عام 1989. وسعر الرغيفة الواحدة اليوم يساوي 15 ألف رغيفة يومئذٍ )
وهذه المقارنة ايضا صادمة وتكفى وحدها ليست لاستقالة الرئيس وكل الحكومة وانما توجب حتى محاكمتهم لتسببهم فى افقار الشعب وتجويعه ولكن هذا لن يحدث
وقال سيادته:
(النظام حطم مؤسسات الدولة المنتجة ما أفقر الناس "إذ يقدر الاقتصاديون أن نسبة الفقر تبلغ 80% في المدن و90% في الريف، فأصبحت المعيشة جحيماً لا يطاق )
وهذا الكلام ايضا سليم ولاغضاضة فيه فهل انتبه له المؤتمر الوطنى ورئيس الجمهورية ام ان الامر لا يخصهم
انها حقا مقارنات مفزعة وان لم تلفت نظر الرئيس وتجعله ينتبه لمعاناة اهله فلا شيئ ينبهه بعدها ملطلقا وكان الله فى عونك شعبى
لن ينبتبه البشير للغلاء الفاحش ومعاناة الناس فلن ينبهه بعدها شيئ فهذا الرجل مهووس سلطة فقط
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست