كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعادة الأموال المهاجرة وتوطينها بالداخل؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 04:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-18-2015, 01:59 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعادة الأموال المهاجرة وتوطينها بالداخل؟

    00:59 AM Dec, 18 2015

    سودانيز اون لاين
    حسين أحمد حسين-UK
    مكتبتى
    رابط مختصر

    كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعادة الأموال المهاجرة وتوطينها بالداخل؟

    مدخل

    لا أكتمكم القول بأنِّى كتبتُ هذا المقال وأنا تحت تأثير "مشروع الإستنارة" لإستاذنا الجليل د. عبد العزيز حسين الصاوى، الذى كان لى شرف إدارة ندوته التى كانت بعنوان "الإستنارة فى السياق السودانى" بدعوة كريمة من منتدى صالون بلدنا بمدينة كاردِف قبل بِضعِ سنوات.

    وأنا هنا أُحاول أنْ أُميط اللِّثام عن نموذج دورة إرجاع الأموال المهربة للخارج تحت ظروف شتى لإعادة إستثمارها فى السودان، وعن علاقة أبناء الأخوانويين وغيرهم بالسودان الذين تلقَّوْا تعليماً غربياً، والمناط بهم الإسهام فى مشروع الإستنارة كما يراه أستاذنا الصاوى.

    كيف سُرقنا وكم المسروق

    1- لقد أثبتنا فى دراسة سابقة هنا بالراكوبة (حيثيات التشكل الإقتصادى – الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير السياسى) بأنَّ شرائح رأس المال: الشريحة التجارية – الختمية، الشريحة الزراعية – الإنصار، شريحة رأس المال المالى – الجبهة، وشريحة بورجوازية الدولة؛ من حيث الممارسة العملية فهى لا تحفل بالديموقراطية ولا ترغب فيها. وكلما ثار الشعب وانحازت له قواتُهُ المسلحة، نجد أنَّنا أمام شرائح رأسمالية تسعى بكلِّ ما أُوتيت من حيلةٍ ومكر (حراك الفترات الإنتقالية) لتقويض النظام الديموقراطى الذى ينصلح به أمرُ الفقراء، وذلك ببحثها الدائم عن مغامرين عسكريين والتحالف معهم لتحقيق هذا الغرض.

    ولا غروَ إذاً أنَّنا نجد أنَّ الرأسمالية السودانية قد نالت بالديكتاتورية ما لم تنله بالديموقراطية. ولذلك كانت فترات الحكم الديموقراطى فى السودان 11 سنة فقط، وفترات الحكم الديكتاتورى أكثر من 46 سنة؛ وهكذا سُرقنا بالديكتاتوريات. وحتى الفترات الديموقراطية هى فى حقيقتها فترات لتحديد موضع الهيمنة بين الشرائح الرأسمالية فى الصراع على السلطة والثروة فى السودان (لمعرفة أىِّ الشرائح المُهيمِن).

    إذاً، الفترات الديكتاتورية هى دائماً محط الثراء الفاحش الحرام. ولما كنَّا لا نعرف على وجه الدقة كم الأموال المُكدَّسة فى أيدى أفراد فى فترتى الرئيس عبود والرئيس نميرى (رحمهما الله) جرَّاء الفساد، وإلى أىِّ البلدان كانت وِجهتها، فسيكون حديثنا مُنصبَّاً بالأساس على أموال فترة الإنقاذ.

    2- أما الإنقاذ فقد سرقتنا كما هو معلوم بأشكال عديدة، وقد أفضنا فى الحديث عنها حينما تحدثنا عن سرقات الإنقاذ الجارية (راجع هنا وبالراكوبة: بنك للمغتربين السودانيين لا كما يحلم به النظام وزابِنُهُ حاج ماجد سوار، راجع أيضاً: أورنيك (15) يفضح العديد من سرقات الإنقاذ الجارية)، ولن نكرِّر ذلك هنا فالرجاء مراجعة تلك المقالات.

    غير أنَّ محصلة العبث الإنقاذى بالإقتصاد القومى هو الفروقات الحادة بين أفراد المجتمع وما يترتب على ذلك من ظواهر إجتماعية سالبة، وهروب رأسى المال المسروق (مخافة مصادرته حال حدوث تغيير) والمنتج (بالتضييق عليه) معاً من أرض الوطن. وبالتالى أصبح إقتصاد البلد فى حالة من الموت الإكلينيكى بغياب المال العام والخاص عن الدورة الإقتصادية للبلد. ومالم تُبتدع سياسات تقضى على هذه التشوهات الإقتصادية الهيكلية، وتُرغِّب الأموال المهاجرة فى العودة فلن تقوم لهذا البلد قائمة فى القريب المنظور (يقول بروفسير على عبد القادر على: نحتاج إلى 50 سنة لنبلغ مستوى تونس الآن، ندوة كاردِف 2014).

    3- إنَّ التقديرات المحافظة للعائدات المسروقة من النفط والمعادن النفيسة فقط، والتى يعتمدها هذا المقال هى 250 مليار، منها حوالى 110 مليار دولار أو يزيد، تمَّ تهريبها خارج السودان، وما تبقى يوجد بالكامل خارج النظام المصرفى داخل بيوت أهل الإنقاذ، كما أطلعنا على ذلك من نثق به من المهندسين الذين نفذوا هذه البيوت (ما أحوجنا إليك عزيزى الواثق صباح الخير – عليك من اللهِ الرحمات)، وحين نُضيف إلى ذلك باقى السرقات الجارية، فالوضع يبدو فى غاية القتامة (ولمزيد من إلقاء الضوء على حجم الفساد راجع تقرير منظمة الشفافية المحلية، 26/04/2015، والذى يقضى بأنَّ معدل الفساد السنوى هو 18 مليار دولار، واضربه فى عدد سنين الإنقاذ ليتضح لك حجم الفساد الفعلى - 468 مليار دولار).

    وإذا أدركنا أنَّ الأموال المسروقة (وهى أموال الشعب السودانى، شاء السارق أم أبى) وغيرها التى خرجت خوفاً من نظام الرئيس نميرى كانت بالتقريب حوالى 2 - 3 مليار دولار، وقد كان ذلك قبل 46 سنة (نستثنى من ذلك عودة الأموال الشريفة للسيد داوود عبد اللطيف وغيره)، وهى لم تعد إلى السودان إلى يوم النَّاس هذا، كم من الزمن نحتاجه لإرجاع أكثر من 250 مليار دولار مسروقة بواسطة الإنقاذ، نصفُها لم يتم غسله وتهريبه بعد؟ وإجابتى على هذا التساؤل هى أنَّ ذلك لن يحدث فى ظل هذه الألفية، إلاَّ تحت ظروف إستثناية.

    عليه قد تحتاج عودة رؤوس الأموال المسروقة على أحسنِ تقدير لمتوسط عمر جيل بكامله، وذلك يتجاوز الـ 65 سنة؛ وهو الوقت الكافى لغسل ذاكرة الوطن من جائحة الفساد التى قد تطاله حين عبرَهُ الفاسدون.

    كما نلاحظ أنَّ عودة أبناء ما يُسمى بالأخوان المسليمن إلى السودان بعد تلقِّيهم تعليماً غربياً ضعيفة للغاية، ونستثنى من ذلك الذين أرسلهم التنظيم للدراسات العليا، والذين هم ملزمون بالعودة لأداء واجب تنظيمى من خلال وظائفهم، وبالطبع هذا الواجب لن يخرج من أُطُر ثقافة الإقصاء المعهودة للإنقاذ. وحتى البعض من هؤلاء قد وجد وظائفاً مرموقة فى الجامعات والمرافق الحيوية فى الغرب، والكثير منهم قد آثار البقاء على العودة.

    4- لم يستطع أىٌّ من رؤساء العالم الثالث وأثريائه الذين تحصلوا على أموال بطريقة غير مشروعة فى بلدانهم وهرَّبَوها إلى الدول الغربية، من إعادتها بالكامل إلى بلدانهم؛ إما لأنَّهم لم يطمئنوا بعد على الأوضاع هناك ومازالت الذاكرة حيَّة، أو بسبب تعقيدات تحيط بعملية تحويلها خارج تلك الدول الغربية (راجع: لندن تعلن إحباط محاولة سحب أموال ليبية مطبوعة بقيمة 900 مليون جنيه إسترلينى، الراكوبة 03/02/2011. راجع أيضاً: ماهر أبو طير، أين ثروات الذين سقطوا، مجلة عروبة، 20/09/2012. راجع أيضاً: أحمد الخطيب، 5 أكاذيب عن طريق إستعادة أموال مصر المهربة إلى الخارج، 08/11/ 2014. راجع أيضاً: موقع ثروات أثرياء العالم 223 تريليون دولار، 09/01/2015).

    فكلُّ من يُحاول أخذ هذه الأموال أو تحويلها إلى مكان آخر، تطاله يدُ أدم سميث الخفية فتُصيِّرُهُ، أو تُصيِّرُ مالُهُ فى خبر كان، ويُقيَّدُ الفعلُ ضد مجهولٍ وهو فى الحقيقة معلوم؛ كما حدث لبعض الإنقاذيين منذ بِضعةِ شهورٍ فى بريطانيا العظمى.

    فكثيرون مثلاً، إعتقدوا أنَّ الوليد بن طلال قد حوَّل أمواله لمنظمة خيرية بدوافع إنسانية بحتة (وفضلُهُ فى المجال الإنسانى واضحٌ وضوح الشمس)؛ ولكنَّه لَوْ لم يفعل ذلك لَمَا استطاعَ أهلُهُ من بعده التصرف فى أمواله والإستفادة منها. أمَّا لصوص العالم الثالث من الرؤساء الذين لم يَقْدِموا على مثلِ هكذا صنيع، فإنَّهم يدعمون بأموالهم هذه الأفراد السويسريين والبريطانيين والفرنسيين والأمريكيين وغيرهم. وإذا كان عليك أن تحوِّل أموالك إلى منظمة خيرية لدعم أفراد الإنسانية يا سيادة الرئيس عمر البشير (تلك الـ 9 مليار دولار التى كشفها جوليان أسانج وغيرها)، فالأقربون/السودانيون أولى بالمعروف.

    لقد فطن بعض الأخوانويين لتلك الحقائق المتعلقة بالغرب، وبدأ يضع أمواله عند أحبابه فى ماليزيا (الأسرع نماءاً بهجرة الأموال إليها)، وتركيا (سِرُّ انتعاش تركيا – أردوغان بتلك الأموال)، وقطر، والأمارات العربية المتحدة وأمريكا اللاتينية وغيرها. ولكن كيف العمل فى أوقات الأزمات (كالأزمة المالية الحالية منذ عام 2008، إنحسار شعبية حزب العدالة والتنمية، حرب الخليج الرابعة فى اليمن)؛ تلك التى اضطرَّت مهاتير محمد أن يضعَ ضريبة على خروج رأس المال الهارب من بلده أبَّان الأزمة الأسيوية عام 1997 (Exit tax)، والتى بلغت 40% وكان لها أثراً فعَّالاً فى تخفيف حدَّة تلك الأزمة على إقتصاد ماليزيا (Stiglitz, 2006).

    5- إنَّ الرأسمالى الذى حصل على أمواله على حساب الفقراء (ما غَنِىَ غنىٌّ إلاَّ على حساب فقير) مثقوبُ الضمير، شحيحٌ، وجبانٌ يخشى التهديد والوعيد. ولذلك يُمعنُ فى إخفاء أمواله خارج النظام المصرفى أو بتهريبها للخارج إذا وجد إلى ذلك سبيلا، خاصةً حين تتحرَّش به المعارضة والثورات. ولو أنَّه وجد طمأنةً وقبولاً وباباً مفتوحاً لعودته لربما دخل منه، خاصةً حين يخلو بنفسِهِ ويُحاسبُها ويحملها على التوبة والخلاص مِمَّا اجترح فى حق المواطن والوطن. ويتكرَّس هذا الدافع حينما نعلم أنَّ الغربة/الشتات (مهما أحاط بها من نضار)، فهى لا تعدو أنْ تكون سوى مجموع خُضَرى للحنظلة.

    ولا تنسَوْا أنَّ المقابل لذلك هو أن ننتظر حتى يعود الأخوانوىُّ الحفيد بطلاً مستثمراً فى القرن القادم، ويُعطيه أحفادُ الفقراء وسامَ إبنِ السودان البار فى وطن اللا - ذاكرة هذا. وطالما لاشئَ يَعْدِلُ الوطن كما قال المُفوَّه أحمد شوقى، فتعالَوْا نبحث عن صيغة/تسوية لإرجاع أموالنا الهاربة، ونُعيد إستثمارها بالداخل، ونوطِّنها لمصلحة الجميع.

    6- الصين حينما علمتْ أنَّ الفساد قد طالَ كلَّ مؤسساتِها العامة، إتَّبعتْ تجربةً فريدةً للخصخصة خلال الثلاثين سنة الفائتة وطبقتها فى بعض المدن ثمَّ عمَّمتها، فكان لها أثراً عميقاً فى تقليل تلك الفروقات الماحِقة التى بدأ يتخوف من أثرها على النمو المستدام حتى الأثرياء فى كل العالم الآن. وتلك التجربة الصينية قد أخرجت 500 مليون صينى من دائرة الفقر منذ بداية التجربة إلى الآن (Stiglitz, The Great Divide, 2015). فهى قد سَمَحَتْ بأيلولة ملكية بعض المشروعات والشركات لمدرائها عند بداية التحول إلى الرأسمالية، على أنْ تتحول تلك المشروعات إلى شركات مساهمة عامة يملكها أؤلئك المدراء وذويهم وكل أهل المنطقة التى يقوم فيها المشروع، وعليها أن تساهم (مع الدولة) فى حل مشكلات الفقر والبطالة والتعليم والصحة وغيرها لكل فرد فى تلك المنطقة.

    وهكذا تمَّ إشعال الصين كلَّها بالمنافسة الحرَّة بين مُدنِها وقُراها؛ كلاًّ فيما يُجيد ويتقن، وقد ساهمت تحويلات الصينيين العاملين بالخارج مساهمة غاية فى الأهمية فى دفع تلك التجربة إلى الأمام. كما ساعد فى ذلك القرار الحكومى بإصدار عقوبة الإعدام لكلِّ من يأخذ دولاراً واحداً خارج البلد؛ الأمر الذى جعلَ رأس المال مستقرَّاً موطَّناً ومتَّجهاً نحو الإنطلاق وإعادة الإنتاج الخلاَّق.

    فيا دعاة الخصخصة من عهد آدم سميث؛ ماذا لو ملَّكنا مصنع سكر حلفا الجديدة للحلفاويين وجيرانهم، ماذا لو ملَّكنا مشروع الجزيرة لأهلنا فى الجزيرة والمناقل، ماذا لو ملَّكنا مصنع سكر كنانة لأهلنا فى رَبَك وكوستى، ماذا لو ملَّكنا ميناء بورتسودان لأهلنا البجة، والبترول لأهلنا فى غرب السودان. ألا يزيد ذلك من الكفاءة والإنتاجية ومن ثمَّ الكفاية واتِّزان الميزان التجارى؟

    الإجراءات الإستثنائية المطلوبة لعودة رأس المال المهاجر

    كما ذكرنا آنفاً، فإنَّ الأموال الهاربة من السودان تحتاج إلى قرارات إستثنائية تجعل الوطن جاذباً لرأس المال المهاجر والأجنبى على السواء. وهذه الأجراءات ترتبط مباشرة بالإرادة السياسية للفاعلين السياسيين بالبلد من قِبَل الحكومة والمعارضة؛ أى أنَّ الأمرَ يحتاج إلى تسوية تخرج بالبلد من هذا المأزق والمنعطف الخطير الذى تسير فيه. ودعونى أقترح بعض الملامح لهذه التسوية:

    1- الوقف الفورى للحروب التى يشعلها النظام فى كلِّ مكان فى السودان، والجنوح للسلم، والعفو الكامل والشامل والغير مشروط بمكانٍ أو زمان؛ عن كل من يحمل السلاح فى وجه الدولة فى السودان. وكذلك يجب البدء فى برنامج إسعافى (Crash program) لتوطين وتعويض النازحين، وإعادة كافة الخدمات الإجتماعية للمتضررين من الحرب.

    2- التخلى عن السلطة الديكتاتورية وإرجاع الأوضاع السياسية إلى ما كانت عليه قبل إنقلاب الإنقاذ، وذلك بالإنخراط فى فترة إنتقالية ديموقراطية تُقرُّ دستوراً مدنياً دائماً للبلاد، يكفلُ الحريات العامة وحقوق الإنسان المنصوص عليها فى كلِّ الدساتير والمواثيق الدولية، وسيادة حكم القانون، واستقلال السلطات، والتداول السلمى للسلطة عن طريق إنتخابات دورية (4 - 5 سنة) حرة ونزيهة.

    وعلى هذه الحكومة الإنتقالية القيام بالإصلاحات المطلوبة فى مجال المال والأعمال والإستثمار والضرائب، وقيومية وزارة المالية على المال العام، وحرية إنتقال رؤوس الأموال والتعامل فى النقد الأجنبى، واستقلالية البنك المركزى، ومحاربة الفساد وغسيل الأموال وإلغاء الإحتكارات والإعفاءات.

    3- الوصول بالشعب السودانى إلى مرحلة العفو عن فظائع الإنقاذ وجرائمها وفسادها (الدم لأهل الدم، والمال للبرلمان المنتخب) وذلك بجبر الضرر لكلِّ متضرِّر، وإرجاع الجنوبِ إلى شمالِهِ، ودفع كل ديون السودان الخارجية من الأموال المسروقة، وإعادة إستثمار الأموال المتبقية فى يدِ أصحابها داخل البلد وفق خطة قومية مدروسة للقطاعين العام والخاص؛ تساهم فى نقل السودان نقلات تنموية نوعية.

    4- إنشاء بنك السودانيين العاملين بالخارج بمقر رئيس فى أحد البلدان الحرة (أمريكا، بريطانيا، وغيرها) وفرع رئيس بالسودان، بهدف تجميع مدخرات السودانيين العاملين بالخارج (لا سيما الأموال الهاربة) وربطه بحلقاتٍ من الإستثمار المنتج فى القطاعات المنتجة وفق الخطة القومية أعلاه. ويجب أن تكون هناك فروع لهذا البنك فى كل الدول التى بها ثِقَل سودانى وغيرها، ويجب أن يكون منفتحاً على كل الأفراد والجاليات والهيئات والشركات والدول التى ترغب فى الإستثمار المنتج والجاد فى السودان.

    خاتمـــة

    تُرى هل يَمْلِكُ السودانيون طاقة العفو والإنسانية الشاهقة التى توفرت للزعيم مانديلا، فيغفروا للإنقاذ قتل أكثر من مليونى سودانى فى جنوب السودان، وأكثر من 300 ألف سودانى فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ووسط السودان وغيرها من بقاع السودان، وتشريد الملايين من هذه المناطق؟ تُرى هل سيغفر السودانيون للإنقاذ فصل الجنوب وسرقة عائدات البترول والمعادن النفيسة وغيرها؟ تُرى هل سيغفرالشعب السودانى للإنقاذ تشويه الدين الإسلامى والأخلاق السودانية؟ ... الأمرُ لكَ أيُّها الشعبُ الكريم.
                  

12-18-2015, 10:48 AM

الفاضل يسن عثمان
<aالفاضل يسن عثمان
تاريخ التسجيل: 04-17-2008
مجموع المشاركات: 3279

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: حسين أحمد حسين)



    أستاذ حسين احمد حسين
    سلام وتحياتي إليك ولاصدقائنا ببريستول


    كأنك تتفق كليا مع النقاشات الهادفة واتجاهات بوست مجاور بقيادة الاستاذ الشفيف الاخر حيدر قاسم المقيم بالبراري الكندية الباردة وينفث من بوسته المجاور هواء ساخنا ، يَصْب في
    في نفس ماتقصده وترمي اليه ببوستك الرائع هذا. الا ان بوستك اكثر تخصصا وتحديدا ويتناول جانب مهم من خرائب الإسلامويين بجسم الدولة أدي او سوف يودي الي تلاشي الدولة ذاتها
    الاقتصاد عَصّب الدول و رئيتيها لتتنفس الشعوب ، تناقشنا كثيرا في محاور بوستك علي الارض وكنت جريئا كما عهدناك في طرح آرائك ومازلت نقاط ومحاور ندوتك الشهيرة في نفس الخصوص
    تحت ضيافة صالون بلدنا والتي أدارها شقيقنا ناصف بشير ، تغلق مضاجعنا او كما اوصفتها بتعقيبي. بحال الاعرابي الذي ذهب الي احد المحامين لرفع دعوي قضائية لظلم وقع عليه، الي اخر. القصة
    تأخذ وتستشرف الدول طرق. النجاح من أمثال. وتجارب بشرية لدول اخري او تنستنبط. تجارب من بئيتها. المحلية . تتعدد الطرق وصنعاء هي صنعاء يبقي السؤال هل المغتربين والمهجرين علي قلب رجل واحد
    حتي نفرض ونقيم بنكا نرمي بمقاصده ما قصدته ، نظره سريعة الي التكتلات المعارضة وتنظيماتها ربما جعلتك تكفر باي بارقة أمل وبالتالي الإيمان بجدوي مشاريع لتوحيدها وتبني الروي الجريئة لنهضة بلادنا
    لكن نظرة الي الجانب الممتلئ من الكوب لا تضر . لدي قناعة بان بمثل تلك الاّراء ( حيدر قاسم، حسين احمد) يمكن لها ات تقتل الاحباط المتسرب وتبث. الأمل وان هنالك عقول مافتئت تحاول وتحاول لإيقاد شموع
    وانارة طرق التغيير ، تتلاقح الروئ كلا من جانبه الاقتصاديين المفكرين والمثقفين واصحاب المهن والاختصاصين ، لخلق تواصل حقيقي او ابداء انشغال حقيقي لقضايا الوطن ، وتلك عادة ضار تميزنا نحن السودانيين توارثناها وهي السلبية تجاه مهننا التي تمتهن وتعاملنا المادي معها، فحين ان حب المهنة اول عتبات النجاح الوظيفي وبالتالي سينجح الوطن اذا هنالك من يقدسون وظائفهم ومهمنم.
    الكرة الان في ملعب سودانيز وروادها لمناقشة ما طرحاه الأستاذان. حسين وحيدر بكل شجاعه


    شكرًا حسين احمد حسين
                  

12-18-2015, 12:26 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20359

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: الفاضل يسن عثمان)


    الاخ العزيز حسين احمد حسين ..
    تحية طيبة ..

    Quote: تُرى هل يَمْلِكُ السودانيون طاقة العفو والإنسانية الشاهقة التى توفرت للزعيم مانديلا، فيغفروا للإنقاذ قتل أكثر من مليونى سودانى فى جنوب السودان، وأكثر من 300 ألف سودانى فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ووسط السودان وغيرها من بقاع السودان، وتشريد الملايين من هذه المناطق؟ تُرى هل سيغفر السودانيون للإنقاذ فصل الجنوب وسرقة عائدات البترول والمعادن النفيسة وغيرها؟ تُرى هل سيغفرالشعب السودانى للإنقاذ تشويه الدين الإسلامى والأخلاق السودانية؟ ... الأمرُ لكَ أيُّها الشعبُ الكريم.



    لست اقتصاديا ولا افقه الكثير حول هذه العلوم ولكن ..

    تجربة الفساد /الانقاذي /الاسلاموي في السودان .. تجربة متفردة جدا في تقديري. فمنظومة الفساد وللاسف الشديد لم تتشابه قط مع تجارب الفساد في الدولة العربية .. وعلى الرغم من حالة التماهي اللحوح مع خيالات الانتماء العربي والاسلامي بنسخته الشرقاوسطية .. الا أن الإنقاذ كانت حريصة كل الحرص أن تبتعد تجربة فسادها عن ذلك الفساد الموجود في مصر وتونس ولبييا الخ ..

    أظنهم كانوا اشد ما يكونون التصاقا بانتمائهم الافريقي عند جزئية الفساد هذه .. فساد جبان جدا, لا يثق في احتمالات البقاء طويلا في مقاعد السلطة رغم مفاجأة بقائهم .. ولذلك لم تظهر في السودان مصانع كمصانع أحمد عز .. ولا مدن سياحية على غرار ما يحدث على سواحل المتوسط والاحمر .. ولا شركات زراعية ضخمة كالتي نراها في شمال الوادي .. ولا حتى تجارة موجهة ايجابيا نحو الداخل الافريقي يتم فيها استغلال الموقع الجغرافي المميز والخ ..

    ديل ناس فاسدين ويمارسوا الفساد بنهج السمسرة .. ينهب من الاموال ما ينهب, ليتاجر بها في سوق العملة ؟! يهربها للاامارات أو لماليزيا .. واوسعهم أفقا يفتتح مكتبا في لندن لممارسة السمسرة المضمونة مع الحكومة السودانية "سمسرة مع الذات على حساب الوطن" .. أو يعمل في مجال الاستيراد من خلال مكتب في جبل علي .. يجيب ليهو كم من الحاويات الصينية والسلع المضروبة والاسبيرات غير الاصلية وهكذا .. ثم يستفيد ما وسعه من الاعفاءات الجمركية ويبيعها في سوق الله اكبر .. لتبدأ دورة جديدة من الفساد بالتجارة في العملة .. تبدأ خارج النظام المصرفي حتى .. وتنتهي كذلك .. وهكذا ..

    هو اشد انواع الفساد أذى على الاطلاق

    ناتي لخلاصتك ..

    خيار او تجربة جنوب أفريفيا ليست خيارا سهلا او كسولا

    ما حدث في جنوب أفريقيا كان نتيجة لمناخ تصالحي من الجميع ..وللاسف الشديد مثل هذا المناخ لا يتوافر في السودان .. هو مناخ تقود اليه نضالات كثيرة تصل بجميع الاطراف "جبرا وطواعية" لرغبات أكيدة في التصالح وتقديم التنازلات القاسية في سبيل أن يمضوا جميعا نحو ما يخدم المصالح العليا للبلاد والعباد .. الامر الذي لا اراه في الحالة السودانية ..

    إن هي الا مجرد دعاوى تصالحية وتبشيرية من أناس عاجزين تماما "كالامام الصادق على سبيل المثال" وبعض المثقفين الحادبين على الوطن جدا هنا وهناك, ولكن دونما التزامات حقيقية ..


    دعاوى موجهة ممن لا يملكون لمن لا يأبهون .. وحتما لا تقود لتوفير هذه الاجواء الجنوبأفريقية/الماندلية ..


    مثل خلاصاتك الصحيحة هذه ... تحتاج للكثير من النضالات بالتأكيد .. نضالات سلمية جادة تنتظم الوجدان الوطني من اقصاه الى اقصاه .. تحتاج لمانديلا ما يخرج من رحم الشعب .. وتحتاج لاحزاب وقيادات حقيقية تملك تاثيرها بامتداداتها الشعبية في الشوارع والازقة والبيوت .. ويتخلق من كل ذلك زخم وطني يمضي بالناس جميعا .. بما فيهم هؤلاء الفاسدبن . لمثل تلك الاجواء التصالحية واستثمراها نحو الخلاص الوطني..

    مودتي ..
                  

12-20-2015, 02:02 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote:
    الاخ العزيز حسين احمد حسين ..
    تحية طيبة ..


    Quote: تُرى هل يَمْلِكُ السودانيون طاقة العفو والإنسانية الشاهقة التى توفرت للزعيم مانديلا، فيغفروا للإنقاذ قتل أكثر من مليونى سودانى فى جنوب السودان، وأكثر من 300 ألف سودانى فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ووسط السودان وغيرها من بقاع السودان، وتشريد الملايين من هذه المناطق؟ تُرى هل سيغفر السودانيون للإنقاذ فصل الجنوب وسرقة عائدات البترول والمعادن النفيسة وغيرها؟ تُرى هل سيغفرالشعب السودانى للإنقاذ تشويه الدين الإسلامى والأخلاق السودانية؟ ... الأمرُ لكَ أيُّها الشعبُ الكريم.



    لست اقتصاديا ولا افقه الكثير حول هذه العلوم ولكن ..

    تجربة الفساد /الانقاذي /الاسلاموي في السودان .. تجربة متفردة جدا في تقديري. فمنظومة الفساد وللاسف الشديد لم تتشابه قط مع تجارب الفساد في الدولة العربية .. وعلى الرغم من حالة التماهي اللحوح مع خيالات الانتماء العربي والاسلامي بنسخته الشرقاوسطية .. الا أن الإنقاذ كانت حريصة كل الحرص أن تبتعد تجربة فسادها عن ذلك الفساد الموجود في مصر وتونس ولبييا الخ ..

    أظنهم كانوا اشد ما يكونون التصاقا بانتمائهم الافريقي عند جزئية الفساد هذه .. فساد جبان جدا, لا يثق في احتمالات البقاء طويلا في مقاعد السلطة رغم مفاجأة بقائهم .. ولذلك لم تظهر في السودان مصانع كمصانع أحمد عز .. ولا مدن سياحية على غرار ما يحدث على سواحل المتوسط والاحمر .. ولا شركات زراعية ضخمة كالتي نراها في شمال الوادي .. ولا حتى تجارة موجهة ايجابيا نحو الداخل الافريقي يتم فيها استغلال الموقع الجغرافي المميز والخ ..

    ديل ناس فاسدين ويمارسوا الفساد بنهج السمسرة .. ينهب من الاموال ما ينهب, ليتاجر بها في سوق العملة ؟! يهربها للاامارات أو لماليزيا .. واوسعهم أفقا يفتتح مكتبا في لندن لممارسة السمسرة المضمونة مع الحكومة السودانية "سمسرة مع الذات على حساب الوطن" .. أو يعمل في مجال الاستيراد من خلال مكتب في جبل علي .. يجيب ليهو كم من الحاويات الصينية والسلع المضروبة والاسبيرات غير الاصلية وهكذا .. ثم يستفيد ما وسعه من الاعفاءات الجمركية ويبيعها في سوق الله اكبر .. لتبدأ دورة جديدة من الفساد بالتجارة في العملة .. تبدأ خارج النظام المصرفي حتى .. وتنتهي كذلك .. وهكذا ..

    هو اشد انواع الفساد أذى على الاطلاق

    ناتي لخلاصتك ..

    خيار او تجربة جنوب أفريفيا ليست خيارا سهلا او كسولا

    ما حدث في جنوب أفريقيا كان نتيجة لمناخ تصالحي من الجميع ..وللاسف الشديد مثل هذا المناخ لا يتوافر في السودان .. هو مناخ تقود اليه نضالات كثيرة تصل بجميع الاطراف "جبرا وطواعية" لرغبات أكيدة في التصالح وتقديم التنازلات القاسية في سبيل أن يمضوا جميعا نحو ما يخدم المصالح العليا للبلاد والعباد .. الامر الذي لا اراه في الحالة السودانية ..

    إن هي الا مجرد دعاوى تصالحية وتبشيرية من أناس عاجزين تماما "كالامام الصادق على سبيل المثال" وبعض المثقفين الحادبين على الوطن جدا هنا وهناك, ولكن دونما التزامات حقيقية ..


    دعاوى موجهة ممن لا يملكون لمن لا يأبهون .. وحتما لا تقود لتوفير هذه الاجواء الجنوبأفريقية/الماندلية ..


    مثل خلاصاتك الصحيحة هذه ... تحتاج للكثير من النضالات بالتأكيد .. نضالات سلمية جادة تنتظم الوجدان الوطني من اقصاه الى اقصاه .. تحتاج لمانديلا ما يخرج من رحم الشعب .. وتحتاج لاحزاب وقيادات حقيقية تملك تاثيرها بامتداداتها الشعبية في الشوارع والازقة والبيوت .. ويتخلق من كل ذلك زخم وطني يمضي بالناس جميعا .. بما فيهم هؤلاء الفاسدبن . لمثل تلك الاجواء التصالحية واستثمراها نحو الخلاص الوطني..

    مودتي ..


    العزيز والأخ الكريم محمد حيدر المشرف،
    تحياتى.

    أتفق معك فى أنَّ فرادة الفساد الأخوانوى تنطوى على صفوية/مختاروية جعلتهم ينظرون لسواهم من العرب والسودانيين نظرة دونية (الترابى قال ذات إنتشاء: "أنا تعلمتُ أكثر مما تعلم الصحابة وانفسحتُ عنهم" وقال فى حق الأنصار والختمية "أنهم فئة أهل الكتاب الثالثة"، كما أنَّه لا يحسبُ حساباً لما يسميهم "بالعلمانيين")، إنطوت على تجريد الآخر من كافة الحقوق وأنَّه لا يستحقها وبالتالى لا يُبالون بموته. وهذا الأمر فى السودان مصحوب بعقيدة إنتقام مفرطة لأنَّ السودانيين لا يُحبونهم.

    وأتفق معك أيضاً فى أنَّ سلوكهم الإقتصادى والإجتماعى والسياسى والأمنى والدينى يتسم بإنعدام الطمأنينة، وبالتالى أصبحت الطفيلية هى الباراديم الذى يُشكِّل حياتهم، وهى بطبيعة الحال لا تستثمر فى القطاعات المنتجة كالصناعة والزراعة، وتفضل قطاع الخدمات وغسيل الأموال والمخدرات وحتى الدعارة. لذلك أنا نعتهم فى أحد مقالاتى هنا بسودانيزأونلاين بشريحة "رأس المال المالى" (راجع: حيثيات التشكل الإقتصادى - الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير السياسى) التى تعتمد على الـ Hot Money، والتى هى أكثر فِراراً من الأماكن التى تسرقها.

    وفيما يتعلق بتجربة مانديلا وبيئة التسامح هناك، فأنا أعتقد، وبتقدير متواضع بطبيعة الحال، أنَّ البيئة السودانية والسودانوية أكثر تسامحاً من الواقع الجنوب - أفريقى. ولو لا هذا التسامح السودانوى فليس لؤلاء القوم أىَّ مقومات بقاء من الأصل؛ وهذا جزءٌ من مأساة السودان.

    كما أنَّ سياسيِّينا الحاليين وأحزابهم ليس من بينهم/بينها من ضحَّى تضحيةً بحجم تضحيات مانديلا وتضحيات حزبه، ثمَّ بقِىَ على قيد الحياة ليُقايض تضحياته بجلب الديموقراطية والسلم الإجتماعى لشعبه؛ فيتبعه شعبُهُ. فنحن أمام شرائح رأسمالية متحالفة مع النظام فى إطار ما يُعرف بحلف القوى الإقتصادى (Power Block)، أو أمام شرائح البورجوازية الصغيرة التى أدمنت التحالفات المرحلية مع الشرائح الرأسمالية لإنجاز قضايا العمال والقوى الحديثة وكافة الفقراء لإكثر من 60 عاماً.

    فالشاهد، لا العمال أُنْجِزَتْ قضاياهُم بالتحالفات المرحلية مع الشرائح الرأسمالية، ولا تُرِكوا لِيُكونوا أحزابهم فيكونوا حضوراً فى المشهد السياسى السودانى فيأكلوا من خُشاش الأرض.

    فالشرائح الرأسمالية ليس لها مصلحة فى الديموقراطية كما ظللنا نقول؛ أنَّ ما نالته هذه الشرائح بالديكتاتورية لم تنله بالديموقراطية. كما أنَّ مثقفى البورجوازية الصغيرة لن يُغيِّروا هذا الواقع بتحالفاتهم المرحلية العقيمة العضودة مع الشرائح الرأسمالية. نحن كبورجوازية صغيرة نحتاج لحزب عمال وقوى حديثة لنتحالف معه لنفكَّ إرتباطنا بالشرائح الرأسمالية مرةً واحدة وإلى الأبد، ووقتها سيظهر ألف مانديلا ليحدث التغيير المنشود.

    أرجو أن تقرأ الحيثيات عزيزى المشرف، فرأيك يهمنا،
    مع وافر التقدير والإحترام.
                  

12-19-2015, 11:34 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: الفاضل يسن عثمان)

    Quote: أستاذ حسين احمد حسينسلام وتحياتي إليك ولاصدقائنا ببريستول كأنك تتفق كليا مع النقاشات الهادفة واتجاهات بوست مجاور بقيادة الاستاذ الشفيف الاخر حيدر قاسم المقيم بالبراري الكندية الباردة وينفث من بوسته المجاور هواء ساخنا ، يَصْب في في نفس ماتقصده وترمي اليه ببوستك الرائع هذا. الا ان بوستك اكثر تخصصا وتحديدا ويتناول جانب مهم من خرائب الإسلامويين بجسم الدولة أدي او سوف يودي الي تلاشي الدولة ذاتهاالاقتصاد عَصّب الدول و رئيتيها لتتنفس الشعوب ، تناقشنا كثيرا في محاور بوستك علي الارض وكنت جريئا كما عهدناك في طرح آرائك ومازلت نقاط ومحاور ندوتك الشهيرة في نفس الخصوصتحت ضيافة صالون بلدنا والتي أدارها شقيقنا ناصف بشير ، تغلق مضاجعنا او كما اوصفتها بتعقيبي. بحال الاعرابي الذي ذهب الي احد المحامين لرفع دعوي قضائية لظلم وقع عليه، الي اخر. القصةتأخذ وتستشرف الدول طرق. النجاح من أمثال. وتجارب بشرية لدول اخري او تنستنبط. تجارب من بئيتها. المحلية . تتعدد الطرق وصنعاء هي صنعاء يبقي السؤال هل المغتربين والمهجرين علي قلب رجل واحدحتي نفرض ونقيم بنكا نرمي بمقاصده ما قصدته ، نظره سريعة الي التكتلات المعارضة وتنظيماتها ربما جعلتك تكفر باي بارقة أمل وبالتالي الإيمان بجدوي مشاريع لتوحيدها وتبني الروي الجريئة لنهضة بلادنالكن نظرة الي الجانب الممتلئ من الكوب لا تضر . لدي قناعة بان بمثل تلك الاّراء ( حيدر قاسم، حسين احمد) يمكن لها ات تقتل الاحباط المتسرب وتبث. الأمل وان هنالك عقول مافتئت تحاول وتحاول لإيقاد شموعوانارة طرق التغيير ، تتلاقح الروئ كلا من جانبه الاقتصاديين المفكرين والمثقفين واصحاب المهن والاختصاصين ، لخلق تواصل حقيقي او ابداء انشغال حقيقي لقضايا الوطن ، وتلك عادة ضار تميزنا نحن السودانيين توارثناها وهي السلبية تجاه مهننا التي تمتهن وتعاملنا المادي معها، فحين ان حب المهنة اول عتبات النجاح الوظيفي وبالتالي سينجح الوطن اذا هنالك من يقدسون وظائفهم ومهمنم. الكرة الان في ملعب سودانيز وروادها لمناقشة ما طرحاه الأستاذان. حسين وحيدر بكل شجاعه شكرًا حسين احمد حسين


    أهلاً بالعزيز الأستاذ الفاضل يسن عثمان،
    آلاف التحيات لك ولكوكبتكم النيِّرة بكاردِف.

    أولاً، بحثت كثيراً عن الموضوع الذى يتناوله أستاذنا حيدر قاسم ولكنى، مع تفتيش الليل أب كُراعاً برة، لم أهتدِ إليه فأرجو أن تمدنى بالرابط؛ فما حيدر بالذى تأتى سيرتُهُ ونمرُّ على ما يكتب مرور الكِرام.

    ثانياً، حول المهجرين والمغتربين، فهم بالطبع ليسو على قلبِ رجلٍ واحد؛ ولا ينبغى لهم. غير أن الذى يُوحدهم هو الغايات النهائية لما هو مطروح من قِبَل الحكومة أو المعارضة. فالإنقاذ تبحث عن أموالِهم لتستثمرها فى مشاريعَ جديدةٍ ثم تبيعهم كما باعتهم حين استخدمت تحويلاتهم فى استخراج البترول مع استقطاع مال التعليم والصحة (أكثر من 50% منهما)، وحرمتهم من عائدات البترول الذى تمَّ توزيعه حكراً على أفراد ما يُسمى بالأخوان المسلمين/الحركة الإسلامية فى السودان (يقول الزبير محمد الحسن لسحابة الله فى الدورة التنشيطية لمؤتمر الحركة الأسلامية: "أينما صببتِ فسيأتى خراجك للحركة الإسلامية). والمهم فى الأمر أنَّ السودانيين الموجدين بالخارج قد فطنوا للشِراك التى تنصبها لهم العقلية الريعية الإنقاذية.

    كما أنَّ الأمر بالمقابل يعنى أنَّ السودانى بالخارج سيسعى لمكان آخر يَسَع حلمه ومصير أبنائه، وفى هذا خصمٌ إجتماعى واقتصادى على البلد بالضرورة. غير أنَّ المساهمة فى إنشاء بنك للسودانيين بالخارج فى إحدى الدول الحرة (وهى مساهمة بسيطة فى إطار شركة مساهمة عامة) قد يسهم فى المدى المتوسط والبعيد بالأحرى فى تسهيل عودة اللاجئ/المهاجر/المغترب، وذلك حين يشكِّل البنك ورقة ضغط على الحكومة ويُقوِّم قراراتها الإقتصادية والسياسية بما يُحقق منفعة كافة شركاء العمليات الإنتاجية دون أن تكون حكراً لطرف دون الآخر، خاصةً مع شُح التمويل الخارجى.

    فهذا البنك من الممكن أن يُجمِّع كل مدخرات السودانيين الموجودين بالخارج، ويتحول إلى مصدر تمويل لمشروعات سودانية عملاقة تحت شروطه هو (وهى شروط سودانية بحتة)، والتى من الممكن أن تكون من بينها: وجود نظام ديموقراطى وحريات عامة وحقوق إنسان، ونقابات وكل ما من شأنه أن يحرس ويكرِّس أموال البنك لمصلحة كافة السودانيين، ووجود خطط تنموية مدروسة ومحكمة تخرج السودان من هذا الأخدود الإنقاذى العقيم. ... باختصار هذا البنك من الممكن أن يُعيد النظام الديموقراطى للبلد من بوابة الإقتصاد، الأمر متاح للنقاش.

    وهى بارقة أمل كما تفضلتَ بذكرها، وأنا أعتقد أنَّ علينا أن نكون أُناساً فاعلين فى إيجاد حلول لقضايانا، والله الموفق.

    شكراً الفاضل الفاضل يسن عثمان،
    المعزة التى تعلم.

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 12-19-2015, 11:57 PM)
    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 12-20-2015, 00:01 AM)

                  

12-22-2016, 02:14 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: حسين أحمد حسين)

    أرجو أن يسعفنا الوقت لمناقشة كل الرؤى (Life is very short).
                  

12-22-2016, 04:17 AM

أيمن نواى على
<aأيمن نواى على
تاريخ التسجيل: 05-02-2015
مجموع المشاركات: 4327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: حسين أحمد حسين)

    شكرا الاخ حسين احمد حسين
    على اضاء الجانب المظلم فى مسيرة الثورة السودانية القادمة ....اى مابعد سقوط الانقاذ ..... ما هو الهدف هل وقف الفساد ؟ ام استرداد الاموال المهربة ؟
    ملخص ما اسلفت فى مقالك استرداد الاموال المهربة تحتاج الى تعاون الطرفين ...... لان الطرف الثالث يساوم ويماطل على بقاء الاموال داخل دولته سواء بى غرض التنمية او الاستلاء على تلك المبالغ الضخمة ..... اذن من الافضل ان نساوم الطرف الثانى الذى هرب الاموال لاسترادها الى داخل السودان .
    من ضمن الاسباب التى سوف تسقط الانقاذ عاجلا او اجلا عدم وجود السيولة
    النقدية وسببها تهريب الاموال وعدم استثمارها فى الداخل مما عطل الانتاج وقل الصادر وارتفعت الواردات على الصادرات مما زاد الحوجة الى الدولار لذا سوف يواصل ارتفاع الدولار الى ان تعجز الانقاذ وتسقط ..... وسوف يواصل الدولار الارتفاع حتى بعد سقوط الانقاذ اذا لم تجد الحلول الاسعافية العاجلة ...
    نفس هذه المشاكل سوف تواجه دولة ما بعد الانقاذ ..... عدم وجود السيولة وتراكم المديونات الخارجية...... ما تحاجه الدولة الوليدة الى دعم عاجل .... وهذا قد لا يتوفر بالسرعة المطلوبة لان استراد الاموال المهربة بواسطة القانون تحتاج الى فترة طويلة وقد نحصل جزء منها او لا نحصل شئ...... اما الدعم الخارجى من الدول قد تكون رمزية الى يتم معرفة نوايا الحكام الجدد .....اقصر الطرق لايجاد السيولة مساومة المهربين ثم الاعتماد على الرسمالين الوطنين لدفع حركة الانتاج ...... نحن الان فى وضع طارئ لا نحتاج الى الحلول التقليدية المتبعة من الحكومات السابقة بل نحتاج الى ثورة اقتصادية مختلفة وهذه هى احدى الاسباب التى نريد اسقاط النظام.
                  

12-22-2016, 09:38 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: أيمن نواى على)


    احمد ..حبابك يا صديق
    كتر خيرك.. وسوف ادلي بتصور يدعم هذه الوجهة التي تذهب اليها ، ولكن قبل ذلك اسمح لي بالتعليق على نقطة ثانوية..وقد تكون غير مهمة..!
    كتب احمد حسين:
    Quote:
    ما أحوجنا إليك عزيزى الواثق صباح الخير – عليك من اللهِ الرحمات


    غايتو يا احمد ، دي ابت تنبلع لي كلو كلو..!!
    الواثق ، عليه الرحمة ، كان مجرم عادي ومتردد سجون ، وبلطجي بالباب العديل ، فهل تريد ان تقنعني باننا نحتاج لمثل هؤلاء لإسترداد اموالنا المنهوبة؟..دي قوية يا صديقي..
    كلامك سمح ، طبعا قاعد اتابع مقالاتك التي تتسم بالرزانة والدقة والجدية في محاولة الكشف عن العلل وتقديم تصور للمعالجات.. ولكن العبارة دي صعبة شديد..!
    هي مجرد ملاحظة..
    كبر
                  

12-22-2016, 09:40 AM

Kabar
<aKabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: Kabar)



    احمد..حبابك يا صديق
    وحباب ضيوفك هنا..
    والتحية لأستاذنا دكتور عبد العزيز حسين الصاوي..واستاذنا محمد على جادين ، وهم فتية قرانا كراساتهم ومقالاتهم المتفرقة ، التي تصب في نهر التنوير في امسودان ..!
    بالطبع لا استطيع ان اكتب باللغة الرزينة الصبورة كما يفعل اولئك الأساتذة ، ولكني ساكتب بلغة التواصل اليومية العادية ، وعزائي ان تصل الفكرة..!
    دعنا نبدا من عبارة صديقنا ول ابا ايمن نواي (نفس هذه المشاكل ستواجه دولة ما بعد الإنقاذ)..!
    في الأسبوع الماضي ، تهيأت لي فرصة بعض الأيام (نظام اجازة وكده) وانقفت جزء منها في مراجعة اشياء غريبة قد لا تخطر على بال احد (بالطبع كتر خير تكنولوجيا التواصل ) فلقد انفقت بعض وقتي في الإستماع للبيان الأول لعبود ، جعفر نميري ، هاشم العطا ، حسن حسين عثمان ، محمد نور سعد، سوار الدهب ، وعمر البشير..كل هذه البيانات تشترك في مفهوم واحد (الفساد) وهو مفهوم تبريري يستغلونه لتوضيح لماذا امتطوا صهوة الحكم في السودان..او لماذا فكروا في امتطاء صهوة الحكم..!!
    اذن يا صديقي ، الفساد خصلة وممارسة متجذرة في ذات الكائن السوداني ، وعلى مر السنين..ولكن لماذا الفساد؟..لماذا يفسد الكائن السوداني ؟ بصورة ادق لماذا يميل الكائن السوداني لإرتكاب الفساد؟ هل لأننا نعاني ازمة اخلاق؟ هل لأننا نعاني ازمة شفافية؟ هل لأننا نعاني ازمة احترام القانون؟..هل لأننا (شرفانين) ويتملكنا الخوف الدائم مما يدفعنا لإستغلال الفرص؟..
    فالجانب المكمل لفكرتك هنا ، ليس فقط في سؤال: كيف نسترد المال العام المنهوب ، وانما كيف يمكننا ان نمنع او نوقف ظاهرة النهب تلك..!
    في زيارتين للسودان (2012 ، 2015) تعرضت لتجارب صغيرة وهي توضح كيف يتم الفساد.. ففي مطار الخرطوم تلتقي بعض الناس (وهم نظاميون : نساءا ورجالا) يلحفون عليك ان تدفع بعض المال لـــ(تسهيل اجراءاتك) ، ياخي واحد قريبنا ورجل شرطة ، كان يلحف علي ان ادفع له مليون جنيه سوداني حتى يخرج لي ارقام وطنية لإسرتي (زوجتي ، بناتي الإثنين وشخصي) ، وحينما قلت له ان الرقم الوطني في السودان مجاني ولا يحتاج مثل هذا المبلغ ، طلعت انا الكعب البخيل الجلدة.. نفس الأمر ، في المطار ، حينما قلت لمواطنة لابسة زي رسمي بان ختم الدخول لا يحتاج المبلغ الذي طلبته ، تعرقلت اجراءات خروجي من المطار (ياخي ديل شالوا الحقائب وضعوها في سير عفش غير السير الطبيعي بمظنة ان تضيع ولا اجدها ، وان يتم تأديبي على صراحتي ورفضي للفساد..!!)..
    في مدينة الدلنج ، زارني احد اعمامي (وهو رجل يساري ، وقدوة بالنسبة لتجربتي في الحياة) وكان ينصحني بنصيحة غريبة وعجيبة لا تشبه تاريخه الشخصي وتجربته الناصعة التي نقتدي بها ، فقال لي بكل بساطة: شوف ليك زول كبير في الحكومة وادفع ليهو عشان تعمل مشاريع استثمارية في السودان..!!..طبعا ضحكت وقلت له: صدقني لو فكرت في استثمار ، لن يكون في السودان ، فاعتبرني الرجل رأس مال جــــبان وهارب..!!
    هذه النماذج المبسطة توضح لنا فكرة الفساد الذي صار اخلاق سودانية عادية ، لدرجة ان المزاج العام يحترم البلطجي/الفهلوي/التفتيحة الذي يعرف كيف يسلك اموره ، فيستفيد ويفيد غيره..!!
    تقرير نشرته منظمة الشفافية الدولية ، واراجعه باستمرار ، عن الفساد في السودان.
    التقرير يرسم صورة مبسطة وواضحة عن الفساد في السودان: كيف يتم ، صوره ، سواءا كان فساد مالي ، سياسي ، اداري ، محسوبية ، غياب الشفافية ، ضعف القوانين ، اساءة استخدام السلطة...الخ..!
    ولتحديد صور الفساد ، تعرض التقرير لمؤسسات سودانية مثل ( الشرطة ، التعليم ، الصحة ، القضائية ، مصلحة الأراضي ، الضرائب ، الجمارك ، مصلحة التسجيلات..وغيرها)..
    وعمل التقرير استبيان مباشر ، حيث افادت العينات بانها تدفع الرشوة وذلك لتسهيل وتفعيل وتسريع الإجراءات..وحتى المستثمر الأجنبي قد شكا من هذه الممارسات المتلوية..!
    ولقد تعرضت انت لإحد الأرانيك المالية وضعفها والثغرات فيها والتي يستغلها البعض ليفسد ويحقق مصلحة عابرة ومؤقتة ، ضاربا بعرض الحائط بما يسمى بالمصلحة العامة..!!
    ولمصلحة رحلة (التنوير/ الإستنارة) الشاقة ، فاقول لك بكل صراحة ، وهو قول سيضعني في مشاكل كثيرة ، ان الكائن/الفرد السوداني ، بلا اخلاق ويميل لإرتكاب الفساد..!!
    فمن يصنع القوانين في السودان؟.. القوانين تصنعها طبقة تتكون من تحالف بعضه الحكومة وبعضه الأفراد ، وكل القوانين في السودان (على الأقل القوانين الإقتصادية والإستثمارية) هي قوانين تخدم مصلحة فئات بعينها ، ولا علاقة لها بالمصلحة العامة في السودان..!!
    ولكن كيف يمكننا ان نعالج هذه المشكلة؟
    انت تحدثت عن التصورات العامة (من وجهة نظر اقتصادية) وانا اتحدث بصورة عامة من وجهة نظر قانونية..فليس الأمر فقط في مجرد وقف الحرب وغيرها من اجراءات اسعافية مرحلية ، فالمسألة عندي اعادة تربية (وليس صياغة) الفرد السوداني ليحترم القانون والشفافية والمؤسسات والديموقراطية وحقوق الإنسان..!
    مثل هذا المشروع ، هو مشروع تنويري كبير ويحتاج صبر..مشروع يبدأ من تنشأة الفرد السوداني ويتصاعد الى غاية الدولة..!
    في مجتمعات الغرب التي نعيش فيها لسنوات طويلة ، تجد منهم الفرد يسب الحكومة بكل مستوياتها (محلية ، اقليمية ، فيدرالية) ولكنه لا يرتكب الفساد ..لماذا؟

    ببساطة ان مثل هذا الفرد قام على تربية صارمة تحترم المصلحة العامة والعمل على حمايتها من أي موقع كان (عامل ، موظف ، اداري ، وزير..الخ)..!
    نحتاج ان نخلق مشاريع تربوية وتعلمية واخلاقية ، تركز على فكرة الشفافية وقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان ، وذلك من الروضة لغاية الجامعة ، حتى نخلق فرد منضبط يحترم القانون والمال العام..!
    اذن يا صديقي ، معركة التنوير كما اراها ، تقم على محورين: المحور الأول استرداد المال العام المنهوب (لو استطعنا اليه سبيلا) والمحور الثاني: كيف نمنع حدوث مثل هذه الممارسات السالبة التي تضر بالمصحلة العامة..!!
    ودمت..
    كبر
                  

12-22-2016, 06:07 PM

doma
<adoma
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 15970

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: Kabar)

    مقال جدير بالاطلاع
                  

12-23-2016, 06:59 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: doma)

    مقال جدير بالاطلاع


    شكراً doma على القراءة والتشجيع المتواصل، وأرجو أن أكون عند حسن الظن.

    ومن قبل التحايا العطرة.
                  

12-23-2016, 10:00 PM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: Kabar)

    احمد..حبابك يا صديق
    وحباب ضيوفك هنا..
    والتحية لأستاذنا دكتور عبد العزيز حسين الصاوي..واستاذنا محمد على جادين ، وهم فتية قرانا كراساتهم ومقالاتهم المتفرقة ، التي تصب في نهر التنوير في امسودان ..!
    بالطبع لا استطيع ان اكتب باللغة الرزينة الصبورة كما يفعل اولئك الأساتذة ، ولكني ساكتب بلغة التواصل اليومية العادية ، وعزائي ان تصل الفكرة..!
    دعنا نبدا من عبارة صديقنا ول ابا ايمن نواي (نفس هذه المشاكل ستواجه دولة ما بعد الإنقاذ)..!
    في الأسبوع الماضي ، تهيأت لي فرصة بعض الأيام (نظام اجازة وكده) وانقفت جزء منها في مراجعة اشياء غريبة قد لا تخطر على بال احد (بالطبع كتر خير تكنولوجيا التواصل ) فلقد انفقت بعض وقتي في الإستماع للبيان الأول لعبود ، جعفر نميري ، هاشم العطا ، حسن حسين عثمان ، محمد نور سعد، سوار الدهب ، وعمر البشير..كل هذه البيانات تشترك في مفهوم واحد (الفساد) وهو مفهوم تبريري يستغلونه لتوضيح لماذا امتطوا صهوة الحكم في السودان..او لماذا فكروا في امتطاء صهوة الحكم..!!
    اذن يا صديقي ، الفساد خصلة وممارسة متجذرة في ذات الكائن السوداني ، وعلى مر السنين..ولكن لماذا الفساد؟..لماذا يفسد الكائن السوداني ؟ بصورة ادق لماذا يميل الكائن السوداني لإرتكاب الفساد؟ هل لأننا نعاني ازمة اخلاق؟ هل لأننا نعاني ازمة شفافية؟ هل لأننا نعاني ازمة احترام القانون؟..هل لأننا (شرفانين) ويتملكنا الخوف الدائم مما يدفعنا لإستغلال الفرص؟..
    فالجانب المكمل لفكرتك هنا ، ليس فقط في سؤال: كيف نسترد المال العام المنهوب ، وانما كيف يمكننا ان نمنع او نوقف ظاهرة النهب تلك..!
    في زيارتين للسودان (2012 ، 2015) تعرضت لتجارب صغيرة وهي توضح كيف يتم الفساد.. ففي مطار الخرطوم تلتقي بعض الناس (وهم نظاميون : نساءا ورجالا) يلحفون عليك ان تدفع بعض المال لـــ(تسهيل اجراءاتك) ، ياخي واحد قريبنا ورجل شرطة ، كان يلحف علي ان ادفع له مليون جنيه سوداني حتى يخرج لي ارقام وطنية لإسرتي (زوجتي ، بناتي الإثنين وشخصي) ، وحينما قلت له ان الرقم الوطني في السودان مجاني ولا يحتاج مثل هذا المبلغ ، طلعت انا الكعب البخيل الجلدة.. نفس الأمر ، في المطار ، حينما قلت لمواطنة لابسة زي رسمي بان ختم الدخول لا يحتاج المبلغ الذي طلبته ، تعرقلت اجراءات خروجي من المطار (ياخي ديل شالوا الحقائب وضعوها في سير عفش غير السير الطبيعي بمظنة ان تضيع ولا اجدها ، وان يتم تأديبي على صراحتي ورفضي للفساد..!!)..
    في مدينة الدلنج ، زارني احد اعمامي (وهو رجل يساري ، وقدوة بالنسبة لتجربتي في الحياة) وكان ينصحني بنصيحة غريبة وعجيبة لا تشبه تاريخه الشخصي وتجربته الناصعة التي نقتدي بها ، فقال لي بكل بساطة: شوف ليك زول كبير في الحكومة وادفع ليهو عشان تعمل مشاريع استثمارية في السودان..!!..طبعا ضحكت وقلت له: صدقني لو فكرت في استثمار ، لن يكون في السودان ، فاعتبرني الرجل رأس مال جــــبان وهارب..!!
    هذه النماذج المبسطة توضح لنا فكرة الفساد الذي صار اخلاق سودانية عادية ، لدرجة ان المزاج العام يحترم البلطجي/الفهلوي/التفتيحة الذي يعرف كيف يسلك اموره ، فيستفيد ويفيد غيره..!!
    تقرير نشرته منظمة الشفافية الدولية ، واراجعه باستمرار ، عن الفساد في السودان.
    التقرير يرسم صورة مبسطة وواضحة عن الفساد في السودان: كيف يتم ، صوره ، سواءا كان فساد مالي ، سياسي ، اداري ، محسوبية ، غياب الشفافية ، ضعف القوانين ، اساءة استخدام السلطة...الخ..!
    ولتحديد صور الفساد ، تعرض التقرير لمؤسسات سودانية مثل ( الشرطة ، التعليم ، الصحة ، القضائية ، مصلحة الأراضي ، الضرائب ، الجمارك ، مصلحة التسجيلات..وغيرها)..
    وعمل التقرير استبيان مباشر ، حيث افادت العينات بانها تدفع الرشوة وذلك لتسهيل وتفعيل وتسريع الإجراءات..وحتى المستثمر الأجنبي قد شكا من هذه الممارسات المتلوية..!
    ولقد تعرضت انت لإحد الأرانيك المالية وضعفها والثغرات فيها والتي يستغلها البعض ليفسد ويحقق مصلحة عابرة ومؤقتة ، ضاربا بعرض الحائط بما يسمى بالمصلحة العامة..!!
    ولمصلحة رحلة (التنوير/ الإستنارة) الشاقة ، فاقول لك بكل صراحة ، وهو قول سيضعني في مشاكل كثيرة ، ان الكائن/الفرد السوداني ، بلا اخلاق ويميل لإرتكاب الفساد..!!
    فمن يصنع القوانين في السودان؟.. القوانين تصنعها طبقة تتكون من تحالف بعضه الحكومة وبعضه الأفراد ، وكل القوانين في السودان (على الأقل القوانين الإقتصادية والإستثمارية) هي قوانين تخدم مصلحة فئات بعينها ، ولا علاقة لها بالمصلحة العامة في السودان..!!
    ولكن كيف يمكننا ان نعالج هذه المشكلة؟
    انت تحدثت عن التصورات العامة (من وجهة نظر اقتصادية) وانا اتحدث بصورة عامة من وجهة نظر قانونية..فليس الأمر فقط في مجرد وقف الحرب وغيرها من اجراءات اسعافية مرحلية ، فالمسألة عندي اعادة تربية (وليس صياغة) الفرد السوداني ليحترم القانون والشفافية والمؤسسات والديموقراطية وحقوق الإنسان..!
    مثل هذا المشروع ، هو مشروع تنويري كبير ويحتاج صبر..مشروع يبدأ من تنشأة الفرد السوداني ويتصاعد الى غاية الدولة..!
    في مجتمعات الغرب التي نعيش فيها لسنوات طويلة ، تجد منهم الفرد يسب الحكومة بكل مستوياتها (محلية ، اقليمية ، فيدرالية) ولكنه لا يرتكب الفساد ..لماذا؟

    ببساطة ان مثل هذا الفرد قام على تربية صارمة تحترم المصلحة العامة والعمل على حمايتها من أي موقع كان (عامل ، موظف ، اداري ، وزير..الخ)..!
    نحتاج ان نخلق مشاريع تربوية وتعلمية واخلاقية ، تركز على فكرة الشفافية وقيم الديموقراطية وحقوق الإنسان ، وذلك من الروضة لغاية الجامعة ، حتى نخلق فرد منضبط يحترم القانون والمال العام..!
    اذن يا صديقي ، معركة التنوير كما اراها ، تقم على محورين: المحور الأول استرداد المال العام المنهوب (لو استطعنا اليه سبيلا) والمحور الثاني: كيف نمنع حدوث مثل هذه الممارسات السالبة التي تضر بالمصحلة العامة..!!
    ودمت..
    كبر


    مرحب من ثان بالأستاذ الجليل كبر،

    حيَّاك الله يا عزيزى وحيَّ اللهُ أستاذنا د. عبد العزيز الصاوى، ورحم الله أستاذنا محمد على جادين بالرحمة الواسعة. كما أنَّه لا تثريب من التواصل بدارجتنا السودانية فهى موَصِّل جيد للأفكار.

    وعوداً على المشاكل التى ذكرها صديقنا نواى؛ فهى عندى فى الأصل موروثة من الأنظمة الشمولية السابقة. وذلك ببساطة لانعدام المؤسسات الديموقراطية والرقابية ولانعدام الشفافية، وبالأساس لتغييب الفئات المنتفعة من هذه المؤسسات عن المشهد السياسى السودانى. وبالتالى دعنى أتحفظ على عبارتك الموسومة: "الفساد خصلة وممارسة متجذرة فى ذات الكائن السودانى، وعلى مر السنين. ... وأن الكائن الفرد السودانى بلا أخلاق ويميل لارتكاب الفساد".

    وفى الرد على سؤالك: "كيف نمنع أو نوقف ظاهرة النهب تلك" أقول: أنَّ الرد يرقد فى ثنايا إفادتِك بعاليه حيث تقول: "فمن يصنع القوانين فى السودان؟ ... القوانين تصنعها طبقة تتكون من تحالف بعضه الحكومة وبعضه الأفراد، وكل القوانين فى السودان (على الأقل القوانين الإقتصادية والإستثمارية) هى قوانين تخدم مصلحة فئات بعينها، ولا علاقة لها بالمصلحة العامة". وهنا قد أصبت كبد الحقيقة؛ ودعنى أدعوك لقراءة متمهلة وشاقة لبوست "حيثيات التشكل الإقتصادى - الإجتماعى فى السودان وآفاق التغيير السياسى"، واقرأ معه "معادلة التغيير" و"حزب العمال والقوى الحديثة السودانى"؛ فلربما وجدت الكثير من توارد الخواطر هناك.

    غير أنَّ أختلف معك فى أنَّ المسألة لا تحتاج إعادة تربية، ولا إعادة صياغة كما يتوهم الأخوانويون؛ فالشعب السودانى فى كامل تربيته ولياقته الأخلاقية، ولكن تعوزه مؤسسات الشفافية والحرية والديموقراطية ومؤسسات الفئات المنتفعة من كل ذلك، لتضبط بها سلوك شرائح رأس المال ومؤسساتها الحزبية ذات الإنتفاع الأكبر من الديكتاتوريات.

    ودعنى أقول لك من مشاهداتى فيما يتعلق بالغرب، فليست التربية والأخلاق هى من تمنع الأفراد من الفساد، بل المؤسسات الرقابية من ديموقراطية وحرية صحافة وشفافية هى التى تخلق ذلك فيهم. وتأكد إذا غابت تلك المؤسسات لرأيت من الفساد العجب. وهذه المؤسسات إذا ما وُجدت فى السودان، مع خصال الشعب السودانى السودانى الرفيعة المعروفة، يستطيع أن يرفد السودان العالم بنموذج ديموقراطى لم يشهده هذا الكوكب من قبل. ومارأيك فى منحوتة جدنا خاليوت بن بعانخى قبل 7000 سنة القائلة:

    (إنَّنى لا أكذب، ولا أعتدى على ملكية غيرى، ولا أرتكب الخطيئة، وقلبى ينفطر لمعاناة الفقراء، إنَّنى لا أقتل شخصاً دون جرمٍ يستحق القتل، ولا أقبل رشوة لأداء عمل غير شرعى، ولا أدفع بخادم استجارنى إلى صاحبه، ولا أُعاشر إمرأة متزوجة، ولا أنطقُ بحكم دون سند، ولا أنصب الشراك للطيور المقدسة "أو أقتلُ حيواناُ" مقدساً، إننى لا أعتدى على ممتلكات المعبد - الدولة، أُقدمُ العطايا للمعبد، إنَّنى أُقدم الخبز للجياع، والماء للعطشى، والملبس للعُرى. أفعلُ هذا فى الحياة الدنيا وأسير فى طريق الخالق، مبتعداً عن كلِّ ما يغضب المعبود، لكى أرسم الطريق للأحفاد الذين يأتون من بعدى فى هذه الدنيا وإلى الذين يخلُفُونهم وإلى الأبد).
    .

    مع خالص شكرى.
                  

12-23-2016, 10:16 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: Kabar)


    احمد ..حبابك يا صديق
    كتر خيرك.. وسوف ادلي بتصور يدعم هذه الوجهة التي تذهب اليها ، ولكن قبل ذلك اسمح لي بالتعليق على نقطة ثانوية..وقد تكون غير مهمة..!
    كتب احمد حسين:
    Quote:
    ما أحوجنا إليك عزيزى الواثق صباح الخير – عليك من اللهِ الرحمات


    غايتو يا احمد ، دي ابت تنبلع لي كلو كلو..!!
    الواثق ، عليه الرحمة ، كان مجرم عادي ومتردد سجون ، وبلطجي بالباب العديل ، فهل تريد ان تقنعني باننا نحتاج لمثل هؤلاء لإسترداد اموالنا المنهوبة؟..دي قوية يا صديقي..
    كلامك سمح ، طبعا قاعد اتابع مقالاتك التي تتسم بالرزانة والدقة والجدية في محاولة الكشف عن العلل وتقديم تصور للمعالجات.. ولكن العبارة دي صعبة شديد..!
    هي مجرد ملاحظة..
    كبر


    الأستاذ كبر تحياتى،

    أولاً، أشكرك كثيراً على القراءة والمتابعة وعلى إرفاد ما يعزز الأطروحة بعاليه (وسأناقش ذلك منفرداً)، وما أفيد أن نفتح نوافذَ للتثاقف حول مشاكلنا؛ فمرحى لنا بك.

    ثانياً، فيما يتعلق بذكرى المتكرر للمرحوم الواثق صباح الخير (عليه من الله الرحمات وجعل اللهُ مستقره الفردوس الأعلى)، فهو لا يتجاوز عندى (أنا كطالب اقتصاد) رمزية إعادة توزيع الدخل؛ الأمر الذى عجزت عن فعله الإنتلجنسيا السودانية عبر الأنظمة المختلفة، مما أتاح لبعض رموز البروليتاريا الرَّثَّة أنْ تفعله فى حدود معرفتها بالأمر (Within its limit of know - how). خاصةً بعد ما تكشَّف للنَّاس من عدد الأسر التى فُجِعَتْ بموته أنَّ المرحوم الواثق صباح الخير كان يأخذ من الأغنياء ويرد على الفقراء والمساكين دون أن يأخذ لنفسه فوق كفافِها. وبالتالى فهو عندى كزعيم الشعراء الصعاليك عروة بن الورد الذى حين إتُّهِمَ بالخسة والمجون وجدوا أنَّه كان يسرق من الأغنياء ليُطعم الفقراء ويسدُّ جوعتهم، وعن مجونه أقسم أنَّه كان يحومُ ولا يَرِدْ.

    هذا ما كان من شأن الواثق صباح الخير طيَّبَ الله ثراه.
    .
                  

12-23-2016, 08:39 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: أيمن نواى على)

    شكرا الاخ حسين احمد حسين
    على اضاء الجانب المظلم فى مسيرة الثورة السودانية القادمة ....اى مابعد سقوط الانقاذ ..... ما هو الهدف هل وقف الفساد ؟ ام استرداد الاموال المهربة ؟
    ملخص ما اسلفت فى مقالك استرداد الاموال المهربة تحتاج الى تعاون الطرفين ...... لان الطرف الثالث يساوم ويماطل على بقاء الاموال داخل دولته سواء بى غرض التنمية او الاستلاء على تلك المبالغ الضخمة ..... اذن من الافضل ان نساوم الطرف الثانى الذى هرب الاموال لاسترادها الى داخل السودان .
    من ضمن الاسباب التى سوف تسقط الانقاذ عاجلا او اجلا عدم وجود السيولة
    النقدية وسببها تهريب الاموال وعدم استثمارها فى الداخل مما عطل الانتاج وقل الصادر وارتفعت الواردات على الصادرات مما زاد الحوجة الى الدولار لذا سوف يواصل ارتفاع الدولار الى ان تعجز الانقاذ وتسقط ..... وسوف يواصل الدولار الارتفاع حتى بعد سقوط الانقاذ اذا لم تجد الحلول الاسعافية العاجلة ...
    نفس هذه المشاكل سوف تواجه دولة ما بعد الانقاذ ..... عدم وجود السيولة وتراكم المديونات الخارجية...... ما تحاجه الدولة الوليدة الى دعم عاجل .... وهذا قد لا يتوفر بالسرعة المطلوبة لان استراد الاموال المهربة بواسطة القانون تحتاج الى فترة طويلة وقد نحصل جزء منها او لا نحصل شئ...... اما الدعم الخارجى من الدول قد تكون رمزية الى يتم معرفة نوايا الحكام الجدد .....اقصر الطرق لايجاد السيولة مساومة المهربين ثم الاعتماد على الرسمالين الوطنين لدفع حركة الانتاج ...... نحن الان فى وضع طارئ لا نحتاج الى الحلول التقليدية المتبعة من الحكومات السابقة بل نحتاج الى ثورة اقتصادية مختلفة وهذه هى احدى الاسباب التى نريد اسقاط النظام.




    الأستاذ أيمن نواى على تحياتى وشكرى على التداخل،

    الهدف يا عزيزى نواى هو إسقاط النظام بلا مواربة ليتوقف الفساد وليتوقف كل السوء الآخر؛ إذ بدون إسقاط النظام لن يتنظف جسد البلد من هذا السرطان. ومن ثم ننتقل للمرحلة الثانية وهى مباصرة استرداد المال المسروق؛ والموجود منه بالسودان سهلٌ استرداده، ولكن الموجود بالخارج هو المشكلة.

    ولتعلم يا أستاذ نواى أن الإنقاذ ثانى أكبر مستثمر بأموالنا المسروقة فى أثيوبيا القريبة هذه بعد الصين؛ وعلى ذلك قِسْ أموالنا فى ماليزيا وقطر والأمارات ولندن وأمريكا وسويسرا والصين. وكما أسلفتُ فالبلد خاوية من الرساميل الخاصة والعامة، ومن الإستثمار الأجنبى وتحويلات المغتربين؛ وذلك ببساطة لأنَّه لا توجد بيئة للإستثمار بالداخل: مع الفساد، وغسل الأموال وعدم الأستقرار، والإنكشاف الإقتصادى، وتقلبات معدل التضخم.

    وإذا سقط النظام فمعالجة المشكل الإقتصادى ليست صعبة، لأنَّ المشكلة سياسية وليست إقتصادية حتى وإن تعذر استرداد المال المسروق، وذلك بتوظيف الموارد المتاحة نحو التنمية - نحو القطاعات المنتجة، وبتكوين بنك السودادنيين العاملين بالخارج لتجميع مدخراتهم فى جهة واحدة للمساهمة فى المشروعات الحيوية بالبلد. وعبر هذا البنك يمكن توظيف معظم الأموال المسروقة فى مشاريع تنموية عملاقة دون مطالبة الحكومات الغربية لمطاردة السارقين. وبالطبع نحتاج أن نفكر استراتيجياً باتجاه هذا المشروع، إذ أنَّ التفكير الآنى المشغول بإسقاط النظام قد لا يرى نجاعة الفكرة، وربما خوَّنها. أما الدعم الخارجى فما عادت حكومات العالم الثالث تعتمد عليه بعد نهاية الحرب الباردة. كما أن الإستثمار الأجنبى سيحتاج لوضوح رؤية النظام الجديد، وهى قد تأخذ زمناً ليس بالقصير.

    غير أنَّ الأخطر من ذلك كله هو أنَّ شرائح رأس المال السودانية خاصة الشريحة المهيمنة تتخذ من الفترات الإنتقالية والديموقراطية فترات لتحديد معالم موضع الهيمنة الجديد، ومن ثمَّ تنقض على الديموقراطية من جديد بواسطة عسكريين مغامرين تنتخبهم إنتخاباً لهذه المهمة (حزب الأمة/الشريحة الزراعية اختارت عبود، البورجوازية الصغيرة انحازت لنميرى، شريحة رأس المال المالى/الجبهة الإسلامية القومية انتخبت البشير). فهذه الشرائح كما كررنا كثيراً تنتفع بالديكتاتورية أكثر من إنتفاعها بالديموقراطية، خاصة حينما تعنى الديموقراطية توازن العملية الإنتاجية وديموقراطيتها واستدامتها ومنع ابتزاز واستغلال العمال والشرائح الضعيفة الأخرى (مل غنى غنىٌّ إلاَّ على حساب فقير). فالديكتاتورية تكفيهم مؤنة المطالبات الإحتجاجية والإضرابات الفئوية بمصادرة حق الإضراب والإعتصام، وإخصاء النقابات ومسخها فى شكل نقابة المنشأة.

    إذاً، جذر الحلول الناجعة وأُسُّها لمنع أىِّ ديكتاتورية قادمة هو تكوين حلف من العناصر المنتفعة من الديموقراطية، المكافئ للشرائح الرأسمالية (الزراعية، التجارية، وشريحة رأس المال المالى الطفيلية) ليحملها على النهج الديموقراطي والتعود عليه بكل الوسائل الديموقراطية. هذا الحلف هو الحارس الوحيد للتغيير الشاخص الآن وللديموقراطية القادمة، هو الحارس الوحيد للتنمية المتوازنة المستدامة، هو الحارس الوحيد للثورة الوطنية الديموقراطية، ويُعضدد من وجوده بطبيعة الحال ويشد من أزره بنك السودانيين العاملين بالخارج.

    مع خالص الشكر.
                  

12-24-2016, 06:45 AM

اميرة السيد

تاريخ التسجيل: 07-09-2010
مجموع المشاركات: 5598

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: حسين أحمد حسين)

    تخيلوا حجم الفساد السنوي لصوص وحرامية النظام الحاكم
    ...١٨ مليار دولار ....والمصيبة الكبرى انهم لا يخجلون من اعلان
    هذه السرقات وكانهم يعتزون بانهم يسرقون مال الشعب وقوت
    الشعب...
    والفساد اصبح شيئا عاديا لا يغضب الناس ولا يثيرهم ...بل ان
    اللص والحرامي هو الذي يجد التكريم ويجد فرصة الحصول
    على الوظائف رفيعة المستوى وكل مؤهلاته الولاء التام للسلطة
    والفهلوة من اجل سرقة المال العام وبناء القصور المنيفة داخل
    وخارج السودان وفتح الحسابات السرية بالعملات الصعبة
    في البنوك المصرفية في دول اسيا وامريكا الجنوبية...وهذا
    هو الذي يؤدي الى انهيار الاقتصاد السوداني الذي يحتاج الى كل
    دولار لاستيراد المواد الاساسية ...والسودان دائما يستورد ولا يصدر..
    ...ان هذه السرقات والاموال المسروقة كانت كافية لسداد ديون السودان
    التي تبلغ مليارات الدولارات...
    عجبا لهؤلاء الناس كيف تاخذهم العزة باثمهم..اثم السرقة والنهب من مال
    الشعب المغلوب على امره...
    والله يديك الصحة والعافية...


                  

12-25-2016, 04:37 AM

حسين أحمد حسين
<aحسين أحمد حسين
تاريخ التسجيل: 09-04-2014
مجموع المشاركات: 1281

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كيف سُرقنا، وكم المسروق، وما هى كيفية إعا� (Re: اميرة السيد)

    تخيلوا حجم الفساد السنوي لصوص وحرامية النظام الحاكم...١٨ مليار دولار ....
    والمصيبة الكبرى انهم لا يخجلون من اعلانهذه السرقات وكانهم يعتزون بانهم يسرقون مال الشعب وقوتالشعب...والفساد اصبح شيئا عاديا لا يغضب الناس ولا يثيرهم ...بل ان اللص والحرامي هو الذي يجد التكريم ويجد فرصة الحصول على الوظائف رفيعة المستوى وكل مؤهلاته الولاء التام للسلطة والفهلوة من اجل سرقة المال العام وبناء القصور المنيفة داخلوخارج السودان وفتح الحسابات السرية بالعملات الصعبة في البنوك المصرفية في دول اسيا وامريكا الجنوبية...وهذاهو الذي يؤدي الى انهيار الاقتصاد السوداني الذي يحتاج الى كل دولار لاستيراد المواد الاساسية ...والسودان دائما يستورد ولا يصدر.....ان هذه السرقات والاموال المسروقة كانت كافية لسداد ديون السودانالتي تبلغ مليارات الدولارات...
    عجبا لهؤلاء الناس كيف تاخذهم العزة باثمهم..اثم السرقة والنهب من مالالشعب المغلوب على امره...والله يديك الصحة والعافية...


    الأستاذة أميرة السيد تحياتى وشكرى على تعاطيك مع هذا الخيط،

    فى النصف الأول من ثمانينات القرن المنصرم كتب العالمان الجليلان إبراهيم الكرسنى والواثق كمير ورقة عن الفساد بعنوان (به من الحمولة الدَّلالية تصل حد التبرج): "الفساد كعنصر خامس من عناصر الإنتاج". وإذا كنت بعيدة من حقل الإقتصاد فعناصر الإنتاج الرئيسة أربعة: العمل، رأس المال، التنظيم، الأرض؛ ولكنَّ الأستاذين الكريمين بمتابعتهما اللصيقة للظاهرة أبَّان نظام الراحل نميرى أضافا عنصراً آخراً للإنتاج وهو الفساد (http://www.diva-portal.org/smash/get/diva2:277698/FULLTEXT01.pdf ). وبالتالى الفساد هو متلازمة الأنظمة الشمولية ويقل داخل المنظومات الديموقراطية، ويقل أكثر داخل المنظومة الأخيرة حينما يكون هناك حزباً مُمَثِّلاً للعمال والقوى الحديثة كما فى بريطانيا العظمى كحارس للديموقراطية.

    أما فساد الإنقاذ يا أستاذة أميرة، فهو فسادُ لا عينِ فاسدٍ رأت ولا أُذنِ فاسدٍ سمعت ولا خطر على بال فاسدٍ من قبل، ولا على بال المعالجين لقضايا الفساد على هذا الكوكب؛ هكذا أراه. واللهِ إنَّ الوِلدانَ لتشيبُ مِمَّا سيتكشَّف للنَّاس من فسادِ هؤلاء القوم؛ مَحَقهم اللهُ ومَحَقَ نسلهم.

    لم يخطر على بال كثير من أفراد الشعب السودانى المتدينين بالفطرةً أنَّ الأخ المسلم من الممكن أن يقتل، يسرق، ينهب، ويتفحَّش، ويشرب الخمر. قال لى أحدهم يوم امتعضتُ من حكومة الإنقاذ وهى تمرِّر وثيقة سرية للفنادق تخولهم بيع الخمور للنزلاء فى العام 2001، قال لى: "سيبك من هذا، أنا شخصياً مسئول من توريد وسكى الصينيين من عام 1992 إلى يومِ النَّاسِ هذا".

    أما الإقتصاد السودانى يا ستى أميرة فعليه من الله الرحمات: "الفاتحة، الفاتحة؛ ... ولا الضآلِّين آمين" يأجرنا ويأجركم الله.

    شكراً، ومتعك الله بالصحة والعافية والعمر المديد
    .

    (عدل بواسطة حسين أحمد حسين on 12-25-2016, 05:10 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de