|
|
|
Re: ظهور داعش أكّد نبوءة الأستاذ محمود بظهور � (Re: Yasir Elsharif)
|
د. ياسر الشريف لك الف تحية
لم أطلع على كل تفاصيل الحوار الصحفي لكني أخالف رائ الأستاذة أسماء ، نبؤة شهيد الفكر معلم الاجيال محمود محمد طه أراها تنطبق بنسبة 100% على سفهاء الانقاذ الذين سفكوا الدماء وهتكوا العروض جففوا الزرع والضرع وشردوا العباد
كم قتل داعش ؟ 100 ؟ 200؟
قول 1000
فكم قتل أهل الإنقاذ بإسم الدين مئات الالاف قتلوا في الحروب والصراعات
بل من قتلوا بالتعذيب في المعتقلات وضحايا المظاهرات يساوي عددهم أضعاف من قتلهم داعش
بعد كل ذلك ـ اليس تبؤة الأستاذ يقصد بها عصابة الإنقاذ ؟
| |
   
|
|
|
|
|
|
|
Re: ظهور داعش أكّد نبوءة الأستاذ محمود بظهور � (Re: محمد علي البصير)
|
أسئلة فوق العادة:
* ما هي نشاطاتكم وهل هناك إقبال على حزبكم وفكركم؟
هناك إقبال شديد عبر الندوات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي من عامة الناس وطلاب الجامعات، رغم أن الجامعات غير مسموح فيها بالعمل الفكري، وباتت بؤراً للمؤتمر الوطني لوحده والجماعات الجهادية، وأي شخص مناوئ لهم فالسلاح موجود في مساجد الجامعات، وهذا عمل يحتاج لمجهود كبير في تغيير البنية الاجتماعية وتغيير ثقافة الطلاب أنفسهم، بألا يلجأوا للعنف في حل مشاكلهم الفكرية، ولدينا صفحة عن الحزب الجمهوري في وسائل التواصل الاجتماعي، وأنا لدي صفحة على (الفيس بوك) يدخلها عدد كبير من الشباب والإقبال كبير عليها، بالإضافة إلى صفحة (الفكرة الجمهورية) وهذه تنشر الفكرة الجمهورية موجود بها كتب الأستاذ محمود محمد طه ومحاضراته، وفيها الكثير من المواد التي يمكن أن يرجع إليها الناس رغم أن السلطات مانعة تداول كتب الفكر الجمهوري بصورة رسمية، ومانعة نشاطاتنا بصورة رسمية، لكن العلم والنور لا يمكن أن يقاوم لآخر مدى، وفي النهاية الحق يبقى.
* هل هناك اختلاف في مسائل أصولية بين الجمهوريين من بينها قيام الدولة نفسها ما طبيعته؟
اختلاف فكري إلى حد كبير، بمعنى أن تصورات الناس مختلفة في فهمهم لنصوص الأستاذ، وأن النصوص موجودة والبعض يفهمها بطريقة والبعض الآخر بطرق مختلفة، فمفهومنا نحن الجمهوريون أن يظل الحوار بيننا ومن خلال تجربتنا في الحزب عدد كبير من شباب الجامعات أقبل على الفكرة وانتموا للحزب وعندهم فهم للفكرة مذهل، لدرجة شعورنا بالخجل من فهمهم هم لأنهم قرأوا الواقع أفضل منا، وهم متخلصون من رواسب الخوف من التفكير، فالمجتمع الجمهوري سينجح إذا قدر يبقى مجتمعاً ديمقراطياً يناقش قضاياه في تسامح ويعيش مع بعض على الرغم من اختلاف الرؤى.
* الأستاذ أولى قضية المرأة في الفكرة الجمهورية اهتماماً، فأغلب النشاطات الحالية للمرأة مبنية على مفهوم غربي من خلال نشاطاتك في المبادرات النسائية، هل قضية المرأة نابعة من مفهوم ديني أم من المفهوم الغربي؟
أعتقد أن هذه هي الخطورة المقعدة لقضية المرأة حتى الآن، لأن معظم الناشطات في المجتمعات المسلمة يفتكرن أن خطنا خط الغرب في قضية التحرر، وأنا عايشت التجربة في الغرب على مدى 20 عاما، صحيح أن المرأة في الغرب اكتسبت حقوقاً كبيرة جداً، لكن ما زالت عندها مشاكلها أيضا، وأعتقد أن الفكرة الجمهورية إذا فُهمت فهماً صحيحاً، وإذا لجأت إليها النساء المسلمات، ونحن مشكلتنا في المجتمعات المسلمة مواجهين بنصوص قرآنية، يعني الحل العلماني الغربي لا يحل مشكلة المرأة السودانية، لأننا قمنا على عقيدة وقناعات ودين وعلى روحانيات ما ساهل اقتلاعها ببساطة، فالأستاذ أخرج النساء بمفهوم أن في الدين الإسلامي النساء عندكم حل، فقط بفهم صحيح للدين، ولا ترضخوا ولا تُخوفوا برجال الدين بمفاهيمهم القديمة السلفية التي تقعد المرأة في المطالبة بحقوقها، وتشعر بأنها أقل من الرجل، فالمساواة بين الرجال والنساء مكفولة في أصول القرآن.
* كيف تعامل محمود مع الجنوبيين وقضيتهم؟ كان يقول إن الجنوبيين إخواننا ويتعامل معهم بإحساس شديد، ويقول هم مواطنون مظلومون ويعاملون من الدرجة الثانية، وكان يردد أنه أفريقي ويحب الشمس والجو الساخن، وأن اللون الأسمر أو الأسود هو الأصل، وأن هذا هو اللون الآدمي من سيدنا آدم أبو البشر، وتحدث بدفاع شديد عن قضية الجنوب على أساس أن حلها في حل مشكلة الشمال، وأننا دولة واحدة وسنبقى دولة واحدة، وأي محاولات لفصل الجنوب ستبوء بالفشل.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: ظهور داعش أكّد نبوءة الأستاذ محمود بظهور � (Re: محمد علي البصير)
|
سلام أستاذ محمد علي البصير
كلامك مظبوط تماما.. الإنقاذ هي الهوس الديني الأول الذي ظهر بعد الأستاذ محمود، وهو الذي دمر أمن السودانيين ووحدة بلدهم وأباد أجزاء من الشعب السوداني في حروب الجنوب وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور.. كل ما هناك أن تجربة السودان كانت معروفة للسودانيين فقط تقريبا، ولكن منذ ظهور جماعات الهوس الديني التي نمت في أفغانستان والسعودية ومصر والسودان مرورا بالبوسنة والهرسك والعراق ولبنان ومصر واليمن إلخ.. وأحداث تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينينا وتننزانيا وأحداث 11 سبتمبر إلخ بدأ العالم يصحو على مارد الهوس الديني إلى أن وصل درجة إعلان الخلافة الإسلامية في العراق والشام.

وشكرا لك ياسر
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: ظهور داعش أكّد نبوءة الأستاذ محمود بظهور � (Re: Yasir Elsharif)
|
تسلم يا دكتور أستأذنكم في إضافة مقال د. مصطفى الجيلي عن نفس الموضوع - نقلا عن موقع الفكرة - معاهو فيديو يا ريت يا د. ياسر لو قدرت ختيتو هنا
Quote: الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب 16 يناير 2015 د. مصطفى الجيلي عمر الهوس الديني الإسلامي هو الخطر العالمي اليوم الذي يتصدر الصفحات الأولى من كل صحف العالم تقريبا.. ذلك ما قال الأستاذ محمود محمد طه، منذ ما قبل السبعينات.. قال أن الهوس الديني ليس خطر محلي وإنما سيكون خطرا عالميا.. أحد تلاميذه الكبار علق فيما بعد، قائلا: (والله ما فمهت كلام الأستاذ عن عالمية الهوس الديني إلا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001).. في السبعينات، قاد الأستاذ محمود حملة مكثفة ضد نشاط الأخوان المسلمين، وكتبت ثلاث أجزاء متتابعة في العام 1978 باسم "هؤلاء هم الأخوان المسلمون".. وتم عمل مكثف في التوعية بهذا الأمر بتوزيع الكتب وبالشرح والنقاش مع المواطنين في الشوارع والأسوق وفي الحارات والقرى وفي الجامعات والمدارس والمكاتب، عبر المحاضرات وأركان النقاش وخلال المعارض وحملات الكتب.. ولكن لم يفهم الشعب السوداني، الرسالة، وقتها.. كنت قد أوردت، في مقال سابق نشر في نوفمبر 2013 على هذه الصحيفة باسم "الأخوان المسلمون بين سرعة الضمور والاقتلاع من الجذور"، ما نصه: (عادة كانت تتم جلسات مسائية في مركز الحركة في بيت الأستاذ محمود في أمدرمان ينقل فيها الأخوان الجمهوريون ما يتم خلال نشاط اليوم المعين ويستعرضون فيها انطباعات الناس وردود أفعالهم.. وقد تم في احد تلك الجلسات نقل انطباع لأحد المواطنين فيه استهانة بالأمر كله، قائلا "هم الجمهوريين ديل ما عندهم شغل غير الأخوان المسلمين؟؟".. حين نقل هذا الإنطباع، كان مثل الإشارة لحدوث تغيير جذري في خط العمل.. علق الأستاذ على تلك العبارة بقوله – بما معناه— "أنا أعتقد أن العمل الذي قمتم بها جيد، وإن شاء الله ربنا يقبله وستجدوا بركته.. وهذه الكتب ستعمل عملها إن شاء الله حتى لو بقيت فوق الرفوف، فالعمل أصلا عمل روحي".. ثم قال "لكن العبارة التي قيلت هي إشارة لنوقف العمل عند هذا الحد.. العبارة تعني أن السودانيين ما فهموا لغة الكلام وهو إيذان بأن الله حيكلمهم بلغة الفعل.. ودا بيعني أنه تتنازلوا للأخوان المسلمين وتدوهم فرصة ليحكموا بأنفسهم لأنهم هم أفضل من يعرف نفسه بنفسه".. ومن يومها توقفت تلك الحملة المكثفة وصار مفهوما أن الأخوان المسلمين سيستلمون السلطة وعلى الجمهوريين الإمتثال لهذه الحكمة التعليمية الصعبة للشعب السوداني.. و جاء كلام "السوفات السبعة" المنتشر كثيرا في أوساط المثقفين.. . السؤال الآن هو: هل وعي السودانيون هذا التعليم الإلهي أم ما زالوا يحتاجون لبعض الزمن ليفهموا؟؟) انتهى الاقتباس.. ثم صدر كتاب "اﻟﻬﻮس الدﻳﻨﻲ يهدد أمن ووحدة الشعوب ويعوق بعث الإسلام" في يونيو 1980 وهو كتاب كأنما كتب عن أوضاع العالم الاسلامي اليوم.. اليوم، الهوس الديني قضية كوكبية، لا تهدد فقط أمن وسلامة الشعوب المسلمة، وإنما تهدد أمن وسلامة كل شعوب الكرة الأرضية.. داعش والقاعدة معروفة التطرف والهوس الديني، ولكن تفجيرات العراق يعود جلها لاختلاف السنة والشيعة.. والاختلاف بين الجيش الحر وداعش في سوريا ليس غير اختلاف عقائد.. ثم أن جذوة الحرب الاسرائيلية الفلسطينية هي، في المقام الأول، بين متطرفي اليهود من جانب، ومتطرفي حماس، من الجانب الثاني.. الحرب الدائرة في ليبيا واليمن ليست غير صراع ديني، كما لم تهدأ ثورة مصر العقائدية، وإن احكمت قبضتها العسكرية على معاقل التطرف.. العمليات العسكرية، على أحسن الفروض، تكسر شوكة التطرف، ولكنها لن تحقق أكثر من ان تحيل الصراع العقائدي إلى ساحات القتال، كما حدث في العراق وسوريا وليبيا ومصر واليمن، وغيرها.. أما السودان فلا يخفى على أحد انه "رأس الهوس" كله، فقد صارت بلادنا تثير الرثاء وانموذجا مستنكرا للشعوب.. وأصبح السودان سندا يشار إليه بالبنان لكل أشكال التطرف في أنحاء الشرق الأوسط.. أليس غريبا أن يصدر الأستاذ محمود في ذلك الزمن المبكر كتابا باسم: (الهوس الديني يهدد أمن ووحدة الشعوب).. مقطع الفيديو القصير– المرفق في الوصلة أدناه– يستعرض – باقتضاب شديد– هذا الفهم الذي كتب في الماضي ويخاطب اليوم والمستقبل.. هو خطاب يوجه للبشرية التي يلفها الخوف والحيرة بجناحها الأسود ، والذي يترجم في الحروب المستعرة بالتطرف والغل والحقد والقتل واستباحة الأعراض، وبعد أن برز واضحا عجز المنظمات الدولية والمحلية عن تقديم الحلول، وبقيت الحيرة واليأس وحدها، في الشرق والغرب.. فالظاهرة الفريدة في كتابات وأقوال الأستاذ محمود هي هذا الانسجام والتماسك والنظر الثاقب للمستقبل، والذي يستوجب منا مراجعة كل مفاهيمنا وافكارنا.. كتب في أحد كتبه: (وهذه ظاهرة ملازمة "للدعوة الإسلامية الجديدة".. فإنها، لما كانت تستمد من نور التوحيد، لم يحدث فيها تعارض، ولا تناقض، وإنما هو الإتساق، والإنسجام، في ظل التوحيد الضابط، وتحت راية الوحدة المهيمنة.. وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس.. ("رسائل ومقالات الأول" 1973 : صفحة 5).. |
http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1274andpage_id=1http://www.alfikra.org/article_page_view_a.php?article_id=1274andpage_id=1
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: ظهور داعش أكّد نبوءة الأستاذ محمود بظهور � (Re: عبدالله عثمان)
|
الحلقة الثانية والأخيرة من لقاء صحيفة (أول النهار) مع الأستاذة أسماء محمود

* كيف كان يمارس الأستاذ العبودية لله؟ تظهر في كثير من حياته، فمثلا التوكل وعدم الانزعاج، وحتى تجربة الإخوان الجمهوريين الأربعة الذين اعتقلوا معه وحكموا بالإعدام، سألهم وقال لهم هل تفتكرون أنكم قمتم بالواجب المباشر؟، وكذلك قال لهم لو قتلتم أو تم إعدامكم لخير لكم، ولو أطلق سراحكم أيض لخير لكم، وكان يدعو دائماً لقراءة الأيام، بمعنى الرجوع إلى تاريخ الشخص وماذا حدث في تاريخه، فأبلغنا أنه عندما كان طفلا توفيت والدته وحزن عليها، وأن والده قد كره مدينة رفاعة بسبب رحيل زوجته ورحل بهم إلى قرية الهجيليج القريبة من رفاعة، وأنه عاش في تلك القرية ووجد الفرصة ومارس الحياة واعتمد على نفسه بالذهاب للزراعة، وأن هذه الخطوة أكسبته قوة في الشخصية، ووالده توفي في الهجيليج، وعادت بهم عمته إلى مدينة رفاعة وأدخلتهم المدارس، وكان يقول إنه لولا وفاة والده لما أتى لرفاعة ودخل مدارسها، وكان يقول إن تلك هي تجارب مريرة لكن عندما تقرأها ترى الخير الوراد فيها، ويقول إن أي شيء يمر بك في حياتك هو أفضل وأخيَر شيء لك، ويقول إن المظاهر المحزنة في حياتنا دائما ما تعود بالخير لنا، وحتى تجربة إعدامه كان يتحدث فيها عن فدائه للمجتمع، وأن السادة الصوفية كانوا يتحدثون عن فداية المجتمع وضرب مثلاً بالشيخ الطيب الذي فدى الناس عندما انتشر وباء السحائي بعد أن أصابه المرض، وكذلك الشيخ الرفيع عندما انتشر مرض الجدري، فالأستاذ قال في إعدامه "نحن ماشين عشان نفدي شعبنا"، فهو "كان عارف أنه ذاهب إلى أين؟"، وأنا أفتكر هذه قمة العبودية، وابتسامته أمام المشنقة كانت عبودية ورضا بأمر ربنا، وكان يدعونا أن نكون راضي بالله ونسير خلفه ولا نحتج ولا نغضب، فهذه كانت تربيته للجمهوريين.
* كتم تقولون كجمهوريين إنكم غير ناقمين على نميري في إعدام الأستاذ، وفي نفس الوقت أنتِ سبق أن رفعتِ دعوى دستورية ببطلان الحكم، ألم يكن هذا تناقضاً؟
ليس هناك تناقض، ولسنا ناقمين أو زعلانين، بمعنى أننا عارفين أن الأستاذ ذاهب إلى أين، ونعتقد أن إعدام الأستاذ حقق له مقاما كبيراً في العبودية، وأن النميري عمل عملاً ليس مأجوراً فيه، وهذا هو اختيار الأستاذ الذي ذهب إليه، لكن الشريعة لا بد لها أن تُقوم حتى لا تتكرر التجربة، وتمر بأشخاص آخرين لتعدل القوانين (وتمشي لقدام).
* ما هي آخر وصية محمود وكلماته وهو في طريقه لحبل المشنقة؟
كانت آخر وصاياه لنا، أن الناس ترضى بأي نتيجة قادمة، وتسير خلف الله وتطمئن بأن هذا هو أحسن خيار، وهذا كان آخر كلام له عندما سألته بأنني خائفة من هذه النتيجة، فقال لي بالحرف الواحد: "سيري خلف الله وسلّمي أمرك لله، وأي حاجة ربنا يتمها ويريدها ستكون مسألة خير".
* لماذا كان ضد فكرة السفر للخارج له ولتلاميذه، وربما سافر في حياته مرة واحدة إلى القاهرة لشراء بعض الأدوات الهندسية؟
الأستاذ كان يفتكر أن السودان هو الأرض الخيرة، والبلد الذي سيشع منه نور الإسلام ويصحح فيه واقع الإسلام، وأن السودان هو [مركز] دائرة الوجود، وأن الناس ما تستهون بأن السودان بلد خامل وصغير. ويقول إن عناية الله أحاطت به، وحفظت له من كمائل الأخلاق والقيم ما يجعله [نقطة] التقاء الأرض بأسباب السماء، وكان يقول إن همّنا في الدنيا الإسلام والسودان.
* هل الأستاذ كان مع العمل المشترك مع القوى السياسية؟
الأستاذ إذا كان قد دعا للعمل المشترك في الأديان، فمن باب أولى أن يعمل العمل الذي تلتقي فيه مع الأحزاب الأخرى، لكن نحن كدعوة غريبة، لا نفتكر أن الناس تسلم بنا حتى الآن، وما زالت الفكرة غامضة عند الناس، فلا ندخل بثقلنا كله مع الأحزاب، باعتبار أنه عندنا الحاجات الغريبة التي ندافع عنها، لكن هناك بعض الأحزاب تلتقي معنا في بعض المواقف، فمثلا اتفاق (نداء السودان) عمل على أساس القوة التي تدعو لدولة المواطنة، ووقف الحرب والحل السلمي، وتوصيل الإعانات للمناطق المتأثرة وإقامة الدولة الديمقراطية والحكم الانتقالي، وهذه مسائل نلتقي فيها مع الأحزاب السياسية، لذلك نحن نلتقي معهم في هذه المسائل ولا نسلمهم كل أمورنا.
* كيف كان يختار محمود القيادات في الحزب وبأي معايير يقدم الناس؟
المعايير لم تكن واضحة بالنسبة لنا بكل تفاصيلها، لكن فيها مسائل روحية بمعرفة المرشد بتلاميذه، لكن هناك معايير عامة مثل الصدق والتفاني في خدمة الفكرة الجمهورية والدفع من أجلها سواء الدفع المادي أو الدفع بالوقت وزمن أسرتك عندما تضع ثقلك عند الفكرة الجمهورية، وبقدر تضحيتك للفكرة بقدر ما تتقدم فيها، لكن هناك معايير روحية لا نعرفها.
* علاقة الأستاذ بالأولياء الصالحين من أين جاءت، وهل هي جزء من العمل السياسي؟
لحد كبير عندها جذورها الدينية، لأن الأستاذ كداعية لطريق محمد صلى الله عليه وسلم، وطريق محمد هو ما قام عليه التصوف، وكان الأستاذ يقول "الصوفية سلفنا ونحن خلفهم"، وإن الصوفية تجربة قامت على العمل وهي تجربة أخذ طريق النبي صلى الله عليه وسلم في الخلوة وتعبده في غار حراء، والنهج التعبدي في قيام الليل والصيام الصمدي والزهد، فالأستاذ استلهم هذه التجربة في حياته، لكنه خرج من تجربة الصوفية بألا تكون عملاً روحياً بمعزل عن حياة المجتمع، فالأستاذ عاش في المجتمع ونظم المجتمع وفق الفهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم بمفهوم جديد.
* الحركة السياسية السودانية إلى أي مدى بدأت تنتبه لأفكاره؟
لحد بعيد، وأفتكر أن الواقع علّم الناس، ومثلاً تجربة (داعش) الأستاذ تحدث عنها كتجرمة يمكن أن تكون مهددة للأمن ومهددة للدين، لكن الناس لم يصدقوا في ذلك الوقت، وكنا عندما نتحدث عن مخاطر الجماعات الدينية كان يصيبنا الانتقاد بالقول "الناس في حاجة للأكل والشرب وقفة الملاح، خاصة أيام مايو الأخيرة، والضيق الاقتصادي وأنتم تتحدثون عن أشياء غير حاصلة"، والآن ثبت أن كلام الأستاذ كان صحيحاً، فمحمود ظل يردد أنه من الخير أن يمر الشعب السوداني بتجربة جماعة الإخوان المسلمين والهوس الديني، ليعرف مدى زيف هذه الجماعات، وبالتجربة حدثت، والناس باتت تتحدث عنها في كل منتدياتها باعتبارها نوعاً من القراءة للمستقبل قد تحققت، والواقع أثبت أن الحلول المؤقتة غير مجدية لا التجربة العلمانية حلت مشكلة الناس ولا التجارب الدينية أيضا حلت مشاكل الناس، ولدينا فكرة جاهزة ومبوبة تدعي أنها ستحل مشاكل الناس، فالناس بدأت في الاطلاع على الفكرة وماذا تحمل، ولحد كبير الناس بدأت تستوعب فكرة الأستاذ وكذلك وسائل الاتصال الحديثة أعانت في إيصال الفكرة، باعتبار أن الحكومات المتعاقبة على السودان لم تعط الجمهوريين الفرصة في توجيه الفكرة الجمهورية وإيصالها للمجتمع، على الرغم من أن المساجد والحكومات ظلت تحارب في الفكرة لمدى طويل، لكن الحاجز انكسر بفضل التطور التكنولوجي.
* لماذا اختار محمود محمد طه حياة الكفاف رغم أنه كان مهندساً؟
الأستاذ يقول "ساووا السودانيين في الفقر قبل أن تساووهم في الغنى"، وكان يقول إن أي شخص يدعو لدعوة لا بد أن يعيشها في نفسه قبل أن يطرحها للناس، وعاش حياته بصورة بسيطة، لدرجة أنه قال لنا ذات مرة "بلغنا أن هناك أناساً لم يطبخوا طعاما في منازلهم منذ أيام، فأمرنا بإيقاف اللحمة في البيت، وظلت الأسرة زمناً طويلاً تطبخ دون لحمة، وأن الأكل في المنزل كان عبارة عن طبيخ (قرعة وبامية مفروكة)، وأن الفطور ظل كل يوم عبارة عن (أم رقيقة) وكسرة، وأن العشاء كان بما يتبقى من وجبة الغداء، ولم يكن هناك توسع في المعيشة.
* ملامح حياة محمود الخاصة في البيت ووسط تلاميذه وكيف كان يتعامل مع أصقائه وخصومه السياسيين؟
أكبر ملمح لحياة الأستاذ هو قضية اعتباره للإنسان غاية، بمعنى أن محمود كان يأتيه (الأبله) والمجاذيب والمجانين ويجلسهم لجواره، والدراويش، وكان يأكل على الأرض، فاعتباره للإنسان كغاية كانت الفكرة الكبيرة بالنسبة له، بالإضافة لاعتباره لحريات الآخرين، فكان لا يستنكر على أحد فيأتيه الملحد فيناقشه، ويأتيه المتعصب دينياً والشخص المعتدل، وكان يناقش بسماحة كبيرة جداً، ومرحبا، ودائما مبتسم. أما تعامله مع أهله فقد انعزل لحد كبير عنهم، فالفكرة كانت غريبة وأهله لم يتقبلوها، وقال "إن ما جئت به من الجدة، [بحيث] أصبحت بين أهلي كالغريب"، وكان غريبا وسط أهله، وبدأ في تكوين مجتمع من الذين اقتنعوا بأفكاره، فالإخوان والأخوات الجمهوريات كانوا أقرب وأحب له أكثر من أهله، وبالتالي خلق مجتمعاً من ناس متجانسين. وأيضاً احترامه للمرأة منقطع النظير، وكان دائماً يقول نحن نحترم المرأة وتُعامل المرأة بالمساواة مع الرجل، وأن الأخت الجمهورية خرجت في ذلك الوقت ووزعت الكتب مع أن الإخوان الجمهوريين، كان رأيهم بأن المرأة لا تخرج لكن الأستاذ دعم الأخوات الجمهوريات بالخروج لتحقيق قاماتهن، ومن ملامح شخصيته أنه لا يتراجع عن الحق، وكان قوياً في رأيه وقوله وعمله، وكان يواجه الأشخاص الذين تجرأوا عليه بالتقليل من قيمته الفكرة مواجهات صارمة، وظهر ذلك في المنشورات التي كتبها حول القضاة الشرعيين ورجال الدين، والذين قدموه لمحكمة الردة فضحهم فضيحة كبيرة، وهناك بعض الناس افتكروا أن هناك شدةً في العبارات من قبل الأستاذ، لكن كانت ضرورية في وقتها، ولكن مع ذلك مثلاً الأمين داؤود هو الشخص الذي قدم الشكوى ضد الأستاذ محمود في محكمة الردة، وعندما سمع الأستاذ بوفاة الأمين داؤود جمع الأخوان والأخوات الجمهوريين، قال لهم (الليلة بلغنا خبر محزن أن الأمين داؤود انتقل إلى رحمة الله، وعايز كل الإخوان والأخوات يقرأوا سورة الإخلاص بإخلاص (11) مرة لروح الفقيد، وهو من قيادات الإخوان المسلمين).
* متى كان ذلك؟ قدم الأمين داؤود شكواه ضد الأستاذ محمود في المحكمة الشرعية عام 1968 م، وحكمت المحكمة بردة الأستاذ محمود محمد طه، وأصدر الأمين داؤود كتاب "الرد على افتراءات محمود محمد طه"، واستند فيه إلى كلام مبتور وحتى محكمة الردة نفسها لم تقم على حيثيات موثقة، واتفق داؤود مع القاضي بأن يحكم لصالحه، واستندت المحكمة على كلام مبتور من حديث الأستاذ.
* هل محمود محمد طه كان عنده كرامات كما يتردد؟
كان الأستاذ يقول إن الكرامة في الاستقامة، ويقول إن أكبر كرامة هي أنك تكون مستقيما، ويقول إن الكرامات هي عمل الأولياء الصغار، وأن التطور التكنولوجي الآن فيه الكثير من الكرامات، ويقول إن قيمة الدين أنك تعيش في نوع من الاستقامة، هذه هي الكرامة.
* ما هو رأي الأستاذ محمود في الثورة المهدية والطرق الصوفية وجماعة الإخوان المسلمين؟
يمكن رأي الأستاذ حول المهدية، يأتي في حديث مطول، لكن كان يرى أن المهدية في الحقيقة مُجدت أكثر من أنها انتُقدت، وأنه سيأتي الوقت لمراجعة تاريخ المهدية وإخراج مثالبها الكبيرة. وكان يقول إن هناك أخطاء كبيرة صاحبت المهدية، وما كانت دعوة دينية ناضجة، وقامت على كثير من الرؤى وأثبتت أنها غير صحيحة، بدليل أن المهدي كان يفتكر أنه هو المنقذ والمصحح، لكن الحكاية دي لم تحدث، وفي عهده حدث الكثير من الظلم والجور والضنك على الناس، لكنها مسائل لم تُذكر وسيأتي الكلام عن المهدية في وقته.
* وماذا عن حديثه عن الإخوان المسلمين؟
كان الأستاذ يفتكر أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل خطراً كبيراً جداً، وأنها حركة لا يمكن أن يكون لها مستقبل؛ لأنهم عايزين يجروا الناس للعيش في القرن العشرين بعقلية وقوانين القرن السابع، وهذه استحالة، وأنهم بطريقتهم تلك يحجمون الدين وفي نفس الوقت عندما لم يستطيعوا تنفيذ تلك المسائل أصبح هناك تناقض، يقولون شيئاً ويفعلون نقيضه، وما في صدق في الممارسة مع الدعوة نفسها، والآن الدعوة أصبحت سياسية للتزيين للحكام والأمراء بأن يستمروا في مواقعهم على ظلم الناس وعجزهم عن تحقيق الإسلام وتطويل عمرهم في الحكم، ما تسبب في تشويه الإسلام ونفّر الناس عنه، وكأنما أصبح الإسلام أداة للسيف والجلد بدلاً عن المساواة الاجتماعية والدعوة للسلام.
* وما هو رأيه في الطرق الصوفية؟
كان يرى أنها بدأت في الاتجاه الصحيح في الدعوة لطريق النبي صلى الله عليه وسلم، لكن في الوقت الحاضر قال "لم تعد الطرق الطرق، ولا الملل الملل"، وأنه ليس هناك من شيء يستوعب الإنسانية غير طريق النبي صلى الله عليه وسلم، فالأستاذ دعا الناس إلى طريق محمد بأن يتخلوا عن الطرق الصوفية كلها ويتبعوا الطريق الأساسي، وهو طريق النبي صلى الله عليه وسلم لأنه يستوعب حاجات الناس، بالإضافة إلى أن الصوفية في الوقت الحاضر باتت طامعة في السلطة بعد أن كان رجالها مرشدين للناس وزاهدين عن الحياة، وحاليا بات رجال الصوفية طامعين في جمع الناس حولهم بدون ترشيد، وأن المجتمع أصبحت طاقته أكبر.
* محمود كانت له رؤى حول ما يجري في العالم حينها، هل تحققت بعض قراءاته إن لم نقل نبوءات نظرا لما يحدث حاليا؟
صحيح محمود كانت لديه استقراءات كثيرا جدا، مثلاً في مشكلة الشرق الأوسط منذ السبعينيات كان يتحدث عن الرجوع للحل السلمي، وقال إن الحل الذي وضعه سيأتي إليه الناس بعد زمن ولن يجدوه، وفعلاً هذا هو الحاصل الآن، وكذلك تحدث عن خطر الهوس الديني على أمن الشعوب، وحاليا لم يعد هناك من شخص آمن على نفسه، ففي الأسواق [يمكن] لأي شخص يحمل عبوة ناسفة أن ينسف الناس، مثلما يحدث في العراق وفي ليبيا وعندا في السودان، هناك صور من الجهادية حاصلة، وكذلك تحدث عن سقوط الشيوعية، وبالفعل حدثت بجانب حديثه عن الرأسمالية التي بدأت تتفكك حالياً.
* هل الأستاذ كان لديه طموح في السلطة؟
إطلاقا، وكان يرى أن التغيير لا بد أن يبدأ من القاعدة، وأن الجمهوريين ليسوا دعاة سلطة وإنما دعاة تغيير أخلاقي في الأفراد وإصلاح المجتمع، وإذا تمت هذه المسألة وجاء الناس المقتنعون بالفكرة (50% + 1)، فحينها سيأتي الجمهوريون طبيعياً لقبول المجتمع لهم، وإذا لم يحدث ذلك فإن الجمهوريين لا يدعون إلى السلطة ولا يدعون إلى انتخابات، ولن يشاركوا في أي عملية تأتي بهم للسلطة.
الآن يجري الإعداد لانتخابات عامة بالبلاد في أبريل، ما هو موقفكم منها؟
أعتقد أن الانتخابات الحالية أكبر خدعة بالنسبة للإنقاذ في الوقت الحاضر، وحقيقة الإنقاذ ما عندها فكرة تدعو بها للانتخابات، باعتبار أنها لم تكن وضعهاً اختاره الشعب، وأنها جاءت بانقلاب على السلطة، وبالتالي أم يكن لديها الفرصة، فالانقاذ حالياً تعيش أسوأ أنواع القهر والهجمات على الصحافة والحروب والوضع غير مهيأ لقيام الانتخابات، فنحن مع الداعين لمقاطعة الانتخابات.
ما هو الخلاص بنظركم؟
الخلاص يكمن في قيام فترة انتقالية بقيام حكومة ممثلة من قبل ( التكنوقراط)، وأن الكفاءات هي التي تتولى إدارة البلاد سواء في مجال الصحة والتعليم وكافة المجالات بأي حال من الأحوال لا تقل فترتها عن خمس سنوات، لأن الخراب الذي حدث لا يمكن إصلاح في عام أو عامين، وخلال هذه الفترة تفتح المنابر الحرة للأحزاب لتقوي نفسها بعد أن أضعفت بأن تعطي الفرصة في ممارسة حقها الديمقراطي، وتفتح المنابر الحرة بالتساوي بين كل الناس والأحزاب، بحيث تشرح أفكارها وتقدم البدائل، وعندما تحدث التوعية الوضع الديمقراطي سيأتي لأنه ليس هناك وضع ديمقراطي سيفرض على الناس، فالوضع الديمقراطي سيفرض من قبل الناس.
إذن الطوفان الذي تحدث عنه في منشوره الشهير قد حدث بالفعل؟
نعم أوافقك تماما، فالطوفان حادث بالفعل في حالة الضيق الذي يمر به المجتمع، والأستاذ قال ستأتي فترة من الضيق "سيتباكى الناس مثل البقر"، فالضيق حالياً يحدث في السودان وفي العالم بأسره والحروب المشتعلة والتغول على الحريات والظلم، فكل هذه المسائل الأستاذ قد تنبه إليها مبكراً، فالناس لو ما أخذت بالحل الذي يقدمه، فالطوفان سيستمر حتى تقبل الناس بالحل الأمثل، وهو "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين".
| |
 
|
|
|
|
|
|
|