وقف مستر (قولر) أمام ضابط الجوازات بصالة القدوم بمطار الخرطوم وهو يجر أمامه كرسياً متحركاً يقبع عليه رجل (عجوز(، أوقف الكرسي أمام الكاونتر ثم مد يده بجوازبن إلى الضابط ، تفحص الضابط الجوازين وهو يقلب بين صفحاتهما ثم خاطب (قولر) قائلا: هل أنتما قادمين من أجل السياحة؟ أجاب (قولر) وهو يشير إلى الرجل العجوز قائلاً : - كلا إننا قادمان لعلاج أبي ؟ - هل قمتما بالحجز في مستفى محدد؟ - (وهو يخرج ورقة من جيبه) نعم لدينا حجز بمستشفى (أم بدة هايبر كير هوسبيتال) ! - (وهو يختم على الجوازات) : إذن سوف تجدان مندوبهما خلف هذا الكاونتر ... صحبتكما السلامة ما أن خرج (قولر) وهو يدفع والده خارجاً من صالة القدوم حتى وجد فريقاً طبياً ، أمامه (نقالة حديثة) يحمل لافتة مكتوبة (بالألمانية) الفصيحة عليها إسم قولر (الثلاثي) .. ما أن شاهد قولر اللافتة حتى ذهب نحوها وما لبث أن إتجهن ممرضات حسناوات نحو (الأب) يرفعنه من الكرسي ويضعانه بهدوء على النقالة .. علي الباب الرئيسي للمطار كانت عربة الإسعاف المجهزة تستفبل قولر ووالده وما أن تم إدخاله حتى إنطلقت وهي تطلق صافرتها بينما كان الفريق الطبي داخل الإسعاف يقوم بعمله من فحوص وقياسات اوليه ما أن جلس قولر داخل سيارة الإسعاف حتى أخذ يبحلق مندهشاً .. - لماذا أنت مندهش هكذا مستر قولر؟ - الما بخليني أندهش شنو؟ عربات الإسعاف العندنا (بكاسي) للنقل بس ما زي حقاتكم دي .. (بالألماني طبعن) لم تجد عربة الإسعاف صعوبة في السير فقد كانت عجلاتها تكاد تنزلق على الشوارع الملساء ذات الأربعة مسارات التي تحفها الأزهار والورود ذات الألوان الزاهية على جانبيها ، الإشارات خالية (من جنس شحاد أو بائع متجول) ! ما أن وصل الإسعاف إلى المستشفى حتى فتج الباب الخارجي ذاتياً ودلفت العربة إلى الداخل حتى توقفت أم باب زجاجي خرج منه فريق طبي آخر هرع لإستقبال قولر ووالده ... - فضلاً أترك المريض وإذهب لإكمال الإجراءات .. إتجه قولر نحو (الإستقبال) حيث كان عدد من الحسان يجلسن (العجيبة ما بوتسبو) .. وأمامهن عدد من الكمبيوترات المحمولة - رقم الحجز بتاعك لو سمحت - 20190 - (وهي تدق على لوحة المفاتيح وتنظر إلى الشاشة) ... أنت سيد (قولر) من ألمانيا مش؟ - نعم - لكن يا الألمان ما بالغتو... إنكسرتو علينا جنس كسرة ! - إنه من السمعة الطيبة التي ملأت أركان الكون لمستشفى أم بدة هايبر كير هوسبيتال ! - طيب خلاس .. ممكن تمشي حجرتكم رقمها 2324 - (في إستغراش) : أليس هنالك نقود ندفعها كأمنية تحت الحساب - أمنية شنو يا خواجة؟ الكلام ده عندكم هناك إتجه مستر قولر إلى الحجرة التي تم حجزها لهم فوجد أن (العمال) قد قاموا بإحضار (الشنط) المصاحبة لهم ، لكنه لدهشته لم يجد والده - وين بابا؟ - (سيستر) : بابا في (صور مقطعية) وفحوصات وتحاليل - مش في ينتظرشوية؟ - هنا مافي إنتظار يا خواجة ...إنتظار ده عندكم هناك .. هنا أغلى حاجه صحة بتاعت بني آدم ! يفتح باب الغرفة بعد قليل .. يدخل ممرض وهو يقود كرسي (العجوز) بيد ويمسك باليد الأخري بورقة تتدلي على الأرض .. - شوف يا خواجة ... (وهو يمسك بطرف الورقة ويقرأ) : - رسوم مقابلة في المطار 300 دولار - رسوم نقالة 130 دولار - رسوم إسعاف 120 دولار - رسوم سسترات 340 دولار - رسوم ممرضات 250 دولار - رسوم وضع المريض داخل الإسعاف 90 دولار - رسوم إنزال المريض من الإسعاف 80 دولار - رسوم شيل شنط وأغراض 50 دولار - رسوم غرفة لمدة شهر 35000 دولار - رسوم صورة مقطعية 750 دولار - رسوم صورة أشعه 600 دولار - رسوم صورة بالرنين 500 دولار - رسوم صورة بالطنين 550 دولار - قطن وشاش 140 دولار - رسوم العملية 20000 دولار - رسوم (مرور) ما بعد العملية 5000 دولار يقوم بعملية الجمع ... طيب صفر ومعانا الواحد ... صفر تاني ومعانا الثلاثة ... طيب الجملة تبقى 63800 ... - (الخواجة في إندهاش) : كده ما عصرتو علينا يا جماعة (بالألماني طبعن) - عصرنا عليك شنو ؟ كدي أمشي الكلاكلة هيبر كير .. والله يدفعوك دم قلبك - طيب والفلوس دي ندفعا هسه؟ - لا يا خواجة .. الطب ده عندنا مهنة إنسانية .. تدفعوا بعدين لمن تجو طالعين ... بس لو ما دفعتوها (هتلر) ذاااتو ما بيقدر يطلع أبوك ده من هنا !!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر التاج
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست