في ذمة الله / الشيخ :- صادق عبد الله عبد الماجد...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 10:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2018, 10:30 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ذمة الله / الشيخ :- صادق عبد الله عبد الماجد...

    10:30 PM March, 29 2018

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر


    النيل والصحراء وصادق عبد الله
    نشر بوساطة فتح الرحمن الجعلي في الرأي العام يوم 05 - 04 - 2008 م
    ربما يتردد المرء مرات ومرات وهو يمسك القلم ليكتب عن شخص حي يعيش بيننا، ذلكم أن تربيتنا السودانية التي هي مزيج من الأدب الديني والصفات والمورثات القبلية ترى الحديث عن الرجال ضرباً من النفاق الاجتماعي والتقرب غير المحمود، لكن ذلك الإحساس لا ينتاب من يريد الحديث عن صادق عبد الله عبد الماجد لأسباب عديدة أهمها انه لا يملك ذهب المعز ولا سيفه وانه ليس موضع خلاف.
    لقد ظل شيخ صادق عبد الله منذ فجر ظهوره على الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية والدعوية يمثل الشخصية السمحة التي لا تعرف العداوات ولا تحمل الأحقاد وتدير معاركها مع الآخر بكل لطف وقبول للخلاف وبإحساس عميق يتجلى في ظاهر سلوكه: إحساس الداعية الذي يريد الإصلاح ما استطاع. وصادق عبد الله تتفق معه أو تختلف لا يهم، ولكنك لا تملك إلا أن تحبه وتحترمه وترى فيه شخصية الرجل المحترم.
    وصادق عبد الله حينما تراه ترى الشخص المتواضع في مظهره، العميق في جوهره الذي يعيش بين الناس في أسواقهم ومناسباتهم وندواتهم وصحفهم وإذاعاتهم، ويشكل حضوراً مميزاً في كل مناحي حياتهم رائداً فكرياً وقلماً صحفياً وداعية وأديباً! تجده في أم درمان بالمكتبة في أبسط مظاهر الإنسان المثقف وفي الشارع وهو يقود سيارته البسيطة - غير المظللة - لا تحفه هالة ولا تحيط به أبهة.
    تجده في أي مكان فلا تهابه ولا تتردد في السلام عليه وتقبيل يديه أو يدك التي لامست يديه.
    تجده في دواخلنا وفي صدورنا رمزاً للإنسان العفيف، والمثقف الشفيف والرجل الشريف، والقائد اللطيف، وتجزم - أنه مع حاج محمد ناظر الجعليين - يمثل من قال عنه حمدان: عمدة فائدة حرم بالاسم والمعني
    رحيب الكفة ما بدانيهو حاتم ومعنى
    توب الرحمة فرا وتحتو اتجمعنا
    كلمة سية بي هزار عمرو ما سمعنا واليوم يأتي صادق صادقاً كما عهد، ويقدم للسياسة السودانية وللتاريخ الإسلامي وللتراث العربي مثالاً يحتذى به وموقفاً يحترم، إذ يترجل الرجل عن قيادة جماعة الإخوان المسلمين بالسودان لخلفه البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم ،ثم يتحدث للصحافة عن نزاهة الانتخابات التي (أطاحت) به شخصياً وأتت بخلفه!
    عزيزي القاريء، اقرأ معي ما جاء في (الإنتباهة ) الغراء صبيحة الثلاثاء الأول من أبريل الجاري: (بارك الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد المراقب العام (السابق) للإخوان المسلمين بالسودان، انتخاب الجماعة للدكتور الحبر يوسف نور الدائم ليصبح مراقباً عاما للجماعة بالسودان خلفاً له، وقال شيخ صادق في تصريح ل «الإنتباهة »: إن انتخاب د. الحبر تم وفق أسس انتخابية نزيهة تحققت عبرها كافة السبل الديمقراطية الممكنة في العملية الانتخابية، وأضاف الصادق أن نتيجة الانتخابات جاءت مرضية لكافة أفراد الجماعة عبر انتخاب طيب ومبارك، مؤكداً دعمه الكامل لدكتور الحبر نور الدائم ومباركته التامة لانتخاب الأخوان له). والانتخابات الحزبية في دنيانا الشرقية إلا دنيا صادق، مطعون في نتائجها مغضوب عليها وأهلها الضالون. والانتخابات الحزبية في عالمنا الشرقي إلا عالم صادق، كل على مولاها أينما يوجهه لا يأتي بخير،وكل زعيم حزبي عندنا سقط في الانتخابات (سقط) مرتين مرة من جوف الصندوق وأخرى من على عتبة الأخلاق والقيم إذ سرعان ما يبادر بالطعن في النتيجة وإن كانت عادلة.
    لكن صادق يجدد موقف سيدنا الحسن بن على رضى الله عنه وأرضاه الذي تنازل طائعا مختاراً عن رئاسة الدولة الإسلامية العظمى لسيدنا معاوية رضى الله عنه.
    لو كان كل زعيم يقضي فترته في قيادة حزبه ثم يتنازل عن الزعامة لآخر لتجددت دماء السياسة في السودان ولأصبحت الحياة السياسية عندنا شابة فتية، ولكن الزعيم عندنا يقود حتى يرد إلى أرذل العمر حتى لا يعلم من بعد علم شيئاً ثم يحكم قبره من بعده.
    لقد أفلسنا - نحن معشر السودانيين - في صناعة سياسية زعامية ترضينا ولو كان الرضا المتواضع الذي غمرنا به السيد بنسون وشريكه السيد هدجست في صندوق السجائر المكتوب عليه (صنع خصيصاً للسودان)!
    عجزنا وإن كنا أهلاً للتميز وصنع الحياة، ولكن رضينا أن نكون انصافاً:
    أنصاف مثقفين، وإنصاف ساسة، وأنصاف منتجين، وأنصافاً في كل شيء، ولذا فإن التميز الذي نراه في ناحية يستحق أن نخلده في حياتنا، ومن ذلك موقف صادق عبد الله ،وشخصية صادق عبد الله، ونهج صادق عبد الله.
    إن شيخ صادق - حياه الله - شخصية تستحق أن يكتب عنها الناس دون تحفظ فهو سوداني أصيل لا خلاف حوله وشخصية إسلامية معتدلة لا اختلاف عليها.
    أستاذنا صادق عبد الله ليتك عكفت على كتابة حياتك بكل تفاصيلها وجعلتها محور شهادتك على العصر، وأنت - سيدي - تعلم أن مثل هذه الكتابات لا تنقص من زهد الزاهدين ولا من أدب المتأدبين فالحكاية فن جميل، والتوثيق علم أصيل، وأنت -يا شيخنا- تحمل كل روعة تستحق التسجيل فهلا جلست وكتبت فهذه ذخيرة مهمة ستكون لك صدقة جارية ولنا علماً ننتفع به !
    لا تكتم الشهادة.. أعني شهادتك عن نفسك، فكتمان شهادة الخير مثل كتمان شهادة الشر ،فكلها شهادة وكله كتمان، لقد أمرنا بالعدل ولو على أنفسنا ومن الظلم ألا يكتب صادق الصادق عن نفسه فهذا ظلم لها ولنا.
    استحلفك بالله أن تكتب فأنت فينا الشيخ والأديب والداعية والحبيب أنت- يا شيخنا- من رموزنا التي نعتز بها، تماماً كالنيل والصحراء.
    https:/ //http://http://www.sudaress.com/rayaam/8898www.sudaress.com/rayaam/8898




















                  

03-29-2018, 10:32 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذمة الله / الشيخ :- صادق عبد الله عبد الم� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-29-2018, 10:34 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذمة الله / الشيخ :- صادق عبد الله عبد الم� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  

03-29-2018, 11:19 PM

احمد حمودى
<aاحمد حمودى
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 4364

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذمة الله / الشيخ :- صادق عبد الله عبد الم� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

    له الرحمة والمغفرة وصادق العزاء لاهله
                  

04-02-2018, 07:28 PM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذمة الله / الشيخ :- صادق عبد الله عبد الم� (Re: احمد حمودى)


    ⭕ *الطريق الثالث*

    ✏ *بكري المدنى*

    *ومات صادق!!*

    * واحد من قلائل كان من الممكن ان تلجأ إليهم عندما تضيق عليك الحياة ويضايقك الناس هو شيخ صادق عبدالله عبدالماجد
    * اول ما تجلس إليه ان كان اللقاء الأول يحاول التجسير معك بالأسئلة الخفيفة عن الأهل والبلد والعمل وهو يبحث عن نقطة مشتركة بينكما انى ظفر بها اخذها واذاب بها ما يقوم بينكما من فوارق في كل شيء
    *كانت زيارات الذين يعرفونه إليه عبارة عن عمرة مجازية تتطهر بها النفوس من درن الحياة وهى تنظر للمثال وتدرس الحال وترجو لنفسها ذات المآل
    * كان شيخ صادق يرحمه الله رجلا إنسانا مختلفا في كل شيء من المظهر إلى المخبر وكأن الرجل كتلة من النور تتحرك حتى تحسبه من قرب انه روح بلا بدن
    * قليل جدا من الناس يعرف ان شيخ صادق ولد في سبعة أشهر وعاش بأسنان اللبن حتى الممات وقد جاوز التسعين!
    *نميرى الذي قتل وسحل وضرب وسجن ما اعتذر عن شيء ولا اعتذر لشخص في حياته وطلب منه الصفح سوى شيخ صادق عبدالماجد !
    * كان يكتب (ما قل ودل)فيدل بالقول للفعل الصحيح وكان يتحدث همسا فيترك أثرا بالكلمات الخفيضة ما لا يحدثه الضجيج
    * كان كل شخص في ذات الوقت - كاتبا ومتحدثا ومفاوضا وشاعرا ومقاتلا وقائدا وتابعا في الحق
    * قدمت إليه مرة ملاحظة على تواضع حاله في المركب والمسكن فقال لي ان مسؤولا كبيرا عرض عليه عضوية مجلس سودانير فرد عليه (انا طول عمري ساعى للجنة بكرعي عايز تودينى النار بطيارة!)
    * طلب منى شباب حركة تصحيح المسار الإسلامى (حتم)بعيد منتصف التسعينات ان أرتب لهم لقاء معه فكان ان خرجوا من عنده وهم يتحدثون عن مسار جديد وقصير ومستقيم يصل الدنيا بالآخرة مباشرة!
    *رحم الله شيخ صادق عبدالماجد الذي أحسن عبدالماجد عبدالحميد نعيه بالقول (مات رجلا لم يشبع حتى من الحلال)!
                  

04-03-2018, 01:57 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18425

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذمة الله / الشيخ :- صادق عبد الله عبد الم� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)


    بسم الله الرحمن الرحيم

    د. غازي صلاح الدين العتباني

    الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، رجل استشرى في الدعوة
    مرثية مختصرة لصاحب سيرة مليئة بالأحداث والدروس

    مدخلي إلى الحديث بضع جمل بليغة من امرأة تعد من فصحاء العرب. تقول الحميراء دفاعاً عن أبيها:
    "نجح والله إذا أكديتم، وسبق إذ ونيتم، سبق الجواد إذا استولى على الأمد... ثم استشرى في دينه..."
    بعض ما ورد في هذه الكلمات يستحق أن نصف به شيخنا، وفقيدنا، وأخيذنا الذي اجتباه المولى إلى جواره لبضع ساعات بقين من منتصف ليل الخميس الماضي، وتركنا، نحن الأشحّاء من أهله وعشيرته وتلامذته نضرب أخماس الدنيا بأسداسها.
    في حسن الخلق هو كمن استولى على الأمد وملك الأفق من أقصاه إلى أقصاه. وفي أمر الدعوة كمن استشرى، أي انتشر وتعاظم.
    فذّ ومتفرد. شكلاً وموضوعاً. هو كغريب هبط في كوكبنا بطريقة استثنائية.
    هو من جنس القادة الذين يمشون وحدهم، إذا لزم الأمر، ليشترعوا منافذً جديدة حين تحاصره المصاعب، لذلك مشى وحده عندما تعرض لاختبار المصالحة بين نميري والمعارضة.
    هو من زمرة الدعاة النافذين الذين تظل تدوي كلماتهم حتى بعد مماتهم.
    الدومة خارج منزل أسرة شيخ صادق فيها مشابه منه: نحيلة ومستقيمة ووحيدة وصامدة أمام الرياح وإساءات السابلة والسائقة الذين لا يدركون رمزية امتدادها وهي تطعن في نحر السحاب.
    شيخ صادق كان داعية يطابق قوله عمله، فما كان في مجلسه أكالا للحوم الناس. لا كان يأنس بولائم الغيبة، كما يفعل كثيرون ولا تأسن أمعاؤه من أكلها. برغم ذلك كان مجلسه خفيف الظل لطيف الدعابة وهو يفهم الدعابة العميقة ويستسيغها، ولا تجد في مجلسة تزمتاً أو قلقاً من إبداء رأي أو إرسال ملحة.
    كان ذا وعي عميق وإدراك شفيف لقضايا السياسة، وله فن في أدب المحادثة. وكان في أيام فتوته خطيباً مفوها تعرف المنابر لصوته هديراً وزمجرةً حتى إن المرء ليعجب كيف يخرج ذلك الصوت الضخم من هذا الجسد النحيل.
    ظل اللقاء والارتباط بشيخ صادق في منزله وحضور جلساته بمثابة الحصول على درجة تأهيل للانتماء للحركة، باعتبار أنه الباقي الوحيد من بين أولئك القادة الذين استمدوا مشروعيتهم من العمل مباشرة من الشيخ حسن البنا بكل ما لاسمه من وقع سحري، فأصبح ما يقوله شيخ صادق أو يفتي به بمثابة الحكم الفصل.
    لقد خالف بعض المؤرخين الصواب عندما قللوا من نفوذ شيخ صادق على أجيال متعاقبة من أبناء الحركة الإسلامية. لقد ركز هؤلاء على خلافات مؤتمر 1969 بين مدرستي السياسة والتربية. وليس صحيحاً أن شيخ صادق لم يكن له شأن بتلك المجادلة، كان له فيها رأي لكنه لم يبلغ بذلك الرأي حد الانقسام. كان الانقسام سيأتي بعد أقل من عشر سنوات في موضوع مختلف. في الفترة التي قضاها في مصر اشتهر شيخ صادق بتواصله مع الطلاب السودانيين لحل مشاكلهم وأحيانا استجابة لسياسة الحكومة المصرية تجاه السودانيين طلابا كانوا أو فنانين أو مرضى وكان له الفضل في تعريف المجتمع المصري ببعض نماذج الحياة السودانية.
    بطبيعة الحال لقد تأثر شيخ صادق بمدرسة الأخوان المصرية فيم يتعلق بسؤال الأولوية هل تكون للتربية ام لمناهج العمل الميداني المباشر الذي يوفر طرائق أخرى للتربية العملية. من هذه الناحية تسرب الأثر الإخواني المصري للحركة الاسلامية السودانية التي تكونت من شقين أحدهما ما يمثله شيخ صادق وأقرانه والآخر ما يمثله تيار أقرب الى المدرسة السودانية الصريحة. لقد ساهم هذا الانقسام الأولي في تشكيل الموقف تجاه أسئلة رئيسية: أحدها موقف الحركات الاسلامية من التنسيق مع الحركات الاسلامية في المنطقة العربية وما وراءها. والموضوع الثاني هو موقف انضمام السودان للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين. كان الموقف الذي يتبناه الترابي هو التنسيق فقط بين هذه المكونات أي بعدم وجود محور آمر بداخله. لاشك أن ابتعاد شيخ صادق بعد المصالحة الوطنية في عام 1977 قد رجح موقف التيار الآخر الذي يرفض العلاقة التنظيمية القابضة للحركات الاسلامية العربية وغير العربية وقد حدث ذلك بالقرار الذي اتخذه التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بإبعاد الحركة الاسلامية السودانية من عضويته.
    في عام 1977، عندما ملّت حكومة الرئيس نميري والمعارضة التي كانت تقودها الجبهة الوطنية الحرب الدائرة بينهما، برز مصلحون توسطوا للحوار بينهما. والقصة معروفة، كانت قمتها هي المقابلة التي جرت في بورتسودان بين النميري والصادق المهدي والتي وضعت نهاية عملية للمواجهة المسلحة. إثر ذلك بدأ كل طرف من أطراف الجبهة الوطنية يتحرك وحده تجاه الحكومة. لذلك الغرض قررت الحركة الإسلامية إجراء مشورة واسعة داخل السودان وخارجه لاستبانة آراء الأعضاء حول المصالحة.
    أوكلت إلي مهمة استشارة الإخوان في الكويت حاملا سؤالاً يلخص البند الوحيد في الأجندة: "في ضوء الظروف التي هي كذا وكذا، هل توافقون على مبدأ المصالحة مع نميري". كانوا حوالي سبعة من الإخوان من بينهم شيخ صادق. لا أذكر مواقف الآخرين فرداً فرداً، لكن موقف شيخ صادق كان صارما ومستقيما كالدومة التي أوردنا ذكرها سالفاً: لا أوافق. وظل هذا رأيه الذي قدم في سبيله دفوعات قوية، منها أن بقاء الجبهة الوطنية ليس شرطاً حرجاً لوجود المعارضة، فالمعارضة يجب أن تمضي حتى بدون الأحزاب. لم يوافق الأخوان على المصالحة فحسب بل قرروا الاستجابة لمنطقها ودخول الحكومة التي كان الممر إليها عبر الاتحاد الاشتراكي. كان ذلك أكبر مما يستجيزه شيخ صادق لنفسه في السياسة فكانت المفاصلة، وبرغم ذلك ظل شيخ صادق مرجعية خاصة لكل أبناء الحركة الإسلامية في أي فصيل كانوا.
    ولد شيخ صادق في السنة السادسة والعشرين من القرن الماضى وفاضت روحه وادعة مطمئنة عند التاسعة من مساء الخميس التاسع والعشرين من شهر مارس، عام 2018.
    على المستوى الشخصي كان حفياً بي وباشاً، شديد حسن الظن، لا ينظر إليّ إلا مبتسماً، وكانت آخر ابتساماته المشعة بالمودة الخالصة من شوائب الدنيا في غرفة العناية المركزة حيث ودعني وهو يشير إلى ابن أخته أن يدلني إلى الطريق خارج الغرفة، وفهمت أنها إحدى دعاباته الأخيرة فهو يعلم أني طبيب وأعلم كيف أخرج من الغرفة. بقينا لتأكيدات الأقدار فجاءت لا تلوي بغير تأجيل ولا تعجيل، فقد ساعة حان الحين. فيا ويب لنا..يا ويب لنا..يا ويب.
    وددت يا شيخ صادق لو أنه أتيح لي أن أسمع من إنشادك المترع بالحيوية مقطعا أخيرا مما تحب، وددت لو أني شيعتك بالذكر والدعاء ثم توقفت
    هنيهة لأهمس في أذنك:
    فلما أنخنا ركزنا الرماح بين مكارمنا والعلا
    وبتنا نقبل أسيافنا ونمسحها من دماء العدا
    وداعا حاراً يا شيخ صادق، موعدنا عليين من الجنة.

    غازي صلاح الدين العتباني
    1 ابريل 2018
                  

04-03-2018, 11:09 AM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ذمة الله / الشيخ :- صادق عبد الله عبد الم� (Re: سيف اليزل برعي البدوي)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de