|
نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترجمة : أسامة الخوَّاض
|
11:26 PM Dec, 31 2015 سودانيز اون لاين osama elkhawad-Monterey,california,USA مكتبتى رابط مختصر البروفيسور حامد داباشيسأبسط ،إن شاء الله، قسماً من ترجمتي للفصل الثالث من كتاب حامد داباشي: الربيع العربي: نهاية حقبة ما بعد الاستعمار.وهذه الترجمة ستكون جزءاً من كتابي المقبل "حزب الكنبة السوداني والربيع العربي-مقاربات وترجمات"، والذي سيصدر من دار توتيل في اسطنبول.
سأوضّح لاحقاً، سبب اختياري نشر هذا القسم من الترجمة.سنقدم الآن ترجمة لحياة وأعمال حامد دباشي.وُلد حامد داباشي في إيران، في الخامس عشر من يونيو 1951، في جنوب شرق مدينة الأهواز في محافظة خوزستان في إيران. تلقّى تعليمة الجامعي الباكر في طهران، ثم هاجر بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية.هو بروفيسور في الدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا.حصل على دكتوراة مزدوجة في علم اجتماع الثقافة والدراست الإسلامية من جامعة بنسلفانيا سنة 1984 عن السلطة الكاريزمية في نظرية ماكس فيبر.أتبعها بزمالة مابعد الدكتوراة في جامعة هارفارد. ألّف أكثر من خمسة وعشرين كتاباً، وكتب مائة فصل ومقالة وعروض كتب. ناقد ثقافي معروف عالمياً. تُرجمت كتاباته إلى عدة لغات، تشمل اليابانية والألمانية والفرنسية والإيطالية والبرتغالية والفارسية والأردية و الأسبانية والعربية والتركية والعبرية والبولندية والكاتالانية والروسية والدنماركية والكورية.
صدرت نماذج مختارة من كتاباته في كتاب بعنوان: The World is my Home: A Hamid Dabashi Reader (Transaction, 2010)وقام بتحريرها كل من أندرو ديفسن وهيماديب موبيدي*.كاتب عمود في الاهرام ويكلي الإنجليزية المصرية لأكثر من عقد، ومساهم منتظم في شبكتي الجزيرة وسي ان ان. مناهض للحرب، ومهتم بالسينما،ومؤسِّس ل"أحلام أمة-مشروع الفيلم الفلسطيني". كما أنه خطيب جماهيري.Dabashi, Hamid, The Arab Spring, The end of Postcolonialism, Zed Book, New York, First edition, 2012*http://hamiddabashi.com/books**http://hamiddabashi.com/books**http://hamiddabashi.com/books**http://hamiddabashi.com/books**
(عدل بواسطة osama elkhawad on 01-02-2016, 07:46 AM)
|
|
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
الأخ أسامةشكرا لهذه المعلومات المفيدة و التي نشتاق إليها كثيراً، و نفتقدها كثيراً. ملحوظة: أول مرة أعرف إنه ماكس فيبر تحدث عن السلطة الكاريزمية.و لّا ده تحليل حامد داباشي؟حتى حامد داباشي أول مرة أسمع عنه...شوف التقصير و عدم المتابعة لأي مدى؟في انتظار المزيد من الإضاءات
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
الأستاذ اسامة سؤال..لكنه مغلف بطلب.... و إن كان خارج الموضوع.إنت رجل لك خبرتك الطويلة في مجال الأدب النقد. و أكيد أعجبت أو تماهيت أو تبنيت أو فلنقل كنت من الناصرين لاتجاهٍ أو لبعض الاتجاهات أو الآراء النقدية أو الأدبية. و لربما (غيّرت) رأيك في أي منهم..أو قلّ شغفك أو اقتناعك بأي منهم. أو ربما اكتشفت أن ما كنت تناصره كان بريقاً زائفاً.. أو... ليس كما ظننته.. أو لربما...... لا زلت مقيماً على حبك أو إعجابك لهذا أو لذاك.فبعد هذه المقدمة التي أرجو أن لا تكون مملّةأرجو أن لا تحرمنا من هذه التجارب القيّمة و أن لا تظل حبيسة الصدور و العقول و نحن في حاجة إليها ماسّة.فارجو و ارجو أن تعمل على إثراء المنبر بالكتابة عن ما ذكرت.و في آخر الأمر .....الرأي الأخير لك.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
اخترت بسط هذا القسم من ترجمتي، للفصل الثالث من كتاب حامد داباشي، لعلاقته بثلاث شخصيات ثقافية مهمة في الثقافة العربية، وهم نصر حامد أبوزيد ويوسف شاهين وادوارد سعيد.
اسلوب حامد داباشي صعب، ويستخدم في كثير من الأحيان لغة مجازية، ومصطلحات كثيرة من علوم مختلفة.
كما أن جمله في الغالب طويلة، ولهذا اخترت أن استخدم الترقيم لكي تسهل قراءتها.
سأنشر الترجمة في ثلاث حلقات، وبعد ذلك سأبسطها كاملة.
الحلقة الأولى: نحو هرمينوطيقيا للفضاء العام
من أين ومتى نبدأ؟ بالتأكيد قبل ثورة 25 يناير، وفي محيط ميدان التحرير.
ذكَّرني الرحيل المفاجئ لنصر حامد أبي زيد، كواحد من المعجبين به منذ زمن طويل، ليس بواحدٍ، بل اثنين من القدوات المصرية الضخمة، والتي تحت ظلالها المترامية، بُورك ذلك الجزء من العالم، وأصبح مليئاً بالمعنى. في مدى عامين، خسرنا صانع الأفلام يوسف شاهين (في 27 يوليو 2008)، والهرمونيطيقي والسيميوطيقي نصر حامد ابي زيد (في 5 يوليو 2010)، كأننا نشهد السقوط المتتالي لبرجين توأمين شكَّلا خيالنا الجمالي والأخلاقي، لأكثر من نصف قرن، وقيبل تفتُّح الربيع العربي.
في العالم العربي والإسلامي وعولمياّ، من الصعب على أولئك الذين عرفوا يوسف شاهين، ان يجدوا سبباً لكي يعرفوا نصر حامد أبي زيد، وكثيرٌ من الذين قرأوا وأعجبوا بالانجازات الفائقة لنصر حامد أبي زيد، من الصعب عليهم أن يسمّوا فيلمين ليوسف شاهين، او يدّعوا أنهم قد شاهدوا فيلمه باب الحديد (1958) عندما كانوا في ميعة الصبا.
علينا أن ننظر إلى، ونقرأ كل منهما، من خلال عدسة الآخر. المجتمع الذي أنتج نصر حامد أبي زيد ويوسف شاهين، في المركز المتوازن لوعيه الذاتي الحصيف، عليه أن يدرك أيضا، كم هو نفيسً ذلك التوازن، حيث يلتقي فضاء خيالنا الجمالي والأخلاقي حقيقة مع الأرض.، ويطرح حجته الختامية. هنالك توازن مصري بين الأمل واليأس، بين الوعد والشلل، الذي يبدو أنه قد عرَّفنا جمبعاً، نحن الذين وُلدنا ونشأنا في عصر محمد مصدّق وجمال عبدالناصر وجواهرلا نهرو، الأبطال المعادين للاستعمار ، الذين جعلوا مِنّا "مابعد استعماريين". إن عولمة الرؤية التي خلقتهم، وبنفس الطريقة أنتجت يوسف شاهين ونصر حامد أبي زيد، كانت دوماً تحت رحمة الوحشية والتعصّب ،واللتين للمفارقة ،نشأتا من نفس المنبع الذي خلق آمالنا وتطلعاتنا الراسخة. أساء سيد قطب وآية الله الخميني، تأويل أحلامنا وأفكارنا، وقاما بتقديمها كما لو أنها كوابيس. لقد قيل الكثير ،وبشكل صائب، عن النزعة الشبابية للربيع العربي، لكنّ الحِكَم الراسخة المتوطنة في عين وعقل شاهين وأبي زيد، تسلتزم قراءات طازجة لأزمان طويلة في المستقبل.
قابلتُ نصر حامد أبي زيد أول مرة، في حفل استقبال، أقامه له أدوارد ومريم سعيد في نيويورك. قرأت له الكثير مبكرِّاً، في أيام دراستي في جامعة بنلسلفانيا ،و تعرّفت على عمله الرائد في هرمونيطقيا القران، في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي،بواسطة أستاذي جورج مقدسي (1920-2002). في ذلك الزمان، كان قليل من الناس، يعرف كتاب نصر حامد أبي زيد "الاتجاه العقلي في التفسير: دراسة في قضية المجاز عند المعتزلة" (1982)، او حتى كتابه "فلسفة التأويل: دراسة في تأويل القران عند محيي الدين بن عربي" (1983). سنوات بعد ذلك، عندما كنت اشتغل على كتابي عين القضاة، اكتشفت كتابيه "مفهوم النص: دراسة في علوم القران" (1991) و "نقد الخطاب الديني" (1998). بعد ذلك، عرّفتني زميلتي لاحقاً ماجدة النويهي ، على كتابي نصر حامد أبي زيد "المرأة في خطاب الأزمة" (1995) و "دوائر الخوف: قراءة في خطاب المرأة" (1998). جليٌ جدا في كل تلك النصوص، سعي نصر حامد العنيد، إلى هرمونيطيقيا المقدّس، المتضمَّنة في اللغة البشرية للدنيوي. لم يفقد أبداً رؤية تعالقاتهما الخفية. بقي كتابه "التفكير في زمن التكفير" (1998)، كتابي المفضل في عمل نصر حامد، الذي عكس فيه حاله في المنفى والردة، و قد كُتب في أعقاب الحادثة الشهيرة التي تلت طلبه للترقية الأكاديمية في مارس 1993، عندما قضت محكمة مصرية للشريعة، بردّته وفسخت عقد زواجه، واضطرته مع زوجته ابتهال يونس (البروفيسورة في الأدب الفرنسي في جامعة القاهرة)، إلى اللجوء إلى المنفى في هولندا، حيث أصدرت جماعة اسلاموية متطرفة إعلانا بهدر دمه. حدث هذا خلال واحد من أكثر الفصول حلكة في التاريخ المصري الحديث، عندما خلق مقتل فرج فودة في 1992، ومحاولة قتل الحائز على جائزة نوبل المؤلف نجيب محفوظ في 1994،بيئةً مشحونةً بالتوتر في مصر. بالرغم من الرعب السخيف للحكم بالقتل المعلن ، في حق نصر حامد، كان دائماً هناك حسٌّ جليٌ بالمرح في تفاكيره حول كل ما يتعلق بالحدث الهمجي. كان يحب أن يحكي قصصاً، عن الكاريكاتيرات التي ظهرت في الدوريات المصرية، والتي فيها يتساءل الأزواج في استغراب كيف يمكن أن يخطّطوا لفسخ مماثل لزيجاتهم! عندما سخر كاتب عمود من الزوجين، لان لهما علاقة رومانسية، كروميو وجولييت ،إذ كانت يداهما متماسكتين في مقابلة مع سي ان ان ، قال مازحاً ما هي المشكلة في أن يكونا روميو وجولييت؟ ومن المهم بنفس الدرجة، ان نصر حامد لم يسمح أبداً للميديا الاوروبية أو الامريكية، بأن تسيئ استخدام الحكم الصادر ضده من زملائهم المصريين، كسلاح في ترسانة خوفها من الإسلام، وبالتالي يستخدمه-كما فعل آخرون مثل سلمان رشدي وايان هرسي علي-للترويج لمهنته. لقد تحمّل مشقة المنفى، والحياة تحت الحكم بالقتل، بسمو وتواضع، وظل حتى يوم موته مسلماً مبدئياً ووقوراً. إذا كان تعرّفي على نصر حامد أبي زيد أكاديمياً، وأخذ مني زمناً، لأعرف الرجل الرقيق المبهج، الكامن خلف الأفكار، فإن تعرُّفي على يوسف شاهين، كان مرحاً ويومض بفرح الاكتشاف، وبلغ أوجه في تدريسي السلسلة الكاملة، لعمله السينمائي لطلابي في كولومبيا، التي دعوت في فصولها المايسترو الكبير، ليلقي محاضرة في كل مرة يأتي فيها إلى نيويورك. كان دائما ينكِّت قائلا أن اهتمامي بأفلامه، يعود إلى افتتاني الشبابي بهند رستم (صوفيا لورين السينما العربية)، ممثلة الدور الأول في فيلمه باب الحديد. شاهدت فيلم يوسف شاهين باب الحديد (1958) في أواخر صباي، بينما كان إعداده السينمائي "لرواية" الأرض لعبدالرحمن الشرقاوي (1969)، حاسماً ومهماً في التربية السياسية للبعض في جيلي. بثلاثيته الابتدائية ورباعيته التالية، صار يُحتفل بيوسف شاهين عولمياً، ككاتب سيرة حياته الشخصية اللامع في أمته. من الناصر صلاح الدين (1963) إلى المصير (1997)، أمسك يوسف شاهين برسوخ مرآة لشعبه، من صدمة الحروب العربية الإسرائيلية إلى أهوال التعصب الديني في موطنه، نفس التعصب الذي أرغم أبي زيد للجوء إلى المنفى.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
يوسف شاهين ونصر حامد أبوزيد، هما مكوِّنان متكاملان للكوزوبوليتانية الفنية والثقافية المصرية في القرن العشرين، لكي تعرف واحدا منهما، يجب أن تعرف الآخر، ومن خلالهما يفهم المرء الثوران الإبداعي الذي بشَّر به كلاهما.تستند هرمونيطيقيا أبي زيد كلها، إلى سيموطيقيا بنيوية، تقرأ المجازات الأدبية القرانية، كسيرورة معنى للمنطق السردي الذي ينبغي أن يؤوَّل، بواسطة الاندغام في ومن خلال بلاغة إيمان القارئ المسلم. لقد جعل من الإيمان-وهذه علامة فريدة فذّة لعبقريته التأويلية-قضيةً هرمونيطيقيةً، في قراءته السيموطيقية للنص المقدّس. هذا في الواقع ، كيف بيَّن أن الوحي دال مركزي (كطريقة عمل للتنزيل)، في أية قراءة للنص المقدّس، تحيله إلى علامة أدبية كبرى، بدون ان تسلبه مضمونه الميتافيزيقي. تصبح سيروة المعنى المفتوحة النهاية، في المقابل، نسيج الجمالية الوهّاجة، والتي استلفها شاهين، من جانبه، من الواقعية الجديدة الإيطالية اللاحقة ، ومن فيلليني بالذات، ليصنع حسّه السينمائي الخاص، لسبر غور الطيش.اكتشف أبوزيد المعاني المجهولة من القران،مستخدماً نفس اللعب الحر الهرمونيطيقي، الذي بواسطته حلّ شاهين، عُقد الواقع الخطيرة في نسخته الخاصة من الواقعية الجديدة.
وعليه، فان الأهمية الراسخة لهرمينوطيقيا أبي زيد، هي طرحه للقران،كلعب انفجاري لانهائي للعلامات ذاتية القداسة، والتي تنظّم داخلياً النص المقدَّس، كشاهد كلاسيكي للحرم الداخلي، الذي يعطي قارئه\مؤوِّله المؤمن، حسّاً مقنعاَ بإيمان لا\طوعي، والذي هو في نفس الوقت إلهامي ووهمي.بكلمات أخرى، بالنظر إلى النص المقدّس، كنظام من العلامات، يضع أبوزيد موقع النزعة الإلهامية "الوحيية" (للكاميرا الهرموينيطيقية، عموماً، ليس فوق ولكن من الداخل، ليس في قصد المؤلِّف (والذي في هذه الحالة، ليس في منال الإنسان) ،ولكن يضعها في أمل القارئ (والذي هو دائماً تاريخي ودنيوي). لكي يفعل ذلك، ويظلّ مؤمناً،وقد فعل،كان ذلك علامة فذّة فريدة من عبقريته الهرمينوطيقية. يقرأ أبوزيد القران، بطريقة يمكن مقارنتها بتجربة مشاهدة فيلم ليوسف شاهين: النص كبهوٍ من المرايا المليئة بعلامات مقدّسة، منتظرة تكشّفها بشكل جديد-ليس فقط اللامرئي من خلال المرئي، ولكن الرائي من خلال العلامة. هو، باختصار، أعاد هرمونيطيقياً تمثيل لحظة الوحي المقدّس، من الرجل النبي محمد إلى الرجل\المرأة المسلم\ة. لقد غرس نصر حامد أبوزيد، لو جاز التعبير، كاميرا يوسف شاهين داخل رأس كل مسلم، يذهب ليشاهد\يقرأ القران. بشكل غريزي، رأي المسلمون عديمو العقل والروح، في مداره، الخطر الداهم من تلك الرؤية للقران، وفزعوا من فِطَنهم، وبالتالي كان حكمهم ضد الهرمينوطيقي المسلم الأكبر في زماننا.
ظلّت اهتمامات نصر حامد، هرمينوطيقية بشكل راسخ. لم يكن مهتماً ،بشكل رئيس، بخلع القداسة عن القران أو إضفائها عليه. بالنسبة له كان القران، نصّاً مقدَّساً، تُوسِّطت دائرته الهرمينوطيقية والانتظام الاصطلاحي لعلامات،ه من خلال فعل الإيمان الأعمى من جانب القارئ بقداسته الوحية. كانت عبقريته في انه قد تعامل مع حقيقة ذلك التوسُّط، كمجاز هرمينوطيقي ،أكثر من الإبقاء عليه كنص للإيمان. وكنتيجة لذلك، ظل في اتساق، مهتماًّ بالطريقة التي يتولّد بها المعنى، في تلك الدائرة الهرمينوطيقية، التي يتم توسّطها من خلال الإيمان بالنص الوحيي. يوسف شاهين ونصر حامد أبوزيد، هما وجهان لمصر كعلامة، وكرمز للثوران الفكري الثقافي، واليوم كنموذج للانتفاضة الثورية مفتوحة النهاية،و دنيويتها كما كان بوسع أدوارد سعيد أن يقول، وهما النزعة المؤثِّرة لمطلبها في خيالنا الأخلاقي. هنالك حاجة لعدسة شاهين الموشورية، لنرى من خلالها ونحس، بالخيال الهرمينوطيقي الجرئ لأبي زيد، لننظر إلى القران، ونُبصر نظاماً من العلامات المتجمِّعة في نص، منتظرة معنى جديداً، في السميوطيقا الآسرة لدنيويته. العكس أيضاً صحيح: ساعدنا طيش أبي زيد الهرمينوطيقي التحرّري البهيج، ومتعة فالسه الأدبي في النص المقدّس ، على أن نرى ما يكمن خلف اللعب الفيلليني لرباعية الاسكندرية لشاهين.
إن هرمينوطيقيا أبي زيد، مشحونة بنفس الحساسيات الجمالية والأدبية، التي هي جلية الوضوح في سينما شاهين- ذلك التقدير المتهلِّل للعلامات شبه الشفّافة، التي ناهضت السيميوطيقيا المكبوحة المركزية للسلطة والهيمنة، التي اصطلح الخبراء في القانون الإسلامي على تسميتها "دين". إذا كانت بشاشة شاهين الفيّاضة، ذات نزعة مؤقتة للتحوّل إلى كيتش، مشيرةً إلى بقعة عمياء في احتفالياته الكرنفالية الرؤيوية، كما في فيلمه المصير، فهناك عند أبي زيد بقعة عمياء، شكّلت استقبال تلاميذه الإيرانيين له ، مختزلين هرمينوطيقيته التحرّرية إلى تثيت رهين، لكي يجعلوا إسلامهم الخاص، ذا معنى في كارثة الجمهورية الايرانية الدموية. في أرقى أفلامه رباعية الاسكندرية، وخاصة اسكندرية ليه، يبحث شاهين، كما أبوزيد في كتابة مفهوم النص (1991)، يبحث عن هرمينوطيقيا أدبية بحتة للقران، و يبثُّ حياة جديدة فيه، من أجل أولئك الخائفين، رهائن للطفولة الباكرة لقراءته للنص. أبوزيد في هرمينوطيقيته، هو بشكل جوهري، سيموطيقي يشاهد رؤية الكوكبة المبجّلة في النص المقدّس ، التي هي في المقابل، محجوبة عن "المثقفين الدينين"، ونظرائهم المسلمين المتعصبين في مصر، الذين جرّوا القران ودفعوه في هذا المسار المشوه أو ذاك.
هنالك تراسل سيموطيقي، بين النزعة الادبية لهرمينوطيقيا نصر حامد أبي زيد، والخفّة الحيوية لسينما يوسف شاهين، والتي هي منعدمة بتاتاً، في الفترة بين الميلاد العنيف الدموي للمثقفين الدينيين في المشهد الإيراني، وسينما الاغتراب الذاتي لعباس كيارستمي، أو سينما التدمير الذاتي لمحسن ماخمالباف. كان هؤلاء "المثقفون الدينيون"، النتاج الأجود للقتل الثيوقراطي للفرح في إيران: تفلسفهم في المقابل، كان قاتماً وفتّاكاً وشديد الإملال ومبتذلاً. ولهذا السبب بالذات ، وبالرغم من حقيقة أن أبازيد كان "مطروداً كنسياً"، وموضوعاً تحت حكم الإعدام، قد استطاع إن يرجع إلى وطنه، ويموت بكبرياء، محبوباً ومقدّراً من زملائه المصريين. وفي الجانب الآخر، معظم تابعيه هم في المنفى، وإذا جازفوا بالرجوع إلى بلدهم، إما أنهم سيجبرون على الظهور في التلفزيون، ويعترفوا بأن كل ما فكروا فيه أو كتبوه، كان غلطاً، ثم يطلبون العفو من القائد الأعلى ، أو سيعانون من إهانة السجن لأمد طويل، أو أسوأ منها ، كلّ ذلك سيكون بمثابة كفارة عن الرعب الذي مارسوه، على أولئك الذين فكّروا بطريقة مختلفة عنهم.
إن نهر النيل الذي أنجب أمة، يمكن أن تلد يوسف شاهين ونصر حامد أبي زيد، وآخرين يقاسمونهما خيالهم الجسور ، هو نفس نهر النيل الذي على ضفته الشرقية يقف ميدان التحرير. لم يعد يوسف شاهين ونصر حامد أبوزيد بيننا، كي يريا فجر بداية جديدة، في إيران ومصر وبقية العالم العربي والإسلامي ،حيث كان المرء يأمل أن يرى تفاكير ألمعيتهم المركّبة، حول الضمير الكوزوبوليتاني للناس المُستعاد بالكامل. ولكن في موتهما كما في حياتهما، يستمر يوسف شاهين ونصر حامد أبوزيد، في أن يعرضا علينا عالماً راقصاً، كحبيبات الضوء المغبّر (استعارة الرومي) أمام أعيننا تماماً-ذلك العالم هو علاماتُ لانهائيةِ إمكانيات تغيير ميتافيزيقيا اليأس(التي تُخْبر السياسية)، تلك الميتافيزيقيا التي ألقت مطلباً عنيفاً على أرواحنا. إن صانعي أفلام مثل شاهين، ومفكِّرين مثل أبي زيد، كانا سلفاً –رؤيوياً وخيالياً وبلغة جمالية وهرمينوطيقية-قد وسّعا فضاء السرد، الذي فيه نسمع تلك الثورات، تتحدّث عن إمكانياتها المفتوحة النهاية.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
الحلقة الثالثة والأخيرة
العالم في ذاته
العمل المتاح لنا، هو كيف نشرع في إنتاج جسم من المعرفة، في لغة خليقة بأولئك الأبطال الذين يهتفون في ميدان التحرير وميادين أخرى. عندما صاحوا "الشعب يريد إسقاط النظام"، لم يعنوا فقط النظام السياسي، أيضا كانوا يعنون نظام المعرفة واللغة التي بوساطتها نفهم وننتقد الأشياء. ينبغي أن نأخذ في الاعتبار، الأحداث والحقائق المتعلقة بأولئك المتمردين، كي تتحدث بطقم متجدِّد من المعاني، وألا نماثل الأشياء ارتدادياً بما نعرفه ونخشاه، ونضيِّع الزمن في معارك مع أشباح الأزمنة الغابرة، مع "الاستشراق". نحتاج أن نتغلّب على جزع الاستشراق ، وأن نحوِّل عدسة تلفسفنا إلى تاريخنا المتطوِّر، وأن نمتنع عن محاولة أن نفسّر الأشياء، استناداً إلى ذلك الرجل الأبيض الزائف، الذي جلس في عقل ادوارد سعيد مدى الحياة. ذلك الرجل الأبيض الزائف ميت-ولا يمكن أن يحيا-ولم يكن حيّاً أبداً. كان كائنا ً خرافياً-صُنع بواسطة الحقبة ما بعد الاستعمارية، التي أطالت حياة الوهم الأكبر بالغرب بما يقابله "باقي العالم". بدلاً من أنْ نستشهد بما قاله ادوارد سعيد، قبل حوالي ثلاثين أو أربعة سنين مضت، في سعينا لأن نعرف ماذا يحدث الآن، علينا أن نبدأ التفكير مثله:ماذا كان يمكن أن يقول أو يفكِّر، لو كان هو، وبالطبع المفكرون الآخرون المهمِّون، لو كانوا ما يزالون بيننا. لشيئ واحد، بدلاً من محاولة أن نفسّر دلالة ما حدث في ميدان التحرير، لبعض أجهزة المخابرات الكبرى في الغرب، الذي مهمِّةٌ موافقته، حتى يتم إدراك الوقائع كوقائع حقيقية أو لها أهمية، نحتاج أن نفكِّر أفقياً: هيَّا ننظر إلى الأعمال المقارنة في وحَول آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية، وننظر عبر الانقسام الايراني العربي ، والانقسام السني الشيعي، والانقسام الاسلامي المسيحي، والانقسام الديني العلماني. هذه هي التفسيرات والأفهام المترابطة والعاجلة التي نحتاجها،كونها شديدة القرب من الواقع المعاش، أكثر من تلك الأعمال التي تنتمي إلى تصوُّرات ومعايير فارغة. جاء نصر حامد أبوزيد ويوسف شاهين معاً-اثنان ضمن مجموع- كي يخلقا العالم الواثق من نفسه، الذي تقبّل وعرّف حقائق العالم العربي، ضاماً المقدّس والمدنّس، والسامي والتافه. ما هي أهمية الاستشراقيين البالين، وكتّاب الأعمدة الضحلين، عدا عن أن يثيروا الضحك ويوفِّروا التسلية؟ لم تعد نيويورك تايمز، تلك الجريدة ذات المعايير الصحافية العالية، ولا سي ان ان أو أي شبكة أخرى تُدعى الميديا الغربية، يمكنها أن تدّعي انها صوت السلطة. لأمد طويل، لم يستطع هذا المركز الزائف للشبخ الوهمي أن يبقى. ماذا يهم إذا كان ملايين من الناس، لا يستطيعون قراءة العربية والفارسية والتركية أو الاردية، ولم يسمعوا أبداً بهرمينوطيقيينا و سيموطيقيينا وفلاسفتننا وروائيينا وشعرائنا وصوفيينا أو علمائنا؟ إننا نعرفهم، ولدينا كل اللغات التي نحتاجها، لكي نتكلم ونكتب ونغنِّي ونصرخ ونجادل ونتظاهر ونُقنع.
لستين سنة، اساء الصهاينة استخدام ذاكرة الهولوكست الغربي، ليسرقوا فلسطين، وكانوا يملكون ماكينة الدعاية الفذة في التاريخ العالمي،مع أمبراطورية بأكملها تحت تصرفهم. فماذا حدث؟ رواية واحدة لغسان كنفاني، وقصيدة لمحمود درويش، وفيلم قصير لأيليا سليمان، وفيلم تسجيلي لمي المصري ، ومقالة لادوارد سعيد،وكتاب لجوزيف مسعد، بدأت تنشأ أجيال مسلّحة بالمعلومات، والأسباب، والدليل،وأكثر من ذلك :أحسن ما في العالم: من كل القارات، أبحرت أساطيل الحرية إلى غزة، مجازفين، وفاقدين لأرواحهم النبيلة، كي يُعرّوا الفظائع الإجرامية لدولة الأبارتايد الاسرائيلية. يجب أنْ نُوقف عملنا المضجر في خوض معارك، مع تلفيقات خيالنا الخاص. الأكاديميون العرب والمسلمون، الذين تدرّبوا في أمريكا الشمالية وأوربا الغربية، فائقو التأثر بذكريات مسكونة بالأشباح. رفاقنا عولميون ( يهود، ومسيحيون، وملحدون، وشباب، وشيب، ورجال، ونساء، ومثليو وغيريّو الجنس،وأغنياء ،وفقراء) وهنالك كثير من الأعداء في (الشرق). هل بن لادن ومبارك والخميني، من الغرب أم من الشرق؟ لم يعد الشرق شرقاً: لم يعد الغرب غرباً. لقد التقيا. الشرق هو الغرب ، والغرب هو الشرق. علينا أن نُوقف توجيه السؤال الغريب: هل يمكن للتابع أن يتكلم؟ بالتأكيد يمكنه\ا، بالتأكيد لديه\ا القدرة. لا يحتاج التابع، إلى تمثيل أو تنظير أو إرهاب، من أي قسم للغة الانجليزية والأدب المقارن. هذا هو درس ادوارد سعيد الدائم، هو الذي مدّ لغته التحرّرية، خارج قسم اللغة الانجليزية، وهو الذي ظلّ حتى يوم وفاته، ناقداً لزملائه الذين يعمّون نضالات الناس في نثر وسياسة، لا يفهمها حتى زملائهم، فما بالك بأولئك المجازفين بحيواتهم، مقاتلين من أجل الحرية والعدل الاجتماعي والكرامة. القِ نظرة على شوارع وأزقة وميادين العالم العربي، من هذا الطرف إلى الطرف الآخر في 2011 ومابعدها: التابع يتكلم ، والعرب يتكلمون. هم في الحقيقة يصرخون بصوت عالٍ: الشعب يريد إسقاط النظام. أمر بسيط وبشكل مجيد: دعونا لا نعمِّيه.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
تعليقات من "الفيسبوك":
* الأستاذ كمال الزين:
Quote: نفع كبير هذه الترجمة يا اسامة .. شكراً و ليتك تنشرها كاملة مطبوعة و تباعاً هنا و في بقية الوسيطات ففيها متنفس من حالة التسطيح السائدة هذه |
* الشاعر "نصّار الحاج":
Quote: كتابة جميلة وعميقة ومختلفة وترجمة بارعة وممتعة يا اسامة .. |
* الأستاذ محمد أبو قرون:
Quote: شكراً يا خواض، دفعني هذا الطرح الغني لابدا بقراءة ابوزيد مرة أخرى.
ترجمة ممتازة، لغة رفيعة |
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
Quote: نحي جهودك أستاذ أسامة و لا سعنا إلا أن نقول لقد اضفت رونقا للمنبر طال انتظاره و أيقظت فينا توقاً للثقافة و المعرفة بعد جفاف اتوقع أن يكون لهذا النشر بعثاً و عودة للكثير و للكثيرين |
أشكرك أستاذ محمد على كلماتك الطيبات,
رغم أن المنبر باهتماماته الحالية، لا يولي اهتماما بمثل هذه الموضوعات، التي يمكن ان يعتبرها البعض "ثقيلة" .
وهذه التجربة، تؤكد "قراري السابق"،
القاضي بالتوقُّف عن "نشر كتاباتي في الاسافير".
ويبدو انني -للاسف الشديد-
سأرجع إليه مجدّداً.
وارجو أن تتحقّق امانيك ب"عودة الكثيرين" ممن هجروا سودانيزاونلاين.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
Quote: رغم أن المنبر باهتماماته الحالية، لا يولي اهتماما بمثل هذه الموضوعات، التي يمكن ان يعتبرها البعض "ثقيلة" . |
وهي كذلك | في عمومها، لكن ملاحظتي أنها رتيبة بسبب الترجمة للأسف. هرمينوطيقا و سيموطيقا ديل مش ببساطة بيقابلن (التفسير، الدلالة) ولا أنا غلطان؟
توارد الكلمتين ديل في النص حول الأسلوب إلى شيء أقرب للدليل السياحي لوصف المواقع الأثرية، الترقيم بدأ معقول في المقدمة والملخص، ومع الحلقة الأولى أصبح ميكانيكياً بمتوسط فاصلة لكل خمسة كلمات وهذه تأثيرها ثقيل جداً على القاريء، واضح أنها ترجمة متعجلة.
لم تجتهد لإخراج النص بهيئة مناسبة. بل لعلك لم تترجمه لمن يرغب في القراءة أصلاً. |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: حاتم إبراهيم)
|
Quote: هرمينوطيقا و سيموطيقا ديل مش ببساطة بيقابلن (التفسير، الدلالة) ولا أنا غلطان؟ |
بالنسبة ل"هرمونيطيقيا" أبقيت على اصلها ، لانه يمكن ان يحدث التباس بين "التفسير والتأويل"،
ومن يترجمونها يميلون أكثر الى التأويل ، وليس التفسير.
أما "السيموطيقا" فهي للاسف لا تقابل "الدلالة".
الدلالة تقابلها "السيمانتيكا".
السيموطيقيا لها ترجمات كثيرة: علم العلامات، أو علم الإشارات، أو السيميائيات.
الترقيم مهم، لان الجملة في اصلها الانجليزي هي طويلة، ولا يمكن ان تفهم في اللغة العربية إلا بواسطة ذلك الترقيم.
لقد تلقيت فيدباك من "الفيسبوك" لا يتفق مع محصّلة كلامك، يمكنك الرجوع إليه في محله في هذا البوست.
وعلى كل حال،
شكرا لمرورك.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
الأستاذ حاتم ابراهيم منذ يومين و أنا اتحاشى التعليق على تعليقك.و ذلك لأني لا أحب ان يكون حديثي مدعاة للإختلاف المؤدي للعداء. لأن المنبر ما ناقص يكفيه ما يضج به من كثير من المهاترات التي لا داعي لمعظمها.و لكن شتارة جثبَلنا عليها نحن السودانيين هي ما يوقذعونا في مثل هذه النزاعات. هذه مقدمة لا بد منها: أولاً: هذا الرجل (أسامة) قام بعمل ترجمة لعمل ما. و نشر جزء منه فقط على ما فهمت. فإذا كنت ترى أن الترجمة ليست في المستوى ان يمكن أن تحتفظ برأيك هذا حتى اكتمال نشر كل الموضوع ثم تعلق عليه بالتفصيل و ليس كرأي تقييمي عام. اي تختار عبارات أو جمل أو كلمات ترى أن المترجم لم يحسن ترجمتها. و أن يكون ذلك بأسلوب على الأقل يكون مقبول أو لا يثير أي حساسيات. علماً أنه في الترجمة ليس هناك صحيح أو خطأ بل هناك ترجمة أفضل من ترجمة. ثانياً حينا يقوم شخص بعمل كبير إن لم نشجعه على الأقل لا نقوم بإحباطه. أما موضوع الترقيم الذي أوردت عرض و اقتباس له فذلك شيء نستفيد منه بطبيعة الحال. مع خالص احترامي لشخصكم الكريم و أرجو أن لا تكون كلماتي خارج النص. حديث للأخ أسامة: أرجو أن تواصل نحن في انتظارك و تعليقنا سيكون في النهاية.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
عزيزي الاستاذ محمد
سلامات ومرحب بيك مرة اخرى
قلت سيدي:
Quote: علماً أنه في الترجمة ليس هناك صحيح أو خطأ بل هناك ترجمة أفضل من ترجمة. |
اوافقك تماما في الرأي أعلاه.
كما أحب أن أشير إلى ان الحكم على ترجمة بشكل دقيق لا يصح إلا بالاطلاع على النص الأصلي ، و المنقول إلى لغة أخرى.
يقول الباحث في مقاله "سيموطيقا الترجمة" الآتي عن النص والعلاقة بين النص الاصلي والنص الهدف كما يسميه:
Quote: الترجمة هي عملية نقل رسالة من لغة إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، ومن قارئ إلى آخر.
وبتعبير آخر، تعني الترجمة نقل المعنى من النص المنطلق إلى النص الهدف، وتحويل علامات اللغة الأولى إلى علامات اللغة الثانية. أي: يقوم المترجم بتفكيك الشفرة اللسانية بعد أن تكون مشفرة في لغة أخرى.
ويتضمن النص المترجم مجموعة من العلامات السيميائية كالعلامات المنطقية، والعلامات الاجتماعية، والعلامات الجمالية، والعلامات اللسانية. ومن ثم، فالهدف الرئيس لمترجمها هو الوصول إلى ترجمة صادقة ووفية وقريبة من معاني النص المعيار.
|
ثم يواصل في نفس المنحى عن العلاقة المركبة بين ما يسميه "النص المنطلق" أي المترجم منه، والنص الهدف ،أي المترجم إليه:
Quote: لذا، فالترجمة عملية وساطة بين النص والمتلقي. والهدف منها هو تقريب المعاني وتبسيطها لقارئ ينتمي إلى لغة ومنظومة ثقافية أخرى. ومن ثم، تحمل هذه الترجمة في ثناياها مقصدية المترجم الظاهرة أو المضمرة، وتحوي تأويلاته القيمية ومعتقداته الإيديولوجية سيما إذا كنا أمام ترجمة أدبية أو إبداعية.
ومن المستحيل - في اعتقادنا- أن تكون هناك ترجمة صادقة وأمينة ووفية بشكل مطلق، بل تبقى الترجمة المعهودة تقريبية ونسبية ليس إلا. أي: إن الهدف المهم من فعل الترجمة هو التقارب بين المعاني والأفكار عبر منظومتين لغويتين مختلفتين أو أكثر.
|
وقد سبق لي أن اوردت بعض الآراء التي تلقيتها عند عرض الترجمة في صفحتي في الفيسبوك، وسأعيد نشرها كملحق لهذه المداخلة*. وهي آراء تختلف تماما عن الرأي السالب الذي قال به الاستاذ حاتم دون الرجوع إلى النص الأصلي.
ومن جهة أخرى، فالترجمة هنا تتعلق بنصر حامد أبي زيد، ويوسف شاهين، وفيها إشارات واضحة إلى ادوارد سعيد ومدرسة ما بعد الاستعمار. وهنالك من يترجمها ما بعد الكولونيالية. فالإلمام بتلك الخطابات مهم جدا في الحكم على الترجمة وايضا في تلقي الترجمة. فمن لم تكن لديه معرفة جيدة بتلك الخطابات قد تكون هذه الترجمة مملة ورتيبة بالنسبة إليه، لان اهتمامها خارج اهتماماته.
أما في ما يتعلق بترجمة المصطلحات، فقد سيق إلي الإشارة إليه. وموضوع ترجمة المصطلحات إلى العربية، موضوع شائك، وهو من المسائل الثقافية المهمة التي لم يتم حلها في ثقافة ليس هنالك تنسيق بين مراكزها الثقافية.
وسأضرب مثالا على أزمة "ترجمة المصطلح" في الثقافة العربية، نقلا عن الناقد والمترجم المصري المعروف جابر عصفور. في سلسلة مقالاته المعنونة ب"هوامش للكتابة"، التي كان يبسطها في جريدة "الحياة"، تحدث في مقال له عن البنيوية التوليدية" عن ترجمات مختلفة لتلك المدرسة النقدية المعروفة. يقول:
Quote: "البنىوىة التولىدىة" هي الصياغة العربية التي استرحت إلىها في ترجمة المصطلح الفرنسي الأصل Genetique الذي ىشىر إلى المنهج الذي صاغه الفيلسوف والناقد الأدبي، الفرنسي الجنسية الروماني الأصل، لوسىان جولدمان 1913-1970.
وهو المنهج الذي ىتناول النص الأدبي بوصفه بنىة إبداعىة متولدة عن بنىة اجتماعىة، وذلك من منطلق التسلىم بأن كل أنواع الإبداع الثقافي تجسىد لرؤى عالم متولدة عن وضع اجتماعي محدد لطبقة أو مجموعة اجتماعىة بعىنها.
والواقع أن مبدأ التولّد مبدأ أساسي حاسم في منهج جولدمان كله، الأمر الذي جعلني أوثر ترجمة "البنىوىة التولىدىة" على الاجتهادات المقابلة في الترجمة من مثل ترجمة "الهىكلىة الحركىة" و"البنىوىة التكوىنىة" و"البنىوىة التركىبىة". |
أما بالنسبة للترجمة المبسوطة، فهي كما قلت أعلاه قسم من الفصل الثالث من كتاب داباشي. ولا يمكنني ان انشر الفصل كله، لانه سيكون ضمن محتويات كتابي القادم، باذن الله ، عن الربيع العربي، مراعاة لظروف النشر، فارجو سيدي قبول اعتذاري.
كن بخير دائماً ------------------ *ملحق بآراء عن الترجمة:
*الأستاذ كمال الزين:
نفع كبير هذه الترجمة يا اسامة .. شكراً و ليتك تنشرها كاملة مطبوعة و تباعاً هنا و في بقية الوسيطات ففيها متنفس من حالة التسطيح السائدة هذه
* الشاعر "نصّار الحاج":
كتابة جميلة وعميقة ومختلفة وترجمة بارعة وممتعة يا اسامة ..
* الأستاذ محمد أبو قرون:
شكراً يا خواض، دفعني هذا الطرح الغني لابدا بقراءة ابوزيد مرة أخرى.
ترجمة ممتازة، لغة رفيعة ________________________________________
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
الترجمة والتأويل ولسانيات النص.
السعيد رشدي الشافعي
حققت الترجمة تطورا كبيرا بفضل ملازمتها الطويلة لتحولات الدراسات اللغوية وظهور لسانيات النص، هذه الملازمة أدت إلى تبادل فوائد كثيرة، فراكمت عُدّة معرفية مهمة؛ موضوعا، ومنهجا، واصطلاحا، كما اكتسبت نقلة علمية قوية مكنتها من نقل الأفكار مجردة من لغتها الأم إلى أخرى بأقصى شروط الدقة والمطابقة والأمانة والوفاء. إن الترجمة علم موضوعه اللغة والنص، إنها قراءة وفهم وتأويل، فهي بذلك علم ينظر في كل الآليات التي تمكن المترجم من الترجمة بشروط منهجية خاصة؛ من هذه الشروط ما يقوم على المنهج في القراءة والفهم والتأويل، ومنها ما يقوم على شخص المترجم، ومنها ما يقوم على طبيعة النص. ولا يتم فعل الترجمة إلا بعد إدراك المترجم لمقصد الكاتب وإعطائه تأويلا، وإذا كان التأويل شكلا من أشكال الفهم، فإنه عملية ذهنية محورها المترجم بما له من قدرات علمية وإدراكية ولغوية وإبداعية. فما هو التأويل في الترجمة؟ وكيف يصير المترجم مؤولا؟ وما هي الضوابط النصية التي تحكم هذه العملية؟
I. مفهوم التأويل
يتأسس التأويل على الفهم، وهو عملية يقوم بها المؤول للكشف عن الدلالة الأصلية المتوارية خلف المكتوب المراد معالجته[1]، هذه العملية لا تتم إلا بـ " إعادة بناء المعنى وما يرتبط بذلك من إجراءات فك رموز الخطاب التي يلجأ إليها المخاطب"[2]، إن عملية التأويل عملية معقدة، تتدخل فيها عوامل عدة؛ موضوعية، وذاتية، وزمنية تاريخية، وإذا كان التأويل يتأسس على الفهم كما سبق أن قلنا، فإن الفهم يتأسس على دلالة النص في إطار كلي بعد أن يدخل في علاقات مع دلالات أجزائه، وعلى ضوء معناه الكلي تتخذ تلك الأجزاء وظائفها التوضيحية.
بالإضافة إلى هذا البعد، تحيط بالتأويل أبعاد أخرى منها ذاتية المؤول؛ فتأويل النص المترجَم وإن تم إدراك معناه الكلي ومعانيه الجزئية الموضحة له، فإنه يحيل على اتصال بين ذاتين؛ ذات مؤلفة وذات مترجمة، ومسألة الذاتية هذه معروفة في العلوم الإنسانية والأدب، هذه العلاقة بين الذوات والنصوص منفتحة على الاختلاف، من هنا يصير التأويل الوسيلة الأولى لرأب الفرق وإحلال الاتفاق بينها وبين النصين المختلفين اللذين يلفان المعنى والقصد الواحد، إن تقليص الفوارق بين المقاصد الناتجة عن تعدد الذوات هو الهدف من التأويل، فيكون هذا الأخير بذلك الحلقة الأكثر أهمية في تشكيل المعنى المقصود والذي يسعى لتحقيقه المؤلف الأصلي، والذي يسعى المترجم لتحويله عبر الترجمة إلى نص مكافئ. بعد عاملي الكل في علاقته بأجزائه والذاتية في علاقتها بالموضوعية، ستقف عند العامل الزمني التاريخي.
كل عملية تأويل تنطلق من تفكير المؤوِّل المترجِم للأفكار المتصورة مسبقا من طرف منشئ النص الأصلي، ومشروعية عمل المترجم تقوم على البحث عن هذا القصد وقيمته وأصله، وعلى هذه العملية يتأصل الفهم والتأويل السليمان والقادران على إنشاء النص المعادل معنى ومقصدا وجمالية، إن استعمالات اللغة وآليات كتابة النص والظروف المحيطة بالمؤلف زمن التأليف هي غيرها التي تحيط بزمن الفهم والتأويل والترجمة، من هنا فإن الوعي بالنصوص المختلفة من حيث زمن النشأة وزمن الترجمة يتطلب وعيا تاريخيا بالنص الأصل، كما تتطلب هذه المفارقة الزمنية استحضار الافتراضات الراهنة لزمن الترجمة.
يظهر إذن أن التأويل يتأسس على الفهم المؤطَّر بهذه العوامل الثلاثة؛ أي دلالة الكل في علاقته بدلالة الأجزاء على ضوء التفاعلات والعلاقات الحاصلة بين المكونين، ثم التأويل في علاقته باختلاف الذوات ودوره في رأب الفوارق والاختلاف وتأسيس المعنى، ثم تأصيل فهم النص على ضوء ظروف تكونه التاريخية، والمراحل التي مر منها، وتهييئ الافتراضات التي من شأنها النظر إليه بما نعرفه منه لحظة قراءته وترجمته لا بما نعرفه منه لحظة كتابته.
II. المترجم مؤولا
كل مترجم هو مؤول بامتياز، فاتخاذ القرار واختيار الفهم والمعنى المقصودين من طرف مؤلف النص الأصل يعتبر أهم ما يكشف عن إبداعيته وفنيته، والمترجم لا يتم له ذلك إلا في ظل تحقق مجموعة من الشروط؛ من بينها الإلمام باللغتين والثقافتين المترجم منها والمترجم إليها، وهذا يتطلب ثقافة واسعة، ووحده ذلك يجعله قادرا على ممارسة فن التأويل، هذا الأخير هو الكفيل بنقل الأفكار من لغة إلى أخرى بعيدا عن الترجمة الحرفية أو تخمين المقاصد والتكهن بها، ومن الضروري للمترجم حال الترجمة أن يتقيد بمدلول العبارت المكتوبة وتجنب التفسير؛ إذ هذا الأخير هو مقدمة فقط لممارسة التأويل، إن ممارسة التأويل اختيار وقرار لا بد منه للمترجم إذا أراد أن يجعل من عمله إبداعا ومن نفسه فنانا حذقا ذا مهارات لا تقل أهمية عن باقي الفنانين.
إن كون المترجم مؤولا هو إحالة أيضا لعمله على التقاليد العلمية المتأصلة في التعامل مع النصوص المختلفة لغة أو الغامضة معنى، هذه الإحالة تجعل عمله منضبطا وخاضعا للقوانين والقواعد المنهجية الصارمة والضاربة في التاريخ، هذه القواعد ليست وليدة اليوم بل امتدت تاريخيا إلى بدايات التعامل مع النصوص الدينية في المسيحية؛ لما ترجم "الإنجيل" إلى اللغات الأوربية، وما نتج عن ذلك من تطوير المناهج وظهور الهيرمنوطيقا.
ولم يرتبط التأويل في الترجمة بالبيئة الأوربية فقط بل كان حاضرا وبقوة أيضا في البيئة الإسلامية؛ سواء في فضاء الترجمة العربية التي حدثت في بيت الحكمة على عهد المأمون، أو في فضاء النص القرآني بما حمله "القرآن الكريم" من نصوص متشابهة. وعلى كل حال، فإن المترجم لا تأتيه الترجمة طوعا ولا كرها ما لم يتملك ناصية القراءة الثاقبة والفهم السليم والقدرة على ممارسة التأويل واتخاذ القرار.
III. الترجمة والتأويل و النصية
كان القدماء ينظرون إلى الترجمة عموما على أساس أنها عملية مطابقة بين الكلمات أو العبارات الأجنبية بما يعادلها في لغة أخرى، غير أن هذا الوضع تغير مع تقدم الدراسات اللغوية خاصة المقارنة التي أتت على الاختلافات البنيوية بين اللغات، فأدركوا أن هذه الاختلافات تحد من عمليات نقل المعنى. أما من حيث النصوص، فقد أدرك اللغويون القدماء خاصة العرب صعوبة نقل النصوص الأدبية، يقول الجاحظ:" والشعر لا يستطاع أن يترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حول تقطع نظمه، وبطل وزنه، وذهب حسنه وسقط موضع التعجب... والكلام المنثور المبتدأ على ذلك أحسن وأوقع من المنثور الذي تحول من موزون الشعر... وقد نقلت كتب الهند، وترجمت حكم اليونان، وحولت آداب الفرس، فبعضها ازداد حسنا، وبعضها ما انتقص شيئا، ولو حولت حكمة العرب، لبطل ذلك المُعجز الذي هو الوزن، مع أنهم لو حولوها لم يجدوا في معانيها شيئا لم تذكره العجم في كتبهم"[3]، فيظهر من هذا النص الوعي الكبير الحاصل بتأثير طبيعة النص في الترجمة والتأويل.
ولقد أدى تطور الدراسات اللسانية وانتقالها من الجملة إلى النص إلى تغير في المناهج، فالتعامل مع النص كبنية دالة وذات معنى واحد كلي يسمح بالنظر إليه لا بما يتحقق من مجموع جمله من المعاني ولكن بالنظر إلى ما يحققه معناه الكلي الذي يتعدى معاني مجموع جمله، هذه القفزة لم تكن لتتحقق لو لم تظهر الدراسات النصية على يد دوبوغراند وفان ديك وغيرهما، وأهميتها العلمية ،بالنسبة للمترجم، تكمن في جعله يدرك أهمية السيطرة على النص شكلا ومضمونا وتطويعه بما يجعله قادرا على إعادة إنتاج نص معادل في النصية؛ اتساقا وانسجاما. فيظهر من هذا أن هناك علاقة بين نصية نص المؤلف ونصية النص المترجم، علاقة تقوم على عدم قدرة أي منهما على الاستغناء عن الآخر؛ فالمترجم لا يستطيع نقل المعنى من لغة إلى أخرى وبنفس الشروط السابقة إلا إذا مر عبر القواعد والآليات التي تتحقق بها نصية النصوص تأليفا على المستوى العميق والسطحي، خاصة ما ارتبط بالمعنى والسياق وظروف نشأة الخطاب والأثر في المتلقي، وبالتالي فالمترجم، وهو يقوم بالترجمة، يسلك في عمله نفس مسار التأليف، ولا يستقيم أي تأويل ما لم تراعى تلك الأبعاد.
هذا الاستعمال لمفاهيم اللسانيات واللسانيات النصية من حيث المنهج هو ضرورة أساسية في المناهج الحديثة للترجمة، دفعها إلى ذلك حاجتها إلى منهج علمي يؤدي إلى تأصيل المعنى، والتحكم في النص وإخضاعه والخروج من سلطته.
إن المترجم، وهو يقوم بعمله، لا يسعه إلا البحث عما يمكنه من النص، وضالته في ذلك تكمن في ما توفره لسانيات النص من آليتي الحبك والسبك تأليفا؛ فالحبك ينصرف إلى ما يحقق نصية النص على المستوى العميق، والسبك ينصرف إلى ما يحقق نصية النص على المستوى السطحي، اكتشاف هاتين الآليتين منح للمترجم مساحة مهمة للتأويل وإمكانياته باعتبار الوساطة التي يؤديها بين كاتب النص الأم وقارئ النص المترجم، فكل علاقة تواصلية بين هذين الطرفين لا تتم إلا عبره بما يوفره المترجم من فهم وتأويل للنص الأول.
تساعد لسانيات النص على التأويل، فهي علم مؤهل منهجا وموضوعا واصطلاحا لوصف الآليات التي تتشكل بها نصية النصوص شكلا ومضمونا، ومن تلك الآليات تلقيا؛ مفهوما الاتساق والانسجام:
ü مفهوم الاتساق: يتأسس على الآليات التي تحقق النصية في النص الأصلي على المستوى الخارجي، ويتم ذلك بالعناصر النحوية؛ كالضمائر والإحالات والتكرار والعطف. ü مفهوم الانسجام: يتأسس على الترابط المعنوي والدلالي الداخلي.
فالنظر في هذين المستويين يمكنان المترجم من فهم المعنى وتأويله بما يفيده في البحث عن المعادِلات المناسبة والممكنة التي تقدمها اللغة الهدف، فيتم نقل تلك المعادلات؛ بشكل يضمن أكبر قدر من المطابقة الشكلية التركيبية والدلالية وهو ما يضمن نفس الأثر على المتلقي، وهذا يقتضي إدخال البعدين النفسي والاجتماعي في النقل، ومن المستحيل الوصول بالترجمة إلى هذا المستوى بغير الإبداعية في التأويل، فالتأويل يتحدد لدى المترجم بمدى قدرته على الوصول إلى آليات الاتساق والانسجام وسياق الموقف وإعادة بناء النص وفق نفس الآليات.
إن العملية التأويلية في الترجمة تؤطرها نصية النصوص الأصلية أو الناشئة بالترجمة، وكل انحراف عن هذه الضوابط سيوازيه انحراف آخر في الترجمة بما لا يخدم المطابقة والوفاء والتكافؤ الشكلي والمعنوي المفترض.
المصادر والمراجع:
1: هانز غادامير، فاسفة التأويل، ترجمة محمد شوقي الزين، ط 2 نشر 2006، الدار العربية للعلوم، منشورات الاختلاف، الجزائر. 2: ربيعة العربي، في تصور الخطاب، آليات الإنتاج والتأويل، مؤتمر لسانيات النص وتحليل الخطاب، جامعة ابن زهر أكادير، ط1، 2013دار كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع، الأردن. 3: الجاحظ، الحيوان، تحقيق عبد السلام هارون، م 1، ط 3، 1965، مصر. http://essaidrochdi.blogspot.com/2015/02/blog-post_15.htmlhttp://essaidrochdi.blogspot.com/2015/02/blog-post_15.html
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
الأخ أسامة أسمح لي بأن أستشهد في تعريف الترجمة بالإستعانة ببعض الخبرات المعرفية (الشابة) و لكن التي لها باع كبير و خبرة مقدّرة في مجال الترجمة. و استشهد هنا برأي المترجمة المصرية الشابة دينا مندور المتخصصة في الترجمة من الفرنسية للعربية. و استمتع هذه الأيام بترجمتها لكتاب بعنوان(الفلاسفة والحب) فبهرتني بقدرتها الكبيرة في التعبير. كانت رسالتها لنيل الماجستير عن ترجمات كتاب (الغريب) لألبير كامو إلى العربية و كانت الرسالة بعنوان(ترجمات كامو في العربية، واشكاليات هذه الترجمات). تقول دينا مندور: تقول إنها تعلمت من هذه المنحة أن الترجمة ليس بها "صح وخطأ وأن الأمر مجرد اختلاف في وجهات النظر، والمدارس التي ينتمي إليها المترجم. كما تقول دينا : "الأزمة أن كل مترجم يعتقد أن معه الحقيقة المطلقة، لكن التجربة أثبتت لي أن الاختلاف الذي يحدث حتي بين الأساتذة كبير،ولكل منهم مدرسته وحدته في الدفاع عن هذه المدرسة". وتضيف:"تعدد مستويات اللغة العربية واختلاف اللهجات ما لفت نظري بشدة لذلك قررت ان تكون الرسالة دراسة مقارنة لأربع ترجمات لألبير كامو بالعربية "قارنت مندور بين الترجمة المغربية والمصرية والشامية حيث وجدت أن رواية(الغريب) ترجمت 13مرة. تقول: "اختيار هذه الترجمات تحديدًا يرجع لظروف اجتماعية وثقافية مختلفة، و أن خلفية المترجم و تكوينه المختلف( سواء من مصر أو المغرب أو الشام..) لابد أن ذلك تترك أثرها في الترجمة)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كذلك أورد مثال مُبهِر آخر لمترجمة( شابة أيضاً) دخلت الترجمة بالصدفة حينما كلفها استاذها بترجمة كتاب من الإنجليزية للعربية , و من ثم انطلقت لتحقق النجاح تلو النجاح إلى أن أسست مجلة (البوتقة) الإلكترونية التي تُعنىَ بترجمة آداب اللغة الإنجليزية.إنها (هالة صلاح الدين) التي تخرجت عام 1999 من كلية الآداب(لغة إنجليزية) من جامعة طنطا., وقد بدأت العمل في مجال الترجمة من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية منذ عام2002. تقول هالة: لم تفدني الدراسة بشيء!( تعليق:أي دراسة الترجمة، أي أن الترجمة فن و ذوق و موهبة و حس إبداعي) وإن جاء اهتمامي بالترجمة على يد أحد أساتذتي، والذي تطوع بوضع رواية البريطاني من أصل ياباني كازو إيشيجورو( فنان من العالَم الطليق) بين يديّ وحثني على ترجمتها بالصدفة، ولكنْ يبدو أن أكثر المشاريع يبدأ هكذا أحياناً!) و تستطرد قائلة( وعبر ترجمت تلك الرواية تكشفت لي جماليات لغة كنت أجهل الناس بها، ألا وهي لغتي العربية!) ( كما ترسخ في وعيي المبكر أن مهنة الترجمة ليست مهنة مقاول أو مجرد ناقل بل مهنة ناقد ومتذوق للغتين : المنقول منها والمنقول إليها.( (إن أفدح أخطاء المترجم أن ينقل عن نص مترجم؛ لأن النص الأدبي يزخر بصور بلاغية قد لا تتواجد بالضرورة في اللغة المنقول إليها؛ وعليه يضطر المترجم إلى خلق صور بديلة قد تُمثل الصورة الأقرب لأذهان متحدث العربية، صورة لا تشوه الشحنة العاطفية للجمل المترجمة مثلما ننقل الأمثلة الشعبية مثلاً. وهناك يتزحزح المترجم قليلاً عن الخيال (الإقليمي) لبيئة النص. ومَن يحاول نقل هذا النص المترجم سوف يتعامل في الواقع مع نص خيالي بديل قد يطابق النص الأصلي مائة في المائة)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: حاتم إبراهيم)
|
¸ شكرا على طرح رأيك المنطقي. و اوافقك في إنه يمكن (لبعض النصوص) أن لا تنظر الرجوع للنص الألصلي لمعرفة دقة و نصاعة الترجمة. كما حدث باستمتاعي بكتاب (الفلاسفة و الحب) المكتوب باللغة الفرنسية كلغة أصلية و المترجم بواسطة دينا مندور. فمن شدة استمتاعي بسلاسة التعبير باللغة العربية كدت أن أطير من النشوة و رجعت لقوقل عشان أعرف من هي دينا مندور.و تفجأت بأنها(شابة ) و بأنها تحتل مواقع عالية في مهنة الترجمة للعربية في فرنسا. و لكن: ( هذه السلاسة في الترجمة و نصاعة التعبير باللغة المنقول إليها قد تكون خادعة .أي قد يلجأ فيها المترجم لمفارقة النص باللغة الأصلية بأكثر مما يجب ذلك لصالح اللغة المترجم لها( و هي ما يسميه البعض خيانة). فإذا طابقت بين النص الأصلي و النص المترجم تجد أن هناك تباعداً كبيراً بين النصين. لذلك أقبل وجهة نظرك هذه مع بعض التحفظ ( لو سمحت) مع كامل إحترامي لوجهات نظرك العميقة. و أضرب مثالا لذلك لاحظته في ترجمة سوناتة شكسبير رقم(18) المشهورة و التي مطلعها:
Shall I compare thee to a summer's day؟ Thou art more lovely and more temperate. Rough winds do shake the darling buds of May
و التي ترجمها العديد من المترجمين..و كان أحلاها من التزم جانب اللغة المترجم إليها أكثر.و كان أقلها حلاوة من ألتزم جانب النص الأصلي. هذه مجرد وجهة نظر. أنا بالمناسبة اعمل مترجم و أهوى و اموت في الادب عموماً و لكنني لم أترجم ترجمة أدبية على الأقل حتى الآن.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
Quote: هذه السلاسة في الترجمة و نصاعة التعبير باللغة المنقول إليها قد تكون خادعة .أي قد يلجأ فيها المترجم لمفارقة النص باللغة الأصلية بأكثر مما يجب ذلك لصالح اللغة المترجم لها( و هي ما يسميه البعض خيانة). فإذا طابقت بين النص الأصلي و النص المترجم تجد أن هناك تباعداً كبيراً بين النصين. |
شكرا أستاذ محمد على ردك .
كلامي كان حول الحكم النهائي،
القائل بأن ترجمة العبدلله "خاطئة" ،
لمجرد ملاحظات حول الترقيم*،
ومصطلحين فقط ،
لا يستطيع صاحب الرأي إثبات أحقيتهما بالترجمة ،
أكثر ممّا ورد في ترجمتي.
لا يمكن القول بأن ترجمة ما "خاطئة"،
إلا إذا كانت "أوف بوينت"، تماماً.
استحسان الترجمة، يعني أنها "مقروءة" وسلسلة.
ولكن الحكم النهائي عليها،
خاصة إذا كان صاحب "الحكم"،
لم يقرأ النص الأصلي،
يعتبر في عداد "الرجم بالغيب" !!!
كن بخير أبداً.
*يمكن مثلاً، أن نختلف حول الترقيم الذي أوردت به مداخلتي ،أعلاه، لكن هذا لا يعني ان "مداخلتي خاطئة" !!!!!!!!!!!!!
وقِسْ على ذلك !!!!!!!!!!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: حاتم إبراهيم)
|
Quote: عموماً عندي أربعة مداخلات كبيرة جاهزة كمادة حارتبها وأضيف شوية قشرات وأنزلها تباعاً بالنقاط التالية:
شرح ميسر للإيقاعات مع الرسومات والنماذج، بدل أرقام الأخ يوسف عثمان المبتسرة والمتحفظة دي التعرض للإيقاع المعروف محلياً باسم (الدليب) وتصنيفه ومقارباته مع الإيقاعات المشابهة الأفريقية والعالمية ومهرجان الدليب الأفريقي الإجابة على امتحانات الأخ يوسف عثمان المتعلقة بموضوع البوست، مع تصحيح لبعض المفاهيم المغلوطة عن الموسيقى الغربية (إستعدال الشاسية) الرد على مداخلات أخوانا الباقين (نضافة الرايش) بطريقة موسعة |
عزيزي حاتم سلامات
يا سيدي في الاقتباس أعلاه، عليك التزامات، يجب أن تفي بها، مع إضافة مثال من عندك عن "الكاونتربوينت".
فأرجو أن توفق في مسعاك الطموح.
وبعدين نجي نشوف قصة داباش وادوارد سعيد والاستشراق وما بعد الاستعمار، والسيموطيقا والهرمينوطيقا وخلافه.
ثم أن هذه ليست ترجمة فورية.
فترجمة مقال لداباش،
كما ترجمة مقال لادوارد سعيد مثلاً،
لها استحقاقات كثيرة، ليس هنا مجال سردها.
وفّقك المولى في ذلك المسعى "الدليبي" .
أرقد عافية.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
Quote: ثم أن هذه ليست ترجمة فورية. فترجمة مقال لداباش، كما ترجمة مقال لادوارد سعيد مثلاً، لها استحقاقات كثيرة، ليس هنا مجال سردها. |
أعرف أنها متأنية وليست فورية، وأن هنا المجال لسردها ونقد ترجمتها | فالرجاء وضع النصوص الأصلية، ودع مسألة الاستحقاقات لي، مم تخش؟ وسنرى أي نوع من الرجم يمكن لهذه الترجمة "غير الفورية" أن تغيب فيه. ________ لا تتعجل موضوع الدليب، فلا داعي لخلط المواضيع، ولا تخش أن اتجاهله، أنا لا أترك شيئاً خلفي. هذاك موضوع له استحقاقاته النفسية على متابعيه أيضاً، وخططه. |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: حاتم إبراهيم)
|
الأخوين أسامة و حاتم يبدو أن تحاوركما أو مداخلاتكما لا تسير في مصلحة العلم و لا نستفيد منها نحن المتابعون. فالقصد أساساً من الكتابة و كذلك الترجمة و عرضها و نقدها و متابعتها هي ان نستفيد جميعنا. و ليس القصد هو التحدي و التحدي المضاد و الاستجابة للتحدي. فإذا كان كناك سابق خلاف بينكما لماذا لا تصفذيانه بعيدا عن ساحة العلم و الحوار. أما إذا كان القصد هو إثبات للزاد و الإنجرار وراء خلفات أو نزاعات شخصية فأرجو أن تبتعدوا عن ذلك. و لا داعي للإستجابة للحساسيات التي لا داعي لها.و من الكاسب في النهاية؟ لا أحد. و لدي إقتراح لو سمحتم حسماً لهذا الإتجاه المدمّر و المضيّع للوقت.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
هذا الحديث موجذهاً للأخ أسامة و هو في الحقيقةطلب ورداء و له الحق بالطبع في ان يقبله او يرفضه و انا اساساً لا مصلحة لي شخصياً في هذا الموضوع إلا المصلحة العامة و الخروج من نفق النزاعات الشخصية. اقتراحي يوقذف على أن الأخ اسامة لم يكن قد طبع الكتاب. لأنه غذا لميكن قد طبعه أرجو منه أن يعرضه للمراجعة و التعديل لمن لديه القدرة و الرغبة (حتى لو تم التوزيع لكل ترجم لعدة صفحات). و هذا لن يقدح في مجهود او عمل أسامة بل بالعكس يجوّده. حيث سيكون ذلك في شكل ورشة (افتراضية).لأنه ليس هناك عمل كامل و لا إنسان كامل.و القصد في النهاية المصلحة العامة كما أسلفت. و اله من وراء القصد
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
إقتباس: (لا يوجد خلاف ولا تحدي شخصي كل ما في الأمر أن الترجمة أعلاه ركيكة ولي رغبة في تصحيحها.للفائدة العامة.)
كلام كويس: بس بصراحة أسلوبك ما بيشجع إنه الواحد يستجيب لنصائحك لأنه أسلوب استفزازي و (يثير) ويدعو ( لعدم الإستجابة) و(الرفض المسبّق) على الأقل من باب (تقدير النفس).كأنه الواحد ارتكب خطأ.حتى الطفل الصغير لا يقبل مثل هذا الأسلوب. و أعذرني للصراحة غريبة...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
شبحٌ عليَّ، وفي الظهور مسالمٌ
Quote: بس بصراحة أسلوبك ما بيشجع إنه الواحد يستجيب لنصائحك لأنه أسلوب استفزازي و (يثير) ويدعو ( لعدم الإستجابة) و(الرفض المسبّق) على الأقل من باب (تقدير النفس).كأنه الواحد ارتكب خطأ.حتى الطفل الصغير لا يقبل مثل هذا الأسلوب. و أعذرني للصراحة |
أهلا استاذ محمد
يبدو ان ما يُسمّى ب"الاستاذ حاتم ابراهيم"،
هو- بالمصطلح الاسفيري- "شبح".
في بروفايله ليس هناك ما يدل على شخصيته "الحقيقية".
ولذلك شغّال في الناس "تتفيه" و"استهزاء"، و"استفزاز".
وأنصع مثال على ذلك اساءاته المتكرِّرة للاستاذ المبدع : يوسف الموصلي-راجعْ بوست "الدليب".
هذا السلوك الاستفزازي مردّه،
أن ما يُسمّى ب"الاستاذ حاتم ابراهيم"،
"شبحٌ" ليس له شبكة اجتماعية،
تستطيع أن تُسدي إليه النصح، أو أن يضع لها وزناً.
فخلّونا نتأكّد أوّلاّ من "عدم شبحية" ما يُسمّى ب"الاستاذ حاتم ابراهيم".
بالنسبة لكلامك حول التحرير، سيُحال الكتاب ، إلى دار النشر لكي تحيله إلى المحرِّرين.
وهذا ما نفتقده ككتّاب.
كل الكتّاب الغربيين لهم محرِّرون، ومن ضمن هؤلاء ادوارد سعيد وحامد داباشي.
بعد أن نتاكّد من عدم شبحية المحاور، وفي لغته "العدو"، سنواصل معه.
راجعْ ،أستاذ محمد،
بوست "تكاتيك"،
لكي تعرف أن ما يُسمّى ب"الاستاذ حاتم ابراهيم"،
يُسمِّي المحاوّر "عدوَّاً"؟؟؟
يقول في ذلك البوست:
Quote: حأعرض الأساليب والخطط بتاعة المداخلات وكيف تستلم البوست وكيف تنتهي من عدوك. |
فتأمَّلْ!!!!!!!!!!!!!!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
لا يمكن القول بأن الترجمة ركيكة فقط لأن المتلقي او القاريء لم يحس بالراحة اثناء قراءتها ، كل علم او مساق لديه لغته الخاصة في التعبير. ادبيات و كتابات المفكرين الذين اهتموا بنقد الثقافة والأديان تتميز بالصعوبة و التعقيد اللفظي والفلسفي وليس من السهل فهمها إلا لمن توفرت له أدوات قراءتها . الشيء الثاني ، واضيف هنا لمداخلات الزميل محمد ، لا توجد ترجمة مثالية او كاملة "من الكمال نقيض النقص" ، اي ترجمة بالامكان تحسينها ولا أقول تعديلها ، اتفق مع الزميل حاتم فيما يختص بالترقيم والجمل القصيرة في بعض الاحيان وكان من الممكن دمجها مع جمل اخرى واعادة صياغتها في جمل متصلة جديدة ... لكن يا أخ حاتم ان تطالب الزميل اسامة بأن يأتيك بالنص الاصلي حتى تثبت له بأن ترجمته ركيكة ، اعتقد ان هذا تجاوز غير مقبول ، النص وصل لدار النشر و دور النشر ليست طواحين غلال وهي تمتلك مراجعين ومستشارين هم من يوصي بجودة الترجمة أو العكس .. يمكنك دائما ابداء رأيك وتقديم النصح لكن لا يجب ان تتمادى في استفزاز محاورك ويكون شغلك الشاغل هو اثبات خطأ موقفه ، ويمكن تأويلها ايضا "اثبات انك تعلم أكثر منه " .. صباحكم خير
| |

|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
سلامات يا اسامة. ترددت قبل الإدلاء برأي خشية ان يثير حفيظتكما انت والاستاذ يوسف الموصلي. ليس حاتم شبحا. وهو رجل مساواتي ( اقاليتاريست). ويعني هذا انه اشتراكي صميم لايضع وزنا للالقاب والمراتب، فكل الناس عنده سواسية. وفي هذا البوست طلب منك بسط الاصل لفحص الترجمة التي قدمها ، فبويعك ان تمكنه من الأصل ليرتاح وترتاح وينتهي الأمر.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: Osman M Salih)
|
اهلا بالاستاذ عبدالله ادريس.
وشكرا على ملاحظتك التي سأضعها في الاعتبار.
اصدِّق صديقي عثمان ان حاتما ليس شبحاً. لكن يا عثمان هو ليس مساواتيا، هو يسخر ويهزأ من المحاورين، وكما ترى فهو يعتبرهم "اعداء"؟؟؟؟؟
يمكن للاستاذ حاتم أن يشتري الكتاب من "أمازون دوت كوم" كما اشتريته ، وسأورد له معلومات الكتاب أدناه*.
وليس بوسعي ان اطبع كل تلك الصفحات التي ترجمتها.
كما أنّ من يؤمن ان ترجمة نصوص ذات صبغة متعددة المناهج كادوارد سعيد وحامد داباشي مثلاً،
يمكن أن تتم على "الهواء مباشرة"،
إما أنه لا يعرف من هو داباشي ومن هو ادوارد سعيد،
أو يعتقد أنه يمكن أن يترجم أي شيئ ،
وهو على كل شيئ قدير؟؟؟؟
كما ان الاختلاف أصلاً كان حول تعريب "السيموطيقيا" و"الهرمينوطيقيا" و الترقيم.
وهذه الاختلافات لو سلّمنا بها، لا تحتاج أكثر من خمس دقائق عبر خاصية "Replace في مايكروسوفت ويرد.
أرقدوا عافية. * Hamid Dabashi, The Arab Spring-The End of Postcolonialism, Zed Books, London-New York, First Edition , 2012
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
غياب فيلم "المهاجر" من مقاربة داباشي عن "يوسف شاهين":
أشار الأستاذ صلاح أحمد في تعليق له على صفحتي في الفيسبوك إلى غياب فيلم "المهاجر" من حديث داباشي عن "يوسف شاهين":
Quote: ياسلام يا اسامة والله مجهود عظيم لموضوع اعظم هذا الثنائي المصري ومعهم اخرون تَرَكُوا إرثا غنيا للبشرية سيعرف الأجيال قيمته الفكرية العميقة ..
غاب عن المقاربة فيلم يوسف شاهين المهاجر عن قصة سيدنا يوسف والذي احدث ضجة إعلامية ضخمة تنادي بمنعه من العرض وقتها... نتمني ان نري ما تبقي من الترجمة...
التحية لك علي هذا المجهود المقدر. |
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|

من السيرة الذاتية ليوسف شاهين:
مخرج مصري عالمي، اسمه بالكامل “يوسف جبرائيل شاهين”، ولد يوم 25 يناير لعام 1926م في محافظة الإسكندرية، لأب من أصول كاثوليكية لبنانية وأم من أصول يونانية، حصل على الثانوية من كلية فيكتوريا، ثم تخرج من جامعة الإسكندرية، كما سافر إلى الولايات المتحدة لدراسة فنون المسرح في معهد “باسادينا” المسرحي.
بدأ “يوسف شاهين” عمله في مجال صناعة السينما المصرية كمساعد للمصور السينمائي “الفيز اورفانالي” الذي مهد له الفرصة لإخراج أول أفلامه بعنوان “بابا أمين” عام 1949م وهو لا يزال في الثالثة والعشرين من عمره، وفي العالم التالي قدم ثاني أفلامه تحت عنوان “ابن النيل” الذي شارك في مهرجان كان للسينما محققاً من خلاله الشهرة والنجاح كمخرج يفارق اللغة السينمائية المصرية المعروفة آنذاك.
لم تتوقف الانطلاقات الفنية للمخرج “يوسف شاهين” طوال مشواره الفني الذي امتدت حوالي 60 عاماً، حيث أثارت أفلامه جدلاً واسعاً بسبب روحها النقدية السياسة والاجتماعية ودفاعه الدائم عن الحريات، اشتهر “شاهين” بانتقاداته اللاذعة لنظام الحكم في مصر وللسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط.
وفي عام 1972م ألقى حجراً في الماء الراكد بإخراج فيلم “العصفور” الذي يُحمل مسئولية هزيمة الجيش المصري في حرب يونيو للفساد في المؤسسة السياسية المصرية، واستمر هذا الخط النقدي في العديد من أعمال “شاهين” ومنها “عودة الابن الضال” و”الأرض” و”المهاجر” و”باب الحديد” و”المصير” و”الآخر” و”هي فوضي”.
كما قدم “شاهين” سيرته الذاتية ورصد تطورات الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر من خلال أربعة أفلام شهيرة هي “إسكندرية ليه” و”حدوتة مصرية” و”إسكندرية كمان وكمان” و”إسكندرية نيويورك”، واختار النقاد عشرة من أفلامه من بين أهم مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية بمناسبة مرور مئة عام على انطلاقتها.
يعد “يوسف شاهين” احد السينمائيين القلائل الذين اعتمدوا على أنفسهم في تمويل أفلامهم خصوصا بعد توقف دعم الدولة له على إثر أعماله السياسية المنتقدة للنظام، حيث قام بتأسيس شركة إنتاج سينمائية باسم “مصر العالمية” لتمويل أفلامه خاصة مع المنتجين الفرنسيين.
تخرج العديد من المخرجين من مدرسة “يوسف شاهين”، أمثال (يسري نصر الله - رضوان الكاشف -علي بدرخان - خالد الحجر - خالد يوسف - عماد البهات)، كما يرجع له الفضل في تقديم الكثير من الوجوه الهامة للسينما المصرية أهمها الفنان “عمر الشريف” الذي قدمه في فيلم “صراع في الوادي” ثم وصل إلى العالمية على يد المخرج الانكليزي “ديفيد لين”.
لم تقتصر موهبة “يوسف شاهين” على الإخراج فقط بل تمتع بموهبة عالية في التمثيل، وظهر في عدد من أفلامه منها “حدوتة مصرية” و”باب الحديد” و”فجر يوم جديد” و”إسكندرية كمان وكمان”، بينما كان آخر ظهور له في فيلم “ويجا” كمجاملة لتلميذه “خالد يوسف”.
نال المخرج العالمي “يوسف شاهين” خلال مشواره الفني العديد من الجوائز المحلية والعالمية، بالإضافة إلى التكريمات من مختلف المهرجانات العربية والأجنبية حيث حصل على جائزة الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم “إسكندرية... ليه؟” عام 1979م، وجائزة الدولة التقديرية عام 1994م، وجائزة اليوبيل الذهبي لمهرجان كان عن مجمل أعماله عام 1997م.
كما منحته الحكومة الفرنسية وسام شرف من رتبة الفارس لعام 2006م، وتم تكريمه كأهم مخرج في الوطن العربي بمهرجان السينما الدولي عام 2007م، بالإضافة إلى تدشين شارع في ضاحية “بوبيني” باسم يوسف شاهين، وإطلاق جائزة دولية باسمه في مهرجان سينما المؤلف بالرباط.
وفي يوم الأحد الموافق 27 يوليو لعام 2008م توفي المخرج السينمائي “يوسف شاهين” عن عمر يناهز 82 عاماً، نتيجة الإصابة بجلطة في المخ أدت إلى نزيف متكرر والدخول في حالة غيبوبة لمدة ستة أسابيع، وقد تم دفن جثمانه في مقابر الروم الكاثوليك بالشاطبي في الإسكندرية مسقط رأسه.
*http://gololy.com/cv/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%86http://gololy.com/cv/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81-%D8%B4%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%86
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
أهلاً حاتم "غير العدو"،وليس كما يصنِّف الأستاذ حاتم "محاوريه" باعتبارهم"أعداءً لشخص الكريم".كدي بس -ينوبك ثواب-ساعدني في الجملتين أدناه من الفصل الثالث الذي قمت بترجمته متطوِّعاً:الجملة الأولى من صفحة 81:Quote: Having escaping from such clichés, this language is worldly-wise in its texture, which it means it is other-worldly, it is imagined on a space of differance, of differing by deferring, and it always points to some other world, yet to come, discrediting the one we are fighting at the time. |
الجملة الثانية من صفحة 87:Quote: The discursive, external, and internal modes of de/subjection have all happened within the world called “the West”, the world as described by “the West”, the world worlded and inhabited by the “the West”. |
مع خالص الاحترام.
(عدل بواسطة osama elkhawad on 02-06-2016, 02:53 AM) (عدل بواسطة osama elkhawad on 02-06-2016, 02:53 AM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
يا سيد حاتم
ترجم ما كتبته لك لنر على الأقل لغتك الفصحى.
يا سيدي انت تتعامل معي كعدو،
ومع بقية من "تحاورهم" في طوافك حول المنبر،
لإثبات ماذا؟؟
وهذا كلامك كتبته هنا، وبشكل صريح،
حيث يبدو المنبر "ساحة" للقتال،
لا كوسيلة من وسائل أخرى للبحث عن "المعرفة".
وهذا ما كتبه كيبوردك:
Quote: اسمها كوبرا ظهور مسالم ثم انقضاض.
الخطة رقم (1) في بوست التكاتيك. ____ ياها الكوبرا. |
كدي خلينا نشوف لغتك الفصحى.
ومع خالص الاحترام،رغم ان الكل هنا بالنسبة لك "أعداء".
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
يا حاتم الله يرضى عليك ،
يا خي ما تضيع زمني ساكت.
يا خي انا كاتب "وردية ثانية".
تعرف المصطلح دا؟
خليك منو،
المهم مسالتك بقتْ واضحة،
حتجي بعد شوية تقول لي زيد الفقرات دي.
مصداقيتك عندي ولدى قراء كثيرين مهزوزة.
"شهرين وتلاتة ايام"،
ما جبت "سطر واحد علمي"،
كدليل على "افريقية الدليب",
ومساهمتك الأساسية كانت هي أن تشتم "كل المشاركين في البوست"،
وتصفهم بالجهل،
ولم نعرف لك علماً سوى السخرية من خلق الله؟؟؟
نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.
يا زول ترجم السطرين ،
وإلا ما تضيع وقت القارئات والقراء.
"الموية تكضب الغطاس"،
و"داباشي" بيوري براعة المترجم.
ورينا براعتك، ومنك تستفيد،
هذا إذا كان "مسعاك هو الحق والحقيقة".
أما إن كنت تريد شيئا يتعلق بإعلاء ذاتك،
والنفخ في أرذل ما فيها،
فلك ما شئت من مورد ترد حياضه سكران منتفشاً بنصر زائف،
وطاووسية مليكنا العريان،
و"عضلات من تبش" ههههههههههههه
ما زلنا يا سيدي لم نر من "علمك"،
مقدار خردلة.
ولم يصبنا منه رذاذ،
سوى السخرية من خلق الله،
وعلي شنو؟؟؟
"نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً".
يلا ورينا "طحين ترجمتك" مع داباشي.
أرقد عافية.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
ليس بمستطاع أي مترجم أن يترجم أي نوع أدبي أو خلافه،
لا بد له من الإلمام بالمصطلحات الأساسية والمواضيع التي تتحدث عنها الترجمة.
فمثلا ترجمتي للقسم أعلاه من الفصل الأول انبنت على معرفتي الوثيقة بكل أعمال نصر حامد أبي زيد، ومشاهدتي لكل أفلام يوسف شاهين.
كما أنني قرأت تقريبا كل أعمال ادوارد سعيد،
ولي علاقة وثيقة بالمقاربات النقدية الحديثة.
فمن لا يفرق بين السيموطيقا والسمانتيكا "علم الدلالة"،
كيف له أن يترجم مثل هذا المقال لداباشي؟
كما انني منذ سنوات أشتغل على "الربيع العربي"،
وسأصدر قريبا كتابا في هذا الشأن.
| |
 
|
|
|
|
|
|
خبر غير سار: من الساموراي الفولاني إلى الثنائيات الضدية (Re: osama elkhawad)
|
خبر غير سار:
انتقلنا في هذا البوست،
من تكنيك "الساموراي الفولاني"،
إلى تكنيك:
"الثنائيات الضدية".
جملتنان فقط لا غير.
انتبه:
أمامك حفـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرة "التكنيك الجديد"،
ثنائي القوة والكششششششششششششششف،
و ال.....................................................
| |
 
|
|
|
|
|
|
النشيد الوطني "المؤقت": تابع لتكنيك "الساموراي الفولاني" (Re: osama elkhawad)
|
Quote: طلع الحقْدُ علينا من مسامات الغبينةْ
وجبَ النقْدُ علينا وسرتْ فينا السكينةْ
أيُّها المملوءُ غبْناً من "دليباتٍ" حنينةْ
جئتَ محْشوَّاً بأحْقادٍ وأضْغانٍ دفينةْ
بعد أن "جدْولْت" هذا الشهر فتْكاً، بابن خوَّاض بحورٍ كالسفينةْ
فتكأكأت على البوستاتِ نهْشاً مثلْما السكران طينةْ
|
النشيد الوطني المؤقت في لحملة "الدفتردار الاسفيرية الانتقامية" وقيل "الدليبية" والعهدة على الرواي، تماماً مثلما أن العفش في البص على مسؤولية صاحبه.
في انتظار ترجمة الجملتين،
والسياق حتى لا يتحجج عدمان الطحين، هو الربيع العربي واستجابة الخطاب الاستشراقي له.
هل يعرف الاستاذ حاتم "الخطاب الاستشراقي" كما قاربه "ادوارد سعيد"؟؟
في انتظاركْ ...في انتظاركْ....في انتظاركْ.
رغم انو القارئ عارف بي هروبك في المعاركْ.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: نحو سيموطيقا للفضاء العام-حامد داباشي-ترج (Re: osama elkhawad)
|
النشيد الوطني للحملة الدفتردارية الاسفيرية*:
Quote: طلع الحقْدُ علينا من مسامات الغبينةْ
وجبَ النقْدُ علينا وسرتْ فينا السكينةْ
أيُّها المملوءُ غبْناً من "دليباتٍ" حنينةْ
جئتَ محْشوَّاً بأحْقادٍ وأضْغانٍ دفينةْ
بعد أن "جدْولْت" هذا الشهر فتْكاً، بابن خوَّاض بحورٍ كالسفينةْ
فتكأكأت على البوستاتِ نهْشاً مثلْما السكران طينةْ |
__________________________ *بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي "للمطاردات الاسفيرية" ههههههههههههههههههههههههههههه
| |
 
|
|
|
|
|
|
أين تقيم؟ (Re: osama elkhawad)
|
تلقيت في بوست "دور حركات الاحتجاج الفني ...."،
السؤال التالي نصه من حاتم ابراهيم: وبالمناسبة: أين أجد النص الأصلي الذي ترجمت منه موضوع داباشي؟
وأين تقيم يا حاتم:
"الدولة والمدينة؟؟؟
حتى نعرف إمكانية حصولك على "داباشي"؟؟؟
| |
 
|
|
|
|
|
|
|