|
|
 مفارقات في الغربة
|
من مفارقات الغربة (1)
الشغالة
وضعته أم العيال بين خيارين أما يؤجر لها شغالة أو زيارة لامها لآنها على وشك الوضوع .. حسبها سريعا في دماغه وتذكر زيارة أم النسب في الولدة السابقة حيث ( ورته الويل وسهر الليل ) أمرأة متسلطة كانت تتدخل حتى في ملابسه الخاصة ( يا راجل البشتة العليك شنو عليك الله هسع في السعودية دي في زول بيمشي الشغل بشبشب ؟ كان ما الجزم عندكم رخاص شوف عيني في السوق يومداك في جزم بتلاتين ريال ) .. مر هذا الشريط في ذهنه سريعا وقال في نفسه علي باليمين كان أاجر شغالات براتبي كله ولا أجيب أمها ديك اسبوع واحد .) وقال محاولا يتظارف .
- والله زيارة الحاجة ما بناباها برانا مشتاقين ليها لكن هي زاتها كبرت ومرضها كتر أحسن نجيب ليك شغالة تساعدك وتريحك ..
- أنا كمان قلت كدا وعارفاك ما بتقصر يا أبو عاطف ..
واستدرك سريعا : لكن بشرط أول ما تقومي من النفاس نتخارج منها يعني شهر بس كفاك .
- خلاص مافي مانع ..
- طيب أها الشغالات ديل قعد يجيبوهن من وين ؟
- بعرفوا اسأل صاحبك عثمان لامن سعاد نفست جابها ليها من وين ؟
- والله صحي فكرة (بعد اتصال مع صديقه عرف المصدر ) وبعد اسبوع جاءه اتصال آخر يروح يستلم الشغالة الاندونيسية ..راح استلمها بشنطتها فرح بها كل البيت الصغار وألأم . وكعادة السودانيين أعتبروها ضيفا عزيزا ربما خدموها أكثر مما تخدمهم .. أول ما دخلت الشغالة وادخلت شنطتها أتته أم العيال تحمل ورقة فيها طلبات غريبة ( رز بسمتي .تونة . كاري .. كرتونة أندومي .. صلصة الصويا .. خل التفاح .. ملح أنجليزي .. قوانص دجاج .. مكرونة) قرأ الورقة سريعا ( دا شنو دا يا ولية أنتو عندكم دقة زار ولا شنو ؟ الحاجات دي شنو كمان ؟.
- أجي دي ما طلبات الشغالة .. كمان عايزنا نفرض عليها أكلنا يمكن ما يعجبها..
على مضض بعد أن هز رأسه ومص شفتيه مصدرا كل ما يتقن من أصوات الامتعاض خرج الى السوبر ماركت محضرا الطلبات الغريبة عليه .
أصبحت الشغالة واقعا مريرا.. في الظهير يرقد في الصالون يريد أن يأخذ القيلولة بين الدوامين تقطع نومته محاسن ( خضر.. خضر... قوم ) في شنو يا حاجة .( اتحول لغرفة النوم ميري عايزة تنظف الصالون ..وأنت زاتك النايم ليها شنو كفاك طلع ليها هدومك الوسخانات عشان تغسل ) .يوم آخر منتظرا الغداء بالصالون مع عياله تأتيه صينية الغداء بها أطباق غريبة ( مكرونة مخلوطة بقطع الدجاج ) وسلطة بها قطع من الجبن ورز مخلوط بالخضروات ..( محاسن تعالي هنا ... في شنو يا راجل مالك ؟ .. دا أكل شنو دا وبعدين ريحته غريبة كدا زي سوق البطحا ..) .( أهااا دي ميري أصرت قالت تسوي لينا الغدا هي .. قالت زي ما أنا ضقت أكلكم أنتو كمان لازم تضوقوا أكلنا ..... يا سلام ؟ يعني هو نحن كنا عزمناها على أكلنا ولا هي كانت بتضوقوا بس .. دي كانت تلهط أكثر مننا في المفروكة والقراصة .. يخسي عليك يا خضر خلي عندك انسانية وما تجرح مشاعرها ..أوفففف تأفف..
وفي الصباح مع جوطة الاطفال والاستعداد للمدرسة العيال يا بابا زيد لي المصاريف . يابابا قالوا لينا جيبوا حق اليوم المفتوح .يا بت الله يفتح راسك وراسهم . استغفر الله العظيم .. تأتي محاسن . هوي هوي هوسسسسسسسسسسسس . في شنو يا مرة مالك ؟؟ . وطوا صوتكم الشغالة نايمة .. يا سلام وهي الشغالة دي جاية تقضي اجازتها معانا ولا شنو ؟.. يا خضر حرام عليك ياخ دي بتصحى من عشرة صباحا لغاية عشرة بالليل على فد وقفة ..وكمان بتصحى من النوم عشرة صباحا ؟.. حرام عليك ياخ خلي عندك انسانية ..
وذات ليل أتى من عمله مستعجلا ومحصلا مباراة هلال مريخ أجل كل غشواته الليلية . حضر الشوط الآول منتشيا وناسيا همومه . قبل أن تأتي محاسن .. خلاص يا خضر قوم كفاك .. كيف يعني كفاي يا داب الشوط الأول .. خلاص كفاك شوط واحد .شنو كفاي شوط واحد هو أنا لاعب ؟ . ولي شنو أقوم . ياخ ميري متابعة المسلسل التركي خليها تحضر الحلقة .. شنو هي ميري دي حتى ترفيهها بقى مقدم على ترفيه ناس البيت ؟ حرام عليك هي ما بشر زينا طول اليوم تعبانة تخدم فينا خليها ترفه شوية . قام يغلي بالغيظ وما زاد غله وجد ميري مختبئة خلف باب الصالون وتتبسم فرحة بالانتصار . لدرجة كاد يلطمها من شدة غيظه .. ويلفظ زفراته الحرة التي تحكاي المايكرويف وراح يغالب النوم عساه يأتي .
كان يعد الأيام بل يكاد ينتزع من النتيجة كل يوم أكثر من ورقة حتى يمر هذا الشهر العجيب الحمد لله بشر بالمولود الجديد من قبل اسبوعين . وأصبحت أم العيال تتحرك وتباشر عملها .. الى أن جاء الشهر .. صرف الراتب أول خطوة جرى ناحية الصراف الآلي سحب راتب الشغالة قبل كل شئ .. وجاء يحمله فرحا مستبشرا بالتخلص من هذا الكابوس .
- محاسن ( بصوت عالي )
- خير يا خضر في شنو خلعتني نعلو ما في زول مات .؟
- ما في زول مات هاك ادي الشغالة راتبها وقولي ليها لمي هدومك عشان نرجعها لآهلها .
- وووب علي هو الشهر مر سريع كدا ؟
- آآآي ما انتي ما بتحسي بيه ما مرتاحة حا تحسي كيف.
- بعدين هيثومي لسع صغير
- وهي مالها وما هيثومي قعد ترضعو .؟
بعد قليل يتحول البيت الى عويل وبكاء الاطفال ومحاسن والشغالة نفسها ويعد قليل تأتيه محاسن محاولة الغاء هذا القرار أو تأجيله على الأقل .
- يا خضر ياخ البت دي أتعلقت بينا واتعلقنا بيها خليها ياخ وحتى هي كمان قالت بعمل ليكم خصم .
- تتعلق بينا شنو ما لقت الراحات دي كيف ما تتعلق هي في البيت دا بقت مرتاحة أكثر مننا .
- حرام عليك خلي عندك انسانية ما تكون غليظ القلب .
- أنسانية شنو الشابكانا ليها دي ياخ الانسانية يعني أنا اتخلى عن راحتي في بيتي ؟
بعد شوية يدخل الاطفال بصحبة الشغالة محاولين الضغط عليه .. هو حسبها سريعا رأى أن الأمر ذاهب الى تثبيت الشغالة بصورة دائمة .. و يا ويله اذا حدث ذلك . هو ما صدق أن هذا الشهر قد عدى .أذا ما هو الحل ما هو الحل يا خضر كثرت عليك الضغوط ..أخيرا وجدتها ( هذه الشغالة سأخرجها من الباب البجيب الريح ذاته ) مش المثل بيقول سدو واستريح لا أنا لازم أفتحه ..
- محاسن خلي الاولاد ديل يمشوا بيغادي عندي ليك كلام خاص.
- سجمي في شنو كمان . يلا يا ميري خديهم بيغادي . وما تخافي بابا بيهزر أنتي قاعدة معانا قاعدة يلا أفرحي وفرحي العيال معاك .
- أها في شنو خير .؟
- تعرفي البت دي قعادة معانا ما شرعي .
- كيف يعني ..؟
- يعني هي تلاقيها لافة وسطنا بالبرمودا ومرات ببطنلون الجينز وشعرها كمان ماشاء الله نازل في نص ضهرها وناعم .. كل ما يزيد خضر جملة يلاحظ الى عيون محاسن بدأت تتسع وتحمر ..وهو مكمل وكمان الواحد صعب في بيته يكون طول اليوم مغمد عيونه ويداقش في العفش .. وجسمها كمان ..
- خلاص كفا .. نهرته محاسن بعد أن تكحلت عيناها بالشطة .وقامت بسرعة وهو يسمعها .
- يلا يا ميري لمي هدومك في الشنطة راح نوديك هسع لآهلك ..
طرب خضر وكاد أن يفرك يديه طربا وفرحا لو لا الخوف من كشف مكيدته ..
بعد قليل خرجت الشغالة تحمل شنطتها وبعد ما لبست عبايتها ..
خضر محاولا التظارف : كمان كان قلتي انسانية وكدا خليها أنا غايتو بحاول أغض بصري .
- خلاص قفل الموضوع دا أنتهينا منه .
- ممكن أوصلها ما عندي مانع .
- أقعد هنا ولا تعتب من البيت دا أنا أديتها حق الليموزين خلاص .
وفي ذاك اليوم نام بخضر بعمق تعلوا وجهه ابتسامة باتت معه حتى الصبح .
وبرضو تقول لي الشيطان شاطر .
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
(2)
تقريبا نفس الظروف والملابسات غير أنه الزوج في هذه المرة عريس جديد يستقبل مولوده الأول . ارسل الزيارة للنسيبة ( كتجربة أولى ) . استقبلوا المولود وأخذت الفرحة دورتها واستعدت الحبوبة للسفر.. بما أنه شقته أستديو ( غرفة صالة ومطبخ )أي ضيقة .. بعد الاربعين أعتاد يجي في باب الغرفة وينادي زوجته من قرب أمها ( هس هس هي لحظة لو سمحتي ) يختفوا نص ساعة ثم تعود .. والحبوبة مطنشة بالها في السفر .. لكتن فجأة البنت تدخل في نوبات أغماء واستفراغ . ويقول لهم الطبيب أنها حامل .. وبما أنه الحمل يتعبها لم تسطع الأم مفارقتها وهي في هذه الحالة وظلت تنتظرها تسعة أشهر أخرى حتى ولدت .. وبعد الاربعين الثاني جا صاحبنا وقف في باب الغرفة ( هس هس لحظة لو سمحتي ) الحبوبة نطت و مسكت في يد بتها ( والله ما بتمشيلوا لحظة بتاعتكم دي قعدتني تسعة شهور . الروح أهلي بعدين بطريقتكم )
هههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
Quote: مشكور يا فضل ..
الأمر متروك لآهل الكار من فنانين ومبدعين ولهم مطلق الصلاحية
لكن هي مجموعة طويلة من المواقف عبر السنوات أنا أحاول أجمعها في خذا البوست |
يعني باذن الله موعودون بمزيداً من ابداعاتك القصصية
شكراً درديري كباشي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (Re: محمد البشرى الخضر)
|
Quote: يديك العافية يا درديري
زمن من بوستاتك السمحة دي |
سلام يا باشمهندس مستاقين والله
أنا موجود من بداية السنة بس انتو ما فاضين لينا من الشكل هههههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
3
المفاجأة
وهي راكبة في الطائرة لوحدها تمسح في باقي دموعها التي سالت على خديها واختلطت بألالوان تذكرت كيف غيرت ثلاثة جمل كل واقع حياتها .. صديقتها الاقرب قالت لها عندي ليك خبر يمكن يفرحك .. طارق أخوي أختارك من بين صور البنات الرسلتها له .. الجملة الثانية طارق أخوي رسل الشيلة ... الجملة الثالثة طارق أخوي قال ما راح يقدر يجي ناس الشغل ما أدوه أجازة راح نعقد لك ونسفرك ..وجدت نفسها موافقة ومستسلمة بل مدفوعة من ظهرها من قبل أهلها والمجتمع لقبول هذا الخيار .. ها هي تبدأ اولى خطواتها العملية فيه . من طارق هذا؟ صحيح هي شاهدت صورته شاب وسيم فارع الطول .. ممكن تكون هذه الصورة تحتفظ بها أخته من قبل عشرة سنوات .. او حتى يمكن تكون صورة لاحد لاعبي منتخب الكرة الطائرة البرازيلي كل شئ وارد في هذا الزمن .. وصلت لهذا الخاطر وانهمرت الدموع من جديد .. تذكرت هو قال لها في التلفون أن أصحابه أصروا يعملوا له حنة وحننوه فعلا ..أذا يمكن أن تتعرف عليه من كفيه المخضبين بالحناء .
هدأت قليلا وخاصة بعد ما سمعت مكيرفون المضيف يعلن استعداد الطائرة للهبوط ويأمرهم بربط أحزمة الامان ..
تجاوزت مرحلة الهبوط والاجراءات وخرجت نحو الاستقبال تدفع عربة الحقائب أمامها وتتلفت بوجل .. أول ما دلفت الى صالة المستقبلين ركزت في الوجوه قليلا ولكنها تذكرت موضوع الحناء .. وأصبحت تركز على الاكف .. يا للهول يوجد أربعة شبان على الاقل اكفهم مخضبة بالحناء . وما غاظها أكثر لم ينظر نحوها اي منهم بل كل واحد منهم بدأ يبحث عن شخصية أخرى غيرها . رفعت عينيها عن الاكف بسرعة محاولة المقارنة بين الوجوه ربما تجد منها من يشبه الصورة المنطبعة في مخيلتها لكنهم كانوا بعدين عن شبه الصورة.. من الممر لاحظت شاب يبتسم معها ويتقدم نحوها .. لكنه لم يكن مخضب بالحناء .. قالت ربما حدثت له ظروف فبعث صديقه او حتى قريبه .. سلم عليها وقال حمد لله على السلامة يا عروسة .قالت له : منو أنت؟ .. قال لها .. طارق ..قالت له مش قلت أصحابك عملوا لك حنة ؟... لا طبعا غشيتك عشان أعملها لك مفاجأة .. مفاجأة ؟؟ يخرب بيتك ...
قال من أولها كدا ؟؟ وأنفجر الاثنان ضاحكين أستلم منها قيادة عربة الحقائب .. ونجحت المفاجأة في نسف جبل المجهول واذابت جليده في ثوانى معدودة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
4
طرد وغربة ورومانسية
في بيت العزاب بديار الغربة بعد ما تم تجهيز العريس وحلاقته وكي الملابس الجديدة وتلميع الحذاء .. وذهب الى محل الساونة بسوق البطحة وتحصل على تلميع ساطع تحسده عليه لكزس ندى القلعة .. ومساج رياضي .. كله استعدادا لاستقبال عروسته الطرد التي سيتلم شمله عليها اليوم .. انتصار التي طالما حفظ صوتها نبرة نبرة ورنة رنة ..وهو يخاطبها عبر خطوبة امتدت لعام كامل .. ارسلت له صورتها بين عدة صبايا .. ولكنه اختارها هي بقلبه قبل عينيه وعشقها بأذنه قبل قلبه وهو لاينام يوما لو لم يختم ليلته بصوتها ..
اليوم سيلاقيها بعد ان ارسل لاهله الشيلة وتحجج بان الشغل لم يعطيه اجازة ( كالعادة) تم العقد عليها و ارسل لها الزيارة بعد ان اعد لها عش الزوجيه .. وعباه بالملابس التي اختارها على مزاجه ولراحته ولخصوصيته .. ملابس رأى من العيب ان يراها غيره حتى اخواته استحى ان يرينها فلم يرسلها مع الشيلة .. كله لا جل عيون وروح وقلب وحلاوة انتصار .. ونحن وهو في انتظار انتصار( الجن دي ..)
زملاؤه يستعجلوه : اسرع يا صلاح ياخ العروسة دي تكون وصلت وراسها ضرب .. جن جنونه وبدا يستعجل في اصحابه الذين طمئنوه بانه لازال هنالك وقت حتى تصل الطائرة ..
صحيح هو لم يراها شخصيا لكن صورتها وصوتها انطبعا في قلبه وعقله لدرجة بات يقول هو ليس في حاجة للرؤية .. والاذن تعشق قبل العين احيانا .. صدق القائل .. قالها في نفسه ..
وتحركت السيارة نحو المطار تقله هو وصحبه ..
وفي المطار تعب عنقه من النظر تارة لشاشة الاعلانات وتاره لساعته .. حتى ظهر الاعلان اولا يقول الطائرة القادمة من الخرطوم دخلت الاجواء .. اما هو فدخل في اجواء اخرى من الاحلام و خفقان القلب .. قال له اصحابه انه انتصار سيكون شكلها اختلف كثيرا عن الصورة لانه قبل العرس يكون قفلوها واعدوا لها الخلطات والوجبات حتى ستغير شكلها تماما .. فلن تعرفها ... هو تظاهر بعدم التصديق لانه كان يزعم بان قلبه دليله ..لكن الامر عشش في دماغه بان شكلها سيكون قد تغير فعلا ..
وقف هو مسمرا عينيه ناحية باب القدوم تلك البوابة السحرية المدهشة خازنة المفاجأات ومفجرتها في نفس الوقت .
صحيح أن اجهزة التلفون المتطورة اذابت بينهما الجليد والكتل وزادت الالفة التي لم ينقصها شئ سوى عدم رؤياكم الغالية ( كما تقول رسائل زمان) ..أخيرا لوحة الاعلان تقول ان الطائرة على البوابة رقم 33 .. هل هي صدفة ان يكون رقم البوابة هو عمره بالتمام ام هنالك معجزة ما تخلق نوع من التآلف بين كل شئ في هذا اليوم العجيب ... زاد خفقان قلبه بعد قليل وخاصة عندما بدأت البوابة تفتح وتفرج عن سحنات سودانية .. اصبح صلاح لايسمع لايتكلم لكن يرى فقط ويمكن الى حد ما يشم . لما لا فهو عريس .. اخيرا فتحت البوابة عن عروس تحاكي قمرا فج السحاب طالع ( على راي صديق احمد) تحرك صلاح آليا منجذبا ناحية تلك الابتسامة الساحره التي استقلبته بها عروسه ... ذهب عندها مقابلا لها بابتسامة اعمق مستعرضا اسنانه البيضاء التي دفع فيها الشئ الفلاني خصيصا لهذا اليوم حتى تكون بيضاء .. (حكمة الله في هذه البلد كل شئ له نوع من النظافة يجعله جديدا من الورقة) ، ذهب صلاح ناحية انتصار تلك وفعلا تغير شكلها تغييرا كاملا مختلفا تماما عن الصورة التي بحوذته .. هو كان يتوقع تغييرا لكن ليس لهذه الدرجة ... ذهب عندها ومسك يديها الاثنتين وقال لها وهو يتبسم : ما قلت لك راح اعرفك بقلبي يا انتصار ..
فجأه تنفض العروس يديها من يديه وترد بعنف بعد ان تجهم وجهها : (انتصار مين يا راجل انت )؟.. هو الا الا الا مالك يا نتصار في حاجة غلط؟؟... تكمل :هوي ياراجل انا ما انتصار انت مين ؟؟؟ قبل ما يرد يحس بقبضة عنيفة تنتزعه من كتفه انتتزاعا .. يلفته احدهم إليه : شنو يا ابو الشباب في حاجة ؟؟ .. مالو معاك دا يا سناء ؟.. وقبل ما ترد تدخل هي في حضن الشاب الاخر وتدخل في نوبة بكاء معقبة : كدا تتأخر علي يا معتز .. هنا يفهم صلاح (الفلم ) حاول يتراجع ولكن قبل ما يتلفت يلاحظ الى شابة اخرى عروسة ايضا كانت تشاهد الموقف وتقف تكاد تنفجر بكاءا من هذا المشهد .. وبخطوات مترددة يتجه ناحيتها صلاح مرة أخرى .. ورغم انه لاحظ ان شكلها اقرب للصورة التي يحفظها الا ان الموقف الاول تركه مترددا ..
وقال لها : انتصار ؟؟؟
فقالت له : بلا انتصار بلازفت هو انت خليت فيها انتصار ..؟
صلاح : ياخ انا آسف والله انا قلت يمكن العرس غير شكلك وكدا ..
انتصار : عرس شنو اليغير شكلي يعني حايعملوا لي عملية تجميل ؟؟
صلاح في سره بدأ يلعن في أصحابه وافكارهم المهببة ..
خلاص معليش انا آسف والله :
انتصار : ما بعرف انا الطيارة الجابتني هسع دي ترجعني ..
صلاح : ما قلنا معليش ..
تحرك الاثنين بعد تذمرها المستمر .. بعد ان انضم لهما الاصحاب وحاولوا يلطفوا الجو بجمل مثل والله يا انتصار صلاح دا ما بينوم كان ما خت صورتك تحت المخده .. وكان شلناها منه يصحى .
انتصار : كل يوم تغش فيني بالتلفون وتقول لي بعرفك بالقلب وانا مغمد ..
صلاح بدأ يكفرن ( يكفهر) : يا بت الناس دا كلام مسلسلات ساي قلب شنو البعرفك بيه انا ما شفتك قبل كدا اعرفك كيف وانت شكلك اتغير معقولة بسهولة كدا اعرفك ..
انتصار : ما بعرف ومال ديك عرفتها كيف ..؟
صلاح : هو انا عرفتها ؟؟؟ ياخ اوال عروسة طلعت من البوابة ضحكت معاي قلت هي انت ..
انتصار : طيب تمسك يديها بدون ما تتأكد؟ ... انا هسع دي ارجع بطيارتي الجابتني ..
صلاح : ياولية كدي اهدي طيارة شنو الترجعي بيها انت قايلاه بص الحاج يوسف ؟؟
يتدخل عاطف واحد من الاصحاب : يا انتصار والله صلاح دا متيم بيك ما تظلميه اديه فرصة وحاتشوفي براك .. كدي انتي لامن تصلي عش الزوجية حاتعرفي كيف الزول دا لمدة سنة كاملة ما كان شغال بحاجة غيرك انت ..
بدأت انتصار تهدأ شوية شوية وبدأت الابستامة تحل محل التكشيرة وتناوالت مناديل الورق تمسح في وجهها الذي اصبح اشبه بالتورطة المنسية في الشمس .. اختلطت الالوان ... لكن الابتسامة حلت محل المكياج واكسبتها براءة وطفولة جعلت صلاح يهدأ وقبل ان يصلا السيارة تمد يدها له مصافحة ليقابلها بابتسامة الرضا ...ليصبح يادوب عريس يستقبل في عروسته ...
الله يقطع المسلسلات التركية قالها عصام في سره وهو يضغط على يد عروسته ويبادلها ابتسامة بمثلها ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
جميل هو سفر الحروف وطوفانها بعيدا عن الوطن
فكثيرا ما ترافقنا الخواطر لنبنيها افتراضا عوالم
تحتوي الغرباء وتقارب بين واقعهم واخيلة السرد
لتستريح النفوس التعبة وتجد بعض العزاء بعد طول
سفر
شكرا استاذي لهذا التصوير البديع
ومصيخين السمع والوجدان نتلقى بلهفة
دمت متألق
تلبو
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
كبسة في الشتاء
قرر خالد ان يقضي عطلة الجمعة بقصر الشيخ الثري مع أخوه صالح الذي يعمل طباخا هناك .. ولكن انشغل في هذه المرة وذهب فجاه دون ان يتصل به ... كان البرد قارصا في ذلك اليوم ... دخل خالد إلى قصر وهو يرتجف من البرد وذهب متوجها مباشرة ناجية غرفة أخوه صالح حتى ينعم بالدفء .. ولكن عندما وصل الغرفة اخبره احد العمال المساعدين من العمالة البنغالية انه أخوه صالح غير موجود اليوم ولقد ذهب الى البر مع ولد الشيخ الكبير .. فكر خالد في نفسه وقال اذا ان فرصة العشاء قد فشلت اليوم .. ودخل الى غرفة اخيه وقرر أي ينام .. ولكن البنغالي لم ينساه ويبدو انه تعود عليه مسبقا بعد قليل احضر له العشاء كالعادة قطعة كبيره من لحم الخروف ( المندي مع الرز ) اكل خالد بنهم شديد .. وبعد ذلك رقد لينام لان الليل تاخر لابد له من ان ينام هنا وخاصة أن البرد يؤشر الى ان الحرارة تجاوزت الصفر نزولا بكثير .. حاول خالد تشغيل التدفئة ولكن يبدو ان المكيف فيه عطل لانه يعمل تبريد فقط .. ولكن أخيرا قرر أن يكتفي بالبطاطين وتدثر بها جيدا ...
لم تسعفه البطاطين بل شعر إن أسنانه تصطك من البرد وغلبه النوم قدر ما تقلب في الفرش .. خرج من تحت الأغطية باحثا عن وسيلة أخرى للتدفئة يضعها فوق البطاطين لم يجد سوى السجادة المفروشة على أرضية الغرفة .. وضعها فوق الأغطية، منحته قليلا من التدفئة ولكن يبدو ان الحرارة تجاوزت الصفر بكثير ان عاد للارتجاف بردا من جديد .. بعد ان استمر الحال كشف الاغطية وفكر ان يبحث يبحث عن وسيلة أخرى ... قام من السرير خرج من الغرفة توجه ناحية المطبخ ربما وجد نارا موقده ونام قربها .. وقد كان مطبخ القصر ضخما بطبيعة الحال ومليئا بقدور الطبخ العملاقة والتي يمكن ان تستوعب جملا بحاله .. والبوتجازات التي لا تتوفر عادة الا في الفنادق والقصور الضخمه .. لم يجد نارا موقده .. ولكن وجد صينية عملاقة في وسط طاوله بالغرفة .. لم يشأ ان يشعل النور حتى لا يثير ريبة احد انما اكتفى بنور تلفونه الذي يحمله ... كانت الصينية مغطاة بغطاء ضخم كالذي يغطى به الذبائح .. كشف الغطاء وجد انه الصينية مليئة بالارز والذي يبدو انه طبخ حديثا لانه كان دافئا جدا .. لم يشاور خالد عقله لان التعب والبرد القارص تمكنا منه .. واخيرا رفع غطاء الارز وقرر ان يرقد هنا حتى يدفا قليلا ومن ثم يعود الى غرفة اخيه ( ولا من شاف ولا من درى ) .. ولكن الدفا مع التعب جعلوه ينام بعمق ... لم يشعر حتى بحركة العمال في اليوم الثاني عندما حملوه داخل الغطاء دون ان يكشفوا الغطاء وادخلوه الى الفرن العملاق لينال مزيدا من التدفئة اللذيذة لدرجة العرق ولكنها كانت ممتعة .. وليحملوه بعد ذلك .. ودون ان يحس هو أيضا بحركتهم الى المجلس .. حيث يجلس الشيخ وضيوفه ...
لم توقظه العبارات التي تتداول في هذا المقام بين الشيخ وضيوفه من نوع ( يالا يسموا يلا حيوا يا أخوان تفضلوا ... حياكم الله )
ليكشف الغطاء ويصحوا خالد على جمع غفير من الناس حوله شاهرين سكاكينهم وكل واحد يحمل صحنا في يده .. في الاول صرخ خالد فزعا من هذا المنظر ... كما جفل بعض الضيوف وولوا هاربين ... وصرخ الشيخ غاضبا ..
(ايش هذا تسوون مقلبا في ضيوفي يا عيال ال..... وشتم وسب وقال لابد من الانتقام والتاديب ) سكت خالد وهو لازال في رقدته يتوسط صينية الارز شلت حركته .. لم يستطع ان ينطق او يبرر ... وفكر وقال في نفسه يعني لو كان النور طافئا كانت توزعت جثته على هذه الاطباق ..
حضر العمال البنغال يرتجفون وقالوا للشيخ
وهم يهزون رؤوسهم يسرة و يمنى كعادتهم في هذه المواقف ( معليش انا في كلام معلم صالح انت في دخل هذه الصينية الفرن بعدين ودي صالة بتاع ضيوف ... وهو ما في كلام افتح غطاء ... نحن ما في معلوم انه في اخو مال صالح جوه طنجره ..)
الشيخ : ايش لون ادخلتوه الفرن وهو التور ما صحى من السخانه
العامل : بابا هو معلم صالح كلام فقط خمسة دقيقة تسخين عشان ما في سوي حريقه اكل ...
خالد متلفتا يندهش من هذا الحوار ... يعني قبل ما يصبح وليمه تم ادخاله الفرن ... الحمد لله هؤلاء كانوا عمال تسخين فقط ..بمعنى لو كانوا طباخين كان تحول هو الى مندي ...
وقال الشيخ اذا صالح هو حب يعمل في ضيوفي المقلب بعد اتفق مع اخوه وانا ساقلب الطاوله على دماغه هو اخوه ...وقال مخاطبا ضيوفه ( عمركم سمعتوا انه الشيخ رجعت سفرته دون ما ياكل منها احد شئ )
ردوا جميعا : ابدا وحاشاك يا شيخ ...
الشيخ : اذا هذه هي الذبيحة قدامكم وكل واحد يقطع الجزء اليحبه .. وايش تحب انت يا شيخ ابو مازن ....
الشيخ : حياك يابو بندر انا بحب لحمة الراس السودانية ترى يقولون كثير طيبة ويسمونها النيفة ... وقال اخر انا ياشيخ بحب (ام فتفت ) وهي كرشة الخروف مع زبدة الفول السوداني ... وانا يا شيخ سمعت عن الكوارع وكثير طيبة ...
الشيخ : يلا اتفضلوا كل واحد يقص الجزء اليحبه ..
وفعلا تناول الضيوف سكاكينهم وتوجهوا ناحية خالد الذي تبكم تماما وعندما مسك ابو مازن رأسه يريد ان يقطع النيفه كما قال صرخ خالد
بأعلى صوته
وقام مفزوعا من النوم والا يجد صالح واقفا في راسه
صالح : خالد مالك قول بسم الله تعوذ من الشيطان
تلفت خالد ليجد نفسه انه في القصر فعلا لكن في غرفة شقيقه واخوه ينام قربه .. وقال اخوه
صالح : ما قلت ليك يا خالد ماتنوم مباشرة بعد ما تاكل كبسه كان تطلع تتمشى وترجع تنام .. اهو جاك كابوس ... لكن احكي لي شفت شنو ..
خالد : قال ليك واحد بيحب النيفة السودانية وواحد الكوارع والثالث ام فتفت يا اخوي انا ماشي ما عايز ابيت معاك ..
صالح : يا راجال تعوذ وشنو حكاية النيفة والكوارع .. بعدين الصباح قرب كمل نومك ..
خالد : اكمل نومي ... هو في نوم بعد كدا تاني ... قال نيفه قال ..وخرج مغادرا لقصر فعلا .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
سيد البيت
... واقع المغتربين بصفة عامة مميز جدا .. وهو مجموعة من السودانيين قهرتهم الظروف الاقتصادية او السياسية او اسباب اخرى فاضطروا ان يبحثوا عن ارزاقهم خارج ارض المليون ميل مربع ... لذلك تجدهم في الغربة قد وحدهم الحنين للوطن وللنيل وللتراب ... بما انه انا واحد منهم هذه المشاعر والاحاسيس كانت مصدر وحي والهام لكثير من مواضيعي ان لم يكن جلها هي نتاج لمعاناة الغربة ومفارقاتها ..ولكن. انا اعتقد ان الغربه كلها كوم والغربة في السعودية كوم لوحده لعدة اعتبارات منها طبيعة المجتمع نفسه وتمسكه بالشرع .. مما جعل تقريبا معظم او قل كل المرافق العامة وخاصة التعليمية منها وقصور المناسبات تحديدا مقسومة لقسمين قسم للرجال وقسم للنساء ... و بالرغم من انه بعض هذه القصور مؤسس ومؤثث بصورة فخمة جدا وتجد النوافير في منتصف القاعات .. ولكن هذا لايمنع ان هنالك قسم للرجال وقسم للنساء كما توجد نساء لخدمة النساء ..هذه الطبيعة جعلت للنساء علاقات خاصة منعزلة عن علاقات الرجال ببعض .. بمعنى انه ممكن الزوجات في معهد ديني مثلا او اي معهد علمي او مناسبة زواج مثلا انه يصادقوا زميلاتهن وتتوطد الصداقه بمعزل عن الرجال ، لانه الرجال يصبح دورهم في انهم يستقبلوا زوجاتهم خارج هذه الدور والمعاهد ... ولكن كما ذكرنا لانه طبيعة المجتمع تفرض على النساء الا يستطعن التحرك بمفردهن فاصبح لزاما على الازواج ان يسوقوا زوجاتهم او بعبارة ادق ان يتحولوا الى سواقي عوائل ياخذون زوجاتهم الى صديقاتهن . وحتى يصبح الامر معقولا يضطر الزوج ان يتعرف على زوج الصديقه في بعض الاحيان او قد لا تتوفر هذه المعرفة ...ولكن يحدث مرات ان تكون احد هذه الزوجات عندها مناسبة خاصة عيد ميلاد طفل مثلا او نجاح احدى بناتها .... فتدعوا كل زميلاتها لهذه المناسبة في بيتها .. ليجد الازواج انفسهم متجمعين في الشارع بسياراتهم حول بيت صاحبة الدعوة في انتظار زوجاتهم ... قد يتجمع اكثر من عشر رجال بسياراتهم امام شقة ما او عمارة ولا يعرف احدهم الاخر .. او حتى معرفة سطحية لا تتجاوز عبارة ( راجل فلانة) الشهيرة .. الان سيدور الاسكتش او هذه القطعة حول هذه النقطة والتي سميتها سيد البيت
امام عمارة في احد احياء الرياض يوجد ميدان صغير يلعب فيه مجموعة من الاطفال معظمهم سودانيين بدات بعض السيارات تتجمع حول الميدان بعد صلاة المغرب يقودها سودانيون بعضهم يرتدي الزي الشعبي وبعضهم بنطلون وقميص .. وقفت السيارات بعيدة عن بعضها مما يدل على ان هؤلاء القوم لا تجمعهم معرفة .. بعضهم نزل من سيارته واتكا عليها يتفرج في لعب الاطفال .. ويتم تبادل تحايا فاترا يجعلك تحس بانهم مغصوبون على هذا المشوار .وقفت انا بسياراتي مسبعا او مثمنا الحضور لا اعرف تحديدا لان بعض السيارات واقفة بعيد ..
ولكن على غير العادة يجي طفل يبدو انه ابن صاحب البيت ويطلب مننا جميعا الدخول الى الشقة والجلوس في الصالون لتناول الشاي .. وهي كانت حفلة نجاح اي دخول ابنة صاحب البيت للجامعة ..على مضض بعد الحاح من الابن والذي كان يبدو عليه موصى بالا يتركنا في حالنا الا ونحن برفقته .. صعدنا جميعا الى الشقة قرب المسافة بيننا لم يغير شئ سوى بعض التحايا الفاترة المتراشقة بيماءات هنا وهناك .. دخلنا وجلسنا في الصالون في انتظار شاي اللبن والكيك .. ليس تشوقا او جوعا ولكن نريد ان نتخارج من هذا الموقف وهذا المكان ..
حاولت انا ان افتح مواضيع قلت لعل النقاش ( يغني عن الكاش ) ..
قلت : يا اخوان تفتكروا الصادق المهدي ممكن يفوز في الانتخابات دي ..
نظر الي الجميع باندفاع في الاول .. ولكن بعد قليل تراجع هذا الاندفاع ولم اجد اي نقاش سوى بعض الهمهمات .. وقلت لابد ان الناس يرتابون في الحديث السياسي عندما لا يكونوا يعرفون بعض ..
وقلت نجرب الكورة هلال مريخ ربما الكورة رغم سماجة النقاش فيها لكن هي ارحم من هذا الصمت القاتل .. يا اخونا بالله تتخيلوا ممكن هلال كادقلي يقطع الفين كيلو متر بالبص ويجي يغلب هلال العاصمة الساكنين في الفلل والفنادق اثنين صفر ... بالله نحن عندنا كورة ..؟؟؟؟
لاحظت انه احدهم كان ملتحي جحظني بعين حمراء مرعبة وانا لا ادري هل هو هلالابي ام هو متدين لا يريد نقاشا في الكورة وفتح فمه وشمر كمي جلبابه وانا قلت مهما تكون النتيجة هي ارحم من هذا الصمت ..
المهم الرجل طلع هلالابي متعصب وانا قصدت انكش ناس الهلال لاني عارفهم متعصبين اكثر من المريخاب .. ورغما عن اني هلالابي وقال :..
قائلا : كورة شنو الجايين تتكلموا فيها انتو المريخ الحكام والحكومة والاتحاد العام كلهم واقفين معاكم .. هو انتو قايلين روحكم قعد تلعبوا كورة وتغلبوا .. وانا طبعا قاطعته لانه نقاش الكورة ما يكون لذيذ لو تركت مناقشك يكمل جملة مفيدة او حتى مضرة .. وقلت له : ما انتوا تاني ما بتشموها روحتو لبني ياس فصلوا ليكم كاس عشان تقولوا عندكم كاس دولي ... ولكن سكتو براكم خجلتوا ما جيبتو سيرته لانكم عارفنه كاس ملفق .
قال : الكاس البتقولوا عليه ملفق دا كان فيه فريق الوحدات الغلبكم سبعة امشوا يا سفن اب يا لذيذ يا رايق هاهاهاهاهاهاهاها .. ..
المهم احتد النقاش اللذيذ وبمشاركات بعض العبارات المنطلقة من هنا وهناك من الاخرين لكن لازلنا انا وابو دقن المحاورين الرئيسيين .. هو ياتي بتاريخ الهلال وانا ارجع قدر ما اعرف عن تاريخ المريخ .... وعمنا بدا فعلا ينفعل ويقف ويبدو انه بعض الحضور يعرفه شخصيا لانهم كانوا يهدونه وبكنية ابو وليد .. ..
في البداية انا كنت ناوي ان اكشف عن هلاليتي واترك مشجعي المريخ يكملوا الخصومة وانحاز لابو دقن .. لكن لاحظت ان مشجعي المريخ من النوع العقلاني الهادي الذي يرد بجمل مبتورة من نوع : كلامك صاح .. ماقصرت ... افحمتوا لكن .... ودا كان وين من زمان .. قلت في نفسي لو تركت لهم الموضوع سيعيدونا الى مربع الصمت الممل يلا خلونا مريخاب يوم واحد ما بيضر ولا بيعدم النفس .. ورحت مسخن الموضوع من جديد .. كان في كل مرة ينضم الينا زوج جديد حتى اكتظ الصالون بازواج الستات .. واخيرا لاحظت انه شخص جلس قربي جر احد الترابيز ( الطقاطيق ) الصغيرة وجلس عليها .. وانا اثناء نقاشي وحماسي مع ابو دقن والاخرين من الهلالاب التفت اليه لفته عابرة وقلت له جملة قصيرة لاني بصراحة غاظني جلوسه على الطربيزة الصغيرة .. وبشبه همس ( على فكرة سيد البيت لو شافك جالس على الطربيزة دي ما راح يرضى ) وعدت مواصلا الحوار الكروي غير انه هو رجعني برده قائلا : ما انا سيد البيت ..
قلت : قلت شنو ؟؟
قال : قلت ليك انا سيد البيت ..
قلت : ياراجل طيب انت نحن لينا ساعتين في بيتك ما تقول للناس مرحب بيكم في بيتنا وانا سيد البيت .. ..
وقال : ياخي هو انتو اديتوني فرصة انا سلمت باعلى صوتي ما في واحد سمعني اخيرا قلت اجلس اسمع وأفهم الحاصل شنو .. .
بما انه انا المتحدث الرئيسي او المصرخ الرئيسي عشان نكون اكثر واقعية ... قلت لهم يا اخوان نقدم ليكم سيد البيت الاخ منو ؟؟ قال لي ابو عاطف : قلت ابو عاطف ... وصدرت همهمات الترحيب بعض الجمل التقطت منها ... مرحب بيك في بيتك يا ابو عاطف ..يمكن اول مرة تحدث في تاريخ البشرية ان يتلقى الرجل ترحيبا به في داره من الضيوف .. .
فكرت في نفسي مستقلا فترة الهدنة : وقلت نحن لماذا ننفعل في الكورة هل نحبها ؟؟ .. انا اعتقد هو كبت نفسي الكلام في الكورة هو متنفس ليس اكثر .. لانه كورتنا اصلا لاتستحق هذه العصبية .. ولكن صراخنا وانفعالانا في الكورة قد يكون هو تنفيس عن مضايقات العمل او البيت او حتى السياسة ..
اثناء سرحتي القصيرة هذه ياتي احد الاطفال يقطع الصمت بعبارة الجمتنا كلنا وجعلتنا نتلفت ... ..
الطفل : هوي هوي يا اعمام هوي منو فيكم راجل محاسن .. ....
كلنا سكتنا وتلفتنا لنعرف من فينا راجل محاسن لانه نداء سياتينا مثله في اي لحظة الشخص الوحيد الذي امن هذا النداء هو سيد البيت لانه انفجر بالضحك ...
كشف راجل محاسن عن نفسه مغتاظا زاجرا الطفل : خلاص خلاص يا ولد امشي قول ليها سمعنا ( محاولا التمويه ولكن لم يتبع الطفل غيره)
بعد قنبلة مين فيكم راجل محاسن التي اطلقها الطفل حصلت بلبلة كأن الجميع كانوا في غفوة او غيبوبة صحوا منها كل واحد حاول ان يتفادى الموقف القادم بالاتصال بزوجته ليبادر هو بدعوتها للخروج ..
كان يجلس قربنا انا وسيد البيت واحد يبدو من سحنته ولهجته انه من اهل البطانة والذين يعتقدون ان نسبهم لزوجاتهم يعد من الكبائر التي لا كفارة لها . لانه اولا بدا بجملة جعلت سيد البيت يكاد ينشرق يالضحك ..قل البطاني انا اخو الرجال) .. وبدا يبحث عن جواله حتى عثر عليه واتصل بزوجته محاولا الهمس واسماعها في ذات الوقت قدر الامكان : يا وليه امرقي برة خلاص انا برجاك تحت في العربية ..
اما ابو وليد الهلالابي صاحب الصوت العالي حاول يبحث في جيبه باحثا عن جواله ليكتشف انه ناسيه في السيارة .. واخيرا يلجا لمنادة الطفل والذي عرفت فيما بعد انه عاطف ابن صاحب البيت ابو عاطف ..
ابو وليد : تعال يا ولد قول لخالتك ام وليد امرقي .. ..
الطفل بصوت عالي : عندنا جوة في ثلاثة حريم اولادهم اسمهم وليد ..
ابو وليد محاولا معالجة الموقف : يا ولد وليد صاحبك ..
عاطف : كل الوليدات اصحابي .. .
انا همست لابو عاطف : قلت خلي بالك ابو وليد اتورط ما عندو حل غير يقر باسم زوجته على الملا
ضحك ابو عاطف شديد واصبح الجميع مركز على ابو وليد ..
ابو وليد : خلاص امشي نادي لي وليد انا برسله لامه بعدين ..
الطفل عاطف : ما قلت ليك يا عمو في ثلاثة وليد برة انت عاوز منو فيهم ...
ابو وليد : قلهم الاسمه وليد عثمان عبد الله عمر يطلع يقابل ابوه .. ولا اقولك امش عند الحريم وقلهم ام وليد عثمان عبد الله تطلع على العربية ..
واخيرا يجري الطفل محاولا تبليغ الرسالة ولكن قبل ما يصل ناحية قسم الحريم رجع يقول : قالولكم راجل السارة ام وليد يطلع برة ..
يخرج ابو وليد ( يطنطن .. الله يقطع الحريم وبلادتن المابتنتهي ) تحت موجة من الضحك .. ويبدو ان ابو وليد من النوع الذي يتعصب لكل شئ ليس الكرة فقط .. ويقيس كل الامور بميزان المكسب والخسارة ... بعد هذين الموقفين اصبح امر النداء عاديا كل شخص تم مناداته باي اسم كان خرج مودعا الاخرين .. على موعد اللقاء وبعد ان تم التعارف وتبادل التلفونات واقتراحات بتطوير العلاقة واخراجها من اطارها الحريمي لتصبح علاقة اجتماعية واسعة تساهم في امتصاص رواسب الغربة ربما بالرحلات والزيارات المتبادلة ..
وخرجنا مودعين سيد البيت على حفاوته وصبره على تحملنا ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: Dahab Telbo)
|
جميل هو سفر الحروف وطوفانها بعيدا عن الوطن
فكثيرا ما ترافقنا الخواطر لنبنيها افتراضا عوالم
تحتوي الغرباء وتقارب بين واقعهم واخيلة السرد
لتستريح النفوس التعبة وتجد بعض العزاء بعد طول
سفر
-----------------------------------------------
رائع يا دهب
فعلا أن لخصت الحكاية في هذه الكبسولة البديعة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
ملكنا المفدى
مجموعة من الشباب يبدو أنهم من أبناء الولاية الشمالية يسكنون في أحدى دور الجمعيات المنتشرة في وسط الرياض .. ومعروف أنه شوارع الرياض كلها أو معظمها مشجرة بالنخيل والذي يتلقى عناية فائقة من الدولة لغرض الزينة فقط .. رغم أن هذه الاشجار مثمرة ويمكن تكون من أنواع التمور الجيدة لكن لا أحد معني بثمارها .. تسقط على الارض ويجمعها عمال البلدية مثلها ومثل أي اوساخ . الشباب عاودهم الحنين .. صعود النخل وأكل التمر (من أمه ) كما يقال رغم أن التمر رخيص وفي مقدور أي منهم شرائه ولكن لم يكن الثمن بيت القصيد .. قرروا أنهم يأتون في الثالثة صباحا عندما يخلوا الشارع من المارة والسيارات ويتسلقوا تلك النخلات ويمارسوا هوايتهم القديمة التي لم يستطيعوا مقاومتها .. نفذوا الفكرة فعلا .. وهم على أعلى النخلات تقف تحتهم سيارة الدوريات الأمنية ( يازول أيش قعد تساوي عندك ؟؟؟)
الزول ( ما قعد ناكل من تمر ملكنا المفدى )
أنفجر العساكر بالضحك ( يلا يلا انزلوا روحوا من هنا )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
Quote:
أنشاء الله يا فضل بس خليك قريب |
الدرديري نحن قريبين لدرجة تركنا الشغل حتى كملنا المفارقات
وعشنا مع شخصياتها كأننا معهم
جميل جداً واصل
ونستأذنك والأخ بكري لنقل المفارقات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: محمد فضل ابراهيم)
|
ونستأذنك والأخ بكري لنقل المفارقات
أبشر يا فضل غايتو من ناحيتي أنا ما في مانع ..أما بكري انا حتى ماعارف نظامه كيف وحتى يدخلوا له بوين لكن أكيد هو سامعنا ههههههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
مطار الزهور :
استيقظ اخينا في ذلك اليوم على غير العادة مبكرا .. ولما لا اليوم سيتوج صبره على الفراق.. اليوم سيلقى الاحبة ..دخل الحمام يعزف لحنا بصفير شفتيه يغني طربا وخرج رطبا وتعطر ولبس فاخر ثيابه .. وخرج ناحية فارهته في الشارع .. ادار محركها بعد ان عطرها واعطاها نصيبها من بهجته وسروره .. متوجها صوب المطار .. اليوم ستحضر العزيزة ام الاعزاء .... طوى طريق المطار سرعة .. تجاوبت معه الفارهة فهي حست بان قلبه مرتبطا بمحركها فكادت ان تطير لتشاركه سرعته وفرحته ولسان حاله يقول مرددا مع ابو الامين يسبقنا الشوق قبل العينين ..
شعركأن المطار يجري منه مبتعدا .. فاصبح ينظر الى ساعته تارة واخرى الى عداد السرعة .. اخيرا قرر ان يتصل على استعلامات المطار خوفا من ان تكون سبقته الطائرة الى المطار فتاه احبائه شوقا لمقدمه ..كانت الصدمة ان قال له موظف المطار ان الطائرة قد تأخرت ساعة عن موعدها .. يااه كم طويلة هذه الساعة احيانا تسوى دهرا بحاله .. فتلفت اين سيذهب وكيف سيقضيها .. ليتولى عليه الرد وسواس عاطل عن العمل اعتلى كتفه بعد ان وجد الناس اصبحوا لايحتاجون وسواسا ليتركوا صلواتهم واعمال الخير .. فهمس له في اذنه قائلا ..
- انتم معشر السودانيون لا تعبرون عن حبكم لزوجاتكم بل تعتبرون ان التعبير العلني عيب .
- فقال له اخينا وكيف نعبر عن حبنا لهن .
- مثلا انت اليوم ذاهب لاستقبال زوجتك لماذا لاتقدم لها باقة من الورد
- وكيف يكون تقديم باقة من الورد تعبيرا عن الحب
- الا تشاهد الافلام والمسلسلات ان للورد سحرا غريبا في نفوس النساء
- من أين يمكن ان اشتري وردا
- انظر خلفك هدئ السرعة في هذا المكان ستجد احلى واعطر انواع الورد
نزل اخينا متبسما واشترى باقة الورد .. تلفت في الاول خوفا من ان يكون شاهده واحد من الربع أي السودانيون .. وعندما اطمأن من عدمهم في ذاك المكان ركب سيارته مسرعا نحو المطار .. واقتنع بحجة الوسواس بأن هذا ليس موسم اجازات معتادة لذلك لن يجد سودانيين في المطار وبالتحديد من معارفه ..
دخل اخونا صالة القدوم يحمل باقة الورد وتلفت فعلا لم يجد تجمهرات للسودانيين في المطار مع عيالهم ووالديهم واجدادهم كالعادة .. انما انفار قليلون متفرقون هنا وهناك لم يحفلوا به كثير فظن انه فلح ..
نزلت الطائرة وبدأ القادمون خروجا من البوابة العجيبة حتى سمع صرخة صغاره ( بابا) جروا نحوه وهو فتح لهم زراعه ولكن عينه هناك حيث من يحمل لها وردا ..
صديقه الوسواس الخائن تركه في هذا المشهد وذهب الى صالات المطار الاخرى يدعوا السودانيين ليشاهدوا ذلك السوداني الذي يستقبل زوجته بالزهور ... رفع صاحبنا رأسه فجأه ليجد ان اهله السودانيون تركوا كل اشغالهم والتفوا حوله كأنهم يشاهدون في الحلقة الاخيرة من مسلسل تركي ..
تلفت اخينا مستاءا ومحتارا كما احتارت الزهرات بين كفيه وكف زوجته الى من ستذهب .. سلمها الزهرات بسرعة مستاءا كما يسلم السوداني زوجته مصروف اليوم عادة .. وجر صغاره متخارجا من المطار تحت تعليقات اهله السودانيين الساخرة ,.. والاسوأ ما في الامر طلع احدهم من معارفه وكما تعمل قناة الجزيرة مع الربيع العربي اتصل بباقي المعارف على الهواء مباشرة ناقلا الخبر طازجا ..
تخارج أخينا من المطار خجلا وجلا أثار ريبة وشكوكو الزوجة ..
يا راجل مالك أنت زي العامل ليك عمله .. أنت ما كنت دايرنا نجي ولا شنو ؟
يا مردة ما دايركم تجو كيف هو أنا عندي غيركم ... بس خليها على ألله ساي ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: محمد حمزة الحسين)
|
7
أرزاق
في رمضان ما ..أحد الاصدقاء كان معزوم افطار رمضان مع شلة من أصحابه عزاب يسكنون في منطقة الملز وسط الرياض .. هو تحرك من بعد العصر بقليل احتياطا من زحمة الطريق . بعد ما وصل قرب البيت المقصود .أكتشف أنه وصل قبل ميعاد الافطار بزمن طويل . تحسس أن يذهب الى المضيفين في هذا الوقت ويزعجهم .. وجد فكرة يكسر بها الوقت ويستفيد منه .لاحظ لمطعم أو كافتريا أو حلواني .. هو مجموعة محلات تحمل نفس الاسم وعادة تكون مزدحمة جدا في رمضان صفوف طويلة قبل ميعاد الافطار .. مما يدل على أنها تبيع أكلا لذيذا له علاقة بالافطار .. فكر يقيف في الصف منها يقصر الزمن منها يذيق أصحابه من هذا الطعام .. والذي حتما لم يتذوقوه هربا من هذا الصف الطويل والسخيف .. وقف في الصف و بدأ الزحف .. وفي ذات الوقت انشغل بالجوال .. رسائل وضحك وواتساب والصف ماشي . الا أن وجد نفسه وجها لوجه مع البائع . أيقظته من الانشغال بالجوال عبارة ( نعم ) بنهره .. رفع رأسه وتفاجأ أن ما يتم بيعه هنا هو عجينة السمبكسة النية ذات الطبقات الشهيرة والمهمة في أفطار رمضان عند السعوديين والشوام وباقي الأعراب عدانا طبعا .. أصبح في موقف حرج ... لابد أن يشتري والصف من خلفه ينتظر ..لو انسحب (أنت واقف في صف ليك نص ساعة وما عارف المحل يبيع شنو ؟) .اشتراها وخرج من الصف وصل اصحابه أول ما فتح الباب مد لهم كيس العجينة ..
- دا شنو الجبتو لينا دا ؟ يا زول أنت قايل نفسك معزوم عند خالتك ..
- ما قلت يمكن تعملوها للفطور .
- نعملها شنو يا زول نحن فاضين ليك وحتى يعملوها كيف ما عارفين .
- ياخ أنا لقيت الصف الطويل قلت يمكن حاجة سمحة أجيب ليكم منها وقعت في الخازوق دا ؟
انفجر الاصحاب بالضحك وكانت نكتة حلت لهم افطار ذاك اليوم .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: محمد حمزة الحسين)
|
Quote: متابعة لصيقة يا درديري يا رايع
رحم الله ابا متعب ملكنا المفدي
:
:
:
:
:
:
:
مع التحيات لله الزاكيات |
وينك يا صاحب التحيات الذاكيات
نعم رحم الله أبا متعب
وهدى الله أبا المتاعب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: معاذ الفحل)
|
Quote: سلام يا درديرى
ابداااااع
الله يجازى محنك ياخى شغلتنا من دوامنا
واصل زى ما قال اخونا من غير فواصل
دمت بخير |
سلام يا الفحل
الله يبارك فيك نورت المفارقات
خليك قريب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
بوابة القدوم
بوابة القدوم بمطار الملك خالد عجيبة ومميزة .. كل ما رحت المطار لاستقبال عائد غريب أو قريب من العائلة .. وقفت في السياج الذي يحجز البوابة عن المستقبلين أتأمل واسرح بخيالي مفكرا ومتعجبا في أشياء كثيرة عبارات الترحيب بمختلف لغات العالم ومختلف اللهجات واللكنات العربية طرق الاستقبال والتحايا .. تعابير الفرح والشوق وكذلك اللامبالاة.. في السابق قبل عدة سنوات كانت هذه البوابة من الزجاج الشفاف .. فكان المستقبلون يرون أقاربهم من خلال الزجاج وتبدأ الإشارات والتلويح والاستقبال قبل ما يخلص القادمون إجراءات دخولهم .. يبدو أن هذه الحركات أعاقت الإجراءات لذلك لجأت إدارة المطار إلى تعتيم هذه البوابة مما اكسبها هذه الميزة العجيبة ..
فتجد المستقبلون خلف السياج في انتظار وشوق أو فتور .. تختلف من شخص لآخر أي موقف ومكان المستقبل من الشخص القادم .. وكل ما أقترب أحد القادمين من الناحية الأخرى أفرجت البوابة عن نفسها آليا .. فتجد ابتسامة انطلقت من أحد المنتظرين ويقابلها القادم يبدأ التلويح والتحرك ناحية بوابة .. بعض المستقبلين يحملون لوحات بها أسماء بحروف كبيرة . وغالبا هم مندوبي شركات يستقبلون عاملين جدد .. أو عرسان جدد يستقبلون زوجاتهم .أو أزواج يستقبلون اسرهم.. هذا التنوع البشري فهو يتقاطع بخطوط تشبه قماش ( الكاروهات)أما اجتماعية أو عرقية أو عمرية .. بالتالي هو تباين في المشاعر وفي اللغات وفي الألوان وفي السحنات .. يمكن أصدق وصف لها هو بانوراما فيسفائية .. بانوراما لانها تجمع أحداث مختلفة في مكان واحد وفي نفس الزمن غير أنها ليس لها علاقة ببعض . وفيسفائية لاختلاف الألوان بصفتها الصحيحة والمجازية .. انا اقر واعترف لو لم يكن مطار الرياض بعيدا جدا عن البلدة لذهبت وشاهدت تلك البوابة كما يذهب المدمن الى السينما كل يوم .
ومن الطرائف يوم رحت لاستقبال عائلتي قادمون من الإجازة .. سبق الطائرة القادمة من السودان طائرة قادمة من القاهرة .. ونحن شلة من السودانيين واقفين خلف السياج ننتظر عائلاتنا .. فرجت البوابة عن عروس مصرية بثوب الزفاف الأبيض كانت كما وصف الراحل عبد الله محمد خير في أغنية صديق أحمد ( بطالع في بدرا فج السحاب طالع ) .. أقترب من البوابة عبر السياج العريس مستقبلها ببدلة كاملة سوداء ويحمل وردة حمراء .. ومعهم صديقه يحمل كاميرة فيديو ..تأبط العريس زراع عروسته وراحا يتهاديا في المشي كأنهما في زفة عرسهما في صالة افراح وصاحب الكاميرا من الأمام يصور ..أنا تذكرت أهلي السودانيين الذين يقفون من حولي عملت جولة بالنظر لأعرف رد فعلهم على هذا المشهد .. وجدتهم كما توقعت تماما .. بعضهم مكشرين عن وجوههم بصورة يبدو عليها التقزز كأنهم يشاهدون في ولادة بقرة .. بل بعضهم أعطى ظهره للمشهد .اعتصرني الضحك وكدت أفجرها .. قلت نحن السودانيون وبالطبع إنا منهم حفلة الزفاف رغم أنها تتم وسط الأهل والأصدقاء الا انه الواحد يحس أنها أطول يوم في حياته فما بالك تكون في صالة عامة وسط كم من البشر لا تعرفهم ولا يعرفونك . ناس كثيرين حفلات زفافتهم كانت بداية احتسائهم الخمر لأول مرة .. بطبعة بتوصية أصدقاء السوء حتى يتجاوزوا مرحلة الخجل هذه ( من ديك وعيك ) أو كما قال ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
مفارقات في الغربة
9
الفراسة
في جلسة صداقة عفوية جمعتنا شلة من الاصدقاء في أحد الرحلات أو الاستراحات كما تسمى في الغربة .دار نقاش عن مواضيع كثيرة .. تعلق بصفات البشر النادرة مثل الكاريزما والفراسة .. وغيرها .. لكن التركيز كان على الفراسة .. وهي قدرة الاستنتاج التحليلية العميقة التي خص الله بها بعض البشر .. وتركزت هذه الصفة بأهل الجزيرة العربية .. ربما طبيعة المنطقة الصحراوية القاسية طورت عندهم بعض الحواس .. وخاصة قيل أن الانسان كانت له ملكات وحواس كثيرة ضمرت نتيجة لاستغنائه عنها .. البدوي في الصحراء ممكن من بعر الابل يحلل لك أتجاهها وهل كانت ناقة أم جمل وكم قطعت وهل شربت ماء قريبا ونوع العشب الذي تناولته . .وأصبح قصاصي الاثر المشهورون الذين تمتعوا بخاصية الفراسة لهم دور أساسي في دور الشرطة. وذكرها في الدين ( اتقوا فراسة المؤمن ). وقصة سيدنا عمر ابن الخطاب عندما سلم في صلاة الفجر لاحظ لآحد الصحابة قد فزع قليلا عندما وقع نظر عمر عليه .. فقال له عمر (أغتسلت؟) رد الصحابي .أوحي بعد رسول الله .. فقال عمر ( لا ولكنها فراسة المؤمن ) بمعنى في أقل من ثانية استطاع أن يحلل ما هو أقرب ذنب ممكن يجعل هذا الصحابي ينتفض بمجرد نظره اليه .
لكن ما رسخ في ذهني من ذاك الحوار الثر . .هو قصة واقعية رواها أحد الاصحاب لها علاقة بالغربة والمغتربين مما جعلني أضمنها لهذا الباب .
قال في منتصف التسعينات وقبل ما يغترب هو . تقدم لخطبة شقيقته الاصغر شاب مغترب في الأمارات .. وقال لان الاسرتين بينهما تعارف مسبق كان الامر يمشي بسلاسة . أجتمعت الاسرتين في حلقة تعارف في بيتنا بما فيهم العريس كما هو معهود .. وكان الحوار جميل وتسيد الجلسة العريس وقد كان شابا أنيقا وسيما .. أضاف الى أناقته ووسامته حديثه الشيق ميزة جديدة مما جعله حلم لكل بنت في سن شقيقتي .. لكن أثناء الحديث لاحظت للشاب كل مرة يقطع حديثه ويبدأ ينفض ملابسه .. مرة البنطلون ومرة القميص ثم يواصل في حديثه . قال بعد ما أنفضت الجلسة جاءتني شقيقتي وسألتني عن رأيي في العريس .. قلت لها ماشاء الله ما فيه كلام . ( لكن ليه هو كل مرة ينفض ملابسه كأنه جالس في طاحونة دقيق ) قالت يعني أنت لاحظت له .. قلت نعم لها. قالت .. عشان كدا ما أنا ما عايزاه .. ليه يا بنت الناس دي حاجة بسيطة عادية جدا وعادة ممكن يتخلى عنها .. قالت من قال بسيطة .. هذه تعني أنه شخص غير متزن نفسيا وراه مشاكل كتيرة .. بعد ذلك حاولت أن أثنيها عن قرارها وأؤثر عليها بكل ما أوتيت من منطق ولم أفلح .. وخفت أهل البيت يظنون أنا السبب في رفضها لهذا العريس اللقطة في نظرهم ونظر الجميع .الرجل خريج ومغترب ودخله محترم ومن أسرة مرموقه ..أصرت وفعلا فسخت الخطوبة حتى قبل ما تبدأ .. وهي بعد ذلك ربنا أكرمها بغيره وافقت عليه والآن تعيش أحسن حياة . بعد خمسة عشر عاما أو أكثر قابلت شقيق ذاك العريس في الرياض وجاءت المناسبة وسألته عنه وماذا فعل .. قال ( ياخ دا عذبنا عذاب .. طلق وعرس وطلق وعرس ودخلنا في مشاكل مع الناس وإحراجات.. وانا نفسي لو لميت فيه أكسر راسه ... ليه ؟؟.. قال عندي عربية كانت مقرشة في بيتنا في السودان مسكها باعها وصرف القروش مش عارف وين ).. سرحت أنا عنه وتركته يحكي في بلاوي شقيقه ( ذاك المتنفض الموسوس).. وقلت سبحان الله حقيقة اتقوا قراسة المؤمن .. تلك البريئة ربنا ألهمها من حركة بسيطة حللت شخصية ذاك الرجل وطلعت فيه صفات لم يكن يعرفها عنه حتى أهله وأقاربه ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
كلب الصيد في الفرسان
مغترب من الذين عمروا في الغربة سنين عددا .. قرر العودة النهائية ..أذ كان يعمل مع أحد الشيوخ الاثرياء فترة طويلة جدا من العمر . رافق الشيخ في كل تسفاره وترحاله سوى الرحلات العملية أو رحلات الصيد وصل معه حتى سهول منقوليا ..بعد ما قرر العودة وأصر عليها قرر الشيخ أن يكرمه فمنحه مبلغا كبيرا من المال كاد يتجاوز الاصفار الستة .وهو بدوره قرر أن يعيش الحياة التي اعتاد عليها .. أشترى فلة بحوش واسع تشبه القصور التي سكنها وسيارات جيب . وكالعادة في مثل تلك الآحوال (تتلحه ) شلة من السماسرة والعواطلية شكلوا حوله ما يشبه الحاشية منهم من يقود له السيارة ومنهم من يفتح له الباب ويحمل الشنطة التي بها الشيكات والعقود والعملة الصعبة والحالة الأصعب.. والذبائح ودخان المشاوي لا يكاد يخمد من حديقة منزله .. صنعوا له البيئة التي اعتادها فقط بوضعه في المكان الذي لم يعتاده ( طال عمرك ) والله في مزرعة في الكدرو انا قلت ما تشبه زول غير شيخ حسن .. وهكذا كانت تتبخر الاموال من البنوك .. يوم ذكر الشيخ أنه اشتاق لحياة القنص ويحتاج لكلب صيد يشتريه .( ترى طولنا من المقناص تكفون دبرونا ) .( لفح الكلام أحد السماسرة ( المستنكحين ) وقرر أن يسبق الجميع والعاصفة ذاتها ..( انا بعرف لي خواجة بيستورد كلاب صيد أوروبية خطيرة جدا خلي الموضوع دا علي أنا ) وهو في باله لايعرف خواجة ولا يعرف الفرق بين كلاب الصيد وكلاب العشش لكن أراد أن يفوز وحده بهذه الصفقه .ركب سيارته ( البوكس .. وجرى بها ناحية حي الصافية واصبح يتسكع في الشوارع . هو يعرف أن هنالك توجد كلاب بأشكال مختلفة جدا لاتشبه كلاب الشوارع عسى أن يضل أحدهم باب الفلة الفارهة ويتنزه في الشارع . وفعلا لمحه كلب من نوع الكلاب ذات الشعر الناعم والطويل واللامع .. وجد باب الفلة فاتح وخرج يستكشف الحياة من حوله .. وصاحبانا كان جاهزا طبعا وهذا هدفه اقترب منه ببطأ حتى أقترب تمام فتح باب السيارة و( غمل) الكلب بالبطانية التي أحضرها خصيصا لهذا الأمر .. وجرى به ناحية فلة الشيخ ..(أها يا شيخنا جبت لك الكلب .. الخواجة قال داير فيه عشرة مليون بعد مباصرات وتحنيس جبته منه بتسعة بس تفضل ).. _ يا سلام عليك يا فضل ترى كلب جميل ويستاهل .. اليوم انا أسعد انسان ترى الصبح راح نروح البر للقنص .. وكلكم معزومين . وراحوا في صباح اليوم التالي .. جاء سرب من القمري . استخرج الشيخ بندقيته الخرطوش واطلقها على السرب فسقط منه ما سقط , وجاء الدور على الكلب من المفترض أن يجري ليجمعها .لكنهم تفاجأوا بأن الكلب أغمى عليه من صوت البندقية .( ايش فيك يا فضل تقول لي كلب صيد وهو يغمر من صوت الرصاص ؟) ... لالالالالا يا شيخ أتذكرت أنه الخواجة قال دا كلب خام أنتو تشكلوه زي ما عايزين .. يعني مثلا لو عايزينه كلب صيد لازم في الأول يتعود على صوت البنادق ...( طيب حتى متى نصبر عليه يتعود ) ..عندي فكرة يا شيخ أنت تاخذه معك بيوت المناسبات والاعراس هناك راح يتعود على صوت الرصاص بعد قترة نرجع نجربه في الصيد . والله فكرة زينة ..
أصبح منظرا مألوفا في أي بيت مناسبة أو عقد يوجد الكلب في المنطقة الخلفية للسيارة . وبعد ثلاثة أشهر قال الشيخ أكيد الكلب اعتاد صوت الرصاص .هيا بنا للمقناص .. وفي البر جاء سرب من الحمام والشيخ وحاشيته منتظرين ببنادقهم وكلبهم أطلقوا عليه الرصاص وسقط منه ما سقط ..لأكن كانت المفاجأة ..
الكلب وضع يده الامام في وسطه والاخرى في فمه ..
وأطلق زغرودة تشق عباب السماء
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
بوست روعة و الله ويستحق الرد و الإشادة بصاحبه
شكراً يادرديري على تصوير الأحداث بالكلمة و على كُل هذا الجمال
يا بكري أبو بكر .... بالله أوعك تنزل هذا البوست من العناوين الرئيسية
ما معقول ينزل مثل هذه البوستات الى الخور
ويصعد الى الأعلى مثل بوستات صلاح جادات و امثاله من الكذابين
يا كباشي بكري لو نزل البوت دا اديني خبر بالله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: احمد محمد بشير)
|
Quote: بوست روعة و الله ويستحق الرد و الإشادة بصاحبه
شكراً يادرديري على تصوير الأحداث بالكلمة و على كُل هذا الجمال
يا بكري أبو بكر .... بالله أوعك تنزل هذا البوست من العناوين الرئيسية
ما معقول ينزل مثل هذه البوستات الى الخور
ويصعد الى الأعلى مثل بوستات صلاح جادات و امثاله من الكذابين
يا كباشي بكري لو نزل البوت دا اديني خبر بالله |
مشكور يا ود البشير على هذا الدعم والتحفيذ وزرع الثقة
وانا حتى في خدم الاحداث والردم نسيت أشكر الباشمهندس بكري على رفع البوست
ونتمنى أن نكون على قدر هذه الثقة والمكانة
فقط أنا فكرت خلق جو اجتماعي يقوص في حياتنا الاجتماعية الطبيعية في منأى عن صراعاتنا السياسية والعرقية والطائفية التي ازكمت الانوف وكتمت الانفاس
مداخلت بشرت بأني الى حد ما نجحت والحمد لله
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
تضارب العادات
أول مقدمي الى بلاد الغربة في نهاية التسعينات صادفة قرب أول رمضان أحضره خارج السودان . وقبل ما أدخل في دوامة العمل .. صديق لآخينا الاكبر من أهل البلد دعانا للافطار معه في البيت .. ذهبنا للافطار وليس لدينا أدنى فكرة عن كيفية ونوعية أفطار أهل الديار .قرب الاذان بدأت اطباق الافطار ترص أمامنا في الارض .. وكلها غريبة سوى البلح .. وفطائر المثلثات المطبقة تلك التي تسمى بالسبمكسة وأطباق بها طحينة وقشطة الحليب و بسبوسة وووووو بس .
أذن الأذان وصاحب الديار تصدى بالالحاح يلا سموا سموا . أنا بصرحة ندمت على قبول الدعوة .. ولان الجوع غلب أبتدينا نملآ الفراغات بهذه المواد والتي هي كفيلة بإغلاق سد مروي للابد دعك من سد نفوسنا للاكل ..أول مرة أحس بعظمة العصيدة والبليلة والحلومر وسلطة الروب وحتى طبق الفول صار عزيزا في ذاك اليوم . يامى أعلنا تمردنا على تلك الاشياء ونشدنا التغيير لكن اليوم ندمنا على هذه المناشدة . لا زال صاحب الدار يلح علينا بعبارة سموا سموا .. لم يعد مكانا خاويا في بطوننا نسمي فيه أو حتى نتسمم .
بعدها قمنا لاداء صلاة المغرب وعدنا من المفترض طبعا لشرب الشاي والقهوة . ونفاجأ ان صاحب الدار يدعونا لغرفة أخرى لتناول العشاء .. العشاء ؟؟؟ . .ووجدنا شئ مختلف جدا مائدة طويلة عريضة مليئة باللحوم والشوربات المشاوي من كل أنواع الانعام .. والله مافي طريقة يا عم . ايشلون ما في طريقة؟ .. نحن أكلنا قبيل ..هاذاك أفطار وهذا عشا .. أختلاف المسميات لو أقنع رؤوسنا كيف ستقنع بطوننا التي تستفت كبالات القطن ..
خرجنا لم نستطع الاكل . تعلمنا درسا .. أن أهل البلد يتناولون العشاء والافطار في ساعة واحدة بعد الاذان مباشرة . والافطار يعني تحليل الصيام وشرب المكيفات من قهوة وشاي وغيره ..
في رمضان التالي كنت قد توظفت في أحدى الشركات ودعانا مدير الشركة للافطار في بيته . كان معنا عدة زملاء سودانيين .ليس لديهم أدنى فكرة مثلي تماما في السابق. قررت أن ازرع فيهم مقلبا واؤثر نفسي بتلك المعلومة .. تكرر المشهد لحظة الافطار .. أنا ( بقى ) تناولت بلحة واحدة مع كاس عصير وفنجان قهوة وتوقفت . صاحب الدار يلح علينا بنفس النغمة . سموا سموا . أنا اضع يدي على صدري حامدا الله ومعلنا اكتفائي .. الطريف زميل قريب مني تناول البلح بالطحينة مثل ما وصوه والبلح بالقشطة وهي مواد لو سكبت على محرك سيارة لسكت الى . الابد اصبح الزميل يهمس في اذني ( درديري ياخ ما تاكل ياخ أحرجتنا مع الناس .أنا اقول له أبدا ياخ الحاجات دي ما بتنفع معاي بتعمل لي حرقان ..ياخ طيب جامل ساي .. المدير يكون زعل منك .. لالالالا ما بقدر اجامل في صحتي ) أوفف اتغاظ مني وهو لازال شغال في البلح بالطحينة ..
رحنا صلينا المغرب وعدنا (بقى للاكل ( اللهو ) ) نزلنا عليه شاعر بالجماعة ينظرون لي بغيظ بل تكاد نظراتهم تخترق راسي وانا مطأطي نحو الطبق .و كاتم الضحك بيني وبين نفسي وشغال نهما في الطيبات .
خرجنا بعد الدعوة كادوا يفتكون بي ( والله أنت زول خاين خلاص .. ياخ ماكان تدينا فكرة ) . لا لازم تمروا بنفس التجربة .. انا زمان قبل سنة اتمليت قشطة وطحينة . دفعت الثمن .. ولن اتنازل عنه مجانا لكم .. هههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
ذات أرهاب
في بداية الالفية سنينها الاولى كانت أحداث الارهاب في العالم العربي على أشده من تفجيرات ومطاردات داخل المدن وغيرها .. في مطلع الحياة العادية و الزيارات الاسرية التقليدية صادفنا بعضها في الطريق دون مواجهة أي دون أن نكون وسط المعمعة .. عدا .. يوم جمعة كنا في زيارة للاقارب في أحد الاحياء التي تبعد عن حينا بكثير . ونحن في الطريق بعد ما أقتربنا أتصل علينا الذين ننوي زيارتهم معتذرين بأنهم في رحلة خارجية وتعذر عودتهم .. طبعا الاطفال بدأوا يتذمرون عندما علموا نيتنا الرجوع الى البيت ..تذكرت وجود منتزه صغير في ذاك الحي لكن لم أذكر موقعه تحيدا . . قلت لام العيال نقضي فيه ساعة ساعتين ثم نرجع حتى نرضي الصغار . وبديت اتجول في الشوارع لاني لا أذكر مكان المنتزه تحديدا ..( يتخيل لي باللفة دي .. لالا باللفة الثانية .. وهكذا ) فجأة تأتي سيارة لاندكروز منطلقة بسرعة من أحد الشوار الجانبية وكادت تصطدم بنا .. وأنطلقت أصوات أنذارات الشرطة .. وعم سكون ضجيج مرعب .. السيارة المطاردة بعد ما تجاوزتنا ظهرت لها سيارة شرطة بالمقابل فتوقفت تماما .. وكان من خلفنا سيارة أخرى مطاردة من الخلف ... وظهرت سيارة شرطة اخرى بالجنب .. وتوقف الامر هكذا لعدة دقائق .. كل الناس ملتزمين داخل سياراتهم .. ونحن في كماشة طارق بن زياد .. العدو أمامنا والبحر من خلفنا وبالجمبات .. أصبح كل شئ متوقع ..حتى اطلاق الرصاص .. قلت للعيال وامهم أن يجمعوا رأسهم على ركبهم ويظلوا هكذا .. وانا طبعا محاصر بدريكسون السيارة ما في طريقة أخفي رأسي بين ركبتي .. ظليت مستسلما .. وتبادل اللوم من نوع ( ياخ انتو جنكم حوامة ما بتتلموا في بيتكم .. أها هسع رحنا فيها ... أنا جني حوامة ؟؟..نحن كنا ما شين لاهلك . صحيح صدقتي .. ديل أهلي بالبقيف في الدايرة وسط الدايرة وأقول للدنيا ديل .أهلي ... هسع يا بابا حايحصل شنو؟ .. مش عارف ألمهم خلوا راسكم منخفض تحت .. يمكن يتبادلوا الرصاص ولا شئ .) ظل الامر متوترا لاكثر من دقيقة أو دقيقتين .. الحمد لله شاهدت صاحب السيارة المطاردة نزل من سيارته رافعا يديه لاعلى . وجاء ناحيته العساكر وكلبشوه .. السيارة التي كانت تقفلنا من الجمب فرجت لنا مساحة كافية لتخرجنا من هذا المطب .. الطريف أنه بعد هدأ الجو وسكتت الانذارات بدأت البيوت والشبابيك من حولنا تفتح . أنا في الاول ظنيت بأن هذا الحي خالي من السكان .اتضح أنهم كانوا يتلصصون على المشهد من الثقوب .. حقيقة أن الانسان على نفسه بصيرا .الاغرب . نحن رغما أننا كنا في وسط الحصار .. لم يتقدم أي أحد من أفراد الشرطة ليسألنا . كأننا وسياراتنا أجسام شفافة يشاهدون الاحداث من خلالنا .. المهم تسللت بسيارتي من الزحمة التي حدثت بعد ذلك نحو الطريق السريع .والسيارة خرجت مرتجفة ( ترترت ) لا أدري منها أو من قدمي على دواسة الوقود ..أحد الاطفال سأل ( بابا نحن ماشين وين ؟.. بيتنا يعني حانمشي وين تاني )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
جدة .. مكة نفر
وقف خضر يتحدث همسا مع زوجته محاسن في المطبخ ... لماذا همسا لان ليس في البيت مكانا خاليا يسمح بالجهر .. فقد اكتظت كل المساحات في الشقة غرفا وصالات وحمامات بالضيوف ..المعتمرين .. الذين جاءوا الى جدة لاداء فريضة العمره ..
تبدأ الحكاية من قرية خضر هناك بحوار عادة يكون كالتالي :
بعد خبطات على باب والده ..
- اهلا ياحاج طاهر
- كيفك يا حاج سليمان اها انا وحسن ولدي دا واولاده ناوين العمره ما عندكم وصايا لخضر وكدا وفرد مرة تدونا تلفونه ..
- والله امه دي عاملالها كرتونة حلومر شيلوها معاكم ( هذه الكرتونة التي سيدفع خضر ثمنها عشرات المرات حتى لو تم شحنها بال DHL لن تكلفه كما ستكلفه الآن)
- ابشر يا شيخ سليمان اها اعتبرها وصلت تب
( ويستمر حال خضر في الغربة بجدة .. حكومات تجي وحكومات تروح ... وعربات تشحن وعربات تفرغ ) يلتقي هو وزوجته مرات عابره في ممرات الشقه كالاغراب يتحدثون بالاشارة حتى كادت ان تصبح لغتهم عبارات هامسة من نوع .. سوي غدا ... مافي رغيف ... روح جيب كبسة ... ما صرفنا ... اتصرف ؟؟؟..
هذا غير التوصيل بالسيارة الى موقف مكة .. وبعض مرات ..خضر ياود اخوي ما تخطف رجلك معانا وتسويلك عمره لأمك ديك... والله تدعيلك صباح مسا ..(مالكم ومال دعاها يا مستنحكين) طبعا هذه عبارات بالهمس فقط ... وجمل اصبحت ممجوه عنده اقتبسها اهلنا من المسلسلات من نوع الظفر الذي لا يخرج من اللحم .. والدم عمره ما يبقى موية .. تحت مظلة هذه الامثلة بهتت سجادات منزل خضر وتمزقت ستائره وحتى حياته اصبحت باهته .. وكأن اهله وأهل زوجته ومعارفه من القرية يتبارون في تحقيق رقم قياسي فيمن سيشرفه هذا العام باكبر عدد منهم .. يتحول راتبه في ايام معدودات الى رغيف ولحم ودجاج ووقود وكبسات وارز ... هازول ها ولدي طارق دا قال نفسه في كبسة الت السعوديين .. انت ما تتعب روحك بس ورني المطعم بوين .. لا والله لا يمكن .. ياراجل ما عايزين نكلف عليك .. لا والله انتو ضيوفنا .. الله يخضر ضراعك ياولدي .. بس خلهم طلبين بدل ما محاسن تعمل لها صينية تانية وكدا ..
وفتح باب الونسة بعد الكبسة من احد اعمامه ( باللفة طبعا) ..
- انت يا خضر خبارك حاربت السودان ليك عشرة سنوات بس بقيت( من جده وجد) ؟ .. زي ما بيقولوا في المثل العربي .
- والله يا عم محمود الاجازة دايما الاقي نفسي محتاج لها
- طيب ان بقيت محتاج لها ما تاخدها ؟؟ - لا محتاج لثمنها يعني
- هو هنا بيبيعو لكم الاجازات ؟؟
- لا قصدك بشتروها مننا يعني لو عاوز تستبدل اجازتك بقروش ممكن يعوضوك لها
- آزول ها اخيرلك القروش السودان وين تطيرو بلا المشاكل والهموم والغلا مافيه حاجة ..براحتك بعدين السودان مو قاعد جايي يطير وين .. اها يا ولدي الاولاد اتغدو خلاص واحرموا ارح وصلنا على موقف مكة .. ما عايزين نتقل عليك ونقولك دخلنا مكة عارفنك تعبان وعندك شغل ..
- كثر خيركم والله انا كان ممكن اوصلكم كان ما سمعت ناس ود الطاهر جايين في باخرة الليلة ولازم انتظرهم في البيت كمان ..
يتحرك الفوج نحو مكة ليخلو بيت عمر من الضيوف لاول مرة لكنه يعرف انها لساعات فقط لانه ود الطاهر وعائلته في الباخره وسيشرفون بعد قليل .. محاسن تمسك ظهرها تئن من الم الغضروف .. وبباقي المروة تشرع في تنظيف آثار الزوار وتلملم بشاكيرهم وملابسهم التي تركت في الكراسي والكنب .. وتجمع الملابس المتسخة لعمر ليرسلها الى المغسلة ..
عمر لزوجته : اها يا محاسن ناقصكم شنو نروح نجيبه قبل الضيوف الجداد ..
- جيب لي شعيرية ورز ولبن بدره وسكر ودقيق قمح ودقيق كسرة وشاي لبتون وكرتونة جداد ولحمة وطماطم وبصل ..
- عمر اوفف كل الحاجات دي مافي ومال في شنو
- اجر وعافية يا اخوي ضيوف الرحمن
- هو ضيوف الرحمن ديل مافي زول يضيفهم غيري انا ؟
- استغفر يا اخوي استغفر ما تضيع الاجر
- والله ما في شي مضيعنا غير فهمك العجيب دا انتي واهلك لمفهوم الضيافة والاجر اذا كان الله الخلقنا قال ( لايكلف الله نفسا الا وسعها) .
- وقبل ما يخرج عمر يسمع طرقات في جرس الباب ويبدو انهم زوار متمرسين ليخبره ولده بأن ود الطاهر واسرته شرفوا ..
راح عمر كعادته مرحبا بهم في البيت وبعد ادخالهم ذاهبا الى السوق لشراء تموينات الضيافة التي ذكرتها زوجته ..
والتي بدورها شرعت في استقبال الجانب النسائي .. وفي ذلك المساء حضر الوفد الذي ذهب لاداء العمره .. وبعد مباصرة في اماكن النوم تعدي ليلة اعتاد خضر على كثير من مثيلاتها .. فهو قد جرب النوم ارضا وفي الكراسي وفي تربيزة المكواة .. كما جربت زوجته النوم على دولاب المطبخ وارضيته.. لم يبقى لهما سوى الحمام والثلاجة لم يجربوا النوم فيهما ..
في الصباح وصل ود الطاهر واسرته لموقف مكة ليعود ويأخذ حاج الطاهر واسرته لسوق باب الشريف ليؤدوا الجانب الدنيوي من العمرة ..
وبعد يومين يسفرهم .. ويبقى معه فقط ود الطاهر واسرته .. وفي يوم تسفيرهم لاحظ خضر انه لاول مرة منذ زمن طويل جدا لم يتلقى اي اتصال يبشره بمقدم فوج جديد من ابناء قريته ... بشر زوجته محاسن بهذا الخبر السعيد .. اخيرا سيخلو لهم بيتهم مع اطفالهم .. وقال عمر لزوجته لبسي العيال انا اسفر ود الطاهر واولاده واجي آخدكم للشاطئ نتمتع شوية .. حتى نسينا شكل الشاطي والبحر .. وفعلا شرعت محاسن في تلبيس الصغار بينما عمر عائد من الميناء بعد تسفير آخر وفد زائر .. متحسسا من تلفونه يخاف ان يتصل في اي لحظة وصل بيته .. الى ان اوقف سيارته لم يحدث جديد .. وفجاه وهو متحركا نحو عمارته يسمع صوتا يناديه ( يا خضر يا خضر يا ود اخوي خضر) يلتفت باذا به فوجا جديد يقوده عم صالح في هذه المرة ..
فما كان من خضر عمر الا ان وقف ينتظرهم ودخل دون ان يانفجر في موجة بكاء عارم من الاعماق كأنه فقد كل عائلته في غارة اسرائيلية ..
يتقدم منه عمه صالح الخضر ويضع يده في كتفه قائلا : سلاااااااااام ياخ والله ما طالبني حليفة عشان حنيتك دي ياولدي نحن ما قعد نقدر نفوتك وننزل عندك طوالي .....
هههههههههههههههه
مهداه للاستاذ ( عمر غلام الله ) صاحب الفكرة في أحد منتديات ومدني
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: ابوحراز)
|
ههههههههههههههههههههههههههه
وينك أنت يا أبو حراز الزول الحكاي
تعرف مواقف ومفارقات المغتربين لا تعد ولا تحصى
أنا حاولت أجمعها من زمن بعضها حكى لي وبعضها عشت بطولتها شخصيا
لكن هو سفر عايز سفر
خليك قريب وأنكش الذاكره
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
مع الموبايل
الو الو كيفك يا روحي
- طبعا انا بالاكتر
- الحمد لله بس فاقدكم شديد بالذات انتي
- يا شيخة حرام عليك انا لسع ما تميت شهر من فتكم
- كأنه سنة انتي كمان ما تبالغي ...
- ما هو لازم اهمس لاني انا قاعد في مكان عام والناس حوالي كثير
- قاعد في واحد من فروع مقهى عالمية اسمها استار بوكس
- بشرب في كبتشينو اطلب ليك حاضر يا حبي طلبك حا يصلك برسالة ..
- انا دمي خفيف ولا انتي دمك زي العسل
- انت ركزي سمعك حاتسمعي ما بقدر ارفع صوتي اكثر من كدا .
- حتى لو همست بتسمعي ؟؟... الليلة كلامك كله رقة انا خايف بكرة اجيكم ناطي راجع وانا لسع حتى اقامتي ما استلمتها ..
- طبعا استلمت الشغل والمكتب ما شاء الله مؤسس كويس وادوني سيارة اقصد عربية جديدة..
- اول الاولاد ما يأجزوا حارسل ليكم ..
- ما بتقدروا تنتظروا خمسة شهور ..
- طيب انا خلال الستة شهور حا اطلب اجازة اضطرارية مرتين تلاتة العقد يسمح اكيد حاشوفكم ..
- مرتين ثلاثة في ستة شهور شوية يازولة حرام عليك ما تكوني طماعة كمان ..
- طيب باي يا عسل بوسي لي الاولاد وتصبحوا على خير .
عكسة :
- الو الو منو معاي
- ام الخير كيفك والاولاد شديدين ؟؟
- انا ؟؟ انا عمر يعني حايكون منو يطلبكم من السعودية ..
- القروش وصلتك ؟؟
- القروش القروش وصلتك رسلتهم ليكم مع ود عبد السيد احمد هن ومعاهن لبسات العيد ... لبسات العيد ايا لبسات العيد للاولاد ..
- الاولد طهرتيهم ولا لسع ؟
- قتلك الاولاد الاولاد طهرتيهم .... طهرتيهم .... الطهورة الطهورة ....؟؟ ما بقدر ارفع صوتي مالا كدي ...لانه الورشة جايطة خليني اطلع الشارع عشان تسمعيني ..
- اها انا طلعت الشارع .. قلت ليك الاولاد طهرتيهم ؟؟ يا ولية انتي طرشتي ؟
- طولت شنو انا يادوب تميت لي ثلاثة سنوات ... وين لناس خليفة التمو عشرة ديلك ..
- قربت بس سنتين تلاته واجيكم صاد ..
- الطهورة اجلتوها للعيد .. قلتي شنو ا مي قالت ليك شنو ؟؟
- قلت خضر اخوي جايي في العيد من ليبيا .. عشان كدا اجلتوها .. كويس وامي هي كيف صحتها ..
- هي جمبك اديني السلم عليها ..
- يمة كيف أنا عمر .. عمر عمر ولدك .. كيف صحتك .. الحمد لله .. انا والله بالاكتر .. قربت بس سنتين تلاتة وبجي ..كيف الخالت .. خالتي حسنة صحتها تحسنت ,,, حسنة حسنة خالتي كيف عاملة ... حسنة قلت ليك حسنة عاملة كيف .. الحمد لله .. وانتي لسع وجع الركب ما خلاك ...
- قلتي شنو ما سامعك .. التمباك مالو ؟؟؟ خليتوه الحمد لله بس لعلو ما بسبب مرض .. يعني براك منك وليك الحمد لله ...اها يادوب صحتك حتتصلح وترجعي شابة .. ندورلك عرس بعد كدا ... عريس عريس بعد خليتي التمباك ندور لك عريس .. ها ها ها ها يا حليلك يا حاجة .. ابوي الله يرحمه ويحمعك بيه في الجنة بعد عمر طويل انشاء الله..
- اها ما اطول عليك ام الخير جمبك منو اختي سعاد عاوزة تسلم علي .. طيب اديني ياها ..
- -اهلا سعاد كيفك كيف اولادك
- ماشاء الله ياتو فيهم العاوز يعرس منو صلاح ؟؟ ماشاء الله بقى راجل
- منو عاوزاني ارسل شنو ؟؟ ما سامع شنو قلتي شنو الريحة ؟؟ ما سامع الجوال بطاريته ضعيفة
- اها الخط قطع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
أستاكوزا
نحن ابناء الشرق وكسلا تحديدا علاقتنا بالماكولات المائية ضعيفة ونادرة بسبب أن بلدنا بعيدة عن البحر وعن النيل .أقرب مصدر للاسماك هو بحيرة خزان نهر عطبرة بخشم القربة .كما أن نهر القاش الموسمي العنيف لا يعطي فرصة للسمك أو أي مخلوق آخر أن يعيش على مائه . ويمكن حتى مغادرتي للمدينة لم يكن هناك محل مخصص لبيع السمك ايا كان نوعه. بالتالي السمك ليس من أولوياتنا ولا ضمن برامجنا ونادرا ما يتسلل الى موائدنا عند مرور مسافرين من جهة البحر أو من جهة النهر يحملون هذا النوع من النعم .
فضلا عما يعرف بثمار البحر او السي فوود أو الحشرات البحرية كما يسميها صديق من نوع جمبري وحبار واستاكوزا وسلطعون مش عارف ايه أصلا هي شكلها نفسه مخيف ومرعب ..
في بداية الألفية وأنا حديث عهد بالغربة والعمل قدم لنا رجل أعمال شاب عرض عمل ودعانا في أحد الفنادق الفخمة للتفاوض حول العمل والمخصصات .. وبعد المفاوضات أردنا أنا وصديقي المغادره غير أنه المضيف أصر على تناول الغداء وقال أنه طلب غداء فاخر من أكبر مطاعم الرياض قبلنا دعوته وأنتظرنا ..
وصل الغداء في صينية ضخمة كشف عنها الغطاء ظلينا أن وصديقي مذهولين من شكل الاكل ..
صينية كبيرة مفروشة بأرضية من الارز الابيض يتوسطها شئ شكله ( بلامؤاخذه ) صرصور عملاق طوله أكثر من شبر .. من حوله أشياء صغيره في شكل حرف الواو .. (كأنها عبارة وووووو الخ ) وبعد ذلك حلقات من الطماطم والبصل والخيار ( هذه عرفناها ) .. المضيف سبقنا لغسل اليدين ..أنا أنتهزت الفرصة وقرأت على الفاتورة الملصقة بالطبق وجدت مكتوب صينية ( أستاكوزا ) وقيمة الفاتورة عالية جدا .
رحنا غسلنا وفي الطريق قلت لصاحبي ( بعدين في الورطة دي لو ما أكلنا من البلاوي دي .. الرجل راح يفتكرنا متخلفين وما نستحق الوظائف المعروضة .. ولو أكلنا الله أعلم بالراح يحصلنا ) . أخيرا أتفقنا أننا نتاظهر بالاكل ونردم الرز والسلطة ونعدي الموضوع .
لكن ما كنا لا نعرفه هو عادة السعوديين في الضيافة فهم يواصلون في أكرامك وخدمتك أثناء الاكل بحيث ممكن يقطع قطعة لحم ويضعها أمامك .. أو يقرب لك أحد الاطباق . بأختصار يظل يضيفك حتى داخل الضيافة نفسها . عادة عربية جميلة لا أحد يعيبها .( لكن ليس مع الاستاكوزا الله يهديك ) ..
ظل المضيف يقطع من هذا الشئ ويقدمه لنا وكذلك مع حرف الواو الذي عرفنا بعدها انه جمبري ..( كل يا ابو محمد كل يا ابو احمد هذا الاكل ما نبيه يرجع ) أنا أخيرا كتمت نفسي وبديت أمضغ مضغتين وأبلع وتجنبت الأرز عكس ما كنا مخططين حتى لا تمتلئ معدتي ويحدث ما لا يحمد عقباه .كأننا في مسابقة الاكل التي يقيمها اليابانيون ظلينا نبلع مغمضي العينين .. حتى خلصنا الحمد لله .. لكن بعد الغداء المفاوضات كانت عكس ما يريد صاحب العمل لاننا سئمنا طول التفاوض ومرورالوقت لان الاستاكوزا واخواتها تململن في معدتنا يبدوا انهن بادلننا ذات الشعور إذ لم يطب لهن المقام .. وخرجنا بعدها صامتين حتى دون أتفاق ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
خيانة عربة
مرات يجيني أحساس ( والعياذ بالله ) أنه عرباتنا دي أنها عندها روح واحساس مثلنا تماما .. ممكن تغضب منك وممكن تحقد ومكن كمان تنتقم . مثل ما نسمع من انتقام الجمال .. بل ممكن تورطك .. لدرجة أنه أتخيل لي لو فتحوا تحقيق في كل حوادث المرور يمكن يكتشفوا أنه السيارة نفسها عندها دور في الحادث .. ممكن يكون اتعسم الدركسون مثلا ..أو الفرامل بدون أي مقدمات رفضت توقف السيارة ..
جاني هذا الاحساس متى . كنت فترة بعمل في شمال الرياض .. جاني مشوار بالعربية للوسط في منطقة الملز .. السيارة مشت عادي لغاية ما خلصت المشوار ..وأنا عائد جيت في طريق العودة بالشارع المجاور لقاعدة الرياض الجوية .أكثر منطقة حساسة وممنوع التوقف قربها لاي سبب تمشي بس حتى لو بعجل الحديد .. فجأة بدون مقدمات .. بت الحديد دي تحرن وتقف بي في نص المنطقة المحظورة . طبعا أعصابي باظت .. وبعد دقائق ظهرت طائرة هيلكوبتر تدور فوق رأسي ودوريات من الشرطة العسكرية جاءت لاحقاني .. سريع سريع حاولت أشغلها لكن قالت نجوم السما أقرب لك .. حازى الشرطي سيارته بقربي وفتح الزجاج (أيش فيك يا زول وراك واقف هنا ؟) .( قلت والله السيارة تعطلت ) .. سكت فترة وقال ( يلا دور دور ) . والهيلكوبتر لازالت تدور في رأسي أكيد ملقمة صاروخ ومنتظرة تعليمات .. بنت كلب الحديد دي دورتها أشتغلت عادي كأنه ما كانت عطلانه .. بس الفرق كان تهتز وهي تتخطى المنطقة انا مش عارف هي كانت بتضحك ولا رجلي كانت بترجف ..وانا سائق وأشتم فيها يلعن ..... بكرة من الصباح الدلالة بس ..
والدوريات مسيراني من الخلف وهي مشت عادي بعد ما طلعتني مستهبل قدام العساكر .. الحمد لله الذي جعلني ( زول ) عندما كان الزول موقع ثقة الجميع .. لا يعرف الغدر ولا الارهاب أذا حدث صدق وأذا اؤتمن أوفى ..وإلا أكيد كان في كلام تاني .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
Quote: ,والله يا ابو حميد كنت ناوي اكتفي
لكن ما بخذلك
فالحكاوي لازالت تترى وتتراءى |
حبيبنا الكباشي
يأخي انت وينك ووين
ما قلت ما بخذلكم
نحن منتظرين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: محمد فضل ابراهيم)
|
ماشي يا فضل
كالي والي
بداية الالفية وانا حديث عهد بالغربة والشغل التحقت بشركة كل الفنيين فيها فلبينيين ولان المكتب داخلي .. لم أكن احتك بشخص يتحدث عربي طيلة فترة الدوام كل الحديث باللغة الانجليزية ( البركة في جامعة الجزيرة)..وبما أنه العمل دوامين والنهار حار وانا أعزب فكنت حتى المقيل معهم بالسكن ولا اعود للبيت الا مساءا . .. وبميزة الفضول التي ابتليت بها كنت اسألهم عن أي شئ في حياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية وعاداتهم وأكلهم ..سأتطرق لتلك المعلومات في مواضيع أخرى .. لكن الطريف كان عندهم زميل قديم له أكثر من عشرين عاما بالمملكة العربية السعودية .يعمل مدربا للرماية بأحد الاندية .وهذا الشخص يزعم لهم أنه يتحدث اللغة العربية بطلاقة .. أحد الفلبينيين سألني أمامه ( مستر درديري أنت تعرف تتحدث عربي؟) .. طبعا بكل ثقة ودون تردد ..( طبعا أعرف ) أشروا لزميلهم هذا .. بمعنى أختبره لنا.. فأنبرى لي يمتحنني ( الفلبيني يمتحنني في العربي تخيلوا) ..أول سؤال سألني له ..
- مستر درديري أيش كلام كالي والي .
قلت بدون ما أشعر :ًWhat ?
ضحك هو وانفجروا جميعا ضاحكين بشماتة طبعا .. بل واحد فيهم قال لي كيف تدعي وتقول انك تعرف تتحدث عربي ..؟
أنا اعرف عربي وما في جملة في العربي فيها ( كالي والي ) هذه ..ضحك هو بشدة طبعا ملتفتا لهم يعني كأنه يقول زولكم أفلس ..
صراحة أنا اتغظت وكتمتها في نفسي .. بل شككت في لغتي قلت يمكن هذه العبارة لم تعبر البحمر الاحمر وتصلنا في السودان .. في المساء أنتظرت حتى حضر المديرالسعودي .. قلت له يا عبد العزيز في جملة في العربي ( كالي والي ) ..؟
ضحك بشدة وقال لي سمعتها وين ؟ .. قلت له الفلبينيين حتى شككوني في نفسي ..
قال ليه هي عبارة سعودية تقول ( خليه يولي ) مثل ما يقول المصريين ( في ستين داهية .. وضحكنا جميعا .. الغريبة بعد ما رجعت للفلبينين شعروا بالفخر لانهم علموني جملة جديدة بالعربي ...
غايتو الله يعين ههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: اميرة السيد)
|
استاذنا الدرديري كباشي
بنصيحة غالية من صديقتي اميرة بت مصطفى قلت ازور الحوش بتاعك وخاصة والعنوان
جذاب لينا نحن العايشات في الغربة وبنتحمل بلاويها زي ما قلت.. ووجدت فعلا ان البوست
دسم شديد...
لكن الفلبيني مقلبك بالجد.. واظن السعوديين ذاتهم ما كانوا بيعرفوا الكلمة العجيبة دي
ونرجو ان لا تتوقف وان تستمر في نوادر الغربة ولا شك انها كثيرة..
وسوف نساهم معك ببعض الطرائف التي مرت بنا هنا في بلاد العم سام..( انا كان عرفت سام ده منو .. كنت ارتحت نفسياً!!!
ودمت بالف خير وصحة وعافية..
--------------------------------------------------------------
مشكورة يا أستاذة أميره وفي أنتظار أسهامكم
نحن قضينا ربع أعمارنا في الغربة .. وكمان الربع النجيض منها بمعنى لا طفولة ولا دراسة .. لذلك أكيد مليان حكاوي وبلاوي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
استاذتنا الأميرة بت مصطفى سافرت السودان .. ومشت تجيب لينا حاجات رمضان.. واولها البلح والحلو مر..
وفعلا الغربة فييها مفارقات وطرائف وبعضها محزنة وبعضها مضحكة...وعندنا من النوعين الكثير...
ودمت بالف صحة وعافية
بسمات الشيخ عبد الرحيم- بت عطبرة)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: اميرة السيد)
|
السودانيون والنوم :
لغربة سترة حال
في بداية حضوري للسعودية وقبل ما يقسم لي نصيب الرزق في عمل ما .. كنت ساكن مع بن عمي وشقيقتي .. اوزع سيرتي العطرة و شهاداتي وانتظر الرنات ؟.. واقضي الفراغ في الونسة والكتشينة والتلفزيون بعدما ينام الجميع لاسهر فيه حتى الصباح ثم يبدأ نومي مع شروق الشمس كالخفافيش ..
يوم ما يا داب اعديت الغطاء واستعدادا للنوم مع اشراقات الصباح أتصل ابن عمي وقال يا درديري البس هسع وشيل شهداتك اركب تاكسي امشي الصناعية هناك في شركة كبيرة أسمها كذا .. تلاقي فلان عرفه بنفسك واعطيه اوراقك .( وانشاء الله يصير خير ) .. ورحت فعلا دون نوم طبعا .. وقابلت الرجل .. وادخل شهاداتي عند المدير وهو من الشوام ..طلب مني الانتظار في قاعة الاجتماعات ..
دخلت في قاعة اجتماعات في انتظار المدير حتى حضر وبدأت المعاينة ولاحظوا انا صاحي من نهار الأمس .. طبعا ما قدرت اكتم الشهقات .. بل أصبحت تتخلل الاجابات مثلا اقول ( اهلاك الاصول الثاااااااااااااابته).. والرجل تضايق مني .. وبدأت عيوني تدمع .. فوت اول مرة وواصل في الاسئلة مرة انجليزي ومرة عربي ..
أخيرا انفعل من الاسئلة وحلا ..وقال ( شوووو هااااااد .. بدك تعمل مآبلي وبدك تناااااام؟؟) لملم اوراقه وخرج تركني وحدي .. طبعا انا كمان لميت اوراقي واتخارجت واقنعت نفسي بأنه .. مافي نصيب ...( الف وطار)..
حقيقة أنا ما كان عندي فكرة خالص عن أنه السودانيين جهات ما مشوهة سمعتهم بالكسل وحبهم للنوم .. لو كنت عارف كدا كان شربت باور هورس أو رد بول وانشاء الله أصحى يومين ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
واحد ساحبنا
أول مرة ازور فيها مدينة جدة كانت عام 2005 أي بعد الغربة بأكثر من ست سنوات .. والمناسبة كانت استقبال الوالد رحمه الله الذي قدم بحرا مع الاسرة .. وكذلك اول مرة اقابله بعد الاغتراب .. ونحن في اثناء السلام والونسة في انتظار اخراج العفش من الباخرة .. شعرت بأحد سحبني من كتفي .. رفعت رأسي لاجده شاب سوداني متعمم بعمة سودانية وقبل ما اتبين ملامجه دخل فيني سلام سوداني حار جاف صيفا ودافئ في كل المواسم .. وبعد لبعات الظهر الشهيرة التي تبادلناها .. رفع رأسه وقال لي زمن يا حاتم ياخ .. قلت له دنيا يا طه لكن .. قال لي أنا ما طه .. وقلت له انا كمان ما حاتم .. كيف ياخ نسيت آخر مرة اتلاقينا من سنتين .. في حي بني مالك في بيت عمك سليمان قلت في نفسي خلاص فرجت ( ياخ انا اول مرة أجي جدة يعني لا بعرف بني مالك ولا بني كربو) لا ياخ .. الرجل يتكلم بثقة كادت تشككني في نفسي (أقول يمكن انا الجيت) ويمكن كنت حاتم كمان ..قلت له أقسم لك انه انا اول مرة أجي جدة .. بعد شوية نظر لي بتركيز بدأ تركيزة يبهت بالتدريج أخير تأسف وانسحب .. قبل ما يبتعد سألني الوالد .. مين دا .. قلت له ( دا واحد ساحبنا)..
العبارة الذكية استعرتها من عبقري الآدب العربي العميد طه حسين .. قيل أنه يوما اراد ان يعبر شارع رئيسي وكان لوحده ..فقام أحد المتطوعين بسحبه من عصاته وعبر به الشارع .. وصادفه في الطريق أحد أصحابه سائلا : مين المعاك دا يأستاذ طه .. فقال الاستاذ طه حسين ( دا واحد ساحبنا ) منتهى العبقرية جملة واحدة لكن تصل لكل شخص حسب الفهم الذي يريحه ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
ود أم زقدة
حقيقة انا لا أعرف ما هي هذه الزقدة التي نستخدمها في العبارة أعلاه .. لكن العبارة بصفة عامة تعجبني لانها تطلق على الشخص المتنطع المدعي .. الذي يعمل فيها اذكى خلق الله ويستخف بالآخرين وخاصة بعدما يقع في شر أعماله ولا يتحمل النتائج ..
واحكي لكم حكاية واحد من ابناء هذه الزقدة ..
بعد الحاح من الزوجة في قضاء الاجازة مع اهلها وحضور زواج اخوانها وافق على مضض ولكنه اضمر شرا .. اخذ سلفية من العمل ودبر لها حالها هي وعيالها سفرها للاجازة .ولكن اشر لها في الجواز خروج نهائي .. ومن باب التمويه قطع لها تذاكر ذهاب وعودة ... بعد ما سفرها جاء فرحا يفرك في يديه اول خطوة عملها فك الشقة وباع اثاث البيت ورحل سكن مع اصحابه العزاب وتفرغ للكتشينة تماما . مرة حريق ومرة وست ومرة هارد ..استمتع بانتصاراته وهو مرتاح من تلفونات زمان من نوع ( قوم تعال هسع البت دي عندها حمة .او ولدك دا جرحتو قزازة .. ) تذكر ايام كان يرمي ورق الكتشينة يسب ويسخط .. الآن اتفرقت ليكم يا اولاد الذين (عشرات بالعشرات)..
اما هي بعد ما استمتعت بالاجازة والاعراس والحفلات قررت العودة حضرت الى العاصمة جهاز المغتربين لتؤشر للخروج تفاجأ بأن ناس التأشيرة قالوا لها انها جاية بخروج نهائي و ما لها طريقة للعودة ...
عرفت نواياه لم تتصل به او تستفسر منه ولكنها اخذت الجواز وراحت السفارة ( وحنكت الفنصل) اقنعته ان الخطأ من ناس الجوازات بدليل ان زوجها قطع لها ذهاب وعودة وأرته التذاكر وان اولادها بالمدارس .. لان حجتها قوية اقتنع القنصل وعمل لها تأشيرة دخول استثنائية .. عادت واشرت الخروج .. وفي عصر جمعة صاحبنا ماسك ورق كتشينته مستعدا لكسب عشرة الحريق واحد من الزملاء قال له .. انت الواقف في الباب دا ما ولدك وليد يا ابو وليد ..؟؟
- يا راجل العب لعب نزيه خلاص الحريق حرقك عايز نغش كمان عايزني التلفت وتسرق جوكر .
-ياخ عاين وراك بالجد الواقف في الباب دا ما ولدك ؟
-يا راجل العب لعبك ولدي في السودان تلاقيه يلعب بلي في ضل النيمة هسع ..
لكن لم يطق الطفل صبرا فنطق
- ابوي ؟؟
- ابوك ؟؟؟ والتفت .انا اخو الرجال يا ولد الجابك هنا شنو ؟
- جابتني الطيارة والليموزين .
قام مهلوعا تناول جلابيته من مسمار في الحائط لبسها فوق العراقي ..
-يا ابو وليد جلابيتك دي مقلوبة .حاتزررها كيف ؟؟.
لم يسمع نزل مسرعا لاهثا جاريا
اسفل العمارة وجدها تنتظره في الليموزين والشرر يتطاير من عينها وقالت ياولدي الضرب عليك هو المكتوب ..
- يا ولية جيتي كيف ..؟
- هسع دا ما وقته تعال حاسب بتاع الليموزين دا بعدين نتفاهم ..
- الشقة انا فكيتها وكمان بعت العفش ..
- تشوف لينا شقة مفروشة جمب مدارس الاولاد وتدبر حالك و انت عملت خيانة لازم تدفع تمنها .. انت لو عاوزنا ما نجي راجعين ماكان تقول لينا من أول . نحن عاجبانا خلقتك دي يعني ..
تحرجني مع اهلي ؟ شهر يدبروا لي في حاجات السفر وفي النهاية اجيهم راجعة بعيالي .. انت لو ما عاوزنا نقعد معاك خلينا نكمل سنتنا دي انا بتحملك فيها وحا اوريك يعملوها كيف في الاجازة الجاية ياخاين يا مستهتر يا ما عندك نخوة ولا مروة رجال .. تعال حاسب بتاع الليموزين دا خليه يمشي ...
*****************************
أها دا ود أم زقدة ولا ما ود أم زقدة ؟؟؟
قصة واقعية بتصرف ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: ismeil abbas)
|
عزيزي درديري كباشي
تحية طيبة
انا ما عاوزة اطلع بره موضوع البوست الهادف والمرح هذا ولكن عندما قرأت قصة هذا الرجل( ناقص المروءة والشهامة) الذي ارسل زوجته واولاده
للسودان بخروج نهائي حتى لا يرى وجههم مرة ثانية، طرأ في بالي عدة اسئلة عن ماهية الزواج .. وبصراحة الواحدة فينا لمن تقرأ مثل هذه المآسي
تتخوف من حكاية الزواج وتفتكر الزواج عبارة عن سلسلة من المشاكل المستمرة من البداية وحتى النهاية .. وذلك من كثرة القصص المرعبة
التي نقرأها ونسمع عنها عن مشاكل الزواح وحكايات الطلاق التي تحدث لأتفه الأسباب لأن الزوج اصبح يكره زوجته والزوجة اصبحت تكره زوجها
.. فربما تكون هناك اسباب لذلك .. ومافي دخان بلا نار.. واود في هذه العجالة ان اتحدث باختصار شديد عن هذه المسألة,, ولكني سوف التمس من العزيزة
عواطف ان تفتح بوست منفصل عن هذه المسالأة الشائكة...
ومن بين الاسئلة التي تمر بخاطرنا هي:
تجد شاب قد احب فتاة حبا جارفا واصبح يعشقها حتى الثمالة زي ما بيقولوا الشعراء ويؤكد لها كل مرة انه لا يستطيع ان يعيش بدونها ويقول فيها عبارات الغزل
الصريح والمخفي خلال فترة الخطوبة ولكن بمجرد الزواج وانتهاء شهر العسل تجد ان هذا الرجل قد بدأ يغير معاملته الرقيقة للتي كانت محبوبته وخطيبه واصبحت
الآن زوجته... وتبدأ المشكل تزحف نحو عش الزوجية ولأتفه الأسباب يثور الرجل ويلعن الزواج وسنينه.. ترى ماذا تغير فيه .. أم انه يرى ان زوجته هي التي تغيرت
ويبدأ يعاملها وكأنه تزوج فتاة أخرى بالغلط.... ولا اريد ان القى اللوم كله على الرجال فهناك نسبة ايضا، ولكن بيسطة مقارنة بالرجال، تقمن ايضا بتغيير المعاملة وتختفي
آيات الحب والعشق التي كانت لديها تجاه فتاها.... فهل فعلا الزواج اصبح بعبعا بهذا الشكل... نحن نتخوف من هذه القصص التي نقرأها ونسمع بها كثيرا عن مشكل
الزواج .. ومثل هذا الرجل الذي مكر على زوجته وارسلها للسودان بخروج نهائي وفضل ان يلعب مع اصحابه الكوتشينة لأنه مل من رؤية زوجته واولاده.. تره
اصلا لماذا فكر في الزواج اذا لم يكن قادرا على تحمل مسؤولية الزواج... ويبدو ان الشباب السوداني يظن ان حالات العشق والهيام التي تهيمن خلال فترة الخطوبة لا يمكن
ابدا ان تدوم بعد الزواج... لأنهم ايضا يسمعون هذه المشاكل التي تحدث بين الزوجين باتفه الأسباب...
فهل هناك من يطمئننا ان الزواج ليس رعبا بهذا الشكل الذي نتصوره كفتيات يحلمن بحياة مليئة بالحب والعطف والعشق والحنان...
ودمتم بألف خير وصحة وعافية
( بسمات الشيخ عبد الرحيم)..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: اميرة السيد)
|
الأخ الدرديري
سرد جميل و و اقعي و يتميّز بالطرافة. إنت عارف أن لي مدة بقرأ العنوان قلت الموضوع ما فيه جديد. يعني حيكون انتقاد لبعض سلوكياتنا في الغربة . عشان كده كل مرة أقول أقراه لما أكون فاضي.و المرة دي لقيت نفسي فاضي قلت أقراه. و لو كنت عارف كنت قريته من الاول. افتقدنا مثل هذه الكتابات الواقعية التي تحكي المفارقات بين الزوج و الزوج و التكتيكات التي يتبعها كل منهما في قالب.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
الأخ الدرديري
سرد جميل و و اقعي و يتميّز بالطرافة. إنت عارف أن لي مدة بقرأ العنوان قلت الموضوع ما فيه جديد. يعني حيكون انتقاد لبعض سلوكياتنا في الغربة . عشان كده كل مرة أقول أقراه لما أكون فاضي.و المرة دي لقيت نفسي فاضي قلت أقراه. و لو كنت عارف كنت قريته من الاول. افتقدنا مثل هذه الكتابات الواقعية التي تحكي المفارقات بين الزوج و الزوج و التكتيكات التي يتبعها كل منهما في قالب.
-------------------------------------------------------------------------------------------------------
مشكور يا محمد عبد الله على الطلة والاطراء
وكن قريبا انشاء الله القادم أطرف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
لحوم
من غرائب الغربة أيضا .. توجد شركة فاخرة وفخمة مختصة في بيع اللحوم الحمراء ( ليس الدواجن أو الأسماك ) لها عدة فروع .. المعرض فخم توجد به فاترينات زجاجية أفقية هي في الأصل ثلاجات عرض راقية جدا .. والجزارين ما شاء الله تحسبهم جراحين (لو لم يكونوا أنظف ) لابسين بالطوهات ناصعة البياض وقفاذات حمراء وطواقي واقية من القماش الآبيض .. وبعضهم نظارات طبية ..
لكن هذا ليس الغريب .. الغريب أنه قطع اللحم معروضة في الفاترينات مغلقة بأكياس شفافة وبأحجام مختلفة .. بصورة تشبه التحف وألأناتيك . ومثبت على كل قطعة سعرها . هكذا سعر مقطوع دون أي ذكر لسعر الكيلو .. وبدليل توجد قطع صغيرة سعرها أعلى من القطع الكبيرة ( لماذا وعلى أي أساس لا أدري ) .
دخلت أحد هذه المعارض مرة واحدة لم أكررها قط وبحسن نية طالما المحل يبيع لحوم ونحن من أكلة اللحوم أذا نشتري لا بأس .. لكن بعد هذه الملاحظة لم أترك الأمر دون سؤال .( صديق ليش هذه القطعة أغلى من هذه وهي حجمها أصغر )
- ما في معلوم ..( أجابة حاضرة لكل سؤال )
- طيب كم سعر الكيلو ؟
- هنا مافي كيلو أنت في شوف قطعة اشتري ونحن نقطعها لك ؟
والله صراحة أحترت لأني حتى لم أدري على أي أساس أختار القطع .أول مرة أشتري شئ يتعلق بالأكل بمفهوم فني بحت .. يعني ما ممكن تقول يا سلام شوف الكتف دا كيف مقطوع قطعة فنانة جدا . وفيه تداخل عجيب بين الأبيض والأحمر.. ولا شوف الريش والضلوع دي ولا أكورديون ود الحاوي .
أنسحبت للخلف لاشاهد بعض الزبائن كيف يشترون اللحم من هذا المكان .. وجدت فعلا واحد يقف في الفترينة ويقول ( هات لي هذه القطعة ... و و و و هات ديك اللعلي يمينك .. وتاني تاني تاني .. شوف هديك الفي الطرف ... أيواه هاتها هي .. يلا قطعهم الثلاثة أروح وأرجع لك )
قلت في نفسي شراء البطيخ أسهل من شراء اللحم من هذا المكان .. على الأقل تطرقها وتسمعها وتخدشها وتخدش حياءها ثم تختار واحدة أخرى لم تلمسها قط . على الأقل ستخرج وأنت راضي عن أختيارك حتى ولو طلعت أبيض من ضميرك . بس حكاية التحف اللحمية دي لازالت تحيرني ولم تدخل دماغي .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
أرزاق
جماعة من ربعنا ( سودانيين ) أخوة مشتركين فوال مع بعض بحي السليمانية الرياض أعتدت أن آخذ منهم فول العشاء بعد الدوام وأنا عائد للبيت .. وكثيرا ما الاقيهم متجمعين مع بعض يتونسوا ( يسولفوا على قول أهل البلد ) أجلس معهم قليلا وأتبادل معهم القفشات والحكاوي ..
مرة حكى أحدهم .. وهو لا يشاركهم المطعم . لكن عنده سيارة توزيع خاصة .. يوزع بها المواد التموينية على معظم محلات الفول السودانية في الرياض .ولأنه تارك أسرته في السودان ’ أعتاد أن يؤشر خروج ستة أشهر يقضيها في السودان مع أسرته . وستة شهور مثلها في الغربة .. قال في أحدى أجازاته .. له سيارة في السودان ركبها وقرر أن يذهب الى سوق الخضار المركزي ( الملجة ) ليحضر خضار الأسبوع لأسرته .. فجأة لاحظ أن معظم الخضرجية متلمين حول عربة ( بوكس ) ويتحاججون مع صاحبها .. أقترب ليعرف الموضوع .. لقى أن صاحب البوكس هو من موردي الطماطم للسوق .. يبيعها ( للفراشة ) بواقع الصفيحة بألف وعنده مائة صفيحة مرصوصة في البوكس .والحجة في أن الخضرجية ليس لديهم سيولة ( كاش ) بالتالي هم يريدونه أن يدينهم حتى نهاية اليوم بعد ما يبيعوا يرجعوا يدفعون له ..وهو يحتج لأنه يحتاج كاش لا يستطيع الانتظار حتى نهاية اليوم .. فقال هو تصدى للموضوع وقرر أن يشتري كل ما في ( البوكس ) من الطماطم ويبيعه للباعة بواقع الف خمسمائة ويصبر عليهم حتى نهاية اليوم ..وافق الجميع على هذا العرض الذي هبط عليهم من السماء .. وفعلا أشترى الطماطم ورصاها أمامه . وأرسل أحد الصبيان الى البقالة أحضر له كراس وبدأ يسجل في أسماء الباعة ويسلمهم الطماطم .. حتى وزعها كلها أشترى خضار بيته وعاد لهم في المساء بدأ يجمع في ديونه ..أكتشف أنه الصبح دخل السوق بمائة الف ريال لشراء خضار البيت وخرج ربحان نصفها .. في اليوم التالي أخذ مبلغا محترما من البيت وبكر الى السوق وأصبحت مهنته في الاجازة هو تمويل ( الخضرجية ) وتخلص من عطالة الستة أشهر التي كانت هي أجازة مملة مع أسرته .. لكن الطريف شقيقه الأكبر وهو أحد أصحاب الفوال .. فكر أن يقلده في أجازته لكن في مجال آخر .. ( قرر أن يغير من الخضرجية حتى لا يتهم بالتقليد الأعمى ) فذهب الى أصحاب أكشاك العصير وأقترح عليهم أن يشتري لهم السكر ..وهم بعد أن يبيعوا يردوا له فلوسه مع المكسب .. قال فعلا وافقوا .. لكن قيمة أول ( شوال سكر ) ظل أسبوعا بحاله يتابع صاحب الكشك ليتحصل منه فلوسه ..(أصبر علينا شوية .. لسع ما فرجت ).. واليوم التالي والذي يليه .. وهكذا كل يوم يمر على الكشك .. في اليوم الأخير صاحب الكشك نط فيه وخنقه من لياقة جلابيته وهو يهز فيه ( ياخ ما خلاص كرهتنا ياخ نحن دايرن ناكلك . ما قلنا ليك أصبر علينا شوية أصبر علينا شوية ياخ ) قال أنا نسيت السكر والقروش وكل شئ هدفي كله بقى أفك رقبتي كيف من يد الزول دا وأتخارج منه بالسلامة ...
ههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
الشاعر المرهف الصديق أحمد محمد صالح بادي علق على هذه القصة بأبيات نوردها هنا :
ضـيـعـت رزقـاً مـَدنْكَل، ساقـو الله وجـاك
بِنَيِةْ الطـِّبْ إستلطفتك،أخذت وأدَّتْ وِيّـَاك
وعـجـبـتـا كلمة مهنـدس، بـَنـَتْ آمال معاك،
بـدل تـقـدمـلها ورده، قـدمـت كيس تمباك!!
******************
أنـَا كان فـِىْ مكانـك مـُشْ مابـْتـلـفـت، بـَنـُطْ مـِنْ الشُـبّـَاك
المساكين ماهن عارفين الفكس والمساج مافيها ضُمَّ شفاك
القلب والفكر رَاحـَتْ مع حـوريه، فـد واحد منها ما بـِرَاكْ
أسـأل الله يخـفـف عـَنـَّكْ لـُوْعـَة الـْحـُبْ، وبالرحمه يتولاَّك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
ما قبل الموبايل
بداية الألفية أو قبلها بعام تقريبا . لم تكن الموبايلات قد عرفت وأنتشرت بل عند الأقلية المتنفذة والثرية .. لأنه كان فوق طاقة الشخص البسيط ..أذكر في الرياض هنا كانت شريحة الجوال فقط قرابة الخمسة ألف ريال .. من غير ثمن الجهاز . وخط ثابت بفاتورة لم تكن ظهرت الشرائح قابلة الشحن تلك . كان الاعتماد الكلي على التلفونات الأرضية .أما عن طريق الكبائن أو تلفونات العملة المعدنية .
لكن من الطرائف .. كنت معزوم في دعوة غداء مع أحد الأخوة قدامى المغتربين .. فحكى هذه القصة العجيبة .
قال معهم زميلهم في المكتب . كل يوم قرابة الساعة أثنين أو الظهر يمسك تلفون المكتب ويتصل بزوجته في البيت (ينهزرها ) بشدة باعلى صوته
( يا مرة أنت كرهتينا . يمين أجي البيت الاقيك ما عملتيه أطين عيشتك ..)
وقال نحن نترجى فيه .( براحة يا ابو عماد ما كدا ياخ .. ياخ النسوان ديل كلهن زي بعض حرام عليك أتحمل شوية كفاية عليهن الغربة والهم وسجن الشقق )
وهو لازال هائجا ( لا برخي ولا شئ مرة زي دي لازم تديها على دماغها .
) ويتحمس زيادة تاني يتصل ونحن نهدئ فيه .. ونقول المسكينة الله يكون في عونها تكون ماتت بالخوف . وكل يومين تلاتة موضوع جديد وهكذا الحال .
يوما ما عزمنا غدا في بيته نحن شلة المكتب . كلنا كنا متجمعين عنده في الصالون ..ذهب أبو عماد لداخل المنزل وترك معنا أبنه عماد طفل لطيف نسأل فيه ونهازر معه . زميلنا أبو طارق تذكر أنه ما كلم زوجته في البيت بأنه سيتأخر لا ينتظروه بالغداء لآنه معزوم . فقال لعماد ( يا عماد عليك الله جيب لي تلفونكم من جوة .)
- عماد بكل براءه : ( ما عندنا تلفون يا عمو .)
- شنو ؟ كيف ما عندكم تلفون .. مقطوع يعني .؟
- لا أصلا ما عندنا تلفون .
- أبوك باعه؟ أصلا جنو قروش .
- والله يا عمو أصلا ما كان عندنا تلفون في البيت .
صمت الجميع برهة ثم بدأوا يغالبون الضحك ويكتمونه بقوة .
أحضر أبو عماد سفرة الغداء بفخر وهو يقول ( الليلة أم عماد ظبتت ليكم غدا كارب )
- أبو طارق : أكيد هرشات التلفون جابت نتيجة .
فلتت ضحكة مكبوتة من الشلة قبل أن يسرعوا في لملمتها .
تلفت أبو عماد بنظرة ماسحة عليهم ثم نظرة على أبنه .. لم يعلق على الموضوع .. فهم أو لم يفهم لا ندري...
لكنه
( لم يعد يشاكل زوجته في التلفون بعدها قط )
ونحن لم نعلق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
الأخ الفاضل درديري كباشي
لك عاطر التحايا
أتابع هذا البوست بشغف مثل غيره من بوستاتك التي تنضح فناً وحكمة.
استوقفتني القصة الأخيرة و التي تعكس سلوك شريحة ليست قليلة من الرجال.
لماذا يتباهى البعض باظهار رجولته - صدقاً أو كذباً - بنهزرة الحريم و اذلالهن.
هل نسينا أمهاتنا و أخواتنا؟ و هل يا ترى نرضى مثل هذا السلوك من أزواج أخواتنا.
و ماذا نريد أن نثبت لأنفسنا و للآخرين من هكذا سلوك.
و لك التحية و الاحترام و لاتنقطع عن هذا البوست الذي ظل يمثل لي و للكثيرين واحة نستريح فيها من هجير الغربة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: ALWALEED ALSHEIKH)
|
سلام يا وليد منور البوست نثمن طلتك جدا
وكمان نسمنها :
عدة عوامل ولدت هذه القصص المواقف والمفارقات في حياة المغتربين والتي هي واقعية وحتى الخيالي منها مقتبس من مواقف مشابهة .
يحكي صديق عن المواقف التي تنتج من زواج الصورة أي الواحد يشاهد خطيبته في صورة ويتم الزواج دون أن يسافر للسودان .أول مشاهدة واقعية لها تكون في المطار .. وقال كان معتمد على أشكال الثياب التي أرسلها في الشيلة واقف مع أصحابه ويعاين في ( العروسات ) يقول ( التوب دا غايتو ما من تياب الشيلة .. وهكذا ) .. ولكن نلخص بعض الاسباب هذه في :
- ضغط الحياة الاقتصادية وتعثر الزواج لمن هم بالداخل .
- شبح البورة والعنوسة الذي بات يهدد البنات .أستسهل عملية الاختيار في الطرفين ( ضل راجل ولا ضل حيطة )
- صعوبة التوظيف في الغربة و ضعف المرتبات .( سبب زواج الطرد ) .
- سهولة الهجرة نفسها .. لاتشدد من قبل السلطات فيمن أراد الهجرة . لذلك أصبحت ديار الغربة ممتلئة بالنصابين والمشبوهين .
- الغربة المزمنة ولدت أجيالا من أبناء المغتربين أصبحوا في سن الزواج . بل بعضهم تزوج فعلا وانجب .أصبحت أجيال جديدة سودانية تتكون خارج الوطن . لاتحمل من السودان الا السحنة واللسان .
أضرب لك مثال طريف .. في سكن سابق عندنا جيراننا بنتهم الى أن تزوجت وأنجبت لم تشاهد السودان في حياتها .. يوما ما وزوجتي تستعرض لها في صور من السودان وتعرفها بالأهل .. وهي كانت مندهشة ومركزة على صور ( العناقريب ) وأخيرا سألت بكل براءه ( انتو يا أم محمد سرايركم مالها مخيطة كدا ؟)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
الحاقد
جلس وأياها على كنبة مطرفة في المنتزه .. الذي شهد أول لقاء وأصبح مسرحا لحلقات الغرام المتصاعدة .. لم يكترث لصمتها طيلة المشوار لانه أعمته النشوى .
أبتدر الحوار : شنو الليلة يا سهام ساكتة كدا وحتى عصيرك ما شربتيه أكيد مدكنة كلام حلو ترتبي فيه .. وأطلقها ضحكة من ضحكاته التي كانت تقول له تسمعها كأنها صولو بالكمان .
- عايزة أقول لك كلام يا عصام بس ما تفهمني غلط .
- حلوة ما تفهمني غلط دي ؟؟ هاهاها ها هو أنا بفهم منو صاح كان ما أنتي .
- أرجوك ما تقاطعني .
- هوأنت قلتي حاجة عشان أقاطعك ؟
- بصراحة أنا فكرت واكتشفت أنه نحن ما بننفع لبعض .
- يا سلام ؟ ومال بننفع لمنو ؟ ولا دا دلع جديد .
- خليك جادي لو سمحت نحن ما متفاهمين .
- شنو هو ما متفاهمين وتفهمني غلط وخليك جادي هو نحن قعد نحل في مسائل رياضيات ولا شنو ؟ ما تتكلمي كلام واضح في شنو .
- عايزة أقول ليك دا آخر لقاء يجمعنا .
- طيب جيتي معاي ليه ماكان تقوليه في التلفون .
- لا أنت عارف أنا بحب المواجهة دائما وماعايزاك تحتفظ لي بذكرى شينة .
- أوفف طيب عايزة مني شنو بالظبط .
- بس لو سمحت وبتعزني بالجد عايزاك ترجع لي كل صوري وجواباتي . وبالمناسبة هاك ( تفتح شنطتها) هي دي كل جواباتك وصورك .
استلم رسائله وهو جاحظ العينين يراقبها حتى قامت من مقعدها وفارقت المكان عبر الباب .. نظر الى كأس عصيرها الذي لم تلمسه .. تناوله بيده وشربه في جرعتين كأنه يريد أن يفش غله فيه .
تأفف رفع رأسه وألقى نظرة الى باقي المنتزه لاحظ للعشاق كل الناس أتنين اتنين على رأي المغني .. يتهامسون ويدنون رؤسهم وكل مرة تنطلق ضحكة نشوى من زوج ما . عداه هو ظل منفردا .. قام وخرج .. لم يركب المواصلات مشى ومشى حتى أقترب من البيت دخل .. وحاول أن ينام .. غطا رأسه بالوسادة كأنه يريد أن يصطاد النوم قبل أن يفر منه .. لم يفلح تقلب في الفراش .. حتى الصبح .
في الصباح ذهب الى عمله صامتها ساهيا .. يحدث نفسه يؤشر في الهواء أحيانا .. سأله زملاؤه لم يجب ويبرر سبب سخطه .. عد يومين وثلاثة وأربعة تذكر الأمانة التي طلبتها منه .. وضعها في ظرف كبير أقفله بأحكام وأعطاها لأخته الصغرى توصلها لها أذ أنها كانت تقطن في ذات الحي .
في المساء أعتاد أن يتمشى في الشوارع بعيدا عن حيه حتى لا يراها أو يسمع صوتها .. ويوم ما وهو عائد الي البيت سمع صوت الزغاريد في الحي ..سأل أبناء الحي المتجمعين ردوا عليه بلهفة وشماته كأنهم كانوا ينتظرون سؤاله ( يعني عامل ما عارف الليلة سد المال بتاع سهام ) .. ( يا فردة عندهم ود خالتهم مغترب في أمريكا من كانوا صغار مع أهله .. قال ليك بس زيارة واحدة فك فيهم دقش من أبو صلعة ( الدولار ) غير ليك كيانهم كلهم ) ..تظاهر بمعرفة الأمر تصنع الابتسام وغادرهم وداخله يغلي ( كدا كمان قال ما متفاهمين .. بقيتي تفهمي انجليزي كمان )
عاد الى البيت يصارع شبح النوم من جديد .. وفي اليوم التالي قرر أن يزور الأطلال .. ذات المنتزه .. جلس على نفس الكنبة التي شهدت أول لقاء قبل سنتين .. وبدأ يجتر الذكريات تارة يضحك أو يعيد ضحكة سابقة وأخرى يقطب .. رفع رأسه ونظر للعشاق كما هي العادة ( كل الناس أتنين أنتين .. فرح يتكلم بلغتين )
قال في نفسه والله ما يهنأوا بعدي بحب أستخرج تلفونه الجواله وتظاهر بالحديث رافعا صوته .
(أسمع يا فردة شايف أختك قاعدة ليها مع واحد في المنتزه .. أيوا هو نفس المنتزه )
وجلس بعدها يستمتع ويضحك بخبث والعشاق يتزاحمون على باب الخروج برعب واستعجال ..
أولاد الذين قال حب قال .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
قال كاميرا خفية
قصة واقعية أيضا حكاها صاحبها بنفسه
قال : طول في الغربة جدا أشتاق لأهله في القرية وحياة الريف .أخيرا فرجت وأستطاع السفر ..
خلص أجراءات المطار سريعا لم يبت في الخرطوم ومن هناك ركب البص الى قريتهم ..
دخل الحلة منتصف الليل توجه نحو بيته مشتاقا يسلم عليهم بالأحضان ويبادلهم الفرح .. فين ناس خالتي فلانة وعمتي علانة .كويسين الصباح روح سلم عليهم .. لا لا لا لا ما بنتظر الصباح أنا مشتاق ليهم شديد .
وفعلا راح عند بيت خالته . وكعادة أهل القرى والأمان فيها كان الباب فاتح متكول بحجر . نادى .. صفق عليهم لم يسمعه أحد . بدأ يدخل ويتوغل ( خالتي فاطمة .منال .. عثمان . ) لم يأتيه رد دخل الصالون .. وجد السرائر مفرشة بملايات جديدة وكذلك الصالة ..أخيرا بضحك فكر يعمل فيهم مقلب ( كاميرا خفية ) طبق المفارش كلها جمعها في ربطة واحدة وأخذها معه وعاد الى بيته .
في المساء عادت حاجة فاطمة مع أولادها من بيت بنتهم الكبري حيث كانوا يسهرون . ووجدوا البيت بدون مفارش طبعا ظنوه لص .. بدون تردد وكعادة أهل الريف .. فورا ذهبوا الى .................. ليس الشرطة أنما ( الفكي ) الدجال يأخذون معهم ..أثر ( أي الآشياء التي لمسها اللص بيده ) .. صاحبنا عاد للبيت ونام بعد ما خلص الونسة مع أهل البيت وخفت حدة الشوق شوية . بعد قليل حس كأنه شخص ألقى عليه حزمة قصب وأشعل فيها النار . .وبدأ يصرخ ( يكورك ) بأعلى صوته من الألم التم أهله وأهل الحلة حوله وصاحبنا يمتلمل ويتلوى من الألم .. حضر الجيران بمن فيهم خالته التي بادرت تسأل .. أها سجمي عوض ماله ..
- والله كان كويس وفرحان حتى قال ما بيبيتكم للصباح لازم يمشي يسلم عليكم بليله دا . أها لقاكم مافي قال يعمل فيكم مقلب شال ملاياتكم وجابها هنا ..
- وووووب علي دا هو ؟
- في شنو يا فاطمة .
- أنا ما قايلاه الحرامي رحت كتبته عند الفكي ..
- الليلة ووب عايزين تقتلوا لي ولدي ؟
- أقتلوا كيف دا ما ولدي زي ما هو ولدك.. الليلة ألحق يا عثمان بعربيتك أنت وعلي جيبوا الفكي وتعالو .
بعد حضور الفكي ورشات بالماء والتعاويذ والشعوذة شعر أن النار بدأت تهدا والصداع يخف .. حتى أستطاع أن ينام ..
وفي الصباح
- يا ولدي هزارك وخفة دمك دي ما بتخليها ؟ هسع كان ودتك في ستين داهية . تاني روح سلم على الناس عادي وأرجع لبيتك .
- شوفي هنا يا أمي تاني لا بروح بسلم على زول ولا يحزنون الدايرني يجيني هنا .
قال كاميرا خفية قال .
هههههههههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
صاحبنا عاد للبيت ونام بعد ما خلص الونسة مع أهل البيت وخفت حدة الشوق شوية . بعد قليل حس كأنه شخص ألقى عليه حزمة قصب وأشعل فيها النار . .وبدأ يصرخ ( يكورك ) بأعلى صوته من الألم التم أهله وأهل الحلة حوله وصاحبنا يمتلمل ويتلوى من الألم ..
حضر الجيران بمن فيهم خالته التي بادرت تسأل .. أها سجمي عوض ماله ..
.....,,,,,............................,,,,,,,,,,,,,
العزيز درديري كباشي
طيب في حالة انو القصة دي واقعية .. فده معناه لازم نصدق ان الفكي ممكن يكون ليه قدرة باكتشاف المسروقات فعلا وممكن كمان يأذي الناس
ونحن كنا بنتخيل ان حكاية الفكي نوع من الدجل والشعوذة .....
ومرة ثانية بنقول ليك يا الدرديري قصصك عن الغربة روعة في روعة ...
ودمت بالف خير وصحة وعافية
( بسمات)..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: اميرة السيد)
|
Quote: طيب في حالة انو القصة دي واقعية .. فده معناه لازم نصدق ان الفكي ممكن يكون ليه قدرة باكتشاف المسروقات فعلا وممكن كمان يأذي الناس
ونحن كنا بنتخيل ان حكاية الفكي نوع من الدجل والشعوذة .....
ومرة ثانية بنقول ليك يا الدرديري قصصك عن الغربة روعة في روعة ...
ودمت بالف خير وصحة وعافية
( بسمات).. |
مشكورة يا بسمات على توجدك دائما وأنت تسوقين هذه الطلات الرائعة أميرة .. نتمنى وعى رأي المهندس قباني أن تصبح لك عضوية منفصلة بالمنبر
بالنسبة للرأي في القصة ..
أولا بالنسبة لصدقها من خيالها أنا أجزم وأقسم حكيتها مثل ما رواها صحبها .زوأعتقد كذلك جازما أنه ليس بها شئ خارق غير قابل للتصديق .
لآن السحر والدجل والشعوذة متفشي جدا في مجتمعاتنا .. بالذات في هذا العصر وبصفة خاصة في الريف ..أنا شخصيا تطرقت له مرتين في روايات كبيرة ( بركات الشيخ قوقال .وأنت غلطان )
والسحر في استرجاع المسروقات يستخدم في المجتمعات المقفولة مثل القرى التي يندر أن يحضر لها شخص من الخارج ويسرق منها ..أما فعاليته وجدواه هذه يفتي فيها أصحاب التجارب العملية
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
المفارق
هذه المفارقة من المفترض أنها تكون الأولى .. لأنها أول ما حدث لي وأنا أعتب خارج السودان لأول مرة .. بعد الإجراءات الطويلة والتي بالطبع أخوضها لأول مرة من مصلحة لمصلحة لفحص طبي لمغتربين للحجز السفر وكذلك المطار .. ووفد المودعين الزوجة والإخوان والولد .. ودعتهم ودخلت الى صالة المغادرة بعد تأشيرة المغادرة .. تركت من خلفي الأحباب والدموع تترى على الخدود .
جلست في صالة المغادرة والتي الى حد كبير تشبه البرزخ .. لا أنت في عداد الموجودين بالداخل لأنك أشرت الخروج . ولا أنت في عداد المغتربين لأنك لم تغادر بعد .
جلست لوحدي حسيرا ربما أصابني شئ من الندم على اتخاذ هذه الخطوة .أصعب قرار ربما يتخذه الانسان في حياته هو هجرة بلده .. الى عالم مجهول .. ربما خفف الصدمة الذين سبقونا بالخروج أكيد معاناتهم كانت أصعب .. وخاصة من اتجه منهم لدول الغرب .. الى بلاد تموت حيتانها من البرد على قول الراحل الطيب صالح .. مرات أرفع رأسي ألقى نظره على الحضور بالصالة .. معظمهم يبدو أنهم من المغتربين وأبنائهم عائدين بعد أن قضوا الأجازة مع ذويهم أي أنهم معتادي السفر ومرتادي المطارات يحكون مع بعضهم البعض ويضحكون في نشوة كأنهم في صالة أفراح ليس في صالة تشبه منصة الإعدام .. لم يبدو لي منهم أي واحد مثلي ..شخص سيغادر لأول مرة .. شخص أشبه بالسجين الذي ينتظر محاكمته .. لكن هل هنالك فرصة للتراجع ؟.. تبدو الفرصة مستحيلة بل أشبه بالميت الذي تم تكفينه وحمل على الأعناق .. حتى لو فرفر في جنازته وأعادوه لن يكون وجوده بين الناس معتادا .. وسيلاحقونه بالاقاب من نوع ( حاج موت .والبعاتي .وأبو كفن .وغيرها ) .أذا وداعا لامفر . وداعا للأصحاب وللدافوري والبوش والشطرنج في النادي .. وداعا لشاي المغرب والزلابيا وست الشاي .. وداعا للنيفة والكمونية والكوارع والأقاشي .. وداعا لهلال مريخ والمكاواة بعد المباراة .. وداعا للجرايد والكلمات المتقاطعة وفلم لعبد الحليم وشادية من سبعة حروف .
لكن فجأة أسمع على مكيرفون الصالة ( درديري كباشي الأمين .. درديري كباشي الأمين .. عليك مقابلة مدير الصالة فورا )..أفو ؟هذه لم تكن في الحسبان قط .. شعرت بشعر رأسي وقف شعرة شعرة ولا أجعص أستشوار يستطيع أن يفعل مثلها ..جحظت عيناي بل تحس كأن الاجفان كمشت وأصبحت لاتغطيها .. شعرت كأن اسمي غريب علي .هل هذا أنا؟ كل من في الصالة أصبح يتلفت يبحث عني . حتى أنا بت أتلفت أبحث عن نفسي بين الحضور .. هل أنا محظور؟ .. هل تطابق أسمي مع أحد المحظورين يستحيل أن يكون في الدنيا كلها من يتطابق اسمه مع اسمي على غرابته ..أخيرا جمعت ما بقي من قواي ووقفت . بالتأكيد أصبحت هدفا للحضور . كلهم باتوا يراقبونني .. وكل واحد أكيد تخيل ما تخيل في نفسه (أرهابي مهرب مزور معارض شيكات طايرة ) كل الاحتمالات واردة عند من لا يعرفك .
وحتى أنا .. هل وجدوا شئ في شنطتي .. هل شكوا في الويكة أو الشطة أو الدكوة .. هذه الحمولات التي تتبع المغترب كأنها جواز سفر .
تحركت كالرجل الآلي .إذ أن أقدامي تولى أدارتها النخاع الشوكي بعد أن تعطل المخ تماما .. تحركت ناحية هذا المدير الذي يطلبني بهذه الطريقة الفظة والفجة .. وصلت مكتبه فعلا .
لأجد من ينتظرني ..
صديق يعمل بالمطار
ويقول بكل بساطة : ياخ ما ودعناك تسافر كدا من غير تودعنا ..؟
تبكمت ومديت له يدي التي أصبحت كالثلج .
وبعد تعتعه خرجت مني جملة (كراضم ,كراضم ) كما اللبن المقطع .
( ما كان في طريقة تجي تودعني داخل صالة المغادرة؟ )
( لا لا لا طبعا نحن ممنوعين من دخول صالة المغادرة .. حرص امني طبعا عشان الواحد ما يسلم ممنوعات وكدا )
( على كل حال كتر خيرك )
ورجعت الى الصالة من الجديد والجميع ينظرون الي .أكيد بعضهم خاب ظنه وآخرين يقتلهم الفضول .. لكن لا يعرفني منهم أحد ليسألني عما حدث .
هذا الكابوس أطار مني كل الهواجس العاطفية بل بت أستعجل أقلاع الطائرة أكثر من أول .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
هاك دي هه حصلت لي شخصيا ً
بينما اقود في شارع فرعي واسلي نفسي ببرنامج في البي بي سي للاستاذه ناهد نجار اسمو صندوق النغم
اذ بي اري ملامح سوداني مجصلع ( عندو صلعه )يقود عكس الاتجاه .. سايق كروزر 2010
رفعت ليو يدي وقربت انزل اشاكلو يا زول انت مجنون ارجع دا اتجاه واحد والله الدوريه تجيك اس يغرموك 20 الف ريال ( طبعاً حقيقة انو الشغل دا في الخليج غرامتو عوارة عديل ) وفيا سجن
لاحظ الشكلة كانت محنة زول لاقي زول ..
اكتفي بلولوة راسو ودق الريوس ( الخلف )واستعدل ورجع وابتسم .. طوالي فهمتا انو هندي ومن كيرلا وبشبهنا ساااااي ههههههههههه smile رمز تعبيري smile رمز تعبيري
والله الجماعه ديل انا بتغش فيو كتير خلاص لانهم سمر زينا وانا بطبعي لمن القي سوداني غلطان بنصحو لانو البلد دي قانون المرور فيا مابرحم ..
---------------------------------------------------------------
حلوة يا ابو عباس
من نافذة الفيسبوك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
مافي معلوم
تلك العبارة السلبية التي ينتهجها الآسيون في الخليج ظنا منهم أنها ستضعهم في جانب الأمان وهي توازي السكوت من ذهب .. وبالذات الهنود مدعومة بهزة الرأس البندولية والتي هي مزيج من حركة لا ونعم مع ابتسامة صفراء .. توحي بأن ما يعلمه ليس للنشر ..
قد يكون معهم حق بعض مرات كلمة تلفظها لاتلقي لها بالا تضيعك في غياهب الداهية .
أما الأخوة العرب وبما فيهم نحن السودانين ( بعد أذنهم يعني ) . لأنه عندهم العنجهية وعزة النفس يستحيل يستخدم عبارة ما معلوم هذه أو ما يطابقها من نوع و الله ما عارف .. حتى لو لم يكن فعلا هو ما عارف . نحن نعتبر أنه أعلان الجهل نوع من تقليل الشأن وأستصغار للنفس أمام الآخرين .
ثم حتى أذا أضطر الواحد أن يكتم المعلومة أي لا يبيحها لأحد أو العمل يتطلب نوعا من السرية والكتمان . فهو يصر يلمح على أنه يعرف لكنه لن يبيح .. اي أيضا لا يستخدم ( ما في معلوم أو ما عارف ) المصري مثلا يقول ( لو سمحت أنا ماأدرش أأول أكتر من كدا ..أرقوك ما تقرقنيش في الكلام ) مع أنه عبارة ما في معلوم كانت ستريحه من الضغط .. والسوداني يقول لك ( يا زول الكلام دا خطير ما تخلينا نصرف عربي ساي ) بمعنى يلمح على أن هذه المعلومات الخطيرة يمتلكها لكن لا يبوح بها .والشامي سيقول لك ( خلاص بكفي شو يعني بدك ياني أؤول كل شي ؟) عبارة كل شي توحي بأنه يعرف كل شي ..أي يعني العرب بصفة عامة وبما فيهم نحن تحس أن عندهم عقدة متأصلة بالتهميش . .يرى بأنه عيب لو قال أنه لا يعرف ولازم يبين أن عدم فضفضته بالمعلومات ناجم عن السرية المطلوبة وليس عن جهله هو .
أما لماذا يصر الواحد أن يحسس المتحدث معه بأنه يعرف و لكنه لن يبوح ؟
والله ما في معلوم .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
فعت ليو يدي وقربت انزل اشاكلو يا زول انت مجنون ارجع دا اتجاه واحد والله الدوريه تجيك اس يغرموك 20 الف ريال ( طبعاً حقيقة انو الشغل دا في الخليج غرامتو عوارة عديل ) وفيها سجن ..
.................,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,.............................
كان كدي نحن في امريكا في راحة شديدة ... لانو مرة من المرات وفي شوارع نيويورك المعقدة ، كانت بت مصطفى سايقة العربية وانا جنبها وفجأة دخلت
شارع اتجاه واحد ونسمع ليك السواقين الجايين من الاتجاه الآخر يضربوا في البوري وعملوا ازعاج شديد وجانا البوليس جاري.. وقلنا خلاص غرامة وبهدلة
لكنه وقف الحركة وجانا وهو يزمجر في وش بت مصطفى:" هل انتي مجنونة" are you crazy >> driving in a one wat sreet وبت مصطفى من الخوف ما قادرة تتكلم
وتهمهم بكلمات غير مفهومة.. والراجل افتكر بانها ما بتعرف انجليزي .. ووقف الحركة ورجعنا للخلف لغاية ما دخلنا الشارع الصحيح وهو ينصحنا بأن نخلي بالنا من الشوارع..
ولا غرامة ولا سجن....
يعني بوليس السعودية اصعب من بوليس نيويورك؟؟؟
والله يكون في عونكم...
ودمت بخير وصحة وعافية
بسمات الشيخ عبد الرحيم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: اميرة السيد)
|
كان كدي نحن في امريكا في راحة شديدة ... لانو مرة من المرات وفي شوارع نيويورك المعقدة ، كانت بت مصطفى سايقة العربية وانا جنبها وفجأة دخلت
شارع اتجاه واحد ونسمع ليك السواقين الجايين من الاتجاه الآخر يضربوا في البوري وعملوا ازعاج شديد وجانا البوليس جاري.. وقلنا خلاص غرامة وبهدلة
لكنه وقف الحركة وجانا وهو يزمجر في وش بت مصطفى:" هل انتي مجنونة" are you crazy >> driving in a one wat sreet وبت مصطفى من الخوف ما قادرة تتكلم
وتهمهم بكلمات غير مفهومة.. والراجل افتكر بانها ما بتعرف انجليزي .. ووقف الحركة ورجعنا للخلف لغاية ما دخلنا الشارع الصحيح وهو ينصحنا بأن نخلي بالنا من الشوارع..
ولا غرامة ولا سجن....
--------------------------------------------
سلام بسمات
ونأسف للقطعة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
حاجة تحير
ظاهرة جديدة تحيرك تطرق لك باب شخص ثري أو لا تحتاج تطرق لأنه عادة القصور الضخمة والفخمة يكون بابها فاتح على مدار اليوم .. تدخل جوة لسبب ما تتفاجأ بحيوان جاري ناحينك ليهاجمك .. قبل ما تلملم أطراف نفسك وتستعد للجري تكتشف أنه أسد أو نمر .. ما كلب يعني .. أي العضة منه قد تكلفك أحد أطرافك ..وعلى قول عادل إمام هو حيخلي في حاجة .
كثير من الفيدوهات المنتشرة في الفيس لآثرياء يربون هذه الحيوانات الخطرة في قصورهم ويتباهون بها وهم يلاعبونها كما القطط .
تحس أن الحكاية انعكست تماما .. زمان حتى التسعينات كان الأثرياء يتباهون بسياراتهم الضخمة والفخمة التي تقاس بالمتر الطولي وحيواناتهم الصغيرة المدللة .. ويظهر الثري في باب المقعد الخلفي وهو يحمل قطة مدللة صغيرة مليئة بالصوف الناعم الكث .أو كلب قزمي بنفس المواصفات عليه سلسلة من الذهب الخالص تتطوق عنقه وهو يداعب في شعره الناعم ويكلم العامة بين اسنانه ومن طرف أنفه ..الآن أصبحت سياراتهم صغيرة وحيواناتهم كبيرة .. السيارة لامبرتيني ولا نفرتيتي ما عارف صغيرة اسبورت ببابين وعليها ماكينة شاحنة وسرعتها ثلاثمائة وخمسين كيلو متر . والحيوان أما أسد أو نمر .
وقبل اسبوعين تقريبا تفجأنا في الصالة الخارجية أمام باب الشقة تجلس قطة سوداء ضخمة بشعر طويل وناعم . وهي سمينة تدبو عليها النغنغة السابقة اي حياة العز وأكل الوز كما يقول المصريون .. والله أنا داخل البيت كنت فاكرها مسند كرسي منجد بالفرو .. الا أتحركت بعد أن سمعت حركتي والغريبة لم تفذع أو تجري أو تخاف كما تفعل القطط عادة . بل بكل طغى نظرت الي وتحركت ناحية السلم بخطوات بطيئة .. وأنا أنهر فيها على طريقتنا السودانية المعهودة في طرد القطط ( بس .... بس .. بس ) نظرت ناحيتي بإزرداء أو يبدو أنها ما فهمت ما ذا أقصد ببس هذه .. واصلت في خطواتها طلعت ناحية السطح .. واضح أنها عزيز قطط ذل .. وغالبا حل محلها نمر أو أسد . المهم تكرر حضورها يومين ثلاثة لعمارتنا خاف منها الصغار وكذلك الكبار ظنوها شيطانا .. ثم أختفت .. هل عادت لحياة العز أم دهستها سيارة ..أو يئست من حناننا ... كله وارد لكن طبعا كل على حدى.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
حرجل
منذ أول يوم في إجازته بالسودان شكى من ألم في بطنه
قدمت له والدته كوبا من عشب الحرجل المغلي شربه فشعر بالراحة واﻻنتعاش .
أصبح الحرجل مشروبه المفضل في اﻻجازة رغم مرارته التي لم تتجاوز مرارة الجري واﻻجراءات
وفي آخر يوم من اﻻجازة الوالدة واﻻخوات اعدوا له شنطته
الوالده تذكرت صديقه الحرجل فاعدت له كيسا معتبرا منه ودسته وسط المﻻبس لكنها نسيت أن تذكره به أو لم تعراﻻمر أهمية .
سافر عائدا لغربته
في مطارالوصول التزم الصف حتى حان دوره في تفتيش الحقائب
بكل ثقة قدم حقيبته
لكنه تفاجأ بالعسكري يستخرج كيس الحرجل ويقول له
ايش فيك يازول شايل بنقو في الشنطة دونما تخبيه حتى
*************
بعد ساعة وجهد من اﻻطباء فاق من الغيبوبة وجد حوله نفر من السودانيين والعساكر .
ايش فيك يا زول وراك ما تقول لنا هادا حرجل مو بنقو
رفع رأسه نظر بصمت وهو يتمتم بعبارات مبهمة
الله يهديك يا أمي
والله يقلع الحرجل ليوم الدين
هههههههههه
واقعية بتصرف
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
التحيه ليك يا استاذنا
الليله جيناك من البورد
زمان بنتاوق بي بره بره في الفيس كنا
اول ماجيت الخليج الخليجين بقولو لي اي زول في المناداه ياطيب اتفضل ياطيب لوسمحت ياطيب المهم الحكايه دي نفعتني نفع شديد
مره داقشني راداد النوع ابو الاشاره الحمرا داك المهم قت اخش لي مدير المرور احنك لانو شايف في ناس كتار بتمش تحنك باجلو ليا بقسطو ليم المهم في الباب العسكري واقف بمنع الناس من الدخول للسيد العميد المهم جيت وقفت كدا حبه واتحكحك المهم لقيت لي فجه انقشطت وقفت جنب العسكري هو اتاري السكرتير بتاع العميد قام قال لي واحد من المعاي اتفضل ياطيب
طوالي انا انقشطت هههههه قالي تعال اش فيك يازول مين كلمك الحين قت لي انا اسمي الطيب (واديتو الرخصه والمخالفه ) وانت قت اتفضل ياطيب وكانت طرفه جميله بسببها ادخلني بعد الراجل الخليجي وتم تاجيل المخالفه نسبه لوجود الضباب ولانني حديث عهد بالبلاد ذلك الوقت والقروش بتاعت الاشاره الحمره في الدوحه بتخرب بيتك لو ماجاهز لانها ٦ الف 😁
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: الطيب عباس)
|
Quote: التحيه ليك يا استاذنا
الليله جيناك من البورد
زمان بنتاوق بي بره بره في الفيس كنا |
هههههههههههههههههههه
مرحب بيك يا الطيب يا طيب
سعداء نحن بنيلك الرخصة
وأبقى داخل برجليك الاثنين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
بدأ الشتاءوهو أب المفارقات في الغربةونحن من مناطق دافئة لو وصلت درجة الحرارة عشرين ممكن تعتذر عن العمل أو المدرسة وتقول البرد شديدناس درجتين وثلاثة والبخار يطلع من الفمزمان كنا نشوفها في التلفزيون في مباريات الدوري الألمانيونتغالط نقول اللاعبين بيدخنوا أثناء المباراة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
على طارئ التكاسي
3
في مطلع الألفية وانا في بداية الغربة وبعد ما انتظمت في العمل وأمتلكت رخصة وسيارة ..
مع المحاذير الكثيرة التي عادة يرفدنا بها اخوتنا الذين سبقونا بالأغتراب . كما بتنا نفعل نحن كذلك مع المغتربين الجدد .
( أوعك تسوق العربية لو ما معاك إقامة ).. الإقامة علاقتها شنو بالعربية قولوا الرخصة .. لآ ... لو ما معاك رخصة ممكن عادي تقول للشرطة أنك نسيتها وتدفع غرامة مائة ريال .. لكن لو ما معاك إقامة طوالي يرفعوك ..
في ذاك اليوم بما أن الأقامة في التجديد تركت السيارة في البيت وركبت ليموزين.
صادف سائق الليموزين باكستاني رجل كبير في السن وله لحية شيباء ضخمة تسقط على صدره .. ومعروف أن الباكستانيين ناس حارين جدا .. عصبيين يفوقوا السودانيين .. وأثناء المشوار .. حدثت مشادة بينه وبين شباب مواطنيين يقودون سيارة صغيرة .. وتحول المشوار للصراع بالسيارات ونبذ بالنوافذ ..
وأنا طقت في رأسي أنه أنا ما معاي إقامة يعني .أنا سأكون ضحية هذا الصراع الذي لم أشارك فيه ولا أعرف سببه . أكيد لو تطور الأمر وحضرت الشرطة أول سؤال هو ( فين هوياتكم ) وأكيد كل واحد منهم له ما يثبت هويته . وعندما يجدوا أن الحصيلة في هذا الصراع العفوي شخص لا يحمل هوية سأكون أنا ضحية هذه الشكلة .
أول خطوة بديت أهدئ في الباكستاني .
( يا حاج يا حاج أنت راجل كبير ومحترم .. سيبك منهم ديل أولاد صعاليك .)؟
والباكستاني أنا كل ما أهديه كأني أحاول أطفئ النار بالجاز .. يزداد هيجانا .. بل أصبح يخرج نصفه الأعلى من نافذة السيارة ويشتم في الشباب ..وأنا أجر فيه للداخل .. يا عمنا أهدى ألله يهديك . وهو يزداد خروجا وشتما بعبارات لا أدري كانت عربية أو بلغته ,وخصومه يبادلونه شتما بشتم .
آخر شئ فكرت فيه هو أخارج نفسي بعدين انشاء الله يدخل النار أنا مالي وماله .
أنتهزت فرصة وقوف السيارتين في الإشارة أخرجت الأجرة من جيبي ووضعتها له في الطابلون ..( أمسك يا عمنا هي دي قروشك أنا نازل ). التفت سريعا وعاين للقروش لا احتج من قيمتها ولا قال لي عندك باقي ولا أنا كنت منتظر باقي .. قلت أسرع قبل ما تخضر الاشارة ويستأنف المشوار مصوحبا بشكلته التي لا نهاية لها .
حتى بعد ما بدأ ناس يتلموا ويتفرجوا .أنا لم أقف معهم ..وأكيد لا زالت ألعب دور شاهد ما شافش حاجة .. بسرعة وقفت تاكسي آخر ( بدون شكلة ) وواصلت المشوار .
يا عم أنت قايل الجيي هيني
ههههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: Anas Babekr)
|
| Quote: يا هلا بالكاتب الممتع و السرد المشوق ,,, تحياتي بطول المسافة 2015 الي 2016 |
مرحبا حبينا شرفتنا والله وكل عام وأنتم بخير
وربنا يديم المتع
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
سلامات كباشي يا راقي
ناس دول شرق اسياء ديل لو رفعت لي اصبعك السبابة للتنبة حركتنا ديك يعني اوعك او حاسب طوالي بفهما غلط وبهيج فيك ههههههههههههههه
علي طاري التكاسي مرة قت احصل الصلاه في الحرم والاذان اذن ركبت مع بتاع تكسي وما قاولتو قت لي رفيق الحرم قالي 20 ريال مع انو مشوار 5 ريال المهم مكسح باعلي سرعه في زقاقات مكه جات مرتين اتراك قاطعين الشارع قرب يخمهم يارفيق شنو ما براحه هذا مره موت ..
فرد بلكنه كيرلاوية هههههه
هو موت روح جنه سيدا وانا روح سجن ههههههههههههههههههههه والله كيفني كيف .. قت لي اريتك كان خميتم
االمهم نا فتشت لي رافعه اصلي تحتا ماف صدق ههههههه كلهم لافات اتجاهات العكس هههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: الطيب عباس)
|
الأخ درديري كباشي,
سلام ,
انها لكتابة فخيمة , وسرد ممتع , وحكايات لا يمل المرء قراءتها !
انها من أجمل ما قرأت بالمنبر !
يالها من ذكريات ونوادر وشخوص ظرفاء !
ما أعظم تمكنك من الكتابة بلغة سهلة سلسة بسيطة وعالية في نفس الوقت !
شكرا فقد امتعتنا كثيرا.
وأرجو أن تواصل في مثل هذي الكتابة الرائعة .
ست البنات.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: ست البنات)
|
Quote: الأخ درديري كباشي,
سلام ,
انها لكتابة فخيمة , وسرد ممتع , وحكايات لا يمل المرء قراءتها !
انها من أجمل ما قرأت بالمنبر !
يالها من ذكريات ونوادر وشخوص ظرفاء !
ما أعظم تمكنك من الكتابة بلغة سهلة سلسة بسيطة وعالية في نفس الوقت !
شكرا فقد امتعتنا كثيرا.
وأرجو أن تواصل في مثل هذي الكتابة الرائعة .
ست البنات. |
سلام يا ست البنات
نورتينا وشهادتك أكيد محل فخر
يا ريت أنت كمان ترجعي زي أول للهجة أهلنا الشايقية وتتحفينا بالروائع مع طارق جبريل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: الطيب عباس)
|
Quote: سلامات كباشي يا راقي
ناس دول شرق اسياء ديل لو رفعت لي اصبعك السبابة للتنبة حركتنا ديك يعني اوعك او حاسب طوالي بفهما غلط وبهيج فيك ههههههههههههههه
علي طاري التكاسي مرة قت احصل الصلاه في الحرم والاذان اذن ركبت مع بتاع تكسي وما قاولتو قت لي رفيق الحرم قالي 20 ريال مع انو مشوار 5 ريال المهم مكسح باعلي سرعه في زقاقات مكه جات مرتين اتراك قاطعين الشارع قرب يخمهم يارفيق شنو ما براحه هذا مره موت ..
فرد بلكنه كيرلاوية هههههه
هو موت روح جنه سيدا وانا روح سجن ههههههههههههههههههههه والله كيفني كيف .. قت لي اريتك كان خميتم
االمهم نا فتشت لي رافعه اصلي تحتا ماف صدق ههههههه كلهم لافات اتجاهات العكس هههه
____________________
خُذ مارأيت ودع شيئاً سمعت به .. ففي طلعة البدر مايغنيك عن زحل ..
المُتنبئ |
هههههههههههههههههههههههههه
قلت لي عايز تموت تحت رافعة .أنت تدخل الجنة وألاولاد حالهم يصبح زين
بيني وبينك أصلا الغربة بعد كدا يا معجزة يا حادثة زي كدا ..
حركات زمان بتاعة العمارة صاحبها سوائق عائلة في الرياض .. تاني الا في الاحلام .
مرة شغال حسابات في مؤسسة ملابس ومعدات رياضية في هندي بائع ... صاحبني ليك وجاب البوم صور يفرجني .. بن اللذين باني عمارة فيلا فخمة ويشطب فيها .. ديكور وبهرجة .
بعد ما تفرجت قلت له صديق بدر نفسه ( صاحب المؤسسة ) مافي سيمسيم بيت ؟ أتخلع قلع عيونه وخطف مني الالبوم .. قال ( سديق أنت ما في كلام هو ) هههههههههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
هههههههههه
هاك دي انا ما حاضرا لكن حكاها لي زول ثقة
في الدوحه خشت شركه منافسة لشركه كيوتل ( اوريدو الحالية ) اسمها فودافون ههههههه الكول سنتر بتاعم في لبنان اظنو .. واحد من اهلي الغبش ديل قبال كم سنة كده شايلو تلفون مما سيمي بي( الكشاف عندكم) او ربيكا باللهجه السودانية .. المهم اتصل علي الكول سنتر قال عاوز يفعل النت ههههه وقامت ردت ليو البت
الو - مرحب والحنك بتاع المكالمة مسجله داك هههههههههه المهم قاليا انا عاوز افعل النت ..
قات ليو:
- شو نوع تلفونك .. قال ليها تلفوني النوع العادي دا الاسود دا ... لمان غلبو يفهما نوع تلفونو شنو ..
قاليا ياخ ربيكا... ربيكا ..
قات ليو :
- وشو يعني ربيكا ههههههههههههههههههههههههههههه
نط جنبو واحد اظرط منو قالو قولها خالي كمره خالي كمره ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
والقصه حقيقة وسمي صاحبها بالربوك ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: الطيب عباس)
|
Quote: هههههههههه
هاك دي انا ما حاضرا لكن حكاها لي زول ثقة
في الدوحه خشت شركه منافسة لشركه كيوتل ( اوريدو الحالية ) اسمها فودافون ههههههه الكول سنتر بتاعم في لبنان اظنو .. واحد من اهلي الغبش ديل قبال كم سنة كده شايلو تلفون مما سيمي بي( الكشاف عندكم) او ربيكا باللهجه السودانية .. المهم اتصل علي الكول سنتر قال عاوز يفعل النت ههههه وقامت ردت ليو البت
الو - مرحب والحنك بتاع المكالمة مسجله داك هههههههههه المهم قاليا انا عاوز افعل النت ..
قات ليو:
- شو نوع تلفونك .. قال ليها تلفوني النوع العادي دا الاسود دا ... لمان غلبو يفهما نوع تلفونو شنو ..
قاليا ياخ ربيكا... ربيكا ..
قات ليو :
- وشو يعني ربيكا ههههههههههههههههههههههههههههه
نط جنبو واحد اظرط منو قالو قولها خالي كمره خالي كمره ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
والقصه حقيقة وسمي صاحبها بالربوك .. |
هههههههههههههههههههههههههه
ديل أهلي
حقوا نحوله لبوست الضهاري
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مفارقات في الغربة (Re: درديري كباشي)
|
صلح البامية
على طاري الأكل انا من شبيت علاقتي بالاكل ضعيفة بمعنى ثقافة وشهية .. وفهمي له هو يعني اسكات الجوع بما يخرص المعدة وكفى مثلا بسكويت بشاي او رغيفة ممكن تقفل هذا الباب بسهولة .. ولكن هذا لم يمنعني من محبة الذين يعشقونه ويحسنون وصفه لفظا وشكلا وموضوعا .. بل احب ونستهم جدا واحترمت اشعب الاكول جدا عندما سئل عما هي أكثر آية تعجبه في القرآن فقال ( فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا).
قبل عدة سنوات كنت اعمل في احد الشركات جاء موظف جديد مصري الجنسية وصادف أن جاورني في المكتب .. وهو كان ضخم الجثة طولا وعرضا فحسبته من عشاق الاكل ولم يخب ظني فيه وان كان المصريين بصورة عامة يحبون الاكل ويتفنون في وصفه وتنويعه وصناعته .. كل ما فرغنا من عملنا لحظة استراحة أثرت حفيظته وتحفظه بجمل من نوع : (انتو يا باشا بتحبو المحشي وتعرفوه ؟)..وانا بيني وبين نفسي اعرف هم اساسا اصحاب المحشي ومبتكريه ..
بدأ الحوار بإزاي طويلة وعينك ما تشوف الا النور : دحنا اصحاب المحشي واهل المحشي نحن عندنا محشي الكرومب ومحشي ورق العنب وعندنا فراخ محشية وحمام محشي وممبار محشي ما سمعت بالمثل المصري البيؤلك ( انا زي الفريك ما ليش شريك ؟).
بعد هذا الحوار يبدو انه الاخ قلبه انفتح لي ضلفتين لاني أصبحت متنفس له في كبته الطعامي وهو يعيش غربة مثلنا ومحروم من معظم الاكلات الشعبية ..
واصبح كل يوم ينفتح الحوار بيننا على طبق جديد على قرار طبق اليوم الذي تقدمه كل القنوات الفضائية .. ولان أطباق اليوم عندي انا خلصت من أول اسبوع ونحن اصلا بصفة عامة كسودانيين مائدتنا فقيرة التنوع ( نحن ناس كيف وليس ناس كم .. عشان ما تزعلوا .. يعني صحن ملوحة بجحم قدح المونة ومعه صحن شطة ممكن تعزم له سرية كاملة).. يستحيل تضع صينيتين سودانيتين قرب بعض بدون ما يكون هنالك اكثر من طبق مكرر بينهما ..
الى كان طبق اليوم هو البامية .. والله انا ما شعرت بعظمة البامية وقيمتها الا بعد ان كانت طبق اليوم ووصف هذا الاخ المصري ..وانا البامية بالذات الطبيخ كانت عندي من الطبقات الدنيا في سلسلة المشهيات يمكن أفضل عليها الرغيف بالشاي .وخاصة طبقة الزيت وعندما يكون ( وش البامية ياهو) فتجد قرون البامية مطفحة فيه مثل التماسيح في حديقة الحيوانات .
الاخ ابتدر طبق اليوم بسؤال مفاجئ : ازاي علاقتك بالبامية يا ابو محمد ..
كدت استلف رد عاد عادل امام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة ( يعني زي علاقتي بحضرتك )؟ لولا خفته يزعل مني ويقفل هذا النقاش الجميل أقصد اللذيذ .
قلت : يعني مش اوي اوي .. بصراحة كنت صادق لان علاقتي بالبامية الطبيخ هامشية جدا . وهامشية بمعناها الحرفي لاني كنت اتبن قطعة الخبز في الطبيخ واتفادى القرون ( من يسمعني يقول كنت أحلب في بقرة) بمعنى أشمئز منها فأحرص الا يتعلق منها شئ في لقمتي .. حتى اجفف منابعها تماما وتقضل القرون لوحدها لاتجد سائلا تسبح فيه ..لكن انا اختصرت كل هذا الكلام في عبارة ( مش أوي أوي) .. والذي يبدو انها أثارته جدا ..
- كيف يا ابو محمد البامية دي أعظم انواع الخضروات .. تصور انها أغلى انواع الخضرة في اروبا لا يشتريها الا الاغنياء . وقال انا زرت تركيا وهناك في مطعم تركي أغلى طبق عندهم .. تصور هناك يقدموها مطبوخة مع لحم الضان ومخلوط معها نبيذ العنب .. يا سلاااااااام تصور تكون حاطط أودامك الطبق يغلي في وعاء من الفخار وتاكلها بالشوكة .. لا لا لا لا انا لازم تروح معايا ..
- نعم ؟ اروح معاك فين ؟ تركيا ؟
- لا لا لا أنا عازمك يوم في المطعم المصري .. بركة نروح نتغدى مع بعض ..
انا فعلا تأثرت بوصفه وبدأت أعيد النظر في البامية من جديد وتذكرت كلامه حين قال تاكلها بالشوكة تضاربت مشاعري بين الاشمئزاز والفضول والتشوق الى ان جاء الغد .. ورحنا سويا الى حيث الدعوة في المطعم المصري .. والذي هو مناسبته عقد مصالحة بيني وبين البامية والتي يبدو اني ظلمتها طيلة مسيرتي ( السفسفية)
أول ما دلفنا الى المطعم والذي يبدو صديقي أن له فيه صولات وجولات .. انبرى له الجرسونات وصاحب المطعم تحايا وتشريفا .. وقدمني لهم كضيف يريد ابهاره بالاكل المصري .. بصراحة انا شعرت بالعظمة وحسيت كاني مصاحب أحد باشوات مصر المعظمين في العهد الملكي .. فالجرسون وهو يحمل المانوال او الدليل ومعه نوته يسجل عليها الطلبات يبسقك بكم من التحايا من (أزيك يا باشا منور والله ).. وبدأ في أسألتي عن طلباتي والتي طبعا لم تسعفني فيها ثقافتي الضحلة .
أختصر الصديق في الطلب الرئيسي قائلا : اولا هات لنا اتنين طاجن بامية باللحم الضاني ... ها يا ابو محمد عاوز معاها أييه ؟
- عاوز رغيف
- أنت بتستهبل ما الرغيف أصلا موجود اطلب صحن تاني ..
انا ذاكرتي لم تسعفني ضغطتها لاطلع بأي صحن من المسلسلات المصرية اخير قلت عاوز حمام محشي .
- تمام يا استاذ هات له حبة حمام محشي وهات لي انا موزة مع المعكرونة وهات لينا كرومب محشي ..
الجرسون قال : والشوربة عايزها ايه ..
حول المضيف السؤال نحوي : ها يا ابو محمد الشوربة عايزها اييه ؟
- الشوربة عايزها شوربة طبعا ؟
- ازاي يعني
- ما انا ما فهمت يعني ايه الشوربة عايزها اييه ما الشوربة ياها الشوربة ..
- لا يا استاذ أقصد عايزها شوربة عدس ولا شوربة خضار ولا شوربة لسان العصفور .. وظل يعدد في انواع من الشوربة .. قلت عدس ( الما يعرف يقول عدس).دقائق وامتلات المائدة بالاطايب .. والموزة التي كنت متشوقا لاعرف ما هي طلعت هي تقريبا قطعة الضلع التي نقدمها في مناسباتنا .. وحضرت البامية .. وكان صديقي يتناولها بالشوكة مستمتعا يهز في رأسه كأنه يستمع لآغنية أم كلثوم ..ويقول يا سلام على عظمة البامية ( دوووء يا ابو محمد دوووء) شعرت بنفسي كأني في جلسة استخراج عفريت البامية من دماغي .. لاني بدأت بالتدريج اسمح لها ان تتسلل الى لقمتي .. ووجدتها فعلا لذيذة جدا .. وكلما شعرت بغثيان أو قرف رفعت رأسي انظر لصديقي استمد منه طاقة الاستمرار ووجدته يمدغها بنهم في الاول عندما شاهدته اول مرة يطعنها بالشوكة ويتناولها حسيت كأنه يتناول في سحالي .. يبدو فعلا انه كان عندي عفريت ضد البامية .. لكن بالتدريج بدأت اتصالح معها .. الى ان وصلت مرحلة طعنها بالشوكها وتناولها بدون تكفينها بقطعة رغيف معلنا طرد عفريتها من دماغي الى الأبد .. وتصالحت معها من يومها ... وافتقدت ذاك الصديق لانه مثلما ما جمعنا أكل العيش والبامية عاد وفرقنا من جديد ولم أعد اراه أو يراني ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
ismeil abbas
محمد فضل ابراهيم
محمد البشرى الخضر
Dahab Telbo
عمر عبد الكريم علي
محمد حمزة الحسين
احمد محمد بشير
ابوحراز
محمد عبد الله الحسين
ALWALEED ALSHEIKH
الطيب عباس
Anas Babekr
ست البنات
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست