09:24 PM March, 06 2017 سودانيز اون لاين محمد عبد الله الحسين-الدوحة مكتبتى رابط مختصرلمن نرفع السلاح: في يوم من الأيام خلال عملي اليوم كان عليّ ترجمة بعض الموضوعات من مجلة عسكرية انجليزية. و تفاجأت في المجلة بوجود بعض المذكرات اليومية لبعض الجنود خلال فترة التسعينات ( لا أذكر أمريكان هم أم بريطانيين). و كانت المذكرات تتحدث عن انطباعاتهم خلال وجودهم المؤقت في منطقة ما في السودان. فكانت كتابتهم في تلك المذكرات أشبه بالانثروبولوجيا الثقافية أو التحليل الإجتماعي . حيث نال إعجابهم التكافل و التسامح السائد بين المجموعات السكانية في تلك المنطقة..فأوحت إلي تلك المذكرات كتابة قصة تتحدث عن أثر الدعاية الإعلامية و ما قد تحدثه من غسيل للأفكار و الأدمغة.
ساورد فقط عقب هذه المقدمة مقتطف بسيط من القصة(البداية). و تتحدث القصة عن شاب صغير قرر أن بدافع بالسلاح عما كان يؤمن به. و لكنه في النهاية يكتشف أنه وقع ضحية للدعاية الإعلامية و أنه كان مخدوعا. فيتخذ قراره بأن يتخلى عن قتال من كان يظنهم (أعداءه).و أن لا يرفع السلاح في وجهوهم. فيتعرض لمحاكمة عسكرية .و يُتهم بالخيانة العظمى. و يتم سجنه إلى أن تتم محاكمته. و خلال المحاكمة يشعر رئيس المحكمة(الضابط المكلف بالمحاكمة) بنوع من التعاطف مع الشاب المسجون و المحكوم عليه بالخيانة الاعظمى لتعامله مع العدو. و لكنه لا يستطيع أن يتجاوز القانون العسكري الموضوع. يتبع:
03-06-2017, 10:40 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
الوقت لا يزال مبكراً و الشمس الصباحية قد بدأت ترسل أول أشعتها الباهرة على تلك المنطقة. و في خفة و هدوء دخلت أشعة الشمس من فتحات الكوخ الخشبي مسقطة على الأرض خطوطا من ضياء تتخلل ظلام الكوخ . و بدأ هو و يرقد بين صحو و إفاقة في التقلب كأنها يحتج على محاولة إيقاظه غير المقصودة. و لكن صوت الجلبة العالية و الصراخ الصادر من عدة أشخاص أيقظه بشكل مزعج و مفاجيء. استيقظ في وجل على صدى تلك الأصوات و بحركة آلية أطمأن لذلك الشيء الذي تركه قبل أن ينام ملازما له. ادار بصره ناحية الباب و اطمأن للحظات أنه لا زال مغلقا. نصف دقيقة مرت لملم فيه شتات أمره و حيرته ثم نهض بسرعة و حذر. ورفع البندقية التي ظلت ملازمة له قبل أن ينام. رفعها في عزم يشوبه الحذر و التوجس. هذا أول اختبار له منذ جاء إلى هنا المكان. يتبع
03-06-2017, 11:03 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
من خلال قامات الحشائش الطويلة التي كانت تنتصب في عناد و التي كان يحاول تنحّيها جانباً في عزم و شدة كان يتقدم في بطء متحاشياً أن يصدر منه أي صوت. خطا خطوات في خط مستقيم ثم مال ناحية اليسار.و فجأة سمع حركة خافتة .ثم صوت أرجل تركض و أصوات خشخشة سريعة امامه و على الجانب الأيسر.تنبهت حواسه كلها و حاول هو يشرع سلاحه و هو يتابع مصدر الحركة و الصوت. شعر بالتهديد و الخطر الحقيقي قام بتعمير سلاحه بسرعة ثم رقد أرضاً بحركة سريعة و تلقائية. لم يعد يسمع إلا صدى أنفاسه المتلاحقة. مرّت الدقائق بطيئة و ثقيلة تحمل في طياتها الخطر.ظل منتظراً في ترقب و قلق هو على هذه الحال. اصاخ السمع و لكنه لم يعد يسمع أو يرى شيئاً. و بعد مرور عدة دقائق و لم تكن هناك ثمة حركة أخرى أو صوت نهض واقفاً ببطء و هو ينظر حوله في حذر مشوب باليقظة. سلاحه ممدود أمامه في وضع الاستعداد. سلاحه أمامه و في خطوات حذرة و أعين مفتوحة اتجه و هو مرخي سمعه نحو الحشائش الكثيفة. بالرغم من توقعه لكل طاريء و لكل مفاجأة. لكن تدفّق الدم المفاجيء في كل شرايينه و كأنه يود أن يخرقها حدث في ثانية و كذا قلبه يكاد أن يخرق صدره عندما انتصبت امامه خلال تقدمه تلك الأعين المفتوحة و الوجوه الآدمية الصامتة و هي تظهر بين الحشائش. من أنت! قالها بصوت حاول أن يكون حاسماً. فجاة تحركت الحشائش من حوله .تلفت يمنة و يسرة . من بين الحشائش كان هناك حوالي خمسة أجسام تنتصب فجأة أمامه. اكتفي بعرض هذا الجزء
03-07-2017, 05:51 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
ملحوظة: المذكرات لا علاقة لها بمضمون و لا فكرة القصة و لا خط السرد. فقط المذكرات تتحدث عن استغرابهم لوجود مسلمين و مسيحيين ضمن الأسرة الواحدة دون أي توتر فتجد أحد الابناء مسلم و الآخر مسيحي و لكن دون مشاكل أو تعقيدات. القصة كتبت مسودتها قبل أربعة أو خمسة سنوات. كانت البداية سلسلة و منسابة إلا أن النهاية جاءت بعد ولادة متعسرة و لكنها في النهاية جاءت متوافقة مع موقف الجندي المتطوع.
03-07-2017, 08:11 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
كتب مرة أحد الكتاب من جبال النوبة لا أذكر اسمه مقالاً يتضمن رثاء لوالدته و لذكرى أيام قضاها في صغره في قريته .فأعجبني المقال و السرد و علِقَت الصورة في ذاكرتي. فلما قررت كتابة قصة(الجندي) وجدت نفسي أصور الحياة في المنطقة و في بالي لمحات من الصورة التي كتبها ذلك الكاتب. و هو ما يسميه النقاد ب:التناص أي تأثير نص أو نصوص سابقة على الكاتب. كما أن الأحداث السياسية في ذلك الوقت كانت معينا لي لبلورة الفكرة. هذه بعض من الإشعاعات التي ألقت بظلالها و أنا اكتب القصة.و لا أنسى تأثير بعض التواجد في البيئة العسكرية بحكم المهنة. و لكن هل من مصلحة الكاتب أن يوضح المؤثرات التي أثرت في كتاباته؟ و هل تُحسب له أم عليه؟ و لكن هل انا كاتب؟ الإجابة للسؤال الأخير عندي: فأنا هاوٍ لذلك فأنا بعيد من بعض القيود المفترضة من الكاتب.
03-07-2017, 06:02 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
فيما يتعلق بنشر هذه القصة أو ما يشابهها من موضوعات قد يجد الإنسان نفسه في موضع تساؤل إن لم يكن موضع تردد عن جدوى نشر مثل هذه الكتابات في المنبر. و ماذا يستفيد الأعضاء من مثل هذه الموضوعات أو الكتابات؟.و قد يقود ذلك إلى النقطة الأساسية و هي لماذا نكتب أساساً أو تحديدا لماذا أكتب؟ الإجابة على هذا السؤال طبعا تختلف من شخص لآخر.فقد يرى الشخص أن المشاركة ، مجرد المشاركة في الأفكار أو المشاعر أو وجهات النظر هو هدف في حد ذاته. و أحيانا قد يكون الباعث للكتابة حاجة نفسية بحتة و هي الرغبة في التواصل مع الآخرين بأي شكل كان من خلال كتابة موضوع ما. و قد يكون السبب في موضوع يهم الشخص و يعتقد أو يفترض بأنه يجب أن يهم الآخرين لذلك يلجأ لطرحه. فمثلا مثل هذا الموضوع الذي كتبته قد لا يهم الكثيرين و لكنه قد يفتح آفاقاً للتفكير أو التساؤل حول فضاءات أو مجالات جديدة أو التعرف عليها أو قدح الفكر للتفكير في مجالات لم تكن من قبل في نطاق الاهتمامات. اكتفي بذلك.
03-08-2017, 09:55 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
القصة المشار إليها تتناول بشكل أساسي تأثير الإعلام في التزييف و في تزيين و تزييف الواقع و الحقائق.و يبدو أن آلة الإعلام عي الاداة الأخطر في رسم صورة الآخر و في تحديد من هو العدو و من هو الصديق. و لا زالت عالقة في الأذهان ما فعله نظام هتلر في العالم من خلال الدعاية و استخدام أجهزة الإعلام للترويج لايديولوجيته. كذلك القصة تتناول الوجه الآخر من المشكلة و هي موضوع الهوية. فاخطر ما في خطاب الهوية هو ليس في رسم صورة ال(نحن) أو (الأنا) بل في رسم صورة سالبة لل(الآخر). و لابد في خطاب الهوية من وجود ((آخر) طالما كان هناك(نحن) أو (أنا). و تحديد الأنا و الآخر يمهد الطريق للاختلاف و الاقتتال>> و ما الحروب التي قامت في تاريخ البشرية إلا كان الآخر هو الشيطان. فبطل القصة هذه تكونت في مخيلته صورة للآخر الشيطان و لكن لما تجاوز حدود الأنا عرف أن الآخر بشر مثله لا يختلف عنهم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة