مَفاتِحُ أسامة سليمان الشِّعْريَّة !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-30-2025, 04:25 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-29-2015, 08:31 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مَفاتِحُ أسامة سليمان الشِّعْريَّة !

    07:31 AM Mar, 29 2015
    سودانيز اون لاين
    shazaly gafar-امدرمان
    مكتبتى فى سودانيزاونلاين



    مَفاتِحُ أسامة سليمان الشِّعْريَّة !
    شاذلي جعفر شقَّاق

    الدُّخولُ إلى حدائقَ الشاعرِ أسامة علي أحمد سليمان الغنَّاء ؛ محفوفٌ بظلالِ المعاني وألوانِ الشَّفَق الدَّلالي ..معبوقٌ بأنفاس الزَّهر والصباحات المُنبلِجة من سُدوفِ الفِكرةِ العميقة ..مزفوفٌ بهيْنماتِ الحِسِّ المُرهَف وأغاريد النَّفْس الشفيفة وحفيف أوراقها النضيرة المُترَع بالبوْحِ الحصيف وباقات المعاني المُنْتَزَعة من مُتعدِّد ،حمَّالة أوجُه الجمال في باحات المغزي وحسن التأويل ، انظر إليه في قصيدته (صحراء الورقة ) وهو يكشف عن نقابِ قصيدِه كنرجسةٍ ليس بوُسْعِها ألاًَّ تفوحَ بضَوْعِها : وكلَّما أسرَجتَ أغنيةً
    تسوخُ حوافرُ الكلماتِ
    تَنتزعُ الحروفَ
    تنوءُ بالمعنى الثقيل !
    حريٌّ بالشاعر أسامة سليمان في مَسيرِه الشِّعْري الحافل بالاقتباس القرآني واستلهام التراث العربي ؛أن يتوخَّى الجزالة والرصانة جانحاً نحو شِعْر الفكرة فاِسحاً الطريق لناقده الذاتي لترجمة مآثر النقَّاد القُدامى أنْ (الألفاظ أوعيةُ المعاني) ، ولكن ليستْ (المعاني المُلقاة على قارعة الطريق) بطبيعة الحال ،وإنْ احتشدتْ بدواعي الشِّعر وتفجُّر الإلهام ، إنَّما التي ينتقيها وينتخبها ، فيجعل ما شاءَ منها نصف سافرةٍ وبعضاً تنعم بالديباج والحُلَل وبعضاً تلهجُ بالغُنْجِ وراءَ البُرقع والنصيف ، وأخرى تحتجب في خِدْر أمَّها تُناغي خلف حُرَّاس الرقيب الذاتي ، فهو يقول في قصيدته (في شارعٍ من دون لافتة ) :
    الطقس كان ملائماً لجموح أغنيةٍ
    فقلتُ أجرّب الكلماتِ في غير المعاني
    الطقسُ كان مُلائماً
    فتفجَّرتْ تلك المعاني
    حين ضاق قميص ألفاظي بها
    فسترتُها
    وغفرتُ للشِّعْرِ احتدامَهْ !
    وإمعاناً في مُواراة مفاتن معانيه مع سبْق الإصرار والتحسُّب لاستنطاق لوحاته الشِّعرية من قِبَل رُعاة اللون وتأكيداً لتأطير رؤاه وإنْ استطالتْ (صحراء ورقته) وحمحم (المعنى ) وأوشكتْ أن تُغادر (الحروف) خيمة الصمت لتجأر الكلمات صاهلةً ؛ يحمل شاعرُنا ريشتَه ويكتب في قصيدته (لوحة) :
    وكلُّ الشِّعرِْ أن أُهدي رعاةَ اللونِ
    جوفَ اللوحةِ
    الأمواجَ والإبحارَ
    في معنى أحدِّده بلا أطرٍ !
    وليس معنى هذا أن يترك حبل التأويل على غاربِه ولكن ليُشرك المتلقِّي في فتح باب الحديقة ويمنحه حريَّة التنقُّل عبر أروقتها والتعاطي مع بوحها الفوَّاح وفق حاسة المتلقِّي نفسه ..فقد يعلِّقُ أسامةُ سلسلةَ مفاتيحه الذهبيَّة على عَتبة الباب أو يدسّها بين طوبتين كمخبأ مُتَّفَق عليه لتفتحَ أنتَ أبوابَ حديقتِه بنفسك سائحاً ودليلاً في الوقت ذاتِه ،على النَّسَق (القبَّاني) إذْ يقول نزار قبَّاني : (وظيفة الشِّعر هي أن يُعطيك بطاقة سفر دون أن يتدخَّل في تفاصيل الرحلة ومواعيد القطارات التي ستركبها ...) أو كما قال ايضاً :( أن تضع الزجاجة والكأس على منضدة القارئ وتتركه يشرب على طريقته ) ! وعلى هذا النَّسَق التلميحي يقول أسامة في قصيدته (أخاف) :
    أخاف من كفي القديمةِ
    من أصابعي العجافْ
    علي أوانيك البريئةِ
    والكؤوس المترعات بماء أغنيةٍ
    وبالسحب الندية والسُّلافْ !
    وهكذا يُبحر شاعرُنا في خِضمِّ كثافته اللغويَّة بعيداً عن شطوط التقريرية و الحسيَّة ،ربَّما بدا لمحٌ من شفَق شاعرنا الكبير مصطفى سند في (البحر القديم) : (ماذا يقولُ النَّاسُ إذ يتمايل النخلُ العجوزُ سفاهةً ..ويعود للأرض الخراب) ؛ ولكن شاعرنا الشاب يواصل اجتراحاته وفضَّ بكارات براحاتِه وإجراء جراحاتِه ، فكلَّما دنا مِبضعه من موضع الألم ؛ بعُد قليلاً مفتاحه الشعري ، ولكنَّك لن تحتاج لمهاتفته ليُعيد عليك الوصف كرَّتين ؛ وصف المفتاح المتفَّق عليه مسبقاً ، فها هو ذا في قصيدته (اجتراح الكتابة) يقول :
    نحوي يطير الطيرُ
    أغمضُ
    لا يبالي الجفنُ منغلقٌ على الرفضِ أم الأحلامِ؟
    يدخلني يخيط الحلم من أطرافه حولي
    يشاغبني قليلاً يستحمُّ بمقلتي
    وفي صباح الحلم أنسى أن أمي سوف
    تسألني عن الريش الذي نسيتهُ أحلامي على الأهدابِ
    أمي وحده الطيرُ استباح الحلم وافترش الرموشْ !
    وتظلُّ رمزيةُ الشاعر أسامة سليمان وايحاءاته الشعرية المُغرية بالتلصُّص واستراق السَّمْعْ والبصَر والشمِّ واللمس حاضرةً في كلِّ موضوعاته الشعريَّة .انظر كيف يبكي الوطن بعد بتْرِ (جنوبه) من (شماله) ، وكيف يرثي ما تبقَّى من مساحة المليون ميل مربَّع في قصيدته (الأطلس المنسوخ ) :
    الأطلس المنسوخُ
    كانت فيه سيدة الخرائطِ
    كاملةً
    وفي عشرِ من الصفحاتِ
    ثم تقلّصتْ في آخر الطبعاتِ
    نصفَ وريقةٍ
    شخَصَتْ إلى سهم الشمالِ
    قصيرةً
    تحتاجُ حاشيةً منمّقةً
    لتعلوها فتحلم باكتمالْ !

    الأيام الثقافي –اليوم الأحد 29/3/2015م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de