عرف على الآلية التي استعملها الفريق عبد الرحيم وحميدتي في إبادة اكثر من 300 الف من زرقة دارفور ؟
الحلقة الثالثة ( 3- 10 )
ثروت قاسم
1- صدق او لا تصدق ؟
في هذه المقالة من عشر حلقات ، نستعرض بإيجاز ، ربما كان مخلاً ، عشر قصص ، كل قصة يصعب تصديقها ، فهي اقرب للخيال منها للحقيقة ، ولكن كل قصة من هذه القصص العشر قد حدثت فعلاً ، والله اعلم .
استعرضنا في الحلقتين الاولى والثانية من هذه المقالة ثلاث قصص ، ونواصل في هذه الحلقة الثلثة استعراض قصة رابعة من هذه القصص العجيبة .
2- القصة الرابعة : القصة الرابعة التي تكاد لا تصدق تحكي عن الآلية التي استعملها الفريق عبدالرحيم محمد حسين ، وزير الداخلية والمسؤول عن ملف دارفور وقتها ، ووالي الخرطوم حالياً ، وحميدتي في إبادة اكثر من 300 الف من زرقة دارفور ، من قبائل الفور والزغاوة والمساليت والبرقد . نعم ... برعونته وهمجيته وجلافته ومرجعياته الاخلاقية المنتنة ، شارك الفريق عبدالرحيم في ابادة اكثر من 300 الف من زرقة دارفور ، عندما كان وزيراً للداخلية ، ومسؤولاً من ملف دارفور . في يوم الخميس اول مارس 2012 ، اصدرت محكمة الجنايات الدولية امر قبض ضد الفريق عبدالرحيم لمشاركته في حرق اكثر من 500 قرية من قرى زرقة دارفور ، وإبادة أكثر من 300 الف من زرقة دارفور .
احتوى امر القبض على :
+ 20 جريمة ضد الانسانية منها القتل العشوائي ، والافعال غير الانسانية .
+ 21 جريمة حرب منها تسميم آبار الشرب ، وحرق الممتلكات ومخازن الغلال .
تمثل محكمة الجنايات الدولية القصاص في الدنيا قبل الآخرة ! سوف نفصل لاحقاً في هذه المقالة الآلية التي استعملها الفريق عبدالرحيم في اباداته الجماعية للقبائل الافريقية في دارفور .
ونزيدكم كيل بعير عن فساد الفريق عبدالرحيم المالي ، خصوصاً وآفة حارتنا النسيان .
في يوم الثلاثاء 22 فبراير 2005 ، انهار مبنى المعامل بمستشفى الرباط الوطني ، الذي كان يشرف على تشييده الفريق عبدالرحيم ، عندما كان وزيراً للداخلية .
كان المقاول الذي يقوم بتشييد مبنى المعامل بمستشفى الرباط الوطني ، يقوم في نفس الوقت بتشييد عمارة سكنية لصاحبها الفريق عبدالرحيم . تم اعداد تقرير هندسي عن حادثة الانهيار بواسطة :
+ بروفسور أبوبكر عبد الوهاب (جامعة الخرطوم) ؛
+ دكتور عبد الله خوجلي (جامعة الخرطوم ) ؛
+ دكتور أحمد موسي صيام (جامعة أمدرمان الإسلامية) .
وتم نشر التقرير بمجلة الجمعية الهندسية ، مجلد 54 - عدد 44 - أغسطس 2005 . اكد التقرير عدم تطابق الانشاءات والتسليحات في مبنى المعامل المُنهار مع التصميمات الهندئسية . وجاءت الفروقات لمصلحة المقاول المادية . كما ربط التقرير بين تضارب المصالح في كون المقاول ( المذنب في جريمة انهيار مبنى المعامل ) يقوم في نفس الوقت ببناء عمارة شخصية للفريق عبدالرحيم ، وهو الشخص المسؤول ، بصفته وزيراً للداخلية ، عن الدفع لفواتير المقاول في المبنى المنهار . ظهر الفساد ، وفاحت روائحه ، فاضطر الفريق عبدالرحيم للإستقالة من منصبه كوزير للداخلية . ولكن أعاد الرئيس البشير تعيينه وزيراً للدفاع بعد ( استراحة محارب ) ، كما وصفها الرئيس البشير وقتها ، وهي في الواقع ( استراحة حرامي ) . هل تصدق ان عمارة الفريق عبدالرحيم مؤجرة منذ عام 2005 بإيجار شهري مقداره 12 الف دولار ( دخل صافي بحوالي مليون و728 الف دولار في ال 12 سنة المنصرمة ) ؟ كما ان الفريق عبدالرحيم يمتلك عدة منازل فاخرة في الخرطوم بحري وفي حي النزهة في الخرطوم . سوف نعود لعمائل وحراميات الفريق عبدالرحيم في مقالة منفصلة قادمة ، ولكن دعنا نركز في هذه الحلقة من المقالة والتي تليها على حميدتي ، فهو القاتل بأظافره واسنانه .
ولكن من هو حميدتي ، يا حبيب ؟
3- من هو حميدتي ؟ حميدتي هو اسم الدلع لمحمد حمدان دقلو ، من مواليد عام 1970 في كتم في ولاية شمال دارفور ، ومن محاميد قبيلة الرزيقات العربية . بعد اتمامه مرحلة الاساس ، التحق حميدتي بخلاوي تحفيظ القرآن لمدة 5 سنوات . في عام 1984 ، بدأ حياته العملية كصبي في دكان لصنع البنابر والعناقريب ، ثم ترقى في عام 1989 لراعي يسوق المواشي من نيالا لبيعها في سوق مليط . ثم صار ينقل المواشي من السودان لبيعها في ليبيا ، او ما يُعرف بتجارة الحدود .
في عام 2003 ، انضم كعسكري نفر في مليشيات ابن عمه الشيخ موسى هلال الجنجويدية ، التي كانت تعمل ضمن حرس الحدود . في عام 2003 ، بدأ حميدتي في سفك دماء المدنيين من قبائل الزرقة ، وارتكاب ابادات جماعية وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في اقليم دارفور . في عام 2008 ، إنفصل حميدتي من ابن عمه الشيخ موسى هلال ، وكون مليشياته الخاصة ، وبدأ في حرق قرى الزرقة ، وتجفيف البرك التي تشرب منها قوات الحركات المسلحة ، بالتعاون مع انتنوفات نظام البشير ، حسب السيناريو المعروف ، الذي صار ماركة مسجلة لحميدتي وجنجويده . نختزل ادناه سيناريو وآلية الابادات الجماعية لزرقة دارفور ، التي استعملها حميدتي ، تحت إشراف وإدارة الفريق عبدالرحيم محمد حسين ، عندما كان وزيراً للداخلية ، ومسؤولاً عن ملف دارفور .
4- آلية الابادات الجماعية ؟ ترمي طائرة انتنوف نظام البشير قنابل عشوائية عويرة على قرية من قرى الزرقة قبيل الفجر . يهرب المواطنون فزعاً خارج القرية ، ليجدوا جنجويد حميدتي في انتظارهم على اطراف القرية ، وهم على ظهر عربات بيك اب دفع رباعي مزودة بمدافع دوشكا . يرش جنجويد حميدتي الرجال الفارين بمدافع الدوشكا عشوائياً حتى الموت ، ويتركون الشيوخ والاطفال يهربون في جوف الصحراء ، ويسبون النساء والفتيات . بعدها يدخل حميدتي بجنجويده القرية ، فيسممون ابارها ، ويحرقون غلال الدخن والذرة ، ثم يحرقون كل وجميع قطاطي القرية ، قبل ان ينتقلوا لقرية اخرى ، ومعهم في معظم الغارات الفريق عبدالرحيم محمد حسين ، وزير الداخلية . تحت الاشراف المباشر لوزير الداخلية الفريق عبدالرحيم ، قتل حميدتي وجنجويده وبقية الجنجويدات ، حسب هذا السيناريو الشيطاني ، أكثر من 300 الف من زرقة اقليم دارفور من قبائل الفور والزغاوة والمساليت والبرقد . كل مسام من المسامات المليونية في جسم حميدتي من قمة راسه إلى اخمص قدميه ، ينضح بدماء مواطني دارفور العزل . ولكن ماذا قالت الآية 42 في سورة ابراهيم : ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون ، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الابصار .
ولكن في حالة الفريق عبدالرحيم سوف يكون الحساب في الدنيا قبل الآخرة ، امام محكمة الجنايات الدولية . نعم ... في يوم الخميس اول مارس 2012 ، وكما ذكرنا اعلاه ، اصدرت محكمة الجنايات الدولية امر قبض ضد الفريق عبدالرحيم لمشاركته مع جنجويد حميدتي في حرق اكثر من 500 قرية من قرى زرقة دارفور ، وقتل اكثر من 300 الف من المدنيين من القبائل الافريقية في دارفور : الفور والزغاوة والمساليت والبربقد ، بهذه الآلية الذئبية . احتوى امر القبض على 41 جريمة ضد الانسانية وجريمة حرب . وفي مارس 2009 ، ويوليو 2010 ، اصدرت محكمة الجنايات الدولية امر قبض ضد الرئيس البشير لمسؤليته كقائد في المجازر التي ارتكبها وزير الداخلية الفريق عبدالرحيم وجنجويد حميدتي وغيره من الجنجويدات الذئبية في اقليم دارفور .
5- مكآفاة حميدتي على إباداته الجماعية في دارفور ؟ في عام 2013 ، تم إستيعاب حميدتي وجنجويده في جهاز الاستخبارات والامن الوطني ، وتم منحه رتبة عميد . في عام 2015 ، تمت ترقية حميدتي إلى رتبة لواء ، وصار الآن فريق في القوات المسلحة السودانية ، مع انه خريج خلاوي تحفيظ القران ، ولم ير بعينيه اكاديمية عسكرية او شرطية في حياته . حسب التعديل الدستوري في يناير 2017 ، صارت مليشيات حميدتي الجنجويدية ، المسماة دلعاً قوات الدعم السريع ، قوات نظامية في داخل الجيش السوداني .
ولكن الامر الذي لا يصدق ، ان حميدتي وجنجويده الملقب بقوات الدعم السريع لا يعمل تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة ، ولا تحت وزير الدفاع ، وانما يتبع مباشرة للرئيس البشير ، وفي الواقع تحت امرة ولي نعمته الفريق طه عثمان الحسين ، الذي كان وراء ترفيع الفريق حميدتي بصاروخ روسي حتى صار فريقاً مثله ، وهو لا يعرف ابجديات الطابور العسكري . صارت مليشيات حميدتي الجنجويدية جيشاً ثانياً ، حميدتي قائده العام ، ورئيس اركان حربه ، ووزير دفاعه ... فتأمل ؟ نواصل في الحلقة الرابعة ... ....
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير عثمان حمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست