سوق مايو، "كل شئ ممكن"، مجلة الهلال المصرية!...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 07:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2016, 12:21 PM

عبدالغني كرم الله
<aعبدالغني كرم الله
تاريخ التسجيل: 07-25-2008
مجموع المشاركات: 1323

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سوق مايو، "كل شئ ممكن"، مجلة الهلال المصرية!...

    11:21 AM Jan, 03 2016 سودانيز اون لاين
    عبدالغني كرم الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    سوق مايو!!
    "كل شئ ممكن في سوق ستة"
    بقلم: عبد الغني كرم الله
    ,
    .

    كل شئ، ممكن هنا.
    .
    هب أنك رأيت فتاة، تنحني بشدة، حتى أندلق كلا نهداها، من جيب نحرها، (أهي الأخرى عجولة، كيديها؟)، كي ترفع سلعة مفروشة على تراب السوق "رقية جلدية، بداخلها قلب فتى تحبه" قبل أن تخطفها يد ناعمة أخرى، وتحلق مع فارسها، دستها مع نهديها، بعد عنت محاولات ثلاث، مثل عناد نعجة، ركوب قارب نهري، أمقتا حبسهما؟ مرة أخرى، بعد براح ثوان؟ صدر ماكر، خرج بكل لين، من جيب النحر، فلم العصيان؟ أذاق طعم الحرية؟، حشرته، ثم مضت، رغم السعر الغالي، راضية البال.

    أو رأيت زجاجة "بيرة أبو جمل"، ملئت بطنها الوسيعة بالزيت حتى فمها الممدووود، النحيف، الثمل بأقدار تحولاته، من خمر لزيت، (أعجب خلف، لخير سلف)، آآآه من زمان الحرية في سماء الخرطوم، حين كان للزيت زجاجه، وللخمر زجاجته، في كل رف، ومتجر، ولك مطلق الخيار بينهما، وآل الأمر اليوم، أن تندس بعض الأشياء، فطرة الخوف، في قناع أشياء أخرى، غريزة البقاء العجيبة.

    إن رأيت فستان زفاف طويل، متسخ، تلبسه عجوز، وهي تجلس على "بنبر خشبي قصير"، وترمي ذيله الطويل ورائها، كأنه ذنب ديناصور أبيض، وقربها حصير مفروش عليه بضاعتها، بنطال عسكري ممزق من دبره "أفر من حمى حرب شرسه؟، ما أكثرها في بلادي، الغالب فيها مغلوب"، وقربههم مجلة أمريكية قديمة، ناشونال جيغرافيك، بلا غلاف، يتصفحها النسيم والغبار، كيفما اتفق، ومسامير تتلوى كديدان سوداء، صدئة، (أنزعت من بيت مهجور بسبب الجفاف والحروب؟ فلم الباب؟، أيحرس بيت بلا فرش وعرش وقرش؟، أم هدم السيل الدار؟ وتركه باب منتصب بلا دار، لوحة سريالية؟)، وثمار قرع جاف، وكرسي حديدي بقدم واحدة (هل ظنه اللغم الغشيم بشرا؟) أم بترت أقدامه، تعزيرا من خلاف؟ لأن فتاة عارية جلست عليه "لا حد، لشطح فتاوي فقهاء هذا الزمان، أبدا".

    لو تلفت، ووجدت كهل حزين، فاق الثمانين، يجثو منكسرا، يستجدي وظيفة بواب، من ضاربة رمل، أو رجل مهندم، ينشد وزارة سيادية، أو صاحب "كارو"، يطلب (تعويذة)، براءة من جريمة نكراء، هو وحماره، فقد سجن حمارة، شهرا، لأنه ألتهم نجيل حديقة منزلية، وهو أسبوعا، لأنه سرق يافطة حديدية، كي ينام تحتها.

    إن رأيت كل هذه المشاهد، معروضة للبيع، والشراء، على رفوف متهالكة، أو على تراب اسمر، مدى البصر، مع صياح ألف رعد حديدي، "مكبرات صوت خرقاء، بحاء، لا تبعد عن بعضها أكثر من متر، كل يمجد بضاعته، ياليت شعري ما الصحيح؟".

    إن كنت في متن هذا الصخب السحري، وقد حشرت في طبلة أذنك قسرا، آلاف الأصوات، والأنغام، أسماء وسلع، ومشروبات، وبضائع، ومأكولات، تعجز عن نطقها، ناهيك عن فهمها، ولو حللت ألف عقدة من لسانك، فتأكد، بلا أدنى شك، أنك في أقصى جنوب الخرطوم، في قلب "سوق مايو" الشعبي الشهير.

    مغناطيس عجيب، سوق مايو، يجذب إليه الأموات والاحياء، والأشياء، اسبيرات دبابات، قطع غيار طائرات "هوت في حروب أهلية، وقبيلة، في أصقاع وطن كالقارة"، طلق نارية قبل الحرب العالمية الاولى، سلع، عملات كينية، وحبشية، ودنماريكة، سوق ترتاده قبائل الإنس، والجن، تأتي بالماضي، والآت، في قلب الحاضر الأبدي، كما حكى عنه بوذا "ما كان، وما سيكون، فهو كائن "في سوق مايو"، ، كل شئ ممكن، وكائن، حتى قراءة الكف والغيب، تشترى هنا.

    إن اشتريت فتيل دواء نزلة، وتلفت بمكر حولك، ووضعته بحرص عظيم، في جيب بنطالك الخلفي، وأسرعت الخطى للأزقة التي تفوق الجحور متاهة، وظلمة، فأنت زبون قديم للسوق، تعرف توريته، وكنايته، ومكر سلعه، وكيف يستر (الخمر) عن عيون غير أهلها، وإن سألت عن سعره؟ وسألت أهو للسعال؟ أم المخاط، فستحدجك البائعة بعيون أحمر من الشطة أيها الطرير، سلعة مضنون بها على غير أهلها، فلم تحشر نفسك فيما لايعنيك "وما أكثره في حمى هذا السوق"، أيها الأرعن، وقد تعاقب على هذا التطفل، بما لا يحمد عقباه، فكن "حكيما"، فيما لا يعنيك.

    ولو جيبك شبه خاو،أو مثقوب، يمكنك ان تشتري (صامولة)، أو حجر بطارية قديم، أو قلب مديرتك "حجاب محبة"، أو رواية بلا غلاف، وتبدأ من الصفحة 13، أو تأكل بمتعة جراد مشوي شهي، بل تتذوقه قبيل أن يكيل لك"الملوة"، أو تشتري قزازة بيرة، مليئة بمقوي للأكل، أو تشتري لابتوب "بمئة جنية، فهو لم يتعرض (لحواجز جمركية)، وإن تعرض "لقفز حواجز جدران"، لا تسأل عن السبب، أو تشتري "خرطوم دبابة"، من باعة الحديد، أو خط سكة حديد طوله أميال عدة، نافق "بعد أن سرق اللصوص خط مدينة (واو، أم روابة) بعد إنفصال الجنوب"، مع إطارات تراكتر زراعي، وبداخله "إطارات "تكتك"، رقشات"، كالفيران في الجحر، (نسى البائع أنها دسها فيه)، أو تشتري ترقية وظيفة "بدعوات وهمهمات فكي" أو تجعل جوليا ربوتس تحلم برؤيتك (حدد الفتاة واسمها، وعمرها، ويوم ميلادها)، كل هذا الاشياء والعواطف، تعرض على رفوف وتراب سوق مايو.

    كل شئ ممكن "في سوق مايو" سقط المتاع هنا، في حجر هذا السوق الغريب، أغلى من الماس والذهب، رحم الله صاحب نظرية النسبية، ما أصدقه، كل شئ هنا، غال ونفيس، ومطلوب، حتى سروايل النساء المسروقة "لا تسأل بأي أسلوب سرقت، وهل يقفز اللص المجرب، في البيوت، إلا منتصف الليل حيث يشغل الناس شأن، عن شئون؟"، وإياك ان تضحك، من سروال ضخم، كسحابة سمراء، فأرداف النساء هنا، مساند للصبر، ومخدات لطول القعاد، يعرف اللصوص طلبهن، ومزاجهن "العرض والطلب".

    تبور السروايل الصغيرة "حجم أرداف شمام، وتبش"، ولكن السراويل حجم "البطيخة وما فوقها"، لايمكث إلا عمر البرق، أو سويعة، حتى تنحني امرأة، تقيسه حول صلبها، كي تستيقن، ترمي خمسة جنية مكرمشة، مبللة بالعرق، عند قدمي البائع، ثم تسحب فساتنها لأعلى حد ممكن "لها" فوق الركبة بكثييييييير، ومثير"،، ترفع قدمها اليسرى، ثم اليمنى، وتحشرهما في جيوبه، تلبس سروالها الجديد، خير البر عاجلة، تحك صلبها، أظنه حرقها، تشرب بالحرارة سويعات، وهو مفروش عز الظهيرة، ترقص، تهز صلبها يمنى ويسرى، عسى أن يبرد، تغبطها على حريتها، تمضي سعيدة، غير عارية.

    تقع منها صرة "كيس دمور، ملفوف فيه منشط جنسي شعبي"، يضحك التجار والزبائين "كومر مركب مكنة برااااااادووووووو" ترفعه، تحشره بين ثديها، تصيح ضاااااحكة، "نهنا براااااادو بدون دفرة" بسمتها تنير الطريق، وتعطره، اي براح ينور بال هذه المرأة؟ تفعل وترقص وتعيش، كما لو أنها وحدها، متى حققت هذا الحلم العظيم؟ أن تحيا بما يميله عليها قلبها، وليس خيوط دمى وعرف وضمير، حرة، وحرة، وحرة.

    قد تعرج على مساحة كبيرة، في قلب السوق، صارت ملعبا، أطفال في حمى كرة قدم، في الملعب أيضا "تكتك" رقشة، وكارو، وأمرأة حامل، و23 طفل في قلب الملعب، لا تتأخر الكرة، أو يصفر الحكم (ولا حكم هنا، العدل سار بين الأطفال، كلهم حكام)، رقشة "تكتك"، تعبر المباراة الحية، والمبارة جارية، أعود لإحصاء عددهم، أجدهم 27 لاعب، هل عدلت الفيفا عدد لاعبي الفرق؟ هم ملائكة سمر، وهل حرمت السماء الخمر على الملائكة، كما حرمتها في الأرض؟ (أنهر من خمر، لذة للشاربين)، فريق يلعب بسبعة عشر لاعب، أكثر من الفريق الآخر بسبعة، ولم يلام من الفريق الأخر، امرأة ماهرة مثلهم، تحمل على رأسها كيس أحمر ضخم، وبيدها اليمنى حقيبة، وباليسرى كرتونة كبيرة، على ظهرها مربوط طفلها الصغير، مهارة رأسها، وهو يحمل الكيس وفرت لكلتا يديها، حرية أن تحمل أشياء أخرى، أتوسع المهارة قدراتنا، وعطائنا؟ تعبر خط السكة حديد العالي، (خط حقيقي ، يبحث عن قاطرة تجري فيه) حسبت الكرتونة ستهوي "كأنه رأسي"، وليس رأسها الماااهر، العجيب.

    إن رغبت في العودة، لزقاق ما، أنسى الأمر، من الاستحالة أن تعرفه البوصلة نفسها، مرة أخرى، سوق مايو يشعرك، بالهوان، والدهشة، والحزن، والعجب، والضلال.

    كائن غني بالعجب والخيال، والغرائز، تتكدس مثل تلال، الأرجل الحديدية، لضحايا الحرب، لصقها جبال من كراسي خشبية لمدراس هدمتها الحروب والسيول، كل شئ متوفر، في سوق مايو، يمتلئ بطقوس الحرب، ويتغذي بسبل السلام، ويغنى بالفقر، ويفقر بالغنى، ولا يبالي من أين جاءه الرزق.

    aK b c تنطق مهجنة بلجهات أفريقية طاعمة، فصول محو أمية، في قلبه، تعليم أنجليزية مكسرة، ليس المعلم، بأفضل من المتعلم، أصغر تلميذ عمره فوق الخمسين عاما، أغنيات كنغولية، وحبشية، وزائرية، أعتى مايكروسكوب لا يدرك ما يمور بإمعائه، وقلبه، وبطنه، ولا أعظم تلسكوب يرى ما يدور في سمائه من لغط، وهمس، وكيد، وسحر، وبوح.

    هب أنك عشت هذا الحلم، عيانا، بيانا، فانت لا تعرف أين أنت، في كينيا؟ تشاد؟ الحبشة؟ غانا؟ كلفورينا، دمشق، موريتنا؟ المغرب؟ لا محال أنت في أزقة سوق مايو.
    سوق غريب، متمرد، حالم، مجنون، صادق حد التعب، سيرته، وسريرته ظاهرة في العلن، لا يضمر شئ، ويظهر آخر، فصيح للخبايا، حد الإحراج، مثل طفل، لا يتوانى في قول ما يحس به، ضد نفسه، وأمه، وابيه، تلكم سوق كل شئ ممكن، ماااااايو.
    حتى اسمه، مربك، هو شهر، وحي، وقيل "ثورة مايو"، كعادة الدكتاتوريات، في تفريغ الكلمات من معانيها الجميلة، ذبح كبش وهمي، وسمي الحي، بكل هذا المتناقضات، سوق "حي مايو"، الشعبي، جنوب القارة الخرطوم.



    مقدمة، لكتيب، نشرت في مجلة الهلال المصرية...http://www.daralhilal.com.eg/show-7879.htmlhttp://www.daralhilal.com.eg/show-7879.html..وعامhttp://www.daralhilal.com.eg/show-7879.htmlhttp://www.daralhilal.com.eg/show-7879.html..وعام سعيد....

    (عدل بواسطة عبدالغني كرم الله on 01-03-2016, 12:43 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de