|
الفولانى فى تراث الختمية...كيف تحولنا نحو الشرق
|
08:52 AM May, 21 2016 سودانيز اون لاين حاتم الياس-أمدرمان مكتبتى رابط مختصرفى الأونة الأخيرة بدأت أهتم بمجموعة الفولاني واثرهم التاريخي الكبير فى السودان وتأثيرهم الذى لم يوضع فى سياق دراسات عميقة متأنية لمعاينته فى الواقع وتشكيل السودان الحديث الراهن . ولعل السبب ان معظم الدراسات والكتب التى نحت فى أتجاه هذا المجال أو تلك النقاشات التى يتم تداولها كانت دائماً تنهض فى فترات توترات ثقافية وعرقية مصنوعة وكانت بأستمرار وكأنها تعيد الأسئلة القديمة التى شقت طريقها من حقب مآزومة ومازالت , مرت بها فترات مختلفة من تاريخ السودان الحديث وحتى الكتب التى مرت بى ولا أدعي الأحاطه كان أحد عيوبها أنها تقف علي منصة الدفاع والتبيين مما يجعل أثرها محدوداً فى مجاله البحثي . ولعل البنية الطائفية المرتكزه على القبلية و العشائرية التى تكون منها حزبي الأمة والأتحادي الديمقراطي بقاعدتهما الختمية والأنصارية قد ساهمت ابان فترات التشاحن السياسي الذى أرتكز على تلك التصنيفات الأثنية والعرقية وطرحت فيها بحده هذه الأمور فى فترات مختلفة من تاريخ السودان. ,أى فكرة التى تدور بين (الغريب المهاجر وود البلد الأصيل).ولعل كتب القانون فى السودان تحتفظ بسابقة شهيرة سجلتها المحاكم فى أحتكامها لقانون الجنسية السوداني ,حين طعن مرشح حزب الأمة عبدالرحمن على طه فى أهلية منافسه حماد توفيق مرشح الوطنى الأتحادي وذلك فى بدايات الخمسينات, مدعياً بأن منافسه مصري الجنسية ولايحق له الترشيح. لكن هذا الطعن فى أهلية المرشح رفضته المحكمة وأكدت حق المنافس فى الترشح بعد أن أثبت أمام المحكمة حقه فى ذلك وأثبت سودانيته . وهكذا نرى أن سؤال الجنسية كان دائماً مايطرح (بين ود البلد والغريب فى مناسبات مختلفة). وحتى الأن مازال هذا الأشكاليات تطفو هنا وهناك فى تلازم عضوي وبنيوى متأصل بشكل جوهري فى خطاب التخلف لاسواه والذى تم أستدعائه فى أما فى شكل خطاب هوية ينتحل من يطرحه على الساحة روافع الحداثة والتجاوز أو فى جهة الخطاب الأيدلوجي السائد للبنى الأجتماعية والثقافية , واٍن كانت هذه البني يجرف قناعاتها الواقع بحركته الدؤوبه والمستمره ويعيد تشكيل الخطاب السائد ويؤثر عليه فى نواحي كثيرة يفارق موقعه ذاك نحو تصورات عقلانية وموضوعية تساهم فى تحريكها بشكل عوامل كثيرة فيها الثقافي والدينى . اٍلا أننى فى الجهة الأخرى أشك فى أن خطاب الهوية المطروح من النخب السياسية والثقافية (سيينقرع) نحو موقف موضوعي ونقدي ذلك لأنه ببساطه يتاخم رغبات ذات أفق جمالي أكثر من كونه سؤال مرتبط بشكل كبير بجوهر الأزمة السياسية السودانية.وهذا مجرد رأي لا أدعي ابداً أنه يقف عند حد الحقيقة كاملاً دونأن يعتريه نقصان.زرت المغرب فى العام الفين وعشره بعد سنوات طويله قبل مذ غادرتها وأنا أطوف بمكتبات شارع محمد الخامس بالرباط , وجدت أن معهد الدراسات الأسيوية والأفريقية التابع لجامعة محمد الخامس قد شرع فى طباعة كتب علماء الفولاني البارزين ودراسات اخرى هامة تربط بين المغرب وممالك غرب أفريقيا الأسلامية والمراسلات بين علماء المغرب وعلماء تلك الممالك من الفولاني ,وكتب أخرى عن علماء الفولاني البارزين الذين كان لهم أثر كبير فى ترسيخ الفقه المالكي فى المغرب مثل (الفقيه الكونتى) (لعل القارئ هنا يلاحظ أننى لااذكر هذه الكتب بأسمائها واسماء مؤلفيها بشكل كامل وهو أمر يخص حالة الكتابة المباشرة وتعسر الذاكرة فقط لاأكثر مع وعدى ببسطها هنا).. لم يكن مفاجئاً بالنسبة لى تلمس الأثر الفولاني الكبير فى ديار المغرب وممالكها من موحدين ومرابطين وعلويين والتبادل والتواصل بين طالبى العلم والمعرفة الاسلامية بين مراكش وتمبكتو وفاس وممالك غرب افريقيا الأسلامية . لكننى سعدت بهذا الجُهد المغربي العلمي والمثابر لأظهار اثر الفولاني فى التاريخ المغربي الأسلامي ودورهم كعلماء أجلاء فى المغرب.كان من المهم أن أختم زيارتى تلك للمغرب بالذهاب الى فاس حيث مقام السيد أحمد التجاني أحد الطرق المهمة الكبيرة التى لها يتبعها معظم أهل اقليم السودان , هناك ألتقيت بأحد أحفاد السيد أحمد التجاني وكان يسألنى عن الأسر التجانية الكبيرة فى أمدرمان والخرطوم باسمائهم وبلهجة اقرب للسودانية منها للمغربية وبلطف كبير وجميل طفت بالضريح وسألت الخير لنفسى ولأهلي و(شحدت)متوسلاً وطالباً وبقربى قنصل السينغال فى المغرب يطوف ويطلب البركات فى المقام الهادئ والخالى ساعتها ,وأظننى أعتذرت عن فترة شباب باكر قضيتها فى المغرب لم يخطر ببالي ابداً أن أزور مقام السيد أحمد التيجاني وأنال البركه فنعرة الحياةالضاجة وقتها كانت حجاب يخفي دروب فاس العتيقة عنا ..الشائع لدى الختمية فى موروثهم الشفاهي أن السيد محمد عثمان الكبير (الختم) قد شاهد فى رؤيا منامية أن أمرأة بجهة باره ستلد ولي من أولياء الله الصالحين وسيكون قطب الأولياء والمعني هنا هو السيد الحسن المدفون بالسنية فى جبل التاكا أو كما يطلق عليه (راجل التاكا) وتمضى هذه الراويات لتقول بأن محمد عثمان الختم قد شد الرحال نحو باره حتى يتزوج من تلك المرأة الصالحة واسمها (رقية) من آل بادي بباره , ونفس هذه الرؤيا المنامية قد راها فى نفس اللحظة السيدعثمان دانفوديو وسارع بشد الرحال من موقعه ذاك بأتجاه باره , لكن محمد عثمان الميرغنى الكبير قد سبقه ووصل لرقية وتزوجها ذلك لأن عثمان دانفوديو وصل فى نفس الوقت لكنه قضى ليلته خارج باره فى أنتظار الصباح ذلك الوقت كان الميرغنى الكبير قد تزوج من السيدة رقية تقول الروايات أن عثمان دانفوديو عرف بوصول الميرغنى قبله وعاد الى أدراجهوفى (كتاب الأبانة النورانية فى شأن صاحب الطريقة الختمية للرباطابى) والذى حققه بجداره المؤرخ العظيم الراحل ابوسليم وأنكب على فحصه وتنقيحه ,وهو من أقدم الكتب عند الختمية, ويعود تأليفه لمنتصف القرن الثامن عشر ,هنالك أشارة فى صفحة 157 للأولياء والعارفين الذين تحدثوا عن مقدم محمد عثمان الكبير ومكانته فى العالية فى طبقة الأولياء ومنهم عثمان دانفوديو الذى ذكره الكتاب بأنه بشر بقدوم محمد عثمان واشار الى درجته التى تعلو درجته ودرجات جميع الأولياء وقد أشار الكتاب القديم لعثمان دانفوديو بملك الفولاني.يبدو لى أن قصة السيدة(رقية) تلك التى أنجبت السيد الحسن من السيد محمد عثمان الكبير ولم يبلغها عثمان دانفوديو, هذه القصة تحمل تفسيراً اخر بين المراكز الحضارية للمد الأسلامي الثقافي على السودان بين المركز الحضارى لغرب افريقيا والمغرب المنطلق من حواضر كفاس وتمبكتو وبين المركز الحضارى المشرقى القادم من الحجاز ومصر ,ليس الأمر هنا هو مجرد تنافس بين اولياء صالحين ف فى العتبات العليا للملكوت ولكن الأمر هنا داخل الأسس المادية الحضارية يتخلق ويتقدم داخل بنية صراع تتجاذبه تم تغليب الوجهة الحضارية الأسلامية بتحديد جهة أنتمائها للمشرق العربي بدلاً من غرب افريقيا أى السودان حتى ذلك الوقت كان متنازعاً بين مركزين حضاريين اسلاميين فى غرب افريقيا وفى المشرق (مصر والحجاز) كلاهما كانا على مستوى واحد من الأثر لكن ظهور الميرغنى الكبير القادم بتوجيه من أستاذه محمد بن ادريس المغربي من الحجاز وعلاقة الأسرة الميرغنية بمصر يبدو وكأنه كان بمثابة ايقاف لمد المدرسة الأسلامية الحضارية القادمة من حواضر غرب افريقيا بصيغتها المحمولة على المذهب المالكي ومجدديه هناك وبالسمات الثقافية الواضحة للعنصر الفولاني ,لمدرسة ثقافية وحضارية اسلامية ذات سند ثقافى عربي صريح أى أن هذه القصة تعكس التنازع القديم بين المراكز الحضارية التى تنازعت فى أنتماء السودان لأى المدارس يتبع وبالتالي تتبلور وجهته الثقافية والحضارية بين غرب افريقيا والمشرق العربي وهو بالتأكيد لم يكن سوى تنازع حضاري وثقافي أدواته نفسها كانت ثقافية وحضارية , هذا بالتأكيد يتطلب منا أن نعيد الأعتبار لمدرسة غرب افريقيا الحضارية الأسلامية وعنصر والفولانى أحد مكوناتها الهامة التى أسهمت فى تشكيل ملامح السودان الثقافى الحديث فثمة تلاقح حضارى بديع شكل واقعنا الراهن لا بد من دراسته بشكل وافي علمي وموضوعي ليكشف لنا ثراء الفسيفاء التى كونت الشخصية السودانية فى بعد تاريخي طويل ومستمر وهو بالتأكيد بعد جدلي حضاري خلاق.
(عدل بواسطة حاتم الياس on 05-21-2016, 09:05 AM)
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: الفولانى فى تراث الختمية...كيف تحولنا نحو � (Re: عمر عثمان)
|
الاستاذ حاتم الياس تحياتي موضوعك ضعيف شفاهي انطباعي تبريري وكأنك تريد ان توصل رسالة مفادها ان مجموعة الفولاني هي مكون اصيل للامة السودانية .. وفي الحقيقة هم كذلك لا يحتاجون هذا البحث المتواضع ان جاز التعبير واعتبرناه بحث .... وحتى عنوانك (كيف تحولنا شرق) و كأن الشرق هو فرمان يعطي الوطنية ... لا ياسيدي الفولاني في كل ارجاء الوطن شرقه قبل غربه شماله قبل جنوبه وركوز اصيل في الوسط ... اخاف على مثقفي هذا الوطن اللحاق بسوق القبيلة .. احترامي
| |

|
|
|
|
|
|
|