خسائر مقبولة: دور الولايات المتحدة في المساعدة والتحريض علي المجازر السعودية في اليمن - ترجمة عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:01 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-25-2018, 10:46 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48727

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خسائر مقبولة: دور الولايات المتحدة في المساعدة والتحريض علي المجازر السعودية في اليمن - ترجمة عثمان

    10:46 PM May, 25 2018

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر

    خسائر مقبولة: دور الولايات المتحدة في المساعدة والتحريض علي المجازر السعودية في اليمن - ترجمة عثمان حمدان

    تلخيص:
    هذه ترجمة لجزء من مقال مطول للصحفي اندرو كوكبيرن تم نشره في مجلة هاربرز في سبتمبر 2016. المقال يحتوي علي معلومات مهمة عن دور ومسئولية الولايات المتحدة في مساندة السعودية وحلفائها في حربهم ضد اليمن. ويشمل الدعم الامريكي تزويد السعودية بالأسلحة، والاستخبارات، وإحكام الحصار البحري، وتوفير الغطاء السياسي، والسند والحماية الدبلوماسية. يوثق المقال لحجم ونوع وتفاصيل الدعم العسكري الامريكي غير المشروط للسعودية. ويتناول المقال الخسائر الجانبية في الأرواح، والمنشآت، والبني التحتية، المترتبة علي قصف سلاح الجو السعودي للمدنيين والمستشفيات، مشيراً إلى عددٍ من الهجمات على مستشفيات منظمة أطباء بلا حدود، ومؤكداً علي عدم كفاءة سلاح الجو السعودي في إصابة الإهداف العسكرية، علي الرغم من تزويده بأحدث تقنية امريكية تم شراؤها بثمن باهظ. يوضح كاتب المقال الخلفية التاريخية لنشأة الحوثيين، وعلاقة تلك النشأة بمحاولات السعودية بسط نفوذها علي اليمن ونشر الفكر الوهابي المتعصب، وكيف أن السعودية والولايات المتحدة قامتا، دون أساس من الحقيقة، بدمغ الحوثيين بالعمالة وإعتبارهم وكلاء مباشرين لإيران في اليمن. ويُؤرخ المقال لبداية التحالف والتعاون بين الولايات المتحدة وآل سعود بالعام 1945 علي عهد إدارة الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت والملك عبدالعزيز، حيث وافقت المملكة علي الالتزام بإمداد امريكا بالنفط السعودي بأسعار مخفضة، في مقابل تمتع النظام الملكي السعودي بالحماية العسكرية الأميركية. يتعرض الكاتب كذلك لدور السعودية في تمويل جماعة المجاهدين في أفغانستان التي أصبحت تُعرف فيما بعد بتنظيم القاعدة. يتعرض الكاتب أيضاً لتوظيف التنظيمات المتطرفة المدعومة من السعودية مثل القاعدة وداعش للمذهب الوهابي وتدريس الكتب الدراسية السعودية في مدارسهما المعتمدة.




    يستعرض الكاتب الحجم الكبير للمشتريات السعودية من الأسلحة الامريكية بعشرات مليارات الدولارات، ودور صفقات مبيعات الأسلحة الامريكية للسعودية في تعزيز الإقتصاد وسوق العمل الامريكيين، حيث جنت صناعة السلاح الأمريكية علي مر السنين أرباحاً بلغت مليارات الدولارات، ويتم توظيف مئات الآلاف من الامريكيين في مصانع السلاح الأمريكية. كذلك تقوم السعودية بتوظيف كبار البيروقراطيين والجنرالات والخبراء الامريكيين المتقاعدين، الذين توكل لهم مهام تسهيل عقد صفقات مد السعودية باحدث منتجات صناعة السلاح الامريكية.



    ويتناول المقال تخلخل وإنحسار ظاهرة التوافق والموازانات بين مختلف أطراف الأسرة المالكة في السعودية التي أستند عليها تقليدياً نظام الحكم الملكي لصالح صعود وتفاقم النزعة العسكرية السعودية بشكل علني مع ظهور الأمير محمد بن سلمان علي مسرح السلطة.


    ------------------------------------

    قبل سنوات قليلة كان اليمن يُعتبر أحد أفقر بلاد العالم، حيث كان يحتل المرتبة ال 154 من إجمالي 187 دولة في مؤشر التنمية البشرية للأمم المتحدة، وكان واحداً من كل خمسة يمنيين يعاني من نقص الغذاء. وواحداً من كل ثلاثة يمنيين كان عاطلاً عن العمل. كل سنة كان 40,0000 طفل يموتون قبل بلوغهم سن الخامسة، وتوقع الخبراء أن البلاد ستعاني من شح ونفاد المياه.



    كان هذا واقع الحال القاسي و المُلِحَّ في البلاد قبل أن تُطلق المملكة العربية السعودية العنان لحملة قصفها لليمن في مارس 2015، ذلكم القصف الذي دمر المستودعات، والمصانع، ومحطات الطاقة، والموانئ، والمستشفيات، وصَهاريج المياه، ومحطات الغاز، والجسور، جنباً إلى جنب مع أهداف متنوعة تتراوح ما بين عربات نقل تجرها الحمير، إلي حفلات الأعراس، والمعالم الأثرية. الآلاف من المدنيين - لا أحد يعرف عددهم علي وجه الدقة - قد قُتلوا أو جُرحوا. إلى جانب القصف الجوي، فرض السعوديون الحصار علي اليمن، حيث حالوا دون إمدادات الغذاء والوقود و الدواء. وبعد عام و نصف من إندلاع الحرب، تم القضاء علي نظام الرعاية الصحية، ويعيش جزء كبير من البلاد على حافة المجاعة.



    تم هذا التدمير الماحق بفضل الدعم المادي والمعنوي للولايات المتحدة، التي وفرت معظم القاذفات، والقنابل، والصواريخ اللازمة للهجمات الجوية. (وبإعتراف الجميع، لم تتواني المملكة المتحدة، وفرنسا، وغيرهما من دول الناتو المصدرة للسلاح عن القيام بدورهم كذلك في بيع السلاح للمملكة العربية السعودية). وساعدت سفن تابعة للبحرية الأمريكية في إحكام الحصار. ولكن لا أحد ممن تحدثت إليهم في واشنطن يعتقد أن الحرب كانت، بأي شكلٍ من الأشكال، تشكل ضرورة لأمننا القومي (أقرأ الأمن الامريكي القومي). أفضل إجابة تحصلت عليها جاءت من تيد ليو، عضو الكونجرس الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، والذي كان يُعتبر واحداً من مسؤولين قلائل تحدثوا بصراحة عن دورنا وتمكيننا لذلك الدمار الذي يحدث في مكان يبعد كثيراً عن الولايات المتحدة. قال لي: "بصراحة، أعتقد أننا مكنّا من ذلك الدمار لأن المملكة العربية السعودية طلبت ذلك منا."




    وكانت الأهداف الرئيسية للقاذفات السعودية (مضافاً إليها تلك التي تتبع لإئتلاف من الحلفاء العرب) مجموعة قبلية من شمال اليمن المتاخم للحدود السعودية، من أتباع الزيدية، وهي فرع من المذهب الشيعي. وعلي الرغم من تباين االزيدية الواضح عن المذهب الشيعي الممارس في إيران، إلا أن مجرد الصلة بالمذهب الشيعي كانت كافية لإثارة شكوك النظام السعودي المعادي بحماس لإيران. وكانت السعودية، قبل ما يقرب من أربعين عاما، زرعت موقعاً لمذهبها الوهابي المتطرف في قلب الأرض الزيدية. كان مبعوثها الذي أرسلته لتأسيس المدرسة الوهابية هو مقبل الوادعي*، أحد قادة الهجوم على المسجد الحرام في مكة في عام 1979، والذي كان حتى تلك اللحظة حبيس أحد سجون السعودية. وهكذا، كما جرت العادة، حلت السعودية مشكلة الإرهاب الخاصة بها عن طريق تصديرها إلي اليمن. وجذبت محاولة االغزو الوهابي هذه لمعاقل الشيعة الزيدية في اليمن تياراً متزايداً من السنة المتشددين، مما أدي في النهاية لإثارة رد فعل عكسي بين الزيديين المحليين لصالح توجهاتهم وميولهم الشيعية. وتبعاً لذلك، سعي الزيديون، تحت قيادة حسين الحوثي، لجلب التعليم الديني من إيران في شكل معلمين وكتب شيعية، وقامت إيران حالاً بتوفير كل ذلك، الأمر الذي أثار قلق الرياض.



    لسنوات عديدة، كان الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، يتعامل مع هذا الدعم الإيراني بأنَاة، ومع ذلك، مُورست عليه ضغوط من واشنطن عقب أحداث سبتمبر 2011 في نيويورك، لكي يلعب دوراً في الحرب ضد تنظيم القاعدة، الذي كان ينشط في اليمن منذ أواخر التسعينات. لم يتحمس صالح لهذه المهمة الثقيلة، نظراً لعلاقات هذه الجماعة الإرهابية ببعض القوى السياسية اليمنية الأكثر نفوذاً في البلاد. ووفقاً لعبد الغني الارياني، وهو الناشط الذي كان، لفترة طويلة، يلعب دوراً قيادياً في سياسة الدولة اليمنية، أقترح صالح علي الاميركيين أن يصفي حسابه أولاً مع مثيري الشغب من الشيعة في الشمال. وحسب إفادة الارياني لي، فقد تم تصوير الحوثيين منذ اليوم الأول كعملاء لإيران وكحركة إرهابية. رحبت الرياض بهذه السياسة، لا غَروَ في ذلك، وكافأتها بما تستحق من إجزال العطاء لعلي عبد الله صالح في شكل مساعدات مالية.



    بعض المسؤولين الامريكيين كانوا في شك من طبيعة علاقة الزيديين بإيران، حتى في بداية حملة صالح ضد مجموعة الزيدية في عام 2004. فقد كتب السفير الامريكي لدي اليمن، ستيفن سيش، في رسالة مشفَّرة قام بتسريبها موقع ويكيليكس "بعد خمس سنوات من النزاع لا تزال تنقصنا أدلة دامغة على صلة الحوثيين بإيران، مما يًجبرنا علي التعامل مع هذا الإدعاء ببعض الإرتياب".



    ومع ذلك، كان الامريكيون حريصون على تأمين تعاون علي عبد الله صالح معهم ضد تنظيم القاعدة. وعليه لم يفعلوا شيئاً يذكر لكبح جماحه في حربه مع "الحوثيين"، وهو الإسم الذي صار يُطلق علي الزيديين، بعد مقتل حسين الحوثي عام 2004.



    في عام 2009 تمكن علي عبد الله صالح من إشراك السعوديين مباشرة في النزاع من خلال إجبارهم على السماح له بإرسال القوات اليمنية عبر الحدود لمهاجمة الحوثيين من الخلف على أمل إحراز نصر حاسم عليهم. رداً على ذلك قامت قوة صغيرة من الحوثيين بغزو المملكة العربية السعودية. إضافة إلى كل تلكم التعقيدات، صار اليمن الآن متورطاً في صراعات الأسرة السعودية المالكة، حيث أصبح خالد بن سلطان، الأمير المسيطر على نحو فعال علي وزارة الدفاع، يستخدم التوغل الحوثي كذريعة لتأكيد هيمنته على حساب منافسه الأمير في وزارة الداخلية. وقام علي الفور بإعلان الجزء الجنوبي من البلاد ساحة للقتال، وقام بحشد الجيش السعودي بأكمله. وما لبث أن قام سلاح الجو السعودي بقصف كامل المنطقة الحدودية بكثافة، بما في ذلك صعدة، معقل الحوثيين.



    ولكن نتيجة ذلك القصف شكلت نكسة مهينة لبيت آل سعود. فقد هُزمت قواتهم البرية من قبل الحوثيين و عانت العديد من الإصابات. ولم تكن نتائج الحملة الجوية بأحسن حالاً. وفقا لديفيد دي روش، الذي أشرف سابقا علي السياسات الخاصة بالسعودية في وزارة الدفاع الامريكية، وهو الآن أستاذ مشارك في جامعة الدفاع الوطني "لم تكن تلك الحملة لحظة مجد لسلاح الجو السعودي"،. "كانوا في الأساس يقومون بمجرد إسقاط متفجرات في الصحراء." وحسب تعبير أكثر صراحة لدبلوماسي دولي رفيع المستوى الدولى "لقد خسروا"



    وبنفس القدر كان الهجوم الذي أشرف عليه علي عبد الله صالح نفسه، تنقصه الفعالية، مما منح الحوثيين فرصة جديدة للزود عن أنفسهم. وفي الوقت نفسه، تأكد أن نقمة وسوء حظ اليمن تعد بمثابة نعمة لمؤسسات الدفاع في الولايات المتحدة، ليس للمرة الأخيرة. كانت إدارة أوباما تعتزم قبلاً وبالفعل التوسع و زيادة مبيعات الأسلحة للسعودية كجزء من سعيها لزيادة الصادرات، قبل أن تنزل عليها المنُّ والسلوي من السماء، حيث شرعت السعودية في حملة تسوق نهمة لشراءالأسلحة الامريكية، تم ذلك تحت تأثير الصدمة جراء الأداء الضعيف لقواتها المسلحة في حربها ضد المتمردين الحوثيين.



    تصدرت قائمة المشتريات أربعة وثمانون طائرة بيونج من طراز أف فيفتين (F15) إضافة إلي نحو 170 طائرة هليكوبتر. كما أنها اشترت كمية كبيرة من القنابل والصواريخ - ولا سيما، 1300 من القنابل العنقودية بيعت بواسطة شركة تكسترون بتكلفة 641,000,000 دولار. ولحسن طالع شركة تكسترون، لم تصادق الدولتان (الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية) على اتفاقية تحريم إستخدام الذخائر العنقودية، وهي معاهدة تعود للعام 2008 ووقعت عليها بالفعل أكثر من مائة دولة، وقد حظرت المعاهدة هذه الأسلحة على أساس أنها تسبب "ضرراً غير مقبول" للمدنيين.



    وبلغ إجمالي هذه الصفقة الهائلة 60 مليار دولار، وبذلك فهي تشكل أكبر صفقة لبيع أسلحة في تاريخ الولايات المتحدة. حجم الصفقة يقول الكثير عن علاقة اميركا مع آل سعود. الرباط بين البلدين كان قد تشكل في إجتماع عام 1945 ضم الرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت والملك عبدالعزيز، خلص إلي إتفاق كلا الطرفين علي أن تضمن المملكة العربية السعودية توفير النفط بأسعار رخيصة للولايات المتحدة في مقابل الحماية العسكرية الأميركية للسعودية. أستفاد الشريكان الامريكي والسعودي من الصفقة إلي أقصي حد. فقد التزم السعوديون بدعم سعر النفط المصدر إلى الولايات المتحدة - على الأقل حتى عام 2002- عندما تخلوا عن هذه السياسة لعدم رضائهم عن خطة جورج بوش الرامية لإسقاط النظام السني في العراق.



    التزام اميركا بما يليها من شروط الصفقة يتجسد بشكل أكثر تعييناً في مجمع سكني يقع علي بعد حوالي 12 ميلاً خارج الرياض. يقيم في هذا المجمع المعروف بإسم "إسكان فليدج" (Eskan Village) 2000 من العسكريين والمدنيين الامريكان، مهتهم حماية أمن النظام السعودي. ويُدين الجيش الامريكي لهذه الخدمة المغرية بعظيم مشاعر الإمتنان حيث عادت مهمة الإشراف على تسليح وتدريب الحرس الوطني السعودي بمبلغ 35 مليار دولارا من المبيعات العسكرية للقوات الامريكية. حسب بيانات علي موقعها بشبكة الانترنت، هناك مجموعة تابعة لبعثة "التدريب العسكرية الامريكية في المملكة العربية السعودية" العاملة في خدمة القوات السعودية المسلحة النظامية، تقوم بمهمة تعزيز الأمن القومي الامريكي "من خلال بناء القدرات وتطوير إمكانيات القوات السعودية المسلحة" – وتتضمن هذه المهمة القيام بدور "الترويج للشركات الامريكية لتوريد السلع والخدمات الدفاعية للقوات السعودية." وبعبارة أخرى، فإن السعوديين يقومون، علي نفقتهم الخاصة، بإستضافة فريق مبيعات امريكي متخصص مهمته بيع أسلحة للسعودية. وعلاوة على ذلك، تتكفل السعودية بتمويل أعمال الصيانة، ودفع ما يقرب من 30 مليون دولار سنويا لإمتياز الحصول علي السلاح.



    وكما ذكّرني دي روش، تُعتبر حكومة الولايات المتحدة المورد الرسمي لمبيعات الأسلحة للسعودية بالإنابة عن الشركات المُنتجة لها مثل بوينج (Boeing) و تكسترون .(Textron) وأضاف "إننا - يقصد الحكومة الامريكية - نفرض رسم إضافي مقابل مشاركة حكومة الولايات المتحدة"، ونبهني إلي أن القيمة الكلية لمبيعات الأسلحة وصلت إلى 60 مليار دولار. وتابع "أن سبعة في المئة من هذه القيمة يُعتبرمبلغ كبير من المال "، وأضاف "هذا يُغطي أساساً مصروفات التشغيل ويُصرف علي أشياء مثل تدريب القوات المسلحة البوليفية في مكافحة المخدرات، و أشياء من هذا القبيل. حتى وقت قريب جدا، كان كل شيء يُدعم بسخاء من السعودية. الناس لا يدركون مدى الفائدة التي نحصل عليها من تعاملنا معهم".



    وقد غرزت هذه العلاقة الطويلة مع السعودية جذورها عميقا في تربة المؤسسة العسكرية الأمريكية، حيث تفتح المعرفة اللصيقة بالسلطة الهرمية السعودية، التي تُنفق بغير حساب free-spending Saudi hierarchy، أبواب فرص العمل الجَذّابة للخبراء العسكريين الأمريكان بعد تقاعدهم عن الخدمة. فعلى سبيل المثال، كان ديفيد كومنز، الجنرال في سلاح الجو الامريكي الذي أشرف على المهمة العسكرية خلال 2011-2013، مسؤولاً عن ما يسميه "الإدارة والتنفيذ" لبيع صفقة سلاح ضخمة للسعودية في 2010. بالتالي، لم يكن أمراً مفاجئاً أو مثيراً للدهشة، إشتغاله بالتجارة عقب رجوعه إلي امريكا من المملكة العربية السعودية، حيث تمكن من توظيف علاقاته الجيّدة في الشرق الأوسط. أولاً: ترأس "مجموعة شراكة" (Sharaka Group) التي تقدم "المعرفة والخبرة، و المثابرة " في معرفة كيفية التحرك والإبحار في "متاهة" البيروقراطية السعودية. ثانياً: ساهم في تأسيس "شركات الأَسْطُرلاب" (Astrolabe Enterprises) التي، بحسبه، تُساعد السعوديين في شراء أسلحة امريكية.وقد قال لي "إذا كان السعوديون بحاجة إلي رفع وتطوير قدراتهم، سيجدوننا دائماً هناك في خدمتهم"



    وإحدي االمهارات التي يحتاج إليها السعوديون بالتأكيد هي الحفاظ علي ألعابهم المُكلفة هذي في حالة صالحة للعمل، الأمر الذي يُوفر فرصة ذهبية مُربحة لشركات مثل "الأسطرلاب". بحلول عام 2010 بلغت تكلفة عقد صيانة الطائرات من طراز F-15 وحدها 2.5 مليار دولار. ويبدو ان كل المهمات الفنية على متن الطائرة معقدة للغاية، خاصة الإلكترونيات وبذا فهي تحتاج إلى خدمات الفنيين الأميركيين المتعاقدين مع الحكومة السعودية. وقد أدت هذه الحوجة إلى حمي التهافت والتكالب علي الميكانيكيين والمهندسين الامريكيين. حالياً تبحث شركة تي اس قفرمنت سوليوشن

    (TS Government Solutions)، من بحيرة إلينور في كاليفورنيا، عن فنيي صيانة – مكانيكيين - "للعمل في صيانة طائرات من طراز اف فيفتين في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية دعماً للقوات الجوية الملكية السعودية... شروط خدمة مغرية للغاية". وهناك ما لا يقل عن 1471 فرصة عمل مُدرجة على الموقع الإلكتروني لشركة مان تك انترناشونال(ManTech International) ، من مدينة فيرفاكس بولاية فرجينيا، التي وقع عليها عقد صيانة طائرات اف فيفتين بقيمة 175 مليون دولار. "في كل مرة وقع فيها بصري علي شخص يقوم باداء عمل ما في طائرات اف فيفتين في السعودية تبين لي أنه مقاول امريكي" هذا ما قاله لي تشيت ريتشاردز، العقيد السابق في احتياطي سلاح الجو الامريكي الذي خدم من قبل عدة دورات ملحقا جوياً في الرياض. "هذه أنظمة معقدة حقاً. حتي نحن أنفسنا، في القوات الجوية الامريكية، لدينا مشكلة في الحفاظ عليها في حالة قادرة علي التحليق."



    هناك مسائل أخرى أكثر غموضاُ في العلاقة الأمنية بين الولايات المتحدة والسعودية، مثل "سرية" قاعدة الطائرات بدون طيار التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي ايه) والواقعة في عمق الصحراء الجنوبية الغربية. لقد بدأ تشغيل هذه القاعدة في عام 2011، وتمت إعادة إكتشافها دورياً من قبل وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة. هذه القاعدة مخصصة لإطلاق هجمات الطائرات بدون طيار ضد تنظيم القاعدة في اليمن، وكانت ثمرة إزدواجية علي عبد الله صالح وسعيه لعمل توازن دقيق، حيث أيد ضمناً حملة الإغتيال الامريكية الراهنة ضد قادة تنظيم القاعدة في حين تجنب شخصياً العمل المباشر ضد جماعة القاعدة في الواقع، و حتى عندما قامت الطائرات بدون طيار بإصابة الأبرياء من المارة، وأحياناً حفلات الأعراس، لم يكتف علي عبد الله صالح برفض القبض على الإرهابيين من أعضاء القاعدة بل قام في أكثر من مناسبة بتوفير بيوت آمنة لهم في صنعاء. جهل (أو ربما عدم إكتراث) واشنطن بهذا التعامل المزدوج للرئيس اليمني المراوغ جعلها تواصل مُكَافَأته ببعثات مساعدات وتدريب وفيرة.





    -------------------



    هامش: مقبل بن هادي الوادعي من جماعة سلفية تكفيرية (الجماعة السلفية المحتسبة) بقيادة جهيمان العتيبي – بايعت هذه الجماعة محمد القحطاني وهو أحد تلاميذ عبد العزيز بن باز وأدعت أنه المهدي المنتظر قبل مهاجمة الحرم المكي عام 1979 والإعتصام داخله بعد إحتجاز المصلين وخطب أحد أتباع جهيمان مطالباً بإغلاق المدارس ومحلات بيع أفلام الفيديو ووقف انتشار الفساد. أيد بعض اليساريين والقوميين العرب جهيمان وصوروه بطلاً وكتب مظفر النواب قصيدته " يا جهيمانُ حدّق فما يملكون فرائضهم نفذتَ.. نفذتَ.." إلخ (المترجم)




















                  

05-25-2018, 11:31 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4137

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خسائر مقبولة: دور الولايات المتحدة في الم� (Re: Yasir Elsharif)

    ماذا يريدون من الذئب أن يفعل إذا وجد
    معزتان تتناطحان؟!

    (عدل بواسطة منتصر عبد الباسط on 05-25-2018, 11:39 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de