الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2025, 06:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-11-2015, 02:52 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض

    رأيت أن أفرد لهذا الرثاء بوستا منفصلا عن الآخر المخصص للتعزية
    لإعطاء هذا القلم المجيد -قلم فوزي- حقه تجاه قلم مجيد آخر رحل.. لمّا يجف مداده لكنه الأجل انقضى
    ــــــــــــــ

    ما أقل الدنيا بعدك يا يوسف... ما أقلها على نحو أخص في غرفة أخبار قناة الجزيرة يا عمدتها وعميدها. رجل أحب الحياة وأحبته. تقول زميلتنا هالة خيري -ومن مثل هالة يعرفك؟
    وقد أمضيتما السنوات تنظران في وجه العالم الآخر مما تصنعان لنشرة السابعة من قصص لا دماء فيها ولا تصريحات ولا استنكار أو شجب. شغفكما بالحياة الجارية على أعنتها في فضاء الله ليس مثله شغف.
    "أحبَ الحياة" يقولونها كأنهم رأوها نقصت بنقصانها منك. أحب الحياة وأحبته...تتقدم كلمة على أختها أو تتأخر في تقرير هذه الحقيقة الباهرة لكنها كانت تشع في كلمات كل من تحدث عنك ...رجل أحب الناس وأحبوه ..حقيقة أخرى تجيئ في عبارات (شكرك) الذي جاء يومه.
    وما أكثر ما يكره السودانيون يوم الشكر. يوم الشكر عندهم هو يوم الموت. يدخرون له عزيز كلامهم عن أحبتهم حتى اذا فارقوا نثروا شهي حديثهم عنهم أكاليل من الورد قدام مواكب التشييع وخلفها. يوسف رجل ما انطوى على حقد أو كره لأحد.
    تترقرق أحاديث مآثرك فتغدو جدولا يشق أرض الحزن الجرداء فكأن ثم حدائق من حسن التعزي بالسيرة تنهض تخفف الألم وتفتح بابا لاستذكار مزاحك وسخريتك أو جدك الجاد ذلك تعود معه شخصا آخر.
    يوسف ما انطوى على حقد لأن سبابته كانت مشهرة دوما في عين الحق ما يعنيه في عين من أومأت. وممن أومأت في أعينهم رهطك من الإنجليز على محبتك لهم. الحق عندك مقدم على المحبة.
    جررتهم إلى المحاكم وأنت تقارع مؤسسة في مقام البي بي سي لأنها غمطتك حقا لك وتلك قصة يعرفها أهل البي بي سي. قال لي صديقك عارف حجاوي: كنت أشهد ضده في تلك المحاكمة وكنا ندخل القاعة متعانقين ونخرج متعانقين.
    ألا يسعدك في رقدتك المطمئنة وأنت تتقلب في رحمة ربك حديث صديقك محمود الجزائري بكلمات قصار كبار: ( ترجل الفارس الكبير, الشهم, الأصيل صاحب الخلق الرفيع والتربية الرائعة عن حصانه, فلا فارس بعده.)
    هذا مقام ما أدركه ابن خلدون يا ابن بجدتها. ها أنت تتقدمه أخيرا وهو الوحيد الذي ملأ عينيك فرأيت نفسك ثانيا له. تنشئ من الألقاب لنفسك ما تشاء، ما يعنيك من أقر لك بها ومن أبى :
    ابن بجدتها.. عابر القطبين.. وصاحب القلمين... وثاني أكبر مفكر بعد ابن خلدون وغيرها. بعض الذين خلت أنفسهم من حس الطرافة والدعابة رأوا فيها تعظيما للذات وتمجيدا لها. لكنها روحك الساخرة المتفكهة تتخفى أو لعلها تتجلى أحيانا عن إحساس غربة النابه.
    كان يلذ لك كل ذلك الجدل الذي تثير حول نفسك أو حول القضايا التي تطرق فتنتهي ساعات الدوام وعلى المحيا ابتسامة الرضى منك. وربما مضى المستفزون وقد نسوا ما كان من أمر حديثك. ففي الغد متسع لقول جديد ودعوة للتنوير ما تفتر عنها.
    الموت يكشف أغطيتنا ويجلي إنسانيتنا في أعين الناس. ليتك ترى أخي أي حب أحاط الناس به سيرتك واسمك ...ليتك ترى كيف اكتشف الجميع في لاعجة الحزن أنك كنت صديقا لهم جميعا...
    زميلاتك في غرفة الأخبار كن يرين فيك أخا زميلا تتساقط بينهن وبينك السنوات ثم تنهض تارة أخرى فإذا أنت أب عطوف تنصح وتواسي وتطيب الخواطر. كأنك كنت خارج الزمن. كل واحد في غرفة الأخبار كنت له صديقا على طريقتك. لديك ما تتقاسمه بينك وبينه لا يقاسمكما فيه أحد.
    ثم أنت صوت الجميع حين يتلجلج في الصدور الكلام. سيسرك وأنت تنظر من فضاء ربك الآخر أن الناس اكتشفوا ضخامة كرسيك الذي كنت تجلس عليه. كرسي يسعك أنت وبالكاد ابن خلدون ..هذا حديث يطربك ولا ريب.
    بلى فقد كنت العقل الأكثر حيوية في غرفة الأخبار والأكثر قلقا من فرط حماسته لخصيصة التفكير المعطلة في عالمنا العربي. كنت تقول حاجة الناس الى التنوير أكثر من حاجتهم للأخبار...إيمان راسخ لديك ما تعبت من الجهر به إسرارا وإعلانا...
    كان فيك شيئ من صبر نوح لكنك ما دعوت. ولعله حين يصار يوما إلى توثيق تاريخ الجزيرة على نحو دقيق سيرى الناس أي دريد كنت فينا.
    تنظر في حصاد تجربة عُمْرِ يوسف نور عوض فترى اتساع اهتماماته السياسية والفكرية والأدبية والصحافية. فقد ألف يوسف وكتب وترجم في شؤون الفكر خاصة في قضايا التعليم والحضارة.
    وكتب الشعر والرواية والشعر الغنائي وغنى له بعض المطربين في السودان. وجمع إلى ذلك احترافا في كتابة القصص الإنسانية المسلية الخفيفة للتلفزيون وهي قصص تقدم وجها للحياة آخر غير وجهها الخشن وعراكها الدموي في حيازة النفوذ.
    آه يا يوسف أيها الذكي. . كيف كنت تتقلب بين جدك وهزلك على ذلك النحو الساحر المربك؟. تكتب مقالتك في صحيفة (القدس العربي) فإذا هي انشغال مخلص وبصير بعلل السياسية ما اتصل منها بحال بلدك السودان أو بواقعها الأكثر اتعاسا في عالمك العربي.
    بلى، يكتب يوسف في التلفزيون قصصا لا تخطر على بال: قد تجد مثلا شيئا عن مهرجان للقردة الضاحكة أو سباقا للسلاحف أو مهرجان الرمي بالطامطم في إسبانيا... وجه آخر للحياة لاه يقدمه يوسف في نشرة السابعة من كل يوم
    فلا تعرف أي وجهي الحياة يسخر من الآخر. ولا تعرف أين يوسف من كل هذا. أنه يتخير شؤونا ما أبعدها عن السياسة. أيها الحكيم الساخر ..أنت هنا باحث عن الطرافة والغرابة وعن مرح العالم وعبثه ولامعقوليته أحيانا.
    كأنك تسلي طفلا بداخلك ما برح يلازمك منذ كنت تغشى برامج الأطفال في الإذاعة السودانية وأنت بعد ابن خمس. تنصرف عن الدماء والقتل المستحر في الحواضر والبوادي العربية وتشيح بوجهك عنها...
    أكنت تغايظ هذا العالم الخرب فتحيل ملهاته الدامية إلى ملهاة ضاحكة هازلة؟
    أتأمل الآن فيما كنت تصنع من انكباب على السياسة في (القدس العربي) ونفور منها في (الجزيرة) وتركها إلى غيرها من مسليات القصص
    فلا أرى كما أرى في ساعة فقدك هذه غير روح معرية استوت عندها الأشياء في انبهامها أم تراه في انفضاح جوهرها فإذا لهوها جد وجدها هزل.؟
    غير مجدٍ في ملتـي واعتقـادي نـوح بـاكٍ ولا ترنُّـم شــادِ
    وشبيهٌ صـوت النّعـي إذا قـيــس بصوت البشير في كل نـادِ
    أبكـت تلكـم الحمامـة أم غـنّــت على فرع غصنهـا الميـادِ؟
    صاح ، هذي قبورنا تملأ الرُّحــب فأين القبور من عهد عـادِ ؟
    خففِ الوطء ما أظـنُّ أديـم الأرض إلا مـن هــذه الأجـسـادِ

    ما أسرع ما يفارق يوسف قلق المعري ويستجيب لروح الشاعر المغني الذي كانه في بواكير الصبا. لأنك إن قلت أحب يوسف الحياة صدقت. وإن قلت رآها ملهاة صدقت.
    وإن قلت منحها عقله وقلبه كأن لا موت، ما بعدت عن الحقيقة كثيرا. وإن قلت استغلقت عليه و أورثته بعض حيرة ما نجعت بعيدا. وأي الناس خلا من تلك الحيرة.
    وهل كان شأن يوسف في حب بريطانيا إلا شأنا آخر مربكا؟ يحدثك عنها حديث محب متيم. ويمضي أبعد فيتغزل نثرا وشعرا بالمكان وأهله.
    وهو حديث كأنه آت من صبوات الشباب ساعة وقوفه على الفروق العظيمة في مناهج النظر والدرس وترتيب شؤون الحياة المدنية بين عالم وعالم.
    لكنك مرة أخرى تلحظ شيئا من الممازحة الجادة أو الجد الممازح في حديثه حين يرى ضيق صدر سامعيه بذلك الثناء فيزيد في الإطراء الكلف...
    هي معابثة مستفزة إن شئت وإن أحسنت الظن ما رأيتها الا تحريضا في غالب الوقت على رؤية العلل لا شيئ أكثر.
    لأن وراء ذلك الحب الجهير لبريطانيا حبا آخر ثابتا ومقيما.. لعالمه العربي.. للسودان على ضيقه بالنابهين من أبنائه..
    وليوسف حب للناصرية تلتمع عند ذكرها عيناه. أو يجتمع حب الناصرية وحب بريطانيا في قلب رجل يا رعاك الله؟
    كان في يوسف نفرة من الغباء لا تخفى ولا شئ يخرجه عن تطوره كالغباء المتعدي. ذاك الذي يتجاوز صاحبه إلى غيره. وكان يكره العجز فبين جنبيه إرادة لا تعرف رفع الرايات البيض.
    سيرته مع المرض بيان في ذلك. حدثني أنه بعد إجرائه عملية في ظهره أن الطبيب البريطاني أخبره بأنه لن ينهض بعدها وسيبقى طريح الفراش؟ قال لي: شيئ في داخلي كان يقول لي إنني سأقوم وأمشي. وقد قام.
    تربص به المرض مرة أخرى بعد فترة حتى أجلسه على كرسي. من يتجاوز السبعين يصير أميَل إلى الانسحاب من الحياة والتسليم بسلطان الزمن. يوسف ما كان كذلك.
    كان أول الآتين الى غرفة الأخبار و آخر المغادرينها. لم يقيد الكرسي حركته ولا كسر طلاقة نفسه. حتى وهو في المستشفى كنت ترى تلك الابتسامة الراضية.
    كنت أسأله بعد أن اعتل وجلس: ما يحملك على العمل ولك من المال ما يكفيك لأن تطوف العالم تتخير أحسن عواصمه وفنادقه ومظان مباهجه؟
    وتعْجَبُ اذا علمت أن متعة يوسف الكبرى كانت في العمل نفسه، في قيمته كجهد ذهني لا تقوم الحياة بغيره. وذلك درس بليغ في التنوير.. شاغل يوسف الأكبر.
    أكتب هذه الخواطر وصورة يوسف الساخر الضاحك الغاضب لحقه لا تفارق عيني. أقول في نفسي لو أنه أتيح لرجل أن يخبر بما رأى بعد أن غيبه الموت لكان يوسف.
    يوسف المولع بالأخبار ينبش فيها كل صباح ومساء فيحتج: لما تُرك هذا أو أُخذ ذاك. يستحسن تغطية ما فلا يبخل بإطراء أو يستقبح أداء ما، فيأتيك صوته من آخر الغرفة ما هذا العبث؟
    لا أحد عاد بخبر بعد الموت. فالموت حجاب أيضا وتلك حكمة ربك. في الضفة التي نقف عليها لا شيئ كثيرا تغير. لا شيئ:
    الحرب في اليمن...الحرب في سوريا...الحرب في السودان...أثقال التاريخ تنوء بها أكتاف الشيعة والسنة. إنها الأخبار التي تعرف. لا تنوير فلم يقع بعد تغيير في مناهج الدرس...
    لا يحزنك أنك غادرت الدنيا وقد اخشوشبتْ حدائق الربيع العربي. سينبلج الفجر وتقوم الفراديس كما قامت في أوروبا بعد أن أنفقت النصف الأول من قرنها الماضي وهي لا تحسن شيئا كالقتل.
    ستمضي بنا الدنيا.. ملهاة كانت أم مأساة إلى غايتها. بيننا وبينك فارق وقت لا أكثر. فقط لم يعد العالم في داخل غرفة الأخبار كما هو.
    لن يجد صديقك رفعت حمدي من يمازحه ولن تجد الحاجة كلتوم التي اصطنعتها لنفسك تتخفى وراءها كما تخفى ناجي العلي خلف حنظلته (أو حنظله لا فرق) فتنشئ على لسانها من الأسئلة الحائرة ما لا يستطيعه غيرك.
    ولن يجد ( التوكباك) -موقع التواصل الاجتماعي الخاص بالجزيرة- مثيلا لنقداتك الذكية تتبرع بها نزولا على شروط المعرفة حين تطمح إلى أن تكون مسؤولية.
    قبل أن يغمض الدكتور يوسف نور عوض عينيه أسر إلى زوجه د. أفكار محمد الحسن -رفيقة عمره وسيرته- أن السودان مهوى قلبه ومرقد أمه و أبيه وأسلافه سيكون مرقده.. لا مرقد آخر.
    ها أنت أخيرا تكشف عن سرك العظيم وحبك الأعظم.
    ثمّ صدى لمن يتمثل.. أكنته:
    تباركتَ إنّ الموتَ فرْضٌ على الفتى، ولوْ أنّهُ بَعضُ النّجومِ التي تسري
    ورُبّ امرىءٍ ، كالنّسرِ في العزّ والعلا، هَوى بسِنانٍ، مثلِ قادمةِ النّسرِ
    متى ألقَ، مِنْ بَعدِ المَنيّةِ، أُسْرَتي أُخَبّرْهُمُ أني خَلَصتُ من الأسر
    اللهم نجه. اللهم إن عبدك يوسف قد جاءك مدثرا بمحبة الناس ودعائهم إليك وجاءك بقلب وافر الظن برحمتك وعفوك فاغفر له يا الله ما كان من ذنبه كبيره وصغيره.
    اللهم أنزله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله واجعل الجنان مثواه في رفقة الصديقين والشهداء. اللهم اجبر كسر زوجه ورفيقة دربه الدكتورة أفكار وبنتيه وأحسن عزاءنا وعزاء أصدقائه ومحبيه يا الله.

    (عدل بواسطة معاوية الزبير on 01-11-2015, 02:58 PM)

                  

01-11-2015, 06:12 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)

    رثاء رائع!
    استطاع أن يكشف بقليل من الكلمات،
    جوانب عديدة من شخصية الرّاحل،
    ويجعلك كأنك محيط به علماً!
    بأسلوب أديب جدّاً!

    رحم الله الدكتور يوسف نور عوض،
    وأسكنه فسيح جناته،
    وألهم زوجه وبنتيه وأهله جميعاً الصبر وحسن العزاء!

    وشكراً لفوزي بشري!
    وشكراً لك معاوية الزبير!
                  

01-11-2015, 08:24 PM

عثمان كباشي

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 88

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: صلاح عباس فقير)

    رحم الله أستاذنا يوسف نور عوض
    ومن يكتب مثل فوزي يا معاوية؟
    نقلت ما خطه يراع أستاذنا فوزي هناك في بوستك الأول عن الراحل

    (عدل بواسطة عثمان كباشي on 01-11-2015, 08:25 PM)

                  

01-12-2015, 05:08 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: عثمان كباشي)

    عزيزاي صلاح فقيري وعثمان كباشي
    فقْدُ الدكتور يوسف نور حدث ضخم

    الأحداث الضخمة تذهل الناس ولكي يتمالكوا أنفسهم ويستقيموا من جديد عليهم برد فعل يكافئ الحدث
    وقد نجح فوزي بشرى في ذلك وربما كفانا معه فاستراح وأراح
    عليك رحمة الله يا يوسف
    وجزاك الله عنا خيرا يا فوزي
                  

01-12-2015, 05:33 AM

عبد العزيز محمد عمر

تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 2713

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)

    رحم الله الدكتور يوسف نور عوض وأسكنه فسيح جناته

    فوزي رجل مجيد... ولا يوجد من يكتب للصورة مثله في الوطن العربي


    شكرا لكم جميعا
                  

01-12-2015, 06:07 AM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: عبد العزيز محمد عمر)

    شخصيا أتفق معاك يا عبد العزيز وذلك عن متابعة لصيقة لنحو 25 عاما بحكم المهنة
    فوزي بشرى أديب وقارئ شرِه ومثقف قبل أن يكون صحفيا، وهو ما أسهم في جعل إنتاجه مميزا عن الصحفي البحت
    وهناك تقارير اخبارية كثيرة كتبها تعضد زعمنا هذا ويمكنك أن تجدها بواسطة قوقل
    مثالا، تقريره بعد فوز أوباما، هاكه

    ( أخيراً تجسّد حلم مارتن لوثر كنغ، حلمه الكبير بأمة تخرج من أغلال اللون وإيثاره، إلى فضاء الإنسانية، حيث لا تفاضل ولا تمايز، إلا بالجهد والعقل، وتلك من عجبٍ مواريث أمةٍ أخرى لا يزال بعض أهلها بلا هوية كتلةٍ وحسب "بدون".
    فاز أوباما ابن اللا مكان، فليس له في الدولة الأمريكية من ساحلها الشرقي إلى ساحلها الغربي قبرُ لسلفٍ واحد من جهة الأب، ليس هو ابن النخبة الأنجلوساكسونية المنتفذّة في السياسة والمال والعسكرية، حظ السود دائما خُلَّصاً كانوا أو هجين يتسع في الرياضة والفن فمن ضنك عيشهم وحنينهم إلى الأوطان المجهولة، خرجت موسيقى الجاز مفعمةً بالحزن ونُشدان ما لا يدرك.
    "فاز أوباما" جملة ستشق التاريخ في الولايات المتحدة إلى نصفين، ما قبل فوز أوباما وما بعده، به يستعيد الحلم الأمريكي من جديد عنفوان وجوده الذي ظُنّ أنه مات أو كاد، فيما دكته بوارج بوش في حروبه المتعددة.
    "فاز أوباما"، وليس له من قبيل كثير يأوي إليه، امرأتان هما والدته آن دنهام وجدته مادلين دنهام وجده ستانلي دنهام، هل التأريخ ابن الصدفة؟ هل كانت الولايات المتحدة لكي تتصالح مع ذواتها المتعددة أو قل مع ذلك الجزء الأسود من ذاتها بحاجة إلى أن تنتظر كل ذلك الوقت؟ حتى يأتي الغريب المنقذ فيقضي وطراً من امرأة بيضاء ليفتح الـتأريخ أبوابه؟
    تزوج حسين أوباما المسلم القادم من كينيا في أفريقيا بآن دنهام المسيحية البيضاء، فأنجبت له باراك وهو في اللغة السواحلية في معنى مبارك، يبلغ الطفل باراك عامين ينفصل الوالدان، يقرر الأب العودة، لقد انتهت المهمة التاريخية، فقط على الولايات المتحدة أن تنتظر سبعة وأربعين عاما لعبر بها ابنه إلى خلاص روحها، أهي نظرية الغريب المخلص في أبها تجلياتها؟ الغريب الذي يهز عرائش السائد..؟ ربما، فالذين يبحثون عن المصالحات التاريخية الكبرى في تاريخ الإنسانية لا يمكن أن يتجاوزوا ما حدث في الولايات المتحدة، ولكن انتصار أوباما فضلاً عن كونه انتصاراً باهراً لفكرة دولة المؤسسات ولنضوج الممارسة الحزبية، إلا أنه في تجليه الأكبر انتصار لزحف كبير بدأته حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة.
    "لدي حلم كبير"... عبارة أطلقها مارتن لوثر كنغ استودعها كل عذابات السود وهم يتلفحون ايهابا يسد في وجوههم أبواب الكنائس والمسارح، ويضطرهم إلى أضيق الطريق،حلم على وقع حذاءه سارت الغافلة السوداء تطلب فجر حريتها... "لدي حلم كبير" يقول كنغ في يوم يجيء يتعانق فيه أبناء العبيد السود مع أبناء سادتهم السابقين من البيض. واغتيل كنغ ولكن حلمه لم يمت.
    روزا باركس اسم آخر سبق كنغ وشكّل منارة هاديةّ لحركة السود نحو التحرر.، الملايين من السود أخلوا كراسيهم في الحافلات العامة، ليجلس عليها سيد أو سيدةٌ بيضاء إلاّ روزا باركس، قالت في لحظة مفصلية من تاريخها الشخصي لسائق الحافلة الذي أمرها بالوقوف: لقد سئمت كل هذا لن أترك مقعدي، ما كان موقفا شخصياً سيصبح فيما بعد واحدةً من أنصع صفحات التحدي إشراقات تحدي في التاريخ الإنساني حيث انهارت جذور الفصل العنصري، إما بأي مقدار سيكون لفوز أوباما من أثر خارج الولايات المتحدة فذلك أمر محكوم يقدره الخارج على التأمل في الواقع، المفارقة أن فوز أوباما الشاهدة على رحابة الإنسانية الأمريكية سيكون محرجا لإسرائيل بديمقراطيتها المتعلقة على هويتها اليهودية، فإسرائيل لا تملك لأمثال أوباما وعودا بأن يكون شيئاً.
    أوباما قد يلهم في السياسة في بلاد لا تزال تمارسها وهي تتعارك عبر قبائلها ووهم أعراقها الصافية والمعتكرة، وربما أغرى فوز أوباما كثيرين التفكير في بؤس واقع اللا هوية الذي يعيش فيه أبناءٌ بدون لآباء بدون، وربما كان فوز اوباما محرضا لقارته الأفريقية أن تنطلق من إيثار قبائلها إلى رحابة أوطان يمكن أن تسع الكثيرين، كما وسعت أمريكا ابنهم أوباما، بيد أن فوز أوباما ربما يعين كثيرين على التحرر من وهم حق الأبناء في خلافة آبائهم في بعض دول المنطقة فظاهرة حكم بوش الابن بعد حكم والده أشاعت وهم التوريث باعتباره فضيلة ديمقراطية.
    أوباما بفوزه بدد ذلك الوهم فالنداء الجديد أن تبحث كل أمة في أوباماها وهي مباحث في إنسانيتها بمقدار ما في سياستها وثقافتها وصميم ذاتها.)
                  

01-12-2015, 06:33 AM

محمد محمد قاضي
<aمحمد محمد قاضي
تاريخ التسجيل: 12-23-2014
مجموع المشاركات: 1724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)

    ألهم أرحم وأغفر لعبد يوسف نور عوض وأسكنه الفردوس الأعلي مع الصديقين
    والنبيين والشهداء وحسن أؤلائك رفيقاً

    إعلامي في قامة المرحوم وفي مثل هذه المؤسسة الإعلامية المرموقة قناة الجزيرة
    لكنه عاش ومات في سكون مثل كل المبدعين في بلدنا السودان

    أحسن الله عزاكم أخي معاوية ولجميع الإعلاميين ومعارف وأصدقاء وأسرة المرحوم

    تحياتي للأديب الأريب فوزي بشري

    حسين قاضي
                  

01-12-2015, 11:16 AM

عاطف عمر
<aعاطف عمر
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 11152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)

    تكرار التعازي لأسرة الراحل د. يوسف نور عوض
    ولأصدقائه
    ولزملائه
    ولتلاميذه
    ألهمهم الله تعالى الصبر الجميل
    وللراحل الكبير نرجو غفران المولى العزيز وعظيم رضوانه
    Quote: على صلةٍ ( ما ) بالموضوع أرجوك مُر على رثاء فوزي بشرى للراحل د. يوسف
    تجد الكلمات هي الكلمات التي نعرفها جميعا لكن الإبداع في الاستخدام والتداعي

    شكري الجزيل لك عزيزي ود الزبير - رغم المناسبة الحزينة - شكري الجزيل لك إن أردت لى إستمتاعاً باللغة الجزلة
    إستمتاع بـ ( السهل الممتنع )....
    ثم غفر الله لك
    إن طاف في ذهنك مجرد خاطر أن أستطيع أن أعقب على مثل هذا الحديث
    نقرأه
    نتأمله
    ثم ندعو من أعطى الأستاذ فوزي مثل هذه الطلاقة أن ينعم علينا بمثل ما أنعم عليه
    ويزيده من فضله


    تكرار الشكر
                  

01-12-2015, 02:13 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: عاطف عمر)

    Quote: إعلامي في قامة المرحوم وفي مثل هذه المؤسسة الإعلامية المرموقة قناة الجزيرة
    لكنه عاش ومات في سكون مثل كل المبدعين في بلدنا السودان
    نعم أخي حسين قاضي
    د. يوسف رحل ولم يُعرف داخل وطنه، أو قل لم يعد يذكره حتى أبناء جيله بله الأجيال اللاحقة
    بدليل أن عدد المشيعين ربما لم يتجاوز مائتي شخص جلهم من الأهل ومعارفهم من حلة حمد
    إن غياب المبدع عن وطنه له تأثير كبير على مستوى حضوره في أذهان أهل البلد
    لكن يكفي أن دكتور يوسف كتبَ وقدّم معارفة للإنسانية عامة ولم يخص بها السودان
    رحمه الله.
                  

01-12-2015, 02:41 PM

معاوية الزبير
<aمعاوية الزبير
تاريخ التسجيل: 02-07-2003
مجموع المشاركات: 7893

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)

    Quote: ثم غفر الله لك
    إن طاف في ذهنك مجرد خاطر أن أستطيع أن أعقب على مثل هذا الحديث
    نقرأه
    نتأمله
    ثم ندعو من أعطى الأستاذ فوزي مثل هذه الطلاقة أن ينعم علينا بمثل ما أنعم عليه
    ويزيده من فضله
    الحزن يولّد في صاحبه طاقة جبارة، كلٌ منا يوجهها أين استطاع سبيلا
    فقْد د. يوسف كان كبيرا علينا، وفوزي أحد ملوك الكتابة فجسّد حزنه بالكلمات بقدر الفقد
    فشكرا له أن أشركنا في متنفسه هذا
    ورحم الله دكتور يوسف
    تعرف يا عاطف بالمناسبة، من أصحاب اللقب القلائل الذين لا يستطيع أحد منا (نحن معارف الفقيد)
    أن ينطق باسمه في أي مناسبة بحضوره أو غيابه دون لقب دكتور، حتى يكفي أن تقول دكتور يوسف
    في حضرة من يعرفه فلا يذهب بال أحد إلى أي اختصاصي آخر يعرفه
    رحمة الله تتنزل عليه
    وأشكرك
                  

01-12-2015, 03:04 PM

الصادق البديري

تاريخ التسجيل: 02-26-2013
مجموع المشاركات: 128

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)

    لا حول ولا قوة إلا بالله...
    اللهم أرحمه وأغفر له وأجعل عالي الجنان مثواه يا رب العالمين....

    لعلها حداثة التجربة...واختلاف مواقع العمل التي حالت دون التواصل الحميم بيني والفقيد...
    التقيته شخصيا مرتين تقريبا، وتحادثنا عل الهاتف مرة واحدة...
    ولكن رغم ذلك، ترك رحيله أثرا عميقا في النفس، وهزة بالغة في الوجدان...
    ألف رحمة ونور أستاذ يوسف...
    الصبر والسلوان لأسرته في شبكة الجزيرة الإعلامية، ولإخوته السودانيين بقطر...ولآهله وذويه في كل أركان الدنيا...
    ولا أراكما الله مكروها أساتذتي فوزي ومعاوية.....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de