حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدينة والناس في ذلك الزمان في حجه

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 06:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-02-2017, 05:13 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدينة والناس في ذلك الزمان في حجه

    05:13 PM November, 02 2017 سودانيز اون لاين
    Ali Alkanzi-Sudan
    مكتبتى
    رابط مختصرلاعضاء وقراء منبر سودايزاونلاين أعيد نشر سلسلة مقالات كتبتها قبل زمان مضى وأنطوى عن كتاب قرأته وأنا نادم على تأخري في الاطلاع عليه وأوصي كل سوداني ذكراً وانثي أن يعجل في اغتناء هذا الكتاب وقرأته:عندما هممت للتعرض لكتاب شيخنا بابكر بدري (تاريخ حياتي) لم اجد لمقالي من عنوان أنسب من عنوان كتاب أبي حيان (الإمتاع والمؤانسة)،فمن يصف كتاب (تاريخ حياتي لبابكر بدري) انه أمتاع فقد أوفى، ومن يقول أنه مؤانسة فقد أجزى، ومن اضطر للاسهاب فلا أثم عليه. وإني لأحسب أن أي سوداني لم يُحْظَ بقراءة كتاب تاريخ حياتي للشيخ بابكر بدري، فقد أضاع حظاً كثيراً، وجهل شيئاً عظيماً عن تاريخ السودان الحديث، خاصة وأن الشيخ يقول في مقدمة كتابه: "أصْدَقُ التاريخ ما كُتِب في زمانه وصَدَقَ فيه كَاتِبُهُ وصدَّقهُ معاصرِوه فيما روى".
    المرأة في حياته
    للمرأة خاصية وتميز في دواخل شيخنا، لهذا ليس غريبا أن تستأثر بصفحات عديدة من كتبه الثلاث، التي ما فتئ شيخنا يذكر فيها الأم والأخت والزوجة والبنت، وزميلة العمل، ورفيقة الطريق والسفر، وتلك التي جمعته بها الحياة العامة. فالمرأة في حياة شيخنا تستحق كتاباً منفصلاً وليس مقالات ثلاث كما خططتُ لها، لأنها غير كافية بالقاء الضوء على هذه العلاقة المتشعبة، والتي أنحاز فيها شيخنا للمرأة حتى اصبحت رسالته في الحياة سعيه الدؤوب بأن يرفع عن الأجيال القادمة من النساء الظلم الذي وقع عليهن دون أن يصادم المجمتع أو التقاليد. فشيخنا لا ينتهج مبدأ الثورات العنيفة ولكنه يسعى الى التغيير من خلال دفع المرأة بأن تكون طالبة علم والعلم يحرر الفرد رجلاً كان أم امرأة.
    لا أجد مفراً إلا اجترار قولي: "أنه من المؤسف حقاً أن لا تجد شخصية شيخنا ولا كتبه الثلاث ما تستحقه من الحفاوة والتحليل والدراسة من قبل أهل التخصص".
    وبَراً بوالدته ولم يَكُن شقياً:
    كان من حسن حظه ومن حسن حظ عائلته أن يكونوا من بين أول مجموعة من أسرى حملة ود النجومي لفتح مصر، سُمح لها بالعودة إلى السودان، كان ذلك في ابريل من سنة 1891. في طريق العودة إلى الوطن كان يقود حمار أمه ممسكاً بزمامه، وكانت أمه تردد على مسامعه " أنا أتعبتك الله يقتلني ويريحك مني"، ويرد عليها: أنا الذي أتعبتك يا أمي في الحمل والولادة والتربية، فادعي لي بالخير واسألي الله أن يريحني ويريحك. أما زوجته حفصة فقد قبلت السير على رجليها ولم تتذمر. ويقول شيخنا أنه كلما استاء منها يتذكر موقفها هذا الذي لن ينساه لها أبداً، فيصفح عنها.
    بَِرُ شيخنا بأمه وانحيازه لها عرضه لكثير من الابتلاءات والخيارات التي ربما لو كانت من نصيب غيره لأصابه اللجج، أي التردد في الكلام والتعثر في اتخاذ القرار. أما شيخنا فلا موضع عنده للمساومة بأمه ولا أبيه، فهو منحاز لهما في كل الأحوال. وهذا ما سنتعرض له في مقالنا اللاحق لنرى ذلك الانحياز والانتماء للأم. كما سنعود لوعد شيخنا لحفصة حين قال: " أنه لن ينس لها موقفها وهي تمشي على رجليها وتترك الحمار لأمه"؟! هل أوفى شيخنا بوعده هذا ما سنراه؟

    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-07-2017, 02:35 PM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-07-2017, 02:35 PM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-10-2017, 07:39 AM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-14-2017, 04:56 PM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-14-2017, 04:59 PM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-15-2017, 10:03 AM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-17-2017, 10:34 AM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-19-2017, 01:12 PM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-22-2017, 06:40 PM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-25-2017, 10:26 AM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-30-2017, 07:13 AM)
    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 12-03-2017, 11:57 AM)





















                  

11-02-2017, 05:42 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    حبيبنا كنزي .. مودتي ..
    بابكر بدري كان سابق عصره
    وسوف نواصل معك في البوست

    ولكن المشكلة نفس البوست مكرر ثلاثة مرات
    حاول أولاً ان تسحب إثنين لنستمر في واحد

    شكراً لك .. فهذا الرجل يستحق كل التقدير .. من إختلفنا أو إتفقنا معه

    المهم .. تحديد البوست
    مع التحية
                  

11-02-2017, 08:20 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    الاخ الحبيب على عبدالوهاب عثمان
    سلام عليك
    هذا ردي الرابع او الخامس على مداخلتك
    وهناك مشكلة امامي اما من
    خدمة النت
    او الجهاز
    او تسرعي
    او الموقع
    احببت ان اقول لك سابقى على الطرح الذي تدخلتم فيه
    ولكن كيف لي ان امسح الثلاث الاخريات
    وشكراً
                  

11-02-2017, 08:24 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    الاخ الحبيب على عبدالوهاب عثمان
    سلام عليك
    هذا ردي الرابع او الخامس على مداخلتك
    وهناك مشكلة امامي اما من
    خدمة النت
    او الجهاز
    او تسرعي
    او الموقع
    احببت ان اقول لك سابقى على الطرح الذي تدخلتم فيه
    ولكن كيف لي ان امسح الثلاث الاخريات
    وشكراً
                  

11-02-2017, 08:44 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    والكتاب يروي سيرة ذاتيه لإنسان بسيط يمتلك طموح العظماء وإرادة النبلاء. وحصيلة سيرته تقول:
    " أن لا مستحيل في الحياة لمن يملك الارادة والعزيمة ويثابر الليل بالنهار لبلوغ مراده".
    وأحسبُ أن سيرة حياة شيخنا، هي سيرة الشباب أحوج لدراستها والتوقف عندها، ليروا كيف يتحقق النجاح ويُصْنَع المجد.
    وليعلموا أن بلوغ القمم لا يأتي صدفة، ولا يتم على عجل.
    أما السبب الآخر الذي دعاني لاختيار العنوان، هو أوجه التشابه والتوافق الثلاث التي تجمع بين الكتابين:
                  

11-04-2017, 12:09 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    عطل في الشبكة
    حبسني عن مواصلة استعراض مقالاتي عن كتاب تاريخ حياتي لبابكر بدري
    وسنواصل
    مع مودتي
                  

11-04-2017, 12:25 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    ما السبب الآخر الذي دعاني لاختيار العنوان، هو أوجه التشابه والتوافق الثلاث التي تجمع بين الكتابين:
    الوجه الأول: أن مؤلف الأول هو علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، وكنيته "أبو حيان", وهي كنية غلبت على اسمه فاشتهر بها.
    وأبا حيان رجل واسع الثقافة، حاد الذكاء.
    يمتاز كتابه بتنوع المادة، وغزارة المحتوى؛ فضلا عما يتضمنه من نوادر وإشارات تكشف بجلاء عن الأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية للحقبة التي عاشها،
    وهي -بعد ذلك- مشحونة بآراء المؤلف حول رجال عصره من سياسيين ومفكرين وكتاب
    وكذا الأمر بالنسبة لكتاب تاريخ حياتي. فمؤلفة هو الشيخ بابكر محمد بدري الصادق الطيب محمد الفكي مالك،
    اشتهر وعرف ببابكر بدري. وهو الأخر رجل حاد الذكاء والدهاء والحيلة. والحيلةُ هنا أرمي بها لحدة ذكائه في علاج الامور، وقدرته على التصرُّف الحكيم،
    وليس لمعناها المعروف بين العامة. والقارئ لكتاب شيخنا يجد أنه يمتلك الحيلة في معالجة الأمور الشائكة وايجاد الحلول لها بسرعة تذهل الأزهان،
    بغض النظر هل هي أمور تخصه في ذاته، أم تخص غيره. كما أن كتابه يتسم بتنوع المادة وغزارة المحتوى،
    ويعكس صورة حقيقة للأوضاع السياسة والأجتماعية والفكرية للحقبة التي عاشها.
    ولا يخلو كتابه من النوادر والحكم والطرائف، مما يجعلك ممسكاً بالكتاب بكلتا يديك خوفاً أن ينزلق منك ويفر.
    أما الوجه الثاني: فكتاب الأمتاع المؤانسة كتبه مؤلفة استجابة لرغبة صديقه أبا الوفاء المهندس،
    الذي ألح على ابي حيان أن يقص له في كتاب ما دار بينه وبين الوزير أبي عبدالله العارض، الذي سامره لسبعٍ وثلاثين ليلة،
    كان الوزير يطرح سؤالاً أو اسئلة في كل ليلة، فيجيبه ابو حيان عنها باسهاب. وكثيرا ما ينفض مجلسهم عند بزوغ فجر اليوم التالي.
    فكان نتاج تلك المجالس كتاب "الامتاع والمؤانسة" الذي دوَّن فيه ما دار من حوارات فكرية وفلسفية ولغوية جمعت أصناف العلوم والمعرفة والحكمة.
    وكذا الأمر بالنسبة للكتاب الذي نحن بصدد استعراضه، فهو الأخر جاء نزولاً واستجابة لطلب ابن عزيز (يوسف بابكر بدري) على أب أعز (بابكر بدري)،
    وأنظر لشيخنا واستاذنا بابكر بدري عندما فَِرِقِ من كتابة مذكراته ودفع بها لابنه قائلاً: "تفضل خذها لأنك لاحقتني في أن أكتبها، وها قد أنجزتها".
    في تقدمة الأستاذ محمد فريد أبو حديد، الأديب والكاتب المصري المشهور،
    الذي تبوأ الوظائف الديوانية حتى ارتقى إلى منصب وكيل وزارة التربية والتعليم المصرية،
    وصف مذكرات شيخنا بابكر بدري قائلاً: "منذ أن عرفت الشيخ بابكر بدري، كنت أرى فيه ممثلاً لعصر كامل ولحركة ثورية كاملة مستمرة،
    وكنت أتمنى في نفسي لو استطاع هذا الرجل ان يكتب تاريخ حياته بنفسه فتكون صورة واضحة لكل عصره،
    فهو شيخ شهد مبدأ الحركة واستمرارها على مدى عشرات من السنين،
    هو جدير بأن يجلي للاجيال القادمة حقائق كثيرة كانت جديرة أن تخفى عليهم".
    والشيخ بابكر بدري عاش حياته خلال قرنين من الزمان (1861 إلى 1954)،
    عايش خلالها ثلاث حقب تاريخية هامة من تاريخ السودان الحديث.
    فقد عاش أول عقدين من عمره تحت الحكم التركي. ثم عاش ثائراً وجندياً للثورة المهدية مستدماً إيمانه من أمه التي كان لها أثر عظيم في مسار حياته.
    فكان له شرف الجندية في تحرير الخرطوم، فهو واحد من الرجال الذين حققوا أول استقلال للسودان في القرن التاسع عشر.
    وعندما تولى الخليفة عبدالله القيادة بعد وفاة المهدي، نجده اشد طاعة له من طاعته للمهدي، ايماناً بمواصلة الدرب،
    لنشر مفاهيم وقيم الثورة المهدية، مما دفع به أن يكون جندياً في حملة ود النجومي التي ارسلت لفتح مصر،
    فوقع اسيراً هو واسرته في موقعة توشكي. وبقى في الأسر بمصر (القاهرة) لسنين عددا،
    ثم أطلق سراحه، وعاد إلى السودان فإذا به يعود جندياً مرة أخرى تحت إمرة الثورة المهدية،
    ويكون واحداً من الذين تصدوا لجيوش الاحتلال وخاضوا معركة كرري.
    ثم عاش وعايش حقبة الاستعمار الثنائي بعد فتح الخرطوم. فلم ينزو شيخنا لركن قصي طالباً السلامة لنفسه وأهله،
    بل نجده حدد أين ستكون معركته المقبلة مع المستعمر،
    وحدد سلاحه الذي سيخوضها به، وعزم على تغير الواقع المرير بفيزياء العلم فانحاز لتعليم أبناء وبنات السودان.
    وكانت مدارس الأحفاد وجامعتها القائمة الآن ثمرة جهوده. ثم أنتقل لربه قبل عامين من نيل السودان لاستقلال.
    أما الوجه الثالث والأخير: فكتاب الإمتاع والمؤانسة يقع في ثلاثة أجزاء تتعرض للجوانب الحياتية والسياسية والفكرية والاجتماعية لتلك الأيام كما اسلفنا.
    وكذا الأمر في كتاب شيخنا بابكر بدري رحمة الله عليه في قبره وآخرته،
    فقد خرج كتابه في ثلاث اجزاء صور فيها مشاهد مماثلة لما جاء في كتاب الأمتاع والمؤانسة.
                  

11-04-2017, 12:34 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    ما السبب الآخر الذي دعاني لاختيار العنوان، هو أوجه التشابه والتوافق الثلاث التي تجمع بين الكتابين:
    الوجه الأول: أن مؤلف الأول هو علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، وكنيته "أبو حيان", وهي كنية غلبت على اسمه فاشتهر بها.
    وأبا حيان رجل واسع الثقافة، حاد الذكاء.
    يمتاز كتابه بتنوع المادة، وغزارة المحتوى؛ فضلا عما يتضمنه من نوادر وإشارات تكشف بجلاء عن الأوضاع الفكرية والاجتماعية والسياسية للحقبة التي عاشها،
    وهي -بعد ذلك- مشحونة بآراء المؤلف حول رجال عصره من سياسيين ومفكرين وكتاب
    وكذا الأمر بالنسبة لكتاب تاريخ حياتي. فمؤلفة هو الشيخ بابكر محمد بدري الصادق الطيب محمد الفكي مالك،
    اشتهر وعرف ببابكر بدري. وهو الأخر رجل حاد الذكاء والدهاء والحيلة. والحيلةُ هنا أرمي بها لحدة ذكائه في علاج الامور، وقدرته على التصرُّف الحكيم،
    وليس لمعناها المعروف بين العامة. والقارئ لكتاب شيخنا يجد أنه يمتلك الحيلة في معالجة الأمور الشائكة وايجاد الحلول لها بسرعة تذهل الأزهان،
    بغض النظر هل هي أمور تخصه في ذاته، أم تخص غيره. كما أن كتابه يتسم بتنوع المادة وغزارة المحتوى،
    ويعكس صورة حقيقة للأوضاع السياسة والأجتماعية والفكرية للحقبة التي عاشها.
    ولا يخلو كتابه من النوادر والحكم والطرائف، مما يجعلك ممسكاً بالكتاب بكلتا يديك خوفاً أن ينزلق منك ويفر.
    أما الوجه الثاني: فكتاب الأمتاع المؤانسة كتبه مؤلفة استجابة لرغبة صديقه أبا الوفاء المهندس،
    الذي ألح على ابي حيان أن يقص له في كتاب ما دار بينه وبين الوزير أبي عبدالله العارض، الذي سامره لسبعٍ وثلاثين ليلة،
    كان الوزير يطرح سؤالاً أو اسئلة في كل ليلة، فيجيبه ابو حيان عنها باسهاب. وكثيرا ما ينفض مجلسهم عند بزوغ فجر اليوم التالي.
    فكان نتاج تلك المجالس كتاب "الامتاع والمؤانسة" الذي دوَّن فيه ما دار من حوارات فكرية وفلسفية ولغوية جمعت أصناف العلوم والمعرفة والحكمة.
    وكذا الأمر بالنسبة للكتاب الذي نحن بصدد استعراضه، فهو الأخر جاء نزولاً واستجابة لطلب ابن عزيز (يوسف بابكر بدري) على أب أعز (بابكر بدري)،
    وأنظر لشيخنا واستاذنا بابكر بدري عندما فَِرِقِ من كتابة مذكراته ودفع بها لابنه قائلاً: "تفضل خذها لأنك لاحقتني في أن أكتبها، وها قد أنجزتها".
    في تقدمة الأستاذ محمد فريد أبو حديد، الأديب والكاتب المصري المشهور،
    الذي تبوأ الوظائف الديوانية حتى ارتقى إلى منصب وكيل وزارة التربية والتعليم المصرية،
    وصف مذكرات شيخنا بابكر بدري قائلاً: "منذ أن عرفت الشيخ بابكر بدري، كنت أرى فيه ممثلاً لعصر كامل ولحركة ثورية كاملة مستمرة،
    وكنت أتمنى في نفسي لو استطاع هذا الرجل ان يكتب تاريخ حياته بنفسه فتكون صورة واضحة لكل عصره،
    فهو شيخ شهد مبدأ الحركة واستمرارها على مدى عشرات من السنين،
    هو جدير بأن يجلي للاجيال القادمة حقائق كثيرة كانت جديرة أن تخفى عليهم".
    والشيخ بابكر بدري عاش حياته خلال قرنين من الزمان (1861 إلى 1954)،
    عايش خلالها ثلاث حقب تاريخية هامة من تاريخ السودان الحديث.
    فقد عاش أول عقدين من عمره تحت الحكم التركي. ثم عاش ثائراً وجندياً للثورة المهدية مستدماً إيمانه من أمه التي كان لها أثر عظيم في مسار حياته.
    فكان له شرف الجندية في تحرير الخرطوم، فهو واحد من الرجال الذين حققوا أول استقلال للسودان في القرن التاسع عشر.
    وعندما تولى الخليفة عبدالله القيادة بعد وفاة المهدي، نجده اشد طاعة له من طاعته للمهدي، ايماناً بمواصلة الدرب،
    لنشر مفاهيم وقيم الثورة المهدية، مما دفع به أن يكون جندياً في حملة ود النجومي التي ارسلت لفتح مصر،
    فوقع اسيراً هو واسرته في موقعة توشكي. وبقى في الأسر بمصر (القاهرة) لسنين عددا،
    ثم أطلق سراحه، وعاد إلى السودان فإذا به يعود جندياً مرة أخرى تحت إمرة الثورة المهدية،
    ويكون واحداً من الذين تصدوا لجيوش الاحتلال وخاضوا معركة كرري.
    ثم عاش وعايش حقبة الاستعمار الثنائي بعد فتح الخرطوم. فلم ينزو شيخنا لركن قصي طالباً السلامة لنفسه وأهله،
    بل نجده حدد أين ستكون معركته المقبلة مع المستعمر،
    وحدد سلاحه الذي سيخوضها به، وعزم على تغير الواقع المرير بفيزياء العلم فانحاز لتعليم أبناء وبنات السودان.
    وكانت مدارس الأحفاد وجامعتها القائمة الآن ثمرة جهوده. ثم أنتقل لربه قبل عامين من نيل السودان لاستقلال.
    أما الوجه الثالث والأخير: فكتاب الإمتاع والمؤانسة يقع في ثلاثة أجزاء تتعرض للجوانب الحياتية والسياسية والفكرية والاجتماعية لتلك الأيام كما اسلفنا.
    وكذا الأمر في كتاب شيخنا بابكر بدري رحمة الله عليه في قبره وآخرته،
    فقد خرج كتابه في ثلاث اجزاء صور فيها مشاهد مماثلة لما جاء في كتاب الأمتاع والمؤانسة.
                  

11-04-2017, 02:26 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    ادعوكم لمتابعة سيرة حياة رجل من الصعب أن يكون له تؤامٌ
    مودتي
                  

11-04-2017, 02:41 PM

درديري كباشي

تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 3211

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    تشكر يا كنزي
    عرض جميل وشيق
    وفي الانتظار بكل شوق
                  

11-04-2017, 02:52 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: درديري كباشي)

    أخ درديري كباشي
    سلام عليك
    قليلٌ هو الثناء في سودانيزاونلاين
    مما ختيت كراعي في المنبر وهاك يا نيران
    ولا اقول صديقة لأنني ليس لي صديق سابق بالمنبر إلا من أعد في الاصابع
    شكراً لقولك:
    Quote: شكر يا كنزي
    عرض جميل وشيق
    وفي الانتظار بكل شوق

    الحقيقة مقالاتي عن كتاب تاريخ حياتي هي اجمل ما كتبت
    وهي تسع
    وأسأل الله أن يمكنني في تغطية الاجزاء الثلاث للكتاب
    مع مودتي
                  

11-04-2017, 02:59 PM

Abdullah Idrees
<aAbdullah Idrees
تاريخ التسجيل: 12-05-2010
مجموع المشاركات: 3692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: درديري كباشي)

    "ثم أطلق سراحه، وعاد إلى السودان فإذا به يعود جندياً مرة أخرى تحت إمرة الثورة المهدية،
    ويكون واحداً من الذين تصدوا لجيوش الاحتلال وخاضوا معركة كرري. "

    اعتقد ان هذه النقطة تحتاج لمراجعة
    بابكر بدري اتخذ موقفا من المهدية بعد رجوعه من الاسر ، وحتى ان لم يكن موقفا حادا ، لكن يمكن القول بأنه "بطنو طمت" كما يقال واعترف صراحة بانحراف المسيرة وقدم في سيرته نقدا صريحا لتلك الفترة ، كما اعترف صراحة بتدبير هروبه من موقعة كرري مع بضع انفار اخرين من معارفه ليس جبنا ولكن كما اسلفت لاحساسه الشديد بالصدمة وعدم الاكتراث مما الت اليه الامور ومن الظلم والفساد والعسف الذي واكب تلك المرحلة من عمر المهدية.
    لكن الكتاب رائع وفي نظري هو اجمل واصدق سيرة ذاتية قرأتها ..
    اعيب على ملاك الحقوق الادبية وحتى الجهات الرسمية عدم طباعة وتحرير الكتاب بالشكل اللائق .. يجب وضع الاجزاء الثلاثة في كتاب واحد وعلى ورق معقول ومراجعة الطباعة الرديئة وتغليف الكتاب بصورة تليق بأهميته وبعظمة كاتبه ..
    تحياتي
                  

11-04-2017, 03:30 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Abdullah Idrees)

    أخ Abdullah Idrees
    سلام
    عين الحق ما قلت فموقفه الأخير من الخليفة عبدالله سييتبين في ما سيجئ فيما بعد
    ما ذكلاته من فبلي ما هو إلا ملخص ومختصر لمراحل حياة بابكر
    وفعلاً تم اصدار الكتاب في كتاب واحد حديثاً
    ولكن عندما كتبتُ مقالاتي هذه التي ترجع لما قبل ٢٠١٠ كان الكتاب في ثلاث اجزاء
    شكراً لتدخلك الايجابي ومن الواضح أنك من قرأ الكتاب وليت تعبك الاكثرون
    خاصة وأنت تقول:
    Quote: لكن الكتاب رائع وفي نظري هو اجمل واصدق سيرة ذاتية قرأتها ..

    مع مودتي
                  

11-04-2017, 05:55 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)


    لو كان لي من الأمر شيء، لجعلتُ قراءته فريضة كفاية على كل دارس ودارسة جامعي. وفريضة عين لكل طالبات جامعة الأحفاد،
    والزامهن بإعداد بحث من عشرين صحفة عن حياة الشيخ بابكر بدري وما يربطها بحياة أهل السودان.
    على أن يكون هذا مشروع بحث يقدم في آخر العام الدراسي للسنة الأولى أو الثانية.
    هذا الأقتراح ليس ترويجاً لهذا الرجل فهو أكثر الناس زهداً في الترويج.
    ولكني على ثقة أن دراسة حياة الشيخ بابكر بدري ستكون ملهمة لشباب وستعينهم في مسيرتهم المستقبلية.
    فقصة حياته تعطي نموذجاً حياً يؤكد أنه من اليسير أن تكون عظيماً يخلد التاريخ اسمك باحرف من نور.
    ولكن من العسير أن تسلك درب اؤلئك العظماء،
    لأنه طريق شاق وعر، والوصول إلى غاياته ومقاصده لا يتم إلا لأولي العزم من الناس،
    أصحاب الإرادة الصلبة الذين يتوجون جهودهم بنتائج كانت حلماً وخيالاً واصبحت واقعاً مملوس معاش.
    تتجلى عظمة شيخنا على ضوء تجربة ظهرت معالمها منذ طفولته المبكرة وقبوله لنصيحة أمه بأن يترك رفاعة ويذهب لمدني حيث يوجد شيخاً أوفر علماً،
    فلم يتردد الغلام في قبول نصيحتها التي ابعدته عن مرتع صباه، وأمه التي ترعاه، وعبر النيل الأزرق للضفة الغربية،
    وأمتطى ظهر أول حمار متجه إلى مدني رديفاً لصاحب الحمار الذي أمتحن قراءته قبل أن يأذن له بالرفقة.
    تلك الحادثة تؤكد أن شعلة الطموح وطلب العلم تفتقت عند الصبي باكراً،
    ولم ينطفئ إشعاعها حتى بعد أن وريَ جسده الثرى،
    فما زال أحفاده ممسكون بتلك الشعلة المتقدة التي تمدد ضوءها ليس في أرض السودان فحسب، بل إلى بلاد أفريقيا.
    في كتبه الثلاث، يكتشف القارئ أن لا شيء هناك يمكن أن يقف أمام طموحات هذا الرجل.
    فبعزيمته وقوة إرادته أجتاز كل الحواجز والصعاب.
    لهذا ستبقى أعمال بابكر بدري مخلدة ما دام للعلم طالب.
    فشيخنا بابكر بدري يُعدُ من الأشخاص الأكثر تأثيراً في جيله والأجيال التي أتت من بعده،
    فبقت أعماله حية بين الناس، لتتحدث الأجيال عنها وعنه،
    وليصبح بابكر بدري معلماً من معالم بلادي، مما أكسبه الخلود
                  

11-05-2017, 07:44 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    مدخل أول لشخصيته
    تعقد الدهشة لسانك عندما تعلم أن شيخنا بابكر بدري كتب مذكراته هذه تحت إلحاح ابنه يوسف وهو في الثمانين من عمره.
    المدهش حقاً أن الرجل ما زال يحمل ذاكرة رطبة حية لم تجف أوراقها في ذلك العمر المتقدم، فلم تغب عن شيخنا حتى التفاصيل الصغيرة
    التي عاشها. فهو مازال يتذكر لبن الرضاعة وطعمه وحلاوته، وعلى أي هيئة كان يأتيه. هذا فضل من الله على حفظة القرآن،
    وشيخنا واحد من هؤلاء، علاوة على أنه حفظ جوارحه في الصغر فحفظها الله له في الكبر.
    قال عن نفسه: أنه ينحدر من أبوين أميين فقيرين، ولكنهما غنيان بالقناعة وحسن الخلق. وعبر عن أسفه لجهل أبيه في شئون العقيدة.
    وحادثة اكتشافه لجهل أبيه تنم عن أدبه وكياسته، وتبجيله لوالديه:
    قال له أبوه يوماً: "بعد أن فرق الفقيه منصور إمام الجامع من صلاة العشاء، سأل المصلين: هل الأرض خلقها الله أم وجدها مخلوقة؟
    أجاب أكثر المصلين إن خلقها فعلى أي شيء كان يقف قبل خلقها؟. ولكن أباه أجاب بأنه يظن ظناً بأن الله موجود قبل الأرض.
    عند نهاية الحديث خرج بابكر وأفرق عيناه من الدموع وعلم أن أباه في خطر عظيم.
    من يومها أتخذ حيلة في أن يعلم زوجة أبيه العقائد الدينية، ولكن في ساعات تواجد أبيه، لأنه إياه يعني، فتم له ما أراد.
    عن أمه يقول: إنها ترملت قبل أن تتزوج بأبيه. ومن سيرته يتضح أن أمه لعبت دوراً هاماً في تشكيل شخصيته.
    فاعتنت بتنشئته وحرصت على تربيته منذ ولادته. وعندما أخضر عود الصبي بابكر ألحقته للدراسة بالخلوة برفاعة،
    ثم أرسلته إلى ود مدني ليواصل دراسته مع شيخ أوسع فقها وعلماً، فاستجاب بابكر لأمرها.
    وخلافاً لموقف أبيه الذي لم يناصر الثورة المهدية إلا تُقِيَة، أما أمه فكانت صاحبة عقيدة عظيمة في المهدي،
    وكانت تكثر من الدعاء في أخر عمرها أن تدفن بجوار المهدي بالقبة.
    فهي التي دفعته لمؤازرة المهدي وأن يكون واحداً من جنوده. فلم يتردد بابكر، وشارك في ثلاث عشر معركة حربية، على رأسها فتح الخرطوم
    وحملة فتح مصر بقيادة ود النجومي، ثم معركة كرري. ومقالتنا اللاحقة سَتُظْهر عظيم بره بوالديه وطاعته لهما، حتى في شئون بيته وأزواجه.
                  

11-05-2017, 10:01 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    قصتان تسيئان لبابكر بدري في كتابه حياتي أرجو حذفهما من الكتاب رأفةً بهقصتان تسيئان لبابكر بدري في كتابه حياتي أرجو حذفهما من الكتاب رأفةً به

    Quote: تابعت هذا البوست الجميل منذ بداياته
    كثيرون خطوا الرؤية التي كان من الممكن أن أساهم بها
    وهى تمكين الشفافية
    خاصة وأن الرجل يتحدث عن ( حياته )
    وحياته تعني أن يتحدث بالصدق كله عما مر به ، خاصة وأنه بشر عادي
    وأنه ليس برسول سبقت له عناية إلهية أو خص بعصمة .
    لم أتوقف عند حادثة السرقة باعتبارها ( طيش شباب ) كما وصفها
    ولم أتوقف عند لفظ ( العبيد ) باعتبار السياق التاريخي وتداولها بشكل يومي وأنه من الخطأ بمكان محاكمة التاريخ بمفاهيم اليوم
    لم أتوقف في حادثة ( الزنا ) - في حد ذاتها - باعتبارها أيضاً ( طيش شباب ) أكثرنا قد مارسه بصورة أو بأخرى


    لكنني توقفت في خطأ قاتل ( من الكاتب أو من المحقق )


    توقفت في ذكر إسم المرأة التي زنا بها الشيخ بابكر بدري وإسم شقيقها وموقعها الجغرافي في أنها جارتهم في رفاعة
    ما ذكره الأستاذ بابكر بدري أعلاه كان يخصه في نفسه لكن ذكر إسم المرأة بالتفصيل الذي رأينا فيها تجاوز في ظني، كلنا يعلم القالة الشهيرة "تنتهي حريتك عند بدء حرية الآخرين "
    ففي مثل مجتمع مدينة رفاعة الصغير فهذه المعلومات كافية لمعرفة المرأة وأسرتها وأبنائها وأحفادها
    ولا أظنهم سوف يكونون سعيدين بل والمؤكد أنهم سوف يكونون في غاية الألم وسمعة والدتهم / جدتهم قد نشرت هكذا على الملأ وبذلك التفصيل الذي لا يحتاج لكثير شرح

    كان من الممكن وضع نقاط مكان إسم المرأة وإسم شقيقها وهو تقليد ليس بغريب على القضايا الحساسة أو المواضيع التي ربما يتضرر آخرون بنشرها.


    سؤال عن لي

    هل كتب الأستاذ بابكر بدري مذكراته هذه وكان ينوي نشرها ؟؟؟
    أم أن قرار النشر قد إتخذه أبناؤه وأحفاده باجتهاد منهم ؟؟

    ________________

    تحياتي وسلامات عزيزي النذير
    وضيوفك الكرام ؟؟





                  

11-05-2017, 11:41 AM

الشامي الحبر عبدالوهاب
<aالشامي الحبر عبدالوهاب
تاريخ التسجيل: 09-24-2008
مجموع المشاركات: 17541

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: عاطف عمر)

    السلام لصاحب البوست
    ولضيوفه الكرام..
    ما اشار اليه الاخ عاطف تم حزفه في النسخ اللاحقة
    هذا ما سمعته ولم أقرأ تلك النسخ
                  

11-05-2017, 02:10 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: الشامي الحبر عبدالوهاب)

    الحمدلله أنا تعرضتُ للحدث في مقالاتي كواقعة دون الاشارة لأي تفصيل يفيد القارئ بمن زني
    قال انها راودته عن نفسه فاستعصم ودخل إلى داره وكان ذلك عند صلاة العشاء
    واعترف انه صلى بالناس اماماً
    ولكن بعد ان فرق من الصلاة استجاب للمواردة وعاد إليها وزنى بها وندم بدليل أنه اعترف لامه في تلك اليلة
    ولم يقدم على زنى من بعد
    اللهم اغفر له ولها ولكل تائب من كل ذنب عظيم
    وما اكثر ذنوبنا وعيوبنا ولكن الله لطيف بنا فستر العظيم من الذنب ونشر القليل من الاحسان
    وشكرا لكل متداخل
    مع مودتي
                  

11-05-2017, 05:25 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)


    تراه طلق بشوش، حلو المعشر.عندما تلتقيه لأول مره تحس أنك التقيت به من قبل،
    وعند مفارقتك إياه، تشعر بأنك تفارق صديقاً قديماً، وقراءتك لمذكراته تشعرك بأنك برفقة إنسان صريح عميق التفكير،
    ليس له رواسب نفسية تدفعه للتعالي والتكبر، أو الالتواء لما يدور حوله.
    كما تحس بأنك بصحبة رائدٍ ومجددٍ لكثير من السنن الحمأما على المستوى الإنساني نجد أن شيخنا بابكر إنسان بسيط،
    صاحب وجه يدة التي سيأتي ذكر بعضها في مقالاتنا اللاحقة.
    فكتاب (تاريخ حياتي) هو واحد من تلك السنن التي لم نجد لها عملاً مشابهاً بين أبناء جيله أو الجيل الذي تلاه.
    وبهذه المبادرة الجريئة يكون شيخنا بابكر أتي بما لم تأت به الأوائل ولا الأواخر من أهل السودان، الذين لم يوثقوا لحياتهم وتاريخهم.
    فأعظم ثقافتنا ومورثاتنا تعتمد على النقل الشفهي والروايات المنقولة للأحداث،
    وذلك لعدم انتشار ثقافة التوثيق المكتوب، ولضعف إمكانيات الضبط والتدوين عندنا.
    كما أن شيخنا لم يقم بهذا التدوين من قبيل الظهور أو الترف الفكري، بل كان كما قلنا نزولاً لرغبة ابنه يوسف.
    حسب أدب السيرة الذاتية، يمكن أن نُصَنْف كتاب شيخنا بأدب الاعترافات الشخصية
    التي لا يمكن أن يقر بها رجل سوداني المنشأ إلا أن يكون بمواصفات شيخنا الذي لم يتردد بأن يقول لنا :
    أن فلان صفعني وعجزت أن أرد عليه الصاع بصاعين،
    كما أنه لا يجد حرجاً في أن يبلغنا بأنه قد واقع امرأة راودته عن نفسه وهو في سن الشباب وريعان الفتوة ولم يستعصم، فأخطر أمه بالحادثة.
    إلا أن أمه ودينه وضميره زجروه وحذروه بأن يعود لمثله أبداً. وشيخنا لا ير بأساً أن يدون كيف لقي أخاه يوسف ربه.
    فإن كنت رقيق القلب ستدمع عينك أسفاً على يوسف لأن فراقه أحزن شيخنا أيما حزن،
    فأبكى قلبه فلم يجد ما يعبر به عن فقد أخيه إلا ما قاله لقمان الحكيم عندما بلغ بوفاة أخيه:
    "أن فقد الأخ هو قصم للظهر". وتراه ينعي أخاه شعراً جاء في بعضه:
                  

11-06-2017, 02:16 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    وشيخنا لا ير بأساً أن يدون كيف لقي أخاه يوسف ربه. فإن كنت رقيق القلب ستدمع عينك أسفاً على يوسف لأن فراقه أحزن شيخنا أيما حزن، فأبكى قلبه فلم يجد ما يعبر به عن فقد أخيه إلا ما قاله لقمان الحكيم عندما بلغ بوفاة أخيه: "أن فقد الأخ هو قصم للظهر". وتراه ينعي أخاه شعراً جاء في بعضه:
    يا رحمة الله تغشي روحه أبداً فإنه كان كهفاً للمساكين
    ذكرنا في مقالنا السابق أن شيخنا صاحب حيلة وفطنة، ظهرت عليه منذ بواكير صباه. وتجسد ذلك عندما دخل عليهم بخلوة رفاعة - الخلوة هو مكان دراسة القرآن- يوماً أحد الضباط الأتراك وبدأ بتوبيخ شيخه أمام حيرانه - طلابه - ثم تطور الأمر فأوقع الضابط عقوبة الجلد على شيخه وأمام أعين حيرانه. هذا أسلوب كانت تتبناه الإدارة التركية مع أبناء البلد، ثم جاء الخليفة عبدالله ولم يكن حظ الناس معه بأحسن حالاً من الأتراك، وسار على هذا النهج من أعادوا استعمار السودان (الحكم الثنائي). وكل ذلك يرمي لاهانة إنسان السودان، وإذلاله ومحو شخصيته. يعجُ الكتاب بقصص من هذا القبيل، نورد منها ثلاث نماذج:
    • تعرض شيخنا للضرب وهو صبي، من قبل استاذه الفقيه محمد الجابري الذي اقسم أن يوقع عليه عقوبة مائة جلدة. وبكي الصغير بابكر من الجلد حتى بح صوته، والشيخ يواصل الضرب، والصبي يواصل البكاء، حتى تقرحت قدماه وعجز عن السير فجاءه أهله وحملوه على حمار.
    • أما الخليفة عبدالله لم يكتف بالجلد فقط، بل تعداه للسجن مع منع الماء والطعام عن المسجون. هذا ما وقع لقاضي القضاه أحمد علي، نتيجة وشاية وصلت للخليفة، فتم منعه من الطعام والشراب حتى مات جوعاً وعطشاً. وكذا الأمر بالنسبة للقاضي الشيخ الحسين الزهراء الذي أعترض هو الأخر على تصرفات عبيد يونس الدكيم فسجن ومنع عنه الطعام والشراب حتى مات جوعاً وعطشاً. ولكاتب المقال أن يسأل ويحق له السؤال: هل اطلع خليفة المهدي على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن القطة التي حبستها امرأة حتى ماتت فأدخلها الله النار؟
    • أما ما أتي به المستعمر الإنجليزي فيظهر في حوار غاضب جرى بين شيخنا مع المستر هللسون جاء في بعضه والشيخ يقول للمستر هللسون: "هل سمعت يا مستر هللسون عن مفتش بريطاني ربط تاجراً من رجله بحبل وأدخله مع البهائم ووضع له العشب ليأكله؟" فأجابه المستر هللسون غاضباً: "لا يمكن أن يكون هذا قد حصل من بريطاني!" فأجابه الشيخ: " هذا ما قام به المستر تيلور الذي نقل من رفاعة إلى أم درمان، أخبره بما قلتُ لك، وإن رفضه هو ولم أثبته فحاكموني".
    • وعظمة شيخنا وسماحته تتجلى في تحليله لهذا الظلم الذي وقع عليه وعلى غيره، ففي حالته نجده مسامحاً لمن علمه فيقول مبرراً لفعلة شيخه الفقيه محمد الجابر أنه كان في حالة جذب، لهذا اشتط في عقابه. أما عن الخليفة عبدالله فيسكت شيخنا ممتعضاً ويكتفي بتدوين الرواية. أما مع المستعمر نجده غير متردد لا يعبأ بما سيلحق به وهو يلفت نظر الحاكم لما يفعله رجالهم في أهل البلد.
    ونعود لقصة الصبي بابكر الذي فوجئ بشيخه يهان ضرباً أمام عينيه ولا يدري كيف يدفع عن شيخه الأذى، فتهديه قريحته وحيلته وفطنته، بأن يدعي الجذب -وهي حالة تعبر عن فقدان الوعي عند أهل التصوف- حماية لشيخه من جور السلطان، فتوقف الضرب وانشغل الناس بالصبي المجذوب، وبدأ الصبي يَهْزأُُ بكلامًٍ جاء فيه: " أن التركي سَيُقْتَلْ جزاء وفاقاً". ومن عجيب أمره أنه قُتِلَ في ثورة وقعت بعد عام لهذه الحادثة.
                  

11-07-2017, 07:42 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    يقول شيخنا أنه التقى بشخصيات مؤثرة، وعلى رأسهم المهدي الذي كان يأتي إلى رفاعة قبل أن يصبح مهدياً، وقد كان معجباً بشخصيته التي كان يحفها الوقار، ولفت نظره شدة نظافة ثوبه وحسن هندامه. ومن المهدي تعلم معنى الآية 23 من سورة الحديد (لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ). ومنه أخذ صفة الزهد في الدنيا. فيقول: "أنه لا يهزه مدحاً، ولم يغضبه قدح". ومن المهدي تعلم السماح والعفو من قوله: " من فش غَبِنتُو خرب مدينتُو". وعلى نهج المهدي نشأ زاهداً. فقد روى أن المهدي في زيارة للخرطوم، بعد تحريرها، يوم الجمعة 6 فبراير 1885، رافقه مرافقة الفصيل لأمه حتى أن جسديهما كانا يلتحمان .دخل معه لبيت المال الذي كان بمنزل المفتي شاكر وفتحت الغرفة التي أودعت فيها الغنائم من سبائك الذهب وحلي النساء حتى كان للذهب توهج وبريق، فلما رآه المهدي شاح عنه بوجهه وصد راجعاً. وعند خروجه وجد امرأة تبكي فسألها عن ما يبكيها فقالت أن بنتها أُسرت مع أطفالها ورجته أن يأذن لها بأخذها، فذهب المهدي إلى المكان الذي جمعت فيه النساء وأمر أن توزع النساء قبل غروب الشمس على اهلهن أو اقرابائهن ومن لم توجد لها أقارب تزوج إن كانت فتاه. وحكى أنه كان يسمع ويرى المهدي يوصي رجاله وبصوت جهوري قائلاً: " إذا فتح الله عليكم، فغُردون لا تقتلوه، والشيخ حسين المجدي لا تقتلوه، والفقيه الأمين الضرير لا تقتلوه" وهناك رابع نسي شيخنا اسمه. ولكن بعد ساعتين من وصية المهدي رأي غردون في سرايا الحاكم –القصر الجمهوري- يسبح في دمائه التي ما زالت تجري من جسده الملقى وقت دخول شيخنا عليه، فتأسف لعدم مثول الأنصار لوصية إمامهم.
                  

11-07-2017, 02:32 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    محور كتاب (تاريخ حياتي) لشيخنا بابكر بدري، هي سيرة رائعة لإنسان فريد أحسبه أسطورة ليس للقرن الذي مضى ولا الذي نحن فيه، بل لقرون ستأتي. فهي رواية لقصة إنسان عاش الفقر وعاش الغنى، نجح مرة وفشل مرات، أنتصر في الحرب وهزم في الحروب، تقدم للمعارك وأنسحب منها، عايش الفرح وتجلد بالصبر على الأحزان بفقد الأم والولد والأخ والبنت. إلا أنه في النهاية توج أعماله منصرفاً بكلياته لقضية التعليم جاعلاً منها رسالته في الحياة، خاصة بعد أن تكسرت رماح المهدية في كرري، واستشهد الخليفة عبدالله وصحبه في أم دبيكرات، فلم يجد هذا الأنصاري سلاحاً آخر يقارع به الاستعمار الجديد (الإنجليزي المصري) إلا أن يهب نفسه ووقته وماله لتعليم أبناء وبنات بلده.
    كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن يذكر التاريخ رجل مثل بابكر بدري، الذي فرض اسمه بعطائه، فأصبح رمزاً من رموز بلادي. فهو من القلائل الذين ساهموا في بناء نهضتنا المعاصرة ولو قُدِرَ للسودان أن ينجب مائة رجل يهبون حياتهم للشأن العام كما وهب شيخنا حياته، لتغير واقعنا كثيراً. فقد زهد السياسة والتَقْرُبِ إلى أهلها إلا بذلك القدر الذي يسمح له بمواصلة رسالته في الحياة. ألا وهي رسالة التعليم، التي أثبتت الأيام بُعْدَ رؤيته فيها، لأن الأمم في عالم اليوم، تحقق وجودها من خلال تعليم أبنائها وبناتها.
                  

11-09-2017, 08:31 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة برفقة كتاب تاريخ حياتي (Re: Ali Alkanzi)

    مدخل ثاني لشخصيته
    من حواشي الكتاب:
    من حواشي الكتاب وفي صفحاته الأولى تَعَلمتُ وعَلِمْتُ كيف تُحْسَبُ الساعة بالتوقيت العربي (أي توقيت الليل والنهار)، وهو ما يعرف بتوقيت أم القرى أي "مكة المكرمة". حيث يبدأ التوقيت عند غروب الشمس، وتكون الساعة الواحدة مساء، وليس عند منتصف الليل كما هو حال الفرنجة. أما عند شروق الشمس يكون الوقت الواحدة صباحاً، وبالتوقيت الإفرنجي يكون السابعة صباحاً. ومن هذا يظهر أن توقيت أم القرى متأخر عن التوقيت الإفرنجي بستة ساعات.
    كما نجد في صدر الجزء الأول من كتاب تاريخ حياتي، المعادلة التقريبية التي يمكن استخدامها، لتحويل السنة الميلادية لهجرية، والهجرية لميلادية. ومن المؤكد أن هناك معادلات رياضية أكثر دقة من هذه، ولكن تكشف لنا هاتين المعادلتين سعة علم ومعرفة شيخنا بابكر. ولفائدة القارئ نورد المعادلة التي تقول: السنة الميلادية = (السنة الهجرية + 622) - (السنة الهجرية ÷ 33). أما معادلة تحويل السنة الميلادية لهجرية فهي كالأتي: السنة الهجرية = (السنة الميلادية -622) + ((السنة الميلادية -622)÷33)).
                  

11-08-2017, 05:20 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)

    iهذا طرح عن رجل يستحق العلا دائماً
                  

11-09-2017, 04:59 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)

    iهذا طرح عن رجل يستحق العلا دائماً
                  

11-09-2017, 09:35 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)

    .الشيخ الكراس:
    يُعد القرآن أول المرتكزات والمكونات الثقافية والأخلاقية والتعبدية لشيخنا بابكر، ذلك فضل الله عليه الذي جعله من أم حرصت على إلحاقه بالخلوة ليتعلم القرآن وعلوم الدين. ولكي نعرف كيف تشكلت شخصية شيخنا بابكر، لا بد أن نتوقف عند بعض الشخصيات التي تتلمذ وتربى على أيديهم. ومن هؤلاء أخذ قيم الصلاح والتصوف والزهد والمجاهدة والصبر على الشدائد والمضي قدما لتحقيق أهدافه في الحياة. من حسن حظ الصبي بابكر أن يكون من بين معلميه الشيخ الكراس.
    قص لنا عن شيخه وأستاذه الفقيه أحمد حامد المشهور (بالكراس) الذي درس على يديه القرآن لسبع سنوات ولم يفارقه حتى وفاته. وعلى يديه تشرب الصبي بابكر على قيم الأنفة والكبرياء والاعتماد على الله. وقد ظهر أثر ذلك في جميع مراحل عمره، وهذا ما سنراه لاحقاً. وذكر شيخنا بابكر حديثاً عظيماً في حق شيخه (الكراس) تقشعر منه جلود الذين آمنوا، مما يجعل من العسير علينا إلا إيراد بعضه.
    يقول شيخنا: أن عدد الدارسين بخلوة الشيخ الكراس يفيضُ على أربعمائة طالب. ومع ذلك كان رحمة الله عليه لا يبالي برزقهم، ولا يلق لأهل المال والجاه فتيلاً، ولا يقبل هدية من أحد من الناس، ولا يسمح لأحد من أهل رفاعة ولا لنفسه باستخدام طلابه في شئونهم الخاصة، حرصاً منه ليتفرغ (الحيران) أي الطلاب لما جاءوا من أجله، ألا وهو حفظ القرآن وطلب العلم.
    وقال كان شيخه الكراس يطلب من الكبار كتابة ألواحهم ثم يقوم بتصحيحها. ولكنه يُملي على متوسطي العمر غيباً فيكتبون ألواحهم. أما الصغار فكان يكتب لكل واحد منهم بنوى التمر في لوحه، ثم يطلب من الصغير أن يمرر عليه بقلمه. وبذلك يعلمه الكتابة والقرآن معاً. وكان يُكملُ مع تلاميذه في كل يوم سبع القرآن.
                  

11-10-2017, 07:41 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)


    الكراس وزيارة ناظر الشكرية:
    ويواصل حكايته، بأنه زار الخلوة يوماً الشيخ عوض الكريم أبوسن، ناظر الشكرية راكباً فرسه. وراكب الفرس في ذاك الزمان يعني الكثير، دع عنك أنه زعيم الشكرية وصاحب الكلمة المسموعة عند الأتراك. وقف الشيخ أبو سن عند باب الخلوة خارج الزريبة - الحوش أي السور- التي تحيط بالخلوة، فهف للقائه الفقيه العالم وقيع الله، ثم جاء مهرولاً مسروراً يزف البشرى للشيخ الكراس أن أبا سن بالباب! والطلاب منشغلون مع شيخهم يكتبون أو يعرضون عليه ما كتبوا أو يسمعون له ما حفظوا من القرآن، والشيخ مُنْصَرفٌ عنه لطلابه. بعد ما طال انتظار أبوسن نزل من حصانه، ودخل الخلوة واستقبله للمرة الثانية الشيخ الفقيه وقيع الله. ولكن الشيخ الكراس لم يلق لحضورهما بالاً مشتغلاً بمراجعة طلابه. عندما طال الانتظار دون التفاتة من الشيخ الكراس، طلب أبوسن الفاتحة ورفعت له دون مصافحة. بعد مغادرة أبوسن، عاتب العالم الفقيه وقيع الله الشيخ الكراس لعدم اهتمامه وحسن استقباله لزعيم وناظر الشكرية، فرد عليه زاجراً: " يازول هه! الله بسألني عن مجاملة الشيخ أبوسن، ولا عن ألواح الحيران؟"
    ويزيدنا تعريفاً بشيخه قائلاً: " كان من عادة فقهاء الخلوة في ذلك الزمان، أن يُفَزِعُوا –أي يُرْسِلوا حيرانهم –أي طلابهم- للغابات يومين من كل أسبوع لجمع الحطب، ليبيعوا بعضه ويستخدموا بعضه في الخلوة، وجزء أخر في حاجات معيشتهم. أما شيخه فكان يجمع حطبه مرة في العام عند فيضان النيل –والمعلوم أن النيل الأزرق يجرف في موسم الفيضان الكثير من الأشجار الواقعة على مجراه، وعندما يعلم شيخهم أن (البحر رامي) –يعني أن النيل قد فاض بالأشجار- يأمر (حيرانه) في ذالك اليوم بالتوجه إلى (البحر) لجمع الحطب. ولسلامة طلابه كان يأمر الكبار بجلب الحطب من داخل (البحر)، أما المتوسطون فمن شاطئ (البحر)، والصغار عليهم حمل الحطب إلى الخلوة. ولضمان سلامتهم كان يكتب لكل واحد اسمه. فالمتوسطون يكتب لهم أسمائهم على الذراع، أما الصغار فعلى الساق. وعند العودة من (البحر) يفحص اسم كل واحد، فمن أمحا اسمه تُعَدُ بينة عليه بأنه دخل في الماء أكثر مما هو مسموح به، فيتم عقابه.
    كما كان رحمة الله عليه، يمنع (حيرانه) من العادات التي يمارسها طلاب الخلوة في ذلك الزمان، ويحسبها من الدناءة. مثل التسول بالشرافة في السوق أو الذهاب إلى المنازل طلباً للطعام، أو ارتياد بيوت المأتم لأكل الصدقة. يقول شيخنا بابكر أنه مكث بالخلوة سبع سنين ولم يحدث أن ذهب أحد من (حيران) شيخه لمأتم، إلا مأتم الشيخ علي أبوسن ومأتم عون الله احد أقرباء شيخه. كما لاحظ أن شيخه الكراس كان شديد الحرص على الزمن واستثماره لأقصى درجة ممكنه، وذلك لوعي شيخه بأن الزمن طاقة لا تتجدد ولا تعوض. فيبدأ يومه في الرابعة صباحاً مع تلاميذه، ثم ينفض عنهم لنسائه في الحادية عشر ليلاً. ومن شدة حرصه في استثمار الزمن كان في وقت اغتساله واستحمامه بمخزن الذرة يواصل مع طلابه عرض ألواحهم.
    هذا ما تطبع به شيخنا بابكر عندما خرج للحياة. فانظر لوصفه كيف يقضى يومه في أول مدرسة أنشأها للأولاد برفاعة في 14 فبراير 1903، الموافق 13 ذو الحجة 1321ه يقول أن يومه الدراسي مع الطلاب يبتدئ على الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية ظهراً ويعود الطلاب في الثالثة والنصف ويستمروا في الدراسة حتى الساعة الخامسة والربع. ومن بعدها تبتدئ فترة الأنشطة الموازية والألعاب التي تنتهي بغروب الشمس. بعد ذلك يأخذ شيخنا التلاميذ كبار السن لحصة المذاكرة بمنزله حتى التاسعة مساءً، ثم يبقى شيخنا حتى منتصف الليل لتحضير الدروس ونَظْمِها وتنظيمها لليوم التالي. وكان بمدرسة شيخنا في بدايتها خمسين تلميذا وأستاذاً واحداً هو شيخنا بابكر. ومن الأدوات التعليمية التي أبتدعها بخياله الخصب المليء بالحلول العاجلة كما قلنا آنفاً، أن صنع كرة القدم لتلاميذه من شعر الحيوان والصابون والصمغ. أما الكرة الأرضية التي كان يستعين بها في حصة الجغرافيا فكانت من القرع.
                  

11-11-2017, 05:18 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)


    يموت الفكي ويموت أبوي:
    نعود لرواية إحدى قصصه مع شيخه الكراس، والتي تعبر عن حيل وطرافة وحضور بديهة شيخنا بابكر، كما تؤكد عظمة الشيخ الكراس، فيقول (الحوار) بابكر أنه تساهل يوماً في حفظ لوحه وكان خطأه في قوله تعالى (ولما فتحوا متاعهم) آية 65 من سورة يوسف (اللوح الثاني)، كان الوقت حينذاك عشاءً، فلما حضر الفقيه وقت السحر، أجتهد بابكر في الحفظ فلم يوفق. وجاءت نوبته للتسميع، فظن أن شيخه لن ينتبه له فمحا لوحه، وانتقل إلى اللوح الرابع (فلما دخلوا عليه) آية 88 من سورة يوسف. ولما قرأ عليه ضحى اليوم التالي لتصحيح قراءته سكت عنه الشيخ، إلى أن ختم بابكر (لوحه)، ووقف عند قوله (إنه العليم الحكيم) آية 100 من سورة يوسف، ونهاية اللوح الرابع. أراد الصبي بابكر بدهائه أن يتجاوز تسميع اللوح الثاني والثالث من آية 65 حتى آية 87. فناداه قائلاً: " تعال يا العليم الحكيم، أنت عرضت على من؟" يعني اللوح الثاني والثالث فأجابه بابكر: "عرضت عليك يا سيدنا وأنت تستحم في المخزن" فجابه: "بالأمس دخلتُ للاستحمام وقرأ علي فلانٌ وفلان، ففلانٌ وفلان، ثم فلانٌ وفلان"، وخرجتُ وهما يقرآن فبين لي مع من عرضتَ لوحك؟"، فأجاب بابكر: "يا سيدنا يموت الفكي ويموت أبوي أنا عرضت". فقال لبابكر: " تموت أنت! أمش أمح وتعال أكتب ما محوته". فعجز بابكر، واتضح أمره فعاقبه بالجلد، وحكم عليه أن لا يبرح الخلوة حتى يُسَمّعْ ما فاته من ألواح. فما كان لبابكر إلا أن يمتثل.
    هذه مدخل للتعريف بشخصية شيخنا بابكر بدري تكشف لنا على أي نوع من الرجال والنساء نشأ هذا الرجل العُصامي، وأخضر عوده. فلا غرو مما سيأتي ذكره في المقالات القادمات إن شاء الله والتي ستكشف لنا شخصية رجل عالم عامل زاهد تميز بخلق رفيع ونفس مجاهدة صابرة رضعها من ثدي أمه، ثم تلقفها من عند مشايخه وعلى رأسهم المهدي.
    يبدو أن مقالاتي عن شيخنا وجدت ترحيباً من القراء، لمسته في محادثات هاتفية أتتني من السودان من أناس سعدتُ كثيراً بسماع صوتهم ومتابعتهم لما أكتب، كما أن الشبكة العنكبوتية حملت بعض الرسائل من قراء من السعودية وألمانيا وبريطانيا، منهم من طلب عوني في الحصول على الكتاب، وهذا حقاً ما أرمي إليه، وهو أن يقرأ أهل السودان ليس هذا الكتاب فحسب. فلو كانت القراءة ديدننا في الحياة، لتجاوز السودان الكثير من العقبات.
    والكتاب في تقديري وثيقة هامة وشهادة رجل لا يمكن أن يقدح في صدقه وأمانته أحد، فشيخنا لم يكتب تاريخ السودان بل كتب ما عايشه.
                  

11-11-2017, 09:23 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)

    من مواجع الكتاب
    صَمْتٌ وإعراض:
    الملفتُ للنظر أن كتاب تاريخ حياتي رغم ما به من حقائق تاريخية فاض في تفصيلها شيخنا، إلا أنه لم يحظ بما يستحق من احتفاء من أهل الفكر. كان عشمي أن يتناول الكتاب من هم أكفأ مني باعاً وأطول مني ذراعاً في التحليل والتمحيص والتدقيق والدراسة للوقوف على ما جاء فيه. وأخص من هؤلاء، علماء التاريخ والاجتماع والفكر والنقد. ولكن تلمستُ إعراضاً وإحجاماً وصمتاً في التعرض لهذا الكتاب! أذلك يرجع لجهلهم بصدور الكتاب؟ أم لعدم تمكنهم من الإطلاع عليه؟ أم لأسباب أخرى هم أولى بتفسيرها؟!!! فكتاب تاريخ حياتي شهادة لا يمكن بأي حال من الأحوال إنكارها أو وصفها بأنها بعيدة من الصواب او مجافية للحقيقة، خاصة أن شيخنا يقول في المقدمة: "أصْدًقُ التاريخ ما كُتِبُ في زَمانِه وصَدَقَ فيه كاتبه وصدَّقهُ مُعَاصِروه فيما روى".
    كقارئ لستُ معنيٌ بالتحري والتدقيق والمقارنة فيما جاء بالكتاب ومضاهاته بما ورد في كتب أخرى كتبها غربيون عن نفس الحقبة الزمنية التي عاشها شيخنا. إلا أن الشعور بالمسئولية نحو القارئ، حملني للعودة لبعض تلك المراجع التي كانت في متناول يدي ومنها:
    دولة المهدية في السودان، عهد الخليفة عبدالله 1885-1898 تأليف ب. م. هولت، ترجمة هنري رياض وآخرون.
    (أسير لعشر سنوات في معسكر المهدي،
    مذكرات الأب جوزيف أُورفاليدر أعاد صياغته ونجت باشا
    Ten Years of Captivity in the Mahdi's Camp 1882-1892 by Major J. F. Wingate).
    مذكرات السودان لكارل كريستيان جيغلر باشا
    The Sudan Memoirs of Carl Christian Giegler Pasha 1873-1883
    الظلال المختلفة للاستعمار المصري البريطاني والسيطرة على السودان
    A Different Shade of Colonialism Egypt, Great Britain and the mastery of the Sudan by Eve Troutt Powell
    بعد قراءتي لتلك الكتب، تأكد لي أن ما كتبه شيخنا ما هو إلا الوجه الناعم لتلك الحقبة التاريخية، وعلى رأسها فترة المهدية وحكم الخليفة عبدالله.
                  

11-12-2017, 10:44 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)


    بعد قراءتي لتلك الكتب، تأكد لي أن ما كتبه شيخنا ما هو إلا الوجه الناعم لتلك الحقبة التاريخية، وعلى رأسها فترة المهدية وحكم الخليفة عبدالله.
    الخليفة عبدالله عُذر أم اعتذار:
    حتى لا نخرج عن الغرض الذي دفعنا لكتابة هذه المقالات، نترك الأمر كما قلنا لمن هم أولى بها منا، علهم يُمحصون ويُحللون الحقائق التي أوردها شيخنا بحكم معايشته لها، فربما تعيننا مثل هذه الدراسات في فهم الشخصية السودانية وكيف تبني علاقتها مع الحاكم، وكيف يبني الحاكم علاقته مع رعيته، وتبصرنا بواقعنا وما يجري حلونا في هذه الأيام.
    من مأثور القول أن على المرء إذا علم قضية واستيقن منها وجب عليه أن يصدع بها. لهذا يتوجب علينا الوقوف قليلاً على الحقبة التاريخية التي عاشها شيخنا، مع التركيز على فترة الخليفة عبدالله التعايشي. فشاهدة شيخنا عن تلكم الفترة تُعَدُ شاهدة شاهد من أهلها، تقول في مجملها أن قميص حكم خليفة المهدي (قُدَ من قُُبُلٍٍ).
    ليس من شأني البحث لخليفة المهدي عن عذر أو اعتذار، ولكن من يقرأ تاريخ عالمنا الإسلامي والعربي الحديث منه والقديم يجد أن الحكم كان ومازال إلى يومنا هذا يوطد في بُلدانِنْا بقوة القبيلة واستنفارها. لهذا لم يكن خليفة المهدي مُبْتَدِعاً عندما استعان بعشيرته وانتصر بقبيلته. كما أنه لم يأت بفرية وهو يستنفر قبائل البقارة من بئتها ويَحْملها للأقامة حيث يحكم. فالخليفة عندما تولى أمر الحكم لم يجد القبول والعضد لا من الأشراف، ولا من أولاد (البلد) وهم القبائل التي تقطن على النيل، فكان لا بد له من البحث عن من يعاضده فأتجه غرباً لقبائل التعايشة والبقارة.
                  

11-12-2017, 07:00 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)

    هلاك سرية ود النجومي:
    من الأبواب الهامة التي جاءت في الكتاب تفاصيل حملة ود النجومي التي سيرها الخليفة عبدالله لفتح مصر والتي كان شيخنا أحد جنودها. وهي سيرة لا يمكن بأي حال من الأحوال وصفها بأنها حملة لفتح مصر، بل هي في الحقيقة حملة للفناء والموت المحقق الذي كان يَتَرصَدُ بجيش ود النجومي كلما توغل شمالاً في اتجاه مصر. فقد قضى الموت على عدد غير قليل من الجيش وهو مازال في داخل الأراضي السودانية حيث بلاد النوبة. حتى أن ود النجومى أقر في رسالة له وجهها لخليفة المهدي عبدالله ناقلاً رأي أمراء جيشه بأن التقدم نحو مصر يُعدُ انتحاراً وموتاً محقق، ليس لأن جيشه سيلتقي بجيش أقوى منه عدةً وعتاداً، وهذه حقيقة، بل لأن الخليفة أرسل جيشاً عجز جنوده في أخر مطافهم أن يجدوا شربة ماء، فماتوا في الطريق جوعاً وعطشاً. حتى أن شيخنا يقول أنه باع كوب الماء بريال والحمار بريالين ونصف. وأنهم اقتاتوا بالدواب التي تحمهلم من جمال وحمير وحصين، مما دفع ببعض جنود الحملة تسليم أنفسهم للعدو حرصاً على الحياة. كما أنهم تخلوا عن أسلحتهم الثقيلة نتيجة للضعف الذي نال أجسادهم.
    نتيجة لهذه المسغبة أجتمع ود النجومي بأمراء الجيش وقال لهم: " من أراد الرجوع منكم فليرجع فإني لا أمنه، أما أنا فبايعتُ المهدي على الجهاد في سبيل الله حتى الموت، وسأموت شهيداً حيث لا أمل لنا في النصر". أنظر لقوله: " أنه بايع بالشهادة ولا أمل له في النصر!" هذا ما سمعه شيخنا من لسان ود النجومي. ولم تمض أيام قلائل حتى جيء بجثمان ود النجومي لمعاينته والتأكد من شخصيته من قِبلْ الذين تم أسرهم أو من اختاروا الأسر طواعية طمعاً في السلامة. كان ذلك في 3 أغسطس 1889.
                  

11-13-2017, 11:47 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)

    المقال لا يسمح بإيراد ما ذُكِرَ عن حملة ود النجومي التي امتدت لثلاث سنوات عجاف، إلا أنه من اللازم عليَ أن اضع القارئ داخل اجواء تلك السرية التي وصلت المعاناة فيها لمستواً يتفطر لها قلب كل إنسان ولو كان من صخر. حتى أن شيخنا لا يرى حرجاً أن يقول: " صرتُ نسبة لكثرة عائلتي، وقلة الغلال أختلس كل يوم غلالاً"، وبلغ الجوع بهم مبلغاً دفع الجنود وعائلاتهم وهم داخل الأراضي السودانية أن يأكلوا مزارع (البامية) التي مروا عليها في الطريق بكامل ورقها وسيقانها حتى أن الذين أتوا من بعدهم ومنهم شيخنا، لم يجدوا شيئاً من الزرع يؤكل غير جذور (البامية) فأكلوها. وقال شيخنا: "أنهم كانوا يستحلون طعمها، ولم يأنفوا من لزوجتها ومرارتها لشدة جوعهم".
    من ملامح يوم القيامة:
    تتبلور المأساة لتصل إلى ذروتها، وتظهر ملامح يوم القيامة (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ) سورة عَبَسَ آية 34-35-36 . وعند كلمة (بَنِيه) توقف قارئ العزيز، وتأمل ما يرويه لنا شيخنا عن قصة طفلين قائلاً: " أعرف رجلين وامرأتين – وشيخنا لتأدبه لا يذكر الأسماء في الحالات التي تستدعي الستر، منها هذه القصة وقصص الزنا التي تعددت في كتابه، والتي سنتعرض لنماذج منها لاحقاً- أن هؤلاء الأزواج تركوا ولديهما الهزيلين لعدم استطاعة الأبوان والأمان على المشي وعجزهم التام على حمل فلذات أكبادهم لمواصلة المسير مع الجيش والطفلان في سن السابعة والعاشرة. فأخذ الطفلان يستعطفان والديهما ويصيحان في بكاء حار يناديان بصوت يكاد أن يكون همساً لشدة ضعفهما من الجوع الذي يطوي البطون حتى ينكفئ المرء على نفسه " يا أبي ويا أمي لا تتركانا من ورائكم فهل ستلدان من هم اكبر منا؟!" ويمضي الأبوان والأمان وكأنهم لا يسمعون بكاء الطفلين ونحيبهما، فلا خيار امامهم إلا مواصلة السير في الطريق لفتح مصر، تاركين فلذتا أكبادهم يواجهان الموت جوعاً وعطشاً!!! ويسأل شيخنا والحيرة تتلبسه: "على من يقع إثم موت هذين الطفلين البريئين؟".
                  

11-14-2017, 07:49 AM

بكري الخير
<aبكري الخير
تاريخ التسجيل: 02-12-2008
مجموع المشاركات: 1779

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)

    متابع
                  

11-14-2017, 11:09 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: بكري الخير)

    شكري اخ بكري الخير
    وعشان خاطرك ننقلك لوجه آخر من حياة الشيخ بابكر بدري عظيم نجهله
    وليت الاخرين مثلك متابعون لما نحدثهم به عن الشيخ بابكر بدري
                  

11-14-2017, 11:12 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)


    التحالف مع الأجنبي:
    أزاح شيخنا بابكر في كتابه الستار عن جراحات ترسبت في النفس السودانية، وبقت نقطة سوداء عالقة في تاريخنا، وستبقى لسنين وقرون قادمات، ملتصقة بذاكرتنا النائمة. وبما أن للصلاة وقت مكروه، فللنشر وقت مكروه. فالظرف الذي تمر به البلاد الآن يجعل من الحكمة الإمساك عن مثل هذه القضايا. ولكن هناك أمر أخر لفت نظري في الكتاب يؤكد حقيقة نعيشها في تاريخنا القريب الذي ما زال صُنْاعَه أحياء بين ظهرانينا - أمد الله في آجالهم - يؤكد خصلة أو صفة لازمتنا ولم تفارقنا أبداً، منذ أن عرفنا السودان بشكله الحديث. أي منذ العهد التركي، مروراً بالمهدية، والحكم الثنائي، ثم الحكومات الوطنية إلى يومنا هذا. وهي خصلة نستحي التحدث عنها والوقوف عندها والبحث في جذورها. ألا وهي لجوء أبناء السودان إلى الأجنبي ليناصروه على أبناء جلدتهم ووطنهم أو لينصرهم عليهم. يظهر ذلك جلياً والمهدي يقود معاركة الحربية لتحرير السودان من الحكم التركي المصري، فكأن أكثر الجنود الذين يقاتلونه من السودانيين! وعندما أتجه لفتح الخرطوم كان أكثر الجنود دفاعاً عنها وعن غردون هم من أبناء جلدتنا! وكذا الحال في عهد الخليفة عبدالله، فقد استعان عليه بعض رعيته بحكام مصر وجيوشها أنذاك من الإنجليز، والأتراك، والمصريين. تلك واحدة من أهم الأسباب التي أفشلت مهمة جيش ود النجومي في زحفه نحو الشمال، فلم يجد أي عون أو عضد منهم منذ أن تخطى دنقلا حتى حلفا. لذا تلاشى جيش ود النجومي بدون معارك حربية ذات بال، وأنظر لقول شيخنا: "أن أكثر من وقع في الاسر كان يفضل أن يُسَلِمْ نفسه لأبناء البلد من جنود العدو، لأن في البداية كان يتم اعدام الأسرى، وأبناء البلد كانوا أكثر رحمة بنا من غيرهم".
    إذن ليس لقارئ تاريخ السودان المعاصر أن يصيبه حنق أو غضب لما أتى به معارضو نظام مايو باستعانتهم بدول الجوار في حملتهم العسكرية التي عرفت (بأحدث المرتزقة في سنة 1976) لتقويض نظام مايو. وكذا الأمر بالنسبة للحركات المسلحة في جنوب السودان التي ما فتئت تبحث عن حلفاء من خارج السودان لمناصرة قضيتهم منذ استقلال. أما ما تقوم به حركات دارفور في أيامنا هذه وعلى رأسها حركة العدل والمساواة، فليس في الأمر جديد ولا بدعة مستحدثة فقد سلكوا درب من سبقهم، فقد فعلها من قبل الجعليون وقبائل الشمال ضد دولة المهدية بالتحالف مع الأجنبي حتى أسقطوها.
    هذه بعض المواجع التي وردت في كتاب شيخنا ( تاريخ حياتي)، والتي تسعى الأمة السودانية جاهدة لتجاوزها بالإنكار أو الإخفاء، أو الاثنان معاً، لأنها سوءة. فهل منا يرغب في الحديث عن سوءته؟! وهل يعالج المريض إلا بتشخيص المرض؟ أم الالتفاف حوله سعياً لإنكاره؟
    مرة ثانية أشكر كل من حفزني على مواصلة الكتابة عن شيخنا، بقوله: أنه يتابع مقالاتي. إلا أن رسالة دكتور بابكر علي بدري، حفيد شيخنا والمحقق والمراجع لكتاب (تاريخ حياتي) تبقى قلادة شرف تزين دواخل القلب. فلكلماته صدى طرق أذنيّ ومسمعي وأطربها حتى كدتُ أن ارقص فرحاً.
    وإلى لقاء جديد في يوم الإثنين القادم، مع الأمتاع والمؤانسة، مع شيخنا بابكر بدري.
                  

11-14-2017, 04:51 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)

    المرأة في حياته
    للمرأة خاصية وتميز في دواخل شيخنا، لهذا ليس غريبا أن تستأثر بصفحات عديدة من كتبه الثلاث، التي ما فتئ شيخنا يذكر فيها الأم والأخت والزوجة والبنت، وزميلة العمل، ورفيقة الطريق والسفر، وتلك التي جمعته بها الحياة العامة. فالمرأة في حياة شيخنا تستحق كتاباً منفصلاً وليس مقالات ثلاث كما خططتُ لها، لأنها غير كافية بالقاء الضوء على هذه العلاقة المتشعبة، والتي أنحاز فيها شيخنا للمرأة حتى اصبحت رسالته في الحياة سعيه الدؤوب بأن يرفع عن الأجيال القادمة من النساء الظلم الذي وقع عليهن دون أن يصادم المجمتع أو التقاليد. فشيخنا لا ينتهج مبدأ الثورات العنيفة ولكنه يسعى الى التغيير من خلال دفع المرأة بأن تكون طالبة علم والعلم يحرر الفرد رجلاً كان أم امرأة.
    لا أجد مفراً إلا اجترار قولي: "أنه من المؤسف حقاً أن لا تجد شخصية شيخنا ولا كتبه الثلاث ما تستحقه من الحفاوة والتحليل والدراسة من قبل أهل التخصص".
    وبَراً بوالدته ولم يَكُن شقياً:
    كان من حسن حظه ومن حسن حظ عائلته أن يكونوا من بين أول مجموعة من أسرى حملة ود النجومي لفتح مصر، سُمح لها بالعودة إلى السودان، كان ذلك في ابريل من سنة 1891. في طريق العودة إلى الوطن كان يقود حمار أمه ممسكاً بزمامه، وكانت أمه تردد على مسامعه " أنا أتعبتك الله يقتلني ويريحك مني"، ويرد عليها: أنا الذي أتعبتك يا أمي في الحمل والولادة والتربية، فادعي لي بالخير واسألي الله أن يريحني ويريحك. أما زوجته حفصة فقد قبلت السير على رجليها ولم تتذمر. ويقول شيخنا أنه كلما استاء منها يتذكر موقفها هذا الذي لن ينساه لها أبداً، فيصفح عنها.
    بَِرُ شيخنا بأمه وانحيازه لها عرضه لكثير من الابتلاءات والخيارات التي ربما لو كانت من نصيب غيره لأصابه اللجج، أي التردد في الكلام والتعثر في اتخاذ القرار. أما شيخنا فلا موضع عنده للمساومة بأمه ولا أبيه، فهو منحاز لهما في كل الأحوال. وهذا ما سنتعرض له في مقالنا اللاحق لنرى ذلك الانحياز والانتماء للأم. كما سنعود لوعد شيخنا لحفصة حين قال: " أنه لن ينس لها موقفها وهي تمشي على رجليها وتترك الحمار لأمه"؟! هل أوفى شيخنا بوعده هذا ما سنراه؟
                  

11-15-2017, 10:00 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)


    نساؤه:
    أعظم علاقاته بالمراة وأقواها وأمتنها، تلك التي كانت تجمعه بأمه، ثم زوجاته. وبين زوجاته نجد البقيع بنت عثمان وحفصة استأثرتا بالحظ الأوفر من الذكر في الكتاب، وربما من القلب كذلك، هذا ما ستكشفه لنا المقالات اللاحقات.
    أولى نسائه هي حواء بنت المبارك، التي تزوجها برفاعة سنة 1881، يومها لم يكمل شيخنا عقده الثاني من العمر. تزوجها استجابة لأمر أبيه الذي كان صديقاً لوالدها، فخاف عليها أن لا تجد زوجاً لأنها مطلقة، وتقدم بها العمر، فرأي أن يزوجها لابنه بابكر، ففعل. هذا موقف من مواقف شتى تكشف لنا طاعة شيخنا لوالديه وسعيه لرضاهما. فها هو في ريعان شبابه يقبل بالزواج بامرأة مطلقة وتكبره سناً؟ لم تقتصر طاعته لأبيه في الزواج فحسب، بل تعداها إلى الطلاق من نسائه، وهذا ما سنراه.
    أما زوجته الثانية فهي البقيع بنت عثمان، تزوجها خلال حملة ود النجومي لفتح مصر سنة 1887. ثم أتت بعدها حفصة بنت مريم، والتي تزوجها وهو في الأسر في جنوب مصر، وكان زاوجه بها في سنة 1890 بعد طلاقه من البقيع. قال شيخنا: أنه صرف على زواجها مائتين وسبعين قرشاً. وذكر أنه شب خلاف بينهما ذات يوم، لأنها امتنعت من أكل قصب السكر الذي جلبه لها ولامه وأخته. فلما سألها عن سبب امتناعها عن أكله، صارحته قائلة: "بأنها لاحظت أنه يطعم أمه الأفضل ويعطيها الأدنى لذا لن تأكله" فحذرها من فعلتها تلك، وأمرها أن لا تعود لمثله أبداً، وانشد قائلاً :
    فأي امرئ ساوى بأم حليلةً فما عاش إلا في شقاء وهوان
    أما رابعة نسائه فهي نفيسة بنت صالحة من أمدرمان، وهي مصرية الأصل (بت ريف). يحكي شيخنا أنه كان برفقة حاج الأمين عبدالقادر في طريق تجارته إلى الدويم، فعدد له حاج الأمين محاسن الزواج (ببنت الريف) أي المصرية، واصفاً أياها بحسن التدبير والاهتمام بشئون الزوج، فتولدت لديه رغبة جامحة أن يتخذ له من بنات مصر زوجة. فطلب من زوجة حاج الأمين المصرية أن ترشح له واحدة من بنات بلدها، فزكت له نفيسة بنت صالحة، فهي امرأة مصونة، وصالحة وطاهية وتجيد الخياطة وتطريز الملابس، فخطبها ومهرها مالاً كثيراً. بعد زواجه بها أصبح يناديها بأم أحمد. وهي والدة ابنه يوسف الذي كان وراء تدوين مذكرات شيخنا كما ذكرنا في أول مقال.
    أما خامستهن، فهي نفيسة بنت إبراهيم مدني، من نساء رفاعة والدها صَدِيقٌ لشيخنا. تزوجها عام 1927. ونفيسة هذه يبدو من سيرتها أنها تأتي في المرتبة العليا من الثقافة والعلم من بين نسائه ووصفها بأنها ماهرة في اللغة العربية لهذا عاتبها شعراً عندما نزل في بيتها برفاعة في الثالث والعشرين من يناير 1929 لقضاء إجازته معها، إلا أن شيخنا لمس تغيراً فيها على غير عادتها، وكانت حبلى في شهرها الثامن فعاتبها شعراً بهذه الأبيات:
    أنا لا أدين لغير ربي ولا ألين مع الرهب وإذا الحبيب تغيرت أحواله تبع الريب
    صَبَّرتُ نفسي هُنيةً كيما يُعرِفُني السبب فغفرتُ ذلته إذا قبلِ الحقيقة أو عتب
    أنفيسةُ فتوصلي لملاك قلبي بالرغب فالقلب من عاداته لا يستقيم إذا أنقلب
    أما سادستهن فلعلنا نعاتب أنفسنا قبل أن نعاتب شيخنا إن قلنا عنها أنها امرأة مجهولة، ولكن ليس لنا من بديلٍ لهذا الوصف، فقارئ الكتاب لا يفهم إلا هذا التفسير. فشيخنا لم يريد الإفصاح عنها بالكثير، وأتى تعريفها بأنها تدعى بخيتة من قبيلة الجموعية (الجعليين) كان زواجه بها في عام 1934، وهو في الثالث والسبعين من العمر، ولم يُعِنْا شيخنا بتفسير عن سبب زواجه بها في تلك السن المتقدمة من العمر؟. ثم لماذا جعلها مجهولة الهوية من بين كل نسائه؟ هذا ما لم يبح به الكتاب! وعند أهل اللغة عندما يرافق النكرة علم يصبح علماً. لهذا نعود ونقول أن حياة شيخنا تحتاج لقلم قادر على السباحة والسياحة في دواخله ليخرج لنا درره وكدره، أما قلمي فأظنه قد جاد بما يستطيع.
    كما قلنا آنفاً، أن أول زيجاته كانت وهو في العشرين من العمر، وقبل أن يكمل عقده الرابع بلغ عدد نسائه أربع، وأتت الخامسة وهو في السادسة والخمسين من العمر. أما السادسة فلا موجب لتكرار ما قلناه. وتعدد نساء شيخنا يقودني لطرفه رواها الأستاذ شوقي بدري في رزمانته بسودانيزاونلاين. ويقول: "أن جدته شقيقة شيخنا (البتول بت ود بدري، وهذا يعني أن بابكر بدري جد لشوقي)، جاءت البتول لبابكر لتخبره بأن فلان الفلانى سيأتى إليه يطلب يدها. فأمتعض بابكر بدري وقال لها: "عرس شنو؟ ما بنتك بقت كبيرة!" فأجابته: " ما انت كل يوم معرس. أنا ما أعرس ليه! أنت قايلنى أنا مريم بنت عمران ؟" ( ترمي إلى أم المسيح عيسى بن مريم).
    في وصف أحداث زواجه بأم أحمد، تأكد لي ما حكاه لي جدي لأمي (الناير عبيد أبوهدية من الشوال النيل الأبيض، رحمة الله عليه)، أن النساء في زمانهم كن يرقصن شبه عاريات وبصفة خاصة العروس (كانت ترقص بالرحط). أما شيخنا فقد رفض أن ترقص البنات أمامه لأنه لا يقبل أن يُمتع نظره ببنات خاطر (نسابته) وهن يرقصن عاريات أمامه. وتحت إلحاحهن توصل معهن لحل يرضي كل الأطراف وهو أن يرقصن داخل المخزن ويبقى هو في مكانه.
    من تقاليد ذلك الزمان حكى شيخنا رواية تجعلك متعجباً من سماحة الناس وبساطتهم في ذلك الزمان. فقال أنه رأى كثيراً من البنات العانسات في الفتيحاب وفي قرى أخرى فلما وصل حلة ود رملي وجد ناظرها الهمام الشيخ محمد رملي، فأوضح له رأيه في تزويج البنات. في الساعة الثامنة مساء قام الناظر بمرافقته وأخذه حتى أوقفه على عدد من الشباب كانوا نائمين في تلك الساعة المبكرة من الليل وقال له: "لمن نزوج البنات؟ ألهؤلاء النيام في هذه الساعة المبكرة من الليل؟ أم لغيرهم؟" وواصل قوله: "عندما كنا في سنهم كنا نسعى للفضاء في مثل هذا الوقت ونضرب الصفقة، فتأتي كل من أنهت عملها حتى يجتمعن فنلعب أو يرقصن، فترتبط بين الولد والبنت المحبة الخالصة من الشوائب والريبة، فيخطب الولد من عَلُقتْ منهن بفؤاده فيتزوجها، أما أولاد هذا الجيل فلا هَمَّ لهم إلا الجلابية المكوية النظيفة واللمَّة والمسرحة والأكل والنوم، أسال الله أن يهديهم".
                  

11-17-2017, 10:32 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كم هو فخر لبلادي، بل للإنسانية جمعاء، أن ي (Re: Ali Alkanzi)


    صاحب المبادرة الأولى لإدخال المرأة السودانية في الخدمة المعاشية:
    في الثالث من ديسمبر 1947 أجتمع بالمستر وليامز وذكر له أن المعلمتين نفيسة عوض الكريم وسكينة توفيق تعينتا في التدريس وعمر كل منهما لا يصل للعشرين عاماً، والآن أصبح عمر كل منهما أكثر من خمس وثلاثين عاماً، وهو عمر يصعب على المرأة فيه الزواج، ولا يجوز أن يقضي الإنسان زهرة شبابه في الحكومة ثم يتكلف غير الحكومة بمعيشته. سأله المستر وليامز ما الذي يقصده بهذه المقدمة؟ أجابه: "أقصد إدخال المعلمتين في الخدمة المعاشية كما هو الحال في بلادكم (برطانيا). وكانت الدكتورة بزلي شاهدة على هذا الحوار فدعمت رأيه. بعد أيام صدق للمعلمتين بالدخول إلى الخدمة المعاشية. وفتحت هذه المبادرته الطريق لبقية المعلمات ثم النساء العاملات من بعدهن بدخول الخدمة المعاشية. إذن كل نساء السودان اللاتي استفدن من الخدمة المعاشية يدن بالفضل لشيخنا.
    هل هو رائد تعليم المرأة في السودان؟ أم من رواده؟
    نجد الأجابة على هذا السؤال في الصفحة (84) من الجزء الثاني من كتابه، حيث يكشف لنا شيخنا حقيقة كانت غائبة عنا في قوله: "أن مدرسة البنات التي أنشأها بمنزله برفاعة في سنة 1907، هي تجربة استقاها من السيد محمد عثمان الميرغني الأكبر الذي أمر بفتح مدرسة الكتاتيب لتعليم البنات بسواكن". وقد رأي شيخنا هذه المدرسة في عام 1310 هجرية (

    عثمان الميرغني الأكبر الذي سبقه في تجربة تعليم المرأة في المدارس المنتظمة.
    شيء مؤسف أن تغيب مثل هذه الحقيقة عن الناس، حتى عن آل المرغني وأبناء الختمية، ولا يشير إليها أحد غير شيخنا بابكر الذي عرف بأمانته وحفظه لحقوق الأخرين. والأكثر أسفاً أن بروفسور محمد عمر بشير، الذي وثق لنهضة التعليم في السودان غابت عنه هذه المعلومة فلم يوردها في كتابه (تطور التعليم في السودان 1898- 1956)، ترجمته هنري رياض وآخرون. غير أنه أشار في كتابه أن تجربة تعليم البنات في السودان بدأها الأب الإيطالي دانيال كمبوني الذي عمل في حقل العمل التبشيري المسيحي في السودان، وعلى اسمه أسست مدارس الكمبوني السودانية. وذكر أن في عام 1877، كان عدد طلاب وطالبات مدرسة الخرطوم 200 بنتاً و300 ولداً.
    هذا يدل على أن تجربة تعليم البنات النظامية لم يكن شيخنا هو أول من ابتدعها، فقد سبقه إليها السيد محمد عثمان الميرغني الأكبر، والأب كمبوني بثلاثين عاماً. إلا أن تجربة السيد الميرغني الأكبر لم تحدثنا عنها كتب التاريخ، لذا نجهل مصيرها! هل تطورت أم ماتت في مهدها؟ كما أننا لا نعلم أي التجربتين أسبق، هل هي تجربة السيد المرغني الأكبر، أم تجربة الأب كمبوني؟ أما الذي لا شك فيه، أن تجربة الأب كمبوني وشيخنا بابكر بدري بقتا إلى يومنا هذا، وستبقيان إلى أمد بعيد إن شاء الله.
                  

11-17-2017, 04:39 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري هل هو رائد التعليم الأول (Re: Ali Alkanzi)

    كنتُ احسبُ أن حظ الشيخ بابكر بدري في الترحيب بسيرته اعظم مما وجد
    ولكن الناس مذاهبٌ
                  

11-18-2017, 10:14 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري هل هو رائد التعليم الأول (Re: Ali Alkanzi)

    سيأتي يوم نضعك في مكانك أيها الشيخ المجهول العطاء
    غفر الله لك في الاولين والأخرين لما قدمت من عمل إن شاء الله لن ينقطع
    فستتوارثه الاجيال جيل بعد جيل
                  

11-18-2017, 02:41 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري هل هو رائد التعليم الأول (Re: Ali Alkanzi)

    قوق فوق شيخنا فوق لانه رائد في حياتنا وليت الزمان يجود بمثله
                  

11-19-2017, 11:55 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري هل هو رائد التعليم الأول (Re: Ali Alkanzi)

    ونواصل الامتاع والمؤانسة مع شيخنا بابكر بدري
                  

11-19-2017, 11:55 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري هل هو رائد التعليم الأول (Re: Ali Alkanzi)

    ونواصل الامتاع والمؤانسة مع شيخنا بابكر بدري
                  

11-19-2017, 12:32 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري هل هو رائد التعليم الأول (Re: Ali Alkanzi)

    إن أمر البقيع لعجبا؟!

    البقيع امرأة خاصة:

    قلنا في مقالنا السابق أن شيخنا بابكر تزوج من النساء ست، ولكن أكثرهن حظوة في قلبه البقيع (بت عثمان) التي تزوجها في يونيو 1887 أثناء حملة ود النجومي لفتح مصر. وللبقيع قصة تستحق الذكر من دون سائر نسائه، فشيخنا تعلق بها تعلقاً لم يكن لنسائه الأخريات حظ مثله. مما يجعل من البقيع هذه امرأة خاصة، ذات سحر ودلال وجمال جعل شيخنا مفتوناً بها. إلا أن للبقيع أم كثيرة الشكوى (نسيبة نقاقة)، تطورت هذه (النقة) إلى أن خيرت شيخنا يوماً بين أمرين، أحلاهما مر. إما أن يترك عائلته ومن فيها (أمه) ويتفرغ (لبنتها)، أو أن يفارغ البقيع!

    جاءه أخوة البقيع يهرعون، ودخلوا عليه ووجدوه واضعاً رأسه على حجر أختهم، وابلغوه بخيار أمهم، والحوا عليه بأن يطلق البقيع إرضاءً لها، ووعدوه بأنهم لن يزوجها لأحد غيره، وستعود إليه ريثما ترضى أمهم. فما كان من شيخنا إلا أن ينحاز لأمة بسجيته، ورفع رأسه من حجر أختهم ونطق بالطلاق، فبكت البقيع بدموع عينيها كما يصف شيخنا، وبكى هو بدموع قلبه المفتون بها. وتفارق الزوجان بعد أن عاشا لعامين في حب ووئام سنرى كيف تطورت أحداثه. وطفق شيخنا يعزي نفسه ببيت شعر مشهور كثيراً ما جرى على لسانه:

    فأي امرئ ساوى أم حليلة فما عاش إلا في شقاً وهوان،

    الانحياز للأم، والتعصب إليها من دون الناس ديدن شيخنا، وحبه وإعزازه وطاعته لوالديه لا يجاريه في مثلها أحد، وقد كفأه الله عن ذلك. فيوم توفيت أمه وهو بعيد عنها في سفر، كانت تقول وهي تنطق بالشهادة: "راضية عنك يا بابكر"، مما أحرج سعيداً ابنها وبنتها السهوة، اللذان كانا عند رأسها وقت احتضارها، حتى أن سعيداً تضايق من ذلك فخرج منها ثم عاد إليها ثانية.

    في أخر يوليو 1889، بعد هزيمة جيش ود النجومي واستشهاده في معركة توشكي، وقع شيخنا أسيراً مع أمه وأخته وكذلك كان حظ البقيع واسرتها. فتم ترحيلهم في مارس 1890 إلى مصر. وبمصر تشتت الجمع، فاشتدت وجد شيخنا ورق قلبه ومنى نفسه بالجمع بالبقيع مرة أخرى، وراح ينشد بقيعاه شعراً، وكأنه مجنون ليلى قائلاً:

    وجودي يا بقيع بزيارة لتشفى مسقوماً له فقدكم أعيا

    وأن الذي أرجوه يا سيدة النساء أن توصلي حبلي وإن كان واهياً

    ولا تعتبي (ستي) بما قد جنيته فقد قل ما دام الوداد تصافيا

    إلى أن قال مرتجلاً:

    ويا ربي يبقى العمر ما قد كتبته وعند (بقيع عثمان) تبقى وفاتيا

    عند وصولهم إلى اسيوط في الطريق إلى القاهرة، جاءه الخبر الذي بدل ذلك الشجي إلى ضنى، وتلك السلوى المرتقبة إلى حزن، مما جعل الجرح يغور ليصل احشاء قلبه. فشيخنا جندي أسير ملك أمره غريب، فكان يمنى نفسه ببقيع عثمان، علها تروح عنه رهق الحياة وعنتها وتخفف عنه وطأة الأسر وهوانه على الناس. فإذا الناعي يقول: "أن البقيع تزوجت!" وبمن؟ بباشا، وأي باشا؟ الزبير باشا رحمة، المنتمي لقبيلة الجعليين (الجميعاب) الذي عمل في التجارة أولاً، ثم تجارة الرقيق والعاج في منطقة اقليم بحر الغزال، حيث أقام دولته هناك وعاصمتها ديم الزبير، وقد كان حليفاً لخديوي مصر، مما دفع الخديوي الاستعانه به لفتح اقليم دارفور ليكون جزءً من الدولة المصرية التركية وقد نجح الزبير في ذلك. ذهب الزبير لمصر لعرض موضوع خلاف وقع بدارفور بينه وبين اسماعيل باشا، إلا أن خديوي مصر أبقاه بالقاهرة خوفاً من أن ينضم للثورة المهدية، فخصص له قصر قديم للسكن. أصبح قبلة يلجأ إليها كثير من السودانيين بمصر.

    مواجهة بين مُحب وزوج:

    عَظُم الحزن والأسى في قلب شيخنا لغدر إخوة البقيع به ونكثهم لوعدهم، فقد أرسلوا إليه رسالة يحثونه ويلحون عليه اللحاق بهم في القاهرة لإعادة تزوجيه بالبقيع، إلا أنهم غلبوا له ظهر المِجَنّ وزوجوا أختهم للباشا. عند دخوله للقاهرة صار يردد الآية 23 من سورة الحديد، التي كثيراً ما استمع لمعانيها ومراميها من الأمام المهدي، ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) وأنشد قول الشاعر:

    وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع

    وإذا بالأقدار تجمعه بالزبير باشا في قصره. وبساحة الاستقبال (الصالون)، وجد الزبير جالساً على كرسيه المفضل ذو العجلات إذا أتكأ عليه جري على البلاط . فأشار عليه أن اجلس، فجلس شيخنا حيث أُمِر، وبدأ بينهما حوار كشف عن مهارة شيخنا وحكمته وحنكته وقدرته على إدارة الحوار:

    الزبير – لأي سبب جئت لمصر؟

    بابكر – يا سعادة الباشا في السودان الناس يخاطرون ليروك، فلما كتب علينا أن نسكن القطر المصري لمدة لا نعلمها جئتُ لأراك وأتعرف بك.

    الزبير – ثم ما السبب؟

    بابكر – أولاد عثمان أولاد خالي (يشير لأخوة البقيع) ووالدتهم توفيت جئت لعزائهم.

    الزبير – ثم ماذا؟

    كلما يعطي شيخنا إجابة، يعود الزبير لسؤاله: ثم ماذا؟ لم يفصح شيخنا عن ما يجيش بدواخله، لأن لا فائدة من الحديث فيه، فقد سبق السيف العزل. انتصب الزبير قائماً وقال لشيخنا: "يقولون أن المرأة التي تزوجتها هي امرأتك؟" فأجابه: بل طليقتي، فرد عليه الزبير: لا بل امرأتك، فاجابه شيخنا: سبحان الله يا سعادة الباشا أنا الزوج الأول أعترف بالطلاق، وأنت الزوج الثاني تدَّعي ضده؟ فأجابه الزبير بلهجة حاسمة: "اسمع يا بابكر أنت جئت للرجوع لمطلقتك؟" ودار حوار طويل ختمه الزبير بقوله: "أن كنت تجبر بخاطري وتعتبرني كوالدك - كان يومها شيخنا في الثلاثين من العمر- تقبل طلاقها مني ورجوعها إليك حتى أتدارك غلطتي!"

    فأجابه: "يا سعادة الباشا هذه البنت الآن صارت في أكبر بيت سوداني وهو بيت الباشا (سرايا الزبير) لذلك لن ترض بي". وينتهي المشهد الدرامي بقول الزبير: "علي الطلاق (راضينا بيك)، فحينما أخبرتها بوجودك جرت مدامعها وبدأ عليها الحزن". وتمر الأيام ويُوفي الزبير بما وعد، وتُطلقْ البقيع.

    بصواردة وهي قرية مصرية، كان لقاء شيخنا بزينب الأخت الكبرى (لأولاد عثمان) وللبقيع، واصفاً أيها بأنها امرأة ماهرة ماكرة، تعرف كيف تصل لأغراضها" . خاطبته مبشرة أنهم عازمون على تزويجه بالبقيع عملاً بوصية الباشا (يعني الزبير) فأبدى شيخنا رغبة عظيمة في العودة إليها، ولكن دون شروط، إلا أنه على استعداد للسكن معهم بدنقلا، وإرسال أمه التي يحبها ويعزها إلى امدرمان، لأن لها في امدرمان زوج وأولاد. خرجت زينب من شيخنا ثم عادت إليه تبشره بأنها والبقيع موافقتان على عرضه. فأجزل لهما العطاء بجملين مُحَملين بالتمر، وجملين أخرين لنقل أغراضهما إلى دنقلا . وتطوع هو بقيادة الجمل الذي ستركبه البقيع، مشبهاً نفسه بالحجاج بن يوسف - على حد قوله - الذي قاد جمل هند بنت النعمان، قاصداً بها عبدالملك بن مروان، خامس الخلفاء الأمويين، وعبدالملك يُعدُ من أعظم خلفاء بني أمية حتى أنه لقب بأبِ الملوك (حكم65 ه-86 ه/685-705م).

                  

11-19-2017, 01:18 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: Ali Alkanzi)

    من لم يقرأ عن البقيع وقصة حب شيخنا لها فما قرأ في الحب قصيدة او قصة
                  

11-20-2017, 07:02 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: Ali Alkanzi)

    انت في العلا يا شيخنا
                  

11-21-2017, 06:10 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10865

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: Ali Alkanzi)

    أخونا الجليل علي الكنزي ‏
    تسلم أخي علي
    فأنت بصدق رجل كبير القدر، و شخص مطلع و واسع الأفق و الفكر. فقد قدّمت لسيرة بابكر بدري و لكتابه بأسلوب ‏جميل. و قدمت خدمة كبيرة لمن لم يقرأ السيرة.‏
    و كما ذكرت أنت فإن سيرة الرجل غاب عنها النقاد و المحللون. رغم وجود الكتاب في المكتبات لعشرات السنين( و لم ‏يختف إلا في السنوات الأخيرة). ‏
    و الكتاب كما ذكرت ليس فقط سيرة ذاتية( و إن كانت السيرة الذاتية نفسها لمثل هذا الرجل لهي شيء بالغ الفائدة و الأهمية ‏و يوجب الاطلاع عليه).
    فالكتاب عبارة عن توثيق تاريخي لفترة المهدية و ما بعدها و توثيق للحياة الاجتماعية و للحياة ‏الفكرية.. فمهما قلنا لا نوفي الرجل حقه.‏
    و تأتي فرادة الكتاب في أنه كتبه و هو في سن متأخرة من العمر.. و أنه سبق الكثيرين من أهل الفكر و السياسة و المجتمع ‏في القيام بالتوثيق...
    ....مخالفا بذلك ما طُبِعَ عليه السودانيون عموماً.‏
    فالرجل من كل جوانبه يعتبر فلتة في الزمان و الفعل .‏
    غريبة: أول مرة أقرأ أن محمد فريد ابو حديد الكاتب المصري الذي قرأنا له في صبانا عدة كتب ،قد أطلع على كتاب بابكر ‏بدري...(يعني بالمختصر المفيد نحن مقصرين). ‏
    لك الشكر يا أخونا علي فأنت رجل احساسك عالي و رجل تحتفي بالمكرمات و حسن الفعل و السيرة
    ملحوظة: كتاب حياتي موجود في النت لمن يود الاطلاع عليه.‏
                  

11-21-2017, 06:23 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10865

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أما قصة المواجهة أو الحوار الذي دار بين الزبير باشا و بابكر بدري فهو قصة عجيبة فعلا كما ذكرت..و هي لحظات ‏كانت مليئة بالشجن و العاطفة و الوجد و بالحيلة و الذكاء و الرغبة. هذا اللقاء كان حريا به أن يصوغه فنانونا و كتابنا ‏المسرحيون في شكل درامي.. هذا موقف يمتاز مشحون بكل البواعث الدرامية لكتابة مسرحية أو قصة..‏
    رجل خارج من الأسر يقف أمام باشا في قصره يتمرغ في النعيم و قد تزوج بمن كانت امرأته ...
    يحدث كل ذلك في ‏ظروف تغلب عليه ظروف الحرب و غبار المعارك لا يزال يزكم الأنوف و يسد باحة الأفق..‏
    يقف أمام الباشا ...و الباشا يدرك مقصده ..فيحاوره و يداوره بكل صفاقة ...صفاقة من يعرف ما يخبئه الطرف الآخر...
    ....و لكنه في نفس ‏الوقت يحمل في داخله قلب فارس يعرف شروط النزال و يعرف شروط المنازلة و لا يقبل بأن يطأ قلبا تشبع بحب حبيبة ‏غيره أولى بها..‏
    فأي ظرف أكثر من هذا و أي موقف درامي أكثر من هذا ينتظره الكتاب و الفنانون لكي يبدأو في كتابة نص درامي يوثق ‏التاريخ و يُطرب السماعة و القراء؟
    و هنا أذكر كيف قصة قد تكون شبيهة بها أو أقل منها خلبت ألباب العالم ...و رغم أنها سودانية في الأصل و بطلتها ‏سودانية(عايدة) ..
    فقد وجدت القصة التي عثر عليها جنود نابليون ضمن آثار مصر بالصدفة فأعجبتهم ..
    و هكذا طريقها للعالمية من خلال كتابة اوبرا للموسيقار العالمي فيردي و هي اوبرا عايدة...‏
    فمتى نفيق نحن..متى؟
                  

11-21-2017, 09:25 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الاخ محمد عبدالله الحسين
    قصة البقيع لم تكتمل بعد وفعلا هي ملحمة عشق فريد فقد تتبع اثرها شيخنا حتى اجمتع بها وسنرى ماذا وقع غداً ان شاء الله
    ليس من حقي أن اعيب احد على تقصيره ولكني كنت أحسب أن يكون هناك احتفاء بهذا الانسان الذي اعتبره فريداً فيما حققه من نجاح
    والغريب في الامر أن مشروعه رأى النور بعد أن نزل المعاش
    لك ودي اخي العزيز محمد عبدالله الحسين،
                  

11-21-2017, 10:25 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الاخ محمد عبدالله الحسين
    قصة البقيع لم تكتمل بعد وفعلا هي ملحمة عشق فريد فقد تتبع اثرها شيخنا حتى اجمتع بها وسنرى ماذا وقع غداً ان شاء الله
    ليس من حقي أن اعيب احد على تقصيره ولكني كنت أحسب أن يكون هناك احتفاء بهذا الانسان الذي اعتبره فريداً فيما حققه من نجاح
    والغريب في الامر أن مشروعه رأى النور بعد أن نزل المعاش
    لك ودي اخي العزيز محمد عبدالله الحسين،
                  

11-21-2017, 07:32 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: محمد عبد الله الحسين)

    الاخ محمد عبدالله الحسين،
    مداخلتك حول سيرة الرجل الذي لم يجد قدره بين أهل السودان الشيخ بابكر بدري اعادت لي بعض التوازن النفسي
    على المستوى الشخصي وعلى مستوى من تحدثت عنه.
    فوصفك لي بأني:
    Quote: فأنت بصدق رجل كبير القدر، و شخص مطلع و واسع الأفق و الفكر. فقد قدّمت لسيرة بابكر بدري و لكتابه بأسلوب ‏جميل. و قدمت خدمة كبيرة لمن لم يقرأ السيرة

    إن هذا الاطراء المنصف يحتاجه المرء في مسيرته لميضي قدماً ويقدم جهداً آخراً، وبكل أسف في هذا المنبر وصفني الكثيرون من المتداخلين في مواضيع آخرى طرحتها باوصاف هي مضادة لما تقول.
    هذا من الجانب النفسي الشخصي وشكراً لهذه الكلمات التي أتمنى أن اكون قدرها.
    أما من ناحية الطرح، لا اريد أن اقول أني اصبتُ بخيبة ولكن كنتُ أحسب أن طرحي هذا سيشعل المنبر ويكون هناك أكثر من متداخل فيه ولكن يبدو أنه من الواجب على الصبر وامضي في
    مواصلة استعراض كتاب تاريخ حياتي لشيخنا الجليل بابكر بدري فربما يحدث تعليق في الايام القادمات
    علماً بأني ساعود في وقت لاحق للتعليق على مداخلتم الثانية
    لك ودي واكرر الشكر
                  

11-21-2017, 09:49 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10865

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: Ali Alkanzi)

    أخي الشفيف علي الكنزي
    لدي ملاحظة بسيطة حول رواية بابكر بدري لحادثة الزنا
    و هي التي عاب الناس على بابكر بدري ذكرها باعتبارها النقطة السوداء في مذكراته.‏
    طبعا نحن لا ندري السياق و الظروف التي حدثت فيه القصة المشار إليها.‏
    فذُكِر أن كتابة السيرة كانت بعد أن بلغ بابكر بدري الثمانين من العمر و أن قصة الزنا حدثت و هو على اعتاب ‏العشرين.
    بالتالي فإن القصة قد حدثت قبل اكثر من ستين سنة حين ذكرها الشيخ.
    فقد يكون تلك المرأة قد توفيت قبل ‏خمسين أو اربعين او ثلاثين عاما .
    و بالتالي حين ذكر الاسم لم تكن الشخصية معروفة بالاسم لدى الناس.. أو لربما ‏رحلت من الحي أو لربما كانت معروفة لدى الناس بتلك الأفعال.
    و بالتالي تنتفي الفضيحة أو ان الاسم الذي ذكره هو اسم مستعار.‏
    و لا أظن أن بابكر بدري الرجل الذي عُِرف باحترام المرأة و باحترام العادات و التقاليد و بتمسكه بالاداب الدينية يفوت ‏عليه مثل ذلك التصرف.خاصة بعد
    أن كبر في العمر.‏
    فالقصة فيها فجوات عديدة.و لا أظن ذكره لتلك الحادثة يقلل من شأنه أو من شأن المذكرات.‏
    و إلى الأمام يا حبيبنا علي و جزاك الله خيرا ‏
                  

11-22-2017, 02:05 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أعجزتني أخي محمد عبد الله الحسين
    اي الكلمات استخدم تجاه ودك الاسفيري واعطيتني زخم نفسي أحتاج إليه في البقاء في منبر سودانيزاونلاين
    فقد واجهني أخرون بكلمات ليست جارحة فحسب بل تستشف منها انك Persona non grata
    ولكن طالما مثلك موجود في المنبر فلن اغادر ابدا.
    ونعود لقصة شيخنا وما بقى منها امتع مما مضى
    ولك ودي اخي الشفيف محمد
                  

11-22-2017, 02:43 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: Ali Alkanzi)

    شيخنا والحجاج بن يوسف الثقفي:

    لعلها سانحة أن نروي فيها قصة الحجاج مع هند التي لم ترد في كتاب شيخنا، لأنها قصة غريبة الأطوار تستحق الذكر. والقصة تقول أن هند بنت النعمان كانت أجمل وأحسن نساء زمانها. وصل وصفها إلى الحجاج بن يوسف الثقفي، فخطبها وبذل لها مالا كثيرا وكتب علي نفسه مؤخر صداق مائتي ألف درهم. دخل عليها ذات يوم دون أن تحس به، وهي تنظر في المرآة وتقول:

    وما هند إلا مهرة عربية سليلة أفراس تحللها بغل

    أن ولدت فحلا فلله درها وان ولدت بغلا فجاء به البغل

    بعد سماع قولها غفل الحجاج راجعا، ولم يدخل عليها بعد ذلك. ولم تعلم هند لماذا أعتزلها زوجها؟ فهي تجهل أنه قد سمع قولها فيه. قرر الحجاج طلاقها فبعث إليها عبدالله بن طاهر فدخل عليها عبدالله وقال لها :"يا امة الله، يقول لك الحجاج أبو محمد أن لك عليه باقي صداق مائتي ألف درهم وقد أحضرتها معي، وقد وكلني بطلاقك منه". فقالت: "اعلم يا ابن طاهر أننا كنا معه والله ما فرحنا به يوما قط، وان تفرقنا والله لا نندم على فراقه أبداً. هذه المائتين ألف درهم هدية لبشارتك لي بخلاصي من كلب بني ثقيف".

    علم عبدالملك بن مروان بقصتها مع الحجاج، ووصفوا له حسنها وجمالها وقدها واعتدالها وعذوبة حديثها، فأرسل إليها من يخطبها له. فجابته في كتاب تقول فيه :"بعد الثناء على الله والصلاة علي نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم أما بعد، فأعلم يا أمير المؤمنين أن الكلب ولغ في الوعاء". إشارة ذكية بأن الحجاج قد قضى منها وطراً.

    لما قرأ عبد الملك بن مروان كتابها ضحك وتعجب من قولها وفهم ما ترمي إليه، وكتب إليها مجاوباً، بقوله: "أما بعد: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إذا ولغ الكلبُ في إناء أحدكم فليغسله سبعاً إحداهن بالتراب" . فلما قرأت كتابه لم يكن لها إلا أن توافق. وكتبت إليه تقول:" بعد الثناء على الله والصلاة علي سيدنا محمد صلي الله عليه وآله وسلم، إني لا أجيز العقد إلا بشرط، فان قلت ما الشرط ؟ أقول: أن يقود الحجاج محملي إلي بلدك الذي أنت فيه ويكون حافياً وبهيئته التي كان فيها قبل أن تجرى له الأمارة". فلما قرأ عبد الملك كتابها وافق علي شرطها، وأرسل إلى الحجاج يأمره بهذا. فلم يكن للحجاج بدٌ إلا الانصياع. وذهب إلي هند وطلب منها أن تتجهز ففعلت. فلما ركبت المحمل وركب جواريها وخدمها ترجل الحجاج وهو حافي القدمين واخذ بزمام البعير يقوده وسار بها!! فصارت تتندر وتضحك عليه مع جواريها ثم خاطبها قائلاً :"اكشفي لي ستارة المحمل؟" فكشفته حتى بأن له وجهها، فضحكت عليه فانشد هذا البيت:

    فأن تضحكي مني فيا طول ليلة تركتك فيها كالقباء المفرج

    أي تركها ولم يغشاها ليلاً حتى اصبحت كالثوب المهمل الذي لا صاحب له.

    فأجابته ببيتين:

    وما نبالي إذا أرواحنا سلمت بما فقدناه من مال ومن نسب!

    فالمال مكتسب والعز مرتجع إذا النفوس وقاها الله من عطب

    ولم تزل تضحك وتتندر عليه إلى أن وصلت بلد مروان، فرمت من يدها ديناراً علي الأرض وقالت له: "يا جمال، سقط منا درهم". فنظر الحجاج إلي الأرض فلم ير إلا ديناراً فأجابها:"هذا دينار". فقالت: "بل هو درهم". فقال لها: "بل هو دينار". فقالت: "الحمد الله الذي أبدلنا بالدرهم ديناراً". ففهم الحجاج اشارتها بأي الرجال أبدهلها الله، وخجل من ذلك، وأدخلها إلى قصر عبد الملك.

    مَوَاعِيدَ عُرْقُوبٍ أَخَاهُ بِيَثْرِبِ:

    أما شيخنا فقد شبه نفسه بالحجاج لالتقاء قصتهما في كثير من الحوادث، إلا أن شيخنا كان أوفق حظاً عند البقيع من الحجاج عند هند. والبقيع لم تتمن فراق شيخنا ولكنها أجبرت عليه، أما هند فقد سعت له حتى نالته وكافأت من بشرها بطلاقها. كما أن شيخنا كان يكفيه من البقيع رفقتها في السفر إلى مدينة العرضي والتمتع بأنسها. لكن البقيع تمنعت عليه طوال الرحلة، لحيائها الشديد واحتشامها كعادة الخطيبة في ذلك الزمان. كما أن شيخنا كان يقود ناقة البقيع ليزفها لنفسه، أما الحجاج فكان يقود ناقة هند ليزفها لعبدالملك، وكانت الأخيرة تتندر وتتفكه هي وجواريها على الحجاج، أما البقيع فكانت صامته وليس لها من الجواري حظ، ولكنها صاحبة محمل كمحمل هند.

    رغم الحشمة والجفاء المفتعل من البقيع لشيخنا، إلا أنه سعد بصحبتها ورفقتها، وكان يكفيه أنها بالهودج، وأن الهواء يأتيه من ناحيتها حاملاً رائحة عطرها وعرقها الممزوج بعبق ذكريات أيام خلت كان يضع رأسه على حجرها ونحرها ليقرأ كتاباً. ما زال شيخنا يسبح مع خياله وأشواقه إلى أن حط الركب بمدينة دنقلا العرضي حيث مقر أهل البقيع.

    عندما أنيخت الأحمال واستقر الناس إلى مساكنهم، طلب شيخنا تزويجه، فماطلته زينب بدعوى غياب إخوتها، ولكنهما ساومتاه بطلاق حفصة قبل الزواج بالبقيع. فكاشف حفصة بما هو مقدم عليه، فنصحته أن لا يستجيب لطلبهن لأنهن نساء ماكرات، لن يوفين بوعدهن. وأردفت قائلة: "بأنها ألفته وأحبته ولا تريد فراقه، وليس لديها مانع أن تكون زوجته الرابعة، فليبقيها في حباله". ولكن شيخنا رضخ لهوى النفس، وخفقات القلب، واستجاب لضغوط زينب، وكان طلاقه لحفصة بعد أن دفع لأمها مؤخر الصداق. لكنه في النهاية لم ينل من البقيع حظاً. وفي طريق عودتهم إلى امدرمان تدارك خطأه وأعاد حفصة إلى عصمته.
                  

11-23-2017, 06:01 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10865

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: Ali Alkanzi)

    أخي العزيز علي
    يا أخي علي انت انسان لطيف و تحمل قلبا كبيرا...حسب ما استشففت ذلك من خلال موضوعاتك و ردود أفعالك..‏
    لا تهتم كثيرا .فالكتابة في المنبر تحتاج لشوية برود تجاه بعض الردود و كذلك تجاه عدم التجاوب مع الموضوعات التي ‏تراها انت مهمة ..فالناس تفضيلاتها و مشاربها تتباين و تختلف..
    و ممكن يكون هناك متابعين و معجبين بموضوع تكتبه و لكن لا يعبّرون ‏عن ذلك بالرغم من متابعتهم لما تكتب. ‏
    بالنسبة لقصة الشيخ بابكر بدري بالرغم من انها ليست جديدة و لكنها تحمل الكثير من المواقف التي تحتاج لتعليق و لي ‏وقفة و لي اعجاب لسيرة هذا الشخص..‏
    لكن لاحظت شيء غريب أن هؤلاء النسوة أقصد زوجاته، تتسم مواقف بعضهن بنوع من المكر و الاستغلال و الضغط ‏الشيء الذي لا يتوقعه من نساء ذلك الزمان..‏
    أخيرا تحياتي ‏
    و اصل و نحن متابعين..‏
                  

11-23-2017, 06:40 AM

mekki
<amekki
تاريخ التسجيل: 06-15-2003
مجموع المشاركات: 3433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: محمد عبد الله الحسين)

    شكرا صاحب البوست وضيوفه الكرام
    من اجمل ما قرأت في سودانيز

    محظوظ جدا جدا من قرأ كتاب الشيخ بابكر بدري حياتي الجزء الاول
    وبحمدالله قرأته في فنرة خصبة من حياتي وهي ايام تواجدي بالاحفاد الجميلة

    هذا الكتاب فيه حكم وامكانية اتسخلاص افكار عميقة جدا

    تحياتي ومعاها بوسة كبيرة

    مكي الاحمدي
                  

11-23-2017, 09:04 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: وإن من أمر البقيع مع شيخنا بابكر بدري لعجب (Re: mekki)

    الأخ mekki
    لك مني السلام ومقرونة بقبلة كمان وليس بوسة بس
    أنت قلتً :
    Quote: من اجمل ما قرأت في سودانيز

    لا تستطيع أن تتصور ما هو الاثر النفسي لانسان صار عضواً المنبر منذ شهرين ولقى من الاوصاف ما لقى (مجنون ، مريض نفسي، باحث عن الشهرة، كيسو فاضي، قاتل الملايين، ارهابي، وهابي، اكل مال الحرام، ألخ) فيأتي مثل تعليقك هذا وفي صباح الخميس إنه يفعل فعل السحر في نفسي ويؤكد لي أن في سودانيزاونلاين هناك اناس يقدرون جهود الاخرين.
    هذا ما عنى لي عن نفسي، ونعود لصاحب الامر وهو الشيخ بابكر بدري الذي يجهله إنسان السودان ولا يعلم عن عظيم عطائه كثير شيء فقد اوفيته بعض حقه وانت تقول:
    Quote: محظوظ جدا جدا من قرأ كتاب الشيخ بابكر بدري حياتي الجزء الاول
    وبحمدالله قرأته في فنرة خصبة من حياتي وهي ايام تواجدي بالاحفاد الجميلة
    هذا الكتاب فيه حكم وامكانية اتسخلاص افكار عميقة جدا

    فشكراً لك وليت الطرح يجد قراء آخرين يدلون بدلوهم
                  

11-23-2017, 07:15 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من لم يقرأ قصة حب شيخنا بابكر بدري لزوجته � (Re: Ali Alkanzi)

    نطمع بالاحتفاء بهذا الرجل الفرد الفذ شيخنا بابكر بدري
                  

11-23-2017, 10:50 PM

قسم الفضيل مضوي محمد
<aقسم الفضيل مضوي محمد
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 2608

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من لم يقرأ قصة حب شيخنا بابكر بدري لزوجته � (Re: Ali Alkanzi)

    سلام يا اخ علي ...
    لم اطلع من قبل على سيرة بابكر بدري ...
    ولكن الجابني هنا هو قصة أسره في مصر في حملة عبد الرحمن النجومي ...
    فقد كانت جدتي أم أبوي ووالدتها في تلك الحملة ...
    بل لقد ولادة والدة أبي في مدينة دنقلا فقد كانت والدتها حامل بها عند تحركهم من منطقة الخرطوم الحالية ...
    وقد توفيت جدتي وأنا صغير جدا ولكن ذكر لي اخي الاكبر انها كانت تذكر لهم بأنهم تم اسرهم من المصريين ومن المؤكد انهم عاشوا في مصر في منطقة رشيد ودمياط لأنها كانت دائما تذكر لهم رشيد ودمياط مما يعني ان المصريين قد ذهبوا بهم الى دلتا مصب النيل في البحر الابيض المتوسط ...
    وقد حضروا للسودان وعمرها كان حوالي 7 سنوات ...
    لذلك لم تكن تتذكر الكثير من الاحداث ولم تكن تعرف عنها شيئا ...
    و لا يوجد للأسف توثيق من والدتها لما جرى في تلك الحملة او أن التوثيق قد ضاع بموت كبار السن من الاجداد ...
    ما دفعني لكتابة هذه المداخلة هو انهم بالتأكيد كانوا مع بابكر بدري في نفس الحملة ...
    كما تبين عودتهم للسودان وعدم سبيهم كعبيد أو قتلهم عن معاملة كريمة تلقوها من المصريين (هذا مجرد ظن مني) ...
    .
    .
    تحياتي مرة اخرى لك ولضيوفك ...
    وأين يمكن ان نجد نسخة pdf لكتاب بابكر بدري ؟
                  

11-24-2017, 07:29 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من لم يقرأ قصة حب شيخنا بابكر بدري لزوجته � (Re: قسم الفضيل مضوي محمد)

    الاخ قسم الفضيل مضوي
    لك ودي في صباح هذا اليوم المبارك الجمعة ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧
    وشكراً لمداخلتك التي اثرت الحوار خاصة فيما يخص من وقع اسيراً في ايدي القوات المصرية والانجليزية وسيقوا إلى مدن مصر وريفها وفيهم من تمكن من العودة للسودان وفيهم من بقى بمصر
    أما سؤالك عن:
    Quote: تحياتي مرة اخرى لك ولضيوفك ...
    وأين يمكن ان نجد نسخة pdf لكتاب بابكر بدري ؟

    فقد سبق أن سألته أخت في هذا المنبر ولكن في طرح آخر وتطوع أحد الاخوة ونزل رابط الكتاب كبي دي اف
    أتمنى أن اعثر على ذلك الطرح وافيدك فيه أو أن يقرأ طلبك هذه من له علم بكتاب تاريخ حياتي في الشبكة
    لك ودي وسلامي
    سبحان الله قبل أن ارسل الموضوع للاضافة اجريت بحثاً في الشبكة وإليك النتيجة
    السلام عليكم
    وجدت نسخة مصورة لهذا الكتاب النادر في نوعه وفي أسلوبه في مكتبة جامعة الخرطوم
    ونحن نحرص على التوثيق لتاريخ السودان لمآرب أخرى!!!!
    رابط الجزء الأول
    http://lib.uofk.edu/multisites/UofK_...0life%20p1.pdf
    رابط الجزء الثاني
    http://lib.uofk.edu/multisites/UofK_...0life%20p2.pdf
    رابط الجزء الثالث
    http://lib.uofk.edu/multisites/UofK_...0life%20p3.pdf
    مع ملاحظة أن أحجام الكتب كبيرة نوعا ما فهي:
    50 116 95 MB على الترتيب
    __________________
    اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَأَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ قَلْبًا سَلِيمًا، وَلِسَانًا صَادِقًا
                  

11-24-2017, 10:11 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10865

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من لم يقرأ قصة حب شيخنا بابكر بدري لزوجته � (Re: Ali Alkanzi)

    أخي علي الكنزي
    تعرف يا أخي علي: المرأة كما ورد في مذكرات بابكر بدري تصلح نموذجا للاستشهاد به في وضع المراة خلال فترة المهدية و ما ‏قبل الاستقلال.‏
    فالمرأة في تلك الفترة كانت تملك قرارها و لها احترامها..يعني جندرة مبكرة..
    تسلم اخي علي
                  

11-24-2017, 05:04 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من لم يقرأ قصة حب شيخنا بابكر بدري لزوجته � (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أخي محمد عبدالله الحسين،
    وجودك معي يؤازرني ويشد من ازري واتفق معك أن للمرأة في العهد ما قبل المهدية لها شخصيتها وذلك يظهر في تبني والدة شيخنا بابكر بدري التي اشرفت على تربيته وتعليمه برغم أن اباه كان موجوداً
    دعني احكي لك طرفة كنتُ شاهد عليها، وهي ان الاحفاد تمنح منطقتنا اربعة منح دراسية سنوياً. وكان وجودي بمكتب البروف قاسم بدري يرتبط بهذا الامر. ودخل علينا رجل في الاربعينات من العمر برفقة امرأة تقاربه في العمر ومعهما بنت شابة
    ابتدرت المرأة الحديث مع البروف وعرفته بنفسها وزوجها وبنتها وقالت انهم مقتربون في الخليج وتريد أن تلحق ابنتها بجامعة الاحفاد .
    وواصلت حديثها تبحث عن مدخل للبروف قاسم بدري، وقالت:
    أنني حفيدة البقيع زوجة جدك بابكر بدري؟
    فما كان من البروف إلا أن قال وامام زوجها وبنتها والمكتب ممتلئ بالبشر:
    لا إله إلا الله ، اتاري جدي دا ما ساق البقيع بالجمل من مصر حتى دنقلا إلا لمثل هذا الجمال طيب حبوبتك دي ما بتكون حورية عديل!
    وحقيقة المرأة كانت ذات جمال ساحر حتى انك لا تشعر بوجود لبنتها بقربها
                  

11-25-2017, 10:24 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: من لم يقرأ قصة حب شيخنا بابكر بدري لزوجته � (Re: Ali Alkanzi)

    [email protected]
    7-9
    المرأة في حياته
    حفصة وطلاق الثلاث
    جرى في مورثنا وعرفنا السوداني المتجذر بقيم الإسلام، أنه ليس من المقبول ولا المعقول التطفل والتطرق للحياة الخاصة للآخرين، فما بالك إن تعلق الأمر بالنساء؟ ومن بين النساء الزوجة؟! إذن تكون الحرمة أعظم، فتلك منطقة يحترق فيها من يقترب منها، دع عنك من يحشر أنفه ويجعل من نفسه رقيباً وحسيباً في شأن ليس له فيه ناقة ولا جمل. إن حدث ذلك فعين المرء مهدرة امتثالاً لما جاء في السنة المطهرة، فقد ثبت أن ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لو أَنّ رجلاً اطَّلعَ في بَيتِ قوم بغير إذْنهم ففَقَؤُوا عينَه - أَي شَقوها- لم يكن عليهم شيء). فما أنا مقدم عليه يعد من هذا القبيل، غير أن شيخنا من خلال كتابه (تاريخ حياتي) أذن لنا بالدخول لداره الرحبة، والتعرف إلى أهله، ومن بين الأهل الزوجة والأم والأب، والابن والابنة، والأخ والأخت. لذا فليسمح لي القارئ أن أحدثه عن أمر يتعلق (بحفصة) زوجة شيخنا.
    نجد أن موقف شيخنا تجاه المرأة لا يحتاج لكثير مزايدة، فهو عمل ستبقى أثاره ونتائجه ظاهرة تحدث عن نفسها في كل يوم ما بقيت مؤسسات الأحفاد قائمة. ولكن في مقالنا هذا نريد أن نطرح سؤالاً مشروعاً ونسعى للأجابة عليه من واقع روايات شيخنا والسؤال يقول: هل كان لشيخنا ضحايا من النساء؟ بالكتاب وقائع تسمح للناقد أن يلحق مثل هذا الوصف بشيخنا دون يرتجف قلمه. يظهر ذلك جلياً في علاقته مع زوجته حفصة، فهي ضحية لتناقض عاش في دواخل شيخنا، فمن ناحية وبعد هزيمة دولة المهدية وعودة الاستعمار (الإنجليزي المصري) للسودان في أقل من عقدين من الزمان، نجد أن شيخنا أصبح رجلاً مجدداً، اهتدى لطريق واحد كأداة لمقاومة الاستعمار واخراجه، علاوة على أنه أداة لتنمية الأفراد والبلاد. ألا وهو التعليم، الذي نذر شيخنا ما بقى له من عمر وجعله رسالته في الحياة، وكانت مدارس الأحفاد الخاصة للبنين والبنات.
    ولكن من الناحية الأخرى، نجد شيخنا يسير على دين آبائه، ويمارس الكثير من طبائع وعادات زمانه، منسجماً مع بعضها وكاره لأخرى، فهو يشعرك أن دواخله تنازعه تجاه الكثير من الممارسات الخاطئة، فلا يليق بمثله تبنيها. والوجه الأخر لشيخنا يظهر جلياً في قصته مع حفصة، مما يستدعي الوقوف عليها والتأمل فيها علنا نجد ما يعيننا على فهم داوفع شيخنا واسباب ربما تدفعنا لأن نجد له عذراً في طلاق خير نسائه (حفصة) بطلقات بلغن ثلاث ندم عليها، حتى بلغ به تأنيب الضمير أن يبحث له عن مخرج يعيد حفصة لبيتها فلم يتيسر.
    سبق وأن ذهبنا في القول واصفين البقيع بأنها امرأة خاصة، ولكن من تستحق تلكم الخصوصية عندي هي حفصة. فرغم مجيئها الثالثة من حيث ترتيب الزواج كما بينا، إلا أن القارئ لكتاب (تاريخ حياتي) يحس أنها الأولى على جميع نسائه لدواعي شتى سنوردها تفصيلاً.
    أولها: قبلته واختارته زوجاً لها من بين خطاب كثرُ - وكلاهما اسيرا حرب بمصر- فقد رأت أمها فيه الفضل والسماحة في الخلق زوجاً ومطلقاً، هكذا وصفته.
    أما الثانية: تزوجته بعيداً عن الأهل، بعيداً عن الديار، فكانت له نعم الأنيس والرفيق.
    ثالثهما: كانت اقل نسائه مهراً، فأنطبق عليها قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم (أقلهن مهراً أكثرهن بركة). قال إنه صرف على زواجها مائتين وسبعين قرشاً.
    رابعها: امرأة لا تعص له أمراً وتؤثر أمه على نفسها. عندما أُطْلِقَ سراحهم من الأسر وسمح لهم بالعودة إلى السودان، وافقت أن تواصل رحلتها الطويلة التي امتدت لمئات الكيلومترات من صرص بالقرب من حلفا حتى دنقلا العرضي، راجلة على قدميها تاركة الحمار لأمه. وأنظر إليه وهو يقول عنها: "أما زوجتي حفصة فكانت سائرة على رجليها ولم تبدي لي أو لغيري تذمرا. بل أحياناً تحمل عني عبدالباسط على ظهرها. وكنت أذكر لها هذه الحسنة كلما استأءت منها".
    خامستها: إنها امرأة ولود: وهذا توافق آخر مع قول رسول الله، منها رزق بأول ذرية له بعد زواج دام معها لأكثر من عشر سنوات، كما تزوج من قبلها بسنوات كل من حواء والبقيع ولم يزرق منهن بذرية.
    سادستها: هي له زوجة وخادمة: هكذا وصفها عندما أراد طلاقها والعودة للبقيع : "هي زوجتي وخادمتي" حسب تعبيره، وذلك عندما اصرت زينب أخت البقيع بأنهم لن يزوجوه بالبقيع مرة ثانية إلا إذا طلق حفصة، استعطفته حفصة قائلة : "سمعتُ أنهم يريدون أن يطلقوني منك ويماطلونك حتى أستعد - أي أكمل العدة - ويزوجوني للحسن ولد الفضل ويمنعونك البقيع. فقل لهم أنا طلقت حفصة، وأنا ارحل مع أمي إلى بيت خالتي عائشة، إن زوجوك البقيع أنا مع ثلاث زوجات اقبلك رابعة، لأني ألفتك". فنهض شيخنا قائماً وهو يحدث نفسه قائلاً " هذه خادمتي وزوجتي، وتلك سيدتي وزوجتي" وعزم أن يبقى مع حفصة مسترشداً برايها. ولكن رغم هذا التوسل والتعلق والتَعَقْلُ رضخ شيخنا أخيراً لرأي زينب وطلق حفصة ولكن أهل البقيع حبسوها عنه ولم يزوجوها له. وفي الطريق إلى أم درمان رجع إلى حفصة.
    سابعها: تعمل بنصائحه وتهتدي بهديه. حكى أنه اشترى لها حجولاً من فضة ففرحت بها أيما فرح، حتى تكبرت على النساء، وفي يوم أتت نسوة من اسر معروفة لزيارتها، فعند وداعهن لم تقم من مقعدها بدعوى انها مثقلة بزينة النساء، فودعتهن وهي جالسة، مما اضطر شيخنا استخدام دبلوماسيته المعهودة والخروج مع النساء ووداعهن بحرارة. وعاد ناصحاً وموبخاً لحفصة قائلاً: "علام تتكبرين! أنسيت جوع بلادنا؟ وسعيك من صرص راجلة حتى (العرضي) يرمي إلى دنقلا؟ أم نسيت دردوم الودك –(الودك هي دهون الحيوان التي تجمع لترطيب البشرة، فهي كريمات ذلك العصر، وما زال استخدامها جارياً)- حينما دخلت أم درمان؟" وقال: أنها من ذلك اليوم أتعظت واخذت تجامل الناس وتعاملهم بالحسنى والأدب والذوق.
    ثامنها: أمضت في نفسها حكم أبيه، جاء في احد الأيام من السوق ووجد بعض (عفش البيت) أثاث المنزل مجمع للرحيل وزوجته حفصة وأمها مريم على ساحة الديوان الخارجي، فسأل والدتها عن سبب ذلك؟ فأجابت: " أبوك طلقنا!". وأنظر لشيخنا وطاعته لوالده في الزواج والطلاق، فرغم رغبته وارتباطه بزوجته حفصة التي أنجبت له أول ذريته، رغم ذلك كله أجاب أم حفصة قائلاً: " إذا كان والدي لا يرضى ببقاء ابنتك معي فأن أمضي ما أمر به أبي" ولم يمر الأمر إلا بعد أن استرضت حفصة (نسيبها) أي والد زوجها.
    تحضرني قصة مماثلة طريفة تشابه في بعض جوانبها قصة طلاق شيخنا بابكر بدري لزوجته حفصة الذي أجاز فيها حكم أبيه. وتقول الطرفة: أن الأصمعي وهو عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي،(121 ه- 216 ه/ 740 - 831 م) أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان، كان كثير الطواف في البوادي يقتبس علومها ويتلقى أخبارها ليتحف بها الأمراء، فيكافأ عليها بالعطايا الوافرة. وكان الرشيد يسميه (شيطان الشعر)، لأنه أعلم الناس بالشعر في زمانه وأكثرهم حفظاً.
    حكى يوماً للرشيد هذه الطرفة قائلاً: "بلغني يوماً يا أمير المؤمنين أن رجلاً من العرب طلَّق خمس نساء في مجلس واحد!". فقال له الرشيد ":إنما ملك الرجل أربع نسوة فكيف طلق خمساً؟" فأجاب: "كان لرجلٍ أربع نسوة فدخل عليهن يوماً فوجدهن متلاحيات متنازعات وكان الزوج سيء الخلق قليل الصبر، فقال: إلى متى التنازع يا أيتها النسوة؟ والله إني ما أخال هذا الأمر إلا من قِبَلك، وأشار لاحداهن، اذهبي فأنت طالق! فقالت له صاحبتها: عجلتَ عليها بالطلاق ولو أدبتها بغير ذلك لكن حري بها، فقال لها: وأنت أيضاً طالق! فقالت له الثالثة: قبحك الله يا هذا!! فوالله لقد كانتا إليك محسنتين وعليك متفضلتين. فقال لها: وأنت أيتها المعددة أياديهن ومحاسنهن طالق أيضاً! فقالت له الرابعة وكانت هلالية وفيها أناة وشدة: ضاق صدرك عن أن تأديب نسائك إلا بالطلاق!! والله إن لأمرك عجباً. قال لها: وأنت طالق أيضاً! فطلقهن الأربعة. وكان ذلك بمسمع من جارته فأشرفت عليه من وراء الجدار، وقد سمعت كلامه فقالت: والله ما شهدت العرب بمثلك، أبيتَ إلا طلاق نسائك في ساعة واحدة؟! فعاجلها قائلاً: وأنت أيتها المؤنبة المتكفلة طالق إن اجاز زوجك!" فأجابه من داخل بيته:" قد أجزتُ طلاقكم.!!" وكان يا امير المؤمنين طلاق خمس نساء من رجل واحد وفي مجلس واحد.
    أما الطلقة القاتلة التي خرجت من فم شيخنا كما تخرج رصاصة من محبسها دون رجعة وتلقى من تلقاه قتيلاً، كان طلاق حفصة بعد عشرة دامت لخمس وعشرين عاماً، فقد تزوجها في عام 1890 وطلقها عام 1915. فعند زواج ابنتها سارة من ابن عمها إبراهيم يوسف بدري، طلب شيخنا من أم العروس (حفصة) أن لا تطالب أهل العريس بشيء قط خاصة (عوائد النساء)، ذلك لأن أخاه يوسف (والد العريس) بذل ووفر كل ما يحتاجه الزواج من صرف.
    في حديث ربما كان عابراً بين يوسف وشيخنا، علم منه أنه دفع خمسة عشر جنيهاً نظير عوائد النساء، فلما تحقق من الأمر أقرت حفصة بعد طول حوار، فطلقها دون أن يخطرها وكانت هي الثالثة. ولكنه ندم فطفق يبحث عن فتوة شرعية تخرجه من مأزقه فلم يجد، فما كان إلا أن بلغها وافترقا دون لقاء.
    من أكثر مظالم المرأة في السودان الطلاق، الذي يقع في أكثر حالاته دون سبب يرتقي لذلك الحلال المُبْغَضُ عند الله. فالمرأة في السودان يمكن أن يطلقها زوجها لعدة أسباب، ليس من بينها سبب واحد يعتري الزوجة من نقصان في مراعاة حق زوجها ورعايته ورعاية أطفاله. ولو قدر لشيخينا أن يكون بين ظهرانينا برفقة حفصة التي طلاقها ثلاث مرات لدللته على من يعيدها إليه.
    في إحدى إجازاتي علمتُ أن أحد أقاربي طلق زوجته الطلقة الثالثة، بعد عشرة تجاوزت العشرين عاماً كان زينتها سبعة من الولد والبنت. فما كان من أهل الزوجة إلا أن أوكلوا محام لحفظ حقوق ابنتهم وأطفالها في البيت. عندما التقيت بقريبي سألته عن الأسباب التي دفعته لطلاق زوجته حتى بلغن ثلاث؟ فأجاب: "في المرة الأولى وبعد خمس سنوات من الزواج وقفت ضد ذهابي إلى النادي للعب الورق (الكتشينة)، فكان الطلاق. أما الثانية فوقعت بعد سنوات من تلك، هممت يوماً بالخروج في مشوار ونبهتها أن توقظ ابننا النائم قبل درس العصر بوقت كاف ليجهز نفسه. خرجتُ لمشواري، وعند عودتي وجدتُ ابني نائماً وفاته الدرس، وسألتُ أمه: لماذا لم توقظه؟ فأجابت أنها نسيت، فطلقتها. أما الثالثة فقد عزمت على الزواج بثانية وتم عقد القران، لكنها وقفت أمامي لتفشل زواجي، وعندما علم أهل الزوجة الثانية بما سيقع من مشاكل الحوا علي أن أطلق ابنتهم قبل أن أبنى بها فكان طلاقي من الثانية والأولى معاً".
    قل لي قارئ العزيز، أيدك الله بفهم وبصيرة، هل من بين كل هذه الأسباب سبب واحد يرتقى للطلاق؟ ومن المتضرر من هذا الطلاق؟ اليس همُ الأطفال ثم الزوجة فالزوج؟ قلتُ لقريبي هذا: "لو كان الإفتاء بيدي لأبطلت طلقاتك الثلاث، ولكن اذهب لدار الإفتاء في الخرطوم علهم يفيدونك". وقد كان فزودوه بفتوى مهمورة تبطل الطلقة الثانية. وعاد لزوجته وأولاده.
    ذكرت هذه القصة لأنه أصابني ألم وحسرة لفراق شيخنا لحفصة بعد الطلقة الثالثة. وقد مس شيخنا ألم وقرح وشرخ عظيم أعقبه الندم، وطفق شيخنا يبحث عن مخرج يعيد له حفصة كما ذكرنا إلا أنه لم يوفق، فما كان منه إلا ان يفارقها فراق نادم.
    استناداً لما رواه شيخنا عن حفصة، فإننا نقول كما يقول شيخنا: أن مثل حفصة لا تستحق أن تكافأ بالطلاق مرة فما بال شيخنا جعلهن ثلاث؟!
    لعلي أختم مقالاتي عن المرأة في حياة شيخنا بهذا المقال لنواصل ما سينقطع من إمتاع ومؤانسة برفقة شيخنا بابكر بدري بعد رمضان إن شاء الله حتى نكمل المقالات التسع ونزيدها بعاشرة يكتبها شيخنا من داخل قبره الذي اسأل الله أن يجعله روضة من رياض الجنة، فمثله لا يكافأ إلا بصالح الدعاء.
    ولعلي أشكر كل من حفزني على مواصلة الكتابة عن شيخنا لأنه حري بها حسب رأي من راسلونني.

                  

11-27-2017, 07:35 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري وطلاق زوجته حفصة بالثلاث (Re: Ali Alkanzi)

    مالهم جفوك وجهلوا قدرك يا شيخنا
                  

11-27-2017, 12:24 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري وطلاق زوجته حفصة بالثلاث (Re: Ali Alkanzi)

    سلامات يا كنزي
    وسلام على بابكر بدري في عليائه
    وياسلام على هذا السفر التوثيقي الجميل
    اعجبني للسر .. وادهشني المقتبس ادناه
    ولا ادري ان كان من الكتاب ام من عندك
    Quote:
    قال انها راودته عن نفسه فاستعصم ودخل إلى داره وكان ذلك عند صلاة العشاء
    واعترف انه صلى بالناس اماماً
    ولكن بعد ان فرق من الصلاة استجاب للمواردة وعاد إليها وزنى بها وندم بدليل أنه اعترف لامه في تلك اليلة
    ولم يقدم على زنى من بعد
                  

11-27-2017, 03:07 PM

محمد أحمد الريح

تاريخ التسجيل: 01-22-2008
مجموع المشاركات: 3051

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري وطلاق زوجته حفصة بالثلاث (Re: عمر التاج)



    سلام يا أخ
    لقد تابعت كتابتك حتى النهاية واستمتعت بها وفى الحقيقة فقد رفدت المنبر
    بموضوع شيق نقلنا من الضجر من بعض الإسفاف الذى صار يطغى على
    الجيّد من الكتابة فلك الشكر والتقدير .....فواصل وليعينك الله...
                  

12-02-2017, 06:44 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري وطلاق زوجته حفصة بالثلاث (Re: محمد أحمد الريح)

    الاخ محمد أحمد الريح،
    لك ودي واعتذاري في الرد المتأخر على مداخلتكم التي كان لها وقع طيب في نفسي
    فوالله ظننت أن لا احد يرغب في التدخل في موضوع لا ازكي فيه نفسي، ولكني أحسبه بأنه يستحق القراءة والاطلاع والتعليق، ففقداني الامل في المتدخلين صرفني أن انتبه لمداخلتكم القيمة التي اعادت لي الثقة بأن هناك من يقرأ ما هو جاد ومثمر
    شكراً مرة ثانية على قولكم وأبقى معي إلى نهاية السرد اخي العزيز
    Quote: لقد تابعت كتابتك حتى النهاية واستمتعت بها وفى الحقيقة فقد رفدت المنبر
    بموضوع شيق نقلنا من الضجر من بعض الإسفاف الذى صار يطغى على
    الجيّد من الكتابة فلك الشكر والتقدير .....فواصل وليعينك الله..
                  

11-28-2017, 07:51 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري وطلاق زوجته حفصة بالثلاث (Re: عمر التاج)

    سلامات يا أخ عمر التاجواعتذر على التأخر في الرد عليك وقد عدتُ لقريتي في مهمة عاجلة
    وهذا ما حبسني عن الرد
    كل المقالات من مفرداتي وليس هناك اقتباس إلا القليل ،
    وهو كتبها أي شيخنا بابكر بدري بلغة اقرب للدارجة السودانية من الفصحى أ
    سعد بكل تدخل لأن فيه تكريم لهذاالرجل الفرد
    لك ودي

    (عدل بواسطة Ali Alkanzi on 11-28-2017, 07:53 PM)

                  

11-29-2017, 06:51 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري وطلاق زوجته حفصة بالثلاث (Re: Ali Alkanzi)

    اعيدوا شيخنا بابكر بدري الى الواجهة
                  

11-30-2017, 07:09 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شيخنا بابكر بدري وطلاق زوجته حفصة بالثلاث (Re: Ali Alkanzi)

    لنعد لكتاب شيخنا بابكر بدري (تاريخ حياتي) والمقالات السبع التي نشرت بجريدة السوداني لنستعرض بإجاز ما جاء فيها تنشيطاً لذاكرة القارئ، ثم ننتقل من بعدها للمقال الثامن والتاسع.
    قلت في مقالي الأول أنني لم اجد عنواناً لمقالاتي أنسب من عنوان كتاب أبي حيان (الإمتاع والمؤانسة). وتوصلت لرأي أن أي سوداني لم يُحْظَ بقراءة كتاب تاريخ حياتي للشيخ بابكر بدري، فقد أضاع حظاً كثيراً، وجهل شيئاً عظيماً عن تاريخ السودان الحديث، خاصة وأن الشيخ يقول في مقدمة كتابه: "أصْدَقُ التاريخ ما كُتِب في زمانه وصَدَقَ فيه كَاتِبُهُ وصدَّقهُ معاصرِوه فيما روى". كما أن الكتاب يروي سيرة ذاتيه لإنسان بسيط يمتلك طموح العظماء وإرادة النبلاء. وحصيلة سيرته تقول: " أن لا مستحيل في الحياة لمن يملك الارادة والعزيمة ويثابر الليل بالنهار لبلوغ مراده". وأحسبُ أن سيرة حياة شيخنا، هي سيرة الشباب أحوج لدراستها والتوقف عندها، ليروا كيف يتحقق النجاح ويُصْنَع المجد، وليعلموا أن بلوغ القمم لا يأتي صدفة ولا يتم على عجل.
    أما المقال الثاني فقد جعلناه مدخلاً لشخصية شيخنا بابكر بدري، وقلنا أنه كتب مذكراته تلك وهو في الثمانين من عمره، تحت إلحاح ابنه يوسف. والمدهش حقاً أن الرجل في ذلك العمر المتقدم، ما زال يحمل ذاكرة رطبة حية لم تجف أوراقها. فلم تغب عن شيخنا حتى التفاصيل الصغيرة التي عاشها، فهو مازال يتذكر لبن الرضاعة وطعمه ورائحته، وعلى أي هيئة كان يأتيه.
    محور كتاب (تاريخ حياتي) يعكس سيرة رائعة لإنسان فريد أحسبه أسطورة ليس للقرن الذي مضى ولا الذي نحن فيه، بل لقرون ستأتي. فهي رواية لقصة إنسان عاش الفقر وعاش الغنى، نجح مرة وفشل مرات، أنتصر في الحرب وهزم في الحروب، تقدم للمعارك وأنسحب منها، عايش الفرح وصبر على الأحزان بفقد الأم والولد والأخ والبنت. إلا أنه في النهاية توج أعماله بالانصراف بكلياته لقضية التعليم وجعل منها رسالته في الحياة، خاصة بعد أن تكسرت رماح المهدية في كرري، واستشهد الخليفة عبدالله وصحبه في أم دبيكرات، فلم يجد هذا الأنصاري سلاحاً آخر يقارع به الاستعمار الجديد (الإنجليزي المصري) إلا أن يهب نفسه ووقته وماله لتعليم أبناء وبنات بلده.
    أما مقالنا الثالث فقد كان فيه وصفاً وإيجازاً لبناء شخصية شيخنا بابكر بدري، الذي رضعها من ثدي أمه ومن رفقته لها. كما بينا أن القرآن يعد من أول المرتكزات والمكونات الثقافية والأخلاقية والتعبدية لشيخنا بابكر، ذلك فضل من الله عليه، فقد دفعت به أمه والحقته بالخلوة ليتعلم القرآن وعلوم الدين. وفي الخلوة تربى شيخنا بابكر على أيدي رجال أخذ منهم قيم الصلاح والتصوف والزهد والمجاهدة والصبر على الشدائد والمضي قدما لتحقيق أهدافه في الحياة. يأتي على رأس هؤلاء شيخه وأستاذه ومعلمه الفقيه أحمد حامد المشهور (بالكراس) الذي درس على يديه القرآن لسبع سنوات ولم يفارقه حتى وفاته. وعلى يديه تشرب الصبي بابكر على قيم الأنفة والكبرياء والاعتماد على الله. وقد ظهر أثر ذلك في جميع مراحل عمره، وهذا ما تلمسناه في سلسلة المقالات.
    أما المقال الرابع فقد كان عن مواجع السودان وما أكثرها وما أعظمها، فقد ابى أهله أن يجتمعوا على كلمة سواء إلى يومنا هذا. فالقارئ لتاريخ السودان المعاصر يصيبه حنق أو غضب لما أتى به معارضو نظام مايو باستعانتهم بدول الجوار في حملتهم العسكرية التي عرفت (بأحدث المرتزقة في سنة 1976) لتقويض نظام مايو. وكذا الأمر بالنسبة للحركات المسلحة في جنوب السودان التي ما فتئت تبحث عن حلفاء من خارج السودان لمناصرة قضيتهم منذ استقلال إلى أن توجت جهودها باتفاقية نيفاشا. أما ما تقوم به حركات دارفور في أيامنا هذه وعلى رأسها حركة العدل والمساواة، فليس في الأمر جديد ولا بدعة مستحدثة فقد سلكوا درب من سبقهم، فقد فعلها من قبل الجعليون وقبائل الشمال ضد دولة المهدية بالتحالف مع الأجنبي مرتين، الأولى في الوقوف أمام قيام دولة المهدية، والثانية العمل على اسقاطها.
    أما مقالاتنا من الخامس حتى السابع فقد خصصناه للمرأة في حياته. وقلنا أن أعظم علاقاته بالمراة وأقواها وأمتنها، تلكم التي تجمعه بأمه، ثم زوجاته. وبين زوجاته نجد البقيع بنت عثمان وحفصة استأثرتا بالحظ الأوفر من الذكر في الكتاب والقلب معاً. وقلنا أن أول نسائه هي حواء بنت المبارك، التي تزوجها برفاعة سنة 1881، يومها لم يكمل شيخنا عقده الثاني من العمر. تزوجها استجابة لأمر أبيه الذي كان صديقاً لوالدها، فخاف عليها أن لا تجد زوجاً لأنها مطلقة، فزوجها لابنه بابكر. أما زوجته الثانية فهي البقيع بنت عثمان، تزوجها خلال حملة ود النجومي لفتح مصر سنة 1887. ثم أتت بعدها حفصة بنت مريم، والتي تزوجها وهو في الأسر في جنوب مصر، وكان زاوجه بها في سنة 1890 بعد طلاقه من البقيع.
    رابعة نسائه هي نفيسة بنت صالحة من أمدرمان، وهي مصرية الأصل (بت ريف). يحكي شيخنا أنه كان برفقة حاج الأمين عبدالقادر في طريق تجارته إلى الدويم، فعدد له حاج الأمين محاسن الزواج ببنت الريف، أي المصرية، واصفاً أياها بحسن التدبير والاهتمام بشئون الزوج، فتولدت لديه رغبة جامحة أن يتخذ له من بنات مصر زوجة. فطلب من زوجة حاج الأمين المصرية أن ترشح له واحدة من بنات بلدها، فزكت له نفيسة بنت صالحة، فهي امرأة مصونة، وصالحة وطاهية وتجيد الخياطة وتطريز الملابس، فخطبها ومهرها مالاً كثيراً. بعد زواجه بها أصبح يناديها بأم أحمد. وهي والدة ابنه يوسف الذي كان وراء تدوين مذكرات شيخنا كما ذكرنا في صدر هذ المقال. وتأتي في المرتبة الخامسة نفيسة بنت إبراهيم مدني، من نساء رفاعة والدها صَدِيقٌ لشيخنا. تزوجها عام 1927. ونفيسة هذه يبدو من سيرتها أنها تأتي في المرتبة العليا من الثقافة والعلم من بين نسائه، فقد وصفها بأنها ماهرة في اللغة العربية لهذا عاتبها شعراً عندما نزل في بيتها برفاعة في الثالث والعشرين من يناير 1929 لقضاء إجازته معها، عندما لمس تغيراً فيها على غير عادتها.
    أما سادستهن فلعلنا نعاتب أنفسنا قبل أن نعاتب شيخنا إن قلنا عنها أنها امرأة مجهولة، ولكن ليس لنا من بديلٍ لهذا الوصف، فقارئ الكتاب لا يفهم إلا هذا التفسير. فشيخنا لم يريد الإفصاح عنها بالكثير، وأتى تعريفها بأنها تدعى بخيتة من قبيلة الجموعية (الجعليين) كان زواجه بها في عام 1934، وهو في الثالث والسبعين من العمر، ولم يُعِنْا شيخنا بتفسير عن سبب زواجه بها في تلك السن المتقدمة من العمر؟ ثم لماذا جعلها مجهولة الهوية من بين كل نسائه؟ هذا ما لم يبح به الكتاب!
    لنعد لهذا الشخصية التي يتعذر تكرارها في حياة الأمم، لنتحدث في مقالنا القادم عن حجه لبيت الله الحرام، خاصة نحن نستقبل في الاسبوع القادم أفضل ايام الله في السنة، وهي العشرة الاوائل من ذو الحجة. ولنرى كيف كان الحج في تلك السنين، وكيف كان حال المملكة العربية السعودية وكيف تبدل حالها الآن بهمت ابناء عبدالعزيز حسب ما رواه وتنبأ به شيخنا بابكر بدري. ولعلها سانحة في أن أجدد قولي: "أن حياة شيخنا تحتاج لقلم قادر على السباحة والسياحة في دواخل كتبه الثلاث، ليخرج لنا درره وكدره"، أما قلمي فأظنه قد جاد بما يستطيع.
                  

12-01-2017, 03:38 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة مع كتاب تاريخ حياتي لشي (Re: Ali Alkanzi)

    اهل المنبر يتحدثون عن قلة الموضوعات الجادة
    وينصرفون عنك يا شيخنا،
    وهل هناك في المنبر اكثر موضع جدية من
    تاريخ حياتي لبابكر بدري؟
                  

12-02-2017, 00:48 AM

Mannan
<aMannan
تاريخ التسجيل: 05-29-2002
مجموع المشاركات: 6701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة مع كتاب تاريخ حياتي لشي (Re: Ali Alkanzi)

    شكرا أستاذ على الكنزي على هذا السرد الرائع لكتاب العلامة الشيخ بابكر بدرى مؤلف أحد اهم المراجع السودانية في سرد سيرته الذاتية
    لقد أفرحنى جدا أنه ذكر أنه أثناء مرافقته لحملة ود النجومى تتلمذ على يد جدى العالم الأزهرى القيرواني محمد صالح هلالي في خلوة كولب جنوب وادى حلفا واستلف منه ثلاث كتب وذهب الى مصر مع الحملة وتم اسره وعندما عاد الى السودان لم يعد الكتب الثلاثة الى جدي ومن بين الكتب مختصر الخليل واعتقد الفية ابن مالك (طالت المدة فقد فقدت الكتب أثناء اسفارى الكثيرة في العمل الدبلوماسي) وحكى الشيخ بابكر قصة عجيبة عن جدى وقال أنه رفض أن يدفع الخراج للمستعمر الإنجليزي وأن مفتش المركز كان سكرانا بمشروب محلى (دكاي) وضرب جدى في وجهه (كف) فثار ألاف الرجال وكادوا أن يفتكوا بالمفتش الإنجليزي الذى تم إنقاذه بقوة وابعاده الى بريطانيا ... شكرا...
                  

12-02-2017, 01:22 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة مع كتاب تاريخ حياتي لشي (Re: Mannan)

    شكراً أخي Mannan
    لرفت الطرح بمعلومات اضافية ولك أن تفخر بجدك العالم القيرواني محمد صالح هلالي وسعيد بمتابعتك لهذا الطرح الذي لم يجد حظه من القبول من المتداخلين الذين قل عددهم وكنتُ احسبهم كثر،
    واعيد ما قلت لأن فيه اضافة:
    Quote: شكرا أستاذ على الكنزي على هذا السرد الرائع لكتاب العلامة الشيخ بابكر بدرى مؤلف أحد اهم المراجع السودانية في سرد سيرته الذاتية
    لقد أفرحنى جدا أنه ذكر أنه أثناء مرافقته لحملة ود النجومى تتلمذ على يد جدى العالم الأزهرى القيرواني محمد صالح هلالي في خلوة كولب جنوب وادى حلفا واستلف منه ثلاث كتب وذهب الى مصر مع الحملة وتم اسره وعندما عاد الى السودان لم يعد الكتب الثلاثة الى جدي ومن بين الكتب مختصر الخليل واعتقد الفية ابن مالك (طالت المدة فقد فقدت الكتب أثناء اسفارى الكثيرة في العمل الدبلوماسي) وحكى الشيخ بابكر قصة عجيبة عن جدى وقال أنه رفض أن يدفع الخراج للمستعمر الإنجليزي وأن مفتش المركز كان سكرانا بمشروب محلى (دكاي) وضرب جدى في وجهه (كف) فثار ألاف الرجال وكادوا أن يفتكوا بالمفتش الإنجليزي الذى تم إنقاذه بقوة وابعاده الى بريطانيا ... شكرا...
                  

12-03-2017, 11:53 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة مع كتاب تاريخ حياتي لشي (Re: Ali Alkanzi)

    شيخنا بابكر بدري وحجه لبيت الله الحرام
                  

12-03-2017, 12:02 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإمتاع والمؤانسة مع كتاب تاريخ حياتي لشي (Re: Ali Alkanzi)

    ه البعد الروحي، حيث نرى كيف سهل الله له الحج، كما سنرى جلده وصبره على مشقة الحج وهو يشارف السبعين من العمر، كل ذلك طمعاً في القبول من رب ما فتئا شيخنا يذكره ويخشاه، وهو حدث بخلاوي القرآن، إلى أن ذهب إلى ربه راجياً رحمته في مساء يوم الأحد 4 من يوليو 1954.
    ثانيهما حديثه عن مواقع الحج وعن أهل المدينة وضعف حال الناس في ذلك الزمان، حتى قال أنه بعد خروجه من مكة إلى المدينة صادف صبايا يتغنين وينشدن "فاطمة يا فاطمة بنت النبي شيلي كتابك وأنزلي إلى أخر الأنشودة" يرجون بذلك أن يتصدق عليهم الحجاج. وفي موقع أخر من كتابه قال أنهم في السودان كانوا يجمعون تبرعات لفقراء المدينة، وقد وصلتني عبر بريدي الألكتروني ما نشر في جريدة الحضارة السودانية من تبرعات قدمتها شخصيات سودانية لأهل المدينة، فالأمر بالنسبة لي لم يكن مفاجأة فقد سبق أن أفهمني له صاحب تاريخ حياتي.
    لا يفوت على فطنة القارئ أن أهل السودان عندما يتبرعون ليس لأنهم أغنياء، بل لأنهم يتميزون عن غيرهم بقيمة المشاركة والتقاسم. الم يقل شاعرهم "سماعين ود حسن" متفاخراًً بهم: (بلادي أنا ناسا حنان ،يكفكفوا دمعة المفجوع ، يبدوا الغير علي ذاتهم ، يقسموا اللقمة بيناتم ، ويدوا الزاد ،حتى إن كان مصيرم جوع)
    في حديثه عن الحج أشاد وعبر شيخنا عن إعجابه بشخصية الملك عبدالعزيز آل سعود، وما احدثه من أمن للحجاج، فقد كانو فيما سبق يتعرضون للنهب. كما وصف الملك عبدالعزيز بأنه ملك عادل وإنسان متواضع سهل الحجاب، وحسن الآداب، وليس بينه وبين الناس حواجز. وذكر أنه زار السيد الحسن السيد أحمد المرغني بمنزل السادة المرغنية بمكة المكرمة الذي يلاصق جدار الحرم، وعلم من السيد الحسن أن ما معه من مال نفد. فشجعه أن يتصل بالملك عبدالعزيز، فقد عوض امرأة من جاوة كانت بجواره في منى، سرق مالها، فما بالك بالسيد الحسن الذي يعرفه الملك؟
    من هذه الرواية تؤكد الرواية التي كنا نسمعها أن السادة المرغنية يمتلكون بيوتاً تجاور الحرم، أما الآن فقد أصبحت جزءً من توسعة المسجد الحرام.
    في صيوان عام في مناً اضطر شيخنا للتدخل والحديث بصوت حاد وأمام جمع غفير من الناس ليرد على مواطن سعودي أنتقد الملك فقال له شيخنا محتداً وغاضباً: " أما تحمدون الله على ملككم الذي يصلي مع المصلين ويطوف مع الطائفين، ويسعى مع الساعين، نحن في بلادنا نتمنى ملكاً عربياً مثله يطابق اسمه" أي ملك عزيز. وخاف الرجل السعودي أن يوشي به شيخنا، ولكن شيخنا طمأنه.
    كان ذلك في شهر مايو 1929، الموافق ذو القعدة 1347. أي قبل واحد وثمانون عاماً ميلادي خلت، أو اربع وثمانون عاماً هجري إنقضت، كان التنقل في المدينةالمنورة بالعربات التي تقطرها الحصين، وقال أنهم في يوم النفرة إلى مناً استخدموا الجمال، كما أشار إلى أن الحجاج كانوا يقضون حاجتهم حتى على جبل عرفاتلعدم وجود المراحيض، مما جعله يشمئز من هذا التصرف. هكذا كان حال المملكة في ذلك الزمان، وأنظر إليها كيف بدل الله حالها من حال إلى حال بفضله ووعونه التي جعلها في ابناء عبدالعزيز.
    أما البعد الثالث والأخير، فيتعلق ببعض ما جاء تحت عنوان "داعي طارئ للحج" حيث تنكشف لنا سعة ثقافة شيخنا وطول باعه ليس في الفقه والأدب فحسب والتاريخ.
    مناديك غير اعتيادي
    إنه نداء خليل الرحمن لأمر ربه: (وأذن في الناسِ بالحجِ يأتُوكَ رجالاً وعلى كل ضامرٍ يأتينَ من كُلِ فجٍ عميق) الحج آية 27. نداء للناس كافة يسمعه البعيد النائي فيأتي مهرولاً، وتصم عنه إذن من هو ببكة مقيم فيمكث قاعداً. نداءٌ قد تسمعه همساً، أو قد يغشاك فيٌ طرفي النهار أو زلفاً من الليل، أو يأتيك صحواً أو مناماً. فمن يسمع هذا النداء، لن يهدأ له بال ولن يطيب له مقام حتى يرى آكام مكة ورباها، والكعبة وكساها.
    هذا ما وقع لشيخنا في السابع من ابريل 1929. كان جلوساً بداره برفاعة ومعه بعض معارفه ينتظرون وجبة الإفطار. ودون تفكير أو تدبير مسبق عزم شيخنا أن يترك زواره ببيته ويذهب إلى المركز (أي مقر السلطة) ليسأل عن ما جرى لأوراق معاشه، فاستأذنهم مع وعد بالعودة قبل إعداد الطعام. عند وصوله للمركز وجد سبعة عشر نفر من أهل رفاعة يهمون باستخراج أذون السفر للحج، فأنضم لجمعهم، وطلب من مأمور المركز أن يستخرج له جوازاً وأخر لزوجته أم أحمد وثالثاً لابنه يوسف. غفل راجعاً والطعام لم يجهز بعد، وعندما اخطر ضيوفه أنه ذاهب للحج لم يصدقه أحد، مما أضطره لإبراز جوازات السفر، فقال له إبراهيم مالك مندهشاً: "مناديل غير اعتيادي".
    محبة رسول الله:
    سافر شيخنا بالقطار من الخرطوم في 24 أبريل ،1929، قاصداً بورتسودان ثم سواكن، وعبر البحر بالسفينة، ليصل لجدة في 3 مايو 1929. ومن جدة إلى المدينةاستغرقت رحلته يومين كاملين، فإذا به في الحضرة النبوية مشاهداُ للقبة الخضراء، والمرقد الشريف، طالباً من ساكنها أن يستغفر الله له عملاً بالآية الكريمة التي تقول: (... وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيماً) سورة النساء آية 64. حيث فاضت دموع شيخنا دون تكلف وإرادة. قال شيخنا عندما زار المرقد الشريف أصابه سرور وانشراح عظيمين، حتى كان يظن أنه قبالة ذات النبي. وبالمدينة وحبها وحب ساكنها تغنى شيخنا بشعر عشاق سبقوه في الهيام بها والتعلق بساكنها. فأهل السودان معروف عنهم محبتهم لرسول الله عليه وعلى آل بيته الأطهار. وبلسان حالهم جهر وأشهر شيخنا برعي الزريبة، وأبو كساوي، وحاج الماحي، وغيرهم رحمة الله عليهم جميعاً. وما فتئ شيخنا يردد قول الشاعر:
    هذا النخيل وطيبة محمد
    خير الورى طرا وها أنا جاره
    قد كان عندي لوعة قبل اللقاء
    والآن ضاعف لوعتي إبصاره
    وكثيراً ما كان يردد تلك القصيدة الطويلة، وعيناه تدمعان لهيبة المكان وصاحب المكان، ومن أبياتها:
    أيضيع من زار الحبيب وقد
    درى إن المزور بباله زواره
    أيخيب من قصد الكريم وعنده
    حسن الرجاء وشعاره ودثاره
    وحب شيخنا لنبينا ومرقده أعاد لذاكرتي قصة ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقد كان ثوبان شديد الحب له، قليل الصبر عنه. أتاه ذات يوم وقد تغير لونه ونحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن. فقال له رسول الله: يا ثوبان ما غير لونك؟ فأجابه ثوبان: مالي من ضر ولا وجع يا رسول الله، غير إني إذا لم أراك اشتقت إليك واستوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم أذكر الآخرة وأخاف أن لا أراك هناك، لأني أعرف أنك ترفع مع النبيين وإني إن دخلت الجنة كنت في منزلة أدنى منك. وإن لم أدخل الجنة فذاك أحرى أن لا أراك أبداً. فأجابه رسول الله يطمئنه ويبشره قائلاً: يُحشرُ المرءُ مع من أحبَّ. وفيه نزلت الآية 69 من سورة النساء ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاًً).
                  

12-04-2017, 06:55 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدي (Re: Ali Alkanzi)

    اهل المنبر يبحثون عن الكتب ويقفلون كتابك تاريخ حياتي يا شيخنا بابكر
                  

12-07-2017, 08:07 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدي (Re: Ali Alkanzi)

    كيف يجهلوك يا شيخنا ؟
    قل المتداخلون والقراء وكنت اتوقع ان يكونوا همُ كثر ولكن ...؟
                  

12-07-2017, 11:26 AM

اسامة الكاشف
<aاسامة الكاشف
تاريخ التسجيل: 06-13-2008
مجموع المشاركات: 911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدي (Re: Ali Alkanzi)

    تحياتي أخي الكنزي لمجهودك الرائع
    حاولت المساعدة برفع الكتاب (بحوزتي soft copy) ولم أوفق
    تسلم
                  

12-07-2017, 05:49 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدي (Re: اسامة الكاشف)

    الاخ اسامة الكاشف
    لك ودي وشكراً لمداخلتك وتعليقك الذي يشعر المرء بأنه استعرض كتاب امرئ يستحق الوقوف معه وعنده
    Quote: تحياتي أخي الكنزي لمجهودك الرائع
    حاولت المساعدة برفع الكتاب (بحوزتي soft copy) ولم أوفق
    تسلم

    واسفي ان القراء اقلة
    والمتداخلون اقل من القليل
    وكان عشمي أن يكون قراء مختصر سيرة شيخنا بابكر بدري كثرُ وكذا المتداخلين
                  

12-08-2017, 02:43 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدي (Re: Ali Alkanzi)

    عرفات يوم الحشر الأصغر
                  

12-08-2017, 02:46 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حج شيخنا بابكر بدري وعرفات يوم الحشر الأصغر (Re: Ali Alkanzi)


    عرفات الحشر الأصغر:

    وصف شيخنا يوم الوقوف بعرفة الجبل تزدحم على قمته وجوانبه الناس التي أتت تطلب رضا ربها من كل فج عميق، فكل الناس رافعة يديها إلى السماء وهي في أحرامها، منهم من جرت دموعه ومنهم من اهتز جسده كن برد أصابه مع أن حر الشمس يلهب الحجاج، ترجو غفران الذنب والقبول، وشبه تلك الساعة كأنها(يوم يخرجون من الأجداثِ سراعاً كأنهم إلى نُصبٍ يفضون) المعارج آية 43. وبدأ له أن القادم إلى عرفات هو إنسان بُعث من قبره الأصغر، لحشره الأصغر، ليقف بين يدي ربه لحسابه الأصغر، ولسان حاله يقول: (ربي أرجعون * لعلي أعملُ صالحاً)، المؤمنون آية 99-100 فكثير الحجاج يرجع لأهله، وقليل الحجيج يُقبر دون أهله. وقد صلى شيخنا على الكنزية التي تعرف عليها هناك، كما دفن بمنى صديقه محمد محمود الأزهري الذي وصفه بالشيخ التقي محب سماع مدائح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأكمل شيخنا حجه برمي الجمرات، ثم التحلل وطواف الإفاضة ثم الوداع. وعاد لجدة وسواكن ثم أمدرمان التي وصلها في الخامس من يونيو 1929، الموافق 27 ذو الحجة، في رحلة أمتدت لأربعين يوماً بالتمام والكمال. وقال أنهم أكثر حظاً من من سبقهم فقد كانوا يغييبون لثمانية اشهر للحج.

    البعد الثالث طول باعه في العلم والتاريخ:

    في صفحة 17 من الجزء الثالث من كتابه، وتحت عنوان الحج وأيام مكة المكرمة قال شيخنا أنهم خرجوا من المدينة متجهين إلى مكة، فمروا على موقع الحرة، وتذكر شهدائها فترحم عليهم وذكر بالسوء من قتلهم ولعن يزيد لقوله:

    ليت أشياخي ببدر شهدوا

    جزع الخزرج من وقع الاسل

    والاسل تعني الرماح، والخزرج هم قبيلة تقيم بالمدينة المنورة قبل مجيء الإسلام، وهم والأوس أووا رسول الله والمهاجرين، وجاهدوا بأرواحهم واموالهم وأولادهم في سبيل الله. فلم يرض شيخنا بشعر يزيد ولا فعله.

    تَطرقُ شيخنا لمثل هذا الأمر يعكس طول باعه ليس في الفقه والأدب كما رأينا، بل علمه واطلاعه على أحداث التاريخ التي لا يعلمها إلا القليل من الناس. فقليل منا يعرف موقعة الحرة، أين كانت، ولماذا وقعت؟ وذلك يرجع لأننا أمة مغيبة عن تاريخها، ويكفي أننا نعيشه في كل يوم بشخوصه مع اختلاف أشخاصه، لهذا ليس لنا حاجة لمعرفة تاريخنا. فما سنرويه لاحقاً وقع بعد الخلافة الراشدة مباشرة، فكيف يكون حالنا الآن وكيف يكون مستقبلنا؟

    في البيت الشعر الذي جعلنا منه مدخلاً للبعد الثالث نرى الاستهزاء بالخزرج، اؤلئك الانصار الذين قال سيدهم مخاطباً رسول الله في بدر: والله يا رسول الله لو خضت بنا عباب البحر لخضناه معك؟! وبشعر يزيد غنى وتغني الكابلي، وليته كف عن ذلك، فقد غنى ليزيد:

    وأمطرت لؤلؤاً، من نرجسٍ وسقت

    ورداً وعضت على العناب بالبرد

    أما شعره الذي يجهر فيه بمعاقرته للخمر وحبه لها، فقد جاء في ديوانه الشهير ولكن قليل منا أطلع عليه وفيه قال عن الخمر:

    ما حرم الله شرب الخمر عن عبث

    منه ولكن لسرٍ مودع فيها،

    ساكتفي منها بذاك البيت لأن في القصيدة فجور وجراءة على الله. أما جراءته على أبيه معاوية نراها مسفرة عندما طلب منه أبوه أن يستتر وقت سكره، فرد على أبيه:

    أمن شربةٍ من ماء كرمٍ شربتُها

    غضبت عليَ؟! الآن طابَ لي السُّكرُ

    سأشربُ فاغضبْ لا رضيتَ كلاهما

    حبيب إلى قلبي عقوقُكَ والخمرُ

    كل هذا الإسهاب مني في حق يزيد ليفهم القارئ دوافع شيخنا التي دفعته للعن يزيد ودعاه عليه وعلى من أزره في الحرة.

    أما الحرة فهي موقع بالقرب من المدينة المنورة، وقعت فيه موقعة سميت به وكان ذلك بعد مقتل سيدنا الحسين بن علي بكربلاء. فثار أهل المدينة وخلعوا يزيداً لقتله ابن بنت رسول الله، ولما وصل الخبر ليزيد وجه إليهم مسلم بن عقبة في ثلاثين ألفٍ من الجنود. فدخل جيش يزيد المدينة وقتل بضعة وسبعين من قريش، وبضعة وسبعين من الأنصار، ومن الناس نحو أربعة آلاف. فطلب أهل المدينة من معقل بن سنان الاشجعي أن يذهب في رهط منهم إلى الأمير، يعني مسلم بن عقبة، ويسترضيه ويبايعه. فلما دخل عليه نظر إليه مسلم فقال: إني أرى شيخاً سقيماً، اسقوه من البلح الذي زودني به أمير المؤمنين، يريد يزيد. فسقوه بلحاً بعسل فشربه. قال له: أشربت؟ قال: نعم، قال: والله لا تبولها من مثانتك أبداً. فضرب عنقه. وبعدها أباح المدينة لثلاث أيام ففضحت النساء ونهبت الأموال. وبعد أن فرق من المدينة، خرج يريد مكة ليوقع بعبدالله بن الزبير، ولكنه مات في الطريق، فاستخلف الحصين بن نمير على الجيش وأكمل سيره.

    ختاماً لسان حالي يقول:

    (قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم البقرة آية 32. هذا ما عنى لي أن أوجزه والقي الضوء عليه من كتاب تاريخ حياتي لشيخنا بابكر بدري. وإلى مقالنا الأخير الذي سنستكتبه لشيخنا من داخل قبره، لتنتهي سلسلة مقالتنا التسع لرجل يستحق مائه مقال، على أمل أن يكون قد ساهمنا بقدر في تعريف شيخنا الذي لا ينقصه ذلك.

                  

12-09-2017, 03:03 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدي (Re: Ali Alkanzi)

    مالهم جفوك يا شيخنا؟
    كنتُ احسبهم كثرُ!!!
                  

12-10-2017, 07:41 PM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدي (Re: Ali Alkanzi)

    كنتُ احسب أن الناس مقبلةعليك يا شيخنا
    فمالهم احجموا؟
                  

12-13-2017, 11:48 AM

Ali Alkanzi
<aAli Alkanzi
تاريخ التسجيل: 03-21-2017
مجموع المشاركات: 9252

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حديث شيخنا بابكر بدري عن ضعف حال أهل المدي (Re: Ali Alkanzi)

    مالهم جهلوا قدرك وامسكوا يا شيخنا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de