رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة الـبـن: "دعـوا الخـنوع و فـَتـِّحوا طـاقـات الأمـل"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 04:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-27-2018, 07:50 PM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة الـبـن: "دعـوا الخـنوع و فـَتـِّحوا طـاقـات الأمـل"

    06:50 PM January, 27 2018 سودانيز اون لاين
    عبدالرحمن إبراهيم محمد-بـوســطن، الولايات المتحدة
    مكتبتى
    رابط مختصر
    رغما عن أن هذه المقدمة والقصيدة المتممة لمحتواها قد نشرت فى اراء حرة و مقالات
    إلا أننى رأيت ضرورة إعادة نشرها هنا لسببين أولهما أن الرقابة النصية الأتوماتيكية
    للموقع قد حذفت كلمات أراها ضرورية لإستقامة النص والمعنى والسبب الآخر هو
    أن المطلعين على قسم الاراء الحرة والمقالات ينحصر عددهم فى المتابعين لذلك
    القسم من الموقع فقط فتقل أمكانية الإطلاع على هذا الموضوع الهام.

    يا شـبابـنا دعـوا الخـنوع و فـَتـِّحوا طـاقـات الأمـل
    دعونا نتحادث بكل الصراحة والوضوح. فإن ما حدث لنا هو أننا فئة المتعلمين إستمرأنا السبهليلة والعشوائية والإنجاز بالتمنى والقناعة بالأحلام بدلا عن التفكر والتفكير والتخطيط والمثابرة والإجتهاد والثقة بالذات إيجابيا إستشرافا للفعل والعمل من أجل تغيير الواقع وإن تطلب ذلك ثورة تعيد صياغة الأمة وتضعها على طريقها القويم. ولكن مع الأسف آثر كثيرون منا بلوغ المرام سلبا أما بإلغاء الآخر أو تحطيمه. فأضحى الإنجاز لدينا سالبا على الدوام: كم شخصا حطمنا، وكم عدوا قتلنا، وكم فكرا قهرنا، وكم رأيا فندنا، دون بديل نبذل ولا عطاء نوصل. ودون أن نعى فى خضم هذه السلبية أننا لن نبلغ مراما لأن الآخر مبغاه هو نفس مبغانا وأهدافه تتطابق وأهدافنا. فنحـبط ويصيبنا الياس والقــنوط ونظل نلعن فى "البلد الحـفـرة" و"الشعب الـتافـه" و"الوطن الكارثـة"؛ ونعيد ونكرر المقولة المنسوبة لشيخ أبو سن "على الطلاق السودان دا زى بول الجمل عمره مابمشى لى قدام". وما درينا أننا نزرع القـنـوط ونقبر الأمل بذلك! فكيف لنا إذا أن نتخطى الصعاب ونجتاز المحن ونستشرف الإنجاز؟

    فهناك خطوط حمراء فى مصير الأمم. وأشدها خطورة هو فقدان الأمل فى الوطن والقـنـوط من الشعب والزهد فى الأمة. وتتضاعف فداحة الكارثة وكبر الجرم حينما يصل إلى هذه المرحلة الشباب الذين يفترض فيهم أن يكونوا بذرة التغيير وأمل الإنجاز ومعاول إعادة بناء الأمة. ومما يحز فى النفس أننا ننتشى ونطرب ونحن نرى الشباب يكيلون السباب للوطن دون أن نفرق بين العداء للنظام والخيانة للوطن. فهذا وطننا فلنعمل على أنتشاله من "الحـفـرة" التى دفناه فيها، وحكمنا علية بوعينا أنه سيظل خالدا فيها أبدا.

    فمثلا بقدر ما سعدت بشاعرية الشاب محمد عبيد الفاضلابى وهو ينزف شعره بصدق، بقدر ما أوجعنى حتى النخاع تصريحه بكره الوطن فى قصيدته التى بترت من برنامج "ريحة البن"، وظلت متداولة بإستمرار وإستمتاع فى وسائط التواصل الإجتماعى والإسفيرى. وهو الشاب الذى يفترض فيه التغنى بالأمل وحتمية الإنعتاق الذى لابد منه والحض على روح الثورة. فكيف يمكن للوطن أن يخرج من وهدته وأن يتقدم إذا ماكان الكل بمن فيهم الشباب ينتظرون أن يتغير حال الوطن بدون جهد ولا عمل ولا عطاء ولا حتى بعقد النية الإيجابية فى العمل من أجل التغيير، بدلا عن السلبية التى تمكنت منا فى إنتظار المجهول الذى سيعيد للوطن أمجاده. فنحن وخاصة شبابنا هم الوحيدون الذين فى أمكانهم تغيير هذا الواقع المرير وبناء البديل المرتجى إن أردنا ذلك. فلا مناص من أن يخضع القدر ويسطر التاريخ مجدا جديدا كالإعجاز الذى مكن السودانيين وحدهم عبر التاريخ من كل جيوش العالم من كسر مربع للجيش البريطانى مرتين فى معركة تاماى الوادى ومعركة أبو طليح. وكذلك هزيمة جيش جرار يقوده إستعمارى صلف خبرته المعارك وتمشدق بأنه سيدك الأرض بأحذية جنده ويرفع سماء الكون بسونكى بنادقهم. فأتاه القدر وسجل التاريخ لأول وآخر مرة يباد جيش بأكمله وقوامه خمسةعشر إلفا من الجند فى ربع ساعة لا أكثر. ويظل التاريخ يذكر أن جيش هكس تهاوى وتضعضع فى شيكان فى خمسة عشر دقيقة فقط. ومن إحباطاتنا أننا لا نعلم ذلك لطلابنا فى علوم التاريخ التى نمجد فيها ألفرد ورجال الشمال والإسكندر المقدونى وبسمارك وإنتصارات الحلفاء. وهذه مواجع لى لها عودة، بإذن الله.

    ولكنى الآن بصدد معالجة موجع مؤذى. فوالله قد إهتزت روحى وتضخمت مواجعى لرفضى القاطع لنبرة اليأس تلك التى ظلت تدور فى وسائط التواصل الإجتماعى للشاعر الشاب الفاضلابى الذى ذكرت. فجرت أبياتى الفورية هذه تجاوبا روحيا مع عطاءه آملا أن يعى هو وإخوته لما تجب أن تكون عليه روح الشباب المقدام الذى عشمنا أن يبشرنا بالثورة والنهوض من الكبوة والإنطلاقة لآفاق المستقبل الرحيبة.
    آوليدى فـَتـِّح طـاقـات الأمـل
    عفيت منك أبوى شــعرك تمام وكل كلامك حــق
    فتيت مواجـعنا رصـيت الحـقيقة البى حـروفا تبق
    ذكرتنا للشـرف الكان عزيز فينا نتباهابو نتشـدق
    لكننا إنذلـينا تـب من كل وضـيـع ووطـنا إتفـرتـق
    سـاس الوطن هـدوهو كلـيا ومـرق الركـيزة أنشـق
    ماتت كُلُّ أحـلامنا والشـمس غابت والقـمر خـنق
    بس ياوليد قلبى أيـاكَ تقفل لى باب الأمل تغلق
    ماتكره للوطن المن دونه لايمكن لى قلب يخفق
    الـوطـن مامات أبوى ولا يمكن حـتى إن عشـرق
    وأكيد، بى قحـتكم يا شـبابنا كل المـرض بيمـرق
    وينتـَفَّ المنافق السمسار اللى خير البلد بيسرق
    وسيل الثورة يتحدر مطـر هطال بى رعـد وبرق
    يغسل الأفاك والكتال وكل مريض عياهو شـبق
    أجلخ أشعارك سـيوف للعز جـردها للنزال تبرق
    أبنو البلد تخطيط سليم بالعلم وشورة بى منطق
    عـشـان تفـرح آمـالنا: طـنبورا يـرن ووازاتنا تتنطق
    اللافـح العمة مكوية والليى طاقيته ميّيل وشـنق
    أخـوات عـزه يتباهن فخُـر ويرفعن للـوطن بيـرق
    تتلم أطرافه تتـقدم، جـنوب وشـمال غرب وشرق
    نموت نحنا ويعيش وطن لعالى المقام يسـمق
    _____________
    عبدالرحمن إبراهيم محمد
    بوسطن 27 يناير 201818

    (عدل بواسطة عبدالرحمن إبراهيم محمد on 01-28-2018, 02:56 AM)





















                  

01-28-2018, 05:33 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)


    رغما عن حزنى كما ذكرت أعلاه إلا أننى وبكل الأسى لا ألوم هذا الجيل على النواقص التى ننتقدهم فيها، بل أشفق عليهم. فجيلنا لم يقدم لهم نموذجا يحتذى إلا فيما قل وندر. ولم نفتح لهم آفاق الوعى بعظمة تاريخنا وأمجادنا التى صارت، بكل الأسف، مصدر ذم ومناقص، عن جهل وغباء. وذلك نتيجة حتمية لنقل أحكام الغير الجائرة علينا، دون تمحيص أو تدقيق أو مضاهاة أو نقد. لأننا -- بمن فينا أكاديميونا -- ينقلون ويعيدون تكرار المنقول، كما تجتر البقرة قصعتها؛ حتى صرنا كالحمير تحمل أثقالا لا تعى جلال قدرها أو عظيم قيمتها. أو قل "كالعيث فى الصحراء يقتلها الظمأ ***والماء فوق ظهورها محمول".

    وكان من نتيجة ذلك الجهل والتجهيل إحباط الشباب فى الوطن وتاريخه وماضيه وحاضره ومستقبله، وهم يرون كم هم مكروهون ويعيشون هول الكراهية التى يحملها هذا النظام للشعب الطيب الكريم، كأنما قد نصبت الحكومة لتكون عدوا للشعب تقتله وتعذبه وتفعل به ما تريد. والأخطر من كل ذلك فى الأمر كسر كرامة الشعب وتحطيم عزة النفس التى كانت من أهم شيمنا كسودانيين، وعنوان أصالتنا وتباهينا على الناس إينما كنا، حتى صرنا أذلاء نستجدى المعروف من أولئك الذين بنينا لهم دولهم..

    وقد صدمت بحق حينما بدأت البحث فى المراجع و البحوث والرسائل الجامعية لدرجات الماجستير والدكتوراه، وأنا على أعتاب كتابة رسالتى للماجستير. فهالنى ما رأيت! وأقسم بذلك جازما أن عددا كبيرا من تلك الرسائل يعيد ويكرر نفس النصوص والمقتبسات من الأعمال الأكاديمية لكتاب بريطانيين أو مصريين وقليلا من السودانيين حتى كدت أرى كل رسالة هى نفس النص ونفس ثبت المراجع، تتكرر عشرات المرات. فكانت تلك لحظة إفاقة إستدعتنى لأغوص فى مراجع ومصادر بديلة. وكانت النتيجة ذهولا يتبعه ذهول، وأنا أرى عظمة تاريخ هذه الأمة، بعيدا عن أغراض السياسة وكيد الخلافات وفجور الخصومة. تاريخ لم ندرسه ولم نعيه أو نعلم بوجوده..

    فآليت على نفسى أن أبدأ بالعمل على توثيق مؤصل ومنهج جديد فى البحث والتقصى والنقد فى رسالتى للدكتوراه التى بنيت فيها نظريتى وطورت منهجى لأتمكن من معرفة أسباب تقهقرنا وتحلفنا وإنهيارنا. فكانت النتيجة إفاقة وعى مغيب، وهيبة إجلال مهيب، وفرح بأصالة هذه الأمة التى ظلت تعيش ثقافتها الحضارية الأصيلة، تماما كما كانت عليه حالها قبل سبعة آلاف وخمسمائة سنة. لا تحيد ولا تتغير ولا تنطمس هويتها. فقررت، وإن لو كنت الوحيد فى هذه الدنيا، أن أكون أول من يسعى لضرورة إعادة صياغة تاريخ هذه الأمة النادرة، التى أرادوا قبرها وتحطيم ماضيها بإحلال ماض بديل لا يمت لنا بصلة إلا بالتابعية لمن نستصغر أنفسنا أمامهم. فكانت بدايتى بسبر غور المرتكزات الثقافية والحضارية التى صمدت على مر الألوف من السنين، لا تلك الهلامية للأجيال المتعلمة على نسق المقررات والمعلومات التى وضع أساسها المستعمر لكسر شوكة الأمة والسيطرة عليها وعلى مقدراتها – وهو عين ما تفعله العصابات الحاكمة، فى إمتداد الدولة الإستعمارية إلى اليوم. ولأضرب لكم أمثلة بسيطة فمثلا طقس جلب المولود إلى النهر ورمى المشيمة فيه، والتزين بالمشاط والجرتق والحريرة والضريرة وحتى بخ اللبن، وجدتها كلها تقف شاهدا منقوشا فى آثار حضارتنا منذ آلاف السنين دليلا على أصالة هذه الأمة التى لا تعدلها أمة فى خلق الله.

    فكان سؤالى لماذا؟ وما هو منبع هذه الأصالة؟

    وهذا ما أريد أن أسوقه لأجيالنا المظلومة التى لم تعرف من ممارسات غير الرذيل المقزز من أمثلة "الحس كوعك" و "الزارعنا الليجى يقعلنا" والغباء القمئ " البرفع راسو بنقطعوا ليهو" وأخيرا "بتددقا". بل كسروا لهم أجنحة آمالهم وأشبعوهم تحقيرا وظلما وهوانا.

    وأنا أقول لهم: "يا بناتى وأبنائى، إرفعوا رؤؤسكم شامخة عالية فإنى آتيكم بخبر يقين، يرفع من روحكم المعنوية ويعلى رؤوسكم، فلا تقبلوا بعدها بالخنوع والخوار والعجز.

    ودمتم ودام العز لكم وللسودان فيكم

                  

02-01-2018, 07:18 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)


    من أخطر الجرائم التى إرتكبها هذا النظام هو كسر كرامة المواطن السودانى وإذلاله لدرجة تحقيره لنفسه وللوطن. فمن أهم ما كان يتميز به الشعب السودانى هو عزة النفس والزهو بالكرامة والأصالة. وهذا طبعا نابع من إستمرارية تاريخ طويل متمكنة فيه الأصالة. فالسودان مقارنة بأى دولة نامية، ما عدا إثيوبيا، لم يخضع لتهتيك البناء الإجتماعى والثقافة الحضارية بعوامل غزاة تمكنوا من الإقامة فى الوطن وغيروا تركيبته السكانية وممارساته الثقافية-الحضارية، كما فى كثير من البلدان التى خضعت للإستعمار أو التبعية الإدارية.

    والسبب بسيط فى تقديرى. أولا أن السودان يعتبر أقدم حضارة لأقدم مجتمع حضارى فى التاريخ البشرى. ثانيا، الركيزة على حدودنا الشمالية كانت لرماة الحدق وصعوبة التضاريس التى مكنتهم من مقاومة أى غازى من فرس وهكسوس وإغاريق ورومان وحتى جيوش العرب المسلمين، لم تتمكن من فرض السيطرة على الوطن. لذلك نجد إستمرارية الممارسات والتقاليد الإصيلة المنقوشة على جدران المعابد والإبنية والمسلات التى توضح أن الممارسات الثقافية-الحضارية المنحوته من ألوف السنين مازالت ممارسة إلى اليوم، بإستمرارية تكاد تكون منعدمة فى أغلب شعوب العالم التى خضعت للإغتراب النفسى نتيجة لهيمنة الغزاة على مجمتمعاتهم. فحينما نرى زيارة النيل للمولود الجديد أو العرسان ونرى طقوس الحنا والجرتق وحتى بخ اللبن منحوته فى الجدران من قبل آلاف السنين، نستطيع أن نفهم القيمة الأصالية لواقعنا. ومن هنا جاءت عزة النفس. فحتى حينما تم إخضاع السودان تحت الحكم التركى لم يستمر حكمهم أكثر من سبعين عام إندحر بعدها بثورة تحالفية من كل أصقاع وأطراف الوطن. وبعد الغزو الإنجليزى لم يستمر حكمهم أكثر من أربعة وخمسين سنة. بل أن الإنجليز لم يتبعوا السودان لإدارة المستعمرات كبقية مستعمراتهم، بل لوزارة الخارجية. وكان يتم تنبيه كل الموظفين الجدد والإداريين بتوجيهات صارمة بضرورة إحترام السودانيين وعدم إهانتهم لأنهم شعب لا يقبل الخنوع. وقد شهدوا ذلك فى الثورات المتتاليات التى إنتظمت الوطن شرقا وغربا وجنوبا: من ثورات الزاندى والدينكا والنوير والأنواك والمورلى والنوبة والفور والجزيرة. وحتى القوى الإستعمارية الأخرى مثل بلجيكا وفرنسا والمانيا لم تسلم من بطش الثوار السودانيين بخيرة قواتها وقوادها. وكل هذا التاريخ الحافل لا يتم تدريسه للنشئ والطلاب فى مدارسنا المسخ المشوه.

    لذلك فى كل أنحاء العالم وخاصة الدول العربية، كان السودانى يتمتع بالإحترام والإجلال، والريادة والقيادة. ولكن بعد أن جاء هذا النظام الوبال، عمل على كسر كرامة المواطنين على كل الأصعدة، حتى صار منادة السودانى بـ"العبد" ممارسة يومية فى كل الدول العربية حيث يقتل مواطنونا دون ولو مذكرة إحتجاج من حكومة خانعة جبانة إلا على شعبها. فالنظام مكن للفاشلين والساقطين ومكسورى الخاطر من شغل وظائف قيادية، تفهت من قيمة المنصب ومن قيمة المواطن الذى يتعامل مع تلك الأدارات. ثم تعدى الأمر ليبلغ درجة "قلع" ونهب ممتلكات المواطنين, فمثلا صودرت ممتلكات وسيارات مواطنين نزفوا سنين طويلة من أجل جمع المال لشراء عربات أو شاحنات للعودة للوطن والإستقرار فى عمل يشكل مصدر رزق. فتمت مصادرة عشرات الألوف من السيارات والشاحنات من ميناء بورتسودان وأثاثات وممتلكات شخصية جمعت بعرق الجبين؛ بحجة الحاجة ‘إليها فى الحرب فى الجنوب وفى تأثيث المرافق الحكومية. وبعدها تم الإذلال بإبتكار التجنيد الإجبارى والدفاع الشعبى حيث أهين مدراء المصالح بواسطة منتسبى النظام من الفاقد التربوى، لإهانتهم وكسر كرامتهم. حتى صارت مذلة كل مواطن مغلفة بالتجنيد الإجبارى. ثم تمادى النظام فى إدخال نظام الجلد ليكسر أنف المواطنين أكثر ويهين كرامتهم. ثم عمد النظام إلى الممارسات المشينة والإغتصابات فى بيوت الأشباح. وتفشى جلد النساء وإغتصابهن - وكن الحرائر اللائى كان السودانى "أخو البنات" يفخر بشرفهن. وبلغ الإذلال مداه حينما تفشت السقطات الأخلاقية نتيجة لضيق الظروف المعيشية، حتى صارت بعض السودانيات، وحتى بعض السودانيين نموذجا للدعارة والقوادة داخل وخارج الوطن.

    وكان الجرح الأكبر هو مهانة القيادات السياسية التى فرضت نفسها على الوطن والمواطنين. فشاهدهم المواطن وهم يتذللون لكل من هب ودب من قيادات دول، وفيها من بناها السودانيون بعلمهم وعرقهم وتفانيهم. فصار المسئولون السودانيون يتحدثون بإنكسار نفس فى لقاءآتهم المتلفزة مع قيادات تلك الدول. وحتى فى مقابلاتهم التلفزيونية، لا يستطيعون مجرد الرد بكرامة بما يكفل ماء الوجه على الإهانات التى يوجهها مذيعون ساقطون فاشلون. وبلغ الذل مداه أن من يدعى أنه رأس البلد والقوى العالمية تحت جزمته، يستقبله صغار الموظفين من أدارات البلاد التى يزورها. ويكفينا أن نشاهد مذلته وإستكانته فى كل زيارة لبلد، كان آخرها تدنية وتحقيره لنفسه وللوطن الذى يدعى أنه يمثله وهو يستعطف بوتن الذى لم يرد على مذلته وهوان نفسه بالإلتزام بأى شئ.


    خسئت وخسئت نفسك يا ساقط!

    فيا أبنائى وبناتى، أرفعوا رؤوسكم عالية؛ فهذا النظام وهذه الشرذمة الساقطة لا تمثلكم. فماضى هذا الوطن الكريم ملئ بكل عظيم وجليل. وأنا آتىٍ به بإذن الله. فالثقة فى النفس، هى أول المتطلبات من أجل تغيير الواقع.

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de