قصة حب ووفاء بين أمل دنقل وعبلة الرويني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 11:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2018, 07:28 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة حب ووفاء بين أمل دنقل وعبلة الرويني

    06:28 AM January, 03 2018 سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    قصة حب ووفاء بين أمل دنقل وعبلة الرويني:

    ‏( ابتعدي عني فلن أتزوجك) أمل دنقل..هي كلمات جارحة لكنها أيضا أفضت ‏للزواج.‏رحم الله أمل..

    من يقرأ شعر أمل و قصة مرضه كأنه يسير في طريق مملوء ‏بقطع الزجاج و يتربص به المنون في كل خطوة. تعرفت على أمل في بداية ‏الثمانينات و قرأت له (أوراق الغرفة 48)

    و هي الغرفة التي كان يرقد فيها خلال ‏رحلة مرضه بالسرطان..‏ما لم يذكره الكتاب و من تناولوا سيرته أنه كان تحت وسادته ديوان محمد المكي ‏ابراهيم( كما ذكرت رفيقة دربه عبلة الرويني) ...

    .بل و استخدم أمل دنقل .........تعبيرا لمحمد المكي ‏ابراهيم في إحدى قصائده و لكنه لم يشير إلى ذلك..و التعبير المقتبس هو ( و ‏تدلّت الورود كالمظليين) ..

    .‏المهم ما جعلني اكتب هذه المقدمة هي مقالة حزينة بعنوان: (ما يشتهيه الجنوبي)‏بقلم : سيونارا عادل طموم:

    التي تعمل أستاذة للغة العربية لغير الناطقين بها بجامعة ‏ماونت هوليوك في أمريكا..‏بالطبع الجنوبي هو أمل دنقل كما كان يسمي نفسه لأنه من أقاصي الصعيد.أو ‏الصعيدالجواني كما يطلقون عليه..‏

    (عدل بواسطة محمد عبد الله الحسين on 01-03-2018, 10:23 AM)





















                  

01-03-2018, 07:38 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( ابتعدي عني فلن أتزوجك) أمل دنقل..هي كلمات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أبدع الشاعر اليمني الكبير عبد العزيز المقالح في كتابة المقدمة لكتاب "الجنوبي"
    في نظري مقدمة اي كتاب هي التي تشدك لقراءته خاصة لما تكون مبذولة من كاتب كبير
    اعتقد هذا الكتاب كان من اهم إصدارات تلك الفترة لانه تناول سيرة شاعر عظيم لن تنجب مصر مثله إلى يوم يبعثون
    من المفارقات ان عبلة كانت في مهمة صحفية لعمل لقاء مع دنقل فوقعت في حبه
    مشكور على هذه الاضاءة يا حبيب
                  

01-03-2018, 07:48 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( ابتعدي عني فلن أتزوجك) أمل دنقل..هي كلمات (Re: حيدر حسن ميرغني)

    شكرا الأخ حيدر على المعلومة...

    فعلا شعره بالرغم من بساطته لكنك تشعر به مباشر و حاد كنصل السكين....

    طبعا عُرِف عنه حِدةً في المزاج و عصبية واضحة.. لذلك دخل في خصومات عديدة لحِدّته و لعدم معرفته للنفاق و المجاملة..

    و كما ذكرت المقالة كان مدخل عبلة الرويني للتعرف به مقابلة صحفية...و كانت كلماته حادة منذ البداية: ما معناه ابتعدي عني..لا تنتظريني أن أتزوجك..

    طبعا كلمات جارحة و مغضبة و مهينة لكرامة أي إنسان فما بالك إذا كانت أنثى.

    مع تحياتي

                  

01-03-2018, 07:52 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( ابتعدي عني فلن أتزوجك) أمل دنقل..هي كلمات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    ما يشتهيه الجنوبي


    سيونارا عادل طموم

    تم النشر: 11:34 02/01/2018 AST تم التحديث: 19:13 02/01/2018 AST

    كنت في السادسة عشرة من عمري أدرس في بريطانيا وأعمل في إجازاتي الصيفية بمصر خلف مكتب استقبال في فندق شهير في ورديات تمتد لثماني ساعات يقتلني فيها الملل والابتسامات المصطنعة، وكان في الفندق مكتبة صغيرة تحمل بعض الكتب العربية التي كنت أنتقي منها كتاباً كل فترة كي أقرأه بعد ذهابي إلى البيت، وحيث إنني كنت متيمة بالأدب والشعر العربي.

    وقع في يدي الديوان الكامل لأشعار أمل دنقل، ورغم أنني استغربت الاسم وقتها فإنني فور النظر بين طيات الكتاب، استوقفتني الكلمات التي تخللت كياني فجأة وبقوة حتى إنني بعد شرائه مباشرة لم أنتظر حتى أنتهي من ورديتي لقراءته، بل شرعت فوراً في القراءة بنهم وتركيز بالغين حتى إنه لم يكن يشتتني عن القراءة إلا نزلاء الفندق الذين يترددون على مكتب الاستقبال كل فينة وأخرى.. كانت هذه الأعمال الكاملة في الكتاب الذي لا يفارقني ولم يفارقني منذ اشتريته.. وأتذكر جيداً بكائي أثناء قراءة "أوراق الغرفة رقم ٨".. آخر ما كتبه دنقل!

    ولأنني كنت أعيش تجربة نفسية رائعة مع دواوين دنقل، كان من الطبيعي أن أبحث عما كُتب عنه فكان ثاني كتاب أحصل عليه من نفس المكتبة هو كتاب "الجنوبي" لعبلة الرويني، أرملة دنقل الحاضر الغائب.

    وبينما تخجل الكاتبة من وصف نفسها بمحاسن عزت وجودها في كل الأزمنة، فهي الزوجة الصديقة التي قضت أغلب سنوات زيجتها تنتقل من شقة مفروشة لأخرى إلى أن انتهت بإقامة جبرية بالمستشفى ترافق زوجاً يحتضر، لم يكن من الصعب التكهن بما يدور بخلد دنقل عبر الأحداث التي تسرد بالكتاب وكأنها مرئية.. فهو الجنوبي الذي لا يطمئن إلى اثنين: البحر والمرأة الكاذبة!

    دنقل الذي كان عازفاً عن الزواج عندما قابلها ككاتبة صغيرة في كافيه "ريش" تريد الكتابة عنه، دار بينهما حوار أشبه بالـ (غلاسة) انتهى بقول دنقل: "لا تخشيني..فأنا لن أتزوجك"، ورغم أن الرويني كانت غضة صغيرة فإن الأنثى في داخلها ذهبت إلى بيتها تتظلل بتساؤل حائر لم ينتهِ إلا بدنقل وهو يبيع قطعة أرض عزيزة عليه حتى يستطيع أن يتزوج الرويني.. فكيف لنا ألا ندرك أن الجنوبي اطمأن لها؟

    الرويني، هذه الشخصية الهادئة الخجولة الأنثوية في كل خلجاتها.. التي لم تكن تحب التردد على المقاهي إلا وهي بصحبة دنقل إرضاء له لم تتردد أن تواري نفسها في كتاب كتبته هي عن زوج راحل.. لا يُظهر للقارئ منها إلا ظلالاً من وفاء ونبل صاحب قرينها إلى المستشفى دون كلل أو ملل ثلاث سنوات كاملة.. هي تقريباً عمر الزيجة نفسها التي لم تدم سوى أربع سنوات.

    فبعد مقدمة تتسم بمعالم الفلاش باك، تأخذنا الرويني إلى دهاليز شخصية دنقل، وشخصيتها أيضاً، من خلال كتابات تبادلاها حتى ندرك أن شخصية دنقل التي حاول أن يغلفها بعدم الاكتراث في بداية لقائهما سرعان ما تكشفت عن إنسان بالغ الحساسية لم يستطِع التعبير عن مشاعره الفياضة إليها وهو الشاعر المتمكن من مفردات الحب، فراح يكتب إليها نثراً لم يكن مغرماً به!

    أما الرويني نفسها فتتكشف إلينا عبر كلمات دنقل فيها وهو يصفها قائلاً: "أيتها الفتاة البرية التي تكسو وجهها بمسحة الهدوء المنزلي الأليف".

    وفي محاولة ناجحة لتلمس أغوار القارئ المحتمل لهذا الكتاب، تربط الرويني بين دنقل ومفهومه عن الصداقة الذي أكسبته له مرارة الأيام وبين النفس البشرية التي إذا ما ضعفت فر منها الناس، ونعرف حينها ماذا كان يقصد دنقل ببيتين طالما دارا بخلدي:

    رفسة من فرس
    تركت في جبيني شجا
    وعلمت القلب أن يحترس

    وتدفعنا الرويني دفعاً إلى حب دنقل..فلا نستطيع إلا أن نراه بعينيها فيبدو لنا جميلاً.. نقياً.. صادقاً.. وتتضاءل أمام نظرتها كل الدعاوى التي كان تقام ضد دنقل من كونه مريضاً بالكبرياء.. قاسياً.. حاداً.. لكننا لا نصدق تلك الدعاوى عندما نعلم ما عاناه من ظلم الأقربين الذي ترك في قلبه نزفاً لا يطيب.

    وتتمادى الرويني فتكشف لنا الكثير عن نفسها، ربما أكثر قليلاً مما تكشف لنا عن دنقل نفسه؛ ليتضح للقارئ أن "الجنوبي" ليس في واقع الأمر كتاباً عن دنقل وحده إنما عن كليهما معاً فيسيرة ذاتية تحتمل الكثير من الخصوصية بين شاعر وصحفية ثم بين صديق وصديقته ثم بين زوج وزوجته إلى أن نصل إلى دور الأرملة التي قامت به الرويني وحدها دون البطل! هي الزوجة التي لم نستطِع أن تكون الزوجة/الأم أو حتى الزوجة/الزوجة كما كانت ترغب واستحوذت من قلبه على لقب طفلته المستحيلة، على حد تعبيره، مما أوجد نوعاً من الاختلاف النفسي بينهما أظنها عانت منه.

    تذكرنا الرويني غير ذات مرة بعبارة شهيرة لدنقل: الناس تفر دائماً من السفن الغارقة..فندرك معنى إنسانياً دفيناً يلمسنا جميعاً بشكل موجع.. يضغط على أوتار علاقتنا بمن حولنا فتتكشف حقائق الذين تركونا بمنتصف العاصفة ونلتمس لدنقل العذر فيما كان يبدو عليه من تجهم وحدة أمام الناس.

    ويداهم السرطان دنقل فلا يكف عن الكتابة ولا يكف عن التدخين.. الذي يجد فيه متعته الوحيدة، كما تخبرنا الرويني..وسرعان ما يتسلل الخوف إلى قلب لا يعرفه فينطق دنقل بالشهادة قبل دخوله إلى غرفة العمليات.. ويبدأ سرد الرويني من هذه النقطة بخلق غصة ألم في الحلق لدى القارئ فيشعر بعذاب امرأة يموت عنها حبيبها من خلال مشاهد قاسية التصور لمرض يغتال الشاعر شيئاً فشيئاً.. وكانت الرويني على حق، فإن السموم المسماة دواء هي المسؤولة الوحيدة عن قتله، وليس السرطان.

    تنقلنا الرويني من مشهد مؤلم مبكٍ لآخر أكثر إيلاماً وبكاءً ولا نملك إلا أن نستسلم لها ومعها.. ونمد أيدينا نحن أيضا فنساعد دنقل على نزع حقنة الجلوكوز حتى يذهب في غيبوبة الذي لا يعود!

    بعد قراءة الجنوبي، ذهبت إلى أمي أحدثها عنه وكأنني اكتشفت شيئاً جديداً.. فكانت أمي تعرف الرويني جيداً وكانت تعرف دنقل.. قالت لي أمي: مات دنقل فكتبت الرويني عنه فكان "الجنوبي" السبب في بقائهما معاً.. كان لا بد لي أن أقابل هذه السيدة المتميزة التي قرأت لها وقرأت عنها في "سفر أمل دنقل" أيضاً.

    اتصلت بجريدة أخبار الأدب وأنا في أوائل العشرينات وبرهبة كبيرة سألت عنها وعرفت طريق مكتبها فذهبت لزيارتها.. كنت وقتها أكتب في مجلة تصدر باللغة الإنكليزية وكنت قد قررت أن أكتب عن دنقل وكانت هذه فرصتي في أن أقابل الرويني وهناك هذا السبب.. استقبلتني في مكتبها بأخبار الأدب بحفاوة وكأنها تعرفني من قبل.. كانت هناك ابتسامة كبيرة على وجهها وكنت كمن رآها من قبل خلف سطورها في "الجنوبي."..سألتها عن دنقل وسألتها عن "الجنوبي".. ثم سألتها سؤالاً طالما دار بمخيلتي: ماذا كتب عنها دنقل في أشعاره..كانت تبتسم عندما قالت لي إنه أشار يوماً ما إلى آخر بيتين في قصيدة "مقابلة خاصة مع ابن نوح" وقال لها إنهما لها:

    بعد أن قال "لا" للسفينة
    وأحب الوطن

    كم تمنيت أن يطول اللقاء، ولكن ما ذهبت إليه كان قد تحقق ولم أجد عذراً آخر كي أتقرب إليها بكل أسف، لكن القدر كان قد خبأ لي شيئاً معها.

    في اليوم التالي.. وجدت أكثر من خمسين مكالمة من الرويني على تليفوني، كنت في الأوبرا وفقدت محفظتي هناك وكان ممن وجدها أن يبحث فيها فيجد بطاقة الرويني فيتصل بها وتعرف أنها لي فتتصل بي بنفسها كي تخبرني بمكان المحفظة، وكان هذا بداية صداقة وطيدة بيننا تشرفت فيها بمعرفة الرويني أكثر والكتابة في صفحة "شرق وغرب" بأخبار الأدب بسببها وزيارة منزلها الذي اعتقدت أنني سأجد صور دنقل تملؤه، إلا أنني تيقنت أن دنقل في قلب الرويني وليس بالضرورة على الحوائط الصماء.

    تجاوزت الأربعين لكني لم أتوقف عن قراءة "الجنوبي"، فأدرك بالعمر ما لم أستطِع إدراكه سابقاً، وأفهم ماذا كان يقصد دنقل عندما كان يشتهي الحقيقة والأوجه الغائبة!

    ملحوظة:
                  

01-03-2018, 09:11 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 24694

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( ابتعدي عني فلن أتزوجك) أمل دنقل..هي كلمات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مقال مليان مكتوب بمحبة باذخة جدا للراحل دنقل ولسيرته العبقرية
    صدق أمير القصة القصيرة الراحل يوسف ادريس حين كتب عنه بعد وفاته
    «لن أطلب منكم الوقوف حداداً فنحن إذا وقفنا حداداً، سيكون الحداد على العصر الذي سيمضي، حتى يشب فيه رجال لهم شيم الرجال، الذين كان يراهم أمل دنقل، وشرف ونبل وإنسانية وشجاعة ورقة الرجال، الذين استشهد أمل دنقل وهو يراهم، هم البشر، ويحلم برؤيتهم».
    -
    انا مجنون يا محمد بسيرة دنقل واشعاره وجرأته
    يكفيه فخرا انه ناظم (لا تصالح) التي اعتبرها النقاد مانفيستو الرفض الشعبي العارم ضد سلام السادات مع اسرائيل
                  

01-03-2018, 10:16 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( ابتعدي عني فلن أتزوجك) أمل دنقل..هي كلمات (Re: حيدر حسن ميرغني)

    لا تصالح




    (1 )

    لا تصالحْ!

    ..ولو منحوك الذهب

    أترى حين أفقأ عينيك

    ثم أثبت جوهرتين مكانهما..

    هل ترى..؟

    هي أشياء لا تشترى..:

    ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،

    حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،

    هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،

    الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..

    وكأنكما

    ما تزالان طفلين!

    تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:

    أنَّ سيفانِ سيفَكَ..

    صوتانِ صوتَكَ

    أنك إن متَّ:

    للبيت ربٌّ

    وللطفل أبْ

    هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟

    أتنسى ردائي الملطَّخَ ..

    تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟

    إنها الحربُ!

    قد تثقل القلبَ..

    لكن خلفك عار العرب

    لا تصالحْ..

    ولا تتوخَّ الهرب!

    (2)

    لا تصالح على الدم.. حتى بدم!

    لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ

    أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟

    أقلب الغريب كقلب أخيك؟!

    أعيناه عينا أخيك؟!

    وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك

    بيدٍ سيفها أثْكَلك؟

    سيقولون:

    جئناك كي تحقن الدم..

    جئناك. كن -يا أمير- الحكم

    سيقولون:

    ها نحن أبناء عم.

    قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك

    واغرس السيفَ في جبهة الصحراء

    إلى أن يجيب العدم

    إنني كنت لك

    فارسًا،

    وأخًا،

    وأبًا،

    ومَلِك!

    (3)

    لا تصالح ..

    ولو حرمتك الرقاد

    صرخاتُ الندامة

    وتذكَّر..

    (إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)

    أن بنتَ أخيك "اليمامة"

    زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-

    بثياب الحداد

    كنتُ، إن عدتُ:

    تعدو على دَرَجِ القصر،

    تمسك ساقيَّ عند نزولي..

    فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-

    فوق ظهر الجواد

    ها هي الآن.. صامتةٌ

    حرمتها يدُ الغدر:

    من كلمات أبيها،

    ارتداءِ الثياب الجديدةِ

    من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!

    من أبٍ يتبسَّم في عرسها..

    وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..

    وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،

    لينالوا الهدايا..

    ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)

    ويشدُّوا العمامة..

    لا تصالح!

    فما ذنب تلك اليمامة

    لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،

    وهي تجلس فوق الرماد؟!

    (4)

    لا تصالح

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟

    وكيف تصير المليكَ..

    على أوجهِ البهجة المستعارة؟

    كيف تنظر في يد من صافحوك..

    فلا تبصر الدم..

    في كل كف؟

    إن سهمًا أتاني من الخلف..

    سوف يجيئك من ألف خلف

    فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة

    لا تصالح،

    ولو توَّجوك بتاج الإمارة

    إن عرشَك: سيفٌ

    وسيفك: زيفٌ

    إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف

    واستطبت- الترف

    (5)

    لا تصالح

    ولو قال من مال عند الصدامْ

    ".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."

    عندما يملأ الحق قلبك:

    تندلع النار إن تتنفَّسْ

    ولسانُ الخيانة يخرس

    لا تصالح

    ولو قيل ما قيل من كلمات السلام

    كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟

    كيف تنظر في عيني امرأة..

    أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟

    كيف تصبح فارسها في الغرام؟

    كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام

    -كيف تحلم أو تتغنى بمستقبلٍ لغلام

    وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟

    لا تصالح

    ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام

    وارْوِ قلبك بالدم..

    واروِ التراب المقدَّس..

    واروِ أسلافَكَ الراقدين..

    إلى أن تردَّ عليك العظام!

    (6)

    لا تصالح

    ولو ناشدتك القبيلة

    باسم حزن "الجليلة"

    أن تسوق الدهاءَ

    وتُبدي -لمن قصدوك- القبول

    سيقولون:

    ها أنت تطلب ثأرًا يطول

    فخذ -الآن- ما تستطيع:

    قليلاً من الحق..

    في هذه السنوات القليلة

    إنه ليس ثأرك وحدك،

    لكنه ثأر جيلٍ فجيل

    وغدًا..

    سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،

    يوقد النار شاملةً،

    يطلب الثأرَ،

    يستولد الحقَّ،

    من أَضْلُع المستحيل

    لا تصالح

    ولو قيل إن التصالح حيلة

    إنه الثأرُ

    تبهتُ شعلته في الضلوع..

    إذا ما توالت عليها الفصول..

    ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)

    فوق الجباهِ الذليلة!

    (7)

    لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم

    ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..

    كنت أغفر لو أنني متُّ..

    ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.

    لم أكن غازيًا،

    لم أكن أتسلل قرب مضاربهم

    أو أحوم وراء التخوم

    لم أمد يدًا لثمار الكروم

    أرض بستانِهم لم أطأ

    لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!

    كان يمشي معي..

    ثم صافحني..

    ثم سار قليلاً

    ولكنه في الغصون اختبأ!

    فجأةً:

    ثقبتني قشعريرة بين ضلعين..

    واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!

    وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ

    فرأيتُ: ابن عمي الزنيم

    واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم

    لم يكن في يدي حربةٌ

    أو سلاح قديم،

    لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

    (8)

    لا تصالحُ..

    إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:

    النجوم.. لميقاتها

    والطيور.. لأصواتها

    والرمال.. لذراتها

    والقتيل لطفلته الناظرة

    كل شيء تحطم في لحظة عابرة:

    الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ

    وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة

    كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة

    والذي اغتالني: ليس ربًا..

    ليقتلني بمشيئته

    ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته

    ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة

    لا تصالحْ

    فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..

    (في شرف القلب)

    لا تُنتقَصْ

    والذي اغتالني مَحضُ لصْ

    سرق الأرض من بين عينيَّ

    والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

    (9)

    لا تصالح

    ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخ

    والرجال التي ملأتها الشروخ

    هؤلاء الذين يحبون طعم الثريد وامتطاء العبيد

    هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم

    وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخ

    لا تصالح

    فليس سوى أن تريد

    أنت فارسُ هذا الزمان الوحيد

    وسواك.. المسوخ!

    (10)

    لا تصالحْ

    لا تصالحْ

    مهداة لك أخ حيدر
                  

01-03-2018, 11:31 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10772

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ( ابتعدي عني فلن أتزوجك) أمل دنقل..هي كلمات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    هذه بعض من قصائد الشاعر أمل دنقل

    قصيدة حمامة

    حمامة
    حين سَرَتْ في الشارعِ الضَّوضاءْ
    واندفَعَتْ سيارةٌ مَجنونةُ السَّائقْ
    تطلقُ صوتَ بُوقِها الزاعقْ
    في كبدِ الأَشياءْ:
    تَفَزَّعَتْ حمامةٌ بيضاءْ
    (كانت على تمثالِ نهضةِ مصرْ..
    تَحْلُمُ في استِرخاءْ)
    طارتْ, وحطَّتْ فوقَ قُبَّةِ الجامعةِ النُّحاسْ
    لاهثةً, تلتقط الأَنفاسْ
    وفجأةً: دندنتِ الساعه ودقتِ الأجراسْ
    فحلَّقتْ في الأُفْقِ.. مُرتاعهْ!
    أيتُها الحمامةُ التي استقرَّتْ
    فوقَ رأسِ الجسرْ
    (وعندما أدارَ شُرطيُّ المرورِ يَدَهُ..
    ظنتُه ناطوراً.. يصدُّ الطَّيرْ
    فامتَلأتْ رعباً!)
    أيتها الحمامةُ التَّعبى:
    دُوري على قِبابِ هذه المدينةِ الحزينهْ
    وأنشِدي للموتِ فيها.. والأسى.. والذُّعرْ
    حتى نرى عندَ قُدومِ الفجرْ
    جناحَكِ المُلقى..
    على قاعدةِ التّمثالِ في المدينهْ
    .. وتعرفين راحةَ السَّكينهْ!

    قصيدة الطيور

    الطيورُ مُشردةٌ في السَّموات,
    ليسَ لها أن تحطَّ على الأرضِ,
    ليسَ لها غيرَ أن تتقاذفَها فلواتُ الرّياح!
    ربما تتنزلُ..
    كي تَستريحَ دقائقَ..
    فوق النخيلِ – النجيلِ – التماثيلِ –
    أعمِدةِ الكهرباء –
    حوافِ الشبابيكِ والمشربيَّاتِ
    والأَسْطحِ الخرَسانية.
    (اهدأ, ليلتقطَ القلبُ تنهيدةً, والفمُ العذبُ تغريدةً
    والقطِ الرزق..)
    سُرعانَ ما تتفزّعُ..
    من نقلةِ الرِّجْل,
    من نبلةِ الطّفلِ,
    من ميلةِ الظلُّ عبرَ الحوائط,
    من حَصوات الصَّياح!)
    ***
    الطيورُ معلّقةٌ في السموات
    ما بين أنسجةِ العَنكبوتِ الفَضائيِّ: للريح
    مرشوقةٌ في امتدادِ السِّهام المُضيئةِ
    للشمس,
    (رفرفْ..
    فليسَ أمامَك –
    والبشرُ المستبيحونَ والمستباحونَ: صاحون –
    ليس أمامك غيرُ الفرارْ..
    الفرارُ الذي يتجدّد. كُلَّ صباح!)
    (2)
    والطيورُ التي أقعدتْها مخالَطةُ الناس,
    مرتْ طمأنينةُ العَيشِ فَوقَ مناسِرِها..
    فانتخَتْ,
    وبأعينِها.. فارتخَتْ,
    وارتضتْ أن تُقأقَىَء حولَ الطَّعامِ المتاحْ
    ما الذي يَتَبقى لهَا.. غيرُ سَكينةِ الذَّبح,
    غيرُ انتظارِ النهايه.
    إن اليدَ الآدميةَ.. واهبةَ القمح
    تعرفُ كيفَ تَسنُّ السِّلاح!
    (3)
    الطيورُ.. الطيورْ
    تحتوي الأرضُ جُثمانَها.. في السُّقوطِ الأخيرْ!
    والطُّيُورُ التي لا تَطيرْ..
    طوتِ الريشَ, واستَسلَمتْ
    هل تُرى علِمتْ
    أن عُمرَ الجنَاحِ قصيرٌ.. قصيرْ؟!
    الجناحُ حَياة
    والجناحُ رَدى.
    والجناحُ نجاة.
    والجناحُ.. سُدى!





    قصيدة ماريا

    ماريّا ؛ يا ساقية المشرب
    اللّيلة عيد
    لكنّا نخفي جمرات التنهيد !
    صبى النشوة نخبا .. نخبا
    صبى حبّا
    قد جئنا اللّيلة من أجلك
    لنريح العمر المتشرّد خلف الغيب المهلك
    في ظلّ الأهداب الإغريقيّة !
    ما أحلى استرخاءه حزن في ظلّك
    في ظلّ الهدب الأسود
    ………………. ماذا يا ماريّا ؟
    الناس هنا كالناس هنالك في اليونان
    بسطاء العيشة ، محبوبون
    لا يا ماريّا
    الناس هنا – في المدن الكبرى – ساعات
    لا تتخلّف
    لا تتوقّف
    لا تتصرّف
    آلات ، آلات ، آلات
    كفى يا ماريّا
    نحن نريد حديثا نرشف منه النسيان !
    ……………………..
    ماذا يا سيّدة البهجة ؟
    العام القادم في بيتي زوجة ؟ !
    قد ضاعت يا ماريّا من كنت أودّ
    ماتت في حضن آخر
    لكن ما فائدة الذكرى
    ما جدوى الحزن المقعد
    نحن جميعا نحجب ضوء الشمس و نهرب
    كفى يا ماريّا
    نحن نريد حديثا نرشف منه النسيان
    ………………
    قولي يا ماريّا
    أوما كنت زمانا طفلة
    يلقي الشعر على جبهتها ظلّه
    من أوّل رجل دخل الجنّة واستلقى فوق الشطآن
    علقت في جبهته من ليلك خصله
    فضّ الثغر بأوّل قبله
    أو ما غنّيت لأوّل حبّ
    غنّينا يا ماريّا
    أغنية من سنوات الحبّ العذب

    ضد من

    رقم القصيدة : 392 نوع القصيدة : فصحى ملف صوتي: لا يوجد


    في غُرَفِ العمليات,

    كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,

    لونُ المعاطفِ أبيض,

    تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,

    الملاءاتُ,

    لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,

    قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,

    كوبُ اللَّبن,

    كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.

    كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!

    فلماذا إذا متُّ..

    يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..

    بشاراتِ لونِ الحِدادْ؟

    هل لأنَّ السوادْ..

    هو لونُ النجاة من الموتِ,

    لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,

    ***

    ضِدُّ منْ..؟

    ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ؟!

    ***

    بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..

    الذينَ يرون سريريَ قبرا

    وحياتيَ.. دهرا

    وأرى في العيونِ العَميقةِ

    لونَ الحقيقةِ

    لونَ تُرابِ الوطنْ!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de