|
|
|
Re: برزخ الخلود وتحرش صامت(قصتين) (Re: Dahab Telbo)
|
برزخ الخلود
الكلمات كما الأمنيات كثيرة وجميلة لكنها فاشلة دائما، كأحلام الفقراء، فاشلة في صناعة جمل متماسكة وصدوقة كوعد امير عربي لنادل ، بهية وبراقة ولكنها خداعة كما السراب او نجمات المساء التي تتنصل من وعدها الذي تهبه العاشقين فالنجوم تغادر قبل ان تكتمل نجوى الحبيبات الغياب والأوطان البعيدة ، والكلمات تهرب عندما تُدق طبول السرد ،فاذا ما أردت صناعة جملة كاملة النضوج في لهيب الذاكرة فرت وتبعثرت كلماتك كسرب قماري عاجله صبي بحجر ، ليترك لك -هذا الصبي المشاغب - كثير ضجر وبعض من حيرة تودعك مدارج الضياع ، الكلمات ضِباع غدّارة،مخادعة،كاذبة تخشى تراكيب الجمل في السطرالذي تجلس علية التفاصيل، للسطر هيبة لاتقوى عليها كمات مهزوزة تخرج من احساس خرب لرجل ينام في بلاد الاخرين من اجل حلم بوطن -حدادي مدادي-،بل الشولة التي تنظم صفوف الكلمات في معركة الجمل تخافها الكلمات -يا للعار- إذاً هي جبانة أيضاً !، في يوم شقي خرجت ممتطيا جواد لساني الى برية اللغة اطلب بعض الصيد منها فهُديت الى جبلٍ عظيم ، به وديان غائرة،حجاره من كلمات جميلة وزاهية مثل فراشات برية،أوديته التي في تراب اللغة متفاوتة الأعماق ،جلت بناظري فيها فلمحت عجوزاً منحني على سفح الجبل وكأنه قوس يوشك ان يطلق سهمه في جوف الجبل ،قصدته وعندما اقتربت منه سائلته وقد بدا مجتهداً في حفر السفح بمعول صدئ -ماذا تفعل هنا يا عماه قال دون ان يرفع رأسه -أضع بصمتي -اي بصمة هذه التي تنوي وضعها في هذا العراء؟ أجاب وهو ينضو العرق عن جبينه بكف ويراقب الوقت بأخرى -يبدو انك جاهل بالمقام -اي مقام؟ تساءلت -هذا المكان هو مقام الخلود في برزخ اللغة قال ذلك وعاود الحفر بمعوله الصدئ غير عابه بدهشتي -وكأنه يتعمد شنقي بحبال التساؤل- مكبا على وجهه يعمل بجد رغم عدم تأثير ضربات معوله على التربة الصلبة ، إزاره الفضفاض والذي يشبه إزار الفلاحين في (وادي صالح )تملأه الرياح كبالون، قميصه الأسود -عاري الاكمام - يلتصق بجسده المنحول وعلى رأسه عمرة خضراء هرمها طويل كقبعة درويش،بعد ان اجهده الحفر رفع رأسه ليضع كرة صاعوط على شفته السفلى بطريقة بهلوانية اثارت فضولي ثم خرج صوته الصدئ هو الاخر -يا بني هذه الأودية الغائرة حفرها شعراء بائدين وبعض المتكلمين ،في أغوارها نحتوا أسماءهم بأزاميل البقاء وتحتها وضعوا بصمات الخلود انها مقامات عكسية يابني كلما غار في الارض حفرك فزت بقدسية وخلود أسمى لذلك اجتهد الحفّارون كما ترى ومن غرائب الصدف ان أعمق وادي حفر بمعول مجهول واضحل وادي حفره رجل تسلل الى هنا تحت حماية الكهنة وسلطان الأمراء ليأخذ من عرق الفقراء ويضع في جبينه ولكن لن يرتوي من لم يشرب بكفه فكان هذا السهل الذي ترى اذهب لتعد نفسك جيدا لمعركة البقاء فباللغة ننتصر على العدم نزلت الأودية جُست فيها اطلب لبنات هشه أتعلم عليها الحفر ولكني لم انل شيئا من مطلبي فقد عادت الكلمات لجُبنها وفرت مني كقطيع غزلان رأى قسورة جائع ، عدت احمل لعنة الكلمات متوكأ على عصاة خيباتي الأبدية و (حتى )الثرثارة تزين للنفس رحلة المعاودة وتقنعها بحِكم من شاكلة ، من يضحك اخيراً يضحك طويلا
تلبو
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: برزخ الخلود وتحرش صامت(قصتين) (Re: Dahab Telbo)
|
2
اليوم لن يفلت مني اليوم سأقتله وبذات الطريقة التي لطالما فكرت فيها نعم هي الطريقة الوحيدة التي يستحقها ،يجب ان يكره ما أحب قبل ان يذهب الى الجحيم ،سأعرج على بأئعة تسالي رغم اني اكره التسالي وأكره رائحته وخصوصا في المواصلات العامة ،التسالي رمز التخلف،مرحبا كم من التسالي يكفي لقتل عجوز ثرثار ؟ - !!!! - لا اقصد اريد تسالي بعشرة جنيهات اسفة نعم هذا يكفي لقتله وقتل نظراته المطاطية يكفي لقتل ثرثرته وطلته القبيحة ، الان الموت يأتيك من حيث تفضل ستموت بطعم اكلتك المفضلة وعلى أنغام فنانك المفضل وبيدين احدى ضحاياك المفضلات ،ستموت ياخرِب،انت هربت من أزمان الأحجار فقط لتثير الفوضى في عصورنا المتحضرة واليوم ستعود لكهوف التاريخ التي هربت منها ،الان هاهو المساء قد أتى وأتت معه الحافلة ليبدأ عدك التنازلي ،ياالله ما هذا الصخب ،يبدو انك محظوظ ستعيش ليوم اخر ولكن ان لم تحاذر ستُعجِل بمنيتك رغم هذا الجمع ، سبحان الله حتى الخِرق تخاف الموت ،غاب عندما أتى موت التسالي ولكن وقت التسالي طويل هل ستهرب للابد؟ وقتما رأيتك تسترق النظر سأطلق عليك نار التسالي . -مرحبا عبير الى اين ذاهبة ؟ -الى بيت العزاء -البقاء لله ومن الذي مات؟ -هل تعرفين الرجل الطيب الذي يجلس دائماً امام ذلك المنزل -هل هذا الذي بدون أسنان نعم أعرفة رجل (خسيس) -حرام عليك أتسيئين لرجل توفاه الله
تلبو
| |

|
|
|
|
|
|
|