فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2025, 07:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-13-2013, 06:12 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة)

    فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة)
    هذه عشرة قصص أو حكايات مصورة تعبر عن بعضاً من الواقع الحياتى فى تعامل البشر وتأثير السياسات الإقتصادية على المجتمعات.
    هذه القصص من الصومال، غينيا بيساو، السودان وتنزانيا.
    كل قصة سوف تكون معها صورة ،إن وجدت، لها إرتباط مباشر مع الحدث...
                  

12-13-2013, 06:27 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    العشرة قصص هى:
    فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (الصومال)

    ضبح العتوت ولا طعنة الخنزير؟ (غينيا بيساو)

    الخواجة ركب الجمل فى خمسة دقائق (السودان)

    البنقو فى نص الغابة.. (تنزانيا)

    نضبح ليكم تيس لمن تزورونا فى السويد (الصومال)

    عندما تتهم بإنك صومالى (تنزانيا)

    عرقى الكاشيو وراجل العشرة نسوان (غينيا بيساو)

    لمن تكون محشش بالقات (الصومال)

    أمى قالت ليك أضبح لينا الديك ده!!! (تنزانيا)

    عرقي القنا (تنزانيا)

    زيادة خير:
    قرية لأول مرة تشوف التلفزيون (تنزانيا)
    المرفعين (تنزانيا)
                  

12-13-2013, 06:37 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    نبدأ ليكم بصورة فكة العشرين دولار...القصة لاحقاً إنشاء الله



    Somaliland.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-15-2013, 11:26 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    فكّة عِشرين دولار فى شوّال – (الصُومال)
    نوفمبر 2007

    كُنت عائداً من مهمةٍ فى إحدي القري الصُومالية إسمُها "قارعداك" وهي تقع داخل حدود دولة أرض الصومال إلا أنها تتبع إثنياً للمجموعات التى تسكن فى بلاد بنط. وهى مجموعات رعوية بدوية متنقلة تحُكمها عاداتها وتقاليدها القبلية فى فض النزاعات والخلافات. كان الطريق وعِراً وشاقا، يمر عبر تلال من الأرض نحتتها السيول بسبب الإمطار وإنعدام الغطاء النباتي في غياب سلطة ومسؤولية الدولة. يمر الطريق ببعض الحلال الصغيرة التى يسكن حولها البدو خلال ترحالهم بحثاً عن المرعي.

    كان معى سائق يدعى أحمد يتحدث قليلاً من العربية وله أصول إثيوبية بحكم ولادته ونشأته فى قرية صغيرة على الحدود مع إثيوبيا. كان حريصا جدا على تجنب الإصتدام بواحد من الجِّمال المنتشرة فى هذه المناطق. لذلك كان يعمل ألف حساب لذلك. لكنه لم يستطيع تجنب الإصتدام بأحد الخراف الصُومالية ذات الرأس الأسود والذنب القصير الممتلئ بالشحم والدهن. فرغم ملاواته للدريكسون يمينا ويسارا إلا أنه لم ينجح فى تفادي واحداً من تلك الخراف والتى ظهرت فجأة من خلف إحدي الشُجيرات عندما أرعبها صوت ماكينة اللاندكروزر.

    أوقف السيارة ونزلنا لتفحص ماحدث..
    كانت نعجة فى شهور حملِها الأخيرة وقد تسبب الحادث فى كسرٍ فى أحد ساقيها الخلفيتين..
    تلفتُ يمينا وشمالاً بحثا عن راعي او صاحب للنعجة ولكن لم يكن هناك أحد.
    سألت أحمد ماذا نفعل؟ لايمكن أن نتركها هكذا أو نهرب تستراً على الجريمة.
    أشار أحمد الى قرية صغير بدأت ملامحها بين الشجيرات.

    فتحنا باب الضهرية وحملنا النعجة ووضعناها داخل السيارة.

    تحركنا وتوقفنا فى وسط القرية. أنزلنا النعجة ووضعناها فى الأرض وسط تجمهُرٍ كبير من سكان القرية. سأل أحمد عن صاحب النعجة وجأته الإجابة سريعاً وكأن النعجة مواطنة من مواطني القرية مشهورة ومعروفة. كانت صاحبة النعجة إمرأة أرملة ولذلك لن يُسمح لها بالتفاوض حسب تقاليد المنطقة. وأن من يتفاوض نيابة عنها هم شيوخ والقبيلة والحِلة.
    جلسنا فى حوار مع الشيوخ فى راكوبة منفصلة دون شوشرة من بقية سكان القرية المتجمهرين فى الخارج. بدأ الحديث أحد الشيوخ والذي أقر مبدأ القضاء والقدر وعلى مبدأ التعويض لأن صاحبتها أرملة ليس لها عائل وأن النعجة فى شهر حِملها الأخير.
    كان أحمد متوترا لأسباب لا اعرفها، لكن ما كنت أعرفُه أنه كان يحمل هماً حول حجم مبلغ التعويض لصاحبة النعجة.

    حَكمَ الشيوخ بدفع مبلغ يعادل 80 دولار.
    دفعت لهم بورقة مائة دولار ولم أكن أود اخذ ما تبقي من المائة دولار. إلا أن أحمد أصرّ وألحّ أن نأخذ ما تبقي من المبلغ وهى عشرين دولار.

    طال إنتظارنا لإستلام الباقي فسألت ما السبب. أجابنى أنهم يبحثون فى القرية عن عشرين دولار ولكنهم لم يجدوا ولا زال البحث جارياً. بعدها أتى شخص وسال إن كنا نقبل ما يعادلها بالعملة الصومالية المحلية. فوافقت على ذلك رغم إعتراض أحمد. بعد دقائق أتى نفس الشخص وهو يحمل شوال مربوط. سألته ما هذا؟ فأجابني هذا هومايعادل مبلغ العشرين دولار بالعملة الصومالية.
    فتحت الشوال فوجدته مكدسا بالاوراق المالية النقدية كل حزمة مربوطة بقوة بشريط بلاستيكى مطاط.

    أصابتنى الدهشة وأنا أكتم ضحكتي.

    أغلق أحمد الشوال وربطه بقطعة حبل وقذف به فى الضهرية..

    عندما وضعت رصت الاوراق النقدية على تربيزة الفندق (كما هو واضح فى الصورة) كان هذا أفضل مثال لشرح معني تدنى العملة الوطنية مقابل الدولار.

    Naga1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Naga2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    naga3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-15-2013, 12:10 PM

Mohd Ibrahim
<aMohd Ibrahim
تاريخ التسجيل: 01-19-2004
مجموع المشاركات: 2234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    ها ها معناها صاحبة النعجة دي تكون لي اسة بتعد في قروشها ........... شكرا وفي انتظار المزيد
                  

12-15-2013, 02:29 PM

خالد عبد الله محمود
<aخالد عبد الله محمود
تاريخ التسجيل: 11-28-2004
مجموع المشاركات: 5393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: Mohd Ibrahim)



    بوست شكلو دسم و حيكون بوست الموسم
                  

12-16-2013, 09:05 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: خالد عبد الله محمود)

    Quote: بوست شكلو دسم


    رجعت عاينتا للمداخلة الثانية لقيت فعلا البوست ملان ضبائح وعتان وديوك وخرفان وجمال ونوعين من العرقي وسيجارة بنقو...

    تشكر يا خالد مع خالص التحايا

    (عدل بواسطة سيف اليزل سعد عمر on 12-16-2013, 09:05 AM)

                  

12-15-2013, 06:07 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: Mohd Ibrahim)

    Quote: ها ها معناها صاحبة النعجة دي تكون لي اسة بتعد في قروشها


    لمن يصل التضخم المرحلة دي عدّ القروش ما بنفع..
    تعرف يامحمد القروش دي بعدوها بالحزمة. ما ورقة ورقة.
    لو قلتْ تحسبا ورقة ورقة بتجدع نصها. القروش دي جوة محشية زبالة بتاعة ورق وحاجات غريبة. يعني ممكن تلقي ليك أس ديناري، ولا بت هارت ولا جوكر عادي. بعدين بتلقي برضو اوراق كتيرة مقطوعة النص والنص التانى ملصق مع ورقة جريدة، ولا نص ورقة تانية مختلف تماما من النص الثانى.

    دي ذكرتنى غشة ذكية طبقا واحد فينى فى نايروبي.

    كنت عايز أفك ليي مية دولار بعد ما السوق قفل، وكنت مسافر تانى يوم الصبح فجُر بالبص لإحدي المدن الكينية. آها مشيت السوق لقيت واحد قال لي داير تفك عُملة؟ قلتو ليهو آي. أدانى وريقة صغيرة مكتوب فيها أسعار العملات الأجنبية مقابل الشلن الكيني. السعر كان مُغري تب.

    ادانى حزمة عديتا ورقة ورقة وكانت ستين ألف شلن. رجعتا ليهو ودخلا فى جيبو.

    اها طبعا أنا أطأنيت تب واديتو المية دولار. أدانى هو حزمة قروش وشلتها دخلتها فى جيبي طوالى ومشيت.

    الصباح لمن كنت عايز أدفع حق التذكرة للبص لقيت إنو قروشي كلها الفى الحزمة لا تكفى حتى لشراء التذكرة.

    إكتشفت إنو فى ورقتين فقط من فئة الألف شلن واحدة فى اول الحزمة والتانية فى الآخر والباقى كلو عبارة عن ورق طباعة أو فئات ورقية اقل قيمة..

    الوقت داك لو كان لقيت نيم كنت اكلتو..
                  

12-16-2013, 09:59 AM

Mohd Ibrahim
<aMohd Ibrahim
تاريخ التسجيل: 01-19-2004
مجموع المشاركات: 2234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    Quote: دي ذكرتنى غشة ذكية طبقا واحد فينى فى نايروبي.

    كنت عايز أفك ليي مية دولار بعد ما السوق قفل، وكنت مسافر تانى يوم الصبح فجُر بالبص لإحدي المدن الكينية. آها مشيت السوق لقيت واحد قال لي داير تفك عُملة؟ قلتو ليهو آي. أدانى وريقة صغيرة مكتوب فيها أسعار العملات الأجنبية مقابل الشلن الكيني. السعر كان مُغري تب.


    ماعارف اقول ليك شنو ياسيف لكن قلبك قوي في الدول الافريقية دي الواحد غير مايقدر يفك في قروش ....اديس القريبة دي مرة واحد في اديس قنا ليو نرسل ليك مية دولار مع الشغالة توصل
    ليها لااهلها قاليوم المية دولار دي ممكن يضبحوك من الاضان الاضان ويشيلوها منك ...حول بالبنك بس وعز النهار .........
                  

12-16-2013, 12:47 PM

Mohammed Alhasan Mohammed
<aMohammed Alhasan Mohammed
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: Mohd Ibrahim)

    التحية لصاحب البوست وضيوفه الكرام

    Quote: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة



    الحكاية الاولى مليئة بالمعانى والاشارات وتكفىلوحدها لاثراء بوست منفصل نادر النوعية ....شديد الامتاع

    متابعون ..بكل الحواس ...
                  

12-17-2013, 04:08 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: Mohammed Alhasan Mohammed)

    Quote: وتكفىلوحدها لاثراء بوست منفصل نادر النوعية


    مرحب بالأخ محمد الحسن محمد
    تُشكر علي المتابعة وعلى هذه الكلمات الطيبة..

    قلنا نخت البيض كله فى سلة واحدة عشان ما تتشتت الجهود بين البوستات. حقيقة الهدف من البوست هو تجميع ذكريات قديمة ومشاركتها مع بورداب سودانيزاونلاين وضيوف البورد والتى نتجت منها إقتراحات مفيدة حتى الآن كنت أفكر فيها لكنى لم أجد الوقت لتنفيذها..لكن بمشاركتكم ونقدكم سوف تكون حقيقة بإذن الله
    لك عاطر التحايا...

    الحكاية التانية فى الطريق بعد أقل من ساعتين...
                  

12-17-2013, 07:07 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الثانية

    ضبح العتُوت ولا طعنةْ الخِنزير - غينيا بيساو
    يونيو 1997

    إنتهي أحد كورسات دِراسة الماجستير بالجامعة السويدية للعلوم الزراعية برحلة أكاديمية إلى غِينيا بِيساو فى غرب إفريقيا. كُنت الطالب الوحيد من إفريقيا من بين حوالي عشرون طالبا وطالبة من السويد والدنمارك. توقفنا لمدة أسبوع فى لِشبونة فى البرتغال للتعرف على ثقافة وتاريخ غينيا بيساو من منظور سادتِهم الإستعماريين. ولكم دارت نقاشات حادة بينى وبين زملائى حول الثقافات والمفاهيم الافريقية وما يقابُلها فى أوروبا وحول دور الاستعمار فى تخلف القارة وعدم فهم نمط الحياة والثقافة الإفريقية.

    غينيا بيساو دولة صغيرةَ الحجم فقيرة الموارد، مساحتها أصغرُ من مساحة إقليم كسلا بقليل وتعتمد على تصدير الكاشيو وإستثمارات شركات صيد وتعليب الأسماك. أما الزراعة فهى تقليدية وبالكاد تكفي لحاجة مواطنيها. لكن رغم ذلك وجدت نفسي فى هذا البلد الإفريقى وشعرت بإفريقيتى وسط هذا الكم من الخواجات. ومع مرور كل يوم جديد فى هذا البلد أصبحت مرجِعا لزملائي فى المحاصيل والنباتات الإفريقية وفى آلآت الزراعة التقليدية من واسُوق وكَندَنكة ودبنقة وخِلافه. في ذات الوقت احترمت حب الأوربيين للمعرفة والبحث. فلم أكن اعرف عن الكاشيو شيئا ولم اري شجرة زيت النخيل قبل هذه الزيارة.

    يُوسُفا (يُوسُفْ) من مواطنى قامبيا كان الطبّاخ المرافق للرحلة. وهو رجل كبير تبدو عليه سمات الوقار بلحيته الطويلة وسبحته. كان يجلس فى الكنبة الاخيرة مُمسكا بمصحفٍ بين يديه. عندما عرف بأنى سُودانى سألنى من أصحابه السودانيين فى مدينة أُوربرو السويدية. حكي لى عن حياته فى السويد وأن له بنتا تعيش هناك إلا أنه تعب من تلك الغربة وفضل العيش فى قامبيا. سألنى إن كنت مسلما فأجبته بنعم. قال لي "لا تخف أُكُلْ كل ما أطبخ دون خوف، فلن أطبخ لحم الخنزير". كان فعلا طباخا ماهراً يُجيد طبيخ الكُسكُس بلحم الغنم.

    أكرمنا فقراء غينيا بساو بما هو موجود فى مزارعِهم وبيوتهم عند زيارتهم. فمنهم من أهدي لنا قُفة مانجو أو كيس ليمون او دجاجة مع بيضها. احدهم أهدي لنا عتوتا لنذبحه ونتغدي به. تلقفه مساعد البص ورفعه ليربطه فى سقف البص الا ان صيحات وكواريك زميلتنا" ليزا" جعلتُه يقف مُتحيراً بين كواريكها وإستيغاثات العتوت. أصرت ليزا على ان يركب العتوت معنا داخل البص ويا حبذا لو كمان فى أحد المقاعد لوحده. جلست بجانب يُوسفا فى الكنبة الاخيرة أستمع لذكرياته عندما كان شاباً فى السويد. جاء فى معرض حديثنا أنني سوف اذبح له العتوت إن أراد مساعدة. بطريقة او بأخري وصلت هذه المعلومة للزميلة ليزا. فى اليوم التالي وجدت ليزا فرصة لشن هجوم على هذا الإفريقى المتوحش ، شخصي، والذي من المُحتمل أن يذبحَ هذا العتوت البريء.

    ليزا - سمعت قالوا لي حتضبح العتوت!!؟
    انا- نعم قلت لي يوسفا لو داير مساعدة بضبح ليك العتوت.فيها حاجة؟
    ليزا - ياخى طريقة ضبيحتكم دي متخلفة خلاس ومؤلمة جدا للحيوان!
    انا- ليزا إنتي قائلة نفسِك فى السويد ولاشنو؟ دِي ياها الطريقة البضبحوا بيها الناس هنا لو كانت دينية أو وثنية، وكل ناس عندها عاداتها وتقاليدها.
    ليزا- دِي طريقة ما فيها رحمة. كيف تقبلْ بتعذيب الحيوان بالطريقة دي؟
    انا- يا ليزا ليس الهدف تعذيب الحيوان كان ضربو برصاصة فى راسو، ولا خدّرو ولا ضبحوا، أهو ميت ميت. وإذا قاصدة ضبيحة المسلمين واليهود فعندها شروطها التى تحرم تعذيب الحيوان عند الضبح.
    ليزا- ياخ انتو ناس متوحشين جدا..
    انا- يا ليزا أكيد الناس عندها رغبة فى تخفيف ألم الحيوان عند الضبح ولو كان عندها الموارد المادية والرفاهية الوصلتوا ليها في السويد كان إستخدموا وسائل أكثر حضارة عند الضبحية، لكن هنا الانسان ما لاقي رعاية وإهتمام كيف تتطالبيهم بالاهتمام بالحيوان عند الضبيحة؟

    ليزا كانت تناقش من وجهة نظر سويدية وهي فى إفريقيا وأنا كُنتْ بناقش من وجهة نظر إفريقية وأنا في إفريقا. حصيلة ذلك النقاش هو أنْ البروفسور المرافق قام بتهريب العتوت ليلاً وأهداه لاحد فقراء غينيا بيساو ليفعل فيه ما يريد. لانه إذا تم ضبح العتوت بالطريقة السودانية بتاعتى قدام هؤلاء الخواجات ديل دِي حتكون جريمة لا تُغتفر.

    صادف أن زُرنا أحد القري وكان لديهم إحتفال قبلي يمتد لمدة أسبوع. كنا نسمع صوت النقارة والغناء والرقيص يأتي من وسط الحلة. تجمع الاطفال والناس من حولنا لرؤية هؤلاء الخواجات. عندما وصلنا مكان الاحتفال كانت هناك جُثث لأبقار وأغنام وخنازير بُقِرتْ بُطُونِها منتشره هنا وهناك. ومجموعة من الرجال يذبحون خنزيراً وهو يصيح من الألم. لم تسطع ليزا وبعضا من الزميلات مشاهدة هذا المنظر. فمنهم من إستفرغ ومنهم من هرول راجعاً للبص. كان إحتفالا غريبا يقام للموتي سنويا تذبح فيه البهائم كقربان وتُتركُ لمدة ثلاثة ايام فى مكانها بعد بقرِ بطونها لتؤُكلْ بعد ذلك. عندما رجعت للبص ذهبت مباشرة لليزا. كان وجهها محمراً كالفشفاش بسبب السخانة والاستفراغ. رأت ابتسامتى الشامتة وأجابت دون سؤال منى: ديل ناس متوحشين. رديت عليها ضاحكاً "مرحباً بك فى إفريقيا".

    قضينا أحد الأيام فى ضيافة مُزارع من قبيلة البَلانتِى وهو شخصيا كان زعيما للقرية التى زرناها. تعرفنا على طريقته التقليدية فى زراعة الأرز وشاركنا نساء القرية حياتهم اليومية من جلب الحطب وفندقتْ حبات الفاصوليا. تصادف ان ذلك اليوم 24 يونيو هو يوم احتفال مهم لدي الشعب السويدي يسمى احتفال منتصف الصيف وقررنا الاحتفال به مع هؤلاء القرويين المتوحشين فى نظر ليزا. أقام الطلاب رمز الاحتفال وهو عبارة عن صليب تتدلي منه دائرة من الجهة اليمين وأخري من الجهة الشمال يُزين بصفق الأشجار والورود. رقص الخواجات حول رمز الاحتفال وهم يتغنون بالأغنية الشهيرة التى تسمى "القعونجات الصغيرة". نالت الاغنية إعجاب جميع الحاضرين وماتوا بالضحك من الأداء الكوميدي للخواجات وطلبوا اعادة الاغنية مرة تانية.

    ثم جاء دور شباب القرية والذين قدموا عروضا إفريقية قوية من رقصات تمجد الحصاد وأخري للثور وثانية للمرفعين وثالثة للكُجُور. بعدها هدأت ساحة الرقص ليبدأ عرضا فردي لزعيم القبلية والذي بدا يلوح بسكين طويله وهو يودي حركات إستعراضية على أنغام الطبول. اختفي خلف المنزل للحظات وعاد وهو يجر خنزيراً من قدمه اليسري. كان الخنزير يستغيث مع زيادة أنغام قرع الطبول. كان الخوف باديا فى عينيه وهو يتلوي محاولاً الفكاك من يدي زعيم القرية والذي يرقص ويتمايل طربا على أنغام الطبول. رفع قدم الخنزير اليسري، والخنزير يصرخ، ثم أخرج السكين من غِمدها فى شقه الأيمن ثم غَرَسَها فى قلب الخنزير دون رحمة أو هُوادة. طار الدم فى وجهه وملابسه وهو يلوي بالسكين يميناً وشمال فى قلب الخنزير. فى تلك اللحظات هرب جميع زملائى ومعهم ليزا واختفوا خلف الشجيرات حتى لا يروا بشاعة هذا الحدث المعتاد لهؤلاء القرويين. وجدت نفسي وحيدا أوثق تلك اللحظات بكاميرتى..

    إختفوا جميعا من حلبة الرقص وكأن الارض قد انشقت وأبتلعتهم

    وجدت الجميع داخل البص فى إنتظاري للتحرك ومغادرة القرية فوراً..

    حاولت ليزا التهرب من رؤيتي بعد هذا الحدث. ربتُ على كتفها وهى جالسة فى البص فالتفتت إلىّ:

    - أها يا ليزا ضبح العتوت ولا طعنة الخنزير؟

    ------------------------------------------
    آسف جداً الصورة الأساسية ما إتلقت

    Guniea1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Guniea2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    guninea3001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    guniea4001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Guniea5001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Guniea6001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Guniea7001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-17-2013, 07:43 PM

أيمن التوم حسن
<aأيمن التوم حسن
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 1067

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    سرد فى غاية الامتاع ,, وابحار قصصي ذو دلالات عميقه
    يا سلام يا أخ سيف اليزل ياخ ,, حضور ومتابعه
                  

12-18-2013, 06:55 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: أيمن التوم حسن)

    Quote:
    سرد فى غاية الامتاع ,, وابحار قصصي ذو دلالات عميقه
    يا سلام يا أخ سيف اليزل ياخ ,, حضور ومتابعه


    لك خالص الشكر اخي ايمن التوم حسن

    نتمى ان نكون على قدر المسؤولية

    تحياتى
                  

12-19-2013, 06:31 AM

Mohd Ibrahim
<aMohd Ibrahim
تاريخ التسجيل: 01-19-2004
مجموع المشاركات: 2234

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    رصينا كرسينا وقاعدين ...........ماتطول الغيبة
                  

12-19-2013, 04:41 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: Mohd Ibrahim)

    Quote: رصينا كرسينا وقاعدين ...........ماتطول الغيبة


    الأخ محمد إبراهيم
    والله سعدتُ كثيراً بمشاركاتك فى هذا البوست..وتشكر كثيراَ جِداً على المتابعة..بكرة الجمعة آخر يوم فى الشغل وبعدها إجازة إسبوعين..ودي فرصة كويسة الواحدة يكمل البوست ويحتفل بالأعياد...
    وربنا يجعل أيامك كلها أعياد...
                  

12-20-2013, 08:06 AM

الدومة ادريس حنظل
<aالدومة ادريس حنظل
تاريخ التسجيل: 09-16-2011
مجموع المشاركات: 1243

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الاخ سيف اليزل والله بوست مليئة لاافراح والاحزان
                  

12-21-2013, 10:34 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: الدومة ادريس حنظل)

    Quote:
    الاخ سيف اليزل والله بوست مليئة لاافراح والاحزان


    الاخ الدومة ادريس حنظل
    والأخ علي بوب

    خالص الشكر وأجمل التحيات
                  

12-21-2013, 10:49 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الثالثة
    الخَواجة رِكِبْ الجَملْ في خمسة دقائق - السُودان
    دِيسمبر 2009

    جارتنا، عليها رحمةُ الله، حَمَرِّية إحْتفَظَتْ ببساطتِها وطِيبتِها وثقافتِها ولهجتِها. كانت تصِفْ حَفَدتِها والذين هم أبناء أساتذتي "بعيال البندر". فعندما يرفضوا تذوق عصِديتها بِمُلاح الشرموط تُصابُ بخيبة أمل كبيرة وهي تَتَنهدْ ثم تقول لأبنائها: "عِيالكُوْ دِيل عِيال بندر". هاجرَ والدي من شمال كُردفان وتزوج وأستقر بمدينة ودمدنى. وكانت نشأتي نشأةْ عِيال البندر. وهو ما أتأسف عليه كثيراً. لذلك كانت نظرتى، كأي من عيال البندر، للجِّمال والحمِيرِ والحصِينِ والكِلابِ والأغنام نظرةً مختلفة سلبية ومتخلفة.

    كأي واحد من عِيال البندر لم نركبْ من الحمير إلا الضَّالَ مِنها. ولم نركبْ الحصين إلا شعلقة فى مُؤخرة عربة الكارُو. ولم نتعامل مع الكلاب إلا بالحجرِ والكرَّ والفّر. أما الجمال فلم أقترب منها قط. فقد كُنت أعتقدُ جازماً أنها تحتاج لخبرة فى التعامل والتفاهم معها. وكأي واحد من عيال البندر كانت لنا إعتقادات ومفاهيم غريبة عن بَركةْ وعضّةْ ودموع وبُكاء وحِقد الجّمل. ولكم حذرتني خالتى الأمدُرمانية من الإقتراب من الجِّمال وأصحابها الذين يبيعون الحطب والفحم فى ميدان القلعة بالقرب من حي ودأُرو فى أمدرمان عندما أقضي إجازتى البندرية المدرسية فى ضِيافتها.

    لم أري فى الجمل مثلما رآءهُ سُواح إهرمات الفراعنة فى الجيزة ولم تكن لدي رغبة على الإطلاق فى ركوب سفينة الصحراء هذه أينما كانت ووجدت. لكن مُنتجات الجّمل لم يكن لدي إعتراضٌ على تَذوُّقِها. أجمل ما فِيها لبن الإبل الرائب فى بطانة تمبول ورفاعة وكبدة الإبل فى نادي الجزيرة فى ودمدنى مع زملاء الدراسة. أسواء ما فيها كان شراب لبن إبل "طازج" فى الصومال فقد إنكسرت فينى ماسورة لم ينفع معها حتي أفضلْ حبوب وقف الإسهال سويدية الصنع.

    كانت زيارتي للسودان فى ديسمبر 2009 ذات طعم خاص، فقدت كانت بعد غُربة وشُوق. كنتُ، وأَحدَ زُملائِى الخواجات، فى مهمة إستشارية تتعلق بقوات اليوناميد لدارفور بعد دخول قوات اليوناميس للخُرطوم. وكالعادة قرأ الخواجة كُتُباً كثيرة عن السودان قُبيل السفر وأُعْجِب بغُردون باشا وعلى مقدرتِه فى تتطوِيع وإستخدام الجّمل فى رحلاته.تمنى لو أنه مرَّ بتجربة غُردون باشا هذه. تَلفتَ فى الخرطوم وأمُدرمان شمالاً ويميناً ولكن لم يجد جملا واحداً يركبهُ. أخذتُهُ على قنداهار فى غرب أمدرمان إلا أن حظه كان سِيئاً ولم نري أيضاً جملاً واحداٌ فى هذا البندر.
    عند رُجوعنا من الأُبيّض وبالقرب من مدينة أم رُوابة طلب مني التوقف فقد رأي جملاً يمتطيه شاب مع قطيعٍ من الأبقار والأغنام.

    فِرح فرحةً غامرة وهو يدور حول الجمل ويمسحْ براحة يده على جلد الجمل ووبره.
    طلب من الشاب أن يُعلمه ركوب الجمل في خمسة دقائق مقابل مبلغ مئتي جنيه سودانى.
    ترجمتُ للشاب،وهو من قبيلة الجّوامعة، رغبتْ الخواجة فى تعلُمِ رُكوب الجمل مقابل مئتي جنيه.

    أناخَ الشاب الجمل وهو يهدر ويرغي، وشرح للخواجة الذي تابع بإهتمام تعليمات ركوب الجمل. كان الخوف وروح المغامرة ظاهرة فى عينية.

    تعصّب وهو يُحاول الجلوس على السّرِج بينما الشاب ممسكا برسن الجمل.

    كاد أن يُسقُط على ظهره عندما قام الجمل على ساقيه الأماميتين، ثم كاد أن يسقُطْ على وجهه عندما وقف على ساقيه الخلفتين إلا أنه تشبثْ بيديه الإثنين فى سرج الجّمل. توتر قليلاً عندما لم يفهم الجمل لغته السويدية عندما أمرهُ بالتحرك. تدخل إبنُ الجوامعة وأمر الجّمل بالتحرك ثم قذف الرسن للخواجة وهو يُعيد التعلميات وانا أترجمُها حتى قبل أن ينطق بها وكل همي أن لا يقع الخواجة من علو ثلاثة أمتار فينفقِه.

    بدأ الجمل التحرك فى خطوات هادية وهو يرغِي وكأنه يرفض ركوب الخواجة وأنا وإبن الجوامعة فى الخلف نحاول توصيل التعليمات للخواجة والجمل. لفّ بالجمل عدة مرات وللحظات شعر بنفسه وكانه غُردون باشا.

    وجد صعوبة فى أمر الجّمل بالبرك فلم يستطع نُطقَ الشفرة السودانية المليئة بالخاءآت لإناخة الجمل.
    شعر بفرحة كبيرة عندما نزل من الجّمل ثم دار حوله وهو يتفحص كل جزء من اجزاء جسمه ويمسح عليها.
    أدخل يده فى جيبه وأخرج كل ما فيه وسلمها للشاب. كانت بالطبع أكثر من مئتي جنيه بكثير.

    نظر الي قائلا: للأسف عندكم موارد سياحية غير مُستغلة. هناك من يُودون الإستمتاعْ بجمال وهدوء الصحراء برحلة بالجّمال من أم روابة الى بارا، وانا واحد منهم.

    لم أُفكِرْ فى رُكوب الجّمل ولم تكن لدى رغبة فى ذلك أولستُ من عيال البندر...

    Pelle5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Pelle1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    pelle2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Pelle3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Pelle4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-22-2013, 04:59 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الرابعة
    البنقو فى نُص الغابة - تنزانيا
    يونيو 2002

    "مافِينقَا" قرية نائية ومعزولة تقع علي الجانب الغربي من محمية "سيلوو"، أكبر محمية طبيعية للحيوانات البرية فى إفريقيا في تنزانيا. وقد أساسها مجموعة من الهاربين من سُلطة القانون من قتلة ومُهربين ومغتصبين ومن الذين يمتهنون مهنة الصيد غير المشرُوع. وهي تبعد حوالي 30 كيلومترا من قرية "لِيلُوُنُدو" علي طريق الأسفلت الذي يربط مدينة "إنجُونبى" و"صُونقِّيا" في المرتفعات والتلال الجنوبية. بعد فترة ثلاث سنوات قضيتها فى قرية ليلوندو بمشاركة إخي ونسيبى علي حمد النيل قررنا زيارة مافينقا لأول وآخر مرة.

    قدمنا دعوة لبريطانِيينِ كانا يعملان فى المدرسة المتوسطة في نفس القرية كمدرسين للغة الإنجليزية. الأول معلمة إسمُها ديبي قووين فى الثلاثين من عمرها والثاني بيتر وولف يصغرُها بثلاث سنوات. رحبا بالفكرة فقد كانت فرصة لهما للخروج من عزلة المدرسة والتى تبعد عن منزلنا حوالى ثلاث كيلومترات حيث كانا يسكنان فقي قمة أحد الهِضاب.

    وقدمنا دعوة للشاب تنزاني إسمه إيسو ليكون لنا دليلا خلال الرحلة لمعرفته بالبيئة التنزانية وثقافات قبيلة الوابينا. كان يعمل معنا خفيراً فى المكتب والمنزل معا. حمل إيسو معه طورية وسكين طويلة "ماشيتي" أو "البانقا" باللُّغة السواحلية وجركانة موية وأدوات اخري. سألته لماذا كل هذه الأغراض والأدوات. أجابني ضاحكا قد نحتاجها. لم ينسي أيضا أن يحمل معه جركانة من عرقي القنا فقد كان مُدمنا له.

    تحركنا بعد منتصف النهار بعربة تويوتا هايلوكس دبل كابينة. كانت خطتنا ان نصل مافينقا بعد ساعتين أو ثلاث ساعات. نقضي الوقت فى التجوال في القرية والمبيت فى إي مكان ما داخل الخيام التى كنا نحملها ثم نرجع فى اليوم التالي. لكن حساباتنا وخطتننا كلها كانت غلط فقد إستغرقت الرحلة ثمانى ساعات بالتمام والكمال بعد رحلة شاقة ومُضنِية.

    مافينقا قرية معزولة تماما ووسيلة الترحيل الوحيدة فيها عبارة عن تركتر يملكه أحد الأشخاص لترحيل أخشاب التيك والمهوقني إلى معسكرٍ على طريق الأسفلت ومنه الى العاصمة دار السلام. ليس لأهالي مافينقا وسيلة للإتصال بالعالم الخارجي سوي التركتر او السير على الأقدام حتى طريق الأسفلت. ومع مرور الزمن أصبح شارع مافينقا مِلْكاً للتركتر وحده يفعل فيه ما يشاء. فنحتت إطاراته طريقاً خاصاً لها على الارض كقضيب للقطار يبلغ عمقه فى بعض المناطق حاولي ثلاثون سنتيمتراً بسبب الوحل فى الخريف. يُمر الشارع فوق تلال ومنخفطات كثيرة وعبر خور صغير عرضه حوالي خمسة أمتار وعمقه حوالي متراً واحداً. فى بعض الأماكن كانت المياه تنز من الجبال طول فصل الجفاف وتجعل هذا الجزء من الطريق وحلاً يزداد خمجا بسبب ما فعلتهُ فيه إطارات التركتر.

    أكبر مشكلة واجهتنا ونحن نشق طريقنا إلى مافينقا هى عندما ينزلق احدي إطارات التويوتا فى مجري التركتر وينغرس دفريننش السيارة فى الارض. لم يكن هناك مخرجا سوي الحفر والدفع وإعادة المحاولة مرة ثانية. شكرت إيسو على الطورية والبانقا. في نفس اليوم كانت هناك مباراة فى كرة القدم بين إنجلترا والأرجنتين فى كاس العالم. فتح بيتر جهاز الراديو الصغير الذي يحمله معه وتابعنا المباراة خلال الحفر والدفر ونحن نستمتع بتشجيعهم يتردد صداه بين الجبال. حمد الله إن إنجلترا لم تخسر المباراة فقد كانت لفرحتهما دوراً مهما فى بذل مزيدا من الجهد فى الحفر والدفع وقطع الأشجار لاستخدامها كصاجات فى مناطق الوحل.

    وصلنا مافينقا عند العاشرة مساء. كانت القرية غارقة فى الظلام ولم ندري أين نقيم معسكرنا فى منطقة آمنة. توجهنا لمبنى الكنيسة باقتراح من إيسو. كنا ملطخين بالطين وثيابنا مبلولة وحالتنا بالبلاء. طرقنا باب القسيس والذي رحب بنا ورحب بنا أكثر عندما عرف بأننا التيم الذي يعمل فى قرية ليلوندو. سمح لنا بالمبيت فى حوش الكنيسة. أوقدنا نارا نتدفء بها وحمرنا فوقها قناديل الذرة الشامية التى حملنها معنا. جلس إيسو وبيتر يشربان من جركانة عرقي القنا. عندما صحوت فى الصباح وجدتهما نائمان فى مكانهما حول ما تبقي من النار. كانت رحلة متعبة لكنها ممتعة.

    بعد شراب كباية شاي والقهوة ذهبنا نتجول فى القرية ولشراء بعد الأغراض لطبخ وجبة إفطار، فقد كنا جميعا نشعر بالجوع. سألنا صاحب متجر صغير أن يدلنا علي جزارة القرية. ضحك وقال لنا أنهم هنا لا يذبحون فليس هناك من يشتري بل يعيشون على لحم الصيد. طلب من أحد الصبيان أن يذهب ويسأل احد الجيران ان كان لديهم لحم صيد ليبيعه لنا. بالفعل حضر الصبي وهو يحمل حبلاً تَتَدَلْدلْ مِنُه قطعة لحم عبارة عن فخذي حيوان بري، لحم غزال. لم نجد ملح أو طماطم ولا بصل ولا زيت فى القرية فقد كانت سِلعا نادرة جِداً بسبب إنعدام الترحيل بين العالم الخارجي وما فينقا. رجعنا شَوَيَنا اللحمة بعد أن خلطناها بقليل من الملح الذي شحدناه من القسيس.

    بدأنا رحلة العودة والتى لم تكن شاقة بعد الخبرة القليلة التى إكتسبناها فى تجنب المطبات والحفر عند رحلة الذهاب.

    كان بيتر يجلس فى داخل الكابينة فى الخلف، فجاءة صرخ فَّي:
    ستوب سيف!!! ستوب سيف، بليز أوقف السيارة الآن!!!!

    أوقفت السيارة على الرغم من أنها كانت تصعد أحد التلال. إلتفتُ إليه لمعرفة ما حادث، لكن قبل أن أساله فتح الباب وانطلق كالصاروخ واختفي وسط الحشائش وهو يصيح بكلمات غير مفهومة بالنسبة لي.

    نظرنا لبعضنا البعض، نزل على حمد النيل وجري خلف الخواجة. لحقت بهم بعد أن أمّنتَ السيارة حتي لا تتدحرج وتسقط فى أحد الوديان.

    وجُدت بيتر يمعط فى أحد النباتات وهى يضحك ويهذي ببعض الكلمات التى لم أفهمها

    - ده شنو يا بيتر؟ بتعمل فى شنو؟

    - بنقو ياسيف، ده بنقو، بنقو.. ده حيقضيني نص سنة براحة فى الخلا ده..هههههه

    دخل إيسو وسط الحشائش وساعد بيتر فى المعط وربط حزمتين من أشجار البنقو..

    قضي بيتر بقية الرحلة فى الغناء و الضحك حتى وصلنا ليلوندو، على الرغم من إنو لم يدخن سيجارة واحدة، لا خدرة لا حمرة..

    بعد سنة كان بيتر وولف يعمل فى دارفور ولمدة ثلاثة أعوام، بالطبع لم يكن هذا اسمه الحقيقي...

    Mafinga1001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Mafinga2001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Mafinga3001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Mafinga4001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-24-2013, 03:08 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الخامسة
    عندما تُتهم بإنك صُومالي - تنزانيا
    نوفمبر 1997

    من الواضح أننى أشبه الصوماليين خاصة فى عيون أهل شرق إفريقيا. تمنيت إن كنت أجيد اللغة الصومالية حتى تكتمل الصُورة. وكنت قد بدأت محاولات تعلم اللغة الصومالية فى وقت مبكر خلال أيام الدراسة الجامعية فى السودان. فقد إتفقت مع زميلي خليفة سلاد على الصومالى أن يُعلمَنِى مبادئ الصومالية وأن أُعلمه مبادئ اللغة السودانية. بعض الكلمات حاولت تطبيقها فى زميلة الدراسة الصومالية أيان حِرسي وكان لابد أن أقول لها أنتِ بنت جميلة باللغة الصومالية "قبر قُرُح بًدنْ". تفرقت بِنا السُبل فقد قطعتْ أيان دراستها وسافرت للهند وسافر خليفة سلاد الى المانيا الغربية ومنها هاجر الى كندا. اما انا فلجأت للسويد ووجدت نفسي أعيش مع اكثر من أربعين ألف صومالى وصومالية..

    ليس غريباً عندي أن يخاطبني الصوماليين باللغة الصومالية دون سابق معرفة. فقد تعودت على ذلك. ولكنهم يستغربون ويستهجنون عدم مقدرتي على الرد بالغتهم الصومالية. ففي أحد مطارات الصومال كان الموظف يدفع بالركاب بصورة غير لائقة وهو يمدُغْ فى القِات الذي إنتفخت به كضُومهُ. كنت أتحدث معه بالانجليزية وأطالبُه بحسن التعامل وهو يرد بالصومالية وتعالت أصواتنا بينما بقية الركاب كانوا يضحكون دون ان أعرف سبب ضحكهم. ما أضحك الصوماليين هو أن الموظف كان يطالبنى بالتحدث بالصومالية ويتهمنى بالتخلي عن أصلي الصومالي وباننى صومالي قشرة (يَوْيَوْ باللغة الصومالية أو حنكوش بالعامية السودانية)..

    فى إحدي المرات حكم على شخص فى موقع مسؤولية بإنى صومالي الأصل والمنشأ. كادت هذه الحادثة ان تغير مسار حياتى الأكاديمي والعملي...

    وافق الدكتور بيتر أُودين علي قبولي لدراسة الماجستير فى الجامعة السويدية الزراعية. كان ذلك يعني أن أقوم بالتجارب الحقلية والمعملية فى محطة أبحاث "أُم بابوا" فى إقليم "دودوما" فى وسط تنزانيا. فى اليوم التالي كنت أمام السفارة التنزانية فى استوكهولم للتقديم لتاشيرة دخول لتنزانيا. تصادف وجود ستة صوماليون أمام مبني السفارة لنفس الغرض كنت سابعُهم. أخذنا المصعد مع بعض الى الطابق الرابع وجلسنا مع بعض فى مكتب الإستقبال. قدموا طلباتهم واحداً تلو الاخر للموظف الافريقى الذي يجلس فى الكاونتر. لم يكن هناك شخص غيرنا. كنت آخرَ من قدمه طلبه. وقفت أمام الكاونتر مديت للموظف وثيقة السفر التى أحملها بدلا من الجواز السودانى الذي كانت تحتجزه السلطات السويدية. دعمت طلب الفيزا بخطاب من الجامعة ومن محطة الأبحاث. ملأت الإستمارة وكتبت مكان الجنسية سودانى. سألته كم تستغرق المدة للحصول على الفيزا. أجابنى حوالى ثلاثة أسابيع تقريباً. طلب منى دعم الطلب بتذكرة سفر. فى اليوم التالي سلمت السفارة صورة من تذكرة سفر على الخطوط الهولندية...

    إنقضت فترت الانتظار ولم أتحصل على تاشيرة الدخول. فات يوم السفر ولم أتحصل على تاشيرة الدخول. غيرت الحجز عدة مرات بعد دفع مبلغ 50 درلار فى كل مرة. ترددت على السفارة كثيراً وهاتفتهم عدة مرات ولم أتحصل على التاشيرة. حسيت بأني أفقد فرصتي لدارسة الماجستير. نصحنى بيتر أودين بالإتصال ببرفسور فى كلية الاقتصاد إسمه بِتِريني له علاقة جيدة مع سفير تنزانيا فقد كانت زوجة السفير طالبة ماجستير لديه. وعدنى بتريني ببحث الأمر مع السفارة..

    فى اليوم التالي جلست امام بروفسور بتريني فى مكتبه وكنت أُمَنِّى نفسي بأن يفتح الدرج ويسلمنى جوازي وبه تاشيرة دخول لتنزانيا. تململ بتريني قليلا وأجاب::
    بترينى: لن تتحصل على تاشيرة دخول لتنزانيا
    أنا: لييه؟؟ كل الشروط مُستوَفية!!!
    أجاب بعد فترة تفكير قصيرة:
    الموظف المسوول قال انت صومالي..

    لأول مرة فى حياتى أُصاب بالدهشة، وفعلاً فتحت خشمي من الدهشة...
    أنا:أنا صُومالي؟؟!! وإنت صدّقت الكلام ده؟؟
    بترينى: ده شُغلهم وهم أدري به منى. بعدين الموظف القابلتو أصلو كيني وعنده خبره طويلة في التعامل مع الصوماليين...

    خرجت من بتريني وأنا غضبان. نسيت موضوع التاشيرة تماماً وبقيت فى إثبات مصداقيتي وهويتي فى الجامعة. خاصة أمام أُستاذي بيتر أُودين. أخرجت شهاداتى وكل ما يثبت سودانيتى ووضعتهم أمام بيتر أودين. لكنها لم تخدم قضيتي فى الحصول على التاشيرة..
    حكيت ماحصل للبروف المُعز عمر بخيت والذي كان قبل شهور فى دار السلام للمشاركة فى إحدي المؤتمرات. المعلومة التى تحصلت عليها من البروف المعز كانت كافية لدخول تنزانيا:
    يا سيف طالما انت سودانى لن تحتاج لتاشيرة دخول لتنزانيا. أنا كنت هناك ودخلت بالجواز السودانى من غير تاشيرة...

    شرحت ما حدث لإدارة الهجرة السويدية. طلبت منهم تسليمي جوازي السودانى ونقل الإقامة إليه من وثيقة السفر. وبالفعل تسلمت جوازي السودانى واستلموا منى وثيقة السفر. كانت هناك معضلة واحدة وقفت أمامى وهى أن جوازي السودانى إنتهت مدة صلاحيته ولن أستطيع دخول تنزانيا بجواز منتهى الصلاحية. وبحكم العمل السياسي لن أستطيع تجديد جوازي فى السفارة السودانية في استوكهولم. ذهبت للسوق. إشتريت بعض الأختام. ذهبت للمنزلي وختمت على جوازي ختم التجديد...

    سافرت لتنزانيا وبدأت تجاربي الحقلية والمعملية وكنت أسكن فى إستراحة محطة الأبحاث لوحدي...

    فتح برفسور بيترينى باب الإستراحة ووجدنى جالساً على التربيزة وأنا أحتسي شوربة لحم غنم...

    فتح خشمه من الدهشة: إنتْ؟!!! دخلت تزانيا كيف؟!!!

    ما قلت ليك أنا سودانى لكنك ما صدقتني وصدقتْ دايفيد بتاع السفارة التنزانيه.

    دخلت الغرفة، أخرجت جوازي ووضعته أمام برفسور بيتريني.

    إنفجر بتريني بالبكاء والأسف والإعتزار. ولم يبكى إلا أنه تذكر زوجته التى ماتت غرقا فى حادث غرق الباخرة إستونيا بين السويد وفنلندة. وأنه وزوجته حاولا الحصول على إقامة فى تنزانيا إلا أنهم فشلوا فى ذلك...

    لم يستطع بترينى مقاومة شوربة لحم الغنم.....

    Tan1001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Tan2001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Tan4001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-24-2013, 04:05 PM

عبدالعظيم عثمان
<aعبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8405

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    سلامات سيف اليزل

    عندما تفقد العملة قيمتها مقابل الدولار تشكل عبئا علي الدوله والمواطن

    هذه صورة الدولار الزمبابوي (الذي يضرب به المثل في فقدان القيمه) عندما تصبح العملة لا تساوي حتي قشر الموز
    ستكون عباره عن أوراق لاقيمة لها وستصبح عبئا حتي علي براميل الزباله ...

    z-typicalzimbabwedustbin.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

12-26-2013, 06:41 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبدالعظيم عثمان)

    الأخ عبدالعظيم عثمان

    دي صورة عجيبة دي فعلا، يعنى ولا حتى ورق تواليت..!

    كان عندنا مكتب فى هراري قفلناه فى بداية التسعينات بسبب تدهور الحالية الإقتصادية.

    زملائنا كانوا بشحنوا الشنط مواد غزائية بدل الملابس لما يكونوا راجعين لهراري.

    تحياتى
                  

12-29-2013, 02:54 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحِكاية السادسة
    عرقِي القّنا - تنزانيا
    أكتوبر 2001

    الأسبوع الماضي كُنّا فى ضِيافة إحدي زميلات العمل فى وجبة عشاء. تفضلت إحدي الزميلات، وهى من رُومانيا، بإحضار مشروب بلدي قام زوجها بإعداده. يتم خلط ذلك المشروب، والذي يسمى "القُوُلوق"، بحبات من الذبيب والفزدق. وجبة العشاء كانت فى الحقيقة مبادرة شخصية من تلك الزميلة للإحتفال بأعياد الميلاد ونهاية ونهاية العام وإنجازاته. قُبيل الأعياد تقوم الشركات ودور العمل الحكومية بدعوة موظفيها وعُمّالاها لوجبة عشاء، حيث تتكفل هى بدفع تكاليف العشاء على أن يتكفل المدعوين بدفع تكاليف شرابهم أو يجيبوا شرابهم معاهم. سألتنى زميلتى الرومانية ماهو نوع القُوُلوق الذي نشربه فى إعيادنا؟ لم أتلفت أو أتحير كثيراً وقلتليها "الشربُوت" وطوالي بديت أشرح فى عملية تحضير الشربوت.

    - تغسِّلي التمُر بالموية وبعداك تغليه لمدة ثلاثة أو أربعة ساعات. تصفي موية التمر والباقي ممكن تدي للبهائم لو عندكم غنم أو بقر. بعداك تضيفي شوية بُهارات زي القِرفة والهبهان والقُرنجال (ما عرفتا اترجمها بأية لغة) وحبة زِريِّعة وبعداك تغطيه كويس وتتركيه لمدة ثلاثة او اربعة ايام. بعد الفترة دي بكون نجَض وجاهز للتقديم. أها لو دايرة تطلعى منو حاجة قوية ما عليك الا تقطريهو..
    - حصل عملتو فى السويد هنا؟ ممكن تجيب لينا حبة نضوقا؟
    - عملتو لكن فى بلدكم الباردة الا أكُبا ليهو خميرة عشان يخمر.

    بعد العشاء الرومانية جابت ليها ورقة وقلم وقالت لي أكُتب لى وصفة الشربوت..

    تذكرت العملية المرهقة فى إعداد المشروبات السودانية وكمية الجهد والمال التى تُصرف فيها. زِريِّعة "الحِلو مُر" ولا "عرقي العيش" براها موضوع ناهيك عن العُواسة والغليان..

    فى تنزانيا إنتْ ما محتاج للتعب ده كله لو عندك قنا مزروع فى ضهر البيت. عرقي القنا يسمى "الأُولانزِي" وهى مُشروب طبيعي بدون أي إضافات او معالجات. يهتم المزارع التنزاني بالقنا اكثر من إهتمامه بشجيرات القهوة. فعرقي القنا يزوده بمنتوج يومي يكفي لحاجته وما زاد عنه يبيعه فى السوق. فما عليه الإ أن يقطع بُرعُم النمو بزاوية قدرها 30 درجة فى سيقان القّنا الجديدة والتى بلغ طولها حاولى المتر الواحد. ثم يربط أنبوب من القّنا طوله عشرين سنتمترا عند مكان القطع بزاوية مقدارها حوالي 30 درجة. يتم توصيل الساق مع الأنبوب بورقة من شجرة القّنا حتي لا يسيل "الأُولانزِي" على الساق ومنه الى الارض. عند كل صباح ومساء يتم جمع "الأُولانزِي" من الأنابيب وتصفيته من النمل والنحل وبقية الحشرات. يترك الاولانزي لمدة 24 ساعة يكون بعدها جاهزا للشراب..

    زارنى العديد من الطلاب بغرض الدارسة والتدريب من بينهم أندرش وصديقته كارين وهما من جماعة "شهود يهوا" وفي غاية التهذيب وحسن التعامل. جزء من دراستهم يتطلب إجراء إستبيان ومحاورات شفهية مع المزارعين. ساعدتهم فى الترجمة من اللغة السواحلية والسويدية فى حواراتهم مع التزانيين والإجابة على تساؤلاتهم في قضايا التنمية بصورة عامة.
    أخذتهما لزيارة أحد المزارعين حسب رغبتهما

    رحب بنا المُزارع ثم دخل غرفته وخرج يحمل بين يديه كوزاً مُتسِخاً من البلاستيك تحوم حوله نحلتان. عرفت على الفور أن الكوز يحتوي على الاولانزي. قدم المزارع الكوز لأندرش والذي بداء الارتباك عليه:
    المزارع وهو يبتسم وتبدو عليه الفرحة بهذه الزيارة: كارِيبُو (تفضل) أُوُلانزِي!!
    مسك أندرش الكوز بين يديه ثم نظر إلى كارين يسألها المُساعدة، وضع الكوز تحت أنفه، لم يشرب منه وأرجعه للمزارع وهو يقول شُكراً شُكراً باللغة السويدية::
    أندرش: تَكَا تَكَا (باللغة السويدية)
    لم أكن فى حُوجة لترجمة كلمة "تكا تكا" للمزارع فقد سمعها وكانت كافية لإثارة غضبِه، ليس بسبب إعتذار أندرش عن تذوق "الأُولانزِي" ولكن بسبب سماعه كلمة "تكا تكا". فهى تعنى باللغة السواحلية ###### او أوساخ. أصابتنى موجة هيستيرية من الضحك وأنا أحاول تهدئة المُزارع وشرح الموضوع له ولأندرش واللذان أصابتهما الدهشة والخوف مما حدث

    تركنا المُزارع بعد وداعه وتهدئته. سمِعتُهُ من بيعد يتحدث لنفسه:

    - قال تكا تكا قال، أُمزُنجُّو ما عارف حاجة..

    ------------------------------------------------------------------------------

    تَكَا تَكَا: Takataka تعنى بالسواحلية ###### أو أوساخ.
    تَكَا تَكَا: Tackar tackar تعنى بالسويدية شُكراً شُكراً (مع إهمال حرف الR فى النطق)
    أُمزُنجُّو: Mzungu تعنى بالسواحلية خواجة او الشخص أبيض اللون.

    Ulanzi1001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Ulanzi2001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Ulanzi3001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Ulanzi4001.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة سيف اليزل سعد عمر on 12-29-2013, 02:56 PM)

                  

01-07-2014, 09:25 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    لمنْ تكون محشش بالقات - (الصومال)
    ديسمبر
    2007


    سطّلتْ القات شكلها قوية جداً، وإحتمال ده يكون ناتج من كترة المدِغْ والتخزين لمدة تزيد على الثلاث ساعات فى اليوم، والله اعلم.
    قعدتْ القات ما بتشبه قعدت العرقِي والبنقُو ولا حتى قعدتْ المرِيسة. عندها طقوس خاصة بيها، ولا تتم فى الخفاء في المجتمعات المادِغة للقات. مسطُول القات ممكن يَحِّسْ إنو سائق طيارة حتى لو كان فى الحقيقة سائق ليهو لوري ميتسوبيشي مَكّرْكَعْ.

    أول مرة لمّتنى جلست قات كانت فى زنجِبار عندما إلتقيت صُدفة بثلاث سودانيين أتو لتلك الجزيرة هربا من عنف محتمل من الإنتخابات الكينية فى ديسمبر 1997. كان ثلاثتهم من كبار التجار فى نايروبي وعنتبِّي. طرقوا باب أحد المنازل والذي خرجت منه صُومالية رحبت بهم ثم دخلت للمنزل وأتت تحمل لُفافة من ورق الصحف سلمتهم لها واستلمتْ مقابلها مبلغا من المال. كنت جائعاً فتخليت أن تلك اللفافة تحتوي على كِسرة أو سمك أو كجيك لكنى تفأجات برؤية نباتٍ اخضر إفتكرته نعناع أو نوع من الجرجير من النظرة الأولي.
    سألتهم: ده شنو ياجماعة؟؟
    واحد منهم جاوبنى: قات!!. نِحنا كان ما مَدَغْنا قات رأسنا ده ما بَتصلَح.
    أغلقوا شبابيك المنزل وإفترشوا الأرض يتوسطهم القات وعلب السجائر ولبان الشِيكلِيتْ. ثم وضعوا بخوراً زنجبارياً فى أحد المباخِرْ وأعوادٍ من النّدْ الهِندي. تابعتهم وهم يُبربحون ويقصِفون صفق وبراعم القات، أحياناً بأصابِعهم وأحياناً بأسنانهم وألسنتهم. مدغوا القات وهم يُشابهون لي مجموعة من التِيُوس جلست فى ظل بيت من الجالوص وهى تجتر ما في بطونها. تركتهم وخرجت لشراء طعام نمدغه جميعاً. عندما رجعت وجدتهم أناس مختلفين فى رواقة المزاج والثقة بالنفس.

    القات فى الصومال بقصِّر الوقت وبصلِّح المزاج. ساعات العمل الحقيقية لا تتعتدي أربعة ساعات فى اليوم بسبب الإدمان على مدغ القات وقلة الإنتاج. فما أن ينتصف النهار وإلا تجدهم يتسارعون لشراء القات والتحلق فى مجموعاتٍ لتصليح الرأس والمزاج.

    حتى الأغنام أصبحت مدمنة للقات فى هذا البلد. فقد أصبحت تقتاتُ يومياً على بقايا القات وهى الأحقُ بإجتراره من بني البشر. وقد تعودتْ على الثُغاء قبل صياح الديوك عند الفجر عندما تسمع صوت شاحنات القات عند دخولها المدينة وهى توزع شوالات القات قبل النبّاه الأول. توزيع القات في قٌري الصومال جميعها يعمل بكفاءة عالية جدا، تفوق توزيع مشروب الكوكاكولا في قُري الدول الافريقية. فهو يُرحل يومياً من مطار ويلسون في قلب نايروبي إلى مطارات ترابية عديدة فى جنوب الصومال. أما أرض الصومال فتتلقي كُوتَتَها اليومية من القات الإثيوبي الذي يرحل بالشاحنات.

    كالعادة كلما أزور الصومال لابد من عمل ترتيبات أمنية بالإتصال بالسلطات الصومالية والتى توفر شرطيين للحماية طول فترة الرحلة. يقوم عادة برنامج الأمم المتحدة للتنمية بدفع التكاليف الأمنية ومن ضمنها تأجير سيارة إضافية للشرطة بالاضافة للأجر الإضافي للشرطيين. كان معي فى هذه الرحلة زميل من دول المغرب العربي وهو يكبرني فى السن قليلاً. كان من المفترض أن أستأجرَ سيارة إضافية للشرطيين اللذين سوف تُوكل لهما حمايتنا خلال الرحلة. لكن لأسباب عديدة فضلت تأجير سيارة لاندكوزر واحدة.

    جلس زميلي فى الكرسي الإمامى بجانب السائق وجلست فى المقعد الخلفي متوسطا الشرطيين، أحدهما على يمينى والثانى على يساري وكل منهما ممسكا بسلاحه أمامه وبين فخذيه. توقفنا عند أول نقطة تفتيش عند مخرج المدينة. نزل الشرطيان وعاد كل واحد منهما وفي يديه حزمة قات، باقة موية وعلبة سجائر. تبادلا الضحكات مع السائق وبدأوا جميعهم وباستمتاع في مدغ هذا الحشيش الأخضر. إنتفخت جُضوموهم بعد ساعتين من المدغ المتواصل وبدأت عليهم علامات السطلة. فجاءة سألنى أحدهما بلغة إنجليزية مكسرة لم يفهمها أو سمعها زميلي الذي يجلس فى المقعد الإمامى: :

    - مين المسؤول عن السفرية دي؟
    - أنا المسؤول ، ليه فى حاجة؟
    - إنت تقعد قدام وهو يجي يقعد هنا!!!
    حاولت أن أشرح له أن زميلي كبير فى العُمر ويريد التعرف على طبيعة الصومال وهو جالس في الكرسي الأمامى. لكنه رفض وبدأ يتحدث بالصومالية وهو يُكرر كلمة عرب.
    فجاة أمر السائق بالتوقف وطلب منا النزول جميعا. بدأت آثار السطلة واضحة وهو يؤشر لى آمراً بالجلوس فى المقعد الإمامى وأن يجلس زميلي فى المقعد الخلفي. ثم صرح بأنه لن يقبل بجلوس شخص عربي فى الكرسي الأمامى وهو في الخلف. بدأ زميلي يشعر بالقلق من تصرف الشرطي لكنه هدأ بعد أن شرحت له ما يعنيه الأخ الصومالي. فى النهاية إتفقنا على أن يجلس الشرطي الصومالي فى المقعد الإمامى لإرضاء غروره ورغبته وسطلته..

    جلس الشرطي فى المقعد الامامى. أغلق الباب وأمر السائق بالتحرك بلهجة صومالية قوية.

    إلتفت إلينا فى المقعد الخلفي وقد إحمرّت عيناه من القات:
    - وُرِيااا عَرَبْ...

    Gat3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Gat2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Gat1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-09-2014, 11:53 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الثامنة
    امى قالت ليك أضبح لينا الديك ده - تنزانيا
    نوفمبر 1999

    صباح الأحد لم يمضي على وجودي فى قرية ليلوندو فى مرتفعات جنوب غرب تنزانيا سوي أسبوعا واحدا.
    كنت جالسا ارتشف قهوة صباحية مع قطعة رغيف أفكر في الاسبوع الذي مضي وكيف أتأقلم علي السكن فى هذه القرية المعزولة لمدة عامين. تنبهت لوجود الخفير ايسو بجانب الباب وهو يحاول ان يقول شيئا ما. لم اكن أجيد الحديث باللغة السواحلية بطلاقة رغم دراستي لها سمسترا كاملا بجامعة أوبسالا ثم كورس مكثف تلقيته فى احد مراكز التأهيل فى مجال العون الدولي.

    - نعم يا ايسو ماذا تريد؟
    - عفوا فى زول منتظرك بره. ضحك ضحكة خبيثة دون ان ينظر الي.
    - قلت شنو؟
    زول، زول منتظرك بره (متو، متو اناكوصوبيري إنجي).

    خرجت للباب لاستقبال الضيف والذي لم يكن سوي طفل لم يتعدي العاشرة من عمره. كان يحمل فى يده اليمني ديكا وسكنيا فى يده اليسري. بادرني بالتحية المتعارف عليها والتى توضح احترام الصغير للكبير.
    - ايشكامو (اقبل قدميك).
    - مارهابا (مرحبا)
    - امى قالت ليك أضبح لينا الديك ده. قالها بكل هدوء وهو ينظر بعيدا.
    لم افهم ما يقصد فالتفت الي ايسو والذي زادت ضحكته خباثة.
    - يا ايسو الطفل (متوتو) ده قال شنو؟
    أجابني وهو يضحك: قال ليك أضبح ليهو الديك. قالها وهو يؤشر على رقبته بحركة تدل على الضبح.

    - ليه اشمعنى انا ما تضبحوا ليهو انت؟
    لا زال يضحك
    - انت مسلم (وي وي مواسلامو).
    - عشان انا مسلم أضبح ليهو الديك؟
    - نديو (نعم)
    أخذت السكين من الطفل وسنيتا فى اقرب حجر وضبحت الديك بمساعدة ايسو.
    بعد مرور ثلاثة أسابيع ضبحت ثلاث ديوك.

    كانت ايام الأحد ايام راحة بالفعل في القرية يلبس فيها القرويين ثيابا نظيفة وزاهيه الألوان بدلا عن ثياب العمل التى يرتدونها طيلة الاسبوع بعد يوم مضني من العمل فى الشامبا (المزرعة). اكل الجداد او "الكوكو" يعتبر ترفيه بديلا عن "الاوقالي" عصيدة الذرة والمهاراقي (اللوبيا). تعودت ان يدخل على ايسو صباح كل احد ليقول لي ان هناك شخص فى انتظاري عند الباب وهو يكتم ضحكة خبيثة.
    في الأحد الرابع وقف ايسو عند الباب وهو يبتسم:

    -شيخ الحلة واقف ليك في الباب!
    رحبت بشيخ الحلة ورحب بي وسالنى عن احوالي وعن اقامتى القصيرة في القرية.

    - سيفو اوماري (سيف عمر) ناس الحلة محتاجين مساعدتك وهم فى انتظارك.
    خرجت معه ولا ادري بالظبط ما هو نوع المساعدة المطلوبة منى. أخذني الى وسط القرية وخلف احد البارات المحلية لبيع عرقي القنا. كان هناك اربعة من الشباب يمسكون ثورا وفي يد احدهما سكينا وفاسا. التقت الي شيخ القرية قائلا:
    - سيفو ممكن تضبح لينا التور ده؟

    (يتبع بعد ان تدخل ساحر القرية فى الموضوع وهروب مدير البنك ليلا الي منزلي)

    (عدل بواسطة سيف اليزل سعد عمر on 01-09-2014, 11:55 PM)
    (عدل بواسطة سيف اليزل سعد عمر on 01-10-2014, 08:04 AM)

                  

01-11-2014, 01:17 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الثامنة (كاملة، الجزء الأول والثانى)
    أمى قالت ليك أضبح لينا الديك ده! – تنزانيا
    نوفمبر 1999

    صباح الأحد لم يمضي على وجودي فى قرية ليلوندو فى مرتفعات جنوب غرب تنزانيا سوي أسبوعا واحداً.
    كنت جالسا أرتشف قهوة صباحية مع قطعة رغيف أفكر في الأسبوع الذي مضي وكيف أتأقلم علي السكن فى هذه القرية المعزولة لمدة عامين. تنبهت لوجود الخفير إيسو بجانب الباب وهو يحاول أن يقول شيئا ما. لم أكن أجيد الحديث باللغة السواحلية بطلاقة رغم دراستي لها سمسترا كاملاً بجامعة أوبسالا ثم كورس مكثف تلقيته فى أحد مراكز التأهيل فى مجال العون الدولي.

    - نعم يا إيسو ماذا تريد؟
    - عفواً فى زول منتظرك بره. ضحك ضحكة خبيثة دون أن ينظر إليّ.
    - قلت شنو؟
    - زول، زول منتظرك بره (متو، متو أناكُوصُوبِيري إنجي)

    خرجت للباب لإستقبال الضيف والذي لم يكن سوي طفل لم يتعدي العاشرة من عمره. كان يحمل فى يده اليمني ديكاً وسكنياً فى يده اليسري. بادرني بالتحية المتعارف عليها والتى توضح احترام الصغير للكبير:
    - إيشكامو (أقبل قدميك)
    - مارهابا (مرحبا)
    - أُمى قالت ليك أضبح لينا الديك ده!! قالها بكل هدوء وهو ينظر بعيدا
    لم أفهم ما يقصد فالتفت إلي إيسو والذي زادت ضحكته خباثةً..
    - يا إيسو الطفل (متُوتُو) ده قال شنو؟
    أجابني وهو يضحك: قال ليك أضبح ليهو الديك. قالها وهو يؤشر على رقبته بحركة تدل على الضبح.

    - ليه إشمعنى أنْا ما تضبحوا ليهو إنت؟
    لا زال يضحك:
    إنت مُسلمْ (وي وي مواسلامو)
    - عشان أنا مسلم أضبح ليهو الديك؟
    - نديو (نعم)
    أخذت السكين من الطفل وسنيتا فى أقرب حجر وضبحت الديك بمساعدة إيسو.
    بعد مرور ثلاثة أسابيع ضبحت ثلاث ديوك.

    كانت أيام الأحد أيام راحة بالفعل في القرية يلبس فيها القرويين ثياباً نظيفة وزاهيه الألوان بدلا عن ثياب العمل التى يرتدونها طيلة الأسبوع بعد يوم مضني من العمل فى الشامبا (المزرعة). أكلْ الجداد أو "الكُوكُو" يعتبر ترفيه بديلا عن "الأُوقالي" عصيدة الذرة والمهاراقي (اللوبيا). تعودت ان يدخل على ايسو صباح كل أحد ليقول لي أن هناك شخص فى إنتظاري عند الباب وهو يكتم ضحكة خبيثة..
    في الأحد الرابع وقف إيسو عند الباب وهو يبتسم::

    - شيخ الحلة واقف ليك في الباب!
    رحبت بشيخ الحلة ورحب بي وسألنى عن أحوالي وعن إقامتى القصيرة في القرية.

    - سيفُو أُوماري (سيف عمر) ناس الحلة محتاجين مساعدتك وهم فى انتظارك

    خرجت معه ولا أدري بالظبط ما هو نوع المساعدة المطلوبة منى. أخذني إلى وسط القرية وخلف أحد البارات المحلية لبيع عرقي القنا. كان هناك اربعة من الشباب يمسكون ثورا وفي يد احدهما سكينا وفاسا. التقت الي شيخ القرية قائلا:
    - سيفو ممكن تضبح لينا التور ده؟
    .....
    ضبِح دِيك، مافي مشكلة...
    ضبِح عتُوت، مافي مشكلة...
    ضبِح خروف ، مافي مشكلة...

    لكن تور دي كبيرة شوية...

    إعتذرت لشيخ الحلة عن عدم مقدرتي ومعرفتي بضبح التيران.
    - ليه إنتو ما عندكم زول بضبح ليكم؟
    - عندنا ضباح، لكّن لمّنْ عِرِفنا إنك بتضبح ديوك وكمان مُسلم فِرحنا. أصلوا عندنا هنا الناس هنا بتحب تأكل ضبيحة المسلم لأنو بقولو عليها حلال وطاعمة.
    ذبحوا الثور وقمت بالكشف على اللحمة المذبوحة مما أسعد شيخ الحلة وبقية ناس الحلة. صاروا ينتظروني كل أحد للكشف عن اللحم قبل البيع. ثم أذبحْ الدِيُوك التى ينتظرنى بها الأطفال عند جزارة القرية. أشتري نص كيلو من اللحم وأشويه مشاركة مع بعض زملاء العمل.
    كنتُ المسلم الوحيد فى قرية عدد سكانها حوالي ثلاث الف نسمة. أقرب مسجد كان في قرية "مدابا" وهى تبعد حوالي 15 كيلومتر وبالكاد كان يكفي عدد المسلمين للحد الأدنى لإقامة صلاة الجُمعة.
    مرّ عام كامل وأنا علي هذا الروتين حتى مساء أحدِ ايام الأحدْ. وقف خفير الفترة المسائية عند الباب وأخبرني أن زميلي مدير بنك القرية يريد مقابلتى والذي وجدته خلف الخفير مستأذنا فى الدخول. جلس فى أحد الكراسي وكان يبدو عليه علامات القلق والإرتباك والخوف. وهو في العادة شابا مهذبا، متدينيا (مسيحيا)، ناجحا ومخلصا في عمله، نجح فى تأسيس بنك فى القرية جذب استثمارات المزارعين لتمويل انتاج وتسويق البن والذرة الشامية.
    - سيفو ممكن أبيت معاك هنا الليلة؟
    - طبعا بس الحصل شنو؟ هل إختلفت مع زوجتك؟
    - أبدا! بس هى جُزء من الموضُوع لكن إنت ما بتعرف عادتنا وتقاليدنا
    - كانت يداه بين فخذيه وهو يفرك راحتيه وكأنه يشعر بالبرد بينما تهتز قدمية بحركة رتيبة من أمشاط قدمية. كان منزعجا وخايفا ولم أعهده كذلك.
    - ماذا حدث؟
    عندي مشكلة مع الكُجور (مقانقا) وأهلي. عندهم عادة سيئة وأنا رافضة تماما، بتحدث بعد ولادة الطفل الأول بأربعين يوم. بجي الكُجور ومعاه الناس الكُبار من أهلي وبنمشي الخلا معاهم أنا وزوجتي. بولعوا النار وبعداك مفروض أنا وزوجتي نخلع ملابسنا.......

    سكتَ عن الكلام ولم يستطيع مواصلة الحديث..

    - مافي مشكلة مرحب بيك بس الخفير عارف انك هنا
    - هو ما عارف حاجة عن الموضوع ده

    بطريقة أو بأخري وصلت المعلومة للكُجور إنو مدير البنك زاغ من ذلك الإحتفال بالإختفاء عندي بعد أن فشلت المساعي فى البحث عن المدير فى جميع بيوت القرية فى ذلك اليوم المشؤوم. سَرَتْ فى القرية إشاعة قوية مفادها أن الكُجور أقر بإنو سيفُو أُومارِي (سيف عمر) مُشارك فى جريمة تكسير عادات قبيلة الوابينا ولن يُكفرْ عن تلك السيئة إلا أن يذبحَ قِرداً يقدمه له الكُجور فى يوم الإحتفال بالموتى. وهو يوم تحتفل به قبيلة الوابينا بعد موسم الحصاد تذبحُ فيه الذبائح وتقرعُ فيه الطُبول حتى فجر اليوم التالي.
    في أحد الإجتماعات مع المزارعين أعلنتُ بأننى توقفت عن ذبح الديوك من الآن فصاعدا
    وقبل أن تحين ساعة الصفر لذبح القرد بثلاث أيام كنت أقود سياراتى في الطريق لدار السلام (دار السلام).
    عند رجوعي للقرية بعد أسبوع قابلني مدير البنك ضاحكاً:
    - أُوميتُروكا (هربت)..

    Tan1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Tan2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Tan3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة سيف اليزل سعد عمر on 01-11-2014, 01:49 PM)

                  

01-11-2014, 02:07 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    ياسيف ياخي تحياتي ،،،
    تعرف امر علي عنوان البوست فللي،حيث انه يذكرني بما لا احب تذكاره من المصاعب المالية،امور تدبير المعاش،والميزانية المطرشقة،ومجابدة طوال العمر،،ولكنني اكتشفت وداري ،،انا ياصديقي،عبرت بتلك الجهات،،وصدف ان عشت لبعض الوقت في ملاوي،،ومررت بتلك الادغال،،،ولابد اني ساتداخل معك،،،فحكيك ممتع ممتع،،يشد بقوة،،،هذا بوست متميز وطاعم،،
    لن ندعك حتي تمرق لنا حلو الحكايا،بقدرتك المدهشة علي الحياة والحكي.
                  

01-11-2014, 04:06 PM

بكري اسماعيل

تاريخ التسجيل: 12-29-2005
مجموع المشاركات: 1041

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبدالعزيز عثمان)

    سلام تحية يا سيف

    لك الشكر على إشراكنا هذا الكم الهائل من التحف والإمتاع الأفريقي المتفرد ..

    تخريمة :

    قالوا التلج الليلة جاكم باولادو ..
                  

01-11-2014, 06:15 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: بكري اسماعيل)

    Quote: قالوا التلج الليلة جاكم باولادو ..


    مرحب يا بكري
    غايتو التلج دا ما بريدو كولو كولو، الولد لمن شافو الصباح انبسط والمرقة الياها..

    لك عاطر التحايا
                  

01-11-2014, 07:04 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    Quote: ياسيف ياخي تحياتي ،،،
    تعرف امر علي عنوان البوست فللي،حيث انه يذكرني بما لا احب تذكاره من المصاعب المالية،امور تدبير المعاش،والميزانية المطرشقة،ومجابدة طوال العمر،،ولكنني اكتشفت وداري ،،انا ياصديقي،عبرت بتلك الجهات،،وصدف ان عشت لبعض الوقت في ملاوي،،ومررت بتلك الادغال،،،ولابد اني ساتداخل معك،،،فحكيك ممتع ممتع،،يشد بقوة،،،هذا بوست متميز وطاعم،،
    لن ندعك حتي تمرق لنا حلو الحكايا،بقدرتك المدهشة علي الحياة والحكي.


    يا سلام يا عبدالعزيز على جمال بحيرة ملاوي عند الغروب. كنت بهرب ليها للراحة فى ماتيما بيتش. زرت ملاوي مرتين نسبة لقربها من مكان العمل. لكن سكان هذا الجزء من إفريفيا عندهم حاجات غريبة تب. ياخي ديل كانو بشتروا جلد البني آدم وحاجات تانية بشغلوها فى السحر بتاعم. الحكايات في تلك المناطق حقيقة ممتعة وغريبة.

    لا نطولكم قدراً في الكتابة، لكنها محاولات لإعادة الزمن فى ثوب جديد وإجترار لماضي جميل..

    لك عاطر التحايا يا عبدالعزيز عثمان..
                  

01-12-2014, 06:49 AM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    في بلاد غامضة ،ساقتني المعيشة،وعشق للانسان،،كانت وظيفتي تنسيق واشراف علي تزويد مناطق نائية وسط الادغال البعيدة،بمعينات الحياة،بئر،مدرسة،مركز صحي،وتوعية ضد الايدز.
    حدثني احد رفقاي من سكان المناطق عن ان الناس هنا يؤمنون بقصة البعاعيت،وان هناك رجل في احد القري بعد ان شبع موتا،وجهز لموته ،اقيمت الطقوس،ووضع ليوم كامل ببيت الموتي،علي ان يدفن في اليوم التاني،،كان كما قال،يوم احد كنيسة.
    والناس في صلاتهم،يدعون ويصلون لروحه،فاجاهم بدخوله في تمام ابهة ثياب موته......وصار زعيما.
    في اجتماعنا مع اللجنة في المنطقة،لا حظت بان احد الزعماء يتحدث بطريقة غريبة،اذ كان صوته به صدي،ونظرته ساهمة بعيده،كان مرتبا ولطيفا،، ولكني لم ارتح له.اخبرني صديقي اوجولو ،بان هذا هو عين الرجل،الذي عاد من الموت.
    انزلوني انا في ديوان ضيافة،بسيط ونظيف وانيق،وذهب باقي التيم الي المعسكر علي ان يعودوا في الصباح،بقية النهار تولت نسوة ضيافتي اكلا وشربا،في المغيب تركت في المنزل بعد ان اوقدو لي لمبات الجاز،وصار صوت الغناء والطبول يصلني من نواحي القري،وتخوم الغابات،،وارخي ليل ثقيل،مظلم سدوله علي الفجاج،،لا يكسر حدته الا صدي الاغنيات،وحمحمة الصبيان والصبيات في دارات الرقص والطرب.
    حاولت ان القط راديو لندن فلم يلقط،معي شريط لعبدالعزيز داوؤد،وكوب شاي،،واستمتاع.
    نادي احد ما مستئذنا بالدخول،،نانداني باسمي،وعرفني قبل ان افتح الباب الداخلي بانه الزعيم، ماشنقا،لم ارتح للصوت،،ولكني فتحت له ودخل.
    علي ضوء اللمبات كان هو،،الذي خبرتكم عنه، في تمام البهاء،شيخا طاعنا في السن،،نفس النظرات الساهمة،ونفس الفحيح،،ولكن وجهه بدا لي اكثر ضوءا من النهار,
    ها انا الان اذا ،وسط ادغال افريقيا الغامضة، في قري نائية والدنيا ليل،وحدي،،مع الزعيم الذي يتحدث عنه الناس،،الرجل الذي عاد من الموت،

    يا جماعة السترة والفضيحة متباريات,,
    الزول اسوي شنو في الورطة الرميت فيها رقبتي هسع دي.
    امانا ما في ناس منتظرنها..
    والله الرحمة لي ابوي،،اوصاني بشئ،،بشدة,
    ان لا اكذب ابدا...
    اقول لكم الحق ياجماعة وتدوني الامان..
    والله الذي لا اله الا هو،لقد خفت خيفة،لو انها قسمت علي جميع خواويف الارض لتركو باقيها..
    دخل الرجل،،نظرت الي وجهه فاذا هو ابيض كالقمر..
    واذا به يطول،،ويمشي في الطول...
    وانا اقصر...
    وشعري صار مسامير حادة..
    وجلدي امتلا ،شوكا،،وبراغي..
    كان يحمل سعنا،بان لي كانه طفل ميت.
    وفي يده الاخري كفتيرة،،رايتها كاابو القدح,,,
    وزلزل المكان زلزالا عظيما,,
    ورايت الحيطان تتراقص..
    وضوء الفوانيس يعلو ويهبط..
    وخرج قلبي من حلقي..
    وصرخت نعم صرخت...
    ولماذا الكذب،،صرخت..
    ذلك انه في تلك اللحظة،،مر بيني والمرحوم ثعبان ضخم..
    هذا ما حدث،،نعم ما حدث تماما..
    صرخت صرخة،لا اظن ان في العالمين من صرخ مثلها...
    الا انها خرجت باهتة كانها لم تكن...

    ثم انه بعد صرختني المدوية التي ما اثمرت الا حشجرة،تغشاني سكون،ولكان ياابومروة التي هتففت به قد سارت بها الافاق،،فجاتني خواطر طيبة،ودعوات،وصلوات،،كانت لي ثباتا ومنجاة.
    نظرت الي الرجل،فاذا هو مختلف عن مارايته قبل حين،كانت به طيبة وعاطفة انسانية جمة،وهو يهمم ،ايها الضيف،ايها الصديق،ايها الغريب مابك هل انت مريض،هل انادي علي الناس لنحملك خلف الوادي لعيادة الخواجا.
    ثم ان الغشاوة بدات في الزوال،وسكن رعبي اوكاد،لم تعد الاضوا تتراقص،ولا الجدران تهتز،كان السعن سعنا كما في بيتنا القديم،وكفتيرة الشاي نفسها،،لم يعد للثعبان من وجود،،ورايت الرجل طيبا واليف.
    - ولكنك عدت من الموت،قلتها وسط فرح بالحياة.
    وضحك الزعيم،،ضحك ضحكا،لم اسمعه منذ زمن،صافي وصادق،،ونظر بالفة قائلا،،وهل يعود الموتي يارجل ،ظننت هذه الاكاذيب لا يصدقها المتعلمون.
    وفتح الرجل قلبه وحدثني،،لقد كان صراعا حادا علي السلطة،كان الكجور ذوي سلطان ونفوذ،،والسحرة والادعياء يعطلون امل ان تشرق شمس،ان تبني مدرسة،ان يقام عمران،،كان كل ذلك محكوم بامرهم،،وكان لا بد لي من هزيمتهم،دبرت امر موتي،،ومثلته وعشته،،وهزمت الموت،،وانا في موتتي المصطنعة،كنت اسمع ضحكاتهم المرتاحة والفرحة برحيلي.
    وفاجاتهم بعودتي،،جاءت الوفود من كل مكان لتري الرجل القوي الذي هزم الموت وعاد،،وصرت زعيم الزعماء بلا منازع. وهاهو حلمي يتحقق بنينا المدارس،وحفرنا الابار،،وجلبنا الطبيب.
    كان لا بد من ذلك لهزيمة الضلام،بعض المكر لا يضر.
    ثم انه ،قادم من الموت او القبر،صار الزعيم صديقي العزيز،،ولقد اكتشفت بفضله عوالما مدهشة لا تصدق،وصارت افريقيا حبي الذي لا امل حبه،،وتلك قصص وحكايا لا بد سنجد لها مجلسا لنتسامر ببعضها،كما نفعل الان في اصقاعنا الطيبة البعيدة.
                  

01-12-2014, 12:51 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبدالعزيز عثمان)

    يا عبدالعزيز شكلهم ناس ملاوي أكرموك كويس.
    انت فتحت باب الدهشة لواقع معاش حتى اليوم فى تلك المناطق..
    معاك نحكي حكايات ذالك الواقع ... كما هو..

    عندي صورة لشخص وجدناه يسلخ فى جلد بنى ادمين ماتوا فى حادث عشان يستخدما فى الشغل بتاعو. ده غير إنو شال الكرشة والمصارين معاهو. لكن حفاظا على مشاعر الناس نكتفي بالحكي ونحتفظ بالصور.

    قصص الثعابين دي موضوع كبير.. غايتو الله مرقنا.. هههههه

    Quote: في بلاد غامضة ،ساقتني المعيشة،وعشق للانسان،،كانت وظيفتي تنسيق واشراف علي تزويد مناطق نائية وسط الادغال البعيدة،بمعينات الحياة،بئر،مدرسة،مركز صحي،وتوعية ضد الايدز.
    حدثني احد رفقاي من سكان المناطق عن ان الناس هنا يؤمنون بقصة البعاعيت،وان هناك رجل في احد القري بعد ان شبع موتا،وجهز لموته ،اقيمت الطقوس،ووضع ليوم كامل ببيت الموتي،علي ان يدفن في اليوم التاني،،كان كما قال،يوم احد كنيسة.
    والناس في صلاتهم،يدعون ويصلون لروحه،فاجاهم بدخوله في تمام ابهة ثياب موته......وصار زعيما.
    في اجتماعنا مع اللجنة في المنطقة،لا حظت بان احد الزعماء يتحدث بطريقة غريبة،اذ كان صوته به صدي،ونظرته ساهمة بعيده،كان مرتبا ولطيفا،، ولكني لم ارتح له.اخبرني صديقي اوجولو ،بان هذا هو عين الرجل،الذي عاد من الموت.
    انزلوني انا في ديوان ضيافة،بسيط ونظيف وانيق،وذهب باقي التيم الي المعسكر علي ان يعودوا في الصباح،بقية النهار تولت نسوة ضيافتي اكلا وشربا،في المغيب تركت في المنزل بعد ان اوقدو لي لمبات الجاز،وصار صوت الغناء والطبول يصلني من نواحي القري،وتخوم الغابات،،وارخي ليل ثقيل،مظلم سدوله علي الفجاج،،لا يكسر حدته الا صدي الاغنيات،وحمحمة الصبيان والصبيات في دارات الرقص والطرب.
    حاولت ان القط راديو لندن فلم يلقط،معي شريط لعبدالعزيز داوؤد،وكوب شاي،،واستمتاع.
    نادي احد ما مستئذنا بالدخول،،نانداني باسمي،وعرفني قبل ان افتح الباب الداخلي بانه الزعيم، ماشنقا،لم ارتح للصوت،،ولكني فتحت له ودخل.
    علي ضوء اللمبات كان هو،،الذي خبرتكم عنه، في تمام البهاء،شيخا طاعنا في السن،،نفس النظرات الساهمة،ونفس الفحيح،،ولكن وجهه بدا لي اكثر ضوءا من النهار,
    ها انا الان اذا ،وسط ادغال افريقيا الغامضة، في قري نائية والدنيا ليل،وحدي،،مع الزعيم الذي يتحدث عنه الناس،،الرجل الذي عاد من الموت،

    يا جماعة السترة والفضيحة متباريات,,
    الزول اسوي شنو في الورطة الرميت فيها رقبتي هسع دي.
    امانا ما في ناس منتظرنها..
    والله الرحمة لي ابوي،،اوصاني بشئ،،بشدة,
    ان لا اكذب ابدا...
    اقول لكم الحق ياجماعة وتدوني الامان..
    والله الذي لا اله الا هو،لقد خفت خيفة،لو انها قسمت علي جميع خواويف الارض لتركو باقيها..
    دخل الرجل،،نظرت الي وجهه فاذا هو ابيض كالقمر..
    واذا به يطول،،ويمشي في الطول...
    وانا اقصر...
    وشعري صار مسامير حادة..
    وجلدي امتلا ،شوكا،،وبراغي..
    كان يحمل سعنا،بان لي كانه طفل ميت.
    وفي يده الاخري كفتيرة،،رايتها كاابو القدح,,,
    وزلزل المكان زلزالا عظيما,,
    ورايت الحيطان تتراقص..
    وضوء الفوانيس يعلو ويهبط..
    وخرج قلبي من حلقي..
    وصرخت نعم صرخت...
    ولماذا الكذب،،صرخت..
    ذلك انه في تلك اللحظة،،مر بيني والمرحوم ثعبان ضخم..
    هذا ما حدث،،نعم ما حدث تماما..
    صرخت صرخة،لا اظن ان في العالمين من صرخ مثلها...
    الا انها خرجت باهتة كانها لم تكن...

    ثم انه بعد صرختني المدوية التي ما اثمرت الا حشجرة،تغشاني سكون،ولكان ياابومروة التي هتففت به قد سارت بها الافاق،،فجاتني خواطر طيبة،ودعوات،وصلوات،،كانت لي ثباتا ومنجاة.
    نظرت الي الرجل،فاذا هو مختلف عن مارايته قبل حين،كانت به طيبة وعاطفة انسانية جمة،وهو يهمم ،ايها الضيف،ايها الصديق،ايها الغريب مابك هل انت مريض،هل انادي علي الناس لنحملك خلف الوادي لعيادة الخواجا.
    ثم ان الغشاوة بدات في الزوال،وسكن رعبي اوكاد،لم تعد الاضوا تتراقص،ولا الجدران تهتز،كان السعن سعنا كما في بيتنا القديم،وكفتيرة الشاي نفسها،،لم يعد للثعبان من وجود،،ورايت الرجل طيبا واليف.
    - ولكنك عدت من الموت،قلتها وسط فرح بالحياة.
    وضحك الزعيم،،ضحك ضحكا،لم اسمعه منذ زمن،صافي وصادق،،ونظر بالفة قائلا،،وهل يعود الموتي يارجل ،ظننت هذه الاكاذيب لا يصدقها المتعلمون.
    وفتح الرجل قلبه وحدثني،،لقد كان صراعا حادا علي السلطة،كان الكجور ذوي سلطان ونفوذ،،والسحرة والادعياء يعطلون امل ان تشرق شمس،ان تبني مدرسة،ان يقام عمران،،كان كل ذلك محكوم بامرهم،،وكان لا بد لي من هزيمتهم،دبرت امر موتي،،ومثلته وعشته،،وهزمت الموت،،وانا في موتتي المصطنعة،كنت اسمع ضحكاتهم المرتاحة والفرحة برحيلي.
    وفاجاتهم بعودتي،،جاءت الوفود من كل مكان لتري الرجل القوي الذي هزم الموت وعاد،،وصرت زعيم الزعماء بلا منازع. وهاهو حلمي يتحقق بنينا المدارس،وحفرنا الابار،،وجلبنا الطبيب.
    كان لا بد من ذلك لهزيمة الضلام،بعض المكر لا يضر.
    ثم انه ،قادم من الموت او القبر،صار الزعيم صديقي العزيز،،ولقد اكتشفت بفضله عوالما مدهشة لا تصدق،وصارت افريقيا حبي الذي لا امل حبه،،وتلك قصص وحكايا لا بد سنجد لها مجلسا لنتسامر ببعضها،كما نفعل الان في اصقاعنا الطيبة البعيدة.
                  

01-13-2014, 01:02 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    يا عبدالعزيز

    ده واحد من كجور كينيا خلا ليك إتنين من الحرامية ياكلوا القش زيهم وزي أية غنماية..

    الجماعة الحرامية فتحوا فيهو بلاغ فى المحكمة إنو سحرهم وخلاهم غنم. عمك بتاع الكجور جاء المحكمة وجاب حاجاتو معاهو وطلع براءة..


                  

01-23-2014, 09:40 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    مقدمة للحكاية التالية (التاسعة)
    غينيا بيساو – يونيو 1997
    الكاشيو: لم أري فول الكاشيو قبل دخول الهوت دوق للسودان.

    لم أسمع بشجرة الكاشيو أو "الكاجو" خلال دراستى الجامعية للعلوم الزراعية فى السودان. وعشان أعمل لي خط رجعة، إحتمال يكون درسونا ليها لكن اليوم داك أكون جالد المحاضرة. لكن الثابت أننى لم أري فول الكاشيو قبل دخول "الهوت دوق" للسودان.
    الكاشيو ده شنو؟
    حاجة كده طعما زي الفول السودانى، بس أطعم شوية من الفول بتاعنا

    هل هو ثمرة ولا بذرة من الفوليات؟
    ثمرة نبات الكاشيو تشبه بالظبط ثمرة التفاح. وتنمو بنفس طريقة التفاح. بمعني أن خلال عملية النمو يتحول تخت الزهرة الى ثمرة. فى حالة التفاح تكون البذور فى داخل الثمرة. لكن فى حالة الكاشيو تكون البذرة في خارج الثمرة تغطيها قشرة سميكة وقوية جدا. لا تستطيع إخارج تلك البذرة من القشرة بإستخدام يديك فقط. لابد من إستخدام قوة ميكانيكية لكسر القشرة بعد تحميصها فى النار.

    تستخدم الثمرة لإنتاج عرقي جامد جدا. يتم عصر الثمرة وتخمير عصيرها لمدة اربعة أوخمسة أيام بعداك تتم عملية التقطير.

    الصور من تصويري بالطبع

    Cashew2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Cashew4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Cashew3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Cashew1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-24-2014, 11:22 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية التاسعة
    عَرقِى الكاشيو وراجل العشرة نسوان – غينيا بيساو
    يونيو 1997

    عشرون طالباً وطالبة من الذكور والإناث جُلُهم من دول إسكندنافية بينهم طالب سودانى فى رحلة علمية لمدة ثلاثة أسابيع. يسكنون مع بعضهم البعض، يتسامرون ويتحاورون. نشأت بيتهم صداقات وعلاقات جديدة، بعضها كانت علاقات حب تطورت لعلاقة زوجية. منهم من تخلي عن علاقة قديمة ومنهم من وجد شريك حياة جديد في هذه الدولة الإفريقية.

    إيفا السويدية الشقراء ذات العُيون الزرقاء قابلت جون الأمريكي فى إحدي قري غينيا بيساو وأُعجبت به من أول نظرة. كان جون يعمل فى منظمة تسمى "فيلق السلام"، يعيش حياة بسيطة ويستخدم دراجة جبلية للتنقل بين القري. لم ترجع معنا إيفا للسويد وفضلت البقاء مع جون. الزميل فريدريك تخلي عن علاقته بمحبوبته فى السويد وأنشأ علاقة جديدة مع فتاة بُرتغالية-غِينية غاية فى الجمال. تعَّرفَ تُوماس بشابة أفريقية وأُعجب بها. أما سُووني الدنماركي والذي له علاقة مع بنت بلدِه لِيزبتْ، زمليتنا فى الدراسة والرحلة، فقد بدأ علاقة جديدة مع الزميلة السويدية لِيندا في نفس الرحلة.

    كل تلك العلاقات تطورت بهدوء وإيجابية ما عدا علاقة سُووني بالدنماركية والسويدية فقد كانت دراما متعبة تمثلت في الجمع بين امرأتين فى رحلة مفتوحة. تدخلتُ عدة مراتِ لفض خلافات وإشتباكات وإحتكاكات بين لِيزبت ولِيندا فقد كان العمل معهن صعباً ومزعجاً بسبب علاقتيهما مع سُوونى.

    زميلتنا لِيزا كانت تقفْ مع زملتيها وترمى باللائمة على سُووني. وكالعادة لم أسلم من هجوم لِيزا ونقاشاتها الحادة معي:

    - هالوو ليزا إسمعي هنا! ياخى علاقات الرجل بالمرأة دي حاجة معقدة جدا جدا.
    - يعنى عشان إنت مسلم واقف مع سُووني؟!! يعجبك يعمل علاقة مع زميلتين فى وقت واحد؟ غايتو إنتو الرجال كلكم عينة واحدة
    - لا طبعا. بعدين الموضوع ده ما عندو علاقة بالدين هنا. في حاجات تانية بتدخل فى الموضوع ده.

    لِيزا كانت تعلم تماما أن الإسلام حلل زواج الأربعة، ودي كانت فرصة للنيل من سُووني ومنى فى نفس الوقت. حاولت أشرح لليزا لكنها كعادتها عنيدة وعندها أحكام مسبقة.

    كان ضمن برنامج الرحلة زيارة مزرعة لإنتاج الكاشيو يملكها أحد المزراعيين والذي لم يكن مزارعا عاديا بل راجل لعشرة نِسوان بالتمام والكمال، يسكنون معه فى داخل المزرعة لكل منهن منزلها الخاص بها مع أطفالها. كان له تسعة وأربعون طفلا يساعدوه كعمالة فى مزرعة الكاشيو. يجمعون ثمرة الكاشيو من الأشجار ويفصلونها من حبات الكاشيو التى يقومون بتقشريها وتحميصها وتعبئتها فى أكياس صغيرة للتسويق. بعضهم يقوم بتخمير ثمار الكاشيو ثم غليها وتقطريها لإنتاج عرقي يبيعونه للزبائن فى القرية. كل إمرأة وأطفالها يعيشون بصورة ما علي ما يجمعوه من حبوب وما يقطروه من عرقي الكاشيو.
    .
    أصاب ليزا الإحباط من كل إيجابة تحصلت عليها من سؤال هذا المزارع المِزواج. فقد كان لا يفرق بين أسماء أطفاله وبين من أُمهاتِهم. كما ترك أمر المعاشرة لهن لتحديد من تشاطرهُ السرير فى تلك الليلة على أن يتم إخطاره بطريقة ما قبل غروب الشمس.
    أما سعيدة أو سيئة الحظ فعليها أن تحضر معها نص بتاع عرقي الكاشيو. لا يدفع لهم مصروفا مالياً وعلى كل زوجة من زوجاته أن تُدبر مصروفاتِها ومصروفات أبنائها من إنتاج خضروات داخل المزرعة. إستغربتْ لِيزا من "سعادة" نساء هذا المزارع والعيشة التى يعيشونها. رأيتها من بعيد غازة لكوعيها وراحتيها فى خِصرها تتمعن فى واحدة من نساء المزارع تُمشِّط شعرها الأخري. التفتتْ فوقع بصرُها على ثلاثة من نساء المزارع بجانب البئر يغسلنّ ملابسهنّ وملابس أطفالهنّ . رافقتُها ونحن نَتَمشي فى المزرعة. توقفتْ أمام أحد البيوت تراقبْ إمرأتان من زوجات المزارع يقومان بالطبيخ وإعداد الأكل. سالتْ لمن هذا الطبيخ؟. فأجابت إحداهنّ إنه لزوجهن السيد صاحب المزرعة وزوج النسوان العشرة. إمتعضتْ لِيزا وإحمرّ وجهُها من السخانة والغضب.

    التفتت إليّ وقالت:
    - تعرف ياسيف... سُووني ليهو حق يعمل علاقة مع لِيزبت ولٍيندا فى وقت واحد، أنحنا نسوان مغفلات ساكت..

    Lisa3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Lisa1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Lisa2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-26-2014, 12:42 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية العاشرة والأخيرة
    المرفعين - تنزانيا
    أبريل 1998

    مشرُوع "حِفاظِ أرضِ دودوما"، ينطق هكذا باللغة السواحلية مع تغيير الحاء هاء والضاد دال، مشروع ضخم وطموح لمُعالجة التُربة التى دمرها الرعي الجائر. يقع المشروع شمال العاصمة التزانية دودوما في مقاطعة كوندوا ويغطي مساحة قدرها 126000 هكتار. مركز المشروع هو مدينة كُوندُوَّا التى تقع علي الطريق القاري (طريق الشمال العظيم) الذي كان من المفترض أن يربط القاهرة بكيب تاون وفي منتصف المسافة بين مدينة أرُوشا ودودوما. في هذه المنطقة تَسَبَبَ الرعي الجائر وقطع الغابات في دمار التربة وتهديد حياة المواطنيين. من ضمن القبائل التى تسكن المنطقة قبيلة ذات أوصول كوشية (سودانية أو اثيوبية) تسمي عَلَوَة، علوة الواحدة حقتنا دي. وقبيلة الماسّاي، أولاد عم النوير والشلك والدينكا بالرابط اللغوي أو ما يسمى مجموعة اللغات النيلية. قبلية السانداوي هاجروا من جنوب إفريقيا ويتحدثون بلغة الكليك ويسكنون الجزء الجنوبي من كوندوا. كما ان هناك مجموعة مقدرة من أهلنا النوبة في المدينة.

    فى نهاية عام 1979 قررت حكومة الرئيس "المُعلمُ" نايريري إتخاذ قرار شجاع بقفل منطقة كوندوا أمام الرعي المفتوح بكل ما يترتب علي هذا القرار من تأثيرات على سكان المنطقة فى قري كوندوا. فهذه المنطقة معروفة بعلاقتها الأزلية مع الحيوانات الأليفة والبرية. وهو ما عبر عنه أجدادهم برسومات بديعة فى الكهوف التى تقع على الجبال الجنوبية من كوندوا. لم يُسمح للشخص إلا بإمتلاك أكثر من بقرتين أو ثلاث معزات داخل الزريبة فقط. تم إستجلاب أغنام حلوب لهذا المشروع من محطات أبحاث فى السودان نسبة لأن أغنام المنطقة لا تدر حليبا كافياً وقليلاً ما تضع "تيمان". وهى الأغنام المتعارف عليها باسم "الأنجلونوبيان"، يعنى غنماية خواجية- نوبية. عشان نقرِّب الصورة أكتر ياها غنم السودان العادية دي ذات اللون الأسود والأضنين البُيُضْ. تم إنشاء بنك من أغنام السودان داخل المشروع. فقد تم تسليم عدد قليل من الأغنام التى تم "إستقدامها" من السودان إلى بعض المزارعين. حسب الإتفاقية يُسمحُ للمُزارع بالإحتفاظ بالتيمان من الوِلادة الأولي. أما جميع العِتان التى يتم إنتاجها لاحقاً فهى ملك للبنك يُسلفُها لمزارعٍ آخر. يعنى قبائلنا وغنمنا هاجروا لهذه المنطقة. شَرَعَت الحكومة فى معالجة التربة ببناء التروس وزراعة أشجار السيسال و"حشائش الفيل" على قمتها لتثبيت التربة وزرعت الملايين من الأشجار لإعادة الغطاء النباتى.

    نجحت هذه السياسة فى إعادة الحياة الطبيعية للمنطقة وعادت معها حتى الحيوانات البرية التى هجرت المنطقة بعد موت الغطاء النباتي. هذا ما شاهدته خلال تواجدي فى قري كوندوا وأنا أحاول فهم ما حدث من تغيير في المنطقة من خلال بحث علمى لجامعة إستوكهولم. كنت وصديقي التنزاني "فيستو" فى عمل ميدانى في قرية تسمي هَاوبِي للشرق من كوندوا وتبعد عنها حوالي 40 كيلومترا علي طريق متفرع من الطريق القاري بمسافة 30 كيلومتراً تقريبا. لم نجد سيارة للإئجار وقررنا إستخدام دراجة بخارية (موتر) سُوزُوكي يستخدمها فيستو لزيارة المزراعين. بدأ الغطاء النباتي يعود شيئا فشيئا بشجيرات متفرقة وبعضا من الحشائش علي جانبي الطريق. كانت الخطة أن نقضي ليلتنا في قرية هاوبي إذا لم تنتهى المهمة في نفس اليوم. تحركنا في الصباح الباكر وباشرنا العمل دون توقف سوي فترة قصيرة أكلنا فيها عصيدة أُوقالي مع اللوبيا وبعض الأوراق الخضراء المطبوخة تسمى سُكُوماوِيكِى (لزها أسبوع). إنتهت المهمة بنجاح عند غروب الشمس. لم نجد مكانا للمبيت ولايوجد في القرية إستراحة او لكوندة ولم نتفق مع أحد المزارعين لتهيئة مكان للمبيت. قررنا الرجوع والمبيت فى كوندوا.

    عمّ الظلام كل شي سوي الضوء المنبعث من لمبة السُوزوكي الأمامية ونحن فى طريق العودة. كنت جالس فى الخلف ويداي تقبضان بشدة على المعقد خوفاً من السقوط. فجأة وفي أحد المُنحنيات وجدتُ نفسي أطير فوق فيستو في نصف دائرة وأسقط على الارض على ظهري بعد صرخة مدوية من فيستو وسقوط الموتر علي الأرض. ما خطر ببالي فى تلك اللحظة هو أن فستو قد تعرض للدغة من ثعبان المَامَبا السوداء وماهى إلا لحظات وسوف يلدغُني هذا "الدبيب" المخيف.

    - فيستو الحصل شنو؟ عضاك دبيب؟ فيستو؟!!
    كان يَئِنُ من الألم ولم أستطع تِبيان ما حدث بعد أن إنطفأت لمبة الموتر.
    فيستو: إنت ما شايف؟!
    - لا ما شايف الواطة ضلام الحصل شنو؟
    - ما شايف المرفعين المَكَوُّم قِدامك ده؟ جاء قاطع الشارع فجأة وإصتدمت بيهو..

    تحركت خطوات فى إتجاه طرف الشارع وتبينت فى الظلام وجود مرفعين ضخم بحجم الموتر تقريبا لازال يئن من حادث الأصتدام.
    رفعت الموتر عن فيستو والذي تبين أنه أصيب بكسر أو فَكَكْ فى قدمه اليسري. حاول الوقوف بصعوبة على قدمه اليمنى.
    سألنى:
    - بتعرف تسوق موتر؟
    - لا ما بعرف، ليه إنت ما بتقدر تسوق؟
    - عندي ألم فى كُراعي وما حا أقدر على الترس بتاع السرعة. بعدين الموتر ده لوما دور أنحنا إنتهينا.

    أخرجت بطارية من حقيبتى وعلى ضوئها شاهدت المرفعين يحاول الوقوف علي قدميه. كشفت بضوء البطارية فى الغابة من حولنا. كَشَفَ ضوء البطارية علي ستة أو سبعة من المرافعين بأحجام مختلفة تلمع عيونها وهي تنظر إلينا في قلق شديد مقتربة بحذر. تملكنى خوف رهيب ماذا نفعل؟

    بإرشادات من فستو وهو ممسك بالبطارية ومُتكِئاً علي كتفي إستطعت ، وبعد عدة محاولات ، إدارة محرك الموتر والذي أخاف صوته والضوء المنبعث من اللمبة المرافعين فابتعدت عنا قليلاً.

    شَرَحَ لي فيستو كيف أساعده بقدمى اليسري علي وضع الترس الصحيح علي أن يتولي هو الفرملة بقدمه اليمنى والقيادة.

    وصلنا للطريق القاري بصعوبة. توقفنا في أحد المنازل علي الطريق في قرية تسمي بُوليصة وبمساعدة صاحب المنزل تمكنت من ترحيل فيستو بواسطة شاحنة الى مدينة كوندوا ومنها للمستشفي.

    بعد سنتين من هذا الحادث تعلمت قيادة الدراجة البخارية..


    الصور:
    الصورة الأولي رسوم لحيونات فى أحد الكهوف الجبلية في منطقة كوندوا
    الصورة الثانية: الزميل ندونقورو من الإرشاد الزراعي معلمى لقيادة الموتر
    الصورة الثالثة: أحد قرود البابون وقد فقد قدمه اليسري الخلفية في هجوم ما. الصورة لا علاقة لها بالحدث ولكنها نفس البيئة التى تتحدث عنها الحكاية.

    Kondoa2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Kondoa3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Kondoa.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

03-04-2014, 09:26 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    نزولا لرغبة بعض الأصدقاء والقراء نواصل في كتابة هذه الحكاوي كلما سنحت الفرصة والزمن.
                  

03-04-2014, 09:36 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الحادية عشر
    القرعة طلعت قرعة
    تنزانيا - 2001

    الكلام النظري يصبح ناقص من غير تجربة عملية، وأية حاجة من غير تجربة تصبح في محاولتها الأولي في حد زاتها تجربة.

    لم أدخل كلية العلوم الزراعية عن رغبة خلافا لزميلتي في الدفعة خالدة عباس رمزي التى دخلتها عن رغبة لا شك فيها. فقد كانت الأولي في إمتحان الشهادة علي مستوي السودان إلا أنها فضلت العلوم الزراعية علي وجه التحديد علي العلوم الطبية والدكترة. علاقتي مع الزراعة قبل دخول الجامعة لم تكن تتعدي زراعة شتلة شجرة نيم أو سيسبان أمام المنزل. تعلمنا في طفولتنا زراعة العوير دون مجهود كبير سوي غرس عُقلة لا يتجاوز طولها عشرين سنتيمتراً في الأرض وسقايتها بالماء يومياً. وتعلمنا في المدرسة الإبتدائية نثر بذور الأزهار بعد حراثة بسيطة للأرض وتزين أطراف حوض الازهار بالطوب الأحمر في شكل مثلثات رائعة ثم نطليها بالجير الأبيض. لم تكفي بالطبع تلك التجارب من جعلي مزارعا أو مهندسا زراعيا ناجحا. حتي الدراسة الجامعية لم تنجح في ذلك، لذلك إتجهت للتخصص في الانتاج الحيوانى بدلاً من إنتاج المحاصيل. وما أضافته التجربة لاحقا كان أكبر من الدراسة النظرية.

    إجتهد أساتذتنا في ربط الدراسة النظرية بالتجربة العملية ونظمت الكلية الزيارات الحقلية لمحطات الأبحاث والمشاريع الزراعية . زرنا السلخانة وفحصنا الحيوان بعد الضبحية. زرنا مصانع لولي لإنتاج اللحوم ومزارع الألبان في الخرطوم والجزيرة. ساهمنا في حملات لقيط القطن وأقمنا الأسابيع الزراعية في النيل الأبيض والأزرق والرهد والجزيرة. لم نترك مشاريع الزراعة المطرية ولا المروية في أقدي وفي بوط. ما خلينا مصنع سكر لم نزوره. قمنا بحملات تشجير للكلية وفي القوافل الطلابية في معسكرات اللاجئين والنازحين في ود شريفي والشقراب. لكن بعد ده كله تصبح التجربة خير برهان وتبقي العلوم الزراعية بحر واسع لذلك تخصص لها جامعات لوحدها.

    قبل التخريج كانت تواجهنا مشكلة العطالة أو العمل في مجال التدريس بمؤهلات زراعي جامعي. قررنا كأولاد في الدفعة عدم الإستسلام للعطالة، وطالما تخرجنا من كلية الزراعة لازم نشتغل مزارعين. أقنعنا عميد الكلية البروفسور يوسف فضل بأن يستأجر لنا عشرة أفدنة فى مزرعة الجامعة بالنشيشيبة. وبالفعل تحصلنا علي ارض زراعية في الركن الجنوبي الغربي من مزرعة الجامعة عند التقاء شارع مدني القضارف مع شارع مدني الخرطوم. أوكلنا إدارة مشروعنا لزملائنا من خريجي قسم إنتاج المحاصيل والبساتين، والذين كانوا أبناء مزراعين بالخبرة والممارسة. كنت مشاركاً في جميع العمليات الزراعية. ونسبة لإنعدام التجربة أعتقد أنني كنت سببا في عدم نجاح محصول الطماطم والذي غرق بكمية من الموية عند السقاية الأولي. كانت تجربة ثرة تعلمت منها الكثير.

    كنت أملك مزرعة صغيرة حول منزلي في تنزانيا. وقد إكتفيت ذاتيا من إنتاج تلك المزرعة ومزقت فاتورة الخضروات بنجاح من البصل والعجور والبامبي والبامية والطماطم والفلفلية. حاولت أن أضيف محصول آخر وهو القرع. ولاننى لم أمر بتجربة الاحتفال بالهلاوين في السويد فقد كنت أعتقد إعتقادا جازما أن قرع الهلاوين ده أطعم قرع. رجعت من السويد إلي تنزانيا ومعي بذور من القرع السويدي زرعتها بمجرد ووصولي. نما ذلك القرع بصورة سريعة ثم أزهر بزهور صفراء رائعة سرعان ما تدورت فى قرع بأحجام ضخمة ولون برتغالي لم يعده مزارعي قرية ليلوندو في تنزانيا. وقد جذب ذلك القرع فضول العديد من القرويين الذين كانوا في إنتظار نضوجه وتذوق طبيخه..

    عزلت أكبر وأجمل قرعة، حملتها للمكتب ودعوت زملائي التزانيين للحضور لمشاهدة قطع أول قرعة من الإنتاج السويدي.

    كانت خيبتى ودهشت زملائى كبيرة عندما قطعت القرعة لنصفين. فلم تكن القرعة سوي قشرة ليس إلا أو كرة قدم قسمتها النص.

    كانت جوفاء فارغة تماما..

    نحتنا ستة قرعات في أشكال مختلفة، أشكال إحتفالات الهلاوين. عندما أسدل الظلام أستاره وضعنا القرع وبداخله الشموع في وسط الشارع الرئيسي فى القرية. بين الحين والآخر كان تصدر صرخات متقطعة من المارة في الشارع. بعد مدة من الزمن كانت فرحة الاطفال بقرع الهلاوين لا توصف. في اليوم التالي تم ترحيل قرع الهلاوين للمدرسة الابتدائية للقرية..

    الصورة لقرع الهلاوين في سوق الخضار في وسط مدينة ستوكهولم. توجد صور حقيقية لقرعة تنزانيا لكنها في إيسلايد.

    pupm.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

04-25-2014, 06:14 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الثانية عشر

    قرية لأول مرة تشوف بريد إليكترونى (الجزء الاول)

    تنزانيا - عام 2000

    قضيت ونسيبي علي حمد النيل شهور من العُزلة في قرية ليلوندو في المرتفعات الجنوبية لتنزانيا. لا تلفون لا إيميل لا موبايل في ذلك الوقت. الوسيلة الوحيدة للإتصال بالعالم الخارجي كانت راديو موجات قصيرة يلتقط بعض المكالمات من مناطق مختلفة في تنزانيا حسب الموجة. الواحد فينا كان لو جاءه جواب من الأسُرة يقنب يعاين ليهو زي التحلية يقرأه كِلمة كِلمة وحَبّة حَبّة. تانى يوم الصباح أول حاجة الواحد يعملا يمد يده تحت المخدة ويطلع الجواب ويعيد قرأته مرة أو مرتين.المكالمات التلفونية كانت مرة في الشهر من خلال كول بوكس في مدينة إنجوبي والتى تبعد حوالي 110 كيلومتر شمال من قرية ليلوندو.

    لم نكن نعانى لوحدنا من مشكلة صعوبة الإتصالات هذه بل عانى معنا مزراعي القرية بكملها. تمثلت المشكلة في عدم مقدرة المزراعين في الحصول علي معلومات عن أسعار القهوة والفاصوليا والذرة الشامية التى تقوم بتسويقهم جمعية تعاونية في القرية لا حول لها ولا قوة. الضرر الأكبر كان في عملية تسويق القهوة والتى تُباع في دِلالة في مدينة أروشا عن طريق وكيل ودون متابعة أو معرفة من المزارعين للأسعار التى بيعت بها قهوتِهم. وكثيراً ما يتأخر تحويل أموال بيع القهوة للمزارعين بسبب عدم وجود قنوات إتصال بالعالم الخارجي خلافا لمل ذكرنا.

    في يوم توقفت عربة للاندروفر أمام المكتب. من الشباك لمحتَ خواجة ينزل بمهل يرتدي رداء بنى اللون فوق ركبتيه بقليل وشراب بنفس اللون تحت الركبة بقليل، قميص أبيض نُص كُم وطاقية تحميه من حرارة ووهج الشمس. فجأة مرت صورة الرجل الإستعماري في رأسي كما صورتها كُتبُ التاريخ. كانت ملامحه تدل علي أنه رجل تجاوز الستين من عمرهِ كذلك أتاني صوتُه بنبراتِ نفس العمر. سمعت صوته يسأل: ويريز مستر سيف؟ آآبوونت تو سبيك تو مستر سيف!!

    دلاه أحد الزملاء علي مكتبي، صافحته فجلس: مستر سيف أنا أسمي هيجنسون من جنوب أفريقيا مدير شركة وإشتريت خمسة الف فدان قريب من هنا لزراعتها بالقهوة. داير أشتري منك شتول بتاعة قهوة عشان أجربها. أعطيته ما أراد ودعانى لزيارته في مزرعته التى تسمي أُندوليلا. لم أري في حياتى رجلا في عمر مستر هيجنسون يملك عزيمة وإصرارا وحسن تخطيط مثل هذا الرجل. عندما زرته أول مرة كان يسكن في خيمة وسط غابات المُويومبو وهو يحاول مسح الارض وإكتشافها مشيا علي الأقدام. عندما زرته بعد شهر كان قد بني بيتا من الخشب علي الطِراز الأوربي تحيط به الأزهار من كل جانب. بل وفجاءني بأن لديه خدمة إيميل تسمي "بُوش لِينك" عن طريق الموجات القصيرة للراديو. خلال شهرين تمكن من قطع أشجار الغابة وبناء مشتل يسِعُ الملايين من شتول القهوة وجهاز للري المحوري. بعد مضي أربعة شهور أستطاع أن ينتج كهرباء من أحدي الأنهار تكفي لإدارة المزرعة. بعد مضي سبعة أشهر بدأ في تصدير الفلفلية الحمراء الي أوروبا والتى زرعها بين شجيرات القهوة. تطورت علاقاتى مع مستر هيجنسون وتبادلنا الزيارات والخبرات. منه تعرفت علي الشركة التى تبيع خدمات "البوش لينك" وقررت إدخال هذه الخدمة لمزاراعي ليلوندو.

    توجهت ونسيبي علي حمد النيل الي السفارة السويدية في دار السلام. كان علي رأسها السفير إستين ريلاندر والذي مثل الاتحاد الاوروبي لا حقا في محادثات أبوجا، ثم سفيرا في زيمبابوي وحاليا رئيساً للمنظمة التى أعمل بها. طلبنا من السفارة تمويل السوفتوير الخاص "ببوش لينك". وافق إستين علي الفور علي شرائه بمبلغ ألفين ونصف دولار وحضر بنفسه للقرية للوقوف علي تركيبه. نجح علي حمد النيل في إنزال البرنامج في الابتوب وتوصيله بالراديو. أما مصدر الطاقة فكانت الطاقة الشمسيه والهوائية.
    أرسل السفير رسالة لسفارته وخارجيته من القرية وتلقي الرد سريعا عليهما. كانت فرحته وفرحت المزراعين لا توصف بذلك الإنجاز في تلك الأماكن النائية المعزولة والفقيرة،

    من خلال البريد الالكتروني إستطعنا بيع القهوة بأعلي الأسعار لماكس هافيلار في هولندا. في ذلك الموسم حصد مزراعي ليلوندو أعلي الأسعار في تنزانيا عبارة عن دولار ونص لكيلو القهوة. أصبحت خدمات البريد الاليكترونى في القرية مركز تواصل مع العالم الخارجي تنقل أخبار الوفيات والوضوع والأموال والمخاطبات مع الجهات الحكومية وغير الحكومية. وضعنا رسوما تقدر بألف شلن عن كل إيميل صادر أو وارد وإنتعشت الخدمة بشراء كمبيوتر وبطارية جديدة. جمعت ما وقع في يدي من معلومات وأعددت دراسة عن دور هذه الخدمة في دفع عجلة الانتاج في القرية. أخذ إستين ريلاندر نسخة من نتائج البحث وقدمها في البرلمان التنزانى في مدينة دُودُما. بعد مضي ستة أشهر وافق البنك الدولي علي تمويل مشروع يهدف لإنارة خمسة قري وإدخال نظام الفيسات للتواصل عبر الانترنت.

    في أحد الأيام أتاني أحد شيوخ القرية ويدعي ريجنالد ماهُوِّي: سيف يا أبنى هناك أشياء عديدة حلمت بيها وتحققت، لكن أبدا ما حلمت أنو يكون عندنا إيميل في القرية. ده أصبح حقيقة من غير حلم.




    ملحوظة: الاسكنار عنقدت وأبت تشتغل كان رفعنا ليكم الصور. لكن بنلقي ليها حل بإذن الله ونزل ليكم الصور في المداخلة الجاية
                  

04-25-2014, 11:31 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    قرية لأول مرة تشوف بريد إليكترونى (الجزء الاول)

    تنزانيا - عام 2000

    قضيت ونسيبي علي حمد النيل شهور من العُزلة في قرية ليلوندو في المرتفعات الجنوبية لتنزانيا. لا تلفون لا إيميل لا موبايل في ذلك الوقت. الوسيلة الوحيدة للإتصال بالعالم الخارجي كانت راديو موجات قصيرة يلتقط بعض المكالمات من مناطق مختلفة في تنزانيا حسب الموجة. الواحد فينا كان لو جاءه جواب من الأسُرة يقنب يعاين ليهو زي التحلية يقرأه كِلمة كِلمة وحَبّة حَبّة. تانى يوم الصباح أول حاجة الواحد يعملا يمد يده تحت المخدة ويطلع الجواب ويعيد قرأته مرة أو مرتين.المكالمات التلفونية كانت مرة في الشهر من خلال كول بوكس في مدينة إنجوبي والتى تبعد حوالي 110 كيلومتر شمال من قرية ليلوندو.

    لم نكن نعانى لوحدنا من مشكلة صعوبة الإتصالات هذه بل عانى معنا مزراعي القرية بكملها. تمثلت المشكلة في عدم مقدرة المزراعين في الحصول علي معلومات عن أسعار القهوة والفاصوليا والذرة الشامية التى تقوم بتسويقهم جمعية تعاونية في القرية لا حول لها ولا قوة. الضرر الأكبر كان في عملية تسويق القهوة والتى تُباع في دِلالة في مدينة أروشا عن طريق وكيل ودون متابعة أو معرفة من المزارعين للأسعار التى بيعت بها قهوتِهم. وكثيراً ما يتأخر تحويل أموال بيع القهوة للمزارعين بسبب عدم وجود قنوات إتصال بالعالم الخارجي خلافا لمل ذكرنا.

    في يوم توقفت عربة للاندروفر أمام المكتب. من الشباك لمحتَ خواجة ينزل بمهل يرتدي رداء بنى اللون فوق ركبتيه بقليل وشراب بنفس اللون تحت الركبة بقليل، قميص أبيض نُص كُم وطاقية تحميه من حرارة ووهج الشمس. فجأة مرت صورة الرجل الإستعماري في رأسي كما صورتها كُتبُ التاريخ. كانت ملامحه تدل علي أنه رجل تجاوز الستين من عمرهِ كذلك أتاني صوتُه بنبراتِ نفس العمر. سمعت صوته يسأل: ويريز مستر سيف؟ آآيوونت تو سبيك تو مستر سيف!!

    دلاه أحد الزملاء علي مكتبي، صافحته فجلس: مستر سيف أنا أسمي هيجنسون من جنوب أفريقيا مدير شركة وإشتريت خمسة الف فدان قريب من هنا لزراعتها بالقهوة. داير أشتري منك شتول بتاعة قهوة عشان أجربها. أعطيته ما أراد ودعانى لزيارته في مزرعته التى تسمي أُندوليلا. لم أري في حياتى رجلا في عمر مستر هيجنسون يملك عزيمة وإصرارا وحسن تخطيط مثل هذا الرجل. عندما زرته أول مرة كان يسكن في خيمة وسط غابات المُويومبو وهو يحاول مسح الارض وإكتشافها مشيا علي الأقدام. عندما زرته بعد شهر كان قد بني بيتا من الخشب علي الطِراز الأوربي تحيط به الأزهار من كل جانب. بل وفجاءني بأن لديه خدمة إيميل تسمي "بُوش لِينك" عن طريق الموجات القصيرة للراديو. خلال شهرين تمكن من قطع أشجار الغابة وبناء مشتل يسِعُ الملايين من شتول القهوة وجهاز للري المحوري. بعد مضي أربعة شهور أستطاع أن ينتج كهرباء من أحدي الأنهار تكفي لإدارة المزرعة. بعد مضي سبعة أشهر بدأ في تصدير الفلفلية الحمراء الي أوروبا والتى زرعها بين شجيرات القهوة. تطورت علاقاتى مع مستر هيجنسون وتبادلنا الزيارات والخبرات. منه تعرفت علي الشركة التى تبيع خدمات "البوش لينك" وقررت إدخال هذه الخدمة لمزاراعي ليلوندو.

    توجهت ونسيبي علي حمد النيل الي السفارة السويدية في دار السلام. كان علي رأسها السفير إستين ريلاندر والذي مثل الاتحاد الاوروبي لا حقا في محادثات أبوجا، ثم سفيرا في زيمبابوي وحاليا رئيساً للمنظمة التى أعمل بها. طلبنا من السفارة تمويل السوفتوير الخاص "ببوش لينك". وافق إستين علي الفور علي شرائه بمبلغ ألفين ونصف دولار وحضر بنفسه للقرية للوقوف علي تركيبه. نجح علي حمد النيل في إنزال البرنامج في اللآبتوب وتوصيله بالراديو. أما مصدر الطاقة فكانت الطاقة الشمسيه والهوائية.
    أرسل السفير رسالة لسفارته وخارجيته من القرية وتلقي الرد سريعا عليهما. كانت فرحته وفرحت المزراعين لا توصف بذلك الإنجاز في تلك الأماكن النائية المعزولة والفقيرة،

    من خلال البريد الالكتروني إستطعنا بيع القهوة بأعلي الأسعار لماكس هافيلار في هولندا. في ذلك الموسم حصد مزراعي ليلوندو أعلي الأسعار في تنزانيا عبارة عن دولار ونص لكيلو القهوة. أصبحت خدمات البريد الاليكترونى في القرية مركز تواصل مع العالم الخارجي تنقل أخبار الوفيات والوضوع والأموال والمخاطبات مع الجهات الحكومية وغير الحكومية. وضعنا رسوما تقدر بألف شلن عن كل إيميل صادر أو وارد وإنتعشت الخدمة بشراء كمبيوتر وبطارية جديدة. جمعت ما وقع في يدي من معلومات وأعددت دراسة عن دور هذه الخدمة في دفع عجلة الانتاج في القرية. أخذ إستين ريلاندر نسخة من نتائج البحث وقدمها في البرلمان التنزانى في مدينة دُودُما. بعد مضي ستة أشهر وافق البنك الدولي علي تمويل مشروع يهدف لإنارة خمسة قري وإدخال نظام الفيسات للتواصل عبر الانترنت.

    في أحد الأيام أتاني أحد شيوخ القرية ويدعي ريجنالد ماهُوِّي: سيف يا أبنى هناك أشياء عديدة حلمت بيها وتحققت، لكن أبدا ما حلمت أنو يكون عندنا إيميل في القرية. ده أصبح حقيقة من غير حلم.

    الصورة الأولي
    مستر هيجنسون يشرح لمزارعي ليلوندو كيفية زراعة القهوة عينة N5
    Higinsson1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة التانية
    مستر هيجنسون في مركز الري المحوري ومن حوله شجيرات القهوة. هذه طريقة لزراعة القهوة غير مسبوقة لحوجة أشجار القهوة لأشجار الظل.
    Higinsson2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الثالثة
    أعلي الكورنر من اليمين الأخ علي حمدالنيل والخواجة هو السفير السويدي الصديق إستين ريلاندر
    Higinsson3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الرابعة
    قهوة هينجسون حسب مسار الري المحوري. في خلفية الصورة غابات المويومبو التى أزالها هيجنسون خلال شهر واحد.
    Higinsson4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الخامسة
    مشتل هيجنسون. ملايين من شتول القهوة
    Higinsson5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة السادسة
    أول زيارة لممثل البنك الدولي. في الوسط ريجنالد ماهوي
    Higinsson6.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة السابعة
    الأخ علي حمدالنيل وتدريب علي إستخدام الإيميل. في الرف جهاز الراديو الموصل بالكمبيوتر.
    Higinsson7.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

04-26-2014, 05:43 AM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    عندك المحن يا سيف يا صاحبي
    هههههههه
                  

04-26-2014, 08:11 AM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سفيان بشير نابرى)

    لم أري في حياتى رجلا في عمر مستر هيجنسون يملك عزيمة وإصرارا وحسن تخطيط مثل هذا الرجل. عندما زرته أول مرة كان يسكن في خيمة وسط غابات المُويومبو وهو يحاول مسح الارض وإكتشافها مشيا علي الأقدام. عندما زرته بعد شهر كان قد بني بيتا من الخشب علي الطِراز الأوربي تحيط به الأزهار من كل جانب. بل وفجاءني بأن لديه خدمة إيميل تسمي "بُوش لِينك" عن طريق الموجات القصيرة للراديو. خلال شهرين تمكن من قطع أشجار الغابة وبناء مشتل يسِعُ الملايين من شتول القهوة وجهاز للري المحوري. بعد مضي أربعة شهور أستطاع أن ينتج كهرباء من أحدي الأنهار تكفي لإدارة المزرعة. بعد مضي سبعة أشهر بدأ في تصدير الفلفلية الحمراء الي أوروبا والتى زرعها بين شجيرات القهوة. تطورت علاقاتى مع مستر هيجنسون وتبادلنا الزيارات والخبرات
    عزيزي سيف،،انها العزيمة ياصديقي ،،الهمة العالية....
    ياسيف ،،وددت لو اني كنت قد التقيتك في تلك الجهات،،،فانا مقتنع بانه سياتي اليوم الذي تصنع فيه تلكم الشعوب امجادها،،يتحول هذا الضجيج السياسي الفارغ،،والموت الاجوف،االي صناعة للحب والحياة...
    جد متابع،بشغف لحرفك..
    مسنجرك معصلج معي..
                  

04-27-2014, 00:40 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبدالعزيز عثمان)

    Quote:
    لم أري في حياتى رجلا في عمر مستر هيجنسون يملك عزيمة وإصرارا وحسن تخطيط مثل هذا الرجل. عندما زرته أول مرة كان يسكن في خيمة وسط غابات المُويومبو وهو يحاول مسح الارض وإكتشافها مشيا علي الأقدام. عندما زرته بعد شهر كان قد بني بيتا من الخشب علي الطِراز الأوربي تحيط به الأزهار من كل جانب. بل وفجاءني بأن لديه خدمة إيميل تسمي "بُوش لِينك" عن طريق الموجات القصيرة للراديو. خلال شهرين تمكن من قطع أشجار الغابة وبناء مشتل يسِعُ الملايين من شتول القهوة وجهاز للري المحوري. بعد مضي أربعة شهور أستطاع أن ينتج كهرباء من أحدي الأنهار تكفي لإدارة المزرعة. بعد مضي سبعة أشهر بدأ في تصدير الفلفلية الحمراء الي أوروبا والتى زرعها بين شجيرات القهوة. تطورت علاقاتى مع مستر هيجنسون وتبادلنا الزيارات والخبرات
    عزيزي سيف،،انها العزيمة ياصديقي ،،الهمة العالية....
    ياسيف ،،وددت لو اني كنت قد التقيتك في تلك الجهات،،،فانا مقتنع بانه سياتي اليوم الذي تصنع فيه تلكم الشعوب امجادها،،يتحول هذا الضجيج السياسي الفارغ،،والموت الاجوف،االي صناعة للحب والحياة...
    جد متابع،بشغف لحرفك..
    مسنجرك معصلج معي..


    مرحب بعبد العزيز
    كنا نشد الرحال إلي دار السلام لمقابلة السودانيين عندما يشتد علينا الحنين. كان تكون انت الأقرب
    مستر هيجنسون فعلا عندو عزيمة. ياخي ده عمل ليهو محطة كهربة هيدروليكية في مكان عجيب من غير حبس المياه في سد.
    بس لكن فيهو نزعة إستعمارية..

    تلقي التيلفون في البروفايل رسل رسالة
    وأنسي عصلجة ألماسنجر

    تحياتى
                  

04-26-2014, 10:57 AM

نعمات عماد
<aنعمات عماد
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 11404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    حكايات ساحرة يا استاذ سيف

    و الأكثرسحرا هى الحياة والمحبة التى أنتجت هذه الحكايات !

    تذكرنى بمجلة العربى زمان .
                  

04-26-2014, 07:39 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: نعمات عماد)

    على سبيل التحية والمتابعة.
                  

04-27-2014, 00:31 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبد الحميد البرنس)

    الزملاء
    سفيان نابري
    نعمات عماد
    عبدالحميد البرنس

    شكرا علي التحايا والمرور الجميل

    أتمنى أن أجد فسحة من الوقت لإكمال الجزء الثانى من هذه الحكاية وهي تتعلق بدخول أول تلفزيون لهذه القرية وقرية مجاورة تسمي ماتاتاريكا Mataterka. وهي آخر قرية كانت تحافظ علي سياسة المعلم جوليوس نايريري المسماة اوجاما أو بالعربي الجماعية.

    تحياتى
                  

05-10-2014, 06:53 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: نعمات عماد)

    الحكاية الثالثة عشر
    بلبوط مجفف مدخن مطبوخ
    تشاد - 2009

    تعلمتُ من الوالد صيد السمك كهواية في وقت مبكر في بداية مرحلة الدراسة الأولية ومنه تعلمت أيضاً إعداد وجبة السمك. فمرة أو مرتين في الشهر نحمل مُخلاية أدوات الصيد ونتجِه صوب ضفة النيل الازرق بعد أن نحفر الأرض تحت أحد الأشجار في جنينة أبزيد بحثا عن ديدان الصارقيل. نعود في المساء وقد إمتلات المخلاية بسمك البُلطي والكاس والبلبوط والقرموط أو القرقور. عند المساء نطبخ من سمك القرموط شوربة تاكل ورآها أصابعك. مع الزمن أصبح سوق السمك بمدينة ودمدنى من الأماكن المحببة التى أزورها كلما سنحت الفرصة. وهو سوق محتكر للبائعين من الرجال. عند زيارة سوق السمك تغمرني سعادة غامرة برؤية قُفاف السمك وأشكاله المتعددة وطريقة تنظيفه. ومع مرور الزمن إكتشفت أن لدي هواية جديدة إسمها زيارة سوق السمك في أي مدينة أزورها.

    في قري تنزانيا عشت علي نوعين من أنواع السمك المجفف. الأول يسمى "الدقاة" وهي أسماك صغيرة الحجم لايتعدي طولها طول الأصبع، تُصطادُ من بُحيرة فيكتوريا وتُجففُ علي الأرض مباشرة. لذلك تحتاج لمهاره في الغسيل قبل الطبيخ والواحد بيكون محظوظ لو ما قرش ليهو حصاية أو حصايتين خلال أكلها. أما الثانى فهو سمك الكجيك وهو بحجم ساعِد اليد تقريباً. توقفتُ عن أكل النوع الأخير بعد إكتشاف كميةٍ من الدِيدان في رأس أحد أسماك الكجيك المجففة بالإضافة لصعوبة طبخ هذا النوع من السمك. إلا أن ثقتي عادت للكجيك بعد وجبة دسمة في أحد أسواق مدينة الدمازين في عام 2010

    حطتْ رحالي في إنجمينا في مهمة لتقيم إحدي مشاريع المياه والصحة الأولية في شرق تشاد في القري الواقعة حول مدينتى أand#1619;مْ دَمْ وأand#1619;مْ تِمان والتى تبعدان مئات الكيلومترات من العاصمة الشادية. تحركنا قاصدين أم تمان ومعي زميل من النيجر إسمه أبوبكر تراوري بعد شروق الشمس بعد تناول شاي باللبن مع بعض الزلابية في أحد الأسواق الطرفية للمدينة. واصلنا بعدها الرحلة ولم نتوقف إلا عند منتصف النهار للراحة والصلاة وتناول وجبة غداء. لم نجد ما نأكله سوي لحم غنم ومصاريين مشوية علي صفيح برميل مصدئ. أكتفينا بشراء بسكويت وكوكا كولا من أحد الدكاكين والإثنين من إنتاج مصانع المنطقة الصناعية بالخرطوم بحري. كان سعرهم ثلاث أضعاف الأسعار في السودان وللشادين حساب غريب بين السيفا CEFA والعملة المحلية لم أستطيع فهمه حتى الان. كان البسكويت معتِتْ والكوكا كولا بدون غاز الكربون. أما السواق هارون فلم يصبر علي الجوع فأشتري لنفسه "جراد محمر" مع قليل من الشطة والليمون. لم يكتفي بذلك بل إشتري حبات من "القورو" كان يمضغها بهدوء أثناء قيادته للاندكروزر.

    تناسيت الجوع بالاستماع بالمنظر الطبيعية الخلابة حتى مغيب الشمس. توقفنا في إحدي المدن الصغيرة لصلاة المغرب عقبها شاي باللبن مع زلابية ثم واصلنا الرحلة في الظلام في طريق غير ممهد. شعرنا جميعا بالجوع. هاتف الزميل ابوبكر تراوري زوجته التشادية والتى تسكن أم تمان وتحدث معها بلغة لم أفهم منها شيئا ولكن تكررت كلمة بلبوط عدة مرات تعقبها بعض الضحكات. إستبعدت تماما أنه يتحدث عن سمك البلبوط في هذا الجزء من أفريقيا. صبرت علي جوعي وحمدت الله علي سلامة الوصول قبل منتصف الليل بقليل.

    غاب ابوبكر للحظات ثم رجع وهو يحمل صحنا كبيرا بيديه وضعه في الارض امام برش الصلاة.
    - يلا يا جماعة قوموا إتعشوا!
    كان الظلام دامسا جدا ولم تكفي الإضاءة الخافتة المنبعثة من أحد الفوانيس. لم أتبين ما موجود بداخل الصحن والجوع وصل مرحلة بعيدة بعد هذه الرحلة المتعبة.
    - ياخي ما كان تتعب نفسك الدنيا ليل.
    - حاجة بسيطة قوموا إتعشوا.
    - طابخين شنو؟
    - بلبوط.
    - شنو؟
    - بلبوط.
    - بلبوط ده سمك ولا شنو؟
    - نعم. ده بلبوط مجفف ومدخن ومطبوخ.
    تذكرت كجيك تنزانيا لكن الجوع كان أقوي والدنيا ظلام دامس. أكلنا البلبوط بالكسكس وزد عليه ببطيخ علي سبيل التحلية.

    بعد شروق الشمس سجلت زيارة لسوق سمك أم تمان. كانت المفاجأة بالنسبة لي أن تجارة البلبوط وسوق السمك حكرا علي النساء.

    Chad1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    chad2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    chad3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    chad4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    chad5.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-12-2014, 10:42 PM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    هذا الجهد لابد ان يتواصل،،ويطبع ويكون متاحا ، .
    انه متعة لا تضاهي ..
    فشلت في التواصل بالمسانجر
    اكتب لي علي عاجلا
    [email protected]
                  

05-30-2014, 01:27 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبدالعزيز عثمان)

    Quote: هذا الجهد لابد ان يتواصل،،ويطبع ويكون متاحا ، .
    انه متعة لا تضاهي ..

    تشكر يا عبد العزيز علي التشجيع واهو بنحاول نواصل بقدر المستطاع.

    نهديك حكاية قرية لأول مرة تشاهد تلفزيون وآخر قرية إفريقية سقطت فيها شيوعية نايريري

    إنها قرية متاتريكا....
                  

05-30-2014, 01:42 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الرابعة عشر
    قرية لأول مرة تشوف تلفزيون (الجزء الثانى)

    تنزانيا - فبراير 2001

    قرية مَتَاتَرِيكا هي آخر قُري تنزانيا التى سقطت فيها الشيوعية الإشتراكية الإفريقية. فقد كانت أقوي القري تنظيماً وإدارةً وقيادةً محلية. متاتريكا هي أفضلُ قريةٍ نموذجية إشتراكية علي منهجية الأُوجاما* (الجماعية) التى إتبعها نظام المُعلم جوليوس نايريري. متاتريكا قرية سياسية بمعنى الكلمة، فهي مُنقسمة الي ثلاث أحياء كل حي له إنتماؤه السياسي. كان علي قيادة لجنة الأُوجاما المُعارِضة مزيه (الشيخ) لُوكاس مايمبا وهو مزارع وقيادي لا يشقُ له غبار. عندما تسلمت إدارة المشروع لم يكن لدي خلفية عن هذا الخلاف السياسي في القرية وبدون أن أشعر وجدت نفسي في وسط هذا الخلاف. كان المدير السابق للمشروع السويدي مزونجو(خواجة) أسمه بو فريدريكسون يسكن في متاتريكا. عرضَ علي السكنand#1619; في منزله ولكنى فضلتُ السكنand#1619; علي بُعد أمتارٍ من مكتب الشغل في قرية لِيلُوندو. مع رحيل فريدريكسون وسكنى في ليلوندو خسر القرويين وسيلة الترحيل الوحيدة اليومية وهي سيارة مدير المشروع التى تُحمّل بالمنتجات الزراعية والركاب يومياً لتقطع مسافة سبعة كيلومترات بين القريتين. عندما إستلمت السيارة كانت محتاجة لتغيير الشوك ابسورفر الخلفي فقد كانت تسمى متاتريكا لاين من كثرة التحميل وزيادة الشحن. كنت أحيانا أسمع أهل متاتريكا يتهامسون ويلعونون حظهم: حليل أُمزونجو جابوا لينا هذا الإفريقي.

    كان مزيه لُوكاس مايمبا علي خلاف مع رؤساء إدارات الجمعية التعاونية الزراعية والجمعية المالية أو بنك القرية والجمعية المحلية للقرويين وجميعها تحت مسؤوليتى. واجهتنى صعوبات في كسر حاجز التعامل مع مزراعي متاتريكا ومع مايمبا. إنكسر هذا الحاجز بعد حوالي ستة شهور بسبب البرامج العديدة التى نفذتها في بقية القري في مجال رفع إنتاج محصول القهوة. جاءت المبادرة منى فقمت بزيارة مايمبا في منزله بصحبة المرشد الزراعي للمحلية. رحب بي الرجل وطاف بي في مزرعة وأراضي الأُوجاما. كان يملكون مزرعة جماعية للقهوة في مساحة خمسة أفدنة ومخزنا كبيراً للأدوات الزراعية وجراراً وشاحنة. زرت معه جميع المزراعين المنضمين تحت رايته. ختمنا زيارتنا أمام مبنى كبير في شكل زاوية قائمة فيه العديد من الغرف والقاعات. علمت منه أن المبنى مِلك لمزارعي الأُوجاما. كان حلمى في تلك اللحظة أن يتحول هذا المبنى لمركزٍ لنشاطٍ ثقيفي وتوعوي في ماتاتريكا. بمرور الزمن توطدت علاقاتى مع مزيه لُوكاس مايمبا.فكان دوما يستقبلنى بإبتسامة عريضة. حدثني في ليالٍ وأيام عن تاريخ الشيوعية الاشتراكية الأُوجاما في قريته وعن رحلته الي المجر للتعرف علي الفكر الشيوعي عن قرب. رغما عن ذلك فقد كان مايمبا مزارعاً تنزانياً بسيطاً لا يجيد الإنجليزية ولم يتعدي تعليمه المرحلة المتوسطة (فورم ثري)، لكنه يجيد تطبيق الفكرة الشيوعية.
    قمنا ببناء مركزين (بيت الشعب) أحدهما في قرية ماويسو والتى تقع بعد ماتاتريكا والآخر في قرية وِينو شرق ماتاتريكا. يتكون كل مركز من غرفة مكتب وقاعة إجتماعات كبيرة. حاولت تحنيس أو إقناع مزيه لوكاس مايمبا بتسليم المبنى لحكومة أو مجلس القرية لكى أتمكن من صيانته وتحويله لمركز لقرية متاتريكا بدلا من بناء مركز جديد من غرفتين فقط. رفض مايمبا طلبي من منطلق العدوات القديمة، لكنى لم أقنع من إقناعه.

    قرر زميلي ونسيبي علي حمد النيل ممارسة هوايته الإليكترونية. ففي إحدي زياراتنا لسوق كِرياكُو في دار السلام قرر شراء صحن (دِش) لإستقبال الإرسال التلفزيوني وجهازاً للتلفزيون. كان ذلك الجهاز هو أول تلفزيون يدخل القرية. تم توصيل الجهاز بمولد كهربائي علي بعد أمتار من التلفزيون و بعد عدة محاولات مضنية في البحث عن الأقمار الصناعية والتردد الصحيح للإرسال التلفزيوني إجتمعت القرية عن بكرة أبيها في ملعب كرة القدم لتشاهد مباراة بين مانشيستر سيتى وشيلسي. زادت غيرة أهل متاتريكا ضد آهالي قرية ليلوندو الذين دخلوا الحضارة من أوسع ابوابها بمشاهدة الدوري الانجليزي لايف. حملنا الدِش والتلفزيون والجنريتر وقدمنا عرضا تلفزيونيا خارج مبنى الأُوجاما في حضور مزيه مايمبا وغالبية اهل متاتريكا.
    فرح مايمبا بذلك الحدث والتجمهر، وتذكر سُلطة الأيام الخوالي. إنتهزت الفرصة وطلبت من مايمبا تسليم المبنى لمجلس القرية. ضحك حتى بدأت أسنانه البيضاء واجابنى:
    بوانا (سيد) سيفو (سيف ) توتانجاليا (نشوف).

    بعد إكتمال بناء المركزين دعوت السفير السويدي ستين ريلاندر لإفتتاحهما. وقد فعل في إحتفال بهيج إحتوي علي الرقيص والنقارة. رتبت زيارة للسفير مع مزيه مايمبا لقرية متاتريكا. طلبت من السفير تحنيس مايمبا لتسليمنا المركز. وقف ستين ريلاندر مخاطباً مايمبا وبقية الكُومريد وأهالي متاتريكا: لو قام نايريري من قبره الآن لقال لكم سلموا هذا المبنى لمجلس القرية ليكون بيتاً للشعب. صفق له القرويون كثيرا حتى مايمبا والذي وقف مخاطبا السفير وزملائه وبقية المواطنين: سوف نُسلمه بشرط أن يقوم سيف وعلي بتركيب جهاز تلفزيون في المركز.

    في ذات اللحظة تبرع السفير السويدي بتكلفة الجنريتر والتلفزيون والدش لصالح مركز متاتريكا
    -------------------------------------------------------------------------------------
    *هذه محاولة لتعريف الأُوجاما دون الرجوع للوكيبديا والمرجعية مزيه لُوكاس مايمبا وتجربتي في تنزانيا
    الأُوجاما وتكتب هكذا باللغة السواحلية ujamaa تعنى الجماعية. واحدة من المشاكل التى واجهت جوليوس نايريري في محاولاته لتنمية تنزانيا هي تشتت المواطنيين في أوساط الغابات والأدغال في حياة بدائية ووسائل إنتاج متخلفة. شرعت الحكومة في برنامج قسري villagization يهدف لترحيل المواطنيين وتجميعهم في قري بحيث يسمح للحكومة بتقديم خدمات لهم. وتم توزيعهم في خلايا صغيرة تم تمليكها بعد وسائل الانتاج علي ان يعملوا علي إدارتها بصورة جماعية.
    صدرت هذه الدراسة عن جامعة ادينبيرج قبل عام من بداية عملي في متاتريكا. الدراسة تشرح الأُوجاما في القرية بصورة مفصلة. بطل الدراسة هو مزية Mzee لُوكاس مايمبا.

    http://www.cas.ed.ac.uk/__data/assets/pdf_file/0015/27330/No...age_David_Edward.pdf

    Matetereka1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Matetereka2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    Matetereka3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

05-30-2014, 02:53 AM

عبدالعزيز عثمان
<aعبدالعزيز عثمان
تاريخ التسجيل: 05-26-2013
مجموع المشاركات: 4037

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    شكرا ياصديقي,,
    فنحن لا نحب الفقر كما يتمني لنا الاشرار لو نفعل,,
    نحن سنقتلعه مثل ضرس فاسد ،ونرمي به بعيدا..
    بتصرف من احدهم QUOTED
    ويوما ما ستعمر هذه الارض
    صدقني..
    ان هو الا جهد قليل..
    يعمها الضوء والاخضرار
    يرفل ساكنيها في عافية وحبور..
                  

06-06-2014, 07:50 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبدالعزيز عثمان)

    Quote: شكرا ياصديقي,,
    فنحن لا نحب الفقر كما يتمني لنا الاشرار لو نفعل,,
    نحن سنقتلعه مثل ضرس فاسد ،ونرمي به بعيدا..
    بتصرف من احدهم QUOTED
    ويوما ما ستعمر هذه الارض
    صدقني..
    ان هو الا جهد قليل..
    يعمها الضوء والاخضرار
    يرفل ساكنيها في عافية وحبور..


    شكرا كتير يا عبدالعزيز
    أفريقيا يقتلها الجهل بالفقر ليس إلا..
    والجهل مصيبة في خاصة في عالمنا هذا حيث تصبح المعرفة سلاح.
    المداخلة الجاية لها علاقة مباشرة بالجهل والمعرفة. ماذا نريد لأطفالنا أن يعرفوا وبأي الطريقة؟

    عنوان المداخلة هو : الدبيب
    وهو أيضاً هدية للأخ الأمير من فيرجينيا
    يا أمير البوست بوستك وأفعل فيه ما تشاء. توقع من. مكالمة.

    وهو أيضاً هدية للاخ الدكتور طارق (عبود) بابكر التوم في بريطانيا. فقد كانت لنا جلسات وحكايات عن الدبايب

    والسلام يغشي الجميع
                  

06-06-2014, 08:22 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الخامسة عشر
    السويد - مايو 2008
    الدبيب

    ما تعلمته خلال سنين طفولتى الاولي هو أن الدبِيب (الثعبان( حيوان سام وقاتل وفتاك يجب قتله مهما كان ذلك ممكنا. وأن أية أحلام فيها الدبايب هى أحلام مزعجة وفأل شؤم. كما إلتصق وصف الشخص بالدبيب بكل ما هو سيئ. عادي جداً تسمع من يدِعِي علي شخص آخر في حالة الضرب: ضاربُو لييه؟ يضُربك الدبيب البنشِّف الرِيق!!!. واللولوة مرتبطة بالدبيب وكذلك اللّبدة. لم أجد فرصة للتعرف علي الدبايب سوي من خلال الإساطير وما نعتقده عن قدراتها ومقدراتها وما قدمته الأفلام الهندية في السينما الوطنية ودمدنى.

    تكالبنا يوما والبحر دمِيرة علي قتل دبيب رجماً بطوب الكمائِن ديلاك علي ضفاف النيل. فعندما كنا نسبح إنجرف جزء من الأرض من قيفة البحر بسبب إرتفاع منسوب النيل أو الهدام. كشف ذلك عن جزء من جسم دبِيب إفتكرناه من الوهلة الاولي إمتداد لجذور شجرة اللّبخ فوق القيفة. حَمَلَ كل مِنّا طوبتين في يديه من كُسّار الطوب الذي تنتجه كمِينة المرحوم محمد أحمد طنبوج. المشكلة كانت أن القيفة التى بها الدبيب لم تكن تبعد سوي حوالي مترا واحدا من موية البحر. ولكى نرجُمْ ذلك الدبيب كان لابد أن نقف داخل البحر وعلي مسافة من القيفة حتى لا ترتّدَ الطوبة علي رأس أحد مِنّا. دار حديث للخوف بيننا. ماذا لو فشلنا في قتل الدبيب والله لا قدر وقع في الموية؟ هل يستطيع الدبيب السِباحة؟ وهل يستطيع أن يضرب واحد منا جوه البحر؟ مع إرتفاع الأدرينالين والصياح والكواريك نجحنا في رجم الدبيب وقتله وفحصناه عن قرب دون مرجع وبعدها لم نواصل سباحتنا.

    عندما بدأت دراستي وبعدها العمل في تنزانيا بدأت أقترب أكثر من الدبايب وأتعرف عليها عن قرب. وكما بقية شعوب الأرض يخاف التزانيين أيضاً من الدبايب. غيرت حياة الغُربة في أوروبا وبلد مثل السويد غيرت نظرتى للتعامل مع الدبايب. فبدأت أقرأ عنها وأتعرف علي أنواعها السام وغير السام منها. وأتاحت لي حدائق الدبايب المنشرة في كينيا وتنزانيا فرصة ممتازة للتوقف عندها كلما صادفتنى في ترحالي والتعرف عليها إكثر وأكثر. تعايشت مع أحد الدبايب الذي يسكن في مدخل الإستراحة التى كنت أسكن فيها لوحدي طيلة فترة الدراسة. فقد كان يسكن تحت الصبّة في أحد الجُحور. لم يكن ساماً، أشاهده أحيانا عندما يخرج لصيد الفئران والحشرات، وحتى لا نلتقي صدفة كنت أضرب بأقدامى بشدة علي الأرض ولا أتسرع في خطواتي. أما البطارية فكانت لا تفارقني عند المساء. أهم حاجة كانت هي التأكد من أنه لايوجد دبيب تحت السرير قبل النوم وقبل إن أضع قدماي في الارض إذا صحوت في منتصف الليل. كلمة دبيب في اللغة السواحلية كلمة مخيفة وفخيمة (نِجوكا). يعنى زي كلمة بعاتى كده.

    حذرنِي التزانيين من عدم الإقتراب من بعض المناطق بحكم إعتقادهم أنها حكرا لدبيب محدد حسب ما يحكي أبائهم. واحدة من تلك المناطق المكان الذي زرعتَ فيه علف الدراسة. كنا عائدين من المزرعة بسيارة تويوتا دُبل كاب ومعي أربعة من التنزانين. ثلاثة بالداخل وواحد في الخلف. فجأة صرخ أحدهم وقد أصابته الخُلعة: نِجوكا أُم كُبوَوا (دبيب كبير). جلس علي قدميه في المقعد ورفع زجاج الشباك وهو مرتبك. كذلك فعل البقية وصار هناك هرج ومرج في داخل العربية. أما الشاب الذي في الخلف فقد صعد فوق سطح السيارة. علي بعد مئة متر تقريبا كانت هناك أصلة ضخمة تقطع الشارع. طلبوا منى الوقوف وعدم المخاطرة بدهسها بإطارات السيارة ولم أكن لأفعل. كانوا يعتقدون أنها سوف تتلولو في السيارة وسوف تلتهمهم جميعا. كانت فعلا ضخمة فعندما دخل رأسها الحشائش في الجهة اليمين من الشارع كان ذيلاها لازال داخل الحشائش في الجهة اليسري من الشارع. في اليوم التالي رفضوا العمل وتركونى لوحدي. النصيحة التى قدموها لي هي أن أشتري أحد الحجارة من تجار قبيلة الماساي لمعالجة عضت الدبيب إن حصل القدر وإن كنت اود تكملة بحث رسالة الماجستير. عملت بنصيحتهم و توجهت لدار السلام وإشتريت ذلك الحجر من سوق للماسّاي. كانت الوصفة كلآتى: أن أضع الحجر في مكان عضت الدبيب. سوف يلتصق ذلك الحجر السحري بمكان العضة وسيمتص السم لمدة يوم كامل. لتنظيف الحجر من السم وإعادة إستعماله يجب غلي الحجر في حليب ساخن. سوف يتحول الحليب للون الليموني الأصفر. يجب إعادة العملية حتى يكون لون الحليب أبيض كالحليب.

    إشتريت خمسة حُجّار. واحد ختيتو في المحفظة وواحد في طبلون العربية وواحد تحت المخدة وواحد في درج المكتب وواحد في دولاب الهدوم. في أحد الأيام حاولت إقناع الصديق إيسو مرافقتي لإحدي البِرك المطرية لصيد إسماك البلبوط. رفض إسو الذهاب بحجة أن هذا البِركة مِلكٌ لدبيبٍ كبير وهم لا يقربوها أبدا حتى حيواناتهم لا تشرب منها.

    شاركتنى الدبابيب المنزل الذي أعيش فيه لكنها لم تجرؤ أبداً علي دخول مكان السكن بل كانت في أشجار السور وشقوق الأرض وبين الصخور. أخطرها كان دبيب البوفادر وهو دبيب قليل الحركة ينتظر فريسته في مكانه وسط أوراق الشجر والحشائش. كانت ليلة مظلمة وكنت في طريقي للمكتب. في اللحظة التى سلّطتُ فيها ضوء البطارية علي الارض كان الدبيب علي بعد نصف متر من أن تطأه إحدي قدماي. عندما حضر الخفير لقتله كان قد إختفي وسط شجيرات السور. أما أكثرها خطورة فقد كان خلفي في شجيرة قهوة وأنا أتحدث إلي أحد المزارعين ومعه زميلي المرشد الزراعي أُندنجُورو. رفع أندوجورو يديه الاثنين طالبا منى وبكل هدوء عدم التحرك: سيفو وراك دبيب كبير ما تتحرك!!. نظرت في عينيه وقد تسمرت في مكانى وطار قلبي من الخوف. من نظرة عينيه حددت مكان الدبيب في مستوي كتفي تقريبا. قررت أن أُلدغ وأنا جاري بدل وأنا واقف. قفزت في خطوة واحدة للأمام كنت عندها بجانب المزارع وأندجورو. إلتفت للوراء لرؤية هذا الدبيب. كان من نوع المامبا الخضراء يشابه لونه لون أوراق شجيرة القهوة تماما طوله حوالي متر ونصف يتشمس فوق الشجيرة بعد ليلةٍ مُمطرة. قتلوه وقطعوا رأسه بالساطور. بعد إن إنتهت فترة عملي وزعت الخمسة حُجار ورجعت السويد.

    في مايو 2008 أخذت صغيري للسباحة في إحدي شواطئ مدينة إستوكهلوم. فجأة صرخت إحدي الشقراوات أن هناك دبيبا في إحدي الشجيرات بالقرب من القيفة. ألقيت نظرة علي الشجيرة. لم يكن دبيبا واحداً بل دبيبين من نوع يسمى دبيب عيش الريف يتشمسان بجانب الخواجات في الشاطئ. حضر إثنان من الشرطة ووقفا بعيداً لمراقبة الدبيبن في إنتظار شخص مدرب للقبض علي الدبيبين. ونحن في الإنتظار تقدم أحد الأشخاص من رواد الشاطئ وعرض مساعدته في القبض علي الدبيبين واللذان بدأ محاولة للهروب بعد التجمهر الكبير خلف الشجيرة. وافق الشرطيان علي مضض. تناول ذلك الرجل عصاة من الغابة وبكل سهولة قبض علي الدبايب ووضعها في كيسين. كل دبيب في كيس وسلمها للشرطة. سأله واحد من الشرطة:
    أين تعلمت صيد الدبابيب؟

    أجاب الرجل في سخرية: دي ما حاجة صعبة. كنت بشاهد برنامج صياد التماسيح.

    تذكرت دبايب أفريقيا التى يطاردها الموت بالطوب والسواطير.

    الصورة الأولي للكوبرا الأثيوبية. الصورة من إحدي زياراتى لحديقة الثعابين بالقرب من حظيرة ميكومى المفتوحة في تنزانيا.
    Orm1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الثانية للمامبا الخضراء من قوقل
    orm2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    صورة دبايب السويد
    orm3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


                  

07-01-2014, 08:51 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية السادسة عشر
    المرارة بشطة قبانيت
    تنزانيا - مارس 2000

    تجارة الأعضاء البشرية تجارة غير أخلاقية وبيسنز كبير ومنظم وبيشتغلوا فيهو ناس جزارين كبار جدا. الواحد بيكون منتظر ليهو كِلية ولا عين ولا قلب ولا كبده يجوبوها ليهو فِريش وريكبوها للواحد يدور تش. شغلة ما فيها بركة أبدا أبدا. لأنها بتاخد عضو من شخص في ظروف صعبة جدا ممكن في الغالب تصل مرحلة الموت لشخص تانى يحتاج لذلك العضو لتخفيف آلامه ومواصلة حياتة. تفنن الإجرام في الحصول علي الإعضاء البشرية. ويوجد لهذه التجارة شباكات واسعة ليس في قلبها رحمة ولا شفقة تجاه الضحية، تغسل يدها من الدماء لتستلم بها الدولارات.

    هناك من يتبرع طواعية بأحد أعضائه وهناك من يبيع أحد أعضائه بسبب ضائقة مالية. هناك من يتم إصطيادهم بواسطة عصابات إجرامية، تبقر أحشائِهم دون رحمة لنزع أعضائهم وبيعها لمن يدفع. سمعنا وشاهدنا ما يحدث للبشر في الصحراء الكبري خلال رحلة هوربهم من بلدانهم بحثا عن حياة أفضل. في الصومال يتحدث الناس عن طريقة إحتيال جديدة للحصول علي تلك الأعضاء. تقوم مجموعة مسلحة جذب الإنتباه إليها بطريقة تؤدي لتجمع العديد من الشباب من حولها في قرية أو شارع أو سوق. بعدها تقوم تلك العصابة بإطلاق عدة طلقات في الهواء كافية لخلق نوع من الهلع والخوف يؤدي لهروب وجري الشباب حفاظا علي حياتهم. في أثناء عملية الهروب يُفتح الرصاص علي أرجل بعض من الشباب والذين يسقطون علي الارض ليتم خطهم ونزع أعضائهم لاحقا.

    ويزداد الطلب علي الكلاوي والمعروض ضعيف وغالي. آخر تقليعة إنتقال تجارة الإعضاء للفيسبوك. واحد وضع إعلان في الفيسبوك للحصول علي كلية لقي عروض من بريطانيا وتنزانيا بسعر يتراوح بين عشرين لثلاثين الف جنيه إسترليني لإسبير الكلية. المعلومة المعروفة هناك عشرة آلاف شخص في بريطانيا يحتاجون لكلية جديدة. ثلاثة أشخاص بيموتوا في اليوم في بريطانيا بسبب فشل أحد الأعضاء. من ضمن أربعة الف عملية جراحية لتغير كِلية كانت غالبيتها من أشخاص ميتين وحوالي كلية الألف جات من مانح حي. واقع مخيف مش كده؟.

    في تنزانيا توجد تجارة أعضاء أيضا ولكن ليس بالمفهوم المتعارف عليه. تجارة الأعضاء في تنزانيا عالم تانى مختلف تماما. عالم السحر والشعوذة والقوي الخارقة. في ذلك العالم تصبح جميع الأعضاء البشرية لها إعتقاد معين سائد وسط عامة الشعب. والساحر أو الفكي في تنزانيا قوة لا يستهان بها، لها تأثيرها ولها زبائنها وسوقها. الشعر، العيون، الكبد، الجلد، الخصيتين، الأصابع ، الأسنان وأجزاء أخري من الجسم كلها لها إعتقاد سائد أنها تجلب الحظ أو القوة الجنسية أو الغنى أو كسر تأثير السحر.

    مؤخراً يتعرض "أولاد الحُور" لمطاردة في تنزانيا من تجار الأعضاء البشرية بسبب الإعتقاد السائد وسط المجتمع أنهم ليسو ببشر بل أشباح "زيرو زيرو" تجلب الحظ وتشفي المرضي إذا ما تحصلت علي جزء من أعضائهم. لكن لا يقتصر سوق الأعضاء البشرية في تنزانيا علي أولاد وبنات الحور بل يشمل كل من يقع ضحية لتلك العصابات والسحرة والذين يعتقدون في القوة الخارقة لأعضاء الانسان والحيوان.

    كنت يوما في أحد المطاعم البلدية في قرية لِيلوندو في الصباح، علي شارع الأسفلت الذي يربط مدينة صونجيا بمدينة إنجوبي ودار السلام. وهو طريق متعرج ذو ملفات حادة وهو يخترق الهضاب والمرتفعات الجنوبية. إحدي تلك الملفات تسمى تايسون كورنر لكنها أقل خطور من كورنة لُوكُومبُورو. فهي تقع عند إنحدار رهيب يتجه شرقا في زاوية مقدارها تسعين درجة. بينما أنا في المطعم حضر أحد المزارعين علي دراجة وطلب منى الإسراع لمحاولة إنقاذ بعض الأرواح في حادث لبص وقع قبل دقائق عند كورنة لوكومبورو. تحركنا بسرعة بسيارتي ومعي بعض الشباب. كان حادثاً مروعاً ومخيفاً. فقد مات جميع الركاب وهم جلوس في مقاعدهم بسبب كسر في الرقبة أو الظهر. ما حصل ان البص كان يقوده كمساري تحت التدريب علي السواقة لم يستطع التحكم في البص عن إندفاعه من أعلي الجبل. فقد حاول الانعطاف يمينا عند كورنة لوكومبورو بتلك السرعة والقوة فأصطدم البص بالحائط الجبلي. طار سقف البص وإصتدمت رؤوس الركاب بالحائط الجبلي. عند وصولنا كان هناك ثلاث شبان يمارسون عملا إجرامياً تجاه الموتي من الركاب. إثنان كانا يسرقان أموال الموتي. أما الثالث فقد كان يحمل سكينا وشوالا ويديه ملطخة بالدماء. هجم عليهم من معي من الشباب وألقوا القبض عليهم وتم تكتيفيهم بالحبال. عندما فحصنا الشوال كان فيه ثلاث رؤوس لبعض الركاب وأعضاء بشرية مختلفة تخص بعضا من الركاب الموتي. لم يكن هناك من ننقذه فجميعهم قد فارق الحياة. إنتظرنا حوالي ساعتين لحين حضور والإسعاف الشرطة من مدينة إنجوبي.

    بعد مضي فترة من الزمن أخبرنى أحد زملاء العمل أن أحد أقرباء الشبان الثلاثة والذين ألقينا عليهم القبض غاضب جدا منى لذلك السبب. سبب المشاركة في القبض عليهم. وأنه علي علاقة جيدة بأحد السحرة المشعوذين في مدينة إمبيا. وأن ذلك الساحر هو من يستخدم الأعضاء البشرية لعمل خلطات سحرية حسب الطلب. وان تلك الأعضاء البشرية من حادثة البص كانت وجهتها ذلك الساحر في إمبيا. قررت الدفاع عن نفسي بعادة سودانية معروفة في أكل الأعضاء الحيوانية. كان في راسي مقولة: أفو أنا الشافو خلو..

    عزمت بعض الزملاء والأصحاب علي وجبة غداء، لحمة شية. إشتريت لي خروف وضبحتو يوم الأحد في نص القرية قريب للبار والناس ماشة جاية. أول ما فتحت بطن الخروف فتشت الكبدة وين وقطعة الحتة المسمية الزائدة ومضغتها. الناس الكانوا واقفين معاي قاموا جاريين. إنتظرتهم لمن جو راجعين. طلعت الفشفاش وكبيت فيه شوية أتّي وحبة ملح ونفختو. التزانيين وقفوا ونطتوا عيونهم وقاموا جاريين. قطعت لي حتة من الفشفاش ومدغتها. الجماعة تانى قاموا جاريين. إنتظرتهم لمن جو راجعين. طلعت الكرشة ونضفتها ومضغت لي حتها منها، الجماعة قاموا جاريين. إنتظرتهم لحدي ما جو راجعين. طلعت الكلاوي وفحصتها ونضفتها ومضغت لي منها قطعة والجماعة قاموا جاريين.

    جهزت لي صحن مرارة كارب. بعداك جيبت لي شطة قابنيت. حاجه كده تشبه الفلفلية الخدراء، لكن دُقاق، هم بسموها "بيلي بيلي مبوزي". طلّعت كيس المرارة بتاع الأتّي وكبيتو في الشطة وقطعت عليها بصلة حااارة. إنبهط التزانيين من فرط الدهشة والإستغراب وبدأت المعلومة تنتشر في القرية إنو سيفو بياكل لحمة نية. هم أكلوا الشية وأنا أكلت صحن المرارة لمن بطنى وجعتنى مع الشطة القابنيت. من اليوم داك ما سمعت تهديد وفي النهاية الشاب زاتو رحل وترك القرية.


    Organ1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Organ2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة أدناه لحادث في تايسون كورنر. الصورة الأولي ليها علاقة مع القصة مباشرة. الصورة التانية في وسط تنزانيا ولا علاقة مباشرة مع القصة
    Organ3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

07-01-2014, 10:29 PM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    ألأخ/سيف اليزل كل سنة وأنت بصحة جيدة..وتصوم وتفطر على خير إن شاء الله..

    قبل ما أقراْ الحكاية الثالثة دعنى أشيد بهذا الجمال الراقى والحكى المشوق....سأواصل بشغف...لك التحية والتقدير.
                  

07-01-2014, 11:22 PM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: نعمات عماد)



    سيف اليزل يا رائع إنت الصومالى الشايل الورقة دى.....ههههههه
                  

07-02-2014, 12:47 PM

عبد الرحمن محمد عبد الرحمن
<aعبد الرحمن محمد عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 05-17-2014
مجموع المشاركات: 11

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    سيف اخوي ..خضر الله ضراعك ..
    ويتواصل الامتاع و السرد السلس الشيق
                  

07-02-2014, 04:46 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبد الرحمن محمد عبد الرحمن)

    Quote:

    سيف اليزل يا رائع إنت الصومالى الشايل الورقة دى.....ههههههه


    الأخ إسماعيل عباس
    الله أكرم وتصوموا وتفطروا علي خير

    ههههههه لا دي ما صورتى أنا.

    دي صورة، أخي وزميلي ونسيبي علي حمد النيل الفاضل. صومالي بس مش كده؟؟

    أنا صورتي محل لقيت الصورة دي وفوق ليها مباشرة في المداخلة بتاعة الحكاية السادسة، بالقميص الأصفر، صومالي برضو مش كده..

    كل سنة وانت طيب...
                  

07-02-2014, 04:51 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    Quote: سيف اخوي ..خضر الله ضراعك ..
    ويتواصل الامتاع و السرد السلس الشيق


    الأخ عبد الرحمن
    اولا مرحب بيك في البورد والبوست

    إن شاء الله يدوم التواصل..

    رمضان كريم وكل سنة وإنت طيب
                  

07-02-2014, 11:24 PM

ismeil abbas
<aismeil abbas
تاريخ التسجيل: 02-17-2007
مجموع المشاركات: 10789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الله يديك العافية قصص جميلة ومثيرة وإستمتعت بها....لكن ساهرت بى الله يسامحك.
                  

07-21-2014, 06:54 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: ismeil abbas)

    ألأخ إسماعيل عباس
    تُشكر وكل سنة وإنت طيب.

    كنت بعمل في نضافة عامة لكل الفايلات القديمة قبل النزول للعمل بعد إجازة قصيرة. بالصدفة لقيت تصوير مسجل لموضوع فكة العشرين دولار (عنوان البوست)
    .
    التصوير كان من غير صوت.

    في نهاية الفيلم يظهر الأخ أحمد الصومالي

    الموضوع ما وقف هنا. مشيت طلعت شرايط فديو كبيرة (VHS) لقيت تسجيل لكثير من الأحداث مسجل صوت وصورة. لكن للأسف فشلت كل محاولاتى وأجهزتى وكمبيوتري لتحويل تلك الشرايط للديجيتال عشان أرفعها ليكم هنا.
    إذا في زوول عنده طريقة يورينى ليها يا جماعة خلاااس غلبت حيلة.


    (عدل بواسطة سيف اليزل سعد عمر on 07-21-2014, 06:56 PM)

                  

08-02-2014, 10:08 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية السابعة عشر
    تنزانيا (كُوندُوا) - 1998
    حتى غنمنا ما هينات..في المهجر

    قبل سِنيين عديدة كُنت جالساً قُبيل الغروب علي عتبة الأوضة في حي دردق في ودمدنى أراقب شقيقتي الصغري زهرة وهي تكنس الحوش بطريقة "زِق زاق" جميلة ومرتبة. كان عمرها لا يتعدي الثلاثة عشر عاماً وهي تدندن بإحدي الإغنيات مما يدل علي رواقة مزاجها. في اللحظة التى إنتهت من مهمتها وهي واقفة تنظر لما أنجزته من نظافة ممسكة بالمُقشاشة بيدها اليمنى، دخلنْ غنم البيت بعد رُجوعن من المرعي علي أطراف غابة أُم بارونة. وبمجرد دخول الغنم من باب البيت في طريقهم للزريبة في زُقاق صغير خلف الحُوش بدأن في التبعُر ليملأ بَعَر الغنم الحوش الذي إنتهت من كنسِهِ قبل أقل من نصف دقيقة.

    - بالله شوف الغنم ديل!!؟؟ الحوش ده أنا حسع ما كنستُو ونضفتو!!

    جدعتْ المقشاشة وهجمتْ علي الغنم من الغضب. مسكتْ واحدة من الغنم من رقبتها وهي تتمتِم وتلعن في اليوم الجاب الغنم زاتُم البيت ده. وضعتْ يدها اليمنى حول رقبة الغنماية وأرخت جسدها في حركة لم أشاهدها إلا في حلقات المصارعة وبعصبية عجيبة عضتْ الغنماية في أسفل أُذنِها....

    - ااااااحححي أنا مِنِّك...
    تفاجأت الغنماية من هذا الهُجوم العدوانى وصرخت بأعلي صوتها ونططت عينيها طالبة الإستغاثة..ميييييييع
    - يا بِت!! زهرة ده شنو!!!؟؟ إنتى مجنونة ولا شنو؟؟؟ الغنماية سوت ليك شنو؟؟ فِكّيها!!
    -
    خلّصت الغنماية من بين يديها وأسنانها وهدأت من غضبِها..
    مسحتْ بيدها علي لِسانها للتخلص من صوف الغنماية وهي تسب وتلعن في الغنم..وهي ترجف من الزعل..

    غنمنا كانوا مصدر اللبن لشاي المغرب وشاي الصباح..

    عندما كبرت زهرة وتخرجت من جامعة الجزيرة عرفت تماما أهمية الغنماية السودانية، لكنها لم تنسي فعلتها تلك في الغنماية المسكينة..

    الدكتورة زهرة اليوم مستشارة كبيرة في وقاية وإنتاج القمح في وسط وجنوب السويد ولها مجموعة من الحيوانات الأليفة لكن ليس من بينهم غنماية واحدة لأسباب تاريخية وعملية.

    رجعتْ من رحلة علمية لدولة المغرب قبل سنوات وتغيّير مفهُومِها تجاه الغنماية السودانية.
    - تعرف يا سيف أنا إكتشفت إنو غنمنا ديل مهذبات ومحترمات ومنهن فائدة كبيرة، لبن ولحم وصوف وقروش. الغنم المغربيات تلقاها طالعة فوق الشدرة وتبربح في الصفق ومعصصات وسغار. بري غنمنا ما كدي..

    تسبب الرعي الجائر في دمار الكثير من الأراضي الزراعية الصومالية والتنزانية. فهو يتسبب في إزالة الغطاء النباتى ليترك التربة للتعرية بواسطة مياه الأمطار والرياح. يؤدي ذلك لتكوين تشكيلات من التربة فيما يعرف بالأخاديد وهي تربة غير منتجة. رغم إنها قد تكون أشكال جميلة للبعض إلا أنها مخيفة بالنسبة لي وللمهتمين بقضايا الزراعة والإنتاج والتنمية. لمعالجة هذا التدهور البيئي قامت تنزانيا بفرض حظر علي الرعي المفتوح في منطقة كوندوا في وسط تنزانيا. منعت الحكومة المزراعيين من إمتلاك ما يزيد عن بقرة واحدة أو غنماية واحدة من أجل الحصول علي لبن للأطفال ولشاي الصباح. كما فرضت الحكومة علي المزارع حفظ الغنماية في حظيرة ومنعها من الخروج منها وأن يُقدم لها الحشائيش والعلف داخل الحظيرة. وألا يتركها تبعِر في الحوش فيضيع بعرُها هباء كما يحدث لغنمِنا. ومنعت الحكومة المزارع من إستخدام سماد اليوريا داخل المنطقة المحظورة، لكنها فرضت عليه جمع البعر وإستخدامه في مزارع إنتاج الخُضر المنزلية. مشروع كوندوا كان موضوع دراستي للماجستير الثانية في التنمية الريفية.
    في أول زيارة لي لأحد المزارعين وقعت عينى في عين غنمايته الوحيدة..
    لم تغبانى من الوهلة الأولي أن الغنماية سودانية مية المية..
    حتى صوتها أتى فيه شيئ من الحنية والترحيب..صوت غنمننا الما بغبانى..

    الغنماية كانت "نوبية*" ونوبية أصيلة، اللون، الإضنين، الضرع المليان لبن..
    غنم تنزانيا سُغار، إضنيينن قُصار، قرج، ضروعن ملصقات علي بطونهن..
    إنطبقت عليها مواصفات الغنماية النوبية كما تعلمته من دراستى في جامعة الجزيرة وتجربتي المنزلية.

    سألت المزرارع سؤال واحد: الغنماية دي جبتها من وين؟
    أجاب: أدونا ليها ناس المشروع قالوا جابوها من دولة تانية ما عارف وين. بِتلِد جوز جوز وضرعها دائماً ملان لبن.

    أخدت رقم الغنماية المثبت علي أضانها وإسم المزارع وجري علي مكتب الأرشيف في إدارة المشروع.

    لم أفاجأ فالغنماية كانت سودانية مية المية تم إستيرادها من محطة أبحاث أم بنين جنوب مدينة سنجة من ضمن خمسين غنماية تمت إستيرادهم من محطات أبحاث مختلفة في السودان في عام 1995.

    سألت نفسي:
    ياربي هل نُقدِّر ما لدينا من نِعمة؟
    حتى غنمنا ما هينات..في المهجر..






    ---------------------------------------------------------------------------------------
    *الماعز النوبي هو واحد من أربعة سلالات رئيسية في السودان هي الصحراوي، النيلي والجبلي (التِقِر). ويتميز الماعز النوبي بكبر الحجم ليصل وزنه الي حوالي أربعين كيلو في المتوسط ويمثل حوالي خمسين بالمائة تقريبا من إجمالي تعداد الماعز في السودان. يغلب عليه اللون الأسود لكن يوجد منه ما لونه حيموري مخلوط بالأبيض او الأسود. له قرون قصيرة. يوجد منه هجين يسمى الأنجلو-نوبيان يمتاز بخاصية إنتاج عالي للألبان.

    احد المزارعين يفتخر بغنمايته النوبية السودانية
    Goat3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أغنام سودانية نوبية
    Goat1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أخاديد (Gullies) كوندوا بسبب الرعي الجائر وعوامل التعرية المائية
    Goat2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة سيف اليزل سعد عمر on 08-02-2014, 10:10 AM)

                  

12-11-2014, 12:12 PM

نعمات عماد
<aنعمات عماد
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 11404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    سلام سيف اليزل

    أرشفة سعيدة . فى إنتظار المزيد من الحكايات الفريدة حد الجمال .

    تحياتى .
                  

12-11-2014, 02:19 PM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: نعمات عماد)

    Quote: جهزت لي صحن مرارة كارب. بعداك جيبت لي شطة قابنيت. حاجه كده تشبه الفلفلية الخدراء، لكن دُقاق، هم بسموها "بيلي بيلي مبوزي". طلّعت كيس المرارة بتاع الأتّي وكبيتو في الشطة وقطعت عليها بصلة حااارة.
    إنبهط التزانيين من فرط الدهشة والإستغراب وبدأت المعلومة تنتشر في القرية إنو سيفو بياكل لحمة نية. هم أكلوا الشية وأنا أكلت صحن المرارة لمن بطنى وجعتنى مع الشطة القابنيت. من اليوم داك ما سمعت تهديد وفي النهاية الشاب زاتو رحل وترك القرية.

    يا سلام يا سيف!
    بوست مدهش، عبارة عن قصص قصيرة معطونة بشطة قابنيت والواقعية السحرية!
    اليابانيون يحبون الكبدة النية. لكن العام الماضي توفي أحد رواد مطاعم " الشواء الياباني" نتيجة تناوله الكبدة النية، فصدر تشريع من هيئة حماية المستهلك بحظر تقديمها في أي مطعم.
    شفت الناس ديل ضرونا كيف؟
    صحابي اليابانيون كانوا بيتكيفوا جدا لمن يشوفوني بأكل معاهم الكبدة النية بتلذذ. وطبعا هم فاكرني " إتيبنت"( Japanized) من غير ما يعرفوا إنو نحن Cannibal عديل كده.لووووووول

    rawbeef.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    كل أرشفة وأنت اطيب ما يكون.


    محبتي

    (عدل بواسطة الفاتح ميرغني on 12-11-2014, 02:37 PM)
    (عدل بواسطة الفاتح ميرغني on 12-11-2014, 02:39 PM)

                  

12-11-2014, 11:20 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: الفاتح ميرغني)

    Quote: أرشفة سعيدة . فى إنتظار المزيد من الحكايات الفريدة حد الجمال .


    نعمات يا بنت بلادي يا شقيقة...

    البوست ده ما شي بالدفرة...

    كل ما يطل من خلاله بوردابي او بورابي أشعر بطاقة وحيوية لكتابة حكاية جديدة..

    أضطر لنحت الذاكرة والرجوع لأرشيف ضخم من الصور والوثائق...

    وبسبب تشجيع الكثيرين من القراء ربما يتم تجميع هذه القصص في شكل كتيب..

    أتمنى أن تكون هذه آخر أرشفة لتخرج هذه الحكاوي في شكل جديد...

    أجمل التحايا...
                  

12-12-2014, 05:36 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: الفاتح ميرغني)

    Quote: صحابي اليابانيون كانوا بيتكيفوا جدا لمن يشوفوني بأكل معاهم الكبدة النية بتلذذ. وطبعا هم فاكرني " إتيبنت"( Japanized) من غير ما يعرفوا إنو نحن Cannibal عديل كده.لووووووول


    الصحفي الجميل الفاتح ميرغنى

    مرحب بيك كتير..

    صورة الكبدة المرشوشة بالسمسم دي تشهّي..

    بطنى فارت عليها..

    أجمل التحايا...
                  

01-10-2015, 03:42 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية الثامنة عشر

    زنقّة أُم زُونقُو*

    الصومال

    مسألة اللّون واللِسان سوف تظل آيات وعبر للعالمين كما جاء في القرآن الكريم. ومهما تغيرت نظرتنا وتعاملنا الحضاري مع مسألة اللون لتحقيق أكبر قدر من المساواة إلا أن إصدار الإحكام المسبقة والتمنيط وهو الغالب في الكثير من المجتمعات. الكثير من المواقف التى مررت بها تُوصفُ بالمثل البقول زي (الضُبانة في الحليب) أو (حبة فاصوليا في زيت مكنة). عمي الألوان هذا يتمثل في المثل الإريتري القائل (البلِيلة فيها حَصْحاص)*. والمقصود هنا ليس العمى ولكن الجهل بالآخر وإفتراض أنه لا يتحدث لغتك ويجهل ثقافتك.

    توقف بنا البص المُتجِه إلي مدينة دار السلام في نقطة تفتيش عند تقاطع شارع موروقور دودوما مع شارع موشي أرُّوشا. كان معي إثنين من الوازونقو (الخواجات) طلبة ماجستير، كانا معي لمدة شهر للقيام بدراسة ميدانية. كنت أجلس في الكنبة الأخيرة (أُم خمسة أنفار) وفي النص بينما جلس الوازونقو أمامى في الكنبة (أُم إثنين). صعد إثنان من الشرطة إلي البص وهما يتفحصان في وجوه الركاب. وقفا أمامي في أقل من نص دقيقة بعد أن ألقيا تحية باسمة علي الخواجات:
    ـ هُوجامبو (سلام).

    أما أنا فلم يُلقيا بأية تحية عليّ. توجه أحدهما بسؤالي مباشرة ولم يكن ينتظر إجابة عليه:

    ـ وووويه أُم صُومالي!!! أنزِل!! أنزِل!!! ماش وين إنت؟؟

    لم يوضحا لي ما الأمر أو السماح بالسؤال أو الدفاع عن نفسي. نزلت وتحرك البص.

    لم يكن معي جواز سفر لإقناعِهما بأنى سويدي الجنسية (بالتجنس) وموظف في منظمة سويدية.. وكلما ذكرت بأنى سويدي الجنسية كلما زاد ضحكهما. أنا ذاتى بقيت أضحك في دواخل نفسي في الورطة الوقعت فيها دي. لم يكن علي سوي الإنتظار في حبس الشرطة لحين حضور الجواز والذي كان في يد مكتب الجوازات التنزانى لتحرير إقامة عمل تأخر إصدارها لأكثر من ستة شهور. بعد ساعات حضر إثنان من زملائي الوازنقو وفي يد أحدهما الجواز وتصريح الإقامة ممهورا بتوقيع الرئيس التنزانى مّكابا شخصيا.
    بعد أن فحص الضابط الجواز والإقامة إلتفت إلي مندهشا وعلامة الحيرة في عينية:

    ـ وووويه أم زونقو!!..سمحانى...هاك جوازك...

    إبتسمت له وعلي مدي ثلاث سنوات كنت أتوقف عند نقطة التفتيش لتناول وجبة أو شراب كباية شاي مع الضابط عندما أستخدم سيارة العمل في السفر.

    أكبر مشكلة تتعلق باللون والسلامة هي عندما يكون في صحبتي خواجه وبالأكثر خواجية عندما أكون في الصومال أو كينيا أو السودان. فذلك يعنى حراسة أمنية مشددة ولفت للأنظار قد تكون عواقبه وخيمة. في نهاية 2007 طلبت من أحد الزملاء عدم مرافقتى من نايروبي إلي مدينة كالكاعيو في وسط الصومال خوفا علي سلامته وسلامتى بسبب اللون فوافق. بعد زيارة لمستشفي في جنوب كالكاعيو وآخر للتوليد في شمال المدينة يملكه طبيب صومالي-إيطالي إسمه عبد الله لقطتْ لي عدوي إلتهاب رئوي. شعرت بالألم في منتصف الليل مما إستوجب ترحيلي تحت حماية مليشيات عسكرية لمستشفي النساء الولادة (أي والله مستشفي النساء والولادة) بسبب إنعدام الأمن في جنوب المدينة. بقليل من الدِرِبات والمضادات الحيوية فتحت عيونى للإجابة علي مكالمة هاتفية:

    ـ اااالو (صوتي تعبان ومرهق)
    - انا فلان الفلانى السفير السويدي في نايروبي، كيف صحتك؟؟
    - شكرا يا سعادتك افضل من الأمس والحمد لله..
    - ممكن نرسل ليك طائرة بعد ساعات لترحيلك لنايروبي...

    فكرة للحظة..أفُو أنا ترسلْ لي طائرة لوجع سدُر!!؟؟

    - لا لا يا سعادتك أنا في تحسن وإذا شعرت بتدهور برجع ليك شكرا جزيلا..

    خرجت من المستشفي في المساء وأكملت العلاج في الفندق..

    رافقنى أحد الزملاء الوازنقو إلي صوماليلاند في نهاية عام 2008 ورغم تحذيري له من عدم شراب لبن الأبل إلا أنه أصرّ علي ذلك بعد وجبة دسمة من لحم الغنم (الحنيد). طرقت باب غرفته في اليوم التالي فقد تأخر عن الموعد الذي إتفقنا عليه لبداية العمل. فتح الباب وكان وجهه مُحمرا وشعره منكُوشا ويغطي وسطه الأسفل ببشكير. سألته منزعجا:

    ـ بيتر مالك؟؟!! إنت عيان!!!؟؟
    ـ أمش أنت الشغل أنا عندي إسهال من أمس. الليل كله عديته مسَسَاققا بين السرير والحمام. باخد حبوب (إموديوم) بوقف الإسهال بعداك نشوف لبعدين...

    تانى يوم كنا في طائرة تابعة لبرامج الإغاثة في طريقنا للعلاج في نايروبي.

    يوم 8 أبريل 2014 رافقتنى إينجيلا بصفتها مستشارة (مستقلة) لتقييم برنامج تنموي في الصومال. كان الإتفاق أنه وبمجرد الإنتهاء من العمل الميدانى في صوماليلاند أن نتوجه إلي مدينة كالكاعيو، لكنها لم تكن مرتاحة للمهمة من أساسها بسبب إنعدام الأمن. وقد أمضت وقت طويلا للتحري من الأوضاع في كالكاعيو إلي أن العقد المبرم كان يتطلب زيارة تلك المدينة. بمجرد خروجنا من مطار هرقيسا إستقبلنا عثمان، وزير سابق في حكومة صوماليلاند. لم يكمل عثمان ترحيبه بنا ونحن داخل سيارته عندما قال:
    ـ في خبر مش كويس الصباح ده ما أظنكم سمعتموه!!!؟؟
    ـ خير في شنو يا عثمان.!!

    نقل نظره عدة مرات بينى وبين إجيلا وتأكد اننا لم نسمع بأي خبر:
    ـ في خواجات إثنين كتلوهم الصباح ده في مطار كالكاعيو بمجرد نزولهم من الطيارة...

    قفزت إنجيلا من المقعد الخلفي إلي اليمين قليلا بحيث يقع نظرها في نظري وأنا في الكرسي الأمامى:
    ـ أنا ما قلت ليك كالكاعيو دي ما آمنة..هسي زاتو الله يخارجنا من البلد دي سالمين
    - إنجيلا أسمعي هنا إنتى قايلا أنا شغال في البلد دي بصفتى أُم زونقو؟؟ حنسافر كالكاعيو بعد ننتهي من هنا.
    .......................................................................................................................................................

    *(أم زونقو): كلمة سواحيلية تتطللق علي الشخص الأبيض رجلا كان أو إمرأة. تطلق بصورة عامة علي الأجانب ذوي البشرة البيضاء من كل أنحاء العالم. هناك من يخصصها فقط للرجل الأوروبي لكنها أشمل من زالك. وازنقو هي صيغة الجمع.

    *(البلِيلة فيها حَصْحَاص). مثل واسع الإنتشار وبمختلف اللغات لكن له معنى أكبر وإستخدام واسع لدي الإريتريين

    Ingela1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Ingela2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Ingela3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

01-10-2015, 06:53 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1165

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    شكرا لهذا البهاء
    مانضب الشراب وما ارتوينا

    تلبو
                  

04-04-2015, 10:37 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: Dahab Telbo)

    شكرا ليك الكاتب الروائي دهب تلبو.
                  

04-04-2015, 10:44 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية التاسعة عشر
    طُوبة فك النحس الجندرِي

    قبل أن تتحرك الحافلة من جامعة الجزيرة مُتوجهة للقضارف لأداء واجب العزاء في وفاة أحد الزملاء شاهدنا إحدي الزميلات وهي تُلوحُ من بعيد بأن ننتظِرها. إمتعض أحد طلاب الشرق ووضع رأسه بين يديه:
    - لا هَولا (لا حولا) ولا قوة إلا بالله!!! دِي ماشه وين دِي.؟؟!!
    وصلتْ ونفسها يعلو ويهبط.
    - في محل فاضي؟ أنا ماشه معاكم!!
    لحسن حظها كان في محل فاضي. تضايرنا بحيث نخِلي لها المقعد الفردي خلف الباب مباشرة فقد كانت الطالبة الوحيدة من بين أربعة وعشرون طالبا في الحافلة.

    وما إن تحركت الحافلة حتى صاح الزميل محمد بشير من المقعد الخلفي:
    - لو سمحت أقيف يا طلحة ياااااخ (طلحة سواق الحافلة) أقيف شوية.

    توقفت الحافلة علي جانب الطريق ونزل منها محمد بشير وهو يتمتم بكلمات سمعها الجميع:
    - إنتو دايرين تضيعونا ولا شنو!!!

    رجع محمد بشير وهو يحمل طوبة ناولها لأحد الزملاء من الشباك الخلفي للحافلة دون أن تحس الزميلة بذلك...
    سافرنا وأدينا واجب العزاء ورجعنا بالسلامة. بالمساء كانت طوبة محمد بشير موضوع النقاش في داخليات الطلاب.
    موضوع الطوبة والمرأة الوحيدة إتضح أنه لا يقتصر علي السودان.

    جلست الزميلة إيفا تيلاندر كإمرأة وحيدة في المقعد الأمامي وثلاثة من زملاء العمل التنزانيين في المقعد الخلفي وأنا علي مقعد القيادة في تويوتا دبُل كاب. كان قد داهمنا الظلام في المرتفعات الجنوبية في تنزانيا هدفنا الوصول لمدينة (إرينقا) للمبيت ثم مواصلة الرحلة لمدينة (صونقيا). كان الطريق كثير المنحدرات والتعرجات وهو يسير محاذيا لنهر (رُواها) من الجهة الشمال وسفوح الجبال من الجهة اليمين. فجأة وفي أحد المنعطفات وجدت نفسي في وسط قطيع من الأبقار والسيارة تسير بسرعة ثمانين كيلومترا في الساعة. تعالت صراخات إيفا وهي تلوح بيديها في الهواء تحسبا لأي إرتضام وإختلطت صرخاتها بأصوات أرتضام قرون البقر وأجسامها بالسيارة. ومن الخلف تشبث التنزانيون بأديهم بالمقاعد الإمامية وهم يتعوذون ويقرأون صلوات بالسواحلية.
    - مُونقُو وانقو..(يا إلهي)..سيفُو أُوسِيماما (ما تقيف يا سيف)...

    لمحنا جميعا أحد رعاة الماساي وهو يقذف بحربة في إتجاهنا من الجهة اليسار لكنها لحسن الحظ أخطأت ووقعت في الصندوق الخلفي للسيارة. زادت صرخات إيفا تيلاندر مطالبة بعدم التوقف. شقت العربية طريقها بصعوبة وسط قطيع البقر وواصلنا الرحلة بدون توقف. قطع الصمت الرهيب صوت أحد الزملاء التنزانيين موجها حديثه للآخر:
    - سِيكُو أمبِيّا جوكُوا جِيوي كوبوا؟ (أنا ما قلت ليك شيل معاك حجر كبير)!!

    طلب أحدهم التوقف بعد مسيرة حوالي نصف ساعة للتبول. إيفا تيلاندر لم تكون في حوجة لذلك فموضوعها أساسا إنتهي عند مكان الحادث. نزلتُ وأفرغت ما بي من خوف وفحصت السيارة التى فقدتَ لمبات الإضاءة من الجهة اليمين. لمحت احد التنزانيين وهو يضع حجرا ضخما في صندوق السيارة...

    رافقتنى مونيكا كإمرأة وحيدة في رحلة عمل للصوماليلاند وهي كانت خطوة شجاعة منها لكنها إمرأة قوية تؤمن بمساعدة الفقراء أينما كانوا وتحت أي ظروف. تم طردها من زيمبابوي بسبب مواقفها القوية في بداية التسعينات وعملت في ليبريا والكونغو وفلسطين والبوسنة. كنا راجعين من مدينة بربرة وفي طريقنا إلي هرقيسا عندما قطع السيل طريق الأسفلت بعد أمطار غزيرة في تلال من الجهة الشمالية.

    توقفت حركة السيارات تماماً في صف طويل وكانت الشمس في طريقها للمغيب. بدأ القلق والخوف واضحا علي مونيكا رغم محاولتها أخذ الأمور بهدوء. طلبت من الشرطيين المرافقين لنا في السيارة من اجل الحماية، طلبت منهما مساعدتنا الوصول لحافة مجري السيل لتقييم الوضع. جرف السيل إحدي السيارات أمام أعيننا دون حدوث أضرار في الأرواح. بدأ الإرتباك أيضاً علي السائق أحمد والذي كان يمضغ ما تبقي له من القات. أضطررت لقيادة اللاندكروزر بنفسي بعد أن غاب عن أحمد اهمية تفعيل خاصية الدفع الرباعي بإغلاق العجلات الأمامية بصورة يدوية. أما مونيكا فقد إختفت وراء شجرة من شجيرات الماسكيت وعادت لتجلس في المقعد الأمامي بجانبي وهي تحاول السيطرة علي خوفها وقلقها. لم نتعدي عقبة السيل بأكثر من ربع ساعة لينفجر إطار السيارة الخلفي. نزل أحمد وهو يتمتم بكلمات صومالية لم أفهمها جيدا لكنه كان يلعن سؤ الحظ الذي لازمنا في هذه الرحلة.
    نزلنا جميعا للمساعدة في تغيير الإطار. وما أن إنتهينا من تغيير الإطار حتى رفع أحمد حجرا ضخما كان قد إستخدمه كدقار للسيارة.
    - ده شنو يا أحمد؟ الحجر ده موديهو وين.؟؟

    أشار بيديه الإثنين لمونيكا دون أن تراه وأجاب ضاحكا:
    - أياندرنتى حاديد (دي خواجية منحوسة).

    Kog2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Kog4.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Kog3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Kog1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الصورة الأخيرة صورة حديثة أخذت في أغسطس العام الماضي في وسط الصومال لكن الكج ماكان معروف من شنو..
                  

04-04-2015, 11:34 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2166

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    سيف اليزل

    تحياتي
    وفعلا دا بوست كامل الدسم
    بس يا سيف لو رجعنا الصفر الشالوهو من العملة السودانية يكون الجنيه السوداني فرقو شنو من الشلن الصومالي
    طبعا الزنقات في الصومال وبرضو في ارض الصومال عادية وكتيرة بس قول ربنا يحفظ الجميع
    نامل ان نراك قريبا بينا رغم الزنقات المتوقعة


    عبد الله جعفر

    (عدل بواسطة Abdalla Gaafar on 04-04-2015, 11:36 AM)

                  

04-07-2015, 08:15 AM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: Abdalla Gaafar)

    والله يا أخي سيف
    هذا البوست من أطعم البوستات التي زرتها مؤخرا
    ورغم كل مظاهر الحزن التي عمت البورد بوفاة الأخ العزيز / العوض المسلمي
    إلا أن هذا البوست أستطاع أن يزرع الارتياح على وجوهنا مرة أخرى

    قبل أن أكمل قراءة الحكايات لزمني أن أشكرك
    كما أتمنى عليك أن تخرج هذه الحكايات في كتاب فهي جديرة بالنشر
    وهامة وستلقي الضوء على العديد من ثقافاتنا الأفريقية ومشاكل قارتنا الحبيبة
    ولا أعتقد أنها تقل قيمة أدبية وثقافية عن أي مجموعة قصص قصيرة قرأتها في حياتي
    وهي كنز يجب أن تتاح لعديد القراء ويا ريت لو ترجمتها لعدة لغات بالذات السواحيلي والإنجليزية
                  

04-07-2015, 04:13 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: جعفر محي الدين)

    Quote: بس يا سيف لو رجعنا الصفر الشالوهو من العملة السودانية يكون الجنيه السوداني فرقو شنو من الشلن الصومالي


    مرحب يا عبد الله جعفر

    الفرق الوحيد إنو الصوماليين إقتنعوا بالواقع ده وما غيروا عملتهم وسموها دينار وجنيه وبالقديم وبالجديد.
    الآن الصوماليين بتعاملوا بالدولار مباشرة وممكن تسحب بالدولار من ماكينة بتاعة قروش في نص مقديشو.

    تحياتى
                  

04-08-2015, 03:51 AM

عبدالمجيد صالح
<aعبدالمجيد صالح
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2904

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الاخ
    سيف اليزل سعد عمر

    امتعتنا والله

    قصص جميلة جدا

    اتمني ان تري النور في كتاب صغير تسميه "مثلاً قصص من افريقيا " وممكن تترجم الي الانكليزية - السواحلية والسويدية

    ممكن يستفيد منها ناس كتار خاصة القصص حقيقية وموثقة بالصور وفيها اشياء الناس ما بتونسو بيها وما بعرفها الناس

    واصل وانشاء الله نتواصل خاصة منطقة اهتمامي في الماجستير هي منطقة شرق افريقيا

    عبدالمجيد صالح
    خريج تنمية ريفية
    جامعة جوبا
                  

04-08-2015, 07:27 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: عبدالمجيد صالح)

    والله يا أخي سيف
    هذا البوست من أطعم البوستات التي زرتها مؤخرا
    ورغم كل مظاهر الحزن التي عمت البورد بوفاة الأخ العزيز / العوض المسلمي
    إلا أن هذا البوست أستطاع أن يزرع الارتياح على وجوهنا مرة أخرى

    قبل أن أكمل قراءة الحكايات لزمني أن أشكرك
    كما أتمنى عليك أن تخرج هذه الحكايات في كتاب فهي جديرة بالنشر
    وهامة وستلقي الضوء على العديد من ثقافاتنا الأفريقية ومشاكل قارتنا الحبيبة
    ولا أعتقد أنها تقل قيمة أدبية وثقافية عن أي مجموعة قصص قصيرة قرأتها في حياتي
    وهي كنز يجب أن تتاح لعديد القراء ويا ريت لو ترجمتها لعدة لغات بالذات السواحيلي والإنجليزية
    ...............................

    مرحب بالأخ جعفر

    نترحم علي روح المغفور له العوض المسلمي سآئلين المولي عز وجل أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا..

    إن ذاقت هذه القصص والحكايات حبر الطبع فذلك بسبب دعمكم وتشجيعكم .
    في الأساس كانت هذه الحكايات عشرة فقط ولكن تشجيعكم دفعنى للرجوع إلي ألبومات الصور والفديوهات القديمة وكتابة قصتها.

    تبقت حكاية واحدة ليصل العدد إلي عشرون قصة سوف تكون كافية لإصدار كتيب صغير..

    لك أجمل التحايا..
                  

04-16-2015, 07:55 AM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    تحية طيبة أخي سيف

    Quote: إن ذاقت هذه القصص والحكايات حبر الطبع فذلك بسبب دعمكم وتشجيعكم .
    في الأساس كانت هذه الحكايات عشرة فقط ولكن تشجيعكم دفعنى للرجوع إلي ألبومات الصور والفديوهات القديمة وكتابة قصتها.

    تبقت حكاية واحدة ليصل العدد إلي عشرون قصة سوف تكون كافية لإصدار كتيب صغير..


    غايتو أنا بدأت بالفعل مشاركة هذه الحكايات الجميلة مع أصدقائي الذين لا يملكون حسابات هنا فارجو أن تسامحنا
                  

04-16-2015, 08:06 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22822

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: جعفر محي الدين)

    تحياتي سيف اليزل

    لك قلم ينساب بطريقة السهل الممتنع
    بل هي كتابة تجبر القاريء على أن يواصل حتى وإن لم يكن في مزاج للقراءة
    قرأت رحله عودتك من السويد للسودان بتلك الطريقة التي تصلح أن تكون فيلما مثيرا ، او فيلما وثائقيا

    دمتم
                  

04-17-2015, 06:47 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: ابو جهينة)

    Quote:
    تحياتي سيف اليزل
    لك قلم ينساب بطريقة السهل الممتنع
    بل هي كتابة تجبر القاريء على أن يواصل حتى وإن لم يكن في مزاج للقراءة
    قرأت رحله عودتك من السويد للسودان بتلك الطريقة التي تصلح أن تكون فيلما مثيرا ، او فيلما وثائقيا

    دمتم


    مرحب بالأستاذ العمدة أبو جهينة
    ياخي والله دي شهادة الواحد يعتز بيها جدا جدا..

    مجموعة القصص دي كانت في البداية عشرة حكايات لكن بتشجيع الزملاء والزميلات البورداب قربت تصل عشرين..
    وهناك العديد من توجيهات البورداب والقراء بإصدارها في كتيب صغير وقد شرعت في ذلك..

    أما الرحلة في البوست التانى فأتمنى أن تجد من يهتم بها وينشرها كفيلم سينمائي يوثق لواحدة فقط من مآسي الهجرة.

    لك التحية أخي أبو جهينة.
                  

12-11-2015, 04:43 AM

ايمن الصادق
<aايمن الصادق
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    سلامات عزيزي .. لك ان تصدق انني قضيت بهذا البوست ثلاث ساعات الا ثمانية دقائق - بعد خصم زمن صلاة الفجر - كم هو ممتمع !!! واعجز عن التعليق حاليآ فقط أقول ليك تهانينا الي أن أعود . مع كل الخير .

    * التعديل لحرف خطأ

    (عدل بواسطة ايمن الصادق on 12-11-2015, 03:08 PM)

                  

12-11-2015, 08:08 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: ايمن الصادق)

    Quote: سلامات عزيزي .. لك ان تصدق انني قضيت بهذا البوست ثلاث ساعات الا ثمانية دقائق - بعد خصم زمن صلاة الفجر - كم هو ممتمع !!! واعجز عن التعليق حاليآ فقط أقول ليك تهانينا الي أن أعود . مع كل الخير



    تسلم عزيزي ايمن الصادق
                  

03-06-2016, 03:06 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    البوست ده شكله إتلحس منه جزء كبير في التهكير الأخير لكن نواصل بالموجود..
                  

03-06-2016, 03:18 PM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    الحكاية العشرون

    دخول الكهربة

    تنزانيا – ليلوندو 2002

    حتى الصف الرابع الإبتدائي كُنّا نُذاكِر دُرُوسِنا علي ضوءِ الفانُوسْ. فَبعد مغيبِ الشمسِ بقليل يكون الفانوس علي تربيزة المُذاكرة تنبعثُ منهُ رائحةَ الكيرُوسِين. كانت القراءة والكتابة مرهقةً جداً وأكثرُ إراهقاً عندما يَنعدمُ الكيروسين وتصبِحْ الشمعةُ بديلا للفانوسْ. لقد كان دُخولُ الكُهرباء لحي دَردِقْ في مدينة ودمدنى حدثاً كبيراً.تابعناه عَمُود عَمُود وسِلِكْ سِلِكْ. إستبدلنا الفانوس بلمبة القَلوُّوز وبعد مدة إستبدلنا لمبة القلووز بلمبة النايلون.قِمّة (التحضُّر) إكتملت بدخول التلفزيون ومسجل الكاسيت..

    عادت أيام الظلام الدامِس عندما وجدتُ نفسي في قرية (لِيلوندو) في المرتفعات الجنوبية لتنزانيا. لكنها وللحقيقة كانت أحسن حالا من أيام الدراسة الأولي وأفضل من حالة أيّ مُواطنْ في كل قري مجلس ريفي (وينو) والذي يضم خمسة قري. فقدْ كان منزلي مُضاءً بالطاقة الشمسِية من ثَلاث خلايا تنتج كل واحدة منها 50 واط. بعد مدةٍ قصيرةٍ إكتشفت أن هناك من هو أحسنُ حالا مِنَّى. إنهن الراهبات الطِليان أو الماسِيسترز (بالسواحِلّية) فقد كانت دِيرهُّنَ مُضاءة بِكهرباء 220 فُولت بطاقة كهرومائية في مكان إستراتيجي في قرية (وينو)..

    كانت الطاقة المنتجة من خزان الماسيسترز كافية لإنارة كل القرية إلا أن الراهبات قررن أن يتبرعن بإنارة بُيوتِ أساتذة المدرسة الإبتدائية والمدرسة نفسها فقط.

    توجهتُ بِسؤالٍ لإحدي الراهبات: ليه ما بتبيعوا كهرباء لمواطنى (وينو)؟

    أجابت إحداهن: هؤلاء المَاشَامْبا (القرويُون باللغة السواحيلية) لايجيدون التعامل مع الكهرباء ولا نُريد أن نتحمّلْ مسؤلية موتَ أحِدهم صعقاً بالكهرباء..

    كانت طاحونة الراهبات تعمل بالكهرباء وطاحونة الماشامبا تعمل بالديزل. كانو دِيرُهم مُضاءة ليلاً وبيوت الماشامبا مظلمة. كانوا ينتجون البيض من مزرعة للدواجن وكُنتُ زبونا لديهم. كانت لديهم مُبرِدات وثلاجات وسخانات للمياه ولم يكن هناك غيرهم يملك مثلها. هكذا كان الحال أيضاً في إثنين من الإرساليات. إحداهم الإرسالية الألمانية في (بَرامِيهُو) بالقرب من مدينة (صُونقيا) كنت أقصدها لترحِيل المرض من الماشامبا للإستشفاء بمُستشفاهَا المُتطوِّر وأرجع ومعي أنواع من الأجبان والسُجق الألمانى. والأخُري الإرسالية السويدية في (إيليمبُولا) بالقرب من (مَاكمباكُو) والتى قصدُتها مستشفياً من ملاريا خبيثة بعد مهمة إستكشافية لمواقع مستقبلية لكهربة القري الخمسة. والحقيقة أنهم أنقذوا حياتى من موت محقق بعد علاج بالكينين أصابنى بتدنى في حاسة السمع أعانى منها حتى الان..

    علي مدي عامين ساهمتُ في نشر إستخدام خلايا الطاقة الشمسية لكُلِ من يملِك قيمة شراء الخلية من دار السلام . وبدأ بنك القرية في تسليف كل من يريد الإستثمار في خلية للطاقة الشمسية وقمت بتدريب عشرة من الشباب في أعمال التركيب والصيانة للخلايا الشمسية. خلال هذه المُدة نجحت شركة من جنوب إفريقيا في إنتاج كهربتها (الكهرومائية) بعد ستة أشهر فقط وبطريقة بدائية جداً..

    توجهت بطلب للسفارة السويدية بدار السلام أن تهتم بتمويل مشروع للكهرباء في المنطقة. وجدي طلبي قبولا من السفير ستين ريلاندر ووافق علي تمويل دراسة أولية لتقييم إمكانية إنتاج الكهرباء من الأنهار الصغيرة المنتشرة في المنطقة. بالفعل حضر أربعة من الخبراء التنزانيين بادواتهم ومقايسيهم وعلي مدي خمسة أيام قمنا بزيارة اكثر من ثمانية مواقع وصلناها بصعوبة وسط الجبال واحراش الغابات كانت السبب الرئيس في إصابتى بتلك الملاريا الخبيثة..

    بعد حوالي إسبوعيين هاتفني ستين ريلاندر من خلال جهاز الراديو وأخبرني برغبة وفدٍ من البنك الدولي زيارة المنطقة للتحُدثَ مع المواطنين. ونسبة لضيق الوقت فقد تكلفت السفارة بدفع تكاليف الرحلة باستخدام طائرة صغيرة خاصة إلا أنهم يريدون التاكد من سلامة مهبط الطائرات المهجُور في قرية (مَدَابا) والتى تبعد حوالي ثمانية كيلومترات من ليلوندو. سألته ماذا يريد ان يعرف عن مدي صلاحية المهبط؟

    فأجاب أن يكون خاليا من الحفر والحشائيش والأغنام والأبقار والأشخاص عند الهبوط والإقلاع..

    عندما اخبرت القرويين بخبر زيارة السفير والبنك الدولي بخصوص الكهرباء وبضرورة سلامة مهبط مدابا كانت فرحتهم غامرة ووعدوا بتجميع خمسون شابا غدا صباحا للمشاركة في تنظيف وتهيئة المهبط..

    لدهشتي كان المهبط مسفلتا وصالحا للهبوط. قمنا بردم بعض الحفر هنا وهناك وإزالة الحشائش علي جانبي المهبط..

    في اليوم الثالي هبطت طائرة السيسنا الصغيرة بدون صعوبة والتقي ممثل البنك الدولي وبصحبته السفير السويدي بالقرويين ووعدهم بتمويل لإنارة جميع قري وينو حال الفراغ من الدراسات..

    عندما أنتهت مدة خدمتى وتركت المشروع غيرّ البنك الدولي رأيه من تمويل مشروع صغير إلي مشروع ضخم لإنارة جميع المدن الكبيرة في اقليم صونقا من بينها قرية ليلوندو ووينو

    اليوم تتمع القرية ليلوندو وبقية القري بكهرباء دائمة من أحد خطوط الكهرباء التى مولها البنك الدولي.

    enery3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    خزان كهرباء الماسيسترز في قرية وينو

    enery1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    في الوسط الصديق مسيقوا أحد أكثر القرويين رغبة في إحداث تغيير في المنطقة

    enery2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    فريق من خبراء شركة الكهرباء التنزانية (تانسكو) وقياس عرض أحد الأنهار في الدراسة الأولية

                  

04-17-2016, 11:19 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    "حميرنا ذِاتن إرتاحن"
    تشاد – الجُرف الأحمر – قرية أردِم
    فبراير 2016
    في الشهر الماضي بدأت مهمة لتقييم برنامج ضخم في ثمانية دول يهدف إلي خفض وفيات الأطفال تحت عمر خمسة سنوات ومحاربة سوء التغذية والعطش في المجتمعات الريفية. في خلال شهر كامل زرت أكثر من ستين قرية في مالي والنيجر وتشاد.
    التقيت بصورة مباشرة مع حوالي الفين شخص من النساء والرجال والأطفال والمسنيين. منهم الكثيرون الذين تركوا إنطباعا لا ينسي في ذاكرتي. لدي عشق خاص لغرب إفريقيا مقارنة بشرقها.غرب أفريقيا نشأت فيها حضارات وممالك قديمة تركت بصمات واضحة يمكن مشاهدتها في التنوع الثقافي والاثنى في الجزء الشمالي والجنوبي لغرب أفريقيا ووسطها الذي عرف بالساحل.

    إلتقيت عن قرب وتعرفت علي قبائل الطوارق والفولانى بفروعها المختلفة والهوسا والسلامات والزغاوة والمساليت والبرقو و الهبانية وغيرها من القبائل.

    لأسباب عملية ونفسية قضيت نصف المدة (حوالي إسبوعين) في شرق تشاد في إقليم سيلا المجاور لولاية غرب دارفور وبالتحديد في القري التى تقع حول مدن أم دم، هوييش وقوز بيدة جنوب مدينة أبيشي بحوالي مئتى كيلومتر تقريبا. وهي قري تكاد تكون معزولة تماما. فهي تبعد حوالي 200 كيلومتر من شارع الأسفلت الذي يربط أبيشي بإنجمينا. والطريق إليها يمر بقيزان رملية وأراضي طينية يتخللها خيران موسمية هي المصدر الأساسي لمياه الشرب للإنسان والحيوان.

    ماهو نفسي يتعلق بحرمان الغربة والبعد عن السودان (الوطن). فشرق تشاد هو بمثابة موطن الأجداد وبئيته هي نفس البيئة لمناطق دارفور وكردفان. بل هي نفس المجموعات السكنية التى فرقها الاستعمار لكي يسود. هي نفس أشجار الهشاب والطلح والسدر والهجليج والعُشر. لقد كانت الزيارة وكأنها عملية شحن لبطارية فرغ مخزونها من الطاقة السودانوية أو هي عملية بل الشوق لقلوب مشتاقة لكل ما هو سودانى. عصيدة الدخن الصباحية بملاح شرموط وكول، أو كسرة بملاح ضرابة (بامية) ده كان وجبة الفطور والعشاء. تجولت في غابات الهشاب والسنط وتوقفت عند كل بطحة ورجل في طريقي للتحدث مع الواردين حول الصعوبة التى يواجهونها للحصول على الألمي (الموية) لهم ولأبقارهم واغنامهم ولجمالهم ولحميرهم وحصينهم .

    توقفت في قريت "لبدة الجريف" واستقبلنا شيخ الحلة بحفاوة طبيعية لا أريد أن أصفها بأنها حفاوة زائدة. عرفنى بنفسه بأنه أساسا ترجع اصوله الي عرب اولاد غانم من السودان وابدي شكره لما قامت به منظمة الإغاثة الإسلامية والهيئة السويدية للتعاون الدولي بحفر بئر للمياه الجوفية في القرية. سالناه عن البئر فأجاب انهم ارتاحوا من عناء البحث عن المياه وقد تحسنت حالتهم الصحية. عندما أستودعناه حلف علينا أن نتناول ما أعده من طعام. كنا حوالي سبعة عشر شخصا من فريق المنظمة بمدينة أم دم. تعذرنا له وترجيناه أن يتركنا نواصل زيارتنا لكنه غضب ورفض أن يتركنا دون أن نتناول ما أعدته القرية من طعام. كان الوجبة حوالي عشرة دجاجات محمرة مجففة بجانبها صحن ملح وتمر وحلوي. تناول الوجبة وشكرناه ووصلنا زيارتنا لبقية القري.
    كنت طيلة الرحلة ابحث عن التأثيرات الإيجابية التى احدثتها الآبار علي حياة هؤلاء الناس. المعروف وموثق أن وجود مياه نظيفة صالحة للشرب تقلل من الأمراض وتريح النساء من عناء ومشقة البحث اليومي. لكن كنت أحاول جمع أكبر عدد من المعلومات حول تأثير هذه الآبار الإيجابي علي قري الجرف الأحمر بولاية سيلا. توقفت في قرية وسألت مجموعة من النساء الواردات:

    - الفوراش (البئر) ده كيف؟؟ عدييل؟؟

    -والله سويتولنا عدييل طب نشكوركو عليهو. إلا بندور التعليم والمدرسة. ووب علينا ما الماقرينا

    رديت عليها باسما:
    في فنانة من السودان قالت شنو كده ما عارف ووب علينا الماقرينا..

    قاطعتنى بسرعة ولم تتركني لاكمل مقطع الأغنية
    - اااي دي ندي القلعة غنت قالت ووب علينا الما قرينا يا الانترنت سويتا فينا ..
    ضحكت وضحكن جميعهن حتى بانت نواجزهن البيضاء.

    مالت الشمس للمغيب وليس هناك جديد لما هو معروف سلفا أن تلك الآبار ساهمت مساهمة مباشرة في تحسين حياة النساء والأطفال. لقد ظهر ذلك جليا في مظهرهن وعلي وجوههم. وقد صدق عبد العزيز خاطر وهو سودانى مسؤول عن إدارة المشروع في ام دم عندما قال (تلقي نسوان القري الما فيها موية معصعصات وأكبر من عمرهن وكملانات من لحم الدنيا). بينما القري التى فيها آبار تبدو علامات الارتياح في ووجههن والنظافة في ملابسهن..قبل مغيب الشمس وصلنا لبئر قرية أردم. وجدنا ثلاثة من العوين إحداهن إمرأة مسنة ..سألناهم نفس السؤال:

    - الفوراش ده كيف؟ عدييل؟؟

    - بادرت المرأة المسنة بالإجابة:
    هاااااي ترا...هيييي يا!!! والله ريحتونا وحميرنا ذِاتن إرتاحن


    ملحوظة:
    الفوراش هو إسم البئر باللغة الفرنسية.

    well1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    Well.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    well2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

                  

04-17-2016, 05:28 PM

سيف النصر محي الدين
<aسيف النصر محي الدين
تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 8995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف اليزل سعد عمر)

    شكرا يا ابا السيوف
    تعرف من بعيد بتجيني فكرة العمل في افريقيا مع المنظمات التي تعمل في المجال الصحي
    بعد بوستك الفكرة اكتسبت ابعاد اضافية :)
                  

04-18-2016, 06:27 AM

سيف اليزل سعد عمر
<aسيف اليزل سعد عمر
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 9495

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فكّةْ عِشرين دولار فى شوّال (حكايات مصورة) (Re: سيف النصر محي الدين)

    طيب يا دكتور سيف النصر نديك برضو شوية أبعاد جديدة من تربيزة المساعد الطبي وغرفة التوليد في أحد قري النيجر طالما إنت ذكرت القطاع الصحي.
    تربيزة التوليد قدامك ودي حالتها، في النهاية زحوها بعيد وبقوا يستخدوا الواطة ويولدوا المرة في الحصيرة دي.
    الكلام ده كله في حتة واحدة.

    Table.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    table2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    table1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    table3.jpg Hosting at Sudaneseonline.com




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de