الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
هل جربت ان تعتني بأطفالك ليوم واحد فقط؟
|
05:21 AM Oct, 08 2015 سودانيز اون لاين احمد سيد احمد-السعودية مكتبتى فى سودانيزاونلاين
Quote: للمرة الثامنة و العشرين قالتها ( خلي بالك من الولاد و طول بالك عليهم )..... لم أكن قلقا بشأن خضوعها لجراحة بسيطة بقدر قلقي من تحمل مسئولية طفلين حتى و لو ليوم واحد أو بعض يوم ..... احتجت إلى ورقة و قلم لتدوين تايم لاين ليوم الطفلين منذ استيقاظهما من النوم...... التلاجه مترتبة عندك أهي. .... هنا عصير و لبن بالفراولة. .. .. هنا جيلي..... هنا الجبنة المثلثات و اللانشون. .. .... هنا جمبري متبل و متساب في البقسماط جاهز للقلي...... هنا خيار و طماطم و جزر .....موز و تفاح...... اغسل الخضار كويس.....و قشر الخيار..... الفريزر هتلاقي فيه آيس كريم..... و هنا في بطاطس و ناجتس. ... .. في فرن البوتاجاز طاستين واحدة غويطة عشان تقلي فيها البطاطس و الناجتس..... و التانية عشان الجمبري..... ما تقليش كله في طاسة واحدة..... الرف ده فيه بسكوت و لبان و جيلي كاندي ..... هنا اللبن و الببرونات.... دي لللبن و دي للعصير. .... هنا غيارات داخلية و هدوم بيت و البامبرز و الوايبس.... هنا لبس خروج جاهز و مكوي ..... أعدت على مسامعها مهام اليوم إياد ساندوتش جبنة مثلثات و ساندوتش لانشون و عصير على العصر ممكن تقلي جمبري .... مازن مثلث جبنة بالمعلقة. .... عصير في الببرونه. ... لو ما رضاش ممكن تقلي بطاطس و قطعتين أو 3 ناجتس..... بلاش كله ورا بعضه عشان معدة الولاد..... لو مازن بدء يزن اعمل ببرونة لبن و حاول تنيمه. ... ده زن نوم..... كثير من التفاصيل ملأت الورقة و معها ورقتين أخريين. .... النساء يعشقن التفاصيل..... و خصوصا أم قلقة على طفليها الذين اضطرت لتركهما مع أبيهما الذي يغرق في شبر ميه...... تمنيت أن أكون بجوارها لحظة دخولها غرفة العمليات أو خروجها منها مصحوبة بالسلامة.....كف تحضن كفا خائفا إلا أنها قالت أن الأهم و الأولى وجودي راعيا لطفلينا. .... نداء الواجب و لا بد له من تلبيه. .... بدأت اليوم لا أدري بم أبدأ. ..... كثيرة كانت التفاصيل.... ما بين طلبات الكبير.....و صراخ الصغير و موبايل يرن لأناس يريدون الاطمئنان على أمهما. ... بين بوتاجاز أتعامل معه لأول مرة..... و زيت أصابني في يدي لحماقتي في التعامل معه..... نجحت في إعداد طبق..... فشلت في إطعامهما إياه. .... الكبير غير راض عن التقديم.... و لا الخدمة التي تأخرت ..... الصغير لم أستطع أن أغني له أو أحكي له قصه أو أحايله أو أكون له دبا و قردا حتى يقتنع و يقبل أن يبتلع ما احترقت لأصنعه له ..... كان ( البففففففففف ) هو مصير كل المحاولات..... أمسح وجهي و أعيد الكره مع صنف ثاني و ثالث .... الآخر يصرخ يرد دخول الحمام ..... زوجتي تتصل بي للمرة الخامسة خلال ساعتين و هي في انتظار دورها في غرفة العمليات....... ( إيه الأخبار. ....؟؟؟ ) ( لا كله تمام....تحت السيطرة ) ( مش مصدقاك....مازن بيعيط و لا إيه. ...؟؟؟ ) ( لأ ده مبسوط جدا .....و أكل و كله تمام....)..... لا أدري أ أكتم صراخه أم أبعده لغرفة أغلق عليه بابها. ... لا أريد أن أوصم بالفشل...... لابد أن سبب الزن هو بامبرز يستغيث ليتم تغييره..... عشرون منديلا مبللا كانت كافيه لإزالة آثار الجريمة ..... بقيت خمس دقائق على أذان العصر..... لم أصلي الظهر..... خلي بالك من أخوك الصغير هاتوضا و ارجعلكو. ..... صراخ يصل لقلب الحمام.... تدخل لفصل القوات المتحاربة. ...... نظرت في الساعة .....لم تمض سوى 4 ساعات...... ( هي ماما فين .....؟؟؟ ) ( حبيبي أنا حالا هالبسكم و نروحلها علطووول ..... أنا أساسا مش عارف و مش هاعرف أكمل معاكو اليوم ....) فاتها في زحمة التفاصيل أن تخبرني بمكان حذاء مازن..... بحثت في كل شبر ....كل درج....تحت كل كرسي.... مفيش..... لا يمكن أن أدخل بالولد على أمه حافيا. ... لا بد أن أتصرف. ...... عندما دخلت عليها و حمدت الله على سلامتها.... دخلت في نوبة ضحك على حذاء الأخ الأكبر الذي لم أجد غيره لأخيه الأصغر . ..... ( اعملك ايه ما لقتش ليه حاجة يلبسها في رجله فقلت أتصرف....أجيبه حافي يعني )........ ألقيت على ذراعها المثقوبة بالكانيولا. ..... أثقل حمل لم و لن أكن أهلا لتحمله. ...... لا أجد إلا أن أنحني أمام كل أم. ..... زوجتي التي تكافح لتربية طفليها.... أمي التي ما زالت تصنع ما تصنعه منذ ثلاثين عاما..... جدتي التي ربت أمي و معها 6 أخوه. ..... ليس إطعاما و طهيا و تنظيغا و ترتيبا فحسب..... بل عناية كاملة.....بكل فرد من مواطني مملكتها. ... مجهود بدني شاق....يهد الجبال..... مجهود ذهني لتجهيز طلبات بيت..... إعداد قائمة السوبر ماركت.....ميزانية البيت..... مذاكرة الأولاد. ......التخطيط لإجازة الصيف...... و الحلم بالمستقبل......و الحل للأزمات العابرة..... للبصل و الثوم.....و تشطيب المطبخ....... لتحمل سخافات زوج ينهر و يعنف لأنها ( مافتكرتش تقوله هات بامبرز و لبن و الاتنين خلصو في الزحمة....... ) أرفع لكن القبعات...... بعدد كل طبق و معلقة كسرت ظهوركن في تشطيبها. .... بعدد كل بصلة سالت منها الدموع....... بعدد كل حرف في كل أغنية غنيتموها لتدللن أو لتهدهدن أو لتلاعبن أو لتطعمن أو تسقين . ..... بعدد ليال سهرتموها تطببن و تمسحن على الجباه. .... بعدد ما قلتوها لاولادكن صارخات ( حرام عليكو هاتفرجو الناس عليا )..... أسأل الله لكن الأجر على كل حركة و همسة و ألم و هم تحملونه و مسئولية تكافحن فيها بكل بطولة.....
أنتن تصنعن المستحيل و تتعايشن معه كل يوم..... تعملن ببال و بالين و تلاته بال..... تضعن القدر على النار بيد...... و تصرخن في الأخ ليكف عن عض أخيه. .... في الوقت الذي تضعن الموبايل على آذانكن لتأخذن من صديقة وصفة لطبخة جديدة..... تغيرن بها طعم الحياة........
|
------------------------------------------- منقول من
@AHMED SALLAM
FACEBOOK
|
|

|
|
|
|
|
|
|