|
|
 يوميات كلب فى الخرطوم
|
06:26 AM Jul, 19 2015
سودانيز اون لاين
Yasir Salah-الدوحة _قطر
مكتبتى فى سودانيزاونلاين
يهز زيله باستياء
نظراته واجمة تتعلق بالطريق دبت فيها علامات اليأس من حصوله على رزق يسد رمقه
كل المارة كان يعلق نظراته على سيقانهم عسى ولعل ان يسقط شئ سهوا
كان كلبا يقرض الشعر من ضنك فسؤ العيش الهمه قضم القوافى .. لا يعلق آمالا كبيرة على نساء السوق صاحبات السيقان الهزيلة .. بل يمعن النظر فى المكتنزات فأكياسهن تنؤ بالاحمال مما يستدعى سقوط الرزق الوفير ... تجده يهمهم باصوات ضجرة وهو عند ظل تلك الوارفة عند مرور انثى نحيفة فيرمق كاحلها بغبن وتستظله قريحة الشعر فيطلق سهام كلماته غير عابى وهو يعلم ان كيسها لا يحوى الا حطبات من الطلح وقليل من الماكنتوش..
الساق منها مثل ساق نعامة ... والشعر منها مثل حب الفلفل
هسة مع الحالة دى الماكنتوش لزومو شنو
شاعريته جعلت احساسه أكبر من المارة..
دوما يردد بانه غير سعيد فى الخرطوم واهلها يبدلون الحقائق ... تبسم كثيرا عند مرور ركشة مغطاة بالسواد وعلى ظهرها كتابات تؤكد مصداقية يأسه من اهل هذه البلدة الظالم اهلها
تموت الاسود جوعا ... ولحم الضان تأكله الكلاب
التفت حواليه لعله يجد كلبا حوله يقضم اللحم .... فوجدها جميعإ تلعق السنتها عند مرور مكتنزة ... وكيف لها بالضان وسعر الكيلو بلغ الثمانون الفا من الجنيهات
تجهم وجهه وعبث فكل صفاته قد سحبت منه حتى النباح اصبح لا يقوى عليه رعم عن ذلك الشطر من بيت الشعر الذي يؤكد ذاتية الكلاب
بان الكلب كلب ولو ترك النباح
نعم فسادة هذه البلدة لم يدعون له مجالا للنبيح
عصر جبينه وتمتم فى حنق
انا الجابنى هنا شنو زاتو ... يارب .. يارب .. ترجعنى الغابة
كانت نظراته تائهة وحالته النفسية منكسرة يشكو الهزال والفاقة .. تضاءل حجمه وخف سمعه وترك النباح
نظر الى بشزر فعلمت ان دواخله ادركت شخصى فلطالما تقاسمنا عامود النور. ...ذات عطالة .. استقله صباحا لياتى ويفعل فيه الافاعيل مساءا .... ولم اكن اعلم ان ذاكرته ستسعفه بذكراى ... فخاطبته ممازحا
ازيك ياهو
فرد وهو مشيحا بوجهه الناحية الاخرى وكانه يريد للحديث ان ينتهى قبل ان يبدا
مرحب ... مرحب
أجابة مقتضبة الجمتنى
ماعرفتنى ياهو
اعرف النبى .... انت مش ياسر بتاع قطر
لا ادرى ما السبب ولكن الجفاء كان طابعه
وقبل ان اكمل استطرد
لوسمحت ماتكتر كيف احوالكم والدنيا معاكم مابتقسم معانا عندك حاجة تسعفنا بيها مرحب ماعندك .....( نوقط نوقط ) مغتربين مابتنفع معانا
ادخلت يدى فى الكيس ومددتها بقطعة كبيرة من اللحم كى الطف الاجواء ولعمرى هالنى مارأيت فقد رد يدى الى مع قطعة اللحم فظننت ان العزة قد اخذته بتغير الحال ...فسقطت دمعتان من عينيه ..وزفر اهات ساخنة ...
انا ماباكل اللحم انا بقيت نباتى زيى وزى اى سيوسيو حايم انا ..... (داير حقى ناشف)
هو يعلم تماما وبحكم مزاملتى الطويلة له كشركاء طريق ... اننى دوما اترك مسافة ليست بالقصيرة بينى وبينه وهى حدود الامان مالايقل عن 15متر تحاشيا للاصطدام وماشابه فاانا لا احب التمسح بالكلاب ... ولكن عندما قالها (عايز حقى ناشف) دنوت منه لجهلى بمراده ..فصرخ فى وجهى
(امسح لى شنبى)
كلمة لم اضع لها حسابات تخرج من حيوان عرف على مر الدهور والازمان وقواميس اللغة وعرف الطبيعة على كوكب الارض بانه حيوان اليف يتحول على حين غرة الى هذا المستوى من الشراسة والانحطاط فى التعامل ... فذهب عقلى الى احتمال انه يريدنى ان انشر اللحم فى رؤوس المنازل حتى يتحول الى مايسمى فى عرف ربات البيوت الى شرموط ...وهى اللحمة الناشفة فردها لى بعنف
يازول شرموط شنو انت مابتفهم انا ماعندى سنون للحمة نية تجيبها لى ناشفة ... انت عربى مقفل ولا شنو
تركت الكيس جانبا ومددت يدى بلطف امسح على عنقه ودمعاته تتساقط فضممته الى وبحنو همست له فى اذنه
مالك فى شنو
فأطلق اهة كبيرة ازالت الكثير من الجفاء الماثل بيننا
اححححححححح
انا تعبان
لم اكن اعبا بالمارة وهم يلسعوننى بنظراتهم غير العابئة بمواساتى لهذا الكلب فى قارعة الطريق فكلهم كانو فى اشد الحوجة لمن يضممهم وهم فى سعيهم الدؤوب لتوفير لقمة العيش التى اصبحت عقدة كأداة امام تطلعاتهم
اجلسته جانبى فامال جسده النحيل يمنة واتكأ على ظل تلك الوارفة وواددته بلطف
ماتشوف شر انشاء الله الحاصل ليك شنو ... نظر الى باستغراب وعاجلنى ..
يعنى انت عامل فيها ماعارف ولا عشان انتو مافارقة معاكم
ياخ انا ماعارف سمح النضم فى خشيم سيدو كدى قول لى انت
فرد باسف
الدولار عامل 2000 جنيه
اطلقت ضحكة مجلجلة فى قارعة الطريق
وانت مالك ومال الدولار يامتفلسف
كيف مالى ومال الدولار ياياسر انت جاهل ولا شنو
حقا المتنى كلماته ولكن غريزة الفضول الجمتنى والزمتنى ان آخذ ناصية الهدوء حتى استنبط مابداخله رغما ان هذه الكلمة لو نعتنى بها غيره لسلكت خنجرى فى خاصرته
والله انا معلوماتى ضعيفة عن ارتباط الدولار بالكلاب .. ومعليش للكلمة دى ... بدا عليه انه تقبل اعتزارى .. فارجع قدميه الخلفية ومد الامامية فاصبح فى وضع الانبطاح وسرح بعيدا فاصبحت الكلمات تخرج من فمه ساخنة
انت عارف ياياسر ناس الحكومة ديل عملو لينا خلط فى الجينات الوراثية ومزجوا كروموسومات البنى آدمين بجينات الحيوانات ... هسة احنا ماعارفين روحنا لا فى سماء لا فى واطة
حينها ادركت اننى امام عقلية متفردة فيتوجب على الاعتدال فى الجلوس احتراما لهذه القامة ويبدو اننى على موعد مع مفكر .
اها ياخوى احكى
مرت من امامنا مجموعة من الكلاب الضالة وكانت تمشى بهدوء وروية وكأنها تتوكأ على عصا تشكو الهزال وعلى غير العإدة كان الهدوء طابعها الملازم حتى اختفت من نواظرنا فرأيت الحسرة بادية على ملامحه وتابع حديثه
شفت الكلاب دى ياياسر دى دفعتى فى بحرى سوق الخضار ايام الشباب
فاجبته نعم شفتهإ
مصمص شفتيه الكلاب دى هسة مابتنبح
من جات الانقاذ دى احنا النبيح خليناهو لى ناس الحكومة هم ينبحو والمواطنين ينبحو لما اتلخبت علينا الاختساس والله هسة الكلب ماتعرفو الا بالضنب
نظرت اليه بغبن فكلماته كانت جارحة لبنى جلدتى فكيف له ان لا يتباهى بخلط جيناته الوراثية مع البنى آدمين لعمرى انه لحديث يندى له الجبين فعإجلته بكلمات
انت لاقى انو تبقى بنى ادم ماطول عمرك كلب وابن كلب
رد على بهدوء يثير الاعصاب
لو سمحت انا ماعايز
ماعايز ... انا بس عايز اكون كلب
يتبع
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: يوميات كلب فى الخرطوم (Re: Yasir Salah)
|
الآخ الفاضل ... ياسر .. كل عام انت والاسرة الكريمة بالف خير ..
| Quote: شفت الكلاب دى ياياسر دى دفعتى فى بحرى سوق الخضار ايام الشباب |
ومن الكلاب ما ينفع اصحابه ليتهم كانوا كما ينفع صحبه ...
متابعة ..
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Yasir Salah
ناذر محمد الخليفة
مامون أحمد إبراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست