***** سجن النساء بامدرمان *****

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-02-2014, 09:46 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
***** سجن النساء بامدرمان *****


    بدأت اتجاذب أطراف الحديث مع شابة كانت تنتظر معي في حجرة الاستقبال وفي يدها ايصال مالي، ودرجة حرارة الفضول
    عندي كانت ترتفع لمعرفة ماذا تريد أن تفعل تلك الشابة بالإيصال المالي. فسألتها عن ذلك، لم تمانع. قالت لي إنها طالبة طب
    حضرت للسجن بدافع بحث عن الاكتئاب وسط السجينات، واثناء بحثها كانت هناك فتاة صغيرة (من دولة جارة)، تبكي طوال
    الوقت فاقتربت منها وتحدث اليها، فعلمت أنها دخلت السجن بسبب عدم امتلاكها بطاقة (إقامة)، فحكم عليها بدفع غرامة مالية قدرها
    (500) جنيه والسجن ثم الإبعاد، وبما أنها لا تملك المبلغ ظلت بالسجن وهى لا تجد لها سبيلا، تأثرت لقصتها وقامت وزملاؤها
    بجمع المبلغ لفك اسر السجينة الصغيرة حتى تعود لعملها أو تسافر إلى أهلها وأحضرت الايصال المالي بالمبلغ الذي دفعته في المحكمة!


                  

12-02-2014, 09:50 AM

Ridhaa
<aRidhaa
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 10057

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ***** سجن النساء بامدرمان ***** (Re: Ridhaa)


    المركبات تمضي على عجل، وهي تقطع الطريق ذهاباً واياباً أمام مبنى دار التائبات (سجن النساء بأم درمان)، وترمق أسواره أعين المارة بشيء من الفضول والريبة. خاصة حين يقف (دفار السجينات) عند بوابته الكبيرة، ويترجل منها عدد من النساء بمختلف أعمارهن، سطّر لهن القدر مشوار حياة خلف الأسوار العالية.
    (حكايات) سجلت زيارة خاصة جداً لدار التائبات وأمضت زهاء اليومين مع السجينات استمعت لحكاياتهن (قبل وبعد) دخولهن السجن، ورصدت تفاصيل الحياة خلف تلك الأسوار الحصينة.
    رهبة المكان
    لم يكن مشوارنا لدخول سجن النساء بالأمر السهل، إجراءات روتينية بدأناه بالمكتب الصحفي للشرطة، ثم دلفنا بها إلى الادارة العامة للسجون والإصلاح، وبدورها حولت خطابنا بعد الموافقة حسب الشروط الممهورة بتوقيع اللواء مدير السجون والإصلاح الذي اشترط فيه عدم التصوير وذكر اسم النزيلات وأسرهن، وأن تتم المقابلة بموافقة النزيلة وبحضور ضابط من السجن.
    المبنى بأسواره العالية، وأمامه عدد مقدر من أفراد الشرطة، يبعث بالرهبة، خاصة وانه سجن لنساء سليلات جرائم متعددة، جالت بخاطري عدد من الصور التي لا تخلو من تأثير الدراما، عبر مشاهد السجينات والسجانات، ولكن سرعان ما زالت رهبة الأسوار العالية، عندما فتحت لي البوابة الحديدية الكبيرة.
    جلست انتظر إخطار ضابط السجن بغرض الزيارة بعد أن وجدت الجميع في يوم اداري، حسب ما علمت، وانه يأخذ وقتاً ليس بالقصير ويسمى بالمرور (التفتيش)، انتظرت زهاء الساعتين، في مكتب صغير، يسع لثلاثة أشخاص فقط. كل شيء يبدو عادياً، شاجنة صغيرة جاءت بالخضروات واللحم، ثم غادرت ليفتح الباب مرة اخرى لعربة (امجاد) محملة بعدد من قطع الأسفنج. اعترتني الدهشة حينها في أن يكون هذا الاسفنج هو الذي تنام عليه السجينات، ثوان معدودة محت الدهشة وعلامات الاستفهام، حيث لمحت احدى السيدات وهى تسرع نحو اكوام الاسفنج واخذت تفرز القطع وهى تقول: (دى تبعي)، لم افهم شيئاً من توافد النساء نحو كوم الاسفنج إلا بعد أن بدأن في الحديث عن حصتهن من النقود مع السيدة التي احضرت الأسفنج، ادركت بعدها أن سجينات يقمن بتصنيع الأسفنج ثم تسوقه لهن تلك السيدة!
    بدأت الحركة تزداد في باحة السجن ذي المباني القديمة والغرف الصغيرة المشيدة بدون تنظيم. عدد النساء في باحته أخذ في تزايد ولكن لم استطع التفريق بين السجينات والعاملات لأن ليس هناك (زي) محدد للسجينات، بعضهن يرتدين ثياباً أو عباءة.
    فك رقبة
    بدأت اتجاذب أطراف الحديث مع شابة كانت تنتظر معي في حجرة الاستقبال وفي يدها ايصال مالي، ودرجة حرارة الفضول عندي كانت ترتفع لمعرفة ماذا تريد أن تفعل تلك الشابة بالإيصال المالي. فسألتها عن ذلك، لم تمانع. قالت لي إنها طالبة طب حضرت للسجن بدافع بحث عن الاكتئاب وسط السجينات، واثناء بحثها كانت هناك فتاة صغيرة (من دولة جارة)، تبكي طوال الوقت فاقتربت منها وتحدث اليها، فعلمت أنها دخلت السجن بسبب عدم امتلاكها بطاقة (إقامة)، فحكم عليها بدفع غرامة مالية قدرها (500) جنيه والسجن ثم الإبعاد، وبما أنها لا تملك المبلغ ظلت بالسجن وهى لا تجد لها سبيلا، تأثرت لقصتها وقامت وزملاؤها بجمع المبلغ لفك اسر السجينة الصغيرة حتى تعود لعملها أو تسافر إلى أهلها وأحضرت الايصال المالي بالمبلغ الذي دفعته في المحكمة!
    انتهى ضابط السجن من المرور وصار المكان اكثر ضجيجاً، نساء بمختلف الأعمار في حالة غدو ورواح ناحية مكان استفسرت عنه فقيل لي انه متجر ذهبت اليه بغرض شراء (بسكوت)، فوجدته متجراً صغيراً به شتى انوع البضائع السجينات يتعاملن مع البائع عبر فتحة صغيرة لأن المتجر يفتح في غرفة استقبال (زيارات السجينات) المحاطة بشبك حديدي يتحدثن من خلاله مع ذويهم.
    عدت لحجرة الاستقبال مرة اخرى وكانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة صباحاً، لأجد أن ضابط السجن قد فرغ من المرور، ويريد مقابلتي، قطعت حركة السجينات ودلفت إلى مكتبه المطل على باحة السجن. حيث وجدتها ضابط (سيدة) برتبة رائد شرحت لها غرض الزيارة، وسرعان ما رتبت لي موعدا في اليوم التالي للجلوس مع النزيلات بعد التحدث مع الباحثة الاجتماعية.
    جلسة فوق العادة
    في صبيحة اليوم التالي، دخلت سجن النساء ودلفت إلى مكتب الباحث الاجتماعي، وكانت أصوات صاخبة تنبعث من غرفة مجاورة لذلك المكتب فعلمت انها (كنيسة)، وأن النزيلات الأجنبيات يؤدين الصلوات بحضور اسقف من جنسيتهن، ألقيت نظرة علي المشهد كان بالغاً في التأثير حيث أعدادهن كبيرة لدرجة تظن فيها أن السجن في تلك الدولة الجارة وليس في الخرطوم.
    وبحضور (أسماء محمد الحسن) من شعبة المباحث التابعة للسجن، حضرت شابة في مقتبل العمر تعانى من إعاقة خفيفة في رجلها اليسرى طلبت منها أن تقص علي حكايتها التي قادتها إلى السجن، فقالت لي: المادة (162) جريمة اختطاف، مقروءة بالمادة (45) ( أ)، (25 هـ) حماية الاسرة والطفل، يبدو أنها حفظت مصطلحات القانون من تجربتها.
    كانت (هـ) أرملة لها طفلان ثم تزوجت بعد ذلك وانجبت اثنين، تقاسمت السكن مع أهل زوجها الذي كان دخله محدودا لذا شاركته هم المعيشة بالعمل في المنازل وما يجود به الرزق تصرفه في المنزل، اثناء عملها تعرفت على سيدة تقطن في ذات الحي الذي تعيش فيه، وعملت معها في منزلها وفي يوم طرحت عليها السيدة، فكرة تنتشلها من حالة الفقر الذي يجثم على حياة صغارها خاصة وإنها معاقة، فقالت لها أن هناك منظمة تعول الاسر، وكل ما تحتاجه احضار شهادات ميلاد الأبناء وشهادة السكن باعتبار أن المنظمة تتبنى أطفالها شرط الموافقة علي ذلك كتابة.
    لم تتردد سلمتها ما طلبت والأطفال، لتأكد لها في اليوم التالي أنها ذهبت بالأطفال إلى المنظمة. لم يساور (هـ) الشك في نوايا صاحبة المنزل لأنها كانت ترى أثناء عملها أطفالا بين الحين والآخر، يلهون في المنزل لمدة يوم أو يومين بأعمار متفاوتة، ثم تذهب بهم للمنظمة حسب ما قالت.
    صاحبة المنزل وعدت (هـ) برؤية أطفالها كل أسبوع حتى يتحسن وضعها المادي لكي تأخذهم وسلمتها مبلغ (1250) جنيها قالت انه دعم لها من المنظمة. وعندما قررت رؤيتهم بدأت السيدة مندوبة المنظمة حسب زعمها تتهرب من (هـ) بل أغلقت هاتفها، ولم تجدها في المنزل.
    وجدت (هـ) نفسها محاصرة بسؤال زوجها عن أطفاله ورغبته في الذهاب لمقر المنظمة، وبسبب حالة الصراع النفسي حسب قولها لجأت لحيلة علها تقودها للعثور علي ابنائها المختفين لأكثر من ثلاثة أسابيع، وخطرت لها فكرة (شيطانية) عندما رأت طفلة اثناء وجودها في بقالة الحي، قامت باستدراجها إلى منزلها، وابقتها هناك ثم عادت إلى البقالة وأجرت مكالمة هاتفية للسيدة مندوبة المنظمة من جوال صاحب البقالة، وقالت لها أن لديها طفلة بنت اختها لها نفس ظروف اطفالها (اسرة فقيرة)، تريد الذهاب بها للمنظمة!
    حضرت اليها السيدة بعد تأكدها من خلو منزل (هـ) من أي شخص، ثم اخذت هاتف (هـ) وأجرت اتصالا قصيرا لم تسمع ما دار فيه ثم طلبت منها تجهيز الطفلة لحين عودتها من مشوار قصير. وبعد ساعة عادت السيدة وطلبت من (هـ) الصعود بالطفلة إلى (ركشة)، ثم قصدا منزلا قالت انه منزل قريبة صديقتها التي كانت ترافقها، وأخذت هاتف (هـ) مرة اخرى وتحدثت للمنظمة، التي حددت لهم موعدا عقب آذان المغرب.
    في الوقت المحدد استأجرت السيدة عربة (هايس)، وعند نقطة محدد تحت أحد الجسور في تلك المدينة، توقفت العربة قبالة شخصين من دولة جارة وصعدا إليها وصارا يرشدان سائقها حتى وصلا مقر المنظمة، دلفوا إلى الداخل وكانت الطفلة الصغيرة في يد (هـ) غلبها النعاس فنامت غير آبهة بالخطر الذي يحلق حولها، طلب من (هـ) وضع الطفلة علي احد الاسرة المفروشة في (برندة) المنظمة، ثم سارت ناحية غرفة، فوقع بصرها علي ابنها وهو يجلس على حجر امرأة من الدولة الجارة، وعندما رآها انخرط الصغير في نوبة بكاء استغرب احد الرجال من ذلك، فسألها عن سر بكائه فأجابته بأنه ابنها وهي تريد رؤية بقية اطفالها، فقال لها أنهم في منطقة اخرى، وحين طلبت منه اخذهم رفض وقال لها كتبت موافقة للمنظمة بأخذ الأطفال.
    تقول (هـ) تركت الطفلة نائمة على الفراش في المنظمة ثم غادرت المكان بذات العربة الـ (هايس) وعندما صعدنا فاجأتنى السيدة (مندوبة المنظمة) بسؤال لم افهمه وهو: لماذا لم تسلمي على اختك وهي بصدد إجراء عملية جراحية؟!
    نظرت اليها باستغراب فتبين لي أنها قصدت بالسؤال الغريب تضليل سائق الهايس. دخلت منزلي وانا أجر خيبة الأمل في إحضار اطفالي ووجدت زوجي ينتظرني بذات السؤال ولكن في هذه المرة طردني من المنزل، فخرجت صوب منزل السيدة و كررت لها ذات الطلب و كان ردها بأنني وافقت للمنظمة بأخذهم.
    كشف اللغز
    (هـ) تركت خلفها الطفلة البريئة في يد غير أمينة دون أن يدري بخلدها أن مأساة، يكشف عنها فجر اليوم التالي هي سببها، وحالة رعب تنتاب اسرة على صغيرة غائبة، انتشر خبرها في الصحف لمحاولة العثور عليها حتى جمعت للشرطة خيوط اللعبة، الشبيه بالمتاهة، أوصلتهم للسيدة مندوبة المنظمة، وبدورها دلتهم على مكان (هـ)، والقي القبض عليها وتم العثور على الطفلة وانكشف لغز المنظمة التي تتاجر في الأطفال، وعثر على أطفالها وتم ايداعهم دار الايواء، وانتهى المطاف بـ (هـ) سجينة في دار التائبات تواجه عقوبتها بالسجن (10) سنوات انقضت منها اربع سنوات إلا بضعة شهور.
    خاضت فيها (هـ) تجربة فريدة إحساس ندم ينتابها، وخوف من مواجهة المجتمع حين خروجها، رغم انها اكتسبت أشياء كانت تفتقدها خارج سور السجن، فهي تنعم بمعاملة كريمة بعكس ما كانت تعيشه في الخارج بل أنها تعلمت كثيرا من الأشياء بفضل كورسات التأهيل للأعمال المنزلية.

    صحيفة حكايات
    خ.ي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de