إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفقودة فى الفيتورى ياقوت الشعر .

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-20-2024, 03:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-20-2015, 04:41 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفقودة فى الفيتورى ياقوت الشعر .

    03:41 PM Jul, 20 2015
    سودانيز اون لاين
    احمد الامين احمد-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    حاولت عبثا التداخل بعد الهكر فى بوست شيخنا عبدالرحمن (الفيتورى ياقوت الشعر ) لأجل إعادة تنزيل المداخلات الخاصة بالشيخ عبدالرحمن ذات القيمة العالية جدا فى أكثر من ضرب معرفى حيث يتشابك فيها أكثر من تخصص نادر عبر سبك اسلوبى فريد جدا حبا الله به عبده الفقير شيخ عبدالرحمن لكن للأسف الشديد لم أنجح تقنيا فى التداخل بذاك البوست بعد الهكر عليه سوف أقم طوعا بإعادة تنزيل مداخلات شيخ عبدالرحمن المفقودة فى بوست منفصل حتى تتم المعالجة التقنية لبوست (الفيتورى يا قوت الشعر ) عندها سوف أقم بنقل رابط البوست الجديد إليه لينضبط السياق المنطقى والتأريخى ليواصل أستاذ عبلرحمن إطلاق العنان لذاكرته تلك الوقادة .
    الرحمة والخلود والمغفرة والسُقيا للفرقدين الفيتورى والنور عثمان أبكر بذينك الجدثين بمغرب ومشرق بلاد العرب وهما فى إنتظار نفخة البعث والنشور (النشوز ) وهى حق خاصة سيدهما طه المدثر عليه السلام لا ينطق عن الهوى كما فى سورة النجم المكية .
    تقدير وإحترام لشيخنا عبدالرحمن وقد خرج من صيام طويل وتهجد فى ذاك المحراب الراقى جدا ببوسطن .
    رغم حسنات الهكر الذى أصابنا فى مقتل فى ختام الصوم وقد مسح الكثير جدا من الغثاء والقبح الذى طفا كالطحالب فى هذا المنبر فى ختام الصوم إلا ان الهكر لم يميز الغث والرث والقبح والعفن من الجمال والضوء والعطر والمعرفة الراقية عليه فى مسحه للغثاء من المداخلات والبوستات التى ظهرت اخيرا فى المنبر رغم أن مكانها الصحيح هو جدران المراحيض وجدران أحياء قاع المدن قام الهكر بمسح مداخلات وبوستات تزن (دهب ) للعديد من الأسوياء بالمنبر ومنهم شيخنا عبدالرحمن وإدراكا وحبا لقيمة تلك المداخلات الرفيعة جدا التى جاد بها علينا شيخنا عبدالرحمن وهو فى مقام ياقوت العرش (اقرأ الشعر ) الفيتورى ثم إنداحت وتفتقت ذاكرته الرصينة جدا لينداح متحدثا عن على نسق الجاحظ وعبدالله الطيب فى الخروج الممتع وكذلك إبن خلدون فى المقدمة متحدثا عن ازمنة وامكنة وشخوص علقت بذاكرته منهم صاحب (صحو الكلمات المنسية ) الذى جدثه بمشرق شمس العرب ب (تُرب أبى هامور )بالدوحة النور عثمان أبكر ..
    إدراكا لقيمة مداخلات شيخنا عبدالرحمن فى هذا البوست سوف أقم إن شاء الله طوعا بإعادة المداخلات الخاصة به وكذلك (مداخلاتى البائسة ) لهذا البوست الذى لمثله تفتح الأسافير فى عصر الركاكة والإسفاف وقلة الأدب علما أننى أحتفظ بنسخ كاملة من البوست فى أكثر من مظان ويصعب على الهكر الوصول إلى تلك النسخ ..
    سوف أبدا إنزال المداخلات المفقودة بالترتيب وعسى أن لا يتداخل شيخنا عبدالرحمن ريثما يكتمل إعادة الإنزال كى يتسق عند السياق ثم يواصل الإمتاع والمؤانسة على نهج العلماء قديما ليواصل الحديث عن النور عثمان أبكر وعصره وطبقته

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 07-20-2015, 04:45 PM)

                  

07-20-2015, 04:47 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    المداخلة المفقودة الأولى لشيخ عبدالرحمن كانت هى :
    **
    يا لمرحى وفرحى بإخوة كرام أضافوا العمق والألق لذكرى شاعرنا النبيل المظلوم. وكما كتبت مرة لا أذكر بالتحديد متى: "لرب حزن يورث الفرح". وقد شرفنى حضوركم البهى إخوتى علي عبدالوهاب عثمان، احمد الامين احمد، عبدالله الشقليني، منصور المفتاح munswor almophtah، بله محمد الفاضل، علي محمد الفكي، نصر الدين عثمان.

    تتسارع أنفاسى للإحاطة بكل مداخلاتكم؛ فكل واحدة منها تشكل مدخلا لفضاءآت رحاب من الذكريات وتوثيق الملابسات والظروف والسياق. لذا سيكون من الإجحاف أن أرد لمجرد الرد. وعليه فإننى سأسعى للرد على كل مداخلة بما يليق بها من تفاعل. لكم كل إعزازى وتقديرى وأنتم تستثيرون فى ذهنى أعمق الذكريات وأدق التفاصيل.

    --------------------
    وكما وقلت فى مداخلتى السابقة: جاءت بعد رثائيتى فى صديقنا المرحوم عباس يس حاج الصافى قصائد غلبت عليها هموم الثورة أكثر منها آلام الرثاء كما ذكرت، حول أكتوبر 1964 وبعد مجزرة قصر الضيافة عام 1971. وكان فى شعرى بخلاف الرثاء كثير من شعر الغزل والتغزل بجمال ما خلق الله من بدائع تسر الناظرين وتفرح القلب المعنى كما كان يتغنى المغفور له بإذن الله سيد خليفه. كما كان فيها عددا مقدرا من الشعر الحلمنتيشى الذى أسس له الزملاء بروفيسور محمد عبدالله الريح (حساس محمد حساس) والدكتورعثمان عبدالمجيد (عصمصم)، والبروفيسور طه أمير طه والبروفيسور محمد بشير حامد، والأستاذ الوليد نصر الحاج على ممن تتابعوا فى تحرير المجلة الحائطية الكاركتيرية بجامعة الخرطوم المسماه بـ"ســــلامـات". وفى منتصف السبعينات كتبت قصيدة نوح على الصديق المناضل الزمبابوى "ميتاأُورى" الذى نما إلى علمى أنه دفن حيا لشك إتضح فيما بعد، بعد التدقيق والتحقق، أنه لا أساس له من الصحة، كما علمت من صديقنا السفير بوزارة الخارجية التنزانية، المرحوم كريس لابانى.

    فيا للمفارقة التى كنت قد ذكرتها من قبل فى واحد من بوستاتك الدسمة أستاذنا أحمد الأمين؛ وفى ظنى كان ذلك فى الذى موسعت أنت فيه معلومات ثرة عن الماديبا نيلسون مانديلا. وأشرت إلى تلك المفارقة كذلك فى بعض من محاضراتى العامة وما رفع منها على اليوتيوب حول حتمية الإستقطاب والتشرذم وإعادة التفتت الإستقطابى نتيجة الفشل فى الإنجاز لغياب التخطيط وتحديد الأهداف ورسم البدائل، مما ينجم عنه التفتت الإستقطابى وإطلاق تهم التخوين والعمالة. ولو تذكر كنت قد أوردت ملامتى للمناضل قورا إبراهيم أثناء حوارى معه فى دار السلام وقد كان العقل الواجهة للموتمر الشعبى الإفريقى الذى كان قد إنشق عن المؤتمر الوطنى الأفريقى، ومانديلا قابع فى سجنه. فأنتهى الأمر بين التنظيمين بمعارك دامية وتمت تصفيات ومصارع رجال أفذاذ، وكل من النظامين العنصريين فى جنوب إفريقيا وروديسيا طرب جذل. وكان ذلك نفس الحال فى المستعمرتين البرتغاليتين أنقولا و موزمبيق وفى زمبابوى حينما كان إسمها تحت الحكم العنصرى روديسيا، مما أدى إلى التمثيل بصديقنا ميتاآورى، موضوع قصيدتى اليوم. ومثل هذا البلاء فى التصفيات هو ما تقوم به وبحذافيره جماعات فى السودان، تدعى الثورية والتقدمية، وهى تصفى رفاق السلاح قبل أولئك الذين يحسبونهم أعداءهم الأساسيين! وما علموا أن قياداتهم خانتهم، وأنهم يقتلون أنفسهم فى كل سودانى آخر يصرعونه.

    ولكنه الجهل وعدم الإطلاع على تجارب الآخرين الذين سببوا لأنفسهم وأوطانهم كوارث تجل عن الوصف، كما فى موزمبيق وحرب الدمار والتدمير الدائرة من مطالع الستينات فى القرن الماضى، والتى ما زالت مستمرة إلى اليوم منذ أكثر من نصف قرن. ويضاف إلى الجهل كره الذات الذى يوهم القيادات الجاهلة والأفراد المغيبين الذين لم يعبأوا التعبئة الثورية الحقيقية بتوعيتهم وتثقيفهم قبل إيداع البنادق والطلقات فى أياديهم، ليصبحوا أدوات جذب للزناد قاتلين بعضهم بعضا؛ وكانهم يقتلون فى عقلهم الباطن أنفسهم إنتقاما لفشلهم وإحباطهم، وهو ما يسمى فى علوم التواصل الإدراكى بـ"التقمص الإنعكاسى". ومن ثم تصفية لتلك السواعد التى كان لها أن تسهم فى بناء الوطن بدل تدميره. وما أنجز أدعياء الثورية عندنا، طوال ربع قرن، إلا الدمار والفرقة والشتات وقبر المستقبل وإراقة دم مئات الآلاف من الشباب الذين هم أمل المستقبل للبلاد، ونفروا منهم من كان من المفترض فيهم أن يكونوا العمق الثورى الحاضن. ويستوى فى تلك الجرائم مجرمو السلطة وأدعياء الثورية. وكلما بذل لهم الناس النصح إستكبروا وتواروا خلف شعارات فارغة عن "الحسم الثورى" و"متطلبات المواجهة النضالية"؛ إلى آخر قائمة الشعارات الخطابية الممجوجة. وهم عالمون بأنهم يخدعون أنفسهم قبل الناس. فينتهى الأمر بآلاف القتلى من خيرة أمل الوطن من الشباب، فى حروب عبثية تظل تدور فى حلقة مفرغة، من التطبيل الفارغ لإنتصارات لا تقدم ولكن تؤخر يوم الخلاص من نظام فاسد باطش. وهذا أمر سأفصل فيه فى مقالى القادم ، بإذن الله: "أزمة السودان بين الدفاع بالنظر والثورة بالتمنى!" ولكنى أعود الآن لمرثية صديقى ميتاأورى التى كنت كتبت نصا منها باللغة الإنجليزية:

    جاء رفقة ُ السلاح ِ
    وفيهمو العدوُ والصديقُ
    وكان جمعُهم مُعبأً مُزمجرا
    وقد أجمعوا بأنكَ العميلُ
    والخؤونُ غادرا
    وأنتَ كنتَ فيهِمو
    الأبىَّ والنبيلَ
    والمصادمَ الصدوقَ دائما
    مقاتلاُ وثائرًا
    وفى غضبةِ التخوين ِ
    واليقين ِإستلَّ كلُ واحدٍ
    مسدسا وخِنجرا
    وقدْ حَسِبتَ أن نصلهم
    سيُعمل التقطيعَ فى
    الأحشاءِ والصدغين ِ
    مثلما جَندلَ الرومانُ
    قيصرا؟
    لكنْ صارَ كلُ نصلٍ
    للحفر معولا
    ليدفنوا شبابكَ الفتىَ
    وفكركَ الثورىَّ
    ويقبروا أنفاسكَ الثرى
    فتصبحُ الثورةَ هرة ً
    تأكلُ أبناءَها
    تُريقُ جَهدهم وكلَّ
    مابنوا وتفصُمَ العُرى
    ويسقطُ الشهيدُ باكياً
    على خيانةِ الرفاق ِ
    والغباءُ مُطبـِقٌ ومُطلقٌ
    والكلُ ما درى
    أن شهقةَ َالشهيدِ
    سُبةٌ لجهْلِهم وظُلمِهم
    وعائقا لنصرِهم
    وحافزًا لكُرهِ منْ يرى
    وجُرمُ عار ٍ شائن ٍ
    ومانع ٍ للإصطفاف
    خلف ثورةٍ
    مُنفرًا لمن أتى مُناصرا
    لكنَّ كل مخلص ٍ
    سيرفعُ الهُتافَ والذراعَ
    يغسلُ الأدرانَ
    يُنظفُ النفوسَ
    ظاهرًا وجوهرا
    فيوقظُ اليقينُ أن
    جيشنا الثورى قادرٌ
    على النهوض ِ والصمودِ
    عائدٌ بالنصرِ ظافرا
    وتظلُ أنتَ فِيهـِمو
    الأبىَّ والنبيلَ
    والمصادمَ الصدوقَ دائما
    مقاتلاً وثائرًا


    ولى عودة للتوثيق لشعر المراثى مما دار فى عقلى وجرى على لسانى أو قلمى.

    ***
                  

07-20-2015, 04:52 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    أدناه مداخلة خاصة بى فى ذاك البوست وهى كذلك مفقودة فى البوست الأصلى علما أن الأصل المفقودة به تنصيص وإقتباس من مداخلات وارباع شتى بعضها لسيخنا عبدالرحمن -حفظه الل-
    تقرأ:
    **
    كتب شيخنا عبدالرحمن وقد تمدد بحب ومتعة فى الفضاء الأفريقى أحد أخصب المجالات والحقول الخدراء التى رعى فيها بحب و إباء وإعتزاز الشاعر الضخم الفيتورى الذى رحل مؤخرا فقدح رحيله ذاكرة أستاذنا عبدالرحمن الوقادة وأستنطقت عقله المرن ليجود علينا بما جاد فى هذا البوست المُترع بالشعر والنثر والتجوال الممتع فى غياهب الحياة الحافلة التى عاشها أستاذ عبدالرحمن كتب يقول :
    ((فيا للمفارقة التى كنت قد ذكرتها من قبل فى واحد من بوستاتك الدسمة أستاذنا أحمد الأمين؛ وفى ظنى كان ذلك فى الذى موسعت أنت فيه معلومات ثرة عن الماديبا نيلسون مانديلا. وأشرت إلى تلك المفارقة كذلك فى بعض من محاضراتى العامة وما رفع منها على اليوتيوب حول حتمية الإستقطاب والتشرذم وإعادة التفتت الإستقطابى نتيجة الفشل فى الإنجاز لغياب التخطيط وتحديد الأهداف ورسم البدائل، مما ينجم عنه التفتت الإستقطابى وإطلاق تهم التخوين والعمالة. ولو تذكر كنت قد أوردت ملامتى للمناضل قورا إبراهيم أثناء حوارى معه فى دار السلام وقد كان العقل الواجهة للموتمر الشعبى الإفريقى الذى كان قد إنشق عن المؤتمر الوطنى الأفريقى، ومانديلا قابع فى سجنه. فأنتهى الأمر بين التنظيمين بمعارك دامية وتمت تصفيات ومصارع رجال أفذاذ، وكل من النظامين العنصريين فى جنوب إفريقيا وروديسيا طرب جذل)) إنتهى الإقتباس
    ..
    تحية وشكر شيخنا عبدالرحمن وهاهى مداخلتك (القديمة ) التى زينت بها ضمن 11 مداخلة كل مداخلة منهن تزن (دهب ) البوست المحذوف عن رحيل سيدى ماديبا والتى أشرت فيها إلى لومك للمناضل قورا إبراهيم حين إلتقيته بدار السلام على ساحل القرنفل والبهار بتنزانيا عهد (المعلمو ) جوليوس نايريرى ..
    مداخلتك كات تقرأ:

    أخى الأستاذ أحمد
    أسمح لى أن أواصل ما أنقطع من ذكريات تكرمت على بطلبك منى سردها.

    كان صباحا رائعا فى يوم من أيام دار السلام تلك التى يغطى فيها الغمام بوشاح هادى كل شئ وتتخلله رقائق من ضوء الشمس ورشقات من رزاز ناعم الذرات لمطر لاينهمر وإنما يقبل الوجه والأطراف ليعلن للملأ أنكم بدار السلام. فأسترخوا وقروا عينا.

    وكان ذلك حالنا صباح ذلك اليوم من عام 1973 بعد أمسية حافلة بالثقافة والفنون والوعى وصحبة لفيف من مثقفى تلك الديار فى منزل الديبلوماسى المتفرد الودود الأستاذ السفير أحمد دياب، القائم باعمال السفارة السودانية بدار السلام يومها. وحضر الأمسية أيضا صديقنا المثقف السفير الدكتور أحمد عبدالوهاب جبارة وكان فى بدايات صعوده الدبلوماسى. فكانا حقا فريقا يبعث على الفخر فى الأداء العملى والوداد الإجتماعى فى المحيطين الدبلوماسى والثقافى فى تلك المدينة الهامة للقارة يومها. وكان برفقتنا صديقى الراحل كرس لابانى المتشبع بالولاء لشبيبة حزب تانو، حزب المعلمو جوليوس نايريرى وأحد ألمع شبيبة تنزانيا فى الإتحادات الطلابية العالمية. وكان ممن نعول عليهم فى إبراز هموم القارة وطرحها بأسلوب نمق. وكان لتدريبه ذاك على أيامنا تلك أن صار بعدها دبلوماسيا ناجحا وسفيرا لبلادة وأحد أركان وزارة الخارجية التنزانية قبل أن توافيه المنية، كما علمت من الرئيس التنزانى ووفده الوزارى الزائر قبل خمس سنوات ونحن مع لفيف من قادة الجاليات الإفريقية و أهل الفكر والهموم الإفريقية مجتمعون مع الوفد الرئاسى التنزانى الزائر فى مكتب حاكم ولاية ماساشوشتس ببوسطن.

    وكان معنا أيضا فى ذلك الصباح وفى ذلك المقهى المجاور لمبنى لجنة التحرر لمنظمة الوحدة الإفريقية صديقنا الحميم زميل كرس لابانى فى السكن جينارالى أوليمانقو الصحفى اللامع اليوم فى تنزانيا ورئيس تحرير أكثر صحف تلك البلاد تداولا. وكان قد عاد من توه من الجزائر حيث كان سكرتيرا للإتحاد العام للشباب الإفريقى الذى أدار له بومدين "الأزهرى" ظهر المجن كما فعل بإلإتحاد العام لطلاب إفريقيا، بعد أن إنقلب على بن بيلا. وهذه أزمة عاشتها كل حركات التحرر الإفريقى حيث شعر قـادة الميدان بأن السياسين قد بدأوا يصدرون لهم الأوامر، وهم ما تعودوا إلا إصدار الأوامر لا تلقيها. وقد تناشقت طويلا فى هذا الأمر قبل سنوات عشر بمكتبى ببوسطن مع صديقى المرحوم عمرالعلوى مستشار الملك محمد الخامس وبعده الحسن السادس، والذى عاصر مخاض وميلاد منظمة الوحدة الإفريقية ومجموعة الدار البيضاء، وقد ملأت رواياته كثيرا من الثغرات فى معرفتى بدقائق الأمور وماخلف الكواليس. وكان رجلا أمينا أبت عليه أمانته إلا أن يترك المنصب ويقيم ردحا من الزمن فى بوسطن حيث كان لقاؤنا يوميا بمكتبى.

    ألم أقل لك من قبل ياصديق أن الذكريات خيوط فى نسيج ذهنى لا تستطيع إمساك طرف خيط منها إلا و يقودك إلى آخر ليضع فى يدك طرفا آخر لخيط آخر. فسامحنى على هذا الإستطراد الذى يريح عقلى وأنا أكتب. فالأفكار تتداعى بطريقة لا أستطيع التحكم فيها؛ خاصة حينما تكون ذكريات حميمة. ناهيك عن أنها مرتبطة فى الأصل والنتائج بما سأطرق من ذكريات أخرى حول ذلك الصباح الجميل بدار السلام جوار مبنى لجنة التحرر التابعة لمنظمة الوحدة الإفريقية. حيث كان فى جلستنا قورا إبراهيم المتحدث الرسمى بإسم البان آفريكان كونقرس (مؤتمر التوحد الإفريقى) المنظمة المنافسة للأفريكان ناشونال كونقرس (الموتمر الوطنى الإفريقى) تنظيم مانديلا، وكان الماديبا يومها فى السجن.

    وكما ذكرت سابقا كان بين المنظمتين ما صنع الحداد من يوم إنفصل جماعة البان آفريكان عن الوطنى حتى تطور الأمر إلى صدامات مسلحة كل يؤكد أهليته ليمثل شعب جنوب إفريقيا وقضيته. وكنت قد تعرفت على قورا إبراهيم أبان إنعقاد المؤتمر الثالث لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم (كوسو) لحركات التحرر الإفريقى، وكنت عضوا باللجنة التحضيرية والتسييرية لذلك المؤتمر وهو نفس المؤتمر الذى تعرفت فيه على كوندى ألفا الرئيس الحالى لدولة غينيا فى غرب إفريقيا ثم سكنت معه فى شقته بباريس كما ذكرت سابقا. وكان دورى بعد حيرة دامت فى من يمكنه أن يترجم للحضور مايقوله الضيوف؟ فكان أن طلب منى تحمل تلك المسئولية أمام الحضور فى القاعة 102 بكلية الآداب مباشرة. وقد فاجأت نفسى يومها وكنت راضيا عن دورى فى أداء المهمة بإتقان مسح عن ذهنى مرارة التجربة التى خضتها فى جامعة ماكريرى بيوغندا إبان مخاطبتى للجلسة المفتوحة للجماهير إبان إنعقاد مؤتمر إعادة الطلبة اللاجئين عام 1966، والذى كان أول مؤتمر لى أتحدث فيه بالإنجليزية. وكان أدائى كارثيا أستثار بعض الضحكات لركاكة تعابيرى رغم رباطة جأشى وحضورى الثابت، غير الآبه على المسرح. ولكن كان ذلك القصور فى مقدرتى اللغوية لنقل أفكارى مصدرا لإحساس كئيب. إحساس أشعر به كلما إستضيف مسؤول فى إحدى القنوات الفضائية فيتمتم ويتهجأ ويكرر ويعيد فى كلمات وجمل لارابط ولا علاقة بينها. وهو أمر تجب معالجته عند مواجهة أجهزة الإعلام قبل التصدى للظهور فيها. فخير لاظهور على ظهور مهزوز بائس.

    وقد يكون فى طريقة علاجى لتلك المشكلة نموذجا لربما يستفيد منه الكثيرون. فقد حفزنتى تلك التجربة لأن أظل أستمع لإذاعة البي بى سى طوال اليوم، لأعرف كيف تنطق الكلمات وكيف تركب الجمل. ولكن بعد فترة قصيرة ومتلطبات الحياة اليومية والدراسية، تركت الراديو مفتوحا طوال اليوم وأنشغلت بأمور أخرى دون أن أكون متنبها بوعى لما يقول المذياع. وحينما درست علوم التواصل الإدراكى بعد سنوات عشر علمت أن تلك العملية تسمى "الإستيعاب اللا إرادى". وهى نفس الطريقة التى يتعلم بها الأطفال الكلام واللغات المختلفة؛ وتلك التى يتعلم بها البحارة محدودى التعليم الحديث بطلاقة فى لغات عدة. وقد ساعدت تلك الطريقة عشرات من طلابى الأجانب فى جامعة بوسطن من إتقان اللغة الإنجليزية فى فترات وجيزة وساعدت عددا من الإخوة والأخوات المهاجرين على إختراق حاجز اللغة. آسف مرة أخرى للإطالة؛ ولكننى رأيت أن عسى يستفيد بعض القراء من تجربتى المهينة تلك.

    كما قلت كنت قد تعرفت على قورا إبراهيم بالخرطوم يوم كانت قلب إفريقيا النابض. ثم توثقت معرفتى به حينما تقابلنا بالقاهرة عندما إختارنى إتحاد طلاب جامعة الخرطوم لألعب دور الإتحاد الذى كان أحد المؤسسين كمستشار تنسيق لإعادة بعث إتحاد طلاب إفريقيا بالقاهرة بعد أن تشتت وأنشل حينما طاله الرفض من قبل حكومة بو مدين بالجزائر حيث كان مقره. فبومدين الذى تلقى تعليما أزهريا كان رافضا للخط اليسارى الذى إنتهجته حكومة بن بيلا. وتعمق ذلك الرفض نتيجة تعمق ماسميته أنا بالصراع وسط رفقاء النضال بين أفكار مالك بن نبى وأفكار فيلسوف الثورة فرانس فانون. ولكن كانت الغلبة لمن بيده البندقية.

    لذا لم أتحرج فى دار السلام من أن أواجه قورا إبراهيم مواجهة الصديق حول المواجهات بين الآ إن سى والبى آى سى، وكنت حينها نائبا للرئيس ممثلا فى اللجنة التنفيذية لإفريقيا ومقررا لحركات التحرر فى منظمة الشباب العالمية للأمم المتحدة. وفى أثناء نقاشنا طل علينا مارسيلينو دوزش سانتوس، ذلك الشاعر ممشوق القوام نمق الهندام واثق الخطوة بلحيته المميزة المشذبة. وهو واحد من أشعر شعراء إفريقيا وخطيب لا يضاهى سلس العبارة واضح البيان، يشد المستمعين إليه ويرغمهم على سماعه وأن إختلفوا معه فى الرأى. وهو أحد مؤسسى حركة تحرير موزمبيق فيرليمو عام 1962، و قبل ذلك كان دوره محوريا فى إنشاء الجبهة المعادية للإستعمار فى باريس عام 1957، ثم مؤتمر المنظمات الوطنية للمستعمرات البرتغالية فى إفريقيا والذى إنعقد فى الدار البيضاء بالمغرب عام 1961 معلنا بدأ العمل على تحرير تلك المستعمرات.



    دوزش سانتوس فى أكتوبر 1972 وهو يخاطب اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المعنية بالدول تحت الوصاية أو التى لا تحكم نفسها، قبل أشهر من أول لقاء لى به فى دار السلام عام 1973 فى لجنة التحرر الإفريقى كما ذكرت أعلاه؛ وإلى جواره أميلكار كابرال.



    ولى عودة
    .

    قلت لقورا إبراهيم فى ذلك اللقاء كيف لنا أن نفسر إقتتالكم أنتم والآى إن سى، وقد أثخنت الجراحات تنظيميكما مما مهد لقوات النظام العنصرى لضربكم وضرب مسانديكم من حركات التحرر فى روديسيا الشمالية (الآن زمبباوى) وموزمبيق وأنجولا. وهل لخلافكم يد فى الصراع فى روديسيا بين زابو تحت قيادة جشوا أنكومو و زانو (إتحاد زمبابوى الوطنى الإفريقى) تحت قيادة القس الأب إندباننقى سيثولى مؤسس الحركة والذى أزاحه لاحقا مساعده القائد العسكرى موقابى؟ وكان موقابى قد أرغم سيثولى على التنحى بدعوى أنه أهمل المقاتلين فى زامبيا مما أدى إلى مصرع عدد كبير منهم نتيجة للغارات الجوية المشتركة بين النظامين العنصريين فى جنوب إفريقيا وروديسيا. وسمى موقابى الحزب زانو الجبهة الشعبية وقواته زالنا. ولم يشفع لسوثولى مشاركته الفعالة فى إنشاء الحزب ولا نضاله وكان قد قضى فى سجون إيان سميث عشر سنوات مع موقابى. والذى ألقاه فى السجن لاحقا بتهمة التآمر على إغتياله، وكان قد عادمن منفاه الإختيارى فى الولاي المتحدة. وكان الأب سيثولى قد زارنا فى مكتبى بدار جامعة الخرطوم للنشر وصحبنى إلى منزلنا بالخرطوم بحرى إبان إنعقاد المجلس الوزارى لمنظمة الوحدة الإفريقية بالخرطوم عام 1978. وكان رجلا هادئا عميقا، ولكنه يحمل مرارات السنين بعد أن كان أحد مؤسسى زانو.



    صورة لغلاف كتاب الأب إندباننقى
    سيثولى جذورالثورة الذى كان قد
    كتبه خلال سجنة، حيث قضى فى
    سجون إيان سميث عشر سنوات.

    وأنا أذكر هنا تلك التفاصيل لعلاقتها القوية بجنوب إفريقيا الماديبا. فقد تقاطعت المصالح وتداخلت الخلافات بين الفصائل بما كان ينذر شرا بدمارها جمعيا فى جنوب إفريقيا وزمبابوى وموزمبيق وأنجولا.

    ولنعد لبداية الخلاف الذى قال لى قورا أننى أعرف خلفياته لذا فإنه لم يكن ليوردة فى رده على تساؤلاتى عن المواجهة الدموية بين البى آى سى والآ أن سى. فقصة الخلاف تبدأ عند إنقسام مجموعة من الآى أن سى عام 1959 لإعتراضهم على ميثاق التحرر لعام 1955. وكانت شعاراتهم تتلخص فى الوطنية والإشتراكية ووحدة القارة الإفريقية تحت قيادة حكومة من الإفارقة وبواسطة الأفارقة وللأفارقة فقط مع مطلق الولاء لإفريقيا، وأختاروا إسم مؤتمر التوحد الإفريقى لأزانيا. لذا كانت معارضتهم للموتمر الوطنى الإفريقى تحت قيادة ألبرت ليتولى، الذى ذكرناه آنفا، بحسبان أنه كان متساهلا فى التعاون مع البيض والملونين خاصة فى الحزب الشيوعى. وأتهمه بعضهم بأنه عضو سرى فى الحزب الشيوعى. ولكن ليتولى، أول فائز بجائزة نوبل للسلام من إفريقيا، كان يرى، كما الغالبية، ضرورة التكاتف والتحالف مع كل من هو ضد نظام الفصل العنصرى. ولكن مجموعة أزانيا رأت أنه لايمكن إنضمام ذوى الأصول الأوربية أو الآسيوية إلى التنظيم ولا التنسيق معهم لأن تلك القضية تخص الأفارقة الأصليين وهم وحدهم القادرون على حلها. ولكن تم لاحقا تعديل سياستهم لتضم التعامل مع الآسيويين، وذلك حينما قرر الحزب قبول المساعدات والتدريب من الصين بحجة أن الصينيين داكنو البشرة وليسوا بيضأ وهم أيضا ظلوا يناضلون من أجل نفس الأهداف، خاصة فى مساعدتهم لفيتنام ومن قبلها كوريا. ولكن ذلك سرعان ما جذب الحزب إلى الصراع الدولى بين المعسكريين الإشتراكيين الإتحاد السوفيتى والصين؛ مما أدى إلى تصعيد المواجهات المسلحة، فقد كان الإتحاد السوفياتى يؤيد الموتمر الوطنى الإفريقى يومها.

    وقال قورا إبراهيم ردا على تساؤلى: "نحن نعى ضرورة التوحد. ولكن الإصرار على إلغاء وجودنا لإختلاف وجهة نظرنا كان لا يمكن قبوله. والآن وبعد توصية مانديلا بقبول الأمر الواقع والإعتراف بنا كرفقاء نضال، فإن هناك خطوات حثيثة للتنسيق فى المواقف." وفى هذه الأثناء حضر شخصان قصيران من الأزانيا ثقيلى الوزن وأخذا فى كيل السباب للموتمر الوطنى الإفريقى بحجة أنهم يهادنون البيض الذين يستغلونهم ويتعاونون مع الإستعمار الجديد فى شخص الإتحاد السوفيتى. وبينما كان السجال حادا حول هده القضية جاء زعيم ناميبيا سام أنجوموا بحكمته. وأشار إلى أنهم فى جنوب غرب إفريقيا لا يميزون بين أى من التنظيمين الثوريين، وأن المشكلة غالبا فى الكوادر غير القيادية. لذا يدخلون فى مشاحنات تؤدى إلى التصعيد. وأمن على كلامه قورا إبراهيم. ومر أوليفر تامبو ولم يفعل غير التحية العارضة. وكان رجلا مهموما صارم القسمات دائما. وكان أحد الثلاثة الذين كونوا مع والتر سيسولو ونيلسون مانديلا الرابطة الشبابية لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى. وصار رئيسا بالإنابة للآى أن سى بعد وفاة الزعيم ألبرت ليتولى عام
    1967
    إنتهت مداخلة بروف عبدالرحمن (القديمة ) التى أرسلها عبر أمواج الأطلنطى كإضافة نوعية نادرة جدا لبوست مانديلا (المحذوف طوعا ) مع التنبيه أن حضور افريقيا وإنسانها فى هذا البوست الجديد للبروف الذى جوهره (الفيتورى ياقوت الشعر ) ليس إعتباطا خاصة أن افريقيا هى المحتوى والهم الأكبر الذى سيطر على شعر الفيتورى ويكفيه فخرا إحتفائه بها بقوله :
    صناعتى الكلام
    قد أجيد تارة ...وقد أخطى تارة
    لكننى منذ مشت عواصف الحنين فى دمى
    ومنذ إزدهرت براعم الكلام فى فمى
    ومنذ ما أنطلقت ضائعا متشردا
    أطوى ليالى غربتى
    وأمتطى خيول سأمى
    كنتى عذاب أنت يا أفريقيا
    وكنت غربتى التى اعيشها
    وشئت أن أعيشها ..
    سلاما على الفيتورى فى جدثه (الرطب )بمدافن الشهداء بالمغرب وسلاما عطرا لشيخ عبدالرحمن فى محرابه ( العبق ) على الضفة الأخرى للأطلنطى .
                  

07-20-2015, 04:55 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من المداخلات المفقودة لشيخ عبدالرحمن :
    **



    أسـتاذنا أحمد الأمين

    شكرا لك يا أستاذ أحمد وانت تظل تفتح لنا من النوافذ والشرف والأبواب ماقد ظننا أنها أغلقت إلى غير ما رجعة. أيام كنا نقتات الأمل ونزرع الرجاء تطلعا إلى مستقبل تنهض فيه القارة العملاقة لتفرض نفسها على العالم والكون. كان حادينا نفر من قامات لن يجود الدهر بمثلها فكرا وصدقا وصلابة وتجردا من أجل حرية أبناء القارة وتحررهم. فالحرية مفهوم يحمل معنى الإنفلات من الإحتواء القهرى. أما التحرر فيعنى أول مايعنى الإنعتاق من كل مكبل للتطلعات ونيل السيطرة الكاملة على النفس والقوامة عليها والعمل بإستقلال إلا من ضوابط الضمير والشرف. وما الماديبا نيلسون مانديلا إلأ رمز من أولئك النفر؛ وكان فيهم كوامى نكروما وأحمد سيكوتورى وموديبو كيتا وأحمد بن بلا وجمال عبدالناصر وجوليوس نايريرى وإستيفن بيكو وإدواردو موندلاين وأوغستينو نيتو وأميكار كابرال. عطاء فكرى يصاحبه جهد دؤوب موسوم بصدق النوايا والتضحيات الجسام. وحتى تسمية مانديلا بالـ "ماديبا" فإنه هو إسم ولقب فى نفس الوقت يشير إلى عمق الرباط بين الحاضر والماضى لجد له زعيم العشيرة من القرن الثامن عشر؛ وهو إسم لقبى يشدد على الهوية لأن أسم نيلسون هو الأسم الذى سماه به مدرسه الأبيض فى مؤسسة الدولة حين دخوله المدرسة.

    وظللت أتطوف بسردك السلس هذا من أول يوم إفترعته فيه. وظلت نفسى تراودنى مرارا بالتداخل، فأحجم خوفا من مداخلة فطيرة تفسد سلاسة السرد وإبانة الطرح. فإن أكره ما أكره هو العجز عن مجاراة المستوى والإتيان بما لا يليق والمقام. ولكن شاءت الأقدار أن يصيبنا طقس بوسطن بعاصفة جليدية أقعدتنا حبساء فى الدار. فوجدت نفسى وقد سمحت لى الظروف بالتداخل العميق بالغوص فى ما إنغلق فى "سحارة الذكريات" منذ سنين طالت؛ أيام كنا وكان السودان! فأسمح لى بأن أقول أولا بحسرة نزيف فى القلب وغصة فى الحلق: لـك الله يا وطــنى!

    فقد كان السودان يومها حقلا لزراعة تطلعات وآمال إفريقيا حيث غرست فى أرضه وفى نفوس أبنائة ووجدانهم ماكانت تتوق إليه الملايين من أمم إفريقيا. يومها كان السودان مرتكز العز وأرض الشموخ ورائد الوعى والسند المادى والمعنوى لكل شعوب القارة، وفيها حصل الماديبا على أول جواز سفر يعلن حريته، وحصل فيها مناضلوا القارة على الملاذ والملجأ والسند.

    وكان إتحاد طلاب جامعة الخرطوم رائدا وقائدا بلا منازع لكل الإتحادات الطلابية والشبابية فى القارة وما بعدها. فقد كانت ترنو إليه أفئدة الشباب الناهض الجاد من أطراف القارة فكانوا رهن إشارته وطوع رؤواه. وشاءت لى الأقدار أن أكون فى خضم ذلك الزخم الفكرى والعطاء الثورى، فتقاطعت خطاى مع بعض من أولئك النفر من العملاقة الذين ذكرت آنفا.

    أورد هنا بعض الأمثلة لا للحصر؛ فأستحضر أن كان قد سكن معنا بداخليات البركس قائد ثورة أنجولا أوقستينو نيتو أثناء المؤتمر الذى إستضافة الأتحاد لحركات التحرر الإفريقية، وسكنت مع كوندى ألفا الرئيس الحالى لغينيا فى شقته المطلة على ميدان الباستيل حيث خط التاريخ وقائع الثورة الفرنسية، بعد أن تعارفنا أثناء زيارته لمؤتمرنا الثالث لدعم حركات التحرر، وكان وقتها رئيسا لإتحاد الطلاب الأفارقة ويعمل على نيل درجة الدكتوراه من السوربون حيث درس بها ثم درس كبروفيسور. وأيامها كان قد حكم عليه بالإعدام من بطانة سيكوتورى الذين كان يمقتهم لفسادهم ولثوريته المندفعة؛ وكنا نتجادل حول ذلك كثيرا. وشربت الشاى والقهوة مررا مع قائد ثورة ناميبيا ثم رئيسها سامى أنجوموا، والتى كانت تسمى جنوب غرب إفريقيا. وتحادثنا مرارا مع دوزش سانتوس، وسريجيو مدير مكتب تحرير موزمبيق بالقاهرة، وأدالينو نونس ممثل ثورة غينيا بيساو والرأس الأخضر بإتحاد الطلاب العالمى. وأستضفت بمنزلنا بالخرطوم بحرى الأب أنديباننقا سيتولى الذى إنقلب عليه موقابى، وصديقنا الذى دفن حيا ميتاؤورى. وكثيرون آخرون غيرهم ممن شاءت عظمة إتحاد طلاب جامعة الخرطوم أن تجعل منى دوما ناطقا بإسم المجموعة الإفريقية ومقررا لحركات التحرر الإفريقية بالمنظمة العالمية للأمم المتحدة للشباب والطلاب بدار السلام؛ ومتحدثا بإسم مجموعة دول عدم الإنحياز أو المجموعة القارية الثلاثية إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية؛ وكنا نسميها "مجموعة العالم الأول"، رفضا لتسميتهم لنا بـ"العالم الثالث". وكنا نناكف بأننا كنا قبلهم، فى موقف سياسى مبدئى، فيه كثير من التحدى والإعتداد بالنفس. فقد كنا وقد تضمخت عقولنا بعبق روح النضال التى سكبها أول رئيس للأتحاد الوطنى الأفريقى بجنوب إفريقيا المعلم الأستاذ الزعيم ألبرت جون ليثولى، أول إفريقى حاز على جائزة نوبل للسلام فى كتابه إطلقو سراح قومى (دع قومى يمضونLet My People Go . وأنداح بعده نيلسون مانديلا وستيف بيكو ترسما لخطاه. ثم قرأنا فانون وميمى وسيكوتورى خريج الأزهر وقائد الحركة العمالية فى غينيا، وعملاق الفكر الغانى كوامى نكروما، وتشبعنا بوعى العطاء الفكرى الذى سكبه صحبه فى معهدة بأكرا أمثال جورج بادمور وأستاذتى بجامعة بوسطن أدليد كرومويل قولفر. وكان من بطر الوعى أن إستمعنا إلى قادة الفكر فى شقنا الآخر العربى أيضا، وهذا حديث آخر سنأتى عليه إن شاء الله وأراد.

    وقد أتيت على ذكر بعض من ذلك فى بوست الأخ الصديق محمد أبوالعزائم أبوالريش

    ميريام ماكيبا Miriam Makeba الذكرى الثانية للرحيل

    وهذا موقف إستخرجه من عالم الأسافير أخونا سيف اليزل برعى، وكنت يومها متحدثا بإسم المجموعة الإفريقية فى مؤتمر الأمم المتحدة للشباب عام 1970 بقاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة:

    ***
                  

07-20-2015, 04:56 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من مداخلات شيخ عبدالرحمن المفقودة :
    **
    أستاذنا أحمد الأمين

    لك التحايا و الشـكر على كل هذا الزخم المالئ النفس أحاسـيس تزيد من
    عاطفة القلب تشوقا لأيام كانت فتقود العقل إلى ذكريات إحتبسها وماظن
    أنها ستعود بنفس القوة والحدة بعد طول سنين فاقت الأربعين. ولكنى ها
    أنا ذا أذكر أيام كانت جنوب إفريقيا الماديبا مسرحا لكثير من إنتصارات
    النفس البشـرية وأيضا بعضا من نذالتها. وكيف كانت الحكمة ورد فعل
    ماديبا على تصعيد الخلافات بين الأى إن سى وبى أى سى (ANC and PAC)
    وما نتج عن ذلك من صدامات مسلحة بين الفصيلين أريقت فيها دماء من
    التنظيمين الذين إتخذا من النضال المسلح منهجا بعدما تم تحريم نشاطهما
    من قبل النظام العنصرى فتحولا إلى تنظيمين سريين. ولكن الخلافات
    الأيدولوجية طغت على وحدة الكفاح والمصير المشترك. فما كان مـن
    مانديلا وهو بالسجن إلا أن وجه بأن الأولوية فى العمل السياسى يجب
    أن تتم بالإحترام المتبادل بين التنظيمين ولذا يجب تنازل الأى أن سى
    عن الإصرار على أنه الممثل الشـرعى الوحـيد لجـنوب أفريقيا. فكان
    من نتائج تلك الحكمة أن وافـقت لجـنة التحـرر التابعة لمنظمة الوحـدة
    الإفريقية على إعتماد وفدى المنظمتين. وعليه تحول القتال إلى خلاف
    لفظى و جدال ومناكفات طوال مطالع السـبعينات. وفى نهاية الأمر تم
    التنسيق فى بعض الحالات بين التنظيمين فى العمليات العسكرية.

    فكان من حكمـته أن أنقذ حـركة التحرر الجنوب إفريقية من المصـير
    الدامى الذى عاشته حركات التحرر فى أنجولا وزمبابوى وموزمبيق
    خاصة بعد إرتفاع وتيرة الصراع الأيدولوجى بين موسكو وبكين.

    وسأحاول العودة لدور الأداب والفنون فى التعبئة الجماهيرية.

    وشـكرا لك مجددا
                  

07-20-2015, 04:58 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من مداخلات بروف عبدالرحمن المفقودة مخاطبا الأخ العزيز محمد عبدالجليل وهو من أرقى الأعضاء شرق بحر القلزم كافة :
    **


    لك الشكر على التقريظ على جهد التذكر. وأهم من ذلك العشم.

    وتقديرا للجهد المبدع لأستاذنا أحمد الأمين رأيت أن أبدا حديثى عن ذكرياتى لدور الفن والموسيقى والأدب فى تاريخ النضال الجنوب إفريقى خاصة و الإفريقى على مستوى القارة عامة بهذه الأغنية التى إستلهم إيقاعها وموسيقاها من واقع جنوب إفريقيا. وذلك لما يحمله الفيديو من جمال للموسيقى وصور ومناظر معبرة مع روعة الإخراج مما يقرب للمشاهد ماظل أستاذنا أحمد ينقله للقارئ عبر الكلمة.



    وهذه أغنية لأمنا فى النضال ميريام ماكيبا "ماما آفريكا" تتغنى فيها بعظمة مانديلا ومعاناته مع زملائه فى سجن العنصريين البغيض بلغة الزوهزا الجنوب إفريقية.



    أما هذه الأغنية التالية فهى إبداع من عملاقين فى تاريخ الموسيقى العالمية، قدما لأفريقيا وجنوب إفريقيا ما لم يكن يتأتى لغير فنانين من أصحاب "الوجعة" الحقيقيين: أم النغم والأغنية الإفريقية مريم ماكيبا ذات الصوت المتدفق بالحب والحنين، كشلال هادر بتموسق جميل يتحد مع رقة الطبيعة، الحالمة بدفء، فى أعماق غابات القارة الأم لتهتز وتنتشى بصـدى ترجيع موسيقى تنبعث من أجمل ألحان مبدع آخر يعد واحدا من أعظم عازفى آلات النفخ فى تاريخ الموسيقى؛ وفى تقديرى صنو للوى أرمسترونق وديزى قلسبى. وهو أحد هدايا جنوب أفريقيا للبشرية وحبيب مريام ماكيبا وزوجها الأسبق أسطورة البوق هيو رامابولو ماساكيلا. وهو مؤلف وملحن الأغنية الخالدة "سويتو بلوز" التى تجمع كل الإبداع والجمال والألم الإنسانى الصادق. فهى تذكر كل إنسان، بمن فيهم أقسى القلوب، بإنسانيتهم فالكلمات والألحان والأداء والرواية المصاحبة تهز الإحساس حتى النخاع.

    و"سويتو بلوز" تعنى بلوز سويتو وكلمة "بلوز" تحمل معنين
    (1) النوع الموسيقى من الألحان الأفروأميريكية التى بها مسحة من جميل الحزن، أو
    (2) الأحزان الممزقة للدواخل وهنا يكون المعنى (أحزان سويتو)

    وسويتو هى أحد الأحياء الفقيرة المحيطة بجوهانسبرج ويقطنها عمال المناجم النازحين من الأقاليم. وقد حدثت بها مجزرة الأطفال يوم 16 يونيو عام 1976 حينما فتحت قوات جنوب إفـريقيا العنصرية يومها النيران على أطفال المدارس الذين فاق عددهم العشرة آلاف مما أدى إلى إنتفاضة سويتو أو ماسمى بــ"إنتفاضة الحجارة" فى مواجهة الرصاص وصار ذلك اليوم فيما بعد "اليوم العالمى للطفل الأفـريقى
    وتحكى الأغنية عن تطاير الرصاص وتساقط الإطفال وثكل وأحزان الأمهات وبكائهن المفجع فى حين أن الرجال يعملون بالمناجم ليملأوا جيوب المستغلين فى الوقت الذى يقتل فيه أطفالهم. فأين أنتم أيها الرجال والأطفال يواجهون البنادق ويلقون بالحجارة ويحصدهم الرصاص؟ كما تتسآءل الكلمات. وهنا تتجلى عظمة الفن الإنسانى حينما يلتقى الإحساس الصادق بالفن الجميل ليتحدا فى عمل يجسد الإبداع الخالد لإحساس الإنسان بمعاناة الآخرين.

    ولنا عودة لها ولإبنتها الشاعرة المناضلة والمؤلفة الموسيقية والمغنية بونقى التى وافتها المنية قبل عودة ميريام لجنوب إفريقي
                  

07-20-2015, 04:59 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من مداخلات بروف عبدالرحمن المفقودة :
    **



    Quote: ببدء هطول مداخلات الإنسان الوقور أستاذنا عبدالرحمن إبراهيم بهذا الخيط
    عن دور الأدب والفن فى ترقية وشحذ همم المناضلين لأجل الكرامة عهد متنديلا ورفاقه وهم يسلخون عمرا جميلافى السجون
    ببدء ذلك يكتسب البوست قيمة وبعدا أخرا أعترف طوعا كنت حتى لحظة قرأءة مداخلات البروف أجهله تماما

    ففى هذا أقول بأنى عائد بإذن الله بدلائل تدعم مارميت إليه، وتؤكد وحدة النضال من أجل حرية ووحدة القارة التى نرى خيانة أجيالنا هذه لكل تلك التضحيات الجسام من أجل الحرية والوحد الإفريقية الكبرى التى بذلها ذلك الرعيل الأول من مانديلا ورفاق جيل نضاله كينياتا ونيريرى وسيكوتورى ولوممبا ونكروما وبن بلا وجمال عبدالناصر من أجل وحدة القارة. فإذا بجيلنا يسعى لتشطير كل قطر واحد وبتر أجزاءه فى إستقطاب قمئ لن ينتهى بإنفصال جزء من وطن. بل سينداح ليفصل جزءا من ذلك الجزء الذى إنفصل لتدور دائرة التشظى اللا متناهى، وها نحن نرى ذلك فيما تبقى من سوداننا وفى الصومال وجمهورية جنوب السودان الوليدة وفى نيجيريا... وهلم جرا. وذلك أمر آخر سآتى على ذكره بإذن الله.

    ولكننى أردت هنا أن أسترجع قوة الأدب والفن فى دعم الصمود والتطلع للأفضل دوما، لأنهما يخاطبان المشاعر والعاطفة فيوقظا التوق الإنسانى للسمو والإنجاز، مهما صعب. فمثلا نجد أن الماديبا مانديلا حينما كان يسيطر عليه القنوط وتهده رتابة الإنتظار وراء القضبان ويبدأ اليأس فى التمكن من عقله، يخفق قلبه بعاطفة الأمل ليفرض سيطرته على ذلك العقل مستمدا ذلك العنفوان اللا متناهى من قوة أبيات شعرية تسقى الأمل لينمو رجاءا ويزهر تطلعا. فقد كان كلما خارت قواه أنتفض القلب بأبيات شاعر القرن التاسع عشر وليم إرنست هينلى فى قصيدته الخالدة إنفيكتوس التى تعنى باللاتينية الذى لا يقهر (ويترجمها البعض لتعنى الصامد أو الإنتصار. ولكن معنى الكلمة عندى كما ورد فى القصيدة ترمز الى الروح التى لا تنهزم):

    وهذه ترجمتى من زمن مضى ولم أعمل فيها بعد مبضع النظم ولم أهذبها. ولكننى هنا أهديها لك ولكل محبى الماديبا أبونا الأعظم نيلسون مانديلا

    لايـمـكـن هــزيمة من لا يـقـهـر
    ترجمة لقصيدة الشاعر البريطانى وليم إرنست هينلى
    21 أكتوبر 1993

    يخرج من ذلك الليل الذى يلفنى
    سواد متمدد كحفرة من القطب إلى القطب
    إنى لأشكر الآلهة أيا كانت
    على روحى تلك التى لا تقهر
    ففى قبضة وهدة الظروف المدمرة
    أنا لم أنكص ولا صرخت مولولا
    تحت ضربات مطرقة ظرف خطر
    رأسى دام، ولكنه ما أنحنى خنوعا
    خلف مكان الغضب العارم والدموع هذا
    لا يلوح إلا رعب ظلال داكنة يحمومية
    ولكن تهديد السنين الرهيب
    سيدرك، وسوف يجدنى غير مذعور
    ولن يهم مهما ضاق الممر
    ومهما شحنت الصحيفة بقسوة العقوبات
    فأنا سيد قدرى
    وأنا قبطان روحى

    وهنا الممثل القدير مورقان فريدمان يتلو تلك الأبيات فى برنامج شارلى روز الدسم بعد أن قام بدور مانديلا

                  

07-20-2015, 05:04 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    تنبيه:
    بعض مداخلات بروف عبدالرحمن المثبتة هنا تندرج فى باب المعرفة الافريقية أحد روافد الشخصية العلمية للبروف عبدالرحمن وقد عمدت لتثبيتها نقلا عن مداخلات قديمة للبروف فى بوست خاص عن مانديلا خاصة ان أفريقيا كلها تندرج تحت الهم الشعرى للفيتورى بل هى أبرز مجالاته الشعرية عبر أكثر من ديوان .
                  

07-20-2015, 05:08 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مداخلة مفقودة للبروف من بوست الفيتورى :
    تقرأ:
    وما دمنا فى سيرة الرثاء والثورة مما أوجبته تلك الكلمة القصيرة فى حق لوممبا، نعبر المحيط الأطلنطى لنحط النظر فى القارة التوأم : أميركا الجنوبية، أرض كل أنواع الثورات فى عصر البشرية الحديث. منذ ثورات الرقيق فى هايتى عام 1793 معلنين حريتهم كأول مجتمع فى غرب المحيط الأطلسى ينال إستقلاله تحت سيادة الأفارقة السود. ومن ثم تجدد الثورة التى كان من قادتها فيلكس دارفور السودانى "المنسى" الذى تم إعدامه رميا بالرصاص عام 1822 كأول شهيد للإفريقانية. و ثورات البرازيل أعوام 1807 و1814 و 1835 التى نجح فيها الرقيق فى أنشاء دولتهم المستقلة (تماما كثورة الزنج فى الخليج على أيام الدولة العباسية حين أسسوا عاصمتهم فى مدينة المختارة على تخوم البصرة أعوام 869 ـ 883م)،

    وثورة "المحرر" سيمون بوليفار الطموحة الذى أشعل الثورة ضد الإسبان على طول القارة وعرضها عام 1813. وفى العصر الحديث نرى الثورة الكوبية والثورة النيكاراجوية الساندانستية والبيروفيه للمسار اللامع والثورة الدينية التحررية (الكاثوليكية) فيما يسمى بلاهوت التحرير، فى كل من البرازيل وكولومبيا ونيكاراقوا وأمتدادا على سعة القارة تحت قيادات القساوسة من أمثال البيروفى قوستافو قوتيريز والكولمبى كاميلو توريس والأوروقوانى جوان لويس سقوندو و البرازيلى ليوناردو بوف والنيكاراجوى الشاعر الثائر إرنستو كاردينال. وأهمية لاهوت التحرير هو ما أشار إليه أستاذنا أحمد الأمين من أهمية عدم إهمال الجانب الدينى فى الحركات التحررية. وهو رأى صائب إذا نظرنا إلى تاريخ المقاومة للمستعمر فى إفريقيا إبتداءا من ثورة محمد أحمد المهدى فى السودان وسيدى محمد عبدالله حسن (مهدى الصومال) ودان فوديو فى غرب إفريقيا وعشرات أخرين؛ ولاحقا الأزهرى الإشتراكى أحمد سيكوتورى فى غينيا، و من قبل ثورة عبدالقادر الجزائرى وعمر المختار فى ليبيا ومن قبل ذلك التعبئة التحريضية التى قام بها جمال الدين الأفغانى ومحمد عبده من مقر إصدار صحيفتهما العروة الوثقى فى باريس. والقاسم المشترك فى كل هذا النضال الثورى التحررى ضد المستعمر كان منطلقه وقياداته من المعاهد والمعلمين الدينيين.


    الشاعر الجميل والثورى النبيل القس إرنستو كاردينال والذى صار وزيرا للثقافة فى
    حكومة الساندينيستا الأولى فى نيكاراجوا ثم إستقال لأن الثورة لم تخدم الجماهير كما
    وعدت. ولكنهم وعوا الدرس هذه المرة. وهو هنا يمارس طقسه اليومى فى قراءة
    أشعاره للجماهير فى الطرقات

    ولذا فأن دراسة هذه الظاهرة مع دراسة التاريخ الطويل لتجارب الثورات فى أميركا الجنوبية أمر عاجل وحتمى فى إعتقادى، لنجاح كل تلك الثورات-التطورية فى التمهيد للتحولات الديمقراطية والتى فشلت فيها من قبل الثورات المسلحة التغيرية الجذرية. والتى نحن بصدد الإشارة فيها إلى قصيدة رثاء تدور فى بدايات تلك الثورة الممتدة فى أميركا الجنوبية عقب الثورة الكوبية. ورغما عن نشرها للوعى الثورى وتقديم البدائل المطروحة إلا أنها فشلت فى إستقطاب الجماهير مع كل الأخطاء الإستراتيجية والتكتيكية التى أخرت الثورة، بل أجهضتها كما فى نموذجنا هذا؛ حينما قتل أشهر رموز الثورة العالمية الممتدة، إرنستو شى جيفارا، الطبيب لأرجنتينى الذى لعب دورا محوريا فى نجاح الثورة الكوبية ودعم حركات التحرر الإفريقية. وقبل موته فى بوليفيا التى من مفارقات القدر تتمتع اليوم بحكم تقدمى إشتراكى وطنى تحت قيادة المناضل الزراعى إيفو موراليس الذى أعيد إنتخابه مرات بأغلبيات ساحقة بعد كل سنوات الخيبة المصاحبة لتلك لثورات المسلحة.

    وهذا النص الرثائى ليس من شعرى، إنما قمت بترجمته وتعريبه. فهو قصيدة للثائر إرنستو شى جيفارا وهو يرثى حبيبته ورفيقة سلاحه قبل شهر من إصابته وأسره و إعدامه حينما علم بمصرع محبوبته -- الرفيقة تانيا فى كمين. ترجمتها من الترجمة الأنجليزية للنص الإسبانى الذى كتبها به – وأنا ضعيف جدا فى اللغة الإسبانية. فحاولت أن أكون أمينا للنص دون التصرف الشعرى أوالموسيقى. وعلى ما أعتقد أنها كانت المرة الأولى التى يتم فيها ترجمة هذه القصيدة للعربية وقد قام بعض ذوى النفوس المريضة بنسبتها إلى أنفسهم دون الإشارة إلى حقوقى فى الترجمة و التعريب النظمى، ككثير من غيرها من إنتاجى الفكرى:

    هـناك سكون قاتم الظلام يخيم
    على قلب ظلام الغابة الحالك
    وأغنيات الشعب صامته

    وهى تـُعمل أصابعها لتـُعيد تعبئة
    لفات أشرطة البلاستيك الصغيرة
    وتلك الأشرطة بدورها صامته

    ماذا يتغنى فى قلبها؟
    لربما لن أعرف ذلك أبدا.
    أو أسمع موسيقى الأغنيات
    التى أتت بها إلى هنا.

    لم تمنحها أكمات الغابة إيقاعا
    غير شـفـرة مورس وضربات قلوب
    تخفق سريعة فى إنتظار إشارة رد

    لن تغنى أو تدندن هذى النغمات التى تحبهـا
    ولكن رغما عـن ذلك فهى تسمعها.
    فالنغمات تحملنها للأمام عبر صمت
    الغابة المشيع الموات
    تحملها تلك النغمات نحو ترنيمة نصر
    هى وحدها القادرة على سماعها.



    لقطة من فيلم تشى تظهر جيفارا مع حبيبته ورفيقة سلاحه تانيا

    ولنا عودة إلى شعر المراثى

    ***
    تنبيه فى المداخلة قبل فقدها توجد اكثر من صورة أنزلها البروف ولم يتسنى إعادة تنزيلها هنا عبر القطع واللصق لكنها موجودة عندى فى النسخ المحفوظة من البوست الخاص بالفيتورى .
                  

07-20-2015, 05:10 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    هذه المداخلة كذلك مفقودة فى الأصل وهى خاصة بالعضو أحمد الأمين احمد (أخو كيكى ) علما ان الأصل فى المداخلة يوجد به صدح راقى جدا لعركى على العود لرائعة الفيتورى (معزوفة لدرويش متجول ) وهى من المرحلة الصوفية عند الفيتورى وهى ارقى مراحله
    المداخلة تقرأ :
    **
    مثلما تنبه الشيخ الأكبر الطيب صالح (1929-2009 ) إلى القيمة العالية جدا لشعر الفيتورى لدرجة وضعه ك (مفتتح ) لإحدى رواياته الكبرى مُرتفعا به إلى شعر أبى نواس فقد تنبه مبدع سودانى أخر لايقل قيمة عن الطيب صالح ذاك هو الشاعر الناقد الأكاديمى المسرحى المفكر السودانى الكبير جدا محمد عبدالحى (1944-1989 ) إذ توقف كثيرا عند شعر الفيتورى فى مرحلته (الأفريقية ) عبر ديوانه الثانى (عاشق من أفريقيا ) وهى أشهر مراحل الفيتورى وليست أجملها مقارنة بالمرحلة (الصوفية ) اللاحقة لها والتى قطف منها الصيدحان كابلى وعركى أجمل خرائدها عبر ذاك الترنم السحرى .
    فى كتابه
    Conflict and Identity in the Sudanese Modern Poetry
    وهو فى الأصل محاضرة رفيعة جدا باللغة الشكسبيرية العالية جدا لأكاديمى فذ كعبدالحى نال شهادتان من جامعتى ليدز وأكسفورد هو فى الأصل محاضرة قدمها عبدالحى بمعهد الدراسات الأسيوية والأفريقية منتصف سبعين القرن الماضى وجرى نشرها فى كتاب ضمن سلسلة (كُراسة السمنار الأفريقى ) تحت الرقم 26 العام 1976 بمبادرة من مدير المعهد يومها بروف يوسف فضل .
    فى هذا الكتاب قام عبدالحى فى تنقيبه عن المنطلق الأدبى الذى يعتبر حسب إعترافه المصهر الذى شكل قاموسا لغويا جديد أتاح وصف الإنتماء الثقافى الوطنى السودانى الأمر الذى جعل الشاعر السودانى المعاصر شارعا ثقافيا فى المقام الول والذى ظل منذ أواخر عشرين القرن العشرين المبدع الحضاري للأمة والمنقب عن البذور المطمورة ومبتكر الصور المعقدة للهوية .
    فى هذا الكتاب توقف عبدالحى عبر مبضعه النقدى النادر ضمن شعر الفيتورى وتجربته الأفريقية التى شكلت الجذر الأخر للهوية السودانية ورفع الفيتورى ضمن نماذجه فى الكتاب إلى مقام على جدا للمنقبين عن الهوية عبر شعرهم الحضارى أو مقالاتهم النثرية منهم حمزة الملك طنبل ، المحجوب ، أولاد عشرى صديق ، مدثر عبدالرحيم ، يوسف فضل حسن ، جيلى عبدالرحمن ، محى الدين فارس ،تاج السر الحسن ، صلاح أحمد إبراهيم ، مصطفى سند ، النور عثمان ابكر ، محمد المكي ، محمد عبدالحى وشيخهم جميعا عبداللله الطيب ثم كبيرهم (الذى علمهم الشعر ) محمد المهدي المجذوب وهذا المقام والطبقة العالية جدا لمبدعى ورواد الفكر السودانى ( حسب مصطلح محجوب عمر باشرى فى ذاك البرنامج الإذاعى الشهير الذى ظهر فى كتاب لاحقا ) هو المقام وهى الطبقة التى يندرج تحتها الإسهام الحضاري للفيتورى الذى ماقدمه لوطنه السودان وهو قمة مايملك وهذا الفضل والتركة الحضارية للفيتورى أدركها فى حياته نفر نادر يعرفون ميزان الرجال عبر (الجرح والتعديل ) مثل الطيب صالح ومحمد عبدالحى عبر توقفهما الموجب فى إبداع الفيتورى النادر وتوقف عندها عقب (تحديقه فى الموت ) نفر نادر كذلك جميعهم نعوا الفيتوى نثرا وشعرا منهم أستاذنا عبدالرحمن وغيره من الذين أوجعهم رحيل هذا المبدع الفذ الذى يتشرف به أكثر من وطن .
    الصيدح المجود أبوعركى البخيت مترنما بإحدى درر الفيتورى من مرحلته الصوفية وهى المرحلة الأجمل مع التنبيه أن عركى قد ترنم كذلك برائعة المجذوب (سيرة ) التى يسود بها طقوس العرس السودانى وهو أحد تجليات الهوية التى عبرها توقف عبدالحى عند شعر الفيتورى و المجدوب لهم الرحمة جميعا .

    تحية وإحترام ل (شيخنا ) عبدالرحمن على الضفة الأخرى من (الأطلنطي

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 07-20-2015, 05:11 PM)

                  

07-20-2015, 05:13 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مداخلة مفقودة لشيخ عبدالرحمن :
    **
    يا لمرحى وفرحى بإخوة كرام أضافوا العمق والألق لذكرى شاعرنا النبيل المظلوم. وكما كتبت مرة لا أذكر بالتحديد متى: "لرب حزن يورث الفرح". وقد شرفنى حضوركم البهى إخوتى علي عبدالوهاب عثمان، احمد الامين احمد، عبدالله الشقليني، منصور المفتاح munswor almophtah، بله محمد الفاضل، علي محمد الفكي، نصر الدين عثمان.

    تتسارع أنفاسى للإحاطة بكل مداخلاتكم؛ فكل واحدة منها تشكل مدخلا لفضاءآت رحاب من الذكريات وتوثيق الملابسات والظروف والسياق. لذا سيكون من الإجحاف أن أرد لمجرد الرد. وعليه فإننى سأسعى للرد على كل مداخلة بما يليق بها من تفاعل. لكم كل إعزازى وتقديرى وأنتم تستثيرون فى ذهنى أعمق الذكريات وأدق التفاصيل.

    --------------------
    وكما وقلت فى مداخلتى السابقة: جاءت بعد رثائيتى فى صديقنا المرحوم عباس يس حاج الصافى قصائد غلبت عليها هموم الثورة أكثر منها آلام الرثاء كما ذكرت، حول أكتوبر 1964 وبعد مجزرة قصر الضيافة عام 1971. وكان فى شعرى بخلاف الرثاء كثير من شعر الغزل والتغزل بجمال ما خلق الله من بدائع تسر الناظرين وتفرح القلب المعنى كما كان يتغنى المغفور له بإذن الله سيد خليفه. كما كان فيها عددا مقدرا من الشعر الحلمنتيشى الذى أسس له الزملاء بروفيسور محمد عبدالله الريح (حساس محمد حساس) والدكتورعثمان عبدالمجيد (عصمصم)، والبروفيسور طه أمير طه والبروفيسور محمد بشير حامد، والأستاذ الوليد نصر الحاج على ممن تتابعوا فى تحرير المجلة الحائطية الكاركتيرية بجامعة الخرطوم المسماه بـ"ســــلامـات". وفى منتصف السبعينات كتبت قصيدة نوح على الصديق المناضل الزمبابوى "ميتاأُورى" الذى نما إلى علمى أنه دفن حيا لشك إتضح فيما بعد، بعد التدقيق والتحقق، أنه لا أساس له من الصحة، كما علمت من صديقنا السفير بوزارة الخارجية التنزانية، المرحوم كريس لابانى.

    فيا للمفارقة التى كنت قد ذكرتها من قبل فى واحد من بوستاتك الدسمة أستاذنا أحمد الأمين؛ وفى ظنى كان ذلك فى الذى موسعت أنت فيه معلومات ثرة عن الماديبا نيلسون مانديلا. وأشرت إلى تلك المفارقة كذلك فى بعض من محاضراتى العامة وما رفع منها على اليوتيوب حول حتمية الإستقطاب والتشرذم وإعادة التفتت الإستقطابى نتيجة الفشل فى الإنجاز لغياب التخطيط وتحديد الأهداف ورسم البدائل، مما ينجم عنه التفتت الإستقطابى وإطلاق تهم التخوين والعمالة. ولو تذكر كنت قد أوردت ملامتى للمناضل قورا إبراهيم أثناء حوارى معه فى دار السلام وقد كان العقل الواجهة للموتمر الشعبى الإفريقى الذى كان قد إنشق عن المؤتمر الوطنى الأفريقى، ومانديلا قابع فى سجنه. فأنتهى الأمر بين التنظيمين بمعارك دامية وتمت تصفيات ومصارع رجال أفذاذ، وكل من النظامين العنصريين فى جنوب إفريقيا وروديسيا طرب جذل. وكان ذلك نفس الحال فى المستعمرتين البرتغاليتين أنقولا و موزمبيق وفى زمبابوى حينما كان إسمها تحت الحكم العنصرى روديسيا، مما أدى إلى التمثيل بصديقنا ميتاآورى، موضوع قصيدتى اليوم. ومثل هذا البلاء فى التصفيات هو ما تقوم به وبحذافيره جماعات فى السودان، تدعى الثورية والتقدمية، وهى تصفى رفاق السلاح قبل أولئك الذين يحسبونهم أعداءهم الأساسيين! وما علموا أن قياداتهم خانتهم، وأنهم يقتلون أنفسهم فى كل سودانى آخر يصرعونه.

    ولكنه الجهل وعدم الإطلاع على تجارب الآخرين الذين سببوا لأنفسهم وأوطانهم كوارث تجل عن الوصف، كما فى موزمبيق وحرب الدمار والتدمير الدائرة من مطالع الستينات فى القرن الماضى، والتى ما زالت مستمرة إلى اليوم منذ أكثر من نصف قرن. ويضاف إلى الجهل كره الذات الذى يوهم القيادات الجاهلة والأفراد المغيبين الذين لم يعبأوا التعبئة الثورية الحقيقية بتوعيتهم وتثقيفهم قبل إيداع البنادق والطلقات فى أياديهم، ليصبحوا أدوات جذب للزناد قاتلين بعضهم بعضا؛ وكانهم يقتلون فى عقلهم الباطن أنفسهم إنتقاما لفشلهم وإحباطهم، وهو ما يسمى فى علوم التواصل الإدراكى بـ"التقمص الإنعكاسى". ومن ثم تصفية لتلك السواعد التى كان لها أن تسهم فى بناء الوطن بدل تدميره. وما أنجز أدعياء الثورية عندنا، طوال ربع قرن، إلا الدمار والفرقة والشتات وقبر المستقبل وإراقة دم مئات الآلاف من الشباب الذين هم أمل المستقبل للبلاد، ونفروا منهم من كان من المفترض فيهم أن يكونوا العمق الثورى الحاضن. ويستوى فى تلك الجرائم مجرمو السلطة وأدعياء الثورية. وكلما بذل لهم الناس النصح إستكبروا وتواروا خلف شعارات فارغة عن "الحسم الثورى" و"متطلبات المواجهة النضالية"؛ إلى آخر قائمة الشعارات الخطابية الممجوجة. وهم عالمون بأنهم يخدعون أنفسهم قبل الناس. فينتهى الأمر بآلاف القتلى من خيرة أمل الوطن من الشباب، فى حروب عبثية تظل تدور فى حلقة مفرغة، من التطبيل الفارغ لإنتصارات لا تقدم ولكن تؤخر يوم الخلاص من نظام فاسد باطش. وهذا أمر سأفصل فيه فى مقالى القادم ، بإذن الله: "أزمة السودان بين الدفاع بالنظر والثورة بالتمنى!" ولكنى أعود الآن لمرثية صديقى ميتاأورى التى كنت كتبت نصا منها باللغة الإنجليزية:

    جاء رفقة ُ السلاح ِ
    وفيهمو العدوُ والصديقُ
    وكان جمعُهم مُعبأً مُزمجرا
    وقد أجمعوا بأنكَ العميلُ
    والخؤونُ غادرا
    وأنتَ كنتَ فيهِمو
    الأبىَّ والنبيلَ
    والمصادمَ الصدوقَ دائما
    مقاتلاُ وثائرًا
    وفى غضبةِ التخوين ِ
    واليقين ِإستلَّ كلُ واحدٍ
    مسدسا وخِنجرا
    وقدْ حَسِبتَ أن نصلهم
    سيُعمل التقطيعَ فى
    الأحشاءِ والصدغين ِ
    مثلما جَندلَ الرومانُ
    قيصرا؟
    لكنْ صارَ كلُ نصلٍ
    للحفر معولا
    ليدفنوا شبابكَ الفتىَ
    وفكركَ الثورىَّ
    ويقبروا أنفاسكَ الثرى
    فتصبحُ الثورةَ هرة ً
    تأكلُ أبناءَها
    تُريقُ جَهدهم وكلَّ
    مابنوا وتفصُمَ العُرى
    ويسقطُ الشهيدُ باكياً
    على خيانةِ الرفاق ِ
    والغباءُ مُطبـِقٌ ومُطلقٌ
    والكلُ ما درى
    أن شهقةَ َالشهيدِ
    سُبةٌ لجهْلِهم وظُلمِهم
    وعائقا لنصرِهم
    وحافزًا لكُرهِ منْ يرى
    وجُرمُ عار ٍ شائن ٍ
    ومانع ٍ للإصطفاف
    خلف ثورةٍ
    مُنفرًا لمن أتى مُناصرا
    لكنَّ كل مخلص ٍ
    سيرفعُ الهُتافَ والذراعَ
    يغسلُ الأدرانَ
    يُنظفُ النفوسَ
    ظاهرًا وجوهرا
    فيوقظُ اليقينُ أن
    جيشنا الثورى قادرٌ
    على النهوض ِ والصمودِ
    عائدٌ بالنصرِ ظافرا
    وتظلُ أنتَ فِيهـِمو
    الأبىَّ والنبيلَ
    والمصادمَ الصدوقَ دائما
    مقاتلاً وثائرًا


    ولى عودة للتوثيق لشعر المراثى مما دار فى عقلى وجرى على لسانى أو قلمى.
                  

07-20-2015, 05:14 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مداخلة مفقودة لشيخ عبدالرحمن وبها ذكر لعله الأول للنور عثمان أبكر فى البوست والله أعلم :
    **
    رثـــاء أمـــة

    بين الثامن عشر والحادى والعشرين من عام شهر يوليو عام 1978 عقد فى الخرطوم مؤتمر قمة إفريقى، وكان حدثا مهيبا وعلى قمة جهاز وزارة الخارجية السودان يومها نخبة من خيرة الدبلوماسيين الذين مروا على الوزارة. فكان من أول نجاحات المؤتمر حضور ثلاثين من قادة إفريقيا ذلك الزمن، من ضمنهم قادة ثورات عرفوا السودان أيام كانوا مطاردين من الإستعمار البرتغالى والإسبانى والبريطانى والفرنسى وأعوانهم من الأنظمة الرجعية والمنظمات المناضة لتحرر الشعوب من الخونة من أبناء تلك البلاد. وكان فرحى غامرا إذ إجتمع شملى بعدد من قيادات دولهم يومها وقد عرفتهم أيام كانوا شبابا فى خطوط المواجهة أو فى المنظمات الشبابية والإتحادات الطلابية، منافحين عن قضايا أهلهم ورافعين لواء السيادة القومية لإفريقيا. وكان فيهم المرحوم كريس لابانى السفير بوزارة الخارجية التنزانية، المرح عميق الفكر والتعبير، والذى قرأت فى شقته الترجمة الإنجليزية لرواية عرس الزين، فى سلسلة الكتاب الأفارقة. وكان ورفيقه فى شقته القائد الطلابى جنرالى أويليمانقو، والذى صار لاحقا السكرتيرالتنفيذى لإتحاد الشباب الإفريقى بالجزائر العاصمة، وصار واحدا من أرفع الصحفيين التنزانيين مقاما. وكان فيهم أيضا مقاقا ألوت الصحفى الكينى لين العريكة ثائر القلم. وكان من ضمن من أتى المرحوم القس أندابانينقى سيثولى، القائد الرئيس وأحد مؤسسى حزب زانو (الإتحاد الوطنى الإفريقى الزمبابوى) والذى كان قد أنفصل عن زابو (الإتحاد الشعبى الإفريقى الزمبابوى)، وفى النهاية أزاح سيثولى عن القيادة لاحقا القائد الميدانى روبرت موقابى. وكنت قد أكملت تفاوضى معه على أن نقوم فى دار جامعة الخرطوم للنشر بنشر كتابه الجديد يومها: "جذور ثورة: مشاهد من النضال الزمبابوى" مع ترجمة لكتابه ذائع الصيت "الحركة القومية الإفريقية". وكان فيهم من ضمن من أجتمع أيضا صديقنا سيرجيو من موزمبيق وهو واحد من شلتنا "العصبة الإفريقية الضاربة" وهى مجموعة كان فيها كريس ومقاقا وحنرالى وآخرين من دول إفريقية سبع، درجت على تغيير مسار أى مؤتمر عالمى حضرناه، إلى ما يعلى من أولوية قضايا القارة ومواجهة الإمبريالية والإستعمار.

    وحينما علم الصديق الشاعر المبدع الكريم، المرحوم النور عثمان أبكر، بإمر تجمع عصبتنا فى الخرطوم، أصر على إستضافتنا فى منزله العامر بالصافية التى درج أن يجمع فيها فئة المثقفين من الشباب أمسية كل خميس. وقد كان نعم المضيف بشوائه الخارق للعادة وكرم زوجته مارجريت التى كانت تفرح كلما إجتمع عقد الناس فى بيتها فتفيض فى الكرم السودالمانى، وكان فى كوكبة المستضيفين الدكتوره نور شقيقة المرحوم النور، والمرحوم دكتور حافظ والشاب يومها الفنان المثقف الشامل والمبدع فنيا وأدبيا وروائيا وموسيقيا صلاح حسن أحمد. وغنى لنا فى تلك الأمسية النيرة صديقنا الفنان الصومالى المرحوم أحمد ربشة فيضا من الأغانى السودانية والصومالية والسواحيلية مما أطرب الجمع. وكان من ضمن من أجتمع فى تلك الليلة شاب وشابة ألمانيين، كانا عضوين فى فريق خبراء إنشاء تلفزيون الجزيرة، جاءآ لزيارة النور. وهنا تكمن أهمية كل ما أوردت من مقدمة طويلة لما سأورد لاحقا من رثائية فى حق أمة -- بل أمم -- وليس فردا.

    فقد تطرق حديثنا إلى وحشية أساليب القمع والطرد والممارسات غير الإنسانية التى تعرض لها المواطنون الأفارقة فى كل دول هيمنة المستعمرين. فروى لنا مقاقا أساليب البريطانيين فى تهجير الكينيين ليستولى البيض على أخصب الأراضى وأجملها طبيعة وأطيبتها هواءا. ولم يختلف أمر المستوطنين فى روديسيا الشمالية التى أصبحت بعد الإستقلال زمبابوى؛ وكذا النموذج الأمثل فى ذلك البطش العنصرى المتمثل فى جنوب إفريقيا، وهنا وردت الإشارة إلى كتاب جورج جبور الإستعمار الإستيطانى فى إفريقيا والشرق الأوسط باللغة الإنجليزية والذى كانت دار جامعة الخرطوم للنشر أصدرته وكان ضمن مكتبة النور، بعد أن إشترى منا كل ما صدر عن الدار يومها. ودار حديث طويل حول هذه النقطة حتى قطعته تنكى دياز وهى الشابة الألمانية التى أشرت إلى قدومها من واد مدنى، ولخصت الموضوع فى إطار نظرى مختصر قائلة: "كل نظام أستعمارى إستيطانى يتطلب تهيئة قطعة جغرافية تكون لهم عليها السيادة المطلقة لمناسبتها لإقامتهم وإستغلال أراضيها. فهى فى النهاية هيمنة إقتصادية مطلقة من أجل أهداف إقتصادية محضة وإن تدثرت بأى نوع من الأيدولوجية أو العنصرية. ونرى ذلك عبر التاريخ البشرى. وأبرز تهجير جماعى من أجل مثل تلك السيطرة المطلقة حدث فى أمريكا الشمالية والجنوبية عامة وفى الولايات المتحدة خاصة." وهنا أستوقفتها قائلا: " لكن فى أمريكا كانت عملية أبادة جماعية للسكان الأصليين." فقالت "نعم كانت هناك عمليات أبادة، ولكن كانت عملية التهجير القهرى واحدة من الأكبر والأبلغ أثرا فى تاريخ البشرية." وأستمر النقاش الفكرى المثير حول تلك القضية وقضايا أخرى. حتى نهاية الجلسة. وهنا قالت لى تينكى ورفيقها إنهما مستغربان مما قلته لأنه يدل على إلمام بتاريخ القارة وواقعها مما لم يجداه فى مثقفى السودان الذين عرفاهم ما عدا النور المتصالح مع إفريقيته. فجل إهتمام مثقفى السودان حسب رأيهم، ينحصر فى العالم العربى. وقالا أنهما يتمنيان أن نتابع نقاشنا حين عودتهم من الجزيرة المرة القادمة
                  

07-20-2015, 05:16 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مداخلة مفقودة لبروف عبدالرحمن :
    **
    وفى نهاية الأسبوع التالى تقابلنا فى منزل النور مرة أخرى حيث حصلا على عنوانى بدار جامعة الخرطوم للنشر. وجاءت تنكى ورودولف إلى مكتبى وهى تحمل فى يديها لفافة أهدتنى أياها، قائلة لى أتمنى أن تجد فيه ما يضيف إلى معرفتك عن تاريخ الولايات المتحدة وحكت لى عن مشاركتها كناشطة فى الحركة الطلابية فى ألمانيا وفى بريطانيا خلال فترة الدراسة لدرجة الماجستير، وكيف أن هناك عدد غير قليل من الطلاب الأفارقة لا يعيرون قضايا القارة إهتماما، وأنهم ذاتيون أنانيون يبالغون فى النزق والفحش والرذائل وتغييب العقل بالمبالغة فى إستعمال الخمور والمخدرات. ولا أنسى مقولتها "كيف يمكن لأمثال هؤلاء إنجاز أى تنمية أو تقدم لبلادهم بعد عودتهم، وهل من الممكن لهم الإحساس بآلام وإحتياجات الجماهير". فوقع حديثها موقعا طيبا فى نفسى وأنا الذى شهدت مثل ذلك الفجور الذى أشارت إليه فى كثير من بلاد الغرب التى زرتها.

    ومنذ تلك اللحظة الى بدأت فيها قراءة الكتاب تغيرت كثيرا من قناعاتى عندما ظهرت لى فداحة قسوة الأنسان على أخيه الأنسان. وقد كان الكتاب بعنوان "أدفنوا قلبى فى الركبة الجريحة"Bury My Heart At Wounded Knee وهو كتاب يجب أن يقرأه كل من يريد أن يفهم بشاعة عنصرية المستعمرين الاوربين ضد السكان الأصليين فى أى مكان. والركبة الجريحة تشير إلى موقعة إبادة وقعت فى التاسع والعشرين من شهر ديسمبرعام 1890 قرب ضفاف نهير الركبة الجريحة فى ولاية داكوتا الجنوبية حيث قتلت فرقة الخيالة السابعة فى الجيش الأميركى حوالى ثلاثمائة من رجال ونساء وأطفال أمة اللاكوتا الهندية العزل، الذين آثرو البقاء بعد طرد بقية السكان الأصليين فيما يسمى بمسار رحلة الدموع عام 1830. وطارد الخيالة الهاربين وقتلوا كل من لحقوا بهم.


    جثث المئات من الصرعى تردم فى قبر جماعى

    ويحكى الكتاب معاناة السكان الأصليين وأثر الهجرة الأوربية عليهم بتفاصيل مروعة. فكانت تلك المعرفة بالتاريخ زادا لى لأستزيد عليه عند لقائى بأى من السكان الأصليين لأمريكا فى المؤتمرات الدولية، وبعد ذلك بعد قدومى إلى الولايات المتحدة، حيث سعيت إلى مقابلة أعضاء مكتب منظمة شئون السكان الأصليين بمدينة كيمبردج، المدينة التوأم لمدينة بوسطن، وفيها أيضا جامعة هارفارد ومتحفها لتراث السكان الأصليين والذى أضحى الآن مثار جدل ودعاوى قضائية حول مقتنياته. وتعمقت فى علاقاتى بعدد من أفراد قبائل السكان الأصليين فى ولايتنا ما ساشوستس (والتى سميت على الزعيم ماساساوى، وولايات الشمال الشرقى الست، والولايات الأخرى التى سافرت إليها. وهذا عالم مختلف فيه من الامور المذهلة ما يفوق الوصف خاصة فى الفنون والشعر والقصة والأحاجى.




    مع الزعيم ثندربيرد بلاك هوك (طائر الرعد الصقر الأسود) زعيم أمة الياماسى مسكوقى

    وقد كان مسار رحلة الدموع حدثا لا مثيل له فى تاريخ البشرية من حيث التطهير العرقى بالطرد والإقتلاع من الجذور. وتعود القصة إلى من كانوا يسمون بالأمم الخمسة المتحضرة من السكان الأصليين فى عمق الجنوب الأميريكى: وهم أمة الجيكاسو، وأمة السيمينول وأمة الشيروكى وأمة الجوكتو وأمة المسكوقى أو الهنود السود كانوا يسعون إلى الحفاظ على إرثهم وثقافتهم-الحضارية (راجع بوستى عن أمة الياماسى http://sudaneseonline.com/board/420/msg/%D8%A3%D9%85%D9%80%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D9%85%D8%A7%D8%B3%D9%80%D9%89-%D8%B3%D9%80%D9%83%D...-----1356738206.html)

    ورغما عن أن كثيرا من السكان الأصليين بدأوا فى التمثل الحضارى منصهرين فى المجتمع حسب دعوة جورج واشنطن للتحول الثقافى، إلا أن المستوطنين البيض كانوا يسعون إلى تصفيتهم فمارسوا ضغوطا على الكونجرس حتى حصل الرئيس أندرو جاكسون على إجازة "قانون أزالة الهنود" عام 1830. ومنذ ذلك التاريخ ومن مطالع عام 1831 إلى عام 1838 طرد ما يزيد عن الخمسين ألفا من السكان الأصليين وأرغمو على التهجير ليرحلوا تحت قسوة الطبيعة إلى الغرب، فمات أغلبهم من البرد والجوع والمرض. حتى أن المؤرخين يذكرون مثلا أن من أمة الشيروكى وحدها التى أرغم على الهجرة منها 16,500 مات منهم أكثر من ثلثهم 6,000 نسمة

    وقد صارت مأساة مسار رحلة الدموع مصدرا خصبا لكثير من أعمال الفكر والأبداع الثقافى والفنى والأدبى. فقد نتج عن التفاعل مع المأساة بعضا من أجمل ماكتب من الشعر والروايات، وما أنتج من الأفلام والمسرحيات وأبدع من اللوحات والنحوت والتشكيل عامة. وحين قدمت إلى الولايات المتحدة تتبعت

    **
                  

07-20-2015, 05:19 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    هذه المداخلة مفقودة كذلك فى الأصل وهى لعضو المنبر المحترم الثبت الجهبذ العارف المتواضع والمهذب عبيد الطيب ود المقدم ولعله أرسلها من بادية الكبابيش تلك الملهمة علما ان الماخلة الأصلية له بها إقتباس من قصيدة شيخ عبدالرحمن جوهر البوست ورد وتصحيح لمعلومة تفضل بها عبر الخطأ عضو المنبر احمد الأمين أحمد مداخلة ود المقدم سقته الريتح تقرا :

    **
    Quote: يا صنو الروح
    وياقوت الشعر
    ماعاد سؤالك يقلقنى
    " تبكيني أم أبكيك؟"
    فبكاؤك قد عز على
    عينين مسهدتين
    لا أبغى لهما العذر
    لكن سؤالا دهريا
    ما أنفك يدور
    ما معنى الغربة؟
    وفيم الضيم؟
    وفيم القهر؟
    ولماذا صلف الناس؟
    وجحد حقوق الخلق؟
    فتظل دموع
    تجرى كالنهر
    و”النيل ثوبٌ إخْضَرْ"
    ويظل سؤالك يقلقنى
    أبد الدهر
    "هل انت أنا؟"
    فالموت لصيق الغربة يا هذا
    والنزف يظل يدوم
    والوطن بعيد
    فأنت الـ"عصفور غريب"
    تتنقل بين الأغصان
    "لشهورٍ ثم تطير"
    و الروح تطير


    يا سلاااااام رثاء من القلب إلي القلب
    سماحة البروف أحسن الله عزاكم وربنا يتقبل الراحل قبولا حسنا
    الموت "ياه الكيس الدائم" كما يقول أهلنا في الريف، وإن كانت له حسنات، هي أن نتعرف علي شعراء مثلكم
    إخذتهم مننا الجامعات والدراسات الأكاديمية
    أيضا البوست كان "ضلا رهينا" كما قال الهلالي، ثقافة جامعة ومعلومات قيمة جدا، حيث تعرفنا علي
    دكتور عبدالرحمن الشاعر والأديب الماهر الحاذق
    ولا يفوتني أن أطايب الأصدقاء والجميلين بطبعهم الأساتذة
    الشقليني وأحمد الأمين وعلي عبدالوهاب ومنصور المفتاح وعلي الفكي
    بلة محمد فاضل ونصر الدين عثمان والجميع



    Quote: الدرب إنشحط واللوس جبالو أتناطن
    والبندر فوانيسو البوقدن ماتوا
    وبنوت هضاليم الخلا البنجاطن
    أسرع قودع أمسيت
    والمواعيد فاتن
    تبين لاحقا (أرجو التصويب ) أن هذا الشاعر المجهول هو شيخ الحردلو الكبير وهو من الشعراء
    الذين توقف الطيب صالح عندهم كثيرا فى مقالاته الشهيرة التى صدرت فى أكثر من كتاب


    الصديق الوهيط ، الأديب الأريب الأستاذ أحمد الأمين
    تحيَّات زاكيات وسلام ومعزة صادقة
    المربوعة ثبتت أنها للشاعر الرائع الراحل
    يوسف ودعبشبيش، بحثتُ عنها كثيرا ، ثم بحث معي الأخوين الصديقين الأستاذ بدر الدين مصطفي ،وهو عضو معنا بالبورد والأخ الدكتور دفع الله محمد أحمد الذي رحل عن دنيانا قبل إسبوعين والدكتور
    دفع الله محمد أحمد "الهشيِّب" من قرية الهشيِّب بالبطانة ومن أهلنا القُنَن ، ودكتور دفع الله صديق لإبن الشاعر
    محمد وديوسف ودعبشبيش، ومحمد توفي ايضا
    ولكن دكتور دفع الله دوّن منه الكثير من شعر والده ، شاعر"الدَّرب إنشحط" الهمباتي يوسف ودعبشبيش
    وبدر الدين أيضا محتفظ بكاسيت قديم جدا به شعر
    يوسف ودعبشبيش، ومن شعره ايضا والذي مدني به الصديق بدر الدين مصطفي
    في حراسة في الكاملين وهو يودع جمله الذي أخده منه العسكر، أولسد غرما
    سرجك دلَّلو وملصوا القلايد منك
    وسيدك قيدو شك وات في المزاد جالبنك
    الخلاك بالهاري السنين سالبنك
    طال شوقك على العبكن جلادن وجنك
    يا أحمد أخوي
    لم أر، ولم أقرأ لشاعرٍ بدويَّ ، رثي نفسه، ومنَّح عليها وهو حي كيوسف ودعبشبيش، وتحديدا في هذين الربعين
    "سرجك دلَّلو وملصوا القلايد منِّك
    وسيدك قيدو شَكْ وات في المزاد جالبنك"
    أيضا يقول ودعبشبيش
    يا سيدي الحسن في النهمة ما تتعطل
    يوسف من مساككة البواليس بطل
    بعد ما بتب مع الدرقه الحديدا مكنتل
    بقيت ربعتو الكبة القميصو مشكل
    أيضا مدني الصديق العطا بهذه المربوعة لودعبشبيش
    يوم طلبة حجر يوماً نقش...... للظابط
    يوماً في الجبال فوقكن غماماً... رابط
    قول لي أم درعه نطارة الخِدَير النابت
    القلب عاودو الهُلْوَاس بعد مُو.... ثابت
    ولدي الكثير من شعر ودعبشبيش ومن شعر إبنه، دونته من بدر الدين ودكتور دفع الله وآخرون،
    وكنا بصدد كتابة بوست بصفحة "رشا..الهشيِّب" أو مقال عن شعر ودعبشبيش وإبنه وكلاهما مجيد،
    ولكن رحل دكتور دفع الله إلي دار الخلود، ولكن الصديق الرائع بدر الدين موجود
    نأسف أن حرفنا البوست من وجهته ولكن العزاء ،
    الفيتوري ويوسف ودعبشبيش كلاهما شاعران مجيدان، وكلاهما مدهشان

    معزتي ومحبتي الصادقة
    ***
                  

07-20-2015, 05:22 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    حسب تسلسل المداخلات المفقودة المداخلة أدناه للعضو أحمد الأمين أحمد (اخو كيكى ) ردا على مداخلة ود المقدم ومداخلة سابقة لشيخ عبدالرحمن حفظهما الله وبالمداخلة تداخل لأكثر من إقتباس بعضه قديم من أرباع سابقة لشيخ عبدالرحمن فى بوست مانديلا المحذوف طوعا :
    **
    ك(مُتابع ) للبوست الراقى أرحب بحضور الثبت الجهبذ أخى عبيد ود المقدم من بادية الكبابيش الملهمة جدا ( هى من المغانى التى خلبت لب الطيب صالح عبر مقالاته تلك )وقد برنى بتصويب هام جدا للشاعر السودانى المجهول الذى ثبت له الشيخ الأكبر الطيب صالح تلك الأبيات الجياد فى مقدمة إحدى رواياته وقد إرتفع به إلى طبقة الفتيورى وأبى نواس وهى طبقة نادرة جدا وعسى ياعبيد المزيد من الإضاءة عن هذا الشاعر السودانى المجهول الذى أجبر الطيب صالح نفسه وهو عليم جدا بالشعر فى حضارات والسن مختلفلة على تثبيت نصا غائبا له كمفتتح لسردياته الكبرى تلك عسى المزيد ياعبيد مع الود والتحية على (التصويب) نزولا على رغبتى وحتى حينها :
    **

    كتب شيخنا عبدالرحمن وقد تمدد بحب ومتعة فى الفضاء الأفريقى أحد أخصب المجالات والحقول الخدراء التى رعى فيها بحب و إباء وإعتزاز الشاعر الضخم الفيتورى الذى رحل مؤخرا فقدح رحيله ذاكرة أستاذنا عبدالرحمن الوقادة وأستنطقت عقله المرن ليجود علينا بما جاد فى هذا البوست المُترع بالشعر والنثر والتجوال الممتع فى غياهب الحياة الحافلة التى عاشها أستاذ عبدالرحمن كتب يقول :
    ((فيا للمفارقة التى كنت قد ذكرتها من قبل فى واحد من بوستاتك الدسمة أستاذنا أحمد الأمين؛ وفى ظنى كان ذلك فى الذى موسعت أنت فيه معلومات ثرة عن الماديبا نيلسون مانديلا. وأشرت إلى تلك المفارقة كذلك فى بعض من محاضراتى العامة وما رفع منها على اليوتيوب حول حتمية الإستقطاب والتشرذم وإعادة التفتت الإستقطابى نتيجة الفشل فى الإنجاز لغياب التخطيط وتحديد الأهداف ورسم البدائل، مما ينجم عنه التفتت الإستقطابى وإطلاق تهم التخوين والعمالة. ولو تذكر كنت قد أوردت ملامتى للمناضل قورا إبراهيم أثناء حوارى معه فى دار السلام وقد كان العقل الواجهة للموتمر الشعبى الإفريقى الذى كان قد إنشق عن المؤتمر الوطنى الأفريقى، ومانديلا قابع فى سجنه. فأنتهى الأمر بين التنظيمين بمعارك دامية وتمت تصفيات ومصارع رجال أفذاذ، وكل من النظامين العنصريين فى جنوب إفريقيا وروديسيا طرب جذل)) إنتهى الإقتباس
    ..
    تحية وشكر شيخنا عبدالرحمن وهاهى مداخلتك (القديمة ) التى زينت بها ضمن 11 مداخلة كل مداخلة منهن تزن (دهب ) البوست المحذوف عن رحيل سيدى ماديبا والتى أشرت فيها إلى لومك للمناضل قورا إبراهيم حين إلتقيته بدار السلام على ساحل القرنفل والبهار بتنزانيا عهد (المعلمو ) جوليوس نايريرى ..
    مداخلتك كات تقرأ:
    ******
    أخى الأستاذ أحمد
    أسمح لى أن أواصل ما أنقطع من ذكريات تكرمت على بطلبك منى سردها.
    كان صباحا رائعا فى يوم من أيام دار السلام تلك التى يغطى فيها الغمام بوشاح هادى كل شئ وتتخلله رقائق من ضوء الشمس ورشقات من رزاز ناعم الذرات لمطر لاينهمر وإنما يقبل الوجه والأطراف ليعلن للملأ أنكم بدار السلام. فأسترخوا وقروا عينا.وكان ذلك حالنا صباح ذلك اليوم من عام 1973 بعد أمسية حافلة بالثقافة والفنون والوعى وصحبة لفيف من مثقفى تلك الديار فى منزل الديبلوماسى المتفرد الودود الأستاذ السفير أحمد دياب، القائم باعمال السفارة السودانية بدار السلام يومها. وحضر الأمسية أيضا صديقنا المثقف السفير الدكتور أحمد عبدالوهاب جبارة وكان فى بدايات صعوده الدبلوماسى. فكانا حقا فريقا يبعث على الفخر فى الأداء العملى والوداد الإجتماعى فى المحيطين الدبلوماسى والثقافى فى تلك المدينة الهامة للقارة يومها. وكان برفقتنا صديقى الراحل كرس لابانى المتشبع بالولاء لشبيبة حزب تانو، حزب المعلمو جوليوس نايريرى وأحد ألمع شبيبة تنزانيا فى الإتحادات الطلابية العالمية. وكان ممن نعول عليهم فى إبراز هموم القارة وطرحها بأسلوب نمق. وكان لتدريبه ذاك على أيامنا تلك أن صار بعدها دبلوماسيا ناجحا وسفيرا لبلادة وأحد أركان وزارة الخارجية التنزانية قبل أن توافيه المنية، كما علمت من الرئيس التنزانى ووفده الوزارى الزائر قبل خمس سنوات ونحن مع لفيف من قادة الجاليات الإفريقية و أهل الفكر والهموم الإفريقية مجتمعون مع الوفد الرئاسى التنزانى الزائر فى مكتب حاكم ولاية ماساشوشتس ببوسطن.

    وكان معنا أيضا فى ذلك الصباح وفى ذلك المقهى المجاور لمبنى لجنة التحرر لمنظمة الوحدة الإفريقية صديقنا الحميم زميل كرس لابانى فى السكن جينارالى أوليمانقو الصحفى اللامع اليوم فى تنزانيا ورئيس تحرير أكثر صحف تلك البلاد تداولا. وكان قد عاد من توه من الجزائر حيث كان سكرتيرا للإتحاد العام للشباب الإفريقى الذى أدار له بومدين "الأزهرى" ظهر المجن كما فعل بإلإتحاد العام لطلاب إفريقيا، بعد أن إنقلب على بن بيلا. وهذه أزمة عاشتها كل حركات التحرر الإفريقى حيث شعر قـادة الميدان بأن السياسين قد بدأوا يصدرون لهم الأوامر، وهم ما تعودوا إلا إصدار الأوامر لا تلقيها. وقد تناشقت طويلا فى هذا الأمر قبل سنوات عشر بمكتبى ببوسطن مع صديقى المرحوم عمرالعلوى مستشار الملك محمد الخامس وبعده الحسن السادس، والذى عاصر مخاض وميلاد منظمة الوحدة الإفريقية ومجموعة الدار البيضاء، وقد ملأت رواياته كثيرا من الثغرات فى معرفتى بدقائق الأمور وماخلف الكواليس. وكان رجلا أمينا أبت عليه أمانته إلا أن يترك المنصب ويقيم ردحا من الزمن فى بوسطن حيث كان لقاؤنا يوميا بمكتبى.

    ألم أقل لك من قبل ياصديق أن الذكريات خيوط فى نسيج ذهنى لا تستطيع إمساك طرف خيط منها إلا و يقودك إلى آخر ليضع فى يدك طرفا آخر لخيط آخر. فسامحنى على هذا الإستطراد الذى يريح عقلى وأنا أكتب. فالأفكار تتداعى بطريقة لا أستطيع التحكم فيها؛ خاصة حينما تكون ذكريات حميمة. ناهيك عن أنها مرتبطة فى الأصل والنتائج بما سأطرق من ذكريات أخرى حول ذلك الصباح الجميل بدار السلام جوار مبنى لجنة التحرر التابعة لمنظمة الوحدة الإفريقية. حيث كان فى جلستنا قورا إبراهيم المتحدث الرسمى بإسم البان آفريكان كونقرس (مؤتمر التوحد الإفريقى) المنظمة المنافسة للأفريكان ناشونال كونقرس (الموتمر الوطنى الإفريقى) تنظيم مانديلا، وكان الماديبا يومها فى السجن.

    وكما ذكرت سابقا كان بين المنظمتين ما صنع الحداد من يوم إنفصل جماعة البان آفريكان عن الوطنى حتى تطور الأمر إلى صدامات مسلحة كل يؤكد أهليته ليمثل شعب جنوب إفريقيا وقضيته. وكنت قد تعرفت على قورا إبراهيم أبان إنعقاد المؤتمر الثالث لإتحاد طلاب جامعة الخرطوم (كوسو) لحركات التحرر الإفريقى، وكنت عضوا باللجنة التحضيرية والتسييرية لذلك المؤتمر وهو نفس المؤتمر الذى تعرفت فيه على كوندى ألفا الرئيس الحالى لدولة غينيا فى غرب إفريقيا ثم سكنت معه فى شقته بباريس كما ذكرت سابقا. وكان دورى بعد حيرة دامت فى من يمكنه أن يترجم للحضور مايقوله الضيوف؟ فكان أن طلب منى تحمل تلك المسئولية أمام الحضور فى القاعة 102 بكلية الآداب مباشرة. وقد فاجأت نفسى يومها وكنت راضيا عن دورى فى أداء المهمة بإتقان مسح عن ذهنى مرارة التجربة التى خضتها فى جامعة ماكريرى بيوغندا إبان مخاطبتى للجلسة المفتوحة للجماهير إبان إنعقاد مؤتمر إعادة الطلبة اللاجئين عام 1966، والذى كان أول مؤتمر لى أتحدث فيه بالإنجليزية. وكان أدائى كارثيا أستثار بعض الضحكات لركاكة تعابيرى رغم رباطة جأشى وحضورى الثابت، غير الآبه على المسرح. ولكن كان ذلك القصور فى مقدرتى اللغوية لنقل أفكارى مصدرا لإحساس كئيب. إحساس أشعر به كلما إستضيف مسؤول فى إحدى القنوات الفضائية فيتمتم ويتهجأ ويكرر ويعيد فى كلمات وجمل لارابط ولا علاقة بينها. وهو أمر تجب معالجته عند مواجهة أجهزة الإعلام قبل التصدى للظهور فيها. فخير لاظهور على ظهور مهزوز بائس.

    وقد يكون فى طريقة علاجى لتلك المشكلة نموذجا لربما يستفيد منه الكثيرون. فقد حفزنتى تلك التجربة لأن أظل أستمع لإذاعة البي بى سى طوال اليوم، لأعرف كيف تنطق الكلمات وكيف تركب الجمل. ولكن بعد فترة قصيرة ومتلطبات الحياة اليومية والدراسية، تركت الراديو مفتوحا طوال اليوم وأنشغلت بأمور أخرى دون أن أكون متنبها بوعى لما يقول المذياع. وحينما درست علوم التواصل الإدراكى بعد سنوات عشر علمت أن تلك العملية تسمى "الإستيعاب اللا إرادى". وهى نفس الطريقة التى يتعلم بها الأطفال الكلام واللغات المختلفة؛ وتلك التى يتعلم بها البحارة محدودى التعليم الحديث بطلاقة فى لغات عدة. وقد ساعدت تلك الطريقة عشرات من طلابى الأجانب فى جامعة بوسطن من إتقان اللغة الإنجليزية فى فترات وجيزة وساعدت عددا من الإخوة والأخوات المهاجرين على إختراق حاجز اللغة. آسف مرة أخرى للإطالة؛ ولكننى رأيت أن عسى يستفيد بعض القراء من تجربتى المهينة تلك.

    كما قلت كنت قد تعرفت على قورا إبراهيم بالخرطوم يوم كانت قلب إفريقيا النابض. ثم توثقت معرفتى به حينما تقابلنا بالقاهرة عندما إختارنى إتحاد طلاب جامعة الخرطوم لألعب دور الإتحاد الذى كان أحد المؤسسين كمستشار تنسيق لإعادة بعث إتحاد طلاب إفريقيا بالقاهرة بعد أن تشتت وأنشل حينما طاله الرفض من قبل حكومة بو مدين بالجزائر حيث كان مقره. فبومدين الذى تلقى تعليما أزهريا كان رافضا للخط اليسارى الذى إنتهجته حكومة بن بيلا. وتعمق ذلك الرفض نتيجة تعمق ماسميته أنا بالصراع وسط رفقاء النضال بين أفكار مالك بن نبى وأفكار فيلسوف الثورة فرانس فانون. ولكن كانت الغلبة لمن بيده البندقية.

    لذا لم أتحرج فى دار السلام من أن أواجه قورا إبراهيم مواجهة الصديق حول المواجهات بين الآ إن سى والبى آى سى، وكنت حينها نائبا للرئيس ممثلا فى اللجنة التنفيذية لإفريقيا ومقررا لحركات التحرر فى منظمة الشباب العالمية للأمم المتحدة. وفى أثناء نقاشنا طل علينا مارسيلينو دوزش سانتوس، ذلك الشاعر ممشوق القوام نمق الهندام واثق الخطوة بلحيته المميزة المشذبة. وهو واحد من أشعر شعراء إفريقيا وخطيب لا يضاهى سلس العبارة واضح البيان، يشد المستمعين إليه ويرغمهم على سماعه وأن إختلفوا معه فى الرأى. وهو أحد مؤسسى حركة تحرير موزمبيق فيرليمو عام 1962، و قبل ذلك كان دوره محوريا فى إنشاء الجبهة المعادية للإستعمار فى باريس عام 1957، ثم مؤتمر المنظمات الوطنية للمستعمرات البرتغالية فى إفريقيا والذى إنعقد فى الدار البيضاء بالمغرب عام 1961 معلنا بدأ العمل على تحرير تلك المستعمرات.

    دوزش سانتوس فى أكتوبر 1972 وهو يخاطب اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المعنية بالدول تحت الوصاية أو التى لا تحكم نفسها، قبل أشهر من أول لقاء لى به فى دار السلام عام 1973 فى لجنة التحرر الإفريقى كما ذكرت أعلاه؛ وإلى جواره أميلكار كابرال.
    ولى عودة
    .قلت لقورا إبراهيم فى ذلك اللقاء كيف لنا أن نفسر إقتتالكم أنتم والآى إن سى، وقد أثخنت الجراحات تنظيميكما مما مهد لقوات النظام العنصرى لضربكم وضرب مسانديكم من حركات التحرر فى روديسيا الشمالية (الآن زمبباوى) وموزمبيق وأنجولا. وهل لخلافكم يد فى الصراع فى روديسيا بين زابو تحت قيادة جشوا أنكومو و زانو (إتحاد زمبابوى الوطنى الإفريقى) تحت قيادة القس الأب إندباننقى سيثولى مؤسس الحركة والذى أزاحه لاحقا مساعده القائد العسكرى موقابى؟ وكان موقابى قد أرغم سيثولى على التنحى بدعوى أنه أهمل المقاتلين فى زامبيا مما أدى إلى مصرع عدد كبير منهم نتيجة للغارات الجوية المشتركة بين النظامين العنصريين فى جنوب إفريقيا وروديسيا. وسمى موقابى الحزب زانو الجبهة الشعبية وقواته زالنا. ولم يشفع لسوثولى مشاركته الفعالة فى إنشاء الحزب ولا نضاله وكان قد قضى فى سجون إيان سميث عشر سنوات مع موقابى. والذى ألقاه فى السجن لاحقا بتهمة التآمر على إغتياله، وكان قد عادمن منفاه الإختيارى فى الولاي المتحدة. وكان الأب سيثولى قد زارنا فى مكتبى بدار جامعة الخرطوم للنشر وصحبنى إلى منزلنا بالخرطوم بحرى إبان إنعقاد المجلس الوزارى لمنظمة الوحدة الإفريقية بالخرطوم عام 1978. وكان رجلا هادئا عميقا، ولكنه يحمل مرارات السنين بعد أن كان أحد مؤسسى زانو.
    صورة لغلاف كتاب الأب إندباننقى
    سيثولى جذورالثورة الذى كان قد
    كتبه خلال سجنة، حيث قضى فى
    سجون إيان سميث عشر سنوات.
    وأنا أذكر هنا تلك التفاصيل لعلاقتها القوية بجنوب إفريقيا الماديبا. فقد تقاطعت المصالح وتداخلت الخلافات بين الفصائل بما كان ينذر شرا بدمارها جمعيا فى جنوب إفريقيا وزمبابوى وموزمبيق وأنجولا.ولنعد لبداية الخلاف الذى قال لى قورا أننى أعرف خلفياته لذا فإنه لم يكن ليوردة فى رده على تساؤلاتى عن المواجهة الدموية بين البى آى سى والآ أن سى. فقصة الخلاف تبدأ عند إنقسام مجموعة من الآى أن سى عام 1959 لإعتراضهم على ميثاق التحرر لعام 1955. وكانت شعاراتهم تتلخص فى الوطنية والإشتراكية ووحدة القارة الإفريقية تحت قيادة حكومة من الإفارقة وبواسطة الأفارقة وللأفارقة فقط مع مطلق الولاء لإفريقيا، وأختاروا إسم مؤتمر التوحد الإفريقى لأزانيا. لذا كانت معارضتهم للموتمر الوطنى الإفريقى تحت قيادة ألبرت ليتولى، الذى ذكرناه آنفا، بحسبان أنه كان متساهلا فى التعاون مع البيض والملونين خاصة فى الحزب الشيوعى. وأتهمه بعضهم بأنه عضو سرى فى الحزب الشيوعى. ولكن ليتولى، أول فائز بجائزة نوبل للسلام من إفريقيا، كان يرى، كما الغالبية، ضرورة التكاتف والتحالف مع كل من هو ضد نظام الفصل العنصرى. ولكن مجموعة أزانيا رأت أنه لايمكن إنضمام ذوى الأصول الأوربية أو الآسيوية إلى التنظيم ولا التنسيق معهم لأن تلك القضية تخص الأفارقة الأصليين وهم وحدهم القادرون على حلها. ولكن تم لاحقا تعديل سياستهم لتضم التعامل مع الآسيويين، وذلك حينما قرر الحزب قبول المساعدات والتدريب من الصين بحجة أن الصينيين داكنو البشرة وليسوا بيضأ وهم أيضا ظلوا يناضلون من أجل نفس الأهداف، خاصة فى مساعدتهم لفيتنام ومن قبلها كوريا. ولكن ذلك سرعان ما جذب الحزب إلى الصراع الدولى بين المعسكريين الإشتراكيين الإتحاد السوفيتى والصين؛ مما أدى إلى تصعيد المواجهات المسلحة، فقد كان الإتحاد السوفياتى يؤيد الموتمر الوطنى الإفريقى يومها.

    وقال قورا إبراهيم ردا على تساؤلى: "نحن نعى ضرورة التوحد. ولكن الإصرار على إلغاء وجودنا لإختلاف وجهة نظرنا كان لا يمكن قبوله. والآن وبعد توصية مانديلا بقبول الأمر الواقع والإعتراف بنا كرفقاء نضال، فإن هناك خطوات حثيثة للتنسيق فى المواقف." وفى هذه الأثناء حضر شخصان قصيران من الأزانيا ثقيلى الوزن وأخذا فى كيل السباب للموتمر الوطنى الإفريقى بحجة أنهم يهادنون البيض الذين يستغلونهم ويتعاونون مع الإستعمار الجديد فى شخص الإتحاد السوفيتى. وبينما كان السجال حادا حول هده القضية جاء زعيم ناميبيا سام أنجوموا بحكمته. وأشار إلى أنهم فى جنوب غرب إفريقيا لا يميزون بين أى من التنظيمين الثوريين، وأن المشكلة غالبا فى الكوادر غير القيادية. لذا يدخلون فى مشاحنات تؤدى إلى التصعيد. وأمن على كلامه قورا إبراهيم. ومر أوليفر تامبو ولم يفعل غير التحية العارضة. وكان رجلا مهموما صارم القسمات دائما. وكان أحد الثلاثة الذين كونوا مع والتر سيسولو ونيلسون مانديلا الرابطة الشبابية لحزب المؤتمر الوطنى الأفريقى. وصار رئيسا بالإنابة للآى أن سى بعد وفاة الزعيم ألبرت ليتولى عام
    1967
    *****
    نتهت مداخلة بروف عبدالرحمن (القديمة ) التى أرسلها عبر أمواج الأطلنطى كإضافة نوعية نادرة جدا لبوست مانديلا (المحذوف طوعا ) مع التنبيه أن حضور افريقيا وإنسانها فى هذا البوست الجديد للبروف الذى جوهره (الفيتورى ياقوت الشعر ) ليس إعتباطا خاصة أن افريقيا هى المحتوى والهم الأكبر الذى سيطر على شعر الفيتورى ويكفيه فخرا إحتفائه بها بقوله :
    صناعتى الكلام
    قد أجيد تارة ...وقد أخطى تارة
    لكننى منذ مشت عواصف الحنين فى دمى
    ومنذ إزدهرت براعم الكلام فى فمى
    ومنذ ما أنطلقت ضائعا متشردا
    أطوى ليالى غربتى
    وأمتطى خيول سأمى
    كنتى عذاب أنت يا أفريقيا
    وكنت غربتى التى اعيشها
    وشئت أن أعيشها ..
    سلاما على الفيتورى فى جدثه (الرطب )بمدافن الشهداء بالمغرب وسلاما عطرا لشيخ عبدالرحمن فى محرابه ( العبق ) على الضفة الأخرى للأطلنطى .
    ****
                  

07-20-2015, 05:24 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مداخلة مفقودة لشيخ عبدالرحمن :
    **
    أشرت إلى أن مأساة رحلة مسار الدموع قد صارت مصدرا خصبا لكثير من أعمال الفكر والأبداع الثقافى والفنى والأدبى. فقد نتج عن التفاعل مع المأساة بعضا من أجمل ماكتب من الشعر والروايات، وما أنتج من الأفلام والمسرحيات وأبدع من اللوحات والنحوت والتشكيل عامة. وحين قدمت إلى الولايات المتحدة عام 1980 تتبعت بديع الأعمال الشعرية لسكان أميريكا الأصليين. وقد وعدت نفسى بأن أترجم بعضا من جميل شعرهم الذى يوجعنى، ولكنه يشعرنى بإنسانيتى. فأنا بطبعى أكره العنف، وأتمنى أن يعمد الناس إلى الحوار والتراضى لحل خلافاتهم مقدما بدلا عن أن يأتوها متأخرين بعد أن تراق دماء وتدمر نفوس وبنى تحتية. فإذا ما تَحْيوَن الناس وصاروا وحوشا كواس،ر وظلموا أو جرحوا أو قتلوا بشرا آخرين، حركوا فى دواخلنا تعاطفا مع الضحايا وتشوقا للعدل حتى ولو فى مخيلتنا. لذا ترانا نتفاعل عاطفيا وأخلاقيا مع المآسى وتتحرك ضمائرنا لتلتقى بعواطفنا فتهتز أعماقا إنسانيا. وقل ما يكون هنالك إبداع فى التعبير شعرا ونثرا ومسرحا وتشكيلا مثل ذاك الإنتاج الفكرى الثر لماساة رحلة مسار الدموع التى سارها السكان الأصليون فى واحدة من أقـسى جرائم الإنسان. لذا تخيرت إحدى القصائد بنفس العنوان لأوفى بوعدى لنفسى وإكراما لرجل نبيل ذواقة جميل، هو الصديق المسرحى المبدع محمد سنى دفع الله. وبما أن وحدة الشعور الإنسانى تتخطى الجغرافيا والتاريخ لتوحدنا فى تجاوب إنسانى أردت أن أورد التعبير عن تلك المأساة من خلال منظور إنتاجات فكرية مختلفة. فهذه مثلا صورة المأساة كما أبدع الفنان التشكيلى روبرت ليندينو فى تصويرها



    وهاهو التعبير شعرا من برايان شايلدرز الذى قمت ترجمته إلى العربية من الإنجليزية.. وأنا إذ أورد القصيدة هنا فإنما أردت أن أوثق لما كتبت وترجمت من أشعار فى الــرثــاء. ولكن بخلاف رثاء الأفراد هذا رثاء لأمة ما شهد تهجيرهم القسرى إلا أهل القوقاز على يد ستالين. وأما أطول وأقسى مسار لرحلة الدموع فى التاريخ إطلاقا فهو ما تعرض له والنوبيون فى مصر والسودان طوال قرن وربع من التهجير المستمر. إذ ظلوا يرغمون على التهجير مع بناء كل سد أو تعلية أى خزان، فظلوا يهجرون خمس وقيل ست مرات منذ ذلك اليوم المشئوم الذى وقف فيه الخديوى توفيق عام 1890 معلنا بناء سد أسوان. وما أشبه الظلم والظلمة؛ وما أشبه معاناة المظلومين:


    مـســار رحـلـة الـدمــوع
    برايـان شــايــلــدرز

    أحـدق فى الـطـريـق ِ الـطـويـل ِ خَـلـفـنــا
    وقـلـبى مُـثـقـّـلٌ بـأحـزان ِ قــومِـنـا
    بـدمـع ِ الأسى أبـكـى – لـكل ِ ذاكَ الـذى كان فـَقـدُنـا
    وكـلـما سـرنا مـوغـلين بـعـدا عـن أرض مـيـلادنا
    عـلى مسـار رحـلـة الـدمـوع

    مـيـلا بـعـد مـيـل ويـومـا بـعـد يــوم
    ومـع مـشـرق كل شـمـس ٍ يــناقـص الموات شـعـبـنا
    فادحـة ضـريـبـة الأمـراض والتـجـويـع؛ إذ تـقـود للـفنـا
    ورغـم ويـل الـعـنـاء يـدوم سـيـرنـا
    عـلى مسـار رحـلـة الـدمـوع

    أراقــب الخـوار مـسـقـطا أحـبـتى تـضـعـضـعـا
    عـلى الـطـريـق كالـكـثـيـر قـبـلـهـم من حولـنا
    عـيـناى تـغـرورقـان بالـدمـوع إذ يضـم صـدرى الكليم زوجـتى أنـا
    وفـى سـاعـدى تـلـفـظ أنـفـاســهـا الأخـيـرة كزفـرة السـنا
    عـلى مسـار رحـلـة الـدمـوع

    مـيـلا بـعـد مـيـل ويـومـا بـعـد يــوم
    نـســيـر نحـو أرض ٍ للأزل مـوعـودةً لـنا
    قانـع لـكـننى بأنـنى لـن أسـتـمر فى المـسير واهـنا
    أعـلم الـيـقـيـن أن تـلك أرض لـن أراهـا جـازمـا
    عـلى مسـار رحـلـة الـدمـوع

    وحـيـنـما يـخـر جـسـدى مـحـتـضـنا الأديم هـاهـنا
    تـحـلـق روحـى عـالـيـا تـعـانـق الـســما
    ومـع زفـرات أنـفـاس مـوتتـى- أخـيـرا أنـطـلـق حـرا فى الصـعود ممـعـنا
    لتـبـدأ رحـلـة طـويــلـة مـن الإياب صـوب بـيـتـنـا
    عـلى مسـار رحـلـة الـدمـوع





    وقد كتبت ملحمة طويلة فى أمر هجرات النوبيين وما عانوه مما علق فى ذاكرتى مذ أيام كنت طفلا وجدى وجدتى وأبى وأمى عليهم رحمة الله يحكون لنا عن ما أصاب قومنا النوبيين من تهجير وتشريد وأقتلاع أربعة مرات خلال مائة عام يومها، ما لم يحدث فى تاريخ البشرية لأى مجموعة من البشر. فمنهم من غمرتهم المياه أحياء ومنهم من سقط بين تضاريس الجبال أو فى النيل فغرق ومات. وحكوا لنا كيف نهشت قطعان الضباع الأطفال والشيوخ والنيام بعد أن دفع بهم التهجير الى مناطق أوكارها؛ وكيف إختطفت تماسيح الجزر المفزوعة من إرتفاع الماء زهرات العذارى الواردات لجلب الماء من النهر. وكيف مات الشيوخ والجدات والأطفال بالمئات لإختلاف المناخ والأمراض الفتاكة. والحسرة. لقد حكوا لنا عن كل ذلك الأسى والإجهاض وموت الناس ألف مرة كل يوم من حدة المعاناة والحزن لفراق أرض وزرع ونخيل ومقابر للآباء والأجداد منذ يوم بروز أول حضارة بشرية على وجه الأرض. فأنطبعت تلك الصور المؤلمة المحزنة فى ذاكرتى وأنا طفل صغير. كانوا يحكون لنا وهم يكفكفون دموعا سالت معصورة من دواخل قلوبهم لتظهر على مآقيهم. كنت أشعر بأساهم ولا أدرى ماذا أقول وماذا أفعل! وأناالغر الصغير الذى لم يعى من الدنيا شيئا يومها؛ إلا أن من يحبهم يتمزقون أمامه ويبكون كاليتامى الذين فقدوا الأم والأب للتو. وكنت وقتها أظن أن البكاء للأطفال فقط.. لذا حينما كتبت ملحمتى "علمهم معنى الحب النوبى"وثقت لتلك الروايات الشفاهية:

    ...............
    أقـصـص ياصــوتى عـن
    مـوطـن أمـى وأبـى عـن أرض الطـهـر

    لا تنسـى أبـداً خَـبِّرنـا
    عن نـزفِ الروح ِ وأكـبـادٍ أدمـاهـا القهـر

    ذكرنا ألـمَ التـهـجـير ِ
    القـَسرىِّ مثـنى ورباع َ وبطشـاً فى مصـر

    مـن أرض الإجـداد إلى
    أرض الـتـيـه نُفُـوا لا شجـرٌ فيها لا طـير

    يا رجع جراحى ذكـرنا
    بذئـابٍ نـهشـت أحشـاء رضيـع ذى شهر

    وعَـذارى رُمـنَ الماء
    لعُرس فَـتَخَـطّـفهُـن التـمساحُ بشطِ النهر

    وعجـوزٌ ماتـت كمـدا
    فرفاتُ حـشَـاها جَرفـتهُ الأمواهُ مع القـبر

    وشــيـخ عـــزق الأرض
    دُهُـوراً، قَـتَّـلهُ المرضُ وأحزانُ الفـقـر

    ومـلايـيـنُ الـنخلِ تَداعـت
    تـحـتَ هديـرِ المـاءِِ وقصفِ الصـخـر

    والـسُـودانُ تـطابق ظـلـماً
    فالقربة سرطان تدعـمه أوبـئـة كثـر

    http://sudaneseonline.com/board/380/msg/%D8%B9%D9%80%D9%80%D9%84%D9%80%D9%85%D9%80%D9%87%D9%80%D9%85-%D9%85%D9%80%D8%B9%D9%80%D9%86%D9%80%D9...8%A9-1325051780.html.


    ولنا عودة للوعات الرثاء بإذن الله
                  

07-20-2015, 05:26 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مداخلة مفقودة للعضو احمد اللمين احمد (أخو كيكى ) :
    **
    يبقى البوست عاليا (وماجفت مأقينا ) بعد على رحيل الفيتورى ذاك (الدرويش المتجول ).
    تحية وتقدير شيخنا الجليل عبدالرحمن مداخلتك الأخيرة ثرة لأبعد حد وقد إنفتحت فيها مغاليق ذاكرتك المتقدة وجلت عبر حركة قلمك بين أكثر من حضارة وعصر خاصة حين ربطت بين تهجير (المتسلط ) ستالين لأهل القوقاز و تهجير وإبادة (اليانكى ) للهنود الحُمر بأرضهم وربطت ذلك مع تهجير النوبيين فى أكثر من عهد عن أرضهم والتهجير الأخير لمسنا إنعاكسه عبر الفن النوبى بلسانهم المبين وصدحهم الشجى عبر (طار وطمبور ) إبنهم المبدع حمزة الدين و إبنهم الأسطورى محمد وردى رغم جهلنا بذاك اللسان النوبى المبين لكن عبر شفافية وردى وحمزة أدركنا عبر النغم مدى (الحزن النبيل ) الذى تشرب به النوبيون جراء ذاك التهجير الذى خلق أدبا إنسانيا رفيعا فى أدبيات النوبيين وها انت ترفد ذاك الأدب بهذه المداخلة أعلاه.
    أستوقفنى من مداخلتك الأخيرة المقتبس أدناه ويقرأ :
    (وحين قدمت إلى الولايات المتحدة عام 1980 تتبعت بديع الأعمال الشعرية لسكان أميريكا الأصليين. وقد وعدت نفسى بأن أترجم بعضا من جميل شعرهم الذى يوجعنى، ولكنه يشعرنى بإنسانيتى. فأنا بطبعى أكره العنف، وأتمنى أن يعمد الناس إلى الحوار والتراضى لحل خلافاتهم مقدما بدلا عن أن يأتوها متأخرين بعد أن تراق دماء وتدمر نفوس وبنى تحتية. فإذا ما تَحْيوَن الناس وصاروا وحوشا كواس،ر وظلموا أو جرحوا أو قتلوا بشرا آخرين، حركوا فى دواخلنا تعاطفا مع الضحايا وتشوقا للعدل حتى ولو فى مخيلتنا.)) إنتهى المقتبس .
    قلت :
    فترة غيابك القسرى المؤلم عن السودان منذ 1980 (حسب إعترافك ) تكفل صنوك على المك بترجمة الكثير جدا من شعر ونثر وأساطير الهنود الحمر السكان الاصليين لبلاد اليانكى وقام بنشرها فى حلقات على صفحات كاملة بصحيفة الأيام وقد إرتفع بذلك إلى مقامه العالى حين نشر وترجم من قبل (نماذج من الأدب الزنجى ) التى قدم لها محمد المفتاح رجب الفتيورى نفسه الذى عبر بكائيتك عليه جمعتنا فى هذا البوست الراقى جدا و قد صدر الكتاب عن دار النشر جامعة الخرطوم ربما عهدك بها فأرجو التفضل بالإستفاضة فى ذلك .
    سلاما على محمد (المفتاح )رجب الفيتورى فى جدثه (الرطب )بمدافن الشهداء على مجمع الأطلنطى والمتوسط وسلاما على منصور( المفتاح) فى محرابه شمال البحيرات العظمى
    **
                  

07-20-2015, 05:30 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    تحية وتقدير لمن تابع وسيتابع سوف أواصل إن لم يسترد ربى الأمانة إعادة تنزيل المداخلات المفقودة الخاصة بشيخ عبدالرحمن تباعا وأرجو من الأعضاء الكرام عدم التداخل فى البوست حتى يتم إكمال التنزيل كى تتسق الوحدة العضوية للمداخلات ولاتفقد سياقها المنطقى والزمنى
    سوف أواصل الإنزال وأرجو من اى مشارك بالبوست الأصلى (الفيتورى يا ياقوت الشعر ) يود إعادة تنزيل مداخلته المفقودة المراسلة عبر المسنجر (ليس إرسال مداخلة هنا ) سوف أثبت المداخلة الخاصة به إم لم يكن يحتفظ بها كذلك عسى أن يواصل سيخ عبدالرحمن بعد الوصول إلى أخر مداخلة مفقودة وتثبيتها الحديث الثر .
                  

07-20-2015, 05:33 PM

الصادق الخالدى
<aالصادق الخالدى
تاريخ التسجيل: 10-11-2012
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    تحياتي استاذ احمد الامين احمد
    وكل عام وانتم بخير

    هذا بوست الفيتوري ( رحمه الله ) ناقص الخمس مداخلات الآخيرة



    http:/webcache.googleusercontent.com/search?q=cache:GA6qdk_55FYJ:sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi%3Fseq%3Dprint%26board%3D480%26msg%3D1430205623%26rn%3D2+andcd=1andhl=arandct=clnkandgl

    (عدل بواسطة الصادق الخالدى on 07-20-2015, 05:35 PM)
    (عدل بواسطة الصادق الخالدى on 07-20-2015, 05:44 PM)

                  

07-20-2015, 05:35 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: الصادق الخالدى)

    تحية وتقدير وعيد مبارك الأخ الصادق الخالدى و جميل جدا تنزيلك للجزء المفقود خاصة لما يتسم به من قيمة معرفية وأسلوبية نادرة جدا ولك الود والتقدير .
                  

07-20-2015, 06:22 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من مداخلات بروف عبدالرحمن فى الرد على المتداخلين فى البوست وهى مفقودة كذلك :

    **
    أخونا الأستاذ المعطاء أحمد الأمين

    حمدتُ اللهَ أهدانى فى الصداقةِ والمودةِ أحـمدا
    أحمدُ إبنُ الامينِ وجدهُ قد سمتهُ العشيرة ُ أحمدا
    إسمٌ تكرّم ذكرهُ إذ قالَ المسيحُ اللهُ يُرسِلُ أحمدا
    فى آيةٍ من كتابِ اللهِ سمى به ربُ العبادِ محمدا
    فضلٌ من المولى علىّ معيةً فى الفكرِحقا أحمدا

    لقد والله أعطيت البوست ألقا وأضفت لنا موارد ثرة وتحفيزا مقدرا لأستحلاب الذكريات والتفاصيل التى شكلت وجداننا؛ وكان الفيتورى فى مركزيتها ولب نواتها. فالشعر له سحر خاص لأنه كلام مموسق، لذا فهو أقرب إلى "العقل والقلب". فالموسيقى بطبعها أيقاع وصدى وأبعاد متجانسة متناسقة لو كان عزفها على آلة أو الترنم بها غناءا أو رجزا من كلمات. وحتى لو قيل الشعر إلقاءا فإنه يحمل فى أبياته إتساقا وفى قوافيه أيقاعا وفى تفاصيل كلماته ترابطا موسيقيا، يقودك للأحساس بأبعاد الكلمة وربطها بكلمات أخر تقود إلى التفكر فى معانيها ورونقها. وهذا ما لمسناه فيما تفضلت به علينا بما جلبت إلينا من إلقاء "الشاعر اللبنانى منصور الرحبانى يتلو ما تيسر له من شعر الفيتورى." .

    وحين نقول "العقل والقلب" فقد نكرر جملة جارية أو عبارة تقال بحكم العادة وبطبع تشكل من المعايشة اليومية لإستعمال التعبير. ولكن من العجيب أن الزخم الذى توفر من الأبحاث العلمية المحدثة أنه قد وجدت علاقة عضوية وترابط فسيولوجي عجيب بين العقل والقلب. وتمخضت الأبحاث لتؤكد أن ما ينوء به العقل يشكل عبئا فسيولوجيا على االقلب؛ والعكس صحيح. كما أن الأبحاث أثبتت أيضا أن ما يغذى القلب يسهم فى غذاء العقل؛ وكذا ما يقوى العقل والذاكرة يقوى القلب ويبعد عنه أخطار أمراضه. وهذا أمر يجب علينا مراعاته حين نكتب عن الشعر والإحساس والجمال، لأنه يربط العاطفة بالمنطق، أو يمنطق المشاعر غائصة فى، أو وافدة على، الذاكرة.

    لذا فإنما ما جئت به فى المقتبس التالى فعائد إليه أنا بإذن الله لأروى بعضا مما يعن لى عن كل شاعر فيهم - - ولى كثير من الذكريات مع عدد منهم

    Quote: وعلى مستوى أشمل تندرج قصيدتك فى رثاء الشاعرر الفيتورى ضمن تيار وباب واسع جدا فى الشعر السودانى الذى محوره رثاء شاعر لشاعر أخر وهذا الباب من أرقى أبواب الشعر السودانى تجلى ذلك فى :
    1 - رثاء المجذوب لمرضى محمد خير (ميمان ) ، الناصر قريب الله ، التجانى يوسف بشير و شيخ الطيب السراج .
    2- رثاء توفيق صالح جبرين للعباسى .
    3- رثاء محمد المكى للمجذوب ومحمد عبدالحى
    4- رثاء مصطفى سند لعتيق ومحمد بدالحي
    5- رثاء عالم عباس لمحمد عبدالحي
    6- رثاء عبدالله الطيب للمجذوب ومحمد عبدالحي
    7- رثاء كمال الجزولى للمجذوب
    8- رثاء عبدالرحيم أبوذكرى للمجذوب
    9- رثاء شيخ عبدالله البشير للمجذوب
    10 - رثاء بشرى الفاضل لعبدالرحيم أبوذكرى وعلى المك (انظر ديوان هضلبيم )
    والأمثلة تطول فى رثاء شاعر لشاعر خاصة إن جاء ذكر الأدب الإنجليزى والأدب العربى فى مصر تحديدا
    لك التحية والتقدير والرحمة والخلود فى دار الخلد للفيتورى الذى مثله لايموت على مستوى الوجود .
    *
    تنبيه :
    الجزء الأخير من المداخلة أعلاه إقتباس للبروف من المداخلة الأولى للعضو أحمد اللمين احمد (اخو كيكى )
                  

07-20-2015, 06:24 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مداخلة البروف فى الرد على العض الكريم على عبدالوهاب عثمان وهو أول المتداخلين وقد منح البوست بركة وقوة وتقرأ:
    **
    أخى الصديق علي عبدالوهاب عثمان

    يا مرحبا بصديقنا علمُ التراثِ علىُّ الودِ إبنُ عبدالوهابِ
    للثقافةِ والأصالةِ حافظٌ متوشحٌ دوما بالإرثِ خيرَ إهابِ
    نبعٌ فاضَ عطاؤه يهمى رموزًا للمدائن فوقَ كلِّ هضابِ
    الكل ينظر راقبا ما يأتى به شوقَ العقولِ ومتعة الألبابِ

    رأيت أن أستهل البوست بأبيات تعبر عن تقديرى لك، كما فعلت بالأمس مع صديقنا أحمد الأمين الذى نبهنا لباب فى الشعر متجاهل عند شعراءنا المعاصرين وهو باب "الإخوانيات"؛ حيث يقوم الشاعر بكتابة أبيات أو قصيدة فى صديق تقريظا أو مناوشة أو ممازحة أو تحديا. وهو ما تكرم به علينا أحمد ود اللمين فى بوسته عن شعراء حقبة ديوان الكتيبة

    http://sudaneseonline.com/board/480/msg/-%D9%86%D9%8F%D8%B3%D8%AE%D8%A9%D9%8F%D9%8F-%D9%86%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%8A...%84.-1418207171.html

    فرأيت أن أستعيد بعضا مما كنا قد فقدناه من فترة الستينات والسبعينات من قصائد وأبيات فى "الإخوانيات"؛ وقد كان جلها ممازحة ومكايدة وسخرية من بعضنا البعض - - وما كانت تخلو من نزق وشطط. فأردت أن أجلب ذلك الباب من الأدب إلى مداخلاتنا هنا عساه أن يضيف بعدا جديدا وألقا لإسهاماتكم فى كل مداخلاتكم وجميل تعليقاتكم. وسأحاول أن أستنهض مقدراتى لأوفى كل صديق ومتداخل حقه من التقدير والتقريظ شعرا بما يناسب مزاجه وهواه. متمنيا أن يديم الله المودة بيننا ويثقفنا بعطاء كل منا. فدمتم إخوة أعزاء.

    كتبت يا أخى

    Quote:
    أستاذنا البروف .. في إجازتي الماضية كنت في جولة من البرقيق الى منطقة السرارية وأبتى ودارالعوضة .. تلك المنطقة التي ظلمتها أرقو بالهيمنة عليها .. وعلى مدى مروري بهذه القرى .. إستحضرت هذا الشاعر الجميل محي الدين وقصائده وخاصة من أجل فلسطين .. ليته كان حياً اليوم لسحب كل تلك البكائيات والصور التي رسمها عن اللاجئين .. لأن الزمان ليس الزمان والبشر ليس البشر وإختلت الموازيين وأصبحنا نحن مثلا اللاجئين .
    .........
    . تلك المنطقة التي أتى منها محي الدين فارس .. هي قرية السرارية وهذه الحاضنة خليط رائع من اخوانا عرب الكبابيش والمحس والدناقلة فكان من نتاج هؤلاء الكرام ..


    حقيقة مؤسية أن مظاهر الحياة الأصيلة بدأت تتضاءل فى قرانا ويخيم ظلم الهيمنة وإجحاف السلطة على رؤوس أهل القرى والمدن الصغيرة الطيبين، ولا حول لهم ولا قوة. وهى حالة أحسها جيدا وقد عايشتها فى قرى السودان المختلفة فى أصقاعه المترامية والتى زرتها قبل عقود أربعة - - فكيف بها الآن؟ وهى أيضا حالة نزف فيه شعراء الفرنجة فى عصر الرومانسية أشعارا خالدات كبدائع وليم ووردويرث، وصامويل تيلر كوليردج، وجون كيتس، واللورد بايرون، وإليزابث باريت براوننق، وحنا مور، ووليام بليك وبيرسى شيلى؛ وما نتج من نقد ماثيو آرنولد العميق، الذى بلغ حد القول بأن "الشعر هو الحقيقة والفلسفة الأوهام". ونجد حذو ذلك بعمق وشديد لصاقة فى أشعار شاعر العربية العراقى بدر شاكر السياب، الذى يبدو أنه كان متأثرا بشيلى ووليم ووردورث، ولا ألومه، فكلاهما مبدعان سبرا غور النفس الإنسانية وصاغاها شعرا.

    ونعود لنقول بأن الوقت قد حان لأهل كل منطقة وكل مدينة وكل قرية أن يأخذوا زمام المبادرة ويوثقوا لمبدعيهم بجمع تراثهم وحفظه. وأنا على يقين بأنه فى ركن من أركان البيت الذى نشأ فيه شاعرنا المبدع "النزاف" محى الدين فارس تقبع كثير من المخطوطات والمحاولات الشعرية التى تنتهى بالجمع فى القمامة أو الحرق، ولى فى ذلك شواهد كثيرة محزنة. فخير ما نقدمه لمحى الدين فى مماته، هو ما لم نقدمه له فى حياته بأن نجمع تراثه ونوضح أبعاد إبداعه. وكذا القول مع فاتحة خيطنا وحافزنا لنواصل فى هذا البوست "الدرويش المتجول" محمد مفتاح الفيتورى.

    ودمتم لنا دوما أخوة أعزاء ومحفزين فكرا وأصالة.
                  

07-20-2015, 06:26 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مداخلة مفقودة للعضو أحمد اللمين تعقيبا وقبولا للمداخلة التى شرفه بها شيخ عبدالرحمن سابقا وتقرأ:
    **
    حية وحُب لشيخى عبدالرحمن وقد تحلقنا بحب على ضوء ناره وهو يعقر بعيره على ضريح الفيتورى عند مجمع البحرين .
    أبياتك الجياد أدناه التى شرفتنى بها وتقرأ:
    **
    حمدتُ اللهَ أهدانى فى الصداقةِ والمودةِ أحـمدا
    أحمدُ إبنُ الامينِ وجدهُ قد سمتهُ العشيرة ُ أحمدا
    إسمٌ تكرّم ذكرهُ إذ قالَ المسيحُ اللهُ يُرسِلُ أحمدا
    فى آيةٍ من كتابِ اللهِ سمى به ربُ العبادِ محمدا
    فضلٌ من المولى علىّ معيةً فى الفكرِحقا أحمدا
    ***
    قلادة شرف أعتز بها ماحييت وسوف أنسخها على (رُقعة ) من جلد الغزال وأعلقها على جدار غرفتى (البائسة ) مثلما علق الروائى النيجيرى الأشهر شينوا أشيبى المفردات التى وصفها به ماديبا على غرفة مكتبة.
    فى الأبيات أعلاه أتكأت أنت كعارف وبصير بالمصحف الشريف المكى منه والمدنى على سورة (الصف ) المدنية وهى من أدق السور التى أكدت مدى صدق سيدى محمد الماحى صلى الله عليه وسلم خاصة بذكر إسمه (أحمد ) الذى بشر به سيدى المسيح عليه السلام مؤكدا أنه مجرد مُبلغ لرسالة من رب كريم هذا لمن يعتقد أنه أى سيدى (أحمد ) قد أخفى بعض التنزيل أو أن رسالته مجرد (خيال ) وهذا باب واسع جدا لكنه قبيح .
    وجدت بالبوست عبر خريدك وذاكرتك (شدرة ) مُثمرة وظليلة جدا فرميت ثمارها بحجار لتنهال علينا ثم جلست فى ظلها ولا زلت .
    وعدت أنك ستعود بالتفصيل أنا كذلك سوف أعود إن لم يسترد ربى الوديعة وسوف أركز على (قاموس ) الفيتورى الذى تجلى فى قصيدتك محور البوست عبر ملكة شعرية وخيال وصدق يؤكد مدى تمكنك من قاموس الفتيورى عبر الإطلاع والهضم والتوظيف حتى حينها :
    ( أحمد( أنا (أحمد )من بعث الحق (أحمد (واصلى وأسلم على سيدى (أحمد )
                  

07-20-2015, 06:28 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    تغطية البروف لمداخلة العضو المحترم عبدالله الشقلينى الذى أحتفل إسفيريا مؤخرا بمئوية جمال محمد احمد و الشيخ عبدالله رجب لهما الرحمة (أنظر موقع الراكوبة )
    **
    الصديق الشفيف الباشمهندس عبدالله الشقليني

    يامن جاء أبا ظبىٍ
    بأماسىٍ فى الفكرِ
    ونقاشٍ فى التاريخِ
    ومن حكَمُو ومن ساسو
    فأثار القومُ حديثا حولَ
    تراث الصوفية
    من عند زمان الأجدادِ
    من أنجذبَ، ومن قاسوا
    وهندستَ حواراتٍ
    من زاوية الشعر الراقى
    ورفيعِ بديعِ الفنِّ
    فأكدت حصافة خلتكم
    إذ أسموك ببيكاسو

    Quote:
    سلمت سيدي الشاعر : البروفيسور عبد الرحمن إبراهيم محمد

    لكم هي موسيقاك الشعرية سلسة كخرير الجدول الرقراق ،
    كنسائم الربيع من حرّ الحزن وأدمُع المُحبين .
    بك ننظر الرحيل ملفوفاً بنجوم الأشعار وأيقوناتها ،
    من البسيط العميق ،
    وأنت تحفر في وجداننا أماكن الرخاوة حين يصيبنا الحزن كما يصيب الملدوغ بالسم ،
    يأتِ من بعد أن نتعرف على مشاعرنا الحقيقة وأنت تُعري عنها الأثواب .
    وصلتني سيدي رسالتك على قصيدك الأول ، وكنت أتلمس بعض العافية من أزمة مؤقتة ،
    وسأعودك دون شك . فالشعر الذي يهزنا قادر أن يغسل قلوبنا .
    لك من الشُكر أجزله فقد وفيت الشاعر الكبير ووفيت مرقده بين نجوم الشعراء ،
    فقد كفانا الأكرم : أحمد أمين التفاصيل .
    والشكر له


    عافاك الله وشفاك يا صديق يا نبيل النفس وصادق المودة ورفيع الروح.

    لك عندى كل التقدير والإعزاز. لذا فكلماتك تعنى لى الكثير. بورك فيك وفى كرمك.

    مازلت أمنى النفس بأمسية فى منتداكم العامر، وقد حكمت على الظروف بأن يكون مرورى بأبى ظبى عارضا دوما. والحق أقول أن ثلاثة الأمسيات التى حضرتها فى منتداكم أثارت فى نفسى مشاعر عدة وسعادة وفخرا بأن ما زال هناك رعاة للفكر ومحفزين على المعرفة. فلك ولصديقى سعادتو السر أحمد سعيد كل التقدير والإجلال فقد ضربتم المثل فى تفعيل عاطفة الإرتباط بالوطن عطاءا فكريا ملموسا، متمنيا أن تحذوا بقية الجاليات فى المهجر نهجكم فأنتم القدوة فيما أنجزتم.

    الفيتورى يا صديق يعنى لجيلنا ولى شخصيا الكثير. فكما لحظ أديبنا الأستاذ أحمد الأمين وكما أوردت أنا عاليه، كان الفيتورى هو المعبر نظما وعاطفة عن مشاعر التمرد النبيل والثورة من أجل إفريقيا حرة نابضة بعمق براءتها وصدق إنفعالات بنيها. كانت ولربما ما زالت لنا أمنيات مبنية على نظرتنا للقارة الأم وعميق جراحها التى خلفها الإستعمار والظلم والحيف الذى وقع بإنسانها. وتصورنا بأننا سنسموا فوق الجراحات ونحقق معجزة الإنعتاق والوحدة لقارة كانت نبراسا للبشرية وسباقة فى الفكر والفلسفة والعلوم والإنجاز الحضارى؛ حتى أن أبدع ما فى فلسفة أوربا وركائز فكرها وإبداعات أدبها ورفيع طبها كان نقلا عن حضارات إفريقية تحطمت على نفسها حين أستشرى فى قياداتها الهوى والتسلط والجشع الذى أودى بآلاف الحيوات وفتح للغرب ثغرات الوهن وعطب الإستنفار فأستفرد بالقارة فى هجمات إستعمارية شرسة قادت إلى حتمية تخلف القارة وتدهورها كما ذكرنا الشهيد المفكر البروفيسور والتر رودنى، وكما قالها نظما شاعرنا المتفرد الفيتورى:

    أنا زنجى
    قلها لا تجبن
    قلها في وجه البشرية
    أنا زنجي
    و أبي زنجي الجد
    و أمي زنجية
    أنا أسود
    أسود لكني حر أمتلك الحرية
    أرضي إفريقية
    عاشت أرضي
    عاشت أفريقية
    أرضي و الأبيض دنسها
    دنسها المحتل العادي
    فلأمضي شهيداً
    وليمضوا مثلي شهداءا أولادي
    فوراء الموت .. وراء الارض
    تدوي صرخة أجدادي
    لستم ببنينا إن لم تذر الارض رماد الجلاد
    لستم ببنينا إن لم يجل الغاصب عنها مدحورا
    إن لم تخلع أكفان الظلمة
    إن لم تنفجروا نورا
    إن لم يرتفع العلم الاسود
    فوق رباها منصورا
    إن لم يحن التاريخ لكم جبهته فرحان فخورا
    الفجر يدك جدار الظلمة
    فأسمع الحان النصر
    هاهي ذي الظلمة تتداعى
    تساقط تهوي في ذعر
    ها هو ذا شعبي ينهض من إغمائته
    عاري الصدر
    ها هو ذا الطوفان الأسود
    يعدو عبر السد الصخري
    ها هي ذي إفريقيا الكبرى
    تتالق في ضوء الفجر
                  

07-20-2015, 06:31 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    تغطية البروف المفقودة لمداخلات من العضو المحترم منصور المفتاح وتقرأ:
    لأخ الكريم منصور المفتاح munswor almophtah

    شاعر المرابيع زولْ الكلامْ الدُتْ منصورنا يا المفتاح
    إن خطيتْ سطر رصيت الكلام جامع و بالبيان وضاح
    أهميت علينا شكر يجزيك عليىْ الكريم ربَ العباد فتّاح
    قولتك حق:نوبتنا كوديك1 شعر فياض وبالبديع نضاح
    1.أصل كلمة كوديك نوبى وهو المسرب أو الجدول الذى يمد الساقية بالماء من النهر بإستمرار لترفعه بقواديسها

    لك التحايا والشكر يا بديع الكلمة ياودود النفس يا صادق التعابير "المن جوه":

    Quote:

    آل البك خليل فرح وآل محى الدين فارس وجمال محمد أحمد إنكم تجيدون الرطين وترطنون العربيه بكيد مهارتكم فى
    العماره!!
    نص نازف لدمع الحزن ودمه رحم الله الفيتورى وأسكنه الفردوس فمن منا يفتر من مطالعته والدعاء له

    ولك السلام وصادق المواساة


    Quote: الأستاذان أحمد الأمين وعلى عبدالوهاب يستلان سيف إبداع عن غمده لتتبعثر فى أيدينا الدرر لله درهما
    ودر حبيبنا العالم الجليل الدكتور عبدالرحمن إبراهيم الباحثه المدقق والشاعر الرقيق والإنسان الراغام
    للضعاف من الناس بفكره وثوريته الباكره ألف سلام لكم وألف تقدير


    فيما يختص بأمر الرطين والرطانة بالعربية، شاهدت بشغف فيديو لمحاضرة قدمها شيخنا العلامة البروفيسور جعفر ميرغنى صديقنا زميل الدراسة منذ بحرى الأميرية الوسطى والخرطوم الثانوية وجامعة الخرطوم، تدور حول تشكل اللغة العربية كنبت من اللغة الكوشية والمروية على وجه التحديد. وهذا يجرى فى مسار كتابات العلامة البروفيسور رونوكو رشيدى والبروفيسور ويسلى محمد حول أصل العرب الكوشى، وهذا مبحث طويل. ولكنى أردت أن أوثق حقيقة هامة بجلب قائمة بشعراء النوبة الذين أثروا أروقة الأدب ومحافل الشعر بالبديع من الكلمة. وأتمنى أن يضيف إليها من يرى سقوط أى إسم دون عمد منى. فأنا أقوم بإكمال مخطوطة عن شعراء النوبة باللغة العربية.

    فهذه قائمة مبدئية للشعراء النوبيين عبر الأزمان من الذين أسهمو فى رفع وتيرة التعبير فأتمنى الإضافة إلى القائمة. ويا حبذا لو تم التوثيق للشاعر وذكر دواوينه إن كانت له ونماذج من أشعاره. فمثلا شاعرنا الأول فى القائمة كتب شعرا بالإنجليزية نال عليه وساما ملكيا بريطانيا
    _______________
    محمد على دوسى،
    خليل فرح،
    توفيق صالح جبريل،
    د. محى الدين مهدى،
    د. محى الدين صابر،
    د. محمد أحمد على،
    عبدالإله زمراوى،
    محى الدين فارس،
    جيلى عبدالرحمن،
    حمزة الملك طمبل،
    مصطفى بطران،
    الخنساء تماضر حمزة،
    مرسى صالح سراج،
    صلاح أحمد إبراهيم،
    ميرغني ديشاب،
    علي صالح داؤد،
    النور إبراهيم النور،
    ثروت همت،
    إبراهيم الشعراوي،
    سليمان عبدالجليل،
    حسن عثمان بدري،
    محمد علي عثمان بدري،
    وهبي محمد علي أبوعوف،
    كمال عبد الحليم،
    عزالدين هلالى،
    السر كنه،
    نور الدين منّان،
    محمد نجيب محمد علي،
    التجاني سعيد،
    محمد حسن دكتور،
    نعمات محمد صالح

    وها هو ذا صديقى وزميل الدراسة يخط فك الشفرة فى سلاسة ويسر:
    **
    تنبيه :
    بالمداخلة الأصلية شريط فيديو .
                  

07-20-2015, 06:33 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    تغطية البروف المفقودة لمداخلة العضو المحترم بله محمد الفاضل وبها فيديو مفقود :
    ***


    أخى وصـديقى بله محمد الفاضل

    يا صحبى قد جئتم
    بجميل الكلم و كل
    الأقوال الجزلى
    وحديث محمود فاضل
    فعددت القوم:
    من كتب كلاما
    ومن جلب قريضا
    وسألت النفس
    من من بين الإصحاب
    مازال "الفاضل"؟
    فإذا برفيق النظم
    يطل علينا يتأبط شعرا
    والنثر يثير لهيبا
    والجمر كلام يمشى
    يتوهج فى الطرقات
    يشير إلى بله الفاضل

    Quote:
    دمعٌ يترقرقُ في حضرةِ الدرويش المتجول
    قدره الناصع الالتحاق بالكواكب السيارة
    ككوكبٍ يلمع وحده في سماءٍ لهابةٍ
    سماءٌ معبأة بالنجوم المتلألئة
    وحده سار
    وحده سيسير
    حازماً كل أمرٍ بقبضةِ كلماتٍ ستمشي بالجمرِ بين الأجيالِ

    دمعٌ يترقرقُ في/من أتونِ كلماتِكَ الوقادة صاحبي الشاعر
    الرجل النبيل
    شعراً وروحا

    تحياتي، محبتي واحترامي


    فيتورى يا بله كان لجيلنا نبيلا يحكى عذابات الملايين فى إفريقيا وتطلعاتها إلى غد يحمل فيه الطفل رحيق حياة مليئة بالأمل والتطلع لمستقبل يعيش فيه الأنسان فى هناء وفرح دائم. فإذا بالكوارث تنتاش مجتمعات متفرقات ويتفشى مرض الفرقة حتى صار المناضل الثورى يفتك بأخيه ورفيق سلاحه. فكان الأحباط وكان الهروب فى أشعار الفيتورى وأخويه جيلى عبدالرحمن ومحى الدين فارس. وأصدقك القول أنه بنظرتنا الرومانسية إلى المستقبل الذى رسمناه فى أذهاننا وغذته أمنيات شعراء الصحوة التحرية فى العالم من بابلو نيرودا فى أميركا اللاتينية وأميرى باركا (لى روى جونز) ومولانا رون كارينجا فى أميركا إلى سميح القاسم و محمود درويش ومعين بسيسو فى فلسطين وأحمد فؤاد نجم وعبدالرحمن الأبنودى وأمل دنقل وصلاح عبدالصبور فى مصر ومارسلينو دوزش سانتوس فى موزمبيق وكريستوفر أوكيقبو الذى لقى حتفه فى الحرب الأهلية فى نيجريا فى مطالع الستينات ومونقانى والى سيروتى الذى أودع سجون الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا، وكن ساراويوا الذى أعدمته السلطات الدكتاتورية العسكرية فى نيجيريا عام 1995 لانه كان صوت الشعب فى معارضة تلويث شل لنهر الإيقونى. كل أولئك وغيرهم ممن كنا نتسقط أخبارهم ونلتهم أشعارهم، ومنها المترجم، ومنها الأصل فى لغته التى تعلمنا التجاوب معها إنبهارا ببديع النظم وقوة الطرح وصدق العاطفة.

    لذا يا أخى صدى كلماتهم وأبياتهم مازالت ترن فى الأذن ويرجع صداها العقل فيخفق القلب؛ ولكنه ينكفئ من مررات الإحباط وألم السقوط.. وكل تلك الثورية وجماع تلك الأحلام والتطلعات جمعها شاعرنا الفيتورى فى قصائد عدة تبشر بذلك الغد الذى ذكرت لك. فأنظر إلى أبياته وتأمل:

    يا أخي في الشرق في كل سكن
    يا أخي في الأرض في كل وطن
    انا أدعوك. .
    فهل تعرفني؟
    يا اخا أعرفه.. رغم المحن
    انني مزقت أكفان الدجى
    انني هدمت جدران الوهن
    لم أعد مقبرة تحكي البلى
    لم أعد ساقية تبكي الدمن
    لم أعد عبد قيودي..
    لم أعد عبد ماض هرم..
    عبد وثن..
    انا حي خالد رغم الردى
    انا حر رغم قضبان الزمن
    فاستمع لي.. استمع لي
    إنما أذن الجيفة صماء الأذن
    إن نكن سرنا على الشوك سنينا
    ولقينا من اذاه ما لقينا
    إن نكن بتنا عراة جائعينا
    أو نكن عشنا حفاة بائسينا
    إن تكن قد اوهت الفأس قوانا
    فوقفنا نتحدى الساقطينا
    إن يكن سخرنا جلادنا
    فبنينا لأمانينا سجونا
    ورفعناه على أعناقنا
    ولثمنا قدميه خاشعينا
    وملانا كأسه من دمنا
    فتساقانا جراحا وانينا
    وجعلنا حجر القصر رؤوسا
    ونقشناه جفونا و عيونا
    فلقد ثرنا على أنفسنا
    ومحونا وصمة الذلة فينا..
    الملايين افاقت من كراها
    ما تراها..ملأ الأفق صداها..
    خرجت تبحث عن تاريخها..
    بعد أن تاهت على الأرض وتاها
    حملت افؤسها وانحدرت من روابيها..
    واغوار قرأها..!
    فانظر الإصرار في أعينها
    وصباح البعث يجتاح الجباها
    يا أخي في كل أرض عريت من ضياها
    وتغطت بدجاها..
    يا أخي في كل أرض وجمت شفتاها
    واكفهرت مقلتاها..
    قم .. تحرر من توابيت الأسى
    لست اعجوبتها.. أو مومياها
    انطلق فوق ضحاها ومساها
    يا أخي قد أصبح الشعب الها
    جبهة العبد..ونعل السيد
    وانين الأسود المضطهد..
    تلك مأساة قرون غبرت
    لم أعد اقبلها..لم أعد !
    كيف يستعبد أرضي ابيض
    كيف يستعبد امسي وغدي؟
    كيف يخبو عمري في سجنه
    وجدار السجن من صنع يدي
    انا زنجي.!
    وافريقيتي لي لا للأجنبي المعتدي
    انا فلاح ولي أرضي..
    التي شربت تربتها من جسدي..
    انا انسان ..ولي حريتي..
    وهي أغلى ثروة من ولدي
    انا حر مستقل البلد
    وسابقى مستقل البلد
    ها هنا ..واريت اجدادي..هنا..
    وهم اختاروا ثراها كفنا..
    وساقضي انا من بعد أبي..
    وسيقضي ولدي من بعدنا..
    وستبقى أرض أفريقيا لنا..
    فهي ماكانت لقوم غيرنا..
    نحن اهرقنا عليها دمنا..
    ومزجنا بثراها عظمنا..
    وشققناها بحارا وربى..
    وزرعناها سيوفا وقنا..
    وركزنا فوقها اعلامنا..
    وتحدينا عليها الزمنا..
    وسنهديها إلى احفادنا
    وسيحمون علاها مثلنا
    فاسلمي يا أرض إفريقيا لنا
    اسلمي يا أرض إفريقيا لنا


    هذه القصيدة كانت من المقرارات الدراسية فى عدد من الدول
    ***
    أواصل ريثما مع التحية حتى يكتمل إعادة التزيل مع التحية للهكر .
                  

07-22-2015, 02:07 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من مداخلات بروف عبدالرحمن المفقودة بفعل الهكر تلك التى رفعها إلى العضو المحترم على محمد الفكى وختمها بفيديو لمقاطع من (العودة إلى سنار ) لمحمد عبدالحى بصوت كريمته الدكتورة شيراز والفيديو مفقود هنا
    المداخلة كانت تقرأ:
    **
    صديقنا الهميم علي محمد الفكي

    الليله الهميم على ودالفكى من دار جعل شمر بيانه وجانا
    رص الحديث بقدرة عليم بى شعر الرثا والحُزنِ أشجانا
    .........
    فإذا بحديثٍ من عمقِ القلبِ يَذْكرُ قارتنا والوطنَ وأحزانا
    والأمل الفيتورى تبدل ألما لملايين أفارقةَ الناسِ وعربانا

    Quote:
    الرثاء من ابرز ضروب الشعر العربي الحديث والقديم
    واصدقها من حيث حرارة التعبير وصدق الكلمات ودقة الصور ..
    وقد حملت قصيدتك استاذنا البروفيسور عبد الرحمن
    من الوانه الرثاء والتأبين ..
    فكانت صادقة في دمعاتها الحرى ..
    وأوفت للفيتوري بمناقبه ودرره الشعرية ..
    معبرة عن الحزن الجمعي للشعب السوداني ..
    والشعب العربي والامة الافريقية لرحيل ياقوتها ..
    وحق لهم الحزن ..
    فرحيل الفيتوري ..
    هو توقف القصيدة التي تمثل شلال حياة عن التدفق ..
    وخفوت للقصيدة الضؤ ..
    القصيدة التي كانت دوماً في صف الفقراء وقضايا الامة العظيمة ..
    رحل الفيتوري الدرويش ..
    سلطان العاشقين عن هذه الفانية ..
    تاركاً بصمته وكلمته لتمضي بها الاجيال ..
    تعبر عن النضال وظلامات الشعوب ..
    والعشق والزهد فالفيتوري نهر عطاء ..
    مضى الفيتوري وترك لنا الجراح والاسى ..
    ونحن ندير البصر في ما الت اليه امة لوممبا وكينياتا وبن باديس ..
    بعد كل التضحيات ..
    وما خلفته الثورات العربية من ظلام وبوم داعش واخواتها ..
    مضى الفيتوري
    والسجان عاد من جديد ..
    ليرفرف باجنحته الكئيبة في سماء السودان ناشراً القتل والظلم ..
    لك التحية بروفسور عبد الرحمن
    وان تطلق هذه الزفرات الصادقة
    في رثاء شاعر افريقيا والعرب الاول
    ياقوت الشعر محمد مفتاح رجب الفيتوري


    حقا يا صديق فالرثاء باب يكشف النقاب عن وهن النفس فينا وضعفها ورخاوة جَلدنا وإن تظاهرنا به.

    وما دمنا فى أمرالرثاء، وقد أثارت لواعج كثيرة فى نفسى تلك الملامة المهذبة الرقيقة الود من صديقنا الأديب ألاريب أحمد الأمين بإقلالى فى الشعر عموما وفى الرثاء خصوصا، وحفزتنى لأستخرج ما طالت عليه السنون، منذ ذلك اليوم القمئ من عام 1970 الذى أقسمت فيه أن لا أنشر شعرا. وها أنا ذا، كما ذكرت فى أول البوست، أستخرج قليلا مما كنزت من شعر الرثاء مصداقا لكلامك؛ فأورد أبياتا فى رثاء صديق عزيز هو البروفيسور محمد عبدالحى،صاحب العودة إلى سنار.

    فقد جاءت بعد رثائى لوالدى، نور الله قبره ويسر رقدته وطيب ثراه، رثائية لصديق عزيز على النفس والقلب والعقل الدكتور محمد عبدالحى الذى توثقت عرى صداقتنا أيام كنت بدار جامعة الخرطوم للنشر وعملنا فى عدة لجان معا وكنا نلتقى ظهرا ومساءا بدار أساتذة جامعة الخرطوم يوم كنت فى لجنتها. وكانت جلساتنا مناهل للوعى والتثقيف؛ إذ كنت أظل أغلب الوقت صامتا أستمع وأستلهم المعرفة من تجاذب الحديث. وكنا كثيرا ما نترافق أنا والشاعر الرقيق، فى عبورنا لكبرى النيل الأزرق، فى طريقنا إلى الخرطوم بحرى، وينتهى بنا الأمر إلى تناول الغداء إما فى منزلنا أو منزلهم. وعملنا سويا فى اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار العربى الإفريقى بالشارقة مع صديقنا العلم الفكرى والفلسفى محمد أبو القاسم حاج حمد والدكتور إبراهيم الغيص من وزارة الخارجية الأماراتية، والبروفيسور سيد حامد حريز والبروفيسور يوسف فضل وكانت قد أوكلت إلى مهمة تجميع أسماء الأدباء والمفكرين والشعراء والفلاسفة والسينمائيين والأكادميين الأفارقة ومن صادقت من العرب وسبل الإتصال بهم. فكان أخى الدكتور محمد عبدالحى سندا فى دعم القائمة بمن فى المهاجر ومحمد أبو القاسم لأعلام العرب. وكنا نلتقى دوما أيام الجمع فى دارصديقنا الشاعر المرحوم النور عثمان أبكر وفى معيتنا عمنا وشيخنا، أشعر العرب، محمد المهدى المجذوب، عليه رحمة الله، وفى بعض الأحايين المرحوم الشاعر الرقيق الراحل فى الليل عبدالرحيم أبو ذكرى.

    ولما علمت بوفاته فى أغسطس عام 1989، وأنا فى غربتى فى بوسطن، إسترجعت حديثنا عن ديوانه "العودة إلى سنار" وكنا قد نشرناه له فى دار جامعة الخرطوم للنشر. و كان فرحا حين تضاعفت المبيعات من الديوان بعد أن تبنيت إستراتيجية توزيع مستحدثة، مما كان يعنى عائدا محترما من حقوق المؤلف.، فقال أن غبطته كانت أكثر لتداول الكتاب بين أيدى عدد كبير من القراء، من العائد المادى. وتلك ذكريات أخر لها مقامها ومقالها. وتعبيرا عن حزنى على فقده جاء مطلع مرثيتى:

    سنارُ قد خَمدتْ مشاعلُها
    وأُوصدتْ أبوابُها
    وزوى البريقُ على الوجوهْ
    وأطبق القحط ُ المُقيمُ
    "على التِّلال السودِ
    والأشجارِ" والغاباتِ
    والصحراءْ
    فما "رجعت طيور البحر فَجْرَاً
    من مسافاتِ الغيابْ"
    لتحاضن الأرضَ الخواءْ
    ولا رقصت حوافرُ خيلنا
    فى عز مجدٍ آفلٍ
    وممالكٍ "زرقاءْ"

    وهاهى إبنة المرحوم الدكتورة شيراز تسترجع أبياتا من عصارة قلب وعقل والدها فى عودته إلى سنار:



                  

07-22-2015, 02:12 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من مداخلات البروف المفقودة كذلك تلك التى أرسلها عبر أمواج الأطلنطى للعضو المؤدب جدا جدا جدا جدا عبيد الطيب ود المقدم ببادية الكبابيش وهى تكاد تكون أرقى مداخلة فى البوست كله علما أن المداخلة تكتسب قيمتها من طبيعة المداخلة التى يتم الرد عليها خاصة عبر تجلى ثقافة صاحبها من لدن ود المقدم سقته الرياح .
    المداخلة كانت تقرأ :
    ***
    أخوى عبيد الطيب

    حبابك أخونا ود المقدم راجـح العقل لماح
    زول حوبه العقول اللى كل صعب وضاح
    كان تربيع شعر أو لى فهم التراث شراح
    ولى كل أسرار بوادينا ياكا الوحـيد فتاح

    Quote:
    يا سلاااااام رثاء من القلب إلي القلب
    سماحة البروف أحسن الله عزاكم وربنا يتقبل الراحل قبولا حسنا
    الموت "ياه الكيس الدائم" كما يقول أهلنا في الريف، وإن كانت له حسنات، هي أن نتعرف علي شعراء مثلكم
    إخذتهم مننا الجامعات والدراسات الأكاديمية
    أيضا البوست كان "ضلا رهينا" كما قال الهلالي، ثقافة جامعة ومعلومات قيمة جدا، حيث تعرفنا علي
    دكتور عبدالرحمن الشاعر والأديب الماهر الحاذق
    ولا يفوتني أن أطايب الأصدقاء والجميلين بطبعهم الأساتذة
    الشقليني وأحمد الأمين وعلي عبدالوهاب ومنصور المفتاح وعلي الفكي
    بلة محمد فاضل ونصر الدين عثمان والجميع

    شكر الله عزاءكم فى فقيد الأمية وراسم ألقها ونخوتها وحنوها وقسوتها شعرا جميلا يرقص المشاعر ويهيج العواطف ويفرح القلب ويحزن الضمير؛ كل فى آن واحد، لأنه يقول الصدق شعرا. فالصدق فيه الفرح وفيه الترح، فكما قال عميد نقاد الرومانطيقية البريطانى ماثيو آرنولد: "فالآن الشعر هو الحقيقة والفلسفة الأوهام...ليس الشعر سوى المدى فى كمال حديث الإنسان الذى يقرب فيه جدا من نطق الحقيقة"

    لذلك كان حزنى على أستاذنا الفيتورى، ألذى فطمت طفولتنا على طيب مائدته ذات الأطباق الشهية من الشعر العميق المعبر، أن أهل القريض بخلوا عليه بقصيدة أو قصيدتى رثاء. ورغم أن الإجحاف كان مفرطا منا نحن السودانيون، إلا أن شعراء العربية الذين أجلوه، ما ذرفوا عليه دموع أبيات ولو شحيحة. لذا أتمنى أن يورد لنا كل من مرت عليه قصيدة أو أبيات رثاء فى الفيتورى، من أى شاعر كان، حتى نوهطها فى دار مواساتنا هذه. ولكن يجب أن أقول، والحق يقال، أن هناك كثيرون كتبوا نثرا جميلا فى حقه. ولكننى رأيت أن أورد مقالة الشاعر العراقى معد الجبوري بعنوان " قصائد مرّت بين معطف البردوني وعصا الكنعاني: لقطات من ذاكرة عمرها 40 عاماً عن مهرجان أبي تمام الشعري" نشرت أولا بجريدة "الزمان" الدولية فى العاشر من يونيو عام 2010 ثم أعيد نشرها بـ"نشوان نيوز" بعد وفاته . لانها ترينا كيف أن الأدباء والشعراء ينظرون إلى إبداعه:

    http://nashwannews.com/news.php?action=viewandid=5692http://nashwannews.com/news.php?action=viewandid=5692http://nashwannews.com/news.php?action=viewandid=5692http://nashwannews.com/news.php?action=viewandid=5692

    قصائد مرّت بين معطف البردوني وعصا الكنعاني: لقطات من ذاكرة عمرها 40 عاماً عن مهرجان أبي تمام الشعري
    ___________________________________________________________________________
    معد الجبوري

    في كانون الأول من عام 1971 أقيم في الموصل المهرجان العربي الكبير، مهرجان أبي تمام الشعري، وكانت مجموعتي الشعرية الأولي (اعترافات المتهم الغائب) قد صدرت في ذلك العام وأنا بعد في الخامسة والعشرين من عمري، وفي الشهر نفسه من العام نفسه، كنت أنتظر أن تنشر لي مجلةُ الآداب البيروتية، في عددها الثاني عشر، ردا علي ما نشرَتْه من نقد للأستاذ الشاعر بلند الحيدري، في باب (قرأت قصائد العدد الماضي) في عددها الحادي عشر، تناول فيه قصيدتي (أهل الكهف) التي كانت قد نشرَتها في عددها العاشر.. وكنت أدري أن الحيدري من المدعوين للمشاركة في مهرجان أبي تمام، وعدد مجلة الآداب لم يكن قد وصل العراق بعد.

    ومما أتذكّره من طرائفِ ذلك المهرجان، أن البردوني لم يتخلَّ عن معطفه وهو قي البصرة، مع أن الجوَّ فيها، في مطلع شهر تشرين الثاني لم يكن باردا إلي حدٍّ يستدعي ارتداء المعاطف، كما أن الشاعر العراقي نعمان ماهر الكنعاني، لم يتخلَّ هو الآخَر عن حَملِ العصا، مع أنه كان قويَّ البنية منتصب القامة لا يحتاج أن يتوكأ عليها، مما دعا أحد الصحفيين الظرفاء أن ينشر في جريدة المهرجان تعليقا ظريفا حول معطف البردوني وعصا الكنعاني، يقول عن المعطف (لم نعرف إلي الآن من كان وراء إقناع البردوني بأن الشتاء قد نزل عندنا.. لكننا نعرف أن معطفه الذي يحمله حيثما سار، أصبح من أبرز معالم المربد). وعن العصا يقول (أضيفت عصا الشاعر نعمان ماهر الكنعاني لمأثورات المربد الخامس فهو يحملها حيثما حل.. سألناه: أهي علامة الكِبَر؟ فقال: بل هو تقليد مربدي).
    وفي حوار مع البردوني، نُشر في جريدة المهرجان نفسها، تحدث عن مشاركته في مهرجان أبي تمام قائلا: هي أول مرة اٌقرأ فيها علي منبرٍ عالٍ وبين أيدي جمهور الموصل لحساسيته الفنية وثقافته المعروفة.. وسميت القصيدة التي قرأتُها بـ (قصيدة الضجّة).

    ما أجمل لقاء لي مع البردوني، فقد كان في مدينة صنعاء عام 1989 ضمن الأسبوع الثقافي العراقي الثاني في اليمن.

    ففي صباحيَّةٍ شعرية حاشدة أقيمتْ في جامعة صنعاء للشعراء العراقيين المشاركين في ذلك الأسبوع، وهم كلٌّ مِن (نعمان ماهر الكنعاني، عبد الرزاق عبد الواحد، معد الجبوري، محمد حسين آل ياسين، علي الياسري، جواد الحطاب.) كان الشاعر عبد الله البردوني، والشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس جامعة صنعاء، والسيد حسن اللوزي وزير الإعلام والثقافة اليمني، وحشد من الأساتذة والطلبة، في مدخل قاعة الجامعة لاستقبالنا والترحيب بنا، وكان من المقرر أن يقوم البردوني بتقديمنا للجمهور عند إلقاء قصائدنا.
    وحين تقدم منا للترحيب بنا، قلتُ له وأنا أصافحه: إنني من مدينة الموصل، فتذكَّر وضمني قائلا: (أهلاً بابن الموصل المدينة الأصيلة الجميلة التي لن أنساها ما حييت، ولن أنسي تذوق أبنائها العالي للشعر، ففيها عُرفتُ كصوتٍٍ شعري، وأخذ اسمي ينتشر في الساحة العربية.).

    وعلي خشبة المسرح قرب المنبر بمواجهة جمهور القاعة، توسَّطَ الشاعر عبد الله البردوني جلستَنا خلف طاولة طويلة، ثم قَدّمَنا واحدا واحدا للجمهور، ولم يفُتْهُ أن يذكرَ ضمن تقديمي أنني من مدينة الموصل، وأخذ يُعقِّبُ علي كلِّ قصيدةٍ بعد إلقائها، بعباراتٍ موجزة دقيقة.

    قلبي علي وطني
    ا أن علمنا أن الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري، سيشارك في مهرجان أبي تمام، حتي عادت بنا الذاكرة إلي قصيدته الشهيرة التي حفظناها وتعاطفنا معها ونحن بعد علي مقاعد الدراسة المتوسطة:

    يا أخي في الشرق في كلِّ سكَنْ
    يا أخي في الأرض في كل وطنْ
    أنا أدعـوك ، فهـل تعرفنـي
    يا أخـاً أعرفـهُ ، رغـم المِحَنْ

    في صالة فندق الإدارة المحلية بالموصل تعرفنا عليه، نحن الأدباء الشباب، قبل افتتاح المهرجان، فأصغي إلينا بمحبة وتواضع، معرباً عن اهتمامه بالشعر الجديد الخارج علي القوالب التقليدية الكلاسيكية الجامدة، وفي حوارنا معه اتفق معنا علي بعض آرائنا واختلف مع بعض الآراء المتطرفة سواء ما يتعلق منها بالمحاولات الجديدة أو القصيدة العمودية، وكانت له وجهات نظره النقدية الخاصة.

    وفي الأمسية الشعرية الأولي، ألقي الفيتوري قصيدته، فبدأ بوقفةِ صمتٍ، ثمَّ أغمض عينيه في تأمّل واسترسل في شبه غناء:

    حين يأخذُكَ الصمتُ مِنّا
    فتبدو بعيدا كأنكَ رايةُ قافلَة غرقَتْ في الرِّمالْ
    عشبُ الكلماتُ القديمةُ فينا
    وتشهقُ نارُ القرابين، فوقَ رؤوسِ الجبالْ

    عندها صفق الجمهور بحماس، فقد فوجَئَ بحضور جذَّاب علي المنبر، وبشاعرٍ لديه طريقةٌ نادرة في الإلقاء، فأداؤهُ أداءُ ممثّلٍ بارع بحركات يديه ونظراته، وبما يُضْفِيه من تلوينٍ علي نبرات صوته، متنقلاً بشكل خاطف بين السرعةٍ والإبطاءِ، والجَهْرٍ والهمس، في تناغم بين موسيقي النص وموسيقي الأداء، مع وقفاتِ صمتٍ عميق لها إيقاعُها الخاص، عبرَ غنائيةٍ عالية تنبضُ في ثنايا نصِّه الشعري.

    أكثر من مرة، قاطع الجمهورُ الذي كان يملأ قاعة الإدارة المحلية (الربيع) الشاعر الفيتوري بالتصفيق حتي وصل إلي مقطع، تلاه بحسم ونبرة عالية:

    لماذا يظنُّ الطغاةُ الصغار، وتشحبُ ألوانُهُمْ،
    أنَّ موتَ المناضلِ موتُ القضيّة،
    أعلم سِرَّ احتكام الطغاةِ إلي البندقية،
    لا خائفاً.. إنَّ صوتيَ مشنقةٌ للطغاةِ جميعاً
    ولا نادما.. إنَّ روحيَ مثقَلةٌ بالغضَبْ.
    كلُّ طاغيةٍ صَنَمٌ، دُمْيَةٌ مِنْ خشَبْ.

    فضجَّت القاعة، بالتصفيق وصياح (أعِدْ)، فأعاد، ثم واصل والمتلقّون منسجمون مع إلقائه، ليصل إلي هذه الصورة الشعرية:

    لا تحفروا ليَ قبرا، سأصعد مشنقتي،
    وسأغلق نافذة العصر خلفي،
    وأغسل بالدم رأسي،
    وأقطع كفي، وأطبعها نجمة فوق واجهة العصر،
    فوق حوائط تاريخه المائلَهْ..
    وسأبذر قمحي للطير والسابله..

    ثم اختتمَ قصيدته بهذا المقطع، الذي توالي التصفيق بعده للشاعر، وهو يغادر المسرح وينحني للجمهور:

    قتلوني، وأنكرني قاتلي،
    وهو يلتف بردان في كفني.
    وأنا مَنْ ؟.. سوي رجلٍ واقفٍ خارج الزمَنِ.
    كلَّما زيفوا بطلاً،
    قلتُ: قلبي علي وطني

    بعد انتهاء الأمسية، وعند الحديث عن إلقاء الفيتوري، قيل: إنَّ (آسيا) زوجتَهُ، وهي ممثلة، تُدرِّبُه علي الإلقاء، فيُجري التمارين أمام المرآة قبل أن يقف وراء المِنَصّة، وسواء كان ذلك صحيحا أو أنه محضُ افتراء، فقد ظل الفيتوري فيما بعد في العديد من المهرجانات التي سمعتُه ورأيتُه فيها، بارعا في الإلقاء.

    وهنا أري أنَّ ما ينطوي عليه أيُّ نص شعري من عناية بالإيصال إلي شرائح المتلقين شتي وليس إلي النخبة فقط، وبإلقاءٍ هو جزء من تلك العناية، هو الذي يقف وراء استقطاب جمهور القاعات والمناسبات، وهذا ما ينطبق علي قصيدة الفيتوري، وعلي قصيدة الشاعر نزار قباني، التي ألقاها قي الأمسية نفسها، والتي ألهبت حماس الجمهور، في وقتٍ لم تستقطب فيه نصوصٌ ألقيت قي المهرجان نفسه ولها ثقلها الفني، سوي النخبة وهم القلة من الجمهور.. نذكر منها، علي سبيل المثال، قصيدة الشاعر المصري الرائد محمود حسن اسماعيل (سجدة علي قبر أبي تمام) وقصيدتَي الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي (السَّفَر، ومرثية للعمر الجميل) وقصيدة الشاعر محمد عفيفي مطر (وشم النهر علي خرائط الجسد).. وقد تناول تلك النصوص المتفوّقة المجددة فيما بعد، العديد من النقاد والدارسين باهتمام بالغ.

    والفيتوري في مهرجان أبي تمام كان حريصا علي حضور أمسيات الشعر التي كانت تنقلها محطة تلفزيون الموصل نقلا حياًّ، ومنها الأمسية التي كانت مخصصة للشعراء من أبناء الموصل، ومنهم: (ذنون الشهاب، أرشد توفيق، سالم الخباز، معد الجبوري، أمجد محمد سعيد،عبد الوهاب اسماعيل، بشري البستاني، عبد المحسن عقراوي، محمد علي الياس العدواني، عبد الوهاب شاهين، وعد الله ابراهيم..) وقدمها القاص والإعلامي سعد البزاز.
    ظل الفيتوري حتي نهاية الأمسية يصغي بانتباه إلي قصائد الشعراء، وبعد انتهائها جمعتنا في الصالة جلسة معه ومع الباحث والناقد اللبناني محمد عيتاني أحد ضيوف المهرجان، والذي كان قد خاض في ذلك العام معركة نقدية مع الناقد المصري محمد النويهي علي صفحات مجلة الآداب البيروتية استغرقت العام كله، وكانت، وهي معركة حامية، قِمَّة في الحوار المهذَّب ومدعاة لتعزيز شهرتهما.

    في تلك الجلسة أثني كلٌّ من الفيتوري وعيتاني، علي ما ألقي من قصائد حديثة في الأمسية، وفيما يتعلق بقصيدتي، فقد وعدني الناقد محمد عيتاني بالكتابة عنها، ثم وفي بوعده فنشر عنها قراءة نقدية في مجلة الطريق اللبنانية، أما الشاعر محمد مفتاح الفيتوري، فقد بدا، من خلال حوارنا، أن مقطعاً من قصيدتي لفت انتباهه بشكل خاص أكثر من المقاطع الأخري، أقول فيه:
    كلما صار قلبي مُصلّي
    وصارَتْ ذِراعي مَنارَهْ
    تُصبحُ الأرضُ مبغي
    فأختار ثوبَ الدَّعارَهْ

    أمّا كون بعض شعراء تلك الأمسية كانوا قد أطالوا من وقوفهم خلف المنصة ولم يلتفتوا إلي عدم انسجام الجمهور مع قصائدهم، وهذا ما أشار إليه الفيتوري وعيتاني وغيرهما من الأدباء العرب والعراقيين، فقد كان من بعض أسبابه، تدخل إداريين غير معنيين بالإبداع بإضافة عدد من الأسماء إلي أصل قائمة المقرر مشاركتهم من شعراء الموصل، فانتهز الفرصة مَن اعتبر أنّ المشاركة في مثل هذا المهرجان فرصة نادرة له، فقرأ خلالها ما شاء من مطولات (شعرية) برتابة، دون مراعاة للوقت، ودون أيِّ إحساس بما أصاب الجمهور من ملل ، وما حلَّ في القاعة من نفور.. ولقد كان لهذا الأمر، تأثيره السلبي علي تلقي القصائد الجميلة والجديدة التي ألقيت في الأمسية.

    محمد عفيفي مطر
    وأدباء الموصل

    ظلَّلَتني مِن جَناحيها سحابهْ
    وصلتني بالدمِ الهاربِ مِن شقٍّ لشّقٍّ،
    وضعتني في الرّبابهْ
    وترا ممتلئََ الصوتِ، بكنزِ الصَّرَخاتْ
    وأنا فزَّاعَةُ الطير بأرضِ الغُرباءْ
    كنت في قلبِ العراءْ
    مستحماًّ بعراك الطيرِ في الرّيح،
    ومَحشواًّ بأوراقِ التقاويم ـ الجسَدْ

    هذا ما علق في الذاكرة من قصيدة الشاعر محمد عفيفي مطر (وشم النهر علي خرائط الجسد) التي ألقاها في إحدي أمسيات مهرجان أبي تمام. وصلتي بالشاعر مطر تمتد، من خلال قراءتي لنتاجه الشعري، إلي النصف الثاني من ستينات القرن الماضي، ولم أكن قد التقيت به شخصيا، و لم أعلم ، وضيوف المهرجان كانوا قد حلوا في الموصل أنه سيكون واحدا منهم.
    كان محمد عفيفي مطر قد شدَّني إلي شعره بقوة دون الكثير من الشعراء الذين كنت أقرأ لهم، ومنذ عام 1970 أيام بدأتُ أنشر علي صفحات مجلة الآداب التي كان ينشر فيها، ازداد إعجابي به كصوتٍ متفرّد، كان له صدي عميق في نفسي، فهو صوت الرؤيا العميقة والمغايرة والاختلاف والبصمة الخاصة، حتي في عناوين قصائده المثيرة، مثل(شهادة البكاء في زمن الضحك، نزع القمع عن فراشة الدمع، سهرة مع الأشباح) وغيرها..

    وفي اليوم الأول لمهرجان أبي تمام، وقرب مدخل الجامع الكبير في الموصل عند زيارة الضيوف له، جاءني صديقي القاص نجمان ياسين ومعه شخص ينظر إليَّ ويبتسم، وقف كل منهما أمامي، فقال نجمان : انظر جيدا إلي هذا الرجل.. أتعرف من هو؟ فتأملت فيه، وقبل أن أنطق، صاح نجمان: إنه محمد عفيفي مطر، فقفزت من الدهشة وأنا أعانقه وهو يعانقني، وتعرف حينها علي أدباء الموصل الشباب. ومنذ تلك اللحظة عاف عفيفي أروقة المهرجان وضيوفه ونزل بصحبتنا طيلة أيام المهرجان إلي شوارع الموصل وأزقتها.. تناولَ الكباب الموصلي معنا في المطاعم الشعبية، وشاركَنا الجلوس في المقاهي وتحدث إلي عشرات الناس بين أسواق المدينة، واستمع إلي قصائدنا وقصصنا واهتماماتنا وهمومنا.ودخل بيوتنا وتناول من موائدنا، نحن الأدباء(عبد الوهاب اسماعيل، نجمان ياسين، أمجد محمد سعيد، سالم العزاوي، وكاتب هذه السطور) ومما أذكره أنه أطلق عليَّ لقب الشاعر دو السن الذهبية، وعلي عبد الوهاب اسماعيل الشاعر البدوي، وظل يراسلنا بمحبة عميقة بعد أن غادر القطر.

    ومنذ لقائنا في (أبي تمام) حتي يومنا هذا لم تنقطع صلتنا بالشاعر محمد عفيفي مطر، فقد ظل صديقا حميما التقينا به، عشرات المرات في العراق يوم عمل فيه محررا في مجلة الأقلام وفي القاهرة، وفي العديد من الملتقيات والمهرجانات.
                  

07-22-2015, 02:17 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من المداخلات المفقودة فى البوست تلك التى أرسلها عضو المنبر أحمد اللمين أحمد (لم أقل أخو كيكى ) وبها محاولة خجولة للتطاول الموجب على قاموس وأسلوب بروف عبدالرحمن كشاعر كبير جدا عبر رثائه لمحمد عبدالحى قديما والفيتورى حديثا وقد غطى البروف المداخلة بأخرى سوف أثبتها لاحقا .
    مداخلة العضو أحمد اللمين كانت تقرأ بعد البسملة :
    **
    تحية وحُب لشيخنا عبدالرحمن
    ولازلت ثاويا مندهشا فى ظل ماتجودبه علينا
    عودة لمداخلة سابقة أكرر غيابك فى المهجر على الضفة الأخرى للأطلنطى دفعنا نحن معشر القراء المحبين ثمنا غاليا حيث غابت عنا الكثير جدا من إسهاماتك الثرة التى ظلت حبيسة الأوراق والأدراج أقول ماقلت وقد وقفت بقوة على مرثيتك أدناه
    حين رحل الشاعر الكبير جدا محمد عبدالحي صيف 1989 ( تشرفت بنهل الأدب الإنجليزى الحديث وشعر الحرب فى مجالس درسه حيث يفتقد الواقفون االسعة ) ..
    لاحظت عبر قصيدتك فى رثاء عبدالحى التى وقفت عليها لأول مرة فى هذا البوست هو ثبات المنهج الشعرى الدقيق والصارم فى ذهنك حين تكتب عن الراحلين تحديدا حين ترثاهم بذات قاموسهم وصورهم وأخيلتهم وعباراتهم لكن تفعل ذلك باسلوب سحرى فريد
    ينم عن قوة إطلاعك إنتاجهم وهذا ذات المنهج الذى إنتهجته حين رثي الفيتورى ووصفته انه ياقوت ( الشعر ) لاحظ قوة قريحتك حين أعدت ترتيب مفردات ( العرش ) وهى مفردات (الشعر) نفسها ف (العرش ) عند الفيتورى هو ذات (الشعر ) عندك لكن عبر أسلوبية وذكاء شعرى وسحرى لايقدر عليه سوى واسع الإطلاع فى اللغة مثلك .
    فى قصيدتك حين رثيت عبدالحى قلت :
    سنارُ قد خَمدتْ مشاعلُها
    وأُوصدتْ أبوابُها
    وزوى البريقُ على الوجوهْ
    وأطبق القحط ُ المُقيمُ
    "على التِّلال السودِ
    والأشجارِ" والغاباتِ
    والصحراءْ
    فما "رجعت طيور البحر فَجْرَاً
    من مسافاتِ الغيابْ"
    لتحاضن الأرضَ الخواءْ
    ولا رقصت حوافرُ خيلنا
    فى عز مجدٍ آفلٍ
    وممالكٍ "زرقاءْ
    **
    1- عند عبدالحى سنار (تفتح ) أبوابها فرحا بعودة الغائب وعندك سنار (أوصدت ) تلك الأبواب حزنا على رحيل محمد عبدالحى.
    2- التلال السود والغابات والصحراء هى ذات مفردات عبدالحى فى (العودة إلى سنار وغيرها ) وأعدت أنت إنتاجها سحريا فى شهادة موجبة منك بتفرد قاموس عبدالحى الذى يميز بصمته الشعرية
    3- بذات النقطة (2) عبدالحى مستندا على الفونج والعبدلاب إتكأ على السلطنة الزرقاء لدرجة جعله الطبل كذلك (أزرقا ) وأنت ثبت ذلك عن وعى حين وضعت مفردة (زرقاء بين هلالين
    اجمل مافى قصيدتك واكثرها حكمة وذكاء شعرى حين (نفيت ) انت مستخدما (ما النافية التى تكثر فلى المصحف الشريف ) عودة طيور البحر فجرا من مسافات الغياب رغم أنها عند عبدالحى رحمه الله قد عادت !
    لك التحية والتقدير والشكر على ما تنحفنا به ولى عودة إن طال العمر
                  

07-22-2015, 02:21 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من مداخلات البروف المفقودة تلك التى رفعها إلى سعادة المستشار نصر الدين عثمان وتقرأ:
    **
    سعادة المستشار نصر الدين عثمان
    مابين الصـدقِ وقول الحقِ بحورٌ من تأويلِ نصوصٍ وقياس
    والحكمُ قرارٌ يسنده النصُ القطعى، فلا تعويل على الإحساس
    لكنك يا خلى قد فقت رفاقك بالعلمِ الأرفعِ: جزالة نصٍ مقياس
    فحكمك فيه الخير وحب الخير يسمو بأرقِِ شعورٍ بين الناس
    فتتابعُ أبياتا ودوواينَ قريضٍ، وبدائعَ فنٍ راقٍ يتلألأُ كالماس

    Quote:
    يا لهذه البكائيــة الحرىَّ... بيد أننا كلنا والوطن قد أصبحنا مرثيــة كبيرة!!

    المجد والخلود لشاعر أفريقيا...

    وأنزل الله على قبره شآببيب الرحمة وأسكنه فسيح الجنان

    ومتعك الله بالصحة والعافية وحفظك يا بروف...

    أنا لا أريد أن أزكى نفسى على الناس ولا أريد أن أتباهى بكتابتى لهذه القصيدة العفوية التى إنبثقت من دواخلى دون تعمد مسبق. فأنسابت كأخوات لها فى الرثاء دون تفكير أو مزاوجة أو محاولة لرصد التفعيلة أو ربط القافية. فقد كانت يسر ألم حاد أراح نفسى وعقلى من معاناة أيام بعد قراءتى لمقال الأستاذ طلحة جبريل ردا على البطل. فبقدر ما ساءنى مقال البطل أكبرت فى الأستاذ طلحة جبريل نزاهته فى عكس الواقع والحقيقة دون مزاودة ولا تشفى. ولكن سطورة وقعت كالساطور على عقلى، وأنا أتمعن فى الجحود والنكران الذى رزئنا به وصار الشيمة التى ألتصقت بنا.

    والآن ما زلت حزينا لأن شعراءنا، وأتمنى أن أكون مخطئا، ما كلفوا أنفسهم كتابة أبيات فى رثاء هذا الخالد النبيل الذى عاش غريبا ومات غريبا، سوى صديقنا بله الفاضل، ، كما أنبأتنى إحدى أديياتنا الشابات. لذا هزتنى مقالة الشاعر التونسى المبدع منصف المزغنى بصحيفة "24: الخبر بين لحظة وضحاها" الإلكترونية، فرأيت أن أبين لشعرائنا وأدبائنا كم هم مقصرون فى حق الفيتورى. وكما غطت المغرب عورتنا بدفن رفاته فى مقابر الشهداء، ومن قبل جادت اليمن ومصر بستر عملاقنا الجيلى عبدالرحمن وعلاجه ومواراة جسده الطاهر، يجود علينا الآن الشاعر المبدع المزغنى بإنصاف الرجل وهو فى رحلته الأبدية.

    Quote:
    24: الخبر بين لحظة وضحاها

    الشاعر التونسى منصف المزغني

    جواز سفر الفيتوري إلى قبره
    الخميس 30 أبريل 2015 / 22:46
    منصف المزغني


    ١-
    عن السفر بلا جواز السفر
    سقراط وهوميروس وامرؤ القيس والجاحظ وأبو نواس والمتنبي والمعري وابن خلدون وكبار الرحالة والمستكشفين مثل "ابن بطوطة" وَ "ماركو بولو" و"كريستوف كولومبس" و"فاسكو دي غاما" لم يحتاجوا في عصورهم القديمة إلى وثيقة اسمها جواز السفر وأوراق ثبوت جنسية، فمسقط رأسهم محدّد في الارض، ولكنهم لا يعرفون حدوداً لموضع أرجلهم على الأرض، إنهم يحطون الرحال في هذه البلاد أو تلك دون وقوف في طابور بسفارة طلبا لتأشيرة قد تُعَطى أو تٰرْفَض، وهكذا لم يكن شغلهم ساعةَ السفر غيرَ زادٍ وزوادة، وراحلةٍ للبر أو سفينةٍ للبحر.

    ولو كان أمرُ الحدود بين البلدان قائماً بالشكل الذي نعرفه الآن بين البلدان، لما أمكن لكثير من الكتاب والشعراء أن يهربوا بجلودهم من عيون حرس حاكم غاضب عليهم، ولما وجد أبوالطيب المتنبي طريق الهرب من مصر زمن كافور الاخشيدي، كما لو كان ناس القرون الماضية يعرفون جواز السفر والتأشيرات، لقضى رحالة شهير مثل ابن بطوطة شطر عمره وهو يتنقل بين السفارات في انتظار التأشيرات، ولما أمكن له الوصول من أقصى المغرب العربي إلى بلاد الصين ، وهو يعبر بلدانا مفتوحة البر والبحر.

    لم تكن الأرض معروفة بشكلها الكرويّ، كانت تسمى أرض الله الواسعة، وكان المسافرُ كالعصفورة، بلا جواز سفر أو جنسية أو تأشيرة.

    ٢- جواز السفر بين الحق والمنحة
    ماهي جنسية المبدع في العصر الحديث، وقد صار الكلُّ مربوطاً بجنسية وجواز سفر؟

    ولسؤال كهذا خاطب الشاعر محمود درويش وطنه المغتصب فلسطين حين تأمل جواز سفره غير الفلسطيني:

    "أيا وطناً لم أجد ختمه في جواز السفر؟"

    لقد صار جواز السفر حق هوية، بل هو ابسط حقوق المواطنة في المواثيق الدولية في العصر الحديث، إنّه ليس ثواباً أو عقاباً، ورغم هذا، فإنه بات يخضع للابتزاز والمساءلة، وشهدت أغلب وزارات الداخلية العربية وغيرها من الأنظمة الشمولية الأخرى في العالم، ملفات قاسية وفصولاً مؤلمة للسياسيين والمبدعين والمعارضين خاصة، فقد فَقَدَ الكثيرُ من هؤلاء جنسيتهم الأصلية واضطروا إلى حمل هويات أخرى.

    كانت الجنسية تُسْقط وجواز السفر يُسْحَب من المغضوب عليهم كما تُسْحَبُ رخصة السياقة من المخالفين لقواعد المرور. وفي الوقت نفسه كانت الجنسيات تُمْنَحُ، وجوازات السفر تُعْطَى لغير مواطني بلدانها من الرياضيين وَالراقصات والموالين الأجانب والغرباء والسياسيين واللاجئين والمرتزقة وغيرهم، ولا تُمْنح التأشيرة لكل شخص مشبوه أو غير مرغوب فيه.

    ٣- الفيتوريُّ السودانيُّ الليبيُّ البِدونيُّ
    أ-
    كانت للشاعر السوداني المولد، السوداني الجنسية، محمد مفتاح الفيتوري، خلافاتٌ مع نظام جعفر النميري في السودان جعلت الأخير يُسقط عن الشاعر الجنسية السودانية ويسحب منه جوازَ السفر سنة 1974.

    وحين علم العقيد الليبي معمر القذافي بوضع هذا الشاعر المتميز"صنّاجة أفريقيا العربية"، فالتَقَفَهُ ومنحه جنسية ليبية وجواز سفر، ومناصب ديبلوماسية مريحة في روما وبيروت والرباط حتى إسقاط نظام القذافي سنة 2011 .

    وحين جاءت جماعةُ "الربيع الليبي" إلى السلطة في طرابلس، أسقِطت الجنسيةُ الليبية عن الشاعر، فلم يعد ليبيّا ولا سودانيّا، وصار في شيخوخته مقيماً بالمغرب بلا وطن محدد، ومن جماعة ما يسمّى (البدون) .

    ولكن، سوف ينتظر الفيتوري العجوزُ (الذي توغل المرض في جسده الصغير) الموتَ البطيءَ في المغرب حيث يحيا مع زوجته المغربية وابنتهما .

    ولعل كان يسترجع بيت عبد الرحمان الابنودي :

    عاد اللي يعجّز في بلاده

    غير اللي يعجز ضيف.!!

    ب-
    بعد ثلاث سنوات تذكّر النظّامُ السودانيُّ بقيادة عمر البشير أن الفيتوري الليبي صار بلا جواز سفر وبلا جنسية، وهكذا جاء وفد سوداني ديبلوماسي الى المغرب بحثا عن الشاعر لتسليمه هدية لم يطلبها: إرجاع الجنسية السودانية، وجواز السفر السوداني بعد أربعين عاما (1974-2014) من الحرمان والنسيان.

    في مقطع الفيديو الذي صوّر زيارة الوفد الرسميّ ووثّقها، ظهر الفيتوريُّ مذهولاً وهو لا يدري ماذا يحدث حوله، فقد كان في غيبوبة شاملة وهو يستلم جواز سفره، ولم يشعر بلذة الهدية التي صارت شبيهة بوصول طوق النجاة لمن غرق.

    ولا قبور للشعراء

    أ-
    حين بلغ الفيتوري شاطىء الموت لم يكن محتاجا لجنسية، أو جواز سفر، أو حتى إلى قبر.

    كان السودان هو المحتاج إلى ابنه الفيتوري الذي قال فيه:

    في زمن الغربة والارتحال/ تأخذني منك وتعدو الظلال/ وأنت عشقي/ حيث لا عشق يا سودان/ إلاّ النسور الجبال/ يا شرفة التاريخ/ يا راية منسوجةً/ من شموخ النساء/ وكبرياء الرجال؟

    ب- حين مات الشاعر الفيتوري أكثر من مرة بين إشاعة وتكذيب، كان الشاعر محتاجاً الى المساعدة، ولكنه لم يجد إلاّ صدى بيت لمحمود درويش:

    "يحبّونني ميّتًا كي يقولوا: لقد كان منّا وكان لنا"

    ج-
    - ماذا ينفع الشاعر إِنْ تنازع النظام السوداني مع زوجة الشاعر المغربية وابنته حول دفنه؟

    - هل ربحت الزوجة معركة دفن الشاعر في الارض المغربية العربية الأفريقية التي كانت مثواه الأخير؟

    - وهل خسرت الديبلوماسية السودانية معركة دفن الفيتوري في أرض السودان؟

    - لم يدرك الذين سلموه الجواز أنّ الأوان فات لتسليم الشاعر جواز سفر

    - لقد بلغ الفيتوري الشيخوخة التي أوصلته إلى مطار الديخوخة، فلم يعد محتاجاً إلى جواز سفر أو قبر.

    د-
    - غادر الفيتوري هواء الكرة الأرضية على ظهر اللغة الشعرية إلى ما أبعد من جنسيةٍ يسحبها النميري ويعيدها البشير، وأعلى من نياشين القذافي، وأغلى من جوائزه القليلة، ومن عشقه الرومانسي لافريقيا ومن قبره.

    - لكنّ قبره تحدّه الفصحى بأغنية لا تموت:

    "عشقي يفني عشقي / وفنائي استغراق / مملوكك لكني / سلطان العشاق"

    - والحق الحق!

    - الحق هو ان الشاعرالفيتوري عاش حياة مأساوية مثل افريقيا ، وهو حي يرزق في اعماله الشعرية في:

    " دنـيـا لا يـمـلكُها مــن يـملكُها /
    أغـنـى أهـليها سـادتُها ..الـفقراءْ /
    الـخـاسرُ مـن لـم يـاخذ ..مـنها مــا تـعـطيه عـلـى ..اسـتحياء/
    والـغـافل مــن ظــنَّ الأشـياءَ هــــــى الأشـــيـــاء !
    / تــاجُ الـسـلطانِ الـغاشمِ تـفاحهْ / تـتأرجح أعـلى سـارية ِ ..الـساحهْ
    تـــاجُ الـصـوفـى ..يُــضـىْ / عــلــى سِــجـادة ..قَـــشْ
    صـدقـنى يــا يـاقوت ..الـعرشْ
    أن الـمـوتـى لـيـسـوا ..هــمْ هــاتــيــكَ الــمــوتــى
    والـــراحـــة لــيــسـتْ هــاتــيــك ..الـــراحـــة".

    - لقد صار الشاعر محمد مفتاح الفيتوري ساكنًا مرتاحًا في ديوانه،هاربًا من قبره و فاتحاً أبياته كي تسكنها ذاكرة الأحياء فوق أرض من الألَم و تحت سماء هي الفصحى .


    مرة اخرى: شكرا على مرورك وجميل كلماتك فى حق فقيدنا وما جدت به على أبياتى من كرم تذوق
                  

07-22-2015, 02:41 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    فى رده (المهكور ) على العضو المحترم محمد أبوالعزائم أبو الريش كتب بروف عبدالرحمن حفظه الله :
    **
    محمد أبوالعزائم أبوالريش

    أسمك يا صديق الفكر فيه
    تجمعت أبعادُ تاريخٍ
    وحسنُ معانٍ
    وقد تُحُمِّد فيه مطلعه
    وثنى بإسم أشياخ
    تمدد فضلهم، أحفادُ بيتِ
    محمدٍ أجدادهم حسنانِ،(1)
    فى أرض دجلة والفرات
    وساقية حمراء فى أرضِ
    مغاربٍ ونيلٌ فى تخم أسوانِ
    من كرم الموائد أغدقوا
    فيض "العزايم"
    أو عساهم جمّعوا همما
    وعزما تأكد حسمه
    عند كل أوان
    والريش زان قوادمًا
    لفوارسٍ أو خلعة السلطان(2)
    وقد تجلى كل ذلك فيكَ سميهم:
    كرما، وتحمل فى جوانحك
    الرحيبة وعيا وأشعارأ
    وفكرا وإيقاع موسيقى
    عزفا من كل ألوان

    (1) أبوالعزائم الأكبر "صاحب الإسم" كان أبوه من نسل الحسين وأمه من نسل الحسن أبناء على بن إبى طالب رضى الله عنهم. وتمددت الأسرة من ساقية الذهب الواقعة بين الجزائر والمغرب إلى العراق ومصر والسودان وعلى سواحل البحر الأحمر. ومع الأسف فإن إسهام الإمام محمد ماضي أبو العزائم الفقهى ودوره فى تبسيط ضرورة الثورة ومقوماتها، لم يدرس حتى ولو بالقليل مما يجب دراسته. ويقال أن الإسم كناية عن العزيمة والهمة. وهناك رأى شفاهى إضافى يقول بأنه كان كريما ويعقد الولائم للناس خاصة الفقراء، فكنى بأبو "العزايم" وهذه سودانية محضة؛ أى أنه كان كثير "العزايم". أنا طبعا لا أدرى العلاقة الأسرية التى تربط صديقنا محمد أبوالعزائم أبو الريش بكل هذا العمق التاريخى الهام.

    (2) أما إسم أبو الريش ففيه مخارج إثنوقرافية كثيرة. أولها أنه كان كناية عن رئاسة القوم وعلو المكانه. وكان الريش يستعمل كإشارة طقسية لتلك المكانة كنوع من التتويج. وهو أمر نراه كثيرا فى التراث التاريخى والثقافة-الحضارية لقبائل ومجموعات فى إفريقيا ووسط سكان أميركا الأصليين. وعلى نفس المنطق تشير روايات إلى أن قادة القوم من المحاربين كانو يتقلدون على رؤوسهم الريش. وذكر بعضهم أنها ريشة واحدة فى مقدمة الرأس. وتذكر بعض المصادر أن الريشة كانت تكريما من السلاطين توضع على رؤوس القواد الذين يبلون فى المعارك أو من يقدمون أعمالا جليلة للسلطنة. وقيل أنها كنية لرامى السهام الماهر الذى يجيد التصويب بـ"الرائش" من السهام أى السهام التى فى مؤخرتها ريش يساعدها على طرد الهواء ودقة وسرعة الإنطلاق نحو الهدف. وقيل أيضا أنها كنية لصانع السهام المريشة. وذكر أنها من ريشات توضع على قوادم فرس الفارس. وقال بعض العارفين برمزية الثقافة الحضارية أنها كنية لعلو المقام وبطر العيش وهى تشبيه بالهدهد.


    Quote:
    يا سلام عليك بروف عبدالرحمن،

    هكذا يكون الكلام عن الفيتوري (ياقوت الشعر)

    نحتفي به ولا نودّعه، فهو في داخل كل منّا


    شكرا عزيزى محمد وقد طاب لى بديع تخيرك لمواضيع ثرة ومداخلات لها أبعادها. وأكد لى تخيرك لموضوع "ماما آفريكا" مريام ماكيبا عمق وعى بأبعاد الفن الموسيقى الملتزم والوعى والنضج السياسى الذى شكلته مريام ماكيبا. وهو موضوع أتمنى أن نعود إليه مرة أخرى.

    أما فيض ترحيبكم وكرم وفادتكم لى عند زيارتى للدوحة قبل عامين فمازال يشكل فى نفسى نقلة نوعية أعادت لى الإحساس بانسانيتى التى تكلست خلال الخمسة وثلاثين عاما فى أرض البرد والصقيع والبرود. وقد زاد من زخم الذكريات ليلتنا الشعرية وأمسية نبش المجهول من التاريخ. وكما ذكرت أمسية الليلة الشعرية، فإن الدوحة رغم حفاوتها وجمال قاطنيها من أهل السودان، إلا أنها تحمل بالنسبة لى أبعادا مزدوجة.

    فقد كانت الدوحة خاتمة تطوافى بمدن الخليج عام 1980 بانيا ومثبتا علاقات وطيدة مع أجهزة الثقافة والمعارف والمكتبات والمؤسسات العلمية، مما تتوج بفتح منافذ لمنشورات دار جامعة الخرطوم للنشر. وكانت الدوحة محطة لقاء، كما كانت مؤخرا، مع أصدقاء أعزاء طال فراقى لهم. فسعدت ونعمت بصحبتهم وإجتررنا ذكريات لا تنمحى ولا تنسى. وكانت الدوحة أيضا ساحة لقاءآت فكرية وثقافية وأدبية لعدد من شوامخ الكلمة فى العالم العربى. وكانت الدوحة أيضا مفتاح غربتى التى طالت إلى يومنا هذا. ففيها أكملت طلبى بالإلتحاق بجامعة بوسطن تحت إلحاح صديقى العزيز، موضوع هذا البوست، الشاعر الفذ، موسوعة الفكر والثقافة، واللغوى البحر، والإنسان الجميل، والرجل الكريم المعطاء، وأخو الأخوان، النور عثمان أبكر. وهنا تكمن مأساوية الدوحة لى حينما أجتر أول زيارة لى عام 1980. لذا سيكون هذا البوست وتوابعه سردا لصداقة نادرة بأخى النور, وسوف أنشر لأول مرة مرثيتى فيه لأبوح لأخى الأديب الأريب أحمد الأمين بمكنونات حفظتها عقودا؛ نزولا عند رغبته بأن الأوان قد أزف لا طلق من أسرها ثمار نتاج فكرى ونزف مشاعرى. فله ولك الإعزاز والتقدير.

    وإلى التالى من سيرة شاعرنا الفذ.
                  

07-22-2015, 02:50 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    فى هذه المداخلة (المهكورة ) التى تزن (دهب ) بدأ بروف عبدالرحمن ذكر وذكرى وتذكار وتذكر صلته بصاحب (غناء للعشب والزهرة ) الذى جدثه بتُرب أبى هامور بالدوحة مثلما الفيتورى جدثه بتُرب الشهداء بالرباط فتأمل .
    المداخلة كانت :
    ***

    إغتم الضوء فى حجرة المكتب فجاءة وأنا جالس أتصفح بعض التقارير فنظرت صوب الباب؛ فإذا بشامخ عملاق يقف عند عتبته ويقوس ظهره منحنيا مطاطىء الراس وقد علت وجهه إبتسامة ودودة، وهو يقول: "بيبانكم دى ما لازم يراعو فيها ناس نحن" وضحك وضحكت من صورته تلك وتعليقه. فتقدم إلى وسلم مصافحا وضاغطا على كفى بقوة وحرارة وهو يقول: "أخوك النور عثمان أبكر"

    كنت أسمع بالأسم يعرض حينما يتحدث الناس أو يكتبون عن الصحوة الشعرية، ونقرأ نتفا من شعره وهو الغائب عن أرض الوطن سنينا عددا. وأتفهم الآن معنى حديث الصديق الأديب الأريب الأستاذ أحمد الأمين أحمد عن طول الغياب خلف مياه المحيطات، وكيف أن البعيد عن العين ليس فقط بعيدا عن العقل والخاطر، وإنما مجحف فى حق من كان لهم الحق عليه أن يشركهم فى نتاج فكره ورقص مشاعرة ودفقات أحاسيسه. وهذا باب آخر لا أريد الولوج منه الآن، ولكنه أمر هام يجب التنويه والإشارة إليه. ولم أكن ساعة دخول النور مكتبى مهيئا على الإطلاق لإستيعاب أو حتى تصور هيئته الفارعة البنية. ولكنى كنت قد سمعت عنه وعن طوله ومرونته ومقدراته الرياضية من مدربنا لفريق جامعة الخرطوم لكرة السلة المرحوم عباس خوجلى، لاعب فريقنا القومى، وهو يسرد لنا سير اللاعبين الأسطوريين الذين تعاقبوا على فريق الجامعة. ولكن عقلى لم يربط لحظة دخول النور بذلك الزخم التاريخى فى مجال الجمال والتعبير فية بحركة الجسد رياضة، وليس التجرد الفكرى بالكلمات وموسيقاها. وبلا مقدمات جلس على كرسى الجلوس فى ركن المكتب وقال بلا تكلف ولا بروتوكولية "قهوتكم وينا؟ وكان عندكم موية داير لى منها جغمه جغمتين." فأنفرطت أسرايرى وفرحت من عمق تلك العفوية والمباشرة السودانية الأصيلة المحببة.

    وبمحدودية تفكيرى القاصر المنحصر أيامها فى كيفية النهوض بدار جامعة الخرطوم للنشر، ذهب عقلى إلى أنه حتما جاء يستفسر عن حركة توزيع ديوانه "صحو الكلمات المنسية" الذى كنا قد نشرناه له. فقال لى "الكلمات دى خليها هسى. أنا يا زول جيت راجع زول قعاد تب؛ وبتشوف أنا حأصاقركم لامن تكرهو اليوم الجيتكم فوقو. أحبك يا سودان!" وضحك ضحكته المجلجلة تلك، وكان عائدا يومها من ألمانيا. وحكى لى كيف أن حياته ونظرته للحياة قد تغيرت منذ يوم وطئت قدماه أرض ألمانيا وعمله الموسمى فى جنى ثمار شجر التفاح والكروم (قالها هكذا وهو يقصد العنب)"؛ وحياة العمل المتواصل التى تشابه الآلية للزراع فى ألمانيا خاصة وأوربا عامة مقارنة بالجهد حسب المقدرة والمزاج عندنا والتكويعة، مع مراعاة هجير الشمس عندنا. وهنا بدأت الرؤى تتطابق والتجارب تتقارب.

    فذكرت زيارتى إلى برلين وهامبورج ودرسدن وبون وبوتسدام مدينة أجمل حدائق القصور الفخيمة منذ أيام عز الإمبراطورية الألمانية. وأذكر أنه إنفعل حينما علم بأننى قدمت محاضرة فى مقهى الحانة الذى كان يؤمه شاعر الألمان جوته فى مدينة لايبزج، ومازال ركنه محفوظا إلى يومها، فقال لى بفرح "دا بكان فيه عمق التاريخ والثقافة الألمانية". وتحدثنا طويلا عن جوته وعطاءة الفكرى وعمق شعره وبديعته فاوست. فسألنى بالألمانية أن كنت أعرف التحدث بالألمانية. فرددت عليه بلغة ألمانية سليمة بأننى لا أعرف الحديث بها. فرد على ضاحكا بالألمانية "ولكنك تتكلمها بطلاقة". فضحكت وقلت له هذه خدعة تعلمتها أثناء فترة تدريبى حينما نلت تدريبا فى صناعة العطور والمركبات العطرية ومواد التجميل فى هولتزمندن على ضفاف نهر الفيزر فى إثنين من أعرق مصانع العطور فى ألمانيا الغربية يومها. ولما لم يستطع تحديد المدينة ذكرت له أنها تقع جنوب كراينزن والتى تقع بدورها جنوب هانوفر تلك المدينة الشهيرة بأضخم معرض تجارى فى العالم يومها.
    PerfumerysudanNaturalExtractscopy1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أول يوم لى عند وصولى لمصنع إستخلاص العطور فى هولتزمندن
    بألمانيا مع كبير الكيمائين بالمصنع ومدير الأسواق العالمية

    شكرا منصور ورمضان كريم على الجميع.

    نتابع ذكرياتى مع المرحوم الصديق النور عثمان أبكر.

    وتحدثت بمشاعر فياضة عن كيف أن تلك المدينة الصغيرة، أو قل القرية، هولتزمندن وضفاف نهر الفيزر كانا من أجمل ما رأيت فى حياتى من جمال للطبيعة وهدوء سكون للكون فى حضن تلك الطبيعة المذهلة، والماء الرقراق، والأرض التى غطتها أبسطة من الحشائش الندية، والأزاهير البرية الدقيقة والأقاحى، وفوقها الفراشات تدور محلقة تعلو وتهبط وأنا أتتبعها فى إسترخاء؛ والطيور الرقيقة ترتقى الأفق لتلفت أنظارك إلى جمال التلال والهضاب الخضر -- والمطر راز ناعم متناهى الذرات. وقلت له أننى هناك أصابنى ما أصاب على بن الجهم حينما أنشد رائعته التى مطلعها:

    عـيون الـمها بين الرصافة والجسـر
    جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

    فقد كتبت أجمل وأرق أشعارى هناك. وهنا تنبه وتنبهت قبله إلى أنى بحت بسر كنت أكتمه فى نفسى. فمنذ عام 1970 لم أنشر شعرا ولم يعرف إنسان يومها أننى أقرض الشعر. فكان بوح عفوية وثقت علاقتنا؛ لأنه لم يكن أحدا غيرة يعرف أننى كنت أكتب الشعر سوى شاعر الكويت خليفة الوقيان وشاعر البحرين على عبدالله خليفة الذين ضمتنى معهما جلسات ودية أيام الشباب قلت فيها بعض أشعارى. ورغما عن مجالستى لفحول الشعراء وأرق ناظمى القريض لم أكن أعلن كتابتى للشعر بعد موقف عام 1970 الذى أقسمت بعده أن لا أنشر شعرى أو ألقيه فى مناسبات عامة أو خاصة. فكنت طوال تلك الفترة مستمعا متلقيا وقارئا للشعر فقط، وأكتب فى كراستى وأحتفظ. ولكن ذلة اللسان تلك كانت رابطة ود وعلاقة بيننا. إذ سألنى لماذا لا أنشر هل لأن شعرى "زبالة" أم هو "أكثر إبتذالا من شعر أبى نواس". فضحكت وقلت له ليست الأخيرة على كل حال، ولكنه خيارى. فضحك وقال أنه يريد أن يسمع شيئا منه ليحكم فلربما ينصحنى بعدم إضاعة وقتى. فقلت له كل شئ بأوانه.

    وهنا قال لى "إنت عندك شنو يوم الخميس المسا؟" فقلت له "ليه؟" فقال بأنه قد دعا بعض الأدباء والشعراء والتشكيليين الشباب ويمكن أن أعرف أو أتعرف على بعضهم. فأتفقنا على أن نلتقى مساء الخميس. وهم بالإنصراف. فقال لى مودعا يا ربى ما بلقى لى زول ماشى بحرى عشان مارقريت (قالها وكانه إفترض أنى أعرف من هى) شالت العربية وما داير أقعد أكثر من كده. ولم أكن أدرى أنه كان متزوجا من ألمانية وهى مارقريت، ولكننى خمنت. فقلت له أنا ماشى بحرى عشان أنا ساكن هناك. فقال بمرح وبصوت عال "بحرى نفر". فضحكت لأننى تذكرت عمنا أحمد المنادى فى موقف سيارات التاكسى بالمحطة الوسطى بالخرطوم، وهو ينادى بصوته الأبح الأجش "بحرى..بحـرى...بحرى نفر"، يريد ليكمل عدد ركاب "الطرحة" خمسة. المهم تجاذبنا الحديث حتى أوصلته إلى بيته فى أطراف الصافية. ورغم إصراره أصررت من جانبى على عدم إمكانية دخولى لأننى أريد الذهاب للمنزل لأنام قليلا لأنه كان عندى تمرين لفريق الصاندى (وهو فريق يضم قدامى اللاعبين وفيهم الدوليون والعجائز، يلتقون كل يوم أحد بميدان الجامعة)
    SUNDAYTEAMAugust1997copy1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    يظهر فى الصورة من اللاعبين الدوليين نصرالدين عباس جكسا لاعب الهلال وعوض
    الكباكا لاعب الموردة ومحمد عابدين "أورنجيتا" من الأهلى والمدرب المقتدر المرحوم
    عبدالفتاح حمد الذى أحرز الكأس الوحيد فى تاريخ السودان، وهو كأس إفريقيا
    شكرا منصور ورمضان كريم على الجميع.

    **
    بحمده إستطعت الحفاظ على الصور الأصلية قبل الهكر فتأمل .
                  

07-22-2015, 02:54 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    أخر مداخلة (مهكورة ) أرسلها من بُكان ما عضو المنبر أحمد اللمين (أخو كيكى ) وقد غطاها البروف لاحقا قبل هكره
    تقرأ:
    **
    تقبل الله صيام وقيام شيخنا عبدالرحمن فى محرابه البعيد وكل من يتابع هذا البوست المحتفى منذ أمد بحدث حضارى لا يتكرر سوى مرة هو رحيل الشاعر الفذ محمد المفتاح رجب الفيتورى
    وقد أيقظ الحدث المهيب ذاكرة أستاذنا عبدالرحمن وأشعل شاعريته فتكرم علينا بالمرثية التى شكلت محور البوست وصار عبرها قلم أستاذ عبد الرحمن يتحرك بقوة وحُب ومرونة بين الشخوص وألأزمنة و الأماكن التى إندثر جلها
    .
    بوصول ذاكرة أستاذ عبدالرحمن لذكر وذكرى وتذكار وتذكر صلته (القديمة ) بصاحب (صحو الكلمات المنسية ) و (غناء للعشب والزهرة ) الشاعر السودانى المفكر والمترجم الخلاق النور عثمان أبكر ( جدثه بمدافن المسلمين بأبى هامور بدولة قطر مثلما جدث الفيتورى بمقابر الشهداء بالمملكة المغربية وهذا ملفت جدا ) توقفت بقوة على المقتبس أدناه من حديث الشيخ عبدالرحمن ويقرأ :
    **
    فسألنى بالألمانية أن كنت أعرف التحدث بالألمانية. فرددت عليه بلغة ألمانية سليمة بأننى لا أعرف الحديث بها. فرد على ضاحكا بالألمانية "ولكنك تتكلمها بطلاقة". فضحكت وقلت له هذه خدعة تعلمتها أثناء فترة تدريبى حينما نلت تدريبا فى صناعة العطور والمركبات العطرية ومواد التجميل فى هولتزمندن على ضفاف نهر الفيزر فى إثنين من أعرق مصانع العطور فى ألمانيا الغربية يومها.
    ** إنتهى المقتبس .
    1- أندهشت كثيرا من علاقة خريج كلية أداب -جامعة الخرطوم (حين كانت دار حكمة ) شأن بروف عبدالرحمن بالتدريب فى صناعة العطور !!!؟؟ عليه هل لعطارة والدك الشهيرة بالسوق العربى صلة بالأمر علما أنك فى مداخلة فى بوست قبل أكثر من عام توقفت بقوة وحُب حول تلك (العطارة ) التى يملكها الوالد له الرحمة وشكلت محورا هاما فى شخصيتك وذاكرتك ومعرفتك منوها انها كانت مجمعا للكثير من الرموز السودانية من مهن وطبقات شتى .
    2- معلومة مذهلة فى المقتبس أعلاه تفيد طلاقة لسانك فى لسان غوتة وشيللر خاصة حين تحدثت مع النور عثمان أبكر وهو يكاد يكون أشهر سودانى مرتبطا باللغة الألمانية ذات الأصوات الصعبة والجافة جدا وقد ترجم عنها قبل وفاته كتابا لرحالة طاف قديما بدارفور حين كانت أرض حياة وحضارة وتعايش (قبل جحافل الجنجويد و ومناوئيهم من الحركات المسلحة .)
    معرفة جيلك واسع الإطلاع ومنهم منهم النور عثمان أبكر بأكثر من ثلاث لغات حية جلها أوربية أمر يكاد أن يندثر عصرنا رغم سهولة التعليم وكثرة حركة جيلنا بين الأقطار الأوربية تحديدا حيث يصعب الوقوف على مُتعلم ذرب اللسان فى ذاك اللسان الألمانى تحديدا لدرجة النقل عنه مثلما فعل النور عثمان أبكر حين ترجم كذلك من أشهر المتحدثين باللسان الجرمانى من جيلكم الدكتور المفكر السودانى محمد سليمان ( من أبناء حى العرب ويقيم بلندن ) وقد أوصله ذوقه وحسه المعرفى النادر ومعرفته باللغة الألمانية مقدرة عالية جدا مكنته من ترجم أشعار لبريخت ونشرها فى كتاب وهو كذلك صديق مقرب جدا من الشاعر النور عثمان أبكر الذى بدأت مداخلات فى ذكره بهذا الحب وقد كان رفيقه فى السكن الجامعى بجامعة الخرطوم قبل إنتقال كحمد سليمان للدراسة بالمانيا .
    تحية وتقدير بروف عبدالرحمن وعسى المزيد من الفيض والتدفق بمثل هذه العذوبة والسلاسة فى ذكر الوجوه الحضارية التى شكلت محاورا فى حياتك والأمكنة والأزمنة داخل وخارج السودان (القديم )
    تحية وتقدير الأخ منصور المفتاح على التحية .
    * إستدراك:
    فريق (الصنداى ) الذى كنت تتمرن معه فى ميدان جامعة الخرطوم الشرقى تحديدا فى زمرة (احرف ) اللعيبة على مر تأريخ السودان عهدنا بالجامعة كان يحمل إسم فريق (النجوم ) وكنا نتابع تمارينه لنستمتع بحرفنة جكسا الذى أوصلته (حرفنته ) تلك لذرى شاهقة فى وجدان امته لدرجة تغنى البنات بإسمه فى حفلات الأعراس على نغمات الدلوكة كذلك من شدنا بمهارته فى تلك الزمرة النادرة لاعب الموردة الحريف جدا بشير عباس الملقب فى زمانه ب (المدفع ) فهو رغم ضخامة حجمه كان يمتاز بمرونة وخفة ومهارة عالية جدا وله مقدرة مذهلة فى التحكم على الكرة و إخضاعها لقدمه السحرية وكان الكثير جدا من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة يتمرنون مع هذا الفريق منهم بروف محمد التوم (علوم ) وهو كذلك حريف جدا

    **
                  

07-22-2015, 03:00 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    مُداخلة البروف المهكورة ردا على المداخلة أعلاه :
    ***
    لك التحيا أيها الصديق الجميل الشفيف أحمد اللمين أحمد

    رمضان مبارك عليكم؛ وجعله الله واحة إستجمام روحى، وإستراحة إنبساط ذهنى، وبشارة خير دائم بإذن الله.

    لقد والله طوقت عنقى بكثير مما يفيض عن قدرى من الثناء. فأنا أجتر ذكريات كان لك القدر المعلى فى إستخلاصها "من جفيرها" كما يقول أخونا منصور المفتاح. هى تجارب أخنى عليها الدهر وطواها النسيان حينما صدئت الذاكرة من طول البعاد ومعاناة الغربة وما تراكمه على العقل والقلب من السهاد. وقبل أن أسترسل فى سرد ذكرياتى مع واحد من أعز الأصدقاء فكريا وإجتماعيا، أخى وصديقى النور عثمان أبكر عليه رحمة الله، رأيت أن أجيب على بعض تساؤلاتك عساها تضئ جوانب فى الفهم لأبعاد السرد وتفاصيله، بعد إنتفاء الغموض؛ رغما عن أنى خبرتك حصيفا ثاقب النظر عميق الرؤيا تتوهج فى عقلك الوقاد شفافية الأحساس وسبر غور ابعاد الشعور. وإلا فكيف لك أن تعرف بأننى لجأت للإستبدال لأعيد صياغة كلمة "العرش" من مفردات الحروف فى "الشعر". ولكنها عمق رؤيا الناقد الذى يعمل الفكر والعاطفة فى تقييم أبعاد الكلمات وعمق المعانى، فلك الشكر أن وفرت على الشرح مما كان سينقص من وقع النص.


    Quote:
    لاحظت عبر قصيدتك فى رثاء عبدالحى التى وقفت عليها لأول مرة فى هذا البوست هو ثبات المنهج الشعرى الدقيق والصارم فى ذهنك حين تكتب عن الراحلين تحديدا حين ترثاهم بذات قاموسهم وصورهم وأخيلتهم وعباراتهم لكن تفعل ذلك باسلوب سحرى فريد ينم عن قوة إطلاعك إنتاجهم وهذا ذات المنهج الذى إنتهجته حين رثي الفيتورى ووصفته انه ياقوت ( الشعر ) لاحظ قوة قريحتك حين أعدت ترتيب مفردات ( العرش ) وهى مفردات (الشعر) نفسها ف (العرش ) عند الفيتورى هو ذات (الشعر ) عندك لكن عبر أسلوبية وذكاء شعرى وسحرى لايقدر عليه سوى واسع الإطلاع فى اللغة مثلك

    أما لجوئى لكلمات الشعراء وقواميسهم وأخيلتهم وصورهم فهو مما يحتمه إلتزام الأدب والتأدب والإحترام لهؤلاء الأفذاذ وأن لا أتطاول على قاماتهم الشعرية أو الفنية بما قد لا يليق بمقامهم من قولى فرأيت أن أستعير كلماتهم وتعابيرهم لأرثوهم بها حتى أشعر بأنى أوفيتهم حقوقهم كاملة من فريد نظمهم وروعة مفرداتهم. وستلاحظ هذا أكثر وأعمق فى رثائى لصديقى النور عثمان أبكر فى القادم من المداخلات بإذن الله، تماما كما إستعملت ذلك فى رثاء عملاق الفن وردى. وهذا منهج إبتدعته من ولعى بتخصصى الأساس لمرحلة الماجستير فى علوم التواصل الإدراكى Cogni-tive Communications Sciences وهو التقمص الذهنى أو التشاعر العقلى Mental Empathy ويتلخص فى محاولة سبر فكر من تكتب عنه وتحاول أن تتقمص شخصيته عقليا ليكون ما تكتب أقرب إلى ما كان سيكتبه نفسه؛ وسأستفيض فى منهجى هذا فى سانحة أخرى بإذن الله.

    أما سؤالك عن

    Quote:
    - أندهشت كثيرا من علاقة خريج كلية أداب -جامعة الخرطوم (حين كانت دار حكمة ) شأن بروف عبدالرحمن بالتدريب فى صناعة العطور !!!؟؟ عليه هل لعطارة والدك الشهيرة بالسوق العربى صلة بالأمر علما أنك فى مداخلة فى بوست قبل أكثر من عام توقفت بقوة وحُب حول تلك (العطارة ) التى يملكها الوالد له الرحمة وشكلت محورا هاما فى شخصيتك وذاكرتك ومعرفتك منوها انها كانت مجمعا للكثير من الرموز السودانية من مهن وطبقات شتى


    بلا شك كان لوالدى عليه رحمة الله الأثر الأكبر فى شغفى بالعطور وتزودى بالعلم فيها حتى أرضى قلبه عنى وكنت قد أسعدته بقرارى عدم السفر إلى إلمانيا لدراسة الكيمياء الصناعية. فالكيمياء كانت حبى وشغفى وإفتتانى وكنت مبرزا فيها جدا، وقد إمتحنت فى الشهادة الثانوية مساقا علميا حيث جلست لأمتحان العلوم والعلوم الإضافية فى الشهادة السودانية والعلوم فى شهادة أكسفورد المتقدمة. ولكن مجموعى لم يسمح لى بدخول كلية العلوم فى جامعة الخرطوم ، إذ كنت أعانى من حدة مضاعفات إصابتى أيام ثورة أكتوبر. ولكن تم قبولى فى بعثة لألمانيا الغربية يومها لدراسة الكيمياء الصناعية. ولكن صحة الوالد عليه رحمة الله ورجاءه لى بالبقاء بقربه أرغمانى على القبول بدخول كلية الآداب وأنتهيت بشهادة فى علم من كلية الآداب وآخر من كلية الأقتصاد حيث تخرجت فى التاريخ والعلوم السياسية. ثم بعدها إلتحقت بكلية القانون ولم أكمل بها غير عام لإختيارى فى مواقع شبابية وطلابية قيادية فى إفريقيا والشرق الأوسط والعالم (وهذا أمر سأفرد له حيزا آخر بإذن الله).



    المهم نلت تدريبا فى صناعة العطور والمستخلصات الطبيعية فى كل من هولندا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وسويسرا. والفضل فى ذلك لحبى للكيمياء وتقديرى لبراعة والدى عليه رحمة الله فى العطور والعطارة والتطبيب بالأعشاب والمركبات الطبيعية الذى ورثه عن أجداده. وكان أول من صنع العطور فى إفريقيا وأمتدت شبكات توزيعه لمنتجاته لتشمل مصر والمغرب وكينيا ونيجيريا وتشاد واليمن والسعودية. فوالدى الحاج إبراهيم محمد عبدالرحمن الشهير بالبربرى صاحبمخازن عطارة الشرق، عليه رحمة الله، هو مثالى وقدوتى ومصدر علمى وعملى ونجاحاتى وحبى الذى لا تحده حدود للعلم وللسودان وأهله، جزاه الله عنى خير الجزاء. وقد كان، عليه رحمة الله، أول من صنع العطور فى السودان منذ الثلاثينيات إلى أن بنى مصنعة بالمنطقة الصناعية بالخرطوم بحرى. وكنت من صغرى لصيقا به أصحبه إلى الدكان فى السوق العربى. وكانت له خبرة عظيمة فى الأدوية العشبية اللى ورثها علية رحمة الله من أجداده فى المحس والجزء منهم الذى إستقر فى العاصمة الملوكية القديمة، قسطل وسط الحلفاويين فجمع معارف طبية رهيبة ومستخلصات عشبية وعطرية مما سهل له صناعة العطور وفنونها. وكان كثير من المرضى يحضرون إليه من "البلد" ومن السعودية واليونان ونايجيريا وإنجلترا وموريتانيا، ولكنه لم يكن يتقاضى منهم مليما واحدا فى أى علاج مهما كلف تركيبه. ورغما عن أن تعليمه لم يتعدى سنتين نظاميتين، إلا أنه عندما مات، عليه رحمة الله، كان يتكلم سبعة لغات وكان يحير خبراء العطور من الفرنجة حينما يشتم أى عطر ويشير عليهم بالشم فقط أن عطرهم يتكون من كذا وكذا من المواد والمركبات والمستخلصات. فكانوا يلقبونه بــ "المعمل التحليلى الأنفى Analytical-Lab Nose"، عليه الرحمة وله المغفرة من رب العالمين.

    وذلك من أمر العطور التى ما زلت أقوم بتركيبها إلى يومنا هذا، وأهديها للأصدقاء والأبناء والأهل. ووعد منى حينما إجئ إلى أرض الإنجليز سأحمل لك معى قارورة عطر ومنتجات من تركيباتى المبتكرة الفريدة المتفردة والتى نقوم الآن بتوزيعها مع إبتكارات أخرى فى الدول النامية نقلا للتكنولوجيا الآمنة والمفيدة عبر مجموعتنا التعاونية التى كوناها عام 1990 فى بوسطن بناء على مبادرة من علماء وأساتذة جامعات ومخترعين ورجال أعمال ذوى أصول من دول نصف الكرة الجنوبى، كان ومازال همهم نقل المفيد والآمن من تكنولوجيا متطلبات الحياة فى الدول النامية لمعالجة المشاكل المزمنة طبيعيا (وهذا موضوع سأفرد له مجالا آخر بإذن الله).
    ***
                  

07-22-2015, 03:09 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    من الصور النادرة جدا (أبيض وأسود )قبل ثورة الفوتشوب التى زين بها البروف البوست وقد سرقها الهكر لاحقا حين ضرب بقوة هذه الصور:
    YOUSEFMARHOUMARROWRED2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    UofKinAsmaraCollegecopy1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    منتخب جامعة الخرطوم لكرة السلة فى زيارة قديمة ذكر الطالب وقتها البروف أنها كانت للحبشة وإرتيريا عهد الأمبراطور أسد يهوذا الذى شحذ واللهم (الراستا ).
                  

07-22-2015, 03:18 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    للأسف الشديد لم اتمكن قبل الهكر من تحديث حفظ البوست عليه لم أثبت المداخلة الأخيرة للبروف وهى عن النور عثمان أبكر وتكاد تكون ارقى مداخلة بهذا الربع مجملا وربما المنبر طوال عهدنا به خاصة أن البروف قد كتبها بأسلوب سينمائى به حركة للضوء والظل والوجوه ومخاطبة لكل الحواس وهو يذكر لقاء ما مع النور عثمان أبكر عليه إن كان البروف محتفظا بها فى ملف عسى ان يعيد تنزيلها هنا إن لم يتحسن البوست الأصلى تقنيا وقد فشلت مرارا فى التداخل به ..
    ******
    إنتهى تنزيل مداخلات البروف من ناحيتى مع التحيه له ولمن تابع .
    ***
    اخيرا من الأشياء المهكورة هذا الصدح الذى تشرفت بإنزاله ..
    الصيدح المجود أبوعركى البخيت مترنما بإحدى درر الفيتورى من مرحلته الصوفية وهى المرحلة الأجمل مع التنبيه أن عركى قد ترنم كذلك برائعة المجذوب (سيرة ) التى يسود بها طقوس العرس السودانى وهو أحد تجليات الهوية التى عبرها توقف عبدالحى عند شعر الفيتورى و المجدوب لهم الرحمة جميعا .



    تحية للجميع ومع السلامة .
                  

07-23-2015, 08:48 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    يا احمد الامين
    لو لم امر من هنا لفقدت وفاتنى الكتير ،،.
    شكرا لك ...
    شكرا يابروف عبد الرحمن فانت مدهش بحق ...
                  

07-23-2015, 06:17 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: دينا خالد)

    تحية وتقدير الأخت دينا خالد على المرور وتشريف البوست بالقراءة ثم التعليق المقتضب الموجب فى حق أستاذنا عبدالرحمن.
    من محاسن الهكر تنبييهه لى على وجه الخصوص أن أحفظ البوستات والمداخلات التى يجود بها أمثال بروف عبدالرحمن ومن كان على نهجه فى المنبر العام وهم ثلة من المجودين جلهم
    تضيع معرفته وسط ركام الجوطة والهضربة و الفوضى و الجهل الشديد جدا والهرجلة التى تسود كثيرا بالمنبر العام ومن حسنات الهكر أنه مسح الكثير منها فللهكر التحية والتقدير .
    Abdel-RahmanWardiNight2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    الصورة الوقورة للبروف عبدالرحمن التى يزين بها بروفايله له التحية ودينا خالد مثلها وكذلك لمن عبر البوست من القراء .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 07-23-2015, 06:19 PM)

                  

09-11-2015, 05:16 PM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)


    وضربنا هكر باتع مسح جهود ليال و استوطن ثم تسيد
    ظـلمات وأنظمة حمايات تأبى أن ندخل فالفيروس تمدد
    ولما خيم إحباط ويئسنا هب لنجدتنا الكاتب والناقد أحمد
    فأستنقذ كثر كتابات أنزلها بعد ظننا أن ضاع الجهد تبدد
    فعاد بهاء كلام وحديث قطع والعود كما قيل دواما أحمد
    فكان وفيا لنصوص وحوار وفى الخلان كان هو الأحمد


    قال الشاعر "جزى اللهُ الشدائدَ كلَّ خيرٍ *** عَرفتُ بِهَا عدوي من صديقي".

    ولكنى أقول أن الشدائد والملمات تفرز تصنيفا للناس يصعب بلاها. فمنها يتضح لنا عمق إنسانية الناس ومدى همتهم وصدقهم ووفائهم وعاجل نجدتهم وحميمية سندهم وعظمة إستنهاضهم للدعم والمساعدة من الآخرين، وإبانة الطريق لمن يسلك منهم ذلك المنحى. تواردت هذه الأفكار فى ذهنى وأنا أتضاءل عرفانا لجهد رجل نبيل الدواخل صادق النفس عرفته من خلال هذه الأسافير فتمنيت أن كان لقائى به سنين عددا من قبل.

    فهو رجل بحاثة ثاقب الرؤوى منضبط النص مستحلب للخلفيات ورابط للحاضر مع الماضى إستشرافا للمستقبل. عرفت أحمد الأمين أحمد، والذى أقول بكل فخر أنه صديق عزيز وإن فارق عدد السنون بين أعمارنا؛ فالكتوف قد تلاحقت. لأن تلك السنون لم ولا ولن تؤثر فى غزارة إلمامه بمجالات فى الأدب والسياسة والفكر والفن كثر. وقد لمست فيه صبر الباحث وعمق وعى الناقد ببصيرة تتلمس الأبعاد فيما بعد المظهر والجوهر. فأتخدته صديق فكر ورفيق نصوص وقد كان أحد من فتحو صنبور ذاكرتى التى أقفلتها منذ زمان قد طال. فأستنهض همتى لأبدأ فى التوثيق لأكثر مراحل حياتى حميمية؛ وهى التى ظلت حبيسة عقلى حتى إستثار جزءا منها الصديقان الباحاثان والصحفيان الالمعيان الأستاذ فتحى الضو والأستاذ محمد على محمد صالح، مطلقين بداية التوثيق لحياة، كانت فى يوم من الأيام غامضة لا يدرى تفاصيلها حتى أقرب الناس – وإن عرفوا بعضا من شذراتها. ثم برنى الأبن سيف اليزل برعى بمتابعات لما نشر على صفحات السودانيز أون لاين ؛ وأكمل ذلك المنحى الصديق النبيل والموثق المقتدر عماد أحمد، فخر مدينة بحرى، مدينتى الحبيبة التى كتبت فيها "إعترافات عاشق مجروح". وقد خصنى على الفيس بوك فى صور السودان القديمة والسودانيز أون لاين فى بوست بحرى بمتابعات تفصيلية لمراحل حياتى. فلهم جميعا الشكر والتقدير والمحبة.

    أما الأستاذ أحمد الأمين أحمد فقد زاد عنهم بأنه فتح نافذة على ذكريات إنسانية حميمة، بنت عليها عناكب أيام الزمن شباكا علقت بها شوائب حجبت الرؤيا حتى عنى أنا نفسى. فله منى كل تقدير فهو رجل ملحاح بصبر وأناة وتهذيب فائق النظير. فقادنى بأدبه الجم وإنضباطه الفريد إلى إستنهاض ذاكرتى والتوثيق لمراحل حياتى فى فترة هامة وحاسمة من تاريخ الوطن والقارة والعالم، كان لى شرف رصدها وقليل من الأسهام فى مسارها. وأكمل جمائله على بأستنقاذ ماكتبت وكتب الأصدقاء فى مداخلاتى حول مرثيتى لشاعرنا العظيم الفيتورى "الفيتورى يا ياقوت الشعر".

    ففى خضم تفجر شلالات الذكريات وأنا أكتب عن من كتبت شعر رثاء فيهم من عمالقة الشعر والفكر والأدب، وفى أثناء تسارع الأحداث فى حملة ضد عنصرية رئيس نادى الزمالك، وإنشغالى بمشاريع كبرى فى عملى بمجموعتنا التعاونية لنقل التكنولوجيا المفيدة والمأمونة للدول النامية ، ضربتنا فيروسات وتهكرت شبكتنا تزامنا مع تهكير موقع السودانيز أون لاين؛ ولا ندرى إن كان ذلك هو سبب الكارثة التى ألمت بشبكتنا، حتى إستدعت تغيير اجهزة المودم والسرفير والراوتر ثلاث مرات. وظللنا بلا إتصال شبكى لمدة واحد وعشرين يوما. وكلما حاولت الدخول إلى موقع السودانيز أون لاين قفلت علينا أنظمة الحماية الوصول إلى الموقع لما فيه من أخطار كثيرة. ولما أنجلت المعركة ودخلت موقع السودانيز أون لاين من المكتبة العامة، وجدت ويا للهول أن كل جهد تلك الليالى التى قضيتها فى إستجرار ذكرياتى ورثائى لعلاقات الصداقة والإخاء فى أخوة أحبة قد تبخرت وتلاشت.

    ولا أكذبكم القول أنه كان أن غم على، وقررت فى دخيلة نفسى أن لا أطرق موقع السودانيز أون لاين أبدا. حتى نبهنى بعض الأصدقاء بجهد الأستاذ أحمد فى إستنقاذ مداخلات كثر من بوستى حول "الفيتورى يا يا قوت الشعر." فأثر ذلك فى نفسى كثيرا وشعرت بالأمتنان لجهده المقدر. ولكننى أيضا شعرت بالخجل وأنا أرى جهده المقدر وأنا فى إنهزاميتى تلك مستسلم لمشيئة الهكر. فآليت على نفسى أن أثمن دوره وأعيد ما فقد من نصوص وأتابع ما إنقطع تقديرا لفعلته النبيلة تلك. ولكن الدخول إلى السودانيز أون لأين إستعصى لأن نظم الحماية كانت تغلق الكمبيوتر بمجرد ظهور موقع السودانيز أون لاين. فيئست وتركت الأمر حتى يجعل الله مخرجا أو فرجا. والآن أمكننى الدخول من شبكة مكتبة مدينتنا ألستون التى هى واحدة من المدائن الثلاثة عشر التى تكون عاصمتنا بوسطن، وفيها فرع لمكتبة بوسطن التى هى أقدم مكتبات أميركا على الأطلاق ومزودة بأحدث الآلات وأجهزة تنقية للشبكة تخلص المراد من كل الشوائب والفيروسات والأحصنة الطروادية وتمكن من تداخل آمن.

    وها أنا وقد عقدت العزم على مواصلة الجهد والمشاركة متى ما سمحت الظروف بزيارة المكتبة العامة.

    وجزى الله الشدائد كل خير.



    (عدل بواسطة عبدالرحمن إبراهيم محمد on 09-12-2015, 03:36 AM)

                  

09-12-2015, 02:31 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    تحية وتقدير أستاذى الجليل بروف عبدالرحمن على مرورك بالبوست الذى هو بضاعتك رددتها إليك وثق قمت بذلك إعترافا بقيمة وندرة ما تجود به علينا من مداخلات من محرابك المقدس غربى الأطلنطى عبر ذاكرة مدهشة وتمدد لا أعرف له مثيل سوى عند عند عبدالله الطيب ، جمال محمد أحمد والطيب صالح حين ينثر و الجاحظ وإبن خلدون من قبل حين تنفتح مغاليق ذواكرهم وتنداح سطورهم وافكارهم بين أكثر من علم وزمن عبر حركة اقلامهم .
    عليه كان همى الأول حين هجمنا الهكر أن أعيد تنزيل ما جدت به من رحيق تفتح حين (حدق ) الفيتورى ياقوت الشعر فى الموت وأصطفاه صاحب العرش .
    الهكر أصاب كثيرا حين أخذ معه الكثير من الغثاء والركام والقبح من المنبر العام لكنه فى صنيعه ذاك كان حاطب ليل لم يفرز الطالح من الصالح فأخذ بعض حروفك الوضيئة التى نحتفظ بها فى أكثر من ماعون رقمى و ورقى ونعود إليها كلما طلبنا فيضا من ( الإمتاع والمؤانسة ) حسب مصطلح أبى حيان التوحيدى رحمه الله .
    أتشرف كثيرا بحفظ كل ما تقع عليه عيناى من كتاباتك الثرة وأطمع أكثر أن أرى مذكراتك بين القراء فى أكثر من كتاب
    وطمعى يزداد أن تنتبه أجهزة الإعلام بوطنى (القديم ) السودان عسى أن تقم بإستضافتك فى أكثر من حلقة لينعم من يراه بمعرفتك الثرة جدا وتواضعك الإنسانى فى عصر متكبر .
    قف!
    رايتك تعود إلى بوست الفيتورى ياقوت الشعر بعد غياب مبرر سوف أتابعه عبر الحب وأواصل حفظ وتحديث المداخلات فيه
    أخيرا ذكرت فى مقام التواضع أن الكتوف قد تلاحقت وهذا لن يتم حتى (يلج الجمل فى سم الخياط ) أنت قامة معرفية تطال الثريا وأنا جاهل ألهث ككلب صيد خلف المعرفة ولازلت فى الثرى وسأظل ثاويا به ماشاء الله لى .
    تحية وتقدير لك ومن يراه .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 09-12-2015, 02:35 PM)
    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 09-12-2015, 02:36 PM)

                  

09-13-2015, 08:27 PM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)


    الصديق أحمد اللمين لك التحايا الطيبات
    شكرا على كل جميل قلته فى حقى ولى عودة إلى مداخلتك لا شك بإذن الله.
    ولكنى أود أن أعقب على مداخلة الإستاذة "دينا خالد" أولا:
    Quote:
    يا احمد الامين
    لو لم امر من هنا لفقدت وفاتنى الكتير ،،.
    شكرا لك ...
    شكرا يابروف عبد الرحمن فانت مدهش بحق
    ...

    جاءت قانُونيتنا دينا تُزجى الشكر جزيلا وتُقّرظ أحمدْ
    وقالت فيما كتبت أنى حقا مُدهش وهى الدهشةُ تتجسدْ
    غموضٌ يغشاهُ بريقٌ وسلاسةُ نصٍ أخاذٍ ومعانٍ تتمددْ
    أسلوبٌ سهلٌ ممتنعٌ فيه رقىٌ وكل من فى المنبرِيشهدْ
    وتزيدُ بلاغة تعبيرٍ بسـاخِر نقدٍ لذّاعٍ وإن طُلى بشهدْ

    وأقول بصدق، دون نفاق، ما إنت إلا حقا سر الدهشة يتجسد. فقد ظللت أتابع كتاباتك ومداخلاتك وما دار وما ظل يدور من جدل حول شخصيتك حتى من قبل إلتحاقى بهذا المنبر. فرغما عن ما يشغل كثيرا من الآخرين عن كنه شخصيتك، لم أعره أبدا أى إهتمام؛ لأننى كنت فى ذات المركب مرات وكتبت بأسماء عدة لا يعرفها حتى أقرب الأقربين. ولكننى من خلال المتابعة خلصت إلى قناعات وصورة لشخصيتك الكتابية.

    أولا الدقة فى تخير التعابير، وإنتقاء الكلمات بحذر، وصياغتها بتسلل منطقى، مضافا إلى ذلك آراء قانونية تعتمد على الإستنتاج، مع وضوح رؤيا فى أمور الحياة يشير إلى شخصية مواكبة للأحداث، لا شك فى أن لها خلفية قانونية أو إحتكت كثيرا بمهنة القانون. وفوق هذا فلها أسلوب خفيف الظل برصانة، وإن حمل هموم قضايا كبيرة؛ و فيه من روح الدعابة والسخرية ما يدل على ذكاء وخفة ظل، مما لا ينتقص من قوة الطرح ولا أهمية المحتوى. فيا مرحبا بقلم أقل ما يقال عنه أنه "مدهش".

    ولك الشكر أنت.


                  

09-14-2015, 05:59 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    تحية وتقدير شيخنا بروف عبدالرحمن وأنت ترد مجددا نبعك الصافى الثر الذى تشرفت كثيرا بإعادة (تنزيله ) وأفخر بذلك و (أتجمل ) كثيرا .
    عسى أن تقف الأخت دينا خالد على مداخلتك التى بها ذكرها وأنت تعقب على مداخلتها اليتيمة بالبوست
    وعدتنى أنك سوف تعود مجددا إلى البوست فعسى أن تفعل
    حتى حينها لك الود ومقدما مبروك عيد الفداء وقد أشرفنا على بدء ال الليالى ال10 التى أقسم بها (فى رواية ) لفرط هيبتها وعظمتها رب الناس والفلق فى مفتتح سورة الفجر المكية .
    تحية مجددا لك و للأخت دينا خالد وعموم من يراه من (السابلة ).

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 09-14-2015, 06:00 PM)

                  

09-21-2015, 07:29 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    بروف عبد الرحمن
    شرفتنى واخجلت تواضعى شكرا كثييير ويبدو ان للتواصل معك متعه ...
    اسلوبك لا يجارى ... فبقدر ما انا بتفاصح وبتشوبر فى البوستات
    بقدر ما بقيف عاجزة امام جزالة اللغة وبداعة الاسلوب وسلاسة الحكى وجمال الروح .،
    انجذابة روحية تصيبنى واجزم انها تصيب كل المارين على هذا البوست ببكم الكيبوردات
    والاكتفاء بالاندهاش والمتعه حد الاشباع من كتابتك الادبية البديعة
    حقيقة هى تحفة من تحف زماننا المجدب المعولق الذى طفت فيه الطفابيع ...
    انا شاكرة ومتابعة بمتعة كبيرة ...
    واحمد الامين طبعا انا متابعاه بدقة لا يفوتنى اى بوست يفترعه ولا اى مداخله
    يكتبها .... واكتفى بالاطلاع فاحمد مبهر بحق ،،،، ومفيد ...
    قلم بروف عبد الرحمن كان اكتشافا عظيما ارخت له .. ودام التواصل
                  

09-22-2015, 12:51 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: دينا خالد)

    تحية وتقدير وإحترام شديد للأخت دينا خالد على مرورها الثانى بالبوست تعقيبا على تعقيب شيخنا بروف عبدالرحمن على تعقيبها الاول مع ملاحظة أن دنيا خالد هى المتداخل الوحيد خلافا لبروف عبدالرحمن عبر بوصلة حادة ونادرة جذبتها
    تجاه ماخطه بروف عبدالرحمن عن رحيل ياقوت الشعر وصعود روحه إلى رب العرش العبد الفقير محمد المفتاح الفيتورى الذى لرحيله (تهتز عروش الشعر ) إن كان ينتمى لأمة تحتفى بالشعر كأمة شكسبير أو بودليير .
    سمة إنسانية نادرة يتميز بها بروف عبدالرحمن كعضو فى منبر حوار تفاعلى رغم علو باعه المعرفى هى إصراره الموجب على الحوار والرد الرصين على كافة المتداخلين حتى إن لم يك صاحب البوست -حسب تقاليد المنبر - خاصة ان الكثير جدا من أعضاء المنبر الذين
    يتخندقون تحت مسميات وهمية كمفكر ،شاعر ، مبدع يتجاهلون الرد على الكثير جدا من الأعضاء الذين يتحاورن معهم .
    بروف عبدالرحمن جامعة مفتوحة (مجانا ) منه نتعلم المعرفة والأدب والسلوك الراقى الرفيع وقبل ذلك التواضع الإنسانى الذى هو أرفع خصلة ينعم الله بها على عبده الفقير .
    تحية مجددا للأخت دنيا خالد على تشريف البوست ورشه بالعطر .
                  

10-01-2015, 08:50 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)


    أستاذ أحمد اللمين

    Quote:
    تحية وتقدير أستاذى الجليل بروف عبدالرحمن على مرورك بالبوست الذى هو بضاعتك رددتها إليك وثق قمت بذلك إعترافا بقيمة وندرة ما تجود به علينا من مداخلات من محرابك المقدس غربى الأطلنطى عبر ذاكرة مدهشة وتمدد لا أعرف له مثيل سوى عند عند عبدالله الطيب ، جمال محمد أحمد والطيب صالح حين ينثر

    لك الإعزاز والمودة والشكر الجزيل على كريم كلماتك فيما أكتب. فأنا لا أكتب إلا ما يوائم بين العقل والقلب. لذا فأنا مقل فى النشر لترددى فى طرح ما لا يستسيغه قلبى أو لا يتفق مع منطق عقلى. فأنا أخشى الكلمة لأنها "أمانة". وقد رأيتك تضعنى فى مرتبة عمالقة أكن لهم كل التقدير والإنبهار بعقولهم الموسوعية وذواكرهم المرنة وإستحضارهم للثمين من نفائث دهور من الإنتاج الفكرى. ولكنى ما ببالغ مقامهم.

    فعبدالله الطيب إستمتعت بفيض علمه وبديع شعره وكتاباته قبل أن تضمنى جامعة الخرطوم لأجلس فى قاعة المحاضرات 102 لأستمع إليه وهو يجول بنا فى دهاليز الشعر الجاهلى والمعتق من الحديث فى ربط مذهل وسلاسة نادرة، وإجترار أسطورى. أما الطيب صالح فأذكر يوم أكتشفت عرس زينه فى كشك الجرائد بجوار سينما حلفايا بالخرطوم بحرى وكانت الرواية قد نشرت فى واحدة من مجلات الثقافة أيام كان لها إحترامها وقيمتها. ثم إقتنيت له موسم الهجرة إلى الشمال لأقرأه ضمن ما قرأت فى رحلتى البحرية بين ميناء الإسكندرية وميناء بريوس فى اليونان. فكانت متعة مزجت بين حلاوة النص ورقة نسائم البحر الأبيض المتوسط. فرسخت فى العقل مدغغة للشعور كلما ذكرتها. وعدت وقرأتها فى دار السلام باللغة الإنجليزية هى و عرس الزين فى شقة صديقينا السفير المرحوم كريس لا بانى والصحفى اللامع جنرالى أويليمانقو، أيام كانا طالبين بجامعة دار السلام. فكانتا تأكيد إدمان كل ما يكتب وما يقول. و كنت قد إلتقيته فى مكتب الدكتور الشوش حينما كان مديرا لدار جامعة الخرطوم للنشر، ثم فى بيت السودان فى مكتب الملحق الثقافى بلندن حين شغله الشوش وبعدها فى الدوحة مع الشوش أيضا وفى معية الصديق المرحوم النور عثمان أبكر فى مجلة الدوحة، وكان يومها وكيلا لوزارة الثقافة القطرية. وأكثر ما حز فى نفسى إعارتى الصديق الفلسطينى الدكتور زيتون كتاب موسم الهجرة إلى الشمال باللغة الإنجليزية، والذى كنت قد قمت بتحليله صفحة صفحة وملأت كل حواشيه بمذكراتى وملاحظاتى التى كنت أنتوى أن أضمنها مخطوطتى حول "بدائع الفكر والأدب التى شكلت وجدانى". ولم يدرى أين وضعها. فيا له من فقد جلل.

    أما "عم" جمال محمد أحمد، وكنت أعرفه وأخيه كأحد النوبيين الذين تربطهم اواصر تواصل أسرهم بالوالد والوالدة ودوائر ذويهما، عليهما رحمة الله وغفرانه. ولكننى أدمنته ككاتب حينما إقتنيت ترجمته لكتاب باذل ديفيدسون "إعادة إكتشاف إفريقيا" الذى أسماه أستاذنا: إفريقيا تحت أضواء جديدة. فكان أسلوبه وتخير كلماته ورونق إنسياب أفكاره متعة لا تضاهيها بهجة. فأدمنت كتاباته. ولا أذيع سرا إن قلت لك أن أسلوبى فى الكتابة تأثر برغبتى المستدامة فى مضاهاة جمال نصوصه وسلاسة طرحه. وكان لى شرف متابعة كل كتبه التى نشرناها له بدار جامعة الخرطوم للنشر: سالى فو حمر، فى المسرحية الإفريقية، وجدان إفريقيا، عرب وأفارقة و حكايات من سرة شرق. فكان أن تنبهت إلى قراءتى قبل عقود لكتابه كيف تكتب خطابا؟ وحينما قدمت إلى بوسطن وعملت فى مكتبة الدراسات الإفريقية، مفهرسا لكتبها العربية بترقيم مكتبة الكونجرس، وقعت يداى على كتابه الأصول الثقافية للقومية المصرية باللغة الإنجليزية. فتذكرت أن من أمتع أوقاتى فى الخرطوم فى أواخر السبعينات من القرن الماضى كانت زياراتى له عصر الخميس فى داره التى أسماها سرة شرق على إسم قريته فى حلفا.

    وعليه فما ظننتنى ببالغ شأو أى منهم وانا الناهل من فيض عطائهم الثر.

    ولى عودة لبقية مداخلتك الحبلى بأنواع المحفزات على التذكر والتفكر.

    حفظك الله أخا وكاتبا ومحفزا لخير الفكر والوعى.


                  

10-01-2015, 10:56 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    سماحة البروف العامِر عبدالرحمن إبراهيم
    والصديق الوهيط الأستاذ أحمد الأمين
    سلااااام ومعزة صادقة، وتحياتي للأستاذة دنيا خالد
    أخي احمد، كما في القَّص الرباني، أنَّ العبد الصالح سيدي الخضر، عليه السلام، اقام جدار الإيتام،
    ورفع بنيانه، حتي يستخرجا كنزهما، رحمة من ربنا الديَّان
    فأنت يا سيدي أحمد رفعت جدار المعرفة، الذي بناه سماحة البروف، ،بعد أن هدَّ الهكر جدران حوش بكري،
    وصفَّرت عليها وطاويط الظلمة الكبوس، وصرنا إيتاما من المفردة الأنيقة والحرف النّدي والكتابة الراقية،
    والكثير من الواردين لهذا المَنْهَل ، عافوا الشراب في حوضه، لكثرة القذي فيه...
    ولكن بفضلك ومجهودك الرائع جدا، ها نحن نجد كنز المعرفةالعال القيمة، وبفضلك ياأحمد،
    وبكل صدق أنت من الذين، يعدلون كتف المنبِّر الميَّل ، علي قول الرائع عاطف خيري، ومن الذين يسندون قفاه علي قول البدويّة
    فلك منا يا أحمد جزيل الشكر، ولسماحة البروف التقدير والإحترام
    ودي مُعايدة ومُطايبة، من شعر ودعبشبيش، الذي ذكرناه، سابقا، فوق قرميد هذا البوست الصَّرح الشامخ ، ومن شعره الرَّصين:
    الشاعر يوسف ود عَبْشِبيشْ
    أُمك مِنْ نِياقْ صَالِح منسله حُرَّه
    أَبُوكَ دَحِيحُو زي دِيك النِعَام أبْ غُرَّه
    شِن خَلَّاني يا ابورشيمَه لايك المُرَّه
    غير النور (خِدودتِن) هَمَّدَنْبُو الدُرَّه
    شفتُ نور خدودهن همَّدنبُو الدُّرة، تجدها موجودة في شعر الحقيبة، بتعبير آخر، والشاعر زمانه قبل الحقيبة..!
    معزتي وعيدكم مبارك، وربنا يبارك في صحتكم وعمركم ، ويبارك لكم في أهلكم
                  

10-02-2015, 03:06 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبيد الطيب)

    تحية وشكر لشيخنا البروف عبدالرحمن على ما جاد به فى مداخلته الأخيرة وهى مداخلة ثرة ومكتنزة جدا يصعب التعقيب عليها لكن فى نقاط :
    1- معرفة بروف عبدالله الطيب بالشعر الجاهلى التى رشفها جيلك عبر عقله الصارم فى قاعة 102 بكلية أداب جامعة الخرطوم ( صارت الان قاعة عبدالله الطيب ) حدت بجامعة كيمبريدج تكليفه بكتابة الفصل الاول من موسوعتها للأدب العربى و ذاك الفصل خاص بالادب الجاهلى بذات الدرجة جمال محمد أحمد أجبرت معرفته ب (الأصول الثقافية للقومية المصرية) باللغة الإنجليزية الموسوعة البريطانية على تكليفه بكتابة المواد الخاصة برموز القومية المصرية الحديثة علما أن الكتاب الذى أشرت أنت إليه رسالة علمية لجمال من جامعة أكسفورد وقد جاء فى كتاب عن جمال صدر بعد وفاته عنوانه ( فى سيرة جمال كاتب سرة شرق ) أن رسالة جمال تلك اول رسالة توصى لجنة المناقشة فى جامعة اكسفورد على طبعها على نفقة الجامعة لباحث من دولة عربية .
    2- أنت أشرت لمؤلفات جمال فى الباب الأفريقى الصادر عن دار نشر جامعة الخرطوم عهدك القديم بها حتى 1980 (حسب تأريخ مغادرتك السودان ) عليه بعد رحيلك صوب الضفة الاخرى من الأطلنطى توالت بالسودان إصدارات عديدة لجمال أشهرها :
    a- Stories from Sara East
    يحوى الحكايات الشعبية التى سمعها بقرية سرة شرق فى طفولته قبل سنوات من إبتلاع اليم لها وقد تم ترجمة الكتاب ونشره بالعربية عن الهيئة العامة المصرية تحت عنوان (قصص من النوبة) يلاحظ أن عبدالله الطيب فى ذات الباب قد جمع ونشر (الأحاجى السودانية ) وترجم بعضها بنفسه إلى لسان شوشر مثلما فعل فرانسيس مادينق دينق ماجوك حين جمع وترجم قصص الدينكا الشعبية والثلاثة من طبقة رفيعة جدا فى الفكر والعقل السودانى (القديم ) حين كان السودان مليون ميل يمتد من ( حلفا شمال بلادى إلى أقصى جنوب الوادى ) كما صدح الراقى وردى بذاك النشيد من كلمات الطاهر إبراهيم والمقام لايتسع .
    ب- فى الدبلوماسية السودانية .
    ج- جمال محمد أحمد :رسائل وأوراق خاصة .
    وغير ذلك علما أن العام القادم يشهد مئوية جمال من حيث المولد وهو حدث حضارى إن كان وطن جمال الحالى يحتفل بالعقل مع التذكير أن قوم ديكنز قد خصصوا العام 2012 برمته للإحتفال بمرور قرنين على مولد إبنهم الروائى الفيكتورى الشهير ولا أدرى إن كانت جمعية الثقافة النوبية التى تنشط عبر مايرد من أخبارها فى الأسافير ستخصص فعالية لذكرى جمال تلك أو تساهم فى إعادة طبع بعض كتبه .
    ذكرت جمال وشقيقه فهل الشقيق هو محجوب ام سيد علما أن الأول قد كتب عنه جمال كثيرا ربما بحكم تقارب سنيهما
    لك التحية مجددا على الجود والكرم المعرفى مع التنبيه أن رحيل الفيتورى أشهر عشاق الذات الافريقية هو من جرح ذاكرة بروف عبدالرحمن .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-04-2015, 03:09 PM)

                  

10-02-2015, 03:23 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    تحية وتقدير أخى عبيد الطيب ود المقدم على التشريف بالمرور وأنت مقل بإيجاب فى هذا المقام .
    من محاسن الهكر وهى كثيرة جدا تنبيهننا لحفظ المعرفة الثرة التى تتناثر لماما فى المنبر العام تحديدا وغيره من الأسافير التى إمتلأت بالفوضى والغث والهرجلة
    وعسى أن يمر الهكر كثيرا بجل المواقع الأسفيرية ليمسح ذاك الركام و تلك الفوضى وذاك ( الكضب ) الكثير جدا الذى يطفو فيها
    لأجل ذلك سوف أداوم على حفظ مثل ما يجود به شيخنا عبدالرحمن ومن كان على شاكلته وهم كالشعرة البيضاء على إهاب الثور الأسود
    لك التحية وله و لدينا خالد ولعموم من يراه وتراه .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-02-2015, 03:24 PM)

                  

10-18-2015, 09:20 PM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)



    أعود مرة أخرى لما طوقت به عنقى من تكريم فكرى أتمنى أن أصل معشاره، فحزاك الله عنى خيرالجزاء

    Quote: إعترافا بقيمة وندرة ما تجود به علينا من مداخلات من محرابك المقدس غربى الأطلنطى عبر ذاكرة مدهشة وتمدد لا أعرف له مثيل سوى عند عند عبدالله الطيب ، جمال محمد أحمد والطيب صالح حين ينثر و الجاحظ وإبن خلدون من قبل حين تنفتح مغاليق ذواكرهم وتنداح سطورهم وافكارهم بين أكثر من علم وزمن عبر حركة اقلامهم

    شكرا لك يا أخى لمجرد أن تقرن إسمى بأسماء هؤلاء الأعلام النادريين فى عالم الفكر والثقافة والمعرفة مما ذكرت صلاتى بآثار بعضهم فى تشكيل وعيى، فى مداخلتى السابقة. أما أن تشرفنى بإقتران إسمى مع سميىِّ العلم الخالد القاضى عبدالرحمن بن محمد بن خلدون واضع أسس علم التاريخ الإجتماعى ومؤسس علم الإجتماع الحديث والإقتصاد االسياسى؛ الذى لا شك عندى أن فيلسوف الجدلية التاريخية الألمانى جورج فيلهلم فردريك هيجل قد إقتبس من عطاءه الكثير، تماما كما فعل فيلسوف التاريخ البريطانى لا حقا روبن جورج كولنوود.

    فقد درست هيجل لساعات وأيام وليالى فى خلايا مكتبة جامعة الخرطوم حيث كان مدخلى لفهمى المتوسع فى أعمال كارل ماركس، مما شاركت فيه أصدقائى الأعلام البروفيسور محمد بشير حامد والسفير أحمد يوسف مصطفى التنى والصحفى النادر الأستاذ محمد على محمد صالح وكان ثلاثتهم فى سنة الشرف الخامسة، وكانوا يعدون لإمتحانهم النهائى. وكنت يومها فى سنتى الثانية فى برنامح الآداب-الإقتصاد المزدوج فى التاريخ والعلوم السياسية والفلسفة. وكان برنامجهم واسعا يشمل كل ما درسوا فى العلوم السياسية، وكان هيجل وماركس حاضرين فى ذهنى لأنهما كانا ضمن دراستى للفلسفة والعلوم السياسية والتاريخ. لذا فإن مراجعاتنا كانت تستدعى إلى ذاكرتى نصوصا من كتابات إبن خلدون. ولما بدأت فى برنامج البروفيسورات متعدد المساقات بجامعة بوسطن توسعت فى قراءة كولنوود كأحد المداخل فى فهم التاريخ. فوجدت التطابق المذهل بين نصوصه وكتابات كل من هيجل وإبن خلدون. فأبن خلدون كما كان يطيب لصديق عزيز (عليه رحمة الله) مناداتى به لتطابق إسمينا وحبى للتاريخ ودوام إستشهادى به فى ندوات جمعية التاريخ بمدرسة الخرطوم الثانوية فى حضرة مشرفنا العلامة الدكتور محمد سعيد القدال، كان عندى نموذجا للصرامة والتقصى والإستنتاج والإستنباط. وكنت - ولا أكذبك القول - سعيدا بذلك؛ إلا أننى لم أرد أن يخلط إسمى مع الأسم القلمى للصحفى والروائى الكاتب جمال عبدالملك (جارى ثم لاحقا زميلى فى دار جامعة الخرطوم للنشر)، فلم أعمل على التوطيد للكنية رغما عن فائق تقديرى وتشبثى بصاحبها وبعطائه الفكرى الثر.

    ولما جئت يا صديقى على ذكر الجاحظ جحظت عيناى من المفارقة ومن الرهبة بأن يقترن إسمى بإسمه. فالجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر أمره عندى يطول: بدءا من ولع جدى عليه رحمة الله فى تريديد مقولته: "أحمقان: معير كتاب ومعيده" ومرورا بتقصيىَّ المتمدد لعطائه الفكرى وشهادتى له فى رسالتى للدكتوارة متعددة المساقات التى حاولت فيها الإتيان بنظرية ومنهج جديدين لفهم واقع الدول النامية عامة والسودان خاصة. فكان على أن أجمع من مضارب العلوم الكثير من التاريخ والفلسفة والإجتماع والسياسة وتاريخ الفكر والآداب والفنون والدين والمعتقدات والأيدولوجية وعلم النفس والجوبوليتيكا والإبتكارات وتطور العلوم، رابطا بينها جميعا فى إطار علم التواصل الإدراكى الذى يعد رابطا وسيطا لكل العلوم، مما إستدعى منى سبع سنوات طوال كنت أعمل خلالها وأواصل دراستى وكتابتى حتى بلغ عدد صفحات رسالتى 745 صفحة تقع فى مجلدين. لذا فقد كان الجاحظ قدوة ونموذجا وذكره محفزاعلى الجد والعطاء بلا كلل.

    وكنت قد قرأت فى مطالع الستينيات كتابا لسامى الكيالى ثبت فى نفسى ولعى بعطاء الجاحظ الفكرى عنوانه "النفس الإنسانية فى أدب الجاحظ من إصدارات دار المعارف المصرية. وذلك بعيد قراءتى لمجلدات البيان والتبيين فى مكتبة الخرطوم الثانوية التى إستمتعنا بثرائها. ثم لاحقا قراءة الكثير المتواجد من مؤلفاته فى مكتبة جامعة الخرطوم تحت رعاية عرابها الأمثل المرحوم البروفيسور عبدالرحمن النصرى. وكان يستهوينى شغف الجاحظ بالكتب حتى أنه كان يستأجر المكتبات ليلا من أصحابها بالعمل فيها كأجر: "يكتريها بتنظيفها وترتيبها" لأنه كان معدما. ورغم كل ذلك وعاهاته الكثر ترك كنوزا من المؤلفات والمراجع ذوات المجلدات المتعددة فى الفكر والعلوم والثقافة والفلسفة والآداب، مما يعجز عن أن يأتى به شخص واحد فى مدة حياته التى قاربت المائة عام، ومات شهيدا تحت ركام الكتب التى سقطت عليه وهو يطالع فى إحدى تلك المكتبات.

    ومن المفارقات التى مررت عليها فى مباحث لى وكورسات عن السرقات العلمية والأكاديمية والأدبية وجدت دلائل كثرعلى "سرقة فكرية" من داروين من موسوعته الحيوان، خاصة فى المجال الذى طوره لاحقا عالم سلوكيات الحيوان البريطانى ديزمونت موريس. وقد خصصت الجاحظ والبروفيسور التيجانى الماحى بحيز معتبر فى التميهد لرسالتى فى الدكتوراة ضمن من شكلوا فى نفسى الرغبة الجامحة فى التعلم والمعرفة كعلمين كان لهما أثر فارق فى حياتى وحبى الجارف للكتب.

    وإكراما لجهدك وكرمك أخى "ود اللمين" سأقوم فى قادم الأيام خصيصا بترجمة ذلك التمهيد والإتيان به تقديرا لتفضلك على بإستثارة ذكرياتى وقدح نار الفكر فيها بعد أن كادت تخمد.

    ولى عودة بإذن الله يا صديق.


                  

10-19-2015, 01:29 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    تحية وتقدير شيخى الجليل جدا بروف عبدالرحمن على المداخلات الجياد التى زينت بها البوست ولك الشكر.
    المدهش فى ردودك الأخيرة على ملاحظاتى حول منهجك الموسوعى عبر تفاصيل دقيقة جدا ومدهشة ومذهلة إثباتك بصرامة صدق ملاحظاتى حين قرنتك عبر العقل والمنهج برجال من ذهب من لدن
    1- عبدالله الطيب2- جمال محمد أحمد 3- الطيب صالح (حين ينثر مقالات ) 4- الجاحظ 5- إبن خلدون
    لاحظت انك فى مداخلتك قبل الأخيرة ركزت على السودانيين منهم وفى الأخيرة اسهبت بصرامة موجبة فى الحديث عن غير السودانيين منهم كالجاحظ وإبن خلدون وراعنى دقة تطابق إسمه مع إسمك وهذا ما لم أنتبه إليه سوى عبر ملاحظتك فتأمل !
    بخصوص إبن خلدون السودانى جمال عبدالملك وذكرك إياه وقد زاملته أنت فى دار النشر بتكوينها القديم فقد وقفت قديما على مؤلفه العمدة الصادر عن دار النشر
    The Fourth Dimension
    وراعنى مدى جبروت وقوة عقله العلمى والأدبى وحذاقته للسان شكسبير كذلك تأملت جل اسفاره خاصة المختصة بالخيال العلمى إلى جانب مقالاته الثرة جدا فى الصحف السودانية قديما لكن أقوى مقال له قر بذهنى هو مقاله المقضبب صيف 1987 بصحيفة السياسة السودانية حين كتب عبر الحب و الوفاء عن مرض الشاعر العاشق الصوفى المدنف المحب شيخنا محمد عبدالحى صاحب حديقة الورد الأخيرة حين جلس على (كرسى متحرك ) وقد نبهنا إبن خدلون فى ذلك المقال أن شاعر مثل عبدالحى يندر إنجاب امه وعصر له خاصة أن الشعراء مثله قله وقد أعترف أن عبدالحى فى عهد ما قد تنازل طوعا عن مبلغ مالى خصصته له مخدمه جامعة الخرطوم ( القديمة ) للعلاج وفقا للوائح وقام بتحويله عن طيب خاطر لاجل علاج نجل إبن خلدون المصاب بمرض أودى لاحقا بحياته هذا فى ذكرك إبن خلدون على سبيل الإستطراد كما يفعل من قرنتك بهم .
    لاحظت إشارتك ضن الاعلام التى عاصرتها بجامعة الخرطوم ( القديمة ) إلى ثلاثة منهم محمد بشير حامد ولعله كان وزير الثقافة عقب ذهاب نميرى له الرحمة والمغفر من رحيم غفور غافر غفار ذى الطول مع ملاحظة انك فى النسخ الاصلية لبوست الفيتورى ياقوت الشعر أشرت إلى جملة من أعلام جامعة الخرطوم ( القديمة ) وقد عاصرتهم انت كطلاب فى الكلية و البركس ( القديم ) منهم نور الدين ساتى ، على عثمان محمد صالح و جعفر ميرغنى فعسى أن تسهب فى الحديث عن تلك الفترة حين تدون مذكراتك .
    هل تمت ترجمة كاملة لرسالتك للدكتوراة؟
    وهى النسخة الأصلية منشورة فى كتاب ؟
    وماهو العنوان ؟
    لك التحية مجدداوعسى المزيد .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-19-2015, 01:29 PM)
    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-19-2015, 01:31 PM)

                  

11-03-2015, 03:47 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)



    آسف لإنقطاعى عن ورود هذا البوست المحفز؛ ولكن ناشتنى مشاغل كثر وترحال إقتضاه العمل والمشاركة فى مؤتمر هام. وبعد عودتى بدأت الإعداد لمحاضرة هامة. فقد دعيت مستضافا لألقاء محاضرة لقادة الفكر فى منتدى حوار الثقافات والأديان فى أقدم وأكبر معهد للدراسات اللاهوتية ودراساتها العليا فى الولايات المتحدة؛ ألا وهو معهد أندوفر-نيوتن اللاهوتى بعنوان "الملاءمة بين الإسلام والغرب فى العصور الأولى والمتاخرة للإسلام " "Reconciling Islam and the West: Early versus Late Islam"

    وماذكرى لذلك إلا لأنى تذكرت إشارتك فى هذا البوست وأنت تقلل من عطائك. فقد جئت فى محاضرتى على ذكر "الرئيس" موسى بن ميمون القرطبى، ذلك الفيلسوف الحكيم الفلكى والطبيب اليهودى الأندلسى كاتب "دلالة الحائرين" و "كتاب الشرائع" الذى تتلمذ على يد علماء الإسلام إبن رشد وأبن الأفلح وصاغ كثيرا من المفاهيم فى الفكر الإسلامى والتوحيد واللاهوت اليهودى وفى الطب والفلك، ما حدا بصلاح الدين الأيوبى أن يستعمله كطبيبه الخاص وفى مقام مستشار سام. وتذكرت حديثك اليوم لأن أبن ميمون ضرب المثل فى السعى وراء العلم من أكبر فلاسفة عصره ومن سبقهم كإبن سينا والفارابى، إلى أقل الناس مكانة. فكان يستقى المعارف من الشغيلة والإسكافية وبائعى الخضر والجزارين، مما مكنه من الغوص فى أعماق أمور البشر ومذاهبهم وتوجهاتهم فكتب من المخطوطات فى كل علم ومضرب ما حارت فيه الأجيال التى عاصرته والتى تلته إلى يومنا هذا. فلا تقللن لحظة من أهمية عطائك يا رجل.

    Quote:
    أخيرا ذكرت فى مقام التواضع أن الكتوف قد تلاحقت وهذا لن يتم حتى (يلج الجمل فى سم الخياط ) أنت قامة معرفية تطال الثريا وأنا جاهل ألهث ككلب صيد خلف المعرفة ولازلت فى الثرى وسأظل ثاويا به ماشاء الله لى

    فقد كان ذلك ساءنى حقا لتقليلك من قدر نفسك؛ لأنه أولا أمر جانبك الصواب فيه، وهو أيضا تواضع منك فى غير مكانه. فعطاؤك يا صديقى ثر، وإجتهادك مفرح محفز. علما بأن كل أنسان بحاث له قدره وإسهاماته، مهما إستصغر من دوره كما علمنا فيلسوف التعليم والتعلم باولو فيريرى. وكما روى أيضا عن تعلم نبى الله سليمان من حركة النمل. فقد قيل أن نبى الله سليمان حار فى أمر فيضان نهر يدمر القرى والحواضر. فأراد أن يبنى حواجز تمنع تدفق الماء حين يفيض النهر. ولكن كان الجبل بعيدا وليس من صخور ولا حصباء طوال مجرى النهر و ما يهدده من أراض. فأحتار في ما يفعل. وإذ هو على تلك الحالة أياما يتأمل وهو متكئ على ساق شجرة عند حافة النهر. فإذا به يرى نملة تدحرج حبة أكبر منها حجما ثم تعود ومعها أخريات. وبعد عودتهن وكل واحدة تدحرحج حبة، ثم يعدن ومعهن عدد أكبر. حتى صار مسار النمل يموج بجيش جرار ذهابا وأيابا ينقل من الحبوب ما ينوء بحملة بنو البشر لو نقلوه. فأهتدى من يومه ذاك إلى طريقة يحل بها قلة الصخور فى الموقع المراد. فأذن فى قومه بأن يجلب كل فرد ما يستطيع من صخور أو أحجار، حتى ولو كانت واحدة من حيثما ذهبوا. فحمل من عمل بالحقل ما برز من صخور بعد الحفر، وحمل التجار والحمالين على رواكبهم ما إستطاعوا حمله بعد أيابهم من أسفارهم أو نقلهم للبضائع والمؤن. فإذا بالصخور والحصباء تتراكم بما يكفى لعمل السواتر. فقيل "علم النمل سليمان مرتين" (أشارة إلى المرة الواردة فى سورة النمل). فلو كانت هذه صغار المخلوقات وضعافها، فكيف بك وقد حباك الله عقلا وقادا وذهنا معطاءا.

    فلاتبخس نفسك حقها يا رجل. فعطاؤك ظاهر للدانى والقاصى، والمتحذلق المأمفون، والطالب للمعرفة المتواضع. ويحضرنى الآن كلام كتبه فيلسوف التعليم والتعلم البرازيلى باولو فيريرى الذى ذكرت أعلاه. وكان قد نفى فى عهود الدكتاتورية فى البرازيل ثم عين وزيرا ولائيا للتربية والتعليم بعد عودة الديمقراطية. وهو الذى قاد ثورة الفكر والوعى فى أميركا اللاتينية وحتى فى الولايات المتحدة أولا حيث نفى، ثم عبر عمله فى المجلس العالمى للكنائس. وهو كاتب جدير بقراءة كل ما كتب من تعليم المسحوقين والتعليم والتحرر إلى أساليب وإستراتيجيات التعليم من أجل الحرية والرقى والتقدم. ومن عشرات الكتب التى أصدر تخيرت قليلا منها مما يتناسب وواقعنا السودانى الحزين: "الوعى النقدى"، "التربية التعليمية للمسحوقين"، "العمل الثقافى من أجل الحرية"، "سياسية التعليم: الثقافة والقوة والتحرر"، "التعليم من أجل عقل نقدى"، "التعليم كممارسة للحرية"، "تربية الأمل التعلمية" وغيرها.

    وسأعود فى مداخلتى القادمة إلى أثر ذلك العملاق فى تأكيد قناعات تشكلت لدى قبل معرفتى بعمق كتاباته، والتى كان قد لفت إنتباهى لها أصدقاءنا من أميركا اللاتينية حينما كنا نلتقى فى مؤتمرات الشباب والطلاب العالمية. وعندها ستكتشف أهمية هذا المفكر وعلاقة فكره بما ورد فى نصك الآنف ذكره، ولماذا إصرارى على ضحده.

    فمن أجل ذلك لى عودة يا صديق


                  

11-08-2015, 08:33 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)



    تمنيت لو طالت الأيام وتمددت الساعات حتى يتأتى لى أن أنجز كثيرا مما يعتمل فى النفس من توق للكتابة وهواجس للنظم وشبق للحروف النافرة من صفحات الكتب والدوواوين. ولكنها الحياة بمحدوديتها. حقيقة واجهتنى وأنا أريد أن أرد عليك أخى الأصيغر أحمد اللمين، فكل مداخلة تخطها تواجهنى بفيض من الذكريات زخيم. والتذكر شيمة الناسى، ولكن الحمد لله على منة الإسترجاع التى حبانا بها الخالق عز وجل حتى نسير فى خضم الحياة بمخزون يعيننا على مواجهة الجديد والمستجد من المواقف.

    فأنا حينما تذكرت نصك وأنا أتكلم عن "الرئيس" إبن ميمون فى تلك المحاضرة التى ذكرت فى مداخلتى السابقة، إسترجعت نصوص معلم التحرر التعليمى، باولو فريرى، الذى يرى فى إحاطة المتعلمين والمثقفين لأنفسهم بهالة من الألقاب والمصطلحات والتعابير الغريبة والنصوص الملتوية، مناورة يعمدون بها إلى تحصين مواقعهم المتميزة حتى لا يكتشف العامة حقيقة أمرهم. فما من علم علمه رجل إلا وكان فى إمكان كل رجل آخر أن يناله إذا ما تيسرت له مفاتيح وطقوس المعرفة، أو إذا ما جردت المعرفة من تلك الطقوس والمصطلحات والتعتيم على أساليبها. فديمقراطية المعرفة حق لكل إنسان وواجب. فلم يخلق الله ذلك الرجل الذى يعلم كل شئ! وليس هناك بد من أن يتعلم الإنسان من محاورة الآخرين لأنهم لا شك يعلمون كثيرا مما لا يعلم. وحتى لو لم يتعلم منهم معلومات جديدة فسيتعلم منهم طرق الطرح وأساليب الفهم والتفهيم التى ما كان يتأتى له معرفتها لولا دخوله فى حركة التعليم المتبادل ذاك. وعليه فإن جدلية التعليم والتعلم التى يطرحها فيريرى هى أن الأستاذ يكون أستاذا وتلميذا فى نفس الوقت الذى يكون فيه التلميذ معلما أيضا.

    وهذا يقودنى إلى اليوم الذى جئت فيه إلى جامعة بوسطن وكان فيها أساتذة نيرين نادرين من أمثال البروفيسور الفيلسوف هنرى قيرو عالم التعليم والتربية والذى شارك فيريرى فى تآليف عدة المقالات والكتب. وهو الذى تخلص منه مدير جامعة بوسطن يومها، البحر العالم الفيلسوف اليمينى، جون سيلبر، مع عدد من أمثاله. وهو نفس المدير الذى جعل من جامعة بوسطن الكنسية المنهجية (ميثوديست) الصغيرة، جامعة تضاهى هارفارد وييل، خاصة فى مجالات متفردة كبرنامجه للبروفيسورات متعدد المساقات الذى نلت فيه درجة الدكتوراه مثلا، وكان من ضمن أساتذته عددا ممن نالو جوائز نوبل فى تخصصاتهم. وكان فى هيئة الأساتذة عالم التاريخ السياسى "الشعبى وليس الصفوى" البروفيسور هاورد زين، واليهودية نصيرة الفلسطينين البروفيسور إيرين قندزير، وواضع علم الإجتماع الدينى البروفيسور بيتر بيرجر و أستاذتى وراعيتى وعرابتى زميلة كوامى نيكروما التى إستعان بها فى معهده بأكرا، الأفروأميريكية ،أدليد كرومويل قولفر، مؤلفة العديد من المراجع الهامة، وهى التى أنشأت مركز الدراسات الإفريقية ومركز الدراسات الأفروأميريكية وضمنت فى قائمة "صانعى التاريخ"، وكان فيهم مترجم ومحقق مجموعة المستشرق الفرنسى لويس ما سينيون عن الحلاج، المفكر البروفيسور هربرت ميسون، وصديقه المشرف الثالث على رسالتى للدكتوراة المفكر والمؤلف البروفيسور مارلن شوارتز الموثق والمحقق لعمالقة فلاسفة الإسلام كإبن الجوزى وإبن حنبل وإبن تيمية، وفيلسوف علم السياسة والتاريخ الفكرى والفلسفى البروفيسور جيمس شميدت، وكان منهم المشرف لاحقا على رسالتى للدكتوراه البروفيسور إشوار أوجا واضع نظرية الأصالة التاريخية كأساس لنهضة المجتمعات، والذى فكك تعقيد السياسة والإجتماع والفكر فى صين ماوتسى تونج وطفرات اليابان المذهلة.

    Adelide.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
    البروفيسور أدليد ماك-قن كرومويل هل قولفر ومدير جامعة
    بوسطن الأسبق الراحل البروفيسور جون سيلبر

    فكانت تملؤنى الرهبة من كل تلك القامات وأتهيب النقاش فى المحاضرات ولكن كان من حسن حظى أننى تسجلت لكورس "علوم التواصل والتنمية القومية" فى أول سيمستر لى بالجامعة

    وحتى لا أطيل عليك وعلى القراء سأتيك بأهمية هذا الكورس فى حياتى العلمية والعملية والأدبية، وعلاقة كل ذلك بنصك يا صديق؛ وذلك فى مداخلتى القادمة، بإذن الله.


                  

11-17-2015, 10:37 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)



    قلت أنه كان من حسن حظى أننى تسجلت لكورس "علوم التواصل والتنمية القومية" فى أول سيمستر لى بالجامعة. فقد كان الأستاذ الذى يدرس المادة عالم موسوعى هو واضع أسس نظرية النظم لعلوم التواصل فى تخطيط وبرمجة وتنفيذ الحملات الإعلامية. وقد نال درجة الدكتوراة من واحدة من أعرق جامعات أميركا فى تطبيقات علوم النفس الإجتماعية والسياسية، وعلوم التواصل السياسية فى جامعة منيسوتا. وقد عمل صحفيا لسنين طويلة ثم ملحقا ثقافيا فى البرازيل. ولما كان فى الأصل من جنوب الولايات المتحدة بولاية ألباما فقد عايش الظلم الإجتماعى الذى ظل يتعرض له السود فى المجتمع الأميركى وخاصة فى الجنوب ورأى الآثار المدمرة للفقر. وزاوج تلك النظرة للفقر المدقع الذى شهده فى أميركا اللاتينة عامة وفى البرازيل خاصة. فأتخذ موقفا أخلاقيا تجاه المحرومين خاصة فى الدول النامية. ومزج ذلك الموقف بمنهج نقدى للعلوم الإنسانية فى كل مجالاتها. فكان لا يكتفى بالمقررات بل يلفت الإنتباه إلى النقد الممنهج للنظريات السائدة وتفكيكها، بغير إعلان تظاهرى؛ بل تقريرى عفوى. وقد فهمت لاحقا حذره المبرر حينما صرت عضوا فى هيئة تدريس الكلية. فالنزعة التقليدية المتزمته للأيدولوجية السائدة تجعل من العلوم معامل تفريخ لإعادة إنتاج الواقع بيمينية بينة ومستترة.

    وقد كان البروفيسور سيمنز أنسانا بكل ما تحمل الكلمة من معان. فلم يكن من الغريب إلتفاف طلاب الدول النامية من آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتنية حوله، وإختياره كمشرف أكاديمى، رغما عن أنه كان على الواحد فيهم أن ينتظر لساعات حتى يجئ دوره لمقابلته. ومن عجيب الامور أننى لم أختره كمشرف لى ولكن تم إداريا تحديد أستاذ آخر لى. وبعد ما سأسرد من ملابسات، سألنى هو بنفسه إن كنت أريد أن يكون هو مشرفى الأكاديمى. فلم أتردد للحظة وصارت صداقة متينة إلى يوم أن توفاه الله.

    المهم كان ذلك الكورس مدخلا لى لأَوطر لمستقبلى. فقد كان من متطلبات الكورس كثير من البحث المضنى، ومطالعة كتاب أو كتابين فى الأسبوع، وكتابة مقال أو تقرير تحليلى لكتاب وعرضه على الفصل أسبوعيا. إضافة إلى مشروع بحث ختامى يربط نظريات التواصل الإنمائى المختلفة ونقدها ثم إقتراح خطة تطبيقية بعد التحليل والتفكيك لتنفيذها ومضاهاة النظرية بالتطبيق لإعادة تعديل النظرية أو ما يسمية الماركسيون بالبراكسس، أى تجسير الهوة بين النظرية والتطبيق، وبين الواقع والتجريد.

    وكان إختيارى لأول كتاب هو كتاب هشام شرابى "مقدمات لدراسة المجتمعات العربية" الصادر عام 1977. وقد كنت شديد الإعجاب بالقامة الأكاديمية التى كانها شرابى، الأستاذ الفخرى بجامعة جورج واشنطن يومها والمؤلف الغزير الإنتاج منذ قراءتى لكتابه "القومية والثورة فى العالم العربى" فور صدوره عام 1966 باللغة الإنجليزية وأنا فى السنة الثانية فى جامعة الخرطوم وكنت قد بدأت فى دراسة العلوم السياسة. فوجدت فى ذلك الكتاب عمقا فى التحليل وفراسة فى تقييم الخدمة المدنية السودانية ما رأيتها عند أحد. إذ أشار إلى أن الخدمة المدنية فى السودان حين تأليف كتابه كانت تعد من أنجح الخدمات المدنية فى العالم بما فيها المتحضر. إذ أنه رغم سقوط نظام عبود العسكرى والإضراب السياسى العام الناجح، إلا أن الخدمة المدنية نجحت بدرجة عالية من الكفاءة فى تسيير الأمور وقيادة دفة الأمان للبلاد إلى بر الأمان. وكان من طلائع المؤلفين حول قضايا المثقفين العرب بتأليف كتاب أحدث ضجة عند صدوره عام 1970 "المثقفون العرب والغرب: سنى التشكل 1875-1914"، تماما ككتاب جورج صعب "تحديث العقل العربى".

    ورغم إعجابى الشديد بكتابات المرحوم شرابى إلا أن كتابه "مقدمات لدراسة المجتمعات العربية" أصابنى بكثير من الإحباط لطوبائيته ولأنه أبان لى الخلل الأساس فى تفكير مثقفى الدول النامية. فكان يتحدث عن تحديث العقل العربى وبناء النهضة على العلم والمعرفة. ولكنه أمعن فى وصفات أقرب إلى التفكير الفوقى لمنظرى علوم التواصل اليمينيين البرجوازيين الذين يعبرون عن إستنساخ واقع العالم الغربى فى المجتمعات النامية دون معرفة أو دراية بواقع تلك المجتمعات. كمثال فى الإعتماد على التلفزيون لإحداث الطفرة الإنمائية. متناسين واقع الدول النامية التى ليس فيها حتى مقومات المجتمعات الإنسانية الضرورية ناهيك عن الكهرباء فى أغلب المناطق يومها وعدم توفر البرامج والبث التلفزيونى أو حتى مجرد الحلم بإستخدام الكمبيوتر. إضافة إلى الخطأ النظرى الجسيم فى إعتبار أن الإعلام يمكن بخطاب موجه أن يحدث تغيرا فوريا والذى سمى نقدا بـ"منهج الرصاصة التواصلية" التى تطلق فتصيب العقل فيستجيب فورا. وهو ما ظل يحدث فى أغلب المجتمعات النامية فى الخطابين السياسى والإجتماعى. مما ثبت خطله فى نقد النظريات السائدة تلك بالإشارة إلى العوامل الكثيرة التى تتداخل فى تحديد فعالية الإعلام والتواصل.

    وإلى القادم من إضطراد الذكريات.


                  

11-18-2015, 07:14 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12486

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    Quote: وتذكرت حديثك اليوم لأن أبن ميمون ضرب المثل فى السعى وراء العلم من أكبر فلاسفة عصره ومن سبقهم كإبن سينا والفارابى، إلى أقل الناس مكانة. فكان يستقى المعارف من الشغيلة والإسكافية وبائعى الخضر والجزارين، مما مكنه من الغوص فى أعماق أمور البشر ومذاهبهم وتوجهاتهم فكتب من المخطوطات فى كل علم ومضرب ما حارت فيه الأجيال التى عاصرته والتى تلته إلى يومنا هذا. فلا تقللن لحظة من أهمية عطائك يا رجل.


    يا سلام .. يا بروف .. روعة وإبداع ..
    بروف .. حاولت أن أعرف عن التراث والفكر النقي الموروث عبر الاجيال .. وجدت كل هذه مجسدة وبوضوح
    بالفطرة والسليقة وسط هؤلاء من وصفتهم .. وينطبق عليهم ما قاله مالك بن نبي وكذلك ما إتيت به أيها الرائع ( أن جهل العوام ظاهر .. وجهل العلماء والمثقفين يتخفى وراء الالقاب .. إلخ )
    هؤلاء القوم لديهم الكثير والكثير من الحكمة والموروث الانساني النقي الذي لا تشوبه أي نظرية أكاديمية إعتماد على الخط المعرفي الذي هيأه الخالق للبشر ..
    تجد عندهم الحكمة والقول المأثور لوصف أي حالة والتي من خلالها يمكن أن تجد الحل الفكري وتكون نتيجة تجربة أنسانية حفظها هؤلاء بالرواية او المعايشة ..
    تذكرت مجتمعات أهلنا في حضانات مثل ( مشرع المراكب حيث التجمع العشوائي للبشر من المعلم والممرض والمزارع والحداد والتاجر والجنس الاخر ... إلخ ) حيث النقاشات والقفشات
    من خلال مأثور الأقوال والروايات ) .. وجلسات الحداد .. وبرندات الدكاكين التقليدية .... الخ

    واصل بروفنا الجميل .. ونحن في شوق لحروفك ..
                  

11-20-2015, 04:43 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    تحية و تقدير وإحترام بالغ جدا لأستاذنا الجليل بروف عبدالرحمن فى مناه ومعتزله بأرض اليانكى .
    رغم كونى صاحب البوست فقد أتخذت مقعدى مع القراء و المتابعين وظللت أقرا بمتعة شديدة جدا مداخلاتك الاخيرة التى فحواها وجودك الأخير فى بلاد العم سام طلبا للمعرفة و مزودا بها
    وأعترف عبر مطالعة المحتوى الأخير لمداخلاتك خاصة ذكر الأعلام والأسفار أنتابنى ذات الشعور الذى أنتاب محيميد حين دخل مكتبة مصطفى سعيد بحجرته تلك ذات السقف القرميدى الذى يحاكى (ضهر ) التور وراعه ما راعه من اسفار و أعلام لم يك يعلم بوجودهم من قبل دخوله تلك المكتبة التى أكتنزها مصطفى سعيد خلال وجود الغامض بارض جين موريس وأن همند وشيللا غرينوود وإيزابيلا سايمور وهلمجرا من نساء الفرنجة .
    لاحظت بدافع الفضول من مجمل مداخلاتك تشعب معرفتك عبر القراءة و المتابعة الفكرية لأكثر من قارة بدءا من افريقيا أرض الأنهار الكبرى وهى موحى سحرى واسطورى عند صاحب ياقوت العرش الفقير لرحمة مولاه الفيتورى ياقوت الشعر الذى فجر رحيله الحضارى ذاكرتك ولم تتوقف منذ رحيله خاصة أن من يجهل الفيتورى وعصره وهمه الحضارى قد توقف ذكره للفيتورى قبل رفع (الفُراش ) فتأمل كذلك لك إلمام ثر بذاكرة أوربا مركز الفكر العالمى الحالى وراسمة حدوده ومصطلحاته إلى جانب وفرة علمك بحضارة أمريكا الشمالية موطنك الجديد مثلما لاحظت قوة حضور تراث أمريكا اللاتينة فى كتاباتك ومن قبل ذلك قوة تجذر الوعى و الجمال السودانى القديم فى ذاكرتك وكل ذلك تسبكه فى قالب جمالى سحرى يسبقه تواضع إنسانى رفيع جدا فى عصر سادته المتغطرسين والجاهلين والكضابين والمفكرين المزيفين و المستهبلين .
    لك الود و أظل ثاويا كقارئ للبوست
    تحية وتقدير للأستاذ الجليل على عبدالوهاب عثمان على جمال المرور الموجب وله التحية .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 11-20-2015, 04:45 PM)

                  

12-31-2015, 12:21 PM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)


    أخى الكريم الأستاذ أحمد اللمين.

    لك شكرى على حلمك وصبرك على تقصيرى فى التداخل مسايرة لهمتك وحضورك المتواصل. ولكننى يا صديق أكاد لا أستطيع أن أوفق بين ما أصبو إلية وتتوق إليه نفسى، وبين متطلبات سبل كسب العيش أولا، إضافة إلى أعراض طالت منذ خمسة أعوام أو أكثر تعاودنى بين الفينة والأخرى فلا أستطيع معها مواصلة دفق عطائى. ومن المحير أن صديقى عالم الطب المتكامل الدكتور أوقناسيوف طمأننى وأزعجنى فى نفس الوقت. فقد أفادنى بأن ما أعانية ليس مرضا ولكنه إختلال فى وظائف الجسم نتيجة لصدمة حساسية كنت قد مررت بها بعد تناول فايتامين يحتوى على مكونات الصويا التى صارت تدخل فى صناعة كل شئ لرخص تكلفتها، رغم أن أكثر من 34% من سكان العالم يعانون من حساسية لها، إلى درجة حدة قاتلة فى بعض الحالات. وأفادنى الدكتور أوقناسيوف أن مثل حالتى ليس لها علاج عقاقيرى، ولا علاج آخر سوى الحمية وأن يصحح الجسم نفسة بنفسه. وبحمد الله العلى القدير أكاد أقنع نفسى بأن جسمى قد صحح نفسه بما يزيد عن التسعين بالمائة، فقد خفت حدة النوبات وفترة دوامها بحمد الله. ولكنها حينما تجئ فإنها مقعدة، ولا ننسى عامل السن فى ذلك أيضا.

    ولذا فإننى أرجو صادقا أن لا يظنن أحد أننى أقصر متعمدا فى الرد على مداخلاتهم. وشكرى يمتد ألى أخى على عبدالوهاب عثمان لصبره على أيضا.

    ونعود إلى خيط الذكريات وأمر صداقتى الوثيقة مع العالم الجليل البروفيسور روبرت سيمنز:

    كما ذكرت من قبل فإنه رغم إعجابى الكبير بالمفكر الفسلطينى الأميريكى صنو إدوارد سعيد، البروفيسور هشام شرابى؛ إلا أنه ساءنى منحاه الصفوى وطباويته الفكرية المتخيلة لواقع لا ترتبطه بأحوال المجتمع العربى خاصة والمجتمعات النامية عامة. فكان بحثى المستفيض عن كتابه "مقدمات لدراسة المجتمعات العربية" عريضة إتهام ضد دعاة الثقافة الفوقية، أفرغت فيه كل قناعاتى الفكرية وتجاربى العملية والتطوعية منذ أيام صبانا ونحن نشارك فى حملات محو الأمية ومشاريع تطوير الريف والمجتمعات الطلابية والشبابية والإسعافات الأولية والمؤازرة فى المستشفيات والمراكز الصحية وبالتالى معرفتى اللصيقة بواقع المجتمع السودانى، وما شهدته فى شبابى فى دول العالمين الإفريقى والعربى ولصاقتى بتجارب كثير من حركات التحرر الإفريقية ومجهودات بعضهم فى إستنهاض مجتمعاتهم وتعبئة جماهيرهم وعيا وتعليما وتثقيفا، إضافة إلى إستنارة بتجارب أميركا اللاتينية. وكان النقد منهجيا يستند إلى المراجع والتجارب والأدلة والبراهين، ولكنه كان لا ذعا جدا.

    فكان تعليق بروفيسور سيمنز على ذلك الجهد مفاجأة سارة جدا. إذ كتب تعليقا فى نهاية البحث بعد قراءته ملأنى ثقة بالنفس كنت أفتقدها حين مقارعة أصحاب الدرجات العلمية، رغم قناعاتى الراسخة. فتلك الهالة والألقاب التى تمنح لأصحاب المواقع الأكاديمية، تملأ كثيرا من الناس بالرهبة والضآلة أمامهم. فكان تعليق البروفيسور سيمنز ترسيخا لفهمى لقول الحق عز وعلا:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلا".

    فقد كتب: "أود أن أهنئك على هذا البحث المستفيض الذى فاق كثيرا توقعاتى لمثل هذه الورقة-الواجب. ولكننى إستمتعت بقراءتها وتعلمت منها الشئ الكثير عن واقع الدول النامية التى ليس لى بها سابق معرفة بتلك الدرجة من العمق الحميمى. ولكننى توقفت عند أمرين يتحتم على ذكرهما الا وهما: تنقلك بين النظرية والتطبيق والواقع والمجرد والفكر والفعل. وهى خاصية نفتقدها كثيرا فى عالم الأكاديميات. حيث أن كثيرا من الأكاديميين رغم تميزهم العلمى، ليس لهم عمق أو حتى تجارب عملية أو حياتية. فهم عادة ما يتم إستيعابهم فى مواقع التدريس والبحث لتمكنهم من مجالهم النظرى، لأنهم "كتبيون". ولذا فإننى أرجو أن تواصل فى هذا النهج، لأننا نحتاجه. أما الأمر الثانى فهو جرأتك فى توجيه النقد اللاذع لقامة من قامات الفكر الأكاديمى والرموز الثقافية، مع مراعاة اللياقة المطلوبة وإنضباط المنهج. وهذا هو المطلوب فى المجالات العلمية حتى تنتهى مظلة القداسة التى تضفى على كل علم بارز . فتصير تلك القدسية صك إقرار بصحة كلامهم في كل ما يكتبون وإن خطل رأيهم."

    فقارنت ذلك بحملة التقريع التى تعرضت لها فى جامعة الخرطوم من قبل أحد أساتذتنا الأجلاء الذى لامنى على أننى قلت "أنه يبدو لى أن الدكتور "فلان" قد أخطأ فى تقدير المغزى من ذلك الموقف". فقال لى بحدة وتقريع صارم "من تظن نفسك حتى تضع نفسك فى موضع تتطاول فيه على هذا العالم الجليل؟" و "أوعى تانى تفتكر نفسك، عشان قريت ليك كتاب كتابين، بقيت علامة؛ وكمان جاى تتحدى صفوة العلماء". وتكشف لى بعد قراءتى لتعليق البروفيسور سيمنز لماذا يظل علماؤنا وأساتذتنا يلوكون ويعيدون ويكررون نفس المعلومات، وأغلبها مغلوطة، وبنفس الضحالة جيلا بعد جيل. فتتدنى المعارف ويتمكن الكهنوت من المؤسسات التى يفترض فيها أن تقاومه وتصارعه وتصرعه.

    ولى عودة لأمر العلامة روبرت سيمنز بإذن الله.

    (عدل بواسطة عبدالرحمن إبراهيم محمد on 12-31-2015, 12:56 PM)

                  

12-31-2015, 12:31 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12486

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    عوداً حميداً بروف ..
    شكراً محمد الامين ..

    متابعين .. وفي إنتظار المزيد ..
                  

01-02-2016, 07:10 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: علي عبدالوهاب عثمان)



    أخوى الأساتذة أحمد اللمين وعلى عبدالوهاب

    التحية لكما والشكر لتحفيزى لإجترار تلك الذكريات. وأواصل هنا ببركة الله.

    فلما جاء يوم تقسيم مهام عرض وتقويم الكتب. وبدأ الزملاء والزميلات فى تخير الكتب من القائمة التى أعدها البروفيسور سيمنز، وقع إختيارى على كتاب البروفيسور ويلسون بريان كيى الإغواء مادون الوعى . والذى كنت قرأت إشارة له فى كتابات المدرسة النقدية الماركسية للإعلام وأجهزة ووسائط التواصل، والتى كان يتزعمها الأكاديمى اليسارى الفرنسى ذو الأصل البلجيكى، آرماند متيلارت. وكان صديقى البروفيسور تيسير محمد أحمد على، رد الله عليه عافيته وأسبغ عليه الشفاء الكامل، قد أرسل لى نسخة من كتاب حققه ماتيلارت لمجموعة مقالات قيمة لعدد من قادة الفكر المستنير والتقدمى، من كندا حيث كان يحضر لدرجة الدكتوراه، وكنت وقتها بدار جامعة الخرطوم للنشر أبحث فى أمور النشر والتواصل والإعلام والمطبوعات.

    TORONTOUNIVERSITYcopy.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
    صورة نادرة تجمع بينى وبين البروفيسور تيسير فى حضور بروفيسور
    محمد عبدالله الريح ودكتور عزالدين أمام داخلية الترينيتى كولدج بجامعة
    تورنتو حيث كان يدرس تيسير وعزالدين عام 1971

    والسبب الثانى لإختيار كتاب ويلسون كيى أنه كان أستاذا بنفس كليتنا ولكنه أرغم على الإستقالة بعد إنتشار نظرياته حول الإستغلال بإستثارة ما دون الوعى للنزوات الجنسية بواسطة أجهزة الإعلام، مما أحدث هزة وسبب حرجا بالغا لكثير من شركات الإعلان والعلاقات العامة والقنوات التلفزيونية وشركات الأفلام والمجلات. وهو أمر إستنفر حماة الأيدولوجية الرأسمالية السائدة إلى الهجوم عليه بضراوة مما أقلق مدير الجامعة اليمينى يومها، لإرتباط إسم البروفيسور كيى بإسم جامعة بوسطن. فكان البروفيسور كيى أحد ضحايا ما يعرف بمجزرة سيلبر التى تخلص فيها من عدد كبير من قادة الفكر الأكاديمى التقدمى والعقول التى غذت ثورات الشباب فى الستينيات ضد الفصل العنصرى والإستغلال وحرب فيتنام والصحوة البيئية.

    ولكن البروفيسور سيمنز قال لى "أنا أقدر إختيارك ولكننى كنت أتمنى أن تقرأ كتاب باولو فريرى تعليم المسحوقين وتلخص أفكاره وتقدمه وتقيمه للفصل. فكان ذلك مفاجأة لى: أولا لأننى لم ألحظ وجود الكتاب فى القائمة. وثأنيا لأننى كنت متشوقا من سنين طويلة للحصول على الكتاب وقراءته من كثرة ما سمعت عن ذلك الفيلسوف البرازيلى من أصدقائنا شباب أميركا اللاتينية فى كل المؤتمرات التى كنا نشارك فيها. فقد كانوا يطنبون فى تقريظ الرجل وفكره وإسهاماته وكتبه العديدة التى نشرها حول التعليم والتعلم كأداة لنيل الحرية للأفراد والمجتمعات والأثر البالغ الذى تركته أفكاره ونظرياته فى تحفيز الحراك المجتمعى والتعبوى فى كثير من دول أميركا اللاتينية. وأذكر أنه من كثرة تكرارهم لإسم باولو فريرى ومنهجه أن تضايق صديقنا المرحوم كريس لابانى، والذى صار فيما بعد أحد أعمدة السلك الديبلوماسى التنزانى، كما أشرت من قبل، فأنفجر فى يوم من الأيام فيهم قائلا: "بحق الجحيم من هو هذا الفريرى الذى لخبطتم عقلنا به من كثرة تكرار ذكره". فشرحوا لنا بإستفاضة أهمية الرجل ومنهجه وأسلوبه التحررى. فكان تشوقى لقراءته هاجسا رقد فى الذاكرة لأننى لم أجد الكتاب رغم محاولاتى المتكررة السابقة.

    وحينما طلب منى البروفيسور سيمنز مهمة قراءة الكتاب وتقييمه، وذكر بأن نسخ المكتبة الأربعة محفوظة فى الحجز المقرراتى فى مكتبة الجامعة المركزية، سارعت بالموافقة على طلبه. وذهبت فور خروجى من الفصل إلى المكتبة وأستعرت نسخة لمدة الأسبوع المسموح بها للمحجوزات. وبدات فى تصفح الكتاب فى المكتبة وعدت إلى المسكن وبدأت فى قراءة الكتاب حتى إذا ما اليل الليل كنت قد أكملت قراءته. فأذهلتنى أفكاره السهلة الممتنعة ورصانة أسلوبه وتخير تعابيره وسلاسة كتابته. ثم عمدت فى اليوم التالى إلى الرجوع إلى الصفحات التى وضعت فيها فواصل لأتخير نقاطى لنقد الكتاب وتقديمه للفصل.

    ومن مفارقات القدر أننى وجدت نسخة من الكتاب بعد يومين من ذلك التاريخ فى أحدى مكتبات الكتب المستعملة والقديمة، والتى ظللت أتردد عليها مرة أو مرتين فى الإسبوع منذ قدومى إلى بوسطن عام 1980 إلى يومنا هذا. وقد إقتنيت منهم نفائث نادرة فى الفكر والشعر والموسيقى والتاريخ والسياسة والإجتماع وكل ضروب المعارف. وقد فرحت أيما فرح للحصول على نسختى الخاصة من كتاب فريرى، ليس فقط لقيمته ولكن لأننى أكتب ملاحظاتى فى هوامش الكتب، وهو أمر لا يمكن عمله فى كتب المكتبة الجامعية.

    وإلى القادم من سرد الذكريات والخواطر


    (عدل بواسطة عبدالرحمن إبراهيم محمد on 01-02-2016, 12:58 PM)

                  

01-02-2016, 01:28 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    تحية وتقدير أستاذنا الجليل بروف عبدالرحمن و أستاذنا على عبدالوهاب عثمان وعاما سعيدا وعمر مديدا لكما ولاسرتيكما الكريمتين .
    أتابع بشغف ولا أملك من كهفى البائس سوى لملمة الجداول المنهمرة و الشلالات المتدفقة من ذاكرة شيخنا عبدالرحمن التى فتقها رحيل الفيتورى ياقوت الشعر فتدفقت بهذا الالق ولا زالت .
    أدناه رثاء أخر (قديم نسبيا ) جادت به قريحه شيخنا عبدالرحمن العام 2013 بعد عام من وقوفه على ضريح النوبى الأكبر فى عصرنا الشيخ محمد عثمان حسن وردى وقد رثاه الشيخ عبدالرحمن كذلك بخريدة يتجمد لسحرها وصدقه الماء و تتفتت الصخور :
    http://sudaneseonline.com/board/490/msg/%d9%81%d9%80%d9%89-%d8%b0%d9%83%d9%80%d9%80%d9%80%d9%80%d8%b1%d9%89-%d8%b1%d8%ad%d9%80%d9%80%d9%8a%d...8%a1-1451415598.html

    s.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    s2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    النخلة (النوبية ) الأستاذة التنويرية سعاد إبراهيم أحمد لها الرحمة و المغفرة .
                  

01-21-2016, 05:29 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)



    وأزف يوم المحاضرة التى كان على أن أقدم العرض والنقد للكتاب فيها مع ثلاثة زملاء وزميلات أخرين يقدمون تحليلهم لكتبهم. فقد كان المفروض أن كل واحد يقدم موضوعه فى نصف ساعة ثم يكون هناك نقاش لمدة ربع ساعة لكل كتاب. فذهبت إلى مكتب البروفيسور سيمنز فوجدت أعدادا كبيرة من الطلاب تعسكر أمام مكتبه، كل ينتظر دوره. فعجبت لكبر العدد الذى أختير أساسا عدد محدود منهم بواسطة أدارة الكلية كما هو الإجراء المتبع بتخصيص عدد محدود لكل أستاذ؛ أما الغالبية العظمى ممن كانوا فى إنتظاره فكانو قد أختاروه بطلب للإدارة ليكون مشرفا أكاديميا لهم، كما علمت لاحقا.

    وحين جاء دورى دخلت عليه وكان يعد شايا من المتة، وبدأ يشرح لى كيف أن ذلك النوع من الشاى يسمى بشاى الفلاسفة لأنه رغم تنبيهه وشحذه للعقل فليس فية تلك الكميات الكبيرة من الكافيين كما فى الشاى والقهوة. فقلت له لا ضير، فأنا فضولى بطبعى. ثم بادرت بعد رشفتين من ذلك الشاى العجيب وقلت له بأننى أعجبت بكتاب باولو فريرى للغاية وقد قرأته ثلاث مرات وعمدت إلى قراءة كتابين آخرين لفيريرى إضافة إلى مقالات فى مجلات علمية. فخلصت إلى أن هذا المفكر هام جدا خاصة لزملائى من الدول النامية فى إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. فعليه أتمنى أن تمدد نصف الساعة المرصودة لتقديمى حتى أتمكن من أيفاء الكتاب والمؤلف حقهما. فقال لى "أنا أعطيك عرضا أحسن، لأربعة أسباب. أولهما أنها المرة الأولى فى حياتى كأستاذ أن يطلب منى فيها طالب تمديد مدة تقديمه لموضوع حول كتاب. ثانيا: كون أنك درست الكتاب بدقة ودعمته بمواد أضافية يجعلنى أشعر بفائدة ما يمكن أن تقدمه، ثالثا حماسك هذا الذى يوحى بنهم فكرى ورغبة جامحة فى إشراك الآخرين لحصادك هى نزعة نبيلة ووفاء وعدم أنانية. ورابعا لأننى أتوقع منك طرحا مثل ذاك الذى قمت به فى معالجة كتاب بروفيسور هشام شرابى. فعليه سأمنحك الفرصة لتقدم ما تريد دون التنبية لإنقضاء مدتك الزمنية." وفرحت -- ولكننى هممت بكيف سوف يتلقى الزملاء تقديمى المستطال: هل سيملون؟ أم هل سوف لا أستطيع إيصال أهمية أعمال فيريرى لهم؟" ولكنى توكلت على الله.

    وعند بداية المحاضرة ذكر البروفيسور سيمنز أنه بعد محاورته لى ظن أن موضوع ما سأطرحه فى ذلك اليوم مهم كمدخل لأهمية التعليم فى عملية الإستنهاض والتنمية والتطور، فالتعليم هو أحد أركان التواصل الإدراكى الأساسية. لذا فإنه سوف يمنحنى وقتا أطول مما كان مخصصا حتى أكمل الموضوع من كل جوانبه. وعليه قمت بتقديم الموضوع حتى شارفت ثلاث ساعات المحاضرة على الإنتهاء، فبدأ الفصل فى النقاش لدقائق قليلة إنتهت بعدها المحاضرة بوعد من بروفيسور سيمنز بمواصلة النقاش فى المحاضرة القادمة. وطلب منى أن احضر إلى مكتبه.

    freire.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
    المفكر البرازيلى وفيلسوف التعليم
    والتعلم التحررى باولو فيريرى

    وهذا هو رابط الكتاب
    https://libcom.org/files/FreirePedagogyoftheOppressed.pdfhttps://libcom.org/files/FreirePedagogyoftheOppressed.pdf

    أنا أذكر هذه التفاصيل لأنها قد تكون مفيدة لكثير من شبابنا فى قادم أيامهم لإختراق المحيط الأكاديمى العالمى عامة والأميريكى خاصة. فأهم ما يلفت إنتباه الأكاديمين هو ما يمكن أن يشكله الطالب كخامة مقدامة جادة ومجتهدة وذات وجهات نظر تختلف عن النمط السائد وما يلوكه كل الآخرين. وهذه القاعدة كانت ديدنى منذ المرحلة الثانوية حيث إتبعت أستراتيجية "خالف تذكر" ليس مناكفة ولكن تمحيصا وتدقيقا وإطلاعا ليكون الطرح موجبا للإنتباه وليس التنفير كمكاجرة، نكثر منها نحن السودانيون -- وهذا الموقع شاهد على ذلك. فحينما يقدم إنسانا النقد يجب أن يتبعه بإقتراح البديل المدروس وبالتفصيل. فهذا الأسلوب الإقتضابى الذى نمارسه فى السودان حتى فى إستراتيحيات التنمية أو برامج الأحزاب خطأ جسيم حيث يكون الإطناب فى النقاط دون التفاصيل فى أسلوب الإنجاز. مثال (1) يجب تنمية القطاع الزراعى (2) يجب زيادة الإنتاج الحيوانى، وهكذا دواليك؛ دون أى جهد بتحديد الإستراتيجيات والأساليب والطرق التى يجب أن تتبع. لذا ترى برامج الإحزاب ودساتيرها تكاد تكون نسخا متطابقة. فتكون الحيرة حين يحين وقت التنفيذ. فتفشل المشاريع بالتالى.

    وعودا إلى ما يدأت به أذكر أنه فى إمتحانات الشهادة السودانية الثانوية أن إمتحانات التاريخ كانت تتكون من ثلاثة أجزاء: تاريخ أوربا والعالم، وتاريخ السودان وتاريخ الشرق الأوسط. فكان تركيز كل طلاب الثانويات هو على الدروس الأولى فى فسمى أوربا والسودان: مثال سياسة بسمارك الخارجية وأسباب الحرب العالمية الأولى، وأسباب محمد على لفتح السودان والثورة المهدية. ويلاحظ أن المصححين يقرأوون عشرات الآلاف من المقالات المتطابقة فيصيبهم الملل وتكون العلامات متواضعة للجميع. ولكن إستراتيجيتى كانت فى أنى تخيرت الفصول المتقدمة من المقررات مثل مؤتمر الخريجين وقيام الأحزاب، أما فى أوربا فكان السؤال الذى إخترته هو أسباب ونتائج الحرب العالمية الثانية مع الإجابة على ثلاثة أسئلة من قسم الشرق الأوسط الذى لم يكن يدرس فى أغلب المدارس. والذى لم يكن يجيب عليه، فى إعتقادى، أحد. فكانت النتيجة أننى حصلت على الدستينقشن (الإمتياز) الوحيد فى المدرسة فى التاريخ على ما أظن. وظلت تلك الإستراتيجية ديدنى طوال سنى فى جامعة الخرطوم وفى الدراسات العليا بجامعة بوسطن.

    وسأعود إلى مادار فى مكتبه عند حضورى إليه كما طلب. إضافة إلى مزيد من ما تعلمته من دورس وكيف أنها كانت منقذا لى من كارثة كبرى.



                  

02-11-2016, 04:57 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)



    أخى الأستاذ على عبدالوهاب عثمان

    لقد أصبت أخى، جزاك الله كل الخير، فيما أوردت مؤكدا ما رميت إليه أنا:
    Quote:
    يا سلام .. يا بروف .. روعة وإبداع ..
    بروف .. حاولت أن أعرف عن التراث والفكر النقي الموروث عبر الاجيال .. وجدت كل هذه مجسدة وبوضوح
    بالفطرة والسليقة وسط هؤلاء من وصفتهم .. وينطبق عليهم ما قاله مالك بن نبي وكذلك ما إتيت به أيها الرائع ( أن جهل العوام ظاهر .. وجهل العلماء والمثقفين يتخفى وراء الالقاب .. إلخ )
    هؤلاء القوم لديهم الكثير والكثير من الحكمة والموروث الانساني النقي الذي لا تشوبه أي نظرية أكاديمية إعتماد على الخط المعرفي الذي هيأه الخالق للبشر ..
    تجد عندهم الحكمة والقول المأثور لوصف أي حالة والتي من خلالها يمكن أن تجد الحل الفكري وتكون نتيجة تجربة أنسانية حفظها هؤلاء بالرواية او المعايشة ..
    تذكرت مجتمعات أهلنا في حضانات مثل ( مشرع المراكب حيث التجمع العشوائي للبشر من المعلم والممرض والمزارع والحداد والتاجر والجنس الاخر ... إلخ ) حيث النقاشات والقفشات
    من خلال مأثور الأقوال والروايات ) .. وجلسات الحداد .. وبرندات الدكاكين التقليدية .... الخ

    واصل بروفنا الجميل .. ونحن في شوق لحروفك ..

    وقد كانت مداخلاتى السابقات كلها تنصب حول نص أقلقنى من أخى الأصغر أحمد الأمين فأردت أن أدلل له فيما أوردت من سير وتجارب وملاحظات أن الكتوف أيا كانت تتلاحق فى حلقات الدرس والنقاش والعلم والتعلم. فكل إنسان يعمل العقل، له عطاء متفرد يمكن أن يهبه الأخرين فى عملية تبادلية رائعة -- كما نظر فيلسوف التعليم والتعلم فيريرى فيما عرضت أعلاه. وكنت قد توقفت فى سردى عندما دعانى القامة العالم روبرت إى سيمنز لزيارته فى مكتبه. وسأعود لاحقا لما دار بيننا فى تلك الزيارة لمكتبه وكيف أنها كانت من أقيم اللحظات فى حياتى التى حولت مسارها. ولكننى سأكتفى هنا بإيراد ما يتعلق بموضوعنا الذى اثارة استاذنا أحمد الأمين. فقد أعطانى البروفيسور سيمنز تقييمه لعرضى وتقديمى لنظريات الفيلسوف باولو فريرى فى الفصل. وقد كتب فى نهاية ملاحظاته: "حقا كما قال فيريرى فإن الطالب يمكن أن يكون أستاذا لمعلمه. لقد طرقت فى تقديمك زوايا ما كنت قد لحظتها ولا أظن أنه كان فى إمكانى فهمها بالطريقة التى سقتها بها. فشكرا لك."

    تصور يا أخى على، أن عالما بحرا ومنظرا مرموقا وممارسا لتطبيقات نظريات التواصل فعلا وعملا يمنحنى الثقة فى نفسى وأنا الطالب المتواضع الذى كان ينكمش من أساتذته فى جامعة الخرطوم! وتبين لى لحظتها عظمة العلم والعلماء الحقيقين. وكان لذلك تأثير عميق غير كثيرا من مفاهيمى ووجه حياتى وجهة ما كنت بالغها لولا أمانه ذلك العالم وتواضعه. فقد كانت تلك التجربة بداية صداقة وزمالة وبحوث مشتركة ومؤتمرات صلنا وجلنا فيها يا صديق.

    لذا أخى أحمد، أعيد وأكرر أن نصك هذا أقلقنى جدا، وبعمق لا يمكن لك أن تتصور مداه.

    Quote:

    رايتك تعود إلى بوست الفيتورى ياقوت الشعر بعد غياب مبرر سوف أتابعه عبر الحب وأواصل حفظ وتحديث المداخلات فيه. أخيرا ذكرت فى مقام التواضع أن الكتوف قد تلاحقت وهذا لن يتم حتى (يلج الجمل فى سم الخياط ) أنت قامة معرفية تطال الثريا وأنا جاهل ألهث ككلب صيد خلف المعرفة ولازلت فى الثرى وسأظل ثاويا به ماشاء الله لى


    فأنا شهد الله، والحق أقول: عرفت أمورا ومناحى فى الفكر والفن والثقافة ما كان يمكن أن تتأتى لى لولا تحاورك أنت والأستاذ على وتداخلكما معى وقراءآتى لما تكتبان، وإن لم أتداخل لظروفى القاهرة، أو لأننى لا أريد أن أكتب كلاما فطيرا فى مواقف تستدعى الدقة والجدية والقيمة الثقافية و الفكرية.

    فإذا كان، كما ذكرت لك من قبل يا أخى أحمد، أن نبى الله سليمان، عليه السلام، تعلم من النمل مرتين. وأن رسول الله الصادق الأمين الهادى المعلم القائد، صلى الله عليه وسلم، تعلم من سلمان الفارسى وطبق خطته فى حفر الخندق حول المدينة، والذى لولاه لتغير التاريخ. ولكن الله أراد للأمور أن تسير مسارها فقيض لنبيه نصيحة سلمان الفارسى ووضع فى نفسه جلال التواضع ليقبل مشورته. وذلك لا يختلف عن الموقف الذى أقر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلم صحابته بأمر تأبير النخل أكثر منه، كما فى رواية أنس بن مالك رضى الله عنه "أنتم أعلم بأمر دنياكم". وإذا كان "الرئيس" إبن ميمون "يستقى المعارف من الشغيلة والإسكافية وبائعى الخضر والجزارين"، فكيف لى أن أدعى أو أقبل التميز والإستعلاء؟ وأذا كان باولو فريرى يؤكد لنا نظريا وعمليا، حينما تولى وزارة التعليم فى ولايته فى البرازيل، أن العلم يمسح الفوارق بين الناس فى عمليتهم التبادلية للمعارف، فيتحرر الكل من القيود المفروضة عمدا فى نفوس الناس لتأصيل الفوارق ليسهل بالتالى الإستغلال؛ فمن أكون أنا مقارنة بفيلسوف العصر باولو فيريرى؟ وإذا كان العالم العلم روبرت سيمنز يضع فى نفسى الثقة بأننى أسهمت فى الأضافة إلى فهمه، فكيف لا أؤكد على أن "الكتوف قد تلاحقت"؟

    لذا يا صديق أعود لأكرر بإنك أنت والأستاذ على وكثير من الأخوة فى المنبر وخارجة، أضافوا إلى معارفى الكثير. وأنا مقر ومدين لكما و لهم بذلك. فيا لسعادتى أن كان فى معيتى رجال فكر وثقافة من معدنكم. لذا، وإمعانا فى الأمتنان لكما، قررت أن أطلق سراح قصائدى وأنشرها كاملة غير مجتزئة ولا ناقصة. وسوف أعود لأحضر مرثيتى فى صديقنا عباس حاج الصافى كاملة. ومن باب اللياقة وقبل أن أنزل قصيدتى فى رثاء شاعر سنار كاملة، سأضعها بين يدى شريكة عمره، أستاذة الأجيال الدكتور عائشة موسى السعيد. فترقبوها. وعليه فإننى لن أنتظر حتى صدور أول ديوان لى فى الرثاء: "نـزف العـيـن ودمـع القـلب"

    وإمعانا فى كسر الإسار عن مكتنزاتى، فإننى أيضا، وفق ما أشرتما به على، قد بدأت فى تتبع سيرة حياتى وكتابة ذكرياتى من أيام الطفولة، والتوثيق لها، وما أثراها من مشاهدات وملاحظات وتجارب وإحباطات. وكان أول الخيط مناجاة لمسقط رأسى المدينة الجميلة الشامخة الرمز بحرى. فى بوست إخترت له عنوانا يقول: أسـرار وإعـتـرافات عاشـق مجـروح
    " فى هذا الرابط:
    http://sudaneseonline.com/board/490/msg/%D8%A3%D8%B3%D9%80%D8%B1%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A5%D8%B9%D9%80%D8%AA%D9%80%D8%B1%D8%A7%D9%81%D8%A7%D8...8%A9-1449755092.html

    فلكما جزيل شكرى وفائق إمتنانى ، ودمتما لى صديقا فكر وثقافة.


                  

02-11-2016, 04:51 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    تحية وتقدير وشكر لكل من يتابع هذا الخيط الذى عبره رددنا بضاعة شيخنا الجليل بروف عبدالرحمن إليه .
    كتب شيخنا عبدالرحمن -حفظه الله - فى أخر مداخلة أرسلها من الضفة الأخرى للأطلنطى (رغم وحشية الطقس) يقول واللفظ له :
    ((وقبل أن أنزل قصيدتى فى رثاء شاعر سنار كاملة، سأضعها بين يدى شريكة عمره، أستاذة الأجيال الدكتور عائشة موسى السعيد. فترقبوها. وعليه فإننى لن أنتظر حتى صدور أول ديوان لى فى الرثاء: "نـزف العـيـن ودمـع القـلب"))
    إنتهى الإقتباس .
    تحية وتقدير مجددا لشيخ عبدالرحمن لن ننتظرتنزيلك لقصيدتك الكبرى فى رثاء شاعر سنار كاملة -بيراعك السحرى - حتى لا يطول إنتظارنا وقد وقفت عليها قبل لحظات كاملة مبثوثة دون مقابل مادي على ماعون سودانايل الذى أدخله كثيرا بحثا عن متعة معرفية و شجاعة فكرية أجدها فى مقالات المناضل السودانى أستاذنا قديما بمدرجات أداب الخرطوم د. عشارى احمد محمود التى دأب على إرسالها بقوة من محرابه بذات أرضك و مغناك بأرض ( اليانكى ) عليه وقفت قبل لحظات على خريدتك كاملة فى رثاء صاحب ( السمندل يغنى ) كذلك أسوتقفنى فيها الكثير وسوف أعقب و الله أعلم بعد تنزيل مقدمتك و نص القصيدة كاملة :
    كتب بروف عبدالرحمن بسودنايل يقول :


    بادرة إجلال لأستاذة الأجيال الدكتورة عائشة السعيد وفاءًا لأخى بروفيسورمحمد عبدالحى .. بقلم: البروفيسور عبدالرحمن إبراهيم محمد

    -*-*-*-*-
    هذا يوم جليل من قلائل الأيام التى أتهيب فيها أن أكتب حرفا أو أسطر قولا على الملأ. فقد كنت فى لحظة غضب عارم فى يوم من أيام عام 1970 حين آليت على نفسى مقسما أن لا أنشر شعرا منذ ذلك اليوم. واستدام ذلك إلى اليوم الثامن عشر من شهر يناير عام 2010 حين "تحللت" من عهدى لنفسى، بعد مأساة جريمة بشعة آلمتنى. فما كان من الممكن لى أنأصمت عنها. فكتبت قصيدة نفثت عن وجعى ونشرتها. ويومها إندهش كثيرون حتى أقرب الأقربين منى، لانه ما خطر ببالأحدهم أبدا أننى أقرض الشعر أو أستلذ بالعروض. فحتى فى لقاءآتنا الفكرية والثقافية كنت كثير الإستشهاد بشعر الشعراء وتستهوينى قراءته، بل ويطلبون منى ذلك إلحاحا. ولكننى لم أنوه يوما إلى كتابتى للشعر إلا لثلاثة من خلصاء النفس.
    وظللت بعد ذلك التاريخ من عام 2010 أنشر قليلا من قصائدى الحديثة. فكان الإلحاح من عدد من الأصدقاء أن أستخرج مما لا شك أن لى منه رصيد. فكنت أتحاشى ذلك. حتى كان يوم نشر مرثيتى فى محمد مفتاح الفيتورى، وكان قد ظلم حتى من الإستجابة لأمنيته الأخيرة، التى من المفارقة أنها تمنح حتى للمحكوم عليهم بالإعدام. ولكن الظلم تمدد فى وطنى وما عدنا نحمل بين جوانحنا تلك المشاعر الإنسانية؛ لأن من فرضوا أنفسهم على هذا الشعب الطيب خواء، ليس فيهم ذرة من شعور غير اللذة فى إزهاق الأرواح وقتل كل جميل، وجمع أموال السحت، وتكديسها مع زوجات تعددن، وكأنهن متاع منازل يتباهون بهن. ولكن، كما كان يقول شيخنا وأستاذى عبدالله الطيب رحمه الله "هذا شأن آخر".
    وحين بدأت فى نشر مرثية الفيتورى فى موقع سودانيز أون لاين كموضوع "الفيتورى يا يــاقــــوت الـشــــعـر" تداخل خازن التراث المتبحر فى الفلكور النوبى الأستاذ على عبدالوهاب عثمان ومعه الرجل الرصين والقارىء النهم السابح فى الفكر والأدب أخى الأصغر، الأستاذ أحمد الأمين أحمد، وكلاهما له مكانة خاصة فى نفسى. وأخذا فى المحاورة والتداخل حتىأستدرجانى بحكنة ولطف لأن أبدأ بالبوح عن كثير مما خزنته طوال تلك السنين الخمسة وأربعين، والستة وثلاثين التى قضيتها بعيدا عن الوطن. فأستحلبا ذاكرتى لأعرج على أمور كثيرة فى تاريخى لا يعلمها حتى أقرب الأقربين.
    وكان أن تحول البوست إلى توثيق لمبدعين عاشرتهم أو عاصرتهم أو صادقتهم وأيضا لشعرى فى رثاء بعضهم. وحبن تبين لهم غزارة القصائد وكثرتها بدأ الألحاح بضرورة نشرها فى ديوان إخترت له عنوان واحدة من أعز قصائدى إلى نفسى "نـزف العـيـن ودمـع القـلب" فى رثاء أمى الحبيبة الحاجة زينب هارون سليمان، طيب الله ثراها ووهبها من الرضا والنعيم والسعادة الأبدية على قدر ما غمرتنا به من حب وحنان ورعاية ومودة وصداقة. وسأدفع بالديوان للنشر فور إكتمال تنقيح المحتوى النثرى بإذن الله. فليهنأ أخى وصديقى الشاعر العبق الكلام رقيق أبيات العاطفة الشاعر المبدع الذى تنساب من يراعه أيضا قذائف شعر محمل بالصدق ونابع من القلب كزخات رصاص من الأمانة التى تصرع الخيانة والكذب والخداع. فشكرا لمولانا عبدالإله زمراوى لأنه ضميرنا، وشكرا لروعة كلماته وقوتها، وفوق ذلك شكرى له لأنه كان لحوحا دائم التحفيز لى لأنشر ما أختزنت من أشعار.
    وقد أزف الوقت لأن أبوح بنصوص كنت أختزنها لأزمان طالت. ومن ضمنها رثائيتى فى أخى شاعر سنار البروفيسور محمد عبدالحى. رجل كان كالنسمة، كأريج المودة الذى يتضوع حميمية وصدقا فيجذبك إليه ويحتويك عقله بمدارات فى الفكر والأدب والثقافة كما لم يتأتى لأحد غيره -- أو هكذا يخيل إليك. وكنا نشير إليه بعميد مدرسة الهمس وهم، مجموعة من الشعراء من جيله تميزوا بإنخفاض الصوت عند الحديث ورصانة فى الطرح ومنطقية فى ترافد الأفكار، وهدوء نفس محبب يجبرك على الإصغاء والمتابعة وكأنما يسرون إليك قولهم. وكان هو عميدهم وقدوتهم. ألا رحم الله الصديق الصدوق ومد له من كرمه نزلا يليق بشفافية قلبه النزيه وتواضعه الجم وحبه للخير والجمال والصدق. فلينم قرير العين؛ فقلوبنا تنبض بدعوات الحب له، وعقولنا تلتمع بجميل الذكريات من سيرته العطرة. وسع الله قبره ويسر رقدته ووهبه نعيما أزليا.
    لكننى ما كنت لأجروء على نشر نص مرثيتى فيه دون تقديمها أولا لرفيقة دربه وقد كانت نعم الرفيقة والصديقة والزوجه والأم والمثال النموذج للمرأة المعطاءة؛ أستاذتنا وأستاذة الأجيال الدكتورة عائشة موسى السعيد، ذات الفكر المتوقد والعقل المعطاء، الأديبة، رفيعة القلم، رزينه الكلمة، مالكة زمام اللغات وضروب الأدب والشعر. وهى فى المشاعر روضة فيحاء لطالما أطنب، رحمه الله، فى التغنى بمزاياها. فما كان غريبا عليها أن تظل إلى جواره، فى صبر الزهاد، ساهرة وهو يغالب المرض. وتضم فلذات كبدها وضاح وشيراز ومعتز وريل بعد رحيله فى حنان يجعل الشعور بألم الفراق محتملا بعض الشئ كما فى مقولة شاعر الرومانسية البريطانى وليم وردويرث: "هناك سكينة فى متانة الحب تجعل الشئ مطاقا والذى لولاه لقلب العقل أو فطر القلب." فإجلالا لها رأيت أن أقدم القصيدة بين يديها أولا قبل نشرها كاملة لأول مرة. فلم ينشر منها من قبل سوى أبيات قليلات ضمن حديثى حول شاعرنا الراحل فى ذلك البوست الذى ذكرت عن الفيتورى. فلك كل التقدير و عزائى المتأخرأختى "عشه":
    ------------------------
    بوسطن 9 فبراير 2016
    فى سويداء فؤاد سنار مرقدك
    سنارُ قد خَمدتْ مشاعِلُها
    وأُوُصِدتْ أبوابُها
    وزوىَ البريق ُ على الوجوهِ
    وأطبق القحط ُ المُقيمُ
    "على التِّلال السودِ والأشجارِ"
    والغاباتِ والصحراءْ
    فما "رجعت طيور البحر فَجْرَاً
    من مسافاتِ الغيابْ"
    لتحاضن الأرضَ الخواءْ
    ولا رقصت حوافرُ خيلنا
    فى عز مجدٍ آفلٍ
    وممالكٍ "زرقاءْ"
    فحارَ دليلـُنا
    وتسابقتْ أفكارُنا
    لنعودَ بالذكرى
    إلى رجعِ الصدى
    يوم أنبريتَ لنا
    تستنهضُ الهممَ المهيضةَ
    ثم أطلقت النداءْ
    وضربتَ فى أعماقِ تاريخٍ
    وجبتَ أصقاعِ البلادِ
    تدعو جحافلَ قومنا
    لمدارج ٍشماءْ
    ولبستَ من جلدِ النمورِ عباءةً
    والفهدُ فى كفيكَ
    صار مخالبًا
    هتكت ستارَ الزيفِ والتضليلِ
    وكلَّ فريةٍ بلقاءْ
    وسمقتَ تقرعُ طبلَ العزِ
    طنَّ نحاسهُ
    والرأسُ مزدانٌ
    بقرنى فارسٍ
    طاقيةً صفراءْ
    مُتَمنطقـًا درعا من
    ظهرِ تمساحٍ
    وغمستَ سيفكَ
    فى المدادِ مخضبًا
    فأعدتَ لنا
    سنارَ زاهيةً
    أنشودةً عصماءْ
    وقدتَ جموعنا
    آلافـًا مُؤلَفة
    وجحافلاً تدعو
    إلى رصِ الصفوفِ
    لنخمدَ نارَ أحقادٍ
    وحربَ الردةِ الحمقاءْ
    فكنتَ بشيرنا للخيرِ
    للآمالِ والأحلامِ
    تنشرُ ودًا خالصًا
    فلا تـُسفكْ دماء
    طَرِبَتْ سنارُ نشوى
    إليك تشوَّقتْ...
    نادتْ عليكَ
    ليحتويكَ فؤادُها
    وبَسَطتْ فراشك َ
    فى رحمِ الحشا
    ليضُم نـُبلكَ
    طمىُ النيلِ والحصباءْ
    -------------------------
    بوسطن - الولايات المتحدة
    31 أغسطس 1989
    [email protected]

                  

02-11-2016, 05:25 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    تحية وتقدير مجددا لمن يراه و إحترام و ود عميق جدا لشيخ عبدالرحمن=حفظه الله –قصيدة بروف عبدالرحمن فى بُكاء صاحب (حديقة الورد الأخيرة ) تندرج بقوة داخل ذات النهر الشعرى الذى فتحه رحيل محمد عبدالحى فى محيط الشعر السودانى و منحه قوه خاصة حين تبارى أجود شعراء السودان ( القديم ) فى عقر أيناقهم على ضريح عبدالحى و دلق الخندريس بعد إستوقاف الندامى .محمد عبدالحى الذى رثاه بروف عبدالرحمن فى ذات شهر رحيله أب 1989 رثاه كذلك عبدالله الطيب (قرأ مرثيته وقوفا فى قاعة الشارقة وكنت راهنا ) ،مصطفى سند ( الأعمال الكاملة ) محمد المكى إبراهيم ( قراها على تلفزيون السودان فى أربعينية محمد عبدالحى بحضور عبدالله على إبراهيم وهما فى ذات طبقته الفكرية المنقرضة شان بروف عبدالرحمن ) خالد عبدالله ( مجلة الدستور ) ، عبدالقادر الكتيابى و عالم عباس محمد نور و القائمة تطول فى باب مراثى عبدالحى . كتب بروف عبدالرحمن مرثيته أعلاه قبل نحو أكثر من ربع القرن من رحيل ياقوت الشعر الفيتورى لكن ( المتأمل ) فى القصيدتين يجد بهدوء وثقة وثبات ثبات المنهج الشعرى و اللغوى فى شاعرية بروف عبدالرحمن حين يرثى وهو اصدق ابواب الشعر عليه لاحظت منذ أول وهله إتكاء بروف عبدالرحمن بثبات وثقة على ذات قاموس محمد عبدالحى واخيلتته وصوره الشعرية مثلما فعل مع الفيتورى عليه لم أدهش حين وجدت (سنار ) تمثل مركزا للقصيدة وقد صارت مرقدا لطيف عبدالحى رغم وجود جثته فى مقابر ببرى (بفتح الباء الثانية حسب تصحيف عبدالله الطيب وهو بصير جدا بالمفردة ) ،كذلك وجدت عبر (التنصيص ) دقة غوص بروف عبدالرحمن فى شعر عبدالحى رغم غربته الطويلة بعيدا عن أسفاره بالخرطوم البحرية ذاك حين وقفت على عبارة ( على التلال السود والأشجار ) و (رجعت طيور البحر فجرا من مسافات الغياب ) و ( ممالك زرقاء ) وهذا القاموس مهاجر عبر الحب من متن ( العودة إلى سنار ) بأناشيدها الخمسة).
    التجلى الأكبر لقاموس وسحر عبدالحى فى داخل خريدة الرثاء أعلاه لبروف عبدالرحمن هو تجلى (جلد النمر )و ( الفهد ) وهذا مُحزن خاصة أن هذين العنصريين للهوية قد إنفصلا بعد سنوات من رحيل عبدالحى بفعل إستحقاق نيفاشا التى مهرها بتوقيع عبر الأيد الأثمة (حسب قاموس سارتر) تجار الحرب من الشمال والجنوب معا علما أن عبدالحى قد نبهنا فى هامشه إلى أن جلد الفهد لباس قداسة عند النوير (قوم تاجر الحرب ريك مشار ) و جلد النمر هو لباس الحرب التقليدى عند الدينكا (قوم قرنق و سلفا كير ) وقد أسهب الخواجى بيركهاردت كثيرا فى تبيان ذلك فى دراسته المعمقة عن ( الالوهية و التجربة فى ديانة الدينكا ) وهو أهم مصدر أنثروبولجى وقف عنده عبدالحى فى مبحثه الشعرى عن الهوية المعادلة للغابة وقد وضعه مقابل المعرى على الجانب المقابل للهوية الرامز لها ب ( الصحراء ).
    القاموس اللغوى مدهش جدا وسحرى لأبعد درجة فى أجواء المرثية أعلاه لشيخ عبدالرحمن علما أن ذات المنهج فى إعادة بناء وتوظيف قاموس عبدالحى فى رثائه قد إستخدمه كذلك الشاعرات خالد عبدالله ( من أبناء السوكى ) وعالم عباس (من عيال الفاشر ) مثلما أستخدمه بروف عبدالرحمن ( من ابناء بحرى ) وهنا يكمن جمال وسحر وطقس لغة محمد عبدالحى التى ينحتها من جبال وانهار وصحارى وغابات وكائنات اسطورية .أجمل مافى مداخلة بروف عبدالرحمن الأخيرة نبأ عزمه إصدار مذكراته و سوف نظل نترقب ذلك بلهفة شديدة من الضفة الأخرى للأطلنطى وحتما سوف نسعد كثيرا حين نعثر عليها فى كتاب او أكثر إن طال العمر
    .
    pp2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
    الشاعر عبدالرحمن إبراهيم محمد -حفظه الله -
    index10.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
    الشاعر محمد عبدالحى محمود -له الرحمة و المغفرة.

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 02-12-2016, 12:54 PM)

                  

02-11-2016, 06:52 PM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)

    التحية لكل من حالفه الحظ بالمرور على هذه المدونة الزاهية بأطياف زادها ألقا الأسلوب البديع الذي
    ينفرد بها الأخ البروفيسور عبد الرحمن والقدرة التوثيقية السردية المتقنة التي يتميز بها الأخ احمد الأمين.
    ولا أجد تعليقا أختاره من بين ما توارد على خاطري وأنا أنساب مع الاكتشافات الشيقة وكأنني لم أقرأها
    من قبل متفرقة . فما كانت في السنوات الفائتة تفوتني فائتة من كتابات وروائع الفئة النادرة من كتاب هذا البورد..
    ولا أدري كيف انفض السامر لفترة طويلة فوجدتني اتلفت بحثاً ولا أجد النبرة الأدبية والفكرية والثقافية و و و
    التي اعتدتها....
    وحتى رسالتي لك يا عبد الرحمن حول ترجمة ما ظلت تعود الي الى أن فقدتها هي الأخرى!
    لكما ولكل الأخوة والاخوات أعلاه خالص الود والتحية
    ننتظر كتاب المراثي ونتشرف باهتمامك ولا يحتاج الأمر لإخطار مسبق بيننا.
                  

02-12-2016, 01:06 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عائشة موسي السعيد)

    بمرور الفضلى الأستاذة المترجمة الحاذقة دكتورة عشة موسى السعيد إزدان الخيط والنور تجلى (حسب قاموس ود القرشى والكنار عثمان الشفيع ) لهما الرحمة .بمرور الأستاذة عشة بلغ البوست أرفع درجاته وسما وسامق الثريا والفرقدان والقوس والسماك الإعزل.حتى يفتح الله وهو فتاح عليم لشيخنا الجليل عبدالرحمن فى محرابه ويجود عليه بمداخلة تزن (دهب ) عسى أن تجد مراثى الشاعر الكبير جدا جدا محمد عبدالحى إلتفاتة عامة من الجهات الثقافية وخاصة من اسرتهليتم جمعها ونشرها فى كتاب خاص بذلك خاصة انها مراثى رفيعة القيمة لشاعر لن تنجب الأمة مثله كثيرا ( شهادة من جمال إبن خلدون صحيفة السياسة السودانية فى حياة عبدالحى له الفردوس والسقيا ) وعسى كذلك كتابة كل مراثى عبدالحى على الواح وصحائف من ريش العصافير وصوف الأرانب (حسب قاموسه السحرى فى حديقة الورد ) وتزيين جُدر مكتبة محمد عبدالحى بمنزله العامر بحلفاية الملوك مثوى العبدلاب الذين شكلوا الجذر الثانى فى مملكة الفونج التى بعثها عبدالحى بعد قرون من دحرها بواسطة التُرك واعاد تركيبها شعريا وجماليا فى أثر من قالب شعرى .
    من ناحيتى أتشرف كثيرا بتزويد اسرته بكل ما لم تقف عليه من تلك المراثى التى تم تلاوتها عند ضريحه بواسطة شعراء من طبقات مختلفة .تحية وشكر للاستاذة الجليلة أم وضاح وشيراز على المرور الراقى جدا تحية لبروف عبدالرحمن هذا الدفق والمقدرة السحرية على جذب من كان على شاكلة الأستاذة عشة موسى و من سبقها بالمرور من كافة المتداخلين الكرام .الرحمة للفرقدين محمد عبدالحى و محمد مفتاح الفيتورى بجدثيهما المنيرين بالخرطوم و الرباط .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 02-12-2016, 01:07 PM)

                  

02-13-2016, 11:23 AM

عائشة موسي السعيد
<aعائشة موسي السعيد
تاريخ التسجيل: 07-10-2010
مجموع المشاركات: 1638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)

    ما في سوى أن أدعو لك كما تقول أمي: الله يعافيك ويطرح البركة فيك يا أحمد الأمين ملك التوثيق:

    ***


    من ناحيتى أتشرف كثيرا بتزويد اسرته بكل ما لم تقف عليه من تلك المراثى التى تم تلاوتها عند ضريحه بواسطة شعراء من طبقات مختلفة .تحية وشكر للاستاذة الجليلة أم وضاح وشيراز على المرور الراقى جدا تحية لبروف عبدالرحمن هذا الدفق والمقدرة السحرية على جذب من كان على شاكلة الأستاذة عشة موسى و من سبقها بالمرور من كافة المتداخلين الكرام .الرحمة للفرقدين محمد عبدالحى و محمد مفتاح الفيتورى بجدثيهما المنيرين بالخرطوم و الرباط .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 02-12-2016, 12:07 PM)

    ***
    طمأنتني كثيرا بهذا العرض وأنا أعلم انك من القلائل ممن لن يضنون بالمساهمة في هذا الأمر .. وسأعتمد عليك والأخ عيدروس تماماً في هذا الشأن قريباً بإذن الله.
    مرة أخرى لك وللبروف تحيتي وتقديري.
                  

02-13-2016, 12:29 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عائشة موسي السعيد)

    تحية وتقدير مجددا الأستاذة عائشة موسى السعيد وممنون كثيرا للمرور النوعى أكثر من مرة.
    كى يكن البيان بالعمل سوف تصلك بإذن الله من طرفى قصاصات صحفية قديمة ونادرة تحوى جل ما تم تدبيجه حول الشاعر محمد عبدالحى خاصة بعد رحيله من مقالات و إضاءات و مراثى
    وسوف تصلك إن شاء الله فى العاصمة مقر إقامتك بصورة مباشرة مع التحية لكى و الرحمه له و للفيتورى و تحية مرفوعة كذلك للجهبوذ النحرير المفوه الخطيب بروف عبدالرحمن حيثما كان .
    بمناسبة ذكر الناقد الأدبى مجدوب العيدروس فهو من أعلم الأحياء-لحظة هذه المداخلة- بتراث وقيمة محمد عبدالحى ويكاد لا يضاهيه فى تلك المعرفة بعوالم عبدالحى سوى التشيكلى المبدع جدا حسين عمر جمعان الذى عاصر فترة مضيئة فى مشروع عبدالحى الشعرى
    بأرض جون كيتس سبعين القرن الماضى وقد تعرف عليه لأول وهله فى معرض تشكيلى مفتوح اقامه (الصوفى المعذب ) الشيخ إبراهيم الصلحى (مولود 1930) بشارع بوند ستريت وسط لندن وقتها كان محمد عبدالحى ثاويا بأكسفورد طلبا للأستاذية الكبرى (قرأت بعد سنوات طويلة جدا من رحيله ترجمتكى الضافية لأطروحته تلك ) ثم تعمقت الصلة الجمالية بينهما وقد أسهب حسين جمعان عبر الحب الشديد فى الكتابة عن الطبعات المختلفة ل (العودة إلى سنار ) فى صحيفة السياسة السودانية وقتها كان عبدالحى حيا وحييا وكنا ساعتها فى مجالس درسه (حيث يفتقد الواقفون السعة ) ثم بعد مماته كتب حسين جمعان بعمق اكثر مقالات عنه تحت عنوان سحرى هو (مراجيح الضوء ) متحدثا بحب شديد جدا عن عوالم ( حديقة الورد الأخيرة ) و ( العودة إلى سنار ) مبينا أن الطباعة والإخراج للكتابين ليس فى ذات الهيئة السحرية التى أرادها عبدالحى وهذا باب طويل .
    تحية مجددا أستاذة عائشة و عموم من يراه .
                  

02-18-2016, 06:37 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: احمد الامين احمد)



    الأخ الصديق الأستاذ أحمد الأمين

    معزة خاصة وتقديرا لسرعة جلبك للقصيدة كاملة بعد يوم واحد من نشرى لها. فلهذه القصيدة فى نفسى أبعاد خاصة جدا. لذا أردت أن أمهد لها بدفعها فى إيملات متلاحقة بين يدى الأستاذة دكتورة عائشة موسى السعيد. ولما فشلت ارسلتها فى رسالة مفتوحة على الأسافير.

    وأذكر أننى، يوم سمعت بنبأ الوفاة المفجع، كنت عائدا من حلقة نقاش بجامعة هارفارد فى مركز دراسات الشرق الأوسط حول الهوية. وإستشهدت فى النقاش بأبيات من شعر المرحوم بروفيسور محمد عبدالحى وشعر المرحوم النور عثمان أبكر وشعر أخونا وصديقنا، محمد المكى إبراهيم، أطال الله فى عمره؛ مقارنة ومضاهاة لأشعارهم بأشعار فرسان الإسكندرية الثلاثة الجيلى عبدالرحمن ومحمد مفتاح الفيتورى ومحى الدين فارس، عليهم جميعا رحمة الله؛ وماتخلل أشعار المجذوب من إرتباط بالأرض ومدارات الأقاليم التى طوف بها أو أقام فيها، مما نبهة لمكونات الأمة الثقافية-الحضارية وتنوعها، لأجرى فى النهاية خلاصة جريئة حول التحول الفكرى الذى يطرأ على أولئك الأدباء فى بحثهم الفكرى المجهد عن الهوية والمعبر عنه شعرا لديهم أو نثرا بتجسد واضح عند أستاذنا جمال محمد أحمد والطيب صالح، عليهما رحمة الله.

    والخلاصة التى ختمت بها أن ذلك التحول حقيقى. فمثلا جمال محمد أحمد بدأ لصيقا بالوعى العربى وهو النوبى الذى صال مع رصفائه فى نادى الخريجين معبرين بلغة عربية رصينة و توجه ثقافى عربى فرضه عليهم لا شعوريا الواقع من نتاج العطاء الأدبى المصرى والشامى الغزير (وهذا مبحث آخر). فنجد أن جمال عاش عروبة التجربة المصرية فى وثيقة أكاديمية تدل على المنحى الذى كان يميل إليه. وبعدها إذا بالسلك الدبلوماسى وقد فتح له آفاقا رحبة فى معانقة الأدب والعطاء الفكرى الإفريقى، وكان فى معيته أفاريقيو المنحى كالرجل الذى ظلم وأجحف فى حقه، أحد مهندسى منظمة الوحدة الإفريقية المرحوم السفير يعقوب عثمان وصديقه محمد أحمد المحجوب وعبدالله خليل، والذين كان ثلاثتهم أصدقاء للمفكر الأفرو-أميركى صاحب الأساجيفو كوامى أنكروما فى الدعوة الإفريقانية الإشتراكية، جورج بادمور. وكانما أراد جمال محمد أحمد أن يعتذر لنفسه قبل قرائه عن غياب الكينونة الإفريقية فى إنتاجه فجاء بكنز فتح لنا به آفاقا ما ألفناها من قبل فى زخم التاريخ الثقافى-الحضارى لإفريقيا بترجمته لكتاب باذل ديفيدسون بعنوان "أفريقيا تحت أضواء جديدة". لاحظ أن العنوان يدل على ما رميت إليه، بدلا عن عنوان الكتاب الأصلى "إعادة إكتشاف إفريقيا". وسار أديبنا جمال محمد أحمد على ذلك المنوال فأعطانا "سالى فو حمر" و "فى المسرحية الإفريقية" و "وجدان إفريقيا" وإذا به يصل مرحلة كان قد فرض فيها دعاة مدرسة الغابة والصحراء منحاهم على الساحة. فأذا بعمنا جمال يفاجأنا بإزدواجية الهوية فى كتابه "عرب وأفارقة". وليت ألامر وقف عند ذلك الحد، فإذا ببحثه عن الهوية يقوده من الإقليمية إلى المحلية إلى القروية، ليكمل دائرة العودة بأصالة ممعنة فى القروية بتراثها الفولكلورى المتثل فى حكايات قريته سارة شرق. ويمكننا إسقاط الحكم على الطيب صالح الضالع فى لغته العربية حتى صار من أعمدة القسم العربى فى هيئة الإذاعه البريطانية، ولم يخفى إفتتانه بذلك المغرور المتسول العنصرى القبيح، رغم كونه أشعر شعراء لغة الضاد، إبى الطيب المتنبئ. ويفاجئنا الطيب بمفاتيح خلوده الأدبى بالعودة إلى قريته تماما كجمال فى رواياته القروية المنغمسة فى فلكلورية الثقافة-الحضارية لذلك الواقع.

    معذرة فقد إستطردت. ولكنى أردت أن أشير إلى حالة إزدحام الذهن وقتها بكل تلك التفاصيل حينما علمت بوفاة الأخ محمد. فتداعت إلى ذهنى كل تلك الملابسات والظروف التى صاحبت إصدار "العودة إلى سنار" وما دار من حراك بل عراك فكرى حول تفاصيل التفاصيل. لذلك كان رثائى له أكثر وأعمق من كونه قصيدة رثاء وما أحتوته من الكثير من مفرداته كما تكرمت أنت فى وصفك:

    Quote: كتب بروف عبدالرحمن مرثيته أعلاه قبل نحو أكثر من ربع القرن من رحيل ياقوت الشعر الفيتورى لكن ( المتأمل ) فى القصيدتين يجد بهدوء وثقة وثبات ثبات المنهج الشعرى و اللغوى فى شاعرية بروف عبدالرحمن حين يرثى وهو اصدق ابواب الشعر عليه لاحظت منذ أول وهله إتكاء بروف عبدالرحمن بثبات وثقة على ذات قاموس محمد عبدالحى واخيلتته وصوره الشعرية مثلما فعل مع الفيتورى عليه لم أدهش حين وجدت (سنار ) تمثل مركزا للقصيدة وقد صارت مرقدا لطيف عبدالحى رغم وجود جثته فى مقابر ببرى (بفتح الباء الثانية حسب تصحيف عبدالله الطيب وهو بصير جدا بالمفردة ) ،كذلك وجدت عبر (التنصيص ) دقة غوص بروف عبدالرحمن فى شعر عبدالحى رغم غربته الطويلة بعيدا عن أسفاره بالخرطوم البحرية ذاك حين وقفت على عبارة ( على التلال السود والأشجار ) و (رجعت طيور البحر فجرا من مسافات الغياب ) و ( ممالك زرقاء ) وهذا القاموس مهاجر عبر الحب من متن ( العودة إلى سنار ) بأناشيدها الخمسة).

    التجلى الأكبر لقاموس وسحر عبدالحى فى داخل خريدة الرثاء أعلاه لبروف عبدالرحمن هو تجلى (جلد النمر )و ( الفهد ) وهذا مُحزن خاصة أن هذين العنصريين للهوية قد إنفصلا بعد سنوات من رحيل عبدالحى بفعل إستحقاق نيفاشا التى مهرها بتوقيع عبر الأيد الأثمة (حسب قاموس سارتر) تجار الحرب من الشمال والجنوب معا علما أن عبدالحى قد نبهنا فى هامشه إلى أن جلد الفهد لباس قداسة عند النوير (قوم تاجر الحرب ريك مشار ) و جلد النمر هو لباس الحرب التقليدى عند الدينكا (قوم قرنق و سلفا كير ) وقد أسهب الخواجى بيركهاردت كثيرا فى تبيان ذلك فى دراسته المعمقة عن ( الالوهية و التجربة فى ديانة الدينكا ) وهو أهم مصدر أنثروبولجى وقف عنده عبدالحى فى مبحثه الشعرى عن الهوية المعادلة للغابة وقد وضعه مقابل المعرى على الجانب المقابل للهوية الرامز لها ب ( الصحراء ).

    القاموس اللغوى مدهش جدا وسحرى لأبعد درجة فى أجواء المرثية أعلاه لشيخ عبدالرحمن علما أن ذات المنهج فى إعادة بناء وتوظيف قاموس عبدالحى فى رثائه قد إستخدمه كذلك الشاعرات خالد عبدالله ( من أبناء السوكى ) وعالم عباس (من عيال الفاشر ) مثلما أستخدمه بروف عبدالرحمن ( من ابناء بحرى ) وهنا يكمن جمال وسحر وطقس لغة محمد عبدالحى التى ينحتها من جبال وانهار وصحارى وغابات وكائنات اسطورية

    وأضيف وأقول لك يا صديق أن تلك القصيدة مكتنزة بدلالات فكرية ورمزية حوت روح ورؤى وأخيلة محمد عبدالحى وإيمانه المطلق بالوطن وأهله، مما لم يكن من الأمكان التعبير عنها سوى إستعمال مفرداته ورموزه وإشاراته. لأننى فى المقام الأول كنت أوثق لنفسى، إذ لم أكن أنشر شعرى وقتها، كما ذكرت. ولم يغب عن بالى وأنا أجتر الذكريات ذلك التدافع والعراك الفكرى الذى صاحب مولد مدرسة الغابة والصحراء. فأردت أن أصور تلك الأجواء المشحونة والظروف المحيطة بميلاد القصيدة وما بعدها، والسياق الفكرى العام وروح ذلك الوقت، وماظللت أتتبعه فى فترة غيابى وعوداتى القصيرة جدا لأيام فى بعض الحالات. مما ضمنته فى تحليلى لواقع السودان ثبت رسالتى لدرجة الدكتوراة متعددة المساقات Interdisciplinary Developmental Study

    ومما يؤسى له فى تلك الأجواء أن بعض الصحاب شط فى الإعلان عن خلافهم فى الرؤوى والمنحى الذى طرقه محمد عبدالحى فى "العودة إلى سنار" ومابعده. وقد أسهم بعض الأصدقاء بآراء وحجج قوية، تشير إلى تمكن من المنظور الذى يتعارض مع مسلمات محمد. ولكن فى نفس الوقت تطاول بعض مراهقى الفكر ممن ظنوا أنفسهم إدعاءا أنهم من دعاة فكر تقدمى، لم يفقهوه، ولم يفهموه أو يهضموه، دعك من القدرة على التعبير عنه. وكان هناك من إنطلق فى تقييمه أو نقده من زوايا زينوفوبية إقصائية. وظن بعضهم لصفاقتهم أن تسامح محمد بروحه الرطيبة التصالحية هزيمة وإنكسارا أمام تجنيهم ودعاواهم. وحاشاه!

    لذا كانت الإشارة إلى روح الإستعداد للمصادمة، فكرا، بإيراد نصوص تدل على الإستعداد والجهوزية لخوض غمار المعارك دون تخاذل. فكانت الدرقة من ظهر التمساح والسيف المضرج مغموسا فى الحبر والنحاس يطن فى موسيقى تصويرية خلفية، وقد تحول الفهد وتركز فى مخالب تمزق زيف الدعاوى والأكاذيب، وغير ذلك من بقية الصور والمعانى. ولربما كانت كثرة الرمزية التى لجأت إليها كما لم ألجأ إليها فى أى من قصائدى، على الاقل بذلك القدر، محاولة منى لعدم القدح فى أصدقاء إختلفوا فى مواقفهم. لذا لم أبن تلك المواقف التى تكشف عن شخوصهم، وإن كنت أشرت إليها بطريق غير مباشر.

    وعليه يا صديق إن إعادة قراءة القصيدة سيكشف أبعادا لم أشر إليها هنا. فما أردت أن أفكر نيابة عن القارئ، خاصة فى الشعر. ولكن قليلا من السياق لا يضر.

    وسوف أعود بلا شك لأعقب على مداخلة الأخت الدكتورة عشة، التى شرفتنا بما خطت. وكونو بخير.



    (عدل بواسطة عبدالرحمن إبراهيم محمد on 02-19-2016, 00:11 AM)

                  

02-23-2016, 06:12 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إعادة تنزيل مداخلات بروف عبدالرحمن المفق (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)



    الأخت الفضلى أستاذتنا الدكتورة عشة

    لك طيب التحايا وخير السلام وأنت تردين منتجع الأرواح اللدنية الزاهى الذى هيأه لنا الأستاذ أحمد ود اللمين، والذى وصفتيه صادقة بأنه من أميز الموثقين للفكر والفن والأدب. رجل يأسرك بصدق نواياه وشفافية روح تدل على الإيثار والأستمتاع بالجمال مع إشراك الناس فى جميل المشاعر والأحاسيس ببذل المعرفة للناس. بل صبور حذق ظل يداوم بمنتهى "الذوق" حتى نجح فى أن يقود رجلا مثلى بأسلوب رصين للبوح بما ظللت ضنينا بإشراك الناس فيه من إنتاج فكرى وأدبى إلا لماما، وحتما إلا النذر القليل من الشعر وفى ظرف السنوات الخمس الماضيات فقط بعد غيبة فاقت الستة وأربعون عاما. ولا شك أنك لمست ذلك الصدق والإنشراح الباعث للإعجاب فى حفاوته بمقدمك الميمون إلى هذة المتكأة التى تفيض بالمشاعر والأحاسيس، فأنتشينا فرحا وأمتلأنا شرفا بمقدمك وأنت القامة الفكرية التى نعز ونجل. فمرحبا بك فى بستان أخى الأصغر أحمد.

    كلماتك يا أستاذتنا زادتنا فرحا بما حملت من أبعاد إنسانية تتجسد فى بحثك عن الثمين من الإسهام، كما قلت:
    Quote:
    التحية لكل من حالفه الحظ بالمرور على هذه المدونة الزاهية بأطياف زادها ألقا الأسلوب البديع الذي
    ينفرد بها الأخ البروفيسور عبد الرحمن والقدرة التوثيقية السردية المتقنة التي يتميز بها الأخ احمد الأمين.
    ولا أجد تعليقا أختاره من بين ما توارد على خاطري وأنا أنساب مع الاكتشافات الشيقة وكأنني لم أقرأها
    من قبل متفرقة . فما كانت في السنوات الفائتة تفوتني فائتة من كتابات وروائع الفئة النادرة من كتاب هذا البورد..
    ولا أدري كيف انفض السامر لفترة طويلة فوجدتني اتلفت بحثاً ولا أجد النبرة الأدبية والفكرية والثقافية و و و
    التي اعتدتها....
    وحتى رسالتي لك يا عبد الرحمن حول ترجمة ما ظلت تعود الي الى أن فقدتها هي الأخرى!
    لكما ولكل الأخوة والاخوات أعلاه خالص الود والتحية
    ننتظر كتاب المراثي ونتشرف باهتمامك ولا يحتاج الأمر لإخطار مسبق بيننا.

    ولا تتصورى مدى قلقلى طوال الفترة الممتدة من يوم 11 نوفمبر 2015 وأنا أحاول أن أضع رثائيتى فى شريك حياتك بين يديك قبل أن أقوم بإنزالها فى بوست الفيتورى يا ياقوت الشعر. فظل البوست مجمدا إلى يومنا هذا ولم أرفده بأى نص لأن تسلسل البوستات المعاد إنزالها توقفت عند حديثى عن أخى محمد فلم أرد أن أتخطاه دون الرجوع إليك. ولكن الإيميل ظل يعود بنص يشير إلى أن هناك خطأ ما، أو لا دليل إطلاقا يشير لإستلامك للنص؛ تماما كما ظل يحدث حين محاولتى إرسال ترجمتى لمرثية وردى والتى كان يهمنى جدا رأيك فى صدق عكسها لمحتوى النص العربى. أما الماسنجر الداخلى بتاع أخونا بكرى هنا فحدث ولا حرج؛ يجيئك التعليق دوما
    The recipient is unknown
    Please search here

    ولما فقدت الأمل فى التواصل لجأت إلى أسلوب الخطاب المفتوح، مما رأيت فيه إمكانية مؤكدة لوصوله إليك، وفى نفس الوقت أكون قد نبهت إلى مكانتك الفكرية والأدبية، مما نحن جحود به فى السودان. وكان تعميمه على الأسافير خطوة موفقة بحمد الله فكان من ثمارها الفورية حضورك إلى معيتنا.

    وعلى ذكر ترجمة مرثية وردى، تجدنيها فى هذا الرابط. وما زال يعنينى رأيك الفنى والأدبى واللغوى فيها:

    http://sudaneseonline.com/board/480/msg/%D8%AA%D9%80%D8%B1%D8%AC%D9%80%D9%85%D9%80%D9%80%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%85%D9%80%D8%B4%D9%80%D9...22---1424320384.html

    فدومى عزيزة أختى، معطاءة كنخيل بلادى سامقة كما هن.





                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de