|
|
زمان أُمْ سيسي والبَوَّ ة !
|
07:29 AM Mar, 01 2015 سودانيز أون لاين shazaly gafar - امدرمان مكتبتي في سودانيزاونلاين
زمان أُمْ سيسي والبَوَّ ة ! شاذلي جعفر شقَّاق
من العبث الطفوليِّ وساديَّة الصِّبا البريئة أو غير البريئة في فترة ما قبل أجازة حقوق الحيوان وكفالة حريَّة تعبيره وحماية سطوه المُصلَّح والتهام المال العام والخاص من الزرع والضَّرع ؛ كُنَّا نقوم - بغرض واجب الحراسة حيناً وتزجية الوقت أحايين أُخرى – بالتلاعب بما تيسَّر من حيوانات بيئتنا فارضين عليها سطوتنا السُّلطوية ومُعلِّقين عليها خيباتنا المهنيَّة كأبناء مُزارعين كادحين ! كُنَّا مثلاً نترصَّد صغار الفئران ، فعندما تقع أعيننا على (أم سيسي) وهي تخرج من جُحرها بحثاً عمَّا يُقيم أودها من خشاش الأرض بشرْع الطبيعة من (تقاة) الحبوب المُناط بنا حمايتها بقوانيننا ، من الدواب والأطيار والجراد عبر (الكشاكيش) ، كلَّما همَّ سرْبٌ من الطير أو الجراد بالهبوط على (التقاوي) عاجلناه بقعقعة تخلع القلوب وتُزيغ الأبصار إثرَ هزَّنا للعُلَب المكنون داخلها الحصى ! قلتُ عندما تخرج (أم سيسي) من جُحرها لا لتقويض جِسْر (الدَّرو) أو (الدروات) - جمع دَرْوة وهو جدول طائر تحمله شُعَب من جذوع الأشجار – المنصوب فوق الجروف ! ولا لقرْض جذور النخيل الهائم في الملكوت طبعاً ، فقط لالتهام الحبوب كغذاء لأجل البقاء ! نتركها حتى تبعد عن حرم مَسكنها قليلاً ثم نقطع دونها طريق العودة ..نسدُّ مُدخل الجحر بحجر أو (إشميق) أو (كرنوفة) أو نحو ذلك ، ثم نتحلَّق حولها في شبه دائرة مغلقة ..نطفق نهشُّ عليها وهي تتقافز رُعباً في سبيل النجاة .. وعندما لم تجِدْ مخرجاً تستخدم حيلة التماوُت ، تستلقي على ظهرها ..تغمض عينيها ..ترفع أرجلها المنكمشات كأنها ميتة منذ البارحة ..هنا نصمت حتى تظنَّن المسكينةُ أنَّ حيلتها انْطلتْ علينا ! ولكن في غمرة وصلتها التمثيليَّة تلك نحثو على أنفها الصغيرة فتات بعر الحمير ، وما أن تستنشق هذا الكيماوي الحارق حتى تنتفض كالملدوغة ونحن نصيح : (أُمَّك حِيَتْ ) لتواصل تقافزها اليائس داخل الحلقة المغلقة مثل حزْبٍ مُنبتٍّ انفلق عن أصله ، فلا وصل إلى مُبتغاه ولا عاد ولا نجا ولا مات ! وهكذا دواليك دون أن يضربها أحد إلى أنْ يقضي اللهُ بها أمراً كان مفعولا ! وكنَّا أيضاً نستطيع أن نُسقط الصقر من السماء دون جهدٍ أو عناء ، عندما تطون هنالك وليمة ؛ تتجمَّع أسراب الحِدْآن من كلِّ حَدَبٍ وصوْب يُمنِّين أنفسهنَّ بالتهام ما طاب أو لم يطب من اللحوم !إنَّما نحن لها بالمرصاد ..كنَّا نُتبِّل مزعةَ اللحم بـ(التُمباك الصاموتي) ونقذفها تجاه السرب المحلِّق ، وإذا ماالتهمتْها الحَدأة ؛ اختلَّ جناحاها وتخبَّطتْ ثم هوت أرضاً كيفما اتَّفق ، رغم هيبتها الكاسرة ومخالبها الحادة ومنقارها الطويل ! عندها نتجمهر حولها في شكل تظاهرة غير سلميَّةٍ ، صخَّابةٍ ومُدويَّة الهتاف كرِجْرِجةٍ جماهيريَّة لحزبٍ ذي قاعدةٍ مُترجرجةٍ ومترهِّلة اكتسحتْ دائرتها في انتخابات غير حُرَّة وغير نزيهة ! لا تلبث الحَدَأة تتخبَّط ونحن نخبط الأرض حولها على طريقة (دقّ القراف خلِّي الجمل يخاف) حتى تفك منها دوخة (التمباك الصاموتي) و(تتمرْمط) كرامتها بالأرض ويثبت عجزها تماماً عن تطبيق المثل القائل : (الصقُر إنْ وقعْ كَتَرة البتابِتْ عيب)! ونحن لا يهمّنا تحليقها في الفضاء مرَّةً أُخرى إنْ قُدِّر لها ذلك لأننا نعلم أنها ستُعاود مرَّةً أُخرى ممارسة (الخطف ) المجبولة عليه ؛ بقدر ما يهمُّنا سقوطها بأيدينا -لا بأيدي غيرنا – مع سبْق الإصرار والترصُّد ، وجعلها أضحوكةً للعدو والصليح (للغاشي والماشي) وسْط دائرتنا المُغلقة !!! وفي ممارسة هوايتنا المذلِّة تلك لا تنجو منَّا حتى أكثر الحيوانات ذكاءً ،فها هي شِراكنا (الكجَّامة) منصوبةٌ للثعالب عند مداخل الحظائر وأقفاص الدجاج ..فعندما يقع فيها الثعلب الذي نُطلق عليه إسم (البوَّة) ؛ نضرب في القرية حاشرين سائر (الشُّفَّع ) الملاعين والشياطين المصرَّمين وغير المصرَّمين أنْ هيَّا إلى (البوَّة) اللعينة التي وقعت في شرِّ أعمالها ! كلَّما انتفخ الثعلب وكشَّر عن أنيابه في محاولة إظهار قوَّةٍ كاذبةٍ في موقع ضعف ؛ يزداد ضحكنا وسخريتنا منه ، بل وتلويحنا بالعِصيِّ في وجهه دون أن نضربه حتى يعزف عن إظهار القوَّة إلى الاستعطاف وإطلاق ريح الرُّعب ! عندها سيجلب أحدُنا رأس أو ذيل كلبٍ ميِّت .. نربطه على عود ثم نمدُّه نحو أنْف الثعلب الأسير العالق في براثن (الكجَّامة) ، أو قُل الذي ساقته قدمُه الخائنة نحو الحظيرة أو القفص للاستيلاء عبى خيراتنا لـ (كتْل الجدادة وخم بيضها) بفقه التبرير و التحليل و (الدغمسة) أنْ هذا رزقٌ ساقه اللهُ إليه ! نعلم جيِّداً أنَّ رائحة الكلب وإن كان ميتاً تُثير جنون الثعالب حدَّ الصراخ الهستيري ! نظلُّ هكذا وإن أعرب الثعلب عن ندمه وبالغ أسفه وخادعنا بدُنُوِّ أجله دون الإشارة إلى ما (لهطه) سابقاً من ثرواتنا المُدَّخرة من حُرِّ أموالنا وخِدمة أيماننا وعرَق جباهِنا !!!
الوفاق – الخميس 12/2/2015م
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: زمان أُمْ سيسي والبَوَّ ة ! (Re: shazaly gafar)
|
تلك كتابة مغموسة في عطر الحنين تشكر والله لكن اول مرة اعرف ان الثعلب اسمو البوة .. عارف ابوالحصين بس بعرف البو وهو جنين البقرة حين يموت . تفرغ احشاءه ويملأ جلدة بالداخل بالقش . ويعملو ليهو عيدان ليظل واقفا . ويمسح الجلد بالملح .. ويوقفو جمب امو ساعة الحليب .. تلحس في الجتة الميتة وتدر اللبن
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: زمان أُمْ سيسي والبَوَّ ة ! (Re: عبدالحفيظ ابوسن)
|
أهلاً بك العزيز أبو سن سعيد بمرورك وتربيتك على كتف المكتوب .. نعم (البوَّة) من أسماء الثعلب المحليَّة أو قُل الممعنة فيها (عندنا ) ولا أملك لها تأصيلاً ، ولكن ليس لها علاقة بـ (البوّ) الفصيحة التي تكرََمت بشرحها . شكراً نميراً
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: زمان أُمْ سيسي والبَوَّ ة ! (Re: shazaly gafar)
|
تحيَّات زاكيات ، الأخ شاذلي جعفر شقَّاق، وسلام ومعزة الصديق ودأبوسن يقول شاعر كباشي، الشّوتال طريقو إتقبَّح اللّيل جاهو حِس البوّة عيل تتنبَّح ناس فاطنة أم وريد الشَّال بَدوها وصبَّح نازلة القف بعيد هسَّاع فريقها مشبَّح *الشوتال إسم جملو،وشال اي ظعن ورحل، والقف هي التلال وهي مفردة من الفصحي ، وفريقها من الفرقان.. البوَّة ،من فصيلة أبا الحصين،أو البعشوم ،وكثيرا ما تنبح الليل كلو ، في المارين بجانبها من المسافرين والخطَّار أو سائر النِّعم ، وتظل تنبح إلي بذوغ نجمة الصباح يقول شاعر كباشي ، رشارش عيني طفرن من جفوني وفزِّنْ ومراقْد الصفحة عافَنُّو الجوانب وكزِّن أسامر البوّة لي نجم البواح الغزِّن ونمِّي ينادِي ل العُشَّاق وقلبي يأذَّن معزتي
| |

|
|
|
|
|
|
|