سنبدأ هذا الموضوع مع شلل الانس عشاق وادي عبقر من زملاءنا سكان الكنبات في الفصول اثناء المراحل الدراسية من الابتدائية حتى المدرسة الثانوية العليا وكيف كانوا من صناع الفرح الجزيل الذين تخطوا مداه والانسام. كان يغلب على المقاعد الخلفية في دفعتنا بمدرسة العذبة اتنين انها مازجت بين طوال القامة وقصار القامة ومعظمهم ممن خرجوا من تصفيات دوري و كاس امتحانات النقل من فصل إلى فصل دون أن يحققوا النقاط الكافية التي تأهلهم لعدم المبيت في فصل دراسي أو عدة فصول دراسية... كان من اميز قاطني الصفوف الخلفية بدفعتنا المجيدة بمدرسة العذبة اثنين الابتدائية هم الاخوان الزملاء حيدر الزعيم وهو كان بمثابة غريد الشاطئ لصوته الجميل الذي.. يتهادى كموج النيلين الازرق والابيض بالمقرن عندما نغني غناءنا الجماعي اثناء تأدية الاناشيد المدرسية الذي يحيل السكون فرحا ونحن نرد مع الزعيم تلك الانشودات السحرية مثل قد كان عندي طائر في قفص من ذهب ..أو عندما تنشد اسطورة اناشيد المرحلة الابتدائية في القولد التقيت بالصديق.. وكان الشوق والحنين ينساب مع نقرشة اصابع عزيز صلاح وخالد النور عندما ترتاح للموسيقى وهم ابرز أعضاء الكتلة البرلمانية للمقاعد الخلفية لدفعتنا ويشكلون كروت الضغط التي نفاخر بهم كمواهب في ذلك الوقت لضبط الايقاع. كان بعض سكان المقاعد الخلفية لدفعتنا هادئين حالمين كأنهم رضعوا على ثدي القمر لكنهم تركوا الأثر وصنعوا من الماضي لحظات جميلة الحاضر فكان المرحوم محمد ابو القاسم وعثمان ابوبكر ووضاح مصطفى وكمال شوربة وسعود عبد الواحد وسامي نور الدين ومعتذ عبد الباقي وعادل احمد سعيد وخليفة الطيب . أما صانع بهجة الدفعة ورقمها الذي لن يتجاوزه النسيان هو المرحوم الذي فرقت بيننا وبينه يد المنون وهو في عنفوان الإقبال الحياة محبا للشغب والصخب الذي يصنع الذكريات الخالدة مقبلا للحياة بشوق يماثل اشواق كابلي حيث شارع منزل الكائن بالشعبية. فقد كان هو المرحوم ابراهيم بابكر عبدالله رمزا للبهجة والشغب البرئ يضفي على المكان حيوية وعلى الزمان ختم الجمال . معا في المقاعد الأمامية والخلفية كنا نجوما في سماء فصولنا الابتدائيه..كان كواكبه المنيرة وشهبه الراصدة معلماتنا ومعلمينا الذين احترقوا كالشمع وكانوا مصابيح انارت ومازالوا ينيروا لنا الطرقات التي نسير فيها.
٢-
انتقلنا في العام ١٩٨٩ مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في أيدها جواز للسفر من غصن الي الى غصن لدوحة وكعبة العلم المفيد . مدرسة الخرطوم بحري الاهلية المتوسطة بنين ، وتنقلنا في ############اتها وساحاتها وانهرها من فصل دراسي لآخر . وتمدد السكن أفقيا لقاطني كنبات ورا عنه في المدرسة الابتدائية فصار سمارها وعمارها من عموم الخرطوم بحري وشرق النيل واذادوا ايقاع وشقاوة ونداوة وسحرا .حيث بدأت لمعظمهم فترة المراهقة حيث الانتقال من فترة احلام الطفولة الى حالمية فترة الصبا وتقلبات امزجتها وتنوعها وتنقل الفؤاد فيها ماء شاء من الهوى البرئ الذي كنا نظن أنه الغرام والحب ولم يكن سوى نوع من أنواع الوهم الحلو واللهو البرئ. كان قاطني الصفوف الخلفية بالصف الأول ابوعنجة جناحين الاول بقيادة مايسترو الشغب المرحوم ابراهيم بابكر ومعه المعلم خليفة الطيب واركان حربهم الاشاوس خالد محجوب ابو شنب وسامح الشيخ وحامدين سعيد وعامر فتح الرحمن والمرحوم خالد ميرغني وملك الكرة الطائرة اشرف هاشم وكان بالطرف الآخر سحرة الشغب والطرب خالد رستم وعمر مسيك وسيد صادق واحمد الارباب وابراهيم عبدلله كان الانس حاضرا والشغب في ركن فصلنا الركين بجانب شباكنا شباك السعادة وقهوة السعادة هكذا كنا نعلق عليه ورقة بالخط العريض، كان كيس السعوط متداولا بيننا من تحت الطاولات يمر مرورا بدون ضوضاء كقط يطأ الثرى بحنية اس يداوي عليلا لم يكن التمباك كيفا بل كان اعتقادا موروثا شعبيا خاطئا في الظن أنه مكملا للرجولة كذلك كان البرنجي والروثمان والقولدين ليف والبحاري رغما عن ازمته وندرته إلا أنه كان يجد الطريق الينا.
انتقلنا للصف الثاني ابوبكر حيث جاء للسياسة السودانية قدرها المهين الذي رمانا في غدر الزمن والضياع الى يومنا هذا حيث جاءت فرتاق حافل السودان الذي أسماه مرتكبي ذنبه الإنقاذ الوطني وأيضاً صادف تفرق شمل فصلنا ابوعنجة و شلة انسه بين الفصول لانه كان فصلا وحيدا ولم يكن نهر من أنهر المدرسة فقضت الإدارة بإجراء قرعة لتوزيعنا بين أنهر المدرسة الثلاثة ، لكن برغم ذلك وجدنا اشاوس جدد معنا منهم الزملاء هيثم الفاضل وعبدالله ياريت وطارق عبد الهادي وهيثم مهدي وساحر ومطرب ميادين السودان لاحقا هيثم مصطفى والفتى الذهبي حسن متولي ومحمد فضل المولى دارقيل ومنيب عبد الكريم وعمار محمد يوسف ومجدي يعقوب وهيثم نبيل وخليفة متولي بابكر ادم كان سعدي في ذلك الوقت دائماً ما يوقعني مع رفيقي المرحوم ابراهيم بابكر الذي واصلنا معا في نفس الفصل لكنا فقدنا نصفنا الآخر خليفة الطيب الذي أوقعته القرعة التوزيع في نهر عمر والمرحوم الفذ الفلتة خالد ميرغني في نهر عثمان وهو الذي ابى القدر أن يكتفي بتفريقنا من فصول الدراسة بل شاءت مشيئة الله أن تأخذه الى الرفيق الأعلى مبكيا من أهله وأصدقائه على شبابه ومواهبه المتعددة فقد كان اربعتنا بمثابة الاضلاع لمربع ذهبي متجانس ، وبعده بعام كانت ثالثة الاثافي لهذا المربع عندما جاني الخبر وجاني البلا بفقد مبرح لرفيقي رفيق الجلال صديقي الثائر الناير ناثر المرح والفرح الذي متى حل بمكان كان اهلا به وسهلا ابراهيم بابكر . انتقلنا للصف الثالث متعمقين في اصدق محبة قلبية لمعلمينا وزملاءنا من فصلنا ومن الفصلين الآخرين عثمان وعمر العامرين والسامرين بكنبات قدام وناس كنبة ورا هم ايضا في ربيع الحب كانوا وكنا ولكن لم يضيع الامس منا بل صار لنا حلم بكرة الاجمل .
٣-
في العام ١٩٩٢ كان لقاءنا مع الحبيب المنتظر أيقونة المدارس الثانوية واحد قلاع المدارس الثانوية بالسودان مدرسة الخرطوم بحري الثانوية بنين ، بعد أن حرمنا من متعة أن ندخلها بفرحة ارتداء البنطلون ، بعد أن أصدرت نذير الشؤم ربيبة الفكر الداعشي الاخونجي حكومة الإنقاذ الأمر بحجاب كل شعب السودان نساء ورجال صبية وصبايا ، فكان أن صدر ونحن في الصف الثالث المتوسط منتصف ١٩٩١ قرار بارتداء البنطلون بدلا عن الشورت أو الرداء لكل المراحل الدراسية للبنين وكذلك الطرحة لنظيرتها من المراحل الدراسية للبنات ، كان قرارا يشبه قصر قاماتهم وعقولهم المحجوب عنها النور ،فقد كانوا لا يشبهون هذي البلاد التي سعوا لتدميرها الممنهج.
عموما ما خفف عنا اننا كنا اخر دفع المدارس الثانوية التي ارتدت القميص الابيض والبنطلون البني ولم ترتدي ذلك اللبس المبرقع المموه الذي صار لاحقا عام ١٩٩٤ وبقرار من معاتيه السياسة السودانية ايضا زيا حربيا عسكريا حولوا به المدارس الثانوية بنين وبنات الى ثكنات عسكرية .
كانت أجواء كنبات وراء في الفصل الاول الدراسي لنا وهو الفصل الاول ابوبكر أجواء عامرة بعنفوان وفتوة تلك المرحله من العمر حيث التقينا بزملاء وأصدقاء ما زالوا لنا مخلصين ونحن لهم كذلك لم نتزحزح عن ذلك ، قيد انملة فكان اللقاء الأول برفيق الدرب والمسافات الفتى الذري محمد عبد الوهاب حمدان (للي) ، ورمز الجمال فاروق عبدالله بخيت وفتى الفصل والسودان الذهبي ونجمه المدلل هيثم مصطفى كرار ، وموحي البهجات والمرح المرحوم سامر اسماعيل نمر ، والهادي كما الانسام هيثم عبد الكريم ، ويا بلال زورني مرة أنا يا حنان زوروني مرة أنه الأنيق سامر عمر امين ومن جيل البطولات والتضحيات التقينا لؤي محمد الحسن وعبد الله ميرغني الجزار واحمد عبد الفتاح وكان هناك جالسا بهدوئه المعتاد صديق ادم وبجانبه طلال جلال بلة ومن بعيد ايضا تراه جالسا بضحكته المعهودة مدثر جاسوس ، قبالته يجلس الصخب والمرح والطرب الذي يحل دائما اين ما وجد امجد محمد الحسن .
انتقلنا بنفس بنياننا المرصوص هذا إلى الصف الثاني نمر في أجواء من الشقاوة والنداوة والمواقف المضحكة والمحرجة المخلوطة ببهجة تلك الأيام ومرحها وتهورها ، حتى جاءنا فجأة العام ١٩٩٥ وانتقلنا للصف الثالث الثانوي وتفرق حافلنا وحابلنا ونابلنا ما بين الفصول الادبية والعلمية ، كان فصلنا الجديد صلاح الدين حيث التقينا بزملاء ودفعتنا التي ضمانا معهم في بحري الثانوية ساحاتها الأدبية والرياضية والثقافية والسياسية ، لكن هذه المرة ضمانا معهم الفصل الدراسي فكان أن انضم الينا التجاني جيمس كيلا وسموال هميمي ، وأبوبكر عيسى موسى الشهير بالدهنون ومعه رفيقه من الجريف شرق ايضا زاهي الدين ، وانضم الينا ايضا جار المدرسة صديقنا هاني خليل ، ومرت الايام ومرت ومر معاها نعيم إلا أن طعمها الذي يماثل طعم القبل مازال يلثم خد الذاكرة ويطلع أثره عليها .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Samih Elsheikh
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست