غيب الموت العالم الجليل د. عدلان الحردلو له الرحمة الواسعة

Quote: رحيل الدكتور عدلان عن هذه الفانية صدمة شخصية لى. فقد كان زميلى فى جامعة الخرطوم وصديقى. لقد كان الرجل زاهدا عفيف اللسان خفيض الصوت واسع الصدر. ولقد كان عزاء لى أيما عزاء فى ايام محنة التنفيذ فى أبى الأستاذ محمود محمد طه. فقد جاء صباح الجمعة يوم التنفيذ وقابلنى فى شارع الجامعة وكان متأثرا بادى التأثر. وكان قبلها قد قال لى حينما سمع كلمة الأستاذ فى محكمة المهلاوى (والله يا أحمد انا بسمع فى السياسين بتكلموا ولم يحدث أبدا أن شعرت بذلك الشعور حينما سمعت كلمة الأستاذ محمود فى المحكمة ووجدت نفسي دون أن أشعر اصفق وأصفق). كان عدلان وقتها رئيسا لنقابة الأساتذة التى قادت انتفاضت ابريل حتى انتصرت. ولم يهرع غيره للغرف من غنائمها كما فعل الكثيرون الذين لم يكن لهم دور فىالانتفاضة رغم أنه كان الأساس فى ترشيح حكومة الانتفاضة. وكان مكتبه مجاورا لمكتبى وكنت أرى جماعات المتسلقين يتدافعون الى مكتبه طلبا لتزكيته لهم للإستوزار والوزارة. وقد رشح عدلان لمنصب رئيس الوزراء ولكنه تنازل عنه للجزولى دفع الله حتى يحافظ على وحدة التجمع رغم ان موقف الجزولى دفع الله ضعيفا جدا فى أول اجتماعات التجمع الذى كانت محاكمة الأستاذ محمود السبب الأساسى. وتولى الجزولى منصب رئيس الوزراء محبطا لى شخصيا و كان السبب الأساسي فى تفكيرى فى الهجرة خارج السودان حيث أننى كنت شاهد عيان على ضعف موقف الجزولى وخواره لأننى شاركت فى اجتماعات التجمع الأولى بدعوة من اتحاد طلاب جامعة الخرطوم. وقد سألت د. عدلان مؤخرا عن سبب تولى الجزولى هذا المنصب وكان الأولى به د. عدلان. وحينما أخبرنى بسبب تخليه عن المنصب ورغبته فى الحفاظ على وحدة التجمع. وقد لمته بشدة وقلت له ليه ياشيخ العرب؟ لم يجبنى ولكنى شعرت بأن السبب هو زهده فى المنصب والمناصب. د. عدلان حاردلو من أسرة أبوسن المشهورة فرع القضارف. ورغم ذلك فانه كان متواضعا تواضعا أكسبه محبة كل من عرفه. لقد تأذى عدلان من نظام الانقاذ أيما أذى فقد منع من السفر ومنع مرة من ركوب الطائرة وكان ذاهبا لحضور مؤتمر علمى. تخرج د. عدلان من جامعة كارل ماركس فى المانيا الشرقية سابقا وذلك بسبب التوجه اليسارى وقتها لنظام نميرى واصراره على توجيه البعثات الى الدول الاشتراكية سابقا. وتوجد صورة كارل ماركس على شهادته للدكتوراه مما عرقل محاولاته للخروج من السودان ولكن الرجل كان قانعا رقيقا لا تشم رأئحة للجلافة حتى لمعارضته للنظام. لقد جاء شيخ العرب للاردن لعمل عملية قلب مفتوح فكنت أزوره وزوجتى باستمرار وكان يسعد كثيرا بزيارتنا .كان اخر عهدى بدكتور عدلان فى يونيو الماضى حيث اتصل بى تلفونيا وكنت للأسف مسافرا فى ذلك اليوم ولم استطع الذهاب لرؤيته فى ابو ظبى. وليتنى فعلت وليتنى فعلت حتى أودعه الوداع الأخير. ولكن ظروفى صعبة وكان سفرى بعد سويعات من تلك المحادثة.. لاحظت أن صوته فى التلفون كان ضعيفا واهنا فسألته وعن صحته وقد فهم قصدى فقال لى ده الكبر يا احمد وودعدته ان اقابله فى السودان ان رفع الله قدمى.. رحم الله شيخ العرب رحمة واسعة وجعل البركة فى ذريته والهم أهله وزملائه الصبر والسلوان وجعل رحيله اخر الأحزان. ووداعا صديقى شيخ العرب وأنتم السابقون ونحن اللاحقون وانا لله وانا اليه راجعون

Quote: هل يمكن القول أن اغتيال الأستاذ محمود محمد طه كان الشرارة الأولى التي انطلق منها لهيب انتفاضة مارس- ابريل1985 ؟ لاشك أن جريمة اغتيال الأستاذ محمود محمد طه أدت إلى دفعة كبيرة للقوى المعارضة للنظام المايوي، وكما تعلم فان هذه المقاومة كانت قد مستمرة ضد النظام المايوي و لسنوات طويلة قبل ذلك... كانت المقاومة من الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم مستمرة، ولكن مقتل الأستاذ محمود محمد طه أدى إلى دفعة قوية لكل القوى التي شاركت في الانتفاضة التى كانت عفوية جداً .. والموقف البطولي للأستاذ محمود محمد طه أعطى الناس جميعاً في السودان زاداً في الصمود البطولي والجسارة لمقاومة السلطة. * ---- الاتصالات مع الكيانات السياسية والنقابية ومع اتحاد طلاب جامعة الخرطوم هل بدأت مباشرة بعد عملية اغتيال الأستاذ محمود ؟ لا ، الاجتماعات واللقاءات كانت تعقد بين قوى الانتفاضة قبل إعدام الأستاذ محمود محمد طه، واستمرت بعد ذلك أيضا، ---- *عشية اعدام الاستاذ محمود محمد طه يقال أنكم عقدتم اجتماعاً وأن الدكتور مروان حامد الرشيد قال (يجب أن يسقط هذا النظام اليوم قبل الغد).. ماذا دار في ذلك الاجتماع وأين عُقد؟ هذا صحيح ، الاجتماع عقد في الميدان الغربي جامعة الخرطوم وقد ترأسته

Quote: أذكر انني سمعت في تلك الفنرة بأن دكتور مروان حامد الرشيد كان قد قال يجب ان يسقط هذا النظام سؤالي هل كانت تلك المقولة هي نقطة البداية في المواجهة الحقيقية للنظام المايوي؟ هذا الكلام يتوقع صدوره من اي شخص في تلك الفترة وانا لا اذكر أن دكتور حامد الرشيد تحديداً هو من قال هذا الكلام ...... الامور كانت قد وصلت الى مرحلة اللا معقول وإغتيال الاستاذ محمود محمد طه كان جريمة العصر كما يقولون, ....... واعتقد أن إغتيال الأستاذ محمود محمد طه كان عاملاً مهماً لكنه لم يكن العامل الأساسي للقضية لأن الممارسات القمعية للنظام المايوي جعلت معارضيه للعمل في الاطاحة بالنظام وكانت هناك عدة عوامل ويجب عدم التغول على أن إغتيال الأستاذ محمود محمد طه هو الذي حرك الانتفاضة سيكون ذلك غير دقيق وفقاً لوجهة نظري. http://www.sudaneseonline.com/ar1/publish/article_7458.shtml[/QUOTE]