|
|
|
Re: أبحث عمّن يحتفظ بنسخة من المداخلات الأخير (Re: Sinnary)
|
تحياتي سناري كل سنة و انت طيب نشكرك كثيرا على بوست الوجودية يمكنك ايجاد البوست عن طريق كتابة اسم البوست في قوقل و عندما تظهر النتائج هنالك سهم صغير في نهاية نتيجة البحث يمكنك ضغطها لتظهر لك نسخة مخبأة سوف تجد بوستيك فيها و على يبدو ان اخر مداخلة كانت لطلعت الطيب في هذه النسخة المخبأة مطلعها " جاء فى مقالى الذى كنت قد نشرته قبل أسبوع بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة للمرحوم الخاتم عدلان حول مفهوم الترحيب بالقضاء والقدر fatalism -وهو مفهوم نيتشوى ورد فى مداخلتى السابقة - ما يلى:" و ربما كنت تقصد مداخلات اخيرة غير هذه...
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: أبحث عمّن يحتفظ بنسخة من المداخلات الأخير (Re: عبد المنعم سيد احمد)
|
Editرد على الموضوع Subscribe on YouTube |Articles |News |مقالات |بيانات
03-17-2015, 04:01 PM
طلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005 مجموع المشاركات: 4831 للتواصل معنا FaceBook تويتر Twitter YouTube Google Plus + SudaneseOnline at Google
Re: سياحة ميسرة في بطون الفكر الوجودي (Re: طلعت الطيب)
يمكن ايراد ملاحظة مهمة حول موقف هيجيل من الدين فى ان الرجل كان مسيحى لوثرى ملتزم ولم يكن يستطيع الافصاح عن آرائه الشخصية حول الدين والتدين وذلك بحكم موقعه الاكاديمى الحساس فى جامعة برلين، غير انه فعل شيئا مهما للغاية وهو تضمينه فى معظم كتاباته حقيقة ان الدين بالنسبة اليه اداء او تصور استعارى ومجازى للحقائق فى هذا العالم وهى الحقائق التى تستطيع الفلسفة ان تعبّر عنها بشكل عقلانى.
هذا الموقف الهيجيلى هو ما قام بإغراء الراديكاليون بالقول انه ما دام الدين تعبير مجازى لحقائق تستطيع ان تفسرها الفلسفة بينما تتحاشى اسنادها الى اله متعالى ، فلماذا اذن لا تكون فلسفة هيجيل نفسها مبهمة وغامضة ومضللة لحقائق ربما كان فهمها فلسفيا بشكل صحيح يقود الى حقيقة ان الدين مجرد اوهام وخرافة يجب ان نخلص انفسنا منها.
هذا ما اوعز لفورباخ بالقول ان البشرية تعبد افضل ما فى نفسها وما تتوق اليه من قدرات على اعتبار انه الله ، ولكن ماركس فى رده على فيورباخ اضاف ان مهمة الفلسفة لا تتوقف عند تفسير العالم بل ان المهم هو تغييره وان البشرية اذا كانت تحتاج الى عزاء سوف تجد الاوهام التى تستطيع ان تقدم لها العزاء من خلال اعادة انتاج الاوهام ولا يهم ساعتها ان تأخذ تلك الاوهام شكل دينى او فلسفى او شرعية سياسية او حتى "اقتصاد برجوازى" ثم اضاف ماركس مخاطبا فيورباخ : المهم فى النهاية هو تغيير المجتمع الذى ينتج تلك الاوهام ويعيد انتاجها. ProfileEditرد على الموضوع Subscribe on YouTube |Articles |News |مقالات |بيانات
03-17-2015, 06:46 PM
طلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005 مجموع المشاركات: 4831 للتواصل معنا FaceBook تويتر Twitter YouTube Google Plus + SudaneseOnline at Google
Re: سياحة ميسرة في بطون الفكر الوجودي (Re: طلعت الطيب)
بدأ كارل ماركس حياته كفيلسوف ومتمرد ثم ما لبس ان اعلن انه قد قام بتصفية حسابه مع الفلسفة فى منتصف اربعينات القرن قبل الماضى، اى القرن التاسع عشر وهو فى العقد الثالث وذلك حتى يلتفت الى دراسة الناس الحقيقيين وظروفهم المادية. قرأ هيجيل اول ومرة ولم تعجبه افكار الرجل حيث وجدها متنافرة ثم قرأ للهيجيليين الشباب ولكنه وجد صوته فى النهاية فى (المخطوطات الاقتصادية والفلسفية 1844م تقريبا).ثم بدأ يخط رؤيته حول مفهوم الاغتراب alienation التى رأى بعض النقاد انها كانت بمثابة المفتاح لاعماله الناضحة فيما بعد، بينما رأى البعض الاخر انه تخلى عن نظرية الاغتراب وذلك قبل صياغة البيان الشيوعى. تفسير الاختلاف بين النقاد يمكن ارجاعه الى حقيقة ان نظرية الاغتراب اصلها (هيجيلى) وما فعله ماركس هو رفع الحجاب الهيجيلى عنها un-Hegelian ما حدث بعد ذلك ان الافكار الاساسية لنظرية ماركس فى (الاغتراب) قد بقيت فى اعماله اللاحقة وهى التى جعلتها ماركسية تختلف عن تلك التى قام بصياغتها فردريك انجلز من اجل الاممية الثانية. يقوم مفهوم الاغتراب عند هيجيل على حقيقة مفادها ان العالم الذى نعيش فيه غريب عنا وهذا الاحساس بالغربة تجاهه هو ما يجعله عدائى تجاهنا، ومن الواجب علينا التغلب على ذلك الاحساس. كان هيجيل قد قدم تفسيره لتلك الغربة وامكانية التغلب عليها فى كتابه الشهير (فينومنولوجيا الروح) حيث يقول فيه اننا نحس بان العالم غريب عنا لاننا لم نستطع ان نفهمه كتجليات للروح، وحينما نستطيع ان نفهم العالم كتعبير عن العقل الكبير فإننا سوف نتمكن من رؤية الواقع كجزء منا وشىء يرتبط بنا. حقيقة ان هيجيل قد صور (الفهم) كنوع من الملكية الفكرية كان تصورا مهما جدا لماركس understanding as intellectual ownership. مفهوم الاغتراب هنا اكثر من مفهوم معرفى حيث يمكن ان تكون الترتيبات السياسية والاجتماعية المفروضة علينا من الخارج بواسطة قوى غريبة قابلة للفهم بشكل سليم. ويكون الفهم سليما فقط عندما يكون الترتيب ناتجا عن استخدام المنطق والسبب product of reason بمعنى اخر يمكن فهم القوى الخارجية بشكل سليم ويصبح قانون صادرا عن الدولة التى نعيش فى كنفها لان سلطته فى النهاية نابعة من الروح اى من دواخلنا وتمثل ارادتنا. وهكذا نلاحظ ان الفهم او الوضوح intelligiblity يرتبط بإستقلالية الانسان autonomy . يمكننا القول ان مفهوم الحرية عند ماركس لا يختلف عن هيجيل من حيث انه عند كليهما يعنى (وعى الضرورة ). مع ملاحظة انها انقلابية عند الاول وتصالحية عند الثانى كما سوف اوضح لاحقا ProfileEditرد على الموضوع Subscribe on YouTube |Articles |News |مقالات |بيانات
03-18-2015, 02:08 PM
طلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005 مجموع المشاركات: 4831 للتواصل معنا FaceBook تويتر Twitter YouTube Google Plus + SudaneseOnline at Google
Re: سياحة ميسرة في بطون الفكر الوجودي (Re: طلعت الطيب)
مفهوم الحرية عند كل من هيجيل وماركس مفهوم كلى شامل وتعنى الوعى بالضرورة كما رأينا بعكس مفهومها عند الوجوديين حيث ترتبط بحرية اختيار الافراد. لكن الفرق بين الاثنين يكمن اولا فى حقيقة ان الفكرة اصيلة عند هيحيل وثانيا انها تعنى التصالح مع الواقع الاجتماعى والطبيعى بعد فهمه بينما يعتقد ماركس ان الواقع يقوم على القمع والتزييف ويجب تغييره. ماركس لا ينكر اهمية التفكير والفهم للواقع الماثل ولكنه ينكر على هيحيل الاستكانة للواقع والتعايش معه ويعتقد ان فهم الواقع يجب ان يكون من اجل تغييره ثوريا. هيجيل بالمناسبة لا ينكر قصور النظام السياسى عن تحقيق معاييره الضمنية فى الاصلاح ولكنه كان قلق من حقيقة قيام افراد بإستخدام احكامهم وتقديراتهم الفردية فى امر السعى لتكملة نواقص الدولة على اعتبار انها مهمة مؤسسات تشريعية منتخبة. الواقع ان التاريخ يثبت كل يوم مدى حكمة هيجيل فى هذا الشأن. قام ماركس بنقد هيجيل مدعيا ان نقده يتأسس على العلم والحقيقة ان ادعاءات ماركس بإستخدامه التحليل العلمى للاقتصاد السياسى مع جهله بالاقتصاد فى تلك الفترة الباكرة من عمره لامر يدعو للدهشة! الواقع ان تصفية ماركس لحساباته مع الفلسفة خاصة الهيجيلية مجرد ادّعاء ينقصه الدليل ويكذبه الواقع وان افكار هيجيل وتحويرها هى الاساس فى الماركسية، ف(رأس المال) يعبر عن مواقف فلسفية مسبقة لا علاقة لها بالعلم والحياد المرتبط به فى قضية المعرفة. وقد يتفق الناس و يختلفون حول مفهوم القيمة الزائدة ولكنهم لا يمكن ان يختلفوا على الاطلاق حول حقيقة ان رأس المال يعبّر عن مدى ايمان ماركس فى قدرة العلم والسبب. ان رأس المال ليس اكثر من نقش واثر monument يدل على على مدى ايمان ماركس بقدرة العلم المادى التجريبى على معالجة كل قضايا الواقع الاجتماعى بغض النظر عن صحة ذلك المنهج من عدمه. لذلك اعترف ماركس فى مرحلة لاحقة من حياته بأن هيجيل مفكر عظيم وان نفاذ بصيرته يجب ان يستفاد منه فى تحقيق الغايات التغيير الراديكالى. اعود لمناقشة المفهوم الكلى للحرية عند الرجلين لعلاقته الوثيقة بالبوست وموضوعه ProfileEditرد على الموضوع Subscribe on YouTube |Articles |News |مقالات |بيانات
03-18-2015, 04:41 PM
طلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005 مجموع المشاركات: 4831 للتواصل معنا FaceBook تويتر Twitter YouTube Google Plus + SudaneseOnline at Google
Re: سياحة ميسرة في بطون الفكر الوجودي (Re: طلعت الطيب)
فكرة الاغتراب عند ماركس تتلخص فى اعتقاده بأن الاشباع الروحى او النفسى للافراد لا يمكن ان يتحقق فى ظل وجود نظام للانتاج يقوم على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج والسوق لان الانتاج من اجل الربح فى حد ذاته امر يؤدى الى اغتراب الفرد وعزلته. ولكن هناك فكرة ثانية صاحبت المشروع الماركسى إضافة الى فكرة الاغتراب وهى فكرة الانحياز الى (العقلانية) ونظام التبادل القائم عليها لأن العمل يكون مشبعا للفرد ومحققا لذاته حينما يكون تابعا ومنحازا ومفيدا للنوع البشرى species being وهى فكرة هيجيلية ايضا وبإمتياز لانه يعتقد ان المجتمع المعافى هو الذى يتم اشباع افراده طالما انه قد تمت مقابلة حاجات المجتمع الذى يعمل ويعيش فيه اولئك الافراد.
فكرة ارتباط أشباع حاجات الافراد بالحرية الجمعية فكرة تستدعى طرح تساؤلات مهمة مثل ما اذا كانت مساهمة الافراد من اجل ترقية المجتمع نوع من التضحية ام لا؟ يبدو ان هذه الفكرة تنطلق من افتراض وجود رغبة داخلنا تدعونا الى اداء الواجب الذى يحتمه العقل وان هذا ما يقلل الشد والتوتر بين رغباتنا الدفينة من جهة وحاجات المجتمع من جهة ثانية. من الصعب التصديق بأن العمل يكون تعبيرا حرا عن طبيعتنا فى الانتاج والابتكار وانه دائما ما يتطابق مع مساهمتنا فى بناء مجتمع عقلانى. هذا الاعتقاد يكون منسجما ومفهوما مع التدين حيث العطاء للمجتمع والتضحية من اجل ذلك يعتبر عمل اخلاقى يقابله الثواب من الله سبحانه وتعالى. ولكن ماركس ظل يعتقد ان وجود الملكية الخاصة والسوق تزيد من اغترابنا عن النوع البشرى او (انسانيتنا), لان اغترابنا يتعمق بفعل المنافسة بدلا عن التعاون. فى اقتصاديات السوف نعامل بعضنا البعض كوسائل وليس كغايات وان مجرد اعتبار ان امكانياتنا يجب هى ايضا ان تعامل كوسائل لا يرتقى الى محاولات بلوغ غايات الوجود البشرى بل تصبح مجرد شرط فقط لذلك الوجود من اجل البقاء والعيش bare survival. المشكلة هنا تكمن فى حقيقة ان ما نسبه ماركس الى الملكية الخاصة والسوق من شرور امر يستدعى الشجب والادانة لانه عمل يتنافى مع الاخلاق بإعتبار ان منبعه الانانية والطمع ولكن الغريب ان ماركس يحمل استعداء عميق لفكرة ان إقامة النظام الاشتراكى بديلا عن الرأسمالية وشرورها واجب تحتمه الاخلاق. فالاشتركية خيار لابد من تطبيقه!! ان ماركس يتحاشى المسألة الاخلاقية بحجة حتمية حدوث التوقعات (العلمية) بينما هو يفترض ان عطاء الفرد للمجتمع امر يشبع حاجات الافراد ولا يكون خصما عليهم؟ وذلك بحجة ان وعى الضرورة هو الحرية وان تضحية الفرد من اجل المجموع يسعده ويشبع حاجاته حتى ولو كان امر مفروض عليه او عليها (كدة كسر رقبة!!) (عدل بواسطة طلعت الطيب on 03-18-2015, 04:46 PM)
ProfileEditرد على الموضوع Subscribe on YouTube |Articles |News |مقالات |بيانات
03-23-2015, 12:07 PM
طلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005 مجموع المشاركات: 4831 للتواصل معنا FaceBook تويتر Twitter YouTube Google Plus + SudaneseOnline at Google
Re: سياحة ميسرة في بطون الفكر الوجودي (Re: طلعت الطيب)
اكتفى بهذا القدر فيما يخص هيجيلية ماركس ومفهومه للحرية رغم اننى كنت انوى التطرق الى المزيد ولكن شعرت ان ذلك ربما ينحرف بالبوست ويضيّع على القراء قضايا اكثر اهمية فى مسألة الفكر الوجودى.. اثرت فى المقابل تناول تطور الفلسفة الالمانية فى اتجاهات اكثر رحابة وانسانية رغم ادعاءات ماركس وتصفية حسابه معها. ثم تأثيرات البنائية وما بعدها الى موضوع الفكر الوجودى فى الالفية الجديدة. _________________________________________________________ كان موضوع التقليد والاصالة قد شغل عدد من الجمهوريين قبل اعدام الشهيد الاستاذ محمود محمد طه فى الثمانينات من القرن الماضى وكان السؤال المحورى الذى شغلهم هو: هل يمكن ان يوجد اكثر من اصيل ؟ وللتساؤل تاريخ وحيز معتبر فى التراث الفكرى للتصوف كما انه يعتبر من صلب قضايا الفكر الوجودى Ecce Homo كان اخر مرلفات الفيلسوف الالمانى نيتشة وهو عبارة عن سيرة ذاتية للكاتب نفسه الذى فقد عقله بعدها بستة اشهر حيث كان قد كتبه فى خريف العام 1889م. ومن الواضح ان العنوان مقتبس من انجيل القديس جون الذى روى فيه قصة صلب المسيح حينما احضر الحاكم الرومانى بايلت المسيح وهو مقيد وعلى رأسه تاج من (الاشواك) مخاطبع قومه من اليهود المتجمهرين فى الساحة قائلا لهم : اليكم بعيسى تاملو فيه "be hold the man" وفيما يبدو فإن نيتشة كان يقارن نفسه بالمسيح عليه السلام كنوع من التجيدف والسخرية الواضحة ذلك ان التشبه بأى شخص كان آخر ما يمكن ان يمارسه نيتشة او يدعو له لأن ( التقليد) يصاحب عقلية القطيع. الترجمة اللغوية للفظة وجودية existential من اللاتينية تعنى to stand out اى انها لغويا تعنى الفكر الذى يدعو الى الخروج من عقلية القطيع الى رحاب الفرد ولصالح تطوره فى اتجاه (الاصالة) اعود الى ذلك والى قضية اخرى لا تقل اهمية وهى قضية الارادة من اجل القوة will to power او الهيمنة تحت زريعة الحقيقة عند نيتشة. (عدل بواسطة طلعت الطيب on 03-23-2015, 12:12 PM)
ProfileEditرد على الموضوع Subscribe on YouTube |Articles |News |مقالات |بيانات
03-24-2015, 06:50 AM
Sinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004 مجموع المشاركات: 1539 للتواصل معنا FaceBook تويتر Twitter YouTube Google Plus + SudaneseOnline at Google
Re: سياحة ميسرة في بطون الفكر الوجودي (Re: طلعت الطيب)
معذرة يا صديق لغيابي عن النت لما يزيد عن الإسبوع..وشكراً علي إستمرارك في الكتابة في هذه الشئون الفلسفية التي وسعت من محاور البوست وأفادت متابعيه، وساحاول الكتابة بإختصار في المواضيع نفسها كلما وجدت سانحة هيجل عن طريق تأثيره في نشأة الآيدلوجيتين الوطنية الألمانية والماركسية يستحق بشرف وسام الفيلسوف الذي غير التاريخ العالمي. هيجل وخلفه ماركس هما أول من إتجه نحو التاريخ ليفلسفه ومثل ما لهيجل من فضل في أفكار ماركس ظل ماركس يعترف به علي الدوام فلماركس فضل لا يقل في الشهرة التي حظي بها هيجل، ذلك أن ملايين الشيوعيين وغيرهم تعرفوا على هيجل عبر ماركس، وعبر تلك المقولة الماركسية الشهيرة عن أن ماركس وجد الجدل الهيجلي واقفاً علي رأسه فمشّاه على قدميه.مخصباً الجدلية الهيجلية بأفكار الثورة الفرنسية والأقتصاد الإنجليزي. مشكلة هيجل أنه يلجأ لدرجة عالية من التجريد تصل إلي حد الغموض في عرض أفكاره وربما فلسفته في التاريخ هي الأقل تجريداً من غيرها. يرى الأثنان أن التاريخ يسير بشكل متقدم وجدلي إلي غاية سماها هيجل العقل الكلي (الروح أو الحقيقة أو الله متأثراً بخبرته السابقة مع التصوف) وسماها ماركس المرحلة الشيوعية من مراحل التاريخ، لذا إلتصقت صفة التقدم بالهيجلية والماركسية معاً وإن لم تنجح كلا الفكرتان الوصول إلي تجلي العقل الكلي أو الشيوعية في التاريخ الإنساني حتى الآن الأمر الذي حمل أفكار ما بعد الحداثة للتشكيك في الفكرة ذاتها ومعها كل السرديات الكبرى في التاريخ. فكرة التقدم الهيجلية تتأسس علي إفتراض أن الحياة تتغير بإستمرار تغير ربما لا نراه في مراحله الباكرة إلا عندما تصل تراكماته مستوى القشة التي قصمت ظهر البعير، أي عندما يتحول التغير من تغير كمي لتغير كيفي (مثل الماء الذي يغلي علي النار تزيد درجة حرارته كميّاً بشكل تدريجي لا يُري حتي تصل درجة تعرف بدرجة الغليان، أو درجة التغيير الكيفي لأن إزدياد الحرارة الآن يؤدي إلي فوران يمكن مشاهدته وسماع صوته) وهذا التغير سببه أن اي وضع إنساني أو مجتمع يحتوي في داخله علي عناصر متعارضة (الوضع السياسي السوداني علي سبيل المثال) تجعله وضعاً غير مستقر وإن بدا لنا مستقراً في ظاهره لكنه يحتوي علي عناصر متضادة داخله والصراع بينها يدفعه حتماً نحو التغير أي نحو وضع جديد تسود فيه عناصر كانت ضعيفة أو مقهورة في الوضع السابق مع عناصر الوضع السابق التي تتحول من السيادة إلي التبعية أو من السطح إلي القاع وتبدأ مسيرة البنية الإجتماعية الجديدة مراحل جديدة من الصراع بين العناصرة السائدة في الوضع الجديد وأضدادها بإتجاه توليفة إنسانية جديدة (طور إجتماعي يفرز أضداده التي تدفعه نجو تركيبة جديدة تفرز أضدادها التي تدفعها نحو تركيبة جديدة أخري وهكذا دواليك) مع الإشارة إلي ان أي طور متقدم علي سابقه وأفضل منه. هكذا تفهم الهيجلية والماركسية معاً التاريخ متطوراً بإتجاه العقل والحرية عند هيجل وبإتجاه المجتمع الشيوعي عند ماركس. المسيرة الإنسانية عند هيجل هي مسيرة تطور العقل والوعي الإنساني إلي أعلي درجاه تلك التي تعرف عنده بالعقل الكلي أو الروح الكلي أو الحقيقة الكلية والتي هي أعلي من العقل الفردي (فكرة مستمدة من الصوفية حيث يذوب الصوفي في الله ، في العقل الكلي وعندما لا يفهم السلفيون فكرة الكلية هذه التي يرى فيها الغرقان في الذات العليا كل شيء جزء من هذه الذات فيكفرون ابن عربي عندما يقول ما في الجـُبـّة إلا الله ). مسيرة التاريخ هي مسيرة هذا العقل الكلي بإتجاه عقلنة وتطوير العالم.من الأفكار المهمة التي طورها ماركس عن هيجل فكرة الإغتراب كا عرض لها الأخ طلعت وهي تعبر عن التناقض الذي يعيشه الفرد بين الذي هو جزء منه لكنه يبدو له غريباً عنه ومعاد له، كأن يعيش الإنسان في مجتمع وثقافة لا إنسانية يفشل في التعرف علي نفسه داخلها ويتصادم معها أويعيش فيها كالميت ولا يتخلص من هذا الإغتراب إلا بالإنتباه إلي أن الحقيقة تكمن في الإنتباه إلي صلته بالعقل الكلي الذي يقويه ويحوله إلي مركز الكون والحقيقة، فيتحول من ضحية إلي متحرر متصالح وفاعل في الكون لا مفعولاً به لأن العقل هو كل شيء فقط عندما نتعرف بنفسنا علي حقيقة نفسنا فنصنع المجتمع العقلاني. ماركس أخذ هذا المفهوم ونزله في الفضاء الإقتصادي كناتج طبيعي للإستغلال عندما يكدح الإنسان طول يومه ولا يحصل مما إنتج إلا علي الفتات أي انه يصبح غريباً عما ينتج ويتحول من إنسان إلي لا إنسان والحل أن ينتبه لحقيقة الإستغلال ويثور ضده منتجاً مجتمع الإشتراكية والعدالة الإجتماعية
| |
 
|
|
|
|
|
|
|