حسبما نص عليه ميثاق نداء السودان الحالي والذي انجز قبل اسابيع في باريس فقد حجزنا نحن الموقعين عليه بكامل الرضا وبلا تحفظ مقعدا وهيطا في المؤتمر الدستوري القادم والذي سيعقد في نهاية فترة الانتقال وهو مؤتمر لن يستثني احدا من المشاركة وهو امر يؤكد ضمنا ان من سنهزمهم بالانتفاضة القادمة وهم نفس اصحاب مشروع الدولة الدينية الحالية التي( طلعت دين) الشعب السوداني واورثته الموت والفقر والمرض والتشرد والجوع والفشل والفساد والخراب والفتن والحروب وتقسيم الوطن والتفريط في سيادته هم من سيتوهطون هذا المقعد والذي سيسمح لهم بحكم التواجد داخل هذا المؤتمر المصيري حق المشاركة فيه بالتكتل والتحشيد لصالح تثبيت (مشروع الدستور الاسلامي) الذي به لازالوا يتاجرون وقطعا به سيتاجرون في ذلكم المؤتمر ( الملغوم) في مواجهة خصومهم الذين يبشرون بنقيضهم الجذري الاوهو دستور دولة المواطنة الديموقراطية الحرة والتي قد عبروا عنها في ميثاقهم الحالي كبديل جذري يحل ازمة الوطن المأزوم ..فهل يا تري سيستقيم الامر في هذا المؤتمر ( العنقاء) عبر هذه المعادلة المختلة وهي تجمع الاضداد كي تفضي في خواتيمها الي ما نحلم به من دستور مواطنة كاملة الدسم في هذا الجو الغائم الملبد بفتنة وطنية قادمة حتما ستنسف هذا المؤتمر الملغوم وربما ستقضي علي ما تبقي من وطن بسبب تفريط و( سبهللية) قوي تغيير قررت ان تحرر شهادة وفاة ثورتها القادمة بنفسها عبر معادلة غبية لم تحسبها ( صااااااح)من خلال مؤتمر افتراضي لا تملك اي تصور فني اجرائي لشكله حتي يتم ضبط الامور فيه كي تفضي مداولاته الي مسارات التغيير المنشود كحق مقدس يمثل تطلعات الشعب الذي تمثله ...وهي تجربة جديدة لانملك في الماضي اي تجربة سابقة لها كي نقيس عليها ونضمن تسييرها في وجهتنا المنشودة. ومن هنا اخاف ساعة التطبيق ان نعجز في ضبط الامور والتي قطعا ستسير في اتجاه عكس ما نحلم به لطالما قررنا وضع هذه القنبلة الموقوتة في هذا المؤتمر المغتال مع سبق الاصرار والترصد بغباء واستهتار عظيمين...ومن هنا اري انه ليس من الحكمة ولا من الوطنية والاخلاق اشراكهم بتاتا في فترة الانتقال لانها فترة استثنائية اسعافية تتطلب من قوي التغيير المنتصرة بالانتفاضة و عبر منهج ثوري صارم انجاز مهمة اعادة بناءالدولة السودانية المخربة بواسطة ذات هؤلاء القتلة واللصوص والمفسدين الحاكمين الحاليين وهم من حجزنا لهم هذا المقعد غير المستحق لانها مهمة حساسة ومعقدة تحتاج من الان الي برامج وخطط اسعافية دقيقة جاهزة للعمل بها عشية الانتصار لاسعاف الوطن ( الجنازة) وانتشاله من هذه الوهدة الكبري وهو هنا اشبه بمريض في غرفة العناية المركزة ويحتاج الي جو معقم و تركيز وانضباط عال من قبل المعالجين ولذلك ليس من الحكمة اشراك من لوثوه وخربوه واورثوه كل هذا الداء الفتاك ان يدخلوا من ضمن فريق المعالجين لهذه الغرفة الوطنية الحساسة وهم غير معقمين وبالتالي غير مؤهلين للاضطلاع بذات المهمة في علاج مريض هم من تسببوا في مرضه!!! أعتقد اني لم اجانب الحكمة بهذا الراي الواضح والذي اعتقد فيه جازما لمصلحة التغيير لانه يستمد منطقه من مضمونه وهو تسند حقيقة تاريخية وهي ان فترات الانتقال في جل الثورات التي وقعت في العالم دوما هي فترات استثنائية حساسة وتمارس فيها قوي الثورة الشرعية الثورية بكامل الحسم والصرامة العادلة في التعامل مع اعداء الثورة وذلك من خلال عزلهم سياسيا ومن ثم تبدأ محاسبتهم ومحاكمتهم ومطاردة الهاربين منهم والاهم تنظيف اجهزة الدولة من جيوبهم واعوانهم حتي تعافي من امراضهم .. وهكذا علينا ان نحذو حذو الثورات وهو عزلهم سياسيا اي حرمانهم مؤقتا من المشاركة في هذه الفترة الاستثنائية الحساسة التي سنطبق فيها بكامل الصرامة كل بدائلنا من برامج وخطط لانقاذ الوطن من اخطاء سياساتهم الاجرامية الفاشلة الفاسدة لانهم غير مؤهلين انسانيا ووطنيا واخلاقيا كي يكونوا جزءا من الية المعالجة ..ولكن لا مانع من اشراكهم بعد تاسيس الشرعية الدستورية الجديدة العادلة المعبرة عن تطلعات الشعب السوداني و التي سننجزها كقوي منتصرة وصاحبة المصلحة في التغيير اذ يمكن ان يشاركوا في العملية السياسية الجديدة بكامل التمثيل المحمي دستوريا وقانونيا كمواطنين عاديين احرار تحت مظلة دستور عادل لا يفرق بين مواطن ومواطن بسبب الدين او العرق او اللون او الثقافة او الجنس وحينها لا مانع ان وصلوا الي سدة الحكم عبر هذا الدستور العادل ليحكمونا بناء علي مضامينه العادلة التي تصون ادمية وكرامة المواطن السوداني.
نعم لعزلهم سياسيا في فترة الانتقال فقط حتي لا يعيقوا مسيرة التغيير ومن ثم يمكن ان يشاركوا سياسيا بعد تاسيس حكم الشرعية الدستورية وذلك بعد المحاسبات والمحاكمات وتجريدهم من كل ما نهبوه عبر السلطة المغتصبة.
05-24-2016, 11:22 PM
هشام هباني هشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام هباني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست