|
نادي مناصرة «رحيل الأسد» العربي يتصدع: مصر خارج «العضوية» والأردن لم يردد العبارة
|
08:55 PM Oct, 04 2015 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ -ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ï؟½ مكتبتى فى سودانيزاونلاين
لا تجد شخصية سياسية أردنية هي الأقرب للنظام السوري من طراز الدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء الأسبق، عندما يتعلق الأمر بجدل بقاء أو رحيل الرئيس بشار الأسد أكثر من عبارة «مرحلة انقتالية تبدأ بالأسد وبعيدا عن شعارات رحيله وتنتهي به». أخلاقيا يقول الساسة الأردنيون ما يقوله غيرهم حول فقدان شخص الأسد لكل مساحة الشرعية الواقعية ليس بسبب المعارضة الشعبية والمسلحة له، ولا انطلاقا من قواعد الاصرار على الرحيل لكن انطلاقا من الواقع الموضوعي والمسؤولية الأدبية على أقل تعديل. تأسيسا على مثل هذا الموقف يقترح البخيت الذي عمل ويعمل على الملف السوري، ما ينسجم عمليا مع الموقف الرسمي لبلاده عند النقطة المتعلقة حصريا ببقاء الرئيس الأسد. الأردن تعاون مع ثورة الشعب السوري وفتح المجال لاستقبال اللاجئين وتدريب بعض المجموعات في بداية الربيع السوري وبقي ينادي دوما بالحل السياسي للصراع على أساس صعوبة حسمه بالرصاص والبندقية كما أفاد رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور عندما ناقشته «القدس العربي». مساحة التباين في «لغة الأردن» كانت من البداية واضحة المعالم مع موقف الدول العربية الداعية منذ سنوات لرحيل الرئيس الأسد علما أن البخيت وغيره من السياسيين لا يؤمنون بان هذا الرحيل يمكن ان يعالج مشكلات الصراع البنيوية اليوم. طوال الوقت ومنذ عام 2011 وحتى الآن لم تصدر عن المسؤولين الأردنيين ولا عبارة واحدة تؤشر على «رحيل الأسد» أو تطالب به كما فعت دول أخرى. وطوال الوقت تركز الخطاب الأردني على تسويق الاستراتيجية التي تحدث عنها لـ «القدس العربي» النسور شخصيا والناطق الرسمي باسم حكومته الدكتور محمد المومني والمتمثلة في ايمان الأردن وحرصه على «وجود دولة صلبة ونظامية وقوية قادرة على حصر وابقاء مشكلات سوريا داخل حدودها». لذلك ورغم تعاون الأردن عدة مرات مع أطياف في المعارضة السورية بضغط بعض دول الجوار وأصدقاء نادي «ترحيل الأسد» إلا ان عمان أدركت من البداية بانها لا تستطيع ولا ينبغي ان تطالب برحيل الأسد وان كانت نصحته عدة مرات وفي رسائل متعددة حمل أحدها مقربون من البخيت باصلاحات ومفاوضات مع الفرقاء في سوريا وهي نصيحة في كل الأحوال تجاهلها عشرات المرات النظام السوري حتى وهو يبادر لمهاجمة الأردن واتهامه برعاية الإرهابيين. لكن الأخيرة تهمة لم تمنع حتى اللحظة استمرار عمل السفارة السورية في عمان وبقاء السفارة الأردنية في دمشق، فالأردن وسوريا من الناحية القانونية الدبلوماسية حسب سفير مطلع في الخارجية الأردنية هما بلدان يقيمان رغم كل مظاهر التشنج بينهما علاقات دبلوماسية رسمية في هذه اللحظة. نقاط التجاذب متشابكة نوعا ما عندما يتعلق الأمر بالموقف من بقاء أو رحيل نظام الأسد ومعالجة المشهد السوري بين الأردن ودولتين عربيتين حليفتين لعمان هما مصر والإمارات. خلف كل الكواليس بقيت أبو ظبي على اتصال مع مبادرات واتصالات ذات بعد «أمني» أحيانا وسياسي أحيانا أخرى مع نظام الأسد مرة عبر بوابة «شخصيات لبنانية مهمة» ومرة عبر دوائر القرار السياسي الروسي. أبوظبي تقول لحلفائها مثل عمان خلف الستارة أنها دعمت سياسيا التغيير في سوريا لكنها لم تتورط بدعم وتسليح المعارضين، وهي وقائع لا يمكن اختبارها سياسيا الآن في كل الأحوال مع أن صنارة أبو ظبي بقيت متحركة في المياه السورية خلف الستارة. لذلك يبدو الموقف الإماراتي مساهما ومثيرا للمراقبين في «ترتيب أول اتصال» من نوعه بين مؤسسة الأمن السوري وبين وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان وهو اتصال حصل فعلا مع شخصيات عسكرية سورية قالت انها مبتعثة من الرئيس الأسد وتمثله على رأسها الجنرال علي مملوك في فتح حوار مع السعودية وهي الرواية التي قدمها عمليا الأمير السعودي الشاب لمضيفيه الأردنيين عندما زار عمان قبل نحو سبعة أسابيع. فتح قناة الاستماع السلبي بين السعودية ومبعوث النظام السوري وتبادل الرسائل كان حسب مصادر «القدس العربي» خطوة برمجتها ودعمتها عن بعد قنوات أبو ظبي بالترتيب مع موسكو، حيث تم الاتفاق على اتصالات أخرى يمكن ان تستضيفها مسقط التي بقيت منذ اندلع الحريق السوري على موقف يعارض تماما وخصوصا في اجتماعات النادي الخليجي طرح شعارات مثل اسقاط الأسد. النشاط الإماراتي على الجبهة السعودية السورية ظهرت ملامحه في وقت لاحق تماما عندما أشرفت موسكو على «لقاءات بغداد» الأمنية التي سبقت الدخول الروسي العسكري للأرض السورية…في هذه اللقاءات كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يميل إلى ضم الأردن وتركيا لتحالف جديد «ضد الإرهاب في سوريا». مصرعبد الفتاح السيسي بدورها كانت في الخندق المقابل، فلم تكتف برفض أي مطالبة برحيل الأسد، بل تراسلت وتواصلت معه انطلاقا من جملة مناكفة للإدارة الأمريكية حساباتها مرتبطة بملف الإخوان المسلمين. تنامي الاتصالات خلف الأضواء بين السيسي والرئيس بشار الأسد شخصيا وعبر رسائل متبادلة أبعد «مصر السيسي» تماما عن محور وجوهر الخندق العربي المعادي لبقاء نظام الأسد، وطوال الوقت حرص السيسي على اقناع السعودية انه يريد ان يبقى كقناة اتصال لصالح الجميع مع دمشق حتى انتهى المشهد بالتفويض الأسدي المباشر الذي حظي به السيسي لتمثيل دمشق في كل الأقنية المتعلقة بالجامعة العربية ومؤسساتها. فوجئ المراقبون بعدم وجود «موانع» عند النظام السوري من التفاهم مع السعودية وتركيا على أي ترتيب أمني أو سياسي جديد في محصلة واضحة الملامح للقاء الذي حصل بين الأمير محمد بن سلمان والمبعوث الرئاسي السوري وفي خطوة أظهرت قدرة «التكتيك الإماراتي». السعودية بهذا المعنى بدت معنية ببيع موسكو قصة الاستعداد للتوقف عن المطالبة برحيل الأسد بشرط ان يرتبط ذلك بموقف من طراز «بمرحلة انتقالية يتفق عليها «..موسكو فيما يبدو التقطت الموقف السعودي المتطور وحاولت البناء عليه قبل اضطرار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير «لتغيير لهجته» مؤخرا في اجتماعات نيويورك بعد التهديدات والتوعدات والاستعراضات الإيرانية.
|
|
|
|
|
|