|
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: عبد العزيز محمد عمر)
|
شخصيا أتفق معاك يا عبد العزيز وذلك عن متابعة لصيقة لنحو 25 عاما بحكم المهنة فوزي بشرى أديب وقارئ شرِه ومثقف قبل أن يكون صحفيا، وهو ما أسهم في جعل إنتاجه مميزا عن الصحفي البحت وهناك تقارير اخبارية كثيرة كتبها تعضد زعمنا هذا ويمكنك أن تجدها بواسطة قوقل مثالا، تقريره بعد فوز أوباما، هاكه
( أخيراً تجسّد حلم مارتن لوثر كنغ، حلمه الكبير بأمة تخرج من أغلال اللون وإيثاره، إلى فضاء الإنسانية، حيث لا تفاضل ولا تمايز، إلا بالجهد والعقل، وتلك من عجبٍ مواريث أمةٍ أخرى لا يزال بعض أهلها بلا هوية كتلةٍ وحسب "بدون". فاز أوباما ابن اللا مكان، فليس له في الدولة الأمريكية من ساحلها الشرقي إلى ساحلها الغربي قبرُ لسلفٍ واحد من جهة الأب، ليس هو ابن النخبة الأنجلوساكسونية المنتفذّة في السياسة والمال والعسكرية، حظ السود دائما خُلَّصاً كانوا أو هجين يتسع في الرياضة والفن فمن ضنك عيشهم وحنينهم إلى الأوطان المجهولة، خرجت موسيقى الجاز مفعمةً بالحزن ونُشدان ما لا يدرك. "فاز أوباما" جملة ستشق التاريخ في الولايات المتحدة إلى نصفين، ما قبل فوز أوباما وما بعده، به يستعيد الحلم الأمريكي من جديد عنفوان وجوده الذي ظُنّ أنه مات أو كاد، فيما دكته بوارج بوش في حروبه المتعددة. "فاز أوباما"، وليس له من قبيل كثير يأوي إليه، امرأتان هما والدته آن دنهام وجدته مادلين دنهام وجده ستانلي دنهام، هل التأريخ ابن الصدفة؟ هل كانت الولايات المتحدة لكي تتصالح مع ذواتها المتعددة أو قل مع ذلك الجزء الأسود من ذاتها بحاجة إلى أن تنتظر كل ذلك الوقت؟ حتى يأتي الغريب المنقذ فيقضي وطراً من امرأة بيضاء ليفتح الـتأريخ أبوابه؟ تزوج حسين أوباما المسلم القادم من كينيا في أفريقيا بآن دنهام المسيحية البيضاء، فأنجبت له باراك وهو في اللغة السواحلية في معنى مبارك، يبلغ الطفل باراك عامين ينفصل الوالدان، يقرر الأب العودة، لقد انتهت المهمة التاريخية، فقط على الولايات المتحدة أن تنتظر سبعة وأربعين عاما لعبر بها ابنه إلى خلاص روحها، أهي نظرية الغريب المخلص في أبها تجلياتها؟ الغريب الذي يهز عرائش السائد..؟ ربما، فالذين يبحثون عن المصالحات التاريخية الكبرى في تاريخ الإنسانية لا يمكن أن يتجاوزوا ما حدث في الولايات المتحدة، ولكن انتصار أوباما فضلاً عن كونه انتصاراً باهراً لفكرة دولة المؤسسات ولنضوج الممارسة الحزبية، إلا أنه في تجليه الأكبر انتصار لزحف كبير بدأته حركة الحقوق المدنية في الولايات المتحدة. "لدي حلم كبير"... عبارة أطلقها مارتن لوثر كنغ استودعها كل عذابات السود وهم يتلفحون ايهابا يسد في وجوههم أبواب الكنائس والمسارح، ويضطرهم إلى أضيق الطريق،حلم على وقع حذاءه سارت الغافلة السوداء تطلب فجر حريتها... "لدي حلم كبير" يقول كنغ في يوم يجيء يتعانق فيه أبناء العبيد السود مع أبناء سادتهم السابقين من البيض. واغتيل كنغ ولكن حلمه لم يمت. روزا باركس اسم آخر سبق كنغ وشكّل منارة هاديةّ لحركة السود نحو التحرر.، الملايين من السود أخلوا كراسيهم في الحافلات العامة، ليجلس عليها سيد أو سيدةٌ بيضاء إلاّ روزا باركس، قالت في لحظة مفصلية من تاريخها الشخصي لسائق الحافلة الذي أمرها بالوقوف: لقد سئمت كل هذا لن أترك مقعدي، ما كان موقفا شخصياً سيصبح فيما بعد واحدةً من أنصع صفحات التحدي إشراقات تحدي في التاريخ الإنساني حيث انهارت جذور الفصل العنصري، إما بأي مقدار سيكون لفوز أوباما من أثر خارج الولايات المتحدة فذلك أمر محكوم يقدره الخارج على التأمل في الواقع، المفارقة أن فوز أوباما الشاهدة على رحابة الإنسانية الأمريكية سيكون محرجا لإسرائيل بديمقراطيتها المتعلقة على هويتها اليهودية، فإسرائيل لا تملك لأمثال أوباما وعودا بأن يكون شيئاً. أوباما قد يلهم في السياسة في بلاد لا تزال تمارسها وهي تتعارك عبر قبائلها ووهم أعراقها الصافية والمعتكرة، وربما أغرى فوز أوباما كثيرين التفكير في بؤس واقع اللا هوية الذي يعيش فيه أبناءٌ بدون لآباء بدون، وربما كان فوز اوباما محرضا لقارته الأفريقية أن تنطلق من إيثار قبائلها إلى رحابة أوطان يمكن أن تسع الكثيرين، كما وسعت أمريكا ابنهم أوباما، بيد أن فوز أوباما ربما يعين كثيرين على التحرر من وهم حق الأبناء في خلافة آبائهم في بعض دول المنطقة فظاهرة حكم بوش الابن بعد حكم والده أشاعت وهم التوريث باعتباره فضيلة ديمقراطية. أوباما بفوزه بدد ذلك الوهم فالنداء الجديد أن تبحث كل أمة في أوباماها وهي مباحث في إنسانيتها بمقدار ما في سياستها وثقافتها وصميم ذاتها.)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)
|
ألهم أرحم وأغفر لعبد يوسف نور عوض وأسكنه الفردوس الأعلي مع الصديقين والنبيين والشهداء وحسن أؤلائك رفيقاً
إعلامي في قامة المرحوم وفي مثل هذه المؤسسة الإعلامية المرموقة قناة الجزيرة لكنه عاش ومات في سكون مثل كل المبدعين في بلدنا السودان
أحسن الله عزاكم أخي معاوية ولجميع الإعلاميين ومعارف وأصدقاء وأسرة المرحوم
تحياتي للأديب الأريب فوزي بشري
حسين قاضي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)
|
تكرار التعازي لأسرة الراحل د. يوسف نور عوض ولأصدقائه ولزملائه ولتلاميذه ألهمهم الله تعالى الصبر الجميل وللراحل الكبير نرجو غفران المولى العزيز وعظيم رضوانه
Quote: على صلةٍ ( ما ) بالموضوع أرجوك مُر على رثاء فوزي بشرى للراحل د. يوسف تجد الكلمات هي الكلمات التي نعرفها جميعا لكن الإبداع في الاستخدام والتداعي |
شكري الجزيل لك عزيزي ود الزبير - رغم المناسبة الحزينة - شكري الجزيل لك إن أردت لى إستمتاعاً باللغة الجزلة إستمتاع بـ ( السهل الممتنع ).... ثم غفر الله لك إن طاف في ذهنك مجرد خاطر أن أستطيع أن أعقب على مثل هذا الحديث نقرأه نتأمله ثم ندعو من أعطى الأستاذ فوزي مثل هذه الطلاقة أن ينعم علينا بمثل ما أنعم عليه ويزيده من فضله
تكرار الشكر
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: عاطف عمر)
|
Quote: إعلامي في قامة المرحوم وفي مثل هذه المؤسسة الإعلامية المرموقة قناة الجزيرة لكنه عاش ومات في سكون مثل كل المبدعين في بلدنا السودان |
نعم أخي حسين قاضي د. يوسف رحل ولم يُعرف داخل وطنه، أو قل لم يعد يذكره حتى أبناء جيله بله الأجيال اللاحقة بدليل أن عدد المشيعين ربما لم يتجاوز مائتي شخص جلهم من الأهل ومعارفهم من حلة حمد إن غياب المبدع عن وطنه له تأثير كبير على مستوى حضوره في أذهان أهل البلد لكن يكفي أن دكتور يوسف كتبَ وقدّم معارفة للإنسانية عامة ولم يخص بها السودان رحمه الله.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)
|
Quote: ثم غفر الله لك إن طاف في ذهنك مجرد خاطر أن أستطيع أن أعقب على مثل هذا الحديث نقرأه نتأمله ثم ندعو من أعطى الأستاذ فوزي مثل هذه الطلاقة أن ينعم علينا بمثل ما أنعم عليه ويزيده من فضله |
الحزن يولّد في صاحبه طاقة جبارة، كلٌ منا يوجهها أين استطاع سبيلا فقْد د. يوسف كان كبيرا علينا، وفوزي أحد ملوك الكتابة فجسّد حزنه بالكلمات بقدر الفقد فشكرا له أن أشركنا في متنفسه هذا ورحم الله دكتور يوسف تعرف يا عاطف بالمناسبة، من أصحاب اللقب القلائل الذين لا يستطيع أحد منا (نحن معارف الفقيد) أن ينطق باسمه في أي مناسبة بحضوره أو غيابه دون لقب دكتور، حتى يكفي أن تقول دكتور يوسف في حضرة من يعرفه فلا يذهب بال أحد إلى أي اختصاصي آخر يعرفه رحمة الله تتنزل عليه وأشكرك
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الصحفي فوزي بشرى يرثي زميله الراحل د. يوسف نور عوض (Re: معاوية الزبير)
|
لا حول ولا قوة إلا بالله... اللهم أرحمه وأغفر له وأجعل عالي الجنان مثواه يا رب العالمين....
لعلها حداثة التجربة...واختلاف مواقع العمل التي حالت دون التواصل الحميم بيني والفقيد... التقيته شخصيا مرتين تقريبا، وتحادثنا عل الهاتف مرة واحدة... ولكن رغم ذلك، ترك رحيله أثرا عميقا في النفس، وهزة بالغة في الوجدان... ألف رحمة ونور أستاذ يوسف... الصبر والسلوان لأسرته في شبكة الجزيرة الإعلامية، ولإخوته السودانيين بقطر...ولآهله وذويه في كل أركان الدنيا... ولا أراكما الله مكروها أساتذتي فوزي ومعاوية.....
| |

|
|
|
|
|
|
|