قضية الحكم عام 1958 بين بروفيسور ع.ع.إبراهيم وم/ أبوبكر سيد احمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 02:17 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2014م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-26-2014, 01:40 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضية الحكم عام 1958 بين بروفيسور ع.ع.إبراهيم وم/ أبوبكر سيد احمد



    قضية الحكم عام 1958 بين بروفيسور ع.ع.إبراهيم وم/ أبوبكر سيد احمد

    سنعيد القصة من جديد ، وقد كتب البروفيسور عبد الله علي إبراهيم ، فيما يعيد النظر في الوقائع . وسبق لصديقنا المهندس / أبوبكر سيد أحمد قد حفر في حجارة القضية ، ....
    يبدو أننا بصدد إعادة القضية إلى محكمة الموضوع ، وهو الملف الدراسي الذي كتبه ونضده بالأدلة القديمة والمُقارنة :صديقنا المهندس / أبوبكر سيد احمد .
    وتاريخ القضية معروفة عندما خرج نواب البرلمان للاجتماع " تحت الشجرة " وتركوا قاعة البرلمان ، في مصائر تتحدث عن إسقاط الحكومة وتكوين تآلف جديد يخرج منه حزب الأمة بقيادة رئيس الوزراء عبد الله بك خليل .
    سنعيد الملف الأول ،ثم الملف الثاني على أمل كتابة جديدة في موضوع قديم ، ونتجنب قدر الإمكان ، الإعادة والحوار الدائري ،والوثوب إلى الكشوف المبدعة حول ماذا حدث ؟! وما التغيير الذي تم مع الزمن. وكيف أن رئيس حزب الأمة الإمام " الصديق عبد الرحمن المهدي " كان خلالها في رحلة استشفاء خارج الوطن ، وهو الذي لم يرض بحكم العسكر .
    وإلى الملفات من جديد :
    (1)
    ملف المهندس / أبوبكر سيد أحمد :
    http://www.sudaneseonline.com/board/310/msg/1285863832.html

    مقالات البروفيسور عبد الله علي إبراهيم :
    (1)
    أ : http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0-6-0-1-4-6/74639--17--1958---q-q-----http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0...-17--1958---q-q------
    انقلاب 17 نوفمبر 1958: هل كان "تسليم وتسلم" كما اتفق لنا؟ ..
    بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
    (2)
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0-6-0-1-4-6/74812--17--1958---q-q--------انقلابhttp://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0...---q-q--------انقلاب 17 نوفمبر 1958: حتاما نُساري "التسليم والتسلم" في الظُلم .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم. -
    (3)
    http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0-6-0-1-4-6/74908---17-------http://www.sudanile.com/index.php/2008-05-19-17-39-36/56-8-0...-6/74908---17--------
    تسليم وتسلم 17 نوفمبر: حيرتو السفير الأمريكي ذاتو ..
    بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم

    *
                  

11-26-2014, 01:43 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحكم عام 1958 بين بروفيسور ع.ع.إبراهيم وم/ أبوبكر سيد احمد (Re: عبدالله الشقليني)



    (1)
    انقلاب 17 نوفمبر 1958: هل كان "تسليم وتسلم" كما اتفق لنا؟ .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
    الأربعاء, 19 تشرين2/نوفمبر 2014 20:58
    غلب الرأي في فكرنا السياسي أن انقلاب 17 نوفمبر 1958 عمل خاص إما لعبد الله خليل البيه، رئيس الوزراء ووزير الدفاع، أو لحزبه، حزب الأمة، أو لدوائر متنفذة فيه. وتسلم الجيش أمر القيام بالانقلاب في شخص قائده العام، الفريق إبراهيم باشا عبود. فاستلموا الحكم امتثالاً لأمر عال كما هي نظم الجيش. فمحمد عمر بشير يرى أنه حتى السيد عبدالرحمن ضَلَع في الانقلاب لإغراء البيه له بتأمين رئاسة السودان له، وهو ما حلم به دائماً كما تواتر. وقال بذلك السيد محمد أحمد محجوب أيضاً. ولهذا قيل إن السيد المهدي سارع لتأييد الانقلاب يوم وقوعه. وقال اللواء أحمد عبدالوهاب، الرجل الثاني في الجيش، أنهم ربما وجدوا خطاب السيد بمباركة حركتهم جاهزاً حين التقوا به في يوم الانقلاب، أو أنه أعده بعد خروجهم من داره مباشرة.
    ربما لم يكن العساكر خلواً من السياسة حتى تقع لهم كتعليمات من البيه على حسب العبارة المشهوره "تسليم وتسلم". فقد صورنا الأمر كذلك ربما من باب الاستهانة بغريزة العسكر السياسية أو للكيد للبيه وحزب الأمة. وقد استثمر العسكر نسبة انقلابهم إلى التسليم والتسلم استثماراً تنصلوا به عن مسؤولية الإنقلاب يوم الحساب كما نجد ذلك في أقوالهم للجنة التحقيق في الأسباب التي أدت إلى ذلك الإنقلاب. فقد قال عبود أمام المحققين معه، بعد ما أطاحت به ثورة أكتوبر 1964، عن قيامه بالانقلاب خضوعاً لأمر عال من وزير الدفاع، البيه، :" لو عبد الله خليل قال بلاش الحكاية كنا في ثانية ألغينا كل شئ."
    من جهة أخرى، ربما لم يكن البيه هو وحده الذي وسوس للعسكريين بالإنقلاب، فقد اتفق للكثيرين، واليساريين منهم على وجه الخصوص، أن الأمريكان هم من أوحى بهذا الإنقلاب للبيه وللجيش معاً. وأفضل عرض لدور أمريكا في الإنقلاب هو ما جاء على لسان روث فيرست، الشيوعية جنوب أفريقية التي إغتالها نظام بلدها العنصري في عام1982 . فقد رجَّحت أن أمريكا وبريطانيا باركتا تقحم الجيش السوداني للحكم في 1958 بعد لأي لما ارتأيا أنه شر لابد منه لاستقرار البلاد كما فهما ذلك. وقالت إنه بتاريخ 13 نوفمبر 1958 كان صناع السياسة الأمريكية قد اقتنعوا أن مصر ستنفذ انقلاباً في السودان بناءً على تصريح مختلف عليه بأن حزبيّ الوطني الإتحادي والشعب الديمقراطي بصدد التحالف لإقصاء حزب الأمة من الحكم يوم إفتتاح البرلمان في 17 نوفمبر 1958. وأضافت فيرست أن المقصود من التصريح كان تسريع خطوات تحالف حزبيّ الأمة والوطني الاتحادي. وسهرت بريطانيا بالوعد والوعيد على ترتيب هذا الحلف بعد أن أنست شيئاً من الثقة بالوطني الاتحادي منذ اختار استقلال السودان على الوحدة مع مصر في 1956. وقد تواثق الحزبان على هذا الحلف في اجتماع انعقد ليلة 17 نوفمبر لحل عقدة الحكم قبيل انعقاد البرلمان. ومات الحلف في مهده بحركة الجيش في فجر تلك الليلة. ومن رأي فيرست أن التصريح المقصود منه التعجيل بتحالف الأمة والاتحادي عاد بعكس مراده، فقد أسرع عبد الله خليل البيه، رئيس الوزراء من حزب الأمة، بزج الجيش في الحكم.
    ربما لم نجانب الصواب إن قلنا أن بريطانيا وأمريكا (خاصة) لم تكونا بعيدتين عن خطة الإنقلاب وهما في غمرة سعيهما لتوفيق أوضاع السودان بما يلائم أغراضهما في إطار الشرعية الدستورية. ونحتاج لبيان دورهما في الإنقلاب إلى نظر أدق في وثائقهما الدبلوماسية. فسيكون مثيراً أن نعرف إن كان لسفارتي الدولتين صلة مباشرة بالجيش نفسه. فلو وُجدت هذه الصلة استوجب علينا أن نراجع العقيدة السائدة في أن الإنقلاب لم يكن سوى "تسليم وتسلم" أمر به البيه وزير الدفاع وأتبعه الجيش كأمر صادر من الضابط الأعلى. فلو صح أن للدولتين سكة سالكة لقيادة الجيش لتعقد أمر منشأ الإنقلاب.
    ومما يغري بالكشف عن صلة مستقلة لقادة الجيش بالدبلوماسيين البريطانيين والأمريكان عبارة غامضة قالها محمد أحمد أبو رنات، رئيس القضاء في عهد البيه وعبود، وأحد أعمدة الطاقم المدني في دولة نوفمبر، لروث فيرست. وسبب غموضها أنه بنى الفعل فيها للمجهول بدربته القانونية المعروفه حتى ضاع الأثر وغاب المذنب. فقال إنه قد أتفق ضمنياً للناس (ولم يصرح بهويتهم) في مناقشات استمرت لبضعة أسابيع صواب أن يتولى الجيش زمام الأمر. وقد كان أمر الجيش والحكم مما جرت الشورى حوله وتقليبه بين هؤلاء الناس الغفل. وقال القاضي إنه وضح من هذه المناقشات (بين هؤلاء الناس) أن حركة الجيش هذه ستكون موضع ترحيب ما. وليس واضحاً من عبارة أبي رنات طبيعة هذه الجماعة التي قَلَّبت أمر حركة الجيش واستعدت لمباركتها متى وقعت.
    غير أننا ربما لن نشتط إن قلنا إن القاضي ربما كان طرفاً في هذه الجماعة التي تدبر شراً للدستور الذي أقسم أن يصونه. فقد وجده زعيم من حزب الأمة مختلياً بالبيه ظهيرة اليوم الذي سبق الإنقلاب. وتكرر ذكر اسم القاضي في روايات وشهادات عن الانقلاب وجده أهلها في مواقع للشبهة. فقد ورد أنه أوصل بعربته المرحوم اللواء حسن بشير، الرجل القوي في دولة نوفمبر، إلى منزل المرحوم أحمد خير في السابعة والنصف من صباح الانقلاب. وكان اللواء جاء لأحمد خير ليعرض عليه أن يكون مستشاراً قانونياً للانقلابيين. وقد تقدم أبو رنات اللواء داخل المنزل وألمح لأحمد خير بسبب الزيارة. ولهذا لم يكن أحمد خير خالي ذهن عن عرض اللواء. وسمى أحمد خير هذا التلميح بالإنجليزية (hint). ورجَّح أحمد خير أمام لجنة التحقيق الرسمية في دواعي الإنقلاب أن مجئ القاضي له صباح الإنقلاب كان ليدل اللواء على منزله. وهذا بمثابة تغطية لرئيس القضاء من تهمة التآمر لخرق الدستور. وواصل أحمد خير نفي الشبهة عن أبي رنات، رفيق سلاحه في نظام عبود، قائلاً إنه لا يعتقد أنه ممن علم بجذور الانقلاب ولكنه كان، مع ذلك، وثيق الصلة بعبود وحسن بشير. وأضاف أن هذه صلات قد تجعله أقدر منه ليدرك علم نفس الموقف السياسي (psychology general) وأغراضه آنذاك. وفي سياق هذه التبرئة لأبي رنات من وزر التآمر للإنقضاض على الدستور، قال حسن بشير في أقواله للمحققين إنه جاء وحده لأحمد خير. ولكنه عاد ليقول للمحققين أنه وجد أبا رنات مع أحمد خير حين ذهب لعرض منصب المستشار القانوني عليه بأمر من عبود. وظل اسم القاضي يرد في أقوال الآخرين كلاعب ذي وزن في الإنقلاب. فقال المرحوم الدرديري محمد نقد للمحققين إن أحمد خير أصبح ليلة الإنقلاب مع العسكريين وقد صاغ لهم كل بياناتهم. وأضاف أن القاضي أبا رنات هو الذي زكى أحمد خير للعسكريين حين طلبوا منه أن يكون مستشاراً تقية منه حتى لا يُشاهد رجل في منصبه والتزاماته يظاهر على خرق الدستور.
    وجاء عند فيرست ما قد يضع النقاط على حروف أبي رنات المواربة عن أولئك الناس الذين تواثقوا على فكرة قلب نظام الحكم. فمن رأيها أن بريطانيا وأمريكا مالتا لفكرة الإنقلاب في الدقائق الأخيرة لأن احتمالات إستحواذ مصر على السودان بانقلاب يقوم به صغار الضباط أو بتحالف الاتحادي مع حزب الشعب، وكليهما مصري الهوى، كانت تتزايد يوماً بعد يوم. وجاءت فيرست بما يشير إلى صلة واصلة بين الدبلوماسية الغربية والانقلابيين. فقالت :"ولما بلغ الأمر هذا الحد لم يعد لبريطانيا وأمريكا وجه اعتراض على تدخل الجيش، فهما إما أصبحتا على الحياد بشأن تدخل الجيش مما اعترضتا عليه قبلاً طلباً لإستقرار الوضع السياسي، أو قد هجرتا بحماس موقفهما بشأن الإنقلاب لإحتواء مطامع مصر وحيلها الحقيقية أو المتوهمة حيال السودان. وقد طَمأنا الإنقلابيين أنهما قد تبديان عدم ارتياح للإنقلاب في الظاهر إلا أنهما راضيتان بقيام الإنقلاب وما يعقبه".
    وعليه ليس صعباً الإستنتاج هنا أن هناك أكثر من جهة أوحت للجيش بالإنقلاب. بلّه ربما كان الجيش هو من أوحى لنفسه بخرق الدستور واعتلاء سدة الحكم، فبيتر بختولد، الذي كتب كتاباً حسناً عن السياسة السودانية، قال إن الجيش ربما استوحى الإنقلابات الناجحة من حولهم في مصر والعراق والباكستان. وزاد بأن الضباط السودانيين كانوا عقدوا أواصر مع باكستان في عهد الجنرال أيوب خان الذي حمله انقلاب لسدة الحكم. وربما أغرتهم هذه الأواصر للتحرك لأخذ الحكم عنوةً. بل قال اللواء أحمد عبد الوهاب أن أول أسبابهم للانقلاب كان هو "إحباط محاولات الضباط الصغار الذين كانوا على وشك إحداث انقلاب قد يعود بنتائج سيئة". وقال اللواء حسين على كرار أيضاً إنهم كانوا في سباق مع صغار الضباط " لأنه إذا لم يعملوها فلا بد أن الصغار سيعملوها". وكان أخشى ما يخشاه هؤلاء الضباط الكبار أن يكون انقلاب الصغار لصالح مصر التي قال اللواء محمد أحمد التيجاني أن زيارات مسؤوليها للسودان قد تواترت. وتبقى شئ في نفس هؤلاء الضباط العظام من تهور صغارهم حتى بعد الإنقلاب. فلما انقلب المرحوم المقدم علي حامد ورفاقه على نظام عبود في 1959 كان عبود شديد الاقتناع بضرورة إعدامهم منعاً للفتنة. وقال للصحفي جعفر حامد البشير أنهم جاؤوا إلى الحكم وهم على أبواب المعاش وقد أسلس قياد الناس لهم بالنظر إلى خبرتهم الطويلة في أصقاع البلد ومعرفتهم بطبائع الناس. وسأل جعفر:"فكيف بمصير البلاد الآن إذا وقع حكمها في أيدي شبان مغامرين حديثي السن والتجربة والمسؤولية لا يزيد بعضهم على رتبة الرائد؟".
    ونتابع لنتعرف على رأي البيه في ما قام به (أو لم يقم به) في 17 نوفمبر 1958.

    mailto:[email protected]@missouri.edu
    ///////


    *

                  

11-26-2014, 03:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحكم عام 1958 بين بروفيسور ع.ع.إبراهيم وم/ أبوبكر سيد احمد (Re: عبدالله الشقليني)



    (2)
    انقلاب 17 نوفمبر 1958: حتاما نُساري "التسليم والتسلم" في الظُلم .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم

    الإثنين, 24 تشرين2/نوفمبر 2014

    اتفق لنا بشكل مزعج أن انقلاب 17 نوفمبر 1958 عبارة عن "تسليم وتسلم". سلم فيه عبد الله خليل البيه، رئيس الوزراء ووزير الدفاع، زمام الحكم للقريق عبود بأمر عال منه. وترتبت على هذه العقيدة أمور أخطرها أن تمكنت من العقل السياسي عندنا نظرية كاملة مفادها أن الجيش لم يتطفل على الحكم والسياسة إلا بتحريض من الأحزاب والسياسيين. وليس من الصعب بالطبع إقامة الحجة على ذلك بحيثيات تلت مثل أدوار لكل من الحزب الشيوعي والحركة الإسلامية في انقلابيّ 25 مايو 1969 و30 يونيو 1989 بالتتابع. وأدى شيوع هذه العقيدة إلى ضعف في البصيرة السياسية توطدت به النواقص التالية:
    1-أفرغنا بمثل هذا النظر الجيش من أي سياسة باطنة. فهو لا ينفعل بالسياسة أصالة ككيان مهني سياسي وإنما وكالة عن الأحزاب. ومن فساد الأمر أن يسود مثل هذا الاعتقاد في حين غلب الجيش في العالمين العربي والأفريقي على الحكم وشكل أرستقراطية عجيبة كاد بها ينفصل عن الأمة. وليس الردة العسكرية على ثورة 25 يناير في مصر سوى دليل على أن هذه الطبقة الحظية في الجيش لن تقبل بنظام مدني تكون له الولاية علي مشروعها الاقتصادي وامتيازاتها وحصاناتها كما صار معروفاً. وبعض عور المعارضة السودانية للإنقاذ أنها تظنه نظاماً "كيزانياً" بينما كيزانيته هذه مجرد طلاء سياسي لمصالح طبقة القوات المسلحة الحظية وقريناتها في الأمن والدفاع الشعبي والشرطة. ولنقف على منزلة الطلاء السياسي لحكم "الديش" فلتنظر للبوهيات العقائدبة العديدة لنظام نميري التي وسعها واحدة تلو الأخرى وقضى عليها كذلك. وبالنتيجة ليس في علمنا السياسي اليوم تحليل، ولو سطحي، لمنزلة القوات المسلحة في دولة الإنقاذ سوى أنها قد كوزنت الجيش. ولذا قلت مرة إن "الديش" في سياستنا الراهنة هو الفيل الذي في الغرفة كما في قول الخواجات يرمزون به للمسألة الواضحة التي يتغافلها الناس بأسبابهم.
    2- وامتنعنا بإفراغنا الجيش عن سياسة باطنة عن القيام بتحليل أدق وأذكى لعلاقة الأحزاب والجيش. فلم ينجح الحزب الشيوعي مثلاً في لفت النظر التاريخي إلى تعقيد علاقته مع انقلاب مايو بعد نصف قرن من قيامه. فتهمة الوسوسة بذلك الانقلاب راكبة عليه لا تجدي معها الحيثيات التي صدرت عنه لتعدد صور تعاطيه مع الانقلاب والخلاف الكبير بين فرقه حول الموقف منه. ولم نقصد بهذا تبرئة الحزب بل أن نعزز النظر في دقائق السياسة والحكم ومنعطفاتها لنربي ذائقة قكرية تنفذ من سطح الوقائع إلى أغوارها. فلو ظللنا على تميمة التسليم والتسلم كما كان آباؤنا ضربنا فجاج الخرافة وكنا قوماً بورا.
    ولم يقع لنا نظر أفضل إلى أمثولة التسليم والتسلم في فكرنا السياسي مع توافر كتابات نافعة لجهة مراجعتها عسانا نظفر بأليق منها في تحليل انقلاب عبود. وتقوم مراجعتي الحالية للأمثولة بعد النظر في مكتوبين. أولهما تقرير لجنة التحقيق في انقلاب 17 نوفمبر وفيه إفادات سائر المتورطين فيه. أما المكتوب الثاني فهو ما ظل ينشره الأستاذ محمد على محمد صالح من الوثائق الأمريكية عن السودان وفيها قسط كبير عن الانقلاب موضوع نظرنا.
    متى وقفت على المكتوبين رأيت أن التسليم والتسلم ليس واقعة تاريخية لا يأتيها باطل من أمامها أو خلفها. بله ستجد أنها مسألة خلافية بين الأطراف المتورطة في الانقلاب. فيزعم كل من البيه وعبود في رسائل السفير الأمريكي في السودان إلى بلده أنه صاحب فكرة الانقلاب الأصل. فقال البيه فيها أنه أوعز بالفكرة إلى عبود الذي قال بدوره أن لا صلة للبيه بالانقلاب البتة، وإنما هي فكرة استقل بها الجيش. ومن الجانب الآخر تجد في تقرير لجنة التحقيق في انقلاب 17 نوفمبر (كما هو متوقع) كلاً من البيه وعبود ينفي عن نفسه العلاقة بفكرة الانقلاب بصورة أو أخرى. فزعم البيه أنه لم يوعز بالانقلاب للجيش في حين أصر عبود على تسلمه الأمر بالانقلاب من البيه، رئيس الوزراء ووزير الدفاع. فمتى سلمنا في دوائر النظر السياسي والتاريخي بعقيدة "التسليم والتسلم" نكون قد أخذنا تطوعاً بزعم الجيش المتخرط من وزر الانقلاب أمام لجنة التحقيق. وهو أخذ لا غبار عليه لولا تغاضينا عن مزاعم أخرى للجيش صدرت عنه في همبريب الجاه والسلطان أنه من فكر في الانقلاب، ودبره، أصالة لا وكالة. وهي مزاعم لا يسقطها المؤرخ لأنه أعتقد في "التسليم والتسلم" وإلا كان التاريخ ممارسة طائفية أخرى تغني فيها العقيدة عن البحث. وترتب على إيمان العجائز هذا في التسليم والتسلم أننا لم نعط مزاعم البيه، في حال تثبيت أبوته للانقلاب تارة وتنصله عنه تارة أخرى، يومها في محكمة التاريخ. وليس هذا من النصفة في التحرى التاريخي. وسنجد ما سيستوقف النظر التاريخي ملياً في قوله أنه أوعز بالانقلاب للجيش في أشراط بعينها انقلب عليها الجيش أول ما انقلب بعد توليه زمام الأمور. وسيغرينا هذا بالبحث عن ملابسات بواعث الجيش للحنث باتفاقه مع البيه. فالبيه بريء حتى نستكمل التحري التاريخي في انقلاب 17 نوفمبر لا تلهينا عنه عبارة وقعت لنا في ملابسات ما، وتحربسنا عندها فسدت عين شمس الحقيقة عنا.


    mailto:[email protected]@missouri.edu

    *
                  

11-26-2014, 03:54 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحكم عام 1958 بين بروفيسور ع.ع.إبراهيم وم/ أبوبكر سيد احمد (Re: عبدالله الشقليني)



    (3)
    تسليم وتسلم 17 نوفمبر: حيرتو السفير الأمريكي ذاتو .. بقلم: د. عبد الله علي إبراهيم
    الأربعاء, 26 تشرين2/نوفمبر 2014

    من أطرف ما في رسائل السفير الأمريكي خلال عامي 1958 و 1959 بحثه المضني ليعرف من أمر بالانقلاب. ووجه الطرافة أن سائر السودانيين كان قد اتفق لهم أن انقلاب عبود كان مؤامرة أمريكية خالصة. وهي نظرية للحزب الشيوعي أذاعها في بيانه الأول صبيحة الانقلاب مفادها خشية الاستعماريين والرجعيين من تطورات ديمقراطية إيجابية بالسودان تسارعت ف"سلم عبد الله خليل بالتعاون مع الاستعماريين الأمريكان والإنجليز السلطة للقيادة الرجعية في الجيش بهدف المحافظة على كل المصالح الاستعمارية ووقف التطور الديمقراطي في البلاد" ( ثورة شعب 14).
    وتمسك الشيوعيون ب "التسليم والتسلم" بغير وازع. فأخذوا كلمة للواء أحمد عبد الوهاب بعد ثورة أكتوبر (12-11-1964) بجريدة الصحافة قال فيها إنهم قاموا بانقلاب لا ثورة "لسبب واحد أنه لم يكن هناك ما يدعو للثورة". وهو انقلاب لم يعلم عبد الله خليل البيه بتشكيل حكومته ولم يكن طرفاً في الحديث عنها. وعلم بالانقلاب لأنه تمتع بمكانة مرموقة في قلوب أبنائه الضباط. فرأى مثلهم مناسبة الوقت للانقلاب وباركه وقال ربنا يوفقكم. وتساءل الشيوعيون: رئيس وزراء يبارك الانقلاب على الدستور ويدعو لقادته بالتوفيق "أليس ذلك هو التسليم والتسلم" (14).
    ندين بالفضل لرسائل السفير الأمريكي النافعة لأن البيه كان يودع سره للأثيوبيا التي لا تحجب عن الأمريكيين شروى نقير من معارفها. فدون السفير الأمريكي في رسالة بتاريخ 17-8-1959 إلى خارجيته حديثاً له مع السفير الأثيوبي. فقال الأخير إن الأمبراطور هيلاسلاسي نصح البيه ألا يستدعي الجيش بأي صورة لحل الأزمة السياسية. ووضع أمامه خيارت تشبثت بالدستورية.. فقال له أن يحل البرلمان ويحكم استثنائياً ويُعين السيد عبد الرحمن المهدي رئيساً للجمهورية. وعرض له بديلاً عن ذلك أن يتحالف به مع الوطني الاتحادي بزعامة إسماعيل الأزهري نافضاً يده عن حلفه المزعج مع الختمية، وتعيين الإمام رئيساً للجمهورية وأبنه الإمام الصديق نائباً. وكان الإمبراطور مائلاً للحل الأخير ووافقه البيه. ولما التقى السفير الأثيوبي بالبيه في 15-11-1958 أخبره بأنه ساع في الحلف مع الاتحاديين. ولم يلبث عشر دقائق ليعود له قائلا إنه قرر أن يمسك الجيش بالحكم ليسترد السيطرة على الأوضاع بدون أحزاب. وقال إنه لم يشاور الإمام في الأمر . وبينما هما جلوس جاءت البيه رسالة من السفير السوداني في القاهرة مختومة بالشمع الأحمر وفيها نبأ تقارب الاتحاديين والختمية بواسطة مصرية. وتناقش البيه مع السيد أمين التوم والأمير عبد الله عبد الرحمن نقدالله بحضرة السفير الأثيوبي عما ينبغي فعله فتوافقوا على استعجال الانقلاب العسكري ليقع يوم 17 نوفمبر لا في 20 منه كما سبق لهم تحديده. وخرج السفير من اللقاء في السابعة مساء وعرف أن البيه سيصحب السيد ميرغني حمزة ليلتقيا بالسيد على الميرغني لإبلاغه بالانقلاب. وتبرير البيه لحجب خبر الانقلاب عن الإمام المهدي أنه لن يقبل به قبول الميرغني.
    ولى البيه في طريق الانقلاب لا يلوى على شيء حتى لنصح الامبراطور هيلاسلاسي اللاحق. فكان سفير أثيوبيا سارع بإرسال برقية للإمبراطور عن انقلاب البيه الذي سيقع خلال يومين. فصدرت التعليمات له أن يلتقي بالإمام المهدي ليمنع وقوعه. ولما التقى به قال الإمام إن البيه ينفذ انقلاباً بدون علمي. وكان خليل حاضراً فقال إنه أراد بالانقلاب خير السودان ومصلحة الإمام الذي سيصير رئيساً للجمهورية بالانقلاب. وقال إن الخطة أن ينقلب عبود بالجيش ويحل الأحزاب والبرلمان ويعين مجلس سيادة من العسكريين والمدنيين يكون الإمام على رأسه. ولكن الإمام قال له إنه لا يرغب أن يكون رئيساً لاي مجلس. وسأله عن الضمانات أن عبوداً لن يختار الرئاسة لنفسه متى فاز بالحكم. ولكن خليل طمأنه بأن عبود عسكري مثله وأنه يثق بذلك به.
    وحدث ما تخوف منه الإمام فتولى عبود الأمر وصار رئيساً للمجلس العسكري البلاد. وقال السفير الأثيوبي للسفير الأمريكي إنه التقى بالبيه بعد ستة شهور من الانقلاب. وجدد البيه قوله إن عبوداً سينقل الحكم للمدنيين ولكنه صار قلقاً ألا يفي الرجل بوعده. وهدد البيه أن يكشف للملأ ميثاقه مع عبود إن لم يبر بوعده. وقال إنه كبر ولا يخشى السجن ولا السجان. وعلق السفير أن العلاقة بين الإمام والبيه ساءت. وأن الأنصار منقسمون حول البيه. فهناك من نسبه إلى الخيانة لانقلابه على الحزب ومنهم من أثنى عليه إنقاذه البلاد من شرور مصرية لاحت. واستغرب السفير الأمريكي في آخر رسالته الدبلوماسية الأولى لاتفاق البيه رئيس الوزراء الشفوي مع عبود حول مصيره، ومصير وزارته، ومصير السودان.
    وجاء السفير الأمريكي في رسالة له لوزارة الخارجية بتاريخ 21-11-1958 بتفصيل نادر عن علاقة البيه بعبود نرى منه أن قادة الجيش استعجلوا البيه الانقلاب. فقال إن البيه اقترح الانقلاب على عبود فوافق. وبدا من الرسالة وكـأن البيه عاد يقلب خياراته السياسية الشقية، الدستورية ما تزال، كما نصح هيلاسيلاسي. وأبطا به تقليبه الأمر على وجوهه. وأنتظر عبود الأمر بالانقلاب. ولما تـأخر البيه استحثه عبود كي يحدد موعداً للأمر بالتحرك. فاختار البيه تاريخاً استبعده عبود والعسكر وقرروا أن لا ينتظروا طالما ضمنوا موافقة البيه المبدئية. وهذا قول مبتكر في تلبس حالة الانقلاب العسكر واستقلالهم بالقرار فيه بصورة ما. وكتب السفير أن عبوداً وعصبته جنحوا للانقلاب خوفاً مما ذكرناه في ما مضي من إشفاقهم من تحركات مصرية رمت إلى الإطاحة بدولة البيه. كما تحسبوا لما قد يقوم به صغار الضباط في بؤرهم السرية من يسارية ومصرية وبعثية وقومية عربية.
    وفر لنا خطاب السفير الأمريكي (22-11-1958) مادة صحافية انعدم النظر لمثلها كلية في الكتابة عن انقلاب عبود وأدوار العسكر والسياسيين فيه. تحمل عبود ورفاقه حسب الرسالة وزر الانقلاب وحدهم واستهجنوا قول من نسب انقلابهم إلى البيه. فنقل السفير للوزارة ملخصاً للقاء أجراه مصطفى أمين بأخبار اليوم المصرية مع عبود. فسأله عن مدى علم البيه بانقلابه فقال عبود إن لا صحة لهذا الأمر. وكل ما جاء عن علم البيه بالانقلاب هو مجرد أقوال وتخمينات مؤكداً أنه لم يكن يعلم شيئاً عن حركتهم. ثم نقل السفير في رسالة له بتاريخ 29-11-1958 عن جريدة الرأي العام لقاء أجرته مع اللواء أحمد عبد الوهاب، الرجل الثاني في الانقلاب. وقال اللواء للمحرر إن فكرتهم بالانقلاب قديمة طرأت لهم قبل الاستقلال وبعده بعد أن برهن السياسيون ورجال الأحزاب أنهم لا يقدرون على حكم السودان حقاً. فقد أهملوا مصالح الشعب السوداني، واهتموا بمصالحهم، ومناوراتهم، وفسادهم. وزاد بان غضب الضباط تنامي في خلايا سرية. وأوحى بأن تلك الخلايا كانت لصغار الضباط لقوله إن كبارهم مثله استشعروا واجب كبح تلك الخلايا على استمرار ولائهم للنظام الديمقراطي. ولكن طفح كيل الصغار فقرروا استباقهم للحكم بشرطين. وهما أن يعينوا موعداً مناسباً للتحرك وأن يحصلوا على تائيد قيادات الجيش. ولما سأله المحرر عن علم البيه المسبق بالانقلاب قال: "أقسم بالله أنه لم يكن يعرف ولا صلة له بما حدث. فقط كان يعرف أن هناك احتجاجات وسط صفوف الضباط." وقد رأينا أعلاه كيف أنه قال في 1964 بأن البيه علم بالانقلاب من أبنائه الضباط لحظوته بينهم، وأتفق معهم على مناسبة الوقت، لقلب الحكم وبارك عملهم.
    وبدا السفير الأمريكي في رسائله هذه مشغولاً جداً بمنشأ انقلاب اتفق كثير منا على أنه طبخة أمريكية من الألف إلى الياء. ففي رسالة للسفير بتاريخ 19-6-1959 نقل من حديث له مع البيه اعترافه بتعاونه مع العساكر لقيام الانقلاب لفساد النظام الديمقراطي. وزاد بأنه اتفق مع عبود أن يسترد الجيش القانون والنظام ثم يعود إلى ثكناته بعد تشكيل قيادة عسكرية تكون له، ويكون مجلس الوزراء للمدنيين تحت إشراف العسكريين. واستحسن البيه للسفير تشدد عبود إثر انقلاب اللواء محمد خير شنان واللواء محي الدين أحمد عبد الله الثاني في 1959. فقد أيقظه الانقلاب، في قول البيه، من ضعف اعترى نظامه. ولم ير البيه بأساً في الحكم بالإعدام بتوفر الأدلة. ومن رأيه أن استمرار عبود في الحكم مرده إلى الفوضى التي جاء بها شنان بانقلاباته.
    غير خاف أن نظرية "التسليم والتسلم" حالة عقائدية صفوية سودانية تفر من البحث فرار السليم من الأجرب. فأنظر كيف نتشبث بقشة "التسليم والتسلم" خشية أن ننغمس، كما هو واجب البحث، في ما يتواتر علينا من مظان المعلومات مثل تقرير لجنة التحقيق الحكومية في انقلاب 17 نوفمبر ورسائل الدبلوماسية الأمريكية ناهيك من المعلوم مما في الصخف والمجلات سودانية وعربية. لربما لم تغير هذه الأراشيف من عقيدتنا مثقال ذرة. ولكن أن ننصرف عنها في حوقلي "التسليم والتسلم" عوار ثقافي معيب. فلا عجب أن نظل على محجة "التسليم والتسلم" البيضاء بعد نظر واجب في هذه المظان. وهذا هو العلم بعد بحث. أما أن "نتدارق" من هذه المظان علقين بما كان عليه آباؤنا فهذه هي المحقة التي أوردتنا موارد التهلكة. ونقول يا الله مالنا؟
    mailto:mailto:[email protected]@missouri.edumailto:[email protected]@missouri.edu

    *

    (عدل بواسطة عبدالله الشقليني on 11-27-2014, 05:36 AM)

                  

11-26-2014, 07:20 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحكم عام 1958 بين بروفيسور ع.ع.إبراهيم وم/ أبوبكر سيد احمد (Re: عبدالله الشقليني)




    بدأ المهندس / أبو بكر سيد أحمد ملفه بالآتي :
    (1)
    Until lions have their historians, tales of the hunt shall always glorify the hunters.
    ~African Proverb
    "حتي تجد الاسود مؤرخا ستبقي قصص الصيد تمجد الصياديين"
    مقولة افريقية
    (اتحمل مسئولية ترجمتها وفقما تيسر لي من علم وهو قليل)
    ____________________________________________________________________
    مضي ما يقارب عقد من الزمان منذ اتي لي اخ صديق هو د.عابدين بكتاب "لمحات من تاريخ الزعيم الراحل الاميرالاي عبدالله بك خليل" وكنت قد طلبت من عابدين ان يتوسط لي لدي صديقه وزميله الدكتور امير عبدالله خليل مدير الفاو حينها في العراق ليمدني بمعلومات عن البك اضعها في صفحات عن النوبة والنوبية كنت قد ابتدرتها كاول تواجد نوبي اسفيري عند تحرير شبكة الانترنيت وظهورها في المنطقة الاسيوية والافريقية في العام 1995 وقد كان الاسم "نوبي " كثير الاستعمال في كتب صادرة لامريكان من اصل افريقي فاردت ان ابين ان النوبيين هم الذين في وادي النيل شمالا حتي اسوان وجنوبا حتي دنقلا وغربا حتي الجبال (نوبة الجبل) وليس كل افريقيا نوبيون .. ووالد البك عبدالله خليل كان نوبيا من بلانة وللنوبيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية والطائفية تقدير عظيم للبك عبدالله خليل رئيس وزراء السودان كونه المسئول السوداني الوحيد الذي جاسر ووقف ضد الرغبة المصرية في تهجيير النوبيين واغراق مناطقهم ودولة السودان المستقل حينها غضة لم يتجاوز عمرها عاما منذ استقلالها عن مصر وبريطانيا.. والسودانيون عموما يقدرون له موقفه البطولي الاخر مدافعا عن احتلال مصري لحلايب حينها والتي اليومومنذ العام 1995 تحت احتلال مصري عسكري .....وحيث ان الكتاب هو جهد عائلة عبدالله خليل وليس جهدا سودانيا عاما لكتابة تاريخ رجل له مواقف كثيرة بارزة في تاريخ السودان الحديث فلقد رايت ان انتظر عل هناك من مؤرخينا ونخبنا الذين تخصصو في كتابة التاريخ ويمتهنون الكتابة عموما ولا تحركهم عاطفة عائلية او اثنية او جهوية تؤرخ لهذا الرجل حتي لا تبقي "قصص الصيد تمجد الصياديين " ولكن يمضي العمر ولم اجد الا بعض اشارات عنه في كتابات نقلها الصحفي الالمعي محمد علي صالح من اضابير المخابرات الامريكية وبعض سطور في كتاب عن الامام عبدالرحمن المهدي (تحرير يوسف فضل وابوسليم والطيب شكاك ".. كلها اشارات وبضع سطور قليلة هنا وهناك

    وبعض من سيرة الرجل هي كما يلي وكما قرءت وسمعت وحضرت عهد رئاسته للوزراء وانا تليذا في الاولية :

    **احد ابطال ثورة 24 والمدافع الوحيد عن ضباطها معرضا نفسه كعسكري لكثير من الشكوك والمضايقة والنقل الي مواقع بعيدة واقل اهمية .. واهتمامه باسر قادة 24 بعد ان رحل من رحل
    **اول عسكري سوداني ينال درجة الجنراال "الاميرالاي" في زمن كانت القبضة الاستعمارية قوية علي البلاد واهلها نالها بقدرته العسكرية الفذه
    ا**حد مؤسسي مؤتمر الخريجيين فعبدالله خليل كان قد اكمل تعليمه الاكاديمي في كلية غردون وتخرج مهندسا وعضوا في دورة المؤتمر التي راسها المناضل المغفور له ابراهيم احمد والتي نادت بان يكون السودان دولة مستقلة
    **مؤسس لحزب الامة بامر من الامام عبدالرحمن المهدي وسكرتيرا عاما للحزب ذو موقف حاد وحازم تجاه استقلال السودان مما جعل الكثيرون يوصمونه بعداء لمصر
    ادوار قيادية في العمل السياسي السوداني قبل وبعد الاستقلال :عضوية المجلس الاستشاري و التشريعي والبرلمان الاول ووزيرا للزراعة واالاشغال ووزيرا للدفاع مرتيين ورئيسا للوزراء مرتين...
    **عرف بكرمه ######اءه ومناصرته للضعيف وقصة "المخبز" الذي كان امام بيته وارادت السلطات ازالته حيث كانن قادة العالم يزورونه كقائد ورئيس سوداني وارادو الا يرو مخبزا بلديا امام بيت الرئيس فرفض واصر علي بقاء الطابونة وقصص اخري كثيرة عن تكفله بابناء واسر وتعليمه وهو الذي رغم كل ما كان عليه وحين مرض لم يجد من يساعده الا منافسه السياسي اسماعيل الازهري عليهما رحمة من الله ومغفرة
    .
    ولكن رغم كل ذلك لا يذكر الناس له الا انه الذي "سلم السلطة المدنية المنتخبة الي عسكر عبود ".... ولقد التزم البك حتي وفاته كما قرءت الصمت في امر هذا التسليم لانه كما اشار كان يري انه لو تكلم لتضرر كثيرون....وفي وجهة نظري تلك كانت نظرة عاطفية رغم ما عرف عنه من حزم واستقلالية واعتداد بنفسه ومكانته وعدالته .. فالامر كما نري اليوم كان مدخلا لان يخرج العسكر من ثكناتهم الي الوزارات والقصور ويتركون ما اقسمو عليه حين تخرجو وعينو في الجيوش بان يلتزمو بدفاعهم عن الوطن كعساكر وليس وزراء وحكام خروجا عن واجبهم ودورهم...الامر اضر بمحاولات لخلق دولة ديمقراطية من خلال برلمانات منتخبة من الشعب وجعل السودان في دوامة الانقلابات العسكرية الفئوية والجهوية التي اضرت بالبلاد والعباد واليوم السودان مقبل علي اسوء مرحلة في تاريخه منذ ان عرف بحدوده الحالية (منذ ما يقارب قرنيين من الزمان ) بانفصال قريب للجنوب ساهمت فيه الجيوش السودانية بنصيب الاسد فكل او معظم انجازات هذه الجيوش التي تسيست بعد وصول جنرالات نوفمبر الي الحكم كل انتصاراتها هي في حروب ضد اهل السودان في الجنوب وان اكثر من 45 عاما من تاريخ السودان المستقل (55 سنة) هو حكم لهؤلاء العسكر بصورة او اخري ....
    ولكن:
    **** كيف لرجل يحمل في كتفه اعلي رتبة عسكرية وصل اليها سوداني في اربعينات القرن الماضي يستقيل تاركا ذلك المجد العسكري ليتفرغ لعمل سياسي حزبي ديمقراطي حتي يبعد العسكرية عن السياسة ويكون سكرتيرا ورئيسا فعليا لاكبر الاحزاب السياسية حينها ورئيسا لوزراء حكومة ائتلافية لم يكن حزبه هو الذي يملك اكثر المقاعد وانما قبلته الاحزاب الاخري والتي كانت تنافس حزبه احيانا لدرجة العداوة ليراس حكومة تجمعهم مع حزبه ايمانا منها في قدراته وديمقراطيته وحسمه .. كيف لرجل كهذا يقبل بان يسلم حكما ديمقراطيا الي عسكر ويكون نسيسا لدور العسكر وقد رفضه لنفسه سابقا ؟؟
    ****كيف لرجل قرءنا انه رفض ان يعلن الامام عبدالرحمن استقلال السودان بعد اقالة نجيب رغم توسلات رجال مفقربون من الامام لانه كان يريد ان يكون ذلك دستوريا وبرلمانيا وديمقراطيا .. كيف لرجل كهذا يسلم السلطة لجنرالات عسكر مخالفا للدستور ؟؟؟
    ****كيف لرجل ابتهج ا عندما علم بان ابنه الطالب كان يقود او احد قادة مظاهرة ضد حكومة والده (ولقد سمعت هذا في مقابلةتلفزيونية مع ابنه واسرته وقرءت ذلك كذلك ) فاشاد به لانه يعبر عن رايه وحقه في الرفض او القبول (فكر ديمقراطي ) ثم يقوم بتسليم اول سلطة ديمقراطية هو رئيسها الي ديكتاتورية عسكرية ؟؟؟
    ***كيف لرجل كان سكرتيرا لحزب كبير كحزب الامة وممثلا له في حكومة ائتلافية قرارا دون موافقه حزبة والاحزاب المتحالفة معه في حكومة واحدة ودون الرجوع اليهم ويسلم السلطة وكانها متاع شخصي له الي جنرالات عبود ؟؟؟لماذا لم نقرء او نسمع انه تعرض لمساءلة من حزبه والاحزاب التي قبلته رئيسا لحكومة الائتلاف ؟؟؟؟ وقرءت ان المغفور له الامام عبدالرحمن لم يكن متحمسا للعسكر ولكنه ومولانا الميرغني باركاه ؟؟ولاشك مطلقا في وطنية هذين القائديين العظيميين الا ان السؤال ملح حول المساءلة الحزبية فربما حدث او رفضا ما فعل البك الا ان الامر كان قد حسم بصورة او اخري ؟؟؟؟؟

    هل كان الرجل عليما بانقلاب عسكري قادم معزز بقبول مصري بعد ان قاوم هو كرئيس للوزراء اعظم مشروع لحركة الضباط المصرية "السد العالي" واعلن حربا ان حاولت مصر احتلال حلايب ؟؟ انقلاب ربما يصير دمويا او يستوجب تدخلا مصريا يعود بالبلاد الي ما قبل 1954 واشار علي رؤساءه وزملائه وحلافائه فقبلو علي مضض ان يسلم هو طوعا الحكم حفاظا علي استقلال السودان وحيث كانو كلهم عليميين بانضباط و اخلاص الرجل واستقامته وحفظه للسر فاقسم حفاظا لسرهم ووبان سرهم سيموت معه ولذا ترك الامر له دون غيره ؟؟؟؟
    كيف لاحزاب تعاركت كثيرا لتتفق علي حكومة ائتلافية لم تكن تعرف شيئا عن تفاصيل ما يحدث وتترك رئيس حكومتها الائتلافية بالغائهم جميعا ويسلم السلطة الي عسكر عبود ؟؟؟؟؟؟
    سكت الرجل ومات بسره وربما عاني مما لحق به وباسرته من اقوال تدينه"هو فقط" بانه الذي سلم السلطة المدنية الديمقراطية المنتخبة الي العسكر وبذلك ارتكب يكون لوحده مسئولا عن التضحية بالديمقراطية البرلمانية واقحام العسكر في الشان السياسي المدني ولكن التاريخ لا يرحم ولقد عاني السودان كثيرا من تاريخ شفاهي ملئ برؤي شخصية وعاطفية وحتي الذي وثق كان معظمه من اضابير ودفاتر يومية لرحالة اجانب او عسكر غزاة لا ما ندر ؟؟

    ربما هنالك ما كتب عن تاريخ هذا الرجل وامر تسليمه للسلطة الي عسكر عبود ولم يتيسر لي قراءته وبالتالي اعتذر مقدما اان لم استبين ذلك واشير اليه هنا ولكنني باحث عن حقيقة فامر تسليم سلطة يقوم بها رجل واحد في حكومة ائتلافية وبوجود قيادات سياسية وتنفيذية في تاريخ السياسة والحزبية السودانية تشاركه الحكم والادارة والمسئولية امر صعب ان يستوعبه عقلي ؟؟؟؟
    اذا افترضنا ان الرجل قد ضحي بنفسه وسمعته وتاريخه العظيم حفاظا لسر يحمي به الاخريين وقسم التزم به فلماذا لم يفعل اخر من الكثيرين الذين ربما حماهم بسكوته وقسمه فعادوا ملئ السمع والبصر وعادو الي واجهة الحكم نافذيين اقوياء من خلال ثورة شعبية عارمة قادرة علي حمايتهم من اية تدخلات ويكشف بعض من حقيقة ما حدث ويوفي لهذا الرجل بعض من حقه وحق نسله من مذمة تسليم سلطة منتخبة الي عسكر ؟؟؟
    رحم الله الاميرلاي عبدالله بك خليل وكافة رجالات ذلك الزمن فلقد كانت لهم بصماتهم في تاريخ السودان الحديث الا انهم رحلو دون ان يتركو لاجيال سودانية قادمة بعض من حقيقة ما انجزو وما عايشو وساهمو فيه وقررو ايجابا او سلبا وتركو الامر لاستقراءات شخصية واجتهادات اخريين ...

    المسئولية تجاه اجيال صغيرة وقادمة يستوجب ان نبدء بحثا جادا عن حقائق وتاريخ احداث وقرارات اثرت ايجابا او سلبا في الذي يحدث الان في بلادنا ....هذا هو غرضي ومبتغاي وليعين الله السودان وشعوبه ....
    *
                  

11-27-2014, 06:21 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية الحكم عام 1958 بين بروفيسور ع.ع.إبراهيم وم/ أبوبكر سيد احمد (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote:

    وثائق اميركية عن عبد الله خليل (2): الخطر الشيوعي: واشنطن: محمد علي صالح

    الاثنين, 04 يناير 2010 وثائق اميركية عن عبد الله خليل (2):
    مقابلة مع السفير الامريكي:
    "المعسكر الشيوعي يستهدف السودان"
    "السودانيون طيبون والإسلام لن يسمح بانتشار الشيوعية"
    واشنطن: محمد علي صالح

    من وثائق وزارة الخارجية الأميركية عن السودان، في السنة الماضية كانت وثائق عن إسماعيل الأزهري، أول رئيس وزراء (1954-1956)، بداية من أول انتخابات، وأول برلمان. كانت خمسة وعشرين حلقة.
    وفي السنة التي انتهت الآن، كانت وثائق الحكومة العسكرية الثانية، بقيادة المشير جعفر نميري (1969-1975، آخر سنة كشفت وثائقها). كانت ثمانية وثلاثين حلقة.
    ومع بداية السنة الجديدة، توجد هنا ثاني حلقة عن عبد الله خليل، رئيس الوزراء بعد الأزهري (1956-1958)، خلال الديمقراطية الأولى.
    وبعدها ستأتي وثائق الحكومة العسكرية الأولى، بقيادة الفريق إبراهيم عبود (1958-1964). وبعدها ستأتي وثائق ثورة أكتوبر سنة 1964، والديمقراطية الثانية (1964-1969).
    ----------------------------------------------------------
    ميزان القوى السياسية:

    التاريخ: 12-7-1956
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: ميزان القوى السياسية
    "قبل أسبوع، يوم 4-7، سقطت حكومة إسماعيل الأزهري، زعيم الحزب الوطني الاتحادي، لتخلفه حكومة عبد الله خليل، زعيم حزب الأمة. وسجل ذلك تحولا سياسيا هاما في السودان ...
    حسب التصويت، صار واضحا أن المنافسة الرئيسية هي بين: في جانب، الحزب الاتحادي وهو حزب حضاري، ويعتمد على المدن والمثقفين. وفي الجانب الآخر، حزبي الأمة والشعب الديمقراطي، وهما حزبان تقليديان ويعتمدان على طائفتين دينيتين: الأنصار وإمامهم المهدي، والختمية وأمامهم الميرغني ...
    تتمركز قوة حزب الأمة في مناطق نفوذ أنصار المهدي، في ألاثنتي وعشرين دائرة التي فاز بهما في انتخابات سنة 1954 (انظر قائمة النواب المرفقة). تقع أغلبية هذه الدوائر في دارفور وغرب كردفان وأجزاء من الجزيرة وعلى النيلين الأبيض والأزرق.
    وتتمركز قوة حزب الشعب الديمقراطي في مناطق نفوذ الختمية، في المديرية الشمالية وكسلا وشرق السودان. غير أن بعض الذين انشقوا على الحزب الاتحادي يمثلون بعض المدن، مثل الخرطوم بحري (على عبد الرحمن) وامدرمان جنوب (ميرغني حمزة).
    وتتمركز قوة الحزب الاتحادي، كما ذكرنا، في المدن، وشرق كردفان والجزيرة وعلى النيلين الأبيض والأزرق.
    الآن، يحكم السودان عبد الله خليل الذي كان انتقد الأزهري للأتي:
    أولا: تحالف مع مصر (قبل أن يتغير نحو الاستقلال).
    ثانيا: ضرب قوات الأنصار في الخرطوم (أول مارس سنة 1954).
    ثالثا: أهمل في التمرد في الجنوب (سنة 1955).
    رابعا: أهمل في كارثة عنبر كوستي (سنة 1955).
    رابعا: أشاع الفساد والمحسوبية.
    لكن، تولى عبد الله خليل الحكم ليس بسبب أخطاء الأزهري هذه بقدرما بسبب تحالف طائفي أنصاري وختمي قرر، مسبقا، التخلص من الأزهري.
    غير ان عبد الله خليل لا يعتمد على اغلبية واضحة في حكم السودان، ولا يبدو ان التحالف الذي جاء به إلى الحكم سيظل متحالفا، وذلك للأسباب الآتية:
    أولا: حسبنا ووجدنا انه ينتمي إلى حزبه 24 نائبا، والى حليفه الحزب الختمي 17 نائبا. بينما للحزب الاتحادي، وهو في المعارضة، 31 نائبا.
    ثانيا: لا نعتقد أن عبد الله خليل يقدر على أن يضمن ان كل النواب الجنوبيين والجمهوريين والمستقلين الذين صوتوا معه سيقفون معه دائما.
    ثالثا: نتوقع عدم استمرار التحالف بين الأنصار والختمية. خاصة لان الأنصار،عبر تاريخهم، لا يرتاحون للمصريين، بينما الختمية، تاريخيا، هم دعامة مصر في السودان.
    رابعا: نتوقع اهتزازا داخل الحزب الختمي الحليف، وذلك بسبب نفور واضح وسط قادته الثلاثة الكبار: ميرغني حمزة، وعلى عبد الرحمن، ومحمد نور الدين
    خامسا: لا نعرف كثيرا عن مواقف ستة نواب لم يصوتوا لا مع الأزهري ولا مع عبد الله خليل.
    سادسا: يوجد اتفاق مبدئي بين الأحزاب الرئيسية على اجراء انتخابات عامة في الشتاء القادم، مع بداية سنة 1957.
    لهذا، ستكون الستة شهور القادمة حاسمة، ليس فقط بالنسبة لحكومة عبد الله خليل، ولكن ايضا بالنسبة للمسير الديمقراطي للسودانيين.
    من سيفوز؟
    الوقت مبكر، لكننا نتوقع أن يكسب حزب الأمة بعض الدوائر من الحزب الاتحادي. وان يكسب الاتحادي بعض الدوائر من حزب الشعب الختمي (مثل دائرتي على عبد الرحمن وميرغني حمزه، وهما في العاصمة، حيث نفوذ الاتحاديين قوي جدا).
    ومرة أخرى، يعتمد ميزان القوى السياسية بين الأحزاب الشمالية على موقف الجنوبيين. صوت مع عبد الله خليل 14 نائبا من حزب الأحرار الجنوبي. ولا يوجد جنوبي في حزب الأمة. بينما يوجد ستة جنوبيون في الحزب الاتحادي. ولم يحضر جنوبيان التصويت.
    يسيطر الجنوبيون، مع اختلاف أحزابهم على ربع البرلمان تقريبا. ويجب ألا تخدعنا انتماءاتهم لأحزاب شمالية، وذلك لان همهم الأساسي هو مستقبل الجنوب. لهذا، فان موقف الأحزاب الشمالية من قضية الجنوب سيكون عاملا هاما، ليس فقط بالنسبة للجنوبيين، ولكن، أيضا، بالنسبة لمستقبل السودان ...
    (تعليق: بعد حلقتين، ستأتي وثائق عن عبد الله خليل والجنوب).

    ملحق:

    نواب الأحزاب الرئيسية الشمالية حسب تصويت يوم 4-7-1956
    (لا تشمل أسماء أربعة مستقلين واثنين من الحزب الجمهوري الاشتراكي صوتوا مع عبد الله خليل):

    حزب الأمة (24):

    عبد الله بكر (القضارف جنوب)، عبد الله خليل (دارفور شرق)، عبد الرحمن محمد ابراهيم دبكه (نيالا بقارة)، عبد الرحمن عمر عبد الله (دار حمر شمال وغرب)، احمد الامير محمود (سنار والكواهله)، بانقا محمد توم (ود الحداد)، الفاضل البشرى (دار حمر جنوب شرق)، فاضل محمود عبد الكريم (مسيرية حمر)، قسم السيد عبد الله النور (الحوش)، حماد ابو سدر (الجبلين شمال شرق)، حمد محمد دفع الله (مسيرية زرق)، ابراهيم ادريس هباني (الدويم شمال شرق)، امام دفع الله (الحلاوين)، محمد الطيب صالح (كتم شرق)، رحمة الله محمود (دارفور وسط)، ميرغني حسين زاكي الدين (البديرية)، محمد عبد الباقي المكاشفي (المناقل)، مصطفى محمد حسن (نيالا)، نصر الله سالمين سياله (الجبلين شمال غرب)، عمر اسحق آدم (كتم وسط)، الشريف السيد الفكي (كوستي جنوب)، الصديق عبد الرحمن المهدي (كوستي شمال)، يعقوب حامد بابكر (الفونج شمال)، كمال عبد الله الفاضل (الدويم جنوب شرق).

    حزب الشعب الديمقراطي (17):

    أبو فاطمة باكاش (الهدندوه)، على عبد الرحمن (الخرطوم بحري)، هاشم محمد سعد (بورتسودان)، حسن محمد زكي (الفونج جنوب)، إبراهيم الحسن أبو المعالي (ريفى الخرطوم جنوب)، إبراهيم حسن المحلاوي (عطبرة)، مجذوب ابو على موسى (طوكر)، المرضي محمد رحمة (بربر)، ميرغني حمزة (امدرمان جنوب)، محمد احمد ابو سن (رفاعة)، محمد أمين السيد (دنقلا)، محمد كرار كجر (امرأر وبشاريين)، محمد محمود محمد (ريفي كسلا)، محمد نور الدين (حلفا)، عمر حمزة محمد احمد (ريفي الخرطوم شمال)، المجذوب إبراهيم فرح (شندي)، يوسف عبد الحميد إبراهيم (زالنجي شمال غرب).

    الحزب الوطني الاتحادي (31):
    بوث ديو (الزراف)، إبراهيم المفتي (الخريجين)، احمد ادريس ابو الحسن (مروي)، سانتينو دينق (اويل)، مبارك زروق (الخريجين)، الوسيلة الشيخ السماني (الدويم غرب)، عبد الله محمد التوم (المدينة)، مشاور جمعه سهل (دار حامد غرب)، مدثر على البوشي (مدني)، يعقوب رحال (كادوقلي)، محمد الصديق طلحة (ريفي الخرطوم شرق)، فلمون ماجوك (يرول)، التيجاني ابراهيم عايف (دار حمد شرق)، اكيج خميس رزق الله (أويل غرب)، محمد هارون تيمه (الجوامعة غرب)، محي الدين حاج محمد (تقلي جنوب)، محمد حمد أبو سن (القضارف شمال)، اسماعيل الازهري (امدرمان شمال)، يحى الفضلي (الخرطوم جنوب)، ابراهيم الطيب بدر (الكاملين)، الشاذلي الشيخ برير (الجوامعة شرق)، حسن عوض الله (امدرمان غرب)، محمد احمد المرضي (الخرطوم)، حسن عبد القادر (الأبيض)، محمد جبارة العوض (كسلا)، إدريس الزيبق (تقلي شمال)، فضل الله على التوم (الكبابيش)، خضر حمد (الخريجين)، عبد النبي عبد القادر (الرنك وملكال)، أرباب احمد شطة (زالنجي جنوب غرب)، كسماس ربابو (الزاندي).

    لم يصوتوا (6):
    حسن الطاهر زروق، حسن جبريل سليمان، حماد توفيق، طيفور محمد شريف، ايليا كوز، داك داي.
    --------------------
    مقابلة مع عبد الله خليل:

    التاريخ: 9-10-1956
    من: السفير، الخرطوم
    إلى: وزير الخارجية
    الموضوع: مقابلة مع رئيس الوزراء
    "أول من أمس، وخلال حفل عشاء كبير في منزل محمد احمد محجوب، وزير الخارجية، وجدت نفسي واقفا في ركن من الحديقة الجميلة إلى جوار عبد الله خليل، رئيس الوزراء. وكان معنا ستيفان ايغاز، سفير المجر، الذي، لفترة، سيطر على الحديث، رغم أن لغته الانجليزية كانت ضعيفة. ورغم انه لم يكن يراعى التقاليد الدبلوماسية في تصرفاته. ورغم أن زوجته كانت تقاطعه مرة بعد أخرى. وتطلب منه أن ينضم إلى فريق كانت تقف معه. وعندما قاطعته للمرة الثالثة، تركنا. وتنفسنا، عبد الله خليل وأنا، نفسا عميقا. وبقدرما كنا انزعجنا من قلة أدب الزوجة، ارتحنا لان الزوج كثير الكلام تركنا. وقال عبد الله خليل في تهكم واضح: "هؤلاء الناس يريدون تحويل السودان نحو الشيوعية."
    وكانت هذه الجملة مدخل الحديث مع عبد الله خليل. لكنها كانت امتدادا لما قال سفير المجر. ماذا قال سفير المجر؟
    كان يعلق على التوتر الحالي حول تأميم مصر لقناة السويس ...
    (تعليق: يوم 26-7-1956، بعد أيام من تولى عبد الله خليل رئاسة الوزارة، أعلن الرئيس المصري جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس. فعل ذلك لان البنك الدولي، بسبب ضغوط أمريكية، ألغى قرار تمويل السد العالي. غضب الأميركيون لان عبد الناصر اعترف بالصين الشعبية التي كانت أميركا ترفض الاعتراف بها. واشترى أسلحة من تشيكوسلوفاكيا (من دون المعسكر الشيوعي). في نفس الوقت، أيضا غضبت بريطانيا وفرنسا لتأميم قناة السويس. وبدآ يخططان، بالتعاون مع إسرائيل، لغزو مصر وإسقاط الرئيس عبد الناصر.
    ويوم 29-10-1956، بعد عشرين يوما من هذه المقابلة بين عبد الله خليل والسفير الأميركي، بدأ العدوان الثلاثي على مصر. وصلت القوات الإسرائيلية حتى قناة السويس، ونزلت قوات بريطانية وفرنسية في قناة السويس. غير أن أمريكا وروسيا اعترضا. وهددت روسيا بالتدخل إلى جانب مصر، وخوفا من مواجهة عالمية، ضغطت أميركا على بريطانيا وفرنسا وإسرائيل. وسحبت هذه قواتها. وحلت محلهما قوات تابعة للأمم المتحدة).
    قال سفير المجر وهو يخاطبني: "انتم والبريطانيون تعتقدون أن العرب لا يزالوا كما كانوا قبل خمسين سنة. لكن العرب تطوروا وصاروا متحدين. وأي اقتراح لحل مشكلة قناة السويس لا يضع اعتبارا لهذه الحقيقة لن ينجح."
    لهذا، عندما قال لي عبد الله خليل: "هؤلاء الناس يريدون تحويل السودان نحو الشيوعية"، وضحت في ذهني الصورة الكبيرة لإستراتيجية المعسكر الشرقي في المنطقة، في مصر وفي السودان وفي غيرهما.
    وفي إجابة على سؤال مني، قال عبد الله خليل ان روسيا كانت تريد زيادة نفوذها الشيوعي لفي إثيوبيا، وكانت تريد تحويل إثيوبيا الى نقطة لنشر نفوذها في المنطقة. لكنها فشلت لان هيلاسلاسى (حليف أميركا) تحدى الضغوط الشيوعية، وأيضا رفض الإغراءات الشيوعية. لهذا، الأن يريد المعسكر الشرقي الانتقال إلى السودان لنشر نفوذه في المنطقة.
    وقال عبد الله خليل: "نظف هيلاسلاسي إثيوبيا من الشيوعيين. لهذا، اتجهوا نحونا، ولهذا ترى دبلوماسييهم انقضوا علينا مثل النحل."
    وقال: "أنا متأكد أنهم سيفشلون في السودان أيضا. لا أنكر وجود شيوعيين في السودان. لكن طبيعة السودانيين لن تسمح لهم بزيادة نفوذهم. يراهم السودانيون مثل دين غريب. وهم يعتمدون على مواجهة بين الفقراء والأغنياء. لكن، لا يوجد فقر حقيقي في السودان. الحياة "ايزي" (سهلة). ايضا، يواجه الشيوعيون عاملين: اولا: طبيعة السودانيين الطيبة. ثانيا: دين الإسلام."
    وسألته عن الضغوط الخارجية على السودان. وقال: "لن يقدر الشيوعيون على زيادة نفوذهم في السودان إلا إذا حدث تدخل خارجي واضح. لكنى لن اسمح بذلك. ولهذا، انا حريص على مواجهة نشاطات الدبلوماسيين من الدول الشرقية، مثل سفير المجر هذا" (الذي كان يتحدث معنا قبل ان تناديه زوجته).
    وقال عبد الله خليل إن السودان يحتاج إلى شبكة مواصلات واتصالات. وأشار إلى خطة لمد الخطوط الحديدية من كوسني إلى جوبا. وان السودان يحتاج إلى مساعدات أجنبية لتحقيق ذلك ...
    لسوء الحظ، انقطع حديثي مع عبد الله خليل قبل إكمال هذا الموضوع عندما انضم إلينا آخرون ... "


    *
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de