الناس في شنو ومُلّاك الكلاب في شنو!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 08:21 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2018, 08:36 AM

محمد التجاني عمر قش
<aمحمد التجاني عمر قش
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 501

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الناس في شنو ومُلّاك الكلاب في شنو!

    07:36 AM December, 18 2018

    سودانيز اون لاين
    محمد التجاني عمر قش-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الناس في شنو ومُلّاك الكلاب في شنو!
    محمد التجاني عمر قش
    بما أن معظم النار من مستصغر الشرر، فإن مجرد الحديث عن مؤتمر لمناقشة قضايا الكلاب النادرة، في بلد لا يجد أهلها رغيف الخبز، إلا بالوقوف في الصفوف لساعات طويلة، يعد أمراً مستفزاً لمشاعر ملايين من الناس؛ سيما وأن مظاهر التَّرَف، مهما صغرت، فهي مُفسِدٌة للفرد؛ لأنَّها تشغله بشهواتِ هابطة ومستهجنة! وسبحان الله القائل في محكم التنزيل: "وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا"، (16-سورة الإسراء). وبغض النظر عن اختلاف القراء وجمهور المفسرين حول هذه الآية الكريمة، من حيث القراءة والتفسير، إلا أننا نفهم من مقتضاها أن الترف مدعاة لغضب الله وسخطه وبالتالي عذابه وتدميره. إن الترف يأخذ أشكالاً ومظاهر عديدة تتراوح بين ما فعل قارون حينما خرج على قومه في زينته حتى فُتِنَ بعضهم بمظهره، فتمنوا أن يكون لهم مثلما له من نعمة وزينة! وقد يتخذ الترف أشكالاً وصوراً أخرى مثل زخرفة الدور، والسيارات الفارهة، وتنويع الطعام والملبس والمشرب أو غير ذلك مما يعده الناس نوعاً من البطر. وقد يكون الترف على شاكلة تصرفات دخيلة على المجتمع بحيث يظهر الشخص بهيئة تميزه عن الآخرين وتجعله يشعر بالعظمة والتفرد أمام قومه، وهو لا يعلم أن كل ذلك ما هو إلا مظاهر خادعة ونعمة لا تلبس أن تزول ويبقى ما يرتبط بها من سوء عاقبة في الدنيا والآخرة. أقول هذا وقد أوردت الصحف السودانية خبراً مفاده أن أصحاب الكلاب النادرة في العاصمة القومية الخرطوم، يخططون لعقد مؤتمرهم الأول بغرض بحث قضايا حيواناتهم! بكل تأكيد نحن لسنا ضد حقوق الحيوان، ونعلم أن امرأة دخلت النار بسبب هرة أو قطة حبستها فلا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض. وبالله عليكم إن لم يكن هذا مظهراً من مظاهر الترف فماذا يكون إذن؟ ألم يكن الأجدر أن يعقد مؤتمر لبحث أزمة الخبز والوقود والأدوية المنقذة للحياة وانتشار الترامادول والكابتاجون والخرشة في أوساط الشباب والطلاب؟ علماً بأن الذين يخططون لعقد هذا اللقاء الفارغ هم بكل تأكيد من علية القوم، أو ربما من أبناء النافذين في المجتمع، أو من القطط السمان، أو أصحاب الثروات الهائلة التي حصلوا عليها بين عشية وضحاها وبدون كثير عناء، وإلا لما امتلكوا مثل هذه الكلاب النادرة كما يقولون. والقصد على ما يبدو ليس هو الرفق بالحيوان؛ لأن هذه الكلاب هي بطبيعة الحال مترفة ومنعمة مثل ملاكها تماماً، ولا تحتاج لمزيد من الرعاية، إلا أن أهلها يريدون الظهور بمظهر التميّز بعد أن أبت نفسوهم إلا أن يعرف الناس أنهم مترفون. يا قوم أليس فينا رجل رشيد حتى يقول لهؤلاء المترفين على رِسْلِكم، أي تمهلوا قليلاً وأعيدوا النظر في أمركم، لأن حال البلد لا يسمح بهذه المظاهر والأمور التافهة التي تستفز مشاعر الناس في وقت عجز فيه كثير من المواطنين عن الحصول على لقمة العيش أو الدواء لأطفالهم؟ ولعل هؤلاء النفر من الذين ينطبق عليهم المثل السوداني المعروف "الناس في شنو والحسانية في شنو" مع الاعتذار الشديد لأهلنا الحسانية الذين نعلم أنهم من أعز أهل السودان وأكرمهم وأعرقهم أرومة، لكن هكذا سار المثل الذي تعود قصته لأيام الغزو التركي للسودان. فقد ذكرت بعض المصادر أن المك نمر، عندما أحرق الخديوي إسماعيل، وعلم بأن هناك حملة بقيادة الدفتردار، متوجهة من الأبيض، لقتل المك نمر وقبيلته، استنجد المك نمر بالحسانية للوقوف معه ونجدته، وقيل بأن ناظر الحسانية قد تذكر وقفة المك مع البطاحين لقتال الحسانية فقال له: بأننا مشغولون بسباق الحمير نكاية بالمك نمر؛ نظراً لموقفه السابق ذكره! وقد أصبح رفض الحسانية لنصرة المك نمر مضرباً للمثل الذي يقول:(الناس في شنو والحسانية في شنو (. عموماً، هذا الخبر، إن صح، يمثل تشوهاً فظيعاً في سلوك المجتمع السوداني وتطلعاته بشكل عام؛ لأننا نمر بمرحلة معيشية واقتصادية صعبة، فشلنا خلالها في توفير القوت ومتطلبات العيش الكريم للإنسان، ومع هذا يخرج علينا بعض القوم بهذا المسلك الذي "يفقع المرارة" كما يقول الطيب مصطفى. وهل يا ترى أننا أعطينا الإنسان السوداني حقوقه وحريته، كاملة غير منقوصة، وصنّا كرامته، ووفرنا له حاجياته الأساسية من مأكل ومشرب ومأوى ودواء، حتى نتفرغ لمناقشة حقوق الكلاب بينما يتضور بعض حرائر السودان من الجوع في بعض نواحي الخرطوم؟ أليس هنالك من يستطيع إرشاد هؤلاء المترفين يا هيئة علماء السودان، وتبصيرهم بأن الإنسان أولى بما ينفقون من مبالغ على حيوانات لا تدخل الملائكة منزلاً توجد فيه؟ أم أن هذا المظهر ضمن المشروع الحضاري الذي يتحدث عن إعادة صياغة الإنسان والمجتمع؟ ويا أجهزة الإعلام والصحافة، أليس هنالك أخبار أولى بالنشر من هذا؟ وإذا استطاع أصحاب الكلاب النادرة، تنظيم مؤتمرهم فسوف نسمع قريباً عن مهرجان لصراع الديكة وآخر لسباق الحمير أو غير ذلك من مظاهر الترف!




















                  

12-18-2018, 10:47 AM

علي الكرار هاشم
<aعلي الكرار هاشم
تاريخ التسجيل: 02-10-2007
مجموع المشاركات: 3710

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناس في شنو ومُلّاك الكلاب في شنو! (Re: محمد التجاني عمر قش)

    وإذا استطاع أصحاب الكلاب النادرة، تنظيم مؤتمرهم فسوف نسمع قريباً عن مهرجان لصراع الديكة وآخر لسباق الحمير أو غير ذلك من مظاهر الترف!

    .....................................................
    احسنت أخي العمده قش
    وانت الاعلامي والمترجم صاحب القلم المترع بالفهم والغيرة
    هذه سفاهة من بعض الذين لا يهمهم غير هواهم ( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ )
    هذا تصرف وان كان مقبول عند بعض الشعوب
    لكنه في بلادنا وفي زماننا هذا يعتبر استفزاز لمشاعر الناس ومجلبة لسخطهم
    هذا المقال مهم جدا
                  

12-18-2018, 11:14 AM

محمد التجاني عمر قش
<aمحمد التجاني عمر قش
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 501

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الناس في شنو ومُلّاك الكلاب في شنو! (Re: علي الكرار هاشم)



    شكرا يا ابا هاشم على المرور والتعليق


    هؤلاء بحاجة لمن ياخذ بايديهم الى دنيا الواقع


    تحياتي
    قش
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de