الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
من مرافئ الغربة (الفتاة المغتربة بين امواج الغربة واشجان الوطن )..
|
04:50 AM Oct, 08 2015 سودانيز اون لاين نعمات حمود- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
مرافئ الغربة الفتاة المغتربة بين أمواج الغربة وأشجان الوطن!! وبين أمواج الغربة واشجان الوطن اعيش في غربتي التي لا تنفك مني ففي كثير من لحظات الوجع والالم تحتاج ان تتدثر بوطنك تتوشح احبابك وتتزمل اصدقاؤك ..امك واسرتك ...جيرانك.. فمن ثقافة المهاجر انها تفرض علينا الكثير تماشيا معها فهي تعلمنا الكثير لنرفض الكثير في أوطاننا التي الفناها زمانا بكل ضجيجها ..و احيانا تعصينا على عاداتنا وتقاليدنا ، تجعلنا نلهث وراء ماهي عليه لنواكب ما عليه من متطلبات ونسايره ،أول ما تفعله بنا ..التمرد ..تمردنا على كل ماهو قديم حتى أصدقاء الصبا و الوطن فنركض في صداقة الاجانب او تبديل لهجاتنا بلهجة اخرى وتعابير مختلفة ...ملابسنا.. فكم من شابة تمردت على ثوبها واستبدلته بالجينز وكم من رجل ابدل جلبابه وعمامته ببدلة ضاقت به ذرعا لدهشتها من جسد أنهكته الهموم والسنين، حتى الاحلام سرعان ما تتحول فما عاد المغترب يحمل هم القرية واسرته واصحابه وسرعان ما يتوه في قروض مادية وشيكات بلا رصيد حتى يتباهى بأفضل العربات والسكن الفاخر والمطاعم وغيرها مما يجعله في مشاكل اكبر ..يذكرني هذا الصراع يوما ما كنا نعيش في (الشمالية )مع جدتي كبرت هناك حتى سن المراهقة ويوم انتقلنا الى المدينة انا واخوتي كنا على علاقات حب مع شباب الحي تزهو قلوبنا بذلك الحب العفيف زمانها وعندما استقر بنا الحال بالمدينة كنا دوما نتوق لحياتنا الأولى نشتاق لحلاوة المحبة بالريف ولياليها القمرية وسمارها ...تسارعت خطواتنا في أول إجازة الى البلد لم تنم عيوننا ليلتها ، تزينا بكل ما بدا جميلا او كما زعمنا يومها في عرف المدينة ،الكوافير و(الروج السحري )والأحذية العالية ذات الالوان الجاذبة ..عندما وصلنا تحسسنا احبابنا ولكنهم صدموا كثيرا ، نظروا لنا بحيرة ودهشة فما عدنا تلكم الحبيبات ولاعدنا شهرزاد احلامهم ابدلونا بأخريات سريعا ،فعدنا و القلوب مكسورة الى المدينة نتحسس دروبنا ،نتصارع بين اعرافنا وبين الحداثة التي اطلت علينا، فلا استطعنا مسايرة المدينة وحبها ولا قبلنا اولاد قريتنا ...وها هو ذات السيناريو اعيده على زميلاتي بالمهجر ونحن نحتفي بزميلة قادمة الينا من مهجر اخر احتفينا بها ذات مساء ، تراوحت أعمارنا بين (35-45) وكن جميعا ذات الدخل العالي و معظمهن يركبن أفخم السيارات ويسكن أجمل الأبراج ولكن ما ان جلسنا حتى تصاعدت همساتهن ..يكسوها كثير من الحسرة المكبوتة . كان الحديث ومحاوره حول هذا الواقع المخيف الذي وضعن انفسهن فيه او ربما هو القدر، العنوسة!! التي تخيم على ختام حياتهن والخوف من القادم المجهول بمعطياته ومتغيراته وبجانب الوعي واستدراك ماهن فيه مما يجعل الحديث مخيفا .فماذا تفعل زهرة ذابلة بعد ان نثرت عبير شبابها وانوثتها على ذرات الملح وشواطئ الخليج وارصفة المنافي، ماذا تفعل بعد عمر يناهز الخمسين وماذا ستفيد العربة او الرصيد المالي او الملابس او حتى البنايات الشاهقة لمن ستؤول هذه الخبرات المكتسبة وكيف يستفيد الوطن من امرأة تناهز الخمسين بعد ان خارت قواها ونضب شبابها ..صراع الهجرة والاغتراب والفلوس هو نفس ماعشته يوما بين القرية والمدينة نفس الملامح وتشابه المواقف ...رجل الوطن التقليدي الذي يرفض المغتربة بكل محاسنها ..الرجل الذي يتناسى ان هموما جعلتها تركن احلامها لتتسامى ايثارا لراحة اسرتها ..ان تدفع باهظا ليرتاح إخوتها وامها وابوها ... اسرتها من عمات وخالات وكم من جار ساعدته وكم وكم ...كثير من التسامي فوق الجراح يجب ان يغفر لها امام الاعتقاد انها تمردت على بعض العادات او كانت اكثر جرأة في اخذ القرارات بهجرتها ..ربما شاع بين البعض كثير من سوء الظن بكل من تحاول الاغتراب ولمست الصورة المشوهة في نظر الكثيرين عن الفتاة المغتربة وان لاشي غير الاتجار بالبشر وممارسة الرذيلة !!كيف سيطرت هذه الفكرة البائسة وعشعشت في رؤوس هؤلاء سريعا كيف تناست الكثير من الاسر ما هم فيه من وراء الاغتراب كيف وكيف و كيف ؟؟تريثوا يا هؤلاء فهناك كثير من القضايا تحتاج الوقوف ، عليكم بالترو جيدا فهناك نصف اخر من الكوب ملئ بالكثير من محاسن الاغتراب ،فكثير من المتميزات الاتي تفوقن في مجالاتهن ورفعن اسم الوطن عاليا، كثير من الاتي ضحين بالنوم وسط اسرهن يتهجدن الله تقربا لله عز وجل فخلف نافذة ليل الغربة قلوب تعيش على انصاف الممكن وتحكم بالكثير من المحال .. كثيرات من اعتكفن بالمساجد في حلقات التلاوة يعلم الناس الدروس والعلوم ،كثير من يعلن اسرهن ويدعمن حتى الزملاء في المدارس والعلاج وغيرها ..كثير من يبعثن بكل اموالهن ولا يبقين لأنفسهن فلسا لإسعاد اسرهن ...جوانب كثيره مضئية للفتاة المغتربة فقط اتركوا الشواذ الاتي يمارسن شذوذهن اينما يكنّ ليست دبي أو امريكا هي السبب بل هذا سوء متاصل في نفوسهن اينما يكنّ وهذا صنيعكم انتم المجتمع والاسرة والوطن وتظل كل فتاة مغتربة تتلاطمها امواج الاغتراب ويكسوها الحنين والشوق لوطنها واسرتها فلا تتسرعوا الحكم فقط تبينوا وأحسنوا الظن فلكل نظرة تخرج زاوية تختلف في انعكاساتها وحجمها و للحقيقة الف وجه ووجه .... نبضة : أيها القادم بالبهاء والنور يأيها الغيث المحمل بالرفاه قد تهت بالأحلام يكسوني زهو الأمنيات يدللني المنى .... (فكلماتي قروية تتوهج في وحشة الغربة لتلامس بعضها فوق أهدابكم وأظل أرسمكم لتكاثروا في كل المطارح التي شردتني ..كي تبقوا ضوءا للأمكنة ..)
وعلى الود نلتقي نعمات حمود )...
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|