الهدف من هذا الموضوع هو احقاق الحقائق والخروج من حالة الوهم السائد وتفشى حالة الشيطنة لكل من يدعم التيار الإسلامي مقابل الاتهام القديم لليسار بمعاداة الدين ، ولنكون منصفين سنناقش بناء على تجارب الواقع ومخرجات الممارسات السياسية لكل اتجاه و لنجري جردا سريعا للحساب لنرى من هو عدو الديمقراطية ؟ من يقف معها ومن يقف ضدها ؟ اهو اليمين الإسلامي ام اليسار الماركسي في بلادنا وعمو بلاد الاقليم والعالم ؟. بالنسبة لليمين الإسلامي لدينا الحالة السودانية التي يعلم الجميع حيثياتها ومخازيها ولن نضيع وقتا في الحديث عنها لأنها قد اصبحت ايقونة وعنوان يعلمه الجميع بل اصبحت مبررا ومنطلقا لشيطنة اناس لايمتون الى البلاد ولا التجربة السودانية في شيء كما حدث حين دعم البعض الانقلاب على الرئيس المصرى المنتخب محمد مرسى وكان المبرر انه من الاخوان ، حسنا ولكن ماذا عن الديمقراطية وماذا عن خيار الشعب وتلك الاغلبية التى اختارته على ماهو عليه من التوجه الفكرى والسياسى ؟ هل يقف اليساريون والعلمانيون عموما ضد الديمقراطية وضد اختيار الاغلبية ان لم يعجبهم خيار الناخبين ثم يشتكون ليل نهار من دكتاتورية البشير ؟ هل سيقبلون برأى الاغلبية ان اختارت حزبا اسلاميا ؟ ام سيسعون الى اجهاض الديمقراطية كما اجهضوها في مصروالجزائر ؟ . والمثال الثانى لالتزام التيار الاسلامى بالخيار الديمقراطى هى الحالة الجزائرية ففى العام 1990 فازت الجبهة الاسلامية للانقاذ بقيادة الشيخ عباس مدنى بالاغلبية في الجولة الاولى من اول انتخابات تشهدها البلاد منذ استقلالها قبل ان يبادر الجيش بمباركة من الجوقة العلمانية في الجزائر إلى الغاء نتائج الانتخابات ثم الحكم على عباس مدنى بالسجن 12 عاما بتهمة المساس بأمن الدولة وكذلك فعل بنائبه على بالحاج !!!!!!. وتشهد تونس على نموذج ثالث لالتزام الاسلاميين بالديمقراطية والقبول بنتائج الصناديق حيث فاز حزب النهضة بالأغلبية وككل مرة خرج اليسار مهددا بأن البلاد سوف تشهد موجة من العنف ان شكلت النهضة الحكومة او تولت منصب الرئيس !!!! والمفارقة ان حزب النهضة قد تنازل عن حقه الدستورى في منصب الرئاسة تغليبا لمصلحة تونس وقام بتشكيل حكومة وحدة وطنية ضمت طيفا واسعا من القوى السياسية فيما يشبه الرضوخ للابتزاز اليسارى فى تآمر مفضوح على الديمقراطية الوليدة في ذاك البلد . ماليزيا نموذج رابع لقصة نجاح سطرها الدكتور مهاتير محمد ذو التوجه الاسلامى والداخل الى الملعب العالمى عبر صناديق الاقتراع حيث قفز ببلاده من الحضيض الى قمة الرقى الاممى ولا يتنازع اثنان في ذلك ... والنموذج الخامس هو رجب طيب ارد وغان الرجل الذى ادخل العسكر الى جحورهم وحجم اعيرتهم المنفلتة فلم يرقهم ذلك ولم يرق اولياءهم بالرغم من النجاحات الكبرى التى حققها لبلاده ثم كان ما كان ، فهل بعد هذا ياترى سيأتي من يتشدق بأن الاسلاميين ضد الحرية او ضد الديمقراطية ؟؟؟؟؟ فمن الذى يتآمر على الديمقراطية ؟؟؟ اهو اليمين ام اليسار ؟؟؟ على الذين ينافقون ان يكفون عما يفعلون و يقدموا للناس صحيفحة تاريخهم التى تؤهلهم لتولى مصائر البلاد والعباد ، اردت ان اكتب قصص نجاح اليسار و التزامه بالنهج الديمقراطى فلم اجد من ذلك شئ سوى الانقلاب الذى قاده جعفر نميرى والرفاق من الحزب الشيوعى في العام 1969 و ما حدث في ذلك العام هو ما قادنا الى ما نحن عليه اليوم ، ان ما حدث في بلادنا هو فاجعة بكل المقاييس ولا نريده أن يتكرر بنكهة أخرى .. كما لا نتمنى إعادة انتاج الازمة في ثوب مختلف ، ليس من بين الذين يملؤون الافاق ضجيجا سواء كانوا معارضين اسفيريين من صغار العلمانيين واولياء اليسار او كانوا من معارضة الفنادق ولا جنود الجهاد الإلكتروني اولياء الذين سطوا على البلاد فحولوها الى كومة من الرماد ليس من بين كل هؤلاء من هو جدير بإخراجنا مما نحن فيه ناهيك عن نقلنا الى غد افضل لان المشكلة مشكلة فكر واخلاق وما لم يتغير هذا وذاك فلا يمكن ان نحلم بغد افضل .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة