|
|
|
 Re: سؤال الي السودانيين بالاحزاب المعارضة (Re: وليد زمبركس)
|
سلامات وليد
من وجهة نظري يصعب الربط بين الحالتيـن " إفلاس أحزاب المعارضه وبين فشل السياسات الإقتصاديه للحكومة"
والسبب في ذلك بأن الأحزاب في الأصل ليست لديها مؤسسات وليس لديها موارد منتظمة حتي تحاكم بسوء إدارتها
أغلب الموارد المليه التي تسير العمل الحزبي هي تبرعات من الأقطاب والأعضاء ( زي ميزانيتة هلال مريخ)
وبعض الأحزب يتم تمويله من النظام بطرق غير مباشرة يعني الشغلانية جايطة ... علي الصعيد الأخر
الحكومة وحزبها الحاكم يسيطرون علي موارد الدوله وعلي الميزانية وهم من يصنعون السياسات .. وفي ذلك
فرق كبير بين الإثنين
لذلك من الصعب الرابط بين الحالتيـن ...
تحياتي
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال الي السودانيين بالاحزاب المعارضة (Re: ASHRAF TAHA)
|
تحياتي استاذ ASHRAF TAHA
لم افهم لماذا طلبت منّي أن أراجع حلقات دكتور الترابي ؟ فأنا لم اتحدث عنه او عن أي امر يخص الحركة الاسلامية و انّما الحديث كان عن احزاب المعارضة و عن ماليتها . ثم إنّ سؤالي ليس عفويًا لأنّه لم يأت دون قصد منّي بل سألته عن وعي كامل به و انا اعرف القضيّة التي اود نقاشها و قد اتخذت هذا السؤال مدخلًا لها . فأين العفوية في ذلك ؟
امّا عن ارشادك لي بمشاهدة حلقات شاهد علي العصر ثم العودة لطرح سؤال البوست ، انّما هو ارشاد أقبله و إن كنت لا أجد له المبرر لأنّك تبدو و كأنّك تجزم بأنّي لم اشاهد تلك الحلقات ، و ذلك غير صحيح فقد شاهدتها جميعها كما أنّي لا أجد لها مكان بهذا البوست حتي تطلب مني مراجعتها ( او مذاكرتها كما تبادر لي ) . فيبدو انّك تتحدث عن امر لم افهمه فارجو ان تشرح لي الضرورة وراء مشاهدتي لتلك الحلقات لكي اتمكن من الاستمرار في طرح سؤال البوست..
ما اعرفه اني اتحدث عن الاحزاب السودانية و حلقات شاهد علي العصر تحدثت عن نسخة الترابي في صياغة شهادته علي الاحداث التي عاصرها و بالطريقة التي اراد لها زن تصل للناس بغض النظر عن مطابقتها او مفارقتها للحقائق و الوقائع و الاحداث التي شهد بعضها ملايين السودانيين ، اما موضوع البوست فهو عن ادارة الموارد المالية بالعمل المعارض و لا اعتقد أنّ تجربة الحركة الاسلامية قد كانت التجربة الافضل في جمع المال حتي تقتدي بها الاحزاب ، كما ان جزء كبير من مصادرها غير متاح للاحزاب في عالم اليوم . اذ لا وجود للملك فيصل و بنوكه و منظماته الاسلامية التي كان يسعي من خلالها لخلق اممية اسلامية علي قرار الاممية الاشتراكية ، كما ان فكرة الانقلاب علي حكومة ديمقراطية و الاستيلاء علي موارد الدولة و وضعها بيد الحزب الحاكم - انما هي فكرة لا توافق عليها الاحزاب السودانية المعارضة لذلك سوف لن تكن مفيدة في هذا الحوار - و عليه فلم ار حكمة رشيدة في استصحاب حلقات شاهد علي العصر للبحث فيها عن إجابة لسؤال البوست . فإن كان لديك عنها امر لا يراه الآخرون فاتمنّي أن تمدّنا به لأجل اثراء الحوار .
اشكرك كثيرًا و لك التحايا .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال الي السودانيين بالاحزاب المعارضة (Re: عبدالعظيم عثمان)
|
سلامات عبد العظيم عثمان.
يبدو أنّي لم أضع السؤال بصورة صحيحة لذلك اغتمّ الامر و قاد الي عدم وضوح المعني الذي أقصده .
ما اعنيه هو أنّ الاحزاب السودانية بها اقتصاديين و المنطق يقتضي أن يتقدّم احدهم لإدارة الاقتصاد السوداني عندما يكون بالسودان وضع ديمقراطي . و طالما أنّهم مجتمعون معًا عجزوا عن حل الازمة المالية باحزابهم - فكيف لواحد منهم فقط أن يحل مشاكل الدولة السودانية ؟ علمًا بأنّ المشاكل الاقتصادية بالسودان اكثر تعقيدًا من مشاكل الاحزاب ، مع استصحاب حقيقة أنّ مشاكل الاقتصاد السوداني في اغلبها مشاكل إدارة و ليست مشاكل موارد ، كما أنّ الاحزاب نفسها لها موارد يمكن الحصول منها علي اموال طائلة اذا أديرت بشكل فاعل و اول هذه الموارد هي الموارد البشرية من اعضاء و منتسبين و اصدقاء و جمهور حزبي .
فإن كان اقتصاديو الاحزاب السودانية ( مجتمعون ) قد عجزوا عن إدارة موارد احزابهم ( علي بساطتها ) فكيف لواحد منهم فقط ( وزير مالية او اقتصاد ) أن يحل مشاكل الاقتصاد السوداني علي تعقيداتها الكبيرة ؟
اتمنّي أن اكون قد اوضحت سؤالي بصورة افضل في هذه المداخلة . لأن الامر لا علاقة له بالربط بين افلاس الاحزاب السودانية و بين فشل السياسات الاقتصادية للحكومة كما قد فهمت من ردّك علي السؤال موضوع البوست . فأنا لم أقصد علي الإطلاق المقارنة بين افلاس المعارضة ( كما اشرت انت لذلك ) و بين السياسات الاقتصادية للحكومة .
اشكرك كثيرًا و لك مني أجمل التحايا .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال الي السودانيين بالاحزاب المعارضة (Re: وليد زمبركس)
|
حزب الامة
تاسس سنة 1946 كان حزب محترم وقوي وله مصادر مالية جبارة عملت مشروع الجزيرة لمن كان تحت رعاية السيد الاسطورة السيد عبدالرحمن المهدي وكان له برنامج اقتصادي وتضح ومصادر تمويل جيدة من الانصار نفسهم ومن المصانع والمزارع وكان يديرها السيد عبدالله الفاضل ابو مبارك الفاضل..وكانت هناك ايضا دول تدعمه ايام الجبهة الوطنية..ليبيا....وتبرعات الانصار في الخارج ايضا والذى قام بافلاسه وتهميشه وتدميره هو سياسة السيد الصادق المهدي الفاشلة من 1964 عندما لوثه بالاخوان المسلمين ولمن يختلف مبارك الفاضل مع السيد الصادق ظوالي تفوح ريحة الفساد المالي في حزب الامة والله يرحم ايام العبقري السيد عبدالرحمن المهدي
الحزب الوطني الاتحادي..-الهندية-...وجد السيد االشريف الهندي متوفي وسرقت اموال مهولة كانت معه وتموله مصر منذ انتخابات 1954-الصاع صلاح سالم-
الحزب الشيوعي السوداني ..ايضا نهبه شيوعي ايام العمل السري بخفة اليد الثورية في السبيعنات والان عامل فيها خيبر اقتصادي..
الشعب الديموقراطي - الختمية- يمول من منتسبيه الاثرياء اصلا... ولكنه لا يملك اي روية اقتصادية او ابداع سياسي وعلى لاقل لم ييغير النظام الذى اسسه الانجليز لحدي 30 يونيو 1989
البعث ..نظام صدام حسين كان يمولهم...
الحركة الشعبية يدعمها الاتحاد الاوروبي وامريكا...ويعطيهم امتيازات كبيرة في التحرك والسفر وتوفت الحركة الشعبية بوفاة النظيف العفيف جون قرنق واضحت فضيحة دولية في الفساد على مستوى الجنوب او قطاع الشمال ...
وجل المعارضين الان يملكون ثروات لا باس بها..ومن مصادر مختلفة
والحركات المسلحة ايضا توجد لوبيات تمولها ويستشري بينها الفساد ايضا والنزاعات فيما بينها والبعض بي تحت يموله النظام في الخرطوم نفسه
ده عناوين رئيسة..للمعارضة الانت حارسا تجي تحاورك هنا..
المعارضة الحالية والنظام وجهين لعملة واحدة....عشان كده لمن نضع تفعيل المحكمة الدستورية كجزء من الحل يزوغو ويرجعو لي هبي هبي يا اكتوبر...ويعملو حكومة انتقالية للانتقام من اهل الانقاذ فقط وتصفيتهم بكل الوسائل(العدالة الانتقالية...وحارسين الشعب يطلع انتفاضة يسقط النظام ويقول ليهم تعالو اقعدوا في رسانا 4 سنة لتصفية مؤسسات النظام واستعادة الديموقراطية من جديد....
ولكنك ستجد رسالة الدكتور فاروق للبشير 1990 في الاسافير ..اقراها ...ده احسن مشروع بتاع عدالة انتقالية وراقي ذى صاحبه....وشوف الفرق بين دكتور فاروق وناس قريعيتي راحت ديل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال الي السودانيين بالاحزاب المعارضة (Re: adil amin)
|
تحياتي استاذ adil amin .
ياخ صعّبتها علي قلمي شديد ، بالجد ما عرفت أرد علي ايّ جزئية من جزئيات مداخلتك المتنوّعة التي حملت في طيّاتها رؤوس الكثير من المواضيع .
علي العموم ما قصدته أنا هو أن افتح حوار حول التمويل بالاحزاب التي تقف في صف المعارضة ، و ما اهتم به من هذا الامر هو أن تستقل الاحزاب بمواردها المالية و تسعي لتنويع و زيادة مصادر دخلها باعتماد الاستثمار كواحد من المجالات التي يمكن طرقها للخروج من نفق الازمات المالية كما أنّ حل الحزب لمشاكله المالية يضعه موضع ثقة امام الجماهير لأنّ الحزب الذي يعجز عن حل مشاكله المالية سيكون اكثر عجزًا في حل مشاكل السودان خاصة و أنّ مشاكلنا الوطنية يعود اكثرها الي قضية الاقتصاد ، و حتي صراعات المركز و الهامش تتغذي في بعض جوانبها من روافد التقصير و اهمال التنمية الاقتصادية و إن كان ذلك ليس هو السبب الوحيد و لكنه بلا شك يمثل احد الاسباب المهمّة في تلك الصراعات.
عندما اوجه سؤال البوست الي بعض اصدقائي الحزبيين تكون الاجابات متشابهة و يصب اغلبها في أنّ الدولة السودانية بها موارد اكبر من موارد الاحزاب و لذا فعند التعامل مع اقتصادها سيتم الحصول علي عوائد اقتصادية كبري لا يمكن ان تتاح بأي حال للاحزاب و بالتالي فإن الحلول ستكون سهلة بناءً علي هذه الموارد الكبيرة ، و رغم وجاهة هذا الاحتجاج الا أنّه يهمل جانب مهم و هو أنّ مصادر الاقتصاد بالدولة السودانية علي تعددها و كثرتها الا انها بحاجة الي ادارة و تفجير ، و هذا هو دور الكادر البشري و الذي يفترض أن تؤهله الاحزاب للقيام بهذا الدور ، و لكن الكادر الحزبي قد عجز عن ادارة الموارد المالية لاحزابه ( علي بساطتها ) فكيف له أن يدير موارد ضخمة بحجم دولة كالسودان ؟
و يري بعض الحزبيين أنّ الاحزاب لا يجب أن تمارس عمليات الاستثمار و الّا لتحوّلت الي شركات و هذا يتنافي مع دورها في المجتمع . بالطبع فإن هذا القول موضوعي و قد ينطبق علي الكثير من احزاب الدول المتقدّمة و التي تعتمد في تمويل اغلب اعمالها علي اموال المانحين و الاصدقاء و إن كانت تقوم ببعض العمليات الصغيرة التي تقع ضمن دائرة الاستثمار مثل بيع التيشيرتات او الكتب و غيرها من مصادر تحصيل الاموال . كما أنّ الاحزاب في وطننا قد تعامل بعضها مع اعتماد الاستثمار كأحد مصادر الدخل و قد نصّت علي ذلك نظم و لوائح بعض الاحزاب كما أنّ بعضها امتلك صحف او مطابع او محال تجارية او حتي ساهم في بنوك . و مع الحصار الذي تفرضه حكومة الحركة الاسلامية علي احزاب المعارضة من خلال فصل اعضائها من الخدمة المدنية و القوات النظامية و محاربة كل منظمات المجتمع المدني و ملاحقة الحزبيين في كل مكان - سيصير من العسير علي الاحزاب أن تعتمد علي مساهمات اعضائها كمصدر وحيد للدخل ، و هنا تأتي اهميّة الاستثمار لكونه يحقق حرية كاملة للاحزاب و يحفظ مصادر دخلها بعيدًا عن ايادي ملاحقات الحكومة - خاصة وان الاستثمار عملية مستمرّة لا تحدها جغرافية او قوانين حكومة السودان .
كن بخير . اشكرك علي اثراء الحوار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال الي السودانيين بالاحزاب المعارضة (Re: وليد زمبركس)
|
الاخ وليد لك ولضيوفك التحية و السلام.
الاحزاب السودانية عموماً ليست احزاب معتمدة على المؤسسية و الشفافية في ادارة شئونها , هي عبارة عن بيوتات و شلليات و اصحاب و جهويات , وهي التي انتجت هذا الحال المائل الذي ظللنا نعاني منه طيلة الستين سنة الماضية , حزبي الامة و الاتحادي مملوكان لعائلتي المهدي و الميرغني , اما الجبهة الاسلامية هي حسن الترابي , الشيخ حسن عليه رحمة الله كان هو الحزب , و مارس فيها كهنوتية لا تقل عن كهنوتية المراغنة و المهداويين .
المؤسسات الاسرية و العائلية دائماً تدير المال بطريقة ابوية باعتبار ان الاب هو صاحب الدخل و يصرفه كيفما شاء و يضع من شاء في امانة المال من ابنائه , فمن البديهي ان تعاني هذه الاحزاب من انعدام الشفافية في ادارة المال , كل الذين يشغلون مواقع قيادية فيها لا يستطيعون ان يتناولوا موضوع المال بطريقة صريحة مع مُلّاك هذه الاحزاب..
مثلاً صديق اسماعيل بحزب الامة كان كحلوا بشطة لا يستطيع ان يتحدث مع الصادق المهدي بعين قوية عن مال الحزب..
وعلى ذات المنوال لا يستطيع اي من قيادات الحزب الكبار من غير المنتمين لال الميرغني ان يتحدثوا بثقة مع رئيس الحزب عن موضوع المال..
هذا السلوك الابوي في قيادة هذه الاحزاب تسبب في فساد الدولة بعد ان سيطرت هذه الاحزاب على السلطة سواء ديمقراطياً او انقلابياً , الصادق المهدي عندما فاز حزبه الطائفي الموروث من جده عبد الرحمن أول لفت اهتمامه هو استعادة املاك عائلته ..
الجبهة الاسلامية و بعد انقلابها المشئوم لم تهتم باجهزة الرقابة المالية و الاقتصادية و لم تخوّلها للقيام بعمليات المراجعة و المحاسبة لمؤسسات الدولة و من يرأسون تلك المؤسسات , باعتراف الراحل حسن الترابي في شهادته على عصر الظلم و الكهنوت اوضح انهم وثقوا في اخوة الامس عندما اوكلوا لهم الامانات المالية و الادراية في مؤسسات الدولة الرسالية , لقد كشف الراحل عن انه ما كان يتوقع ان يقوم ذات المؤتمنون على مال الحزب قبل ان يصبح دولة بخيانة الامانة ونهب ثروات و مقدرات الشعب السوداني ..
مثل هذه الاحزاب لا يمكن ان تقدم خبير اقتصادي محايد يخدم مصلحة الوطن لان اقتصاديوها هم من فئة عبد الرحيم حمدي الذي يرى في الوطن مثلثات احق بالانفاق البذخي و مربعات محرومة لا يجب ان يصرف عليها مثقال ورقة من جنيه ..
انتقل ذات المرض الى الحركات المسلحة و الحركة الشعبية شمال , كثيرون من القيادات وجدوا انفسهم على قارعة الطريق لانهم دسُّوا انوفهم في موضوع التمويل و المال ..
هذا السرطان مستشري في جسد الاحزاب و التنظيمات السياسية السودانية بكثافة ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: سؤال الي السودانيين بالاحزاب المعارضة (Re: اسماعيل عبد الله محمد)
|
الأخ اسماعيل عبد الله محمد . لك التحايا ، و اعتذر لك علي تأخير الرّد . فقد كتبت لك رد في مرّة سابقة و قبل أن أقوم بارساله فقدته بسبب خطأ غير مقصود و قد تكرر معي الامر مرة ثانية قبل قليل لذلك فإن ردّي هذا جاء مختصرًا رغم أنّ مداخلتك ملأي بالكثير الذي يفتح أبوابًا و مسارب للحوار .
لا اري في الاحزاب السودانية القديمة مشكلة ، فهي نتاج طبيعي لفكر و ثقافة و تقاليد المجتمع . و لكن تكمن مشكلتي مع بعض الزعماء السودانيين الذين كانوا يمثلوا تيار الحداثة في المجتمع عند بدايات تأسيس تلك الاحزاب . فاناس مثل الاستاذ محمد احمد المحجوب و الاستاذ الازهري و بعض نجوم مؤتمر الخريجين - قد ساهموا في نضال وطني مجيد من خلال مؤتمر الخريجين و بعد أن وصلوا الي طريق مغلق في مسار نضالها - تفرّقوا في قيادة او عضوية تلك الاحزاب و التي كانت تمثل القديم الذي يثور عليه الحداثيون في كل الازمنة ، و لكنهم انضموا اليها بدلًا من مواجهتها لحفظ التوازن بين الحداثة و قديم الموروثات . رغم اني لا اود أن احاسبهم بمعايير اليوم و رغم اني اعرف أنّ فهمهم للحداثة نفسها يختلف عن فهمنا لها في عالم اليوم و لكنهم كانوا يمثلونها بحسب قراءتي لمواقفهم في ذلك الزمان . اذن فاني اري انضمامهم الي تلك الاحزاب قد جاد خصمًا علي تيارات الحداثة في المجتمع . فتلك الاحزاب بما تدعو له من صوفية او انتماءات ترتبط بالقبيلة و الاسرة لم تكن يومًا تنادي بتحديث المجتمع ، و بالتالي لا اري فيها ما يحفز الحداثويون للانتماء اليها في ذلك الحين بعد أن اسسوا او انتموا الي تنظيم سياسي حديث مثل مؤتمر الخريجين . و باعتقادي أن ذلك التبعثر للحداثويين في تلك الاحزاب قد جاء لاهداف أخري غير نشر الحداثة ( يعرفها اصحابها وحدهم ) . و قد تأثرت مسارات الحداثة في الدولة السودانية بتلك المواقف .
اما كون تلك الاحزاب يتعامل قادتها بأبوية مع الاعضاء ، فهو وضع طبيعي لكونها تمثل ثقافة المجتمع السوداني و التي تضع مكانة خاصة للأب و ترفع الحاكم أو القائد الي درجة ولي الامر ، و هذا الموقف الشائه و الذي لا يشبه عصرنا الذي نعيش فيه - قد جاء كنتاج مباشر لدخول بعض صفوة المجتمع السوداني في تلك الاحزاب ، فإن اتاحوا لنفسهم الفرصة لمنازلة تلك الاحزاب كما فعل الاستاذ عبد الخالق محجوب حين ترك دائرته و ذهب للترشح في دائرة الاستاذ الازهري ثم من بعده واصل المشوار مع الاستاذ احمد زين العابدين - فلو فعل كل الحداثويون ذلك - لما نالت الاحزاب القديمة تلك المكانة التي نالتها بعد الاستقلال ، و لكن انضمام مجموعات كبيرة من دعاة الحداثة الي تلك الاحزاب التي تنطلق في تأسيسها من الطائفة و الاسر - انما ضخّ دماء حارّة في شرايين تلك الاحزاب و ساعدها علي الصمود و البقاء ، خاصة و أن المنضمّون الجدد التزموا بالكثير من مواعين و بنيات تلك الاحزاب التي لا تعتمد الحداثة ضمن الاركان التي تأسست عليها ، و عليه فقد كان دور القادمون الجدد لتلك الاحزاب دورًا سلبيًا مثله دور الباحث عن الدعم الجماهيري المتنازل عن كل القضايا الفكرية و السياسية لأجل الحصولرجوع لار علي ذلك الدعم . الحديث هنا يطول و لذا اكفي بهذا القدر .
اما القصور في الجوانب المالية فقد جاء كنتاج لقبول الزائرين الجدد للقوانين الموروثة بتلك الاحزاب و عدم سعيهم لتغييرها حتي لا يخرقوا قواعد الالتزام بالتقليدية التي تأسست عليها تلك الاحزاب .
بالطبع فان هناك احزاب اكثر حداثة و لكنها ايضًا تعاني ازمات مالية و لا اعتقد ان ازماتها ناتجة عن سوء ادارة المال بقدر ما هي ناتجة عن موقفها من النظر الي اهمية الاموال نفسها و بذا فانها تري في جمع المال ممارسة رأسمالية لا تتماشي مع التفكير الحزبي الساعي لتغيير بنية المجتمع لأجل التبشير بديمقراطيات اجتماعية تخلق توازنًا منشودًا بين الطبقات ، و هذا الموقف اللا واعي باعتقادي هو ما يدفع بعض الاحزاب لتهميش دور المال في السياسة .
الحوار شيّق و لكن اعتذر لك لأنه قد جاءتني عدّة مكالمات يلزمني الرجوع الي اهلها .
لم أقم بمراجعة اخطاء الطباعة و الاملاء فأرجو المعذرة
اشكرك و اكرر اعتذاري عن هذه ( الخرمجات ) غير المقصودة .
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبدالعظيم عثمان
ASHRAF TAHA
adil amin
اسماعيل عبد الله محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست