خلع جلباب الترابي هو شرط التحلل!- مقال للاستاذة رشا عوض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 04:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2017, 11:03 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خلع جلباب الترابي هو شرط التحلل!- مقال للاستاذة رشا عوض

    10:03 PM January, 11 2017

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بعض تلاميذ الترابي في المؤتمر الشعبي ولا سيما الشباب المستنيرون أصحاب التوجهات الإصلاحية غاضبون من ان حزبهم بقيادة إبراهيم السنوسي سيعود أدراجه الى حضن المؤتمر الوطني ملتحقا بالحكومة القادمة ..
    وهذا موقف إيجابي ، ولكن الذي استعصى علي فهمه هو ان التلاميذ الغاضبين يصورون الالتحاق بالوطني في حكومته المقبلة كخيانة عظمى لذكرى الشيخ حسن عبد الله الترابي!

    (كيف الكلام دا)؟

    ألم يكن الترابي داعما قويا لوثبة البشير واختتم حياته بالمشاركة الجادة جدا والمخلصة في مسرحية “الحوار الوطني” وتراجع بصورة دراماتيكية عن المعارضة الرادكالية للبشير، وكالعادة لم يقدم لذلك تفسيرا له صلة بمصلحة السودان وطنا وشعبا بل ان تفسيره الذي تضمنته حواراته الصحفية كان يخص حسابات حركة الإسلام السياسي في دول الجوار، والخوف على حركة الإسلام السياسي في السودان من مصير رصيفتها في مصر ولذلك حاول ان يجعل الحوار وسيلة لتوحيد وتقوية الإسلامويين، وإمعانا في الاستخفاف المعهود بالشعب السوداني اختار الترابي نفس الشخصية الاستعراضية التي لعبت دور البطولة في مرحلة المواجهة الشرسة لتلعب دور البطولة في مرحلة “الحوار الوطني”، إذ من المستحيل أن يقنعنا أحد بأن كمال عمر الذي مثل دور البطل والخائن في هذا الفيلم الهندي الطويل والممل، فعل ذلك خارجا عن سيطرة الترابي ومتحديا لإرادته، أو بمعنى آخر تصرف من دماغه ! لان كل من يتصرف من دماغه في مثل هذه التنظيمات العقائدية سوف تكسر دماغه!
    إلا في حالة واحدة فقط وهي ان يفعل ما فعله علي عثمان محمد طه! أي ان يسرق من الشيخ “أدوات تكسير الدماغ” ممثلة في السلطة والثروة وجهاز الدولة الذي تحول في السودان المنكوب إلى ضيعة حزبية للإسلامويين وكل ذلك نتاج تخطيط وتدبير وتنفيذ الشيخ الترابي!

    لذلك من أراد أن يعارض مسرحية”الحوار الوطني” والحكومة الوهمية التي سيعينها البشير في الأيام القليلة القادمة، عليه ان يفعل ذلك أصالة عن نفسه، وان يبشر بهذا الموقف الصحيح سياسيا وأخلاقيا استنادا إلى حيثيات موضوعية عناوينها العريضة هي ان “وثبة البشير” أو ما يسمى بالحوار الوطني الذي استمر منذ مطلع 2014 بقاعة الصداقة واختتم في اكتوبر 2016 وكل ما سيتمخض عنه لن يحدث اي تغيير كلي أو جزئي في شكل ومضمون النظام الفاسد المستبد المحتكر للسلطة السياسية بالقوة لا سواها، لانه حوار الحكومة مع نفسها ومحاسيبها والموالين لها ، وان الوطن لن يتعافى من أزمته التي تجاوزت توصيفات الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأضحت بدون أدنى مبالغة أو مزايدة “أزمة وجودية” وها نحن نشهد كل يوم مظاهر اضمحلال الدولة وعجزها بشكل ينذر بالانزلاق الى حالة اللادولة مركزية ومن ثم تقسيم الوطن و”حكم المليشيات” .

    أما التماس المشروعية لمعارضة سلطة البشير عبر استدعاء سيرة الترابي، فهو أمر تهزمه منطقيا مواقف الشيخ قبيل وفاته وهي مواقف ما زالت حية في الذاكرة لم يطويها النسيان بعد.

    ولكن الأخطر من ذلك كله هو ان شباب الإصلاح والتجديد في “المؤتمر الشعبي” ما زالوا أسرى للشيخ الراحل، وليست لديهم القدرة على تأسيس مرحلة “ما بعد الترابي” في تاريخ حركتهم الإسلاموية! وهنا تكمن الأزمة! لأن التيار الإصلاحي الإسلاموي في السودان لو كان جادا وصادقا في التكفير عن جريمته الكبرى في حق الوطن ممثلة في انقلاب يونيو 1989 وما أعقبه من جرائم متناسلة حتى هذه اللحظة، لا بد ان يتجاوز الترابي تماما ، ويؤسس خطابه السياسي الجديد انطلاقا من رؤية نقدية أمينة “للحقبة الترابية” أي رؤية تتجاوز منهج الترابي في نقد الإنقاذ الذي يتحاشى جذر الأزمة ممثلا في النزعة الأكثر فسادا على الإطلاق في المنهج السياسي الإسلاموي ، وهي تقسيم الوطن إلى فسطاطين: فسطاط الإسلامويين ، وفسطاط بقية الشعب السوداني، وقد افتضحت هذه النزعة الاستعلائية بجلاء في الصمت على انتهاكات حقوق الإنسان الفظيعة ومصادرة الحريات والفساد والتخريب الممنهج للدولة السودانية في العشرية الأولى للإنقاذ وعدم الاحتجاج على هذه الموبقات إلا عندما نال الترابي ومن ناصروه فيما يسمى بالمفاصلة نصيب من القهر والسجن والمصادرات! عندها فقط أصبح النظام منتهكا لقيم الحرية والعدالة وفاقدا للمشروعية السياسية!

    لقد ظن الترابي و- بعض الظن إثم- ان وأد قيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان في السودان ككل لن يؤثر على الإسلامويين ولا سيما هو شخصيا وان اختلفوا في إطار الصراع على السلطة مع الانقلابيين الحاكمين، لأن الشيخ افترض ان الحركة الاسلاموية بحكم “إسلاميتها المزعومة” وبحكم شخصيته هو، الطاغية والمهيمنة عليها فكريا وتنظيميا ستكون حركة محصنة تماما ومستثناة من سنن علم الاجتماع السياسي، وهذا الافتراض جعله يستغرب ما ليس بالغريب مثل استبداد البشير ورهطه من العسكريين بالسلطة وعدم خضوعه التام له ، أي للترابي! رغم ان هذا أمر طبيعي جدا في تاريخ الانقلابات العسكرية المعاصرة وتواترت التجارب الحية التي تؤكده!
    ولكن الترابي افترض ان انقلاب البشير سيكون بدعا من الانقلابات وسوف يقبل قائده العسكري الخضوع التام لسيطرة زعيم سياسي من خارج المؤسسة العسكرية ! افترض الترابي انه إذا أصدر أوامره للبشير بالتنحي لأن مرحلة العسكريين انتهت فإن البشير سيقول له سمعا وطاعة يا شيخي!! أما تلاميذ الشيخ من أمثال علي عثمان محمد طه وصحبه فلم يكن واردا في أسوأ كوابيس الشيخ ان احدهم يمكن ان يتآمر عليه تحقيقا لمصالح ذاتية!! لماذا هذا الافتراض المتناقض تماما مع سيكولوجية العسكر عندما يعاقرون السلطة السياسية؟ ومع سلوك المدنيين في أجواء الحكم الشمولي التي بطبيعتها بيئة خصبة للتآمر نظرا لانه الوسيلة الوحيدة لتحقيق الأطماع السياسية ؟

    سبب هذا الافتراض هو نرجسية وغرور ورغائبية الترابي الناتجة عن العمى الآيدولوجي الذي لن يفلح الإسلامويون في العبور إلى مستقبل مختلف دون التخلص منه نهائيا وإدراك انهم بشر عاديون جدا، الذي يعصمهم من الفساد هو النظام المحصن مؤسسيا ضد الفساد والذي يمتلك آليات ناجعة لكشفه والمحاسبة عليه، والذي يردعهم عن الاستبداد هو طبيعة النظام السياسي الذي يفصل بين السلطات ويكفل سيادة حكم القانون والحريات العامة والشفافية، وفي اللحظة التي قرر فيها الترابي الاستيلاء على السلطة بانقلاب عسكري قرر ضمنا تقويض النظام المضاد للاستبداد والفساد وبالتالي فرض الشقاء على كل الشعب السوداني، ولذلك من غير المشروع أخلاقيا ان يحتج هو ومناصروه إن طاف عليهم طائف من ذلك الاستبداد الذي زرعوه بأيديهم في الوطن ككل أثناء صراعهم على السلطة مع اخوة الأمس!

    مواصلة في نهج الترابي يهرول الشيخ إبراهيم السنوسي نحو البشير وفق حسابات تخص فسطاط الإسلامويين وحدهم ولا شأن لها بالسودان الوطن!

    الشباب الإصلاحيون في “المؤتمر الشعبي” إن كانوا يسعون لان يلعب التيار الإسلاموي دورا حقيقيا في معارضة النظام من أجل السودان الوطن، فلا بد ان يخلعوا أولا جلباب الترابي! لا أن يلتمسوا منه المشروعية لمواقفهم، لأن الترابي ذبح النظام الديمقراطي في السودان، وعندما عارض تلاميذه مدنيين وعسكريين فعل ذلك انطلاقا من نظرية “الفسطاطين” المشروحة أعلاه، وانطلاقا من ذات النظرية عاد إلى موالاتهم مجددا! لذلك فإن جلباب الترابي لا يصلح مظلة للعمل من أجل السودان الوطن!

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de