الخال الرئاسى الطيب مصطفى ينعى النظام ويعلن الحداد أرى تحت الرماد وميض نار ! بقلم الطيب مصطفى عندما يقول وزير المالية الفريق الركابي إن أقدامهم قد حفيت وهم يطرقون أبواب الأصدقاء وغيرهم حاملين (قرعتهم) للحصول على تمويل يُقيل عثرة البلاد ويُخفّف من الضائقة الاقتصادية ثم يُقر بأن كل ذلك (الجري) لم يحقق شيئاً فإن ذلك يعكس حجم الأزمة التي يعاني منها السودان بل أنه يُعبّر عمّا هو أخطر من ذلك، فقد قال الوزير :(أي زول يدينا تمويل ولو بالكذب جلسنا معه) وهو الإقرار الرابع بعد (موسم الاعترافات) التي بدأها ثم دفع ثمنها وزير الخارجية السابق بروف غندور، ثم اتبعها كل من وزير النفط ورئيس الوزراء الفريق بكري حسن صالح بزفرات حرى ، عبروا فيها أو كادوا ، عن خيبة أمل في عالم شحيح لا يعطي بلا مقابل بل لا يعطيك قبل أن تنصاع له تماماً وتتخلى عن كل مرجعياتك الفكرية والسياسية فتنبطح (وتنبرش) وتصبح تابعاً ذليلاً وعبداً حقيراً يساق كالقطيع . لا يكفي أن تبذل الدماء الغالية التي قد تمثل 50% من مطلوباتهم ولكنه ليس 100% التي لن يرضوا بأقل منها. أقولها بملء في إن الوضع الاقتصادي الذي نعاني منه الآن لم يحدث منذ الاستقلال فمتى بالله عليكم بلغ الحال بالسودان درجة أن يحرم المواطن من ماله الخاص ويتدنى السحب المسموح به إلى ألف وألفي جنيه لا تكفي لإعاشة الأسرة الواحدة، فكيف بربكم تُمول الصناعة والزراعة والخدمات بل كيف تُمول موازنة الدولة وكيف يعمل المستثمرون الذين ظللنا نسعى إلى استقطابهم وقد جاؤوا بأموالهم ليقيموا مشاريع تعاقدوا بشأنها ولا بديل لهم غير أن ينجوا بجلودهم هرباً من مناخ طارد ومنفر ؟! القضية أخطر من مجرد قرار بحرمان المواطن من ماله الخاص أو الوقوف بالساعات الطوال أمام طلمبات الوقود إنما تتعدى إلى ما هو أخطر .. إنها قضية إحجام الناس عن توريد أموالهم في البنوك بعد أن فقدوا الثقة في الجهاز المصرفي وهو ما حذرنا منه عندما أقدمت (البصيرة أم حمد) التي تدير اقتصادنا على تسديد طعنة نجلاء للاقتصاد أوشكت أن ترديه قتيلاً. الدولة الآن تعاني من شلل تام ولا أحد يعلم ما ستصير إليه الأمور التي تنذر بانهيار كامل للدولة ما لم تعجل باتخاذ قرارات استثنائية من(خارج الصندوق). أكثر ما أثارني وأشعرني بالإهانة أن تتداعى الدول العربية ، بمبادرة من السعودية ، للمساعدة في حل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الأردن بمجرد أن انفجرت بعض التظاهرات المعارضة للحكومة بل للعاهل الأردني الملك عبدالله، أما السودان الذي لا بواكي له ولا وجيع فلم يحفل لحاله أحد بالرغم من أنه ظل يعاني منذ سنوات وبالرغم من تفاقم الأزمة خلال الأشهر الأخيرة بصورة غير مسبوقة وبالرغم من أنه ظل (يندعر) تفاعلاً مع أزمات ومشكلات الآخرين وهل أدل على ذلك من قطعه علاقاته مع إيران انتصاراً للسعودية مما لم تفعله حتى دول مجلس التعاون الخليجي الأقرب إليها ذمة ورحماً وهل أكثر من بذله دماء المئات من شبابه ذوداً عن أرض الحرمين التي هبت بسرعة البرق لمؤازرة الأردن في اللحظة التي تبدت فيه نذر الأزمة؟! كتبنا كثيراً عن المعاملة المهينة والظالمة التي يتعرض لها السودان ممن ظن أنهم أشقاؤه ومحبوه بالرغم من أنه يتعامل (بطيبة) أو سمها (دروشة) لكنه يأبى أن يتعلم من تجاربه المرة رغم تكرارها مرات ومرات. أقول مجدداً إننا أمام لحظة مفصلية تتطلب قرارات شجاعة واستثنائية لمعالجة أزمة استثنائية فقد بلغ السيل الزبى وانحدر السودان إلى درك سحيق لم يبلغه في تاريخه الطويل خاصة في الجانب الاقتصادي الذي قال رئيس الجمهورية في بيانه الأول عند استيلائه على الحكم في مثل هذه الأيام قبل 29 عاماً أنه كان من أهم ما حمله على (الثورة) على النظام الذي سبقه ولكن! ذلك يدعوني إلى أن أطلب من الرئيس الخروج من حالة الحياد بين معسكري السعودية وقطر والتي لم تكسبنا رضا أي من المعسكرين ولا أجد أدنى حرج في أن أطلب الانحياز إلى قطر التي لم تخذلنا في أي يوم من الأيام فهي كانت على الدوام الصديق وقت الضيق. أقولها بكل شجاعة إننا في حالة اضطرارية ربما لا تختلف عن الحال التي وقع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلح الحديبية.. فهلا تحركنا بتفكير مختلف تجنيباً لبلادنا انهياراً أراه وشيكاً ؟ assayha
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة