|
|
إسم الغريق
|
08:10 AM Mar, 09 2015 سودانيز أون لاين أبوذر بابكر - مكتبتي في سودانيزاونلاين
ما إسمك ايها الغريق ؟ يخاف أن تخبئ الطريق جهات الرؤيا، ويخشى أن يغرق ماء النظر لحظة التحديق الأولى، فى مشيمة الحضور، تحثه الضفة على أن يغوى لها موجة وريفة تدعونا للشرب من خمر لونها ثم للسباحة الى اعلى جبال الوقت المعلق على مشاجب الأعمار يعرف أنه قد تمادى فى مؤانسة الليل حتى خدرت أطراف النهار من الإنتظار، كيف تترائى العودة قريبة كما المسافة بين الضفتين، بعيدة مثل مجرات الفرح القصية، فى كل يوم تتجاذب الضفتان اطراف الحلم وتشربان قهوة الضحى شهية وسمراء من غير سوء، ثم يبذل ذلك الوعد اليومى على اللقاء غدا، يبقى اجتياز الجسر الذى لا يخفى سوءة الماء، ذلك الذى ينام بينهما، فقط يبقى أن ينحاز ذلك الجسر لهما لتحضن كل منهما الأخرى، فى كل يوم يخرج هذا الوعد من بين تنهد اللحظة وبخار القهوة، يؤرخ التوق منذ أزل الحضور الأول، غدا نلتقى كم مر الآن من دهور؟ ما إسمك أيها الغريق ؟ قيل أن كل ما تحتاجه لتأسيس قيامة غرقك، قليل من الطين، كثير من العرق ونشيد ممهور بخاتم الماء وتوقيع الغرق وعلى ذكر العطش، فقد جاء فى سفر احوال الصباح، أن لعاب الشمس لم يعد كافيا بل أصبح شحيحا لا يكفى لعطن الظلال فى لا مبالاتها القديمة لا يكفى لغرس اصابع الخضرة فى حوض الإنتظار، ثمة شجرة تجلس على فم المغنى، وهناك أغنية تراود حارس الحديقة عن ندى تبلل به قلق الريش واحضان الهواء والعطش دوما سيد مهاب لا يخشى فى الرهق لومة لائم هنا نافذة نائمة منذ أن لامست أكف الضوء شعرها، هناك باب جديد لا يعترف بحق الأجساد فى الدخول الى طينها الأول لإلقاء تحية الحياة كلما فاجأها المطر ببشارة مائية قديمة والغريق يريد أن يخلع نعليه بكل واد تنبت سيقان السكينة فى جبهته المقدسة، لا يشترط لونا محددا للوقت ولا طعما خاصا للنار يخشى الغريق إن هو أفرط فى احتساء انخاب الخيبة، أن تصاب النشوة بالحمى وينكسف وجه الكأس، وما عاد فى الخمر ما يشفى غليل الصحو يتمنى أن تتوقف الشمس قليلا لتعى ما فعله الليل بأحلام الساهرين، وما كتبه الساهرون على الواح الصمت المكتظ بهتاف الغرقى يحلم بأن يخبره إسمه عن معانى رموز النداء ويكشف أسرار الأبجديات العصية، حروف منحوتة على صدر السكوت وكلمات مصلوبة فى أعلى جدران الكلام لقد تعلم الغريق كل الأسماء، إلا إسمه
ما إسمك أيها الغريق ؟
|
|
 
|
|
|
|