بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة - مأمون التلب

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 11:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-30-2014, 08:14 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة - مأمون التلب

    بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة
    نشرت بواسطة: مأمون التلب 2014/12/29





    (1)
    سعدت مؤخراً بنبأ فوز الكاتب حمور زيادة بجائزة نجيب محفوظ عن روايته (شوق الدرويش)؛ وسعدت أكثر، إذ لم أتحصّل على نسخة، أن يحدّثني كاتب صديق عزيز، مثقف رفيع وناقد متعمّق منزّه عن (الغَرَض)، عن أن الرواية (نجحت في معالجة التاريخ روائيّاً). أرسلت للكاتب رسالة تهنئة، وتحدثنا معه هاتفيّاً حسام هلالي وشخصي، وقد كان كعادته ودوداً ومتواضعاً ولطيفاً.
    لا يُقرَنُ اسمانا إلا وذُكِرت (الحملة الدفترداريّة)، بتعبير فيصل محمد صالح، التي كنت أقودها ضد حمور عبر مقالاتي في (صحيفة الأحداث)، وربما كان الهجوم عنيفاً وقاسياً بعض الشيء، ولكنه (حدَث) وقعَ في الماضي، علّقنا عليه في حينه، ولن يغير فوز الجائزة، بالتأكيد، من رأيي في القصّة (موضع النزاع) ذي الطابع السياسي حينها. تجاوز كلانا الأمر، فلحمور مشروع كتابة يثابر عليه، ونذر له حياته، ونعرف أن الوقت ثمينٌ بالنسبة إليه بمتابعتنا لسلسلة الكتب التي صدرت له في السنوات القليلة الماضية. التقينا بعد شهور من نشر سلسلة المقالات تلك في القاهرة، فنحن نتعارف قبل ذلك، وانتهى الحوار والنقاش في مقاهي القاهرة باحترام متبادل ومتعة الرفقة.
    اليوم نتقدّم له جميعاً بالتهنئة على الإنجاز والجهد والصبر، على إيمانه الذي لا يصدأ بالتاريخ و(الكتب الصفراء) [كما يصف نفسه في رسالة]، فهو قد أخرج منها مولوداً حديثاً مُعاصراً وحيّاً، وقد نال التقدير وأوجب الاحتفاء. يعتقد صديقي الناقد أن الرواية مؤهلة لنيل البوكر، خصوصاً بعد نيلها لجائزة نجيب محفوظ هذا العام! من ناحيةٍ أخرى، عليّ أن أقر بأنني لم أقرأ للكاتب نصّاً كاملاً سوى تلك القصة موضع النزاع، وذلك أمر يتعلّق بـ(أقدار القراءة) خاصَّتي لا أكثر. وليس في الأمر ما يُزعج، فالآلاف والآلاف من الناس سوف تقرأ كتب حمور حول العالم؛ خصوصاً بعد الترجمة، فالثورة المهديّة عالم غامض، جميلٌ وأدبيٌّ جدّاً في قلب المراجع التاريخيّة المُستخدمة.
    (2)
    قبل أيام أرسل لي ذات الصديق الناقد رابطاً فتحته، فإذا بشخص يشنّ حملة (إثارة كراهيّة)، تصل حدَّ إهدار الدم، ضد الكاتب حمور زيادة على موقع فيسبوك. وبعد مطالعتي لنص البوست المكتوب والتعليقات، عرفت أن هذا الشخص من طائفة الأنصار، وأنه يستثير الطائفة ضدّ الكاتب. الآن أصبح الأمر جد جد! وأنا، بهذه الكتابة، أتوجّه إلى إمام الأنصار السيّد الصادق المهدي، بطلب قراءة الكتاب ومطالعة نص خطاب الكراهية هذا:
    [احتفى المصريون وفلول الترك برواية للكاتب السوداني حمور زيادة (شوق الدراويش) (كذا!)، وحصلت على جائزة نجيب محفوظ للآداب العام بالقاهرة. وجاء في الأخبار المصريّة أن الرواية ممتازة ناضجة تصوّر القهر والدمار الذي سببته الانتفاضة المهديّة، وتتألق في سردها لعالم الاستبداد والعبودية في حقبة المهديّة، رواية (الحمور) (كذا) لو صدرت في السودان لواجه كاتبها الضرب بأحذية (المراكيب) بدلاً من الاحتفاء والتكريم، حمور زيادة وضع نفسه في مثابة الكاتب المهدر دمه (سلمان رشدي)، الرواية ووجهت بسخط واسع في السودان خاصة وسط طائفة الأنصار، إنه من المؤسف أن يتحوّل أبناء الوطن من أمثال عبد العزيز بركة ساكن وحمور زيادة و#################### إلى أعداء للدين والوطن، ينفثون أحقادهم وإسقاطاتهم النفسيّة على المجتمع في كتابات نتنة تسمّى (أدب) تخالف التقاليد والأعراف، يزورون فيها ويكذبون مقابل أن ينالوا رضا الأعداء وبسبب معارضتهم للنظام].
    لا يمكن أن نرمي اللوم على طائفة الأنصار بالتأكيد، فهم أناسٌ مؤمنون، وعقيدتهم محل احترام جميع شعوب وعقائد السودان، وبطوليّة الثورة المهديّة هي حَدَثٌ تاريخيٌّ عالميٌّ واستثنائي، ثورة رَفَعت حاجب العالم إعجاباً، وفي كلّ ثورةٍ، كما نعلم، الكثير من ما يؤسف له، ويُفخر به، الألم والانتصار والإيمان والمحبة والتفاني. لقد جاء المؤرخون من العالم ولا تزال البحوث والآداب تخرج من تلك الحقبة الغنيّة بالدروس الإنسانيَّة. ولكن من أين أتى سهم السُّمِّ هذا، وفي أية تربةٍ زُرِعت بذرة الفتنة؟ الأدلّة كانت تشير، بدايةً، إلى الإعلام المصري بذريعة (جاء في الأخبار المصريّة) الواردة في البيان: كيف لصحفي أن يُدلي بتصنيفات سياسيّة خطيرة كهذه تجاه واحدةٍ من أقوى وأقدم حركات التحرر من الاستعمار في أفريقيا والشرق الأوسط؟ أية صحيفةٍ وَلَغَت في ابتسار الرواية بهذا الأسلوب، ولأية مصلحة؟ لا، لقد كانت الصدمة تنتظرني؛ لم تكن الصحافة المصريّة ولا يحزنون، لقد كانت، للأسف، لجنة تحكيم (جائزة نجيب محفوظ) “شخصيَّاً”!.
    (3)
    نقرأ في العرض الذي قدّمته صحيفة (الأهرام) عن الرواية: [وتدور أحداث رواية "شوق الدرويش" الصادرة مؤخراً عن دار العين للنشر بالقاهرة، في خضم الثورة المهدية (1885-1899) التي قامت في السودان بزعامة "محمد أحمد المهدي" رداً على مظالم الحكم التركي المصري وقتئذ، وترصد الرواية أحداث تلك الثورة من خلال رحلة العبد "بخيت منديل"]، ثم ندلف إلى كلمة لجنة التحكيم الضافية، التي “تتألَّق” في وصف وتحليل حيثيات اختيار الرواية للفوز، بأسلوب جميل ومركّز، إلى أن نصل معها إلى (الحفرة) التي دُفِنت فيها البذرة العجيبة!
    نجد البذرة التي ستُشعِلُ النار في ختام خطاب لجنة التحكيم، نراقب الطريقة التي أُلقِيَت بها، (بذات سذاجة رسّام الكارتون الدنماركي، أو صاحب الفيلم البايخ إيَّاه!) لقد خَتَمت اللجنة خطابها باتهامٍ سياسيٍّ يُعتبرُ، في عصرنا الحالي، خطيراً ومثيراً للقشعريرة والخوف، فاللجنة نَطَقت، بعد أن حوّلت الـ(ثورة) إلى (انتفاضة): [ففي تصويرها (شوق الدرويش) للدمار الذي سببته الانتفاضة المهديّة، وهي حركة دينيَّة متطرّفة عنيفة، تأتي شوق الدرويش كتجسيد قوي للمشهد الراهن في المنطقة، حيث تعمّ الفوضى نتيجة التطرّف الديني]!!
    ما الذي حدث الآن؟ وما الذي سيحدث؟ ما حدث أن الأستاذ الذي كتب (خطاب الكراهية) ضد حمور لم ولن يقرأ الرواية، وحتى وإن فَعَل فإنه لن يراها، أبداً! ما سيحدث هو أن أغلبيّة من سينفعلون ويُستَفزون عاطفيّاً ضد الكتاب وضد الكاتب، لن يُجهدوا أنفسهم في مطالعة الكتاب، سيجهدونها بالغضب! ذلك إن لم يكن هناك فعل تهدئة وتوضيح لهذا اللبس المُختَلَق لخطاب اللجنة السياسي الفج!
    ولزيادة الطين بَلَّة، صارَ هذا المقطع تحديداً نجمَ المسلسل: لقد حاز على اهتمام جميع الصحف التي قامت بتغطية الحدث؛ وذلك ليس بالأمر الغريب على الإطلاق، فقد اختارت لجنة التحكيم المبجلّة، أولاً، أن تزرع بذرة آرائها السياسوإعلاميَّة في خطاب المؤتمر الصحفي، و، ثانياً، اختارت المقطع لتختم الفاصل بدقّ عنق الرواية والكاتب!
    إن تصنيف (حركة دينية متطرفة عنيفة) عجيب، فهو مصطلح إعلامي مُروَّج له حديثاً في الحرب العالمية المستمرّة هذه، التي تُرى نيرانها في كلّ مكان، لقد أُدخل الكتاب، بهذه الطريقة، وزجَّ به إلى ساحة النزاع، ليس الكتاب وحده وإنما تاريخ الثورة المهديّة التي كانت تحرراً من المستعمر، وتحويلها، بقدرةٍ عجيبةٍ وبوقاحة، إلى (تجسيد قوي للمشهد الراهن في المنطقة، حيث تعمّ الفوضى نتيجة التطرّف الديني).
    إنني لا أتحدث هنا عن أي آراءٍ تخصّني حول تاريخ الثورة المهديّة، وكذلك لست (أنصاريّاً) وإن كان لي الكثير والكثير من الأصدقاء والصديقات من بينهم، إنني أتحدث عن هذا التاريخ كما تعتز به شعوب مختلفة تجمّعت خلف راية رجلٍ واحد وبايعته في هذا البلد، أتحدث عنه كما ينظر إليه السودانيون، كما يطالعونه في كتب التاريخ. فهل كانت الثورة (تطرّفاً دينيّاً فوضويَّاً)؟ أم كان الدين مُلهِماً لها ولشعوبها في مقاومة القهر والظلم والاستعباد الذي ساد في عصور الحكم التركي المصري؟ ألم تكن معركة تحرير الخرطوم، ولا زالت، درساً في العسكريَّة يُدرّس في الكليات الحربيّة، وإبرازاً لإرادة الشعوب عندما يرين الظلام؟
    لا مانع، بتاتاً، من أن تخرج جميع وجهات النظر والزوايا حول الثورة، بل ذلك مطلوب، فكتب التاريخ المدرسيّة تسرد سيرَ شخصيّات وأحداث كُبرى، ويُغيَّبُ فيه فعل الأفراد الغامض؛ الكثير من الحيوات المجهولة هناك. فهنا ميزة الفن؛ أنّه يُخرج تلك الحيوات ويذكّرنا بوجودها، بفاعليّتها وتأثيرها مهما كانت “آراؤنا الأخلاقيّة” حولها، ومهما كان صِغَر حجم أثرها؛ فلماذا إذن تُقدم لجنة الجائزة على تنفيذ ذات القهر على التاريخ، وعلى وجهات النظر المختلفة، بإطلاق (أحكامٍ سياسيّةٍ آنيةٍ) بهذه الضخامة؟ ما الذي ستستفيده اللجنة؟
    إنّه عصرٌ عجيبٌ هذا الذي نعيش فيه، إنه استثنائي، لقد دُشِّنَت الألفيَّة الثالثة بهذا الكم الهائل من التناقض الذي أنتج في النهاية، ويا للعجب، لغة جديدة! يستخدمها الإعلام، وتُحشر في التربية والتعليم، وتلهج بذكرها ألسنة الساسة! وها نحن نشهدها (مُستَخدَمَةً) في خطابات لجان تحكيم الجوائز الأدبيَّة، التي تنهب تراب المقابر بحوافرها السياسيَّة؛ وها نحن نرى فرسان اللجنة على أحصنتهم يرفعون كُتب (نجيب محفوظ) على أسنّة الرماح!

    http://www.albaeed.com/%D8%A8%D8%B0%D8%B1%D8%A9%D9%8F-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%91%D8%A7%D8%B1-%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A8-%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%A9-%D8%B6%D8%AF-%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%B1-%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF/http://www.albaeed.com/%D8%A8%D8%B0%D8%B1%D8%A9%D9%8F-%D8%A7...2%D9%8A%D8%A7%D8%AF/
                  

12-31-2014, 11:55 AM

ود الخليفه
<aود الخليفه
تاريخ التسجيل: 07-21-2002
مجموع المشاركات: 3178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة - مأمون التلب (Re: بله محمد الفاضل)

    مع الروائية ليلى أبو العلا: تفتيش أمني في حارة المغني .. بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل
    الخميس, 25 كانون1/ديسمبر 2014 19:50
    غربا باتجاه الشرق
    mailto:[email protected]@msn.com

    (1)

    انتابني شئ من الأسى الممزوج ببعض القلق وأنا اتابع بحرص واهتمام بالغين أنباء وتداعيات الضجة التي ثارت مؤخراً حول وزيرة الثقافة الفرنسية مدام فلور بيليران. مشاعر الأسى انصرفت الى الوزيرة إذ أحسست تجاهها بكثير من التعاطف في مواجهة موجة الانتقادات القاسية التي غمرتها من حيث لم تحتسب.
    وكانت المحافل الثقافية الاوربية قد اضطربت واصطخبت بعد ان روّعتها تصريحات الوزيرة القائمة على أمر الثقافة في فرنسا، والتي أدلت بها من خلال حوار تلفازي مع قناة كانال بلوس الفرنسية، حيث قالت الوزيرة – ويا للهول - أنها لم تقرأ رواية واحدة على مدار العامين الماضيين. ثم اعترفت بعد ملاحقة من المذيعة – وذلك هو الأنكى - بأنها لم تقرأ اى كتاب للأديب الفرنسي باتريك موديانو الذي حاز على جائزة نوبل للآداب لعام 2014، وقبلها على جائزتي الاكاديمية الفرنسية وغونكور الرفيعتين.
    وقد احدثت اعترافات الوزيرة صدمة هائلة، استحالت الى هرج ومرج بين منسوبي قبيلة بني ثقيف في فرنسا، موطن موليير وسارتر. والفرنسيس يقدسون الثقافة ويزهون بتفوقهم في مضاميرها. وتُعد القراءة في عقيدتهم عنصراً راكزاً من عناصر تكوين الشخصية. وتعتبر فرنسا نفسها رائدة في انتاج واستهلاك الكلمة المقروءة.
    وكذلك كان الأمر في غير فرنسا من بلدان المجموعة الاوربية، التي رأت قطاعات مقدرة من الرأى العام فيها ان الوزيرة ربما لم يكن لديها محصول كاف وسعة ثقافية حقيقية تؤهلها لتولى المنصب.

    (2)
    هذا عن إحساس الأسى تجاه الوزيرة. اما مشاعر الانزعاج والقلق فقد كانا من نصيبي أنا شخصياً في مبتدأ الأمر. إذ اخذت، وعلى عجل، أقلب الأضابير في عقل بالي محاولاً تذكر أية أسماء لروايات قرأتها، ومواقيت قراءتها، خلال الاشهر الاثني عشر الذاهبة.
    ولكن القلق زال بأمر الله، بعد ان استوثقت من انني قرأت خلال هذا العام رواية بعنوان (احدى عشر دقيقة) لروائي وقاص برازيلي اعتقد ان اسمه باولو كويلو. كانت رواية كويلو هذه تتوهط ورق كتاب حقيقي ذي غلاف أمامي وغلاف خلفي. غير أنني تذكرت انني عبرت أيضاً من فوق نسخ اسفيرية مقرصنة لروايات اخرى، لا داعى لذكر عناوينها لأسباب قانونية.
    إذن انا موقفي سليم والحمد لله. صحيح أنني لست وزيراً للثقافة، مثل مدام فلور بيلوران. وصحيح أيضاً انني شديد الحرص على المرور الآمن من تحت جميع الرادارات، فلا ادلى بأية أحاديث او تصريحات (الا في مجتمعات الواتساب المغلقة)، وبالتالي فلن يلومني أحد اذا عرف أنني لا اقرأ الروايات. ولكن، ومع ذلك كله، فإن الاحتياط واجب!
    ومن قاعدة ذلك الحرص، وبغية تعزيز موقفي الثقافي تحسباً لأى تفتيش فجائي، فقد قررت ان اضيف رواية اخرى لقراءاتي هذا العام. وهكذا وجدت نفسي مستغرقاً في مطالعة نسخة مترجمة من رواية طار بذكرها الركبان للروائية السودانية الاستاذة ليلي أبو العلا، تحمل عنوان (حارة المغني).
    ليلى مؤلفة روائية وكاتبة مسرحية، اعتمدتها وباركتها الدوائر العالمية والاقليمية التي تعتمد وتبارك. تقول في مورد التعريف الشخصي بها الموسوعة الدولية، ويكيبيديا، أنها (ابنة لأول عالمة ديموغرافيا في السودان). حصلت على جائزة كين العالمية للأدب الافريقي عن قصة لها بالانجليزية حملت اسم (المتحف). ورُشحت روايتها (المئذنة) لجائزتي اورانج وايمباك للرواية الطويلة. كما شقً اسمها طريقاً له الى قائمة التصفيات النهائية لجائزة الكومونويلث. ولا غرو ان ادرجت بعض رواياتها في قائمة أبرز مائة كتاب في تصنيف نيويورك تايمز، وما ادراك ما تصنيف نيويورك تايمز. ليلى اذن مبدعة ذات شنين ورنين في مضمار صناعة الحرف.

    (3)
    صدرت هذه الرواية أول أمرها باللغة الانجليزية عام 2010 تحت مسمى ((Lyrics Alley. ولم يتركها حبيبنا العالم الفذ البروفيسور بدر الدين حامد الهاشمي لحال سبيلها، فنهض اليها، وأمسك بها من فوديها، ولم يفك أسرها الا ريثما أتاحها في حُلةٍ بهية زاهية لقراء العربية هذا العام 2014، عبر ترجمةٍ ناصعةٍ ماتعة حظيت بكثير من التقريظ.
    وقد أفاض في الثناء على الرواية، في أصلها الانجليزي وترجمتها العربية، نخبة من صناديد المثقفين السودانيين، كان آخرهم الأديب الغضنفر والشاعر الفحل السفير خالد محمد فرح، في مقالٍ سلطوي رفيع، جعل له عنوان (ملامح من السيرة الغيرية وومضات من التناص في رواية حارة المغني).
    وحارة المغني بحسب خالد عبارة عن (معالجة روائية، يختلط فيه الواقع بالخيال المحض لسيرة الشاعر الغنائي المرهف الراحل حسن عوض أبو العلا، الذي ارتبط اسمه بتأليف باقة من أروع الأغنيات التي تغنى بها عدد من المطربين السودانيين، وعلى رأسهم عميد الفن السوداني الراحل الأستاذ أحمد المصطفى، والمطرب سيد خليفة وغيرهما).

    (4)
    وأنا زعيمٌ بأن هذ العمل يندرج تحت ما يعرف ب(الرواية التاريخية). وهو جنسٌ معرّف من فن الرواية، مستكن ومستقر منذ زمن فولتير وتولستوى والكساندر دوماس الأب، ومن تبعهم بإحسان من اساطين الثقافة الغربية. من رواده في مشارقنا العربية جرجي زيدان (روايات تاريخ الاسلام)، وعلى الجارم (الشاعر الطموح). ومن المحدثين عبد الرحمن منيف (مدن الملح) وجمال الغيطاني (الزيني بركات) ومجيد طوبيا (تغريبة بني حتحوت)، وغيرهم من أماجد بني يعرب وحرافيشها.
    وفي عقيدتي ان الرواية التاريخية، تكون اكثر ثراءً وجودة وصدقية كلما تناءت عن الحاضر، وركنت الى البعيد والسحيق في فضاء الزمان. وتكون في المقابل شائكة ومريبة، ومثيرة للتوتر بين القارئ والنص، كلما اقترب التاريخ في الرواية من الوقائع المعاصرة. تلك التي قد يوازي او يُضاهي علم القارئ بكلياتها وتفصيلاتها، ودرجة اتصاله بعيون مصادرها، ما عند المؤلف من زاد المعرفة ووسيلة الاتصال.
    والرواية في نهاية المطاف جماع محصول انساني، يستل مضموناته ويستلهم معانيه من خبرة الكاتب نفسه ورؤيته للعالم، بل ومن هويته الذاتية في بعض الاحيان. وهكذا يأتى التأريخ - الذي يتحول في العملية الإبداعية الى خلق فني – ويتهادى، منقاداً ومصبوغاً بهذه الخبرة وتلك الرؤية.
    وقد اختبر القاريء السوداني تلك المعاني في ثنائية الدكتور فرانسيس دينق: (طائر الشؤم) و(بذرة الخلاص). الروايتان تاريخيتان، بمعني ان هنالك وقائع تاريخية معينة تنتظم حولها أحداث الرواية وتطوراتها. بل أن هنالك شخصيات تاريخية معروفة لم يجتهد فرانسيس دينق في إخفاء هويتها، مثل شخصية الرئيس الأسبق جعفر نميري، وشخصيات اخرى لعديد من السياسيين ورموز ذلك العهد. ولعله من نافلة القول ان مجمل أعمال فرانسيس دينق ترتبط أوثق رباط بقناعاته الفكرية وناشطيته السياسية في دائرة قضايا الهويات وصراعاتها. وقد انطبعت في الروايتين بغير شك خبراته الأنسانية ورؤاه وقناعاته السياسية.

    لا يطفف ذلك بطبيعة الحال أو يعيب القيمة الكلية للعمل. الواقع انه يمتنع عقلاً تأسيس رواية تاريخية بمفازة عن الخبرة المباشرة للمؤلف ورؤيته للعالم. ولكن الحاجة، مع ذلك، تظل ماثلة لتصويب النظر باتجاه أى توتر محتمل بين القاريء والنص. على سبيل المثال: ما الذي يحول دون انتصاب تجربة انسانية ورؤية للعالم في ذهن قارئ ما، تخالف وتتعارض تماماً وكلياً مع التناول الابداعي لفرانسيس دينق للاحداث والوقائع التاريخية في روايتيه؟ لا شئ!
    قد يكون هذا القاريء – الذي نتمثل معارضته الافتراضية - قد شهد وعاصر ذات الحادثات (الموصوفة بالتاريخية)، او استمد حصيلته عن وقائعها من ذات رؤوس المصادر التي ثاب اليها كاتب الرواية. يجوز أن يكون قارئنا منتمياً الى قبيلة صغيرة في جنوبي السودان. ويجوز ان يكون من غمار الناس، لا حسب له ولا نسب مثل ذلك الذي يحظى به فرانسيس دينق. وقد يصدر في رؤيته وتقويمه للوقائع والحادثات بالتالي من منظور يخالف رؤية المؤلف الكامنة في منتجه الابداعي وينازعها منازعة كاملة، كما أسلفنا!

    (5)
    لو قرأت رواية الكاتبة البريطانية/المصرية/السودانية ليلى ابو العلا – كما قرأتها أنا بمتعة لا تُضاهى – فسيعجبك بغير ريب الوصف الدقيق للحياة في مدينة ام درمان في اخريات الاربعينيات وبدايات الخمسينيات من القرن المنصرم. ستروقك الخرطوم وهي تصحو عبر الفصول تحث الخطى نحو الحداثة. ولا بد انك ستقف ملياً امام وصف الاسكندرية والقاهرة خلال ذات الحقبة.
    الأمانة تقتضي ان اقول انه، في حالتي الشخصية، أقلقني بعض الشئ ذلك التوتر، الذي حدثتك عنه، والذي ينشأ بين القارئ المعاصر وبين النص المتكئ على طنافس التاريخ. غير انني أكملت القراءة على عجل، ثم ألقيت بالرواية جانباً لبعض الوقت، ولكنني رجعت الى فصولها امسية يوم ماطر وبدأت أعيد قرأتها
    ووجدتني اطالع هذه المرة بعينٍ تختلف عن عين الشغف الاولى برواية قد تحمل حكمة ما. لاحظت عبر الفصول - من الاول الى السادس - مقارنةً بين السودان ومصر، تبدو خفية أحياناً، ولكنها تسفر في معظم الاحيان. مقارنة بين البلدين والمجتمعين، من حيث درجات التقدم والتخلف في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. يظهر السودان في هذه المقارنة في شكل لا يسرّ. إذ هو بؤرة للبؤس والتخلف، بينما تبرز مصر المحروسة وهي ترفل بين وثبات التقدم والرفعة، والرفاهية وأمجاد حرية المرأة.
    هل يمكن ان تكون حالة المقارنة هذه، في حد ذاتها، مصدراً للتوتر؟ سألت نفسي. لكن الاجابة جاءت قاطعة: لا، دون شك. فانا من المحبين لمصر، واشهد لها بالريادة والقيادة. وليس ثمة ما يزعجني في المقارنة الموضوعية بين تواضع حصيلتنا في السودان مقابل التقدم النوعي عند الآخرين.
    ولكن الذي تنبهت له، عند القراءة الثانية، هو ان هذه الثنائية – أوالمقارنة - أنعكست بوجه مباشر في بناء الشخصيات، وملامحها ومواقفها، كما قدمتها الكاتبة. ومقدار علمي أن بناء الشخصية وتركيبها يُعد من أهم أدوات النقاد المحترفين، ولست منهم، في كشف (رؤية العالم المستقرة في النص)، كما يحلو للدكتور جابر عصفور ان يقول.
    والواقع، الذي لن يخطئه القارئ، هو ان العديد من شخصيات رواية ليلى ابو العلا تتحدد ملامحها ومواقفها في اطار علاقة جدلية متينة مع هذه المقارنة الثنائية الممتدة على طول النص بين المجتمعين السوداني والمصري. ثم في موقع كل منهما من التقدم والتخلف، الحداثة والتقليدية، العمران واليباب، المدنية والبداوة، بل الرقة والتوحش.

    (6)
    يلفت الانتباه بشكل خاص بناء وتركيب الكاتبة لشخصيتين من الشخصيات المحورية في الرواية. اولهما سيدة مصرية هي الزوجة الثانية لرجل الأعمال ابو زيد، وقد اجتهدت الكاتبة في تصويرها كرمز للتقدم والمدنية والرقي. لا يسع المجال هنا لايراد نماذج من الحالات التى صورت فيها الكاتبة هذه السيدة في أبهي حُلل الحداثة وأزهى صور التقدم الاجتماعي والثقافي. أما الشخصية الثانية فهي سيدة سودانية، وهي الزوجة الأولي لرجل الأعمال أبوزيد نفسه. وقد اجتهدت الكاتبة، ما وسعها الجهد، في رسم شخصيتها كتسجيد للتخلف وتدني الوعي من أبسط اشكاله الى أعقدها. وقد توّجت هذه الشخصية شرورها من خلال فعلة شنعاء جعلتها تبدو كوحش بدائي فظيع في نظر رصيفتها، حتى لا نقول ضرتها، المصرية، وبالمقارنة بها.
    انتهزت السيدة السودانية فرصة تغيب الزوجة المصرية مع زوجها وانشغالهما باستقبال ضيوف اجانب في الخرطوم، فنفذت جريمتها المروعة المتمثلة في ختان ابنة زوجها من تلك المصرية، مع حفيداتها. وقد كان ذلك سبباً كافيا لهجران الأخيرة لزوجها وعودتها الى مصر في صحبة بنتها هروباً من جحيم التخلف وحره ووحشيته.
    في هذا الموقع من الرواية تباغتك حالة التوتر المستكن مع النص (الرواية/التاريخ). وتتساءل عن الموقف من ختان الاناث في مصر مقارنة بالسودان في ذات الحقبة الزمانية، اى نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن المنصرم. عدت مرة اخرى فنظرت في الموسوعة الحرة، ويكيبيديا، ثم في بعض المراجع الاخرى المتاحة، فوجدت ان كلا البلدين يقفان في أمر الختان موقفاً لا يسرّ الخاطر.
    قدرت منظمة اليونيسيف أن أكثر من 125 مليون إمرأة في العالم تأثرن بتلك الممارسة، أعني ختان الاناث. وعند تفحص الاحصائيات نجد – وياللعجب - ان عدد ضحايا هذه الممارسة من الاناث في مصر قد تصدر قائمة اليونيسيف على الاطلاق، إذ بلغ الرقم 27 مليون. تلتها اثيوبيا برقم 23 مليون، ثم نيجيريا 20 مليون. وفي قاع القائمة رأيت السودان يجرجر اذياله مسجلاً 12 مليون فقط لا غير. لابد بطبيعة الحال أن نضع في الأعتبار الكثافة السكانية لكل قطر. ومع ذلك فبعملية حسابية مبسطة فسيبدو لك بجلاء ان موقف السودان في حقيقة الأمر أفضل من موقف قرينه المصري. تلك احصائيات زماننا الماثل، فما بالك بنهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن المنصرم؟!

    (7)
    اشارت المؤلفة في مقدمة الترجمة العربية الى انها (حوّرت جوانب كثيرة تتصل بتاريخ العائلة، وادخلت ايضاً الكثير من الشخصيات الخيالية حتي يغدو العمل بحق عملاً روائياً متخيلاً.) ولا بأس بذلك، فالفن في نهاية المطاف هو اعادة انتاج الواقع بصورة ابداعية. وهكذا روضت نفسى على قبول شخصية الزوجة المصرية بحسبانها تنتمي لطبقة من التقدميين او الارستقراط، سابقة لزمانها، حتي في مصر الشقيقة.
    ولكن حالة التوتر تجاه النص تبلغ مبلغاً متقدماً حين يتخطى السرد مجرد المقارنة بين السودان ومصر، كبلدين ومجتمعين، من حيث التقدم والتخلف، الى حيز مقارنة المناطق الجمالية الجسمانية عند الناس. أي جمال الأفراد من ناحية جسدية : طبيعة الشعر، لون البشرة، رقة الفم أو سعته، وغير ذلك من شواهد وحيثيات الجمال الجسدي.
    عبرت عن بعض ذلك زوجة ابوزيد المصرية وهي تتأمل تكوين ابنها وبنتها من هذا الرجل السوداني. وهنا استميح القاريء في ايراد مقتطف قد يطول بعض الشيء. هاك – أعزك الله – طالع وتأمل: (يبدو فاروق [ابنها من الرجل السوداني] وهو يسير بجانبها وكأنه طفل 'خطأ' لاختلاف لونه عنها، فهو أسمر اللون مجعّد الشعر. ألمح لها تاجر محل الخردوات ... بشيء من ذلك عندما رآهما معا. قال لها: "لا افهم كيف تكون الأمّ بهذا الجمال والأبن شيء أخر". او يقول بدهشة مبالغ فيها: "هل يمكن لكل هذا الجمال ان ينجب إبناً اسمراً كهذا؟" مع الوقت صار البائع أكثر جرأة فقال ذات مرة :"لماذا زوجوك لأجنبي يا مدام؟ ما عيب رجال بلدك؟" سعدت نبيلة بتلك التلميحات والتصريحات أيما سعادة، وعدّتها جزءاً من مزاح شوارع القاهرة وروحها المرحة. تردّ وتقول: "قسمتي ونصيبي". تزيد أحياناً بالقول: "بنتي جميلة جداً. لا عيب فيها. الحمد لله شعرها ناعم"). (الترجمة العربية ص448
    لا اخفى عليك رعاك الله: كإنسان أسمر وأجعد الشعر، يمكن ان يقول عنه الطيب صالح: "واقع الأمر، انه لا يخلو من وسامة،" فقد انتابني شئ من التوتر. ولكن الحقيقة تظل في مكانها، وهي ان هذه الجمالية المركزية العرقية، أن صح التعبير، شائعة في حيواتنا بغير ريب.

    (8)
    بطبيعة الحال لم يكن ذلك هو رأي المؤلفة، بل رأي احدى شخصياتها. لا تثريب على ليلى اذن. لكن قفز التاريخ، كما أعرفه، الى ذهني. معلوم ان الشعب المصري من أغزر الشعوب تسامحاً تجاه قضية العرق واكثرها قبولاً للآخر. أنظر الى حشود النساء المصريات اللائي تزوجن من سودانيين، من جنود جيش الخديوي، منذ ما يقارب القرنين. تزوجوا من سودانيين من ابناء جبال النوبة وجنوبي السودان، ومن الذين انبتّت علاقاتهم بقبائلهم .
    ثم جاءت، في اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، موجات اخري من السودانيين من جحافل سلاح الهجانة. حارت العسكرية المصرية الحديثة بعد ذلك في أمرهم وقد أظلها عصر الطائرات، فكان الاستقرار في مصر خيار قطاعات واسعة من هؤلاء، وقد توافرت أمامهم سبل كسب العيش. مرة اخرى، لم تقف الجمالية العرقية حائلاً بين هؤلاء وبين الاستقرار في أي من شطري الوادي، وتربية ابنائهم وبناتهم من هذا الهجين الجميل.

    (9)
    خطر ببالي انه ربما، أقول ربما، كانت الكاتبة تعبّر في هذا الموقف على وجه التحديد عن وجهة نظر طبقة من طبقات الشعب المصري آنذاك. ذلك أن نبيلة، الزوجة المصرية لرجل الأعمال السوداني أبو زيد، تنتمي الى أدني الطبقة الارستقراطية المصرية في نهاية الاربعينيات وبداية الخمسينيات، حسبما تشير شواهد عديدة من النص. تلك طبقة المتعلمين الذين ربما اصابوا شيئاً من (البكوية) بفعل اجتهادهم، ولم يبلغوا (الباشوية) بعد، حسب تراتب المواقع الاجتماعية في الحياة العامة المصرية آنذاك.
    ربما قصدت ليلى ابو العلا ان تنسب هذه الاراء حول السُمرة والشعر الأجعد وغلظة الشفاه الي تلك الفئة كطبقة بائدة، تأثرت بحكامها وسادتها من الترك ومعاييرههم الجمالية. تلك خاطرة ذات مغزى ومضمون، من حق ليلى ان تستفيد منها. ومن شأنها لو استقرت عندك – أعزك الله - كقارئ سوداني أن تقطع الطريق أمام أية ارهاصات توترية مع النص.
    وفي هذا الحال فإن بإمكانك وانت مطمئن ان تتجاوز، وتمضى قدماً لتزيح عن ذهنك صور الروائية الامريكية السوداء، صاحبة نوبل، توني موريسون، وعباراتها اللاذعة ذات الحساسية العالية حول قضايا العرق واللون. هذا ان كانت بعض صفحات ليلى ابو العلا قد استدعت الى ذهنك، كما استدعت الى ذهني، الروائية الثائرة توني موريسون ومواقفها المبدئية وحساسياتها المرصودة تجاه ذلك الصنف من القضايا.
    هل سمعتني، أعزك الله؟ قلت، وبالله التوفيق، انه بمقدورنا - انا وانت - عند هذا المنعطف، ان نستهدي بالله، ونلعن الشيطان، ونصرف النظر عن أية مقارنات .. او توهمات!

    (10)
    مرحى بالروائية ليلى ابو العلا. حللت أهلاً ونزلت سهلاً.
    مرحى بك يوم اقتحمت ميادين العطاء الثقافي اقتحاماً باذخاً، وارتقيت مراقي الابداع الروائي ارتقاءً شامخاً.
    مرحي بك وانت تنالين الاعتراف الحر، غير المشروط، من منابر البيضان والسودان على صعيدٍ واحد. وقد نوّهت بفضلك، واحتفت بثمرات شجرتك المباركة الميمونة، كبريات المنابر الامريكية والاوربية والعربية والسودانية.
    وبعد، جاء في كتاب الفوائد لابن القيم: (انما يقطع السفر ويصل المسافر بلزوم الجادة وسهر الليل).
    وفي الانجيل من سفر يشوع '43': " به يُنتهى الى النجاح، وبكلمته يقوم الجميع".
    وسلامٌ على المرسلين.

    نقلاً عن صحيفة (السوداني)
                  

12-31-2014, 07:23 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20360

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة - مأمون التلب (Re: بله محمد الفاضل)

    تحياتي الكثيرات للصديق بله الفاضل ..
    تحيات ممتدة, كذلك, لمامون التلب ..

    Quote: إن تصنيف (حركة دينية متطرفة عنيفة) عجيب، فهو مصطلح إعلامي مُروَّج له حديثاً في الحرب العالمية المستمرّة هذه، التي تُرى نيرانها في كلّ مكان، لقد أُدخل الكتاب، بهذه الطريقة، وزجَّ به إلى ساحة النزاع، ليس الكتاب وحده وإنما تاريخ الثورة المهديّة التي كانت تحرراً من المستعمر، وتحويلها، بقدرةٍ عجيبةٍ وبوقاحة، إلى (تجسيد قوي للمشهد الراهن في المنطقة، حيث تعمّ الفوضى نتيجة التطرّف الديني).


    لم استطع فهم هذه المحاكمة جيدا ..
    ما كان في داعي ليها ؟!!
    ما كان في داعي لهذه الجملة ؟!!
    ( حركة دينية متطرفة )

    اعتقد أن رسوخ الثابت الديني في الشخصية السودانية كان مسؤولا, بصورة أو بأخرى, عن اكساب الزخم اللازم للحركات الدينية والتي لم تتورع في ركوب التيار وتحقيق نجاحات كبيرة في نهاية المطاف ..بأخذ ال 200 سنه الفاتو .. نجد أن كل المشاريع السياسية الناجحة مرتبطة باستغلال الدين بشكل او بآخر .. لذلك كانت تواريخ البطولة مرتبطة بانتصارات قائمة على ثوابت دينية متاجر بها لاقصي حد ممكن .. وعلى كثرة المطالبات باعادة كتابة التأريخ, فإن أي محاولة جادة لاعادة الكتابة ستصتدم بهذه الحقائق الجوهرية في تأريخ المهدية .. وتكون محنتنا مماثلة للمقولة الساخرة (كان اتكلمنا مشكلة .. ولو سكتنا مدني بتغرق) .. واهو نحنا في الآخر سوا زي ما قال مصطفى .. دولة لادولة وتواريخ زائفة !!

    هل كان ذلك الانصاري على حق وهو يتوسل بكل تلك الاكاذيب التاريخية للحشد في الضد من حمور وروايته ؟!!
    بالتأكيد لا ولكن ..
    هل يريد مامون التلب أن يلقي اللوم على لجنة التحكيم وعلى تلك الجملة .. (حركة دينية متطرفة عنيفة)
    بغض التفكر في صوابها ؟!!

    (عدل بواسطة محمد حيدر المشرف on 01-01-2015, 12:12 PM)

                  

01-01-2015, 06:11 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة - مأمون التلب (Re: محمد حيدر المشرف)

    تحياتى

    الذين يحاكمون العمل الابداعى بمثل هذا المنظور عليهم ان يراجعوا ذواتهم مرتين

    كتب مصطفى سليمان في مجلة الثقافة الجديدة عن الرواية التاريخية قائلا :

    يعرّف جورج لوكاتش الرواية التاريخية بأنّها "رواية تاريخية حقيقية، أى رواية تثير الحاضر، ويعيشها المعاصرون بوصفها تاريخهم السابق للذات"، إذاً الرواية "عمل فنّى يتخذ من التاريخ مادة له، ولكنّها لا تنقل التاريخ كما هو ولكن تنقل تصوّر رؤية المبدع الروائى له وتوظيف التاريخ لهذه الرؤية والتعبير عنها، والرواية التاريخية بشكل عام، هى الرواية التى تترك الحدود الزمنية لعصرها إلى عصر أو عصور سابقة عليه. ويرجع الفضل فى وجود هذا النوع إلى المدرسة الرومانسية فى الأدب الإنجليزى، ففى ظل هذه المدرسة، نشأت الرواية التاريخية بوصفها جنساً مستقلاً له قواعده الفنية الخاصة به، ويعد الكاتب الإنجليزى سير والتر سكوت، رائد هذا اللون من الكتابة لأنه هو الذى أسهم الإسهام البارز فى وضع الأسس الفنية لهذا الجنس بروايات من مثل "إيفانهو" التى كتبت سنة 1820 و"الطلسم" التى كتبت سنة 1852، وكلتاهما تتعرض لتاريخ العصور الوسطى والحروب الصليبية، وإن معظم من جاءوا بعده اهتدوا بما قرره وساروا على نهجه، من إنجلترا (بالورليتون وجورج إلبوت) وغيرهما، ومن فرنسا (ألكسندر دوماس الأب)، وكذلك الكاتب (فيكتور هيجو) وكتب هيجو روايتين تاريخيتين هما: "نوتردام دو بارى" سنة 1831م، و"كاتر فان تريز" سنة 1873م، وفى الأدب الروسى مثلاً نجد ليو تولستوى، الذى كتب روايته "الحرب والسلام"، وفى الأدب اليوغسلافى إيفو أندريتش (جسر على نهر درينا).

    ولقد كتب العديد من الروائيين العرب الرواية التاريخية منهم على سبيل المثال لا الحصر جورج زيدان، الذى استلهم التاريخ فى العديد من الروايات منها المملوك الشارد – أرمانسوه المصرية – أحمد بن طولون- شارل وعبد الرحمن – شجرة الدر. ومحمد فريد أبو حديد (أبو الفوارس عنترة) ودكتور محمد كامل حسين (قرية ظالمة، التى تعد علامة من علامات السرد العربى والتى تدور أحداثها فى يوم صلب السيد المسيح – يوم الجمعة)، ورواية (السائرون نياماً) للكاتب سعد مكاوى التى اختيرت ضمن قائمة أفضل رواية عربية، فهى تثير العديد من التساؤلات والقضايا وأهم ما يميز هذه الرواية أنها تمردت على النموذج البطل الفردى لتقدم بطولة جماعية نموذجية. وقدم نجيب محفوظ ثلاث روايات تاريخية: "كفاح طيبة"، "رادوبيس"، "عبث الأقدار"، والروايات الثلاث مستلهمة من التاريخ الفرعونى. وهناك الكاتب جمال الغيطانى فى "الزينى بركات" والكاتب اللبنانى المعروف أمين معلوف الذى يمثل أفضل كاتب للرواية التاريخية بدءًا من روايته "حدائق النور"، "ليون الأفريقى"، "سمرقند"، وغيرها من الأعمال التاريخية المتميزة. والكاتبات المصريات لهن نصيب فى كتابة الرواية التاريخية مثل سلوى بكر "البشمورى"، "ادماثيوس"، كوكو سودان"، والكاتبة نجوى شعبان التى سنختار من أعمالها رواية "نوة الكرم".

    نتساءل لماذا قل عدد كتاب الرواية التاريخية؟

    أولاً: الخوف من الوقوع فى فخ التقريرية والمباشرة.

    ثانيا: الانحياز إلى الفن الروائى وإهمال الجانب التاريخى، ونظرا لأن تاريخنا فيه العديد من وجهات النظر المتضاربة.

    ثالثاً: يواجه كاتب الرواية التاريخية العديد من الصعوبات فى جمع المعلومات وتنسيقها، ويعد عدم وجود محرر أدبى فى الوطن العربى مشكلة تؤثر على إنتاج الرواية التاريخية تأثيرا مباشرا، ولمعرفة أهمية المحرر الأدبى راجع على سبيل المثال مقدمة رواية شفرة دافنشى للكاتب دان براون.

    والسؤال المضاد للسؤال السابق: لماذا يكتب الروائيون الرواية التاريخية؟

    أولا: تسليط الضوء على فترة تاريخية لم ينتبه إليها أحد، مثلا رواية "ثلاثية غرناطة" للكاتبة رضوى عاشور.

    ثانيا: تماهى الواقع مع الصورة أو الفترة التاريخية التى يستدعيها الكاتب ربما لإسقاط سياسى هروبا من النظام السياسى الديكتاتورى.

    ثالثا: التاريخ العربى والمصرى يعد مادة دسمة تشبع تحدى الكاتب لمواهبه الفنية وكيفية مزج الشخصيات التاريخية بالمتخيلة.

    رابعا: تسليط الضوء على التاريخ كنوع من المقاومة لسطوة العولمة حتى يستطيع كاتب الرواية التاريخية أن يميز مجتمعه عن سائر المجتمعات الأخرى.

    -------------------------------------------------------
                  

01-01-2015, 06:14 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة - مأمون التلب (Re: wadalzain)

    ثم لنفترض ان هذا رأيه ( حركة دينية متطرفة ) مع ان الرواية عمل ابداعى دائما تنفصل عن شخص كاتبها

    هل يستحق الإدانة والشجب والسحل ؟؟ ام على الذين يرون عكس ذلك ان يحاكمون العمل الابداعى بادواته نفسها


    Quote: فكرة الاختلاف وقبول الآخر واستيعابه، تسبق بالضرورة أحلام التقدم والعلم والحرية والتداول والمشاركة الإيجابية فى صناعة الحضارة الإنسانية والمستقبل، فالإنسان الذى يتعصب لجنس أو دين أو لون، معتقدًا أنه يمتلك الحق المطلق وأن ما عداه ليس سوى باطل مطلق، يوجه كل طاقاته لنفى الآخر ومحاربته وإزالة أثره وإنكار وجوده، ويصل الأمر إلى اعتبار كل ما يصدر عنه آثم لا خير فيه. هذا مجهود مضنٍ بلا شك، يوجه طاقات الناس إلى التدمير والإفناء، حتى لم يعد لديهم من وقت ولا رغبة فى البناء المشترك، لصالح الإنسانية الرحبة التى تستوعب كل شىء وكل اختلاف لتصهرها فى مزيج حضارى واحد. شعوب العالم المتقدم خاضت تجارب مريرة، فكرية وحضارية وعسكرية، لتصل إلى هذه النتيجة، ومن ثم انطلقت لتصنع رفاهيتها ومستقبلها، ففكرة احترام الآخر ليست فقط بالامتناع عن إنكاره وإيذائه وقتله، بل هى بنت قناعة شخصية عميقة راسخة بأن الله لم يخلق شيئًا سدًى، ولم يفضل أحدًا على أحد، ولم يعط تفويضًا معتمدًا لقوم ضد قوم، ولا لملة أو عقيدة أو جنس أو لون، وإنما خلقنا مختلفين هكذا لنخوض تجاربنا فى الحياة دون أن نصادر تجارب الآخرين، ودون أن نمتنع عن الاستفادة منهم وإفادتهم لمجرد أنهم مختلفون. الذين زاروا العالم المتقدم خارج منطقتنا يدركون على الفور قيمة هذا الامتزاج الحضاري، قيمة الإنسان والإنسانية وقبول وحب الآخر والتعاون معه، ليس على مستوى القوانين التى تنظم العلاقة بين الغنى والفقير وبين الضعيف والقوي، فقط، بل على مستوى الاحتفاء بالإنسان كونه أصل الوجود ومنبع الحضارات وهدفها الأخير، فلا يسألك إنسان عن دينك حين يهم لمساعدتك - متطوعًا- لقضاء أمر ما، ولا يتصور أحد أنه أولى منك وأن وقته أثمن وأغلى فيحاول القفز على دورك، غير أن مظاهر المدنية والسرعة والزحام كلها تتوقف فى لحظة إن تعثرت امرأة تجر طفلاً فى عربة، وقتها يدرك المواطن العادى البسيط أن كل النظريات والقوانين والعذابات والأفكار، كلها، خلقت من أجل إنقاذ المرأة هذه، وإلا فالإنسانية فاشلة! نحن هنا مع الأسف لم نرتق إلى هذا الفهم الواسع للتعايش والتسامح، ففكرة نفى الآخر والإصرار على مخاصمته وتأثيمه سائدة، فالمسلم متعصب ضد المسيحى، والرجل ضد المرأة، والغنى ضد الفقير، والجميع ضد الطفل، وعكس كل ذلك صحيح. باختصار نحن مجتمعات تعمل ضد الفئات الضعيفة فيها، فتلجأ السلطات إلى فكرة التمييز الإيجابى للعمال والفلاحين والمرأة والشباب وذوى الإعاقة. لم نتعود على ثقافة اختيار الأصلح والأجمل والأقدر على الإضافة والتفوق والإبداع مهما كان شكله وثقافته ودينه، بل تتدخل حسابات متخلفة تحرم مجتمعاتنا من أفضل ما فيها، لصالح نعرات قبلية جاهلية ما جاءت الأديان إلا لتمحوها! الأكثر سوءًا هو الاقتتال داخل الدين الواحد. فتجد الموارنة يقتتلون مع الكاثوليك، والسنة مع الشيعة مع الدروز مع العلويين مع غيرهم. الجميع فى حقدهم يعتقدون أن الله سيرضى عنهم أكثر، ويقربهم إليه أكثر، إن هم فرضوا معتقداتهم على الآخرين وأجبروهم على اعتناقها، وإن رفضوا فثمة آيات وأسفار وتعاليم قدسية روحية عليا تبيح قتلهم، وأن القاتل يرتقى درجات العلا كلما كان دمويًّا أكثر وفوضويًّا. والنتيجة أن مجتمعاتنا تعانى سطوة قلة جاهلة مسلحة إرهابية تعتقد أنها وصية عليها، وأنها مفوضة ومأمورة بإخضاع هذه المجتمعات وتحويلها إلى شكل واحد، ولون واحد، وعقيدة واحدة، فى حين خلق الله الناس مختلفين من شعوب وقبائل ليتعارفوا ويتمازجوا ويتعايشوا ويقبل بعضهم بعضًا. سمير درويش
                  

01-01-2015, 11:42 AM

أحمد قلوب
<aأحمد قلوب
تاريخ التسجيل: 01-10-2013
مجموع المشاركات: 514

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة - مأمون التلب (Re: wadalzain)



    فى بلادى كل ما ظهر نبيا
    صوروا احلامه هرطقة
    سوروا ايامه بالفشل
    ما تفيأ دوحة الا أتاها حاطبا
    يحمل فأسا كرأس الأفحوان
    دكتور. بشرى الفاضل
                  

01-28-2015, 07:10 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بذرةُ النّار.. (خطاب كراهية) ضد حمور زيادة - مأمون التلب (Re: أحمد قلوب)

    ........
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de