لقد مات "سودان" ولكن فلتدم لنا أنت أيها الوطن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 03:25 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-28-2018, 12:44 PM

عبد الوهاب السناري
<aعبد الوهاب السناري
تاريخ التسجيل: 11-16-2014
مجموع المشاركات: 229

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لقد مات "سودان" ولكن فلتدم لنا أنت أيها الوطن

    12:44 PM March, 28 2018

    سودانيز اون لاين
    عبد الوهاب السناري-نيروبي
    مكتبتى
    رابط مختصر

    من سخرية الأقدار أن يطلق إسم "سودان"على آخر المتوفين من ذكور وحيد القرن الأبيض الشمالي، والذى مات مؤخراً بمحمية خاصة بكينيا. فقد كان وحيد القرن حتى عام 1970 شعاراً للسودان حتى استبدله الرئيس نميري بصقر الجديان. وربما اختار القائمون على أمر البلاد بعد الإستقلال وحيد القرن شعاراً للوطن لإحساسهم بأنه سيجسد وحدة شمال البلاد وجنوبها لكونه كان موجوداً فقط في جنوب السودان. وربما استشعر النميري بدنو تقسيم البلاد وانقراض الخرتيت، كما يسميه السودانيون، ولذا إختار صقر الجديان شعاراً جديد للبلاد. ولا أدري ماذا سيكون لسان حالنا اليوم لو ما زال الخرتيت شعاراً لنا حتى الآن.

    ولد "سودان" سنة 1973 بالسودان وتم نقله عام 1975 مع خمسة آخرين ليوغسلافيا لكي يتوالدوا في إحدى حدائق حيواناتها ولكن لم يكلل ذلك المسعى بالنجاح. وفي عام 2009، وهو نفس العام الذي انقرض فيه النوع في الطبيعة، نقل "سودان" مع ثلاثة آخرين لمحمية خاصة بكينيا في محاولة أخرى أن يتوالدوا تحت ظروف طبيعية ولكن فشلت تلك المساعي أيضاً لأن سودان قد بلغ وقتها من العمر عتياً ولم يتمكن من التكاثر بشكل طبيعي.

    يوجد في العالم اليوم 5 أنواع من وحيد القرن 3 منها أسيوية هي وحيد القرن الهندي (Indian Rhinoceros) والجافي (Javan) والسومطري (Sumatran). أما الأنواع الأفريقية فهي الأسود (Black) والأبيض (White). وقد تناقصت أعداد الخرتيت الجافي والسومرتي حيث يعيش اليوم أقل من 100 فرداً منها. وبقي من الخرتيت الهندي اليوم حوالي 3500 ومن الأسود حوالي 5000 فرد. أما الأبيض فينقسم إلى فصيلين هما الأبيض الشمالي، والذي مثل "سودان" آخر ذكر منه، والجنوبي والذي تفوق أعداده 20 ألفاً بفضل جهود دول الجنوب الأفريقي، وعلى رأسها دولة جنوب أفريقيا

    ويظن البعض خطأً أن الفرق بين النوعين الأبيض والأسود يكمن في لونهما إلا أن لون جلدتهما جميعاً يميل إلى السواد ويكتسب لون التربة التي يعيش فيها الفرد. وقد كان السبب في هذه التسمية خلط في ترجمة إسم النوع الأبيض من لغة الأفريكانا السائدة في جنوب أفريقيا إلى اللغة الإنجليزية. يتميز وحيد القرن الأبيض بالفم العريض (wide-lipped) والأسود بالفم الضيق. ولكن ترجمت عريض (wide) خطأً إلى أبيض (White) من لغة الأفريكانا إلى اللغة الإنجليزية. يتميز النوع الأبيض بأكل الحشائش مما أكسبه الفم العريض، بينما يتغذى النوع الأسود على أوراق الشجر ولذا فإنه يحتاج لفم صغير حتى يتمكن من التقاط هذه الأوراق من بين الفروع والأشواك.

    ويعيش النوع الأبيض في مجموعات صغيرة ويتميز بالهدوء والرزانة وعدم الإسراع في مهاجمة الآخرين حتى لو أثاروه. أما أفراد وحيد القرن الأسود فيعيشون على انفراد ويتميزون بتقلب المزاج.بين الوداعة المفرطة والعنف الزائد دون أسباب واضحة. وقد يبادر الفرد منه أحياناً بالهجوم دون أن تتم إثارته وفي بعض الأحيان يمتنع عن الهجوم حتى ولو أثير وتم التحرش به. وقد كان بعض أصدقائي في مجال الحياة البرية من غير السودانيين ممن عرفوا الشخصية السودانية يقولون لي من باب الدعابة: "ربما أنكم إخترتم وحيد القرن شعاراً لكم لأن الإنسان السوداني وديع مثل الخرتيت الأبيض في حالة الرضى، أما عند الغضب فهو أشبه ما يكون بالخرتيت الأسود يسامح أحياناً في أمور لا يمكن التسامح فيها ويثور أحياناً أخرى في أمور كان من الممكن السكوت عنها".

    وقد يعتقد البعض أن وحيد القرن لديه قرن واحد إلا أن غالبية أنواعه لديها قرنان ما عدا الهندي والجافي الذان يملكان قرناً واحداً. وأطلق على الخرتيت إسم وحيد القرن لأن قرنه الخلفي والأصغر حجماً لا يظهر إذا وقف أمامنا. وعلى عكس قرون الأبقار وشبيهاتها من الحيوانات فإن قرن الخرتيت يتكون من مادة الكراتين (Keratin) وهي المادة التي يتكون منها الشعر والأظافر، بل ويمكن تقليمه مثل الأظافر لينمو مثل الشعر والأظافر من جديد. وتكمن مأساة الخرتيت في الإستخدامات المتعددة لهذا القرن. ففي اليمن دأب الملوك والأغنياء على صنع أيادي خناجرهم من قرنه والذي أصبح رمزاً للجاه والثراء.

    أما العديد من استخدامات القرن فكانت نتيجة أساطير وقصص لا أساس لها من الصحة. فعلى سبيل المثال عندما ينحني الخرتيت لشرب الماء فإن مقدمة قرنه تلامس سطح الماء فظن الواهمون أنه بذلك يكتشف أي سموم موجودة في ذلك الماء أو إبطال مفعولها إن وجدت. ولذا فإن العديد من القبائل الأفريقية والأسيوية كانت وما زالت تستخدم القرن لكشف السموم أو إبطال مفعولها في المأكولات والمشروبات على الرغم من عدم أي دليل علمي لذلك. ولذا فقد دأب بعض الملوك والعظماء على شرب الماء من أكواب مصنوعة من قرن وحيد القرن حتى يتمكنوا من كشف أي سموم قد تكون دست إليهم فيه أو إبطال مفعولها.

    وعندما أدرك البعض طول المدة التي تستمر فيها العملية الجنسية للخرتيت والتي قد تتراوح ما بين 20 – 80 دقيقة هرعوا لخلط الدقيق الناتج عن طحن القرن وخلطه بالماء وشربه لكي تتحسن وظائهم الجنسية. كما أن بعض سكان جنوب شرق آسياء يقومون بشرب نفس الخليط ظناً منهم أنه يعلاج بعض الأمراض غير مدركين أنهم في حقيقة الأمر يشربون ماء مخلوطاً ببقايا الأظافر أو الشعر.

    قد يفوق وزن قرن الخرتيت 3 كيلوغرامات. وقد كان سعر الكيلوغرام الواحد منه حتى عهد قريب لا يتجاوز 5 ألف دولار. ولكن قبل بضع سنوات إدعى أحد السياسيون الفلبينيون أنه شفي من مرض الإيدز بفضل إستخدامه لدواء مصنوع من مسحوق قرن الخرتيت فإدى ذلك إلى تهافت مرضى الإيدز وكثير من الأمراض الأخرى إلى التداوي به مما تسبب في إرتفاع جنوني في سعره حتى تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد منه المائة ألف دولار، أي أنه صار أغلى من سعر الدهب.

    على الرغم من الإهتمام العالمي بحماية الحياة البرية وإستفادة العديد من الدول منها في دعم إقتصادياتها إلا أننا في السودان قد تفننا في إهدار هذه الثروة القومية حتى فقد المجتمع الدولي فينا الأمل. فسوف لن يغفر التاريخ لنا تسببنا في إنقراض الفيلة في شمال السودان في بدايات الثمانينات بفعل تراخيص تصدير الأفيال التي أصدرتها إدارة حماية الحياة البرية والتي تسببت في تناقص أعدادها في السودان من 120 ألف إلى 10 ألف فيل في ظرف سنتين فقط. ولن يغفر لنا التاريخ الصيد الجائر للفيلة والخرتيت من قبل قواتنا المسلحة وقوات الحركة الشعبية طيلة حرب الجنوب مما تسبب في انقراض وحيد القرن بشقيه الأبيض والأسود وتناقص الفيلة إلى أقل من 5 ألف فرد. وسوف يدون التاريخ في صفحاته السوداء ما تقوم به اليوم إدارة حماية الحياة البرية من إصدار تراخيص صيد للأنواع المهددة بالإنقراض والتي تشملها الإتفاقيات الدولية. وحتماً سيتسبب ذلك في سلسلة من الإنقراضات للغزلان والحبارة وغيرها من العديد من الأنواع النادرة، ليكون مصيرها نفس مصير مواردنا الطبيعية والتراثية الأخرى والتي يتفنن اليوم المسئولون عن حمايتها في إهدارها.




















                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de