|
|
الخرطوم تشهد اليوم قمة رؤساء مصر وإثيوبيا والسودان للتوقيع على اتفاقية سد النهضة
|
10:48 PM Mar, 23 2015 سودانيز اون لاين ghariba-القاهرة - جمهورية مصر العربية مكتبتى فى سودانيزاونلاين
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم اليوم الاثنين قمة ثلاثية بين رؤساء السودان ومصر وإثيوبيا، وذلك للتوقيع على اتفاقية سد النهضة الذي تقيمه أثيوبيا على أراضيها. وفي الوقت الذي راجت فيه أنباء عن وجود خلافات بين مصر وإثيوبيا في بعض النقاط، أكد الرئيس السوداني أن التوقيع على وثيقة إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة الإثيوبي اليوم الإثنين بالخرطوم بين الرؤساء الثلاثة، سيؤسس لمرحلة جديدة من التعاون المشترك بين دول حوض النيل الشرقي. وقال معتز موسى وزير الموارد المائية والكهرباءالسوداني في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية إن عددا من الرؤساء سيشاركون في حفل التوقيع ابرزهم رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت ورئيس وزراء أوغندا ،إضافة لأمين الجامعة العربية ومفوض الاتحاد الأفريقي والمدير التنفيذي لمبادرة حوض النيل وأمين منظمة إيقاد. وأعلنت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في السودان،اكتمال استعداداتها الهندسية والفنية والبرامجية، لتغطية قمة الخرطوم الثلاثية. وأكد المدير العام للهيئة الزبير عثمان أحمد نقل وقائع القمة التاريخية علي أكثر من (10) أقمار اصطناعية، مما يمكن من متابعتها اذاعياً وتلفزيونياً في جميع أرجاء العالم، وكشف ملامح البرمجة التي تبث علي قنوات التلفزيون القومي، والخدمات الإذاعية التابعة للاذاعة القومية، وتشتمل على توظيف كامل للبرامج السياسية والبرامج المباشرة علي اثير الإذاعة وشاشة التلفزيون، ونقل مباشر، لوقائع القمة، عبر الوحدات الإذاعية المتحركة وحاملات الأس ان جي، مسنودة بأحدث انظمة نقل الصورة والصوت. وقال إن الهيئة كونت فرقا برامجية بالإذاعة والتلفزيون، لإنتاج برامج حية وفترات مفتوحة، وحوارات خاصة بفعاليات القمة، وأعلن عن جاهزية الهيئة لتقديم العون الهندسي والفني للقنوات المصرية والاثيوبية الناقلة للحدث من الخرطوم، وأكد أن البرمجة الخاصة بالقمة ستكون متاحة لكل القنوات الوطنية والإذاعات الخاصة، لنقلها لمستمعيها ومشاهديها، من الشاشة القومية وأثير الإذاعة السودانية. في السياق، فرغت الفرق الإذاعية والتلفزيونية الخاصة من تغطية قمة النهضة، من انتاج أفلام وثائقية وتسجيل حوارات فوق العادة، وإعداد ملفات اخبارية ستبث قبل وبعد توقيع الاتفاق بين الرؤساء الثلاثة. وشهد موضوع سد النهضة جولات تفاوضية مضنية آخرها الجولة الخامسة التي شهدتها الخرطوم في الثالث من آذار/ مارس الجاري واطمأنت فيها اللجان المشتركة للتفاصيل النهائية والتي يتم التوقيع عليها اليوم. ويتوقع مشاركة العديد من الجهات الأفريقية والعالمية في هذا الحدث واشارت بعض المصادر لمشاركة مدير إدارة المياه القسم الأفريقي بالبنك الدولي، ومشاركة المدير التنفيذي لمنظمة «إيقاد»، والمدير التنفيذي لمبادرة حوض النيل، والمدير التنفيذي لحوض النيل الشرقي، ومدير مكتب منظمة العون الألماني بشرق أفريقيا. ويرى الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان الخبير الدولي في مجال المياه والمستشار السابق في البنك الدولي لقوانين وسياسات المياه، أن الاختراق الحقيقي في هذا الملف تم في الاجتماع الرابع بين مصر وإثيوبيا والسودان حول سدِّ النهضة الإثيوبي والذي إنعقد في الخرطوم يومي الأثنين والثلاثاء 25 و26 أغسطس/ آب 2014م، والذي جاء إيجابياً وتوفيقياً في مضمونه ولغته،فقد حفظ لكلٍ من مصر وإثيوبيا ماء وجهيهما، وحفظ السودان دورها كوسيط ومستفيدٍ من السد. ويقول إن النتائج الإيجابية للاجتماع عكست تحوّلاً واقعياً ومنطقياً من القاهرة، فأديس أبابا لها الحق في الاستفادة من مياه النيل التي يأتي 86٪ منها من الهضبة الإثيوبية، واتفاقية عام 1902 واتفاقية عام 1959 قد عفا عليهما الزمان وتجاوزتهما الأحداث والوقائع، وأصبح الحديث عنهما والإصرار على إلزاميتهما من جانب القاهرة مضيعةً للوقت. وعن موقف مصر والسودان من سد النهضة يرى أن مصر تأكدت من عدم جدوى إصرارها على وقف قيام السد لحين اكتمال الدراسات، لأن هذا الرفض ـ في تقديره- لم ولن يجد قبولاً إقليمياً أو عالمياً، أو حتى من حلفائها العرب،أما بالنسبة للسودان فيقول إن فائدة السدود الإثيوبية على السودان أصبحت أمراً واقعاً حتى قبل أن يكتمل سد النهضة ويبدأ في توليد الكهرباء، والتي تنتظرها الحكومة السودانية بفارغ الصبر لسد عجزها من الكهرباء البالغ 40٪ من احتياجات الدولة، ولوقف قطوعات الكهرباء التي عادت إلى واجهة الحياة السودانية بوضوح خلال الفترة الماضية. ويقول الخبير سلمان إنّ الموقف الإثيوبي أيضا طرأ عليه بعض التغيير، وتمثل ذلك في المرونة واعتماد مبدأ أن المفاوضات أخذٌ وعطاء، وأنه يجب على إثيوبيا قبول مشاركة دولية في الدراسات لتأكيد دعواها بأن السد لن تكون له آثار سلبية على مصر، وقبول مبدأ ضرورة التخفيف والحدِّ من الآثار السلبية إن أثبتت الدراسات ذلك. ويرجع الخبير الدولي مرونة المواقف في موضوع سد النهضة مؤخرا إلى عامل مهم هو اتفاقية الأمم المتحدة للمجاري المائية الدولية التي صادقت عليها خمسٌ وثلاثون دولة من أوروبا وأفريقيا والعالم العربي وآسيا فقد دخلت الاتفاقية حيز النفاذ رسمياً في 17 أغسطس/ آب 2014م، بعد تسعين يوماً من اكتمال العدد المطلوب من التصديقات بموجب الاتفاقية. ويقول في ذلك: «تنبني الاتفاقية على التعاون بين دول الحوض المشترك، وتشمل الاتفاقية كلمة «تعاون» ومشتقاتها خمس عشرة مرة. كما تنبني الاتفاقية على مبدأ الانتفاع المنصف والمعقول لكل دولة من دول الحوض المشترك، وتضع سبعة عوامل لتحديد هذا الانتفاع المنصف والمعقول». ويقام سد النهضة الأثيوبي على النيل الأزرق، على بعد حوالى 20 كلم من الحدود السودانية، وتبلغ السعة التخزينية الكلية للسد، 74 مليار متر مكعب، وينتظر أن يولد طاقة كهربائية تصل إلى 6000 ميغاواط.
صلاح الدين مصطفى
|
|
 
|
|
|
|