عنه أُحدّث

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 06:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-08-2015, 05:43 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عنه أُحدّث

    05:43 PM Sep, 08 2015
    سودانيز اون لاين
    عليش الريدة-
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    عنه أُحدّث


    عادتي الخرقاء في القراءة، هي فقط التي يقع عليها اللوم في النجاح المتتالي لمؤامرة التساقط المشين لكل تلك التفاصيل البهية كلما تعاطيت مكتوبا ما..فمثلما خبرنا عندما كنا يافعين،أن البناء المتماسك يتطلب أن يكون (ملطم المونى) له مقاديره المتناسقة من المواد السائلة والجافة، كان ينبغي علىّ دوما،ألاّ أكسل من إضافة المزيد من المواد الصلبة لكل تلك المياه المهولة التي كنت أحاول أن أبني بها صرحي المعرفي اللحظي، كلما وقعت في يدي دفقة جديدة من طمي ذاك السر الكوني الجبار،الذي تواطأ الناس على تسميته بالكتاب..فأنا أقرأ (للأسف الشديد) بنفس الطريقة البدائية التي آكل بها البطيخة، وذلك أني التهمها فقط لأنها لذيذة الطعم، ولأن أفقي مهما تطاول،لا يستطيع إطلاقا أن يتجاوز جبال المتعة الخلاقة التي تنمو من حصي تلك اللذة الصاخبة عندما أعاقر بطيخة ما، لينظر إلى شئ آخر..لكن الشخص (المستنور) لا يأكل البطيخة بطريقتي البدائية هذه،وإنما له طريقته التقدمية الخاصة به، فهو عندما يفعل،يكون ملمّا مثلا بكل التداعيات النفسية المتحاقبة التي حدثت للبطيخة منذ أن نزلت من الجنة وحتى يومها العاثر الذي أوقعها بين فكيه، ويعرف كذلك أي نوع من الفيتامينات سكن فيها، وأي الاضافات يرجوها في جسده،من تلك البطيخة عندما تصيرعصارة في معدته، ويعي أيضا لحد ما ،مقدار القبح المتصور لشكل العالم إذا انعدم فيه البطيخ يوما ما..وكنت أنا دائما تجاه ماتطرف من هذا التقعر أردد بغباء أجوف ،ومافائدة كل تلك المعارف،إن كان في الأصل لن يحول بيني وبين البطيخ شئ غير الدراهم..وها أنا ذا في هذه المرة،كما أفعل في كل مرة، أدفع مقابل غبائي الأجوف المستديم هذا،ثمنا جديدا من الاستنزاف المعرفي الباهظ.
                  

09-08-2015, 05:49 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    لكن لابد أن نلجم الحديث،ولا نسمح له بالتخبط ،كما يفعل ضوء المصباح الذي وقع في يد صبي لعوب،لابد أن نجبره على أن يسير بنا كما يفعل حمار اللبن البروقراطي،الذي يعلم بالتجربة، أن السلامة من العصا تقتضي الالتزام بما عُرف من الدروب..لذا فإني اليوم لاأريد أن أحدثكم عن البطيخ وماشاكله، وإنما أود أن أقول لكم أنه في عام 2007 تقريبا،وقعت في يدي نسخة من مجلة العربي.. وبمثل نظرية البطيخة سالفة الذكر..وبمثلما استهلُّ عادة تلك المجلة في كل عدد جديد يقع في يدي ، تماما بنفس الترتيب الذي يتبعه الأسد في التهام الفريسة عندما تقع بين براثنه (سمعت أنه يبدأ بالمطايب استباقا لأي طارئ قد يحدث)، فتحت الفهرس وبحثت عن القصة المترجمة المعتادة في كل عدد..
                  

09-08-2015, 07:03 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    كان عنوان القصة في تلك المرة هو : السيد بريتشارد... للمترجم الإنجليزي دينس جونسون ديفز..(وذلك رغم أنه يجيد العربية إلاّ أنه كتب القصة بلغته الأم).
    وبعدما انتهيت من قراءتها،ومرّت بعدُ كل تلك السنوات،حدث التساقط المألوف لكل تلك التفاصيل البهية،وبقي في الذاكرة فقط ، تلك الطريقة الدعابية السمجة التي تناول بها السيد بريتشارد المرأة السودانية التقليدية (كما ستعرفون بعد قليل)..فعجيبة حقا هي شباك الذاكرة، كيف تسمح لضخام السمك بالنفاذ، وتحبس صغاره..
    لضعفي التكنولوجي الشديد،ولأن هذا (اللابتوب) الذي به أحدثكم الآن،هو في الأصل هدية حديثة من شخص عزيز،ولأن معرفتي بدروبه لاتتعدى بأي حال،معرفة ذاك الحمار بدروبه البروقراطية..لكل ذلك، كانت محصلة بحثي القوقلية عن المترجم دنيس جونسون ديفز غثة للغاية.. وسأتجنب هنا ذكر علاقته المميزة بأديبنا الطيب صالح،وبما رشح عن علاقة المترجم بمجلة حوار اللبنانية (التي نقلت للقارئ العربي رواية موسم الهجرة)،وعلاقة تلك العلاقة بالمخابرات الأمريكية،فتلك أشياء مبذولة على قارعة الطريق في الشبكة العنكبوتية.. وأيضا لكي لا أكرر مادة نقلت من قبل في هذا المنبر،فإني بحثت في إرشيفه ما وسعتني خبرتي التكنولوجية الهشة،فوجدت أن ذكر دنيس قد تكرر مقرونا مع ذكر أديبنا الطيب صالح..لكن بالمقابل لم أجد شيئا مما أود أن أنقله لكم في هذا البريد،من قصة السيد بريتشارد،وذكريات المترجم عندما عاش صبيا في وادي حلفا قبل نحو قرن من الزمان إلاّ قليلا..فأرجو المعذرة إن فات علىّ شئٌ من ذلك.
    سادتي.. لاعن دينس ولا عن السيد برتشارد أود أن حدثكم اليوم، ولكن عندما تجفل منا مطايانا التي نملك،لن يضرنا أن نستدين بعض المطايا من الخارج ،طالما هي صالحة لتحملنا لبلد لم نكن بالغيه إلاّ بشق الأنفس..
    سأحاول بكل أريحية متيسرة،أن أهديكم كاسا من البوظة اللطيفة بنهكة فانيليا العشم،عن ذلك المارد الذي قُدر له أن يُحبس طويلا في ذلك القمقم الذي من طين العبث و الأوهام بأيدينا صنعناه ..لعل هذا الكأس يطفئ شيئا من غليل ذلك الظمأ الهادر، الذي سمعته بوضوح من تحت صرير أقلامكم في هذا المنبر،بمختلف مشاربكم ، ولا أُقصي من الإهداء إلاّ من يأبى..
    من تلطخت يده فقد أبى،ومن تلطخ جيبه فقد أبى،ومن تلطخ ضميره فقد أبى..ومن أقصى لايقصي إلاّ للهوى فقد أبى..و...من كفر بالأمل فقد أبى.
    (ومن تلطخ لسانه فليستاك).



    أبدأ أولا بقصة السيد بريتشارد،ومن ثم ذكريات السيد دنيس في وادي حلفا.
    مع خالص ودي
                  

09-08-2015, 07:08 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    السيد بريتشارد
    دوى رنين الهاتف، وتساءل صوت مرتعش عمّا إذا كنت موجودًا، فقلت: هأنا أحدّثك، وانتظرت. بعد لحظة صمت، أبلغني المتحدث بأن اسمه بريتشارد وأن مدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية قد أعطته اسمي باعتباري شخصًا يعطي دروسًا في اللغة العربية.
    ــــ كان ذلك منذ بعض الوقت ـــ
    قلت هذا لأنني أصبحت أعتقد أن التدريس من أقل سبل كسب العيش مردودًا على الصعيد المادي.
    ــ أوه، كنت آمل.. قرأت أخيرًا مقالك عن القصة القصيرة العربية، وتمنيت لو أن...
    بما أنه لم يواصل حديثه، فقد اضطررت لقطع الصمت، وسألته عن مستواه في اللغة العربية.
    قال: أوه، مجرد هاوٍ متحمس. بمقدوري تصفح جريدة بكثير من الصعوبة بالاستعانة بقاموس - إنني أستخدم قاموس وير، وآمل أن توافق على أنه أفضل قاموس متوافر - ولكنني غالبًا ما أجد عبارات أو جملاً بكاملها يراوغني معناها..
    كانت لديه عادة التوقف فجأة في وسط الجملة وترك عبء مواصلة الحديث يقع على كاهل من يستمع إليه. وقبل أن أدرك جليّة الأمر، كنت قد وافقت على أجر بالساعة لقاء درسين أسبوعيًا، في يومي الإثنين والخميس، ابتداء من الإثنين المقبل. وما إن أعدت السماعة إلى مكانها حتى ساورني الشعور بالندم على الموافقة.
    عندما أطل السيد بريتشارد عند باب الشقة، في السادسة من يوم الإثنين، بدا أكثر إيغالاً في العمر مما أوحى به صوته عبر الهاتف. كانت شقتي في الطابق الثاني، وليس لها مصعد، وعندما لبيت نداء جرس الباب، بدا عليه مظهر من يوشك على دفع ثمن الإجهاد المبالغ فيه لنفسه.
    ــ بريتشارد.. قالها بأنفاس لاهثة، ومدّ يدًا كالمخلب مصافحًا. وقال في التو، وهو يغوص في مقعد ذي مسند: أمر طيب للغاية منك أن توافق على إعطائي دروسًا. وآمل ألا أكون قد بدوت ملحًا أكثر من اللازم
    غمغمت بشيء في معرض الرد، وجلست في المقعد ذي المسند الآخر الذي كانت إلى جواره منضدة صغيرة رتبت عليها كومة من الكتب العربية وصحيفة حديثة. وتطلعت إلى تلميذي، وخمنت أنه في أواخر السبعينيات أو أوائل الثمانينيات من العمر.
    ورغم أنه مديد القامة ووثيق البنية، فإنه بدا موحيًا بالهشاشة، ولاحت بشرته كما لو كانت قد شُدت بإحكام عبر المجال بين عظمة والتي تليها. دهشت إزاء الجهد الذي كان قد بذله للقدوم عبر لندن من الفندق الذي أبلغني أنه ينزل فيه، والمطل على شارع كرومويل.
    قال كأنما كان يقرأ أفكاري: «عندما أخرج من معقل فندقي هذه الأيام، فإنني أستفيد من خدمة سيارات الأجرة الممتازة في لندن. وهو ترف بسيط أسمح لنفسي به، تنازل أمام سنواتي الموغلة في مسيرتها.. يالها من عبارة مثيرة للسخرية (الموغلة في مسيرتها) كأنما السنوات يقدّر لها التراجع أبدًا!. ضحكنا كلانا، ثم مررت الصحيفة إليه، وطلبت منه أن يقرأ بصوت عال الفقرة التي كنت قد حددتها، وبهذه الطريقة سأتمكن عاجلاً من تحديد مدى معرفته باللغة. ودهشت إزاء الدقة التي قرأ بها، بل إنه نطق العديد من الأصوات اللينة في أواخر الكلمات على الوجه الصحيح. غير أن حديثه المتداخل أصبح أكثر وضوحًا عندما تكلم بالعربية، وكان من المتعذر عليّ متابعة ما يقوله. وتوقف من تلقاء نفسه، ونحى الصحيفة جانبًا.
    أبلغني بقوله: قبل عام أو عامين، تعرضت لسكتة دماغية محدودة، وهذا جعل نطق حروف عربية معينة أكثر صعوبة بالنسبة إلي، دع جانبًا أنني لم أتملك قط ناصية نطق بعض هذه الحروف حقًا.
    قلت محاولاً ألا أبدو بمظهر المتعالي: لديك تمكن جيد على نحو غير مألوف من ناصية هذه اللغة.
    : أوه، لا، إنني على تمام الوعي فحسب بالثغرات الموجودة في معرفتي.. على أي حال، أليس لدى العرب تعبير يفيد أن الكمال لله وحده؟
    قلت: أصبت.
    - لم أحظ حقًا بالتغلب على صعوبة هذه اللغة في الجامعة، وهي أصعب من أن يدرسها المرء معتمدًا على نفسه، على نحو ما حاولت القيام به في هذه السنوات القليلة الماضية. وبالطبع، في الخدمة السياسية بالسودان - حيث عملت - يتعين على المرء أن يتعلم من اللغة العربية ما يكفي لتدبر أمره، وفي حقيقة الأمر، فإن المرء كان عليه خوض سلاسل من الامتحانات قبل الحصول على ترقيته، ولكن لم يكن هناك الكثير من التشجيع - أو الوقت حقًا - لتملك ناصية دقائق العربية الفصحى.
    ثم روى لي أنه كان لديه كاتب يدعى عبده إبراهيم، وكان معجبًا أشد الإعجاب بالشاعر أبي نواس الذي اشتهر بخمرياته. ويبدو أن عبده إبراهيم كان معتادًا على العكوف على الشراب كذلك، وغالبًا ما اضطر السيد بريتشارد إلى تجاهل وصوله إلى العمل في أسوأ هندام.
    استند إلى ظهر المقعد، وبعينين مغمضتين أنشد في عربية طنانة بيت أبي نواس الأكثر شهرة:
    دع عنك لومي، فإن اللوم إغراء .. وداوني بالتي كانت هي الداء

    عقب بحماس قائلاً: هذا هو الشعر!، ثم أضاف: حاولت أخيرًا قراءة بعض مما يسمى بالشعر الحديث، فوجدته مما يصعب فهمه، وما فهمته لم يؤثر فيّ كثيرًا
    قلت إنني أميل إلى الاتفاق معه، ثم ذكرت نفسي بأنني المدرس، وأن الدرس خرج عن نطاق السيطرة، وأنه في حقيقة الأمر لم يبدأ إلا بالكاد، وقد أوشكت الساعة الآن تقريبًا على الانتهاء. وصممت على أننا في الدرس المقبل سنبدأ العمل على نحو جدي، وتبينت منه أنه لم يعرف بأمر السيرة الذاتية المبهجة، التي أنجزها الدكتور طه حسين، ومن هنا فقد أبلغته بأننا سنتصفح معًا المجلد الأول، وهو المجلد الذي يتناول طفولته في قرية بصعيد مصر. وكان على السيد بريتشارد القيام بإعداد صفحات عدة، ثم نقوم بتصفّحها خلال درسنا، وأبلغته بأن هذا الكتاب يمكن الحصول عليه من مكتبة أو أخرى من مكتبات شارع راسل.
    رغم أن تقدمنا اللاحق في سيرة طه حسين الذاتية كان وئيدًا فإنني أعتقد أننا كلينا قد استمتعنا بهذه التجربة. وكانت القراءة تتخللها أسئلة عدة من السيد بريتشارد حول دقائق النحو والأسلوب شديد الخصوصية والمتردد على نحو جذاب الذي استخدمه المثقف الضرير، وحول تفاصيل أواخر حياة الرجل العظيم وكتاباته الأخرى. وقد غدوت أدرك أن الدروس بالنسبة إلى تلميذي كانت تعني ما يتجاوز مجرد الإضافة إلى حصيلته من اللغة، حيث كانت معلمًا مهمًا في أسبوعه الخالي من الأحداث.
    كان حريصًا بصورة مفعمة بالتدقيق على ألا يأخذ من وقتي أكثر من ساعة، كان معه على الدوام المبلغ المحدد في ظرف يتركه في تلطف على المنضدة قبل أن ينبعث واقفًا.
    ثم سألته، ذات مساء بعد انتهاء ساعتنا عمّا إذا كان يريد قهوة، فنجانًا من القهوة التركية، فالتمعت عيناه، وهو يسأل: هل لديك كنكة؟
    - نعم، لديّ كنكة.
    - ومن أين أفلحت في ابتياع النوعية الصحيحة من البن؟
    أبلغته بأن هناك عددًا من الأماكن في سوهو وغيره من الأحياء.
    ارتشف من قدح القهوة مبتهجًا. قال وظل من الماضي يدف عبر محياه العجوز: إنها تعود بي إلى الأيام الخوالي. للحظة خلت أنه بسبيله إلى استحضار الذكريات، ولكنه بدا أنه يكبح جماح نفسه. أدركت أن القهوة كانت أكثر سخونة من أن تشرب إلا في حسوات متباعدة، فسألته عما إذا كان يتذكر التعبيرات عن درجات الحلاوة التي يمكن للمرء أن يطلب أن تقدم القهوة بها. وقد منحه سرورًا عظيمًا على نحو جلي أن يعتصر ذاكرته بحثًا عن الكلمات المختلفة التي تستخدم في هذا الصدد.
    - وبالنسبة إلى القهوة الخالية تمامًا من السكر؟
    تردد ثم قال ظافرًا: سادة
    وانبعث واقفًا، معتذرًا عن أخذ الكثير من وقت، ووضع الظرف المعد إلى جوار فنجان القهوة.
    مع استمرار الدروس، كنت أحرص على تخصيص ربع الساعة الأخير لشربنا القهوة معًا. وفي بعض الأحيان، ربما بسبب نقطة لغوية تكون قد برزت في غمار الدرس، كنت أسأله عن جانب من جوانب الحياة في السودان، وعلى نحو يوشك أن يكون بمنزلة اعتذار كان يسرد طرفة خطرت على باله. ذات مرة عقب بقوله: كان المرء في تلك الأيام يشعر بأنه في قلب الحياة، وليس.. وليس.... وبسبب افتقاره إلى الكلمات المناسبة أو حتى لا يضايق نفسه (أو يضايقني) اكتفى بشبك يديه الكبيرتين أمامه في إشارة تعبّر عن نزعة نهائية جهمة.
    بمرور الوقت أحسست بنفسي في قرارة ذاتي، وقد اضطلعت بدور أكثر أهمية في حياته الجافة، دور شعرت بأنني غير راغب فيه، وغير مؤهل للقيام به. وفي الوقت نفسه أيضًا كنت على وعي بولع متزايد بالرجل العجوز الذي حدثت نفسي بأنه إلى جوار كونه أكبر مني بأجيال عدة، فإنه مختلف عني أشد الاختلاف.
    كنا قد قطعنا حوالي منتصف الشوط في قراءة المجلد الأول من سيرة الحياة الذاتية لطه حسين، عندما قال فجأة: أتذكر أن صديقًا سودانيًا من أصدقائي قال لي ذات مرة إنه لو لم يولد سودانيًا، فإنه كان يود أن يكون إنجليزيًا، وقد كان رجلاً استثنائيًا - رجلا مثل طه حسين علا شأنه صعودًا من بدايات متواضعة - ونظرت إلى ذلك باعتباره مجاملة عظيمة لنا، وأجبته على نحو مماثل بأنني لو لم أكن إنجليزيًا لوددت أن أكون سودانيًا. ولم تكن هذه مجاملة جوفاء من جانبي، وإنما كنت أعنيها. فقد أحببتهم وأعجبت بهم كثيرًا، وبدا لي على الدوام أمرًا مؤسفًا أنهم والإنجليز لم يكن بوسعهم التقارب على نحو أكبر من مغادرتنا البلاد.
    أزال بعض ثقل البن عن فمه بأحد أصابعه، وحك إصبعه بجانب طبق فنجان القهوة.
    - لو أني كنت أحظى بأي نوع من الشجاعة - أعني الشجاعة الحقيقية، وليس النوع الذي يمنحون الأوسمة من أجله - لواصلت البقاء في السودان. ففي نهاية المطاف، هناك استقر فؤادي... وبدلاً من التقاعد والتحول إلى رجعي عجوز ينهي أيامه في فندق مطل على شارع كرومويل، حيث كل ما هنالك جسر وقيل وقال. كان ينبغي أن أترك الخدمة وأن أبتاع لنفسي بضعة فدادين من الأرض، ودارًا قروية صغيرة في مكان ما، وكان بمقدوري عندئذ أن أجد لنفسي فاطمة أو زينب حسناء، وإذا كان معنى ذلك اعتناق الإسلام، فما هو الأمر المفزع للغاية في ذلك؟ بمقدوري التفكير فيما هو أسوأ كثيرًا من أن أصبح مسلمًا ورعًا ينهض مع الفجر ليؤدي الصلاة الأولى من صلوات اليوم.
    رمقني بنظرة مصارحة من تحت حاجبيه الكثيفين، وأضاف: لاشك في أن فاطمتي كانت ستدفعني إلى حتفي في وقت مبكر - فالسودانيات معروفات بعنفوانهن - ولكن من العبث قياس الحياة بالسنين... إن الحقيقة المحزنة هي أن المرء يمكن أن يحيا وقتًا أطول مما ينبغي، يمكن أن يعيش إلى ما يتجاوز عمره الذي ينبغي أن يحياه.
    كشفت نظرة مختلسة إلى ساعتي أننا قد تجاوزنا وقتنا بعشر دقائق، وساورني الشعور بأنه نادرًا ما تحدث بمثل هذه الصراحة إلى أي شخص، وأنه بعد أن تغلب على تردده الطبيعي في الحديث عن نفسه، فإنه يود الاستمرار، وكنت بدوري يجري إطلاعي على جانب آخر من العجوز، وأحسست بأن وقتي لا يجري تبديده من خلال الإصغاء إليه.
    أشرت بقولي: ليس هذا بالشيء الذي يقدم عليه عضو في الخدمة السياسية بالسودان؟
    أشار مشددًا على قوله: أوه، كان حريًا بالإنجليز أن يكرهوا الأمر! وكان يمكن أن يقولوا في نواديهم المختلفة: (جعل بريتشارد العجوز المسكين نفسه واحدًا من أهالي البلاد). ولكن ما الذي كان يمكنهم القيام به في هذا الشأن؟ لاشيء... وإذا كان هذا هو ما أردت فعله ببقية عمري، فقد كان ينبغي علي المضي قدمًا وتنفيذه، إن معظمنا أكثر تخوفًا مما قد يقوله الجيران من أن يقدموا على شيء ينظر إليه على أنه غير تقليدي. ومثل هذا الجبن - كل هذا الجبن - يدفع ثمنه غاليًا.
    حدق أمامه حالمًا لبعض اللحظات، وقد نسي وجودي فيما يبدو، ثم استجمع نفسه، وانبعث واقفًا، وخرج للبحث عن سيارة أجرة تقله.
    ذات يوم، وبينما كنت أقلب بعض أرفف كتبي، عثرت على نسختين من كتاب دراسي للغة العربية كنت قد ألفته وأصدرته في القاهرة قبل سنوات عدة.
    أبلغته في ختام زيارته التالية بقولي: حسبت أنك ستود أن تحصل على نسخة من هذا الكتاب وقدمتها إليه. أخذها بما يكاد يكون توقيرًا. وقال: هل أنت واثق من أنه يمكنك الاستغناء عنها؟ وتطلع إلى صفحة الغلاف الداخلي، وقال: هل لك في أن تكتب لي شيئًا فيها؟
    لم يكن قد خطر ببالي أنه قد يتقدم بمثل هذا الطلب، وللحظة غاب عني ما يمكن قوله، ثم استعرت منه قلمه، وكتبت: إلى السيد بريتشارد عربونًا للصداقة ووقعت النسخة وأضفت التاريخ.
    قرأ ما كتبته، وابتسم: هذا جميل منك للغاية، لسوف أعتبره بمنزلة كنز. انبعث واقفًا،
    وصافحني..
    قلت: إلى اللقاء يوم الإثنين
    رد قائلاً: إن شاء الله. وكان حريصًا في ذلك، شأن مسلم ورع، على عدم الحديث عن أي شيء في المستقبل إلا بعد إضافة هذه العبارة.
    كررت قوله: إن شاء الله
    ولكن مشيئة الله قضت ألا يكون لنا درس آخر، ففي يوم الإثنين، وقبيل الساعة السادسة، دوى رنين الهاتف، وأبلغني صوت هادئ بأن المتحدثة هي مديرة فندق كينجسلي، وأن سيرهيو بريتشارد قبل نقله إلى المستشفى بعد إصابته بنوبة قلبية كان قد طلب أن تقوم بالاتصال بي هاتفيًا لتقول إنه لن يكون بمقدوره مواصلة دروسه.
    - يؤسفني القول إن سيرهيو قضى نحبه في سيارة الإسعاف في طريقه إلى المستشفى. ولسوف يفتقد كل العاملين هنا هذا السيد النبيل العجوز.
    أفردت له صحيفة «التايمز» المرتبة الأكثر بروزًا في عمود الوفيات.
    وبعد إيراد تفاصيل حياته العملية المميزة خلصت إلى ذكر أن زوجته كانت قد توفيت قبل سنوات عدة «في ظروف مأساوية» وأن ابنه الوحيد كان قد قتل في حملة شمال إفريقيا. ورغم ذلك، فإنني أحسب أن قلة من الناس قد شهدوا جنازته. وربما باعتباري خير أصدقائه في وقت وفاته كان يتعين علي بذل جهد القيام بذلك.
    ---------------------
                  

09-08-2015, 07:15 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    السودان .. ذلك البلد الجميل
    يبدو أن العالم الذي نعيش فيه اليوم، يعلمنا أنه كلما زادت الأشياء التي نقتنيها، وزادت قدرتنا على تعقيد حياتنا، فإننا سنصبح أكثر سعادة، ولكنني أتذكر الوقت الذي كنت فيه صبيا صغيرا لا يتجاوز الخامسة أو السادسة من العمر، عندما كانت الحياة لا يمكن أن تكون أكثر بساطة أو تلقائية أو قدرة على إدخال السرور إلى النفس.

    حدث كل ذلك عندما ترك أبي عمله في التدريس في مدرسة العباسية بالقاهرة، وانتقلنا إلى قرية صغيرة في شمال السودان، وكان السودانيون الوحيدون الذين يقيمون هناك هم والديّ والحاكم الذي يبدو أنه كان أعزب، إضافة الى طبيب بيطري. وكنت بالتالي، الفتى الوحيد غير السوداني الذي يقيم في القرية. ولم تكن هناك بالطبع كهرباء، وبالتالي لا وجود للسينما أو التلفزيون.

    سرعان ما أدرك أبواي أنه يتعين أن تكون لي وسيلة انتقال، وكان الخيار الواضح في هذا الصدد هو حمار. وقامت أمي التي لم تكن ترغب بتحمل مسؤولية العناية بي على امتداد 24 ساعة في اليوم، بالاستعانة بشاب سوداني وجهت إليه التعليمات بالعناية بي، وقيل له إنه لا ينبغي أن أغيب عن ناظريه.

    وبادر إلى الإشارة إلي أن هذا أمر مستحيل عندما يكون الفتى الذي عهد إليه برعايته يمتلك حمارا ويقضي معظم وقته في الانطلاق به مسرعا إلى السوق، حيث له عدد من الأصدقاء هناك، ومن هنا اضطر أبواي لشراء حمار ثان للشخص المكلف برعايتي.

    أتذكر أنه مرة في الأسبوع - ترى هل كان ذلك في يوم جمعة- كان عدد من المساجين يتم إحضارهم إلى دارنا، وهي كوخ تقليدي يطل على النيل، وله حديقة صغيرة. وكان عدد من الحراس يصطحبون السجناء، وكانت مهمتهم الرئيسية إطلاق الماء وري الحديقة بإمدادها الأسبوعي من الماء. وكان هذا يتم القيام به من خلال للسماح للماء بالتدفق إلى الحديقة، ثم توجيهه في اتجاهات مختلفة، ببناء حواجز من الطمي، والتي كان يتعين أن تزال لدى الحاجة إلى تدفق الماء إلى مكان آخر.

    وباعتباري طفلا فقد وجدت هذا شيئاً فاتناً، وقد بدا كذلك أن العديد من السجناء أصبحوا أصدقائي، وكان هناك سجين واحد على ما أظن، حكم عليه بالمؤبد، هو الذي قيدت رجلاه بالأغلال. وأتذكر أن هذا السجين صنع لي هدية على شكل عصا صغيرة نحت مقبضها لكي يأخذ شكل حصان.

    كان لدي صديق خاص يدعى جعفر، كان أكبر مني بثلاثة أو أربعة أعوام، وكان أبوه يدعى الشيخ عثمان، وله متجر في السوق، وكنت أزوره بانتظام. وكان لجعفر أخ أكبر منه قليلا، وذات يوم أبلغني أبي أن شقيق جعفر قد لقي حتفه في حادثة من جراء مصباح كان يحمله، إذ أشعل لهيب هذا المصباح النار في ملابسه فاحترق حتى الموت.

    وقيل لي إنني يتعين علي المضي إلى دار الوالد، وإبلاغه تعازي والإعراب عن حزني لما وقع. وأتذكر شعوري بالحرج في غمار القيام بذلك من دون أن أعرف ما يتعين علي قوله، وفي نهاية المطاف استجمعت ما يكفي من الشجاعة، ووجدت الغرفة الرئيسية في الدار مليئة بالرجال الذين كانوا قد قدموا لتقديم واجب العزاء. وكنت أكثر خجلاً من أن ألج الغرفة، فخرج الشيخ عثمان ومضى بي إلى غرفة صغيرة مجاورة، حيث رأيته يبكي وهو يشكرني على زيارته.

    في وقت معين من العام، كانت مياه النيل ترتفع وتغزو حديقتنا وتصبح شرفتنا مكانا يضج بالحياة من خلال وجود عدد كبير من العقارب، وفي البداية كنت أشعر بالفضول حيالها، وحيال الطريقة التي تستجيب بها عندما يتلمس المرء زهورها ببعض الأعشاب، وتم إبلاغي على وجه السرعة بمدى خطورة هذه المخلوقات وتحذيري بأنه يتعين علي الابتعاد عنها كثيرا، وكنت أقوم على سبيل المثال بتقليب وهز حذائي كل صباح قبل انتعاله، وهو شيء لا زلت أقوم به أحياناً حتى اليوم.

    كان يـُطلب من أبي مرات عدة، في كل عام، المضي في رحلة سفاري إلى بعض القرى المجاورة، وكان هو وأمي يمتطيان ناقتين، بينما كنت أنطلق أنا على ظهر حماري، وكان خادمي لا يصحبني في هذه الرحلات. وأتذكر أن رجلاً يدعى بخيت كان من مجموعة القائمين على العناية بالنيل، يجيء إلي ويحملني معه على ناقته.

    كانت هذه القرى السودانية شديدة الفقر، وعلى الرغم من ذلك، فإن كلاً منها كانت تضم داراً لاستضافة الزوار الرسميين من أمثالنا، وكان أبي شديد الوعي بالفقر البالغ الذي تعاني منه المناطق الريفية في السودان، وغالبا ما كان يتحدث عن ضرورة غرس أشجار النخيل بمئات الألوف في هذه المناطق، ويقول إنه ليست هناك فاكهة تضاهي التمر.

    والذي يتضمن الكثير من السعرات الحرارية، ويقول أيضاً إنه ليست هناك وسيلة أخرى مثل هذه لإبعاد البلاد وأهلها عن مخاطر المجاعة. وكان شديد الحماس حيال كل ما يتعلق بالسودان وأهله، وكان يود لو أنه أمضى حياته العملية كلها هناك، ولكن السودان حصل على استقلاله عن بريطانيا في ذلك الحين، وأجبر والدي على تغيير مقر إقامته للمضي إلى كمبالا في أوغندا، حيث اشتغل بالمحاماة هناك.

    من بين كل البلاد العديدة التي عاش أبي وعمل فيها، لم يحب بلدا كما أحب السودان، وفي حقيقة الأمر أنه ألف كتاباً عن منطقة وادي حلفا التي امضى فيها مدة عمله بالسودان التي بلغت العامين. وكنت محظوظاً حيث أتيحت لي فرص عديدة لزيارة السودان، في وقت لاحق من حياتي العملية، خاصة عندما أصبحت مهتماً بكتابات الروائي السوداني الكبير الطيب صالح، وترجمت كتبه من العربية إلى الإنجليزية.
    غير أن أبي حاول في أواخر حياته العودة إلى البلاد التي أحبها في صدر عمره، عندما اضطر للتقاعد من عمله في إنجلترا، بسبب ايغاله في العمر، ولكن محاولته لقضاء أيامه الأخيرة محاضراً في جامعة الخرطوم، باءت بالفشل، وكان ذلك أيضاً بسبب إيغاله في العمر.
                  

09-08-2015, 10:44 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    هذه بداية ثمينة ومدخل رصين لعضويتك ..
    أتمناك موفقا محفوفا بالعطاء السديد .
                  

09-09-2015, 05:42 AM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: محمد على طه الملك)

    مشكور أستاذ محمد الملك على المرور والتمنيات الرائعة.
    تحياتي
                  

09-09-2015, 11:26 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    تحياتي عليش
    ومرحبا بك في هذا العالم السوداني الإفتراضي

    أولاً أغبطك على هذه المَلَكة البديعة في السرد وربط الأحداث ببعضها و التنقل بسلاسة بين عهد وعهد .
    ثم وقفت هنا طويلا :

    ***

    لو أني كنت أحظى بأي نوع من الشجاعة - أعني الشجاعة الحقيقية، وليس النوع الذي يمنحون الأوسمة من أجله - لواصلت البقاء في السودان. ففي نهاية المطاف، هناك استقر فؤادي... وبدلاً من التقاعد والتحول إلى رجعي عجوز ينهي أيامه في فندق مطل على شارع كرومويل، حيث كل ما هنالك جسر وقيل وقال. كان ينبغي أن أترك الخدمة وأن أبتاع لنفسي بضعة فدادين من الأرض، ودارًا قروية صغيرة في مكان ما، وكان بمقدوري عندئذ أن أجد لنفسي فاطمة أو زينب حسناء، وإذا كان معنى ذلك اعتناق الإسلام، فما هو الأمر المفزع للغاية في ذلك؟ بمقدوري التفكير فيما هو أسوأ كثيرًا من أن أصبح مسلمًا ورعًا ينهض مع الفجر ليؤدي الصلاة الأولى من صلوات اليوم.
    رمقني بنظرة مصارحة من تحت حاجبيه الكثيفين، وأضاف: لاشك في أن فاطمتي كانت ستدفعني إلى حتفي في وقت مبكر - فالسودانيات معروفات بعنفوانهن - ولكن من العبث قياس الحياة بالسنين... إن الحقيقة المحزنة هي أن المرء يمكن أن يحيا وقتًا أطول مما ينبغي، يمكن أن يعيش إلى ما يتجاوز عمره الذي ينبغي أن يحياه.

    ***

    فالرجل ذكّرني بشخصية مماثلة مرّت بي في تيار الحياة قبل عقدين من الزمان في أسبانيا
    واصل هذا الألق

    دمتم
                  

09-09-2015, 12:48 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: ابو جهينة)

    أستاذنا (أبوجهينة)
    أولا شكرا على المرور والكلام الطيب..
    متابع عزفك في البورد،ومتابع ناس كتار غيرك..لكن بصراحة ـــ بمسك عن المداخلات ـــ لأني أعتقد مرحليا أن دور الفرجة هو الدور المناسب لي تماما..
    عملت سابقا في عطبرة وأحبها جدا،وأعتقد أن معظم مدن السودان تتشابه..لكن هناك مدينتين أو ثلاث لها نهكتها المميزة،وعطبرة طبعا (نمرة واحد)..
    أتمنى أن تحدثنا عن الشخصية التي أشرت إليها..
    خالص ودي
                  

09-13-2015, 00:22 AM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    لمزيد من الاطلاع ولفت الانتباه.
                  

09-13-2015, 05:02 AM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: محمد على طه الملك)

    سلام يامولانا..
    شكرا على المرور مرة ثانية..
    المشكلة الآن أنا خايف عليك من إنو يتلبسني شعور إني بقيت تحت رعايتك ، ودا شعور غالبا (من تجاربي مع نفسي)ح يسبب ليك حرج لأني زول عكليتة (زي شخصية العوض في نكتة أهل العوض)..
    الشق الثاني من عبارتك (ولفت الانتباه)..يحوي دراما عجيبة،ويصلح لفتح بوست منفصل،وأنا مادار أتفلسف من الصباح (لأنو الفلسفة دي عندها زمنا الذي يمكن أن تُحتمل فيه)..لكن أعتقد أن الغريزة الأعم في الكون دا هي غريزة لفت الانتباه..وأي غريزة تاني ممكن تدخل في جلابيتا..
    أنا أحب إسلوب الخواجات،وهو إسلوب النفس الطويل،إسلوب اللاعب المندفع من الخلف،ولو ماتفهم في الكورة، هو نفس إسلوب المطر النقناقة،البتحقق الارتواء أكتر من المطر العنيفة التي تأتي سريعا وتذهب سريعا..
    لو تداخلت معاي مستقبلا أو ماتداخلت ،أنا متأكد إني أصبحت مقروءا لك..
    ودا زي ما إنت عارف شرف كبير لي..
    تحياتي..
                  

09-13-2015, 12:15 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    طبعا يا عليش من الصب قراءة كل المادة المعروضة في بورد تفاعلي غزير العضوية ..
    لكن حتى لا تأسرني اسماء الكتاب الذين أقرأ لهم ..
    أبدأ عادة بعنوان البوست قبل الانتقال لاسم الكاتب ..
    أنت نفسك كتبت وربما علقت لأكثر من 40 كما يشير محاسب البورد ..
    بعد قراءة موضوعك هذا وددت لو أني طالعت الـ 40 ..
    عفوا أنا لا أرعى أحد ولكني أشجع اللعبة الحلوة أنا وجدتها ..
    بمعنى آخر لو كتبت موضوع ورأيته حسب تقديري أنا لا يستحق فلن أدعو غيري للاطلاع عليه ..
    ربما هذه عادة مكتسبة كانت سائدة بين أجيالنا كنا نتبادل بها قراءة الكتب ..
    صحيح أنت جديد في عضويتك لكن ربما خبرتك وباعك في القراءة والكتابة أقدم وأفضل منى ..
    بعبارة أخرى تاريخ العضوية ليس هو المقياس ..
    كثيرا ما أراهم هنا يكتبون ناصحين (كن كما أنت ) فلا حرج ..
    أنا شخصيا أمارس حريتي في التداخل ولا أعمل بأسلوب (البجيك تجيهو ) ..
    في تقديري هذا سلوك له أهميته في تطويع وبناء العلاقات الاجتماعية أما البناء المعرفي فغير..
    جميل أن تكون فلسفتك هي التروي ..
    غير أنني لا أعتبر غريزة (لفت الانتباه ) بالعمومية التي افترضتها ببساطة لكونها ذاتية الطابع ..
    قد تكون هي كما تقول في بواكير العمر أي مراحل بناء الشخصية ..
    أما إن تجاوزت مرحلتها العمرية ربما أضحت حالة تستحق المراجعة ..
    هذا فيما يتعلق بلفت الانتباه كغريزة ..
    غير أن لفت الانتباه الذي عنيته في هذا البوست لا يتعلق بشخص الكاتب بل المكتوب..
    ولا يفهم بمعزل عن عبارة ( لمزيد من الاطلاع ) ..
    أتمناك دوما مجيدا وجاذبا للقراء.
                  

09-13-2015, 01:03 PM

الطيب عثمان يوسف
<aالطيب عثمان يوسف
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 2653

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    *** أصبح من النادر جدا أن نجد في هذا المنتدى اضافة جديدة ... لكنك خرجت بنا عن المألوف فشكرا لك .
    وشكرا للسيد محمد علي الملك ، على هذه الثنائية التي جعلت منكما محورا لجذبي لاخط لكما هذا التقدير .
                  

09-13-2015, 01:29 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: الطيب عثمان يوسف)

    مشكور أستاذ الطيب على المرور وعلى هذا الكلام الجميل
    ولك تحياتي
                  

09-13-2015, 02:02 PM

عبدالأله زمراوي
<aعبدالأله زمراوي
تاريخ التسجيل: 05-22-2003
مجموع المشاركات: 744

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    Quote: سأحاول بكل أريحية متيسرة،أن أهديكم كاسا من البوظة اللطيفة بنهكة فانيليا العشم،عن ذلك المارد الذي قُدر له أن يُحبس طويلا في ذلك القمقم الذي من طين العبث و الأوهام بأيدينا صنعناه ..لعل هذا الكأس يطفئ شيئا من غليل ذلك الظمأ الهادر، الذي سمعته بوضوح من تحت صرير أقلامكم في هذا المنبر،بمختلف مشاربكم ، ولا أُقصي من الإهداء إلاّ من يأبى..
    من تلطخت يده فقد أبى،ومن تلطخ جيبه فقد أبى،ومن تلطخ ضميره فقد أبى..ومن أقصى لايقصي إلاّ للهوى فقد أبى..و...من كفر بالأمل فقد أبى.
    (ومن تلطخ لسانه فليستاك).


    لغة لم نعهدها في هذا المنبر الكبير حديثاً؛ فلربما تكون أنتَ من سيعيد له حيويته التي غاصت تحت سنابك الضجيج والتنابز وامور اخرى كثيرة.

    فتح الله عليك.
                  

09-13-2015, 02:53 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عبدالأله زمراوي)

    مرحبتين أستاذنا ومولانا / زمراوي
    سعدت بمرورك..
    ولك خالص شكري
                  

09-13-2015, 03:36 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    لاتحدثنا عنه مرة واحدة بل حدثنا عنه كل حين هذا (السمر الجميل ) يستحق ان تراق له محابر الارض ولأجله يُفرد غرطاس



    حللت اهلا استاذ عليش

    مودتي
    تلبو
                  

09-13-2015, 08:05 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: Dahab Telbo)

    سلام أستاذ دهب..
    أعتذر أولا على التأخير..
    وشكرا كتير لمرورك ولكلامك الرشيق..
    ودمت بخير
                  

09-14-2015, 12:32 PM

ايمن الصادق
<aايمن الصادق
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1130

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: عليش الريدة)

    نعم ... هكذا يجب أن يكون !

    تهانينا يا العليش ، ودمت .
                  

09-14-2015, 12:53 PM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عنه أُحدّث (Re: ايمن الصادق)

    سلام أستاذ أيمن..
    وشكرا على التشريف ،وعلى المجاملة الرقيقة..
    كونك تعرف الاسم (العليش)،دي حاجة ماساهلة عندي، وذكرتني ناس عزاز..
    أكرر شكري ولك خالص ودي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de