|
ما هي أسباب كل هذه الحساسية مع المصريين؟
|
12:12 PM Feb, 27 2015 سودانيز أون لاين إسماعيل ببو - مكتبتي في سودانيزاونلاين
كنت في مرحلة المراهقة أقرأ بنهم وشغف شديدين المؤلفات المصرية خاصة وأن أغلب وأشهر الكتاب من الجنسية المصرية. وفي مثل المؤلفات المصرية الثقافية، وتحديداً الروايات، لابد وأن يفرغ المؤلف القالب المثالي لقوميته وثقافته المحلية والتي، سواءً بعلم الكاتب أو دونه، يتأثر بها القارئ خاصة إذا كان قروياً. في منطقة نائية بجنوب كردفان حيث لا تتوفر المجلات والدوريات الثقافية والمكتبات والكتب في أواخر السبعينيات، يجد الطالب الشغوف بالقراءة والإطلاع نفسه منكباً على كتب المناهج الثقافية، فحفظت كتاب "الأيام" للدكتور طه حسين عن قلب. أما المؤلفات الروائية التي تصل لماماً من بعض الأصدقاء، مثل مؤلفات يوسف السباعي كـ"لا أنام" و"الوسادة الخالية"، فلها منازل في القلوب بعد قراءتها مرات ومرات. في المرحلة الجامعية وما بعدها كان هناك صدىً لمؤلفات عباس محمود العقاد في النفس آخرها كان كتاب "أنا". ثم بعد مرحلة النضج، تحول الاتجاه في القراءة إلى الصحافة فأصبح محمد حسنين هيكل كاتبي المفضل وآخر مؤلفاته التي أنزلتها في مكتبة عقلي هو كتاب "عند مفترق الطرق" والذي يتناول في صلبه أحداث حرب اكتوبر 1973م ومآلات اتفاقية معسكر داؤود "كامب ديفيد". أما كتاب أنيس منصور "كانت لنا أيام في صالون العقاد"، فقد وصلت فيه مرحلة الإدمان رغم ضخامة حجم الكتاب. إذاً، تكونت في عقلي شخصية الفرد المصري حتى كدت أكون مصرياً أكثر من المصريين. حدث هذا في الوقت الذي كنت حتى بعد التخرج من الجامعة لم أخالط مصرياً واحداً لمقارنته سلوكه مع الوقائع التي يوردها الكتاب المصريون في مؤلفاتهم. ولكن ما ذا حدث وما ذا سمعت عن المصريين كأفراد وبعيداً عن السياسة بعد أن جمعني بهم السكن وحدثني كثير من الأصدقاء بمرارة عن سلوكياتهم مع السودانيين؟ ما هي تصرفاتهم مع السودانيين وما هي نظرة المصري إلى السوداني سواءً في الشارع أو العمل؟ هل هي نظرة المستعمِر إلى المستعمَر؟ هل هي نظرة فوقية لمن هو أعلى ثقافة وعلماً إلى من هو دون ذلك؟ هل للوننا الأسمر "الأزرق" سبب في ذلك؟
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ما هي أسباب كل هذه الحساسية مع المصريين؟ (Re: محمد الكامل عبد الحليم)
|
شكراً استاذ محمد الكامل على مداخلتك القيمة ومن ثم ردك قبل إيراد مسوغات إنزال البوست أو الملاحظات الداعية لعرضه على القراء. المقدمة التي ذكرتها والاستدلال ببعض الأمثلة هي إشارة إلى دلالة التأثير الثقافي المصري، وتحديداً التعليمي، على الفرد السوداني الحضري المتلقي للمادة الثقافية المصرية من مؤلفات أو مسلسلات أو حتى برموز سياسية مصرية، فضلاً عن قواسم مشتركة منها الدينية وأحداث الحروب المصرية التي يتداخل فيها الجانب العنصري (العربي) والجانب الروحي (الإسلامي). ولكني قصدت هنا حساسية أكاد أجزم أنها تنطبق على غالبية السودانيين الذين اختلطوا مع الإخوة المصريين، وحتى السودانيين المقيمين في مصر، توجد فيهم هذه النزعة إلى الحساسية. تتذكر جيداً أخي محمد مباراة كرة القدم الشهيرة بين الجزائر ومصر قبل بضعة سنوات. كان لابد من أداء المباراة في بلد محايد وكان الخيار للمصريين الذين اختاروا السودان. تذكر كيف كان موقف غالبية السودانيين والمشاحنات التي وقعت والتي ربما وصلت إلى تجاذبات سياسية. المصريون أقرب إلينا من الجزائريين من ناحية الحدود الجغرافية المشتركة والحكم الثنائي للسودان والنيل المشترك وإقامة ملايين السودانيين في مصر واتفاقيات مياه النيل والكثير من غير ذلك. إلا أن المشجعين السوانيين وقفوا مع الفريق الجزائري. وهذا يقطع الشك باليقين على وجود ثمة حساسية من المصريين. ثم انظر إلى كتابات وتعليقات وموقف غالبية قراء سودانيز أونلاين من سد النهضة الأثيوبي الذي أثار كل الشعب المصري. ألا يدل كل ذلك وغيره على وجود تلك الحساسية أو سمها الشكوك أو النفسيات الكارهة!!! هل يحمل المصريون نفس تلك الحساسية ضدنا؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ما هي أسباب كل هذه الحساسية مع المصريين؟ (Re: إسماعيل ببو)
|
اتصل زميلي المصري، وهو من كبار القانونيين في مؤسسة كبرى، طالباً التوسط لدى سوداني اشتكى ابن المصري فأدخله حراسة الشرطة. السبب هو قيام ابن المصري ومعه مصري آخر بالاعتداء على زميلهم الطالب السوداني وأوسعاه ضرباً. اتصلت على الأخ السوداني وعلمت منه أنه اثناء توجه ابنه للمسجد في حلقات تحفيظ القرآن اعتدى عليه زميلاه المصريان في سلم المسجد بالضرب. وقال السوداني الذي ينتمي إلى أسرة أمدرمانية عريقة أنه يصر على أن يجري القانون مجراه. بعد إلحاح على الأخ السوداني تنازل عن الموضوع وطلب كتابة اعتراف بالاعتداء وتحذير من عدم تكرار الواقعة مرة أخرى وإلا يعتبر التنازل لاغياً. ذهب السوداني إلى الشرطة وانتهى الموضوع. انتهى الأمر هنا باعتباره شجار بين طلاب في مدرسة واحدة سببه ترسبات سابقة. المفاجأة... حدث هذا في الوقت الذي كنت احتفظ في طبلون السيارة ببلاغ ضد مصري تمادى في إرسال رسائل بالواتساب لي شخصياً بعد خلاف معه. احتفظت بتلك الرسائل ولم أرد عليه جتى اجمع أكبر عدد منها لاستشهد بها أمام الشرطة. إلا أنه فاجأني بعد صلاة الصبح بكلام معسول لا يخلو من الفهلوة و العباطة ووعدته بالرجوع إليه. صديق آخر عاطل عن العمل ذكر لي أنه كان يعمل في مؤسسة ما وكان مديراً لمكتب صاحب المؤسسة فآتى بمصري كسكرتير تنفيذي. إلا أن المصري استخدم كل أساليب التسلق والعباطة والدهنسة وتمكن في آخر الأمر من إبعاد السوداني من منصبه وأتى بمصري آخر، ومن حينها أصبح كارهاً لكل مصري. وقال لي: ديل عندهم كل أساليب "الفهلوة" والعباطة والبلطجة... ألا توجد حساسية بين السودانيين والمصريين، على الأقل كأفراد؟
| |
|
|
|
|
|
|
|