معلَّقــــــــــــــــــــة نــــــــــــــــــــــــــون

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-03-2024, 05:54 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2015م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-09-2015, 07:13 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
معلَّقــــــــــــــــــــة نــــــــــــــــــــــــــون

    06:13 AM Nov, 09 2015
    سودانيز اون لاين
    osama elkhawad-Monterey,california,USA
    مكتبتى
    رابط مختصر


    معلَّقةُ نون

    نمر سعدي

    شكراً لكِ يا نون.. أيتها القصيدةُ المتوحِّشة.. نجحتُ أن أكتبكِ أخيراً.. ألف شكر يا أبولو ألف شكر.. أبوسُ ترابَ أولمبَ الطهور.
    _____________________________________________________________________________________________________________
    شفَّافةٌ كخرافةٍ.. بيضاءُ أسطوريَّةٌ ومصابةٌ بالريحِ
    أو مطرِ الجمالِ الصاعقِ الهدَّارِ
    يرجمُ وردَ هذا القلبِ وهو يهبُّ من أقصى شغافِ الغارِ
    لم أفهم حوافيها المعذَّبةَ التلفُّتِ
    لم أدُرْ إلَّا على نفسي
    أقولُ جميلةٌ فتقولُ إنَّ جمالها مرضٌ وراثيٌّ
    يؤثِّثُ قلبَها ودماءَها بالزعفرانِ وحزنهِ
    وهيَ التي لا تعشقُ الأمراضَ تهمسُ لي وتشكرني...

    أقولُ إذن مفكِّرةٌ...
    أنا اللا شيء
    عاريةٌ من الأصدافِ والرؤيا
    أنا أنثى الندى والياسمينَ
    أنا دمشقُ تقولُ
    طعمُ التينِ في جلدي وفي كلتا يديَّ يذوبُ
    عشتاري تعرَّتْ من كلامِ المنطقِ المأهولِ بالأوتارِ
    أو من رغوةِ الأديانِ
    لا أهوى مطارحةَ المديحِ ولا أجيدُ البوحَ
    ماءُ القبَّراتِ على شفاهي تاهَ
    لونُ البحرِ مسَّدني وعذَّبَ مقلتيَّ
    ولم يحرِّرْني من الأسماءِ...
    أكرهُ فيكَ شِعرَ الثرثراتِ تقولُ.. ثمَّ تضيفُ
    غُصْ حتى الثمالةِ أو عماءِ الكونِ
    يُعجبني كلامُكِ واليمامُ الليلكيُّ المدلهمُّ
    على أعالي صَدركِ القُزَحيِّ...
    سمَّتني الغريبُ.. ولا تُجيدُ صداقةَ الغرباءِ
    قلتُ تكلَّمي عن أيِّ شيءٍ.. أيِّ شيءٍ
    دونَ أن تتحرَّجي مني ولكن دونَ شتمٍ واضحٍ أو جارحٍ...
    هل أنتِ جسمُ قصيدةٍ وحشيَّةٍ أنا روحُها؟
    لا تتركيني في المساءِ وفي الضحى وحدي.. أقولُ
    فلا تُجيبُ سوى بليسَ الآنَ.. ليسَ الآنَ
    هل حوريَّةٌ تنسلُّ من زبدِ الضلوعِ أو البحيرةِ أنتِ؟
    لا أدري تقولُ
    وتحتفي كفراشةٍ بفمي
    ستقتلني بكُحلِ النارِ.. أهجسُ
    ثُمَّ تسألني.. أتهذي بالجمال؟
    وما المهمُّ بقلبكَ المخلوقِ من دمعِ العذارى في الجمالِ؟
    وما الأهمُّ؟
    وتقتفي شبقي بضحكتها
    ستقتلُني بمجَّانيَّةِ الرؤيا أو الأوهامِ أو عبثيَّةِ الأفكارِ
    أو بجنونها...
    وتضيفُ لولا القبحُ ما كانَ الجمالُ المحضُ..
    تُفحمُني غرابةُ شِعرِها الأعمى وتهزمني
    أُحبُّكِ...
    لستُ أجرؤُ أن أقولَ لها أحبُّكِ.. أو صباحُ الخيرِ..
    كيفَ الوضعُ عندكِ؟
    مستقرٌّ...
    ربَّما ما زلتُ من شغَفي على قيدِ الحياةِ
    أو التأمُّلِ في الهشاشةِ...
    آهِ.. لا تُرهق دمي بالثرثراتِ
    فإنَّني صدَّقتُ أني لم أمُتْ...
    هل هذهِ أضغاثُ أحلامٍ وفلسفةٍ محرَّمةٍ...؟
    أم اليأسُ المفخَّخُ بالمرايا أو شظايا الحبِّ؟
    أم هيَ خفَّةُ الدمِ فيكِ؟
    أم ماذا؟
    ... أُحبُّكِ.. فارحميني من جمالكِ
    أو ظلالكِ فوقَ عرَّابِ الندى المجهولِ
    يذرعُ وحدَهُ الصحراءَ
    يطوي شمسَهُ الرمليَّةَ الجرداءَ طيَّ القلبِ...
    أهوى الصمتَ يا هذا
    المدَجَّجَ بانتصارِ الأقحوانِ على القذائفِ
    والمسيَّجَ بالمجازِ...
    خذي إذن صمتي إليكِ
    خذي ندى صوتي
    وأجنحتي/ خذي موتي / خذي ما يتركُ اللبلابُ من وقتي
    خذي ما تحملُ الأنهارُ من سَمْتي
    سأهدأُ مثلما ينصاعُ ذئبٌ للأنوثةِ
    ثمَّ أصمتُ في جوارِ حليبكِ الوحشيِّ...
    لا إشكالَ في هذا تقولُ
    كقطَّةٍ عمياءَ تخمشُ فُلَّ أعضائي ولا تتأسَّفُ
    انتبهي فتبَّاً للنهارِ الزِفْتِ
    تبَّاً لي وتبَّاً لاخضرارِ الصَمتِ في عينيكِ..
    لا تتمرَّدي أبداً على كفَّيكِ
    أو تثقي بما للخمرِ في شفتيكِ من عربيَّتي الفصحى
    تجاهَلْ كلَّ تحريضٍ على فعلِ الكتابةِ والمحبَّةِ
    وانتبهْ لخطاكَ في حقلٍ من الأوهامِ...
    كيفَ تفلسفينَ الماءَ؟
    كيفَ تفكِّرينَ..؟
    وكيفَ تنشَقِّينَ من غيمِ الفراشةِ؟
    كيفَ حالُكِ؟
    كلُّهُ عدَمٌ...
    يُطوِّقُ سوسني ندَمٌ
    أكادُ أجنُّ منكِ أنا
    ومن أسرارِ طينتكِ التي استعصَتْ على قلبي
    وماءِ الشهوةِ البيضاءِ في جَسَدي
    معذَّبةٌ وشاعرةٌ وحالمةٌ وقابضةٌ
    على ما أوَّلَ التفَّاحُ في فمها من النيرانِ
    منتصفُ الطريقِ إلى مجرَّاتِ الحنينِ أو البروقِ
    بنفسجُ الرغباتِ/ شمسُ الأرجوانِ الرطبِ
    عطرُ القهوةِ المسكيُّ
    رائحةُ القرنفلِ في الأزقَّةِ
    واجتراحُ الياسمينةِ
    رفرفاتُ الظلِّ فوقَ الأقحوانةِ
    رغوةُ النارنجِ / روحُ الطَلِّ
    أسماكُ الغوايةِ / أضلعي الملغاةُ / أوجاعُ التأمُّلِ
    خيطُ هاويتي / وأنهارُ التبتُّلِ / لوعةُ الليمونِ / أطيارُ التحوُّلِ
    بدءُ خاتمتي وخاتمةُ البدايةِ
    تقتفي أثرَ الطيورِ بأنفها الأقنى
    ولا تنحَلُّ في المعنى
    دعْ الأشياءَ تزهرُ في رمادكَ
    أيُّها الكليُّ والمنفيُّ والمنسيُّ
    خُذْ من كاحلِ العنقاءِ ذرَّتكَ الأخيرةَ
    كي تُزاوجَ بينها وثرى بلادكَ
    صدَّعتني حينَ قلتُ لها أحبُّكِ
    ثمَّ قالتْ لي لماذا صدَّعَ الصَوَّانُ قلبَكَ في المراثي كلِّها؟
    من أنتِ؟
    أغنيةُ السرابِ وظلُّهُ العالي..
    مزاميرُ الهباءِ.. تقولُ
    هل ضدَّانِ نحنُ يتمِّمانِ رؤى الطريقِ
    إلى إيثاكا فيكِ يا نونَ الجنونِ..؟ أقولُ
    طاغيةُ النساءِ جميعهنَّ أنا تقولُ
    سُدىً أُمشِّطُ بحرَها الغيميَّ بالعينينِ
    إذ تتسلَّقانِ معارجَ البلَّورِ...
    ها نحنُ اتَّفقنا بيننا لا بأسَ
    طاغيةٌ وعبدٌ نحنُ
    أو ضدَّانِ في المعنى وفي ذَهبِ الإشارةِ
    في رميمِ الفضَّةِ العمياءِ
    في أحجارِ آنيةِ المجازِ
    فكيفَ يلتقيانِ؟
    يا بنتَ المحارِ الحيِّ والحوريَّةِ العذراءِ
    كيفَ ورثتِ عن هيلينَ
    مخملَها / أناملَها / جدائلَها
    استدارةَ خصرها الدريِّ
    ناياتِ اسمِها العلويِّ
    خمرتَها / وسرَّتها / خميلَتَها / وبسمتَها / انتباهتَها / ولعنتَها / وقسوتَها ؟
    ولم أرثْ انحسارَ الضوءِ عن رجليكِ
    أو جوعَ الإباحيِّينَ
    أو عرسَ انهمارِ أصابعِ الصبَّارِ كالأزهارِ
    من كلِّ الأساطيرِ الجديدةِ والقديمةِ
    لم أرِثْ يا نونُ
    إلَّا لوعةً من قاسيونَ
    وما اشتهى باريسُ حينَ أزاحَ عن آلاءِ صدركِ
    غيمةً بحريَّةً عطشى...
    وإلَّا كعبَ آخيلَ المخرَّمَ بالغوايةِ والعذابِ
    تقولُ لا أحدٌ أنا
    وخميرتي لا شيءَ
    أقمارُ الطفولةِ في ثيابي
    فانتبهْ لحفيفِ قلبكَ واشتبهْ بشذى رضابي
    واثقٌ أنا يا زليخةَ بي وبالأنثى التي قدَّتكِ من شجَرٍ خريفيٍّ
    فقُدِّيني إلى نهرينِ... قُدِّي لي قميصي مرَّةً أو مرَّتينِ
    وراءَ صَهْدِ عبيركِ المنخوبِ بالشهقاتِ
    من قُبُلٍ ومن دُبُرٍ
    وقولي هيتَ لكْ.
    *****
                  

11-09-2015, 11:02 AM

هشام المجمر
<aهشام المجمر
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 9533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: معلَّقــــــــــــــــــــة نـــــــــ� (Re: osama elkhawad)

    الف الف شكر يا نون
                  

11-09-2015, 11:15 AM

جورج بنيوتي

تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: معلَّقــــــــــــــــــــة نـــــــــ� (Re: osama elkhawad)


    و...أيضا تعلِقني على حبلِ الإنبهار!


    وأغضبُ : يا لابتعادي في فيافي العبء!


    ممنونٌ لك بإفاقتي برذاذ هذا الزخم.
                  

11-14-2015, 07:08 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20473

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: معلَّقــــــــــــــــــــة نـــــــــ� (Re: جورج بنيوتي)

    أهلاً بالمرور الباذخ للمجمَّر وبنيوتي.

    ولكما أهدي النص التالي لشاعر "معلقة نون"، في رثاء محمود درويش:





    محمود درويش.... أقربُ من زهرِ اللوز

    نمر سعدي - فلسطين



    (1)



    الآنَ بعدَ نزولكَ العبثيِّ عن أولمبَ. بعدَ هشاشتي كقصيدةِ الصوفيِّ

    بعدَ مدى انتظاركَ في مهبِّ الحُبِّ من قد لا تجيءُ لوعدها أبداً

    وبعدَ دمِ اشتعالكَ فيَّ كالعنقاءِ. بعدَ رمادِ روحي. ذلكَ المنثورِ

    في بحرِ الأدرياتيكِ. بعدَ دموعِ أمكَّ في ظلامِ السبتِ فوقَ ثرى يديكَ

    وبعدَ كُلِّ نساءِ بيكاسو ودالي. والغنائياتِ. ألحانِ البكائياتِ

    بعدَ دمي ينامُ على حوافِ الشعرِ والشطآنِ. بعدَ هواكَ.....

    أعجزُ أن أموتَ أمامَ موتكَ ميتَتي الصغرى....

    وكلُّ الموتِ يا محمودُ – يا أشهى المرافئِ في هوى الأقمارِ-

    كلُّ الموتِ عجزُ الكائنِ العربيِّ شيلَ مسدَّسٍ يغفو على مرمى قرنفلتينِ

    والتصويبَ في فرحٍ على تاريخهِ.....



    (2)



    الليلةُ العمياءُ رغمَ فداحةِ الأشياءِ ليسَ تنامُ. تتركني أعضُّ محارَ هذا الليلِ

    كالمجنونِ من حزني. وليسَ أنينها المرئيُّ يتركني أنامُ على انهمارِ الشوكِ

    ليسَ تصوغني شجراً لصرختها ولا بشراً سويَّ نصاعةِ الأحلامِ. طهرِ الياسمينةِ

    وانهماراتِ الفراشاتِ الفقيرةِ فوقَ ضوءِ معارجِ البلَّورِ. قمصانِ النجومِ الفارسيَّةِ

    آهِ ليسَ تصوغني سهَراً يسامرُ قلبها المكدودَ حتى يرتضي عطشي شفاهَ عبيرِ

    من يهوى..... إلى أن تشرقَ الشمسُ الأخيرةُ في الوريدْ



    (3)



    ويكونُ أن أصغي لعينيكَ المشرَّدتينِ في برِّ المزاميرِ الشفيفةِ والخفيفةِ مثلَ جرحِ النايِ. والعسلِ المقطَّرِ في العشيَّاتِ المذَّهبةِ القوافي ..
    أقتفي جرحَ البنفسجِ فيهما.... أصغي لعينيكَ المعذبَّتينِ مثلَ نبوءةٍ سرِّيةٍ

    تتقاسمانِ اللوحَ والقرآنَ والتوراةَ والإنجيلَ...

    أصغي دونَ أن أصغي. وأكتبُ في جحيمِ عواطفي الليلَّيةِ الخرساءِ

    بعضَ الماءِ في مرثَّيتي بدمي ودمعي الأسودينِ

    ولا أصدِّقُ غيرَ عطرِ الزنزلختِ... وصوتكِ المشحونِ بالحلمِ النديِّ....

    وغيرَ ليلِ حدائقِ العُنَّابِ ملءَ سماءِ آبَ..

    وشهقتي البيضاءَ. غدرِ الأصدقاءِ. وطعنةِ الدنيا

    أصدَّقُ ما تقولُ هناكَ عنكَ وعن سواكَ

    ولا أصدَّقُ أنَّ جسمكَ صارَ خلفَ البحرِ والرغبوتِ

    زنبقةً مثلَّجةً...ونائمةً ....وحالمةً تصوغُ ضبابَكَ الأعلى من الأوتارِ

    أو من رقصةِ البجعِ الأخيرةِ. وانكسارِ السنديانِ

    وحُبسةِ الدمعِ البليغةِ في مرايا القلبِ

    في سُدفِ الذهابِ إلى خريفٍ موجعٍ ومؤجَّلٍ

    كخطاكَ فوقَ بحيرةٍ خضراءَ يا قلبي .../



    كأنَّ أصابعَ العبثِ الخفيَّةَ راوغتكَ وراودتكَ عن النزولِ. عن الوداعِ

    وعن مقاسمةِ الجمالِ. كأنَّ ضوءَ غزالةٍ سحرِّيةٍ

    في الغابةِ القمرِّيةِ الأقواسِ والأجراسِ.. تصرعهُ الذئابُ..

    وفجأةً من مرتقى مللي ومن نومي أشبُّ كجمرةٍ في قلبِ هذا الليلِ تحرقني

    أدبُّ كآخرِ القتلى... أربُّ زهورَ ما ترثُ القيامةُ فوقَ هذي الأرضِ..

    رائحةَ التذكُّرِ . لحظةَ الحُبِّ المُقدَّسةَ العصيَّةَ

    مثلَ وردِ الثلجِ فوقَ فمي

    أصبُّ على ضفافِ غدي

    أشبُّ هناكَ عن طوقي... وعن جرَيانِ أسئلتي القديمةِ والجديدةِ

    لن أصدِّقَ وردَ هذا الموتِ أو صفصافهُ الأزليَّ

    بل سأصادقُ الأبدَ الوحيدَ هنا كذئبِ الرملِ يتبعني وأتبعهُ

    يلامسني وألمسهُ.... إلى أجلٍ مُسَّمى



    (4)



    حنَّاءُ شمسكَ في دمي شبقٌ إلى ورقِ النساءِ... ندىً.... صدى العُذريِّ

    شوقُ العاشقِ الصوفيِّ.. ضوءُ الكائنِ الشمسيِّ .. والحبَّارِ في جسدي.. وحُمَّى



    (5)



    يدعوكَ صيفُ المريمِِّيةِ كي تودِّعهُ على مرأى شتاءٍ شاعريِّ الروحِ

    من ريتا... ومرمى وردةٍ بيضاءَ تحفنُ وجهَ يوسفَ فيكَ....

    ثُمَّ على شذى قدميكَ.. ملءَ جمالكَ السحريِّ والفجريِّ تدمى



    (6)



    محمودُ لا توقظْ دموعَ قبائلِ الطيرِ المهاجرةِ العنيفةِ والعصِّية

    محمودُ لا توقظْ دمي الغافي على قرعِ البرابرةِ الذينَ تناثروا بيني وبينكَ

    مثلَ أحجارِ الكواكبِ والحظوظِ على بساطِ النردِ...

    لا توقظ دمي واتركهُ محمولاً هناكَ على حوافِ الدمعِ مشبوحاً على الدنيا

    مسيحاً للنساءِ المخطئاتِ...وللرجالِ المخطئينَ

    الحالمينَ بعالمِ الفردوسِ ...

    لا توقظْ دمي بحنانِ ربِّكَ

    فوقَ هذي الأرضِ.. فهو كمائكِ العاجيِّ يجري دونَ أن يجري

    ويشهقُ ميِّتاً في جُبِّ يوسفَ...

    حُبِّ من ذهبوا بلا معنى إلى المدنِ الخفِّية

    محمودُ سلِّم لي على لوركا إذا صادفتهُ

    قبِّل يديهِ - نيابةً عني - .... وعينيهِ الشقية

    (7)



    في التاسعِ المشهودِ من آبِ الحزينِ وفي انتصافِ الليلِ يوم السبتِ

    كنتُ مرنَّحاً بالصمتِ أو بالعوسجِ البشريِّ

    أشرحُ لهفتي لسواي خارجَ أمنياتي.... مُقفلاً وهجَ الحدائقِ في حدودِ قصائدي

    أو قافلاً شعراً وأحلاماً مضببَّةً الى بيتي ... فهاجمني نشيدكَ أنتَ

    هاجمني بكاءُ الزنزلختِ عليكَ في أوجِ السماءِ

    ونازعتني زرقةٌ مجنونةُ الأصواتِ

    (ماتَ اليومَ حوذيُّ القصيدة والندى والأقحوانِ .... حبيبُها الممهورُ بالأمطارِ والإنشادِ ... ماتَ ربيبها درويشُ عرَّافُ الرؤى الأزليُّ ....زهوةُ هذهِ الأرضِ النبيَّةِ....عرسُها العالي....وأجملُ شاعرٍ في الكونِ حنَّى طهرها الحافي وروعة سحرها.... من شعلةِ القدمينِ حتى شعرها)

    وجمحتُ في قلبي كما الفرسِ العنيدةِ

    وانتبهتُ... فكيفَ أشرحُ بالمجازِ وبالبساطةِ ما أصابَ النجمَ في عينيَّ من رؤيا ؟

    وكيفَ أعيدُ ترتيبَ العواطفِ ؟ كيفَ أحملها كسيزيفِ اللعينِ ؟ وكيفَ ..؟/



    ها أنِّي انكسرتُ عليَّ حاصرني المجازُ سُدىً

    وبحرُ الكاملِ الهدَّارُ حاصرني وشتتَّني نقاءُ زهاءَ أيامٍ بلا عددٍ

    أقولُ الشعرَ أو أهذي على أمواجهِ ...

    قلبي مصابٌ بالغناءِ الليلكيِّ كقلبِ أودسيوسَ في ترحالهِ الأبديِّ

    أرثي مُرغماً نفسي ولا أرثيكَ يا محمودُ يا طفلَ الندى والشمسِ ..../



    فجري تائهٌ يسعى على قدمينِ غائبتينِ في البلَّورِ.. لا يسعى.. يطيرُ..

    يخفُّ مثل نجومِ أغنيتي التي غطَّت أرميا في الرثائِّياتِ ...

    مثلَ طيورِ قلبي في مدى رؤيايَ تسبقني

    تشفُّ وراءَ ثوبِ الزرقةِ الملساءِ في الشفقِ المُعلَّقِ في مدى الما بينِ

    تحرقني كحبرِ رسالةٍ عنقاءَ فرعونيَّةِ اللعناتِ هوميريَّةٍ ...

    فجري يهفُّ كأنهُ قمرُ المجازِ ولا يجفُّ دمي ولا دمعي يكفُّ ...

    ترفُّ آخرُ قبلةٍ بي نحوَ روحكَ في الأنينِ العاشقِ الأبديِّ تقبعُ ....

    في بكاءِ الضوءِ.. في الطرفِ المراوغِ حاجتي لحنينِ صوتكَ

    وانهماركَ في رمادِ الظلِّ والأشجارِ.. في عبقٍ يذرذرهُ المسيحُ الطفلُ

    في وجهِ البحيراتِ التي ولدتكَ والريحِ التي حملتكَ

    عبر فصولِ ريتا.. زهرةً لوزِّيةً بيضاءَ أقربَ من شفاهِ العاشقينْ

    ليديكَ.. أو للمخملِ الغافي.. لروعةِ نهركَ الحافي على جمرِ السنين



    (8)



    متأمِّلاً ما هبَّ من معناكَ فوقَ هجيرِ ألفاظي

    فتنحلُّ الفراشاتُ المُلوَّنةُ الرفيفِ على فراغِ يديَّ

    ثمُّ يسوطني ويسوطها ألقُ الهواءْ

    يا ليتَ زرقاءَ اليمامةِ والقيامةِ أنبأتني سرَّ عينيها

    لكنتُ قطعتُ صدرَ الأرضِ لثماً موجعاً

    وغسلتُ جرحَ الروحِ في عسلٍ يزوَّجُ مقلتيكَ إلى الضياءْ

    يا ليتَ زرقاءَ اليمامةِ علَّقت عينيَّ كالمصلوبِ في أبدِ الخواءْ

    ونعيقُ فريِّسينَ من حولي.. ومنسِّيينَ منسلِّينَ من أحشاءِ تاريخِ البغاءْ

    لو أنها لمَّتْ رمادي مرةً أخرى

    وضمَّتْ ملحَ هاويتي إلى غدها

    لكانَ دمي أضاءْ

    ولعادَ عمري وردتينِ وبسمتينِ ودمعتينِ إلى الوراءْ



    (9)



    نايُ قلبيَ ينكسرُ الآنَ في ريشِ عنقاءَ بحريةٍ

    ويبيحُ الصدى للصدى.... وجمالَ الندى للردى

    نايُ قلبي يتوِّجني خاسراُ فوقَ عرشِ السرابِ....

    وسنبلةُ الجسدِ الشاعريِّ تقومُ وينفرطُ الحبُّ منها

    ويطلعُ من خصرها الأنثويْ

    قمرٌ حاضرٌ في غيابِ اشتهاءاتهِ

    قمرٌ حائرٌ.... قمرٌ شاعرٌ يتنزَّلُ من هالةِ الدمعِ والدمِ

    من بسمةٍ يتشكَّلُ ....

    أعضاؤهُ البشرِّيةُ شمعيةٌ تحتفي بتشرُّدِها

    وبأقواسِ أطيافها

    تختفي ثمَّ تبدو كجسمِ الملاكْ

    تضيءُ مواجعنا وترمدُّها



    (10)



    من أنا لأقولَ لكَ الآنَ يا شاعري

    ما أقولُ لكَ الآنَ ؟

    يا مبتلىً بفراشاتِ ريتسوسَ خلفَ البحارِ وعطرِ العذارى

    بأوجِ التوَّحدِ والإنتظارِ

    من أنا لأقولَ لكَ الآنَ ما سأقولُ لكَ الآنَ ؟

    يا أبلغَ الصامتينَ ويا أجملَ الذاهبينَ لنسوةِ طروادةِ الفاتناتِ ...

    وروحكَ كالبرقِ تجري على نارِ سيفِ النهارِ

    لحنُ بُحَّةِ صوتكَ يأخذني ....

    آهِ كم كانَ يومكَ أجملَ من أمسنا

    كم حريرُ يديكَ بأضلاعنا ناشبٌ

    كم جمالكَ.... كم سحرُ هاروتَ فيكَ

    يورِّخُ يا سيِّدي لانكساري



    (11)

    هل يصدِّقني أحدٌ منكمو ؟ هل يصدِّقني أحدٌ من قبيلةِ لوطْ

    أنني كنتُ أبكي لأسبوعَ .... أهذي لأسبوعَ بالشعر... بالملحمِّياتِ

    لكنني حينَ قمتُ لأكتبهُ ضاعَ مني وشردَّهُ المنطقُ

    ولو أنني قد كتبتُ رثاءً على قدرِ دمعي

    إذن لكتبتُ معلقَّةً دونما آخرٍ .. سحرها يفلقُ



    (12)



    فلسطينُ محلولةُ الشعرِ تندبُ عاشقها وتولولُ كالأمهاتِ الحزيناتِ

    تبحرُ في بحرِ أدمعها ...

    والأكفُّ التي لوَّحتْ لكَ يا سيِّدي زورقُ

    فلسطينُ تلثمُ عينيكَ.... مخملَ كفَّيكَ... تلثمُ منكَ الشذى بالشذى

    يا لهذا الوفاءِ وهذا الجنونِ الجميلِ بحارسِ شمسِ أنوثتها

    يا لأحلى الشفاهِ التي كانَ جنَّنها المفرَقُ



    (13)



    ماتَ من حزنهِ ما تركتَ وحيداً من الأحصنة

    ماتَ جسمُ اشتياقيَ واشتعلَ الشيبُ في الروحِ سوسنةً سوسنة

    آهِ يا صاحبي في الطريقِ إلى أمسنا

    انكسرَ الظلُّ منَّا على مئذنة



    (14)



    تتناثرُ أحلامُ روحي وروحكَ فوقَ الطريقِ السحيقِ ولا تصلُ الأندلسْ

    كي تضمَّ إلى صهدِ أشواقها لحظةً تحتوي قلقَ الأزمنة

    كي تقبِّلَ في عشبها في السماءِ

    وفي صمتها وثرى صوتها

    كلَّ ما شعَّ من ألقِ الأمكنة



    (15)



    ماتَ كلٌّ على حدةٍ

    مُتَّ أنت هناكَ على صدرِ من عذَّبتكَ

    ومن قلَّبتكَ على نارها

    زمناً كانَ يكفي لخبزِ الأساطيرِ

    أو ربمَّا دفنها في الترابِ وفي الثلجِ ....

    مُتَّ وحيداً هناكَ بلا أيِّ سنبلةٍ حيَّةٍ

    وأنا ماتَ قلبي هنا

    ماتَ قلبي هنا

    ماتَ قلبي هنا





    *****





    السابع عشر من آب 2008

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de